أحداث الثلاثاء، 06 كانون الأول 2011
العربي عن شروط دمشق للتوقيع: لم نسمع بها من قبل
القاهرة – محمد الشاذلي؛ دمشق، نيقوسيا – «الحياة» – ا ف ب
رد الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي على الرسالة التي تلقاها اول من امس الاحد من وزير الخارجية السوري وليد المعلم، من اجل التوقيع على بروتوكول التعاون لتنفيذ المبادرة العريبة.
وقال العربي ان الشروط الواردة في الرسالة السورية «تتضمن أمورا جديدة لم نسمع بها من قبل»، موضحا ان خطاب المعلم يقول إن سورية مستعدة للتوقيع على بروتوكول بعثة مراقبي الجامعة ولكنه (المعلم) وضع شروطا وطلبات وهذه الشروط والطلبات ُتدرس بالتشاور مع وزراء الخارجية العرب. وشدد على أنه لا توجد مهل أخرى لسورية وأن العقوبات الاقتصادية اتخذت بقرار من مجلس الجامعة على مستوى وزارء الخارجية الذي اجتمع في القاهرة في 27 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ولا يمكن رفعها الا بموجب قرار جديد يصدر عن مجلس الجامعة.
وعما إذا كانت الشروط السورية مخالفة لروح وثيقة بروتوكول بعثة المراقبين أو انها تفرغها من مضمونها، أشار العربي إلى أن اتصالاته ما زالت جارية مع وزراء الخارجية العرب وتم اطلاعهم على رسالة المعلم ولم يتقرر شيء حتى الآن. وعن زيارته العراق المقررة يوم الخميس المقبل قال إن هذه الزيارة مهمة للغاية باعتبار العراق دولة مؤسسة للجامعة العربية وسيتم خلال الزيارة التشاور مع القيادات هناك فيما يتعلق بالترتيبات الخاصة بقمة بغداد المقررة في آذار (مارس) المقبل.
وكان الناطق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي نفى امس ان تكون سورية وضعت شروطاً لتوقيع البروتوكول، مؤكدا التعاون مع بنود الخطة العربية وفق المفهوم السوري لها. وقال ان «الشروط هي عندما تغير في بنية التعاون وجوهره. إلا ان ما قدمته سورية لم يمس لا البنية ولا الجوهر». وزاد ان موقف دمشق يهدف إلى «ان نكون على صفحة واحدة مع الامين العام وكي تكون هناك مرجعية معروفة حرصاً على انجاح المهمة». واعتبر مقدسي «ان التوقيع في دمشق هو بهدف اعطاء بعض النبض للجسد العربي الذي توجه له الضربات، ورسالة ايجابية من سورية بأننا مؤمنون بالحل العربي ونود إنجاحه طالما ان هذا الحل هدفه مساعدة سورية والمساعي الحميدة وليس تأزيم الوضع».
وأوضحت مصادر الجامعة لـ «الحياة» أن العربي، اضافة الى ابلاغ رسالة المعلم إلى وزراء الخارجية العرب، أجرى اتصالات عدة طوال يوم أمس بعدد من الوزراء بشأن الرسالة السورية، وذلك بهدف إعداد رده عليها. وتوقعت مصادر ديبلوماسية ان تتجه الدول العربية إلى إبلاغ دمشق برفض الشروط السورية. كما كشفت المصادر «أن بعض الوزراء العرب أبلغ العربي أن شروط دمشق غير منطقية وتصل إلى حد ليّ ذراع الجامعة وأن ذلك يوضح أن سورية تستهلك الوقت ولا تريد الحل».
وكان المعلم بعث برسالة إلى الامانة العامة للجامعة تتضمن الموافقة على التوقيع على بروتوكول بعثة المراقبين، ولكن في دمشق وليس في مقر الجامعة في القاهرة، فضلا عن اعتبار الملاحظات التي أبدتها الجزائر بشأن بعض البنود الواردة في البروتوكول وما صرح به الأمين العام للجامعة ورئيس اللجنة الوزارية المعنية بتطورات الوضع في سورية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني حول تأكيد رفض التدخل الأجنبي في الشأن السوري جزءا لا يتجزأ من مشروع البروتوكول. كما طلبت رسالة المعلم اعتبار كافة القرارات الصادرة عن اجتماعات الجامعة التي لم تشارك فيها سورية ومن بينها قرار تعليق عضويتها في الجامعة والعقوبات بحقها لاغية عند توقيع مشروع البروتوكول بين الجامعة والحكومة السورية. كما طلب المعلم في رسالته من العربي القيام بإبلاغ الأمين العام للأمم المتحدة برسالة خطية تتضمن الاتفاق والنتائج الإيجابية التي تم التوصل اليها بعد التوقيع على مشروع البروتوكول والطلب منه توزيع الرسالة كوثيقة رسمية على رئيس وأعضاء مجلس الأمن وعلى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
ميدانياً، قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان ثلاثة عناصر امن بينهم ضابط برتبة ملازم اول بالاضافة الى شرطي قتلوا امس بعد اطلاق الرصاص عليهم امام محكمة داعل في ريف حمص من قبل منشقين وقتل ايضاً سبعة مدنيين. كما عثر على 34 جثة لاشخاص سبق ان خطفوا من قبل «الشبيحة». فيما ذكرت هيئة تنسيق الثورة ان مسجد خالد بن الوليد في حمص تعرض لقذائف المدفعية من قبل قوات الامن السورية. ونقل المرصد السوري ان مجموعة مسلحة موالية للنظام في منطقة الحولة (في محافظة حمص) خطفت حافلة نقل صغيرة كانت تقل 13 راكبا وسائق الحافلة بينما كانت متجهة من حمص الى الحولة. كما نفذت قوات الامن السورية حملة مداهمات واعتقالات في الاحياء الجنوبية من مدينة بانياس وفي قرية البيضا في المنطقة نفسها اسفرت عن اعتقال عشرات المواطنين. وكان نحو ثلاثين شخصاً قتلوا في مواجهات في حمص اول من امس الاحد.
على صعيد آخر، اعلنت دمشق امس ان القوات المسلحة السورية نفذت مشروعين، احدهما عملياتي للقوات الصاروخية والثاني تكتيكي للقوات المدرعة. وافادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) بانهما نفذا بـ»الذخيرة الحية في ظروف مشابهة لظروف المعركة الحقيقية»، اذ اختبرت «قدرة سلاح الصواريخ وجاهزيته في التصدي لأي عدوان قد يفكر به العدو، وأصابت أهدافها بدقة وحققت نتائج نوعية متميزة أكدت الكفاية العالية التي يتميز بها رجال الصواريخ في استخدام العتاد الصاروخي الحديث الذي يعد الذراع الطولي لجيشنا العقائدي البطل». وبث التلفزيون الرسمي صورا للمشروعين اللذين نفذا في حضور وزير الدفاع العماد داود راجحة ورئيس الاركان فهد جاسم الفريج. ووضعت «سانا» المشروعين «في إطار خطة التدريب القتالي» للعام الجاري.
دمشق توافق بشروط على بروتوكول المراقبين
وتصاعد في عمليات القتل الطائفي بحمص
شركة “توتال” العملاقة للنفط توقف نشاطها في سوريا
كلينتون تلتقي شخصيات من المعارضة السورية في أوروبا
دمشق – جوني عبو والوكالات:
أعلنت دمشق أنها ردت بـ”ايجابية” على جامعة الدول العربية في ما يتعلق بتوقيع بروتوكول نشر مراقبين في البلاد “وفق الاطار الذي يستند الى الفهم السوري لهذا البروتوكول” واشترطت ان يتلازم التوقيع مع رفع العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الجامعة على سوريا وأن يلغى قرار تعليق مشاركة دمشق في الاجتماعات التي تعقدها الهيئات التابعة للجامعة. ووقت قال الامين العام للجامعة نبيل العربي ان مشاورات تجري في شأن الرد السوري، سقط العشرات من القتلى في تصاعد لموجة العنف الطائفي في مدينة حمص.
وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي في مؤتمر صحافي بدمشق بأن سوريا “ستوقع بروتوكول جامعة الدول العربية ضمن اطار ايجابي يستند الى الفهم السوري للبروتوكول”.
وأضاف “ان الطريق بات سالكا لتوقيع البروتوكول وأن دمشق اتخذت هذه الخطوة حفاظا على العلاقات العربية – العربية وحرصا على السيادة السورية”. وأوضح ان “ما قدمته سوريا لا يمس بجوهر البروتوكول وهي لم تضع شروطا، لكنها أرادت ان يكون البروتوكول متجانسا، وأرادت ايضاحات واستفسارات لكي يكون هناك تنسيق عالي المستوى من أجل نجاح مهمة الوفد”.
وسألته “النهار” هل تسمح السلطات السورية بحرية الحركة لخبراء الوفد في زيارة الاماكن التي يختارونها من دون مرافقة السلطات السورية، فأجاب مقدسي: “ان التنسيق سيكون عالي الجودة، وسوريا تريد حرية تحرك للوفد، لكنها ستشكل لجنة وطنية لمواكبة الوفد… دمشق تريد منع التدويل وتريد وقف العنف والتعاون الايجابي”.
وردا على سؤال آخر، قال ان “البروتوكول ليس هو الخلاص انما هو خطوة على طريق الحل. هناك معارضة في الخارج تريد إقصاء السلطة وترفض الحوار وتقوم بالاقصاء”.
وهل ثمة رسائل تريد دمشق توجيهها من خلال المناورات العسكرية التي قامت بها الاحد؟ أجاب: “هي مناورات تدريبية تجري كل فترة، لكنها في هذه الظروف بالذات تريد تأكيد الجاهزية القتالية للجيش، خصوصا ان سوريا تعيش في منطقة معقدة”.
وقال ان “دمشق تريد التأكيد مجددا على التعامل بايجابية مع جامعة الدول العربية لضخ النبض في العلاقات العربية – العربية”، وأن “السلطات السورية أحاطت الجانب الجزائري بالموقف السوري”. وشدد على ان سوريا في “ايجابيتها في التعامل مع البروتوكول لا تقوم بأية مناورات، وان القيادة السورية تختار مصلحة بلادها”.
وهل سوريا ورقة مساومة بين الدول العربية؟ أجاب: “سوريا تأسف لهذا الموقف، للدول العربية حقها المطلق في السيادة، كما أن لسوريا الحق في ذلك، ومن هنا تنطلق سوريا من مبدأ ان يكون الحل سوريا بامتياز”.
واعتبر ان “الدور القطري الحالي لا يمكن ان يكون المحرك للعمل العربي، فهناك وهن عربي، مع الاحترام للجميع، وهناك مخطط للمنطقة واستهداف لمحور الممانعة، فهم يريدون كسر الضلع السوري. ومثال ذلك تصريحات المعارضة في الخارج (“المجلس الوطني السوري”) التي قالت انها اذا وصلت الى السلطة في سوريا ستقطع العلاقة مع ايران وحزب الله، وهذا مؤسف ولا يمت الى الشارع السوري بصلة”.
وردا على سؤال عما اذا كانت دمشق متفائلة بتوقيع البروتوكول، قال: “نحن متفائلون ولكن بحذر”.
رسالة المعلم
وأفادت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم بعث برسالة الى العربي أبلغه فيها ان “دمشق تود أن يجري التوقيع بينها وبين الامانة العامة لجامعة الدول العربية على مشروع البروتوكول في دمشق استنادا الى خطة العمل العربية التي اتفق عليها في الدوحة بتاريخ 30 /10 :2011”.
وجاء في الرسالة ان ذلك يستند ايضا الى الاستفسارات والايضاحات التي طلبتها سوريا من الامين العام للجامعة وردوده عليها، فضلا عن المواقف والملاحظات التي تقدمت بها الجزائر وما صرح به رئيس اللجنة الوزارية والامين العام للجامعة تأكيدا لرفض التدخل الاجنبي في الشأن السوري والتي تعتبر جميعها جزءا لا يتجزأ حسب فهمنا لمشروع البروتوكول.
وأضافت ان الحكومة السورية تعتبر جميع القرارات الصادرة عن مجلس الجامعة العربية في غياب سوريا وضمنها تعليق عضوية الجمهورية العربية السورية في الجامعة العربية، والعقوبات التي أصدرتها اللجنة الوزارية والمجالس الوزارية العربية في حق سوريا لاغية عند توقيع مشروع البروتوكول بين الجانبين.
كما تضمنت الرسالة دعوة للامانة العامة للجامعة لابلاغ الامين العام للامم المتحدة رسالة خطية تتضمن الاتفاق والنتائج الايجابية التي تم التوصل اليها بعد توقيع مشروع البروتوكول والطلب منه توزيع الرسالة على رئيس مجلس الامن والاعضاء وعلى الدول الاعضاء في الامم المتحدة كوثيقة رسمية.
العربي
وفي القاهرة، صرح العربي بانه يجري مشاورات مع وزراء الخارجية العرب في شأن “شروط” دمشق لتوقيع بروتوكول المراقبين في سوريا.
واكد ان المعلم “ارسل رسالة الى الامانة العامة للجامعة العربية قال فيها ان سوريا مستعدة لتوقيع بروتوكول بعثة المراقبين العرب، لكنه وضع شروطاً وطلبات”، موضحاً ان “هذه الشروط والطلبات تدرس حالياً بالتشاور مع المجلس الوزاري” للجامعة.
وسئل هل الشروط السورية تفرغ المبادرة العربية لتسوية الازمة السورية من مضمونها، فأجاب ان “هذه الشروط فيها امور جديدة لم نسمع عنها من قبل”.
واكد ان العقوبات العربية على سوريا “سارية”، وانه لن تحدد اي مهل اخرى قبل تنفيذها.
عشرات القتلى
وفي تطور امني خطير، قال ناشطون في حمص ان اكثر من 60 جثة نقلت الى مستشفيات عدة في المدينة.
ولم تتضح ملابسات مقتل هؤلاء، لكن ناشطين ومقيمين في احياء عدة من المدينة تحدثوا عن سلسلة من عمليات الخطف منذ الاحد، وهو اسلوب استخدم في عمليات قتل طائفي اخيراً في المدينة احد معاقل المعارضة المسلحة للرئيس بشار الاسد.
وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان ميليشيات موالية للاسد خطفت وقتلت 34 شخصاً على الاقل من احياء مناهضة له الاثنين.
وقال ناشط في المدينة ان مالا يقل عن 32 جثة اخرى نقلت الى مستشفى بالمدينة في الساعات الاولى من صباح امس بينها جثث لمؤيدين للاسد ومعارضين له.
لكن مصادر أبلغت وكالة “يونايتد برس انترناشونال” العثور على 23 جثة في انحاء مختلفة من حمص نكلت بها المجموعات المسلحة. وقالت “ان الجثث التي نكلّت بها المجموعات المسلحة وجدت في احياء الخالدية وسوق الحشيش ووسط المدينة وبعض الاحياء الاخرى”، مشيرة الى ان “بعضها قتل رمياً بالرصاص واخرى بالتعذيب والخنق”. واشارت الى ان “المدينة شهدت اليوم توتراً وسمع اطلاق رصاص في عدد من الاحياء”.
الى ذلك، نفت مصادر رسمية في محافظة حمص ما نقل عن تعرض جامع خالد بن الوليد للاستهداف بالقذائف.
“توتال” توقف نشاطها
وفي باريس أعلنت شركة “توتال” النفطية الفرنسية العملاقة انها ستعلق نشاطاتها في سوريا تطبيقاً للعقوبات الاوروبية التي فرضت على هذا البلد.
وقالت في بيان: “أعلمنا السلطة السورية بقرارنا وقف عملياتنا مع الشركة العامة للنفط تنفيذاً للعقوبات. وهذا الامر يتضمن انتاجنا في دير الزور وعقدنا مع مشروع غاز الطالبية” في شمال شرق البلاد. واضافت: “ان هدفنا الاول يبقى سلامة موظفينا”.
بايدن
الى ذلك، قال نائب الرئيس الاميركي جو بايدن على متن الطائرة الرئاسية التي نقلته من تركيا الى اليونان، ان واشنطن وأنقرة تراجعان طريقة مساعدة سوريا اذا اسقطت الاحتجاجات الاسد، لكنه اضاف ان الدولتين لم تناقشا “خطوات تالية” ملموسة.
وررأى ان انهيار نظام الاسد لن يثير بالضرورة صراعاً طائفياً اقليمياً اوسع يتوقع البعض ان ينشب بين غرب العراق الذي يهيمن عليه السنة والشيعة في ذلك البلد وفي ايران. واضاف في وصف لاجتماعه مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان السبت: “كان هناك شعور في مناقشاتنا بأنه سيكون في الامكان معالجة الامر دون حدوث اي حريق ابعد من سوريا وان ذلك قد يكون مقتصراً على سوريا”.
واوضح ان اجتماعه الذي استغرق ساعتين مع اردوغان لم يتناول قضية اقامة منطقة عازلة.
وكشف مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية ان الوزيرة هيلاري كلينتون تغتنم جولتها الاوروبية الحالية للقاء شخصيات من المعارضة السورية في الخارج.
موسكو
¶ في موسكو أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ان بلاده مستعدة لارسال مراقبين الى سوريا اذا طلبت منها ذلك السلطات السورية او المعارضة او الجامعة العربية. وقال ان وجود مراقبين من الجامعة العربية في سوريا “قد يزيد فرص التسوية السورية”.
العربي يقترح عقد اجتماع عاجل للجامعة العربية لتقييم الموقف السوري الجديد
القاهرة- (يو بي اي): اقترح الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، عقد اجتماع عاجل لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية، واجتماع آخر للجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية، “لتقييم الموقف السوري الجديد من بروتوكول بعثة مراقبي الجامعة إلى دمشق”.
وقال مصدر دبلوماسي عربي لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الثلاثاء، إن العربي أبلغ اقتراحه إلى الدول العربية المعنية بالأزمة السورية ومن بينها قطر لكونها رئيسة للجنة الوزارية المعنية بسوريا ورئيسة للدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية.
وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية تلقى الإثنين رسالة من وزير الخارجية السوري وليد المعلم إشترط فيها “أن يتم التوقيع على البروتوكول المتعلق ببعثة مراقبي الجامعة في دمشق، استناداً إلى خطة العمل العربية التي اتفق عليها بالدوحة في 30 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إضافة إلى الاستفسارات والإيضاحات التي طلبتها الحكومة السورية من الأمين العام للجامعة وردوده عليها.
وطلب المعلم إعتبار كل القرارات الصادرة عن مجلس الجامعة العربية، في ظل غياب سوريا، ومن بينها تعليق عضويتها بالجامعة والعقوبات التي أصدرتها اللجنة الوزارية المعنية بسوريا والمجالس الوزارية العربية الأخرى بحق سوريا لاغية عند توقيع مشروع البروتوكول بين الجامعة والحكومة السورية.
وتضمنت الرسالة أن يقوم العربي بإبلاغ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون برسالة خطية تتضمن الاتفاق والنتائج الإيجابية التي تم التوصل إليها بعد التوقيع على مشروع البروتوكول، والطلب منه توزيع الرسالة كوثيقة على رئيس وأعضاء مجلس الأمن الدولي وعلى الدول الأعضاء بالأمم المتحدة.
الجامعة تدرس شروطا سورية جديدة لتوقيع بروتوكول المراقبين
ناشطون: نقل اكثر من ستين جثة لمستشفيات بمدينة حمص
دمشق تستعرض قوتها وتنفذ مناورات صاروخية ‘للتصدي لأي عدوان’
القاهرة ـ دمشق ـ نيقوسيا ـ وكالات: قال نشاطون في مدينة حمص إن أكثر من 60 جثة نقلت إلى عدة مستشفيات في المدينة الواقعة في وسط سورية امس الاثنين.
ولم تتضح على الفور ملابسات وفاتهم لكن ناشطين ومقيمين في عدة احياء تحدثوا عن سلسلة من عمليات الخطف منذ أمس الاول الاحد وهو أسلوب استخدم في عمليات قتل طائفي في الآونة الأخيرة في المدينة أحد معاقل المعارضة المسلحة للرئيس بشار الأسد.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا إن ميليشيات موالية للأسد خطفت وقتلت 34 شخصا على الأقل من أحياء مناهضة للأسد امس الاثنين. وقال نشط في المدينة إن مالا يقل عن 32 جثة أخرى نقلت إلى مستشفى بالمدينة في الساعات الأولى من صباح امس من بينها جثث لمؤيدين للأسد ومعارضين له.
وقال المرصد انه ‘علم من ناشط معارض في حي الزهراء الموالي للنظام في مدينة حمص انه شاهد في ساحة الحي مساء الاثنين 34 جثة لمواطنين من احياء ثائرة على النظام اختطفتهم مجموعات الشبيحة الاثنين’.
وتعتبر مدينة حمص اكثر النقاط الساخنة في سورية في اطار المواجهات بين قوات النظام والحركة الاحتجاجية الواسعة المناهضة للرئيس السوري بشار الاسد.
وذكر المرصد ان سبعة مدنيين قتلوا الاثنين في حمص، في حين قتل اربعة عناصر من قوى الامن والشرطة بينهم ضابط في داعل في محافظة درعا.
ودخلت العقوبات الإقتصادية العربية على سورية حيز التنفيذ اعتباراً من امس الإثنين.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، في تصريح للصحافيين ان العقوبات الإقتصادية التي أقرها الإجتماع الوزاري العربي الذي عُقد في 27 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي أصبحت سارية على النظام السوري، وأشار العربي إلى أن الأمانة العامة للجامعة العربية تلقت، الأحد، رسالة من وزير الخارجية السوري وليد المعلم أوضح فيها أن سورية مستعدة للتوقيع على بروتوكول بعثة مراقبي الجامعة، و’لكن وضعت شروطاً وطلبات’، مشيراً (العربي) إلى أن هذه الشروط والطلبات تتم دراستها حاليا بالتشاور مع وزراء الخارجية العرب.
وأضاف ‘إنه لا توجد مُهَل أخرى لسورية.. والمقاطعة الاقتصادية تقرَّرت بقرار من الإجتماع الوزاري العربي وهي سارية ولم تتوقف’.
وحول ما إذا كانت الشروط السورية التي تضمنتها رسالة وزير الخارجية السورية مخالفة لروح الوثيقة الخاصة ببروتوكول بعثة مراقبي الجامعة العربية وتفرغها من مضمونها، قال العربي ‘إن الشروط السورية تتضمن أموراً جديدة لم نسمع بها من قبل’.
وأشار إلى أن هناك اتصالات تجريها الجامعة العربية مع وزراء الخارجية العرب و’تم إطلاعهم على رسالة المعلم ولم يتقرر شيء حتى الآن بشأنها’.
الى ذلك صرح الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي الاثنين ان دمشق ردت ‘بإيجابية’ على موضوع توقيع البروتوكول ‘وفق الاطار الذي يستند على الفهم السوري لهذا التعاون’.
واضاف ان ‘الرد السوري كان ايجابيا (…) والطريق بات سالكا للتوقيع حفاظا على العلاقات العربية وحرصا على السيادة السورية’.
وفي استعراض للعضلات ربما يكون الهدف منه ردع أي فكرة للتدخل العسكري الأجنبي في أزمة أسفرت عن سقوط 4000 قتيل على الأقل أجرى الجيش تدريبات كبرى بصواريخ ودبابات وطائرات هليكوبتر. وتابع كبار القادة العسكريين التدريبات الأحد وجعل منها التلفزيون السوري أهم الأنباء.
وفيما يعيد للأذهان القوات المسلحة السورية القوية التي تقوم أساسا على المعدات السوفييتية عرض التلفزيون الحكومي ووكالة الانباء الرسمية صورا لكبار القادة العسكريين وهم يتابعون تدريبات للوحدات الصاروخية والطائرات لاختبار قدرتها على ‘التصدي لأي عدوان’. ولم تتحدث الوكالة عن حجم التدريبات.
وظهر أول انشقاق في أحد أعمدة نظام الأسد في مطلع الأسبوع عندما انشق بعض أعضاء الشرطة السرية وانضموا إلى ‘جيش سورية الحر’ المعارض للنظام السوري.
وقال نشطاء إن 12 على الأقل من الشرطة السرية انشقوا عن مجمع مخابرات القوات الجوية مما أدى إلى قيام معركة بالأسلحة النارية مع المنشقين سقط خلالها نحو عشرة بين قتيل وجريح من الجانبين.
وقالت مصادر في المعارضة إن 16 جنديا آخرين انشقوا عن وحدات في ادلب الاحد وإن مجموعة جديدة من المنشقين بنفس الحجم خاضت معركة مع القوات الموالية للأسد إلى الجنوب على الحدود مع لبنان.
موفاز يحذر من احتمال وقوع مواجهة عسكرية بين سورية وإسرائيل
تل أبيب ـ يو بي آي: حذّر رئيس لجنة العلاقات الخارجية والدفاع بالكنيست الإسرائيلي شاؤول موفاز الاثنين، من احتمال اندلاع مواجهة عسكرية بين إسرائيل وسورية مع اشتداد الضغوط على نظام الرئيس بشار الأسد.
وقال موفاز في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي ‘كلما اقترب نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد في سورية إلى بوابة الموت، كلما زاد التهديد ضد إسرائيل’.
وأضاف ‘من المنطقي الاعتقاد أنه مع إقتراب نهاية حكمه، سيحاول الأسد إبعاد النظر عن المجزرة ضد شعبه من خلال بدء صراع مع إسرائيل’.
وتأتي تصريحات موفاز بعد أن قامت وحدات من الجيش السوري بمناورات الذخيرة الحية في ظروف مشابهة لظروف المعركة الحقيقية بهدف اختبار قدرة سلاح الصواريخ وسلاح المدرعات.
وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن المناورات كانت تهدف لإظهار قدرات النظام في سورية للمجتمع الدولي، ولم تكن موجهة بشكل خاص إلى إسرائيل بل لأي قوى غربية تدرس شن ضربة عسكرية على سورية.
الناطق باسم الإخوان المسلمين السوريين يتهم الأسد بحماية حدود إسرائيل
الجزائر ـ يو بي آي: اتهم المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين السوريين زهير سالم نظام الرئيس السوري بشار الأسد بـ ‘حماية’ حدود إسرائيل، قائلا انه لهذا السبب يعجز العالم حتى الآن عن إيجاد بديل له.
وأوضح سالم في حديث نشرته صحيفة ‘الشروق’ الجزائرية الإثنين أن ‘تردد العالم في التعامل مع القضية السورية يؤكد الدور الوظيفي لهذا النظام’.
واعتبر أن ‘العالم لا يجد حتى الآن بديلا له (نظام الأسد) لأنه من يحمي حدود الجولان ويترك للصهاينة أن يستمتعوا بأرضه ومياهه دون أي إزعاج منذ أربعين سنة’.
من ناحية أخرى، اتّهم سالم إيران ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ورجل الدين الشيعي مقتدى الصدر وحزب الله اللبناني بتوفير الدعم لنظام الأسد.
وقال ‘إن هذا الدعم ظاهر في أبعاده السياسية والدبلوماسية والاقتصادية واللوجستية، فهو دور ظاهر غير خفي والجزء الغاطس من السفينة أكبر من أن نتحدث عنه’.
كما اعتبر الموقف التركي يبقى حتى الآن ‘دون المستوى المأمول’ وأنه في سقف الجامعة العربية مع طبيعة الضعف الذي تشهده. وقال سالم ‘إن تعنت النظام السوري هو من استوجب العقوبات العربية عليه’ مقدرا أن ‘تأثير هذه العقوبات سيكون محدودا لأن تحرير سورية مناط بتضحيات السوريين’.
واعتبر أن ‘انعكاس العقوبات على الشعب السوري لا بد منه وأن احتمال الآثار الجانبية هو جزء من التضحيات المطلوبة من الشعب السوري’.
واتهم سالم العراق ولبنان بتبني موقف طائفي مما يحدث في سورية، وقال ‘لا نعتقد أن هناك انقساما داخل الجامعة العربية لا سيما حين نمسك بالخيط المذهبي الطائفي الذي يربط الموقفين العراقي واللبناني’.
وشدّد على أن ‘تعنت نظام الأسد هو المسؤول عن تدويل الملف السوري’ نافيا التهمة عن قطر.
ووصف سالم ما يدور في سورية بأنها ‘معركة كسر إرادات’.
وقال إن ‘النظام مصمم على كسر إرادة المواطنين والاستمرار في سياسة الاستعباد’ لافتا إلى أن ‘قسوة القمع تجعل عددا كبيرا من المواطنين خارج دائرة الصراع’ معتبرا أن ‘النظام يوظف القمع على محورين، محاولة كسر إرادة المتظاهرين وإرهاب القوى المتربصة لئلا تشترك في هذا الحراك’.
وقدّر سالم أن ‘أي إصلاح حقيقي ولو كان جزئيا سيؤدي إلى انهيار النظام، لذلك فكل أحاديث النظام عن الإصلاح لا حقيقة لها ولذلك امتنع بشار الأسد بعد أبيه عن مقاربة الإصلاح’.
دمشق تطرح شروطها لتوقيع بروتوكول المراقبين
ردّ «إيجابي» ينتظر جواب العرب
بلورت سوريا ردّها على الإنذار العربي الأخير، انطلاقاً من سياسة هجومية تقوم على ربط دمشق موافقتها على توقيع بروتوكول المراقبين، بطرح قائمة شروط تتخطّى بنود الخطة العربية لحل الأزمة، لتصل إلى إعادة العلاقة العربية ــ السورية إلى ما قبل سياسة العقوبات
لم ينتهِ بعد مسلسل الأخذ والرد بين الجامعة العربية وسوريا على خلفية الإنذارات العربية لدمشق التي تواصل سياسة إعادة الكرة العربية إلى ملعب الجامعة في كل مرة يتعلق الأمر بمهل عربية توجه لها أو بإنذارات على شكل فرص أخيرة. وبعد مفاوضات دارت في اليومين الماضيين من خلال رسائل واتصالات بين دمشق من جهة، والأمانة العامة للجامعة العربية والدوحة، صاحبة اليد الطولى في الإدارة العربية للملف السوري في هذه الأيام.
من جهة ثانية، خرج ردّ سوري جديد على الطلب العربي بتوقيع بروتوكول المراقبين العرب وخطة العمل العربية الخاصة بإنهاء الأزمة السورية، من غير الواضح ما إذا كان سيصل بلعبة الشد بين دمشق والجامعة إلى خواتيمها السعيدة. فقد وافقت سوريا على بروتوكول المراقبين الذين قرر وزراء الخارجية العرب إرسالهم إلى سوريا، وفق شروطها التي سبق للعرب أن رفضوها. ردّ جاء في مؤتمر صحافي للمتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي، إضافة إلى تضمينه في رسالة وجهها وزير الخارجية وليد المعلم إلى الأمانة العامة للجامعة العربية.
وقال مقدسي إن دمشق ردّت بـ«إيجابية» على الجامعة العربية بشأن موضوع توقيع بروتوكول نشر مراقبين في البلاد «وفق الإطار الذي يستند إلى الفهم السوري لهذا التعاون». وأشار إلى أن «الرد السوري كان إيجابياً، والطريق بات سالكاً للتوقيع، حفاظاً على العلاقات العربية، وحرصاً على السيادة السورية»، موضحاً أن المعلم أرسل مساء الأحد رسالة إلى الجامعة العربية في هذا الشأن. ولفت مقدسي إلى أن «سوريا طلبت أن تكون المراسلات (التي جرت بين سوريا والجامعة) جزءاً لا يتجزأ من البروتوكول»، مؤكداً أن «ما قدمته سوريا هو تعديلات طفيفة لا تمس جوهر البروتوكول». وعن طبيعة الاستفسارات السورية، أوضح المسؤول السوري أن دمشق طلبت «استيضاح بشأن العنف ممن وضد من؟ طلبنا أموراً لا علاقة لها بطبيعة المهمة، وطلبنا إخطار الجانب السوري بأسماء البعثة وجنسياتهم، وهي أمور لوجستية إجرائية بحتية لا علاقة لها بطابع المهمة». وكشف أن من التعديلات المطلوبة «تغيير عنوان البروتوكول ليصبح مشروع بروتوكول بين سوريا والجامعة العربية لمتابعة الوضع السوري».
وشدد على أهمية «التنسيق مع الجانب السوري»، على قاعدة أن «نجاح المهمة يتوقف على التنسيق مع الجانب السوري». وتابع قائلاً إن «التنسيق سيكون في حال الموافقة، عالي المستوى بهدف إنجاح هذه المهمة، وسيكون للبعثة الحرية في التحرك بالتنسيق مع الجانب السوري». وخلص مقدسي إلى أن سلطات بلاده تعتقد أن «الطريق باتت سالكة لتوقيع الاتفاق إذا كانت النيات هي المساعدة للخروج من الأزمة». وأضاف أنه «إذا تمّ التوافق على المقترحات السورية، فإنّ الطريق أمام توقيع مشروع البروتوكول سيكون سالكاً لتوقيعه قريباً، إن توافرت النيات الحسنة»، وأشار إلى أن «سوريا قدمت أكثر مما لديها، وأن توقيع مشروع البروتوكول ليس نهاية الأزمة، بل خطوة على الطريق». وبشأن وجود مراقبين غير عرب في وفد الجامعة العربية الذي يمكن أن يزور سوريا، أجاب مقدسي بأنّ «الجامعة العربية تعتمد على الخبرات العربية. وإن كان هناك أشخاص غير عرب، يجب أن يكون بموافقة مجلس الجامعة العربية. هذا طلب نراه منطقياً للغاية، وأيضاً طلبنا من الأمانة العامة والأمين العام إمكان توقيع البروتوكول في دمشق». وختم كلامه بالإعراب عن أنه «متفائل بحذر ولننتظر رد فعل الجامعة أولاً».
وعن فحوى الرسالة التي بعث بها المعلم إلى العربي، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أنها تضمّنت، إضافة إلى الاستفسارات والإيضاحات التي باتت معروفة، «المواقف والملاحظات التي تقدمت بها الجزائر وما صرّح به رئيس اللجنة الوزارية والأمين العام للجامعة، تأكيداً لرفض التدخل الأجنبي في الشأن السوري والتي تعدّ جميعها جزءاً لا يتجزأ حسب فهمنا لمشروع البروتوكول». وعن الشروط السورية للموافقة على البروتوكول، جاء في الرسالة أن الحكومة السورية «ترى جميع القرارات الصادرة عن مجلس الجامعة بغياب سوريا ومن ضمنها تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية والعقوبات التي أصدرتها اللجنة الوزارية والمجالس الوزارية العربية بحق سوريا لاغية عند توقيع مشروع البروتوكول بين الجانبين». كذلك تضمّنت الرسالة نفسها دعوة الأمانة العامة للجامعة إلى القيام «بإبلاغ الأمين العام للأمم المتحدة برسالة خطية تتضمن الاتفاق «والنتائج الإيجابية التي جرى التوصل إليها بعد توقيع مشروع البروتوكول، والطلب منه توزيع الرسالة على رئيس وأعضاء مجلس الأمن وعلى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة كوثيقة رسمية».
وكان وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي قد دعا الحكومة السورية إلى توقيع وثيقة بروتوكول بعثة المراقبين العرب إلى دمشق، مطمئناً إلى أن الموقف العربي بشأن سوريا مرتكز على أساسين، هما ضرورة إيجاد حل لهذه الأزمة على المستوى العربي، وأن تعمل الجامعة العربية من أجل مصلحة سورية والسوريين. ولفت مدلسي إلى أن بلاده «تأمل أن تأخذ دمشق في الاعتبار المجهود العربي لاتخاذ موقف من شأنه أن يربط ما بين سوريا والجامعة العربية ارتباطاً متيناً للخروج من هذه المحنة».
وفي وقت لاحق من يوم أمس، أوضح الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أنه يجري مشاورات مع وزراء الخارجية العرب حول شروط دمشق لتوقيع بروتوكول المراقبين إلى سوريا. وأكد العربي أن المعلم أرسل بالفعل رسالته إلى الأمانة العامة للجامعة العربية قال فيها «إن سوريا مستعدة لتوقيع بروتوكول بعثة المراقبين العرب. لكنه وضع شروطاً وطلبات تُدرس حالياً بالتشاور مع المجلس الوزاري». وكشف أنه أجرى «اتصالات مع وزراء الخارجية العرب وأُطلعوا على فحوى الرسالة السورية ولم يتقرّر عقد اجتماع لوزراء الخارجية حتى الآن»، محذراً من أن العقوبات العربية ضد سوريا «سارية»، مشدداً على أنه «لم تُعطَ أي مهل أخرى قبل تنفيذها». ورداً على سؤال عما إذا كانت الشروط السورية تفرغ المبادرة العربية لتسوية الأزمة السورية من مضمونها، أجاب العربي أن «هذه الشروط فيها أمور جديدة لم نسمع عنها من قبل».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)
ايهود باراك: سقوط الاسد مسألة “اسابيع” او “اشهر”
أ. ف. ب.
القدس: صرح وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك بعد تدريب للجيش الاسرائيلي على هضبة الجولان المحتلة ان سقوط الرئيس السوري بشار الاسد لم تعد سوى مسألة “اسابيع او اشهر”.
وقال باراك في بيان لوزارة الدفاع الاسرائيلية ان “عائلة الاسد تفقد سلطتها والاسد محكوم بالسقوط. لا اعرف ما اذا كان ذلك سيستغرق بضعة اسابيع او بضعة اشهر لكن لم يعد هناك امل لهذه العائلة”.
واضاف ان “سقوط الاسد سيشكل ضربة قاسية للمحور المتشدد وسيضعف حزب الله في لبنان”.
وتابع باراك “لا شك ان عائلة الاسد وبشار الاسد اصبحا في نهاية الطريق. نحن مستعدون ولا اعتقد ان هناك سببا جديا ليستهدفنا (الاسد) لكن الجيش الاسرائيلي مستعد وقوي لكنني لا اعتقد انه تهديد فوري”.
لإستعراض ولاء الجيش.. النظام السوري يجري مناورات عسكرية
عبدالاله مجيد من لندن
دمشق: استعرض النظام السوري المحاصر من شعبه والمجتمع الدولي عضلاته العسكرية بمناورات بالذخيرة الحية شاركت فيها وحدات صاروخية ودروع ومروحيات في وقت تشهد المنطقة تحركات مكثفة بسبب حملته القمعية ضد المحتجين.
وقالت وسائل الإعلام الرسمية في سوريا ان التمارين المشتركة أُجريت يوم الأحد لاختبار قدرات المنظومات الصاروخية وجهوزيتها “للرد على أي عدوان”.
ونقلت صحيفة الغارديان عن محللين ان توقيت المناورات ربما جاء لتأكيد قدرات سوريا الاستراتيجية امام اسرائيل التي تنظر بقلق الى علاقات النظام السوري بايران وحزب الله في لبنان.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد حذر في تشرين الأول/اكتوبر من ان الشرق الأوسط “سيحترق” إذا تدخل الغرب وهدد بتحويل المنطقة إلى “عشرات الافغانستانات”.
وأكد النظام السوري أن المناورات كانت مقررة من قبل. وقد يكون التزمير لها في الاعلام الرسمي اشارة الى ان القوات المسلحة ما زالت موالية للنظام رغم بعض الانشقاقات من المراتب الدنيا في الغالب، بحسب المحللين.
في هذه الأثناء أعلنت وزارة الخارجية السورية ان سوريا مستعدة الآن لاستقبال بعثة المراقبين من الجامعة العربية بعد العقوبات غير المسبوقة التي اعلنتها الجامعة بسبب رفض دمشق في وقت سابق الموافقة على دخول بعثة المراقبين.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي ان الوزير وليد المعلم رد ايجابا على مطلب الجامعة العربية وبعث برسالة الى امينها العام نبيل العربي. ولكن الحكومة السورية لم توقع البروتوكول الخاص بالبعثة ونطاق عملها.
وكان خصوم النظام السوري نبهوا الى انه يحاول كسب الوقت واستغلال الانقسامات العربية فيما يواصل حملة التنكيل بالمحتجين بلا هوادة.
وتقدر الأمم المتحدة ان اكثر من 4000 شخص قُتلوا في سوريا منذ آذار/مارس. ولكن النظام السوري يقول انه يواجه “عصابات ارهابية مسلحة” مدعومة بمؤامرة خارجية من تدبير اعدائه العرب والغربيين وليس احتجاجات سلمية.
وقال ناشطون ان 40 شخصا قُتلوا يوم الأحد بينهم خمسة عسكريين منشقين. واكدت اللجان التنسيقية المحلية ان 848 شخصا قُتلوا في تشرين الثاني/نوفمبر بينهم 59 طفلا ليكون الشهر الأشد دموية منذ اندلاع الانتفاضة.
وفي تطور ذي صلة نقلت صحيفة اسرائيلية عن مصادر فلسطينية لم تذكر اسماءها ان ايران تضغط على حركة حماس لكيلا تغلق مكتبها في دمشق.
وقالت صحيفة هآرتس إن عناصر حماس في دمشق هم من المسؤولين عن نشاطات جناحها العسكري وتمويله الى جانب عدد من القيادة السياسية. وان غالبيتهم غادروا مع عائلاتهم الى غزة والسودان وقطر ولبنان.
ولكن عضو المكتب السياسي لحركة حماس صلاح العاروري نفى تقرير الصحيفة الإسرائيلية، وقال إن مسؤولي حماس موجودون في دمشق وان علاقاتها بالدولة السورية والشعب السوري علاقات ممتازة.
وأكد أن حماس تحترم جميع السوريين ولا تعتزم التدخل في شؤون سوريا الداخلية.
سوريا: مناورة سياسية.. وأخرى عسكرية استعدادا لـ«أي عدوان»
اشترطت رفع العقوبات والعودة للجامعة قبل التوقيع > بايدن: بحثنا في تركيا تفادي «حريق أبعد من سوريا» > العثور على 34 جثة بحمص
جريدة الشرق الاوسط
القاهرة: سوسن أبو حسين لندن – دمشق: «الشرق الأوسط»
أجرت دمشق، أمس، مناورتين؛ الأولى سياسية بإعلانها موافقة مشروطة على توقيع البروتوكول العربي لإرسال مراقبين لتقصي الحقائق في المدن السورية على خلفية القمع الذي تمارسه قوات الأمن ضد المناوئين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، والثانية عسكرية؛ حيث استعرضت القوات المسلحة تدريبات بالصواريخ والدبابات وطائرات الهليكوبتر.
وبعث وليد المعلم، وزير الخارجية السوري، برسالة جديدة إلى نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، أعلن فيها موافقة دمشق على البروتوكول بشرط إلغاء جميع القرارات السابقة التي اتخذتها الجامعة، ومن بينها تعليق عضوية سوريا، والعقوبات, بينما صرح الناطق باسم وزارة الخارجية السورية، جهاد مقدسي، بأن سوريا طلبت «إمكانية توقيع البروتوكول في دمشق».
في غضون ذلك، قال العربي إنه يجري مشاورات مع وزراء الخارجية العرب حول «شروط» دمشق. وأضاف: «هذه الشروط فيها أمور جديدة لم نسمع عنها من قبل».
وفي استعراض للقوة، أجرى الجيش السوري تدريبات كبيرة بالصواريخ والدبابات وطائرات الهليكوبتر لاختبار قدرته على «التصدي لأي عدوان»، بحسب وكالة الأنباء السورية (سانا).
من جانبه، قال جو بايدن، نائب الرئيس الأميركي، بعد مغادرته تركيا أمس: إن واشنطن وأنقرة تراجعان كيفية مساعدة سوريا إذا سقط النظام. وأضاف: «كان هناك شعور في مناقشاتنا بأنه سيكون في الإمكان معالجة الأمر دون حدوث أي حريق أبعد من سوريا»، في إشارة إلى عدم وصوله الى العراق وإيران.
وميدانيا، تدهور الوضع الأمني بشكل ملحوظ في حمص أمس. وأفاد ناشطون بالعثور على جثث 34 شخصا، كانوا قد خطفوا على أيدي الشبيحة.
سوريا والجامعة العربية سياسة إهدار الوقت
منحت 4 مهل في غضون 20 يوما وردها اتسم بـ«المراوغة»
جريدة الشرق الاوسط
رغم قرار جامعة الدول العربية رقم 7438 في 12 نوفمبر (تشرين الثاني) 2011، الخاص بتعليق عضوية سوريا في الجامعة وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها، وفرض عقوبات عليها، من أجل وقف أعمال العنف والقتل التي يرتكبها النظام السوري ضد المتظاهرين الذين يطالبون بتغيير نظام الرئيس بشار الأسد، ما زال حمام الدم مستمرا وعمليات القتل والقمع تشتد ضراوة يوما بعد يوم.. وأمهلت الجامعة النظام السوري عدة مرات، وصلت إلى 4 في أقل من 20 يوما، من أجل الانصياع لقراراتها ووقف أعمال العنف والبدء في مفاوضات جادة مع المعارضة للتوصل لحلول للأزمة، لكن سوريا ماطلت في إجابتها متبعة سياسة «المراوغة» لتضييع الوقت.
وكانت المهلة الأولى في منح الجامعة سوريا فرصة 4 أيام قبل دخول قرارها الصادر في 12 نوفمبر الماضي، بتعليق عضوية سوريا في الجامعة وسحب السفراء العرب، حيز التنفيذ، لكن سوريا رفضت القرار وواصلت قمع المظاهرات، قبل أن تستجيب وتعلن لاحقا استعدادها للتعاون مع الجامعة.
وفي 16 نوفمبر الماضي، أصدرت الجامعة العربية قرارا رقم 7439 والخاص بالموافقة على مشروع بروتوكول المركز القانوني ومهام بعثة مراقبي الجامعة المكلفة بالتحقيق في تنفيذ بنود الخطة العربية لحل الأزمة، وأعطت الجامعة سوريا مهلة لا تتجاوز 3 أيام، للتوقيع على هذا البروتوكول. وفي اليوم التالي من صدور القرار تلقى الأمين العام للجامعة رسالة من وزير خارجية سوريا وليد المعلم تضمنت تعديلات على البروتوكول، فرد الأمين العام في 19 نوفمبر، بأن التعديلات والإضافات التي اقترح الجانب السوري إدخالها تمس جوهر الوثيقة وتغير جذريا طبيعة مهمة البعثة المحددة بالتحقق من تنفيذ الخطة العربية لحل الأزمة السورية وتوفير الحماية للمدنيين.
بعد هذا الرد بخمسة أيام فقط، أمهلت الجامعة العربية سوريا للمرة الثالثة، وجددت الجامعة دعوتها للحكومة السورية للتوقيع على البروتوكول، مضيفة مهلة جديدة للتوقيع حتى 25 نوفمبر الماضي، وأكدت الجامعة أنه في حالة عدم توقيع الحكومة السورية على هذا البروتوكول سيجتمع المجلس الاقتصادي والاجتماعي، في اليوم التالي للنظر في فرض عقوبات اقتصادية على النظام السوري، وهو ما حدث بالفعل حيث انتهت المهلة دون أن توقع سوريا.. وعلقت مصادر سورية حينها على المسألة بالقول: إن «المهل لا تعنينا».
وفرض المجلس الاقتصادي والاجتماعي حزمة من العقوبات الاقتصادية والمالية على الحكومة السورية.. وكما حدث من قبل بعث وزير خارجية سوريا وليد المعلم برسالة ثانية إلى الأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي، طرح فيها مجموعة من الاستفسارات والتساؤلات حول بنود الاتفاق، واستفسار من الحكومة السورية حول كلمة «الشبيحة»، التي استخدمتها الجامعة.
وفي 3 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، عقدت اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سوريا اجتماعا على مستوى الوزراء بالدوحة، أعطى الحكومة السورية المهلة الرابعة، رغم استمرار رفض النظام السوري التوقيع على البروتوكول وتجاهل المسؤولون السوريون هذه المهلة التي انتهت في اليوم التالي، واكتفى المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية بالقول إن دمشق ما زالت تتفاوض مع الجامعة العربية حول إرسال المراقبين، كما أرسل استفسارات وتساؤلات جديدة للأمين العام.
* وحدة أبحاث «الشرق الأوسط»
نظام الأسد: نقبل بروتوكول المراقبين.. لكن وفق رؤيتنا ومقابل إلغاء العقوبات
طالب بتوقيعه في دمشق بدلا من القاهرة.. ومصادر لـ «الشرق الأوسط»: من المستبعد الرد على سوريا حاليا
جريدة الشرق الاوسط
لندن: «الشرق الأوسط» القاهرة: سوسن ابو حسين وخالد محمود
في ما اعتبر أنه مناورة جديدة لكسب الوقت ورمي الكرة في ملعب جامعة الدول العربية، أعلنت سوريا، أمس، موافقة بشروط «تعجيزية» على بروتوكول إرسال المراقبين. وبعث وليد المعلم، وزير الخارجية السوري، رسالة جديدة إلى نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، أعلن فيها موافقة دمشق على البروتوكول بشرط إلغاء جميع القرارات السابقة التي اتخذتها الجامعة؛ من بينها تعليق عضوية سوريا، والعقوبات.
ومن جانبه، أعلن العربي أنه يجري مشاورات مع وزراء الخارجية العرب حول «شروط» دمشق لتوقيع البروتوكول.
وقال المعلم في رسالته إن «الحكومة السورية تعتبر جميع القرارات الصادرة عن مجلس الجامعة بغياب سوريا، ومن ضمنها تعليق عضوية الجمهورية العربية السورية في الجامعة العربية، والعقوبات التي أصدرتها اللجنة الوزارية والمجالس الوزارية العربية بحق سوريا، لاغية، عند توقيع مشروع البروتوكول بين الجانبين».
واعتبر المعلم في رسالته التي نشرتها وكالة الأنباء السورية (سانا)، أمس، دون أن تحدد تاريخ إرسالها، أن «الحكومة السورية تود أن يجري التوقيع بينها وبين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية على مشروع البروتوكول في دمشق استنادا إلى خطة العمل العربية التي اتفق عليها في الدوحة بتاريخ 30 أكتوبر (تشرين الأول)»، وأضاف أن موافقة سوريا على البروتوكول تستند أيضا إلى «الاستفسارات والإيضاحات التي طلبتها سوريا من الأمين العام للجامعة وردوده عليها، فضلا عن المواقف والملاحظات التي تقدمت بها الجزائر الشقيقة، وما صرح به رئيس اللجنة الوزارية والأمين العام للجامعة، تأكيدا لرفض التدخل الأجنبي في الشأن السوري والتي تعتبر جميعها جزءا لا يتجزأ، حسب فهمنا لمشروع البروتوكول».
كما تضمنت الرسالة دعوة الأمانة العامة للجامعة العربية إلى القيام بإبلاغ أمين عام الأمم المتحدة، بان كي مون، برسالة خطية تتضمن الاتفاق والنتائج الإيجابية التي تم التوصل إليها بعد التوقيع على مشروع البروتوكول والطلب منه توزيع الرسالة على رئيس وأعضاء مجلس الأمن وعلى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة كوثيقة رسمية.
وكانت الجامعة العربية قد أقرت في وقت سابق اطلاع بان كي مون على قرارات الجامعة المتعلقة بسوريا، في خطوة اعتبرتها سوريا تمهيدا لتدويل الأزمة وإحالتها إلى مجلس الأمن الدولي.
واختتم الوزير السوري رسالته بالقول إن «النيات الطيبة لجميع الدول العربية، ومن بينها أعضاء اللجنة وسوريا العضو المؤسس للجامعة، ستلعب دورا مهما وناجعا في التنسيق بين الجانبين لإنجاز هذه المهمة والحرص والجدية في تنفيذ ما تم التوصل إليه بأفضل صورة ممكنة، وهو أمر لا بد وأن ينعكس إيجابا على العمل العربي المشترك ويعيد للجامعة العربية المكانة والفاعلية التي يطمح إليها كل مواطن عربي».
وفي غضون ذلك، قال العربي إنه يجري مشاورات مع وزراء الخارجية العرب حول «شروط» دمشق لتوقيع البروتوكول. وأكد للصحافيين أن المعلم «أرسل رسالة للأمانة العامة للجامعة العربية قال فيها إن سوريا مستعدة للتوقيع على بروتوكول بعثة المراقبين العرب، لكنه وضع شروطا وطلبات».
وأضاف أن «هذه الشروط والطلبات تدرس حاليا بالتشاور مع المجلس الوزاري» للجامعة العربية.
وتابع: «أجرينا اتصالات مع وزراء الخارجية العرب، وتم إطلاعهم على فحوى الرسالة السورية، ولم يتقرر عقد اجتماع لوزراء الخارجية حتى الآن».
وأوضح العربي أن العقوبات العربية على سوريا «سارية»، مشددا على أنه لم يتم إعطاء أي مهلة أخرى قبل تنفيذها.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت الشروط السورية تفرغ المبادرة العربية لتسوية الأزمة السورية من مضمونها، قال إن «هذه الشروط فيها أمور جديدة لم نسمع عنها من قبل».
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة أن العربي سيقوم بزيارة إلى العراق نهاية الأسبوع الحالي للتشاور حول مسألة انعقاد قمة عربية خاصة، وأنه من المقرر أن تعقد في بغداد في شهر مارس (آذار) 2012، وفقا لقرارات صدرت عن وزراء الخارجية العرب وبتفويض من قادة الدول العربية. وعليه؛ من غير المتوقع عقد اجتماع وزاري عربي بشأن الرد العربي على شروط سوريا للتوقيع على البروتوكول وحزمة الحل.
وكان الناطق باسم وزارة الخارجية السورية، جهاد مقدسي، قد صرح في وقت سابق، أمس، أن دمشق ردت «بإيجابية» على الجامعة العربية حول موضوع توقيع بروتوكول نشر مراقبين في البلاد، «وفق الإطار الذي يستند على الفهم السوري لهذا التعاون». وأضاف أن «الرد السوري كان إيجابيا (…) والطريق بات سالكا للتوقيع حفاظا على العلاقات العربية وحرصا على السيادة السورية».
وأوضح أن وزير الخارجية، وليد المعلم، أرسل مساء الأحد رسالة إلى الجامعة العربية في هذا الشأن.
وكانت الجامعة العربية أمهلت دمشق حتى الأحد لتوقيع بروتوكول بعثة مراقبي الجامعة لتقصي الحقائق، الذي طلبت دمشق استفسارات بشأنها.
وفي ختام اجتماع في الدوحة، يوم السبت الماضي، قال رئيس اللجنة الوزارية العربية رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني: «اتصلنا أثناء الاجتماع، اليوم (السبت الماضي)، بدمشق واجبنا على الاستفسارات التي قدموها فورا وطلبنا أن يأتوا غدا للتوقيع، ونحن ننتظر الجواب».
وقال مقدسي إن «سوريا طلبت أن تكون المراسلات جزءا لا يتجزأ من البروتوكول»، مؤكدا أن «ما قدمته سوريا لا يمس جوهر البروتوكول». وأكد أن «الجانب السوري أدى واجبه تجاه البروتوكول وطالب بتعديلات طفيفة لا تمس بجوهر البروتوكول».
وأضاف: «طلبنا استيضاحا حول العنف ممن وضد من؟ طلبنا أمورا لا علاقة لها بطبيعة المهمة (…) طلبنا إخطار الجانب السوري بأسماء البعثة وجنسياتهم وهي أمور لوجيستية إجرائية بحتة لا علاقة لها بطابع المهمة».
وأشار إلى أن من التعديلات المطلوبة «تغيير عنوان البروتوكول ليصبح مشروع بروتوكول بين سوريا والجامعة العربية لمتابعة الوضع السوري».
وشدد على أهمية «التنسيق مع الجانب السوري»، وقال إن «نجاح المهمة يتوقف على التنسيق مع الجانب السوري»، وتابع أن «التنسيق سيكون في حال الموافقة عالي المستوى بهدف إنجاح هذه المهمة، وسيكون للبعثة الحرية في التحرك بالتنسيق مع الجانب السوري».
ومضى يقول: «طلبنا من الأمانة العامة والأمين العام إمكانية توقيع البروتوكول في دمشق»، وقال: «أنا متفائل بحذر، ولننتظر رد فعل الجامعة أولا».
المعارضة السورية تدعو الجامعة العربية لوقفة مشرفة ورفض شروط الأسد
الشيشكلي لـ «الشرق الأوسط»: المهل قد تدفع باتجاه حرب أهلية.. والتراجع عن العقوبات غير دستوري
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: بولا أسطيح
انتقدت المعارضة السورية بشدة موقف وزير الخارجية السوري وليد المعلم من بروتوكول التعاون بين دمشق وجامعة الدول العربية، معتبرة أن «إعلان الموافقة المشروطة عليه بعد انتهاء المهلة المحددة يؤكد أنها مناورة جديدة من قبل النظام للإطالة من عمره سعيا لإيجاد وسائل جديدة لقمع الثورة».
وحذر عضو المجلس الوطني السوري أديب الشيشكلي من أن «تدفع المهل المتتالية التي تمنحها الجامعة للنظام باتجاه حرب أهلية هي أصلا أحد أهداف نظام الأسد الذي لطالما كان العنوان الأساسي لسياسته في المنطقة هو المساهمة في شق الصفوف، وهو ما سعى إليه في لبنان والعراق وفلسطين». وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، وضع الشيشكلي الموافقة المشروطة للنظام في إطار «سعيه للمناورة وكسب الوقت ورمي الكرة في ملعب الجامعة العربية لإحراجها»، وأضاف: «شرط النظام بضرورة اعتبار القرارات الصادرة بحقه كما تعليق عضويته ملغاة، لا يمكن الرضوخ له، لأن التراجع عن العقوبات غير دستوري أو قانوني ولا آلية أو مخرج للموضوع».
ورأى الشيشكلي أن «النظام وبموافقته على توقيع البروتوكول يتوجه أولا للشارع السوري المؤيد له قائلا: (ها وقد وافقنا على البروتوكول سترون أن الجامعة العربية ستبتكر الأعذار للتراجع عنه، مما يؤكد أننا نتعرض لمؤامرة عربية ودولية)». وذكر الشيشكلي أن «الجامعة العربية أعطت حتى الساعة نحو 7 مهل للنظام سقط ضحيتها أكثر من 800 قتيل»، لافتا إلى أنه «وحتى لو قبلت المعارضة السورية في الخارج بالبروتوكول فسيرفضه ناشطو الداخل الذين سيلفظون هذه المعارضة»، وقال: «لم نعد نعول على دخول المراقبين لأننا نعلم تماما أن النظام لن يسمح لهم بالتجول في المناطق الساخنة، حتى إنه يسعى حاليا لدفن الأزمة قبل وصول المراقبين من خلال تزفيت بعض الطرقات وغيرها من الوسائل ليقول إنه لا أزمة في سوريا».
وإذ دعا الشيشكلي الجامعة العربية لـ«وقفة مشرفة إلى جانب الشعب السوري وثورته»، اعتبر أن «قبول الجامعة بشروط الأسد يعني قيامها بخطوة إلى الوراء»، وأضاف: «ما طلبناه ونطلبه من الجامعة دعم وإغاثة الشعب السوري حاليا.. وغدا المساهمة في تطبيق اتفاق دولي على قيام منطقة عازلة أو غيره من القرارات التي تسعف الشعب السوري المناضل». موقف المجلس الوطني من الرد السوري، شابه إلى حد بعيد موقف معارضي الداخل الذين انتقدوا سياسة المهل والمماطلة التي تعتمدها الجامعة العربية في التعاطي مع أزمتهم. وفي هذا الإطار، كتب الناشطون على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011»: «هل أصبح الشعب كرة يرميها النظام إلى الجامعة؟ هل أصبح الشعب بين مطرقة المهل وسندان الموافقة في اللحظة الأخيرة وما بعد اللحظة الأخيرة؟ ماذا بعد الموافقة على البروتوكول من قبل النظام الأسدي؟ هل سيتوقف القتل أم سيستمر؟ هل سيجرؤ النظام على قتل المراقبين أو ثنيهم عن هدفهم؟».
وأعلن السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي، أن هناك «مؤشرات عن استجابة الجامعة للاستفسارات والملاحظات السورية على المبادرة والبروتوكول المتفق على توقيعه»، معربا عن اعتقاده بأن «الأجواء الإيجابية قائمة».
وفيما اعتبر علي أن «سوريا عبرت منذ البداية عن حرصها على إقامة أفضل العلاقات العربية – العربية وعن ترحيبها بجهد الأشقاء في التعاطي مع هذه الأزمة المعقدة المركبة والخطيرة والتي تظهر فيها خيوط المؤامرة الخارجية والتي تستهدف أمن سوريا ودورها واستقرارها»، شدد على أنه «إذا كانت هناك ضمانات للسيادة السورية ولجدية هذه المبادرة فإن سوريا مرحبة ومتعاونة إلى أقصى حد في هذا المجال»، مجددا التأكيد على أن «المؤشرات إيجابية لكنها لم تعلن بعد».
قوات الأسد تختبر قدراتها الصاروخية تحسبا «لأي عدوان»
أجرت مناورات شاركت فيها قوات برية وجوية
جريدة الشرق الاوسط
أجرت سوريا أول من أمس ما وصفته بـ«مناورات» لقواتها الصاروخية بهدف البقاء على أُهْبة الاستعداد واختبار قدرة الصواريخ وجاهزيتها «في التصدي لأي عدوان»، في إشارة إلى احتمالات تدخل عسكري في سوريا لحماية المدنيين من قمع النظام.
وفي تصريحات للصحافيين، وصف جهاد مقدسي المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية، المناورات بأنها «روتينية ومحددة مسبقا». وأضاف: «لا نوجه رسائل، بل هذه المناورات هي للبقاء على أُهْبة الاستعداد». وقال إن «سوريا تعيش في محيط معقد، وبالتالي هذه الأمور روتينية ومطلوبة، وأطمئنكم بأنها كانت مناورات بكفاءة عالية».
وحسب وكالة الأنباء السورية (سانا) فإنه «في إطار خطة التدريب القتالي لعام 2011 نفذت قواتنا الصاروخية (أول من) أمس (الأحد) مشروعا عملياتيا بالذخيرة الحية في ظروف مشابهة لظروف المعركة الحقيقية بهدف اختبار قدرة سلاح الصواريخ وجاهزيته في التصدي لأي عدوان قد يفكر به العدو، حيث أصابت أهدافها بدقة وحققت نتائج نوعية متميزة أكدت الكفاءة العالية التي يتميز بها رجال الصواريخ في استخدام العتاد الصاروخي الحديث الذي يعد الذراع الطولى لجيشنا العقائدي البطل». ونقلت عنها وكالة «رويترز» أن التمرينات أظهرت «قدرة قواتنا الصاروخية وجاهزيتها الدائمة للدفاع عن الوطن وردع كل من تسول له نفسه المساس بأمنه أو الاعتداء على ترابه».
وتواجه سوريا ضغوطا عربية ودولية تحثها على إنهاء حملتها الشعواء ضد الاحتجاجات التي دخلت شهرها الثامن ضد نظام بشار الأسد، والتي أدت إلى مقتل أكثر من 4000 شخص، حسب تقديرات الأمم المتحدة. وقد فشلت العقوبات المشددة التي فرضتها الدول العربية وغيرها في وقف الحملة التي يشنها النظام السوري على المحتجين.
وحسب وكالة «أسوشييتد برس» يقوم الجيش السوري بمناورات عسكرية كل عام، ولكن هذه المناورات كانت على مستوى أعلى، حيث جمعت بين التجارب الصاروخية وعمليات للقوات الجوية والبرية. وكان الأسد قد حذر في شهر أكتوبر (تشرين الأول) من أن الشرق الأوسط «سوف يحترق» إذا ما تدخل الغرب في سوريا وهدد بتحويل المنطقة إلى «عشرات من أفغانستان».
ومن المعروف أن سوريا تملك صواريخ أرض أرض مثل صواريخ سكود القادرة على ضرب عمق إسرائيل التي تعد العدو اللدود لسوريا. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد فرضا موجات من العقوبات ضد سوريا خلال الأشهر الماضية، فإن واشنطن وحلفاءها قد أظهروا استعدادا أقل للتدخل في دولة عربية أخرى كما فعلوا في ليبيا. وفي الوقت نفسه يملك الأسد عددا من الحلفاء الأقوياء الذين يساعدونه على التعامل مع الضغوط الخارجية، كما أن الصراع الموجود في سوريا يهدد باتساع دائرة المواجهة في الشرق الأوسط، في ضوء التوتر القائم بين إسرائيل وإيران. ولن تكون سوريا بحاجة إلى البحث عن أهداف رئيسية لكي تهاجمها، حيث إنها تشترك في الحدود مع إسرائيل المدعومة من الولايات المتحدة وتركيا، أحد أعضاء حلف شمال الأطلسي. ويعد نظام الأسد أقوى حليف عربي لإيران، كما أنه يرتبط بعلاقات مع حزب الله اللبناني وغيره من الجماعات المتطرفة الأخرى، بما فيها حركة حماس الفلسطينية.
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن وزير الدفاع السوري داوود راجحة قوله إن القوات التي شاركت في المناورات ستكون على أُهْبة الاستعداد لتنفيذ أي أوامر. وفي حالة التدخل الدولي يمكن أن يقوم الأسد وحليفه الأساسي في الشرق الأوسط، إيران، بشن هجمات انتقامية على إسرائيل، أو – على الأرجح – أن يطلقا العنان لمقاتلي حزب الله أو للحلفاء الفلسطينيين المسلحين للقيام بهذه المهمة. وكانت تركيا قد فرضت عقوبات على سوريا وفتحت أبوابها لمناهضي نظام الأسد والمنشقين عن الجيش السوري، وهو ما قد يثير حفيظة سوريا ضد جارتها الشمالية.
قتلى في حمص ودرعا.. والنظام يعتقل عشرات الطلاب بعضهم بتهمة شتم الأسد
العثور على 34 جثة لمختطفين على أيدي الشبيحة وإطلاق نار على جامع ابن الوليد التاريخي بحمص.. والشبيحة يختطفون حافلة
جريدة الشرق الاوسط
لقي 7 مدنيين سوريين حتفهم في حمص، معقل الحركة الاحتجاجية ضد الرئيس السوري بشار الأسد، كما قتل 4 من رجال الأمن بينهم ضابط في درعا. كما اعتقل النظام السوري عشرات من الطلاب أمس في مناطق متفرقة بعضهم بتهمة شتم الرئيس السوري بشار الأسد وآخرين لمشاركتهم في مظاهرات مناوئة له كما تم طرد 60 طالبا «درعاويا» من جامعة تشرين في اللاذقية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «أربعة مواطنين استشهدوا إثر إطلاق رصاص من حاجز الجامعة في حي دير بعلبة وأصيب 5 آخرون بجروح بينهم اثنان بحالة حرجة إثر إطلاق الرصاص على تشييع الشهداء في دير بعلبة» في حمص (وسط). وأضاف حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية أن «مواطنا استشهد إثر إطلاق الرصاص عليه من عناصر الأمن المتواجدين قرب المشفى الوطني بمدينة حمص» التي تبعد 160 كلم شمال دمشق.
وقال المرصد أيضا إن «رجلا وسيدة استشهدا في قرية تلدو في محافظة حمص برصاص قوات الأمن».
ونقل المرصد أيضا «أن شبيحة من قرية موالية للنظام في منطقة الحولة (محافظة حمص) خطفوا حافلة نقل صغيرة كانت تقل 13 راكبا وسائق الحافلة عمار عوض إسماعيل بينما كانت متجهة من حمص إلى مدينة الحولة». وكان نحو 30 شخصا على الأقل قتلوا أول من أمس في مدينة حمص، حسب المرصد.
واستمر تدهور الأوضاع الأمنية في حمص أمس وقال ناشطون لـ«الشرق الأوسط» إن قوات الأمن والجيش قامت بإطلاق النار والقذائف من المدرعات في حي الخالدية كما أطلقت النار على مسجد الصحابي خالد بن الوليد الذي يعد أهم معالم مدينة حمص التاريخية، وقالوا: إن أكثر من 20 رصاصة اخترقت مئذنة المسجد وجدرانه، وإن قذائف سقطت في باحته الخلفية ومحيطه، بعد أن طوقته قوات الأمن بأكثر من مائتي عنصر وعدد من الآليات.
كما نفذت قوات الأمن السورية «حملة مداهمات واعتقالات في الأحياء الجنوبية من مدينة بانياس أسفرت عن اعتقال 32 مواطنا، كما نفذت قوات الأمن حملة اعتقالات في قرية البيضا في المنطقة نفسها التي انتشر فيها مئات العناصر الأمنية» حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
من جهة ثانية أفاد المرصد أن «ثلاثة عناصر أمن بينهم ضابط برتبة ملازم أول بالإضافة إلى شرطي قتلوا إثر إطلاق الرصاص عليهم أمام محكمة داعل من قبل منشقين».
وأفاد المرصد أيضا أن «العشرات من عناصر الأمن انتشروا على مداخل بلدة عندان في محافظة حلب وترافق ذلك مع إطلاق رصاص كثيف، كما أغلق الأهالي الطريق المتجه من حلب إلى تركيا عند مفرق بلدة حيان احتجاجا على الحملات الأمنية».
من جهة أخرى، قال المرصد إن قوات الأمن أوقفت 10 طلاب كانوا يشاركون في مظاهرة ضد النظام في حرستا قرب دمشق، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وفي مدينة جبلة الساحلية، أوقف 8 طلاب آخرين في مدرستهم الثانوية بعد اتهامهم بشتم الرئيس الأسد، كما ذكر المرصد ولجان التنسيق المحلية التي تشرف على المظاهرات على الأرض.
وقال المرصد إن 30 طالبا من درعا مهد الحركة الاحتجاجية اعتقلوا، كما طرد 60 آخرون من المدينة نفسها من جامعة تشرين في اللاذقية شمال غربي سوريا.
وأوضح أن «الطلاب السوريين من محافظة درعا يتعرضون لمضايقات كثيرة من جانب زملائهم الطلاب الموالين للنظام وأجهزة الأمن المحلية وذلك على خلفية انتمائهم إلى المحافظات الثائرة ضد النظام».
وقال: إن هؤلاء الطلاب «تعرضوا إلى معاملة سيئة للغاية على خلفية انتماءات طائفية بغيضة من تهديد وضرب وشتائم وإهانات».
وفي تطور لاحق أمس، نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن أحد الناشطين المعارضين، أنه شاهد في أحد أحياء مدينة حمص جثث 34 شخصا، كانوا قد «خطفوا» في وقت سابق على أيدي «مجموعات الشبيحة».
وقال المرصد إنه «علم من ناشط معارض في حي الزهراء الموالي للنظام في مدينة حمص أنه شاهد في ساحة الحي مساء الاثنين (أمس) 34 جثة لمواطنين من أحياء ثائرة على النظام اختطفتهم مجموعات الشبيحة اليوم (الاثنين)».
غليون لـ «الشرق الأوسط» : مناورات الجيش السوري استعراض عضلات
دعا السياسيين والسفراء في الخارج للانقلاب على النظام
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: يوسف دياب
أكد رئيس «المجلس الوطني السوري» برهان غليون، أن «النظام السوري يخوض معركة الأرض المحروقة مع شعبه، ومستمر في ارتكاب المجازر التي تقوده نحو الهاوية». معتبرا أن «المناورات العسكرية التي يجريها الجيش السوري موجهة ضد الشعب، باعتبار أن النظام السوري له عدو واحد هو الشعب السوري فقط». داعيا كل «السياسيين والقيادات العسكرية والأمنية في الداخل وكل السفراء والبعثات الدبلوماسية في الخارج للمسارعة إلى الانقلاب على هذا النظام المتهالك لأن ساعة الحقيقة دنت». متعهدا بأن «يأخذ كل منهم دوره في مرحلة ما بعد سقوط حكم (الرئيس السوري) بشار الأسد».
وأعلن غليون في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «المناورات التي يجريها الجيش السوري هي جزء من استعراض العضلات، أمام الرأي العام وأمام الشعب السوري الذي بات متيقنا أن هذا النظام أصبح على شفير الهاوية». مؤكدا أن «هذا النظام فقد كل شرعية سورية، ولم يعد يجيد سوى استخدام العنف المفرط ضد شعبه وارتكاب المجازر والمذابح بحق المواطنين الأبرياء». ورأى أن «الأساليب التي يعتمدها مع مبادرات الجامعة العربية، ما هي إلا نوع من كسب الوقت للمماطلة والمراوغة، لأن سلوكه في الداخل لن يتغير ولن يتبدل قيد أنملة، وهو مستمر في حربه الطاحنة ضد شعبه على طريقة إما قاتل وإما مقتول».
وتعليقا على المناورات التي أجراها الجيش السوري أمس والغاية منها، قال «هذه المناورات موجهة ضد الشعب السوري فقط، كما هي حالة الطوارئ المستمرة منذ 41 عاما، وهذا النظام ليس له عدو منذ الأساس سوى شعبه، والوضع بات اليوم أكثر وضوحا من أي مرحلة سابقة، لكن الشعب مستمر في كفاحه وبكل صلابة وإيمان وعزم إلى حين استرجاع حقوقه من هذه العصابة التي تتصرف على أساس أنها دولة».
وعن المدة الزمنية التي يتوقعها لتحقق الانتفاضة أهدافها، أوضح غليون أن «لا أحد يستطيع أن يتكهن بموعد الانهيار الكامل لهذا النظام الذي بات على قدر كبير من الإجرام، ودخل في سباق مع الوقت، وهو يخوض حرب الأرض المحروقة لإراقة المزيد من الدماء، ولا يتورع عن إحراق بيوت الناس وأثاثها وتدميرها، حتى وصل به الأمر لإحراق البطانيات، بحيث إن الأطفال الذين لا يموتون بالقتل يموتون من البرد. هذه الحقائق يعيشها الشعب السوري بيومياته، وهذا الشعب بات مدركا أن المعركة قاسية ودموية مع نظام كهذا، ورغم ذلك، فإنه مستمر فيها إلى أن يحقق أهدافه لأنه مؤمن بأنه سينتصر في النهاية»، وأضاف غليون: «لا أعتقد أن هذه المعركة ستطول أكثر من أشهر معدودة، سيما أن الموارد المالية والعسكرية والأمنية بدأت تتراجع، ولذلك نرى أن هذه العصابة الحاكمة تمعن في استخدام القوة ضد الشعب، لكنها بالتأكيد باتت على مشارف الهاوية وتقترب أكثر فأكثر من نهايتها الوخيمة». لافتا إلى أن «ظاهرة الانشقاقات بدأت تزيد سواء في صفوف الجيش أم في صفوف الأمن، لأن كل هذه الأجهزة تعاني وضعا صعبا ومعظمها أنهك، وعناصرها يدركون أنهم يخوضون معركة خاسرة ضد شعبهم وأهلهم، ولذلك بدأت الانشقاقات تتسع»، داعيا «كل الأجهزة العسكرية والأمنية والسياسيين في الداخل وكل السفراء والدبلوماسيين في الخارج إلى أن يفكروا بمستقبلهم وبمستقبل بلدهم وأن ينقلبوا على هذا النظام المتهالك، وينتقلوا فورا إلى صفوف الشعب والمناضلين والثوار لأن ساعة الحسم قد دنت، وأن يتأكدوا أن كل مسؤول سياسي أو دبلوماسي أو أمني أو عسكري أو إداري سيكون له دوره في المستقبل، إذا انسلخ عن هذه السلطة المجرمة القاتلة، ولن يكون عرضة للمحاسبة والمحاكمة إلا من ارتكب الجرائم بحق شعبه وسفك دماء الأبرياء».
وشدد «رئيس المجلس الوطني» على أن «السوريين لن يكرروا تجربة العراق بعد سقوط نظام صدام حسين، فالذين سيتولون المسؤولية بعد رحيل (الرئيس السوري) بشار الأسد وعصابته، سيحافظون على الدولة السورية بكل مؤسساتها، وسيفصلون بين الدولة والنظام، لأن الدولة هي كل أبناء الشعب السوري من كل الفئات والطوائف والمكونات، وهؤلاء سيعملون معا ويدا واحدة لاستمرار دولتهم وتحديثها».
الأردن يطلب استثناء تجارته وطيرانه من العقوبات على نظام الأسد
شركة نفط تركية تنهي عقدا لشراء النفط السوري
جريدة الشرق الاوسط
أعلنت وزارة الخارجية الأردنية أمس أن عمان طلبت استثناء قطاعي التجارة والطيران الأردنيين من العقوبات العربية بحق سوريا، على ما أفاد مصدر رسمي. وقال محمد الكايد الناطق الإعلامي باسم الوزارة «أوضحنا موقفنا في الاجتماع الأخير بالدوحة وطلبنا استثناء قطاعي التجارة والطيران من العقوبات العربية على سوريا».
وأضاف المتحدث قائلا لوكالة الصحافة الفرنسية «نحن مع قرارات الجامعة العربية لكن المملكة ستتأثر سلبا من فرض عقوبات على سوريا وفي الاجتماع الأخير أوضحنا أن العقوبات تضر بمصالحنا».
وبلغ حجم التبادل التجاري بين الأردن وسوريا منذ 2000 قرابة سبعة مليارات دولار. ووفقا لدائرة الإحصاءات الأردنية العامة فان «الأردن صدر لسوريا ما قيمته 1,4 مليار دينار (نحو ملياري دولار) منذ عام 2000، فيما بلغت قيمة المستوردات 3,5 مليار دينار (نحو 5 مليارات دولار) للفترة ذاتها». وكان وزير الصناعة والتجارة الأردني سامي قموه أشار في تصريحات صحافية إلى أن 60% من مبادلات المملكة التجارية تمر عبر الجارة الشمالية سوريا.
من ناحية ثانية، قال الرئيس التنفيذي لشركة تكرير النفط التركية «توبراش» للصحافيين أمس إن الشركة أنهت عقدا لشراء النفط من سوريا. وقال يافوز ايركت «أنهينا العقد بسبب الاضطرابات هناك»، مضيفا أن سوريا لا تورد إلا كمية صغيرة من احتياجات الشركة. وقال «الثلاثمائة وعشرون ألف طن التي وردتها سوريا هي جزء صغير جدا من إجمالي وارداتنا النفطية البالغة 20 مليون طن»، حسبما أفادت به وكالة رويترز.
وفرضت تركيا عقوبات اقتصادية على سوريا الأسبوع الماضي لتنضم إلى دول عربية وغربية تضغط على نظام بشار الأسد لإنهاء حملة عنيفة على احتجاجات مناهضة للحكومة. ولم تشمل تلك العقوبات إمدادات النفط بشكل خاص. وكان وزراء الخارجية العرب قرروا فرض عقوبات اقتصادية على النظام السوري لرفضه وقف القمع الدامي للانتفاضة الشعبية في سوريا. وتضمنت العقوبات خصوصا «وقف التعامل مع البنك المركزي السوري ووقف المبادلات التجارية الحكومية مع الحكومة السورية باستثناء السلع الاستراتيجية التي تؤثر على الشعب السوري». كما شملت العقوبات «تجميد الأرصدة المالية للحكومة السورية ووقف التعاملات المالية معها ووقف جميع التعاملات مع البنك التجاري السوري ووقف تمويل أي مبادلات تجارية حكومية من قبل البنوك المركزية العربية مع البنك المركزي السوري».
رئيس البرلمان الكردستاني يجتمع مع المجلس الوطني الكردي السوري
بارزاني يلتقي جنبلاط ويبحث معه «التغييرات» في دول الجوار
جريدة الشرق الاوسط
أربيل: شيرزاد شيخاني
في إطار اهتمامات قيادة إقليم كردستان بالأحداث والتطورات الجارية على الساحة السورية، التقى رئيس البرلمان الكردستاني كمال كركوكي، أمس، بوفد المجلس الوطني الكردي السوري الذي يضم 11 حزبا سياسيا فاعلا على الساحة السياسية السورية، وتباحث معهم حول آخر مستجدات وتطورات الثورة الشعبية هناك. وأكد كركوكي خلال اللقاء أن «قيادة إقليم كردستان تدعم بشكل كامل رغبة وتطلعات الشعوب إلى الحرية والديمقراطية والتغيير، ومن حق الشعوب اختيار مصيرها وفق ما تراها، وفي هذا الإطار من حق الشعب الكردي في سوريا أن يقرر مصيره كشعب حر»، وأضاف كركوكي: «إن الشعب الكردي في سوريا يناضل بشكل سلمي وحضاري، وبعيدا عن أي عنف، لتحقيق حقوقه القومية المشروعة، ونحن في إقليم كردستان ندعم نضاله من أجل حق تقرير المصير، وفقا للظروف السياسية المتاحة في بلدهم».
ورحب رئيس برلمان كردستان بمبادرة الأحزاب السياسية الكردية في سوريا للانضواء تحت خيمة مجلس وطني موحد يستجيب لتطلعات الشعب الكردي هناك، مؤكدا أن وحدة الصف هي الضمانة الأساسية لنجاح الشعوب في تحقيق أمانيها وانتزاع حقوقها المشروعة.
من جهته، قدم الوفد الكردي السوري شكره وتقديره للمواقف الداعمة لقيادة إقليم كردستان للنضال الكردي السوري، وأكد رئيسها، الدكتور عبد الحكيم بشار، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردي السوري (البارتي) أن «الأحزاب الكردية السورية تمكنت أخيرا من توحيد موقفها في إطار مجلس وطني يتمثل فيه معظم الأحزاب والتنظيمات الكردية، وهو يسعى إلى تمثيل الشعب الكردي في الساحة السورية التي تشهد اليوم حركة شعبية للتغيير وتحقيق الديمقراطية في البلاد، والقيادة الكردية في سوريا تثمن وتقدر عاليا الدعم الذي يقدمه إقليم كردستان لإخوانهم الأكراد في هذا الظرف العصيب».
وكانت الأحزاب الكردية السورية قد اتفقت في وقت سابق على عقد مؤتمر موسع في مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان، خلال يومي 17 و18 من الشهر الحالي، يضم ممثلي جميع الأحزاب الكردية في الداخل والخارج، لكن مصدرا قياديا كرديا أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه بسبب وصول الوفد الكردي إلى كردستان، وازدحام جدول لقاءاته المكثفة، تقرر تأجيل عقد المؤتمر إلى بداية العام المقبل، ويعتقد أن يكون الموعد خلال شهر يناير (كانون الثاني).
وفي السياق ذاته، التقى الزعيم الكردي، مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان بالسياسي اللبناني المعروف وليد جنبلاط، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وتباحث معه حول أوضاع المنطقة والثورات التي تشهدها.
وذكر بيان نشره موقع الحكومة المحلية في الإقليم الكردي أن بارزاني وجنبلاط بحثا في أربيل (320 كلم شمال بغداد) «آخر المستجدات والتغييرات الحاصلة في عدد من دول الجوار والمنطقة». وأضاف البيان أن الجانبين ناقشا أيضا «العلاقات الثنائية بين الجانبين وسبل تعزيزها».
إلى ذلك، نقل مصدر في ديوان رئاسة الإقليم لـ«الشرق الأوسط» أن بارزاني قدم عرضا مفصلا لمعاناة الشعب الكردي في ظل الحكومات والأنظمة الديكتاتورية السابقة التي حكمت العراق، ولهذا فإن قيادة الإقليم تشعر بحاجة الشعوب المظلومة إلى الحرية والخلاص من الديكتاتوريات، ومن هذا المنطلق فإن قيادة الإقليم تدعم بشكل كامل تطلعات شعوب المنطقة إلى الحرية والديمقراطية». من جهته، أعرب جنبلاط عن سروره بزيارة كردستان، ولتحقيق الشعب الكردي حقوق القومية بعد سنين طويلة من النضال المستمر، مؤكدا دعمه لتجربة إقليم كردستان.
اعتقال المدونة السورية رزان غزاوي أثناء توجهها للمشاركة في مؤتمر بعمان
درويش لـ «الشرق الأوسط» : لم تتعرض لضغوط سابقا
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: ليال أبو رحال
يستمر النظام السوري في عملية تضييقه على حركة الإعلاميين والمدونين السوريين، الذين لم يتوانوا عن التعبير عن آرائهم بحرية وعلانية، وآخرهم المدونة والناشطة السورية الشابة رزان غزاوي، التي أقدمت شرطة الهجرة والجوازات السورية، عصر الأحد الفائت على اعتقالها عند الحدود السورية الأردنية.
وأفاد «المركز السوري للإعلام وحرية التعبير»، الذي تعمل رزان في إطاره كمنسقة إعلامية، بأن توقيفها تم أثناء توجهها «لتمثيل المركز في ملتقى المدافعين عن حرية الإعلام في العالم العربي في عمان». ورأى، في بيان أصدره أمس، في اعتقالها «استمرارا لعملية تقييد وخنق المجتمع المدني في سوريا ومحاولة بائسة للإجهاض على حرية التعبير».
وطالب المركز، المرخص في فرنسا منذ عام 2004 والحاصل على صفة استشارية لدى الأمم المتحدة في عام 2011، السلطات السورية «بوقف التنكيل المنهجي الممارس ضد المدونين والصحافيين السوريين وإطلاق سراح رزان فورا دون قيد أو شرط والإفراج عن كافة المعتقلين في سوريا». وشدد على «ضرورة احترام السلطات السورية لالتزاماتها الدولية التي التزمت بها من خلال التصديق على الاتفاقيات والمعاهدات الدولية»، محملا إياها «مسؤولية أي أذى جسدي أو نفسي يلحق بالمدونة رزان غزاوي».
وفي سياق متصل، أوضح مؤسس ومدير «المركز السوري للإعلام وحرية التعبير» مازن درويش لـ«الشرق الأوسط»، أن «اعتقال رزان وتوقيفها يأتي في إطار الضغط والتضييق المستمر على حرية التعبير، وهو محاولة لترهيب الإعلاميين والمدونين بشكل عام بهدف تقييد حركة المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية التي لا تعترف الحكومة السورية بوجودها أصلا». ورأى أن عملية توقيفها «ترسل إشارة مؤسفة وسيئة للغاية عن ادعاءات النظام بالإصلاح وإعطاء هامش أكبر لحرية التعبير في سوريا، بحيث لا يزال كل ناشط يشعر بأنه غير آمن»، مبديا أسفه لأن «الوضع لا يزال على ما هو عليه لناحية توقيف الإعلاميين والمدونين وناشطي المجتمع المدني، لا بل إنه يذهب باتجاه الأسوأ، واعتقال رزان خير دليل ومؤشر على ذلك».
وإلى جانب عملها كمنسقه إعلامية في المركز، تعرف رزان بإطلالاتها الإعلامية وبمقالاتها ومشاركاتها الأدبية، خصوصا من خلال مدونتها الشخصية «رزانيات» التي أطلقتها في عام 2009. وهي نشطت كعضو في اللجنة الثقافية لـ«نادي لكل الناس» بين عامي 2005 و2007، كما حصلت على الجائزة الثانية في الشعر العربي من جامعه البلمند اللبنانية، وهي خريجة قسم الأدب الإنجليزي في كلية الآداب في جامعة دمشق وحاصلة على ماجستير في الأدب المقارن من جامعة البلمند في لبنان.
«من خلال عملها لا مؤشرات أو عمليات ضغط تعرضت لها رزان بشكل مباشر»، يقول درويش لـ«الشرق الأوسط»، مسارعا بعدها للإشارة إلى أن «أي شخص يعمل في مجال حرية التعبير والمجتمع المدني ويعبر عن رأيه معرّض للتوقيف في سوريا». وشدد درويش على أنه «كما شعرنا منذ سنوات طويلة بألا سجون تتسع للكلمة الحرة، فنحن على ثقة من أن رزان اعتقلت لأنها تعبر عن آرائها بحريّة وبسبب التزامها العميق بالكلمة الحرة»، مؤكدا أن «رزان وأمثالها يشكلون بالنسبة لنا مصدر الأمل بسوريا المستقبل».
ويصدر «المركز السوري للإعلام وحرية التعبير»، الذي تنشط رزان في إطاره، تقارير دورية ترصد الواقع الإعلامي في سوريا، حيث أصدر في الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني)، تقريرا بعنوان: «إعلاميون في سوريا.. الانتهاكات تعصف بهم من كل الجهات»، أعلن خلاله عن رصد مائة وتسع حالات انتهاك بحق 95 صحافيا وعاملا في الحقل الإعلامي في سوريا، خلال الفترة الممتدة بين شهري فبراير وأكتوبر الماضي. كما أصدر المركز أمس تقريرا حول تواتر توزيع المطبوعات في سوريا منذ بدء الأزمة السورية، أفاد خلاله أنّ «إجمالي ما أصدرته المطبوعات العربية التي شملها الرصد خلال فترة العمل وصل إلى 2908 أعداد، منعت المؤسسة العامة لتوزيع المطبوعات في سوريا وصول 1080 منها إلى القارئ السوري».
وأشار درويش في هذا السياق إلى أن «تقارير المركز علنية ويتم نشرها وتوزيعها على كل المهتمين من أفراد وجهات، حتى إننا نرسلها إلى الجهات الرسمية السورية، على أمل إحداث تغيير في طريقة تعاطيها».
الجامعة العربية تتجه نحو رفض الشروط السورية
كشفت مصادر ديبلوماسية عربية لـ”المستقبل” أن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي يجري مشاورات مع وزراء الخارجية العرب لتقويم الرد السوري على البروتوكول العربي.
وأوضحت تلك المصادر أن التوجه العربي هو نحو رفض الشروط السورية إما من خلال عقد اجتماع لمجلس الجامعة خلال الأيام القليلة المقبلة، أو من خلال إعلان الموقف على لسان الأمين العام للجامعة أو رئيس اللجنة الوزارية العربية رئيس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني.
وتلتقي وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في جنيف اليوم سبعة معارضين للنظام السوري، بعد تأكيد واشنطن مرات عدة وجوب تنحي الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة.
وفي ظل إعلان الجيش السوري قيامه بتمارين صاروخية “بالذخيرة الحية في ظروف مشابهة لظروف المعركة الحقيقية”، أفاد ناشطون معارضون للنظام السوري أنهم شاهدوا في أحد أحياء حمص أمس جثث 34 شخصاً كانوا خطفوا على يد شبيحة النظام وقوات الأمن التي اعتقلت أول من أمس عند الحدود السورية الاردنية الناشطة والمدونة السورية رزان غزاوي.
وكان الأمين العام للجامعة العربية أعلن أن إرسال دمشق رداً بالموافقة على توقيع بروتوكول بعثة المراقبين العرب لن يؤدي إلى تعليق العقوبات العربية على سوريا لأن هذه العقوبات سارية إلى حين صدور موقف آخر من مجلس الجامعة العربية.
وقال العربي في تصريحات للصحافيين تعليقاً على إعلان سوريا الموافقة المشروطة على البروتوكول إن “وزير الخارجية السوري وليد المعلم أرسل (الاحد) رسالة للأمانة العامة للجامعة العربية قال فيها إن سوريا مستعدة للتوقيع على بروتوكول بعثة المراقبين العرب، لكنه وضع شروطاً وطلبات”، موضحاً أن “هذه الشروط والطلبات تدرس حالياً بالتشاور مع المجلس الوزاري”، وأضاف “أجرينا اتصالات مع وزراء الخارجية العرب وتم إطلاعهم على فحوى الرسالة السورية”، موضحاً أنه لم يتقرر عقد اجتماع لوزراء الخارجية حتى الآن.
وأكد الأمين العام للجامعة العربية ان “لا مهل إضافية، فالمقاطعة العربية تقررت في اجتماع مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري يوم 27 من الشهر الفائت وهي سارية”.
ورداً على سؤال عما اذا كانت هذه الشروط تفرغ المبادرة العربية من مضمونها، أجاب العربي أن هذه الشروط فيها أمور جديدة لم نسمع عنها من قبل.
وكان المعلم أبلغ جامعة الدول العربية أمس قبول سوريا التوقيع على بروتوكول بعثة المراقبين مقابل اسقاط العقوبات الاقتصادية العربية واستعادة العضوية الكاملة في الجامعة، مشترطاً أن يتم التوقيع في دمشق وليس القاهرة.
وطلب المعلم “اعتبار المواقف والملاحظات التي أبدتها الجزائر بشأن بعض البنود الواردة في البروتوكول وما صرح به الامين العام للجامعة حول تأكيد رفض التدخل الاجنبي في الشأن السوري جزءاً لا يتجزأ من مشروع البروتوكول” ما وصفه مراقبون بأنه محاولة جديدة لتعديل البروتوكول.
وجاء قبول التوقيع مشروطاً “باعتبار كافة القرارات الصادرة عن مجلس الجامعة العربية في ظل غياب سوريا ومن بينها تعليق عضويتها في الجامعة والعقوبات التي أصدرتها اللجنة الوزارية المعنية بسوريا والمجالس الوزارية العربية الاخرى بحق سوريا، لاغية عند توقيع مشروع البروتوكول بين الجامعة والحكومة السورية”.
وتضمنت الرسالة أن يقوم العربي بإبلاغ الامين العام للامم المتحدة بان كي مون برسالة خطية تتضمن الاتفاق والنتائج الايجابية التي تم التوصل اليها بعد التوقيع على مشروع البروتوكول والطلب منه توزيع الرسالة كوثيقة على رئيس وأعضاء مجلس الأمن وعلى الدول الاعضاء في الامم المتحدة كوثيقة رسمية.
وأكد المعلم فى رسالته أن “النوايا الطيبة لجميع الدول العربية ومن بينها أعضاء اللجنة الوزارية المعنية بسوريا وكذلك سوريا العضو المؤسس للجامعة ستلعب دوراً مهماً وناجعاً في التنسيق بين الجانبين – الجامعة ودمشق – لانجاز مهمة البعثة والحرص والجدية في تنفيذ ما تم التوصل اليه بأفضل صورة ممكنة وهو أمر لا بد أن ينعكس ايجابا على العمل العربي المشترك ويعيد الى الجامعة المكانة والفاعلية التي يطمح اليهما كل مواطن عربي”.
وأعلن المركز السوري للاعلام وحرية التعبير أمس ان شرطة الهجرة والجوازات السورية اعتقلت الناشطة والمدونة السورية رزان غزاوي الاحد عند الحدود السورية – الاردنية.
وأوضح المركز في بيان تلقته وكالة “فرانس برس” انه تم اعتقال رزان غزاوي المنسقة الاعلامية في المركز عصر الاحد عند الحدود السورية – الاردنية “حيث كانت متجهة لحضور ملتقى المدافعين عن حرية الاعلام في العالم العربي في عمان ممثلة المركز السوري للاعلام وحرية التعبير”.
ودان المركز السوري للاعلام وحرية التعبير “بأقسى العبارات اعتقال الزميلة والمدونة رزان غزاوي”، موضحاً انه “يرى في اعتقالها استمرارا لعملية تقييد وخنق المجتمع المدني في سوريا ومحاولة بائسة لاجهاض حرية التعبير في سوريا”. وحمل السلطات “مسؤولية أي أذى جسدي أو نفسي يلحق بالمدونة رزان غزاوي” وطالب السلطات السورية “بوقف التنكيل المنهجي الممارس ضد المدونين والصحافيين السوريين وإطلاق سراح المدونة رزان غزاوي فورا دون قيد أو شرط والافراج عن كافة المعتقلين في سوريا”.
في غضون ذلك، ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) “في إطار خطة التدريب القتالي للعام 2011 نفذت قواتنا الصاروخية أمس (الاحد) مشروعا عملياتيا بالذخيرة الحية في ظروف مشابهة لظروف المعركة الحقيقية بهدف اختبار قدرة سلاح الصواريخ وجاهزيته في التصدي لأي عدوان قد يفكر به العدو”.
وفي باريس اعلنت شركة “توتال” النفطية الفرنسية العملاقة أمس، انها ستعلق نشاطاتها في سوريا تطبيقا للعقوبات الاوروبية، وقالت الشركة في بيان “اعلمنا السلطات السورية بقرارنا وقف عملياتنا مع الشركة العامة للنفط تنفيذا للعقوبات. وهذا الامر يتضمن انتاجنا في دير الزور وعقدنا مع مشروع غاز الطابية” في شمال شرق البلاد. وأضافت الشركة “ان هدفنا الاول يبقى سلامة موظفينا”.
وعلى الارض شهد الوضع في مدينة حمص تصعيدا خطيرا، فقد نقل المرصد السوري لحقوق الانسان أمس عن احد الناشطين المعارضين، انه شاهد في احد احياء مدينة حمص جثث 34 شخصا “خطفوا” في وقت سابق على ايدي “مجموعات الشبيحة”.
وقال المرصد انه “علم من ناشط معارض في حي الزهراء الموالي للنظام في مدينة حمص انه شاهد في ساحة الحي مساء (أمس) الاثنين 34 جثة لمواطنين من احياء ثائرة على النظام اختطفتهم مجموعات الشبيحة”.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان خمسة مدنيين وثلاثة من رجال الامن بينهم ضابط قتلوا امس في حمص معقل الحركة الاحتجاجية ضد الرئيس بشار الاسد وفي درعا.
وقال المرصد ان “اربعة مواطنين استشهدوا اثر اطلاق رصاص من حاجز الجامعة في حي دير بعلبة واصيب خمسة آخرون بجروح بينهم اثنان بحالة حرجة اثر اطلاق الرصاص على تشييع الشهداء في دير بعلبة” في حمص (وسط).
واضاف ان “مواطناً استشهد اثر اطلاق الرصاص عليه من عناصر الامن المتواجدين قرب المستشفى الوطني بمدينة حمص” التي تبعد 160 كيلومترا شمال دمشق.
وكان نحو ثلاثين شخصا على الاقل قتلوا الاحد في مدينة حمص، حسب المرصد.
واوضح المرصد ان “ثلاثة عناصر امن بينهم ضابط برتبة ملازم اول بالاضافة الى شرطي قتلوا اثر اطلاق الرصاص عليهم امام محكمة داعل من قبل منشقين”.
من جهة اخرى، قال المرصد ان قوات الامن اوقفت عشرة طلاب كانوا يشاركون في تظاهرة ضد النظام في حرستا قرب دمشق.
وفي مدينة جبلة الساحلية، أوقف ثمانية طلاب آخرون في مدرستهم الثانوية بعد اتهامهم بشتم الرئيس الاسد، كما ذكر المرصد ولجان التنسيق المحلية التي تشرف على التظاهرات على الارض.
وقال المرصد ان ثلاثين طالبا من درعا مهد الحركة الاحتجاجية اعتقلوا، كما طرد 60 آخرون من المدينة نفسها من جامعة تشرين في اللاذقية شمال غرب سوريا.
وأوضح ان “الطلاب السوريين من محافظة درعا يتعرضون لمضايقات كثيرة من جانب زملائهم الطلاب الموالين للنظام واجهزة الامن المحلية وذلك على خلفية انتمائهم إلى المحافظات الثائرة ضد النظام”.
وقال ان هؤلاء الطلاب “تعرضوا الى معاملة سيئة للغاية على خلفية انتماءات طائفية بغيضة من تهديد وضرب وشتائم واهانات”.
واعتقلت قوات الأمن السورية أمس محمد خير عضو المجلس الوطني الانتقالي في دمشق كما ذكرت قناة “الجزيرة” أمس. يذكر أن خير يعمل في منظمة عدالة للدفاع عن حقوق الإنسان.
(ا ف ب، رويترز، يو بي أي، ا ش ا، “المستقبل”)
دمشق تعلن “رداً إيجابياً” للتوقيع
الجامعة: العقوبات على سوريا سارية ولا مهل
أعلن أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي أمس، أنه يجري مشاورات مع وزراء الخارجية العرب حول شروط وضعتها دمشق لتوقيع بروتوكول إرسال مراقبين إلى سوريا، عقب إعلان الأخيرة أنها ردت بإيجابية على البروتوكول، مؤكدة استعدادها لتوقيعه، بينما قال العربي إن العقوبات المقرة ضد دمشق سارية، وذكر مصدر في الجامعة أن الطلب السوري رفض .
وأكد أمين عام الجامعة أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أرسل رسالة للأمانة العامة أعلن فيها أن سوريا مستعدة لتوقيع بروتوكول بعثة المراقبين العرب، لكنه وضع شروطا وطلبات، قال إنها “تدرس حالياً بالتشاور مع المجلس الوزاري” . وأوضح أن العقوبات على سوريا “سارية”، وأضاف “لا توجد مهل إضافية فالمقاطعة العربية تقررت في اجتماع مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري يوم 27 من الشهر الماضي وهي سارية” . ورداً على سؤال حول ما إذا كانت الشروط السورية تفرغ المبادرة العربية لتسوية الأزمة السورية من مضمونها، قال “هذه الشروط فيها أمور جديدة لم نسمع عنها من قبل” .
وكان مصدر دبلوماسي عربي كشف أن سوريا وافقت على توقيع بروتوكول بعثة المراقبين، مشترطة أن يتم التوقيع في دمشق، وأن يضاف إليه بند يؤكد رفض التدخل الأجنبي في الشأن السوري، مع إلغاء جميع القرارات التي أصدرتها الجامعة ضد سوريا، ومنها تعليق العضوية .
وصرح الناطق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي في وقت سابق بأن دمشق ردت “بايجابية” على الجامعة “وفق الإطار الذي يستند إلى الفهم السوري لهذا التعاون” . وأضاف أن “الرد السوري كان ايجابيا والطريق بات سالكا للتوقيع حفاظا على العلاقات العربية وحرصاً على السيادة السورية” . وتابع إن “سوريا طلبت أن تكون المراسلات جزءاً لا يتجزأ من البروتوكول”، مؤكداً أن “ما قدمته سوريا لا يمس جوهر البروتوكول” . وأعلن “طلبنا استيضاحاً حول العنف ممن وضد من، طلبنا أموراً لا علاقة لها بطبيعة المهمة، طلبنا إخطار الجانب السوري بأسماء البعثة وجنسياتهم وهي أمور لوجستية إجرائية بحتة لا علاقة لها بطابع المهمة” . وبعدما أكد أن “إنجاح المهمة متعلق بالنوايا” العربية، قال إن “البروتوكول ليس الخلاص بل خطوة على طريق الحل ونعتقد أن الطريق بات سالكاً لتوقيع الاتفاق إذا كانت النوايا هي المساعدة على الخروج من الأزمة” .
على الأرض، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 5 مدنيين و3 من رجال الأمن بينهم ضابط قتلوا في حمص (وسط) أمس، ودرعا (جنوب) . وقال إن 4 قتلوا اثر إطلاق رصاص من حاجز الجامعة في حي دير بعلبة وأصيب 5 آخرون بجروح بينهم اثنان بحالة حرجة إثر إطلاق الرصاص على جنازة في دير بعلبة، وأضاف أن شخصا قتل اثر إطلاق الرصاص عليه من عناصر الأمن قرب المشفى الوطني في حمص .
إلى ذلك، أعلن المركز السوري للإعلام وحرية التعبير أن شرطة الهجرة والجوازات السورية اعتقلت الناشطة والمدونة السورية رزان غزاوي الأحد عند الحدود السورية الأردنية .
روسيا مستعدة لإرسال مراقبين إلى سوريا
أعلن نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف، أمس، أن بلاده مستعدة لإرسال مراقبين إلى سوريا إذا وجّه لها مثل هذا الطلب من السلطات السورية أو المعارضة أو الجامعة العربية .
واعتبر بوغدانوف في حديث لوكالة “إيتارتاس” الروسية “أن وجود مراقبين من الجامعة العربية في سوريا قد يزيد فرص التسوية السورية”، وأشار إلى أن بلاده “دعت جميع أطراف الأزمة السورية منذ البداية، خصوصاً السلطات في دمشق إلى التفاعل مع الجامعة العربية بالكامل ودعم مبادرتها لحل الأزمة”، وأضاف أن دمشق دعمت الخطة، ولكن كان هناك أسئلة احتاجت للمزيد من التشاور .
ورأى المسؤول الروسي أن السؤال حول تطبيق الآلية منطقي، مشيراً إلى أن “الآلية تتضمن وجود مراقبين موضوعيين من جامعة الدول العربية، لمراقبة تطبيق خريطة الطريق”، وقال إن السلطات السورية أعلنت استعدادها لتوقيع بروتوكول عمل المراقبين الذين سيراقبون تطبيق المبادرة العربية لحل الأزمة من دون تدخل خارجي أو تدخل عسكري، بل من خلال الحوار بين جميع القوى السياسية في سوريا .
واعتبر نائب وزير الخارجية الروسية أنه إذا سارت الأمور بهذا الاتجاه فستكون منسجمة مع فهم موسكو لحل المشكلات و”هذا سيعني أن القيادة الروسية تبنت موقفاً عقلانياً ومتوازناً”، وأعرب عن أمله بأن يخلق ذلك “فرصة إضافية لتسوية سياسية سلمية من خلال الحوار بين السوريين لمصلحة الشعب” . (يو .بي .آي)
خمسون قتيلا في سوريا واعتقالات ذات صبغة طائفية في عدة محافظات
دمشق – اعلنت وزارة الخارجية السورية ان دمشق ردت “بايجابية” على الجامعة العربية حول موضوع توقيع بروتوكول نشر مراقبين في البلاد “وفق الاطار الذي يستند على الفهم السوري لهذا التعاون”، في الوقت الذي شهد الوضع على الارض تصعيدا خطيرا خصوصا في مدينة حمص ادى الى مقتل 45 شخصا.
وفي القاهرة، قال الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الاثنين انه يجري مشاورات مع وزراء الخارجية العرب حول “شروط” دمشق لتوقيع بروتوكول بشأن ارسال مراقبين الى سوريا.
واكد العربي للصحافيين ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم “ارسل رسالة الى الأمانة العامة للجامعة العربية قال فيها ان سوريا مستعدة للتوقيع على بروتوكول بعثة المراقبين العرب لكنه وضع شروطا وطلبات”، موضحا ان “هذه الشروط والطلبات تدرس حاليا بالتشاور مع المجلس الوزاري” للجامعة العربية.
وكان الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي صرح ان دمشق ردت “بايجابية” على الجامعة العربية. وقال ان “الرد السوري كان ايجابيا (…) والطريق بات سالكا للتوقيع حفاظا على العلاقات العربية وحرصا على السيادة السورية”.
واوضح ان المعلم ارسل مساء الاحد رسالة الى الجامعة العربية في هذا الشأن.
وقال العربي “اجرينا اتصالات مع وزراء الخارجية العرب وتم اطلاعهم على فحوى الرسالة السورية ولم يتقرر عقد اجتماع لوزراء الخارجية حتى الآن”.
وردا على سؤال عما اذا كانت الشروط السورية تفرغ المبادرة العربية لتسوية الازمة السورية من مضمونها، قال العربي إن “هذه الشروط فيها أمور جديدة لم نسمع عنها من قبل”.
واوضح العربي ان العقوبات العربية على سوريا “سارية”، مشددا على انه لم يتم اعطاء اي مهل اخرى قبل تنفيذها.
وفي هذا الاطار، اعلنت وزارة الخارجية الاردنية ان المملكة طلبت استثناء قطاعي التجارة والطيران الاردنيين من العقوبات العربية بحق سوريا، على ما افاد مصدر رسمي.
وقال محمد الكايد الناطق الاعلامي باسم الوزارة لوكالة فرانس برس “نحن مع قرارات الجامعة العربية لكن المملكة ستتأثر سلبا من فرض عقوبات على سوريا وفي الاجتماع الاخير اوضحنا ان العقوبات تضر بمصالحنا”.
وكانت الجامعة العربية امهلت دمشق حتى الاحد لتوقيع بروتوكول بعثة مراقبي الجامعة لتقصي الحقائق، الذي طلبت دمشق استفسارات بشأنه.
وفي ختام اجتماع في الدوحة السبت، قال رئيس اللجنة الوزارية العربية رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني “اتصلنا اثناء الاجتماع بدمشق واجبنا على الاستفسارات التي قدموها فورا وطلبنا ان ياتوا غدا للتوقيع ونحن ننتظر الجواب”.
وقال مقدسي ان “سوريا طلبت ان تكون المراسلات جزءا لا يتجزأ من البروتوكول”، مؤكدا ان “ما قدمته سوريا لا يمس جوهر البروتوكول”.
واكد ان “الجانب السوري ادى واجبه تجاه البروتوكول وطالب بتعديلات طفيفة لا تمس بجوهره”.
واضاف “طلبنا استيضاحا حول العنف ممن وضد من؟ طلبنا امورا لا علاقة لها بطبيعة المهمة (…) طلبنا اخطار الجانب السوري باسماء البعثة وجنسياتهم وهي امور لوجستية اجرائية بحتة لا علاقة لها بطابع المهمة”.
واشار الى ان من التعديلات المطلوبة “تغيير عنوان البروتوكول ليصبح مشروع بروتوكول بين سوريا والجامعة العربية لمتابعة الوضع السوري”.
وينص البروتوكول على “وقف كافة اعمال العنف من اي مصدر كان حماية للمواطنين السوريين والافراج عن المعتقلين بسبب الاحداث الراهنة واخلاء المدن والاحياء السكنية من جميع المظاهر المسلحة”.
كما يقضي “بفتح المجال امام منظمات جامعة الدول العربية المعنية ووسائل الاعلام العربية والدولية للتنقل بحرية في جميع انحاء سوريا للاطلاع على حقيقة الاوضاع ورصد ما يدور فيها من احداث”.
في باريس اعلنت شركة توتال النفطية الفرنسية العملاقة الاثنين انها ستعلق نشاطاتها في سوريا تطبيقا للعقوبات الاوروبية التي فرضت بحق هذا البلد.
وقالت الشركة في بيان “اعلمنا السلطات السورية بقرارنا وقف عملياتنا مع الشركة العامة للنفط تنفيذا للعقوبات. وهذا الامر يتضمن انتاجنا في دير الزور وعقدنا مع مشروع غاز الطابية” في شمال شرق البلاد.
واضافت الشركة “ان هدفنا الاول يبقى سلامة موظفينا”.
وفي دمشق اعلنت الحكومة السورية سلسلة اجراءات اقتصادية ردا على العقوبات التي فرضتها تركيا على سوريا في اطار ادانتها لقمع الحركة الاحتجاجية المناهضة للنظام.
وفي ختام اجتماع استثنائي للحكومة مساء الاحد، تقرر حسب ما نقلت وكالة سانا الرسمية “إيقاف العمل باتفاقية الشراكة المؤسسة لمنطقة تجارة حرة” بين سوريا وتركيا على ان يتم “خضوع المستوردات ذات المنشأ والمصدر التركي لاحكام التجارة الخارجية النافذة واستيفاء الرسوم الجمركية عن هذه المستوردات وفقا للتعرفة الجمركية المتناسقة النافذة”.
كما قررت الحكومة السورية “فرض رسم بنسبة 30 بالمئة من القيمة على كل المواد والبضائع ذات المنشأ التركي المستوردة إلى سوريا وذلك لصالح دعم إعمار القرى النامية”.
على الارض شهد الوضع في مدينة حمص تصعيدا خطيرا.
فقد نقل المرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين عن احد الناشطين المعارضين، انه شاهد في احد احياء مدينة حمص جثث 34 شخصا كانوا قد “خطفوا” في وقت سابق على ايدي “مجموعات الشبيحة”.
وقال المرصد انه “علم من ناشط معارض في حي الزهراء الموالي للنظام في مدينة حمص انه شاهد في ساحة الحي مساء الاثنين 34 جثة لمواطنين من احياء ثائرة على النظام اختطفتهم مجموعات الشبيحة اليوم الاثنين”.
وتعتبر مدينة حمص اكثر النقاط الساخنة في سوريا في اطار المواجهات بين قوات النظام والحركة الاحتجاجية الواسعة المناهضة للرئيس السوري بشار الاسد.
وتضم حمص خليطا طائفيا ومذهبيا ما يثير المخاوف من تحول الاحتجاجات الى مواجهات خصوصا بين السنة والعلويين.
وكان المرصد اعلن في وقت سابق ان سبعة مدنيين قتلوا الاثنين في حمص، في حين قتل اربعة عناصر من قوى الامن والشرطة بينهم ضابط في داعل في محافظة درعا.
وقال المرصد ان “اربعة مواطنين استشهدوا اثر اطلاق رصاص من حاجز الجامعة في حي دير بعلبة واصيب خمسة آخرون بجروح بينهم اثنان بحالة حرجة اثر اطلاق الرصاص على تشييع الشهداء في دير بعلبة” في حمص (وسط).
واضاف ان “مواطنا استشهد اثر اطلاق الرصاص عليه من عناصر الامن المتواجدين قرب المشفى الوطني بمدينة حمص” التي تبعد 160 كلم شمال دمشق.
وقال المرصد ايضا ان “رجلا وسيدة استشهدا في قرية تلدو في محافظة حمص برصاص قوات الامن”.
ونقل المرصد ايضا “ان شبيحة من قرية موالية للنظام في منطقة الحولة (محافظة حمص) خطفوا حافلة نقل صغيرة كانت تقل 13 راكبا وسائق الحافلة عمار عوض اسماعيل بينما كانت متجهة من حمص الى مدينة الحولة”.
وكان حوالى ثلاثين شخصا على الاقل قتلوا الاحد في مدينة حمص، حسب المرصد.
كما نفذت قوات الامن السورية “حملة مداهمات واعتقالات في الاحياء الجنوبية من مدينة بانياس اسفرت عن اعتقال 32 مواطنا، كما نفذت قوات الامن حملة اعتقالات في قرية البيضا في المنطقة نفسها التي انتشر فيها مئات العناصر الامنية” حسب المرصد.
من جهة ثانية افاد المرصد ان “ثلاثة عناصر امن بينهم ضابط برتبة ملازم اول بالاضافة الى شرطي قتلوا اثر اطلاق الرصاص عليهم امام محكمة داعل من قبل منشقين”.
وافاد المرصد ايضا ان “العشرات من عناصر الامن انتشروا على مداخل بلدة عندان في محافظة حلب وترافق ذلك مع اطلاق رصاص كثيف، كما اغلق الاهالي الطريق المتجهة من حلب الى تركيا عند مفرق بلدة حيان احتجاجا على الحملات الامنية”.
من جهة اخرى، قال المرصد ان قوات الامن اوقفت عشرة طلاب كانوا يشاركون في تظاهرة ضد النظام في حرستا قرب دمشق.
وفي مدينة جبلة الساحلية، اوقف ثمانية طلاب آخرون في مدرستهم الثانوية بعد اتهامهم بشتم الرئيس بشار الاسد، كما ذكر المرصد ولجان التنسيق المحلية التي تشرف على التظاهرات على الارض.
وقال المرصد ان ثلاثين طالبا من درعا مهد الحركة الاحتجاجية اعتقلوا، كما طرد 60 آخرون من المدينة نفسها من جامعة تشرين في اللاذقية شمال غرب وريا.
واوضح ان “الطلاب السوريين من محافظة درعا يتعرضون لمضايقات كثيرة من جانب زملائهم الطلاب الموالين للنظام واجهزة الامن المحلية وذلك على خلفية انتمائهم إلى المحافظات الثائرة ضد النظام”.
وقال ان هؤلاء الطلاب “تعرضوا الى معاملة سيئة للغاية على خلفية انتماءات طائفية بغيضة من تهديد وضرب وشتائم واهانات”.
ا ف ب
نصر الله ينتقد المعارضة السورية
انتقد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله -في خطاب ألقاه في ذكرى عاشوراء اليوم- المعارضة السورية، معتبرا أنها “تقدم أوراق اعتماد” إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، ومجددا دعمه النظام السوري برئاسة بشار الأسد.
وقال نصر الله -الذي كان فاجأ مناصريه بظهور علني هو الأول منذ 2008- في نهاية مسيرة عاشورائية حاشدة ضمت عشرات الألوف في الضاحية الجنوبية لبيروت، قبل أن يتوجه إليهم عبر شاشة عملاقة، “منذ اللحظة الأولى، موقفنا واضح قلنا نحن مع الإصلاح في سوريا ونقف إلى جانب نظام مقاوم”.
وأضاف “ما يسمى بالمجلس الوطني السوري الذي تشكل في إسطنبول وبعض الدول العربية والغربية تعتبره محاورا رسميا” لسوريا يقدم بمواقفه “أوراق اعتماد للأميركي والإسرائيلي”.
وأشار إلى أن ما نقل عن رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون قبل أيام من أن المعارضة “ستقطع علاقاتها مع إيران وحزب الله وحركة حماس” في حال وصولها إلى السلطة هي “أوراق اعتماد للأميركي والإسرائيلي، لأن عدو حزب الله هو صديق أميركا وإسرائيل”.
وتابع إن “المطلوب في سوريا ليس إصلاحا وتعددية، المطلوب نظام استسلام عربي، نظام توقيع عربي على بياض لأميركا وإسرائيل. هذه هي الحقيقة”.
وقال نصر الله في إشارة إلى الانسحاب الأميركي من العراق إن “هناك من يريد أن يدمر سوريا وأن يستعيض عن هزيمته في العراق وعن خسارته الإستراتيجية الكبرى المحتملة جدا في مصر لتغيير الوضع في سوريا”.
وشن نصر الله خلال الخطاب حملة عنيفة على الولايات المتحدة الأميركية واعتبرها العدو الرئيسي للمنطقة، وأشار إلى أن إسرائيل هي أداتها وليست حليفتها، مؤكدا أن المقاومة تزداد قوة وتسليحا وازديادا في عديدها.
وقال “علينا أن لا نخطئ بين العدو والصديق، العدو هو الإدارة الأميركية وأداتها في المنطقة إسرائيل”.
وطالب العرب والمسلمين بألا يغتروا بالإدارة الأميركية لأنها المسؤولة عن احتجاز الآلاف من الفلسطينيين في السجون وتعذيبهم وهي المسؤولة عن احتلال أرضنا.
وأضاف أنه في عهد الرئيس الأميركي باراك أوباما تحولت المخابرات الأميركية إلى مخبر عند إسرائيل وفي خدمة أمن إسرائيل.
التأهب الأكبر
وقال الإدارة الأميركية، أياً كان رئيسها، والعدو الإسرائيلي هما الناهب الأكبر لخيراتنا والمطلوب من شعوبنا أن تعي دائما هذه الحقيقة، منبهاً إلى أن التهديد الحقيقي لهذه الأمة ولكل شعوبها هو المشروع الأميركي الإسرائيلي.
وتعهّد الأمين العام لحزب الله بالتمسك بالمقاومة في وجه إسرائيل معلنا أنها تزداد عددا وتسليحا.
وقال انتهى الزمن الذي نساوم فيه على كرامتنا وعزتنا وحضورنا وشرفنا ووطننا أيا يكن الثمن. نحن قوة يجهلها العدو وسيبقى يجهلها وستكون مفاجئة بحضورها القوي في أية مواجهة.
وأضاف سنتمسك بمقاومتنا، يوما بعد يوم نزداد عددا ونزداد تسليحا.
وقال من يحاول نزع الترسانة الصاروخية لحزب الله يقدم خدمة كبيرة لإسرائيل ويقوم بإنجار ما عجزت إسرائيل على فعله خلال 33 يوما (حرب إسرائيل على المقاومة عام 2006) وهذا لن يتحقق.
وأضاف إذا كان هناك من يراهن أن سلاحنا يصدأ (عم يصدي) نقول له إن سلاحنا يتجدد.
وتابع “نحب أن نبلغ رسالة ليست جديدة ولكنها واضحة لكل الذين يتآمرون أو ينتظرون تغييرات، هذه المقاومة ستبقى وستستمر ولن تتمكن منها كل مؤامراتكم النفسية والسياسية والإعلامية”.
جاءت جحافل
وقال “أبشر من يهددون من وراء البحار والمحيطات أنه جاءت من وراء المحيطات بوارج وجحافل ودمرت عند شواطئ بيروت”.
وبشأن ما يجري في مصر قال نصر الله كلنا ننتظر تحولا في مصر يبعث الأمل، لأن أي تبدل سيضع إسرائيل في مأزق وجودي وتاريخي، واعتبر أن التحولات في مصر كبيرة اهتزت لها إسرائيل. وتحدث عنها (وزير الدفاع إيهود) باراك بقلق.
وحذر نصر الله من التهويد المتواصل للقدس المحتلة، وقال إن العدو يسعى لهدم المسجد الأقصى ويجب أن نحذره من الإقدام على هذه الحماقة.
كلينتون تلتقي معارضين سوريين
تلتقي وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون معارضين سوريين في جنيف اليوم، بينما أكدت سوريا قبولها التوقيع على بروتوكول إرسال مراقبين عرب إلى سوريا، لكنها اشترطت أن يتم إلغاء العقوبات العربية المفروضة عليها أولا، وأن يتم التوقيع في دمشق.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إن كلينتون ستلتقي سبعة معارضين سوريين، دون أي إشارة إلى أسماء هذه الشخصيات.
وكان مساعد وزيرة الخارجية جيفري فيلتمان قال إن العالم يبحث عن سبل سلمية لإنهاء ما وصفها أعمال القتل الوحشية في سوريا، التي سقط فيها أكثر من أربعة آلاف شخص وفق الأمم المتحدة.
قبول مشروط
من جانب آخر أعلن المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي أن الحكومة تقبل بالتوقيع على خطة جامعة الدول العربية بإرسال مراقبين إلى سوريا، ولكنها تشترط مقابل ذلك إلغاء العقوبات العربية المفروضة عليها أولا، وأن يتم التوقيع في دمشق.
وقال المتحدث إن “الطريق بات سالكا للتوقيع على البروتوكول، ودمشق اتخذت هذه الخطوة حفاظا على العلاقات العربية العربية وحرصا على السيادة السورية”.
ولفت إلى أن “ما قدمته سوريا لا يمس جوهر البروتوكول، وهي لم تضع شروطا لكنها أرادت أن يكون متجانسا، وأرادت إيضاحات واستفسارات لكي يكون هناك تنسيق عالي المستوى من أجل نجاح مهمة الوفد”.
ومن جهته قال مصدر بالجامعة العربية إن الأمين العام نبيل العربي تلقى أمس رسالة من وزير الخارجية السوري وليد المعلم اشترط فيها أن يتم التوقيع على البروتوكول بالأراضي السورية، وأنه في حال التوقيع يعتبر قرار تجميد عضوية سوريا بالجامعة لاغيا وكذلك العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الجامعة الأسبوع الماضي على النظام السوري.
وينص البروتوكول على وقف كافة أعمال العنف من أي مصدر كان حماية للمواطنين السوريين، والإفراج عن المعتقلين بسبب المظاهرات التي تطالب منذ أشهر بإسقاط النظام، وإخلاء المدن والأحياء السكنية من جميع المظاهر المسلحة.
كما ينص على فتح المجال أمام منظمات الجامعة العربية المعنية ووسائل الإعلام العربية والدولية للتنقل بحرية في جميع أنحاء سوريا للاطلاع على حقيقة الأوضاع، ورصد ما يدور فيها من أحداث.
وجاءت الموافقة السورية بعد انتهاء مهلة اليوم الواحد التي منحتها الجامعة لدمشق للتوقيع على البروتوكول، ولم يصدر بعد رد رسمي من الجامعة العربية تعليقا على هذا التطور.
استعداد روسي
وفي السياق قالت روسيا إنها مستعدة لإرسال مراقبين إلى سوريا في حال تسلمت طلبا بذلك من السلطات السورية أو المعارضة، أو من الجامعة العربية.
وقال ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية “نحن على استعداد للدخول في هذا الأمر إذا تلقينا طلبا بذلك” معربا عن اعتقاده بأن إرسال مراقبين من الجامعة العربية إلى سوريا سيوفر فرصة إضافية لتسوية الأزمة في البلاد.
ولفت إلى أن موسكو ستستقبل وفدا خامسا للمعارضة السورية بقيادة حسن عبد العظيم زعيم ما يعرف بلجان التنسيق.
تهريب السلاح
وفي بيروت طلب السفير السوري في لبنان، من رئيس حكومة لبنان نجيب ميقاتي، منع ما وصفه بتهريب السلاح من لبنان إلى سوريا.
وقال علي عبد الكريم عقب لقائه ميقاتي الاثنين إن الاجتماع ركز على “العلاقات الأخوية وضرورة صيانة الحدود بين البلدين الشقيقين ومنع كل مظاهر الخلل وتهريب السلاح والعبث بالأمن الذي ينعكس على البلدين الشقيقين”.
وتشهد سوريا منذ 15 مارس/ آذار الماضي مظاهرات تطالب بإصلاحات وإسقاط النظام، تقول الأمم المتحدة إن حصيلة القتلى خلالها تجاوزت أربعة آلاف قتيل، بينما تقول السلطات السورية إن الحصيلة 1500 قتيل بينهم ثمانمائة رجل أمن. وتتهم السلطات السورية مجموعات مسلّحة مدعومة من الخارج بإطلاق النار على المتظاهرين وقوات الأمن.
تايمز: حماس تبحث عن بديل لدمشق
قال دبلوماسيون ومسؤولون فلسطينيون إن العنف المتنامي في سوريا دفع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى البدء بنقل مقارها من دمشق، وهو ما تنفيه الحركة في قطاع غزة.
وقالت صحيفة تايمز البريطانية إن حماس التي تسيطر على القطاع نقلت قيادتها في المنفى من الأردن إلى سوريا عام 1999، وهي تبحث الآن عن مقر جديد، في حين تنقل العديد من عناصرها إلى غزة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الدافع وراء بحث حماس عن بديل يعود في جزء منه إلى أسباب أمنية، فضلا عن أن الحركة لا ترغب بأن ترتبط بالحكومة المضيفة في سوريا التي تشهد عزلة متزايدة في العالم العربي.
وقال مسؤول فلسطيني -لم تذكر الصحيفة اسمه- “إنهم (حماس) يبحثون عن إعادة توطين أنفسهم حيث يحقق لهم الاستقرار ويوفر لهم الحماية من إسرائيل دبلوماسيا وعسكريا”.
ويعتقد المسؤول أن مصر ربما تكون خيارهم الجديد، ولكنه يقول إن الحقيقة هي أنهم ينتظرون ما سيحصل.
حماس تنفي
غير أن مسؤولي الحركة في غزة نفوا تلك الأنباء، وأكد ذلك المتحدث باسمها سامي أبو زهري الذي قال “ليس هناك أي تغيير”.
ولكن دبلوماسيين في سوريا قالوا إن العشرات من التابعين لحماس غادروا دمشق خلال الأشهر الأخيرة.
وأشار أحد مسؤولي الحركة في مصر إلى إن كبار قادة حماس في سوريا سيبقون حتى النهاية لأنهم مضطرون، أما نشطاء الحركة الذين ينتقلون هم المسؤولون عن جمع الأموال والهيكلة السياسية.
وتقول الصحيفة البريطانية إن حماس أغضبت سوريا عندما رفضت حشد مسيرات دعم للرئيس بشار الأسد، أو التوقيع على بيان تدعمه فصائل فلسطينية أخرى.
وحسب مصادر صحفية إسرائيلية، فإن إيران انضمت إلى سوريا في الضغط على حماس من أجل البقاء في سوريا، بما في ذلك التهديد بقطع التمويل والأسلحة.
يشار إلى أن الحركة تتخذ من سوريا مقرا لها منذ عام 1999 بعد خلاف مع الأردن الذي اتهم الحركة بتنفيذ نشاطات غير قانونية على أراضيه، وإثر ذلك قام بنفي قادتها ومنهم رئيس المكتب السياسي خالد مشعل.
المرصد السوري يتحدث عن إعدامات بحمص
50 قتيلا برصاص الأمن في سوريا
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدد قتلى أمس الاثنين برصاص الأمن والشبيحة ارتفع إلى خمسين، بينهم 34 خطفوا من قبل الشبيحة وعثر على جثثهم فيما بعد في حي الزهراء بحمص.
وأضاف المرصد أن 13 آخرين قتلوا برصاص الأمن في المدينة ذاتها، واثنين بالحولة، وواحدا في تلبيسة. في الوقت الذي تحدث فيه المرصد عن مقتل ثلاثة من رجال الأمن في درعا.
ونقل المرصد عن أحد الناشطين المعارضين قوله إنه شاهد في ساحة حي الزهراء الموالي للنظام بمدينة حمص 34 جثة لمواطنين من أحياء ثائرة على النظام اختطفتهم مجموعات الشبيحة أمس الاثنين.
وقالت وكالة رويترز إنه لم تتضح على الفور ملابسات وفاتهم لكن نشطاء ومقيمين في عدة أحياء تحدثوا عن سلسلة من عمليات الخطف منذ الأحد، وهو أسلوب استخدم في عمليات قتل طائفي في الآونة الأخيرة في المدينة التي تعد أحد معاقل المعارضة المسلحة للرئيس بشار الأسد.
افتعال الطائفية
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن -في اتصال مع الجزيرة- إن ممارسات النظام تلك تهدف إلى خلق حرب طائفية.
وتأتي هذه المعلومات عن أعداد القتلى وسط استمرار المظاهرات والاعتقالات والمداهمات، وفي الوقت الذي أعلنت فيه دمشق قبولها المشروط بالتوقيع على البروتوكول الخاص بإرسال مراقبين عرب إلى سوريا.
من جانبها قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن مدينة حمص تشهد إطلاق نار كثيفا من حواجز الأمن والجيش على عدة أحياء فيها، وأكدت الهيئة أن انفجارات قوية هزت محيط حي الملعب بحمص، كما شهد حيّا الخالدية والإنشاءات بذات المدينة إطلاق نار كثيفا من حواجز الأمن والجيش هناك.
من جهة أخرى، قال المرصد إن ثلاثة عناصر أمن -بينهم ضابط وشرطي- قتلوا الاثنين أيضا عندما أطلق منشقون النار عليهم أمام محكمة داعل في محافظة درعا.
كما قام المنشقون بإحراق حافلة صغيرة تابعة للأمن، بينما انتشر المئات من عناصر الأمن على مدخليْ داعل الجنوبي والشمالي، وشنوا حملة مداهمات واعتقالات.
وأشارت الهيئة العامة إلى أن داعل تتعرض لإطلاق نار كثيف من أسلحة ثقيلة من قبل حواجز الأمن والجيش.
اعتقالات وتعذيب
وأضافت الهيئة أن قوات الأمن اعتقلت أكثر من عشرين شخصا في مدينة تلبيسة بحمص، كما أطلقت قوات الأمن النار على مشيعي شاب اعتقله الأمن منذ يومين وسلمه جثة إلى ذويه وآثار التعذيب ظاهرة على جسده.
وذكرت الهيئة أيضا أن الأمن دفع بتعزيزات عسكرية إلى مدينة إعزاز بحلب وقام بإغلاق مداخل ومخارج المدينة. كما أعلنت أن الأمن والشبيحة قاموا باختطاف حافلة صغيرة على متنها 15 شخصا بينهم ست طالبات.
وفي سحم الجولان بدرعا قامت قوات الجيش والأمن بإهانة الأهالي، وشنت حملة اعتقالات عشوائية وتكسير للمحال ومداهمات للمنازل، وفق الهيئة.
ومن جهة أخرى، قال المرصد إن قوات الأمن أوقفت عشرة طلاب كانوا يشاركون في مظاهرة ضد النظام في حرستا قرب دمشق.
وفي مدينة جبلة الساحلية، أوقف ثمانية طلاب في مدرستهم الثانوية بعد اتهامهم بشتم الأسد، كما ذكر المرصد ولجان التنسيق المحلية.
وأضاف المرصد أن ثلاثين طالبا من درعا اعتقلوا، كما طرد ستون آخرون من المدينة نفسها من جامعة تشرين في اللاذقية (شمال غرب).
يأتي هذا وسط استمرار المظاهرات المطالبة برحيل النظام، فقد بث ناشطون تسجيلا مصورا لمظاهرة في بلدة المليحة الغربية بمحافظة درعا وفي تل رفعت في ريف حلب.
وفي سياق منفصل، طلب السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي من الحكومة اللبنانية منع تهريب السلاح من لبنان إلى سوريا.
وقال -بعد لقائه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي- إن الحديث تركز حول ضرورة “صيانة الحدود بين البلدين ومنع كل مظاهر الخلل وتهريب السلاح”.
صحيفة: الجامعة العربية سترفض شروط دمشق “غير المنطقية“
العربي يواصل مشاوراته مع وزراء الخارجية العرب
دبي – العربية.نت
فيما يواصل الأمين العام للجامعة العربية مشاوراته مع وزراء الخارجية العرب للرد على الرد السوري على مهلة الجامعة العربية، نقلت صحيفة “الحياة” عن مصادر دبلوماسية أن الدول العربية ستتجه إلى إبلاغ دمشق برفض الشروط السورية.
كما كشفت المصادر “أن بعض الوزراء العرب أبلغوا العربي أن شروط دمشق غير منطقية، وهي شروط تؤكد أن سوريا تستهلك الوقت ولا تريد الحل”.
بدورها نقلت صحيفة “الأهرام” المصرية عن مسؤول دبلوماسي عربي رفيع المستوى أن الشروط التي تضمنتها الرسالة التي بعث بها وليد المعلم، وزير الخارجية السوري، للجامعة العربية لتوقيع حكومة بلاده على برتوكول بعثة المراقبين، غير مقبولة.
من جانبه، قال السفير السوري في بيروت علي عبدالكريم: “كانت هناك اتصالات بين الجامعة العربية والخارجية السورية بالأمس”، متحدثا عن مؤشرات إيجابية عن استجابة الجامعة العربية للاستفسارات السورية، وهذا يدل حسب قوله على أن الأجواء والمؤشرات الإيجابية قائمة، لكنها لم تعلن بعد.
ضريح خالد بن الوليد يهتز بقذيفة سقطت قربه في حمص
الرصاص أصاب أيضاً جدران ومئذنة مسجده التاريخي
لندن – كمال قبيسي
اهتز ضريح الصحابي الشهير، خالد بن الوليد، ليل أمس الاثنين بزخات عنيفة من الرصاص وبقذيفة أطلقها الجيش السوري وسقطت قرب الضريح الواقع عند مدخل مسجد معروف باسمه في مدينة حمص، “كما أصيبت مأذنة المسجد وبعض جدرانه بالرصاص” وهو ما تأكدت منه “العربية.نت” من شاهد موثوق.
وأكد ما ذكره الشاهد خبر من “الهيئة العامة للثورة السورية” جاء فيه أن 3 قذائف من مدرعات الجيش والأمن أصابت مسجد خالد بن الوليد.
فيما كتبت “العربية.نت” رسالة بالبريد الإلكتروني إلى “تجمع أحرار دمشق وريفها” سعيا إلى مزيد من المعلومات، فقالوا: “نحن نعرف فقط أخبار دمشق وريفها ولدينا مراسلين في كل منطقة تقريبا، أما بقية المحافظات فلا يمكننا أن نساعدك” بحسب ردهم.
ويقول الشاهد، المقيم على بعد 300 متر من مسجد خالد بن الوليد، في روايته أنه سمع بنفسه دويّ قذيفة لا يعرف نوعها “وسقطت بجوار الجهة اليمنى من مدخل جامع سيدنا خالد، أي حيث يقع ضريحه تماما” بحسب ما قال وهو يتحدّث لـ “العربية.نت” عبر برنامج “سكايب” على الإنترنت، مضيفا أنه عرف بالمكان الذي سقطت فيه من صديق كان في المسجد يصلي العشاء وأخبره من بعدها بالتفاصيل.
ونقل عن لسان الصديق أن المسجد “اهتز بالكامل من انفجار القذيفة” وأنه لمح بنفسه حزمة من الدخان لاحت له من نافذة البيت مع بداية الليل “واستطعت رؤيتها لأن الأضواء الموجودة في موقع المسجد ساعدتني على رؤيتها، ولم أعرف مكان انفجار القذيفة تماما الا بعد أن أخبرني صديقي” كما قال.
وروى شاهد السماع أن زخات قوية من الرصاص تبعت انفجار القذيفة “ثم انطفأت أضواء مسجد سيدنا خالد” وأن صديقه أخبره فيما بعد أنه أسرع بمغادرة المسجد مع آخرين وسط الرصاص وأن “عشرات الجنود ورجال الأمن وصلوا ومعهم السلاح الثقيل” وفق تعبيره.
لكن وكالة “سانا” للأنباء نفت عمن سمته مصدرا مسؤولا في محافظة حمص، من دون أن تذكر اسمه، إصابة المسجد بأي عيار ناري، وقالت إن “الخبر كاذب وعار عن الصحة تماما ويأتي في إطار حملة التضليل والتحريض الإعلامي على سوريا لإثارة الفوضى وعدم الاستقرار فيها”.
وتابع الشاهد وقال إنها لم تكن المرة الأولى التي يتم فيها استهداف المسجد بالقذائف “فقبل 4 أشهر لعلع الرصاص بجواره ليلا ومرت بالقرب من مأذنته قذائف لم تصبها أي منها” وقال إنه وسواه يخشون أن يلحق الضرر بأشهر مسجد في حمص وبضريح صحابي أطلق عليه الرسول، صلى الله عليه وسلم، لقب “سيف الله المسلول” لشجاعته وبراعته في القتال.
كما ذكر أنه سبق أن عثروا على 6 جثث في منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي “وكانت مدفونة في حرم المسجد منذ أكثر من شهرين ومتفسخة” وهو خبر بحثت عنه “العربية.نت” ووجدت أن وسائل إعلام متنوعة تناولته ذلك اليوم، لكن هوية القتلى ما زالت غير معروفة.
مسجد خالد بن الوليد
يروون ويكتبون عن مسجد خالد بن الوليد، المعتبر أشهر ما في حمص، روايات كثيرة، والصحيح منها وتأكدت منه “العربية.نت” يعود ببنائه الحديث الى زمن العثمانيين، وتحديدا الى عهد السلطان عبد الحميد، الذي قرر بناءه طبق الأصل، ولكن مصغرا، عن جامع السلطان أحمد الشهير في اسطنبول، فأوكل أمره الى مهندس اسمه علاء الدين أولسوي، فبناه مكان آخر قديم ومتصدع كان هناك.
وكتب عن المسجد المؤرخ اللبناني فيليب حتي، الشهير بأنه “مؤرخ العرب والحضارة الإسلامية” فقال إن خالد بن الوليد “انزوى من الحياة العامة في حمص، ومات فيها، ولقد بني مدفنه ومسجده في سنة 1908 على الطراز التركي، وكانت زوجته قد دفنت الى جانبه” لكنه نسي على ما يبدو ضريحا آخر قربه، وهو لعبد الرحمن، ابن خالد بن الوليد.
وتعلو المسجد الذي بناه أولسوي 9 قباب متنوعة الأحجام ومأذنتين، وجعل فيه أروقة نحيفة مبنية بحجارة سوداء وبيضاء، ومتناوبة في صفوف أفقية على الطريقة الهندسية السورية التقليدية، ثم تم تطوير المسجد وتوسعة موقعه بحدائق شهيرة في حمص الآن، وتم بتطوير موقع الضريح الموجود في قاعة ملحقة بالمسجد.
كما في موقعه لوحة محفورة عليها عبارة شهيرة قالها خالد بن الوليد وهو على فراش الموت: “لقد شهدت مائة زحف أو زهاءها، وما في بدني موضع شبر إلا وفيه ضربة بسيف أو بسهم أو طعنة برمح، وها أنا أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء”. وهي عبارة كانت ستحتوي مع السيف والسهم والرمح على كلمة قذيفة فيما لو استمر استهداف المسجد الشهير.
الظاهر بيبرس.. أول من بناه
وكان خالد بن الوليد، رضي الله عنه، يقيم بعيدا أقل من كيلومترين تقريباً خارج مدينة حمص حين وفاته وهو بعمر 50 سنة في العام 21 هجرية، وهو 641 ميلادية، أي بعد 4 سنوات من عزله عن قيادة الجيش، ثم توسعت حمص مع الزمن حتى أصبحت المقبرة التي تضم رفاته، في داخلها عند الجهة الشمالية الشرقية تقريبا.
وهناك تأكيد على أن القبر كان خارج المدينة، ويأتي هذه المرة من رحالتنا الشهير ابن بطوطة، فهو زار حمص قبل 600 عام ووصف آثارها، وقال: “وبخارج هذه المدينة قبر خالد بن الوليد سيف الله ورسوله، وعليه زاوية وعلى قبره كسوة سوداء”.
ويكتبون عن مؤرخ اسمه رياض البدري قوله إن الظاهر بيبرس، وكان سلطان مصر والشام ورابع سلاطين الدولة المملوكية ومؤسسها الحقيقي “أدرك ضريح خالد، فبنى فوقه مسجداً صغيرا، وكان المسجد الحالي بقرية سيدي خالد قديما، وقام بإصلاح قبره سنة 644 هـجرية” أي 1266 ميلادية.
في ذلك العام مر الظاهر بيبرس بحمص وزار الضريح وأمر ببناء جامع يليق بمقام الصحابي الجليل، فبنوه من الخشب، وبقربه سجّل بيبرس توثيقا لانتصاره على الممكلة الأرمينية، وهو ما تؤكده كتابتان بالخط النسخي حفرتا على خشبيتين بتاريخ 664 للهجرة، أي 1286 ميلادية.
بعدها اهتم أكثر من سلطان مر بحمص بتدوين انتصاراته في جامع خالد بن الوليد، ومنهم المملوكي صلاح الدين خليل عندما انتصر في 1292 على الصليبيين في الساحل، ويبدو أن سلطانا جديدا يحاول هذه الأيام تسجيل انتصار له هناك أيضا.
المرصد السوري: العثور على 34 جثة لأشخاص خُطفوا على أيدي “الشبيحة“
نقلاً عن أحد الناشطين المعارضين في حمص
دبي- العربية.نت
نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن أحد الناشطين المعارضين، أنه شاهد في أحد أحياء مدينة حمص جثث 34 شخصاً كانوا قد “خطفوا” في وقت سابق على أيدي مجموعات “الشبيحة”.
وقال المرصد إنه “علم من ناشط معارض في حي الزهراء الموالي للنظام في مدينة حمص أنه شاهد في ساحة الحي مساء الاثنين 34 جثة لمواطنين من أحياء ثائرة على النظام اختطفتهم مجموعات الشبيحة يوم الاثنين”.
وتعتبر مدينة حمص أكثر النقاط الساخنة في سوريا في إطار المواجهات بين قوات النظام والحركة الاحتجاجية الواسعة المناهضة للرئيس السوري بشار الأسد.
وتضم حمص خليطا طائفيا ومذهبيا ما يثير المخاوف من تحول الاحتجاجات الى مواجهات طائفية.
وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون حذّرت في الثامن عشر من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي من نشوب حرب أهلية في سوريا.
كما اعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في الثاني والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر أن اندلاع “حرب أهلية شاملة” في سوريا هو “أمر محتمل فعلا”، كما حذر وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو من “مخاطر الانزلاق الى حرب أهلية” في سوريا.
غليون يحذر إيران وحزب الله من دعم نظام الأسد
باريس، فرنسا (CNN)– اعتبر زعيم المعارضة السوري، برهان غليون، أن إيران وجماعة “حزب الله” اللبنانية، يخاطران بعلاقاتهما المستقبلية مع سوريا، في ظل استمرار دعمهما لنظام الرئيس بشار الأسد، الذي يواجه حركة احتجاجات واسعة، هي الأكبر منذ توليه السلطة خلفاً لوالده قبل 11 عاماً.
وقال غليون، رئيس “المجلس الوطني السوري”، في مقابلة مع CNN الثلاثاء، إن إيران “تشارك في قمع الشعب السوري”، من خلال دعمها للأسد، الذي عمل نظام أسرته، على مدى نحو 40 عاماً، كحليف لإيران، كما حذر من الأحداث التي تشهدها سوريا في الوقت الراهن، قد تؤدي إلى تدخل عسكري خارجي.
وأعرب المعارض السوري عن أمله في أن “يدرك الإيرانيون أهمية عدم الإضرار بالعلاقات السورية الإيرانية، من خلال الدفاع عن نظام بات من الواضح أن شعبه يرفضه، بل أصبح نظاماً لتعذيب شعبه”، وقال إن طهران يجب أن تفهم أن “هذه هي الفرصة الأخيرة لتجنب مصير لا نرغبه للعلاقات السورية الإيرانية.”
وبالنسبة لحزب الله، الجماعة اللبنانية المسلحة التي كانت حليفاً لسوريا خلال السنوات التي هيمنت فيها دمشق على جارتها الصغيرة، قال غليون إن “الشعب السوري وقف تماماً يوماً ما إلى جانب حزب الله، ولكنهم اليوم متفاجئون من أن حزب الله لم يرد الجميل ويدعم نضال الشعب السوري من أجل الحرية.”
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإن حملة القمع التي تشنها القوات الموالية للحكومة السورية، لسحق الاحتجاجات المناهضة للأسد، منذ فبراير/ شباط الماضي، أسفرت عن سقوط ما يزيد على 4000 قتيل، بينما تلقي الحكومة السورية مسؤولية العنف على من تصفهم بـ”جماعات إرهابية مسلحة.”
كما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، من مقره بالعاصمة البريطانية لندن، الثلاثاء، أن 34 قتيلاً على الأقل سقطوا في مدينة “حمص”، التي كانت مسرحاً لمعارك عنيفة، الاثنين.
ولم يمكن لـCNN التأكد من هذه الحصيلة بصورة مستقلة، نظراً لعدم سماح السلطات السورية لوسائل الإعلام الأجنبية بالعمل على أراضيها.
وفي وقت سابق الاثنين، أعلنت الحكومة السورية موافقتها على توقيع بروتوكول يقضي بإرسال جامعة الدول العربية مراقبين للوقوف على طبيعة الوضع في سوريا، إلا أنها اشترطت أن تنهي الجامعة العقوبات التي سبق فرضها على دمشق.
وجاء في رسالة بعث بها وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، إلى الأمين العام للجامعة نبيل العربي، أن “الحكومة السورية تود أن يجري التوقيع بينها وبين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، على مشروع البروتوكول في دمشق، استناداً إلى خطة العمل العربية”، التي تم التوصل إليها أواخر أكتوبر/ تشرين الثاني الماضي.
كما جاء في الرسالة أن “الحكومة السورية تعتبر جميع القرارات الصادرة عن مجلس الجامعة، بغياب سوريا، ومن ضمنها تعليق عضوية الجمهورية العربية السورية في الجامعة العربية، والعقوبات التي أصدرتها اللجنة الوزارية، والمجالس الوزارية العربية بحق سوريا، لاغية عند توقيع مشروع البروتوكول بين الجانبين.”
وتضمنت الرسالة دعوة الأمانة العامة للجامعة للقيام بإبلاغ أمين عام الأمم المتحدة، بان كي مون، برسالة خطية تتضمن الاتفاق والنتائج الإيجابية التي تم التوصل إليها، بعد التوقيع على مشروع البروتوكول، والطلب منه توزيع الرسالة على رئيس وأعضاء مجلس الأمن، وعلى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة كـ”وثيقة رسمية.”