أحداث الثلاثاء، 12 حزيران، 2012
«الأرض المحروقة» لضرب المسلحين ومخاوف من مجازر جديدة
نيويورك، لندن، واشنطن، دمشق، بيروت، موسكو، انقرة – «الحياة»، ا ب، ا ف ب، رويترز
واصلت القوات السورية قصف المعارضين في المدن، وحتى في جامعي الفتح وجورة الشياح في حمص ومحيط اللاذقية، واستخدمت طائرات الهليكوبتر المقاتلة في الهجوم على مواقع المنتفضين ضد النظام، معتمدة سياسة «الارض المحروقة» في محاولة تطويق المسلحين وقطع طرقات الامداد التي تصل المناطق الشمالية مع تركيا. فيما تحدثت المعارضة عن سقوط أكثر من مئة قتيل يوم امس.
واعلنت واشنطن خشيتها من «مذبحة» في معقل للمعارضة واستشهدت بتقارير لمراقبين دوليين، وحذرت الجيش السوري من أنه سيحاسب على القتل. وقالت فيكتوريا نولاند الناطقة باسم الوزارة إن الولايات المتحدة تشاطر المبعوث الدولي – العربي كوفي عنان «القلق البالغ إزاء التقارير الواردة من داخل سورية بأن النظام ربما يدبر مذبحة أخرى في قرية الحفة هذه المرة».
وقالت الناطقة باسم بعثة المراقبين الدوليين سوزان غوشة، في بيان: «أبلغ مراقبو الأمم المتحدة عن وقوع معارك عنيفة في الرستن وتلبيسة إلى الشمال من المدينة (حمص) استخدم فيها القصف بقذائف مورتر وإطلاق نار من طائرات هليكوبتر ومدافع رشاشة وأسلحة صغيرة».
وأعلن في موسكو ان وزير الخارجية سيرغي لافروف سيزور طهران الاربعاء لدعوتها الى المشاركة في جهود انهاء الصراع في سورية، في حين دعا رئيس المجلس الوطني السوري الجديد عبد الباسط سيدا الى تنحي الرئيس السوري بشار الاسد لصالح نائبه فاروق الشرع.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان بتجدد القصف على مدن تحاصرها قوات النظام في محافظتي حمص واللاذقية. وقال ان حدة العمليات العسكرية تكثفت بعد الظهر، واستمرت بمختلف انواع الأسلحة الثقيلة في عدد من قرى محافظة ادلب.
وأضاف المرصد في بيان «استشهد عشرة مواطنين اثر اطلاق نار في منطقة شاغوريت واللج في سهل الغاب (ادلب) التي تشهد عمليات عسكرية تنفذها القوات النظامية السورية» وتحدثت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» عن «تعرض مواطنين وقوات حفظ النظام في عدد من قرى جبل الزاوية التابعة لريف ادلب لاعتداءات وهجمات متكررة من المجموعات الارهابية المسلحة»، ما دفع «الاجهزة المختصة الى التدخل والاشتباك مع هذه المجموعات». واشارت الى ان الاشتباكات «اسفرت عن مقتل العشرات من الارهابيين». كما قتل 12 شخصا آخرين في عمليات قصف واطلاق رصاص في مناطق اخرى من ادلب.
وذكر المرصد ان عمليات القصف استمرت طيلة النهار والليل على حي جورة الشياح في حمص، واشار ان القوات النظامية السورية «تحاول اقتحام الحي وحي الخالدية واحياء اخرى في المدينة». كما استأنفت قوات النظام القصف على مدينة الحفة والقرى المجاورة لها في محافظة اللاذقية، ما تسبب باصابة 10 مدنيين ومقاتلين معارضين بجروح. وجرت اشتباكات بين المعارضين والقوات النظامية السورية على مشارف المنطقة. وتتعرض الحفة للقصف منذ ستة ايام على التوالي، وهي منطقة وعرة تقع قرب الحدود السورية الشمالية الغربية مع تركيا، ويتحصن فيها عدد كبير من المنشقين.
واستمرت الاشتباكات بين المعارضين وقوات النظام في دمشق وريفها. وتحدثت «سانا» عن اشتباكات مع «مجموعات ارهابية مسلحة» في انحاء مختلفة من البلاد. وذكرت ان مجموعة مسلحة نسفت فجر الاثنين خطاً للغاز بواسطة عبوة ، ما اسفر عن تسرب 400 الف متر مكعب من الغاز.
ونظرا الى التقارير عن اتساع استخدام الاسلحة الثقيلة ضد المدنيين، دعا أنان الى السماح بوصول المراقبين الدوليين في سورية الى بلدة الحفة قرب اللاذقية «فوراً»، مشيراً الى «قلقه حيال القصف الجاري على حمص والتقارير عن استخدام المدافع والمروحيات والدبابات في بلدة الحفة».
وقال أحمد فوزي المتحدث باسم أنان إن المبعوث الخاص المشترك «قلق للغاية جراء العنف في سورية وتصاعد القتال مشيراً الى أدلة على أن عدداً كبيراً من المدنيين محاصر في هذه القرى» الواقعة في اللاذقية.
وتفاوتت ردود الأفعال في مجلس الأمن على ما أسمته روسيا «لا ورقة مبادىء لمؤتمر دولي حول سورية»، لكن الردود أجمعت على أن الاتجاه «الذي نشهده في البعد الدولي للأزمة السورية يدل على أن المعالجة ستخرج من مجلس الأمن موقتاً على أن يواكبها المجلس لاحقاً بقرار قوي، بما يشبه السياق الذي بلور نموذج الحل اليمني».
وشددت المصادر على أن أي حل للأزمة السورية سيتضمن حكماً ٣ عناصر:
أولاً – الانتقال السياسي لا بد أن يتم، ومن دون الرئيس الأسد.
ثانياً – تكثيف الضغط على الحكومة أساساً وباقي الأطراف تالياً لوقف العنف وهو ما قد يعني فرض حظر للأسلحة على كل الأطراف.
ثالثاً – فرض عقوبات بموجب الفصل السابع على كل من ينتهك قرارات المجتمع الدولي، أي جميع الأطراف في سورية». وأكدت على أن «الاتفاق بين اللاعبين الكبار تم على النقطة الأولى حول العملية الانتقالية من دون الأسد». وأضافت «لن يوافق أي من اللاعبين الكبار على صيغة لا تتضمن هذه العناصر الثالثة».
وقالت المصادر إن «الحل اليمني أثبت فعاليته بعد ثلاثة شهور من تسليم الرئيس السابق علي عبدالله صالح الرئاسة». وأوضحت «نرى الآن أن مجلس الأمن يهدد بفرض عقوبات تحت الفصل السابع في اليمن ضد اي طرف يعرقل العملية الانتقالية، وهذا دليل على أن مجلس الأمن جدي» مشيرة الى أن «الحل في سورية يمكن أن يخرج بسيناريو مشابه».
وقالت مصادر غربية إن المؤتمر الدولي الذي تدعو روسيا الى عقده «قد يولد زخماً خلف خطة أنان، لكنه لا بد وأن يكون مناسبة لتحقيق تغيير على الأرض وليس لمجرد شراء الوقت لصالح النظام السوري». وشددت على أن «مؤتمراً كهذا يجب أن يسبقه تفاهم مشترك بأنه سيؤدي الى انتقال سياسي وأنه سيؤدي الى خطوات عملية لتطبيق خطة أنان وأن المشاركة فيه ستقتصر على الدول الملتزمة الانخراط في التوصل الى حل».
وقال ديبلوماسي آخر في مجلس الأمن «إن البوصلة في شأن الأزمة السورية لا يجب أن تحيد عن جوهر الأزمة، فالحديث عن عقد مؤتمرات دولية ليس الهدف بل يجب تطبيق خطة أنان والتوصل الى انتقال سياسي».
وتراجع في مجلس الأمن الحديث عن طرح مشروع قرار تحت الفصل السابع «حتى الأسبوع المقبل بانتظار انتهاء قمة مجموعة العشرين المقررة في المكسيك نهاية الأسبوع الجاري». لكن مصادر عدة أكدت أن «أساس مشروع القرار المزمع طرحه سيستند على النص الثاني الذي أسقطته روسيا والصين بفيتو مزدوج للمرة الثانية في شباط (فبراير) الماضي». لكنها أوضحت أن «عناصر جديدة ستفرضها التطورات الميدانية والسياسية كمسألة ما أصبح يعرف بالطرف الثالث، أي الإرهاب، وضرورة وحدة المعارضة، والدعوة الروسية الى عقد مؤتمر دولي واقتراح أنان بتشكيل مجموعة اتصال دولية».
وفي شأن إمكانية تحويل بعثة المراقبين الدوليين في سورية «أنسميس» الى قوة حفظ سلام قالت مصادر مجلس الأمن «ننتظر من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن يقدم خيارات الى المجلس حول إمكانية تعزيز عمل البعثة، وتغيير ولايتها وصلاحياتها وتزويدها بأسلحة لحماية نفسها ولتطبيق قراري مجلس الأمن». وتوقعت أن «يتولى بان تقديم حزمة من الخيارات والمقترحات قريباً جداً، وفق ما ابلغ المجلس الأمن الأسبوع الماضي».
وكانت روسيا دعت أمس الى مشاركة ايران في جهود انهاء الصراع في سورية وإن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيسافر الى طهران الاربعاء. وقالت وزارة الخارجية الروسية ان محادثات لافروف ستركز على الوضع في الشرق الاوسط وشمال افريقيا مع الاهتام بالوضع في سورية اضافة الى الملف النووي.
74 قتيلاً بينهم 23 عسكرياً في أعمال عنف في سورية
بيروت، دمشق – «الحياة»، أ ف ب – قتل أمس 74 شخصاً، هم 23 عسكرياً نظامياً و44 مدنياً و7 منشقين، في اعمال عنف واشتباكات دارت الاثنين في مناطق مختلفة من سورية، وفق «المرصد السوري لحقوق الانسان» الذي افاد عن تجدد القصف على مدن تحاصرها قوات النظام في محافظتي حمص (وسط) واللاذقية (غرب).
وأعلنت السلطات الرسمية «انفجار عبوتين ناسفتين زرعتهما مجموعات إرهابية مسلحة بسيارتين في منطقة في برزة في دمشق» إضافة الى «إحباط محاولة تفجير سيارة مفخخة في دمشق»، وتفجير خط لنقل الغاز قرب دير الزور.
ولفت بعد الظهر تصاعد حدة العمليات العسكرية في عدد من قرى محافظة ادلب (شمال غرب).
وقال «المرصد» في بيان «استشهد عشرة مواطنين اثر اطلاق نار في منطقة شاغوريت واللج في سهل الغاب (ادلب) التي تشهد عمليات عسكرية تنفذها القوات النظامية السورية».
في المقابل، أفادت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» عن «تعرض مواطنين وقوات حفظ النظام في عدد من قرى جبل الزاوية التابعة لريف ادلب لاعتداءات وهجمات متكررة من المجموعات الارهابية المسلحة»، ما دفع «الأجهزة المختصة الى التدخل والاشتباك مع هذه المجموعات». وأشارت الوكالة الى ان الاشتباكات «اسفرت عن مقتل العشرات من الارهابيين».
كما قتل 12 شخصاً آخرين في عمليات قصف واطلاق رصاص في مناطق اخرى من ادلب.
وأعلن «المرصد» ان قصفاً سجل صباح أمس على مدينة الرستن في محافظة حمص المحاصرة منذ اشهر والتي تشكل احد معاقل «الجيش السوري الحر»، وقد تسبب القصف بمقتل اربعة اشخاص بينهم طفلة.
ويستمر منذ الصباح القصف على حي جورة الشياح في مدينة حمص، وأشار المرصد الى ان القوات النظامية السورية «تحاول اقتحام الحي وحي الخالدية واحياء اخرى في المدينة».
ومنذ سقوط حي بابا عمرو في حمص في الاول من آذار (مارس)، تتعرض احياء عدة في المدينة لقصف يعنف حيناً ويتراجع احياناً، بينما نزح معظم سكان هذه الاحياء.
وقتل مواطن في حي الحميدية في المدينة، وشخصان آخران في مدينة القصير وقرية البويضة الشرقية في ريف القصير، وفق المرصد.
واستأنفت قوات النظام الاثنين القصف على مدينة الحفة والقرى المجاورة لها في محافظة اللاذقية (غرب)، ما تسبب بإصابة 10 مدنيين ومقاتلين معارضين بجروح. وجرت اشتباكات بين المعارضين والقوات النظامية السورية على مشارف المنطقة.
وتتعرض الحفة للقصف منذ ستة ايام على التوالي، وهي منطقة وعرة تقع قرب الحدود السورية الشمالية الغربية مع تركيا، ويتحصن فيها عدد كبير من المنشقين.
وقالت الناشطة سيما نصار من اللاذقية ان الوضع في منطقة الحفة سيء جداً، مشيرة الى وجود طبيب واحد في المنطقة، والى ان «غالبية السكان البالغ عددهم ثلاثين الفاً نزحوا» من المنطقة.
وأضافت «بقي الثوار المنشقون وبعض المدنيين المسلحين الذين يساعدونهم في الدفاع عن المدينة».
وفي محافظة دير الزور (شرق)، قال المرصد ان خمسة اشخاص بينهم عسكري منشق، قتلوا في قصف تعرضت له بلدة العشارة من القوات النظامية السورية.
وأضاف ان المنطقة شهدت فجراً اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، ما اسفر عن مقتل ما لا يقل عن ستة عناصر من القوات النظامية.
وفي مدينة إدلب (شمال غرب)، قتل ثمانية اشخاص هم مدني وسبعة عناصر من القوات النظامية، اثر انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية امنية في شارع الثورة.
وفي تل الذهب قرب بلدة دركوش التابعة لجسر الشغور، قتل ما لا يقل عن ستة عناصر من القوات النظامية وأصيب آخرون بجروح اثر انفجار عبوة ناسفة بشاحنة عسكرية كانت تقلهم.
وقتل ثلاثة مقاتلين معارضين، وفق المرصد، في اشتباكات مع القوات النظامية في سهل الغاب.
كما قتل ثمانية مدنيين في مناطق اخرى مختلفة من محافظة ادلب في قصف واطلاق رصاص.
وفي محافظة حماة (وسط)، قتل ثلاثة مدنيين على الاقل وعسكري في عملية عسكرية تنفذها القوات النظامية في قرى قسطون وشاغوريت واللج في الريف.
وقتل مواطن في حي الاربعين في مدينة حماة برصاص القوات النظامية.
كما افاد المرصد عن مقتل مدني برصاص قناص في مدينة دوما في ريف دمشق.
وفي العاصمة دمشق، انفجرت عبوة ناسفة وضعت في اسفل سيارة في حي برزة اسفرت عن مصرع شخص، ولم يتبين ما اذا كانت السيارة عسكرية او مدنية، بحسب «المرصد». إلا ان وكالة الانباء الرسمية «سانا» أكدت ان القتيل عنصر من الجيش، متهمة «مجموعة ارهابية مسلحة» بوضع عبوتين بسيارتين في حي برزة. وأوضحت الوكالة ان «عنصراً من الجيش استشهد وأصيب مدنيان اثنان بانفجار عبوتين ناسفتين زرعتهما مجموعات إرهابية مسلحة بسيارتين في منطقة في برزة (في دمشق)، حيث وقع الانفجار الأول بالقرب من مشفى حاميش ناجم عن عبوة ناسفة زرعتها مجموعة ارهابية مسلحة في سيارة ما أدى إلى استشهاد سائقها، ووقع الانفجار الثاني خلف ثانوية عبد الرؤوف سعيد ناجم عن عبوة ناسفة أخرى زرعتها مجموعة إرهابية مسلحة في سيارة ما أدى إلى إصابة شخصين كانا بداخلها».
وفي ريف دمشق، اغتيل مسؤول بعثي محلي في مدينة داريا بعد منتصف ليل الاحد الاثنين اثر اطلاق الرصاص عليه من مسلحين مجهولين، وفق «المرصد».
من جهة اخرى، أفادت «سانا» بأن «الجهات المختصة احبطت فجر امس محاولة مجموعة إرهابية مسلحة تفجير سيارة نوع مرسيدس مفخخة بكمية كبيرة من المتفجرات في شبعا قرب جرمانا في ريف دمشق» مضيفة ان «وحدات الهندسة فككت العبوة التي قدر وزنها بنحو 700 كيلوغرام من المتفجرات كانت معدة للتفجير». وزادت ان وفداً من المراقبين الدوليين «اطلع صباح امس على السيارة المفخخة في المنطقة المذكورة».
وأشارت «سانا» الى ان «الجهات المختصة دهمت بناء على معلومات من الأهالي والتحري والمتابعة وكراً لمجموعة إرهابية مسلحة في منطقة الريحان في ريف دوما (قرب دمشق)، واشتبكت الجهات المختصة مع المجموعة الإرهابية ما أدى إلى مقتل جميع أفرادها. كما أسفر الاشتباك عن استشهاد عنصر من الجهات المختصة».
وفي دير الزور، في شمال شرقي سورية، قالت «سانا» ان «مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت بعبوة ناسفة فجر امس خط نقل الغاز الممتد من حقل العمر التابع لشركة الفرات للنفط إلى حمص على بعد 20 كيلومتراً من الحقل بين قريتي الزباري وسعلو بريف دير الزور ما أدى إلى تسرب نحو 400 ألف متر مكعب من الغاز من دون حدوث حريق». وذكر مصدر مسؤول في وزارة النفط أن الشركة أوقفت ضخ الغاز في الخط لحظة الانفجار، لافتاً إلى أن ورشات الإصلاح ستباشر عملها لإصلاح الخط غداً لإعادة ضخ الغاز فيه خلال الأيام المقبلة.
وخلال الأشهر الماضية حصلت حوادث تفجير عدة استهدفت بنى تحتية في سورية نسبتها السلطات الى «مجموعات ارهابية مسلحة» ومن بين هذه البنى خطوط عدة لنقل النفط في حمص (وسط) وأخرى بين مدينتي حمص وبانياس الساحلية السورية.
قصف حمص والحفة بالمروحيات
وواشنطن تخشى ارتكاب مجزرة جديدة
واشنطن – هشام ملحم / العواصم الاخرى – الوكالات
بلغ العنف في سوريا امس مستويات جديدة من التصعيد من حيث اتساع رقعة الاشتباكات او من حيث ارتفاع عدد الضحايا، اذ قدره ناشطون بـ 106 قتلى من مدنيين وعسكريين ومنشقين، فضلاً عن استخدام النظام المروحيات لقصف الرستن وتلبيسة في حمص وبلدة الحفة في اللاذقية، بينما تمكن جنود منشقون من الاستيلاء على قاعدة صواريخ في حمص بعض الوقت وهددوا بإطلاق صواريخ أرض – جو على قصر الرئيس بشار الاسد، لكنهم اجبروا على الانسحاب بعد هجوم مضاد للجيش، وابدت واشنطن قلقها من احتمال ان يكون النظام في طريقه الى ارتكاب مجزرة جديدة في الحفة.
وأوضح معارضون مسلحون انهم اقتحموا قاعدة الغنطو التي تنشر فيها صواريخ ارض-جو بمساعدة 22 جنديا متعاطفا معهم في الداخل واستولوا على مدافع رشاشة وذخائر لكنهم لم يتمكنوا من الاستيلاء على صواريخ قبل ان يمطرهم الجيش بقذائف المدفعية ويجبرهم على الخروج من القاعدة القريبة من بلدة الرستن في وسط البلاد.
وقال النقيب عبد الله بحبوح في تسجيل فيديو بث في موقع “يوتيوب” وظهر فيه وهو يشير الى صواريخ أرض- جو وشاحنات عسكرية في القاعدة التي سيطرت عليها المعارضة: “هذا الرادار وهذه المركبات وهذه الصواريخ استولى عليها الجيش السوري الحر”.
وقتل عشرة اشخاص وأصيب 17 بجروح من جراء انفجار سيارة مفخخة ليلاً في مدينة دير الزور بشرق سوريا.
واوردت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” ان “عبوة ناسفة استهدفت في وقت سابق حاجزاً لقوات حفظ النظام في دوار الشمعات بمحافظة ادلب راح ضحيته خمسة من افراد قوات حفظ النظام بينهم ضابط وعشرات الجرحى من المدنيين “. وأضافت ان عبوتين ناسفتين “زرعتهما مجموعات مسلحة انفجرتا بسيارتين في حي مساكن برزة بمدينة دمشق مما أدى إلى مقتل سائق السيارة الاولى وإصابة شخصين كانا بداخل السيارة الثانية”.
ونشرت صحيفة “وورلد تريبيون” الاميركية أن السوريين أكدوا للمرة للاولى ان الرئيس الاسد يستخدم قنابل غاز في الهجمات على الثوار.
واشنطن
■ في واشنطن اتهمت الادارة الاميركية النظام السوري “بتصعيد خطير” للهجمات على المدنيين، واعربت عن “قلق عميق” من جراء التقارير الآتية من داخل سوريا والتي تشير الى ان “النظام ربما كان حضّر لمجزرة اخرى، هذه المرة في بلدة الحفة في محافظة اللاذقية. الى قرى في دير الزور ودرعا وحمص وحماه وفي ضواحي دمشق”.
واشارت الى ان المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي انان يشاطرها هذا القلق.
وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند، بان المراقبين التابعين للامم المتحدة حاولوا الوصول الى الحفة بالتحديد، لكن القوات التابعة للنظام اعترضتهم ومنعتهم من الوصول، “وذلك في انتهاك آخر لالتزام النظام التعاون مع بعثة المراقبة داخل سوريا”. واضافت: “القوات السورية شددت قمعها، في تحد مباشر لالتزامها خطة انان، من خلال استخدام تكتيكات مرعبة بما في ذلك اطلاق النار على المدنيين من الجو بواسطة المروحيات، الى استخدام القوى غير النظامية مثل الشبيحة”.
وحذرت الضباط العسكريين السوريين من انهم سيتعرضون للمحاكمة كما تعرض الضباط المسؤولون عن مذابح خلال النزاع في البوسنة.
وتعليقا على التقارير الصحافية التي تحدثت عن ازدياد القدرات العسكرية للمعارضة السورية، قالت: “نرى حكومة تتخذ اجراءات يائسة في أكثر من منطقة من البلاد. نظام الاسد يواجه تهديدات متزايدة لسيطرته، وهو مضطر الى القيام بعمليات في أكثر من منطقة” في وقت واحد. ورأت ان لجوء النظام السوري الى استخدام المروحيات لقصف المدنيين واستخدام ميليشيا الشبيحة هو دليل على “يأس” النظام السوري الذي يواجه “اخطاراً” عدة ليست سياسية فقط بل ايضا اقتصادية.
وعن انتخاب عبد الباسط سيدا رئيسا لـ”المجلس الوطني السوري”، قالت نولاند: “مسؤولونا على اتصال به، وأود ان ارحب بأول عمل قام به كرئيس للمجلس اي اصداره بيانا مد فيه يده الى الاقليات وحض على حمايتها، وتشجيعه بناء خيمة ا كبر للمجلس الوطني السوري تضم قطاعات اكثر من السوريين. هذه خطة جيدة ونتطلع الى العمل معه”.
وحذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندريس فوغ راسموسن في مقابلة مع صحيفة “النيويورك تايمس” من انزلاق سوريا إلى حرب أهلية كما حصل في البلقان في التسعينيات من القرن الماضي، إذا لم تتفق روسيا والغرب على رسالة موحدة وواضحة الى الحكومة السورية بوقف العنف.
وفي باريس، اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس انه اجرى اتصالا هاتفيا مع عبد الباسط سيدا، وهنأه بانتخابه رئيسا لهذا المجلس المعارض، واكد له ان فرنسا تقدم “الدعم الكامل” للمعارضة السورية.
وفي انقرة، أفاد مسؤول تركي طلب عدم ذكر اسمه ان انقرة تدرس الاقتراح الروسي عقد مؤتمر دولي لسوريا من اجل انقاذ خطة انان. وقال ان “موفدا من السفارة الروسية في انقرة أطلعنا على هذا الاقتراح الاسبوع الماضي ونحن ندرسه حاليا”.
ودعت روسيا الى عقد هذا المؤتمر بمشاركة ايران، الا ان الدول الغربية تحفظت عن مشاركة هذا البلد. واتصل وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو هاتفيا بانان وتباحثا في الوضع في سوريا.
في ظل هذه الاجواء، يتوجه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف غداً الى ايران، حليفة النظام السوري والمتهمة بتزويده اسلحة لقمع حركة الاحتجاج.
تحذير إماراتي
■ في أبوظبي، أصدرت وزارة الخارجية الإماراتية بيانا دعت فيه مجددا مواطنيها الى عدم السفر إلى كل من لبنان وسوريا في الوقت الحاضر، إلا في حال الضرورة القصوى انطلاقا من حرص الوزارة على رعاية وسلامة مواطني الدولة في الخارج وسلامتهم.
لافروف غداً في طهران ليؤكّد دعم الأسـد «حتى النهاية» مسـار الحل الروسـي يتقـدم والقلـق الأمنـي يتصاعـد
تزايدت المؤشرات الدولية على تقدم مسار المبادرة الروسية إلى عقد مؤتمر دولي حول سوريا أمس، مع إعلان كل من تركيا وفرنسا دخولهما في محادثات مع موسكو حول المبادرة التي سينقل تفاصيلها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى طهران غداً، برسالة فحواها «التشدد» في رفض «الحل اليمني»، ودعم الرئيس بشار الأسد «حتى النهاية».
لكن الواقع الأمني يستمر بالتفاقم، وخصوصا في منطقتي حمص واللاذقية، ما استدعى تحذيرات صدرت عن المبعوث الدولي والعربي للسلام في سوريا كوفي أنان، وفريق المراقبين الدولي إضافة إلى واشنطن، فيما واصلت اسرائيل تصعيدها لمستوى تصريحاتها المتعلقة بالشأن السوري، محذرة من امتلاك سوريا «أكبر مخزون في العالم» من الأسلحة الكيميائية، ومؤكدة ضرورة أن يكون جيشها على «أهبة الاستعداد» في ظل الأحداث السورية.
المسار الروسي
وأوضح مصدر مطلع في طهران لـ«السفير» أن الهدف الاساسي من زيارة «لافروف يتعلق بالموضوع السوري بشكل رئيسي ومن ثم الملف النووي» الايراني. وأضاف المصدر نفسه أن «لافروف سيبلغ الإيرانيين رفض روسيا التخلي عن الأسد وأن موسكو ستدعمه حتى النهاية. وفي المقابل سيطلب لافروف منهم دعم مسعى بلاده لعقد مؤتمر دولي بشأن سوريا، إضافة إلى مناقشة مقترح روسي ستتناوله محادثات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الرئيس الاميركي باراك أوباما المرتقبة سعيا للوصول إلى تفاهم للخروج بحل مقبول للأزمة السورية».
وكشف مصدر مقرّب من دوائر صنع القرار في طهران لـ«السفير» أن الامـين العـام للمجـلـس الاعـلى للامن القومي في ايران سعيد جليلي «طلب خلال
زيارته الأخيرة إلى مدينة سان بطرسبرغ من نظرائه الروس التمسك بالرئيس الأسد ورفض أي حل أو مقترح على شاكلة الحل اليمني لحل الأزمة السورية» وأوضح المصدر نفسه أن جليلي طالب «موسكو بتشدد أكثر حيال هذا الموضوع بعدما أبدى بعض المسؤولين الروس تهاونا في الموضوع». وكانت روسيا قد اقترحت عقد مؤتمر دولي حول سوريا يهدف الى إنقاذ خطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان الهادفة لحل الاوضاع في سوريا.
وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ان باريس ستجري «هذا الاسبوع اتصالات جديدة مع روسيا» حول الدعوة التي وجهتها موسكو لعقد مؤتمر دولي حول سوريا بمشاركة ايران، بينما تعارض باريس أي مشاركة لطهران، فيما أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس انه أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس الجديد للمجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا، فهنأه بانتخابه رئيسا لهذا المجلس المعارض، وأكد له ان فرنسا تقدم «الدعم الكامل» للمعارضة السورية.
وقال فابيوس ايضا عن اتصاله بسيدا «لقد نقل إلي قلقه الكبير بعد شن هجوم عسكري كبير على حمص. أدعو بشكل رسمي النظام السوري الى التوقف فورا عن ارتكاب هذه التجاوزات. لا بد من بذل كل ما هو ممكن لتجنب حصول مجازر جديدة».
وأعلن مسؤول تركي ان أنقرة تدرس الاقتراح الروسي بعقد مؤتمر دولي، وقال المسؤول ان «موفدا من السفارة الروسية في أنقرة أطلعنا على هذا الاقتراح الاسبوع الماضي ونقوم حاليا بدرسه».
واتصل وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو هاتفيا بكوفي أنان وتباحثا في الوضع في سوريا، حسبما أضاف المسؤول التركي من دون ان يعطي تفاصيل حول ما دار خلال هذا الاتصال.
الواقع الأمني
وأعرب كوفي انان عن «القلق البالغ» بشأن تصاعد العنف بين القوات الحكومية السورية والمعارضة، كما دعا الى السماح «على الفور» للمراقبين الدوليين بدخول مدينة الحفة في منطقة اللاذقية، حسبما أفاد المتحدث احمد فوزي الذي قال «هناك مؤشرات على ان أعدادا كبيرة من المدنيين محاصرون في هذه المدن (اللاذقية وحمص)». وأضاف ان «المبعوث الخاص المشترك يطالب الأطراف باتخاذ خطوات لضمان عدم إلحاق الأذى بالمدنيين، كما يطالب بالسماح بدخول مراقبي الامم المتحدة الى مدينة الحفة فورا».
وأعربت بعثة مراقبي الامم المتحدة في سوريا عن قلقها إزاء تصاعد العنف في مدينة حمص، مشيرة الى أنها بصدد التفاوض لإجلاء المدنيين. وذكرت البعثة في بيان ان «المراقبين الدوليين أفادوا عن حدوث قتال عنيف في مدينتي الرستن وتلبيسة شمال مدينة حمص مترافق مع إطلاق المدفعية وقذائف الهاون، فضلا عن إطلاق نار من المروحيات والمدافع الرشاشة والأسلحة الخفيفة». وأوضحت البعثة في بيانها انه «يمكن سماع دوي القصف بالمدفعية الثقيلة وإطلاق النار من أسلحة رشاشة ورؤيتها فوق حي الخالدية في وسط المدينة».
كما تلقت البعثة «تقارير عن حصار عدد كبير من المدنيين، بمن فيهم نساء وأطفال، داخل مدينة» حمص، مشيرة الى انها «تحاول التوسط من أجل إجلائهم». ولفتت البعثة الى انها غير قادرة على تأكيد تقارير تفيد بسقوط عدد كبير من الضحايا. وفي تلبيسة، ذكر المراقبون أن مقاتلي «الجيش الحر» المنشقين عن القوات النظامية احتجزوا عناصر من الجيش النظامي. ودعت البعثة «جميع الأطراف» الى وقف القتال وانتهاكات حقوق الإنسان، لضمان حماية المدنيين واحترام القانون الدولي. كما ناشدتهم تأمين «الوصول الفوري وغير المقيد إلى مناطق النزاع».
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند، إن الولايات المتحدة تشاطر المبعوث الدولي كوفي أنان «القلق البالغ إزاء التقارير الواردة من داخل سوريا بأن النظام ربما يدبر مذبحة أخرى في الحفة هذه المرة». وأضافت في مؤتمر صحافي «يمكن المجتمع الدولي أن يعلم وهو يعرف الوحدات المسؤولة عن الجرائم ضد الإنسانية وستحاسب على أفعالها».
واتهم المجلس الوطني السوري المعارض النظام السوري باعتماد «سياسة تهجير قسري على أسس طائفية». وجاء في بيان صادر عن المجلس الوطني ان النظام السوري، «المطمئن إلى ضعف الموقف العربي والدولي وتردده، يتمادى في تصعيد سياسة ترويع السوريين وإرهابهم إلى مستوى لم يسبق له مثيل منذ انطلاق الثورة السورية المباركة، ويخص مدن حمص والحفة ومحافظات إدلب وحماة ودمشق ودرعا بأبشع أنواع التنكيل الوحشي لتنفيذ سياسية تهجير قسري على أسس طائفية».
وتأتي هذه التطورات فيما قتل 82 شخصا في أعمال عنف واشتباكات دارت في مناطق مختلفة من سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، أبرزها في محافظات حمص واللاذقية ودير الزور.
وقتل عشرة أشخاص وأصيب نحو 17 بجروح جراء انفجار سيارة مفخخة في مدينة دير الزور شرقي سوريا. وقال مصدر محلي إن «عشرة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب نحو 17 آخرون بينهم أطفال بجراح بعضها بالغة في انفجار سيارة مفخخة قرب جامع التوبة في حي الجورة شمالي غربي المدينة».
وكانت عبوة ناسفة قد استهدفت صباح أمس حاجزاً لقوات حفظ النظام في دوار الشمعات في محافظة إدلب راح ضحيته 5 من قوات حفظ النظام بينهم ضابط وعشرات الجرحى من المدنيين. وكانت عبوتان ناسفتان زرعتهما مجموعات مسلحة قد انفجرتا بسيارتين في حي مساكن برزة في دمشق، ما أدى إلى مقتل سائق السيارة الأولى وإصابة شخصين كانا بداخل السيارة الثانية.
(«السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ب، أ ش ا)
لافروف في طهران غداً لحسم الموقف المشترك من سوريا: دعم الأسد حتى النهاية والتهيئة للتسوية الروسية ـ الأميركية
رياض الاخرس
في تطور نوعي على صعيد الجهود الروسية ـ الإيرانية لحل الأزمة السورية تتوجه موسكو جنوباً نحو طهران للإعلان رسمياً عن ولادة حلف جديد ـ قديم بين الطرفين لإيجاد مخرج لحليفهما الرئيس بشار الأسد يقوم على أساس «المزيد من التشدّد في رفض ما يعرف بالخطة اليمنية» لنقل السلطة، ولإطلاع المسؤولين الايرانيين على جزئيات «توافق يعمل الروس على بلورته مع الأميركيين» للخروج من الوضع الحالي على أساس «عدم التخلي عن الاسد» ودعمه لتجاوز الازمة، وهو ما يعزز موقف دمشق، كما الموقع التفاوضي لإيران في الاجتماع المقبل في موسكو مع مجموعة «5+1» حول برنامجها النووي من جهة ويعكس المكانة الاقليمية المتنامية لإيران في الترتيبات الاقليمية والدولية من جهة ثانية.
ومن المقرر أن يصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف غداً الأربعاء الى طهران لإجراء محادثات حول «الوضع في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، مع التركيز على التحولات الجارية في العالم العربي وسوريا»، حسبما اوضحت وزارة الخارجية الإيرانية.
وقال مصدر إيراني مطلع رفض الكشف عن اسمه إنه سيتم خلال الزيارة «التطرق الى القضايا ذات الاهتمام المشترك بين إيران وروسيا علي الصعيد الإقليمي بما فيها الموضوع السوري».
وأوضح مصدر مطلع في طهران لـ«السفير» إن الهدف الاساسي من زيارة «لافروف يتعلق بالموضوع السوري بشكل رئيسي ومن ثم الملف النووي» الايراني.
وأضاف المصدر نفسه إن «لافروف سيبلغ الإيرانيين رفض روسيا التخلي عن الأسد وإن موسكو ستدعمه حتى النهاية. وفي المقابل سيطلب لافروف منهم دعم مسعى بلاده لعقد مؤتمر دولي بشأن سوريا، إضافة إلى مناقشة مقترح روسي ستتناوله محادثات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الرئيس الاميركي باراك أوباما المرتقبة سعياً للوصول إلى تفاهم للخروج بحل مقبول للأزمة السورية».
وكشف مصدر مقرب من دوائر صنع القرار في طهران لـ«السفير» أن الامين العام للمجلس الاعلى للامن القومي في ايران سعيد جليلي «طلب خلال زيارته الأخيرة إلى مدينة سان بطرسبرغ من نظرائه الروس التمسك بالرئيس الأسد ورفض أي حل أو مقترح على شاكلة الحل اليمني لحل الأزمة السورية». وأوضح المصدر نفسه أن جليلي طالب «موسكو بتشدد أكثر حيال هذا الموضوع بعدما أبدى بعض المسؤولين الروس تهاوناً في الموضوع».
وكانت روسيا اقترحت عقد مؤتمر دولي حول سوريا يهدف إلى إنقاذ خطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان الهادفة لحل الاوضاع في سوريا.
وحث لافروف على «إشراك ايران في المؤتمر رغم تحفظ واشنطن وباريس»، ويتحدث مراقبون هنا عن «إمكانية تجاوز تلك العواصم لتحفظاتها على مشاركة طهران لتمرير مشاركة أطراف كتركيا وقطر».
ومن المقرر أن تتناول الزيارة ايضاً المفاوضات المقررة في موسكو بين إيران ومجموعة «5+1» في الثامن عشر والتاسع عشر من حزيران الحالي.
وعبرت الخارجية الروسية عن املها في «أن تعقد جميع الاطراف بمن فيها الطرف الايراني عزمها على مفاوضات بناءة يمكن ان ينتج عنها نتائج إيجابية وتطور في مسيرة التغلب على الاختلافات». واضاف بيان صادر عنها أن من الواقعية عدم توقع «إمكان اتفاق جميع الاطراف على موضوع النووي الايراني في الاجتماع المقبل» في موسكو، ولكنها مع ذلك تعتقد «ان مسيرة المفاوضات يجب ان تستمر أيضا بعد الجولة المقبلة».
وقالت الوزارة إن المقترح الروسي المعروف باسم «خطوة خطوة» نظم على اساس «قيام طهران بتنفيذ بعض الطلبات وفي المقابل تقوم مجموعة «5+1» ببعض الإجراءات»، وهو ما «تأمل موسكو أن تتم دراسته تفصيلياً» في الاجتماع.
وأضاف البيان إن «قسماً مهماً من اهداف زيارة لافروف الى طهران الاربعاء سيخصص للتطرق إلى مقدمات اللقاء التالي بين وزير خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون مع سعيد جليلي، بحضور المدراء السياسيين لمجموعة 5+1».
وتشير أوساط إيرانية إلى أن «اقتراب موعد بدء سريان المقاطعة الاقتصادية المشددة وانخفاض أسعار النفط عالمياً وزيادة إنتاج السعودية للنفط» لتغطية النقص في إمدادات النفط الإيراني و«الضغط الاميركي على زبائن طهران «لتقليل اعتمادهم على نفطها»، جعل الغربيين «يعتقدون ان ايران في وضع حرج»، وأنها في حال «عدم تقديمها تنازلات في مفاوضات موسكو فإن العقوبات المشدّدة التي تشمل مقاطعة المصرف المركزي وحظر النفط سيبدأ سريان مفعولها». وهو ما يمكن أن «يغير مسيرة ونتائج المفاوضات لمصلحة الغرب ويعزز الآمال لديه بأن تقدم طهران تنازلات حقيقية».
وقال مصدر إيراني لـ«السفير» إن «الغرب يعمل على عدم السماح لإيران بالاستفادة من منهج ربح – ربح في التفاوض كما يعمل على الحيلولة دون توظيف استضافة الأصدقاء الروس الاجتماع لمصلحة ايران وتعزيز مكانتها الاقليمية والدولية».
واضاف المصدر نفسه إن ما يستشف من تصريحات وزيرة الخارجية الامـــيركية هيلاري كلينتون ومواقف فريـــق كاثـــرين اشتون هو «أن الطرف الغربي بصدد إعـــادة النظــــر في نهج مفاوضات اسطنبول وبغداد لتغيـــير مسارها ونتائجها» التي يمكن أن تتمـــخض عن مكاسب للطرفين الايراني والدولي.
هذا الارتياب بالغرب دعا عضو لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي كاظم جلالي لتأكيد أن مفاوضات «موسكو هي محك لاختبار نيات الغرب ومدى جديته للوصول الى نتائج من خلال المحادثات».
واضاف جلالي «إن التجربة أثبتت أن الغربيين قلما يلتزمون بنتائج المفاوضات»، مشيراً إلى عرقلة الغربيين لمسار المحادثات وتجاهلهم» للوساطة البرازيلية والتركية في موضوع توفير الوقود النووي» للأغراض الطبية والعلمية في ايران.
وهو ما يدعو بحسب جلالي إيران إلى «عدم الوثوق بالغرب ومفاوضاته المجهدة ولا إلى الوثوق في التزامه بمضمون المحادثات ونتائجها».
وتأتي زيارة وزير الخارجية الروسي الى طهران بعد أسبوع على لقاء جمع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد على هامش قمة اقليمية في بكين، حيث أكد بوتين على حق إيران ببرنامج نووي «سلمي».
الإمارات تجدد تحذيرها لمواطنيها بعدم السفر إلى لبنان وسورية
أبوظبي- (د ب أ): جددت الإمارات طلبها لرعاياها مساء الاثنين بعدم السفر إلى لبنان وسورية، إلا في حالة الضرورة القصوى.
وقالت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان أصدرته مساء الاثنين إنها تدعو الإماراتيين إلى “عدم السفر إلى الجمهورية اللبنانية والجمهورية العربية السورية في الوقت الحالي إلا في حالة الضرورة القصوى، انطلاقا من حرص الوزارة على رعاية وسلامة مواطني الإمارات في الخارج”.
وقال وكيل وزارة الخارجية الإماراتية جمعه مبارك الجنيبي: “على مواطني الإمارات ضرورة مراعاة دواعي الحيطة والحذر في حال سفرهم”.
وكانت الإمارات دعت مواطنيها الشهر الماضي إلى عدم السفر إلى لبنان “لتوتر الأوضاع الأمنية فيها”، وطالبت رعاياها الموجودين في لبنان بالمغادرة.
87 قتيلا في اعمال عنف واشتباكات.. الأمم المتحدة: طائرات هليكوبتر تهاجم حمص واللاذقية
رئيس المجلس الوطني يدعو الى تنحي الاسد لنائبه الشرع والحرائق تجبر المقاتلين على البحث عن طرق جديدة الى تركيا
نيويورك ـ بيروت ـ دمشق ـ يايلاداجي (تركيا) ـ وكالات: أعرب المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية المعني بالأزمة السورية، كوفي عنان، الإثنين عن قلقه البالغ إزاء استمرار العنف في سورية، وبخاصة القصف الأخير لحمص والتقارير عن استخدام مروحيات ودبابات وقذائف هاون على بلدة الحفّة في ريف الاذقية، فيما قتل 87 شخصا في اعمال عنف واشتباكات دارت الاثنين في مناطق مختلفة من سورية، وتجدد القصف على مدن تحاصرها قوات النظام في محافظتي حمص (وسط) واللاذقية (غرب).
والقتلى هم 57 مدنيا و23 من قوات النظام وسبعة من العناصر المنشقة والمقاتلين المعارضين.
ولفت المرصد السوري لحقوق الانسان لتصاعد حدة العمليات العسكرية بعد ظهر امس في عدد من قرى محافظة ادلب (شمال غرب).
وقالت متحدثة باسم بعثة المراقبين الدوليين في سورية إنهم أبلغوا الاثنين عن وقوع هجمات بطائرات هليكوبتر على بلدتين تسيطر عليهما المعارضة شمالي مدينة حمص.
وقالت المتحدثة سوزان غوشة في بيان ‘أبلغ مراقبو الأمم المتحدة عن وقوع معارك عنيفة في الرستن وتلبيسة إلى الشمال من المدينة (حمص) استخدم فيها القصف بقذائف مورتر وإطلاق نار من طائرات هليكوبتر ومدافع رشاشة وأسلحة صغيرة’.
وقال أحمد فوزي، المتحدث باسم المبعوث المشترك، في بيان إن عنان ‘قلق خاصة إزاء قصف حمص فضلاً عن تقارير عن استخدام القذائف والمروحيات والدبابات في بلدة الحفّة باللاذقية’.
وأضاف أن ‘هناك مؤشرات على أن أعداداً كبيرة من المدنيين عالقين في تلك البلدات’.
وأضاف المتحدث أن عنان ‘يطالب بأن تتخذ الأطراف كل الخطوات اللازمة لضمان عدم إلحاق الضرر بالمدنيين والسماح بدخول مراقبي الأمم المتحدة بالدخول إلى بلدة الحفّة فوراً’.
ويضطلع مراقبو الأمم المتحدة بمراقبة وقف إطلاق النار في سورية ودعم تطبيق خطة عنان ذات النقاط الست والرامية إلى إنهاء العنف ودخول المنظمات الإنسانية وإطلاق سراح المعتقلين وبدء حوار سياسي يلبي تطلعات الشعب السوري.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قال إن خطة عنان ما زالت هي محور كل الجهود الرامية إلى حل الأزمة ولكن وبالنظر إلى الوضع المتدهور فإنه يرحب بمزيد من النقاش الدولي.
ويتعين على مقاتلي المعارضة السورية البحث عن طرق جديدة اكثر وعورة لتهريب اللاجئين والمصابين من المدنيين والمسلحين الى تركيا بعد أن بدأت قوات الحكومة السورية هذا الشهر إشعال حرائق في مناطق الغابات على الحدود.
وقال مقاتلون من المعارضة داخل تركيا لرويترز إن بعض المصابين يموتون قبل ان يحصلوا على الرعاية الطبية في تركيا لأن عبور الحدود يستغرق ثلاثة امثال الوقت الذي كان يستغرقه من قبل.
وقال ابو احمد الحلو وهو مقاتل من المعارضة يساعد في تهريب الاسر السورية الى تركيا ‘الأسد يحاول إغلاق كل الطرق.. يشعلون حرائق على طول الحدود’.
وقال من معسكر يايلاداجي على بعد كيلومتر من معبر حدودي في إقليم هاتاي بتركيا ‘اصبح الامر صعبا جدا ونضطر الى البحث عن طرق جديدة تأخذنا الى اماكن بعيدة جدا’.
الى ذلك دعا رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا الاثنين الى تنحي الرئيس السوري بشار الاسد لصالح نائبه فاروق الشرع، بحسب ما نقلت عنه وكالة انباء الاناضول التركية.
وقال سيدا، الذي انتخب رئيسا للمجلس السبت، ان على ‘الاسد التنحي عن السلطة لصالح نائبه’.
كما اعتبر سيدا ان السلطات السورية تفقد يوما بعد يوم سيطرتها على الارض مع توسع حركة الاحتجاج المناهضة للنظام. واضاف ان ‘النظام لم يعد قادرا سوى على السيطرة على عدد من شوارع’ دمشق.
وكان سيدا الكردي انتخب السبت خلفا لبرهان غليون رئيسا للمجلس الوطني السوري.
وعلى الصعيد السياسي دعت روسيا الاثنين الى مشاركة ايران في جهود انهاء الصراع في سورية وهو ما يضعها في خلاف مع الولايات المتحدة.
وقالت موسكو إن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيسافر الى طهران يوم الاربعاء.
وقالت وزارة الخارجية الروسية ان مباحثات لافروف ستركز على الوضع في الشرق الاوسط وشمال افريقيا مع الاهتمام بالوضع في سورية، كما ستركز على اجتماع مقرر في يومي 18 و19 حزيران (يونيو) في موسكو بين القوى العالمية وايران بشأن برنامجها النووي. ويعتزم لافروف بحث المبادرة مع ايران.
وقالت وزارة الخارجية ‘بدون المشاركة الايرانية لن تستغل فرصة التأثير الدولي البناء بشأن القضية السورية بالشكل الامثل’.
ومن جهته اعلن مسؤول تركي لوكالة فرانس برس الاثنين ان انقرة تدرس الاقتراح الروسي بعقد المؤتمر لانقاذ خطة عنان.
وقال المسؤول طالبا عدم الكشف عن اسمه ان ‘موفدا من السفارة الروسية في انقرة اطلعنا على هذا الاقتراح الاسبوع الماضي ونقوم حاليا بدرسه’.
المعارضة السورية تسيطر لفترة وجيزة على قاعدة صواريخ وتهدد بإطلاق صواريخ أرض جو على قصر الرئيس
بيروت ـ رويترز: قالت المعارضة السورية الاثنين انها سيطرت لفترة وجيزة على قاعدة استراتيجية للجيش وهددت بإطلاق صواريخ أرض جو على قصر الرئيس بشار الاسد إلا أنها أجبرت على الانسحاب بعد هجوم مضاد للجيش.
وقال معارضون مسلحون انهم اقتحموا قاعدة الغنطو بمساعدة 22 جنديا متعاطفا معهم في الداخل واستولوا على مدافع رشاشة وذخائر ولكن لم يتمكنوا من الاستيلاء على صواريخ قبل ان يمطرهم الجيش بقذائف المدفعية ويجبرهم على الخروج من القاعدة القريبة من بلدة الرستن في وسط البلاد.
وقال النقيب عبد الله بحبوح في تسجيل فيديو تم بثه على موقع يوتيوب يظهر فيه وهو يشير الى صواريخ أرض جو وشاحنات عسكرية في القاعدة التي سيطرت عليها المعارضة ‘هذا الرادار وهذه المركبات وهذه الصواريخ استولى عليها الجيش السوري الحر’.
واضاف بحبوح ان الهجوم على القاعدة جاء انتقاما للمذابح التي ترتكبها قوات الاسد التي تتهمها الامم المتحدة بقتل ما لا يقل عن عشرة الاف شخص خلال حملة بدأت قبل 15 شهرا ضد الحركة المطالبة بالديمقراطية والتي تطورت الى انتفاضة مسلحة.
وتابع بحبوح الذي اشار الى نفسه على انه قائد المكتب العسكري للمعارضة في شمال محافظة حمص حيث تقع القاعدة ‘بالتنسيق مع 22 جنديا وضابطا في اللواء 743 دفاع جوي سيطرنا على القاعدة واستولينا على اسلحة في الساعات الاولى من صباح يوم الاحد العاشر من يونيو’.
ويظهر في الفيديو ثلاثة سجناء من الجيش السوري جالسين وايديهم مقيدة خلف ظهورهم. وقال بحبوح انهم آمنون.
وابلغ المتحدث باسم المعارضة العقيد قاسم سعد الدين رويترز ان المعارضة استولت على بنادق كلاشنيكوف وقذائف صاروخية من القاعدة لكنها لم تتمكن من نقل الصواريخ أرض جو الاكبر قبل هجوم الجيش.
وتابع ان هذه الصواريخ كانت مثبتة في منصات اطلاق وكانت ثقيلة بدرجة تعذر معها تحريكها.
وقال بيتر بوكايرت مدير الطوارئ بمنظمة ‘هيومن رايتس ووتش’ المعنية بالدفاع عن حقوق الانسان ان التسجيلات المصورة التي التقطها هواة تظهر فيما يبدو صواريخ إس إيه ـ 2 أرض جو وقدم لرويترز صورة التقطت بالاقمار الصناعية لقاعدة الغنطو وقد اشتعلت فيها النار.
وصواريخ إس ايه ـ 2 صممها السوفيت لاستهداف الطائرات لذلك فإن القصر الرئاسي يقع خارج مداها.
وقال بوكايرت ان سقوط صواريخ كبيرة في ايدي ميليشيات ليس مشكلة كبيرة بالنسبة لانتشار الاسلحة في العالم نظرا لأنه من الصعب نقلها وإطلاقها.
واضاف ‘الخطر الحقيقي يكمن في الأسلحة الاصغر مثل صواريخ أرض جو المحمولة على الكتف. مثلما رأينا في ليبيا فبمجرد أن تسرق هذه الاسلحة يصبح من الصعب جدا تعقبها’.
واشار بوكايرت الى ان الاسلحة التي استولة عليها الثوار في ليبيا عادت للظهور الان في الاسواق السوداء في دول مجاورة.
واضاف ‘نعرف ان هناك اسلحة مضادة للدبابات والغاما بل وحتى اسلحة كيماوية موجودة في مخازن الاسد’.
الحرب الباردة على الارض السورية
صحف عبرية
خرجت حتى استراليا البعيدة عن عدم اكتراثها، فقد بدأوا في القارة التي أتت العالم بمصطلح ‘لا قلق’، يقلقون بل ينفد صبرهم. ويسأل الرأي العام الاسترالي الذي يبدو مفصولا كثيرا ما الذي يجب ان يحدث بعد كي ينصرف الاسد.
دُعيت هذا الاسبوع الى ملبورن من قبل ‘كيرن هييسود’ لسلسلة محاضرات. وكانت في البرنامج عدة مواضيع منها: ربيع الشعوب العربي، وصورة اسرائيل في العالم، بل كان هناك موضوع الشبكة الاجتماعية والسياسة الاسرائيلية، ثم وُجد وقت للاسئلة. ودارت كلها حول موضوع واحد هو الى متى سيبقى الاسد؟ ولم ينجح الجمهور المناصر لاسرائيل جدا هنا في فهم كيف ودع مبارك وابن علي والقذافي وصالح السلطة سريعا جدا، أما جزار دمشق فما يزال يرسل قتلته في مهام تصفية بلا عائق مع تجاهل لوجود المراقبين الدوليين. وهذا شيء سريالي في العالم الذي يريد ان يكون عولميا، لكن ما أشد واقعيته في حارتنا الصعبة.
لا توجد خطة للمستقبل
غيّر المجلس الوطني السوري رئيسه واختار ناشطا كرديا هو عبد الباسط سيدة ليرأسه للاستمرار في محاربة النظام. ويعلم سيدة باعتباره كرديا ما هو عدم الاكتراث العالمي. فالاكراد على عكس الفلسطينيين لم يحظوا مرة واحدة بنفس الانتباه. أهذا أمر مصالح؟ أفهو أمر نفاق؟ أفهو أمر علاقات عامة صحيحة؟ كل هذه الاجوبة صحيحة.
يجب على المعارضة السورية المنقسمة اليوم قبل كل شيء ان تتوحد اذا أرادت النجاح، فلها هدف لكن ما زالت تعوزها الوسائل وبخاصة خطة مشتركة للمستقبل. فالمستقبل في سوريا في اليوم الذي يلي سقوط الاسد بعيد من ان يكون واضحا.
الغرب مشغول باقتصاد اوروبا
العالم في تلعثم. فانهيار اقتصادات في اوروبا يقلق العالم اليوم أكثر من الفظائع في منطقتنا. وتستطيع ايران الاستمرار في مشروعها الذري بلا عائق تقريبا، والاسد يذبح مواطنيه وحزب الله ما يزال يهدد ويتسلح، ويصعب على العالم في مواجهة محور الشر هذا ان يجد لغة مشتركة. واسوأ من ذلك ان ادارة اوباما تُمكّن اللغة الروسية فجأة من ان تعود لتصبح لغة مهيمنة.
تتابع روسيا تأدية دور رئيس في الازمة السورية. وقد تقدمت موسكو في الحقيقة خطوة الى الأمام وأصبحت مستعدة لأن ترى انصراف الاسد بشرط ان يكون الحديث عن رغبة الشعب السوري. وهم يلعبون بالوقت مرة اخرى. ويريد الروس اجراء تباحث آخر في القضية السورية، وليست عندهم مشكلة تنظيم. وفي هذا الشهر ستُجرى في موسكو جولة اخرى من المحادثات في الشأن الذري الايراني، ويمكن اعداد القاعة نفسها. ويبدو ان نتائج هذه المباحثات يتوقع ان تكون متشابهة بحيث يمكن حفظ الديكور نفسه. ونُذكركم بأن موسكو قد استغلت من قبل حق نقضها مرتين لصد قرارات مجلس الامن والجامعة العربية التي أرادت التنديد بنظام الاسد القمعي.
ان المذبحتين الفظيعتين في خلال اسبوعين أفضتا بواشنطن وشريكاتها في الغرب الى محاولة جلب عقوبات جديدة أشد على دمشق، بل الى تدخل عسكري. ويكاد يكون ذلك غير ممكن بغير موافقة روسيا. وموسكو من جانبها يصعب عليها ان تتخلى عن آخر حليف لها في الشرق الاوسط حتى لو كان ذلك على حساب حياة الاولاد في الحولة والقبير، ومن يعلم أين ايضا.
بقينا اذا مع لغزين يبدو أنه لا حل لهما الى الآن، وهما: كيف ينبغي معاملة نظام القتلة في سوريا، وكيف يؤثرون في بوتين ليغير توجهه. لنبدأ بالاول. ما يزال العالم يخشى انحلال سوريا على اختلاف عناصرها السكانية، وقد يكون هذا الانحلال أعنف كثيرا مما حدث في ليبيا، وقد تكون الآثار الاقليمية أشد ايضا. ويعلم الاسد أننا نعلم هذا فيتابع اللعب بهذه الورقة. وتوجب هذه المذابح الاخيرة على المجتمع الدولي ان يخاطر المخاطرة نفسها.
عادت موسكو الى 1991
لم يعد من الممكن في العالم الحديث بفضل الشبكات الاجتماعية التي تُمكّن الفظائع من الوصول الى كل بيت، ان تكون غير مكترث وان تقول ‘لم نعلم’، ولهذا لا يجب ان يكون السؤال هل ينبغي اسقاط الاسد بل أما يزال لكلمة ‘اخلاق’ معنى في العلاقات الدولية اذا بقي الاسد في الحكم في دمشق.
وليس السؤال الروسي سهلا ألبتة ايضا، فقد صارت موسكو بفضل الاسد تشعر فجأة بأنها سوفييتية مرة اخرى، لاول مرة منذ انهار الاتحاد السوفييتي في 1991. ولبوتين بطبيعة الحال مصالحه الخاصة، فهو يرى ان الاستمرار في تأييد الاسد الواضح بل تأييد راعيه في طهران جزء فقط من الحرب الباردة التي رجعت الينا من غير ان نشعر. فاللاعبون هم اللاعبون أنفسهم وإن كانت الاسماء فقط قد تبدلت.
لم يغب محور الشر قط. والاسد جزء لا ينفصل منه. وهذا سبب آخر كاف يُبين لماذا يجب علينا ان نأمل ان يحزم أمتعته الى موسكو أو الى طهران. ولو كان العالم طبيعيا لنصحناه بغاية واحدة فقط لأن طهران قد تكون اليوم مكانا خطيرا ايضا. لكن هذا في عالم طبيعي فقط.
الشبيحة يتصرفون بدون الرجوع لدمشق والجيش الحر انشأ ميليشيا متخصصة بملاحقتهم
اسماء وبشار قاما بحملة تلميع صورة ودفعا 5 الاف دولار شهريا لشركة امريكية
لندن ـ ‘القدس العربي’: ‘صور الشهداء على جدران السوق تقول القصة’ عنوان من مدينة طرابلس في شمال لبنان اختاره روبرت فيسك في تقريره لصحيفة ‘اندبندنت’ حيث حاول فيه تقديم صورة عن تداعيات الحرب في سورية واثرها على العلاقات السنية ـ العلوية في لبنان، وذلك بعد اندلاع مواجهات ومقتل العديد في المواجهات المسلحة بين سكان جبل محسن العلويين وحي التبانة السنة.
ويتهم السنة اهالي جبل محسن بتلقيهم اسلحة من سورية وايران فيما يقول الطرف الآخر ان جهاديين من السعودية وقطر هم من يقومون بالعمليات وان اسلحة تهرب الى الاحياء السنية من اجل اشعال حرب اهلية في لبنان.
وفي رحلته الى طرابلس التقى فيسك مع مسؤول الحزب العربي الديمقراطي علي فودة الذي كان يجلس تحت صورة لبشار الاسد، ‘سورية الله الاسد، الله حامي الاسد’ واشتكى فودة من الحصار الذي يعانيه سكان جبل محسن والفقر وانه لولا الجيش اللبناني الذي يحضر لهم الطحين لحصلت ازمة، وفي اثناء الحديث معه فلتت كلمة من فودة وقال انه ذهب الى بيروت، وتساءل فيسك كيف ذهب الى هناك وهو محاصر، فرد فودة انه ذهب عبر الطرق السرية، وربما تكون هذه الطرق التي يتم فيها تهريب السلاح.
ويقول علي ان سكان المدينة ليسوا طائفيين لكن الجهاديين او الارهابيين هم الذين يريدون نشر الفوضى وعدم الاستقرار والعداء في المدينة، واستخدم علي نفس الوصف الذي يستخدمه النظام ‘الارهابيون’. ويؤكد ان ما يجري في سورية ليست حربا مشيرا الى ما قاله وزير الخارجية الامريكي هنري كيسينجر انه لا يمكن احتلالها ويمكن تفتيتها، واضاف ان المجانين ـ المقاتلين من المعارضة ـ لن يستطيعوا تقطيع البلاد كما فعلوا في مصر وليبيا على حد قوله. ويرى طبيب سني مصطفى علوش ان هناك محاولات من جماعات لزرع الحرب، قائلا ان نجيب ميقاتي رئيس الحكومة اللبنانية يدعم طرفا سنيا ويرسل له السلاح فيما يدعم حزب الله طرفا آخر. ويعلق فيسك على ما سمع، عن ان حزب الله يدعم جماعات سنية فيما تدرب المخابرات السورية اهالي جبل محسن ان هذا حديث مبالغ فيه لكن الذي لا يشك احد فيه هو ان طرابلس التي يتواجد فيها الكثيرون من معارضي الاسد اصبحت معبرا لتهريب السلاح لداخل سورية وقد اكتشف الجيش اللبناني شاحنات محملة بالاسلحة بعد افراغها من سفينة صغيرة تحمل علم سيراليون في غرب افريقيا.
شبيحة يخرجون عن الطوق
كما انه لا شك في انه من مصلحة النظام في دمشق تصدير الازمة بعد ان بدأت الامور تخرج من يديه تدريجيا وتتحول الى حرب طائفية، بدأ فيها العلويون بالشك في قدرة الاسد على سحق الانتفاضة التي تدور منذ خمسة عشر شهرا. وحسب تقرير في ‘ديلي تلغراف’ فعدم قدرة النظام على انهاء الازمة ادت بجماعات الشبيحة التي شكلت في اثناء حكم حافظ الاسد، الاب وعادت الى النشاط اخذت تتصرف بطريقة فردية خاصة انها مع عدد كبير من ابناء الطائفة ينظرون الى بشار كحاكم ضعيف ليس كوالده الذي انهى ثورة قام بها الاخوان بتدمير حماة عام 1982. ويقول التقرير ان الشبيحة ارتكبوا جرائم كثيرة وبمباركة من دمشق. لكن عددا من افراد المعارضة يتفق ان الجرائم الاخيرة في الحولة والقبير انها ارتكبت بدون الرجوع الى دمشق. ومن اجل مواجهة جرائم ميليشيات الاسد قامت الجماعات المقاتلة بالاعلان عن ميليشيا متخصصة بتعقبهم وقتلت منهم 13 عنصرا في دير الزور فيما طلب من العلويين في دمشق مغادرتها والا تعرضوا للقتل.
نقل المعركة لدمشق
ويخشى ان تزداد وتيرة الاحداث خاصة بعد ان بدأ الجيش الحر يظهر قدرات وكفاءة على المواجهة وتنظيم عمليات نوعية، والحديث عن انشقاق كتيبة صواريخ في حمص يشير الى قدرات هذا الجيش الذي يقول افراده انهم تلقوا اسلحة وذخائر جديدة. ووسع الجيش الحر مجال المواجهة مع النظام في ادلب وحمص وحماة ودرعا واللاذقية.
وقال ناشطون نقلت عنهم ‘ديلي تلغراف’ انهم تلقوا الاسلحة من دول الخليج. ونقلت عن ناشط في دوما قوله ان الاسلحة اصبحت متوفرة بشكل كبير وكذا المقاتلين مما يعني قدرة الجيش الحر على ادارة عمليات معقدة. ويقول الناشطون انهم نقلوا المعركة الى دمشق وانها تقترب من الوقوف الى جانبهم، حيث قالوا ان اكثر من خمسين مظاهرة خرجت في احياء دمشق. ومع زيادة قدرة المعارضة المسلحة تزداد شراسة النظام وشبيحته الذين يقاتلون معركة بقاء، مما يعني استعار حرب طويلة الامد، وتعبر تحذيرات ويليام هيغ، وزير الخارجية البريطاني، لقناة سكاي ان الوضع في سورية اصبح يشبه الحرب الاهلية في البوسنة قبل عشرين عاما، ولم يستبعد الحل العسكري، على الرغم من ان الدول الغربية لم تتدخل في الازمة الا بعد مرور عامين ومقتل اكثر من 100 الف شخص وارتكاب الميليشيات الصربية جريمة جماعية في سبرينتشا. والمقارنة مع البوسنة يعيد الى الاذهان النقاش الذي جرى في تلك الفترة، حيث تصرفت الحكومة الصربية وحلفاؤها في البوسنة بطريقة لم يخشوا فيها من التدخل، كما ان الامم المتحدة لم تتحرك لوقف تزود الصرب بالاسلحة فيما منعت وحظرت تزود الجيش البوسني بالسلاح. وادى الوقوف على الحياد ومحاولة الحل الدبلوماسي لانهاء الحرب الى اعطاء وقت للطرف القوي كي يمارس عملياته ويحتل اراضي واسعة. صحيح ان الخيار العسكري اصبح جزءا من اللغة الدائرة فقد جاءت تصريحات مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الاركان الامريكية، ان الحل العسكري ليس مستبعدا لكن الموقف الامريكي لا يزال مع الحل الدبلوماسي. صحيح ان الوضع في سورية مختلف خاصة ان الحرب في سورية تحولت الى حرب بالوكالة بين السعودية ودول الخليج من جهة وايران من جهة اخرى، واستمرار الحرب قد ينتشر الى خارج سورية كما تظهر الاحداث في طرابلس. ومع ذلك فقد اعترف المجتمع الدولي ان ثمن الحياد كان باهظا في البوسنة وقرر التدخل.
خسر الحرب الاعلامية
وأمام بشاعة المناظر التي تنتشر على ‘يوتيوب’ والتي تمتنع الصحف ومحطات التلفزة عن عرضها لم يعد العالم يصدق مزاعم النظام عن المؤامرة الكبرى والارهابيين المدعومين من الخارج، فقد كانت الحولة الشهر الماضي والقبير هذا الشهر منعطفا مهما في مسار الثورة السورية التي ادت الى مقتل اكثر من 10 الاف شخص من بينهم عدد كبير من الاطفال والنساء.
وجاءت خسارة الاسد المعركة الاعلامية على الرغم من الجهود الكبيرة التي قام بها وزوجته لتلميع صورتهما في الغرب، عن رئيس منفتح وحداثي وزوجة جميلة متعلمة في الغرب وعملت في مؤسسات راقية. واستعان الاسد وزوجته بكبار خبراء العلاقات العامة ممن عملوا مع رؤساء امريكيين سابقين. وفتح ملف جهود الاسد وزوجته هذه بعد الكشف عن علاقة شهرزاد جعفري ابنة سفير سورية في الامم المتحدة بشار جعفري مع بربارة وولترز كبيرة مقدمي برامج محطة ‘اي بي سي’ الامريكية والتي كانت اول صحافية غربية تلتقي الاسد في كانون الاول (ديسمبر) العام الماضي. فقد اظهرت صحيفة ‘ديلي تلغراف’ علاقة صداقة قوية بين الصحافية الامريكية وابنة الجعفري التي عملت مستشارة اعلامية مع الرئيس الاسد، حيث عرضت الصحافية الامريكية مساعدتها في البحث عن عمل. وكان الاسد وزوجته يتصرفان كنجوم حيث استقبلا كبار الصحافيين الاجانب والممثلين الذين زاروا دمشق مثل انجلينا جولي وبراد بيت وبونو المغني المشهور.
ولم تقتصر جهودهما على اللقاءات بل ودفعت العائلة مبلغ 5 الاف دولار شهريا لشركة العلاقات العامعة ‘براون لويدز جيمس’ كي تنسق مع مجلة ‘فوغ’ الشهيرة والتي قابلت اسماء قبل شهر من اندلاع الانتفاضة، وعادت بعد سلسلة من الانتقادات لاسماء التي لم تشجب العنف وسحبته من موقعها على الانترنت.
وكانت الجعفري التي حصلت على مقعد في جامعة كولومبيا قد عملت كمتدربة في شركة العلاقات العامة هذه. وكشفت صحيفة ‘نيويورك تايمز’ تفاصيل عن جهود العلاقات العامة لعائلة الاسد مشيرة الى مراسلات بين شهرزاد ومايك هولتزمان الذي عمل مع كلينتون وفي وزارة الخارجية الامريكية اثناء فترة بوش حيث كتبت له قائلة انها اخبرته دائما ان الاسد هو ‘رجل يحبه شعبه’ وعبرت عن فخرها بهولتزمان وتمنت وجوده في سورية ولم يرد الخبير على مراسلاتها.
وتعود جهود اسماء الاسد لتحسين الصورة الى عام 2006 عندما اتصلت مع شركة ‘بيل بوتينغ’ في لندن، حيث قال مسؤول ان اسماء كانت ترغب ان تدخل في نادي زوجات الرؤساء مثل لورا بوش اللاتي بدأن يعقدن اجتماعات ومؤتمرات. ونصحت الشركة اسماء ان تنشىء مكتب اتصالات في دمشق يعمل على تحسين صورتها. وادت الجهود الى ان ظهرت اسماء على غلاف المجلات الراقية من مثل ‘ايلي’ الفرنسية التي اثنت على طريقة لباسها وذلك عام 2009. وكما اعتبرتها فوغ ‘وردة في الصحراء’ عام 2011 وهو الذي سبب للمجلة مشاكل وجدلا ادى بها لاصدار بيانات وتصريحات لشبكات التلفزة تشجب اسماء وموقفها من الانتفاضة.
واضطرت وولترز الدفاع عن نفسها والاعتذار حيث اعترفت ان هناك تضارب مصالح، خاصة ان الاسد اختارها من بين العديد من الصحافيين العالميين كي تقابله بناء على توصية من الجعفري الذي يعرفها منذ سبعة اعوام. وقالت وولترز انها ذهبت الى دمشق واجرت مقابلة قوية مع الاسد التي لم تعجبه.
الأسد يشاور مستشاريه وكبار مسؤوليه حول تشكيلة حكومة حجاب وتوقعات بتسلّم المقداد خلفاً للمعلم
كامل صقر
دمشق ـ ‘القدس العربي’ فيما يجري تشكيل الحكومة السورية المقبلة التي سيرأسها رياض حجاب بعيداً عن أية تسريبات، تسير مشاورات تأليفها في القصر الرئاسي السوري بين الرئيس بشار الأسد وكبار مسؤوليه ومستشاريه ورئيس الحكومة المؤلف وبعض قادة الأحزاب الحليفة والمعارِضة أيضاً، دون ضجة تُذكر حتى في الأوساط الإعلامية والأكاديمية السورية.
اللافت، ماتم تداوُله في الساعات الأخيره حول تكهنات بأن يتسلم د. فيصل المقداد نائب وليد المعلم حالياً منصب وزير الخارجية خلفاً للوزير المعلم الذي تقول ذات التوقعات ذاتها بأنه ستجري تسميته ‘نائباً’ للرئيس بشار الأسد.
ومن المرتقب ان يحتفظ وزير الدفاع العماد داوود راجحة بمنصبه في الحكومة القادمة، وفي ذات التوقعات الوزارية ذكر موقع ‘عكس السير’ انه من المعتقَد أن تحتفظ التشكيلة الجديدة بعدد من الوزراء الموجودين في حكومة تسيير الأعمال الحالية بعضهم يتسلمون حقائب خدماتية وأبرزهم وزير الصحة وائل حلقي ووزير الكهرباء عماد خميس.
ونقل الموقع عن مصادر توقعاتها بأن يحتفظ كل من وزير الإعلام عدنان محمود ووزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم الشعار بمنصبيهما في الحكومة المقبلة.
وكان الرئيس السوري بشار الاسد قد كلف رياض فريد حجاب بتشكيل الحكومة الجديدة، وسيشكل حجاب حكومة خلفا للحكومة الحالية برئاسة عادل سفر الذي شكل حكومته في نيسان (ابريل) 2011، بعد شهر على بدء حركة الاحتجاج ضد النظام السوري.
وكان حجاب يشغل منصب وزير الزراعة في حكومة سفر وهو من مواليد محافظة دير الزور (شرق) العام 1966 وحاصل على شهادة الدكتوراه في الهندسة الزراعية، وشغل حجاب منصب أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في دير الزور بين عامي 2004 و2008 وكان محافظا للقنيطرة من 2008 حتى شباط 2011 ومحافظا للاذقية حتى تكليفة بوزراة الزراعة في 2011.
استمرار القصف على الحفة وحمص و15 قتيلاً في سوريا
أ. ف. ب.
لليوم الثامن على التوالي، تواصل القوات السورية قصفها لمدينة الحفة مستخدمة قذائف الهاون والمدفعية وراجمات الصواريخ. وأشار المرصد السوري لحقوق الانسان الى استقدام تعزيزات عسكرية لمحاولة اقتحام المدينة.
بيروت: تواصل القوات النظامية السورية الثلاثاء لليوم الثامن على التوالي قصفها على مدينة الحفة المحاصرة في محافظة اللاذقية (غرب)، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن “قوات النظام لا تزال تقصف الحفة مستخدمة قذائف الهاون والمدفعية وراجمات الصواريخ”، مشيرا الى استقدام “تعزيزات عسكرية بهدف محاولة اقتحام” المدينة.
واوضح عبد الرحمن ان “مئات المقاتلين المعارضين يتحصنون في الحفة وجبل الاكراد المجاور”. وتحدث ناشطون الاثنين عن “ظروف صعبة جدا” في الحفة، مشيرين الى ان “المدينة محاصرة” وبحاجة الى علاجات ومواد طبية، و”لا يوجد سوى طبيب واحد” يساعد المصابين.
واشار الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين الى “معلومات عن حشد قوات حكومية حول مدينة الحفة”. وشدد على “اهمية تمكين بعثة المراقبة التابعة للامم المتحدة في سوريا من دخول المدينة”.
وطالب المجلس الوطني السوري المعارض من جهته في بيان صدر عنه ليلا “المنظمات الانسانية وعلى رأسها الصليب الأحمر الدولي بالتوجه مباشرة الى حمص والحفة لادخال المواد الطبية والغذائية وتجنب كارثة انسانية كبيرة وشيكة الوقوع”.
ودعا “الشعب السوري وجيشه الحر بالتحرك العاجل لنجدة أهل حمص الأبية والحفة المحاصرة لفك الحصار عنهما”، متهما النظام ب”تنفيذ سياسة التهجير الطائفي”. كما يستمر القصف اليوم على احياء عدة في مدينة حمص ومدن اخرى في المحافظة، بحسب المرصد وناشطين.
وقال المرصد السوري ان حي الخالدية يتعرض منذ الصباح لسقوط قذائف واطلاق نار مصدره “القوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام الحي منذ ايام”. وقتل مواطنان اثر القصف الذي تعرضت له مدينة الرستن صباح اليوم.
وتدور اشتباكات بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين قرب قرية الغنطو في ريف حمص. وقتل ثلاثة مواطنين في ريف القصير اثنان منهم برصاص حاجز قرية ربلة، وثالث في قرية جوسية اثر مداهمة قامت بها قوات الامن.
وكان عشرة اشخاص بينهم طفلة قتلوا بعد منتصف ليل الاثنين في قصف من قوات النظام على مدينة دير الزور في شرق البلاد. وارتفع ليلا عدد القتلى الذين سقطوا في انفجار سيارة مفخخة في شارع الوادي في حي الجورة في المدينة الى اثني عشر، بحسب المرصد.
واعلنت تنسيقية دير الزور ان تفجير السيارة من “صنع النظام”. وقالت في بيان ان الانفجار وقع في مكان من المدينة “لا يبعد سوى أمتار قليلة عن مقر الكتيبة السابعة والأمن العسكري”. وذكرت ان السيارة التي انفجرت ملك شخص “تبين انه معتقل منذ أشهر في فرع الامن العسكري في دير الزور وسيارته مصادرة منذ اعتقاله لدى السلطات الأمنية”.
واحتشد الاف الاشخاص المناهضين لنظام الرئيس بشار الاسد ليلا امام مشفى النور في مدينة دير الزور استنكارا لتفجير السيارة وهتفوا “خاين خاين يا بشار”. كما افاد المرصد عن تعرض بلدة حريتان في محافظة حلب (شمال) لقصف صباح الثلاثاء من القوات النظامية “التي تحاول اقتحامها بعد ان تكبدت خسائر بالارواح والمعدات خلال الايام الفائتة اثر اشتباكات على مداخل البلدة” مع مجموعات مقاتلة معارضة.
وذكرت لجان التنسيق المحلية في بيان ان عددا كبيرا من المنازل تهدم بسبب القصف، وتسجل حركة نزوح للاهالي. ووقعت اشتباكات كذلك فجرا بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية السورية قرب بلدة سراقب في محافظة ادلب (شمال غرب).
وبلغت حصيلة ضحايا اعمال العنف في كل انحاء سوريا الاثنين 111 قتيلا بينهم 79 مدنيا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وتحدث المجلس الوطني عن “تصعيد وسياسة ترويع وارهاب السوريين الى مستوى لم يسبق له مثيل” يقوم به النظام السوري.
إلى ذلك، تعرض ركاب حافلتين كانتا تمران على طريق مدينة القصير- الجوسية المتاخمة للحدود اللبنانية للخطف اليوم الثلاثاء على يد “مجموعة مسلحة”، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا).
وجاء في خبر للوكالة “خطفت مجموعة ارهابية مسلحة اليوم ركاب حافلتين على طريق القصير امانة جمارك جوسية في ريف حمص (وسط)”. واوضحت الوكالة ان “المجموعة الارهابية اعترضت الحافلتين اللتين تقلان مواطنين سوريين عند مفرق قرية الصالحية وانزلت الركاب وخطفتهم باتجاه قرية الجوسية”.
وتنسب السلطات السورية الاضطرابات التي تعيشها البلاد واسفرت عن مقتل اكثر من 14 الف شخص اغلبهم من المدنيين منذ منتصف اذار/مارس 2011 بحسب المرصد السوري، الى “مجموعات ارهابية مسلحة” تتهمها بالسعي لزرع الفوضى في البلاد في اطار “مؤامرة” يدعمها الخارج.
بانيتا: “لا يوجد علاج معجزة” لحل الوضع في سوريا
أكد وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا أن الوضع في سوريا معقد ومأساوي فوق الحد ومن كل النواحي، فيما طالب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بدخول الامم المتحدة الى مدينة الحفة السورية حيث تحدثت المعلومات عن تعرضها لقصف مكثف.
واشنطن: اعلن وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا الاثنين أنه لا يوجد “علاج معجزة” لحل الوضع “المأسَاوي والمعقد” في سوريا.
وفي كلمة امام اعضاء المجلس الاميركي التركي وهو مركز ابحاث يعمل على تعزيز العلاقات بين واشنطن وانقره، قال بانيتا إن “الوضع في سوريا معقد ومأسَاويّ فوق الحد ومن كل النواحي. لا يوجد علاج معجزة”.
واوضح بانيتا أن الرئيس السوري بشار الاسد قام بـ”اعمال عنف مشينة”.
من جهة أخرى، طالب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين بدخول الامم المتحدة الى مدينة الحفة السورية، حيث تحدثت المعلومات عن تعرضها لقصف مكثف واعرب عن قلقه مما دعاه “تكثيفاً خطيراً” للنزاع في سوريا.
وقال بان كي مون في بيان نشره مكتبه إن “عمليات عسكرية مكثفة” قامت بها القوات الحكومية ضد مدينة حمص وأن مروحيات قصفت مدنًا أخرى ما ادى الى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين.
واضاف البيان أن “الامين العام يشير الى اهمية تمكين بعثة المراقبة التابعة للامم المتحدة في سوريا من الدخول الى الحفة في وقت تحدثت فيه معلومات عن حشد قوات حكومية حول المدينة”.
واوضح أن “الامين العام يعرب عن قلقه العميق حيال التكثيف الخطير لاعمال العنف المسلحة في كل سوريا خلال الايام الماضية والخطر الذي يواجهه المدنيون في المناطق التي تتعرض للهجمات”.
الأردن: اجراءات “موقتة” لتقنين دخول السوريين
في سياق آخر، أكد مسؤولون في المجلس الوطني السوري في الأردن، إبلاغهم بتطبيق إجراءات “موقتة” رسمية، تقضي بتشديد دخول اللاجئين السوريين إلى المملكة، ليستمر ذلك حتى الأيام القليلة المقبلة.
وقال مسؤول مكتب الأردن في المجلس الوطني السوري مأمون النقار، لـCNN بالعربية، إن هناك إجراءً أردنياً رسمياً موقتاً بالتشديد على دخول اللاجئين السوريين إلى المملكة، سينتهي خلال أيام.
وأوضح النقار أن القرار “متفهم ومبرر”، وأنه متعلق بالتقاطعات السياسية المتعلقة بالأزمة السورية، مشيراً إلى أنه تم إبلاغه من السلطات الأردنية بذلك.
جاءت تصريحات النقار، عقب أيام من تداول تقارير إعلامية تشير إلى منع دخول سوريين إلى المملكة، فيما اعتبرتها السلطات الأردنية إجراءات متعلقة بأسباب أمنية، نافية في الوقت ذاته صدور قرار بالمنع.
وفي الوقت الذي أكد فيه النقار وجود الإجراء، أشار إلى أنه ليس قراراً يمنع دخول اللاجئين، وأنه ليس “قطعياً”، بل إن هناك حالات يسمح لها بالدخول، مشيراً إلى أن السلطات الأردنية لديها الحق في اتخاذ القرار، على ضوء الأوضاع الأمنية في سوريا، وأشار إلى أن الإجراء ينسحب على المعابر الحدودية المختلفة.
ولفت النقار إلى أن وعوداً تلقاها من المسؤولين الأردنيين بالانتهاء من إجراءات التشديد وتقنين دخول القادمين إلى المملكة من السوريين خلال أيام، رافضاً الإشارة إلى الأعداد التي لم يسمح لها بالدخول.
وتقاطعت تلك التصريحات مع رسالة وجهها لاجئون سوريون، عبر صفحة الهيئة العامة للثورة السورية، إلى المجلس الوطني السوري، ناشدوا خلالها العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، بمنح السوريين تسهيلات بدخول البلاد.
ودعت الرسالة، المروسة بتاريخ الاثنين 11 يونيو/ حزيران الجاري، تحت عنوان “نداء إلى العاهل الأردني”، المجلس الوطني للتواصل مع القيادة الأردنية، لإصدار توجيهات “مباشرة” لاستقبال السوريين، وتأمين العلاج للجرحى والمرضى خاصة، إضافة إلى تسهيل أمور السوريين في الأردن بشكل عام.
وقالت الرسالة: “لكن ما أثار حزننا وأسفنا، ما حدث في الفترة الأخيرة، من عدم استقبال السوريين القادمين إلى الأردن، بعد إعلامهم بأن السوري غير مرغوب فيه في الأردن، ثم إجبارهم على العودة إلى سوريا وغيرها من جهات قدومهم.”
وكان وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة، قد نفى الخميس الماضي، في مؤتمر صحافي، صدور قرار بمنع استقبال اللاجئين السوريين، مشيراً إلى أن هناك حالات لم يسمح لها الدخول لأسباب أمنية، ولوجود شكوك حولها.
وبلغ عدد السوريين القادمين إلى المملكة منذ اندلاع الأزمة السورية، نحو 120 ألفاً، بحسب مصادر رسمية أردنية، فيما رجحت مصادر إغاثية بلوغهم 140 ألفاً، من بينهم 22 ألفاً مسجلين لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين.
من جهته، أشار الناشط والمعارض السوري، الدكتور محمد عناد سليمان، إلى أن السلطات الأردنية تلقت مؤخراً 860 طلباً من لاجئين سوريين مقيمين في أماكن التجمعات الرئيسية للاجئين بالعودة إلى سوريا.
وأكد لـCNN بالعربية أن الطلبات تمت الموافقة عليها من خلال متصرفية مدينة “الرمثا” الحدودية مع سوريا، إلا أن عمليات إعادة السوريين عبر الحدود لا تتجاوز 20 إلى 30 لاجئاً، بسبب الأوضاع الأمنية في سوريا.
ويقيم اللاجئون السوريون في ثلاثة تجمعات رئيسية في مدينة الرمثا الحدودية، فيما يتوزع الآلاف منهم في محافظات البلاد، ومن بينها العاصمة عمان، لدى أقاربهم، وفي الإسكانات الإيوائية التابعة للجمعيات الخيرية المحلية.
“الوطني السوري” يتهم النظام باعتماد سياسة تهجير على أسس طائفية
أ. ف. ب.
عبرت واشنطن عن خشيتها من تكرار مجزرة الحولة بعد إقدام النظام السوري على استخدام الأسلحة الثقيلة في قمع التظاهرات المناوئة له، هذا في وقت قال المجلس الوطني السوري إن النظام يعتمد سياسة تهجير على أسس طائفية.
بيروت: اتهم المجلس الوطني السوري المعارض الاثنين النظام السوري باعتماد “سياسة تهجير قسري على أسس طائفية”.
وجاء في بيان صادر عن المجلس الوطني: ” مطمئناً إلى ضعف وتردد الموقف العربي والدولي، يتمادى النظام السوري في تصعيد سياسة ترويع وإرهاب السوريين إلى مستوى لم يسبق له مثيل منذ إنطلاق الثورة السورية المباركة، ويخص مدن حمص والحفة ومحافظات إدلب وحماة ودمشق ودرعا بأبشع أنواع التنكيل الوحشي لتنفيذ سياسة تهجير قسري على أسس طائفية”.
واضاف البيان أن “النظام المجرم بسلاح الجو والمدفعية والدبابات، وبمشاركة حشد من آلاف الجنود، يحاصر مدينة حمص، ويخص بالتدمير المنهجي قلب المدينة القديمة وأحياء الخالدية وجورة الشياح والقصور والقرابيص”، كما اتهم القوات السورية بـ”الطلب من السكان مغادرة بيوتهم واحيائهم في مسعى واضح لافراغ حمص من سكانها كليًا”.
وتابع البيان: “نطلب من السيد انان تحديد وقت لوصول المراقبين إلى حمص القديمة والخالدية وجورة الشياح والقصور والقرابيص والحفة، ورفع صوته بطلب حماية المراقبين بقوة دولية وبقرارات ملزمة تحت الفصل السابع”.
كما دعا المجلس الوطني في بيانه “الشعب السوري وجيشه الحر الى التحرك العاجل لنجدة أهل حمص الأبية والحفة المحاصرة، لفك الحصار عنهما وتشتيت عصابات النظام وردعها عن الإستمرار في تنفيذ سياسة التهجير الطائفي”.
واعربت بعثة مراقبي الامم المتحدة في سوريا الاثنين عن قلقها إزاء تصاعد العنف في مدينة حمص، مشيرة الى أنها بصدد التفاوض لإجلاء المدنيين.
وذكرت البعثة في بيان لها أنه “يمكن سماع دوي القصف بالمدفعية الثقيلة وإطلاق النار من اسلحة رشاشة ورؤيتها فوق حي الخالدية في وسط المدينة”.
كما تلقت البعثة “تقارير عن حصار عدد كبير من المدنيين، بمن فيهم نساء واطفال، داخل مدينة” حمص، مشيرة الى أنها “تحاول التوسط من اجل اجلائهم”.
اعربت الولايات المتحدة الاثنين عن قلقها من أن يكون النظام السوري يستعد لارتكاب مجزرة جديدة اثر معلومات عن استخدام قذائف الهاون والمروحيات والدبابات في مدينة الحفة في محافظة اللاذقية في غرب البلاد.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند للصحافيين إن “الولايات المتحدة تنضم الى (الموفد الدولي) كوفي انان للتعبير عن قلقها حيال المعلومات التي تصل من سوريا وتتحدث عن استعداد النظام لمجزرة جديدة”.
واضافت نولاند “نحرص على تذكير الضباط السوريين بإحدى العبر التي تعلمناها في البوسنة: المجتمع الدولي يستطيع تحديد الوحدات المسؤولة عن الجرائم ضد الانسانية وستحاسبون جميعًا عن اعمالكم”.
وتساءلت “أي حكومة يمكنها أن تستخدم مروحيات عمدًا وتطلق منها النار على شعبها اذا لم تكن يائسة؟ اي حكومة تعول على عصابة من المجرمين داخل شاحنات اذا لم تكن يائسة؟”.
لكن نولاند استبعدت مجددًا تدخلاً عسكريًا اميركيًا في سوريا، وقالت “نحن قلقون من أن يؤدي تدخل قوات اجنبية في هذا النزاع الذي يكاد يصبح حربًا اهلية، كما يقول الجميع، الى تحويله حربًا بالوكالة”.
وقد قتل 87 شخصًا في اعمال عنف واشتباكات دارت الاثنين في مناطق مختلفة من سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي افاد عن تجدد القصف على مدن تحاصرها قوات النظام في محافظتي حمص (وسط) واللاذقية (غرب).
والقتلى هم 57 مدنيًا و23 من قوات النظام وسبعة من العناصر المنشقة والمقاتلين المعارضين.
ولفت بعد الظهر تصاعد حدة العمليات العسكرية في عدد من قرى محافظة ادلب (شمال غرب).
وقال المرصد في بيان له: “استشهد عشرة مواطنين اثر اطلاق نار في منطقة شاغوريت واللج في سهل الغاب (ادلب) التي تشهد عمليات عسكرية تنفذها القوات النظامية السورية”.
في المقابل، افادت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا” عن “تعرض مواطنين وقوات حفظ النظام في عدد من قرى جبل الزاوية التابعة لريف ادلب لاعتداءات وهجمات متكررة من المجموعات الارهابية المسلحة”، ما دفع “الاجهزة المختصة الى التدخل والاشتباك مع هذه المجموعات”.
واشارت الوكالة الى أن الاشتباكات “اسفرت عن مقتل العشرات من الارهابيين”.
كما قتل 12 شخصًا في عمليات قصف واطلاق رصاص في مناطق اخرى من ادلب.
وسجل قصف صباحًا على مدينة الرستن في محافظة حمص المحاصرة منذ اشهر، والتي تشكل احد معاقل الجيش السوري الحر، وقد تسبب القصف بمقتل اربعة اشخاص بينهم طفلة.
ويستمر منذ الصباح القصف على حي جورة الشياح في مدينة حمص، واشار المرصد الى أن القوات النظامية السورية “تحاول اقتحام الحي وحي الخالدية واحياء اخرى في المدينة”.
ومنذ سقوط حي بابا عمرو في حمص في الاول من آذار/مارس، تتعرض احياء عدة في المدينة لقصف يعنف حينًا ويتراجع احيانًا، بينما نزح معظم سكان هذه الاحياء.
واستأنفت قوات النظام الاثنين القصف على مدينة الحفة والقرى المجاورة لها في محافظة اللاذقية (غرب)، ما تسبب بمقتل ثلاثة مدنيين واصابة 16 آخرين بجروح. وجرت اشتباكات بين المعارضين والقوات النظامية السورية على مشارف المنطقة.
وتتعرض الحفة للقصف منذ ستة ايام على التوالي، وهي منطقة وعرة تقع قرب الحدود السورية الشمالية الغربية مع تركيا، ويتحصن فيها عدد كبير من المنشقين.
وقالت الناشطة سيما نصار من اللاذقية لوكالة فرانس برس إن الوضع في منطقة الحفة سيىء جدًا، مشيرة الى وجود طبيب واحد في المنطقة، والى أن “غالبية السكان البالغ عددهم ثلاثين الفًا نزحوا” من المنطقة.
في محافظة دير الزور (شرق)، قال المرصد إن خمسة اشخاص بينهم عسكري منشق، قتلوا في قصف تعرضت له بلدة العشارة من القوات النظامية السورية، وذلك بعد اشتباكات عنيفة دارت فجرًا بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين واسفرت عن مقتل ما لا يقل عن ستة عناصر من القوات النظامية.
كذلك، انفجرت سيارة مفخخة مساء الاثنين في شارع الوادي في حي الجورة في مدينة دير الزور ما ادى الى مقتل عشرة مدنيين، وفق المرصد.
وفي محافظة حماة (وسط)، قتل ثلاثة مدنيين على الاقل وعسكري في عملية عسكرية تنفذها القوات النظامية في قرى قسطون وشاغوريت واللج في الريف.
وفي العاصمة دمشق، انفجرت عبوة ناسفة وضعت في اسفل سيارة في حي برزة اسفرت عن مصرع شخص، ولم يتبين ما اذا كانت السيارة عسكرية أو مدنية، بحسب المرصد.
وقالت وكالة الانباء الرسمية “سانا” إن القتيل عنصر من الجيش، متهمة “مجموعة ارهابية مسلحة” بوضع عبوتين بسيارتين في حي برزة.
وفي ريف دمشق، اغتيل مسؤول بعثي محلي في مدينة داريا بعد منتصف ليل الاحد الاثنين اثر اطلاق الرصاص عليه من مسلحين مجهولين، بحسب المرصد.
كما قتل 12 شخصًا في اعمال عنف متفرقة.
وتحدثت سانا من جهتها عن اشتباكات مع “مجموعات ارهابية مسلحة” في انحاء مختلفة من البلاد.
وذكرت أن “مجموعة ارهابية مسلحة” اقدمت فجر الاثنين على تفجير خط للغاز بواسطة عبوة ناسفة، ما اسفر عن تسرب 400 الف متر مكعب من الغاز.
“الشبيحة” أو “كتائب الموت”… في خدمة النظام السوري
أ. ف. ب.
منذ بدء الاضطرابات في سوريا، توّجه الى “الشبيحة” اتهامات بارتكاب اكثر المجازر وحشية، ويقول محللون وخبراء إن هؤلاء أداة في يد النظام لتنفيذ “الاعمال القذرة” التي لا يقر بمسؤوليته عنها.
بيروت: رغم عدم وجود اثباتات دامغة على مشاركة هذه المجموعات، التي تسمى “شبيحة”، في حملة القمع المنظمة في البلاد للانتفاضة الشعبية المستمرة منذ منتصف آذار/مارس 2011، فقد عبر مسؤولون في الامم المتحدة عن “شكوك قوية” في تورط افراد من الشبيحة في مجزرة الحولة في محافظة حمص التي قتل فيها في 25 ايار/مايو 108 أشخاص بينهم 49 طفلاً.
ونفى نظام الرئيس بشار الاسد أي علاقة له بهذه المجزرة التي نسبها الى “مجموعات ارهابية مسلحة”.
ويقول مدير مركز “غريمو” الفرنسي للابحاث فابريس بالانش لوكالة فرانس برس إن “الشبيحة هم الاشخاص الذين يتم استخدامهم للقيام بالاعمال القذرة. ويمكن للحكومة أن تقول بعد ذلك “لست انا من فعل هذا، لست مسؤولة”.
ويرى مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن من جهته أن “الشبيحة يستخدمون من اجل تبرئة النظام عندما ترتكب المجازر”.
ويثير اسم “الشبيحة” الرعب في نفوس السوريين، وهم اجمالاً بلباس مدني ومسلحون، وتتراوح الاتهامات الموجهة اليهم بين “الاعتقالات العشوائية” و”الاعدامات الميدانية” وعمليات التعذيب.
الشبيحة في سوريا … العصا الغليظة لبشّار الأسد
ويقول محلل في دمشق لوكالة فرانس برس طالبًا عدم الكشف عن اسمه “منذ 15 شهرًا، لا يغض النظام النظر فحسب عن ظاهرة الشبيحة، بل يستغلها، ما يساهم الى حد بعيد في المزيد من الاهتراء”.
ويقول بالانش: “الامر يشبه الوضع في اميركا اللاتينية حيث كانت تنتشر “كتائب الموت”. إنها وسيلة ايضًا لترهيب الناس”.
وتعود كلمة “شبيحة” المشتقة من كلمة “شبح” الى الثمانينات. وقد استخدمت اولا في اللاذقية (غرب) من اجل الدلالة على مجموعة من المهربين عرفوا بتنقلهم بواسطة سيارات المرسيدس المعروفة بـ”الشبح”، وكانوا، بحسب ما يفيد ناشطون، يحظون بغطاء من مقربين من عائلة الاسد.
وظهروا مع بداية الحركة الاحتجاجية في سوريا وكانوا يشاركون في قمع المتظاهرين.
ويقول بالانش إن الشبيحة “هم خصوصًا شبان من دون عمل يقطنون الضواحي، يتم تقديم المال لهم وبندقية كلاشينكوف”، فيعتبرون أنهم “يملكون السلطة المطلقة”.
ويقول الناشط من مدينة حماة في وسط سوريا داني الحموي لوكالة فرانس برس إن النظام يلجأ الى الشبيحة ليوفر على الجيش التورط في جرائم كبيرة والحؤول دون حصول انشقاقات بالجملة. ويوضح أن “ضابطًا أو عنصرًا يمكن أن يرفض تنفيذ الاوامر، لكن الشبيح يبقى وفيًا حتى النهاية”.
وتظهر مقاطع فيديو عدة منشورة على شبكة الانترنت رجالاً بلباس مدني يحملون العصي والرشاشات ويعتدون على متظاهرين، أو تجمعات لشبان يتظاهرون وهم يهتفون “شبيحة للابد، كرمال عينك يا اسد”.
ولا يمكن لوكالة فرانس برس التحقق بنفسها من التقارير حول “الشبيحة”، بسبب القيود التي تفرضها السلطات السورية على عمل الصحافيين.
ويقدر المرصد السوري لحقوق الانسان عدد الشبيحة بحوالي ستة آلاف، مشيرًا الى أن بعضهم تم دمجه بأجهزة امنية.
وغالبية هؤلاء ينتمون الى الطائفة العلوية، لذلك في ذهنهم أن الدفاع عن النظام يعني الدفاع عن وجودهم، علمًا أن العلويين في البلاد ومنهم الرئيس بشار الاسد يشكلون اقلية.
في الحولة ذات الغالبية السنية، اتهم ناشطون معارضون للنظام “شبيحة” قدموا من قرى علوية مجاورة، بارتكاب المجزرة المروعة.
ويقول بالانش إن الشبيحة “هم المدافعون الاكبر عن النظام”، مشيرًا الى أن “العلويين يخشون اكثر من كل شيء انتقامًا سنيًا” بعد سقوط النظام.
وبعد أن كانوا متورطين في مجرد القمع، باتت اليوم تنسب اليهم تجاوزات لا تحصى، ابرزها تنفيذ المجازر.
ويقول الناشط عمر شاكر من مدينة حمص إن “النظام كان في السابق يدفع لهؤلاء رواتب شهرية. مع الازمة الاقتصادية، اعطاهم الضوء الاخضر من اجل نهب الاحياء”.
ويقول رامي عبد الرحمن إن هناك “قسمًا من الشبيحة يسمى “الجراد”، ومهمته الدخول بعد العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات النظامية الى المنازل التي تركها اصحابها ونهبها، فلا يتركون شيئًا في البيت”.
ويوضح عبد الرحمن أن “الشبيحة ينتشرون بشكل حصري في الساحل السوري ومحافظة حمص، أي المناطق ذات الاختلاط الطائفي”، الا أن الناس “باتوا يطلقون هذه التسمية على كل المسلحين الموالين للنظام الذين يقومون بتجاوزات وانتهاكات في أي منطقة”.
ويتوقف الخبير المقيم في دمشق عند تزايد اعمال الخطف والسرقات، مرجحًا أن يكون الشبيحة متورطين فيها.
ويقول “في حلب مثلا في شمال البلاد، كان الاتفاق بين النظام والشبيحة: تحرصون على عدم حصول تظاهرات، في المقابل، تفعلون ما تشاؤون. وقد ساهم هذا في جعل حلب تنقلب ضد النظام” بعد أن ظلت لفترة طويلة في منأى عن الحركة الاحتجاجية.
ويرى المحلل أن الخطر الاكبر هو في أن يفقد النظام السيطرة “على “هذا الوحش” الذي صنعه بنفسه”.
المعارضة السورية تدعو الى تظاهرات الاربعاء امام السفارات الروسية
أ. ف. ب
بيروت: دعا المجلس الوطني السوري المعارض السوريين واصدقاء الشعب السوري في العالم الى التظاهر غدا الاربعاء امام السفارات والممثليات الروسية احتجاجا على موقف روسيا المؤيد ل”نظام القتل والاجرام في سوريا”.
ودعا المجلس في بيان صدر فجر الثلاثاء “المواطنين السوريين واصدقاء واشقاء الشعب السوري في جميع دول العالم الى التظاهر السلمي الاربعاء الساعة الرابعة بتوقيت سوريا (13,00 ت غ) امام القنصليات والسفارات والممثليات الروسية حيثما وجدت في دول العالم”.
واشار الى ان الهدف من الدعوة “التعبير عن الغضب الشديد من الموقف الروسي الرسمي الذي يؤيد نظام القتل والاجرام في سوريا، ويقدم الحماية الدولية والغطاء السياسي له للاستمرار في قمع الشعب السوري وارتكاب افظع الجرائم في حق ابنائه”.
كما طلب المجلس من “اهل سوريا جميعا، من كافة المشارب والفعاليات الاقتصادية والمهنية، الانضمام الى الثورة السورية عبر المشاركة في التظاهرات والاعتصامات والاضراب عن العمل وصولا الى العصيان المدني”.
وجدد دعوة “الجنود والضباط الى رفض تنفيذ اوامر القتل والتعذيب والحصار والانضمام الى الجيش السوري الحر”.
وتاتي هذه الدعوة بعد ما وصفه المجلس في بيان سابق الاثنين ب”تمادي النظام في تصعيد سياسة ترويع وارهاب السوريين الى مستوى لم يسبق له مثيل منذ انطلاق الثورة السورية”.
وجاء ذلك تعليقا على حملات القصف المدفعي بمشاركة المروحيات احيانا والعمليات العسكرية التي تنفذها قوات النظام منذ اشهر في مدن عدة من محافظة حمص (وسط) ومنذ اسبوع في مدينة الحفة في محافظة اللاذقية (غرب) والتي اوقعت عشرات القتلى. كما يأتي بعد سلسلة مجازر اتهمت المعارضة النظام بها وحصدت مئات القتلى.
وينسب النظام السوري المجازر ومحاولات زعزعة الاستقرار ل”مجموعات ارهابية مسلحة”. وترفض موسكو التي تتمتع بحق النقض (فيتو) في مجلس الامن الدولي صدور قرار دولي يدين النظام في سوريا او يفرض عليه عقوبات، ما يحول دون اتخاذ المجتمع الدولي اجراءات حازمة في الازمة السورية.
ويطالب المجلس الوطني بصدور قرار عن مجلس الامن تحت الفصل السابع الملزم من ميثاق الامم المتحدة الذي يتيح استخدام القوة من اجل وضع حد للقمع الذي يمارسه النظام في مواجهة الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الاسد.
وقتل في سوريا منذ منتصف آذار/مارس 2011 اكثر من 14100 شخص غالبيتهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
أنان يامل في عقد اجتماع قريبًا لمجموعة اتصال حول سوريا
من جهته يامل الموفد الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان في عقد اجتماع قريبًا لمجموعة اتصال حول سوريا، على ما اعلن المتحدث باسمه احمد فوزي الثلاثاء في جنيف.
وقال المتحدث “نامل في ان يعقد مثل هذا الاجتماع قريبا، ان كوفي انان متشجع بموقف الروس، والعمل الدبلوماسي يتكثف”. واضاف ان “هدف مثل هذه المجموعة هو اقناع الاطراف في سوريا بتنفيذ خطة انان وليس وضع خطة اخرى”.
وتابع “نعتمد على كل الاطراف التي لديها نفوذ لكي تمارس ضغطا على كل الاطراف” بهدف ايجاد حل سياسي للازمة السورية. وقال ان عقد مثل هذا الاجتماع وموعده وكذلك لائحة المشاركين فيه “لا يزال يجب تحديدها”. واضاف ان “المشكلة الرئيسية هي تطبيق خطة انان”.
واوضح ان تصعيد العنف في الايام الماضية “غير مقبول على الاطلاق، ويجب ان يتوقف، ولذلك طلب كوفي انان من كل الحكومات التي لديها نفوذ ان تزيد ضغطها وان تحمل كل الاطراف المتحاربة على الوصول الى ذلك”. وخلص الى القول ان “طرف النزاع الابرز يجب ان يوجه رسالة قوية لانهاء العنف وفي الوضع الراهن، هو الحكومة السورية”.
المروحيات تقصف مدنا سورية.. والمراقبون شهود
أنان قلق وواشنطن تحذر من مجزرة جديدة * سيدا لـ«الشرق الأوسط»: ندعو الأسد للتنحي لنائبه
بيروت: ليال أبو رحال وكارولين عاكوم واشنطن: هبة القدسي
صعّدت قوات الأمن السورية من عملياتها العسكرية أمس، مستهدفة عددا من المدن بالصواريخ والراجمات، فيما قامت بعثة المراقبين الدوليين في سوريا أمس بإبلاغ الأمم المتحدة – كشهود عيان للمرة الأولى – عن وقوع هجمات بطائرات هليكوبتر على بلدتين تسيطر عليهما المعارضة شمال مدينة حمص. وقالت المتحدثة باسم بعثة المراقبين سوزان غوشة في بيان أمس «أبلغ مراقبو الأمم المتحدة عن وقوع معارك عنيفة في الرستن وتلبيسة إلى الشمال من المدينة (حمص)، استخدم فيها القصف بقذائف مورتر وإطلاق نار من طائرات هليكوبتر ومدافع رشاشة وأسلحة صغيرة». وتعد تصريحات غوشة الأولى التي يبلغ فيها المراقبون عن استخدام تلك الطائرات في الصراع.
وأبدى المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدولة العربية كوفي أنان قلقه جراء تلك التطورات, قائلا في بيان أمس، إنه قلق بشكل خاص حول القصف الأخير في حمص، والتقارير التي تتحدث عن استخدام الطائرات الهليكوبتر ومدافع الهاون والدبابات في مدينة النبطية والحفة باللاذقية وطالب بدخول المراقبين الدوليين الى الحفة.
كما اعربت الولايات المتحدة عن قلقهامن ان يكون النظام السوري يستعد لارتكاب مجزرة جديدة في الحفة، حسب ما قالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند للصحافيين أمس.
وفي العاصمة دمشق، ذكرت لجان التنسيق أن «اشتباكات عنيفة وقعت بين الجيش الحر وجيش النظام في برزة، أدت إلى سقوط عدد من الجرحى». وقالت إن «انفجارات من مضادات الطيران هزت الحي في ساعات بعد الظهر».
من جهته، طالب رئيس المجلس الوطني السوري الجديد عبد الباسط سيدا لـ«الشرق الأوسط» بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد لصالح نائبه حسب ما تنص مبادرة أنان، مضيفا انه يمكن الاستفادة من النموذج اليمني في نقاط معينة تحدّد وتدرس لاحقا.
الغرب يبحث المبادرة الروسية بشأن سوريا.. وإيران أكبر أسباب الارتباك
لافروف يبحث الأزمة في طهران غدا.. وباريس تتشاور مع موسكو وشركائها الدوليين.. وأنان يراها إيجابية
باريس: ميشال أبو نجم موسكو: سامي عمارة واشنطن: هبة القدسي
في أعقاب إعلانه عن ضرورة مشاركة إيران في المؤتمر الدولي الذي تقترحه موسكو حول الشأن السوري، أعلنت موسكو رسميا أن وزير الخارجية الروسي سوف يقوم غدا بزيارة قصيرة لطهران. وأعلنت فرنسا أنها بصدد إجراء «اتصالات جديدة مع روسيا هذا الأسبوع»، بينما ما زالت تتشاور مع شركائها الغربيين حول المبادرة الروسية.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان أصدرته أمس بهذا الشأن إن الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ستكون في صدارة جدول أعمال زيارة سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي للعاصمة الإيرانية. وأشارت إلى أن الجزء الأعظم من مباحثات الوزير الروسي في طهران «سيتركز حول التغيرات الجارية في العالم العربي وتطورات الأحداث في سوريا».
وأشارت مصادر الخارجية الروسية إلى أن «المهمة الأكثر إلحاحا في الوقت الراهن تتمثل في دعم تنفيذ خطة كوفي أنان، مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، وإزالة العقبات التي تعرقل تطبيق الخطة».
ونقلت وكالة أنباء «ايتار تاس» عن مصادر في الخارجية الروسية قولها إن «لافروف سيبحث في هذا السياق المبادرة الروسية الخاصة بعقد مؤتمر دولي حول سوريا بمشاركة عدد من دول الجوار ودول أخرى قادرة على التأثير في أطراف الأزمة السورية بما في ذلك إيران». وقالت إنه لا يمكن الاستفادة من التأثيرات الدولية البناءة على الوضع في سوريا بشكل كامل، من دون المشاركة الإيرانية في هذه الجهود الرامية إلى إيجاد السبل اللازمة للخروج من المأزق الراهن.
وأضافت المصادر أن «موسكو تراقب عن كثب تطورات الأوضاع في المنطقة، وتشير إلى ضرورة تنفيذ الإصلاحات والتغييرات في دول المنطقة بطرق سلمية عبر الحوار الوطني وفي إطار دساتير هذه الدول». وشدد على أن «نشر النموذج الليبي في ما يتعلق بتغيير النظام في الدول الأخرى التي تجري فيها أحداث ثورية، أمر غير مقبول».
وتفيد مصادر دبلوماسية غربية بأن «المشروع الروسي هو في الواقع فكرة المبعوث الدولي – العربي كوفي أنان التي عرضها على عدد من المسؤولين وبينهم الوزير لافروف، لكن موسكو عجلت في طرحها الأسبوع الماضي على أنها فكرة روسية». ولاحظ المراقبون أن هناك «قرابة» قوية بين ما يقترحه أنان من إنشاء «مجموعة اتصال» وما تقترحه موسكو كـ«مؤتمر دولي» لجهة تعيين الأطراف المشاركة أو الغرض من المؤتمر أو من المجموعة، وهو المساعدة على تطبيق خطة أنان ذات النقاط الست.
وفي الحالتين، تدخل إيران على الخط لكونها «بلدا مؤثرا» في الوضع في سوريا. وتلاحظ هذه المصادر أن الخطة الروسية جاءت قبل أن يبدأ مجلس الأمن مشاوراته الجديدة بشأن سوريا، التي يريد العرب والغربيون منها وضع الخطة المذكورة تحت الفصل السابع وربما التوصل إلى فرض عقوبات اقتصادية دولية على النظام السوري.
وترى أكثر من جهة أن إقحام إيران في البحث عن حل يثير إرباك الدبلوماسيات الغربية، إذ سارع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مساء الأربعاء الماضي عقب الاجتماع الوزاري حول سوريا في إسطنبول إلى اعتبار أن «لا مجال أبدا» أمام إشراك إيران في مسار كهذا. وذهب نظيره البريطاني وليم هيغ وكذلك الوزيرة الأميركية هيلاري كلينتون في الاتجاه نفسه. لكن فابيوس كان الأكثر حسما في التعبير عن رفض مشاركة طهران.
وفي غضون ذلك قالت وزارة الخارجية الفرنسية أمس إن فرنسا ستجري «هذا الأسبوع اتصالات جديدة مع روسيا» حول الدعوة التي وجهتها موسكو لعقد مؤتمر دولي حول سوريا بمشاركة إيران. وقال فانسان فلورياني أحد الناطقين باسم الوزارة في لقاء مع صحافيين: «نتشاور مع شركائنا في الأسرة الدولية الذين يدعمون تطبيقا فعليا لخطة النقاط الست التي قدمها الموفد المشترك كوفي أنان بهدف انتقال ديمقراطي يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري».
وتجزم باريس بأنه سيكون من الصعب إشراك إيران، التي تنظر إليها على أنها «جزء من آلة القمع السورية وبالتالي كيف يمكن النظر إليها على أنها عامل يمكن أن يساعد على الحل؟». فضلا عن ذلك، فإن باريس ومعها واشنطن ولندن وبرلين (وهي عواصم مشاركة في المفاوضات مع إيران حول برنامجها النووي في إطار مجموعة 5+1) تريد أن تتحاشى الخلط بين المفاوضات النووية من جهة، والموضوع السوري من جهة أخرى، إذ كيف يمكن أن تكون هذه العواصم ساعية لزيادة الضغوط من كل نوع على طهران من جانب، والسعي للتعاون معها من جانب آخر؟
أما العامل الأخير فيتمثل في «الثمن» الذي يمكن أن تطلبه إيران مقابل تعاونها في الموضوع السوري إذا ما كانت ليها «رغبة حقيقية» في التعاون، وهل سيكون في الملف النووي أو في ما يخص مصالحها الإقليمية؟ ثم ما الجهة التي تستطيع الاستجابة للمطالب الإيرانية، التي لا يمكن أن تكون سوى الولايات المتحدة الأميركية المشغولة اليوم (وحتى الخريف القادم) بانتخاباتها الرئاسة؟
ولا تستبعد المصادر الغربية أن تكون الدعوة الروسية تستهدف تعطيل اجتماع أصدقاء الشعب السوري الذي دعت إليه باريس في 6 يوليو (تموز) القادم. وقالت المصادر الفرنسية إن الخارجية الفرنسية ستوجه الدعوة إلى موسكو (وبكين) من أجل المشاركة فيه، غير أنها تستبعد استجابة العاصمتين المذكورتين.
كما أن المصادر ذاتها لا تستبعد، في السياق عينه، أن يكون غرض روسيا «إرباك» الغربيين وجذب الغطاء إليها بحيث تظهر بمظهر الجهة الوحيدة القادرة على «إحداث» اختراق ما في الملف السوري المشتعل منذ 15 شهرا، لكن ثمة قراءة أخرى «متفائلة» للموقف الروسي، حيث ترى بعض الدوائر الأوروبية أن موسكو بحاجة إلى «إطار» يسمح لها – أخيرا – بإحداث التحول الذي تريده في سياستها إزاء النظام السوري، حيث تزايدت المؤشرات الصادرة عنها باستعدادها للتخلي عن الرئيس الأسد، ولكن «ضمن شروط». وأول هذه الشروط، وفق المصادر الأوروبية، أن يتم في «إطار منظم»، وأن يوفر «الضمانات» للمصالح الروسية الأساسية في سوريا والمنطقة بشكل عام، وأن يطمئن الروس إلى أن بلادهم لن تتأثر بتصاعد الموجة الأصولية في المنطقة.
وقبل نحو الشهر كانت المصادر الدبلوماسية الفرنسية تتساءل عما إذا كانت موسكو تعتبر أن «زمن التفاوض» قد حان. وجواب هذه المصادر اليوم أن الجانب الروسي «يدرس الوضع عن قرب ليرى أين تكمن مصالحه الحقيقية، خصوصا بعد علامات الضياع التي بدأت تظهر على أداء النظام السوري».
إلى ذلك، دعا وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، في إفادة نشرتها وزارة الخارجية البريطانية أمس، إلى العمل على 3 محاور لحل الأزمة السورية؛ الأول تطبيق خطة المبعوث الدولي كوفي أنان بالتنسيق مع الشركاء الأوروبيين وتنفيذ خارطة الطريق التي اتفق عليها دوليا لإيقاف العنف. وثانيا زيادة الضغوط على النظام السوري وعزله، والثالث ضمان تحقيق العدالة والمساءلة وتقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري. وجدد هيغ تحذيراته من أن سوريا على حافة حرب أهلية، ومن سقوط المزيد من المدنيين ووقوع كارثة إنسانية وحصول مزيد من خروقات في حقوق الإنسان على مستوى أكبر.
وأشار هيغ إلى المقترح الروسي بعقد مؤتمر دولي حول سوريا، وقال إن لقاء كهذا يجب أن يعطي الزخم لخطة أنان، مؤكدا أن الاجتماع يجب أن يؤدي إلى «تغيير على الأرض لا أن يكون فرصة أخرى للنظام لكسب مزيد من الوقت لقتل المزيد من الأبرياء». وأضاف أن «من وجهة نظرنا فإن أي اجتماع يحتاج إلى أن يبنى على مفهوم مشترك بأن يؤدي إلى انتقال سياسي، يجب أن يتضمن خطوات حقيقية لتنفيذ خطة أنان وأن يضم الدول التي التزمت بأن تكون جزءا من الحل في سوريا»، في تأكيد لرفض بلاده مقترح موسكو بإشراك إيران في المؤتمر.
وفي سياق متصل، أعلن مسؤول تركي لوكالة الصحافة الفرنسية أمس أن أنقرة تدرس الاقتراح الروسي بعقد مؤتمر دولي حول سوريا لإنقاذ خطة أنان. وقال المسؤول طالبا عدم الكشف عن اسمه إن «موفدا من السفارة الروسية في أنقرة أطلعنا على هذا الاقتراح الأسبوع الماضي ونقوم حاليا بدراسته».
واتهمت تركيا مرارا النظام السوري باستخدام خطة الموفد الدولي والعربي كوفي أنان لكسب الوقت ومواصلة قمع المعارضة. واتصل وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو هاتفيا أمس بأنان، وتباحثا في الوضع في سوريا، بحسب ما أضاف المسؤول التركي، من دون أن يعطي تفاصيل حول ما دار خلال هذا الاتصال.
من جهة أخرى، وبينما تحفظت واشنطن على الدعوة الروسية لعقد مؤتمر دولي لبحث الأزمة في سوريا وتشارك فيه إيران، أكد أحمد فوزي، المتحدث باسم أنان، أنه يرى في الدعوة الروسية لعقد مؤتمر تطورا إيجابيا في الموقف الروسي.
وقال فوزي في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان لديه استعداد للمشاركة في المؤتمر الدولي الذي دعت إليه روسيا، ويرى فيه تطورا إيجابيا في الموقف الروسي، مطالبا بالاستعداد الجيد لهذا المؤتمر.
وحول مشاركة إيران في المؤتمر وتحفظ الجانب الأميركي على ذلك، قال فوزي: «من المهم إشراك جميع اللاعبين الرئيسيين في مناقشة القضية السورية»، وأوضح أن أنان لا يزال متمسكا بالأمل في قدرة خطته المكونة من ست نقاط على تحقيق أهدافها في إنهاء الأزمة السورية، مؤكدا أن تجنب اندلاع حرب أهلية في سوريا ليست عملية مفتوحة، وأنه حان الوقت للقيام بتصرف سريع لتجنب ذلك.
كانت الولايات المتحدة قد استنكرت دعوة إيران في مؤتمر لمناقشة القضية السورية واعتبرتها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون فكرة سخيفة، بينما تعجبت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس «من دعوة دولة (إيران) لتقوم بمساندة النظام السوري في قمع المعارضة» وارتكاب أعمال عنف على أرض الواقع، واعتبرتها جزءا من المشكلة، وقالت: «نعتقد أن إيران لم تظهر حتى الآن استعداها لمساهمة بناءة في إيجاد حل سياسي سلمي».
وبالعودة إلى تصريحات وزارة الخارجية الروسية، يتوقع أن يبحث لافروف أيضا مع الجانب الإيراني خلال زيارته المرتقبة إلى طهران الملف النووي الإيراني قبيل انعقاد اجتماع مجموعة 5+1 (الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) مع الجانب الإيراني في موسكو في 18 – 19 يونيو (حزيران) الحالي. وقالت مصادر الخارجية الروسية إن «روسيا تدعو دائما إلى البحث عن حل للقضايا العالقة المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني عبر الأساليب السياسية والدبلوماسية فقط، وعلى أساس الاحترام المتبادل»، وأعربت عن أملها في أن يسفر الاجتماع المرتقب عن حوار بناء، وإن أشارت إلى أنها تدرك «أن الأطراف لن تتوصل إلى حل لجميع المسائل العالقة».
ومن المنتظر أن يشارك في مؤتمر موسكو كل من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وسعيد جليلي أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران ومسؤول ملف المفاوضات حول الملف النووي لبلاده.
وأضافت مصادر الخارجية الروسية أن لافروف سيتناول مع الجانب الإيراني كذلك خلال زيارته إلى طهران المسائل المتعلقة بجوانب التسوية الشرق أوسطية والمصالحة الفلسطينية. وأشار إلى أن تسوية قضية الشرق الأوسط على أساس القانون الدولي ومبدأ الدولتين ستساهم في تطبيع الأوضاع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
مروحيات وراجمات صواريخ تقصف الحفة.. والمراقبون «شهود» للمرة الأولى في الرستن وتلبيسة
تصعيد العمليات العسكرية في حمص وإدلب ودير الزور.. وقصف المنازل والمشفى الميداني في برزة بدمشق
بيروت: ليال أبو رحال
صعّدت قوات الأمن السورية من عملياتها العسكرية أمس، مستهدفة بشكل خاص أحياء مدينة حمص وجوارها وريف دمشق وريف حماه ودير الزور بقذائف المدفعية والأسلحة الرشاشة، بالتزامن مع مواصلة حصارها وقصفها لمدينة الحفة في ريف اللاذقية. وأحصت لجان التنسيق المحلية في حصيلة أولية عصر أمس مقتل 89 شخصا على الأقل، معظمهم في إدلب ودير الزور وحماه، بينما قامت بعثة المراقبين الدوليين في سوريا أمس بإبلاغ الأمم المتحدة – كشهود عيان للمرة الأولى – عن وقوع هجمات بطائرات هليكوبتر على بلدتين تسيطر عليهما المعارضة شمالي مدينة حمص.
وقالت المتحدثة باسم بعثة المراقبين سوزان غوشة في بيان أمس: «أبلغ مراقبو الأمم المتحدة عن وقوع معارك عنيفة في الرستن وتلبيسة إلى الشمال من المدينة (حمص)، استخدم فيها القصف بقذائف مورتر وإطلاق نار من طائرات هليكوبتر ومدافع رشاشة وأسلحة صغيرة».
وقال نشطاء سوريون أكثر من مرة إن الجيش السوري يستخدم طائرات هليكوبتر في الهجوم على أهداف للمعارضة المسلحة، لكن تصريحات غوشة كانت أول مرة يبلغ فيها المراقبون عن استخدام تلك الطائرات في الصراع.
كما لم يحل توجه المراقبين إلى العاصمة دمشق دون مواصلة استهداف أحياء منها، وذكرت لجان التنسيق أن حاجزا عسكريا منع لجنة المراقبين من دخول حي جوبر في دمشق، فيما زار وفد المراقبين مسبق الصنع في برزة بدمشق برفقة «جيش النظام وشبيحته»، وفق لجان التنسيق التي قالت إن القصف المروحي تجدد أمس على مدينة تلبيسة فور خروج لجنة المراقبين منها.
وفي حين طالب الأمين العام للأمم المتحدة بالسماح لوفد المراقبين بالدخول إلى مدينة الحفة في اللاذقية، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المدينة وقرى مجاورة لها تعرضت أمس لليوم السابع على التوالي «لقصف من قبل القوات النظامية السورية التي تستخدم الدبابات وراجمات الصواريخ والهاون والمدفعية والحوامات في قصف منطقة الحفة الثائرة على النظام»، مشيرا إلى مشاركة «قوات عسكرية تستخدم مواقع في القرى الموالية للنظام في القصف».. أوضحت «لجان التنسيق المحلية» أن القصف استمر أمس «بالمروحيات وراجمات الصواريخ على المدينة، في ظل وصول تعزيزات عسكرية ضخمة، ضمت عددا كبيرا من الدبابات من الجهة الشرقية بالقرب من المشفى لمحاولة اقتحام المدينة».
وفي العاصمة دمشق، ذكرت لجان التنسيق أن «اشتباكات عنيفة وقعت بين الجيش الحر وجيش النظام في برزة، أدت إلى سقوط عدد من الجرحى». وقالت إن «انفجارات من مضادات الطيران هزت الحي في ساعات بعد الظهر».
وقال ناشطون إن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش النظامي والجيش الحر في حيي برزة والعباسيين في العاصمة دمشق، وترافقت الاشتباكات في حي برزة خلال نهار أمس مع سماع دوي انفجارات كبيرة. ونقلت تقارير إخبارية مساء أمس قصف القوات النظامية للمنازل والمشفى الميداني بالحي. وقالت لجان التنسيق المحلية إن تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت إلى منطقة برزة التي أغلقت كافة مداخلها بالتزامن مع وصول وفد من المراقبين الدوليين. وكانت عبوة ناسفة وضعت في أسفل سيارة انفجرت في حي برزة وأسفرت عن مقتل شخص. وقالت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» إن القتيل عنصر من الجيش، متهمة «مجموعة إرهابية مسلحة» بوضع عبوتين بسيارتين في حي برزة.
وفي جوبر، منع حاجز ميسلون التابع للمخابرات الجوية وفد المراقبين الدوليين من الوصول إلى الحي، حيث توقفت سيارات المراقبين في ساحة العباسيين، وأحاط بها وفق لجان التنسيق عناصر من الجيش النظامي والشبيحة.
وفي ريف دمشق، أصيبت عائلة مكونة من ستة أفراد بإصابات مختلفة جراء انهيار مبنى بالقرب من السوق التجارية في دوما نتيجة القصف العشوائي المستمر منذ مساء أول من أمس على منازل المدنيين، كما قتل مدني برصاص قناص في المدينة. وأشارت «لجان التنسيق» إلى «إصابات عدة في صفوف الأهالي في محيط جامع حسيبة وسط المدينة جراء إطلاق النار العشوائي على المنازل من قبل عناصر جيش النظام». وتعرضت مدينتا سقبا وحمورية لقصف عنيف ترافق مع اشتباكات عنيفة بين «الجيش الحر» والجيش النظامي بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة. وفي داريا، اغتيل مسؤول بعثي بعد منتصف ليل الأحد الاثنين إثر إطلاق الرصاص عليه من مسلحين.
في موازاة ذلك، واصلت قوات الأمن السورية استهدافها لمدينة حمص وجوارها، وتعرض حي الخالدية تحديدا لقصف عنيف منذ ساعات الفجر الأولى، كما تعرض حي جورة الشياح لقصف مماثل، في محاولة من قوات الأمن للسيطرة عليه وعلى أحياء أخرى في حمص خارجة عن سيطرة النظام منذ أشهر.
وطال قصف عنيف مدينة الرستن في حمص، الخارجة عن سيطرة النظام والتي تعد أحد معاقل الجيش السوري الحر، استخدمت فيه الطائرات المروحية، وقتل أربعة أشخاص بينهم طفلة. وتعرض حاجز في مدينة القصير لهجوم من قبل عناصر منشقة مما أدى إلى مقتل وجرح عدد من عناصر الحاجز.
وقالت تنسيقية القصير إن قوات النظام قامت بقصف مدرسة أم الصخر في قرية البويضة الشرقية التي احتمى بها الأهالي من القصف، وأدى القصف العنيف بالدبابات والمدفعية وقذائف الهاون إلى تدمير المدرسة ومقتل شخص وإصابة العشرات من الأهالي معظمهم من النساء.
وفي محافظة إدلب، قتل ثمانية أشخاص على الأقل في تفجير عبوة ناسفة، بينهم وفق المرصد السوري سبعة عناصر من القوات النظامية السورية. فيما عثر في قرية الرامي على جثة مجهولة الهوية مقطوعة الرأس. وفي تل الذهب قرب بلدة دركوش التابعة لجسر الشغور قتل ما لا يقل عن ستة من القوات النظامية وأصيب آخرون بجراح إثر انفجار عبوة ناسفة بشاحنة عسكرية كانت تقلهم. كما لقي ثلاثة مقاتلين منشقين من قرية محمبل حتفهم إثر الاشتباكات بين قوات الأمن السورية ومنشقين في قرية اللج في سهل الغاب.
واعتقل الجيش النظامي أكثر من 35 شخصا من حاجز طيار على سكة الحديد من مدخل مدينة درعا من جهة طفس. كما أصيب شابان برصاص قناصة حاجز البريد التابع لجيش النظام عند مرورهما بالقرب من الحاجز بإصابة خطيرة. وأشارت لجان التنسيق المحلية إلى «سقوط عدد من الجرحى وتهدم بعض المنازل وحرق للمحاصيل الزراعية جراء قصف جيش النظام على مدينة أنخل».
وفي مدينة دير الزور، عثر على جثامين 8 مواطنين مجهولي الهوية فيما قتل خمسة مواطنين على الأقل بينهم عسكري منشق، إثر قصف تعرضت له بلدة العشارة في ريف دير الزور.
وأشارت لجان التنسيق إلى إصابة عشرات الجرحى جراء القصف فجر أمس لمدينة الموحسن والشحيل والعشارة، فيما نزح معظم أهالي مدينة البصيرة خوفا من مجازر بحق البلدة من قبل جيش النظام.
مقاطع فيديو تظهر جثثا محروقة في أراض زراعية بين شاغوريت وقسطون
ناطق باسم لجان التنسيق لـ «الشرق الأوسط»: النظام ينتقم من إدلب وأهلها ويحرق محاصيلهم الزراعية
بيروت: ليال أبو رحال
بث ناشطون سوريون أمس مقاطع فيديو تظهر جثثا مقتولة ومحروقة تم العثور عليها في قرية شاغوريت الواقعة في سهل الغاب في محافظة إدلب، التي تعرضت أمس لقصف عنيف وتصعيد في العمليات العسكرية أدى إلى مقتل أكثر من 35 شخصا، وفق ما أبلغه ناشطون لـ«الشرق الأوسط».
وفي حين أظهر عدد من مقاطع الفيديو على موقع «يوتيوب» معنونة بـ«مجزرة شاغوريت وقسطون» عددا من الجثث الممددة على الأرض والمغطاة داخل إحدى الغرف، قيل إنها تعود لخمسة عشر مواطنا تم العثور عليهم أمس و«ذنبهم أنهم من أمة محمد»، نشرت لجان التنسيق المحلية في سوريا شريط فيديو آخر يظهر الجثث ملقاة في أرض زراعية بين قريتي قسطون وشاغوريت.
وأشار الناطق باسم لجان التنسيق المحلية في إدلب فادي الياسين لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «تم العثور على هذه الجثث صباح أمس ولم يتم التعرف إلا على هوية ستة منها فقط، متحدثا عن قتل أصحابها وتعرضهم لعملية حرق». ووضع الياسين هذه المجزرة في «إطار سياسة الانتقام التي يمارسها النظام السوري بحق إدلب وجوارها، متحدثا عن مقتل 35 شخصا على الأقل في أنحائها يوم أمس».
وقال إن «النظام ينتقم من الأهالي ليس من خلال قصف بلداتهم ومنازلهم فحسب، بل من خلال حرق محاصيلهم الزراعية من القمح والشعير، والتي تعد مورد رزقهم الأساسي»، مشيرا إلى أن «الدخان يتصاعد من أنحاء إدلب وبلداتها كافة بسبب القصف العشوائي الذي تعرضت له أخيرا».
وأوضح الياسين أن «عناصر من الجيش السوري الحر يقومون بالدفاع عن المنطقة، فيما تعمد القوات الأسدية لاستهدافهم من مناطق بعيدة».
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أشار في بيان أمس إلى «استشهاد عشرة مواطنين إثر إطلاق نار في منطقة شاغوريت واللج في سهل الغاب (إدلب) التي تشهد عمليات عسكرية تنفذها القوات النظامية السورية».
أنان يبدي قلقه من استخدام الهليكوبتر في قصف حمص
واشنطن تحذر من «مجازر جديدة»
واشنطن: هبة القدسي
أبدى المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدولة العربية كوفي أنان قلقه جراء التقارير التي تحدثت عن أعمال عنف في سوريا، وتصعيد القتال من جانب كل من الحكومة السورية وقوات المعارضة.
وقال أنان، في بيان أصدره مكتبه بجنيف أمس، إنه قلق بشكل خاص حول القصف الأخير في حمص، والتقارير التي تتحدث عن استخدام الطائرات الهليكوبتر ومدافع الهاون والدبابات في مدينة النبطية والحافة واللاذقية. وقال إنان: «هناك دلائل على أن عددا كبيرا من المدنيين محاصرون في هذه البلدات».
وطالب كوفي أنان جميع الأطراف باتخاذ جميع الخطوات اللازمة لضمان عدم تعرض المدنيين للأذى، وبالسماح لدخول المراقبين العسكريين التابعين للأمم المتحدة إلى مدينة النبطية والحافة على وجه السرعة.
وكانت التقارير الإخبارية الميدانية قد أشارت إلى قيام النظام السوري باستخدام طائرات هليكوبتر في قصف عدة بلدات يسيطر عليها المتمردون في حمص وحماه والمنطقة الجنوبية من درعا وضواحي العاصمة دمشق ودير الزور.
ومن جهة اخرى، اعربت الادارة الاميركية امس عن خشيتها من وقوع «مجازر جديدة» في سوريا. وحذرت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نيولاند من ان يكون النظام السوري يستعد لارتكاب مجزرة جديدة اثر انتشار معلومات عن استخدام قواته لقذائف هاون ومروحيات ودبابات في مدينة الحفة في محافظة اللاذقية. وفي سياق ذي صلة، كرر عضو مجلس الشيوخ الأميركي جون ماكين مطالبه للإدارة الأميركية بمساعدة المعارضة السورية وإمدادها بالأسلحة، بغض النظر عن المخاوف من وجود قوى متطرفة بين الجماعات المناهضة للأسد.
وقال ماكين في حديث إلى شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأحد: «أنا سعيد أن بعض الدول في الخليج تقدم بعض الأسلحة إلى المعارضة السورية.. وفي أميركا يجب ألا نسكت عن المجازر بحق المدنيين وذبح أكثر من 10 آلاف سوري يناضلون ويموتون في معركة غير عادلة، فكم من الناس يجب أن يموت في سوريا قبل أن تتحمل الولايات المتحدة مسؤوليتها في القيادة وتقوم بمساعدة المعارضة بالأسلحة؛ بغض النظر عن المخاوف من وجود قوى متطرفة بينهم؟»، وانتقد ماكين موقف روسيا وبيعها لأسلحة ثقيلة لنظام الأسد يتم استخدامها في الحملة على المعارضة.
ويثار الجدل في الدوائر السياسية الأميركية حول مسار الأزمة السورية، وعدم وضوح الرؤية لدى قيادات دول العالم في كيفية التعامل مع القضية. وأيدت بعض الدول الغربية، وعلى رأسها بريطانيا، الدعوة لتدخل عسكري في سوريا، بينما أكدت كل من روسيا والصين معارضتها لمثل هذه الخطوة.
رئيس المجلس الوطني السوري يدعو الأسد للتنحي عن السلطة تطبيقا لخطة أنان
سيدا لـ«الشرق الأوسط»: نرفض الطرح اليمني.. والنظام يعيش حالة هستيرية
بيروت: كارولين عاكوم
نفى رئيس المجلس الوطني السوري الدكتور عبد الباسط سيدا، قبول المعارضة السورية بـ«الطرح اليمني» لحلّ الأزمة السورية، وقال لـ«الشرق الأوسط» إنني «طالبت بتطبيق مبادرة أنان التي تنص على بنود ستّة، ومن ضمنها تنحي الأسد من دون أن أسمّي نائبه فاروق الشرع، وإن كانت المبادرة قد أشارت إليه بالاسم»، مضيفا «رغم أنّه يمكن الاستفادة من الطرح اليمني في نقاط معينة تحدّد وتدرس لاحقا، لا نزال نؤكّد رفضنا وعدم قبولنا بالطرح اليمني، لأنّ الوضع في سوريا حيث بلغ مستوى الجريمة ذروته مختلف تماما، ولا يمكن مقارنته بما حصل في اليمن الذي يتمتّع بتوازن قبلي على خلاف الوضع السوري».
وكانت تقارير إخبارية، نسبت إلى وكالة أنباء الأناضول التركية، قد أشارت أمس إلى دعوة سيدا إلى تنحي الرئيس السوري بشار الأسد لصالح نائبه فاروق الشرع، لكنه نفى لـ«الشرق الأوسط» تسميته للشرع كبديل للأسد.
كما اعتبر سيدا أن السلطات السورية تفقد يوما بعد يوم سيطرتها على الأرض مع توسع حركة الاحتجاج المناهضة للنظام. لافتا إلى أنه لم يعد قادرا سوى على السيطرة على عدد من شوارع دمشق. ومضيفا «من الواضح أنّ النظام يعيش حالة هستيرية بعد العزلة الدولية التي يعاني منها وخير دليل على ذلك الهجوم الشرس والعمليات العسكرية المنظمة على القرى والبلدات والمذابح التي ينفذها بحق الشعب السوري، ولا سيما بحق العائلات والنساء والأطفال». وأكّد سيدا أنّ «التقارير الميدانية التي ينقلها الناشطون على الأرض تظهر بشكل واضح أنّه فقد سيطرته على الأرض ولا سيما في دمشق لما تمثّل من رمزية لهذا النظام».
من جهة أخرى، هنأت فرنسا أمس سيدا بانتخابه رئيسا جديدا للمجلس الوطني السوري، ودعته إلى توحيد صفوف المعارضة لنظام دمشق «ضمن روح من الانفتاح والاتحاد»، بحسب وزارة الخارجية الفرنسية.
وقال المتحدث باسم الخارجية فإنسان فلورياني «نهنئ بحرارة عبد الباسط سيدا لتوليه رئاسة المجلس الوطني السوري»، وأضاف «إزاء قمع النظام الشديد الذي أسفر عن سقوط أكثر من 170 قتيلا خلال عطلة نهاية الأسبوع، من الضروري أن تتوصل المعارضة السورية إلى توحيد صفوفها ضمن روح من الانفتاح والاتحاد حول رؤية مشتركة لسوريا الغد».
وكان المجلس الوطني السوري أكبر تحالف للمعارضة انتخب السبت رئيسا له عبد الباسط سيدا الذي يعيش في المنفى في السويد منذ مدة طويلة، ليخلف برهان غليون الذي كان يحظى بدعم باريس لكنه تقدم باستقالته الشهر الماضي إثر انتقادات حادة واجهها بعد اتهامه بالسماح للإخوان المسلمين بالهيمنة داخل المجلس الوطني السوري. كما أخذت عليه لجان التنسيق المحلية التي تحرك الشارع السوري، عدم التنسيق بين المجلس وناشطيها على الأرض.
16 حركة إيرانية تستنكر دعم طهران للأسد
معارضون: الشبيحة ينتهجون نفس أساليب «الباسيج»
القاهرة: عمرو أحمد
استنكرت 16 حركة إيرانية مناوئة للنظام الحاكم دعم طهران لنظام الرئيس السوري بشار الأسد ومساندته في الجرائم التي ترتكب بحق الشعب منذ اندلاع ثورة 15 مارس (آذار) السورية العام الماضي، مؤكدة دعم المعارضة الإيرانية للثوار السوريين في مطالبتهم بالحرية وإسقاط نظام الأسد. وقال الناشط الإيراني نور الدين حسيني لـ«الشرق الأوسط»: «نحن كإيرانيين لا نريد أن نكون شركاء في جرائم النظام».
ووقعت على البيان، الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، 16 حركة سياسية من بينها الحركة الخضراء، وطلاب الجامعات الإيرانية والخريجون الليبراليون، ومتضامنون مع الحركة الديمقراطية في إيران.
وأدان البيان آليات القمع التي تستخدمها قوات الأسد «بمعاونه النظام الإيراني» ضد الشعب السوري الأعزل منذ 15 شهرا، مستنكرا المذابح التي شهدتها مدينة الحولة وعمليات الإبادة التي شهدتها مدينة درعا وحمص وحماه طوال الأشهر الماضية. وقال البيان: «إن عصابات شبيحة الأسد تنتهج نفس أساليب قوات الباسيج (الأمن) الإيرانية في فض المظاهرات وقتل المتظاهرين»، مطالبا المجتمع الدولي بعدم الصمت على جرائم الأسد ضد شعبه. وأعربت الحركات الموقعة على البيان عن أملها تحقيق السوريين للوحدة الوطنية عقب إسقاط نظام الأسد، وألا تكون هناك فروق على أساس عرقي أو مذهبي.
وتهتم الصحف الإيرانية المعارضة بما يدور في سوريا منذ اندلاع الثورة ضد الأسد ويعكس خطابها الاستنكار لآليات الدعم الإيراني لنظام الأسد. وكان موقع «جنبش نداي سبز» المحسوب على التيار الإصلاحي المعارض، نشر تقريرا مفصلا قبل أيام حول الانتهاكات التي ارتكبها نظام الأسد والشبيحة في المدن السورية منذ اندلاع انتفاضة الشعب السوري. وعلى العكس من توجهات المعارضين الإيرانيين، يظهر الخطاب الرسمي الإيراني الدعم الكامل لنظام الأسد.
ويقول حسيني، وهو ناشط إيراني وإعلامي في موقع «نداي سبز أزادي» الإيراني: «جميعنا من نشطاء الحركة الخضراء نعارض بشدة دعم إيران لبشار الأسد، ونرى أن الأسد يدهس مصير شعبه بقدميه ويرتكب جرائم ضد البشرية في حق شعبه، وأي شخص يدعم بشار الأسد هو شريك له في جرائمه».
وأضاف حسيني لـ«الشرق الأوسط» عبر البريد الإلكتروني قائلا: «إن المعارضة الإيرانية أوضحت في بيان لها تضامنها مع الشعب السوري ورفضها للدعم الإيراني للأسد»، مشيرا إلى أنه لا توجد اتصالات سرية مع المعارضة السورية. وقال إن الكثير من الشباب الإيراني أطلقوا صفحات عبر مواقع التواصل على الإنترنت، تعلن عن التضامن مع المعارضة السورية وتنشر صور ومقاطع فيديو لانتهاكات النظام السوري بحق شعبه.
باريس تجدّد دعم المجلس الوطني وسيدا يدعو إلى تسليم السلطة للشرع
واشنطن تخشى مجزرة جديدة: ضباط الأسد سيُحاسَبون
حذرت الولايات المتحدة النظام السوري أمس من ارتكاب مجزرة جديدة في الحفة في محافظة اللاذقية اثر قصف قوات النظام المدينة بقذائف الهاون والمروحيات والدبابات، مؤكدة على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند في رسالة موجهة إلى “ضباط” كتائب الأسد، أن “المجتمع الدولي يستطيع تحديد الوحدات المسؤولة عن الجرائم ضد الانسانية وستحاسبون جميعاً على أعمالكم”.
وجدد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس دعم باريس الكامل للمجلس الوطني السوري، مهنئاً في اتصال هاتفي الرئيس الجديد للمجلس عبدالباسط سيدا الذي طالب من اسطنبول الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي وتسليم السلطة لنائبه فاروق الشرع.
دولياً أبدى مبعوث السلام الدولي كوفي أنان قلقه البالغ إزاء قصف قوات النظام معاقل المعارضة السورية في حمص، وتقارير بشأن استخدام قذائف مورتر وطائرات هليكوبتر ودبابات في بلدة الحفة القريبة من الساحل، معبراً على لسان المتحدث باسمه أحمد فوزي في بيان صادر من جنيف أمس، أن “هناك مؤشرات على أن عدداً كبيراً من المدنيين محاصر في البلدتين”.
أعربت الولايات المتحدة أمس عن قلقها من ان يكون النظام السوري يستعد لارتكاب مجزرة جديدة اثر معلومات عن استخدام قذائف الهاون والمروحيات والدبابات في مدينة الحفة في محافظة اللاذقية غرب البلاد.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند للصحافيين ان “الولايات المتحدة تنضم الى كوفي انان للتعبير عن قلقها حيال المعلومات التي تصل من سوريا وتتحدث عن استعداد النظام لمجزرة جديدة”.
واضافت نولاند “نحرص على تذكير الضباط السوريين بإحدى العبر التي تعلمناها في البوسنة: المجتمع الدولي يستطيع تحديد الوحدات المسؤولة عن الجرائم ضد الانسانية وستحاسبون جميعاً على اعمالكم”. وتساءلت “اي حكومة يمكنها ان تستخدم مروحيات عمدا وتطلق منها النار على شعبها اذا لم تكن يائسة؟، اي حكومة تعول على عصابة من المجرمين داخل شاحنات اذا لم تكن يائسة؟”.
وفي باريس (مراد مراد)، اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس انه اجرى اتصالاً هاتفياً بالرئيس الجديد للمجلس الوطني السوري الكردي عبدالباسط سيدا هنأه فيه بانتخابه رئيساً، وأكد له ان فرنسا تقدم “الدعم الكامل” للمعارضة السورية.
وقال فابيوس في بيان إنه أعرب لسيدا عن “دعم فرنسا الكامل للمعارضة السورية”، مضيفاً “لقد تباحثنا في دور المجلس الوطني في الوقت الذي تغوص فيه سوريا في مزيد من العنف. واتفقنا على الأهمية القصوى للمسؤولية الملقاة على عاتق الرئيس الجديد للمجلس الذي يجب خلال مهلة قصيرة بذل الجهود الكافية لإصلاحه ولم شمل المعارضة”.
وطالب رئيس المجلس الوطني السوري الجديد بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد وتسليم السلطة إلى نائبه فاروق الشرع.
وأبدى مبعوث السلام الدولي كوفي أنان أمس قلقه البالغ إزاء قصف معاقل المعارضة السورية في حمص وتقارير بشأن استخدام قذائف مورتر وطائرات هليكوبتر ودبابات في بلدة الحفة قرب الساحل. وقال أحمد فوزي المتحدث باسم أنان في بيان صادر في جنيف “هناك مؤشرات على أن عددا كبيرا من المدنيين محاصر في البلدتين.”
وقال ناشطون ان مدينة الحفة التي يطلب انان تمكين المراقبين الدوليين من زيارتها تتعرض للقصف من قوات النظام السوري منذ ستة ايام.
وقالت الناشطة سيما نصار من اللاذقية ان الوضع في منطقة الحفة سيئ جدا، مشيرة الى وجود طبيب واحد في المنطقة، والى ان “غالبية السكان البالغ عددهم ثلاثين الفا نزحوا” من المنطقة.
وقالت متحدثة باسم بعثة المراقبين الدوليين في سوريا إنهم أبلغوا أمس، عن وقوع هجمات بطائرات هليكوبتر على بلدتين تسيطر عليهما المعارضة شمال مدينة حمص.
وقالت المتحدثة سوزان غوشة في بيان “أبلغ مراقبو الأمم المتحدة عن وقوع معارك عنيفة في الرستن وتلبيسة إلى الشمال من المدينة (حمص) استخدم فيها القصف بقذائف مورتر وإطلاق نار من طائرات هليكوبتر ومدافع رشاشة وأسلحة صغيرة.”
وقال نشطاء سوريون أكثر من مرة إن الجيش السوري يستخدم طائرات هليكوبتر في الهجوم على أهداف للمعارضة المسلحة، لكن تصريحات غوشة كانت أول مرة يبلغ فيها المراقبون عن استخدام تلك الطائرات في الصراع.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان الجيش السوري قصف بالمدفعية مدينة الرستن في محافظة حمص ومناطق اخرى في محافظة ادلب وبلدة العشارة في محافظة دير الزور.
كذلك، اندلعت مواجهات عنيفة في هذه المحافظات بين جنود النظام ومقاتلين معارضين شنوا العديد من الهجمات، وفق المرصد.
وتحدث المعارضة عن مقتل 109 اشخاص في مناطق مختلفة من سوريا أمس معظمهم من المدنيين.
(ا ف ب، رويترز، ا ش ا، “المستقبل”)
الأمم المتحدة تتخوف من مجازر بسوريا
اتهمت النظام باتباع “تكتيكات جديدة مروعة”
اتهمت الأمم المتحدة الحكومة السورية باتباع “تكتيكات جديدة مروعة”، وتحدثت عن “تكثيف خطير” للعنف واستخدام المروحيات لقصف المدن والمراكز السكانية وسط مخاوف من ارتكاب مجازر جديدة في الحفة باللاذقية والرستن وتلبيسة بحمص، وقد تحدث تقرير أممي عن أن القوات السورية قامت بإعدام أطفال في سن الثامنة وتعذيب آخرين واستخدامهم “دروعا بشرية” خلال عملياتها العسكرية.
وصنفت الأمم المتحدة الحكومة السورية الأسوأ على قائمتها “السوداء” السنوية للدول التي تشهد نزاعات يتعرض فيه أطفال للقتل أو التعذيب أو يرغمون على القتال. وتقدر مجموعات حقوق الإنسان أن قرابة 1200 طفل قتلوا منذ بدء الانتفاضة الشعبية قبل 15 شهرا.
ودعا بيان صادر عن مكتب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الاثنين إلى وقف فوري لإراقة الدماء والمعارك في سوريا، مشيرا إلى “تصاعد خطير للعنف” خلال الأيام الماضية بتكثيف الجيش السوري هجماته على المراكز المدنية، وتوجه المعارضة على نحو متزايد إلى الهجمات المنسقة على القوات الحكومية، مما يعرض المدنيين لمخاطر شديدة في المناطق التي تتعرض للقصف.
وأبلغ المراقبون الدوليون التابعون للأمم المتحدة -وفق البيان- عن زيادة مستوى المعارك المسلحة بين القوات الحكومية وقوات المعارضة، وأوضحوا أن “العمليات العسكرية المكثفة للحكومة ومنها قصف مدينة حمص وما تردد من أنباء عن قصف مراكز سكانية أخرى وكذلك إطلاق النار من المروحيات على تلبيسة والرستن تؤدي إلى خسائر فادحة بين المدنيين وانتهاكات لحقوق الإنسان”.
وقال مراقبو الأمم المتحدة إن العديد من المدنيين حوصروا في حي الخالدية بمدينة حمص، حيث تحاول فرق المراقبين التفاوض من أجل إجلاء السكان، وفي هذا السياق قالت بعثة مراقبي الأمم المتحدة في بيان: “تلقت البعثة تقارير تفيد بأن عددا كبيرا من المدنيين بينهم نساء وأطفال، محاصرون داخل المدينة”. لكن لم يتسن التأكد من تقارير تفيد بوقوع خسائر كبيرة في الأرواح.
كما أكد الأمين العام للأمم المتحدة على أهمية وصول قوة المراقبين الدوليين بلا قيد إلى الحفة وسط أنباء عن حشد لقوات النظام حول البلدة الواقعة في ريف اللاذقية ومخاوف من ارتكاب مجزرة جديدة.
واستنكر بان تصعيد العنف المسلح مع ما وصفه بتحول التكتيكات ولا سيما قصف المراكز السكانية والهجمات على البنية التحتية المدنية من قبل كل الأطراف “وهو ما يعطل تقديم الخدمات الأساسية ويتسبب في تفاقم الأزمة الإنسانية”.
ودعا المسؤول الأممي الجانبين إلى الوفاء بالتزامهما بالسلام بموجب خطة الوسيط الدولي والعربي المشترك كوفي أنان ووقف إطلاق النار الهش الذي دخل حيز التنفيذ في أبريل/ نيسان الماضي. كما حث كل البلدان التي لها نفوذ على أحد الجانبين على إقناعه بـ”التراجع عن حافة الهاوية والتفكير في العواقب المدمرة التي يسببها تزايد العنف لشعب سوريا والبلد والمنطقة”.
مخاوف أميركية
وفي هذا السياق أبدت واشنطن مخاوفها من وقوع مجزرة في بلدة الحفة بريف اللاذقية بسوريا، محذرة من أن جرائم النظام لن تمر دون عقاب.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إن الولايات المتحدة تشاطر أنان القلق البالغ إزاء التقارير بأن النظام ربما يدبر مذبحة أخرى في الحفة هذه المرة. وأضافت في مؤتمر صحفي أن المجتمع الدولي يعلم الوحدات المسؤولة عن هذه الجرائم ضد الإنسانية، التي لن تمر دون عقاب.
من جانبه قال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا الاثنين إنه لا يوجد “علاج معجزة” لحل الوضع “المأساوي والمعقد” في سوريا، واتهم الرئيس السوري بشار الأسد بارتكاب “أعمال عنف مشينة”.
وإزاء المجازر التي ترتكب بسوريا دعا عبد الكريم الريحاوي رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان ومدير مركز لاهاي لملاحقة المجرمين ضد الإنسانية في سوريا, المحكمة الجنائية الدولية إلى البدء فورا بالتحقيق في الجرائم المرتكبة في سوريا. وقال للجزيرة إن ذلك يمكن أن يكون تمهيدا لإصدار أوامر توقيف لمرتكبيها وعلى رأسهم كما قال الرئيس الأسد.
مؤتمر دولي
وفي منحى آخر أعلن مسؤول تركي أن أنقرة تدرس الاقتراح الروسي بعقد مؤتمر دولي حول سوريا لإنفاذ خطة أنان.
وقال المسؤول طالبا عدم الكشف عن اسمه إن موفدا من السفارة الروسية في أنقرة “أطلعنا على هذا الاقتراح الأسبوع الماضي ونقوم حاليا بدراسته”.
من جهتها دعت موسكو إلى مشاركة إيران في المؤتمر، وقالت إن وزير خارجيتها سيتوجه إلى طهران لدراسة الأمر مع المسؤولين الإيرانيين، وقالت وزارة الخارجية الروسية إنه “من دون تدخل إيران لن يكون بالإمكان ممارسة ضغوط بناءة على سوريا”، إلا أن الدول الغربية تحفظت على مشاركة طهران.
وتقاوم روسيا الضغوط التي تمارسها الدول الغربية وجامعة الدول العربية لاتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه الأسد وترفض النداءات لفرض عقوبات وتدعو إلى مؤتمر تشارك فيه قوى عالمية وإقليمية بينها إيران.
قتلى بقصف مدن ومجزرة في دير الزور
وثقت الشبكة السورية ومركز دمشق لحقوق الإنسان سقوط 21 قتيلا بنيران قوات النظام اليوم مع مواصلة الجيش النظامي قصفه المدفعي وبالطيران المروحي مدنا وبلدات في حمص واللاذقية وحلب ودير الزور، وذلك بعد ساعات من ارتكابه مجزرة جديدة في دير الزور فجرا راح ضحيتها أكثر من ثلاثين قتيلا وأكثر من سبعين جريحا بينهم أطفال.
وأشارت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى أن عشرة قتلوا في حمص، تلتها الحفة في ريف اللاذقية بأربعة قتلى، كما قتل اثنان آخران في كل من دير الزور ودمشق وريفها وإدلب وواحد في حماة، ومن بين الضحايا -وفق نفس المصدر- طفلة وسيدة ومجند منشق وأربعة قتلى تحت التعذيب.
في غضون ذلك قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قوات النظام تقصف بعنف منذ صباح اليوم بالمدفعية وبالطيران المروحي أحياء بمدينة حمص وسط البلاد، إضافة إلى مدينتي تلبيسة والقصير وقراها بنفس المحافظة.
كما تتعرض مدينة الرستن بحمص لقصف عنيف بالطائرات المروحية وراجمات الصواريخ أوقع قتيلان على الأقل وعشرات الجرحى وفق الهيئة العامة للثورة.
وفي ريف محافظة حلب شمالا تواصل قوات النظام قصف مدن وبلدات بيانون وحريتان وحيان وعندان بالمدفعية والمروحيات. وأشار نشطاء إلى تمركز دبابات عند مفرق بيانون تمهيدا لاقتحامها.
قصف الحفة
كما تتعرض مدينة الحفة في ريف اللاذقية والقرى المجاورة لها لقصف عنيف بقذائف الهاون والأسلحة الثقيلة والطيران الحربي بحسب الهيئة العامة للثورة.
وأشار نشطاء إلى قيام قوات الأمن بحرق المحاصيل الزراعية لليوم الثاني على التوالي في إنخل بمحافظة درعا جنوبا وسط انتشار القناصة والدبابات في شوارع البلدة مما أدى إلى حركة نزوح واسعة للسكان عن البلدة.
وشرقا في دير الزور قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن القوات النظامية تقصف مدينة العشارة في المحافظة مما أسفر عن سقوط أربعة قتلى و17 جريحا على الأقل.
وفي التفاصيل، ذكرت شبكة شام الإخبارية أن قوات عسكرية كبيرة قوامها 15 دبابة و15 سيارة عسكرية محملة بالجنود والشبيحة اقتحمت العشارة وسط إطلاق نار كثيف وعشوائي.
مجزرة دير الزور
يأتي هذا التصعيد بعد ساعات من ارتكاب قوات النظام مجزرة جديدة فجر اليوم في دير الزور قتل فيها 31 شخصا وأصيب أكثر من سبعين آخرين وفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وذلك بعدما استهدف قصف مدفعي للجيش النظامي الليلة الماضية مظاهرة في الجبيلة تندد بالمجازر التي حصلت بالمناطق الأخرى من البلاد وتنادي بالحرية وإسقاط النظام.
وأشار ناشطون إلى أن كثيرا من الجثث ما زالت تحت الأنقاض في الجبيلة.
وفي سياق متصل قامت قوات الجيش والأمن السوري صباح اليوم في محاولة لاقتحام مشفى النور في الجبيلة لخطف الجرحى ولكن وبسبب تواجد عناصر حماية من الجيش الحر أمام المشفى دارت اشتباكات بين الجانبين ولم يتمكن الجيش النظامي من خطف الجرحى وفق ناشطين.
وكانت لجان التنسيق المحلية قد ذكرت أن 109 أشخاص على الأقل قتلوا أمس بنيران قوات النظام، معظمهم في حمص وإدلب ودير الزور. ووجه ناشطون في حمص وإدلب وفي بلدة الحفة قرب اللاذقية نداءات استغاثة للمجتمع الدولي للتدخل لإيقاف قصف قوات النظام المتواصل منذ أيام.
توثيق الخروق
وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بالتعاون مع مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان يوم الاثنين ما لا يقل عن 870 نقطة خرق لمبادرة كوفي أنان بإطلاق نار مباشر وقصف مدفعي واقتحامات من قبل قوات الجيش السوري على المتظاهرين السلميين مما أدى إلى وقوع العديد من القتلى والجرحى والعديد من الاعتقالات.
وشملت الخروق محافظات دمشق وريفها وحمص وإدلب ودرعا وحماة ودير الزور واللاذقية وحلب والرقة والحسكة وطرطوس.
وقد اتهمت الأمم المتحدة الحكومة السورية باتباع “تكتيكات جديدة مروعة”، وتحدثت عن “تكثيف خطير” للعنف واستخدام المروحيات لقصف المدن والمراكز السكانية وسط مخاوف من ارتكاب مجازر جديدة في الحفة باللاذقية والرستن وتلبيسة بحمص.
ودعا بيان صادر عن مكتب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الاثنين إلى وقف فوري لإراقة الدماء والمعارك في سوريا، مشيرا إلى “تصاعد خطير للعنف” خلال الأيام الماضية بتكثيف الجيش السوري هجماته على المراكز المدنية، وتوجه المعارضة على نحو متزايد إلى الهجمات المنسقة على القوات الحكومية، مما يعرض المدنيين لمخاطر شديدة في المناطق التي تتعرض للقصف.
وأبلغ المراقبون الدوليون التابعون للأمم المتحدة -وفق البيان- عن زيادة مستوى المعارك المسلحة بين القوات الحكومية وقوات المعارضة، وأوضحوا أن “العمليات العسكرية المكثفة للحكومة ومنها قصف مدينة حمص وما تردد من أنباء عن قصف مراكز سكانية أخرى وكذلك إطلاق النار من المروحيات على تلبيسة والرستن تؤدي إلى خسائر فادحة بين المدنيين وانتهاكات لحقوق الإنسان”.
وقد أبدت الخارجية الأميركية خشيتها من أن يكون النظام السوري يستعد لارتكاب مجزرة جديدة في مدينة الحفة بمحافظة اللاذقية.
أنان يأمل اجتماعا قريبا لـ”اتصال سوريا“
قال المتحدث باسم الوسيط المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا إن كوفي أنان يأمل أن تجتمع مجموعة اتصال دولية بشأن سوريا قريبا بهدف إعطاء دفعة قوية لـخطة أنان. من جانبها حذرت إيران من أن ما وصفتها بالخيارات الخارجية في سوريا لن تؤدي إلا لتصعيد الأزمة، في حين قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن الجهود الدولية تتركز على محاولة التوصل لانتقال سلمي وإن التدخل العسكري ليس مطروحا.
وقال أحمد فوزي -المتحدث باسم أنان في إفادة صحفية بجنيف- إن القصد من تشكيل هذه المجموعة هو إعطاء قوة للخطة لإقناع الأطراف بتنفيذ الخطة كاملة، وليس وضع خطة جديدة.
وأشار المتحدث إلى أنه على الرغم من أنه لم يجر الاتفاق بعد على مكان الاجتماع أو المشاركين به فإن أنان متفائل ويشجعه موقف روسيا الجديد قائلا “سمعنا أن الروس يدعون الدول الأعضاء (في الأمم المتحدة) ذات النفوذ إلى التوحد، وأن الفكرة تتبلور والدبلوماسية تتصاعد”.
واعتبر أن تصعيد العنف في الأيام الماضية غير مقبول على الإطلاق ويجب أن يتوقف ولذلك طلب أنان من كل الحكومات التي لديها نفوذ زيادة ضغطها وتحمل كل الأطراف على الوصول إلى ذلك”.
وأحيط اجتماع مجموعة الاتصال بشكوك نظرا لمعارضة الولايات المتحدة طلب روسيا مشاركة إيران في الاجتماع.
وتقاوم روسيا الضغوط التي تمارسها الدول الغربية وجامعة الدول العربية لاتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه نظام الرئيس بشار الأسد وترفض النداءات لفرض عقوبات وتدعو إلى مؤتمر تشارك فيه قوى عالمية وإقليمية بينها إيران.
من جانبها جددت إيران اليوم تأكيدها أن الحوار بين الحكومة والمعارضة في سوريا هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة. وحذر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانبراست -في تصريحات للصحفيين بطهران- من أن أي خيارات خارجية لن تؤدي إلا لتصعيد الأزمة.
لا تدخل عسكريا
وبخصوص الجهود الدولية لحل الأزمة في سوريا قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن هذه الجهود تتركز على محاولة التوصل لانتقال سلمي، مشيرا إلى أن التدخل العسكري الأجنبي ليس مطروحا.
وفي مؤتمر بالعاصمة الباكستانية إسلام آباد اليوم الثلاثاء مع نظيرته الباكستانية هينا رباني، قال هيغ “لا نبحث أي تدخل عسكري أجنبي أعتقد أننا يجب ألا نفكر فيه بمنظور ليبيا أخرى”، مشيرا إلى أن التشبيه الأقرب للأحداث في سوريا أقرب إلى الموقف في البلقان “مثلما تتطور الأمور الآن حيث نرى النظام يستخدم الأسلحة الثقيلة ضد مناطق آهلة بالمدنيين ثم إرسال مليشيا لتقتل وتغتال الشعب”.
تصاعد العنف
في غضون ذلك اتهمت الأمم المتحدة حكومة الرئيس بشار الأسد باتباع “تكتيكات جديدة مروعة”، وتحدثت عن “تكثيف خطير” للعنف واستخدام المروحيات لقصف المدن والمراكز السكانية وسط مخاوف من ارتكاب مجازر جديدة في الحفة باللاذقية والرستن وتلبيسة بـحمص.
ودعا بيان صادر عن مكتب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الاثنين إلى وقف فوري لإراقة الدماء والمعارك في سوريا، مشيرا إلى “تصاعد خطير للعنف” خلال الأيام الماضية بتكثيف الجيش السوري هجماته على المراكز المدنية، وتوجه المعارضة على نحو متزايد إلى الهجمات المنسقة على القوات الحكومية، مما يعرض المدنيين لمخاطر شديدة في المناطق التي تتعرض للقصف.
وأبلغ المراقبون الدوليون التابعون للأمم المتحدة -وفق البيان- عن زيادة مستوى المعارك المسلحة بين القوات الحكومية وقوات المعارضة، وأوضحوا أن “العمليات العسكرية المكثفة للحكومة ومنها قصف مدينة حمص وما تردد من أنباء عن قصف مراكز سكانية أخرى وكذلك إطلاق النار من المروحيات على تلبيسة والرستن تؤدي إلى خسائر فادحة بين المدنيين وانتهاكات لحقوق الإنسان”.
وقال مراقبو الأمم المتحدة إن العديد من المدنيين حوصروا في حي الخالدية بمدينة حمص، حيث تحاول فرق المراقبين التفاوض من أجل إجلاء السكان، وفي هذا السياق قالت بعثة مراقبي الأمم المتحدة في بيان: “تلقت البعثة تقارير تفيد بأن عددا كبيرا من المدنيين بينهم نساء وأطفال، محاصرون داخل المدينة”. لكن لم يتسن التأكد من تقارير تفيد بوقوع خسائر كبيرة في الأرواح.
كما أكد الأمين العام للأمم المتحدة على أهمية وصول قوة المراقبين الدوليين بلا قيد إلى الحفة وسط أنباء عن حشد لقوات النظام حول البلدة الواقعة في ريف اللاذقية ومخاوف من ارتكاب مجزرة جديدة.
وفي هذا السياق أبدت واشنطن مخاوفها من وقوع مجزرة في بلدة الحفة بريف اللاذقية بسوريا، محذرة من أن جرائم النظام لن تمر دون عقاب.
تقرير أممي: تعذيب وإعدام أطفال بسوريا
اتهم الجيش باستخدامهم دروعا بشرية
كشف تقرير للأمم المتحدة أن القوات السورية عذبت أطفالا في سن الثامنة وأعدمتهم واستخدمتهم “دروعا بشرية” خلال عمليات عسكرية ضد معارضين. واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن التقرير كشف عن واحدة من “انتهاكات عديدة خطيرة” في حق الأطفال.
وقد أدرجت المنظمة الدولية الحكومة السورية في قائمتها “السوداء” السنوية للدول التي تشهد نزاعات يتعرض فيها أطفال للقتل أو التعذيب أو يرغمون على القتال، واعتبرتها من أسوأ تلك الدول.
وتقدر منظمات حقوق الإنسان عدد الأطفال الذين قتلوا هناك بنحو 1200، وذلك منذ بدء الانتفاضة الشعبية ضد نظام الرئيس بشار الأسد قبل 15 شهرا.
وفي وصفها للاعتداءات على الأطفال قالت ممثلة الأمم المتحدة الخاصة لشؤون الأطفال في النزاعات المسلحة راديكا كوماراسوامي لوكالة الصحافة الفرنسية قبل نشر التقرير إنه نادرا ما رأت “مثل هذه الوحشية ضد الأطفال كما في سوريا حيث الفتيات والصبيان يتعرضون للاعتقال والتعذيب والإعدام ويستخدمون دروعا بشرية”.
وروى التقرير حول “الأطفال في النزاعات المسلحة” الذي نشر اليوم الثلاثاء كيف جمعت القوات الحكومية السورية عشرات الصبيان الذين تتراوح أعمارهم بين الثامنة والثالثة عشرة قبل شن هجوم على بلدة عين لاروز في محافظة إدلب في 9 مارس/ آذار.
وجاء في التقرير أن الأطفال “استخدموا من قبل الجنود وعناصر المليشيات دروعا بشرية فوضعوا أمام نوافذ حافلات تنقل عسكريين لشن الهجوم على البلدة”.
ونقل التقرير عن شهود عيان أن الجيش والاستخبارات السورية وعناصر من الشبيحة طوقوا البلدة قبل شن الهجوم الذي استمر أكثر من أربعة أيام.
ومن بين القتلى الـ11 في اليوم الأول ثلاثة فتيان بين الـ15 والـ17عاما كما اعتقل 34 شخصا من بينهم فتيان اثنان منهم في الـ14 والـ16 من العمر وفتاة في التاسعة.
أرض محروقة
ويختتم التقرير الأممي قصة بلدة عين لاروز، بأن القرية تركت أرضا محروقة وأردي أربعة من الموقوفين الـ34 بالرصاص وأحرقوا بمن فيهم الفَتَيان المذكوران (14 و16 عاما).
وتعرض أطفال في التاسعة في سوريا للقتل والتشويه والاعتقال التعسفي والتعذيب وسوء المعاملة بما في ذلك العنف الجنسي كما أنهم استخدموا دروعا بشرية وفق ما أفاد به التقرير.
وفي وصفه لما تعرض له الأطفال من اعتداءات يقول التقرير “غالبية الأطفال الذين عذبوا تعرضوا للضرب وعصبت أعينهم ووضعوا في وضعيات مرهقة وجلدوا بأسلاك كهربائية ثقيلة وحرقوا بأعقاب السجائر وفي حالة موثقة تعرضوا لصدمات كهربائية في أعضائهم التناسلية”.
كما أشار إلى أن المدارس تعرضت مرات عدة لهجمات واستخدمت قواعد عسكرية ومراكز للاعتقال.
تجدر الإشارة إلى أن التقرير أنجز قبل مجزرة الحولة في 25 مايو/ أيار حيث كان 49 طفلا بين 108 ضحايا بعضهم في الثانية والثالثة من العمر تعرضوا للقتل بإطلاق أعيرة نارية على رؤوسهم أو بتهشيم جماجمهم بواسطة أدوات غير حادة.
وتعتبر الحكومة السورية والمليشيات الموالية لها واحدة من المجموعات الأربع الجديدة التي أضيفت إلى القائمة السوداء للأمم المتحدة مع منظمات وأحزاب سياسية في السودان واليمن.
وتشمل القائمة 52 مجموعة في 11 دولة بينها الشرطة الأفغانية وشبكة حقاني وجيش الرب للمقاومة في أفريقيا الوسطى والقوات المسلحة السودانية ومجموعات متمردة في دارفور.
المصدر:الفرنسية
نداء استغاثة من أهالي الحفة المحاصرة في اللاذقية
مخاوف دولية من مجازر جديدة .. الأمم المتحدة تتهم نظام الأسد باستخدام الأطفال كدروع بشرية
العربية.نت
وجه سكان الحفة في اللاذقية نداء استغاثة للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لإنقاذ الأطفال والنساء والشيوخ من كارثة محدقة جراء القصف المتواصل عليهم من قوات النظام.
وأوضح ناشطون أنه لا يمكن الوصول إلى الجرحى في الحفة جراء اشتداد وتواصل القصف عليها، كما تحدث ناشطون عن نقص مُريع للمواد الطبية والغذائية في الحفة التي تحيط بها بلدات موالية للنظام.
وقد عمدت فرق من الشبيحة إلى حرق أراض زراعية وأجزاء من الغابات لإحكام الحصار على الحفة.
وسياسياً، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون النظام السوري إلى السماح للمراقبين بالدخول إلى مدينة الحفة السورية، حيث تحدثت المعلومات عن تعرضها لقصف مكثف، وأعرب عن قلقه مما دعاه “تكثيفا خطيرا” للنزاع في سوريا.
وقال مون في بيان نشره مكتبه إن “عمليات عسكرية مكثفة” قامت بها القوات الحكومية ضد مدينة حمص، وإن مروحيات قصفت مدنا أخرى، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين، وفق آخر حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
تحذير من مجزرة جديدة
وأعربت واشنطن عن قلقها حيال المعلومات التي تصل من سوريا وتتحدث عن استعداد النظام لمجزرة جديدة.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند للصحافيين إن “الولايات المتحدة تنضم إلى (الموفد الدولي) كوفي عنان للتعبير عن قلقها حيال المعلومات التي تصل من سوريا وتتحدث عن استعداد النظام لمجزرة جديدة”.
وأضافت نولاند: “نحرص على تذكير الضباط السوريين بإحدى العبر التي تعلمناها في البوسنة: المجتمع الدولي يستطيع تحديد الوحدات المسؤولة عن الجرائم ضد الإنسانية، وستحاسبون جميعا عن أعمالكم”.
لكنها استبعدت مجددا تدخلا عسكريا أمريكيا في سوريا، وقالت: “نحن قلقون من أن يؤدي تدخل قوات أجنبية في هذا النزاع الذي يكاد يصبح حربا أهلية، كما يقول الجميع، إلى تحويله حربا بالوكالة”.
تقرير الأمم المتحدة
وفي غضون ذلك، كشف تقرير للأمم المتحدة أن القوات السورية عذبت أطفالا في سن الثامنة وأعدمتهم واستخدمتهم “دروعا بشرية” خلال عمليات عسكرية ضد معارضين. واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن التقرير كشف عن واحدة من “انتهاكات عديدة خطيرة” في حق الأطفال.
وقد أدرجت المنظمة الدولية الحكومة السورية في قائمتها “السوداء” السنوية للدول التي تشهد نزاعات يتعرض فيها الأطفال للقتل أو التعذيب أو يرغمون على القتال، واعتبرتها من أسوأ تلك الدول.
وتقدر منظمات حقوق الإنسان عدد الأطفال الذين قتلوا هناك بنحو 1200، وذلك منذ بدء الانتفاضة الشعبية ضد نظام الرئيس بشار الأسد قبل 15 شهرا.
وفي وصفها للاعتداءات على الأطفال قالت ممثلة الأمم المتحدة الخاصة لشؤون الأطفال في النزاعات المسلحة راديكا كوماراسوامي لوكالة “فرانس برس” قبل نشر التقرير إنه “نادرا ما رأيت مثل هذه الوحشية ضد الأطفال كما في سوريا حيث الفتيات والصبيان يتعرضون للاعتقال والتعذيب والإعدام ويستخدمون دروعا بشرية”.
وجاء في التقرير الذي نشر اليوم الثلاثاء أن الأطفال “استخدموا من قبل الجنود وعناصر المليشيات دروعا بشرية فوضعوا أمام نوافذ حافلات تنقل عسكريين لشن الهجوم على البلدة”.
رعب “الشبيحة” يطارد اللاجئين السوريين في الجزائر
السلطات قدمت لهم تسهيلات للإقامة وتسجيل الأبناء في المدارس
الجزائر – سلمى حراز
لجأ المئات من السوريين إلى الجزائر هرباً من بطش نظام الأسد منذ بداية الثورة في بلادهم، أغلبهم من حمص، ورغم تواجدهم في مأمن بعيداً عن ميدان الخطر، لم يتخلص هؤلاء من هاجس الخوف من عيون “الشبيحة” المتربصة بهم، فرفض بعضهم الظهور إعلامياً – ولو ملثمين- حرصاً على أهاليهم في سوريا من أعمال انتقامية.
لكن لم يكن هذا حال عبدالرحمن الدروبي ابن حي المنشآت المحاصر بمدينة حمص، الذي أصرّ على الحديث لـ”العربية نت” رغم تحفظ والدته، ففتح جروح عائلته التي اعتقل اثنان من أبنائها بشبهة واهية في خضم أحداث الحرب.
وأكد عبدالرحمن أن أحد شقيقيه متواجد حالياً بالمستشفى في حالة خطيرة بسوريا، بعد بتر أصابع قدميه لقساوة التعذيب في المعتقل، وهناك خطر لقطع قدميه بالكامل.
وكان عبدالرحمن، وهو محاسب في شركة مقاولات سورية، قد انتقل إلى الجزائر قبل سنة من بداية الأحداث، غير أنه اضطر إلى استقدام زوجته وأبنائه الستة، إضافة إلى والدته وشقيقته قبل أربعة أشهر فقط، فيما ظل والده وثلاثة من أشقائه وعائلاتهم في سوريا يواجهون خطر الموت في أي لحظة، خاصة أن حيهم مجاور لحي بابا عمرو المنكوب.
نصف مليون ليرة فدية
ويقول عبدالرحمن لـ”العربية نت”: “لم أصدق عندما وطأت أقدام زوجتي ووالدتي وشقيقتي أرض الجزائر، فأخبار تعرّض النساء للاغتصاب من قبل الشبيحة كانت تصلنا كل يوم، فلم يكن يغمض لي جفن، وأنا أفكر في زوجتي وهي بمفردها مع الأولاد في بيتي بحيّ البياضة، والخطر الذي كان يتربص يومياً بشقيقتي وهي في طريقها إلى عملها”.
وتستوقفه والدته، أم كمال، وهي تغالب دموعها: “تركت قلبي هناك في الشام حيث يرقد ابني في المستشفى ويقطف الموت زهرات شباب مدينتي، وما كنت لآتي لولا خوفي على ابنتي”.
وروت شقيقته الصيدلانية زينة، حادثة كانت تعرّضت لها إحدى الفتيات الجامعيات، اعتقلت من قبل عناصر الأمن، وطلب من والدها نحو 500 ألف ليرة مقابل تحريرها، وعندما قدم المبلغ أخرجوا له ابنته عارية، فما كان من الفتاة إلا أن ألقت نفسها من الشرفة بعد الوصول إلى البيت فتوفيت على الفور.
سُجن شهرين بسبب فيديو مظاهرة
وعن أسباب اعتقال شقيقه، ذكر عبدالرحمن أن عناصر الشرطة عثرت على هاتف أحدهما بعد مراقبته على مقطع فيديو لمظاهرة، فاعتقل شهرين كاملين، خرج منها مصدوماً نفسياً لا يقوى على الحديث، فيما اعتقل شقيقه الثاني 20 يوماً للاشتباه في انتمائه للثوار، فخرج من السجن لا يقوى على الوقوف، حيث بترت أصابع قدميه بالكامل.
وتحدثت أم كمال عن أصوات أنين المعتقلين تحت التعذيب التي كانت تسمعها كل ليلة من مبنى الأمن المجاور لمسكنهم، معلقة: “بشار يريد أن يُخلي سوريا من خيرة شبابها، إنه ألعن من أبيه، الله ينتقم منه”.
5وأردفت ابنتها زينة أنها كادت أن تفقد حياتها أكثر من مرة وهي في طريقها إلى معمل الأدوية حيث تعمل، مشيرة إلى أن إدارة المعمل كانت تجبرهم على الخروج في مسيرات مؤيدة للنظام في شوارع مليئة بالقناصة.
وتحدث عبدالرحمن عن التسهيلات التي لاقاها للإقامة في الجزائر، التي لا تفرض تأشيرة على السوريين، حيث تمكن من تسجيل أبنائه في المدارس دون وثائق.
وأشار إلى أنه يعمل وأبناء الجالية السورية في الجزائر على مساعدة العائلات اللاجئة، من خلال تأمين مقر إقامة وفرصة عمل، مستهجناً في الوقت نفسه امتهان البعض التسوّل في المساجد.
وعلى جانب آخر، فسّر تخوّف السوريين اللاجئين في الجزائر من الظهور، وحتى المشاركة في الوقفات أمام السفارة، بالخوف من ترصد “شبيحة” الأسد بهم، والانتقام من عائلاتهم في سوريا.
الطفل سيزار شاهد على البطش
أما أبوسيزار، من الطائفة الشركسية، الذي تمكّن قبل ثلاثة أشهر من جلب عائلته من حمص، حيّ البياضة تحديداً، فتحدث عن معاناة ولديه سيزار وسيسيليا من تبعات ما عاشاه من أحداث.
وقال لـ”العربية نت”: “أحاول استعادة التوازن النفسي لولديّ، لكنها مهمة صعبة، حتى عندما أخذتهما للبحر سألاني إن كان أطفال حمص يستمتعون”.
وأكد المتحدث أن شقيقته العاملة بالمستشفى نجت من محاولة اختطاف وهي في طريقها إلى عملها.
كما روى ابنه سيزار ذو التسع سنوات حادثة كان شاهداً عليها عندما كان في طريقه للمدرسة، حين توقفت سيارة إسعاف نزل منها شبيحة النظام وبدأوا يطلقون النار في كل الاتجاهات، فاختبأ ورفاقه تحت سلم إحدى العمارات، قبل أن تنتهي المواجهة مع الثوار.
وختم أبوسيزار كلامه قائلاً: “عجباً لنظام لم يطلق طلقة واحدة لأربعين سنة في الجولان، ويحاول اليوم أن يُخلي البلاد من أهلها”.
النظام السوري يحرق الغابات ومحاصيل المنتفضين
الصور أظهرت قيام دبابات ومجنزرات بدهس المزروعات وإتلافها
بيروت – محمد زيد مستو
يتهم الأهالي في سوريا نظام بلادهم بحرق المحاصيل الزراعية والغابات في إطار سعيه لقمع الانتفاضة، بالتزامن مع القصف والمداهمات التي تتعرض لها أرياف مختلف المحافظات السورية.
وشهدت الظاهرة تصاعداً خلال الأيام الأخيرة، حيث تعرضت مناطق في دير الزور وحمص ودرعا وإدلب وحماة وجبل الزاوية لعمليات حرق واسعة أدت لخسائر فادحة في المحاصيل الزراعية والغابات.
واليوم الاثنين أدى القصف العنيف على قرية إنخل في درعا من قبل قوات الأمن وجيش النظام، إلى سقوط جرحى وتهدم بعض المنازل واحتراق المحاصيل الزراعية. كما منعت السلطات في مدينة جاسم عشرات سيارات الإطفاء التي اتجهت إلى المدينة لإخماد حريق، بحجة الحواجز العسكرية، بعد أن شب حريق في مناطق زراعية واسعة للقمح قدرت مساحتها بـ1000 دونم.
واشتكى فلاحون في الشعيطات بدير الزور، وبعض قرى أرياف حمص وسهل الغاب في حماة من تسبب قوات النظام في حرق محاصيلهم الزراعية، كعملية انتقام تعقب مداهمة تلك المناطق وتترافق مع تخريب وسرقة وحرق ممتلكاتهم.
وفي مدينه خان شيخون التي تبعد نحو 35 كلم عن مدينة حماة، ويبلغ عدد سكانها 50 ألف نسمة، أقدمت قوات الأمن السورية على حرق أكثر من 250 دونماً من القمح لمواطنين معارضين للنظام، انتقاماً منهم لمواقفهم المؤيدة للثورة، حسب جريدة “الشرق الأوسط”، التي نقلت عن أحد أصحاب الأراضي في المدينة، أن “مجموعات من الأمن كانت تستقل دراجات ناريه، أقدمت على حرق محاصيلنا من القمح في مدينة شيخون، واستمرت عمليات حرق المحاصيل ليلة كاملة، مضيفاً أن الأمن قام بإطلاق النار على سيارات الإطفاء التابعة لمجلس مدينه إدلب لمنعها من إخماد الحريق، بعدما كان قد سارع أهالي المنطقة إلى إطفاء الحرائق قبل أن تمتد إلى بقية الأراضي.
وبثّ نشطاء مقاطع فيديو على الإنترنت تظهر تعرّض مواشي للقتل داخل المزارع، إضافة إلى اقتحام المخازن التي تخزن فيها عادة مواسم الزرع، وإضرام النيران بها، كما أظهرت صور أخرى قيام دبابات ومجنزرات بدهس المزروعات وإتلافها.
حرق غابات
وإضافة إلى حرق المحاصيل الزراعية عمدت قوات الأمن السوري خلال الأيام الأخيرة إلى حرق غابات يتواجد فيها عناصر الجيش الحر، أو التسبب في اشتعال حرائق بغابات ومناطق زراعية أخرى جراء القصف.
وتعرضت الغابات الواقعة بين قرية الملند وقرية الزوف في جسر الشغور بمحافظة إدلب على الشريط الحدودي مع تركيا لأضرار بالغة جراء اشتعالها اليوم.
ويتهم النشطاء سلطات بلادهم بافتعال الحرائق في الغابات المحاذية للحدود التركية التي يتواجد فيها عناصر الجيش الحر، حيث لا تستطيع قوات الأمن الهجوم على تلك المناطق.
كما تسبب القصف الذي تعرضت له مناطق مجاورة لاسيما في جبل الزاوية خلال الأسبوع الماضي لاشتعال حرائق سببت أضراراً بالغة في الغابات.
منع المراقبين الدوليين من دخول الحفة
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة سوزان غوشة الثلاثاء إن مراقبي المنظمة الدولية في سوريا الذين توجهوا إلى الحفة للتحقيق في تقارير بوقوع اشتباكات في المنطقة، وجدوا صعوبة في الوصول إلى البلدة بدرجة خطيرة للغاية، تحول دون دخولها.
وتابعت غوشة لرويترز عبر الهاتف من دمشق “الوضع الأمني غير آمن لدخول البلدة، كنا عند آخر نقطة تفتيش وقالت الحكومة يمكنكم المرور ولكننا رأينا أن الوضع غير آمن”.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عددا من سكان قرية الشير في ريف اللاذقية الموالين للنظام السوري الثلاثاء منعوا وفدا من المراقبين الدوليين من بلوغ بلدة الحفة المجاورة، التي تتعرض منذ أسبوع لقصف وحصار متواصلين من قوات النظام.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس “قطع سكان قرية الشير الموالية للنظام طريقا رئيسية تقود إلى بلدة الحفة، بأجسادهم حين تمددوا أرضا أمام سيارات المراقبين”.
الخوف يمنع المراقبين من دخول الحفة
وأوضح أن “الحاجز البشري” حال دون مواصلة الفريق طريقه، “فعاد أدراجه للبحث عن طريق آخر من أجل الوصول إلى المدينة”.
وذكر التلفزيون السوري الرسمي من جهته في شريط إخباري أن “أهالي ريف اللاذقية حاولوا شرح معاناتهم من المجموعات الإرهابية المسلحة لوفد من بعثة المراقبين أثناء مروره في قراهم، لكنه لم يستمع إليهم، بل قامت إحدى سياراته بدهس ثلاثة مواطنين، اثنان منهم في حالة خطرة”.
ولم يكن في الإمكان الحصول على تعليق فوري من بعثة المراقبين على الحادث.
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة بان غي مون الاثنين على “أهمية تمكين بعثة المراقبة التابعة للأمم المتحدة في سوريا من دخول بلدة الحفة” المحاصرة حيث يتخوف ناشطون من حصول “مجزرة جديدة” في حال اقتحمتها قوات النظام.
وأعربت وزارة الخارجية الفرنسية الثلاثاء عن قلقها من “أن تكون مجازر جديدة تحضر” في سوريا.
المعارضة: مقتل 33 سوريا برصاص الأمن
استمرار تصاعد العنف في سوريا
إيهاب العقدي – بيروت – سكاي نيوز عربية
ارتفع عدد القتلى الذين سقطوا برصاص الأمن السوري في محافظات مختلفة الثلاثاء إلى 33 قتيلاً، بينهم 4 أطفال و3 نساء ومجند منشق و5 تحت التعذيب.
وأوضحت الشبكة السورية ومركز دمشق لحقوق الإنسان أن 12 شخصاً قتلوا في حمص و5 في حلب و4 في كل من دمشق وريفها واللاذقية ودير الزور و3 في إدلب واحد في حماة.
وكان مراسلنا في لبنان أفاد بأن 3 أشخاص قتلوا في اشتباك بين الجيش النظامي والجيش السوري الحر قرب الحدود السورية اللبنانية.
وأوضح أن القتلى الثلاثة، هم مدنيان وأحد أفراد الأمن، مشيراً إلى أن الاشتباكات وقعت داخل الأراضي السورية المحاذية للحدود الشمالية الشرقية للبنان.
وأفاد مراسلنا في لبنان بأنه تم نقل ستة من الجرحى إلى الأراضي اللبنانية حيث يتلقون الإسعافات في مستشفيات قريبة من حدود البلدين.
وكانت لجان التنسيق المحلية في سوريا قالت في وقت سابق الثلاثاء إن 13 شخصا قتلوا برصاص الجيش السوري في دير الزور وحماة.
وذكر ناشطون سوريون أن القوات الحكومية السورية ارتكبت مجزرة جديدة في دير الزور شرقي البلاد.
وأوضح الناشطون أن أكثر من 13 شخصا قتلوا جراء قصف بقذائف الآر بي جي. واستهدف القصف ليلاً مظاهرة في منطقة الجبيلة، مشيرين إلى أن عشرات أصيبوا وأن الجثث ما زالت تحت الأنقاض.
وأضاف الناشطون أن حلب تعرضت بدورها لقصف عنيف بالصواريخ والمدافع، حيث سقط أكثر من 10 صورايخ ترافقت مع انفجارات عنيفة هزت معظم أحياء المدينة، وتعرضت حمص أيضا لقصف عنيف خلف عددا من الجرحى.
الأزمة السورية: هيغ يستبعد التدخل العسكري وعنان يتوقع تشكيل مجموعة اتصال “قريبا“
مع تسارع وتيرة الأحداث على الأرض وازدياد حدة الاشتباكات بين القوات الحكومية السورية والمعارضة، تشهد الساحة الدبلوماسية الدولية تطورات عدة تصب لمصلحة إيجاد حل سلمي للأزمة، وكان آخرها استبعاد بريطانيا إمكانية التدخل العسكري وإعلان الأمم المتحدة عن قرب تشكيل مجموعة اتصال بشأن سوريا.
فقد أعلن وليام هيغ، وزير الخارجية البريطاني، الثلاثاء أن “الجهد الدولي لتحقيق الاستقرار في سوريا يتركز على محاولة التوصل لانتقال سلمي، وأن التدخل العسكري الأجنبي في تلك البلاد “ليس مطروحا”.
وقال هيغ في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة الباكستانية إسلام آباد: “نحن لا نبحث أي تدخل عسكري أجنبي في سوريا التي أعتقد أننا يجب ألا نفكر فيها بمنظور ليبيا أخرى.”
مجموعة اتصال
من جانبه، قال أحمد فوزي، المتحدث باسم كوفي عنان، المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا، “إن عنان يأمل بعقد اجتماع قريبا لمجموعة اتصال دولية بشأن سوريا، لكن لم يجر الاتفاق بعد على مكان الاجتماع أو على المشاركين فيه”.
وأضاف فوزي قائلا إن الدعم الدولي لفكرة تشكيل مثل هذه المجموعة “قد شجع عنان”، وأن عقد اجتماع لمثل هكذا مجموعة سيهدف إلى تعزيز تنفيذ خطة السلام التي توسط بها المبعوث الدولي، والمؤلفة من ست نقاط، بدلا من وضع خطة جديدة بديلة.
وقال فوزي في مؤتمر صحفي عقده في جنيف الثلاثاء: “الفكرة تتبلور والدبلوماسية تتصاعد.”
وفي تطور متصل، أصدر المكتب الصحفي للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بيانا قال فيه: “إن أعمال العنف في سوريا تتفاقم بشكل سريع، إذ صعَّد الجيش هجماته على المراكز المدنية واتجهت المعارضة على نحو متزايد إلى الهجمات المنسقة على القوات الحكومية السورية”.
وجاء في البيان أيضا: “يعبر الأمين العام عن بالغ قلقه للتصعيد الخطير للعنف المسلح في انحاء سوريا خلال الأيام القليلة الماضية وللمخاطر الشديدة التي يواجهها المدنيون في المناطق التي تتعرض للقصف.”
وأضاف البيان أن “العنف على وجه الإجمال يشتد مع تحول التكتيكات.”
وأضاف أن بان حضَّ الجانبين على الوفاء بالتزامهما بالسلام بموجب خطة الوسيط الدولي كوفي عنان للسلام التي قبلاها في وقت سابق من هذا العام.
استخدام الأطفال
وقد اتهم بيان آخر صادر عن الأمم المتحدة كلا من القوات الحكومية السورية والمعارضة باستخدام الأطفال دروعا بشرية، ودعا إلى حمايتهم وإخراجهم من دائرة الصراع.
أطفال سوريون
تضمن التقرير روايات أطفال عن تعرضهم للتعذيب أثناء الاعتقال
ونقل التقرير عن راديكا كوماراسوامي، المبعوثة الخاصة للامم المتحدة بشأن الاطفال فى مناطق النزاع المسلح، قولها إن الاتهامات ضد سوريا تتضمن إجبار هؤلاء الأطفال على اعتلاء الدبابات الحكومية لمنع هجمات قوات المعارضة عليها.
وقالت كوماراسوامي في تقرير خاص إن أطفالا قد تبلغ أعمارهم 9 سنوات “كانوا عرضة للتعذيب والاعتقال والعنف الجنسي”.
كما انتقدت المبعوثة الدولية “الجيش السورى الحر” المعارض لاستخدامه الأطفال في القتال ضد القوات الحكومية، قائلة: “لقد وصلتنا معلومات عن قيام الجيش السوري الحر باستخدام أطفال في الخدمات الطبية وبعض المهام الأخرى غير القتالية، ولكن هذه المهام تقع في نطاق جبهات القتال”.
BBC
مجموعة الاتصال بشأن سوريا تعطي خطة عنان قوة
جنيف (رويترز) – قال أحمد فوزي المتحدث باسم كوفي عنان وسيط الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا يوم الثلاثاء إن “مجموعة اتصال” دولية بشأن سوريا ستجتمع قريبا لبحث كيفية جعل الحكومة السورية والمعارضة تلتزمان بخطة السلام التي صاغها الوسيط الدولي.
وقال فوزي في افادة صحفية معتادة في جنيف “القصد من تشكيل هذه المجموعة هو اعطاء قوة للخطة لاقناع الاطراف بتنفيذ الخطة كاملة. الامر ليس وضع خطة جديدة.”
واحيط اجتماع مجموعة الاتصال بشكوك نظرا لمعارضة الولايات المتحدة لمشاركة ايران.
وتدعم ايران وروسيا والصين الحكومة السورية وعطلت موسكو وبكين قرارين في مجلس الامن التابع للامم المتحدة لزيادة الضغوط على سوريا. ويتهم محققو الامم المتحدة الحكومة السورية بارتكاب جرائم ضد الانسانية.
وقال فوزي انه على الرغم من أنه لم يجر الاتفاق بعد على مكان الاجتماع أو المشاركين به الا ان عنان متفائل.
وأضاف “تشجعه مؤشرات على ان دول اعضاء تأخذ الامر بجدية شديدة وفي الواقع سمعنا ان الروس يدعون الدول الاعضاء (في الامم المتحدة) ذات النفوذ الى التوحد الفكرة تتبلور والدبلوماسية تتصاعد.”
(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير أحمد صبحي خليفة)
مقاتلو المعارضة السورية يهربون مدنيين من الحفة
بيروت (رويترز) – قال مقاتلو المعارضة السورية في بلدة الحفة بغرب البلاد يوم الثلاثاء انهم يكافحون من أجل تهريب مدنيين محاصرين وسط قتال عنيف قوبل بانتقادات دولية.
وقال ثلاثة من المعارضين خلال اتصالات هاتفية ان مئات المسلحين الذين انضموا الى الانتفاضة المستمرة ضد الرئيس السوري بشار الاسد منذ 15 شهرا يتصدون لهجوم بالدبابات وطائرات الهليكوبتر على بلدتهم الواقعة وسط سلسلة جبال قرب السواحل السورية المطلة على البحر المتوسط.
وعبر كوفي عنان المبعوث الدولي عن قلقه على السكان المحاصرين في الحفة وطالب بالسماح فورا لمراقبي الامم المتحدة بدخولها. وحذرت الولايات المتحدة من “مذبحة محتملة” بعد تقارير عن وقوع عمليات قتل جماعي في محافظتين قريبتين خلال الثلاثة اسابيع الماضية.
وقال مقاتلون انهم أبعدوا المدنيين الى مشارف الحفة مع بدء الحصار المستمر منذ ثمانية أيام لكن هذه المناطق أصبحت الان في مرمى النيران. وذكروا ان قوات الجيش والميليشيا الموالية للاسد تحاصر المنطقة.
وقال مقاتل عرف نفسه باسم ابو الودود “كل بضعة أيام نتمكن من فتح طريق لاخراج الجرحى ومن ثم استطاعت بعض الاسر الهروب امس. نحاول اخراج كل الاسر حتى يتمكنوا من الهرب الى تركيا” على بعد 25 كيلومترا.
وبدأت الاشتباكات يوم الثلاثاء الماضي بين مقاتلي المعارضة وقوات الامن التي تقيم نقاط تفتيش لتشديد قبضتها على البلدة ذات الموقع الاستراتيجي لقربها من ميناء اللاذقية السوري وايضا من الحدود التركية والتي يستخدمها منشقون لتهريب المواطنين والامدادات.
وتقع بلدة الحفة التي تقطنها غالبية سنية عند سفح جبال ساحلية تتركز فيها الاقلية العلوية التي ينتمي لها الاسد.
وتحولت الاشتباكات سريعا الى هجوم من جانب قوات الامن. وطلب عنان دخول مراقبي الامم المتحدة الى الحفة. ويوجد في سوريا فريق من المراقبين لمرافبة اتفاق لوقف اطلاق النار اعلن منذ شهرين لكنه لم يطبق.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له وله شبكة من النشطين في انحاء سوريا ان 29 مدنيا و23 من مقاتلي المعارضة و68 جنديا قتلوا منذ بدء القتال في الخامس من يونيو حزيران.
وأضاف ان عشرات اصيبوا. وذكرت وكالة الانباء السورية ان من بين المصابين اثنين من قناة الاخبارية التلفزيونية الموالية للحكومة.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد ان القوات السورية عازمة على استعادة السيطرة على البلدة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.
وتساءل قائلا “المسألة هي بأي ثمن؟”
وقال نشطون ان الجيش السوري تكبد خسائر كبيرة بسبب الطبيعة الجبلية للمنطقة التي يصعب تحريك الدبابات والاسلحة الثقيلة فيها وهو ما يعرض الجنود لهجمات مقاتلي المعارضة.
وقال عبد الودود انه على الرغم من هذه المكاسب تقف وحدات المعارضة معزولة وتعاني من سوء التنظيم نظرا لقطع خطوط الاتصال بشكل متكرر.
وقال قائد من الجيش السوري الحر متمركز قرب الحدود التركية ان هناك حاجة عاجلة للمساعدات.
وقال “الموقف رهيب. فلتنس الاسلحة الناس محتاجون الى الدواء والغذاء. كما تعرف نحن في حالة حرب في سوريا. الجيش يمكنه دخول الحفة في دقائق اذا اراد لكنه يريد ان يدمرها بدلا من ذلك.”
من اريكا سولومون
(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير أحمد صبحي خليفة)
أثرياء الحرب في سورية يستغلون الثورة والعقوبات لمصلحتهم
ناديا بيطار
يبدو أن تلك العقوبات الأوروبية تساعد المستثمرين الذين تربطهم علاقة وثيقة بالنظام. يستغل الانتهازيون السوريون وأثرياء الحرب الوضع عبر شراء العقارات بأسعار رخيصة وبيع الغاز الطبيعي والوقود.
كانت عقوبات الاتحاد الأوروبي معدة لإضعاف رجال الأعمال الأثرياء الذين يدعمون نظام الأسد في سورية. لكن يبدو أن تلك العقوبات تساعد المستثمرين الذين تربطهم علاقة وثيقة بالنظام. يستغل الانتهازيون السوريون وأثرياء الحرب الوضع عبر شراء العقارات بأسعار رخيصة وبيع الغاز الطبيعي والوقود.
عندما يتحدث يوسف قات (ليس اسمه الحقيقي) عن موضوع الحرب في سورية، بالكاد يشير إلى الوضع القائم. بالنسبة إلى رجل الأعمال هذا، ليس الوضع سيئاً بأي شكل.
في هذه الأيام، يبدو قات دائم الانشغال. حتى في عطل نهاية الأسبوع، نجده يرتدي بنطلون جينز وقميصاً مكوياً في حال طلبه أحدهم لمساعدته في بيع منزله. إذا كان المنزل يقع في أحد أحياء دمشق الأعلى مستوى، يذهب قات بسيارته لرؤية المكان، فيلقي نظرة على المبنى ويخبر المالك بأنه سيفكر في الموضوع ويقرر ما إذا كانت الصفقة تهمه ثم يغادر. الوضع يسمح له بأن يكون متطلباً.
في هذه الأيام، يميل الكثيرون إلى بيع منازلهم، لكنّ قلة من الناس تستطيع شراءها. قات هو واحد من تلك الأقلية.
يقول قات: “الموقع الممتاز يبقى موقعاً ممتازاً في جميع الظروف”. في الآونة الأخيرة، ألقى نظرة على مطعم في مدينة دمشق القديمة بالقرب من الجامع الأموي الشهير. في سنة 2010 القياسية، زار 8.5 ملايين سائح ذلك الموقع، وكان الوضع يشير إلى ارتفاع تلك الأرقام. كان معظم الزوار من السياح المثقفين والأثرياء على عكس المصطافين الذين يأتون وفق عروض مخفضة إلى تونس ومصر. لا شك أن استمرار الاضطرابات في سورية أبعد معظم السياح عن البلد. لكن يقول قات: “ستعود الأمور إلى سابق عهدها خلال سنتين”.
ينتمي قات إلى الطبقة العليا في سورية، وهي تشكل 1 في المئة من الشعب فقط. يرتبط رجال الأعمال الفاحشو الثراء في سورية بعلاقة وثيقة مع نظام الرئيس بشار الأسد. في نهاية المطاف، تعني العلاقات الحسنة مع النظام تحسّن وضع الأعمال. يؤكد الناس في دمشق استحالة القيام بأي صفقات استيراد أو تصدير كبرى من دون موافقة النظام.
جنى قات أيضاً الملايين عن طريق التجارة والفنادق والمطاعم، كما أن معظم أرصدته بالعملات الأجنبية. تتركز نسبة كبيرة من استثماراته في دبي، وقد انعكس ذلك إيجاباً عليه اليوم.
سلع قيّمة
يقول قات: “سورية هي المكان الأنسب للتسوق اليوم”. قبل الأزمة، كان اليورو الواحد (1.25 دولار) يساوي 60 ليرة سورية، ولكنه يصل اليوم إلى 85 ليرة سورية في السوق السوداء. في شهر مارس، تراجعت قيمة العملة السورية إلى أدنى مستوياتها حتى الآن، فكان اليورو الواحد يساوي 125 ليرة.
ظهر مصطلح جديد في سورية لوصف أمثال قات: “تجّار الأزمة”. يعمل هؤلاء في ثلاثة قطاعات: العقارات، وغاز التدفئة، والوقود. كذلك، يبدو أن عقوبات الاتحاد الأوروبي تفيد هؤلاء المستفيدين من الحرب.
بهدف زيادة الضغط على نظام الأسد، فرضت بروكسل عقوبات على منتجات النفط والغاز السورية، علماً بأن هذا القطاع هو الأهم بالنسبة إلى الاقتصاد المحلي. في شهر مايو، قال وزير النفط السوري، سفيان علاو، إن العقوبات كلّفت البلد 4 مليارات دولار.
لكن يبدو أن الشعب يدفع الثمن أيضاً بسبب العقوبات. توقف عمل بعض مضخات الوقود في المحطات، لأن النظام يفضل الاحتفاظ بالوقود الشحيح لدباباته. كذلك، لا يمكن الحصول دوماً على قناني الغاز الزرقاء التي يستعملها الكثيرون لتشغيل الأفران. وحين تتوافر تلك السلع، قد تكلف مبلغاً أكبر بأربع وثلاثين مرة من الثمن الأصلي قبل بدء الثورة.
كان الفقراء في سورية يعانون أصلاً نتيجة التدهور الاقتصادي وارتفاع الأسعار منذ فترة طويلة. أما اليوم، فحتى أعضاء الطبقة الوسطى أصبحوا مضطرين إلى استعمال مدخراتهم وبيع منازلهم للأثرياء من أمثال قات.
«جميع السياسيين كاذبون!»
كان قات يتجول في المساء في أنحاء مدينة دمشق القديمة. فدخل إلى حانة “تاو بار” (Tao Bar) التي فتحت أبوابها قبل ستة أشهر. على اليمين، ثمة منصة صغيرة مخصصة لمذيع الأغاني (DJ). على الجدار، ثمة تمثال كبير وذهبي لبوذا. ذلك المكان مستوحى أصلاً من “بودا بار” الأسطوري في باريس، ومن المعروف أن أسعار السوشي والكوكتيل مرتفعة هناك بالقدر نفسه. خلال الليل، يمكن أن تبلغ فاتورة الزوار المحليين مئة يورو بكل سهولة (علماً بأن متوسط الدخل الشهري في هذا البلد بالكاد يصل إلى 200 يورو!). بما أن المكان لم يكن يشهد حركة كبيرة بعد، قرر قات متابعة سيره.
قابل قات صديقاً قديماً له من أيام الدراسة في أحد مطاعم تلك المدينة القديمة. تماماً مثل قات، كان صديقه مسيحياً ويُفترض أن يكون في مرحلة التقاعد. لكن بصفته جنرالاً سابقاً في الجيش السوري، قال إنه “يقوم بعمل ما مع قوى الأمن المحلية مجدداً”، ولكنه رفض الدخول في التفاصيل. أعلن الجنرال السابق أن “الوضع” سيصبح تحت السيطرة مجدداً خلال أقل من شهر. لكن بعد مغادرته، قال قات: “جميع السياسيين كاذبون!”.
صحيح أن قات لا يعتقد أن “المشكلة” ستحلّ في غضون شهر، إلا أنه متأكد من أنها ستنتهي خلال سنة. بخلاف الكثير من رجال الأعمال السنة، لم يقطع قات صلاته بنظام الأسد. فهو يظن أن المتمردين وباء حل بالبلد سببه عناصر أجنبية، وأن النظام “سيتولى أمرهم”. ويقول إن الأحياء ذات الأغلبية السنية، مثل معقل الثوار في بابا عمرو بحمص، “ستُنظَّف” ليسكنها بعد ذلك خليط من الناس، أي أناس ينتمون إلى الأقليات السورية. “فلن تبقى أحياء مثل بابا عمرو في حمص”، وفق قات، الذي يدّعي أنه حصل على هذه المعلومات من مصادر حكومية.
أُعدت عقوبات الاتحاد الأوروبي لتستهدف أناساً مثل قات، أي رجال أعمال يستخدمون مواردهم لدعم النظام. يذكر قات: “يمكن شراء السياسيين هنا بالمال”. حتى إن بروكسل فرضت عقوبات على رجال أعمال محددين يدعمون النظام مالياً، مثل ابن خال الرئيس السوري، رامي مخلوف، الذي يُعتقد أنه فاحش الثراء. في المقابل، قات مجرد سمكة صغيرة في بحر رجال الأعمال الضخم. لذلك، لا تلتقطه رادارات بروكسل، وذلك بفضل الطبيعة غير الشفافة للعلاقات بين عالمَي الأعمال والأمن في سورية.
انضم إلى قات صديق له من أيام الجامعة. خسر هذا الصديق عمله في أحد الفنادق بسبب الأزمة الاقتصادية. ومع أنه مسيحي، مثل قات، بيد أنهما لا يتشاطران وجهات النظر السياسية. خلال الساعات القليلة التالية، راح قات يقلب لائحة الطعام ويلعن المتمردين، في حين اكتفى صديقه بتدخين النرجيلة بصمت.
لكنه قال لاحقاً حين أصبح بمفرده: “ثمة أناس في سورية يملكون ثروات طائلة، وهذا معيب”.
دير شبيغل
ترجمة الجريدة
ناشط سوري مبشر باللاعنف يعود إلى الوطن
المترجمون السوريون الأحرار
ديبورا أموس Deborah Amos
يقول نصير الاحتجاج السلمي الأول في سوريا إنه عائد إلى دمشق هذا الأسبوع وسوف يواصل رسالته الدائمة على الرغم من أن إراقة الدماء في البلاد تزداد سوءً.
الشيخ جودت سعيد عالم إسلامي، عمره 81 عاماً، ساعدت كتبه وتعاليمه على تشجيع الناشطين السوريين الشباب على تحدي النظام في احتجاجات سلمية السنة الماضية.
هو غير معروف كثيراً في الغرب، لكنه يبقى معلم مؤثر، وفقاً لناشطين في دمشق. يعود سعيد إلى العاصمة السورية في وقت حرج في الانتفاضة التي بدأت منذ 15 شهراً، ويبدو أنها تنزلق إلى مرحلتها الأكثر عنفاً حتى الآن.
يحث الشيخ جودت سعيد (81 عاماً) على الاحتجاج السلمي في سوريا منذ عقود، وقد اعتقل مرات عدة. يتوجه باحث وناشط، يظهر هنا وهو يتحدث في الجامعة الأميركية في واشنطن في شهر مارس/آذار، إلى سوريا هذا الأسبوع ويعتزم استئناف دعوته إلى المعارضة السلمية للحكومة.
جيف واتس/الجامعة الأميركية.
أدان مجلس الأمن بالإجماع الحكومة السورية بسبب هجوم على قرية الحولة. وقد أثارت وفاة أكثر من 100 مدني هناك، من بينهم نساء وأطفال، الغضب الدولي، فطردت دول عدة سفراء سوريين. ويقدم السوريون الذين آمنوا فيما مضى بقوة التمرد السلمي على نحو متزايد الدعم للجنود المتمردين والمدنيين المسلحين.
كان سعيد في جولة محاضرات لمدة ستة أشهر في كندا والولايات المتحدة، تضمنت عنواناً رئيسياً في الجامعة الأميركية في العاصمة واشنطن حول اللاعنف والربيع العربي.
وعندما سُئل هل يشعر بخيبة أمل من أن الانتفاضة السورية تتحول نحو الكفاح المسلح، قال إنه سيستمر في إدانة العنف. وقد قال عبر الهاتف الخلوي في طريقه إلى محاضرة في جامعة أوتاوا الأسبوع الماضي إن أولئك الذين يرفضون الرؤية ما زالوا يؤمنون بقوة السلاح، هؤلاء الناس يؤمنون بقوة السلاح، وليس بقوة الحقيقة.
سجين في كثير من الأحيان
قال سعيد إنه سجن عدة مرات بسبب آرائه، كان آخرها في آب 2000. صوّت بـ”لا” في استفتاء على ترشيح بشار الأسد لمنصب الرئيس. استرجع موظف ورقة الاقتراع وشطب الـ “لا” وعلّم مربع “نعم”. وعندما اشتكى، اُعتقل على الفور.
لعب دوراً رئيسياً في الأشهر الأولى للثورة، يوضح عمرو العظم، وهو أستاذ تاريخ الشرق الأوسط في جامعة ولاية شوني في ولاية أوهايو من أصل سوري. وكان لسعيد أتباع كثيرون من الشباب في مدينة درعا الجنوبية، حيث بدأت الثورة، وداريا، وهي ضاحية قريبة من دمشق.
في العام الماضي في داريا، قام نشطاء بتوزيع المياه والورود على الجنود الذين أُرسلوا لقمع الاحتجاجات. وقاد غياث مطر (26 عاماً)، طالب سعيد، هذه الحملة. اُعتقل في سبتمبر/أيلول 2011، وتوفي في المعتقل بعد تعرضه للتعذيب، وفقاً لهيومن رايتس ووتش.
أثر سعيد في طرف السلام، كما يقول العظم. وهو مهم لأنه آخر ما يجمع هذا الخط، إذ انتقل الآخرون إلى الجناح العسكري. ويقول العظم إن غيابه على مدى الأشهر الستة الماضية جعله غير ملم بمطالب الشارع، الشباب الذين عانوا من حملات عسكرية وحشية في المدن في مختلف أنحاء سوريا.
يقول: “لا تزال الاحتجاجات السلمية جزءً لا يتجزأ من الحركة، لكن “يعيش الجيش السوري الحر” هي العبارة التي يرددها الناس في المظاهرات السلمية.
لا نصير للجيش الثائر
لا يدعم سعيد الجيش السوري الحر والفرق ضعيفة التنظيم من الجنود المتمردين والمدنيين. “علينا التخلص من الجيوش، فالجنود بنادق يستخدمها الآخرون”، هذا جوابه المقتضب على سؤال حول تزايد شعبية الجناح العسكري للثورة.
عودته متوقعة على نطاق واسع من قبل الكثير من الناشطين الذين يقولون إن هناك حاجة ماسة لشخصيات محترمة جداً لتلعب دوراً بارزاً داخل البلاد. يقول الناشط كرم نشار: “لقد فقدنا بالفعل جيلاً من القادة بسبب الاعتقال والقتل، ولدينا نشطاء أصغر سناً يتحلّون بالشجاعة ولكنهم غير منظمين، ويفتقرون إلى الرؤية”.
لقد لعبت رؤية جودت سعيد السلمية دوراً في المعارضة السياسية السورية منذ عام 1966 عندما نشر مشكلة العنف في العمل الإسلامي. ودوره عند عودته إلى العاصمة السورية ليس واضحاً.
يقول عمرو العظم إنه “يرمي نفسه في عرين الأسد، هو شجاع جداً. هذا النظام في مأزق، فإذا اعتقلوه فهم مدانون، وإذا لم يعتقلوه مدانون”.
مخاطر العودة
اعترف سعيد بالمخاطرة. لقد سمع تقارير واردة من أفراد أسرته في دمشق الذين يقولون إنه بالإمكان معرفة أعداد رجال الأمن الذين يراقبون شارعه. ابنه بشير سعيد، 35 عاماً، عائد أيضاً إلى الوطن مع والده. قال إنهم يجب أن يعودوا إلى ديارهم على الرغم من المخاطر. قال الابن: “أنت تساند ما تدعو إليه وأنت أحد الذين بدؤوا هذا، ولذلك فالهرب خارج البلاد لا يبدو صحيحاً”.
أما سعيد، الرجل الذي كان يطلق عليه غاندي السوري، فقد سجن من قبل بسبب أفكاره. “عمري أكثر من 80 عاماً. لا يهمني ما يفعلونه بي. لقد عشت دائماً بهذه المبادئ”.
ادونيس: فرنسا تخون مبادئها بدعم الاصوليين!!
اعتبر الشاعر السوري ادونيس في حديث لمجلة افريق- آزي (افريقيا- آسيا) ان فرنسا خانت مبادئ الثورة الفرنسية بتقديم الدعم لـ”جميع الحركات الاصولية الرجعية” في العالم العربي، حسب قوله.
وقال ادونيس: “من يراقب السياسة الحالية لفرنسا ازاء العالم العربي يلاحظ انها تخون مبادئ الثورة الفرنسية”. وأضاف: “بدلا من العمل على دعم التيارات المدنية والديموقراطية والمتعددة القادرة على ارساء اسس ثورة شاملة من شأنها إخراج المجتمعات العربية من تخلف القرون الوسطى الى الحداثة، فإن فرنسا وعلى العكس من ذلك تدعم كل الحركات الاصولية الرجعية وتتعاون باسم حقوق الانسان مع الانظمة الاصولية الرجعية”.
وأضاف ادونيس، الذي يعيش في المنفى “اذا كان الدافع لذلك هو الدفاع عن حقوق الانسان فإن الفرص لإثبات ذلك ليست قليلة خصوصا في فلسطين والسودان والعربية السعودية ومجمل دول الخليج، التي لا يوجد حتى دستور لدى بعضها”.
وقال ادونيس أيضاً: “لا احد يستطيع الدفاع عن اي نظام عربي كان. لكن لا ينبغي ايضا اصلاح الشر الذي تمثله هذه الانظمة بشر اخر. هذا تماما ما تفعله فرنسا واوروبا اليوم”.
ويبلغ ادونيس الثانية والثمانين من العمر، وهو علوي يتحدر من بلدة قصابين في منطقة اللاذقية، انتقل للعيش في لبنان عام 1956 قبل ان يقرر الاقامة في فرنسا عام 1985 حيث عمل استاذا في جامعة السوربون، علماً بأنه يصنف نفسه كمعارض رغم أنه يعارض الدعوات لرحيل الاسد.