أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 27 كانون الثاني 2015

 

«داعش» يخسر عين العرب

موسكو – رائد جبر لندن، باريس، بيروت – «الحياة»، أ ف ب

 

مني تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) بضربة رمزية وصفعة عسكرية كبيرة لدى طرد مسلحيه من مدينة عين العرب (كوباني) شمال سورية على أيدي المقاتلين الأكراد بدعم من غارات التحالف الدولي- العربي، في حين تلقت موسكو مفاجأة غير سارة لدى خفض معارضة الداخل مستوى تمثيلها في جلسات «منتدى موسكو»، الذي انطلق أمس بمشاركة ثلاثين شخصاً وسط مقاطعة أبرز معارضي الخارج.

 

وتشكل خسارة المعركة الطويلة في عين العرب الحدودية مع تركيا، الصفعة العسكرية الأقوى التي يتلقاها «داعش» في سورية منذ توسعه وسيطرته على مساحات واسعة فيها وفي العراق المجاور الصيف الماضي. لكن على رغم ذلك، قال الناطق باسم «داعش» أبو محمد العدناني، إن تنظيم «الدولة الإسلامية يقوى ويشتد»، داعياً المسلمين عموماً إلى شن هجمات جديدة في الغرب مماثلة لاعتداءات فرنسا الأخيرة.

 

وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قال إن «وحدات حماية الشعب سيطرت في شكل شبه كامل على عين العرب بعدما طردت عناصر تنظيم الدولة الإسلامية منها»، لافتاً إلى أن مقاتلي التنظيم المتطرف انسحبوا إلى ريف المدينة من الجهة الشرقية، موضحاً أنه «لم يعد هناك مقاتلون للتنظيم في المدينة»، حيث تواصل القوات الكردية «عمليات التمشيط». لكن ناشطين قالوا «إن داعش لا يزال موجوداً في حوالى 400 قرية وبلدة في محيط كوباني، وهذا أمر خطير».

 

سياسياً، تلقت موسكو مفاجأة غير سارة مع افتتاح جلسة الحوار الأولى، إذ اتضح بعد إعلان «الائتلاف الوطني السوري» مقاطعته، غياب الصف الأول من قيادة «هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي»، على رغم تأكيدات سابقة بمشاركة 12 من أعضائها. واقتصر حضور «الهيئة» على أعضاء الصف الثالث فيها.

 

وسادت الخلافات في اليوم الأول من «منتدى موسكو» حول آليات العمل بينهم واقتراح «هيئة التنسيق» تبني «وثيقة القاهرة» التي جرى تبنيها قبل يومين من معارضين وتضمنت تشكيل «هيئة حكم انتقالية بضمانات إقليمية ودولية». وقال أحد المشاركين لـ «الحياة» إن كلاً من الفنان جمال سليمان ورئيس «منبر النداء الوطني» سمير العيطة تحدثا أمس، حيث اقترح الأخير ضرورة تبني محاور للحوار بين السوريين مع ضرورة التركيز على الجانب الميداني، ذلك أن النظام لا يلتزم تعهداته، بما في ذلك حديثه عن المصالحات وقصف طيرانه قبل أيام بلدة حمورية شرق دمشق. وأضاف أن هناك التباساً ما إذا كان «منتدى موسكو» حواراً أم تفاوضاً، مشدداً على «كسر الجليد» واتفاق المشاركين على محاور رئيسية للحديث عن كل الأمور من دون شروط مسبقة.

 

ومن الأمور الأخرى موضع الخلاف بين المعارضين، الشخص الذي سيلقي كلمة المعارضة غداً لدى انضمام وفد النظام برئاسة مندوب سورية في الأمم المتحدة بشار الجعفري. وأوضحت المصادر احتمال عدم الاتفاق على شخص، بحيث يجري «الاتفاق على نقاط محددة لعرضها في الجلسة المشتركة مع النظام».

 

من جهة أخرى، أعلن «الائتلاف» رفضه المشاركة في هذه اللقاءات، إذ اعتبر أن روسيا، حليفة دمشق، ليست بلداً «محايداً»، بالتزامن مع قيام رئيسه خالد خوجة بزيارة ريف اللاذقية غرب البلاد ولقائه قادة المعارضة المسلحة وتأكيده أن «لا علاقة مع النظام سوى التفاوض على تأسيس هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات لا مكان للأسد وأجهزته الأمنية مكان فيها».

 

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن الرئيس السوري قوله في دورية «فورين أفّيرز» الأميركية أمس، أن «ما يجري في موسكو ليس مفاوضات حول الحل، إنها مجرد تحضيرات لعقد مؤتمر (…) أي كيفية التحضير للمحادثات».

 

في باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس، إن سورية الغد يجب أن تبنى من دون الأسد. وأضاف: «لا يمكن أحداً عاقلاً أن يفكر أن رجلاً مسؤولاً عن مقتل مئتي ألف شخص سيكون موجوداً في مستقبل شعبه»، مضيفاً أن إبقاء الأسد في مكانه «يشكل هدية مطلقة» لتنظيم «الدولة الإسلامية». وتابع: «لا بد من حل يضم عناصر من المعارضة وآخرين من النظام، من دون بشار».

 

الأكراد يطردون «داعش» من كوباني

بيروت – أ ف ب

 

نجح المقاتلون الأكراد اليوم (الإثنين) في طرد مقاتلي “تنظيم الدولة الإسلامية” (داعش) من مدينة عين العرب السورية، بعد أكثر من أربعة أشهر من المعارك.

 

وتشكل خسارة المعركة الطويلة في مدينة عين العرب الحدودية مع تركيا الصفعة الأقوى من الناحيتين الرمزية والعسكرية التي يتلقاها “داعش” في سورية منذ توسعه وسيطرته على مناطق واسعة فيها الصيف الماضي.

 

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن: “تسيطر وحدات حماية الشعب على مدينة كوباني (التسمية الكردية لعين العرب) في شكل شبه كامل بعد أن طردت عناصر تنظيم الدولة الإسلامية منها”.

 

وأشار إلى أن مقاتلي التنظيم المتطرف انسحبوا إلى ريف عين العرب من الجهة الشرقية، موضحاً أنه “لم يعد هناك من مقاتلين للتنظيم في المدينة”، حيث تواصل القوات الكردية “عمليات التمشيط”.

 

وسبقت دخول حي مقتلة سيطرة الأكراد على حي كاني عربان (كاني كردا) وهما الحيان الوحيدان اللذان كانا لا يزالان تحت سيطرة “الدولة الإسلامية” حتى صباح اليوم.

 

وقال عبدالرحمن أن مقاتلي الوحدات “يواصلون التقدم بحذر في المناطق التي دخلوها نتيجة زرع عناصر داعش عشرات الألغام فيها قبل فرارهم”.

 

وبدأ تنظيم “الدولة الإسلامية” هجومه في اتجاه عين العرب في 16 أيلول (سبتمبر) الماضي، وسيطر على مساحة واسعة من القرى والبلدات في محيطها، قبل أن يدخل المدينة في الثالث من تشرين الأول (أكتوبر). وكادت المدينة تسقط في أيديهم، إلا أن المقاتلين الأكراد استعادوا زمام المبادرة في نهاية تشرين الأول.

 

وقتل في معارك كوباني التي تحولت إلى رمز لمحاربة تنظيم “داعش” المتطرف، وفق المرصد السوري، أكثر من 1600 شخص.

 

سورية: القوات الكردية تسيطر تماماً على كوباني

بيروت – رويترز

 

قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن القوات الكردية سيطرت تماماً على مدينة عين العرب (كوباني) السورية قرب الحدود مع تركيا اليوم (الإثنين)، وطردت مقاتلي «تنظيم الدولة الإسلامية» بعد معارك استمرت قرابة أربعة شهور.

 

وحصلت القوات الكردية السورية على دعم من ضربات التحالف الدولي الجوية شبه اليومية بقيادة الولايات المتحدة على المنطقة المحيطة بالمدينة، ومن قوات «البيشمركة» الكردية العراقية.

 

واشنطن تصف تصريحات الأسد الأخيرة بـ «الأوهام»

واشنطن – الأناضول

 

انتقدت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر ساكي تصريحات للرئيس السوري بشار الأسد أدلى بها الى مجلة «فورين أفيرز» الأميركية، واصفة إياها بـ «الأوهام»، ومؤكدة ان «سورية لا يمكن أن تعود مستقرة أو موحدة طالما أنها خاضعة لحكمه».

 

وقالت ساكي في مؤتمر صحافي أمس (الاثنين) ان «الأوهام التي يطرحها الأسد هنا تؤكد فقط إيماننا الراسخ بأنه فقد شرعيته منذ أمد طويل، ويجب أن يرحل».

 

وكان الرئيس السوري أجرى مقابلة حصرية مع الدورية الأميركية غير الحكومية هاجم فيها المعارضة السورية والدول الداعمة لها.

 

ونفت ساكي أن تكون حكومة بلادها قد أظهرت بعض «التراخي» في موقفها من بقاء الأسد على رأس السلطة، مشددة على أن «موقفنا لم يتغير»، وأن هناك «قراءة غير دقيقة لموقف الولايات المتحدة» من النظام السوري.

 

وتحدثت تقارير إعلامية في الولايات المتحدة عن وجود تغيير في موقفها من بقاء الأسد، بُنيت على تصريح لوزير الخارجية جون كيري قال فيه «آن الأوان للرئيس الأسد أن يعطي الأولوية لشعبه، أن يفكر بعواقب أفعاله التي تجذب المزيد من الإرهابيين إلى سورية بسبب محاولتهم (الشعب) إزاحته»، وهو الأمر الذي فسره مراقبون على أنه تغيّر في اللهجة الأميركية في التعامل مع النظام السوري، بينما اعتبرته الخارجية «مبالغة في القراءة بين السطور».

 

واقترب الصراع في سورية من دخول عامه الخامس، مخلفا نحو 200 ألف قتيل، بحسب إحصاءات للأمم المتحدة، وأكثر من 300 ألف قتيل بحسب مصادر المعارضة السورية، فضلاً عن أكثر من 10 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها.

 

ومنذ منتصف آذار (مارس) 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 44 عاماً من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديموقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سورية إلى دوامة من العنف، ومعارك دموية بين القوات النظامية وقوات المعارضة، ما زالت مستمرة حتى اليوم.

 

حوار موسكو أولويته انسانية كوباني وديالى بلا “داعش

المصدر: العواصم – الوكالات

جنيف – موسى عاصي

في انجاز ذي رمزية كبيرة صار ممكنا نتيجة الدعم الجوي للائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، تمكن المقاتلون الاكراد بعد اكثر من اربعة اشهر من القتال، من طرد مقاتلي تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) من مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) السورية على الحدود مع تركيا، بينما اعلن الجيش العراقي “تحرير” محافظة ديالى في شمال شرق العراق على الحدود مع ايران من التنظيم المتطرف. ومع التراجع الميداني للجهاديين في سوريا والعراق، بدأت شخصيات من المعارضة السورية نقاشات في موسكو تستمر يومين قبل ان يلتقوا ممثلين من النظام السوري بغية تمهيد الطريق امام قيام حوار بين الجانبين.

لقاءات موسكو

ورسم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حدود الحوار الذي بدأ في موسكو على ان يستمر حتى 29 كانون الثاني الجاري، قائلاً أن هذا الحوار “ينبغي أن يؤدي الى مفاوضات مستقبلية في رعاية اممية” وأن ما تقوم به روسيا هو “توفير ساحة للنقاش بين الاطراف المتنازعين”، وجدد الموقف الروسي وهو”عدم وجود جدول أعمال أو شروط مسبقة من المشاركين”.

وكان 30 معارضا سوريا من الداخل والخارج، قد بدأوا أولى جلسات الحوار في مقر الضيافة التابع لوزارة الخارجية الروسية في موسكو وسط تعتيم اعلامي كبير، اذ منع الصحافيون من الاقتراب من مكان الاجتماعات، كما تخلى المحاورون السوريون عن هواتفهم النقالة خلال الحوار. وعلم من أوساط المجتمعين في نهاية اليوم الاول أن خلافات كبيرة ظهرت بين المشاركين على خلفية اتهامات وجهت الى احزاب الداخل المرخص لها بأنها “لا تنتمي الى المعارضة بل هي أحزاب سلطة”.

لكن عضو قيادة جبهة التغيير والتحرير قدري جميل قال لـ”النهار” ان “الاجواء كانت ايجابية والحوار حوار تفاعلي من أجل الوصول الى توافقات نحملها الى طاولة النقاش مع ممثلي النظام السوري في 28 كانون الثاني و29 منه”. وأعرب عن ايجابية عالية بأن “الامور ستسير الى الامام” وأن حوار موسكو قد يشكل خطوة مهمة نحو مفاوضات لحل الازمة السورية. واوضح أنه مع نهاية الحوار بين المعارضين مساء اليوم سيخرج المعارضون بورقة موحدة.

وتقاطع كلام جميل مع معلومات حصلت عليها “النهار” مفادها أن لغياب “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” وقعا مهماً على مسار الحوار من حيث تراجع الخلافات بين القوى المشاركة، خصوصا أن المشاركين وفي مقدمهم هيئة التنسيق الوطنية وخلافا للائتلاف، لا تتوقف كثيرا عند مصير الرئيس السوري بشار الاسد ولا عند الاولويات المختلفة لجنيف1 التي كانت حجر عثرة في مفاوضات جنيف 2، “فالاولوية اليوم وبعد أربع سنوات على الازمة وحجم الشهداء والدمار والنازحين واللاجئين هو لمعالجة المسـألة الانسانية من خلال وقف فوري للقتال والعمل على فك الحصار عن المناطق المحاصرة وفتح الطرق”.

وأكدت الاوساط التي شاركت في الحوار أن جميع المعارضين في موسكو متفقون على أن هذه المسألة هي أولوية “يجب العمل عليها قبل ولوج باب النقاش السياسي والدستوري وغيره من النقاط الخلافية”. ولم يتوقف المشاركون كثيرا عند بيان القاهرة ” على رغم تضمنه الكثير من النقاط المشتركة ، لكن النقاط الخلافية التي تحدث عنها بيان القاهرة وتحديدا هيئة الحكم الانتقالي وشكل الدستور بالاضافة الى مصير الرئيس السوري، هي نقاط يفضل المشاركون في حوار موسكو استبعادها عن النقاش في الوقت الحاضر وتركها لمرحلة التفاوض”.

وبخلاف اجواء موسكو، اعلن رئيس الائتلاف الوطني خالد خوجة خلال زيارة قام بها لمناطق في ريف اللاذقية في الداخل السوري، ان الائتلاف لن يجلس الى طاولة حوار مع نظام الاسد، الا على اساس بيان جنيف الذي يدعو الى اقامة حكم انتقالي في سوريا.

 

كوباني

على صعيد آخر أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ووسائل إعلام سورية إن القوات الكردية سيطرت على مدينة كوباني السورية ذات الغالبية الكردية تماماً وطردت منها من تبقى من مقاتلي “داعش”.

لكن وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” قالت إنها لا تستطيع أن تعلن أن معركة كوباني انتهت على رغم انها أقرت بإن الغلبة للأكراد.

وكتب بعض أنصار “داعش” في موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي أن المعركة على المدينة -وهي نقطة محورية في الصراع الدولي ضد التنظيم المتشدد- لاتزال مستعرة.

ودعا الناطق باسم التنظيم الجهادي ابو محمد العدناني في تسجيل صوتي أوردته مواقع تعنى باخبار الحركات الجهادية، المسلمين في اوروبا والغرب الى شن هجمات جديدة بعد تلك التي شهدتها فرنسا اخيرا.

 

تحرير محافظة ديالى

 

وفي العراق، أعلن قائد عمليات دجلة الفريق الركن عبد الامير الزيدي “تحرير” محافظة ديالى شمال شرق بغداد، من “داعش” الذي كان يسيطر على بعض مناطقها، ومقتل اكثر من 50 مسلحا من المتطرفين.

بيد ان محافظا عراقيا وبرلمانيين وزعيمين قبليين اتهموا مسلحين شيعة بإعدام أكثر من 70 مدنيا أعزل كانوا يفرون من القتال مع “داعش” في بروانة الشرقية بالمحافظة.

ونفى الناطق باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن صحة الاتهامات، وقال إن “داعش” يحاول تقويض سمعة قوات الأمن العراقية.

وقال مسؤول محلي إن من السابق لأوانه القطع باستنتاجات، مشيراً إلى أن “الدولة الاسلامية” يمكن أن تكون مسؤولة عن سقوط القتلى في القرية.

 

المقاتلون الأكراد تمكّنوا من طرد “داعش” من كوباني بكاملها الأسد: المعارضة التي تدرّبها أميركا ستنضم إلى التنظيمات الجهادية

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)

نجح المقاتلون الاكراد امس في طرد تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) من مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) السورية بعد أكثر من أربعة أشهر من المعارك، وذلك بدعم من الائتلاف الدولي الذي جدد الرئيس السوري بشار الاسد التشكيك في مدى فاعليته. وبدأ ممثلون للمعارضة السورية اجتماعا في موسكو قبل ان ينضم اليهم موفدون من النظام الاربعاء على أمل معاودة الحوار بعد أربع سنوات تقريباً من النزاع في هذا البلد الذي قتل فيه أكثر من 200 ألف شخص.

تشكل خسارة المعركة الطويلة في مدينة عين العرب الحدودية مع تركيا الصفعة الاقوى من الناحيتين الرمزية والعسكرية يتلقاها “داعش” في سوريا منذ سيطرته على مناطق واسعة فيها الصيف الماضي.

وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له: “تسيطر وحدات حماية الشعب على مدينة كوباني بشكل شبه كامل بعدما طردت عناصر تنظيم الدولة الاسلامية منها”. وأوضح ان مقاتلي التنظيم الجهادي المتطرف انسحبوا الى ريف عين العرب من الجهة الشرقية، وانه “لم يعد هناك من مقاتلين للتنظيم في المدينة” حيث تواصل القوات الكردية “عمليات التمشيط”.

وسبقت دخول حي مقتلة سيطرة الاكراد على حي كاني عربان (كاني كردا) وهما الحيان الوحيدان اللذان كانا لا يزالان تحت سيطرة “داعش” حتى صباح أمس.

وأفاد المرصد ان مقاتلي الوحدات “يواصلون التقدم بحذر في المناطق التي دخلوها جراء زرع عناصر تنظيم الدولة الإسلامية عشرات الألغام فيها قبل فرارهم”.

ومعلوم ان “داعش” بدأ هجومه في اتجاه عين العرب في 16 ايلول 2014، وسيطر على مساحة واسعة من القرى والبلدات في محيطها، قبل ان يدخل المدينة في 3 تشرين الاول. وكادت المدينة تسقط في ايديهم، الا ان المقاتلين الاكراد استعادوا زمام المبادرة في نهاية تشرين الاول.

واستناداً الى المرصد، قتل في معارك كوباني التي تحولت رمزاً لمحاربة التنظيم الجهادي المتطرف أكثر من 1600 شخص.

ويعود الفضل في تغير ميزان القوى على الارض الى الغارات الجوية التي شنها الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على مواقع التنظيم، الى تسهيل تركيا دخول اسلحة ومقاتلين لمساندة المقاتلين الاكراد الى المدينة.

 

الأسد

ومع ذلك، تساءل الاسد في مقابلة مع مجلة “فورين افيرز” الاميركية عن مدى فاعلية حملة الائتلاف الدولي. وقال: “ما رأيناه حتى الان هو مجرد ذر رماد في العيون، لا شيء حقيقياً فيه”. وأضاف: “هل مارست الولايات المتحدة اية ضغوط على تركيا لوقف دعم القاعدة؟ لم تفعل”، في اشارة الى الاتهامات السورية لتركيا بدعم المقاتلين المتطرفين.

وشدد على ان النزاع في سوريا لن ينتهي الا بحل سياسي، مشيراً الى ان اللقاءات في موسكو بين النظام وشخصيات معارضة تهدف الى تعبيد الطريق امام محادثات اكثر جدية في المستقبل. وقال: “ما يجري في موسكو ليس مفاوضات حول الحل، انها مجرد تحضيرات لعقد مؤتمر… اي كيفية التحضير للمحادثات”. لكن الاسد تساءل: “مع من نتفاوض؟… لدينا مؤسسات وجيش وتأثير… والاشخاص الذين سنتفاوض معهم يمثلون اية جهة؟”.

ورأى ان الولايات المتحدة “واهمة” في خططها لتدريب خمسة آلاف مقاتل معارض، معتبراً ان هؤلاء المقاتلين سينضمون لاحقا الى تنظيمات جهادية متطرفة.

وانتقد اسرائيل على خلفية الغارة التي شنتها على منطقة في الجولان قبل نحو اسبوع وقتل فيها ستة من كوادر “حزب الله” بينهم قيادي، الى جانب جنرال ايراني، قائلاً: “لم تحدث عملية ضد اسرائيل في مرتفعات الجولان منذ وقف النار في 1974… لذا فان ادعاء اسرائيل انه كانت هناك خطة لشن عملية امر بعيد عن الحقيقة، ومجرد عذر، لانهم ارادوا اغتيال شخص في حزب الله”. ورأى ان الغارة تؤكد دعم اسرائيل للمعارضة والتنظيمات الجهادية هذه التي تقاتل النظام. ولاحظ أن “البعض في سوريا يقاربون هذه المسألة بسخرية ويقولون: كيف يمكن ان يقول احدهم ان تنظيم القاعدة لا يملك سلاحاً جوياً؟ لديهم السلاح الجوي الاسرائيلي”.

 

لقاءات موسكو

في غضون ذلك، بدأ ممثلو المعارضة السورية مشاوراتهم ضمن منتدى موسكو في شأن الأزمة السورية على أن ينضم وفد الحكومة إلى اللقاء الأربعاء. وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إن نحو 30 شخصية من المعارضة السورية وصلت إلى موسكو للمشاركة في المشاورات، وإن ثمة إمكاناً لاجتماع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع ممثلي المعارضة والحكومة السورية.

وأبلغت دمشق الجانب الروسي أن وفدها إلى منتدى موسكو سيكون برئاسة المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بشار الجعفري وعضوية اعضاء الوفد المفاوض السوري ذاته في جنيف، وهم: مستشار وزير الخارجية والمغتربين أحمد عرنوس، والمحامي أحمد كزبري، والمحامي محمد خير عكام، وأسامة علي من مكتب الوزير وليد المعلم، وأمجد عيسى، وأضيف إليهم سفير سوريا لدى روسيا رياض حداد.

وأعلن زعيم حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي نائب المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية صالح مسلم أنه سيسافر إلى موسكو للمشاركة في المنتدى. وقال إن اللقاء مع وفد الحكومة سيتقرر خلال اجتماع المعارضة الذي يعقد أول أيام المنتدى. وأمل أن يلتقي خلال فترة وجوده في موسكو، ديبلوماسيين روساً، لمناقشة حقوق الأكراد السوريين، وطرق حل القضية الكردية في سوريا.

وأبلغ مصدر ديبلوماسي مطلع وكالة “تاس” الروسية، أن جميع فصائل المعارضة السورية، باستثناء “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، وافقت على المشاركة في اجتماع موسكو. وقال: “لقد عبرت جميع فصائل المعارضة السورية، باستثناء الائتلاف الوطني المعارض الذي يتخذ اسطنبول مقراً له، عن اهتمامها بتلبية دعوة موسكو”. وأشار إلى أن مشاركة المعلم في اللقاء لم تكن مقررة من الأساس. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن مشاورات موسكو في شأن الأزمة السورية تهدف الى توفير ساحة للنقاش بين الأطراف المتنازعين. وأضاف أن جميع الأطراف المشاركين متفقون على ضرورة إحلال السلام ومحاربة الإرهاب في سوريا. ولفت الى أن لا مفاوضات في موسكو، وإنما مشاورات من دون أي جدول أعمال، وان لا شروط مسبقة من المشاركين. وأعرب عن اعتقاده أن المشاورات ينبغي أن تفضي إلى مفاوضات مستقبلية في رعاية أممية.

 

المسلحون يفشلون في «هدم أسوار» حلب

علاء حلبي

في وقت هدأت فيه وتيرة الاشتباكات في محيط مدينة حلب، حيث تمكن المسلحون من كسر الحصار بشكل جزئي شمال المدينة بعد تقدمهم على محور البريج، حاول مسلحو الداخل فتح جبهة جديدة، وتحقيق اختراق جديد للوصول إلى قلب المدينة، عبر معركة أطلقوا عليها اسم «هدم الأسوار»، لتنتهي أكثر من 20 ساعة من الاشتباكات، وعشرات القذائف التي طالت أحياء حلب المكتظة بالسكان، من دون أي تغيير في خريطة السيطرة.

وأوضح مصدر ميداني، لـ «السفير»، أن مسلحين تابعين لـ «لواء شهداء بدر»، يتمركزون داخل حي بني زيد حاولوا التقدم نحو حيي الأشرفية والسريان وسط المدينة، من محوري الشيخ مقصود وبني زيد، حيث دارت اشتباكات عنيفة في حي الأشرفية، ذات الغالبية الكردية، موضحا ان المسلحين استطاعوا التقدم نحو بضع كتل من الأبنية، قبل أن يقوم الجيش السوري، بمؤازرة فصائل أخرى، باسترجاع كل النقاط، ضمن معركة قتل خلالها عدد كبير من المسلحين.

وبالتزامن مع اندلاع الاشتباكات، أمطر المسلحون مدينة حلب بعشرات القذائف المتفجرة، تركزت معظمها على حيي الأشرفية وبني زيد، وتسببت بدمار كبير، وإصابة نحو 30 مواطناً.

وقال مصدر عسكري، لـ «السفير»، إن المسلحين حاولوا ضرب خطوط إمداد الجيش، وإحداث فوضى في الأحياء السكنية ليتسنى لهم اختراق جبهة الأشرفية، والتي يستطيعون إذا سيطروا عليها اختراق حلب من وسطها، إلا أن ذلك لم يتم، «بل وانقلب هجومهم إلى فشل ذريع».

وعن الطوق العسكري الذي شكله الجيش السوري في محيط المدينة، وتمكن المسلحون من كسره في منطقة البريج، قال المصدر العسكري إن «الجيش ثبّت مواقعه في محيط المدينة، والعودة إلى إتمام الطوق ستتم في وقت قريب جداً، وذلك بسبب حشد المسلحين عددا كبيرا من المقاتلين على هذه الجبهة، والظروف الجوية السيئة التي حيدت سلاح الجو، عن المعارك في منطقة مفتوحة على تركيا، ما يؤمن للمهاجمين خطوط إمداد دائمة تتطلب تدخل سلاح الجو، لتثبيت أي تقدم للجيش ومنع الهجمات العكسية للمسلحين».

إلى ذلك، شن مسلحون ينتمون إلى «جبهة النصرة» هجوماً عنيفاً على قريتي نبّل والزهراء، من محور «جمعية الجود»، انتهى من دون أي تقدم نحو القريتين المحاصرتين منذ أكثر من عامين. وقال

مصدر من القريتين إن قوات الدفاع عن القريتين تمكنت من صد الهجوم، الذي سجّل فيه مقتل نحو 20 مسلحاً من الجبهة.

كما قتل «أميرها» العسكري الفلسطيني يونس هاشم دسوقي، والمعروف بلقب «ابو خديجة الجولاني»، في غارة جوية لسلاح الجو السوري على مركز لـ «النصرة» في مدينة حريتان شمال حلب، خلال تحضيرهم لعملية تستهدف مبنى الاستخبارات الجوية في منطقة الزهراء .

وفي ريف حلب الشمالي، ارتفعت وتيرة الاشتباكات بين تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»- «داعش» ومسلحي «الجبهة الشامية» في محيط مدينة مارع، المعقل الرئيسي لـ «لواء التوحيد» المرتبط بجماعة «الإخوان المسلمين»، من دون أن يحقق التنظيم أي تقدم يذكر، في حين قُتل قيادي في «لواء عاصفة الشمال»، التابع لـ «الجبهة الشامية»، عن طريق استهداف سيارته من قبل مجهولين بالقرب من مدينة إعزاز شمال حلب، المعقل الرئيسي لـ «جبهة النصرة» في الريف الشمالي.

 

«جبهة النصرة» تستولي على 120 صاروخا مضادا للطائرات والأكراد يطردون تنظيم الدولة الإسلامية من «عين العرب»

درعا ـ «القدس العربي» من مهند الحوراني: نجح المقاتلون الأكراد، امس الاثنين، في طرد تنظيم الدولة الإسلامية من مدينة عين العرب السورية بعد أكثر من اربعة أشهر من المعارك، وذلك بدعم من التحالف الدولي.

وتشكل خسارة المعركة الطويلة في مدينة عين العرب الحدودية مع تركيا الصفعة الأقوى من الناحيتين الرمزية والعسكرية التي يتلقاها تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا منذ توسعه وسيطرته على مناطق واسعة فيها في الصيف الماضي.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن «تسيطر وحدات حماية الشعب على مدينة كوباني (التسمية الكردية لعين العرب) بشكل شبه كامل بعد ان طردت عناصر تنظيم الدولة الإسلامية منها.»

واشار عبد الرحمن إلى ان مقاتلي التنظيم المتطرف انسحبوا إلى ريف عين العرب من الجهة الشرقية، موضحا أنه «لم يعد هناك من مقاتلين للتنظيم في المدينة» حيث تواصل القوات الكردية «عمليات التمشيط».

وسبقت دخول حي مقتلة سيطرة الاكراد على حي كاني عربان (كاني كردا) وهما الحيان الوحيدان اللذان كانا لا يزالان تحت سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية».

وقال المرصد إن مقاتلي الوحدات «يواصلون التقدم بحذر في المناطق التي دخلوها جراء زرع عناصر تنظيم الدولة الإسلامية عشرات الألغام فيها قبل فرارهم».

وقتل في معارك كوباني التي تحولت إلى رمز لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية بحسب المرصد السوري، أكثر من 1600 شخص.

ويعود الفضل في تغير ميزان القوى على الأرض إلى الضربات الجوية التي وجهها التحالف الدولي بقيادة أمريكية لمواقع التنظيم، بالإضافة إلى تسهيل تركيا دخول أسلحة ومقاتلين لمساندة المقاتلين الأكراد إلى المدينة.

الى ذلك استكمل الجيش السوري الحر بالتعاون مع الفصائل الإسلامية في درعا جنوب البلاد، السيطرة على مدينة الشيخ مسكين بالكامل، وذلك بعد اقتحامهم للواء 82 دفاع جوي وحاجزي الكهرباء وبناية الجرادات، بالإضافة للإسكان العسكري والكتيبة الطبية.

وقالت مصادر لـ»القدس العربي» إن مقاتلين في جبهة النصرة استولوا على صواريخ «ايغلا» ارض ـ جو وعلى عربات ومضادات للطائرات من كتيبة النار، كما تم اسر 4 عناصر من حزب الله و3 عناصر إيرانيين و20 من قوات النظام السوري خلال المعارك.

 

تنظيم الدولة الاسلامية يهدد بقتل الرهينة الياباني والطيار الأردني خلال 24 ساعة

بيروت- (ا ف ب): هدد تنظيم الدولة الاسلامية بقتل رهينة ياباني وطيار اردني يحتجزهما خلال 24 ساعة ما لم يتم الافراج عن ساجدة الريشاوي العراقية المحكومة بالاعدام في الاردن، بحسب تسجيل نشر الثلاثاء على مواقع تعنى باخبار التنظيمات الجهادية.

 

وظهرت في التسجيل صورة الرهينة الياباني الصحافي كينجي غوتو وهو يحمل صورة للطيار الأردني معاذ الكساسبة ويقول في رسالة صوتية “اي تاخير من قبل الحكومة الأردنية يعني انها ستكون مسؤولة عن مقتل الطيار الأردني ثم مقتلي”.

 

واضاف “لدي 24 ساعة فقط متبقية، وامام الطيار اقل من ذلك (…) الكرة الان في ملعب الاردنيين”.

 

وتابع “قيل لي ان هذه رسالتي الاخيرة وقيل لي ايضا ان العائق امام حريتي هو التاخير في تسليم ساجدة (…) اطلاقها في مقابل حريتي”، من دون ان يوضح ما اذا كان الافراج عنها يعني ايضا اطلاق سراح الطيار الأردني.

 

وساجدة مبارك عطروس الريشاوي (44 عاما) انتحارية عراقية شاركت في تفجيرات فنادق عمان الثلاثة في 9 تشرين الثاني/ نوفمبر 2005، لكنها نجت عندما لم ينفجر حزامها الناسف، ولجأت بعدها الى معارفها في مدينة السلط (30 كلم غرب عمان) حيث القت القوات الامنية الاردنية القبض عليها بعد عدة أيام.

 

واعلن تنظيم الدولة الاسلامية الاسبوع الماضي قطع راس رهينة ياباني اخر هو هارونا يوكاوا، وطالب بالافراج عن ساجدة الريشاوي المحكوم عليها بالاعدام منذ نحو تسعة اعوام للافراج عن الرهينة الثاني، بعدما كان طالب في السابق بمبلغ 200 مليون دولار لاطلاق سراح الرهينتين اليابانيين.

 

ويحتجز التنظيم الجهادي ايضا الكساسبة الذي قبض عليه في سوريا في كانون الاول/ ديسمبر بعد تحطم طائرته “اثناء قيام عدد من طائرات سلاح الجو الملكي الاردني بمهمة عسكرية ضد اوكار تنظيم داعش (احدى تسميات التنظيم الجهادي) الارهابي في منطقة الرقة السورية”، بحسب عمان.

 

وكان نائب وزير الخارجية الياباني ياسوهيدي ناكاياما اعلن في زيارة الى عمان ليل الاثنين الثلاثاء ان بلاده تود التعاون مع الاردن من اجل التوصل الى اطلاق سراح الصحافي الياباني والطيار الأردني.

 

معارض سوري: روسيا هي الأكثر تفهمًا للأزمة في بلادنا

موسكو- الأناضول: أكد سمير العيطة ممثل المنبر الديمقراطي السوري المعارض في لقاءات موسكو أن روسيا مهمة جدًا لإطلاق أو نجاح أي عملية سياسية في سوريا، لافتًا أنه لا يوجد بلد في العالم يشبه سوريا من حيث تعددها العرقي، والديني، ولهذا فإن روسيا هي الأكثر تفهمًا للأزمة في بلادنا.

 

وقال العيطة لمراسل الأناضول في موسكو: “لقد حضرت إلى موسكو وشاركت في لقاء اليوم الأول كمواطن سوري، حيث إن الدعوات وُجهت بشكل شخصي، لقد كان الدور الروسي نزيهًا، ولم يتدخلوا في موضوعات النقاش، وتركوا الحرية كاملة لموضوعات النقاش واتجاهاته، كان دورهم فنيًا فقط، وسُمح لجميع الحاضرين كل حسب رغبته إما بالحديث، أو بتقديم ورقة عمل”.

 

وأضاف ممثل المنبر الديمقراطي السوري المعارض: “لقد أكد الروس، كما أكدت أنا أن هذا اللقاء أولي وتشاوري، وليس تفاوضيًا، مكان التفاوض وإطاره هو جنيف، وهذه مسألة كانت موضع نقاش اليوم، هل نحن قادمون لمفاوضة الحكومة أم لمحاورتها حول موضوعات ساخنة كوقف إطلاق النار، والإغاثة الإنسانية، ووقف القصف بالبراميل، وكذلك للحوار حول نظام الحكم في المستقبل، ولكن كل ذلك حوار، وليس تفاوضًا”.

 

وأشار العيطة إلى أن مشاركة جميع الأطراف السياسية، وممثلي المجتمع المدني، وكذلك المعارضة المسلحة في حوارات موسكو أمر بالغ الأهمية، يجب أن تجمع حوارات المستقبل الجميع، كما من الضروري فتح الحوار بين الجيش الحكومي، والمعارضة المسلحة”.

 

وحول لقاء القاهرة الذي سبق محطة موسكو قال العيطة: “لقد أعاد لقاء القاهرة ترتيب أوضاع المعارضة، وتم تبني ورقة طرحتها بعض الأطراف، وأظن أن ما حدث في القاهرة لم يؤثر على لقاءات موسكو، لأن مكان التفاوض ليس هنا، موسكو هي (ووفق الدعوة الروسية) محطة لإطلاق حوارات إذابة الجليد بين مختلف الأطراف، من أجل الوصول يومًا ما إلى إطلاق مفاوضات جادة، ووفق أسس تشمل الجميع″.

 

وختم سمير العيطة بالقول: “سوريا المستقبل بالنسبة لي هي بلد يتساوى فيه الجميع دون تفريق على أساس الجنس أو اللون أو العرق أو الدين، إن بلدنا لا تشبه أي من دول المنطقة، لقد كانت على الدوام وستبقى، الحرب الدائرة في سوريا تجري بين سوريين، ولكن لحسابات دول أو قوى إقليمية، ويجب أن تتوقف، يجب أن يتخذ السوريون قرار وقف الحرب بأنفسهم، دون أن ينتظروا توافقًا دوليًا، أو أن يساقوا إلى طائف جديد، يجب علينا نحن السوريين وقبل أي أحد آخر أن نضع أسس إنهاء الحرب في بلادنا، ورسم صورتها المستقبلية، وعدم انتظار الحل الدولي، سوريا وجدت لتبقى وستبقى”.

 

من جهتها قالت ممثلة تيار نداء الوطن مجد نيازي لمراسل الأناضول في موسكو: “لقد كانت أجواء لقاء اليوم إيجابية أكثر مما كنا نتوقع، نحن نحاول أن نصل كمعارضة (وبعيدًا عن الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة) إلى ورقة مشتركة، أو قواسم نجتمع عليها، لنقدمها إلى الوفد الحكومي الذي سينضم يوم الأربعاء إلى الحوارات”.

 

المعارضة السورية المسلحة تسيطر على مناطق في درعا

درعا- الأناضول: أحكمت فصائل معارضة مسلحة سيطرتها على بعض المناطق التابعة لمحافظة درعا جنوبي سوريا.

 

وأفاد المتحدث الإعلامي للجان التنسيق المحلية في درعا، محمد علي إن الجبهة الإسلامية، وجبهة النصرة، وقوات تابعة للجيش السوري الحر، سيطرت على بلدتي “السحيلية”، و”الدلي”، إضافة إلى “الكتيبة 60 هندسة”، وذلك خلال عملية عسكرية شنتها بريف درعا.

 

وذكر علي أن طائرات النظام الحربية قصفت المناطق التي سيطر عليها المعارضون، مبينًا أن مدفعية النظام استهدفت قرية الدالي بنيرانها.

 

وأشار علي إلى أن المعارضة سيطرت سابقًا على اللواء 82 الواقع بقرية الشيخ مسكين، مضيفًا: “ضبطنا عددًا كبيرًا من الذحائر، والمركبات العسكرية، إضافة إلى صواريخ بعيدة المدى، كما أنهم سيطروا على مساكن الضباط في الشيخ مسكين”، لافتًا إلى أن المعارضين يرغبون في التوجه نحو العاصمة دمشق بعد السيطرة بشكل كامل على المنطقة.

 

الأسد: لم نخطئ في قراراتنا… كسبنا الشعب ولم نخسر الحرب… سوريا ليست مقسمة.. ولا مطامع إيرانية في بلادي

قال إن أردوغان من الإخوان وحمله مسؤولية الأزمة.. واتهم إسرائيل بدعم المعارضة… والتعاون مع أمريكا ممكن ولكن بعد حصولها على إذن باستخدام الأجواء السورية

إبراهيم درويش

لندن- «القدس العربي» دعا الرئيس السوري بشار الأسد الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى العمل من أجل مصلحة شعبه والتعاون مع قوى حقيقية لا «دمى».

وتساءل الأسد عن السبب الذي يدعو أمريكا إلى دعم «الإرهابيين» في سوريا والإخوان المسلمين في مصر قبل خمسة أعوام والرئيس التركي طيب رجب أردوغان الذي حمله مسؤولية ما يجري في سوريا، واتهمه بالانتماء للإخوان المسلمين والمتعصب والذي يدعم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام. وأكد الأسد على الدور التركي في الأزمة السورية حيث يتم نقل المساعدات اللوجيستية للمتمردين عبرها وما تقدمه قطر والسعودية من مساعدات مالية لهم.

وأكد الأسد سيطرة الجيش السوري على كل «زاوية» من البلاد رغم عدم تواجده في كل شبر نظرا لطبيعة الصراع الذي تخوضه سوريا.

وشدد على أن نظامه حصل على دعم الشعب وربح معركة القلوب والعقول. وفي المقابلة التي أجراها مدير إدارة مجلة «فورن أفيرز» جوناثان تيبرمان في 20 من كانون الثاني/يناير قلل الأسد من أهمية المعارضة السورية، وتساءل عن طبيعتها وحجم تمثيلها.

وجاءت المقابلة قبل أيام من انعقاد لقاء موسكو الذي التأم يوم أمس حيث قال للمجلة ان كل الحروب تنتهي بحلول سياسية لأن «الحروب هي وسائل للسياسة، وعليه فأنت تنتهي بحل سياسي». وعبر الأسد عن اعتقاده أن الحرب الدائرة في سوريا لن تنتهي بنصر عسكري يحققه هو أو المعارضة السورية.

ورفض توصيف تيبرمان بوجود ثلاث دويلات، واحدة تحت سيطرته وأخرى تحت سيطرة الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وثالثة تحت سيطرة الأكراد في الشمال، قائلا إن هذا الكلام غير صحيح «فلا يمكنك الحديث عن دويلات بدون الحديث عن السكان الذين يعيشون فيها.

ولا يزال الشعب السوري مع وحدة سوريا، ولا يزالون يدعمون الحكومة» حيث قال إن الفصائل التي تسيطر على بعض المناطق تتحرك من مكان إلى آخر فهي جماعات ليست مستقرة، ولا توجد خطوط فصل واضحة بين القوى المختلفة، وأحيانا تختلط فيما بينها وتتحرك «ولكن يظل الموضوع الرئيسي هو عن السكان فما دام الشعب السوري يؤمن بالوحدة فأي حكومة وأي قائد يمكنه توحيد البلاد، ولو انقسم الناس إلى قسمين، ثلاثة أو أربعة فلا أحد يمكنه توحيد البلد».

سوريا موحدة

 

وعندما سألته المجلة إن كان السنة والأكراد السوريون لا يزالون يؤمنون بوحدة البلاد أجاب «إذا ذهبت إلى دمشق فسترى، دعنا نقول كل الألوان المختلفة في مجتمعنا يعيشون جنبا إلى جنب، وعليه فالانقسام في سوريا ليس قائما على أرضية طائفية أو إثنية، فلدينا عرب أكثر من الأكراد، وعليه فالأمر ليس له علاقة بالإثنية، ولكن بالفصائل التي تسيطر على مناطق معينة بالقوة».

وعن تغير الموقف الأمريكي من المطالبة برحيله، أجاب أن نظامه كان منذ البداية منفتحا ومنخرطا في الحوار مع كل حزب في سوريا- تيار، جهة، كيان، أو ما شابه ذلك، مشيرا إلى أن حكومته قامت بتغيير الدستور. ويرى الأسد أن أي عملية نقل للسلطة وتنحيته بالضرورة يجب أن تتم من خلال استفتاء عام.

ولا يرفض الرئيس السوري الذي قال إن حكومته ستشارك في موسكو «ولكن هناك سؤال آخر: مع من نتحاور؟ لأن المعارضة الحقيقية يجب أن يكون لديها تمثيل على المستوى المحلي وفي البرلمان وفي مؤسسات الدولة، وعلى المعارضة أن يكون لديها قاعدة تمثيل شعبي نيابة عنهم» مضيفا أن الأزمة الحالية كشفت عن حجم المعارضة لدرجة أن المعارضة المسلحة رفضت الجناج السياسي في المعارضة وقالت علنا «المعارضة لا تمثلنا- فلا تأثير لهم».

ولأن المعارضة يجب ان تكون وطنية شكك الأسد في ولاء المعارضة الحالية حيث قال «لن تكون معارضة إن كانت دمية في يد قطر والسعودية أو أي دولة غربية بما فيها الولايات المتحدة ـ يدفع لها من الخارج. يجب ان تكون سورية».

وعندما سئل إن كان يعارض الحديث مع المعارضة المدعومة من الخارج قال لا «سنقابل كل شخص، لا شروط لدينا». ولكنه أضاف قائلا «سنقابل كل شخص ولكننا سنسألهم من تمثلون؟».

 

خطة دي ميستورا

 

ووافق الرئيس السوري على خطة التجميد التي يدعو إليها المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا والتي اقترح أن تبدأ من حلب. مؤكدا أن النظام السوري طبق خطة كهذه قبل اقتراح المبعوث الدولي في إشارة إلى حمص ومناطق أخرى ونجحت «وعليه فالفكرة جيدة ولكنها تعتمد على التفاصيل» حيث ينتظر من دي ميستورا تقديم خطة مفصلة وواضحة.

وفيما إن كان الأسد قد تخلى عن دعوته نزع سلاح المعارضة ووقف إطلاف النار كشرط للمفاوضات قال «لقد اخترنا سيناريوهات مختلفة للتصالح، ففي بعض المناطق تركناهم يغادرون بأسلحتهم لمنع وقوع ضحايا بين المدنيين.. وفي بعض الحالات سلموا أسلحتهم وغادروا». واعتبر الأسد محادثات موسكو تحضيرا لمؤتمر وقال إن بعض الدول قد تحاول إفشال المبادرة السورية «دعني أكون معك صريحا، بعض الجماعات هي دمى تقوم بتنفيذ أجندة خارجية.

وأعرف أن هناك دولا مثل فرنسا ليست مهتمة بنجاح المؤتمر. وعليه فسيعطون أوامر لهم كي يفشل، وهناك شخصيات لا تمثل إلا نفسها، ولا يمثلون أحدا في سوريا، وبعضهم لم يعش في سوريا ولا يعرفون شيئا عن البلد».

وعلق على الموقف الأمريكي الداعم لمبادرة موسكو قائلا «دائما يقولون أشياء ولكن هذا يعتمد على ما سيفعلونه، وتعرف أن هناك عدم ثقة بين السوريين والولايات المتحدة» والأفضل الانتظار ومعرفة ما سيجري في المؤتمر. ويتحدث الأسد عن صعوبة التوصل لصفقة مع الفصائل المعارضة المختلفة لأن هناك «نوعين من المتمردين، وغالبيتهم من القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية إضافة لجماعات أخرى تنتمي للقاعدة.

وما بقي هي تلك التي وصفها أوباما «بالفتنازيا» أو ما وصفها بالمعارضة المعتدلة، وهم ليسوا معارضة بل متمردون بعضهم انضم إلى القاعدة وبعضهم عاد وانضم إلى الجيش «السوري» وخلال الأسبوع الماضي ترك منهم هذه الجماعات وانضموا من جديد إلى الجيش».

 

قرار 2170

 

وأكد أن المصالحة التي بدأها النظام ستستمر وسيواصلها دي ميستورا وهي الحل العملي للأزمة، مشيرا أيضا إلى أهمية تطبيق قرار مجلس الأمن 2170 حول النصرة وتنظيم الدولة الذي يمنع أي شخص من دعمهما- عسكريا وماليا ولوجيستيا، مضيفا «وهو ما تواصل تركيا والسعودية وقطر عمله» وفي حالة عدم تطبيق هذا القرار فلن يكون حل.

ودعا في الوقت نفسه الغرب إلى التوقف عن الحديث عن مظلة «دعم المعارضة المعارضة» «فهم يعرفون أن المعارضة الموجودة هي القاعدة وتنظيم الدولة والنصرة».

 

إيران وحزب الله

 

وعندما سألت المجلة الأسد عن التأثير الإيراني في سوريا الناجم عن الدور الذي يلعبه فيلق القدس والحرس الثوري في قتال المعارضة وذكرته بالوضع في العراق ولبنان حيث بات من الصعب التخلص من التأثير الإيراني هناك، أجاب «تعتبر إيران بلدا مهما في المنطقة وكانت مؤثرة قبل الأزمة، وتأثيرها ليست متعلقا بالأزمة ولكن بدورها» مشيرا إلى العوامل التي تجعل بلدا مؤثرا خاصة في بلد مثل الشرق الأوسط حيث تتشابه المجتمعات والأيديولوجيات «وعندما يكون لديك تأثير على عامل فتأثيرك يتجاوز حدودك، هذا جزء من طبيعتنا، ولا علاقة له بالنزاع، طبعا عندما يكون نزاع وفوضى فقد تكون هناك دولة مؤثرة أكثر من أخرى».

وبعد كل هذا يقول الرئيس الأسد إن «إيران لا طموحات لديها في سوريا، وكبلد وكسوريا فلن نسمح أبدا في التأثير على سيادتنا، ولا نقبل بهذا وهو ما لا يريده الإيرانيون».

وتحدث الأسد عن تعاون مشيرا إلى أن مشكلة أمريكا والغرب أنهم يريدون تأثيرا وليس تعاونا.

ونفى الأسد ما نقلته مجلة «دير شبيغل» الألمانية عن خطط إيران لبناء قاعدة لبناء الصواريخ في سوريا أجاب «لا، لعب دور من خلال التعاون يختلف عن لعب دور عبر الهيمنة». ربما لا تكون الحكومة الإيرانية تريد هيمنة، ولكن ماذا عن الميليشيات أو اللاعبين غير الدول مثل حزب الله والذين قد لا يريدون ترك سوريا، أجاب الأسد أن وجود ميليشيات هو أثر عرضي للحرب ولكن يجب أن تحاول دائما السيطرة عليه.

وأشار الأسد إلى هجوم القنيطرة الذي هاجمت فيه إسرائيل مجموعة من قيادات حزب الله قائلا «لم يحدث أبدا أن نفذت عملية ضد إسرائيل من خلال مرتفعات الجولان منذ وقف إطلاق النار عام 1971. وأن تزعم إسرائيل بأن هناك خطة لعملية أمر لا يتناسب مع الواقع، فقط مبرر، لأنهم كانوا يريدون اغتيال أشخاص من حزب الله». وردا على سؤال حول حذر إسرائيل من التورط في الحرب السورية أجاب الأسد «هذا غير صحيح لأنهم يهاجمون سوريا منذ عامين وبلا سبب». وأكد أن حديث إسرائيل عن ضربها لمواقع عسكرية لحزب الله في سوريا «عار عن الصحة».

وإذا كان هذا ليس المبرر فما هي أجندة إسرائيل في سوريا؟ أجاب الأسد « يريدون (الإسرائيليون) دعم المعارضة في سوريا، هذا واضح» فكلما حقق الجيش السوري تقدما تقوم إسرائيل حسب زعم الأسد بالهجوم لإضعاف الجيش.

لدينا دستور

 

وبالعودة لموضوع الميليشيات وإن كانت الدولة قادرة على ضبطها أجاب الرئيس السوري أن الدولة لن تستطيع الوفاء بالتزاماتها إن لم تكن اللاعب الوحيد في البلد.

وعندما ذكرت المجلة الأسد بصعوبة السيطرة على الميليشيات الشيعية التي تعززت قوتها أثناء الحرب ألقى اللوم على الحاكم المدني في العراق بول بريمر الذي «لم يكتب دستورا للدولة بل للفصائل. أما في سوريا، فلماذا وقف الجيش سريعا ولأربع سنوات يقاتل رغم حظر استيراد الأسلحة وعشرات الدول التي تهاجم سوريا وتدعم المتمردين، لأن لديها دستور حقيقي، دستور علماني، هذا هو السبب لأن الدستور في العراق هو طائفي».

ويبدو الأسد غير قلق من دور الميليشيات بعد نهاية الحرب لأن الحكومة بنظره ستكون قادرة على مواجهة أية مشاكل .

 

أسعار النفط

 

وقلل من أهمية هبوط أسعار النفط الذي أثر على الأوضاع الاقتصادية في إيران وروسيا، الدولتين الداعمتين له، قائلا إنها لم تؤثر على الوضع العسكري في سوريا والسبب كما يقول» لأنهما لا تقدمان لنا المال، ولهذا فلم تترك أثرا على سوريا، وحتى لو كانتا تريدان مساعدتنا فستكون على شكل قروض»، ويبدو الأسد مصرا على أن انخفاض سعر النفط لا أثر له على صناعة الأسلحة الروسية ولا على مساعدات البلدين لنظامه.

أخطاء

 

وسألت الصحيفة الرئيس عن أخطاء نظامه وإن كان هناك ما يندم عليه خاصة أن الأسد نفسه تحدث في مقابلات سابقة عن أخطاء ارتكبت. ولكنه لم يجب بشكل قاطع حيث ربط الأخطاء السياسية بالقرارات السياسية.

وفي هذا المجال قال إنه فتح الحوار وغير الدستور وقرر ثالثا الدفاع عن البلد ضد «الإرهابيين» «ولا أعتقد أن هناك أي خطأ في هذه القرارات الثلاث التي اتخذناها» ولكن على مستوى الممارسة تحدث أخطاء، وفرق بين أخطاء الممارسة وأخطاء السياسة. وعندما طلبت منه المجلة وصف بعض الممارسات الخاطئة أجاب «علي الرجوع إلى المسؤولين في الميدان ولا شيء في ذهني الآن». ويرى الأسد أن قراراته السياسية كانت صائبة. على صعيد ممارسات المسؤولين في المستويات الدنيا قال الأسد إنه تمت معاقبة بعض من «خرقوا القانون» ومعاملتهم المتظاهرين «أثناء الإحتجاجات… في البداية».

 

الغارات على «الدولة»

 

مع بداية الغارات الجوية على تنظيم الدولة الإسلامية تحولت الولايات المتحدة وسوريا إلى شريكين في الحرب من نوع ما، والسؤال هل هناك احتمال رؤية تعاون أكبر بين البلدين أجاب الأسد «الإمكانية موجودة دائما، لأننا ندعو دائما للتعاون الدولي ضد الإرهاب لأكثر من 30 عاما، ولكن الإمكانية بحاجة إلى إرادة»، والسؤال «كم لدى الولايات المتحدة من إرادة لقتال الإرهاب على الأرض؟ وحتى الآن لا يوجد شيء حقيقي، وما شاهدناه هو عرض ولا شيء حقيقيا، ومنذ بداية الهجمات حققت الدولة مكاسب على الأرض في سوريا والعراق».

وعن عين العرب أجاب الأسد أنها تمثل دليلا على أن التحالف الدولي ليس جادا في مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن البلدة صغيرة ولا يتجاوز عدد سكانها عن 50.000 نسمة «ويغيرون عليها منذ 3 أشهر ولم ينتهوا بعد» ومقارنة مع هذا فقد كان الجيش السوري قادرا على تحرير مناطق مماثلة احتلتها القاعدة في غضون أسابيع. ويدعو الأسد لانخراط أمريكي أكثر ضد الدولة الإسلامية وليس في الجانب العسكري ولكن السياسي «وهو متعلق بالمدى الذي ستذهب إليه أمريكا للتأثير على الأتراك، لأنه إذا استطاع الإرهابيون الصمود كل هذا الوقت، فهذا يعني أن الأتراك يواصلون إرسال السلاح والمال لهم. فهل تريد الولايات المتحدة وضع ضغوط على تركيا كي توقف دعم القاعدة؟ لم يفعلوا ولا يريدون، والأمر لا يتعلق بالانخراط السياسي هذا أولا، أما الأمر الثاني فعندما تريد الحديث عن العمل العسكري، يقول الأمريكيون لن تستطيع تحقيق الأهداف بدون قوة على الأرض، والسؤال من هي هذه القوات؟».

ويرغب الأسد قيام واشنطن بممارسة ضغوط كبيرة على تركيا والسعودية وقطر كي توقف دعمها للمتمردين «أما الأمر الثاني وهو التعاون القانوني مع سوريا والطلب من حكومتنا لشن غارات، ولم يفعلوا، هذا غير قانوني» .

ورغم كل هذا فهو مستعد للتعاون مع أمريكا لأن بلاده تواجه خطر الإرهاب. وعن الخطط الأمريكية لتدريب 5.000 من مقاتلي المعارضة لقتال الدولة الإسلامية، قال «أي قوات لا تعمل بالتنسيق مع الجيش السوري تعتبر غير قانونية ويجب مواجهتها، هذا أمر واضح» حتى لو أدى الأمر لمواجهة مع أمريكا. وقلل الأسد من إمكانية بناء هذه القوات «كيف يمكن لهذه الفتنازيا أن تصبح حقيقة؟»، وأجابت المجلة من خلال التدريب «ولكن لا يمكنك تحويل المتطرفين إلى معتدلين».

وحذر من مخاطر تدريب المعتدلين وإمكانية انشقاقهم إلى تنظيم الدولة الإسلامية والجماعات الأخرى، مذكرا بما حدث العام الماضي «وهو ما أراه وهما، وليس تدريب 5.000 مقاتل ولكن الفكرة نفسها».

 

انتهاكات

 

تقول المجلة إن جزءا من مشاكل التعاون مع النظام السوري نابعة من ممارساته وانتهاكات حقوق الإنسان، لكن الأسد يؤكد أن ما يقال هو اتهامات، خاصة الصور التي نشرت عن التعذيب، حيث قال إن الصور التي نشرت كانت مشروعا دعمته قطر، «ويقولون إنها من مصدر مجهول، ولهذا لا شيء واضحا أو تم إثباته، فالصور غير واضحة، وهي صور لرؤوس، وجماجم، من قال إن الحكومة هي التي فعلت هذا وليس المتمردين؟ ومن قال إن الصور لضحية سورية وليست لأشخاص آخرين؟». وقال إن الولايات المتحدة والدول الغربية ليست في وضع للحديث عن حقوق الإنسان لأنها مسؤولة عن معظم القتل في المنطقة، خاصة الولايات المتحدة التي ذهبت إلى العراق وكذلك بريطانيا التي غزت ليبيا والوضع في اليمن وما حدث في مصر من دعم للإخوان المسلمين والإرهاب في تونس، كل هذه المشاكل حدثت بسبب الولايات المتحدة، وكانت هي الدولة الوحيدة التي تتلاعب بالقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن».

اتفاق نووي

 

وينفي الأسد أن يؤثر على أزمة سوريا أي اتفاق أمريكي – إيراني حول الملف النووي الإيراني «لأن الأزمة هنا لم تكن يوما جزءا من المفاوضات، ورفضت إيران ربطها، وهذا صحيح لأنه لا توجد رابطة بينهما».

ويرى الأسد أن سيطرة حكومته على الأراضي مرتبط بطبيعة الحرب، فهي ليست بين دولتين وإنما مع جماعات مسلحة تشن حرب عصابات، ولهذا لا يمكن الحديث عن مساحات مقسمة بين الطرفين، وأكد أن الجيش السوري قادر على الذهاب إلى منطقة يريدها داخل سوريا لكن لا يمكنه الحضور على كل شبر من سوريا. ولكن الوضع العسكري جيد بالنسبة للحكومة.

وأكد ان الدولة ربحت الشعب السوري في هذه الحرب ودعمه للحكومة والجيش «وقبل أن نتحدث عن السيطرة على أراض، علينا الحديث عن كسب عقول وقلوب الشعب السوري، وهذا ما ربحناه، وما تبقى لوجيستي وتقني، مسألة وقت».

هزيمة المعارضة

 

وعن إمكانية هزيمة النظام للمقاتلين أجاب الأسد لو لم يكونوا يحصلون على دعم خارجي من معدات ومتطوعين لكان الأمر سهلا، وحتى في هذا الوضع فالجيش السوري في وضع جيد. ويلح الأسد على ما يراه دعما مستمرا من تركيا – عسكريا ولوجيستيا وما إلى ذلك. ولفت تكرار الأسد لتركيا انتباه المجلة، وكان واضحا في الإجابة عندما قال إن هوسه بتركيا نابع من كونها مركز الدعم اللوجيستي والتمويل القادم من قطر والسعودية. وألقى الأسد باللائمة على الرئيس التركي أردوغان الذي قال إنه ينتمي للإخوان المسلمين التي تعتبر أساس القاعدة. وقال إن أردوغان متعصب ولهذا يدعم الدولة الإسلامية «وهو مسؤول شخصيا عما حدث» في سوريا. وعن إمكانية تعاون مع النظام المصري وعبدالفتاح السيسي قال «لن أتحدث عنه شخصيا ولكن طالما قاتل المصريون والجيش المصري النوع نفسه من الإرهاب، كما هو في العراق يمكن أن نتعاون مع هذه الدول لقتال العدو نفسه».

 

دمشـق «ضاحية حـزب الله الجنوبية» في عهد الأسد وعيون الحزب على ريـفها الشــمالي

سوريا ـ «القدس العربي» صلاحيات متزايدة بات يمتلكها حزب الله اللبناني في دمشق وريفها بشكل دوري، بتسهيل وتنسيق عالي المستوى مع أروقة النظام السوري، بدأت هذه التسهيلات من تعبيد الجيش السوري الطريق أمام دخول الحزب إلى الداخل السوري، وصولاً إلى التفرد في القرار.

مشاهد غير مألوفة بات يعايشها السوريون في أحياء دمشق، مسيرات «شيعية» تطوف شوارع جنوبها من الموالين لحزب الله، والذين تم استقدامهم من أقطار عربية متعددة أو ممن اتبعوا المذهب إبان اندلاع الثورة السورية، لتتجلى بوضوح ظاهرة «الحج» إلى مقام «السيدة زينب» إلى سلوكيات من «اللطم» والهتافات الغريبة، والشعارات التي باتت تكسو الشوارع الدمشقية بصور للأمام الخامنئي، وحسن نصر الله زعيم حزب الله. وفي لقاء لـ «القدس العربي» مع «أبو الخير» قيادي في المعارضة السورية في ريف دمشق قال: حزب الله هو ذراع إيران في المنطقة، وهو الحامل والراعي لمشروع التشيع «مشروع الإسلام الفارسي»، بينما لا تقتصر مهمة النظام السوري سوى

كأداة ومنفذ فقط لهذا المشروع، كونه مستفيد وغير مندرج ايديولوجيا تحت المشروع نفسه.

ويضيف: أهمية وجود حزب الله في دمشق تكمن بكونه الخط الدفاعي ما قبل النهائي عن النظام السوري، ووجود الحزب في دمشق يأتي حفاظاً على المشروع الإيراني في المنطقة الذي يتزعمه «قاسم سليماني» ومن يتبعه، وحزب الله مجبر للدفاع عن الأسد، فسقوط النظام في دمشق بمثابة بتر شريان الحياة للحزب الواصل من إيران عبر البوابة العراقية، ووجود حزب في دمشق مرهون بمدة بقاء الأسد فيها.

 

امبراطورية حزب الله في دمشق

 

سهل النظام السوري من بوابته الحكومية الكثير من الإجراءات أمام المؤيدين للحزب في دمشق، من خلال سنّ عدة قوانين تشرعن توطين الموالين له ممن أتوا من العراق ولبنان وغيرهم في امتلاك منازل السوريين المهجرين والفارين جراء المعارك الدائرة في بلادهم.

القرار طرحهُ النظام السوري ليسمح لأجهزته بفتح منازل المدنيين وتأجيرها بعقود، الأمر الذي اعتبرته المعارضة السورية المسلحة امتداداً جديدا للشيعة في سوريا، وتوطينهم فيها من قبل نظام دمشق بحلة مدنية وقانونية، ولكن تنديد المعارضة لم يغير في المعادلة شيئاً. وفي خطوة متزامنة للتوطين في دمشق تعمد حزب الله اتخاذ مدينة «السيدة زينب» في جنوب دمشق، مقراً رئيسياً لعناصره وقادته بحجة دينية، وأهداف سياسية وجغرافية بعيدة المنظور، ليتمدد بشكل دوري إلى المناطق المجاورة، ويسيطر عليها بقوته العسكرية، بغطاء حكومتي دمشق وطهران على حدً سواء.

حزب الله في دمشق يتمتع بحرية الإدارة الذاتية عسكرياً وجغرافيا في المنطقة، وبدعم مالي كبير، فتح الحزب الباب أمام تطويع المئات من المدنيين الموالين له بالسلك العسكري، بهدف تثبيت نفسه في المناطق التي ينجح في السيطرة عليها من قوات المعارضة السورية في دمشق وريفها.

القنوات الفضائية التابعة لحكومة طهران بدورها شجعت عملية التشيع في دمشق من خلال بثها احتفالاً للقرار الذي نسبته إلى رأس النظام السوري «بشار الأسد» باستحداث مدارس خاصة لتدريس المذهب الجعفري الشيعي في سوريا. ويقول «الحر القلموني» مدير المكتب الإعلامي في القلمون: الثقل الثاني لحزب الله بعد دمشق، هو منطقة القلمون بريف دمشق الشمالي، فبعد سيطرته على مدينة يبرود، والتي كانت تعتبر بوابة القلمون الغربي، ما زال الحزب يواصل معاركه لضم قرى ومدن القلمون الغربي المحاذية للقرى الشيعية الموالية في الشق اللبناني إلى مملكته الجغرافية.

ويضيف: كما يتعمد الحزب في المناطق التي سيطر عليها إلى نشر الفكر الشيعي لتكون امتداداً بين لبنان وسوريا عن طريق القلمون بعد سيطرته على مدينة القصير في حمص، واتخاذها طريقا عسكريا له.

من جانب آخر نجحت سياسات حزب الله حتى اليوم في ترويض الميليشيات الشيعية الأخرى التي سمح لها النظام السوري بدخول دمشق كـ ميليشيات «أبو الفضل العباس العراقي، لواء ذو الفقار» وغيرها، ليكون الحزب هو الآمر الناهي، وجميعهم يخضع لسلطته بمن فيهم القوات الحكومية بشتى مسمياتها.

معارك كثيرة خاضها حزب الله امتداداً من جنوب دمشق إلى غوطتيها، يقودها في ظل امتثال قوات بشار الأسد لأوامره، كما بات الحزب يمتلك سجوناً خاصة به في مركز ثقله في جنوب دمشق للسوريين، ناهيك عن الإعدامات الميدانية وغيرها التي يمارسها لترهيب المدنيين، وإرضاخهم.

 

صواريخ «جيش الإسلام» على اللاذقية السورية تثير سخط الأحياء المعارضة والحصيلة قتيلان: مؤيد ومعارض

سليم العمر

اللاذقية ـ «القدس العربي» أثار القصف الصاروخي الذي أطلقه «جيش الإسلام» في غوطة دمشق الشرقية باتجاه مدينة اللاذقية، السخط بين أهالي المدينة المعارضين لحكم النظام السوري، وذلك بعد مقتل اثنين من المدنيين جراء سقوط الصواريخ في مناطق قريبة من أحياء المعارضة داخل المدينة.

وأفاد ناشطون من داخل المدينة، أن المدنيّين اللذين سقطا أحدهما سني معارض وآخر علوي مؤيد، فيما تساءل عدد من أهالي المنطقة المعارضين «لماذا يقصفوننا ونحن أهلهم؟»، الأمر الذي أدى إلى حالة من الغضب الشعبي.

بدورها، قالت أم سامر في تصريح خاص: «اهتز منزلي مرتين، الأولى كانت أقوى وأشد، وحتى أن زجاج النوافذ تكسر، وظننت أن العلويين يتصارعون مع بعضهم، لكنني تفاجأت بسقوط صاروخ بالقرب من منزلي في منطقة دوار هارون.

وتتابع: «أنا ضد الأسد وأهل منطقتي كلون هيك.. حدا يفهم البني آدم اللي عم يضرب إنو نحنا اللي وقع علينا الصاروخ»، متابعة «نحنا معارضين فهمكم كافي».

فيما بث ناشطون على موقع «يوتيوب» تسجيلا مصورا يظهر قيام راجمة صواريخ تتبع لـ «جيش الإسلام» بإطلاق صاروخين باتجاه مدينة اللاذقية، فيما أكد ناشطون أن هذه الصواريخ سقطت في المناطق المحاذية لمناطق السنة بالقرب من «دوار هارون» و «عين أم إبراهيم»، ما أدى إلى مقتل مدنيين اثنين.

من جهته، أشار أحد شهود العيان إلى أن أحد القتلى من السنة ويدعى جمال محمد عاشور، والآخر من الطائفة العلوية يدعى سليمان قنجراوي، وأكثر من أربعة جرحى بينهم طفلة.

ونشر سوريون مؤيدون للنظام السوري صورا على صفحات «فيسبوك» من مكان سقوط القذائف تظهر العديد من الجثث والدماء على الطرق، مشيرة إلى قيام «الإرهابين بقصف المدنيين».

أحمد شاب آخر قام بتصوير ماجرى، وقال: «كانت عبارات الشتائم تطلق من أفواه الجميع المعارض والمؤيد منهم على من تسبب فيما جرى»، فيما أكد عامر بغضب: «سكان مدينة اللاذقية يعانون من الأمن والميليشيا العلوية، ولا ينقصنا قصف لبيوتنا الفارغة من أبنائها».

وأكد أن الاستمرار بهذا الأسلوب سيفقد المعارضين قاعدتهم الشعبية التي ما زالت سمعتها «نظيفة» على حد قوله.

وتساءل، أن هناك العديد من الأهداف الهامة والحساسة للنظام السوري في الساحل، لماذا هي بعيدة عن متناول هذه الصواريخ؟ بل على العكس لا تحتاج هذه الأهـــداف إلى صوايخ متوسطة المدى، كالتي استعلمت في قصف مدينة اللاذقية، مضيفا «لماذا لا يستهدفون المربع الأمني أو القصر الرئاسي القريب؟، يوجد العديد من الأماكن التي يعتبرها النظام مهمة كالميناء مثلا».

وأفاد ناشطون، أنه لعل قيام جيش الإسلام بمثل هذه العمليات يعبر عن ضعفه في إحراز أي تقدم على صعيد الجبهات التي ينتشر فيها في مناطق ريف دمشق، وكل ما قام به هو إطلاق صواريخ على المدنيين في العاصمة دمشق أو اللاذقية، مبينا أنه يقصف تجمعات الشبيحة حسب البيانات والتسجيلات المصورة التي يطلقها على «الانترنت».

ونفت إحدى قيادات المعارضة التي تبنت إطلاق الصواريخ أن يكون أي فصيل من الساحل قام بإطلاق الصواريخ، مبينا «من أطلق الصواريخ هم كتيبة المدفعية التابعة لجيش الإسلام، ونصحناهم بالابتعاد عن المناطق المختلطة او القريبة من مناطق السنة لأن السنة مسحوقيون داخل المدينة».

وليست هذه المرة الأولى التي تسقط فيها صواريخ الفصائل في مناطق المعارضة، فقد أطلقت عناصر «كتائب حمص» صواريخ غراد باتجاه مدينة القرداحة ردا على مجازر النظام بحي الوعر، لكن هذه الصواريخ سقطت بالقرب من مدينة الحفة التي كانت تحت سيطرة المعارضة في عام 2012، ومعظم سكانها من السنة المعارضين لللنظام.

وجميع العناصر المسلحة التي خرجت من حمص المحاصرة كانت لجأت إلى الساحل السوري، وأقامت في منطقة محاذية للشريط الحدودي مع تركيا، وأطلقت على نفسها اسم « كتائب حمص المحاصرة».

وفي أواخر عام 2014، اخطأ صاروخ هدفه في مدينة اللاذقية وسقط على باب أحد المساجد في حي بستان الريحان السني المعارض، في يوم الجمعة بعد صلاة العصر، ما حال دون وقوع مجزرة بين المعارضين أنفسهم.

وبين ناشطون أن التركيز على مدينة اللاذقية، في حين أن القصر الجمهوري في منطقة برج سلام قريب جدا من جبل التركمان، ويسهل استهدافه، ويتمتع هذه القصر بتحصينات قوية وكبيرة وطرق عسكرية تمنع أيا كان من الاقتراب منه،إلا ان الصواريخ التي تطلقها قوات المعارضة تسقط على المدنيين في المدينة، بدلا من هذه الأماكن الحساسة والقريبة.

 

ردود أفعال متباينة في سوريا حول قصف «جيش الإسلام» لدمشق بوابل من الصواريخ

دمشق ـ «القدس العربي» ـ ظهر العديد من ردود الفعل السلبية والإيجابية بين السوريين، جراء استهداف دمشق بوابل من الصواريخ من قبل «جيش الإسلام» في غوطة دمشق الشرقية، حيث أفاد العديد من السوريين من سكان دمشق بأنهم معارضون للنظام أصلا، متسائلين لماذا يتم استهدافهم بهذه الطريقة؟ فيما بين آخرون أنه من غير المقبول أن يتحمل أهالي الغوطة كل هذا القصف والحصار والمجازر، بينما يعيش أهالي مدينة دمشق مع شبيحة النظام.

وأفاد ناشطون من داخل المدينة، أن المعارضة السورية تستخدم الذخيرة محلية الصنع في استهدافها مواقع النظام العسكرية، والتي ترتفع فيها نسبة الخطأ في تحقيق الهدف، ما خلّف عدداً من الضحايا بين صفوف المدنيين الذين سيبقون وقوداً لهذه الحرب المستعرة، متسائلين هل سنرى يوماً مواجهة بين الطرفين يتم فيها تحييد المدنيين وتحسم الحرب بشكل نهائي؟

وكانت مواقع مقربة للنظام نقلت عن ضابط في جيش النظام أنه سيتم قصف الغوطة بعشرة صواريخ مقابل كل صاروخ يسقط في دمشق، في حين رد زهران علوش بأن كل غارة جوية ستقابلها عشرة صواريخ على مراكز النظام في دمشق. وتسبب ارتكاب النظام للمجازر المتكررة بحق الأهالي في الغوطة الشرقية هذا النوع من الرد بقصف مراكز النظام الحيوية، في ظل عجز قوات المعارضة عن الرد على الطائرات المغيرة لعدم امتلاكها للأسلحة المتطورة.

وكان زهران علوش قائد جيش الإسلام، أعلن الجمعة الماضي، عن فرض حظر تجوال على سكان العاصمة دمشق وذلك تحذيراً لهم من إمطار المراكز الأمنية وتجمعات الشبيحة في العاصمة بالصواريخ والقذائف رداً على استهداف طائرات النظام الحربية المتكرر لمدن وبلدات الغوطة الشرقية، وارتكابها عددا كبيرا من المجازر.

وكان آخر تلك المجازر مجزرة حمورية التي وقعت الجمعة الماضي في أحد أسواق البلدة حمورية التي استهدفها طيران النظام الحربي عقب خروج المصلين من صلاة الجمعة وتجمعهم، ما أدى إلى سقوط 51 شهيداً ومئات الجرحى كلهم من المدنيين.

وما إن أعلن زهران علوش عن نية قواته قصف العاصمة حتى اشتعل من جديد الجدل القديم الجديد بين من يؤيدون قصف العاصمة ويعارضونها على الأرض وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، فعلى هذه الضفة من يؤيد وبشدة هذا القصف، ويرى أنه من غير المقبول تحمل أهالي الغوطة لكل هذا القصف والحصار والمجازر، بينما يعيش أهالي مدينة دمشق مع شبيحة النظام، وبين مباني مراكزه الأمنية كأن شيئاً لم يكن. وعلى الضفة الأخرى هنالك من يرى العكس تماماً حيث يعتقد أن قصف مدينة دمشق لن يزيد الأوضاع إلا سوءاً وخاصة في ظل احتضان دمشق لمئات الآلاف من النازحين نتيجة القصف والحصار، ويجادل هؤلاء بأنه من الأولى لقوات المعارضة استعادة النقاط التي خسرتها على أطراف الغوطة وتوجيه صواريخها إليها.

ويعتبر معارضو القصف أنه وفي كل مرة يكون المدنيون والمعارضون في غالب الأحيان هم ضحية هذه الأعمال نظراً لتحصين النظام لمناطق تمركزه وأبنيته بشكل كبير جداً.

وبحسب ناشطين، نجح قائد جيش الإسلام زهران علوش بإعلانه هذا في لفت أنظار قوات النظام إلى العاصمة ومحيطها واستنفار غير مسبوق بين صفوف قوات النظام ونشر تعزيزات كبيرة على أطراف العاصمة تحسباً لأي هجوم، كما اقتحم وبعملية خاطفة عدداً من المناطق التي سيطرت عليها قوات النظام مؤخراً على أطراف الغوطة كحوش الفارة وتل الصوان وكبد قوات النظام هناك خسائر فادحة بالأرواح والعتاد.

وبينوا أن ذلك جرى ليلة الأحد «موعد قصف العاصمة»، وهو ما جعل العديد من الناس يعتقدون أن هذه التهديدات ما كانت إلا غطاء لهذه العملية وقد نجحت نجاحاً باهراً.

وفي صباح الأحد استنفر طيران النظام الحربي والاستطلاعي بشكل غير مسبوق وحلّق ومسح أرجاء الغوطة الشرقية كافة، كما قصف من جديد وبشكل عنيف جداً مختلف مناطق الغوطة ما أدى إلى سقوط عدد جديد من الضحايا، وهو ما دفع جيش الإسلام إلى نصب مدافعه وإطلاق عدد كبير من الصواريخ على مناطق تمركز النظام الأساسية في دمشق كالمربع الأمني في كفرسوسة وحي المالكي ومشفى تشرين والمزة 86، حيث يقطن غالبية مؤيدي النظام وشبيحته، وهو ما أدى إلى مقتل أعداد من قوات النظام وسقوط عدد من الضحايا بين صفوف المدنيين.

وأطلق علوش تغريدة على «تويتر»، أعلن عن انتهاء عملية قصف العاصمة بالصواريخ، قائلاً: «تم رفع حظر التجول عن سكان العاصمة اعتباراً من صباح الاثنين»، الأمر الذي خلّف ارتياحاً لدى قاطني العاصمة ولو بشكل بسيط. يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يقوم فيها الثوار في الغوطة الشرقية بقصف معاقل النظام في دمشق فمنذ أشهر نفذ الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام عملية مشابهة امتدت لما يزيد عن عشرة أيام، وخلّفت وراءها عدداً كبيراً من الضحايا بين صفوف المدنيين، لكنها لم تحظ بمثل هذه الضجة التي رافقت هذه الحملة والتي يرى كثيرون أنها حققت أهدافاً عدة لجيش الإسلام لن تظهر إلا على المدى البعيد.

 

إسرائيل تطلق النار باتجاه سورية وتعلن حالة التأهب القصوى

القدس المحتلة ـ نضال محمد وتد

أعلنت مصادر إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، أن “الجيش قصف أهدافاً مختلفة في سورية، رداً على سقوط صواريخ، انفجرت في مناطق غير مأهولة شمالي الجولان”.

 

وكانت صفارات الإنذار انطلقت في مناطق مختلفة من هضبة الجولان المحتل، وفي المستوطنات الإسرائيلية بعد سماع دوي انفجارات في مناطق مختلفة.

 

وفور سقوط الصواريخ أمر الجيش الإسرائيلي بإخلاء جبل الشيخ من السياح، بينما بدأ البحث عن مواقع سقوط الصواريخ، حيث أعلن الجيش أنّه رصد وقوع أربعة صواريخ في المنطقة الشمالية.

 

وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن “الجيش رد بالقصف المدفعي حيث أطلق 20 قذيفة مدفعية باتجاه أهداف ومواقع في سورية. وهي أحد أكبر عمليات القصف المدفعي ضد سورية في السنوات الأخيرة”، بحسب موقع “يديعوت أحرونوت”.

 

في المقابل، ذكر الموقع العبري أن طائرات حربية إسرائيلية، حلقت في الجانب الغربي من الحدود مع سورية فوق هضبة الجولان بشكل مكثف، بينما قامت الشرطة الإسرائيلية وعناصر الجيش بإغلاق طرق رئيسية في المناطق الحدودية، خلال عمليات التمشيط بحثاً عن الصواريخ الأربعة المذكورة.

 

ويأتي هذا التصعيد في سياق التوتر الأمني، بعدما قام الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي، بتنفيذ الهجوم في القنيطرة، الذي أسفر عن مصرع عناصر من “حزب الله” اللبناني ومن الحرس الثوري الإيراني، بينهم جنرال إيراني وجهاد مغنية.

 

وفي حين هدّد كلٌّ من “حزب الله” وإيران بالرد في الزمان والمكان المناسبين، أعلن وزير الأمن، موشيه يعالون، أن إسرائيل ستحمل المسؤولية للأنظمة والدول التي تطلق منها النيران أو عمليات باتجاه إسرائيل.

 

بموازاة ذلك، عززت إسرائيل قواتها على الحدود الشمالية، وقامت بنشر بطاريات منظومة “القبة الحديدة”، فضلاً عن استنفار قوات سلاح البر وإلغاء الإجازات، بينما ألغى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بني غانتس، الأسبوع الماضي، مشاركته في مؤتمر رؤساء أركان جيوش حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الذي انعقد في أوروبا.

 

المعارضة السورية تفقد 50 عنصراً خلال معارك درعا

دمشق – هيا خيطو

حققت كتائب المعارضة السورية تقدماً عسكرياً ملحوظاً في ريف درعا، خلال الأيام الثلاثة الماضية، إذ تمكنت من السيطرة على اللواء (82) وكتيبة النيران التابعة له، لكن ذلك كلفها خسائر بشرية فادحة وصلت إلى نحو خمسين مقاتلاً.

 

وأعلنت فصائل عسكرية معارضة، أبرزها “جبهة النصرة”، وحركة “المثنى الإسلامية”، و”الجيش الأول”، السبت الماضي، عن إطلاق ثلاث معارك جديدة، تهدف للسيطرة على آخر المناطق الاستراتيجية التي تتمركز فيها قوات النظام في ريف درعا، كاللواء 82، وبلدة إبطع، وقرية الدلي.

 

وأفاد الناشط الإعلامي، عماد الحوراني، لـ”العربي الجديد” بأنّ “معارك عنيفة شهدتها أمس جبهات إبطع والدلي، حقق خلالها الثوّار تقدماً ملحوظاً، وما إن أدركت قوات النظام ذلك حتى استهدفت الثوّار بالغازات السامة في مناطق الاشتباكات، مما أوقع نحو عشر إصابات بحالات اختناق”.

 

وأشار إلى “مقتل 13 مقاتلاً من الكتائب العسكرية المعارضة أمس، لتصبح حصيلة ضحاياهم في ثلاثة أيام متتالية من المعارك، نحو 50 قتيلاً”، مشيراً إلى أنّ “قوات النظام وميليشياتها فقدت أيضاً العشرات من عناصرها، بينهم ضابط برتبة عالية، فضلاً عن الخسائر المادية التي تكبّدتها، ومنها منظومة صواريخ أرض – جو، وكمية كبيرة من الأسلحة الثقيلة”.

 

وكانت كتائب المعارضة العسكرية قد سيطرت يوم الأحد الماضي، على اللواء (82) وكتيبة النيران التابعة له، لتطرد بذلك قوات النظام نهائياً من مدينة الشيخ مسكين في الريف الشمالي، وتوجّه أنظارها للاستحواذ على كامل خط الدلي – إبطع، ووصولاً إلى مدينة إزرع.

 

وتشهد مناطق ريف درعا اليوم هدوءاً، تتخلله أصوات قصف مدفعي، أضحى روتينياً بحسب مصادر محلية، أوضحت لـ”العربي الجديد”، أن “طيران النظام لم يبرح سماء المنطقة في الأيام الماضية، مخلّفاً قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، فضلاً عن الأضرار المادية”.

 

واشنطن تنتقد تصريحات الأسد.. وحوار موسكو بلا محاورين

انتقدت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر ساكي، تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد، التي أدلى بها إلى مجلة “فورين أفيرز”، وقالت: “الأوهام التي يطرحها الأسد هنا تؤكد فقط إيماننا الراسخ بأنه فقد شرعيته منذ أمد طويل، ويجب أن يرحل”. ساكي أكدت أن “سوريا لا يمكن أن تعود مستقرة أو موحدة طالما أنها خاضعة لحكمه”. ونفت ساكي أن تكون حكومة بلادها قد أظهرت بعض “التراخي” في موقفها من بقاء الأسد على رأس السلطة، مشددة على أن “موقفنا لم يتغير”، وأن هناك “قراءة غير دقيقة لموقف الولايات المتحدة” من النظام السوري.

 

وكان مدير تحرير مجلة “فورين أفيرز”، جوناثان تيبرمان، قد أجرى في 20 كانون الثاني 2015، مقابلة مطولة مع الأسد، في دمشق، حول الوضع الراهن والصراع في سوريا. وعن محادثات موسكو، قال الأسد: “ما يحدث في موسكو ليس بمفاوضات حول الحل؛ إنها فقط تحضيرات للمؤتمر. كيفية التحضير للمحادثات. لذا عندما تبدأ الكلام عن المؤتمر، ما هي مبادئك عنه؟ سأعود إلى نفس النقطة. دعني أكون صريحاً، بعض المجموعات هي دمى، كما قلت، لدول أخرى. عليهم أن ينفذوا تلك الأجندة، وأنا أعلم بأن دولاً عدة، مثل فرنسا، على سبيل المثال، ليس لديها أي اهتمام بإنجاح المؤتمر. لذا سوف يعطونهم الأوامر كي يفشلوهم. لديك شخصيات أخرى لا تمثل إلا ذاتها؛ لا يمثلون أحداً في سوريا. بعضهم لم يعش مطلقاً في سوريا، ولا يعلمون شيئاً عن البلد. بالطبع، لديك بعض الشخصيات الأخرى، ممن يعملون للمصلحة الوطنية. لذا عندما تتكلم عن المعارضة كوحدة واحدة، من سيمتلك التأثير على الأخر؟ ذلك هو السؤال. ذلك غير واضح. لذا فإن التفاؤل سيكون مبالغة. لن أقول أنني متشائم. أفضل القول أننا نملك الأمل، في كل فعل”.

 

الأسد أشار إلى أن الأميركيين ظهروا في الأيام الأخيرة، وكأنهم “أصبحوا أكثر دعماً لمحادثات موسكو. بشكل مبدئي، لم يكونوا كذلك. البارحة، وزير الخارجية جون كيري قال شيئاً ليشير إلى أن الأمم المتحدة تأمل انطلاق المحادثات، وأنها ستكون ناجحة. لطالما قالوا أشياءً، ولكن الاهم الافعال. وأنت تعلم بأنه لا ثقة بين السوريين والولايات المتحدة. لذا سننتظر حتى نرى ما سيحدث في المؤتمر”.

 

وحول الطريقة المثلى للاتفاق بين القوى السورية المختلفة، أجاب الأسد: “عبر التعامل المباشر مع المتمردين، ولكن لديك نوعين مختلفين منهم. الآن، الأغلبية هم من القاعدة، سواء كان تنظيم الدولة أم النصرة، مع مجموعات صغيرة أخرى مشابهة تنتمي إلى القاعدة. الآن، ماذا تبقى، ما أسماه أوباما “فانتازي”، ما دعاه “المعارضة المعتدلة”. إنها ليست معارضة؛ إنهم متمردون. أغلبيتهم انضموا للقاعدة، وبعضهم عاد إلى الجيش مؤخراً. خلال الأسبوع الأخير، الكثير منهم ترك هذه المجموعات وأتى إلى الجيش”.

 

وعن إجراءات الثقة التي يحضرها الأسد كتمهيد للمحادثات، أجاب الأسد: “إنها ليست علاقات شخصية؛ الأمر يدور حول الأليات. في السياسة، الكلام للآليات فقط. ليس عليك أن تثق بأحد لفعل شيء. إذا كان لديك آليات واضحة، يمكنك الوصول إلى نتيجة. ذلك ما يريده الناس. لذا فالسؤال هو: ما هي الآليات التي يمكن وضعها في المكان؟ هذا يأخذنا إلى نفس السؤال: من هم؟ ماذا يمثلون؟ ما هو تأثيرهم؟ ما الغاية من بناء الثقة مع أناس لا تأثير لهم؟ لديك شيء ملموس وهو المصالحة. الناس الذين سلموا أسلحتهم؛ أعطيناهم العفو؛ انهم يعيشون حياة طبيعية. هذا مثال واقعي. لذا فإن هذا هو إجراء للثقة. من جهة أخرى، ما هو الرابط بين تلك المعارضة والسجناء؟ لا علاقة. ليسوا معتقليهم بأي حال. تلك قضايا متنافرة”.

 

وقد انطلقت في موسكو، الإثنين، جلسات الحوار السوري، وسط مقاطعة أطراف رئيسة في المعارضة، كـ”الإئتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية”. كما غاب الصف الأول من قيادة “هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي”. كما تدنى تمثيل وفد النظام ليقتصر على مندوب سوريا الدائم في الأمم المتحدة.

 

وفي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، إن سوريا الغد يجب أن تبنى من دون الأسد. وأضاف: “لا يمكن لعاقل أن يفكر أن رجلاً مسؤولاً عن مقتل مئتي ألف شخص سيكون موجوداً في مستقبل شعبه”، مضيفاً أن إبقاء الأسد في مكانه “يشكل هدية مطلقة” لتنظيم “الدولة الإسلامية”. وتابع: “لا بد من حل يضم عناصر من المعارضة وآخرين من النظام، من دون بشار”.

 

داعش يتقهقر في كوباني وديالى..والحشد الشعبي متهم بمجازر

المدن – عرب وعالم

 

سيطرت القوات الكردية على مدينة كوباني “عين العرب” السورية، الإثنين، وطردت منها من تبقى من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية. وتمكنت وحدات حماية الشعب، الثلاثاء، من السيطرة على قرية قرة حلنج جنوب شرقي كوباني، في حين تستمر الاشتباكات في محيط مجمع سيران ومناطق أخرى جنوب غربي المدينة، وفي قرية شيران. فيما نفذت طائرات تابعة للتحالف الدولي غارة استهدفت مواقع للتنظيم في محيط كوباني.

 

وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، الإثنين، إن قوات وحدات حماية الشعب الكردية استعادت مواقع من مقاتلي التنظيم، لكنها تتقدم بحذر عند مشارف المدينة الشرقية، حيث زرع مقاتلو التنظيم ألغاماً. ولا تزال قوات التنظيم منتشرة في القرى المحيطة بكوباني.

 

وقال النقيب في قوات البيشمركة بهرام شيرواني، إن القوات الكردية تمكنت من استعادة سيطرتها على أغلب أحيائها، فيما يتحصن عناصر لتنظيم الدولة في حي واحد شرق المدينة. وأضاف أن “قوات البيشمركة ووحدات حماية الشعب الكردي وبإسناد فصائل من الجيش السوري الحر، تمكنت خلال عملياتها ضد عناصر تنظيم داعش، من تحرير قريتي ترمك وماميت وكذلك الأجزاء الشرقية للمدينة باستثناء أجزاء من حي مقتلة لا تزال بأيدي داعش”. وأوضح أن “القوات الكردية بدأت بتطهير المناطق التي سيطرت عليها من المتفجرات والألغام التي زرعها عناصر التنظيم بكثافة”. وأشار شيرواني إلى أنه “لا يسمح بعودة النازحين حتى يتم إبعاد عناصر تنظيم داعش بحيث تصبح المدينة في مأمن من مدافعهم”.

 

وقالت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاجون” إنها لا تستطيع أن تعلن أن معركة كوباني انتهت لكنها أكدت أن الغلبة للأكراد. وقال المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل ستيف وارن: “أنا لست مستعداً لقول إن النصر تحقق في المعركة. المعركة مستمرة. لكن اعتباراً من الآن أعتقد أن القوات الصديقة لديها قوة الدفع”. وقالت القيادة المركزية الأميركية في بيان لها، إن القوات التي تحارب الدولة الإسلامية سيطرت على حوالي 90 بالمئة من كوباني.

 

وكان الجيش الأميركي، قد قال الإثنين، إن الولايات المتحدة وحلفاءها شنوا 21 ضربة جوية في سوريا، خلال الساعات الأربع والعشرين المنصرمة، 17 منها استهدفت كوباني. في حين نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، أن أهالي عين العرب تمكنوا “من طرد إرهابيي تنظيم داعش من مدينتهم والسيطرة عليها بشكل شبه تام!”.

 

في حين قال نائب رئيس الوزراء التركي بولند أرينج، الإثنين، إن الخبر الذي تناقلته بعض وسائل الإعلام بشأن طرد عناصر تنظيم الدولة من كوباني، غير مؤكد. وأضاف أرينج أن التطورات الأخيرة في كوباني تشير إلى أن قوة التنظيم كُسرت في المدينة، قائلاً: “نسعد حين نسمع خبر هزيمة تنظيم إرهابي وضعف تأثيره على المواطنين الأبرياء أو خروجه من المناطق التي يسيطر عليها، لكن حتى الآن لم تتأكد أخبار خروج عناصر داعش من عين العرب”.

 

من جهته، قال رئيس إقليم شمال العراق مسعود بارزاني، إنه تلقى أنباءً تؤكد طرد عناصر داعش من المدينة، وأنه يهنئ جميع الشعوب الحرة، على تحقيق النجاح والنصر ضد القوات الإرهابية، لافتا أن المدينة لم تسقط في أيدي الإرهابيين بسبب القوة والإرادة التي تتمتع بها.

 

من جهة أخرى، قالت مصادر عراقية، الإثنين، إن قوات الأمن العراقية ومليشيات الحشد الشعبي الشيعية، ومقاتلي قبائل سنية، استعادوا أكثر من 20 قرية من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، في محافظة ديالى الشرقية قرب الحدود مع إيران. وأتاح الهجوم الذي بدأ الجمعة إبعاد مقاتلي التنظيم من منطقة المقدادية، وهي أقرب موقع للدولة الإسلامية من الحدود الإيرانية.

 

وأعلن قائد عمليات دجلة الفريق الركن عبد الأمير الزيدي، الإثنين، تحرير محافظة ديالى، شمال شرقي بغداد، قائلاً: “نعلن تحرير محافظة ديالى من تنظيم داعش بمشاركة قوات الجيش والحشد الشعبي وأبناء العشائر، وقتل أكثر من 50 إرهابياً”. وأكد أن “القوات العراقية تفرض سيطرتها على جميع مدن ونواحي محافظة ديالى”.

 

وأكد رئيس مجلس بلدية قضاء المقدادية عدنان التميمي “تطهير جميع مناطق المقدادية بالكامل وانطلاق فرق فنية من دائرة الكهرباء والبلدية لإصلاح الأضرار التي تعرضت لها المنطقة استعداداً لعودة الأهالي”.

 

وقال زعيم مليشيا بدر الشيعية هادي العامري، إنهم تمكنوا وبعد معركة صعبة على مدى ثلاثة أيام من هزيمة “الإرهابيين” في شمال المقدادية وتطهير كل القرى من التنظيم. وأضاف في مؤتمر صحافي بثه التلفزيون العراقي، الإثنين، أن 58 على الأقل من الجنود والمقاتلين المؤيدين للحكومة قتلوا في العملية، وأصيب 247 آخرون. وقال رئيس اللجنة الأمنية بمجلس محافظة ديالى، إن حوالي 65 من مقاتلي الدولة الإسلامية قتلوا أيضاً.

 

وقال سكان إن المسلحين الشيعة دمروا العديد من المساجد، وأضرموا النار في عشرات المنازل في قرية شيروين، وبعضها يتبع لمقاتلين سنة شاركوا الجيش في الهجوم. وقال أحد مقاتلي القبائل السنية: “بعد تحرير بعض القرى في شمال المقدادية هاجمتنا مجموعة من المسلحين واتهمونا بأننا من اعضاء الدولة الإسلامية. وبعدما شلوا حركتنا بدأوا في تفجير المنازل الكبيرة”. وأكد ضابط في الجيش إن قوات الأمن غير قادرة على وقف المسلحين. وأضاف: “نعرف أن مثل هذه الأفعال يجب أن تتوقف، ويمكن أن تبعث برسالة خاطئة إلى سكان القرى الأخرى، لكنني أخشى ألا يمكن أن تكون لدينا القوة لوقفها”.

 

وفي السياق، اتهم زعماء عشائر عراقيون، الإثنين، مسلحين شيعة، بإعدام مدنيين عزّل كانوا يفرون من القتال مع مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية، في قرية بروانة. ودعا محافظ ديالى عامر سلمان والنائبة ناهدة الدايني، بغداد، إلى التدخل في بروانة، إلى الشمال الغربي من المقدادية. وقالت الدايني إن المسلحين دخلوا في المساء قرية بروانة وأعدموا أكثر من 70 شخصاً، وأضافت “هذه مجزرة حقيقة” نفذها المسلحون.

 

أهالي كوباني يستعدون للعودة.. وسلطاتها المحلية تدعوهم للتريث

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»

يستعد سكان عين العرب السورية الحدودية مع تركيا، للعودة الى المدينة المدمرة بعد طرد تنظيم “داعش” المتطرف منها، فيما انتقلت المعركة الى القرى المجاورة التي لا تزال تحت سيطرته.

ويرتدي الانتصار الذي أحرزه المقاتلون الاكراد امس (الاثنين) أهمية رمزية نتيجة حجم الاسلحة والمقاتلين الذي وضعه التنظيم للاستيلاء على كوباني من دون ان ينجح في ذلك، واهمية استراتيجية، اذ انه سيحد على الارجح من طموحات التنظيم التوسعية ورغبته في السيطرة على شريط حدودي واسع في شمال سوريا.

وعمت الاحتفالات الليلة الماضية مناطق كردية في سوريا والعراق، وصولا الى مجموعات كردية في بيروت. ونشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور لحشود كبيرة في مدن سورية عدة، تحتفل، وتغني وترقص، وتشيد بوحدات حماية الشعب (القوة الكردية المسلحة التي دافعت عن المدينة).

واعلنت وحدات حماية الشعب في بيان اصدرته ليلا “تحرير مدينة كوباني بشكل كامل”، معتبرة ان المعركة “كانت مصيرية لمرتزقة داعش” و”هزيمة داعش” في كوباني “تعني بداية النهاية” بالنسبة له.

وذكر البيان ان وحدات حماية الشعب ستواصل “حملة تحرير باقي مناطق مقاطعة كوباني”، مضيفا “نجدد عهدنا بأن نستكمل حملتنا ونكللها بالانتصارات”.

وتبلغ مساحة عين العرب حوالى سبعة كيلومترات مربعة. وفي الطريق اليها، احتل “داعش” منذ 16 سبتمبر (ايلول) 356 قرية وبلدة في محيطها بعضها صغير جدا.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان، اليوم، ان “وحدات حماية الشعب تمكنت من التقدم وسيطرت على قرية قرة حلنج جنوب شرقي عين العرب”، مشيرا الى استمرار الاشتباكات بين المقاتلين الاكراد تساندهم الكتائب المقاتلة، والتنظيم في مناطق أخرى جنوب غربي المدينة وجنوب شرقها. وذكر ان هناك “مجموعات من عناصر التنظيم محاصرة في قرى في الريف الجنوبي الغربي للمدينة”. واشار الى ان التحالف الدولي بقيادة اميركية نفذ اليوم غارات جوية على مناطق في محيط كوباني.

وفور الاعلان عن “تحرير” كوباني، بدأ سكانها يعدون العدة للعودة.

من جهته، قال نائب وزير خارجية مقاطعة كوباني (الادارة الذاتية) ادريس نعسان في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية “الناس فرحون جدا. وهم يحتفلون. المعنويات مرتفعة”. إلا انه اشار الى ان السلطات المحلية تطلب من الناس التريث في العودة الى منازلهم. وأضاف “هناك دمار كبير. نصف المدينة على الاقل مدمر”، وتابع “نطلب منهم عدم التوجه الى المدينة على الفور بسبب غياب الحاجات الاساسية. لا يوجد طعام ولا ادوية، ولا كهرباء ولا ماء”. وقال “نحتاج الى مساعدة والى خبراء في اعادة الاعمار، كما نحتاج الى اسلحة لمتابعة المعركة”، مشيرا الى ان الحكومة المحلية قد توجه نداء الى المجتمع الدولي للمساعدة.

وقال الصحافي مصطفى عبدي الموجود في منطقة تركية حدودية قريبة من كوباني والمتابع للملف الكردي، من جهته، ان “عشرات الاشخاص اجتازوا الحدود، لكن لم يتمكنوا من دخول المدينة بسبب الاجراءات الامنية المشددة”. موضحا ان “الوضع في داخل المدينة مأساوي. هناك دمار واسع، هناك جثث قتلى داعش تحت ركام المنازل”، مشيرا الى ان “بعض الجثث متفسخة ومحترقة… هناك كلاب شاردة، وكل هذا يشكل خطرا على الصحة”. كما قال ان “البنى التحتية مدمرة تماما. قد تكون هناك قنابل مزروعة في المنازل، او قذائف لم تنفجر، وهي تشكل خطرا على حياة الناس”.

وكان عدد سكان المدينة وصل قبل المعركة الى اكثر من 150 الفا مع النازحين، الذين كانوا لجأوا الى المدينة هربا من العنف في مناطق اخرى.

واجتاز حوالى مائتي ألف نازح الحدود في اتجاه تركيا بعد اندلاع المعارك في عين العرب وجوارها. وتسببت غارات التحالف الجوية بالجزء الأكبر من الدمار.

في الجانب التركي من الحدود، لم يبد المسؤولون الاتراك الذين لديهم تاريخ حافل من المواجهات مع الاقلية الكردية في بلادهم، حماسا للنجاح الذي حققه اكراد سوريا.

وصرح الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، بحسب ما نقلت صحف تركية، بالقول “لا نريد تكرارا للوضع في (…) شمال العراق. لا يمكننا الآن ان نقبل نشوء شمال سوريا”. وأضاف “يجب ان نلتزم بموقفنا حول هذا الموضوع، وإلا فسيكون شمال سوريا مثل شمال العراق. هذا الكيان سيكون مصدر مشاكل كبرى في المستقبل”.

واتهم المقاتلون الاكراد خلال معركة كوباني تركيا بمساندة الجهاديين. فيما حصلت ضغوط دولية كبيرة على أنقرة حتى سمحت بدخول اسلحة ومقاتلين عرب وبشمركة عراقية عبر حدودها الى اكراد كوباني، ما ساهم في تغير ميزان القوى على الارض اعتبارا من النصف الثاني من اكتوبر (تشرين الاول). كما كان للغارات الجوية التي نفذها التحالف الجوي على مواقع التنظيم الدور الاكبر في دعم المقاتلين الاكراد على الارض.

وقتل في معارك كوباني 1737 شخصا، بينهم 1196 مسلحا من “داعش”.

وبعد خسارته عين العرب، لا يزال التنظيم يسيطر على مساحات واسعة من شمال وشرق سوريا.

 

معارضة سوريا تتشاور بموسكو وتلتقي غدا وفد النظام  

تتواصل اجتماعات شخصيات من المعارضة السورية في لقاء موسكو التشاوري، بينما ينظم غدا الأربعاء أول اجتماع لها مع وفد من النظام. وأعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية عدم حضوره الاجتماع الذي تغيب عنه أيضا شخصيات معارضة كثيرة.

ولليوم الثاني على التوالي، توجهت شخصيات من المعارضة والمجتمع المدني التي حضرت إلى موسكو إلى قصر المؤتمرات بوزارة الخارجية الروسية للتشاور، بغية الاتفاق على ورقة مشتركة تقدم كأرضية يتم طرحها على وفد النظام في اجتماع مشترك غدا الأربعاء.

 

وينتظر أن تتضمن الورقة التي سيتوصل إليها المجتمعون اليوم بعض بنود إعلان القاهرة، الذي صدر عن اجتماع المعارضة السورية في 24 يناير/كانون الثاني الجاري، إلا أن شخصيات عديدة من الحاضرين تعارض هذه الورقة، ولا تعترف باجتماع القاهرة ولا بالشخصيات التي حضرته.

 

وأفاد مصدر معارض في الوفد المشارك -رفض الكشف عن اسمه- لوكالة الأناضول أن من الصعب التوصل إلى ورقة موحدة ومتوازنة، بالنظر إلى الاختلافات في الرؤى والطروحات ما بين الشخصيات المعارضة وكذلك الشخصيات التي دعيت تحت اسم “المجتمع المدني”.

 

واعتبر المتحدث أن هناك شخصيات حضرت من داخل سوريا لا يمكن القول بأنها معارضة، بل هي تدافع عن النظام حسب قوله.

 

من جهة أخرى أفاد مصدر مقرب من الخارجية الروسية للأناضول أن موسكو منزعجة من عدم حضور كل من رئيس هيئة التنسيق الوطني حسن عبد العظيم، والرئيس السابق لهيئة التنسيق في الخارج هيثم مناع.

 

وأكد المصدر أن غياب عبد العظيم ومناع إلى جانب شخصيات عديدة أخرى فسح المجال لشخصيات مثل قدري جميل كي يتصدر الواجهة المعارضة، كونهم يريدون شخصيات أخرى لم تحترق أروقها بعد، بحسب ما ذكر.

 

غياب الائتلاف

وتأتي مبادرة موسكو بعد نحو عام على مؤتمر جنيف الثاني لمحادثات السلام الذي عقد بين أطراف الأزمة السورية تحت إشراف الأمم المتحدة وقوى دولية، وبعد أيام من اجتماع للمعارضة في القاهرة.

 

من جهته، أعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أنه لن يحضر الاجتماع في موسكو، معتبرا أن أي محادثات مع النظام السوري يجب أن تتم في بلد محايد وتحت رعاية الأمم المتحدة.

 

وأكد رئيس الائتلاف خالد خوجة في كلمة -خلال زيارة قام بها إلى مناطق في ريف اللاذقية كما ظهر في فيديو- أن الائتلاف لن يجلس إلى طاولة حوار مع نظام الرئيس بشار الأسد، إلا على أساس بيان جنيف الذي يدعو إلى إقامة حكم انتقالي في سوريا.

 

يذكر أن لقاء موسكو التشاوري كان قد بدأ أمس باجتماعات بين شخصيات معارضة سورية وأخرى من المجتمع المدني من الداخل، وافتتح الجلسة الأولى رئيس معهد الاستشراف “فيتالي نوومكن” بكلمة افتتاحية، رحب فيها بالمجتمعين وأعرب عن أمله في التوصل إلى حل للأزمة السورية.

 

وخففت دمشق مستوى تمثيلها في الاجتماع، ليرأسه ممثل سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، بعد أن كان مقررا في وقت سابق أن يقوده وزير الخارجية وليد المعلم أو نائبه فيصل المقداد، وذلك -على ما يبدو- كرد على عدم حضور شخصيات أو أطراف وازنة من المعارضة.

 

المتحدث باسم داعش يتغنى بوفاة ملك السعودية.. ويدعو “الموحدين” بالغرب لتكثيف الهجمات ضد “الصليبيين

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—تغنى أبو محمد العدناني، المتحدث باسم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ”داعش،” بوفاة العاهل السعودي، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في الوقت الذي جدد فيه الدعوة لـ”الموحدين” لتكثيف الهجمات ضد “الصليبيين” بالغرب “الكافر” على حد تعبيره.

 

وقال العدناني في كلمة مسجلة، الاثنين: “نجدد الدعوة للموحدين في أوروبا والغرب الكافر وكل مكان لاستهداف الصليبيين في عقر دارهم وأينما وجدوا وإننا خصوم بين يدي الله لكل مسلم يستطيع أن يريق قطرة دم صليبية واحدة ولا يفعل سواء بعبوة أو طلقة أو سكين أو سيارة أو حجر أو حتى بركلة أو لكمة ولقد رأيتم ما فعله مسلم واحد في كندا وبرلمانها وما فعله إخواننا في فرنسا وأستراليا وبلجيكا رحمهم الله جميعا وجزاهم عن الإسلام خيرا وغيرهم الكثير..”

 

وتابع قائلا: “رأينا الجيوش الصليبية تستنفر في استراليا وكندا وفرنسا وبلجيكا وغيرها من معاقل الصليب، والتي نعدها إن شاء الله باستمرار حالة التأهب والرعب والخوف وفقد الأمن والقادم أدهى بإذن الله.”

 

وحول وفاة العاهل السعودي الذي يعتبره الكثير من أبرز قادة الإصلاح في المملكة وسجله الطويل الحافل بالإنجازات الرائدة، قال العدناني: “لقد فرح الموحدون بهلاك طاغية الجزيرة خائن الحرمين نسأل الله أن يرديه في جهنم وبئس المصير في أشد العذاب مع فرعون وهامان، ونقول إن هلاكه لا يعني لنا شيئا فقد هلك طاغوت وحل مكانه طاغوت وكلاهما لنا سواء وجودهما من عدمه فإن الحكام الحقيقيون لبلاد الحرمين هم اليهود والصليبيون لا سلمان ولا ابن نايف اخزاهما الله.”

 

المرصد: القوات الكردية تسيطر على كامل مناطق عين العرب “كوباني” وتطرد داعش

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—قال المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض، إن وحدات الحماية الكردية أو ما يُعرف بـ”YPG” تمكنت من استعادة السيطرة على مدينة عين العرب “كوباني،” بعد طرد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ”داعش،” منها.

 

وقال المرصد في تقريره: “أبلغت مصادر موثوقة المرصد السوري لحقوق الإنسان أن وحدات حماية الشعب الكردي بقيادة محمود برخدان سيطرت بشكل شبه كامل على مدينة عين العرب حيث تمكنت الوحدات من السيطرة قبل قليل علي حي كاني عربان (كاني كردا) واجزاء كبيرة من حي مقتلة، الذي لايزال يشهد اشتباكات بين ما تبقى من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية ووحدات حماية الشعب الكردي عند الاطراف الشرقية لمدينة عين العرب، وسط استمرار التقدم الحذر للوحدات الكردية في الحي جراء زرع عناصر تنظيم الدولة الإسلامية لعشرات الألغام فيه قبل فرارهم من المدينة.”

 

وأضاف التقرير: “كانت وحدات حماية الشعب الكردي بقيادة محمود برخدان، تمكنت أمس من التقدم في أطراف حي كاني عربان (كاني كردا)، والسيطرة النارية على مدرسة تشرين، بالإضافة لتقدمها في أطراف حي مقتلة بمدينة عين العرب، وبذلك تكون الوحدات الكردية قد سيطرت على نحو 90 في المائة من المدينة، وتراجع وجود عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” وانحصر في الشريط الشرقي عند أطراف مدينة عين العرب.”

 

استمرار الاشتباكات بين الأكراد والدولة الإسلامية حول كوباني

بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ووحدات حماية الشعب الكردية يوم الثلاثاء إن القوات الكردية مازالت تخوض معارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية خارج مدينة كوباني السورية.

 

ويأتي هذا التصريح بعد يوم من إعلان الأكراد أنهم استعادوا السيطرة الكاملة على المدينة ذات الأغلبية الكردية الواقعة في شمال سوريا على الحدود مع تركيا بعد معركة استمرت أربعة أشهر.

 

وقال المرصد ان اشتباكات وقعت الى الجنوب الشرقي والجنوب الغربي من المدينة مشيرا إلى ان وحدات حماية الشعب تمكنت من تحرير قرية خارج كوباني.

 

وقالت وحدات حماية الشعب على موقعها الالكتروني “تواصل وحداتنا عملياتها العسكرية ضد المرتزقة التي تمركزت في القرى التابعة لكوباني بعد انسحابها من المدينة.”

 

وأضاف البيان “تم إلحاق ضربات موجعة بالمجموعات الارهابية في قرية منازه الواقعة غرب المدينة وقرية حلنج الواقعة جنوبي شرقي المدينة وأسفرت عن تحرير قرية حلنج من المرتزقة بالكامل” مشيرا إلى أن “الاشتباكات مازالت مستمرة في تلك القرى.”

 

وأصبحت المدينة التي تعرف أيضا باسم عين العرب محورا رئيسيا في الحملة الدولية على التنظيم المتشدد الذي يسيطر على مساحات واسعة من الأراضي في العراق وسوريا.

 

وجاء في بيان سابق لوحدات حماية الشعب نشر في وقت متأخر من ليل يوم الاثنين “اليوم (الاثنين) تم تحرير مدينة كوباني بشكل كامل من مرتزقة داعش منذ 133 يوما” مستخدمة الاختصار الذي يشير لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام وهو الاسم السابق لتنظيم الدولة الإسلامية.

 

وأضاف البيان “هزيمة داعش وانكسارها في كوباني تعني بداية لنهاية مرتزقة داعش.”

 

ولا يزال مئات من مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية متواجدين في قرى قريبة.

 

وقال المرصد إن ضربات جوية نفذت حول كوباني يوم الثلاثاء ويوم الاثنين قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) ان المعركة للسيطرة على البلدة لم تنته بعد.

 

وينفي أنصار لتنظيم الدولة الإسلامية انسحاب مقاتليه من المدينة السورية.

 

وأظهرت لقطات تلفزيونية أذيعت يوم الثلاثاء من كوباني مباني سويت بالأرض جراء القصف وكتلا اسمنتية متناثرة في الشوارع.

 

كما تناثرت في الطرق قنابل غير منفجرة وبقايا قذائف مورتر.

 

وشن التنظيم في العام الماضي هجوما على المدينة مستخدما الأسلحة الثقيلة التي استولى عليها من العراق فحاصرها وأجبر عشرات الآلاف من سكان المدينة على الفرار الى تركيا.

 

وساعدت الضربات الجوية لقوات الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة وجهود مقاتلي قوات البشمركة العراقية الكردية وحدات حماية الشعب الكردية السورية في معركتها ضد تنظيم الدولة الاسلامية بعد أن ناشدت المجتمع الدولي لمساعدتها خلال حصار المدينة.

 

وتستضيف تركيا نحو 1.5 مليون لاجئ فروا إليها من مختلف أنحاء سوريا.

 

ودعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتوجيه مزيد من الاهتمام الدولي الى مدينة حلب المحاصرة.

 

وقال أردوغان “عندما يتعلق الأمر بكوباني يهب العالم بأكمله ويتعاون وأولئك الذين يفرون من كوباني يأتون إلينا وهم 200 ألف شخص.”

 

وأضاف “عندما نخبرهم عن حلب لا ينصت أحد إلينا. هناك 1.2 مليون شخص يعيشون هناك حيث الاقتصاد والتاريخ والحضارة فلماذا لا تظهرون اهتماما؟”

 

وتشعر أنقرة بالقلق من دعم الأكراد السوريين بسبب علاقتهم بحزب العمال الكردستاني الانفصالي في تركيا.

 

وأبرم حزب العمال الكردستاني اتفاقا لوقف إطلاق النار مع الحكومة التركية سعيا لإنهاء الصراع الذي بدأ عام 1984.

 

وقال سياسي وصحفي تركيان يوم الثلاثاء إن الشرطة التركية أطلقت الغاز المسيل للدموع لمنع الناس الذين يحاولون عبور الحدود والعودة إلى كوباني للاحتفال بتحريرها.

 

(إعداد داليا نعمة للنشرة العربية – تحرير دينا عادل)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى