أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء، 19 حزيران، 2012

2

28 ألف نازح سوري في لبنان

بيروت – «الحياة»

ارتفع عدد السوريين النازحين إلى لبنان إلى نحو 28 ألفاً، وفق التقرير الأسبوعي الذي أصدرته مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بينهم 20 ألفاً و700 ونازحان مسجلون لدى المفوضية التي أعلنت أن 20 ألف نازح سوري يتلقون المساعدة والدعم في مختلف المناطق اللبنانية.

وأشار التقرير إلى «أن الزيارات الميدانية والاتصالات مع قوى الأمن الداخلي كشفت عن وجود أسر وصلت حديثاً إلى قرى مختلفة في منطقة البقاع الشمالي، بما في ذلك الهرمل والقاع ومزرعة عين الجوزة». ولفت إلى «حوادث الخطف التي أفيد عنها خلال الأسبوع الماضي في مواقع مختلفة في شمال لبنان، وأدت إلى تفاقم التوترات هناك والتعليق الموقت لنشاطات البرنامج. غير أنه سرعان ما تم استئناف هذه النشاطات». وأضاف أن التقارير عن عمليات تسلل عبر الحدود وحوادث خطف ومزاعم في شأن زرع ألغام أرضية على طول الحدود الشرقية «أدت إلى نشر المخاوف بين اللاجئين والمجتمعات المحلية في البقاع. وتم خلال الأسبوع الماضي إدخال 11 جريحاً سورياً لتلقي العلاج في المستشفيات».

وأعلن التقرير عن تسجيل 767 نازحاً إضافياً في شمال لبنان، «ليصل المجموع إلى 14 ألف و727 نازحاً. وافتتح مقر التسجيل المركزي في وادي خالد ضمن مركز الخدمات الإنمائية التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية في بلدة العماير. كما استمرت عملية التسجيل المركزي في بلدة البيرة (عكار) مع تسجيل 93 شخصاً (15 عائلة)، غير أن عدداً من الحالات التي كان من المقرر تسجيلها تخلف عن الحضور بسبب توتر الأوضاع الأمنية في وادي خالد».

وفي السياق، جدد أهالي اللبنانيين الـ11 المخطوفين في سورية تحركهم وقطعوا امس، طريق المطار بالسيارات والاطارات المشتعلة على مسار واحد مطالبين بتكثيف المساعي لحل قضية أبنائهم. وانتقدوا «احتكار «حزب الله» وحركة «امل» التعاطي في الملف ودعوا الدولة الى تولي الامر، ولدى مرور موكب لم يعرف هوية صاحبه منعه الاهالي من المرور في اتجاه المطار فعاد ادراجه، واضطر المسافرون العائدون الى لبنان الى عبور المسافة بين المطار والمنطقة التي يتجمع فيها المعتصمون سيراً على الاقدام مع امتعتهم.

ثم صعد المحتجون تحركهم وقطعوا المسارين، وفي السابعة مساء اعلن الشيخ عباس شعيب باسم المعتصمين تعليق التحرك «حتى اشعار آخر لاننا لا نريد أذية احد»، مشيراً الى ان التحرك «حصل بعدما شعرنا ان الدولة تهمل القضية ونعتقد ان خطف 11 لبنانياً يستأهل ان يقوم رئيس الجمهورية من اجلها بجولة للافراج عنهم». وقال ان المحتجين تلقوا وعداً بتحرك من الدولة.

وشهدت مدينة صيدا مساء أول من أمس مسيرة مناهضة للنظام السوري بدعوة من أمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير. وانطلق المشاركون من ساحة الشهداء وسلكوا الشارع الرئيسي للمدينة من البوابة الفوقا وصولاً حتى ساحة النجمة.

وحمل المتظاهرون أعلاماً سوداً ولافتات تندد بالأحداث في سورية، كما رددوا هتافات ضد النظام السوري. وأحرقوا صوراً للرئيس السوري بشار الأسد وشقيقه ماهر والرئيس الروسي فلاديمير يوتين أمام مركز لحزب «البعث» وسط إجراءات أمنية مشددة اتخذتها عناصر من الجيش وقوى الأمن الداخلي.

وألقى الأسير كلمة ندد فيها بالأنظمة الداعمة للنظام السوري. ودعا خاطفي اللبنانيين الأحد عشر في سورية إلى الإفراج عنهم «فوراً وبأسرع وقت ممكن لأن هذه الأعمال لا تخدم الثورة ولا تخدم الشعب السوري المظلوم». وأعلن رفضه لنقل الفتنة إلى شمال لبنان، قائلاً: «نحن نرفض هذه الفتنة التي يريدها النظام السوري ليخفف عن نفسه المجازر التي يرتكبها».

وسأل عن التحقيقات في شأن حادثة الكويخات في عكار التي أدت إلى مقتل الشيخ أحمد عبدالواحد ومرافقه، مردفاً: «نريد التحقيق وبشفافية وبسرعة مطلقة».

وكان قائد الجيش العماد جان قهوجي بحث مع السفير السوري لدى لبنان علي عبدالكريم علي، الذي زاره امس، الاوضاع العامة، وبحث مع رئيس بلدية عرسال علي محمد الحجيري على رأس وفد، اوضاع بلدة عرسال الحدودية مع سورية وأعرب الحجيري عن تقديره الجهود التي يبذلها الجيش لطمأنة أهالي البلدة والحفاظ على أمنهم واستقرارهم.

40 قتيلاً الاثنين والقصف العنيف مستمر على حمص

دمشق – أ ف ب – تواصلت أعمال العنف في سورية الاثنين حيث يواصل الجيش قصفاً عنيفاً على مدينة حمص المحاصرة، ويحاول اقتحام مدينة طفس في درعا، ما أدى إلى سقوط 40 قتيلاً في مختلف أنحاء البلاد، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

وذكرت صحيفة «الوطن» السورية أمس أن مئات من «الإرهابيين المدججين بالسلاح» قتلوا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية أثناء محاولتهم دخول دمشق، مشيرة إلى استمرار المعارك بين «الإرهابيين» وبين الجيش النظامي.

وقال «المرصد» في بيان إن «القصف ما زال مستمراً على حي الخالدية في حمص من القوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام الحي». وأوضح أن القوات النظامية «تواجه بمقاومة شرسة من مقاتلين من الكتائب الثائرة المتحصنين في الحي وأحياء أخرى» في المدينة.

وأشار المرصد إلى مقتل ثلاثة مقاتلين معارضين للنظام، بينهم رقيب أول منشق، في اشتباكات مع القوات النظامية السورية في منقطة القصير في ريف حمص. وأضاف أن ثلاثة مواطنين قتلوا في مدينة الرستن في المحافظة ذاتها «التي تتعرض للقصف ومحاولة اقتحام».

وفي محافظة ريف دمشق تتعرض قرية هريرة إلى حملة واسعة من قبل القوات النظامية حيث تم قصف القرية واقتحامها بعدد كبير من المدرعات والجنود، بحسب المرصد.

وقتل سبعة مواطنين منهم ستة في مدينة دوما في ريف دمشق والتي تعرضت للقصف، والسابع في معضمية الشام إثر انفجار وقع صباحاً قرب مجمع طبي. كما قتل مواطن في حي جوبر داخل المعتقل بعد أيام من اعتقاله.

وكانت بعض مناطق ريف دمشق وخصوصاً دوما شهدت ليلاً وحتى الفجر قصفاً واشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين.

وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن «الكثير من مناطق ريف دمشق لا توجد فيها سلطة حقيقية للنظام أو سيطرة حقيقية للقوات النظامية».

ولفت عبد الرحمن إلى أن بعض مناطق العاصمة السورية المحاذية للريف الدمشقي مثل بساتين المزة وأطراف كفرسوسة والحجر الأسود والقابون «فيها وجود شبه دائم للثوار».

وكانت صحيفة «الوطن» السورية ذكرت أمس أن مئات من «الإرهابيين المدججين بالسلاح» قتلوا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية أثناء محاولتهم دخول دمشق، مشيرة إلى استمرار المعارك بين «الإرهابيين» وبين الجيش النظامي.

وقال عضو لجان التنسيق في الزبداني في ريف دمشق فارس محمد إن الجيش السوري «يفرض حصاراً خانقاً على منطقتي قدسيا والهامة في الريف»، موضحاً أن القصف بدأ «اثر خروج تظاهرة مناهضة للنظام في مدينة قدسيا».

وقتل مواطن في ريف حماة (وسط) اثر إصابته برصاص أحد الحواجز الأمنية.

وفي محافظة دير الزور (شرق)، ارتفع إلى ستة عدد القتلى الذين سقطوا في انفجار عبوة ناسفة في بلدة الموحسن، بينهم «اثنان من قادة الكتائب الثائرة المقاتلة».

ولفت المصدر إلى مقتل مواطن في بلدة طفس في محافظة درعا (جنوب) اثر إطلاق نار وقصف من القوات النظامية السورية «التي اقتحمت البلدة».

وأفاد لؤي رشدان الناطق باسم «الجيش السوري الحر – كتيبة عباد الرحمن» الموجودة في طفس في اتصال هاتفي من قلب المدينة المحاصرة أن قوات النظام «لم تستطع السيطرة على المدينة بل اقتحمت المدخل الجنوبي فقط حيث تقوم بعمليات مداهمة». وأضاف أن «الاشتباكات تستمر عنيفة بين الجيش الحر والجيش النظامي وأدت إلى تدمير 5 مدرعات للجيش النظامي»، مشيراً إلى سقوط مدني واحد والعديد من الجرحى.

وشدد على أن «كتيبة الجيش الحر مستمرة في المقاومة»، لافتاً إلى «دخول شبان من مجموعات أخرى من الجيش الحر قادمين من درعا وداعل بكامل عتادهم الحربي من أجل الذود في الدفاع عن المدينة».

كما شهدت بلدة بصرى الشام ليلاً مقتل مواطن نتيجة القصف الذي استمر حتى ساعات الفجر الأولى.

وفي محافظة حماة قتل ثلاثة مواطنين جراء القصف الذي تعرضت له بلدة قلعة المضيق بريف حماة عند منتصف ليل الأحد الاثنين، إضافة إلى مقتل مواطن من قرية لطمين.

وفي محافظة دير الزور (شرق)، سمع صوت انفجار شديد في مدينة الزور، كما سمع صوت إطلاق رصاص في عدة مناطق بالمدينة وتنتشر الدبابات في محيط المراكز الأمنية في بعض الشوارع، بحسب المرصد.

كما قتل ثلاثة مواطنين اثر إطلاق نار من قبل القوات النظامية السورية في مدينة دير الزور «منهم قائد كتيبة مقاتلة ثائرة»، بالإضافة إلى أربعة اثر انفجار في بلدة موحسن بينهم «قائد كتيبة مقاتلة ثائرة»، بحسب المرصد.

وفي مدينة حلب (شمال)، قتلت امرأة صباح الاثنين اثر إطلاق نار في المدينة من مسلحين مجهولين، بحسب المرصد.

وتتعرض بلدات عندان وبيانون والاتارب بريف حلب لقصف من قبل القوات النظامية السورية التي تحاول السيطرة على الريف، بحسب المرصد.

وفي محافظة اللاذقية (غرب)، أفاد المرصد السوري عن تعرض بلدات عدة في جبل الأكراد لقصف «استمر أكثر من سبع ساعات».

وقتل مواطنان، أحدهما طالب جامعي، والثاني من قرية بابنا في ريف اللاذقية «اثر إطلاق نار عليه من مسلحين تابعين للنظام».

وسقط ما لا يقل عن عشرة عناصر من القوات النظامية اثر اشتباكات بعد منتصف ليل الأحد الاثنين في ريفي دير الزور ودمشق.

وكانت صحيفة «الوطن» السورية الصادرة الاثنين ذكرت أن مئات من «الإرهابيين المدججين بالسلاح» قتلوا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية أثناء محاولتهم دخول دمشق، مشيرة إلى استمرار المعارك بين «الإرهابيين» وبين الجيش النظامي.

ويأتي هذا الإعلان بعد أسابيع من اشتباكات محتدمة بين القوات النظامية ومجموعات مقاتلة معارضة في عدد من مناطق ريف دمشق، وعمليات قصف مركزة تقوم بها قوات النظام لعدد من المدن والقرى المحاصرة في المنطقة.

وأوضحت الصحيفة أن «الإرهابيين المدججين بالسلاح ومنه المتطور جداً قتلوا في مناطق عدة في الغوطة الشرقية ودوما وريفها وبساتين حرستا»، موضحة أن «غالبية الجثث لا تحمل أي هوية أو ما يمكن أن يدل على أصولها».

ونقلت الصحيفة عن الأهالي قولهم إنهم سمعوا «الإرهابيين» يتحدثون عن استعدادهم لما سموه «معركة دمشق الكبرى»، مشيرة إلى أن الهجوم كان يفترض أن يبدأ قبل عشرة أيام، «قبل أن يفاجأوا برد مزلزل من الأجهزة الحكومية». وقالت إن «أعداد الإرهابيين بدأت تزداد في شكل ملحوظ منذ نحو الشهر في مناطق الريف الشرقي، مستغلين وجود المراقبين الدوليين الذين زاروهم والتقوا بهم».

ولفتت إلى أن «الإرهابيين يملكون أسلحة فردية وثقيلة إضافة إلى أنظمة اتصالات لاسلكية خاصة بهم». وقالت إن هؤلاء «كانوا يتحصنون في أوكار بين منازل المدنـــــيين ويجبرونهم على تحضير الطعام وتوفير كل ما يحتاجونه من طلبات، كما أقاموا فيـــها مستشفيات ميدانية». وأشارت إلى استمرار اختباء «عدد من الإرهابيين في عدد من البلدات ومنهم من أخفى سلاحه والتزم المنازل ومنهم من أبدى استعداده للاستسلام».

بوتين: نقاط مشتركه مع أوباما حول سورية

واشنطن – جويس كرم

بيروت، دمشق، نيويورك، لوس كابوس (المكسيك)، لندن، موسكو، الدوحة، جدة – «الحياة»، رويترز، ا ف ب، ا ب – اعلن الرئيس فلاديمير بوتين انه توصل مع الرئيس بارك اوباما على نقات عدة مشتركة حول سورية، فيما افادت معلومات اميركية ان الجانبين سيواصلان محادثاتهما في هذا الشأن داخل مجلس الامن وخارجه.

في حين اعترفت الحكومة السورية بوصول الانتفاضة والمسلحين المعارضين الى دمشق، حيث كان المسلحون يخططون لـ»معركة دمشق الكبرى»، التي لا تزال مستمرة، و»بمقتل المئات منهم في العاصمة وضواحيها» في حين تواصلت أعمال العنف وقصف الجيش لحي الخالدية في حمص المحاصرة وقرية دوما وضواحيها ومختلف النقاط الساخنة، والمناطق المجاورة، ما أدى إلى سقوط أكثر من 60 قتيلاً وعشرات والجرحى في مختلف أنحاء البلاد خصوصاً في حمص التي استمر قصفها بعنف، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

وذكر المرصد ان حي الخالدية في حمص شهد قصفاً عنيفاً من الجيش النظامي الذي حاول اقتحامه. واوضح ان القوات النظامية «تواجه مقاومة شرسة من مقاتلين من الكتائب الثائرة المتحصنين في الحي واحياء اخرى» في المدينة.

ولم يُشر المرصد الى ما ذكرته صحيفة «الوطن» عن «معركة دمشق الكبرى» التي قالت انها مستمرة وشهدت مقتل «مئات الارهابيين»، لكنه قال انه في ريف دمشق تتعرض قرية هريرة لحملة عسكرية واسعة وتم قصف القرية واقتحامها بعدد كبير من المدرعات والجنود ما اسفر عن مقتل خمسة مواطنين بينهم امرأة. وقتل ثمانية مواطنين في مدينة دوما التي تعرضت للقصف. وقال شهود عيان أن المدفعية استهدفت بلدة دوما القريبة من دمشق وبعدما ظلت البلدة لاسابيع تحت السيطرة الجزئية للمسلحين الذين انضموا الى الانتفاضة.

وقال ناشط في دوما يدعى زياد «لا نستطيع حتى ان نحصي بدقة عدد القتلى لان لدينا الكثير جداً من المصابين الذين يعالجون. لا يوجد وقت للتفكير في اي شيء آخر». وأضاف «الجيش يهاجم طوال الوقت، لديهم دبابات وصواريخ وقذائف مورتر ومدفعية. حتى الطائرات الهليكوبتر اطلقت النار علينا. لا يستطيع الناس الهرب لان الجيش يحاصر البلدة».

على الصعيد اسياسي، أكد مسؤول أميركي لـ»الحياة» على أهمية «وقف جميع الدول للتعاون العسكري مع نظام الأسد» وأبدى اثناء اجتماع الرئيسين باراك أوباما وفلاديمير بوتين في المكسيك أمس، قلقاً من بيع روسيا سلاحاً للحكومة السورية. ولم يتوصل اجتماع اوباما وبوتين الى اختراق ملموس، لكن أعلن ان المحادثات بين الطرفين ستستمر في مجلس الأمن وخارجه لاستعجال المرحلة الانتقالية في دمشق.

وأكد نائب مستشار الأمن القومي الأميركي بينجامين رودز أن «اجتماع اوباما وبوتين جرى لتضييق هوة الخلافات بين الجانبين في الشأن السوري وعدد من القضايا».

وقال المسؤول في الخارجية: «نقلنا قلقنا من مبيعات السلاح الروسي الى سورية» وأن المحادثات مستمرة «مع روسيا وجميع أعضاء المجتمع الدولي خصوصا في مجلس الأمن لمخاطبة الأسد بصوت واحد والتأكيد على وقف العنف وعلى تنحيه جانباً وبدء المرحلة الانتقالية.» ومن بين الأفكار التي تعمل عليها واشنطن هي استصدار قرار دولي لحظر بيع السلاح لسورية، وهو ما يتطلب موافقة روسيا والصين في مجلس الأمن.

ونقلت وكالة «انترفاكس» عن مسؤول روسي قوله قبيل اجتماع اوباما وبوتين «إن روسيا تستعد لارسال مشاة بحرية إلى سورية في حالة وجود حاجة لحماية أفراد منشآتها البحرية في ميناء طرطوس ونقل معدات منها». لكن البحرية ووزارة الدفاع الروسية رفضتا التعليق على التقرير.

وفي نيويورك، قالت مصادر غربية في مجلس الأمن إن «بقاء المراقبين الدوليين في سورية مسألة تحتاج الى إعادة نظر ودراسة جديتين» بعد قرار بعثة «أنسميس» تعليق عملياتها بسبب ارتفاع حدة العنف.

ويستمع مجلس الأمن اليوم الى قائد بعثة «أنسميس» الجنرال روبرت مود في جلسة مغلقة بعد وصوله أمس الى نيويورك. وسيقدم مود، بحسب مصادر مجلس الأمن، عرضاً حول «العوائق التي اعترضت عمل البعثة التي أدت الى اتخاذ قرار تعليق دورياتها حتى إشعار آخر». وأوضحت أن من بين معوقات عمل البعثة «الاستخدام المفرط للقوة والسلاح الثقيل من القوات الحكومية ومنع المراقبين من الوصول الى مناطق الاشتباكات وافتقار البعثة القدرات الجوية بسبب رفض الحكومة السورية التوقيع على اتفاق بروتوكول نهائي حول وضعية البعثة، إضافة الى امتناع الحكومة أو تأخرها في منح تأشيرات دخول لبعض عناصر البعثة، وتأخير تسلمهم أجهزة الاتصالات».

وقال ديبلوماسيون في مجلس الأمن إن مود «سيتلقى أسئلة من أعضاء المجلس حول الظروف الميدانية والأسلحة المستخدمة وصحة لجوء القوات النظامية في سورية الى استخدام سلاح الجو».

وفي الدوحة، ذُكر ان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني بحث هاتفياً في تطورات الأوضاع في المنطقة وسورية مع وزير الخارجية التركي احمد داود أوغلو.

وجددت فرنسا امس مطالبتها امام مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة في جنيف باللجوء الى المحكمة الجنائية الدولية لمعاقبة نظام الرئيس السوري بشار الاسد على «همجيته». وقال الممثل الدائم المساعد لفرنسا لدى الامم المتحدة في جنيف جاك بيليه «يتم التطرق الى وقوع جرائم ضد الانسانية، لا بل جرائم حرب (…) لقد دخلنا في اقصى درجات الرعب والهجمية».

وقال بيليه: «اطفال يسجنون، يعذبون، يعدمون ويستخدمون دروعا بشرية من جانب القوات الامنية السورية. على المسؤولين عن هذه الفظائع الكبيرة معرفة ان عليهم عندما يحين الوقت دفع ثمن جرائمهم امام القضاء الجنائي الدولي»، ملاقياً بذلك الدعوة التي وجهتها قبل ساعات المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي. واعربت قطر أمس عن «قلقها العميق إزاء تفاقم أزمة حقوق الإنسان في سورية وإصرار النظام السوري على مواصلة ارتكاب أبشع الجرائم المروعة والوحشية ضد المدنيين السوريين التي ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية واستمرار الانتهاكات الجسيمة والمنهجية لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني دون أن يتعرض مرتكبوها إلى المساءلة القانونية».

وأعلنت منظمة التعاون الإسلامي أمس، عزمها عقد اجتماع طارئ للجنة التنفيذية لدول المنظمة على مستوى وزراء الخارجية للبحث في مستجدات الملف السوري في 24 حزيران (يونيو) الجاري.

                      أوباما وبوتين توصّلا إلى “نقاط مشتركة”

ودعوا إلى “وقف فوري للعنف” في سوريا

 نيويورك – علي بردى

العواصم – الوكالات:

دعا الرئيسان الاميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين عقب اجتماع ثنائي على هامش قمة العشرين في لوس كابوس بالمكسيك أمس، الى “وقف فوري لكل اعمال العنف” في سوريا، وحضا على البحث عن حل سياسي للازمة التي مضى عليها اكثر من 16 شهراً.

وجاء في بيان اميركي – روسي مشترك عقب الاجتماع: “اتفقنا التعاون على المستويين الثنائي والدولي لحل النزاعات الاقليمية. ومن اجل وقف سفك الدماء في سوريا، ندعو الى وقف فوري لكل اعمال العنف، ونعبر عن دعمنا الكامل لجهود المبعوث المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي انان، بما في ذلك التحرك قدما في شأن الانتقال السياسي الى نظام سياسي ديموقراطي تعددي يطبقه السوريون في اطار سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة اراضيها. نحن متحدون في ايماننا بأنه يجب ان تتوافر الفرصة للشعب السوري ليقرر مستقبله بشكل مستقل وديموقراطي”.

وفي مؤتمر صحافي مشترك بعد الاجتماع الذي استغرق ساعتين، صرح أوباما: “اتفقنا على الحاجة الى وقف العنف، وعلى وجوب ايجاد عملية سياسية لمنع حرب أهلية والاحداث المروعة التي شهدناها خلال الاسابيع الاخيرة، وتعهدنا العمل مع لاعبين آخرين، بمن فيهم كوفي انان وجميع الاطراف المعنيين، في محاولة لايجاد حل لهذه المشكلة”.

أما بوتين فقال: “من وجهة نظري، توصلنا الى نقاط مشتركة في شأن هذه المسألة”، مشيراً الى انهما سيواصلان المحادثات في هذا المجال.

وفي نيويورك كشف ديبلوماسي دولي مطلع على الإتصالات التي يجريها أنان لـ”النهار” أن المبعوث الخاص “بات مقتنعاً” بأن القيادة الروسية “لم تعد متمسكة” ببقاء الأسد في الحكم شرطاً للموافقة على عملية انتقالية تضع حداً للأزمة السورية.

وقال إن “ثمة كلاماً جدياً يحكى الآن خلف الكواليس مع الأميركيين والروس والايرانيين والسعوديين والأتراك وغيرهم في شأن السبل التي يمكن اتباعها لاطفاء الحريق في سوريا”، محذراً من أنه “إذا فلت الزمام وأخفقنا في وضع حد لما يجري، فإن الوضع قد يتعدى حرباً أهلية في سوريا الى صراع اقليمي بالغ الخطورة”. وأوضح الى أن المؤتمر الدولي “سيضع خطة عمل مهمة للغاية يمكن أن تسمى خريطة طريق” لإخراج سوريا من أزمتها. وإذ توقع “رفع مستوى الضغوط الى الحدود القصوى الممكنة لتحميل الأطراف مسؤولية ما يحصل”، أكد أن “أنان بات مقتنعاً بأن القيادة الروسية لم تعد متمسكة ببقاء الأسد في الحكم شرطاً للحل. الروس وافقوا على تنحي بشار، ولن يعلنوا ذلك، ولا يريدون استخدام تعابير استفزازية مثل تغيير النظام وما شابه ذلك”، مضيفاً أن “أنان يوافق الروس على أن القرار في شأن الرئيس السوري يتخذه الشعب السوري في اطار عملية تغيير سياسية سلمية، لا من طريق العنف”.

الى ذلك، يستمع مجلس الأمن بعد ظهر اليوم بتوقيت نيويورك في جلسة مغلقة الى احاطة من قائد مهمة الأمم المتحدة للمراقبة في سوريا “أنسميس” الميجر جنرال روبرت مود عن عمل المراقبين والظروف التي أدت الى وقف نشاطاتهم، في ظل “تدهور مستمر ووضع حرج على الأرض” قبل 30 يوماً من انتهاء التفويض الممنوح لـ”أنسميس” في 21 تموز المقبل”.

ولم يستبعد المندوب البريطاني الدائم لدى الأمم المتحدة السير مارك ليال غرانت “سحب” مراقبي “أنسميس” قبل انتهاء هذا التفويض.

القوات النظامية السورية تفصف دوما وحمص

موسكو تخطط لإرسال سفينتي إنزال الى طرطوس

    (و ص ف، رويترز، أ ب، ي ب أ، أ ش أ)

قال ناشطون سوريون إن قوات النظام قصفت مناطق للمعارضة في انحاء البلاد وان ما لا يقل عن 23 شخصا قتلوا في اشتباكات تتصاعد حدتها منذ أن علق المراقبون الدوليون مهمتهم السبت. وفي دلالة على مخاوف روسيا من تصاعد الصراع، تعتزم موسكو ارسال قوات من مشاة البحرية إلى سوريا اذا دعت الحاجة لحماية أفرادها ونقل معداتها وعتادها من قاعدتها البحرية في ميناء طرطوس على ساحل البحر المتوسط.

أفاد الناشطون أن المدفعية استهدفت بلدة دوما على مسافة 15 كيلومترا من دمشق. وظلت البلدة أسابيع تحت السيطرة الجزئية للمسلحين الذين انضموا الى الانتفاضة المستمرة منذ 15 شهرا على الرئيس بشار الأسد.

وقال ناشط يدعى زياد: “لا نستطيع حتى ان نحصي بدقة عدد القتلى لان لدينا الكثير جدا من المصابين الذين يعالجون. لا وقت للتفكير في اي شيء آخر”. وأضاف:”الجيش يهاجم طوال الوقت. لديهم دبابات وصواريخ وقذائف هاون ومدفعية. حتى طائرات الهليكوبتر اطلقت النار علينا. لا يستطيع الناس الهرب لان الجيش يحاصر البلدة”.

واعلن “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان ما لا يقل عن 23 شخصا قتلوا بحلول ظهر امس الاثنين بينهم سبعة في دوما.

وقال سكان في مدينة حمص بؤرة الانتفاضة على الأسد ان مدينتهم تتعرض للقصف يوميا بقذائف الهاون والصواريخ منذ اوائل حزيران. واوضح احدهم اكتفى بذكر اسمه الاول علاء ان “الوضع يزداد سوءا منذ ان علق مراقبو الامم المتحدة مهمتهم… هناك دبابات تطلق النار الان ومعظم المحلات مغلقة. الحواجز الامنية والكتل الاسمنتية تسد الشوارع”.

واصدر المرصد بيانا جاء فيه: “لا يزال القصف مستمرا على حي الخالدية (في حمص) من القوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام الحي”. وتحدث عن سقوط مقاتلين معارضين للنظام، في اشتباكات مع القوات النظامية السورية في منطقة القصير في ريف حمص.

وقال ان ثلاثة مواطنين قتلوا في مدينة الرستن بالمحافظة ذاتها “التي تتعرض للقصف ومحاولة اقتحام”.

أما الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” فأوردت أن مجموعات مسلحة حاولت التسلل من لبنان الى الاراضي السورية فى ريف تلكلخ بمحافظة حمص فتصدت لها الجهات المختصة وأسفرت الاشتباكات عن مقتل واصابة عدد من المسلحين .

ونشرت صحيفة “الوطن” السورية ان مئات من “الارهابيين المدججين بالسلاح” قتلوا خلال الاسابيع الثلاثة الاخيرة لدى محاولتهم دخول دمشق، مشيرة الى استمرار المعارك بين “الارهابيين” والجيش النظامي.

وفي جنيف، رأت المفوضة السامية للامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي ان استخدام الحكومة الاسلحة الثقيلة والقصف في المناطق السكنية قد يرقى إلى جرائم حرب وطالبت المجتمع الدولي بالتحرك. وقالت: “ادعو المجتمع الدولي إلى التغلب على انقساماته والعمل على انهاء العنف وانتهاكات حقوق الانسان التي يتعرض لها الشعب السوري”.

وفي باريس، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو بان “القمع الذي يمارسه النظام بلا هوادة وخصوصا في مدينة حمص” يعني انه بات من الضرورة للامم المتحدة اكثر من اي وقت مضى ان تفرض خطة السلام التي طرحها المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي انان.

وقال ان رئيس وفد المراقبين الدوليين في سوريا الميجر جنرال روبرت مود “سيتحدث في مجلس الامن الثلثاء اليوم بعد تعليق مهمة المراقبين. بعد هذه الاحاطة، سندرس مع شركائنا في مجلس الامن النتائج التي يجب استخلاصها”.

البحرية الروسية

وفي موسكو، أعلن ناطق باسم قيادة سلاح البحرية الروسي أن مجموعة من السفن الروسية تستعد للإبحار في البحر الأبيض المتوسط لتنفيذ مهمات خاصة في ميناء طرطوس السوري حيث يقع مركز التأمين المادي التقني لسلاح البحرية الروسي.

وقال إن مجموعة من السفن تضم سفينتي الإنزال الكبيرتين “نيقولاي فيلتشينكوف” و”تسيزار كونيكوف” “تتهيآن للقيام برحلة بحرية إلى ميناء طرطوس السوري، وذلك برفقة قاطرة الإنقاذ ‘أس بي – 15′”. وأشار إلى أن هاتين السفينتين أمرتا بمهمة الدفاع عن مصالح الدولة قرب الساحل السوري. وأضاف أن فريقاً كبيراً تابعاً لأسطول البحر الأسود الروسي من مشاة البحرية الروسية سيرابط على ظهر سفينتي الإنزال.

ونقلت وكالة “انترفاكس” الروسية المستقلة عن قائد سلاح البحرية الميجر جنرال فلاديمير غرادوسوف: “يجب حماية مواطنينا… لن نتخلى عن المواطنين الروس وسنجليهم من منطقة النزاع اذا ما كانت ثمة حاجة الى ذلك”.

ونشرت صحيفة “الصنداي تلغراف” البريطانية الأحد أن حكومة الولايات المتحدة طلبت من بريطانيا المساعدة لوقف سفينة تشتبه في أنها تحمل مروحيات هجومية وصواريخ روسية إلى سوريا.

مجلـس الأمـن يدرس اليـوم مهمـة المراقبـين .. وشـعبان فـي موسـكو للتشـاور

أوباما وبوتين: توافق على حل سياسي يمنع الحرب الأهلية

وصلت المداولات الروسية ـ الغربية حول الازمة السورية إلى ذروتها أمس، في لقاء القمة الذي جمع الرئيسين الاميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين على هامش مؤتمر مجموعة العشرين في المكسيك، والذي اتفقا فيه على ضرورة وقف العنف فورا والشروع في عملية سياسية انتقالية، فيما مهّد تعليق عمل بعثة المراقبين الدوليين في سوريا، لتعزيز الدعوات إلى الانتقال بخطة كوفي أنان لمرحلة جديدة، يفترض أن تتضح اليوم مع مثول رئيس البعثة الجنرال روبرت مود أمام مجلس الامن الدولي للإدلاء بشهادته حول الوضع في سوريا.

وعلمت «السفير» أن مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان تقوم بزيارة رسمية إلى موسكو منذ يومين لإجراء لقاءات مع مسؤولين روس. وبدأت زيارة شعبان أمس الاول ولم يعلن عنها رسميا.

وقال بوتين خلال اللقاء مع الرئيس الأميركي على هامش قمة مجموعة العشرين في لوس كابوس في المكسيك، «من وجهة نظري فقد استطعنا التوصل إلى عدد من النقاط المشتركة» وقال إنهما سيواصلان مباحثاتهما حيال الأزمة السورية.

وأعلن أوباما أنه وبوتين اتفقا على ضرورة وقف العنف في سوريا، إلا انه لم يتعرض لذكر الخلافات التي تفصل بين مواقف البلدين والمتعلقة بكيفية معالجة الأزمة السورية. وقال أوباما وهو يجلس الى جوار بوتين، فيما ارتسمت الجدية على وجهيهما «اتفقنا على ضرورة وقف العنف، وإيجاد عملية سياسية لمنع الحرب الاهلية والاحداث المروّعة التي رأيناها خلال الاسابيع الماضية، وتعهدنا بالعمل مع أطراف دولية اخرى، ضمنها الامم المتحدة وكوفي انان، وكل الاطراف المهتمة بمحاولة إيجاد حل لتلك المشكلة».

وقال أوباما وبوتين، في بيان مشترك لم يأتيا فيه على ذكر اسم الرئيس السوري بشار الأسد، «اتفقنا على التعاون بشكل ثنائي ومتعدد الأطراف لحل النزاعات الإقليمية. ومن أجل وضع حد لإراقة الدماء في سوريا، ندعو إلى وقف فوري لكل أشكال العنف».

وأكدا «وحدة (موقفهما) لجهة وجوب أن يتمكن الشعب السوري من اختيار مستقبله باستقلالية وديموقراطية». وأعربا عن دعمهما «الكامل لجهود المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان، بما في ذلك التحرك قدما باتجاه الانتقال

السياسي إلى نظام سياسي ديموقراطي وتعددي يختاره السوريون بأنفسهم في إطار سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها ووحدة أراضيها».

من جهة اخرى، دعا الجانبان ايران الى احترام التزاماتها «بالكامل والى إثبات الطبيعة السلمية» لبرنامجها النووي، في حين تراوح المفاوضات مع طهران مكانها.

وقال الرئيسان في بيانهما «نحن متفقان على انه يتعين على ايران بذل جهود جدية لإعادة الثقة في العالم حول الطبيعة السلمية الحصرية لبرنامجها النووي. ولهذا الغرض، ينبغي ان تمتثل طهران بالكامل لالتزاماتها».

وأعلن أوباما انه شدد على ضرورة إيجاد مقاربة مشتركة حيال طهران، مؤكدا انه «لا يزال هناك وقت لحل ديبلوماسي» للخلاف حول البرنامج النووي الايراني.

من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ان مود سيتحدث الى مجلس الامن الدولي اليوم. وقال المتحدث باسم الوزارة برنار فاليرو للصحافيين ان الجنرال مود «بعد هذه الإحاطة، سندرس مع شركائنا في مجلس الامن النتائج التي يجب استخلاصها». وذكر فاليرو أن فرنسا التي تشغل مقعدا دائما في مجلس الامن الدولي تطلب أن تصبح خطة موفد الامم المتحة والجامعة العربية كوفي انان ملزمة بقرار «تحت الفصل السابع»، الذي ينص على عقوبات وعلى إمكانية اللجوء الى القوة.

وأضاف فاليرو «في مواجهة القمع المستمر للنظام، وخصوصا في مدينة حمص التي تقصفها القوات المسلحة السورية حاليا، أصبح من الضروري الآن أكثر من أي وقت مضى منح قوة إلزامية لخطة انان بوضعها تحت الفصل السابع في مجلس الامن الدولي».

أما نبيل العربي فقال إن الوقت قد حان لتغيير مهمة الأمم المتحدة في سوريا. وأوضح «بذلك أعني قوة حفظ سلام، لا قوة عسكرية. عندما يكون هناك طرفان قررا الاقتتال، لا يمكنك أن تكتفي بالمراقبة إلا إذا قبل الطرفان. لذلك، ما نحتاجه هو طرف يمكنه فرض وقف إطلاق النار، لا القتال». وأكد العربي أن الازمة في سوريا «لن تحلّ إلا إذا شاركت في ذلك روسيا والصين».

وأكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، في حديث مع قناة «روسيا اليوم»، أن القيادة السورية حددت 3 أو 4 أهداف ومهمات أساسية من بعثة المراقبين وهي: «أولا: نحن مع خطة أنان وقد نفذنا الكثير مما ورد في النقاط الست على الرغم من كل ما يقال ولا نتفق معه. ثانيا: نحن مع عمل بعثة المراقبين، وكما ذكرت قدمنا لها كل التسهيلات الممكنة. ثالثا: نحن مع حماية المراقبين وأمنهم الشخصي وتأمين حياتهم وحركتهم. رابعا: لم تمنع بعثة المراقبين من الوصول إلى أي مكان لأننا واثقون من أن الإرادة السياسية الموجودة لدينا مبنية على الحوار، أما تزويد الجماعات المسلحة بأحدث الأسلحة القاتلة وأجهزة الاتصال الحديثة فهو ما يعيق التوصل الى حل سلمي.

وتحدث المقداد عن تقديم بعض الدول الدعم للمعارضة المسلحة، وقال «إذا توقفت هذه الأطراف عن تقديم هذه الإمكانيات للمسلحين، فسيجلس السوريون يوم غد الى طاولة المحادثات والحوار الوطني، لكي نساهم جميعاً في حقن دماء السوريين وفي وقف هذا الخطر الذي يهدد المنطقة والعالم». من جهة أخرى، قال المقداد «نحن لدينا ثقة بما تقوم به القيادة الروسية، وحريصون على أن تنجح القيادة السورية في تحقيق ما تصبو إليه».

وقالت مفوضة الامم المتحدة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي في افتتاح الجلسة العشرين لمجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان في جنيف «على الحكومة السورية أن تتوقف فورا عن استخدام الاسلحة الثقيلة وقصف المناطق السكنية لان مثل هذه الافعال تشكل جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب اخرى ممكنة». وأضافت بيلاي «علينا ان نبذل كل الجهود للتأكد من محاسبة منفذي الهجمات ومن بينهم الذين هاجموا مراقبي الامم المتحدة في سوريا».

السلاح الروسي

وقالت وكالة «انترفاكس» الروسية إن موسكو تستعد لإرسال مشاة بحرية إلى سوريا في حالة وجود حاجة لحماية أفراد منشأتها البحرية في ميناء طرطوس المطل على البحر المتوسط ونقل معدات منه. ونقلت وكالة «انترفاكس» تقريرها عن مسؤول لم تذكر اسمه في قيادة البحرية. ورفضت البحرية ووزارة الدفاع الروسية التعليق على الفور.

وذكرت الوكالة الروسية ان سفينتي إنزال كبيرتين تستعدان للتحرك الى سوريا وعلى متنهما أفراد من مشاة البحرية. ونقلت الوكالة عن الضابط الذي لم تكشف عن اسمه قوله انه سيكون بمقدور السفينتين وطاقميهما وقوات مشاة البحرية «حماية المواطنين الروس وإخراج الممتلكات من المنشأة اللوجستية» في طرطوس إذا اقتضت الحاجة.

من جانبها، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عن المدير العام لشركة الأسلحة الروسية الكبرى «روسوبورون اكسبورت» اناتولي ايسايكين قوله إن الشركة تنقل أنظمة صاروخية دفاعية متقدمة إلى سوريا، يمكن استخدامها لإسقاط طائرات أو إغراق سفن إذا قررت أميركا أو دول أخرى محاولة التدخل العسكري في سوريا.

وقال ايسايكين «هذا ليس تهديدا، لكن أيا كان الذي يخطط للهجوم، فعليه ان يفكر بذلك». وأوضح أن الصواريخ المعنية هـي «بانتسـير ـ اس 1»، وهي منظومة صاروخية بتوجيه راداري ونظام مدفعي قادر على ضرب الطائرات عند ارتفاع أعلى من ذلك المتخذ في حالات القصف، وصواريخ «بوك ـ ام 2» المضادة للطائرات، وصواريخ أرض ـ بحر من طراز «باستيون». كما أعلن ايسايكين أن سوريا قد أنفقت حوالي 500 مليون دولار سنويا خلال الاعوام الأخيرة، على شراء أسلحة «روسوبورون اسكبورت»، ما يصل إلى نسبة 5 في المئة من أعمال الشركة الروسية.

وتواصلت أعمال العنف في سوريا حيث يقصف الجيش قصفا عنيفا حمص المحاصرة ويحاول اقتحام بلدة طفس في درعا، إضافة إلى سقوط 40 قتيلا في مختلف أنحاء البلاد، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وأشار «المرصد» الى سقوط مقاتلين معارضين للنظام، في اشتباكات مع القوات النظامية السورية في منطقة القصير في ريف حمص.

وذكرت صحيفة «الوطن» السورية ان مئات من «الارهابيين المدججين بالسلاح» قتلوا خلال الاسابيع الثلاثة الماضية أثناء محاولتهم دخول دمشق، مشيرة الى استمرار المعارك بين «الارهابيين» والجيش النظامي. وقالت الصحيفة شبه الرسمية ان الاهالي سمعوا «الارهابيين» يتحدثون عن استعدادهم لما سموه «معركة دمشق الكبرى»، مشيرة الى ان الهجوم كان يفترض أن يبدأ قبل عشرة أيام، «قبل أن يفاجأوا برد مزلزل من الاجهزة الحكومية».

(«السفير»، أ ف ب، أ ب، رويترز)

الامم المتحدة تتهم النظام بارتكاب جرائم.. ومجلس الأمن يجري محادثات وسط مخاوف على المراقبين

اوباما وبوتين يدعوان لوقف العنف في سورية.. وروسيا تستعد لإرسال مشاة بحرية

بيروت ـ دمشق ـ موسكو ـ جنيف ـ وكالات: دعا الرئيس الامريكي باراك اوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين الاثنين الى ‘وقف فوري’ للعنف في سورية اثر لقاء جمعهما على هامش قمة مجموعة العشرين في لوس كابوس بالمكسيك.

وقال اوباما وبوتين في بيان مشترك ‘بهدف وضع حد لاراقة الدماء في سورية، ندعو الى وقف فوري للعنف’، مؤكدين ‘وحدة (موقفهما) لجهة وجوب ان يتمكن الشعب السوري من اختيار مستقبله في شكل مستقل وديموقراطي’.

من جهته اتهم مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة الاثنين القوات السورية بارتكاب جرائم ضد الانسانية في قمعها للمعارضة، كما جددت فرنسا مطالبتها باللجوء الى المحكمة الجنائية الدولية لمعاقبة نظام الرئيس السوري بشار الاسد، في حين ادى تواصل اعمال العنف الى مقتل 59 شخصا الاثنين.

ففي كلمة لها امام مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة في جنيف، اتهمت المفوضة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي دمشق بارتكاب جرائم ضد الانسانية،وطلبت محاكمة المسؤولين عن اعمال العنف في سورية بما فيها تلك التي استهدفت المراقبين الدوليين.

وقالت بيلاي ‘على الحكومة السورية ان تتوقف فورا عن استخدام الاسلحة الثقيلة وقصف المناطق السكنية لان مثل هذه الافعال تشكل جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب اخرى ممكنة’.

وحثت بيلاي الاسرة الدولية على ‘تجاوز الانقسامات والعمل من اجل وضع حد للعنف ولانتهاكات حقوق الانسان في سورية’.

وتابعت بيلاي ‘علينا ان نبذل كل الجهود للتاكد من محاسبة منفذي الهجمات ومن بينهم الذين هاجموا مراقبي الامم المتحدة في سورية’.

وفي السياق نفسه دعا الممثل الدائم المساعد لفرنسا لدى الامم المتحدة في جنيف جاك بيليه الى احالة المسؤولين من النظام عن العنف في سورية الى المحكمة الجنائية الدولية. وقال الدبلوماسي الفرنسي ‘اطفال يسجنون، يعذبون، يعدمون ويستخدمون دروعا بشرية من جانب القوات الامنية السورية. على المسؤولين عن هذه الفظائع الكبيرة ان يعرفوا ان عليهم عندما يحين الوقت دفع ثمن جرائمهم امام القضاء الجنائي الدولي’.

واضاف موجها كلامه الى بيلاي ‘في هذا الصدد، تدعم فرنسا دعوتكم للاحتكام الى المحكمة الجنائية الدولية من جانب مجلس الامن الدولي’.

وكان مراقبو الامم المتحدة علقوا السبت مهمتهم في سورية بسبب ‘التصعيد في اعمال العنف’.

ووسط تصاعد اعمال العنف في سورية، من المقرر ان يطلع الجنرال روبرت مود رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سورية، في الساعة 16.00 (18.00 تغ) من يوم الثلاثاء مجلس الامن على اسباب تعليق نشاطات المراقبين في سورية.

وصرح مارك ليال غرانت سفير بريطانيا في الامم المتحدة للصحافيين ‘أعتقد اننا نرغب بالاستماع من الجنرال مود عن افكاره بشأن مستقبل البعثة’.

واضاف ‘اعتقد ان العديد من اعضاء المجلس، بمن فيهم نحن، سيتساءلون الان عن مستقبل البعثة وبالتالي مستقبل خطة عنان بالنظر الى التطورات الميدانية الاخيرة’.

وتنتهي مهمة بعثة المراقبين المحددة بـ90 يوما في العشرين من تموز (يوليو)، الا ان العديد من الدول الغربية قالت انه يمكن تعليق عملها حتى قبل هذا التاريخ في حال تواصل تفاقم العنف. وتلقي معظم تلك الدول بالمسؤولية على الرئيس السوري بشار الاسد في تصاعد العنف في سورية.

وفي دلالة على مخاوف روسيا من تصاعد الصراع في سورية نقلت وكالة انترفاكس للانباء عن مصدر بالبحرية الروسية لم تذكر اسمه قوله ان موسكو تستعد لارسال قوات من مشاة البحرية إلى سورية اذا دعت الضرورة لحماية أفرادها ونقل معداتها وعتادها من قاعدتها البحرية في ميناء طرطوس على ساحل البحر المتوسط.

ونقلت وكالة انترفاكس تقريرها عن مسؤول لم تذكر اسمه في قيادة البحرية. ورفضت البحرية ووزارة الدفاع الروسية التعليق على الفور.

وذكرت انترفاكس ان سفينتي انزال كبيرتين تستعدان للتحرك الى سورية اذا اقتضت الضرورة وعلى متنهما أفراد من مشاة البحرية.

ونقلت الوكالة عن الضابط الذي لم تكشف عن اسمه قوله انه سيكون بمقدور السفينتين وطاقميهما وقوات مشاة البحرية ‘حماية المواطنين الروس واخراج الممتلكات من المنشأة اللوجستية’ في طرطوس إذا اقتضت الحاجة.

وتقول روسيا انها تستخدم المنشأة لخدمة سفنها في المنطقة بما فيها تلك التي تقوم بمهام لمكافحة القرصنة في خليج عدن حيث تتعاون مع حلف شمال الاطلسي.

ميدانيا، تواصلت اعمال العنف حاصدة 59 قتيلا في مختلف انحاء سورية، حسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بيان ‘ان القصف ما زال مستمرا على حي الخالدية في حمص من القوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام الحي، وهي تواجه بمقاومة شرسة’.

واشار المصدر الى سقوط مقاتلين معارضين للنظام ورقيب اول منشق، في اشتباكات مع القوات النظامية السورية في بلدة القصير في ريف حمص، خلال اشتباكات مع القوات النظامية.

واضاف ان ثلاثة مواطنين قتلوا في مدينة الرستن في المحافظة ذاتها ‘التي تتعرض للقصف ومحاولة اقتحام’.

وفي محافظة ريف دمشق تعرضت قرية هريرة لقصف من قبل القوات النظامية قبل ان يتم اقتحامها بعدد كبير من المدرعات والجنود ما اسفر عن مقتل خمسة مواطنين بينهم سيدة، بحسب المرصد.

وقتل ثمانية مواطنين منهم خمسة وطفلان في مدينة دوما في ريف دمشق والتي تعرضت للقصف، والثامن في معضمية الشام إثر انفجار وقع صباح الاثنين قرب مجمع طبي.

وفي دمشق، قتل مواطن على ايدي القوات النظامية المتمركزة على حاجز اللوان اثناء ذهابه الى عمله صباحا.

واشار المصدر الى وفاة شاب من حي جوبر تحت التعذيب بعد اسبوع من اعتقاله.

ولفت عبد الرحمن الى ان بعض مناطق العاصمة السورية المحاذية للريف الدمشقي مثل بساتين المزة واطراف كفرسوسة والحجر الاسود والقابون ‘فيها وجود شبه دائم للثوار’.

ايران ستفاوض على سوريا والبحرين

صحف عبرية

ما تزال عجلة المحادثات بين ايران ومجموعة ‘الخمس بزيادة واحدة’ متعثرة في سيرها كما هي الحال في الاغنية الشهيرة ‘خطوة الى الأمام واثنتين الى الخلف’. وموسكو هي المحطة التالية حيث ستبدأ اليوم المحادثات فيها. بدأت في الاسبوع الماضي تظهر اشاعات ودلائل من مصادر ايرانية ايضا تتحدث وبخلاف الجو المتشائم الذي ساد بعد اللقاء السابق في بغداد عن أنه يوجد هذه المرة احتمال تقدم.

والسؤال الى أي اتجاه: هل الى احراز أهداف الغرب المعلنة ومطالب اسرائيل الحازمة جدا؟ أم الى تقديم مواقف طهران الى الأمام؟.

ان الايرانيين وبحسب طريقة ‘اخراج العنز’ المعروفة قد ‘تخلوا عن طلبهم اجراء محادثة سابقة للقاء في موسكو’، محادثة أرادوا فيها كما يبدو ان يغيروا سلفا شروط سقف التفاوض. وقد قال سياسي غربي لم يُكشف عن هويته: ‘نحن نرد بايجابية على عدد من أفكارهم’. فما هي الافكار الايرانية؟

ينحصر معظمها في مضاءلة العقوبات مقابل الاستعداد (المبدئي) لاخراج احتياطي اليورانيوم المخصب الى مستوى يزيد على 20 في المائة خارج حدود ايران.

اذا قُبلت هذه الصيغة فان الايرانيين يستطيعون الاستمرار في تخصيب كميات اخرى كما يشاؤون ومنها في المنشأة تحت الارض في فوردو.

ويجب علينا ان نفهم ان الطريق الى انتاج قنبلة ذرية من اليورانيوم المخصب بنسبة أقل من 20 في المائة، ليست طويلة. ومع ذلك اومأ دبلوماسيون غربيون الى أنه اذا اقترح الايرانيون صيغتهم المذكورة آنفا فسيكون الغرب مستعدا لاقتراح تفضلات من جهته (برغم انه لم يعد سلفا باسقاط العقوبات الرئيسة). وتريد طهران الى ذلك ان تقرن بالمحادثات الذرية شؤونا اخرى مثل سورية والبحرين. فسيطلبون بحسب ما يقول مصدر ايراني معروف، لكن غير رسمي، ابعاد الوجود العسكري الامريكي عن المنطقة والاعتراف بمكانة طهران الرفيعة في العراق وافغانستان، واسقاط الوسائل التي تفسرها ايران بأنها تهديد امريكي لنظامها، ومضاءلة الدعم الامني لاسرائيل والموافقة على انشاء نظام أمني جديد للمنطقة كلها، نظام تكون ايران في مركزه.

ربما كانت روسيا لاسبابها الخاصة توافق على بعض المطالب، لكن ينبغي ألا نفترض ان تتفضل شريكاتها الغربية ولا سيما الولايات المتحدة بالسير على آثارها. لكن مجرد اثارة هذه الافكار من جهات ايرانية يشهد على نية استعمال الشأن الذري وسيلة لتعزيز هيمنتهم في الشرق الاوسط.

لن يكون من الصحيح ان نقول ان اسرائيل وامريكا في مسار تصادم في الشأن الايراني، فاسرائيل تبارك ألا تسمح الولايات المتحدة لايران بحسب تصريحاتها بـ ‘الحصول على القنبلة الذرية’ وأنها تعارض سياسة ‘الاحتواء’ (أي تمكين ايران من التوصل الى القنبلة الذرية لكن اقامة نظام وسائل تمنعها من استعمالها).

وترضى اسرائيل ايضا عن صيغة ‘كل الخيارات على المائدة’. وذلك بشرط ان يكون البُعد العملي بين ‘الخيار’ والقرار المحتمل على تحقيقه غير بعيد جدا. ولهذا فانه أكثر دقة ان يُقال ان اسرائيل والولايات المتحدة تسيران في مسارين منفصلين لكنهما متوازيين لأن اسرائيل قلقة من ان يستغل الايرانيون رغبة الادارة في ‘التسويف’ لاسباب مختلفة لدفع أهدافهم الذرية الى الأمام.

ينبغي ان ننتظر ونرى ماذا ستكون نتائج اللقاء في موسكو، لكن من المنطقي ان نفترض ان تستمر العجلة في التعثر في طريقها بعده الى المحطة التالية.

اسرائيل اليوم 18/6/2012

إلى حرب الكل ضد الكل

صحف عبرية

أحمد الشيخ هو قائد ‘صقور الشام’. وهذه كتائب من المتطوعين والفارين، يعدون نحو ألفي مقاتل، يخوضون حرب عصابات ضد الجيش السوري في منطقة جبل الزاوية في محافظة ادلب في شمالي سورية. صقور الشام ينقسمون الى مجموعات من 250 مقاتلا تعمل في مناطق مختلفة في محافظة ادلب وليس واضحا اذا كانت هناك علاقة أو تنسيق بينها وبين كتائب اخرى وكم هي خاضعة للجيش السوري الحر بقيادة العقيد رياض الاسعد.

ومثلما تميز العصيان المدني في سورية في البداية بأعمال غير منسقة بين المدن المختلفة في الدولة، هكذا أيضا المعركة العسكرية للثوار تعرض فسيفساء من الفوضى كل مجموعة من المقاتلين فيه، كل كتيبة أو خلية، تعمل في المنطقة التي تعرفها، قريبا من مكان سكنها، دون تخطيط مشترك. وهكذا مثلا تسيطر قوات ‘المقاتلين الاحرار للشام’، فصيل محلي آخر من المقاتلين الذين ينتمون الى التيار الديني السلفي، في المنطقة التي بين جسر الشغور وحتى الطريق الرئيسي المؤدي من حمص الى ادلب. وقد أقاموا حواجز على الطرقات، وهم يفحصون المارة، ويديرون حياة القرى ويحرصون على توزيع الغاز بل ويجبون ‘ضريبة’. ورجالهم يتباهون في أنهم ينجحون في انتاج صواريخ دقيقة من انتاج محلي.

وحسب رجال المعارضة السوريين المتواجدين في لبنان، ليس فقط القوات المقاتلة من المتمردين منقسمين، بل ان الجيش السوري لم يعد يسيطر على اجزاء واسعة من الدولة وبعض كتائبه تقاتل دون تنسيق وتطلق النار على المدنيين كي تقتل فقط، دون هدف استراتيجي واضح. في تركيا يقدرون بان النار بالجملة نحو التجمعات السكانية، والتي يتميز بها قتال الجيش السوري، تدل على بداية تفكك الجيش والانتقال الى قتال الكل ضد الكل.

بيان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، بموجبه تفكر فرنسا بتزويد قوات الثوار باجهزة الاتصال ‘كي تعزز الثورة ضد الحكم’، وأن ‘الولايات المتحدة ايضا تفكر بخيارات اخرى فضلا عن خطة عنان’ يدل على أنه بعد 16 شهرا من الثورة، في الغرب أيضا الذي وقف حتى الان على ساقيه الخلفيتين حين طرحت امكانية التدخل العسكري يتعمق الاعتراف في أنه لن يكون مفرا من مثل هذا التدخل. ومع ان روسيا تنفي بشدة بانها تدير مباحثات مع الدول الغربية على ‘فترة ما بعد الاسد’، ولكن يبدو ان في موسكو ايضا يفهمون بانه في سورية تسود الفوضى وان انهيار الجيش السوري ونظام الاسد من شأنه ليس فقط أن ينزع منها قبضتها في سورية بل وايضا يؤدي الى تحول الدولة الى عراق ثانٍ بشكل لا يكون واضحا بعد ذلك من يحكم فيه.

‘الفهم الاستراتيجي الذي بموجبه سيؤدي سقوط الاسد الى فقدان قبضة ايران في الشرق الاوسط العربي لم يعد يهدىء الروع. هذا فهم يعتمد على خريطة جغرافية سياسية قديمة وعلى تقديرات نشأت في أزمنة اخرى، تقديرات تتجاهل طرق عمل ايران’، يقول لـ ‘هآرتس’ مسؤول كبير في وزارة الخارجية التركية. ‘ايران تعرف جيدا كيف توجه منظمات العصابات في صالحها. حماس، حزب الله، الذي ساعدت في تشكيله، ونشاطاتها في اليمن وفي دول المغرب تدل على ذلك. اذا اصبحت سورية بلاد منظمات العصابات، فان ايران ستكسب من ذلك أكثر من أي دولة اخرى. من جهة اخرى لا يمكن مواصلة التوقع في أن يسيطر الاسد على الدولة. آمل ألا نكون فوتنا الفرصة لخلق نظام في سورية’.

تركيا تخشى الان من ان عشرات الاف اللاجئين السوريين سينضمون الى نحو 25 الف لاجىء يوجدون منذ الان في اراضيها، اذا قرر الاسد مهاجمة مدينة حلب بكامل القوة. ولكنها هي ايضا غير مستعدة لان تنطلق وحدها الى معركة عسكرية مع سورية، و ‘يحتمل الى أنه حتى يقرروا الخروج الى معركة عسكرية فسيكون الوقت قد فات. ولن نعرف من هناك معنا ومن ضدنا’، يقول المسؤول التركي.

‘سياستنا مشوشة’، يؤكد دبلوماسي امريكي يخدم في احدى القرى المجاورة. ‘نحن لا نسأل احدا عندما نهاجم قواعد القاعدة في اليمن. نحن نعمل بحرية كافية في افغانستان وفي الباكستان، ولكن لدينا صعوبة كبيرة جدا في التدخل في سورية. وبالذات في الدولة التي يذبح فيها مواطنوها، نحن نعرف كيف نثرثر حتى الجنون. نحن نتحدث عن ‘الخيار اليمني’ (ابعاد الحاكم في عملية نقل الحكم بشكل متفق عليه مثلما حصل في اليمن)، ولكن ليس لدينا من نسلمه الحكم ولسنا مستعدين لاتخاذ الخيار العسكري الذي نتبعه ضد القاعدة’.

الرئيس الامريكي باراك اوباما سيلتقي اليوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مدينة الاستجمام لوس كابوس في المكسيك. سورية وايران ستكونان الموضوعين المركزيين اللذين سينشغل بهما الزعيمان. في القصر الرئاسي في دمشق مثلما في جبل الزاوية ينتظرون لرؤية اذا كان هذا اللقاء سينتج خطة حقيقية لخلع الاسد او ستمنح التصريحات الفارغة الاسد الرخصة لقتل مزيد من الاف المواطنين السوريين. فقط مهربو السلاح والذخيرة راضون عن الوضع. عندما يكون سعر رصاصة الكلاشينكوف يصل الى 4 دولارات، من ناحيتهم فلتستمر المعركة الى الابد.

هآرتس 18/6/2012

وزير الدفاع السوري زار موسكو الخميس الفائت تزامنا مع زخم في التعاون العسكري

كامل صقر

دمشق ـ ‘القدس العربي’ علمت ‘القدس العربي’ أن وزير الدفاع السوري العماد داوود راجحة أجرى زيارة غير معلنة للعاصمة الروسية موسكو يوم الخميس الماضي تزامناً مع احتفال الروس بالعيد الوطني الذي يصادف في الرابع عشر من حزيران (يونيو) الجاري.

ويرجح أن وزير الدفاع السوري التقى نظيره الروسي اناتولي سيرديوكوف في وقت تشهد فيه العلاقات العسكرية الروسية السورية زخماً ملحوظاً وتحديداً ما يتعلق منها بالجانب الدفاعي الذي ترغب في تحقيقه دمشق لنفسها.

وكان الناطق باسم قيادة سلاح البحرية الروسي قال أمس الاثنين ان مجموعة من السفن الروسية تضم سفينتي الإنزال الكبيرتين ‘ نيكولاي فيلتينكوف’ و’تسيزار كونيكوف’ تنهي تحضيرات الإبحار في البحر الأبيض المتوسط بهدف تنفيذ مهام خاصة في ميناء طرطوس السوري حيث يقع مركز التأمين المادي التقني لسلاح البحرية الروسي.

وقال الناطق حسب وكالة ‘انترفاكس’ الروسية للأنباء’ أن سفينتي الإنزال الروسيتين ‘نيكولاي فيلتينكوف’ و’تسيزار كونيكوف’ تتهيآن للقيام برحلة بحرية إلى ميناء طرطوس، وذلك برفقة قاطرة الإنقاذ ‘أس بي ـ 15’.

وأشار الناطق إلى أن السفينتين المذكورتين أمرتا بمهمة الدفاع عن مصالح الدولة بالقرب من الساحل السوري.

وكان خبراء سوريون قالوا ان دمشق ربما تتسلّم هذا العام النسخة المطوّرة من طائرة ميغ ـ 29 القتالية الدفاعية الروسية ورجح الخبراء أن تكون الصفقة المتعلقة بهذا النوع من الطائرات عالية القدرة قد تمت بين دمشق وموسكو، منوهين إلى أن هذه الطائرة هي ذاتها التي كانت الهند قد تسلمتها الهند من روسيا العام الماضي.

ومقاتلة ‘ميغ ـ 29’ الروسية المطورة مزودة برادار جديد وأسلحة وأجهزة جوية في غاية التطور، وهي تستطيع أن تحقق حالة دفاعية عالية للأجواء التي تدافع عنها ما يعني نقلة نوعية في القدرة الدفاعية الجوية السورية.

سوريا: العملية العسكرية الكبرى

المواجهات اشتعلت على أكثر من جبهة وأقمار اصطناعية تلتقط صوراً لتحركات القوات السورية وتمررها لقادة المعارضة

احتدمت خلال اليومين الماضيين الاشتباكات بين القوات النظامية ومجموعات مقاتلة معارضة في عدد من مناطق ريف دمشق، وسط عمليات قصف مركزة تقوم بها قوات النظام لعدد من المدن والقرى المحاصرة في المنطقة

بدأت العملية العسكرية الكبرى فاشتعلت سوريا. انطلقت العمليات الأمنية في معظم المناطق السورية. التاسعة من مساء السبت كانت بمثابة الساعة الصفر لقوات النظام السوري، بالتزامن مع إعلان مراقبي الامم المتحدة تعليق مهمتهم في سوريا بسبب «التصعيد في أعمال العنف». افتُتحت المواجهات في ريف الشام حيث تتحصّن قوى المعارضة المسلّحة، لكنها لم تلبث أن توسعت لتطاول معظم المناطق السورية من الحدود إلى الحدود. بداية دخلت قوات الأمن، معززة بقصف عنيف، معظم بلدات ريف الشام. فسقطت تباعاً معظم مناطق الغوطة الشرقية، زملكا وعربين وحمورية وسقبا ومسرابة.

وأشيعت معلومات عن سقوط حرستا والقابون وبرزة. وفي هذا المحور، تمكنت قوات النظام السوري من السيطرة على جزء كبير من دوما فوصلت منطقة الشيفونية حيث تدور مواجهات عنيفة، علماً بأن دوما تعدّ المعقل الرئيسي للمجموعات الإسلامية المتشددة.

إضافة إلى ذلك، فإن دوما تحوي مركزاً فيه مخارط تُصنّع فيها طلقات سلاح الكلاشنيكوف. وفي هذا السياق، أكّد شهود عيان لـ«الأخبار»، عبر اتصال بواسطة السكايب، أنّ القتلى بين عناصر المجموعات المسلّحة يسقطون بالعشرات. في موازاة ذلك، علمت «الأخبار» أن المواجهات اشتعلت على أكثر من جبهة. فقد شنّت هجمات متزامنة في حمص. وأشارت المعلومات إلى أن جميع بلدات حمص باتت محاصرة. وتتخوّف مصادر المعارضة السورية من تكتيك يقوم به النظام لحصر المسلّحين في منطقة الرستن تمهيداً للقضاء عليهم فيها. وفي الشق نفسه، تشير إلى أن القتلى يسقطون بالمئات، متحدثة عن «إبادة بدأها النظام السوري». وذكرت المصادر نفسها أن قوات النظام قامت بتصفية أفراد مجموعات رغم أنهم ألقوا سلاحهم.

في الجهة المقابلة، تدور منذ يومين معارك ضارية في محافظة إدلب بين قوات المعارضة المسلّحة وبين قوات النظام. وتتحدث مصادر من ساحة الميدان السوري أن كلا الطرفين يتكبدان خسائر كبيرة، لكنها تلفت إلى أن النظام تمكن من محاصرة عدد من المجموعات المسلّحة بشكل كامل. وفي سياق مواز، علمت «الأخبار» أن قوات النظام تمكنت من اكتشاف مستودع أسلحة ضخم في حلب يحتوي على سلاح نوعي.

في هذا الوقت، قال المرصد السوري لحقوق الانسان، في بيان، إنه في مدينة حمص «ما زال القصف مستمراً على حي الخالدية من القوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام الحي». وأشار المصدر الى سقوط مقاتلين معارضين للنظام، في اشتباكات مع القوات النظامية السورية في منطقة القصير في ريف حمص. وأضاف أن ثلاثة قتلوا في مدينة الرستن في المحافظة ذاتها «التي تتعرض للقصف ومحاولة اقتحام». وقتل رقيب أول منشق في بلدة القصير خلال اشتباكات مع القوات النظامية.

وفي محافظة ريف دمشق تتعرض قرية هريرة لحملة واسعة من قبل القوات النظامية حيث تم قصف القرية واقتحامها بعدد كبير من المدرعات والجنود، بحسب المرصد. وقتل ستة في مدينة دوما في ريف دمشق، والتي تعرضت للقصف.

وفي محافظة درعا، أفاد المرصد عن مقتل مواطن في بلدة طفس إثر إطلاق نار وقصف من القوات النظامية السورية «التي اقتحمت البلدة». كذلك شهدت بلدة بصرى الشام ليلاً مقتل مواطن نتيجة القصف الذي استمر حتى ساعات الفجر الأولى. وفي محافظة حماة، قتل ثلاثة مواطنين جراء القصف الذي تعرضت له بلدة قلعة المضيق بريف حماة عند منتصف ليل الأحد الاثنين، إضافة إلى مقتل مواطن من قرية لطمين.

وفي محافظة دير الزور، سمع صوت انفجار شديد في مدينة الزور، كما سمع صوت إطلاق رصاص في عدة مناطق بالمدينة وتنتشر الدبابات في محيط المراكز الأمنية في بعض الشوارع، بحسب المرصد. كذلك قتل ثلاثة مواطنين إثر إطلاق نار من قبل القوات النظامية السورية في مدينة دير الزور «منهم قائد كتيبة مقاتلة ثائرة»، إضافة الى أربعة آخرين إثر انفجار في بلدة موحسن بينهم «قائد كتيبة مقاتلة ثائرة»، بحسب المرصد.

وتتعرض بلدات عندان وبيانون والأتارب بريف حلب لقصف من قبل القوات النظامية السورية التي تحاول السيطرة على الريف، بحسب المرصد.

وفي محافظة اللاذقية، أفاد المرصد السوري عن تعرض بلدات عدة في جبل الأكراد لقصف «استمر أكثر من سبع ساعات».

وذكرت صحيفة «الوطن» السورية أمس أن مئات من «الإرهابيين المدجّجين بالسلاح» قتلوا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية أثناء محاولتهم دخول دمشق، مشيرة الى استمرار المعارك بين «الإرهابيين» وبين الجيش النظامي. وقالت الصحيفة شبه الرسمية إن «المعارك لا تزال مستمرة بين الجيش العربي السوري وإرهابيين سوّلت لهم أنفسهم محاولة دخول دمشق»، مشيرة إلى «مقتل مئات الإرهابيين وجرح عدد كبير واعتقال عدد آخر خلال الأسابيع الثلاثة الماضية».

ونقلت الصحيفة عن الأهالي قولهم إنهم سمعوا «الإرهابيين» يتحدثون عن استعدادهم لما سمّوه «معركة دمشق الكبرى»، مشيرة إلى أن الهجوم كان يفترض أن يبدأ قبل عشرة أيام، «قبل أن يفاجأوا بردّ مزلزل من الأجهزة الحكومية». وكشفت صحيفة «ديلي ستار صندي» الأحد أن أقماراً صناعية بريطانية وأميركية تلتقط صوراً لتحركات القوات السورية وتمررها لقادة المعارضة السورية من خلال جهاز الأمن الخارجي البريطاني (أم آي 6) ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه). وقالت الصحيفة «إن المعلومات ساعدت قوات المعارضة (…) في إطار عملية قرصنة جديدة كانت جزءاً من نظام منسّق على المستوى العالمي تم إنشاؤه لمراقبة الكتلة الشيوعية خلال الحرب الباردة.

وأشارت الصحيفة إلى أن جهاز أمن التنصت البريطاني المعروف باسم «مركز قيادة الاتصالات الحكومية» ووكالة الأمن القومي الأميركية، يتحكمان في عملية القرصنة على تحركات القوات السورية بواسطة أقمار صناعية متطورة قادرة على التعرف إلى القادة والقوات من خلال الاتصالات. ونسبت إلى مصدر عسكري بريطاني وصفته بالبارز أن «مناقشات تجري حالياً بشأن إقامة منطقة حظر الطيران في سوريا على غرار المنطقة التي تم فرضها في العراق، لوقف الهجمات».

(الأخبار، سانا، رويترز،

أ ف ب، يو بي آي)

الرستن: هدنة غير معلنة بانتظار الحسم

في الرستن، يعيش موالو النظام ومعارضوه جنباً إلى جنب. تحكمهم هدنة غير معلنة. هدنة بدأت تترنّح أخيراً، على إيقاع هاجس لدى مقاتلي المعارضة بأن النظام يدفع بالمعارضين إلى التجمّع في المدينة تمهيداً لإبادتهم

رضوان مرتضى

لا تُشبه مدينة الرستن غيرها من المناطق السورية. في الشكل، شهدت موقعتين عسكريتين. صمدت فيهما لأيام قبل أن تسقط ويسقط معها عشرات القتلى من الطرفين. اقتحمها الجيش السوري في المرّتين ثم خرج. وعقب كل معركة، كانت قوى المعارضة فيها تُلملم نفسها وتعيد تجميع قواها. أبرز القوى في المدينة هي «لواء رجال الله» و«كتيبة علي بن أبي طالب»، التي يقودها الملازم أول فايز عبد الله. إضافة إلى هاتين المجموعتين، هناك مجموعة الضابط المنشق عبد الرزاق طلاس، التي دخلت إلى المدينة أخيراً، علماً بأن عديدها لا يتجاوز مئة عسكري، لكنهم مسلّحون تسليحاً جيّداً. وهناك أيضاً مجموعات متفرّقة تعمل مستقلة عن هذه القوى.

الفريد في مدينة الرستن نسيجُ قاطنيها. هنا يعيش مؤيدو النظام ومعارضوه جنباً إلى جنب. يعزز هذه الحالة صلة القرابة والمصاهرة التي تكاد تربط معظمهم. وفي هذه المدينة، الواقعة حالياً تحت سيطرة قوى المعارضة، يدخل أنصار النظام ومعارضوه ويخرجون من دون أن يتعرّض أحد منهم للآخر. وأبعد من ذلك، يُسجّل للمدينة وجود أكبر عدد من الضباط المنشقين فيها، إذ هناك من المدينة نفسها، التي يبلغ عدد سكانها قرابة 65000 نسمة، نحو 1560 ضابطاً يخدمون في جيش النظام، بينهم رئيس فرع تحقيق الأمن العسكري. يقابلهم في الضفة المعارضة نحو 90 ضابطاً منشقاً، أبرزهم قائد المنطقة الوسطى في «لواء رجال الله» العقيد قاسم سعد الدين، إضافة إلى رئيس الأكاديمية العسكرية وهو برتبة عميد ركن. ورغم كل هذا الخليط، يعيش هؤلاء بوئام وسلام كبيرين.

وتقول مصادر المعارضة في المدينة لـ«الأخبار» إن الضباط في جيش النظام يدخلون إلى الرستن ويخرجون منها بأمان. وتُفيد المعلومات عن اتفاقية أو هدنة غير معلنة بين أبناء المدينة، لكنها تلفت إلى أن هذه الهدنة بدأت تفشل. وتباشير إزالتها بدأت بالظهور، بعدما خطفت مجموعة تابعة لعبد الرزاق طلاس ضابطاً برتبة عقيد وأجبرته على إعلان انشقاقه أمام الكاميرا. بموازاة ذلك، تتردد معلومات، رصدتها أوساط المعارضة السورية، عن خطة ممنهجة تعتمدها قوات النظام للقضاء على المعارضين، فتشير إلى عمليات أمنية محدودة تدفع بالمعارضين الموجودين في المناطق المحيطة بحمص للدخول إلى الرستن. ويتحدث المعارضون عن بدء خروج الأهالي المؤيدين للنظام. ويتوقّع هؤلاء معركة طاحنة خلال الأيام المقبلة. وينقلون معلومات من مصادر النظام بأنه فور إخلاء جميع الموالين، ستُحاصر المدينة تمهيداً لدكّها.

وعلى إيقاع المعركة المتوقعة، بدأ نشطاء المعارضة بإعداد العدة للمواجهة. ورُصد قيام المجموعة التابعة للملازم أول فايز عبد الله بمهاجمة عدد من حواجز النظام. وهوجمت قاعدة جوية قرب الرستن. بموازاة العمليات، هناك مجموعات معارضة في المدينة تنقل جوّاً من التململ حيال ما يجري في المدينة. يتحدث هؤلاء عن اشتباكات متنقلة تجري بين الحين والآخر مع مجموعات دخلت إلى المدينة بهدف السيطرة عليها.

يقول قياديون في المعارضة السورية إنه بعد الاقتحام الأول للمدينة وخروج جيش النظام منها، بدأوا بإزالة الزفت وزرعوا تحته متفجرات موقوتة على مختلف الطرقات التي يُحتمل أن تدخل منها مدرعات النظام. لكن النظام فاجأهم لدى دخوله بأن قصف جميع الطرقات لتشتعل المدينة، ثم دخلتها قواته بسهولة.

سقطت مدينة الرستن مرتين، رغم الترسنة والمقاومة. المحاولات مستمرة والتحضيرات تجري على قدم وساق لمنع سقوطها للمرة الثالثة. بموازاة ذلك، معنويات المقاتلين في الحضيض، وهم يتهيّأون لمجازر مرتقبة سوف تحصل.

بوتين ــ أوباما: نقاط تفاهم

أعلن الرئيسان: الأميركي والروسي، باراك أوباما وفلاديمير بوتين، التوصل إلى «نقاط تفاهم» في ما خص الخلافات بشأن سوريا، مع الاتفاق على المزيد من المباحثات. وأعلن بوتين، بعد لقائه أوباما على هامش قمة مجموعة العشرين في لوس كابوس في المكسيك، إنه توصل الى «نقاط تفاهم عدة» مع نظيره الأميركي حول كيفية معالجة الأزمة السورية. وأوضح أن المناقشات في هذا الشأن ستتواصل، في وقت يستمر فيه التباعد بين واشنطن وموسكو حول الملف السوري.

بدوره، قال أوباما «إنه اتفق وبوتين على ضرورة السعى لوقف العنف في سوريا والتوصل إلى حل سياسي هناك». وتعهد أوباما وبوتين بالتعاون مع أطراف دولية أخرى، منها الوسيط الدولي كوفي أنان لإيجاد حل للأزمة السورية.

بدوره، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إن الرئيس فرنسوا هولاند ينوي إثارة قضية سوريا في قمة العشرين. وتابع إنه استكمالاً لتصريحات وزير الخارجية لوران فابيوس، الأسبوع الماضي، «سنتحدث مع شركائنا في مسألة تعزيز العقوبات على النظام السوري».

وفي جنيف، قالت مفوضة الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي في افتتاح الجلسة العشرين لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان «على الحكومة السورية أن تتوقف فوراً عن استخدام الأسلحة الثقيلة وقصف المناطق السكنية لأن مثل هذه الأفعال يشكل جرائم ضد الإنسانية». وقالت «علينا أن نبذل كل الجهود للتأكد من محاسبة منفذي الهجمات، ومن بينهم الذين هاجموا مراقبي الأمم المتحدة في سوريا».

وفي باريس، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن الجنرال روبرت مود، رئيس بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا التي علقت مهامها بسبب تكثف أعمال العنف، سيتحدث الى مجلس الأمن الدولي اليوم. وأصدر الجنرال مود بياناً مساء الأحد دعا فيه الأطراف المتنازعة في سوريا الى السماح بإخراج النساء والأطفال والمسنين والجرحى من أماكن النزاع.

وصرح سفير بريطانيا في الأمم المتحدة، مارك ليال غرانت، «أعتقد أننا نرغب في الاستماع من الجنرال مود إلى أفكاره بشأن مستقبل البعثة». وصرحت الولايات المتحدة بأنها مستعدة لوقف تجديد مهمة البعثة. وتعمل بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة على صياغة مشروع قرار يقترح فرض عقوبات على الأسد اذا لم ينفذ خطة انان المؤلفة من ست نقاط. وقال دبلوماسيون ان مشروع القرار الذي تجرى صياغته سيقترح فرض عقوبات غير عسكرية بموجب الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة.

وفيما اعلن متحدث باسم الاتحاد الاوروبي عن اجتماع مقبل للمعارضة السورية في بروكسل في نهاية الاسبوع، برعاية الاتحاد، بهدف السعي لتوحيد صفوفها، دعا رئيس المجلس الوطني السوري المعارض، عبد الباسط سيدا، الأحد «مجموعة أصدقاء سوريا» الى التحرك بمفردها لإنقاذ المدنيين في سوريا في حال عجز مجلس الأمن عن اتخاذ اي قرار بسبب الفيتو.

من جهتها، تستعد روسيا لإرسال سفينتين حربيتين برمائتين الى مرفأ طرطوس في سوريا، حيث القاعدة الروسية الوحيدة في المتوسط، حسبما نقلت وكالة «أنترفاكس» عن مصدر في قيادة أركان البحرية الروسية. وتابعت انترفاكس ان السفينتين ستنقلان عدداً «كبيراً» من البحارة. ولم يصدر أي تأكيد رسمي لهذا النبأ من البحرية أو وزارة الدفاع في موسكو.

وذكرت صحيفة «صندي تلغراف» الأحد أن حكومة الولايات المتحدة طلبت من بريطانيا المساعدة لوقف سفينة يشتبه في أنها تحمل مروحيات هجومية وصواريخ روسية إلى سوريا. وأضافت إن واشنطن طلبت من المسؤولين البريطانيين المساعدة في وقف السفينة الروسية التي يُعتقد أنها تحمل جزءاً من شحنة مكوّنة من 36 مروحية طلبتها الحكومة السورية في نهاية الحقبة السوفياتية، وتم نقل بعضها من سوريا إلى روسيا في الآونة الأخيرة لأعمال الصيانة الروتينية. وتسعى واشنطن الى وقف الشحنة عن طريق استخدام تشريع العقوبات لإجبار شركة التأمين التي تتخذ من لندن مقراً لها على سحب الغطاء عنها.

(يو بي آي، رويترز، ا ف ب)

محنة العائلات الحمصيّة النازحة

تمام عبد الله

تختلف أسباب تهجير العائلات القادمة من حمص نتيجة أعمال العنف في مختلف المناطق، وتختلف معها وجهات النظر حول المرحلة المقبلة في البلاد عامة، وفي مناطقهم خصوصاً. بالمقابل، يشترك أهالي حمص المهجّرون في المعاناة في تأمين معيشتهم، وطريقة خروجهم الصعبة من منازلهم. تعتبر قرى دير عطية، والنبك في القلمون، ومنطقة الوادي في حمص، وطرطوس ودمشق من أكثر المناطق التي استقبلت العائلات النازحة. وتمّ، في مناطق عديدة، فتح بيوت لاستقبالهم، وانطلقت مبادرات لتأمين كل ما يلزمهم من مواد، لكن الأصعب كان تأمين عمل للذين فقدوا مالهم وعملهم.

تدخل إلى منزل عائلة قادمة من «القصير» ليستقبلك صوت طفلة صغيرة. اسمها ياسمين (5 أشهر)، ولدت في دمشق بعد شهرين من هروب عائلتها. «سميتها بهذا الاسم حتى تبقى ذكرى أنها ولدت في دمشق»، يقول والدها. يروي ماهر «للأخبار» عن كيفية خروجهم من بيتهم: «في بداية الأحداث، لم نكن نتوقع أن نصل إلى هذه المرحلة، منذ أن بدأت المشاكل تزداد وتيرتها في منطقتنا، قررت الخروج، وخاصة بعد ما سمعته من أقاربي بأن الأمور ذاهبة نحو الأسوأ». ويتابع «من حسن حظنا أنّ لدى زوجتي أقارب موجودين في العاصمة، استطعنا السكن في بيت آخر يعود لهم، لقد أصبت بإحباط كبير عندما عرفت أن الحي الذي نسكن فيه أصبح دماراً ولا أدري ما حلّ ببيتنا».

يشبه وضع ماهر حالة عائلة ثانية، استأجرت منزلاً في منطقة جرمانا بعد نزوحها من الحميدية. وتتحدث الأم عن قصتهم قائلة «نحن لم نخرج خوفاً من أهل البلاد، خوفنا هو من العصابات التي بدأت تدخل الأحياء. لم تعد مجرد معركة بين طرفين، لقد دخل فيها الكثير من العناصر». وعن بيتها وإمكانية عودتهم، تقول «أسمع كثيراً في الأخبار أنهم يحذرون من حرب أهلية، حتى الآن لم أفهم بين من ومن! حين قررنا المغادرة، طلب منا جيراننا الذين ينتمون إلى دين مختلف أن لا نخرج، ويوم رحيلنا قالوا لنا إن بيتنا سيبقى في حمايتهم، بالنسبة إلينا ليس هناك حرب أهلية، نحن نعيش معاً وخوفنا من الأطراف الغريبة التي دخلت منطقتنا».

باحثاً عن عمل، يدخل أبو محمد قهوة الروضة. ويحدثنا عن حاله، «كنت صاحب عمل ولديّ 15 موظفاً، أملك مطبعة وعائلة، الآن أنا أبحث عن أي عمل أستر به نفسي، لا أدري ماذا حصل في بيتي، ولكن ما أعرفه هو أن مطبعتي قد دمرت بالكامل». عند سؤاله عن المسبب الرئيسي في هذا الأذى الذي لحق به، يضحك ساخراً، ويصف ما حدث في ليلة خروجه: «أنا جزء من الفئة الصامتة، لست مع النظام ولا مع المعارضة، ولا مع الجيش الحر. وقعت المعركة بين الجيش الحر والجيش النظامي. نتيجة القصف بين الطرفين، حدث دمار هائل وكان رزقي من بين ما دمر في المعركة».

في لقاء آخر مع الذين تضررت أعمالهم، أحد الدكاترة بقي مع زوجته في منطقة مشتعلة، ولكن في النهاية اضطر إلى الخروج، «كانوا يقولون عني مجنون لأنني بقيت في حمص مع تصاعد الأحداث، لكن قررت البقاء مع زوجتي واستمررت في العمل رغم تراجعه، إلى اليوم الذي دخلت عليّ مجموعة عرفّت عن نفسها بأنها إحدى كتائب الجيش السوري الحر، طلبوا مني أن أترك عيادتي وأعطيهم ما أملك، حينها أعطيتهم بعض الأموال، لكن طلبت منهم أني أريد المحافظة على عيادتي. بعد نقاش طويل، خرجوا وأنا بدوري خرجت مسرعاً ولم أعد من وقتها».

بعد محاولة صعبة للقاء أحد الشباب الذين يعملون على تقديم المساعدات للنازحين، استطعنا مقابلة أحدهم، رغم تحفظه عن ذكر اسمه ومكان وجوده. وقال «أنا أقوم بتوزيع المساعدات على العائلات النازحة، وأنا من المعارضين للنظام، فكل عملي يكون بدون معرفة أحد، وخاصة بعد اعتقال العديد من الشباب الحماصنة المعارضين وتوجيه اتهامات لهم بتهريب السلاح». يكمل الشاب حديثه، والخوف واضح في عيونه، «هناك أطفال من مناطق مختلفة في بابا عمرو والخالدية وغيرها وصلوا مع أمهاتهم، وهم بدون آباء، يصعب تأمين المعيشة لهم، فهؤلاء معظمهم دمرت منازلهم وأعمالهم. وفي دمشق، هناك صعوبة في تأمينهم ضمن بيوت وشقق، فنعمل على التنسيق مع بعض التنسيقيات وبطريقة غير مباشرة لمساعدتهم».

أبو موسى، رجل سبعيني، يتحدث عن حمص دون الإشارة إلى هروبه منها، «بعد المجازر التي تحصل، بدأت أتخوف من أن تتحول حمص إلى شرارة حرب أهلية مثل لبنان، يبدو أن هناك فئة قليلة تملك هذه البيئة من التعصب، وهي على استعداد للدخول بها».

مجلس الأمن يناقش اليوم مستقبل بعثة المراقبين الدوليين في سوريا

أ. ف. ب.

يناقش اعضاء مجلس الامن الدولي في اجتماعهم الثلاثاء مسائل صعبة من بينها مستقبل بعثة المراقبين الدوليين في سوريا وخطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان، بحسب ما افاد دبلوماسيون الاثنين.

نيويورك: وسط تصاعد اعمال العنف في سوريا، من المقرر ان يطلع الجنرال روبرت مود رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا، في الساعة 16,00 (18,00 تغ) من يوم الثلاثاء مجلس الامن على اسباب تعليق نشاطات المراقبين في سوريا.

وصرح مارك ليال غرانت سفير بريطانيا في الامم المتحدة للصحافيين “أعتقد اننا نرغب بالاستماع من الجنرال مود عن افكاره بشان مستقبل البعثة”.

واضاف “اعتقد ان العديد من اعضاء المجلس، بمن فيهم نحن، سيتساءلون الان عن مستقبل البعثة وبالتالي مستقبل خطة انان بالنظر الى التطورات الميدانية الاخيرة”.

وتنتهي مهمة بعثة المراقبين المحددة ب90 يوما في العشرين من تموز/يوليو، الا ان العديد من الدول الغربية قالت انه يمكن تعليق عملها حتى قبل هذا التاريخ في حال تواصل تفاقم العنف. وتلقي معظم تلك الدول بالمسؤولية على الرئيس السوري بشار الاسد في تصاعد العنف في سوريا.

العنف يشلّ عمل المراقبين الدوليين في سوريا

وقال غرانت “من الواضح اننا قلقون للغاية بشأن تزايد مستويات العنف، ونحن نضع كل المسؤولية على النظام السوري”.

واضاف “ليس من المفاجئ ان تكون بعثة المراقبين قد اتخذت قرارا بالتعليق المؤقت لاعمالها في سوريا”.

وردا على سؤال حول امكانية قطع مهمة البعثة قبل اوانها، قال غرانت “اعتقد ان علينا ان نراجع ذلك في ضوء ما حدث، ولذلك فاني لا استبعد ذلك نهائيا”.

وصرح دبلوماسي من بلد اخر عضو في مجلس الامن طلب عدم الكشف عن هويته “توجد بالطبع العديد من الاسئلة التي يتم طرحها الان حول هذه البعثة”.

ومن ناحيته، اعلن سفير الصين لدى الامم المتحدة لي باودونغ للصحافيين ان اعضاء مجلس الامن “قلقون جدا” من تعليق المهمة واعتبر انه يتوجب على الحكومة والمعارضة في سوريا “تقديم تعانهما الكامل”.

وصرحت الولايات المتحدة انها مستعدة لوقف تجديد مهمة البعثة. وتعمل بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة على صياغة مشروع قرار يقترح فرض عقوبات ضد الاسد اذا لم ينفذ خطة انان المؤلفة من ست نقاط.

وكان من المفترض بموجب خطة انان ان تنسحب القوات الحكومية السورية والاسلحة الثقيلة من المدن كخطوات رئيسية باتجاه اطلاق محادثات سياسية. وتقول جماعات المعارضة السورية ان مجموعة مجازر ارتكبتها القوات الحكومية السورية ومليشياتها تجعل اجراء محادثات امرا مستحيلا.

وقال دبلوماسيون ان مشروع القرار الذي تجري صياغته سيقترح فرض عقوبات غير عسكرية بموجب الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة. وصرحت روسيا، الحليف الرئيسي لسوريا، انها ستعارض اي اتفاق على استخدام القوة العسكرية ضد سوريا.

وكانت روسيا والصين قد صوتتا بالنقض (الفيتو) مرتين على قرارين لمجلس الامن يدينان النظام الصوري. وجددت فرنسا الاثنين التاكيد على دعوتها لفرض عقوبات دولية على سوريا لدعم خطة انان.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنارد فاليرو ان فرنسا التي تشغل مقعدا دائما في مجلس الامن الدولي تطلب ان تصبح خطة انان ملزمة بقرار “تحت الفصل السابع”، الذي ينص على عقوبات وعلى امكانية اللجوء الى القوة.

واضاف “في مواجهة القمع المستمر للنظام وخصوصا في مدينة حمص التي تقصفها القوات المسلحة السورية حاليا، اصبح من الضروري الآن اكثر من اي وقت مضى منح قوة الزامية لخطة انان بوضعها تحت الفصل السابع في مجلس الامن الدولي”.

مغاربة يقاتلون إلى جانب الجيش السوري الحر ضد الأسد

أيمن بن التهامي

رصدت جهات أمنية أوروبية خلال الفترة الماضية ذهاب مقاتلين من المغرب إلى سوريا للقتال إلى جانب الجيش السوري الحر، ضد قوات نظام الرئيس بشار الأسد الذي تشهد بلاده ثورة تطالب بتغيير النظام.

 كشفت تقارير إعلامية أن العشرات من الشبان المغاربة يقاتلون إلى جانب الجيش السوري الحر المناهض لنظام الرئيس بشار الأسد.

وأوضحت أن جهات أمنية أوروبية رصدت، خلال الأشهر الأخيرة، توجه مغاربيين إلى سورية عبر تركيا للمشاركة الى جانب الجيش السوري الحر في مواجهة نظام بشار الأسد.

وفيما لا يعرف ما إذا كانت هذه المعطيات صحيحة أم لا، تشير مصادر إعلامية إلى انكباب أجهزة المخابرات على دراسة ملفات هؤلاء.

وقال سعيد لكحل، الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، “هذه الأخبار لم تتأكد بعد، لكني أتوقع ذهاب أعداد من المغاربة الجهاديين، كما ذهبوا من قبل إلى أفغانستان، والعراق، والشيشان، والبوسنة، والجزائر، ومالي”، وزاد مفسرا “لا شك أن تنظيم القاعدة والتنظيمات المرتبطة به تستغل مناطق التوتر لاختراق الدول وتشكيل قواعد خلفية لدعم الجهاد”.

وذكر سعيد لكحل، في تصريح لـ “إيلاف”،  أن “التنظيمات الإرهابية لا تستطيع اختراق الدول إلا في مثل هذه الحالات “، مشيرا إلى أن “الجهاديين المغاربة لا يذهبون، طبعا، بعلم الدولة وبترخيص منها إلى سوريا أو أي مكان للقتال فيه، بل يتسللون أو يوهمون الأجهزة الأمنية بالسفر إلى بلدان لا تعرف اقتتالا داخليا”

وأضاف الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية “المغرب أخذ درسا بليغا ممن يُعرفون بالأفغان المغاربة الذي قاتلوا السوفييت في أفغانستان، ثم تحولوا إلى جهاديين في تنظيم القاعدة وعادوا إلى المغرب لمواصلة نشاطهم الإرهابي، فشكلوا خلايا كانت مسؤولة عن أحداث 16 ماي 2003. كما أن انخراط المغرب في الحرب على الإرهاب يجعله ملتزما بالقرارات الدولية. من هنا فالمغرب سيحاكم كل من اعتُقل جهاديا في سوريا، أو تم ضبطه في نقط العبور أو تم ترحيله من إحدى الدول المجاورة لسوريا”.

وتأتي هذه التقارير في وقت تواصل الجمعيات الناشطة على الساحة ضغطها على الدولة قصد دفعها لاتخاذ خطوات داعمة للشعب السوري.

وفي هذا الإطار، قال عبد الصمد فتحي، منسق الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، وعضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، “من المفروض أن يكون هناك دعم رسمي من طرف الدول، ودعم من طرف الشعوب.

وفيما يرتبط بالنسبة للشعوب، فإن هذه القضية يجب أن تبقى حية بالتضامن الشعبي، بكل الأشكال المتاحة سواء عبر مسيرات أو وقفات احتجاجية في أماكن حساسة حتى يتم الضغط على الدول من أجل اتخاذ خطوات في إطار دعم القضية السورية”.

أما بالنسبة للدول، يضيف عبد الصمد فتحي لـ “إيلاف”، “فهناك واجهات متعددة كطرد السفراء، وتحريك آليات متعددة من أجل تضييق الخناق حتى تجري الاستجابة إلى مطالب الشعب السوري”.

وكانت صحف إسبانية أشارت إلى مصرع مواطن مغربي يحمل الجنسية الإسبانية خلال المواجهات ضد جيش النظام السوري، موضحة أن مغربيين آخريين مفقودين بعد مشاركتهما في القتال إلى جانب الجيش السوري الحر.

لغة المصالح البحتة تقف وراء استمرار دعم روسيا للأسد

أشرف أبو جلالة

تنظر روسيا إلى سوريا باعتبارها منصتها الوحيدة في المنطقة التي تؤثر من خلالها على السياسات العسكرية والسياسية في الشرق الأوسط، بما في ذلك مفاوضات إسرائيل مع جيرانها العرب وطموحات إيران النووية.

أكدت تقارير صحافية أن سر تمسك روسيا بموقفها الداعم لنظام الرئيس السوري، بشار الأسد، واستمرارها في التصدي للمحاولات التي تبذلها الأمم المتحدة لمعاقبة دمشق، يتمثل في سببين رئيسيين هما أن روسيا ستفقد مصدراً للعائدات وستفقد قاعدتها البحرية الوحيدة في البحر المتوسط، والتي تديرها من مدينة طرطوس السورية.

وقد أشارت في هذا الصدد صحيفة واشنطن تايمز الأميركية إلى أن الأضواء قد تركزت على التحالف القائم منذ 50 عاماً بين الدولتين، خلال الأسبوع الماضي، حين انتقدت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، استمرار موسكو في تسليح النظام السوري، الذي تقول عنه جماعات حقوق الإنسان إنه يقتل المتظاهرين والمدنيين.

وأردفت الصحيفة بقولها إن روسيا تنظر إلى سوريا باعتبارها منصتها التي تؤثر من خلالها على السياسات العسكرية والسياسية والأخرى المتعلقة بالطاقة في الشرق الأوسط، بما في ذلك مفاوضات إسرائيل مع جيرانها العرب وطموحات إيران النووية.

وأضافت الصحيفة أن موسكو تشغل قاعدتها البحرية الوحيدة في مياه البحر الأبيض المتوسط في طرطوس، وتتحصل على عملة صعبة من خلال بيعها أسلحة لدمشق، من بينها صواريخ مضادة للطائرات ومروحيات تستخدم في العمليات الهجومية.

ومضت الصحيفة تنوه إلى أن موسكو تدعم روسيا أيضاً باعتبارها وسيلة للتأثير على إيران، التي تؤثر سياسات الطاقة الخاصة بها على الأسعار التي تجنيها روسيا في ما يتعلق باحتياطاتها من الغاز الطبيعي والنفط. وذلك في الوقت الذي تستعين فيه كذلك إيران بدمشق، في الأساس كقناة لتزويد حزب الله بالمال والسلاح. وهنا، أعقبت الصحيفة بالقول إنه في حال سقوط الأسد وتولي حكومة موالية للغرب لمقاليد الأمور في البلاد، فإن الدولة الدينية في إيران قد تنهار بعد ذلك، وهو السيناريو الذي ستجد فيه روسيا نفسها وحيدة في مساعيها لتصبح قوة عالمية دون أن يكون معها شريك حقيقي في تلك المنطقة التي تحظى بأهمية من الناحية الإستراتيجية.

وقال روبرت سبرينغبورغ، أستاذ في سياسات واقتصاديات الشرق الأوسط في كلية الدراسات العليا البحرية في مونتيري في ولاية كاليفورنيا ” تعود العلاقات بين روسيا وسوريا إلى ستينات القرن الماضي، ولهذا فإنها واحدة من أطول العلاقات الثنائية في المنطقة”.

وتابع حديثه بالقول: ” ولا تتمثل الأهمية الحالية لتلك العلاقة في أنها تزود روسيا بقاعدة بحرية في البحر المتوسط وقدرة على التأثير على سوريا، وبالتالي على علاقاتها مع لبنان وإسرائيل، لكن الأمر الأكثر أهمية هو أن الدعم السوري لإيران ضروري لروسيا”.

وأكمل سبرينغبورغ حديثه قائلاً :” وتعتبر إيران محوراً بعملية نقل الغاز والنفط في منطقة وسط آسيا والشرق الأوسط، لذا إن أضحت موالية للغرب مرة أخرى، فإنها ستضغط على هيمنة روسيا على أسواق الغاز في أوروبا”. وبينما تتصدى روسيا والصين لمحاولات مجلس الأمن المتعلقة بإدانة الأسد وحث الدول على وقف تزويده بالأسلحة، أكد البنتاغون الأسبوع الماضي أن النظام في سوريا يستعين بطائرات هليكوبتر روسية الصنع من طراز Mi-17 لمهاجمة المتظاهرين والمدنيين.

ومع هذا، أشارت الصحيفة إلى عدم وجود تقارير مؤكدة، حتى الآن، تفيد بأن مستشارين تابعين للجيش الروسي يساعدون الرئيس الأسد في الوقت الراهن على قمع الثوار.

رغم أن موسكو تحتفظ بسفارة قوية في دمشق، حيث يوجد فيها ضباط مخابرات يمكنهم نقل معلومات بصورة متتابعة عن القوات المناهضة للأسد. فضلاً عن دخول سفن حربية إلى ميناء طرطوس، واستمرار عمل الآلاف من الروس في سوريا، حيث يعمل بعضهم كمقاولين للحفاظ على الأسلحة الروسية الصنع. وقال في تلك الجزئية جون بولتون، سفير سابق لدى الأمم المتحدة :” تحظى روسيا بعلاقة طويلة الأمد هناك. ويمتلك الروس منشآت عسكرية هامة. كما أنهم يبيعون منذ فترة طويلة الأسلحة إلى سوريا، ليس فقط تلك المروحيات، لكن كل أنواع نظم التسليح”.

ولفتت الصحيفة في الأخير إلى أن معارضة روسيا للتدابير الصارمة ضد سوريا تتوافق أيضاً مع رغبتها في البروز على الساحة كقوة عالمية. وقال مايكل أوهانلون، محلل عسكري لدى معهد بروكينغز، إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يحب حلفاءه، لكنهم ليسوا كثيرين. ورغم استمرار دعم روسيا لرجل ترغب الولايات المتحدة في خروجه من السلطة، إلا أن إدارة الرئيس باراك أوباما لا تزال تشير إلى موسكو باعتبارها “شريكاً” في الجهود التي تبذل من أجل إنهاء العنف في سوريا.

                      «الجيش الحر» ينفي مده بمعلومات من استخبارات غربية حول تحركات قوات الأسد

بعد كشف صحيفة بريطانية التقاط أقمار صناعية إنجليزية وأميركية صورا وتمريرها للمعارضة

بيروت: كارولين عاكوم

نفى نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي ما كشفته صحيفة بريطانية عن قيام أجهزة استخبارات أميركية وبريطانية بمد قادة المعارضة السورية بمعلومات حول تحركات قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد على الأرض.

وكانت صحيفة «ديلي ستار صنداي» قد كشفت في تقرير نشرته أول من أمس أن أقمارا صناعية بريطانية وأميركية تلتقط صورا لتحركات القوات السورية وتمررها لقادة المعارضة السورية من خلال جهاز الأمن الخارجي البريطاني (إم آي 6) ووكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه). وأوضحت أن الأقمار الصناعية البريطانية والأميركية «تتنصت» على قوات الأسد «لإنقاذ أرواح الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال، وتلتقط خططها ثم تقوم بتمريرها إلى قادة المعارضة من خلال عملاء لـ(إم آي 6) و(سي آي إيه) تسللوا إلى سوريا».

وأضافت أن تلك المعلومات ساعدت المعارضة على إجلاء المدنيين من المستشفيات وغيرها من الأهداف قبل تعرضها لهجوم من القوات السورية، وأشارت إلى أن جهاز أمن التنصت البريطاني المعروف باسم «مركز قيادة الاتصالات الحكومية» ووكالة الأمن القومي الأميركية، يراقبان تحركات القوات السورية بواسطة أقمار صناعية متطورة قادرة على التعرف على القادة والقوات من خلال الاتصالات.

ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري بريطاني قوله: «نحن نعرف الأشخاص المذنبين ولن يكون هناك مفر أمامهم، ومن خلال تقنيات، نستطيع التعرف على الأصوات وتحديد القادة العسكريين في نظام الأسد الذين يصدرون الأوامر، والذين يشملون ضباطا من جميع الرتب يأمرون الدبابات بفتح النار، وسيواجه بعضهم في نهاية المطاف المحاكمة بصفتهم مجرمي حرب».

وقالت «ديلي ستار صنداي» إن متحدثا باسم وزارة الخارجية البريطانية أكد «أن كل الإجراءات لا تزال على الطاولة، وسنتخذ أي خيار من شأنه أن يوقف سفك الدماء». كما كشفت عن مناقشات تجري حاليا حول إقامة منطقة حظر طيران في سوريا على غرار المنطقة التي تم فرضها في العراق، لوقف هجمات النظام السوري.

غير أن نائب قائد الجيش السوري الحر، العقيد مالك الكردي نفى وجود هذا التعاون، وفي حين اعتبر أنه من الطبيعي أن تراقب الاستخبارات الدولية ما يجري على الأرض من عمليات عسكرية، قال لـ«الشرق الأوسط»: «لسنا بحاجة إلى التعاون مع أحد لتصوير تحركات النظام، فنحن على علم بتفاصيل تحركاته من خلال قواتنا وعناصرنا الموجودة في الميدان والمنتشرة في كل المناطق السورية، إضافة إلى التعاون مع المواطنين على الأرض».

كذلك، اعتبر الكردي أن إقامة منطقة حظر جوي لم يعد ينفع اليوم، لافتا إلى أن المفاوضات بهذا الشأن كانت قد بدأت منذ انطلاق الثورة، لكن اليوم أصبح مطلوبا إقامة الحظر الجوي على كامل الأراضي السورية، مطالبا بتدخل عسكري لتنفيذ ضربات جوية وبرية ضد النظام لإيقاف حمام الدم، «بعدما اتخذت المعركة منحى خطيرا لا بد من اتخاذ موقف حاسم بشأنه».

94 قتيلا بسوريا والجيش يقصف مدنا

قال نشطاء الثورة السورية إن 94 شخصا قتلوا أمس في سوريا، 63 منهم مدنيون سقطوا بنيران الأمن السوري. وفي حين واصل الجيش النظامي قصفه لعدد من المدن السورية الثائرة، تواصلت المظاهرات المنادية بإسقاط نظام الأسد الذي يحكم البلاد منذ أكثر من أربعين عاما، أما الجيش السوري الحر فصعّد عملياته ضد القوات النظامية.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد سقط عشرة مدنيين في محافظة حمص، وسبعة في دير الزور، وتسعة في درعا، و19 في ريف دمشق، وثلاثة في حماة، وثمانية في حلب، وخمسة في إدلب، ومدنيان أحدهما في العاصمة دمشق، والآخر في ريف اللاذقية.

وأشار المرصد إلى مقتل ثلاثة منشقين في ريف حمص وريف دمشق ودير الزور، فضلا عن مقتل 28 جنديا نظاميا في ريفيْ دير الزور ودمشق ومحافظة درعا.

وقد واصلت قوات النظام قصف حمص والرستن ومناطق في ريف دمشق وحلب ودرعا.

ووفق الهيئة العامة للثورة السورية، فإن القصف مستمر على حي الخالدية بحمص، في محاولة من الجيش النظامي لاقتحامه وسط مقاومة شرسة من جانب عناصر الجيش الحر.

كما تواصل القصف على دوما وقدسيا ومسرابا وداريا، واقتحمت قوات الأمن المنطقة وسط حركة نزوح واسعة في صفوف السكان هربا من القصف.

وقتلت طفلتان شقيقتان إثر قصف تعرضت له بلدة قلعة المضيق في ريف حماة بوسط البلاد فجر أمس.

نداء استغاثة

وفي درعا جنوبا، قال نشطاء إن وتيرة القصف على بلدة طفس اشتدت أمس، وهو ما دعا السكان إلى توجيه نداء استغاثة من وقوع مجازر بعد اقتحام الجيش النظامي بدباباته للبلدة وإطلاق الرصاص صوب الأهالي بشكل عشوائي.

وفي حلب شمالا، تواصل قوات النظام قصف بلدة الأتارب والقرى المحيطة بالمدفعية والأسلحة الثقيلة بشكل عشوائي.

وفي دمشق شهدت أحياء كفر سوسة والقدم ونهر عيشة والقابون انتشارا أمنيا مكثفا جدا، بالترافق مع حملة دهم واسعة في حي كفر سوسة.

ورغم كل ذلك، أظهرت صور بثها ناشطون على الإنترنت خروج مظاهرات مسائية في مناطق مختلفة من العاصمة دمشق، ردد المتظاهرون فيها هتافات تضامنية مع ريف دمشق الذي يتعرض لحملة عسكرية أمنية راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى، حسب الهيئة العامة للثورة السورية. كما طالب المتظاهرون بالحرية ودعم الجيش الحر وإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.

ومن جهة أخرى، قال الجيش السوري الحر إن عناصره اقتحمت مبنى كان يتمركز فيه الجيش النظامي في قرية عين التنور بحمص، وإنها استولت على معدات حربية خفيفة وثقيلة.

أوباما وبوتين يدعوان لوقف العنف بسوريا

                                            ووفد عربي يتجه إلى روسيا

دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى “وقف فوري” للعنف بسوريا، وإلى تمكين الشعب السوري من تحديد خياراته بشأن من يحكمه. وفي الأثناء يتوجه وفد من جامعة الدول العربية إلى روسيا اليوم للتشاور مع مسؤوليها حول الموضوع السوري. وجددت فرنسا دعوتها إلى إحالة المسؤولين عن الفظائع الجماعية في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وقال أوباما -أثناء اجتماع بين الرئيسين على هامش قمة العشرين في لوس كابوس بالمكسيك- إنه اتفق مع بوتين “على ضرورة وقف العنف”، وإنهما تعهدا بـ”العمل مع لاعبين دوليين آخرين” منهم المبعوث الدولي العربي المشترك إلى سوريا كوفي أنان لإيجاد حل.

ودعا الرئيسان -اللذان أكدا وحدة موقفها- في بيان مشترك إلى “التحرك قدماً باتجاه الانتقال السياسي (في سوريا) إلى نظام سياسي ديمقراطي وتعددي ينشئه السوريون أنفسهم في إطار سيادة سوريا”، كما دعوا إلى “وقف فوري لكل أشكال العنف”.

وفي غضون ذلك، يتوجه وفد من جامعة الدول العربية إلى روسيا اليوم للتشاور مع مسؤوليها حول تطورات الأوضاع في سوريا، والتحضير للدورة الأولى الوزارية للمنتدى العربي الروسي التي ستعقد في موسكو نهاية العام الحالي، ويشارك فيها وزير خارجية روسيا ووزراء خارجية الترويكا العربية (قطر والعراق وليبيا) والأمين العام للجامعة العربية.

وقال أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية -الذي يرأس الوفد- إنه “سيتم إجراء مشاورات مع المسؤولين في روسيا حول تطورات الأوضاع في سوريا والمساعي المبذولة حاليا لمعالجة الأزمة في سوريا”.

ومن جهة أخرى، كشف طلال الأمين مستشار الأمين العام للجامعة العربية -الذي شارك في اللقاء التشاوري للمعارضة السورية الأخير في إسطنبول التركية- عن اجتماع جديد لأطياف المعارضة السورية تستضيفه الجامعة العربية يوميْ 2 و3 يوليو/تموز المقبل في القاهرة تحت رعاية الأمين العام لبحث توحيد موقف المعارضة السورية.

وفي سياق متصل بالمساعي لتوحيدها، أعلن متحدث باسم الاتحاد الأوروبي الاثنين عقد اجتماع للمعارضة السورية في بروكسل نهاية الأسبوع برعاية الاتحاد، “بهدف السعي لتوحيد صفوف معارضي نظام الرئيس السوري”.

وتشارك مجموعات المعارضة الرئيسية في الاجتماع، بما فيها المجلس الوطني السوري وهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي والمنتدى الديمقراطي، بحسب المتحدث.

وقال مايكل مان المتحدث باسم مفوضة الشؤون الخارجية والأمنية للاتحاد، إن الاجتماع -الذي سيحضره ممثل عن الجامعة العربية- سيتلقى دعما ماليا من الاتحاد الأوروبي.

وفي هذه الأثناء، جددت فرنسا دعوتها إلى إحالة المسؤولين عن الفظائع الجماعية في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وقال المندوب المساعد لفرنسا لدى الأمم المتحدة بجنيف جاك بيليه -في الجلسة العشرين لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان- إن فرنسا تشارك المفوضة الأممية العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي قلقها في ما يخص الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في سوريا والتي أدت إلى أكثر من 13 ألف قتيل حتى الآن.

وأضاف أن الأشخاص المسؤولين عن الفظائع الجماعية يجب أن يعرفوا أنهم سيحاسبون أمام المحكمة الجنائية الدولية.

ودعت بيلاي -أمام المجلس في وقت سابق الاثنين- إلى بذل أقصى الجهود لضمان محاسبة المسؤولين عن مهاجمة مراقبين تابعين للأمم المتحدة في سوريا.

أوباما وبوتين متفقان على “وقف فوري للعنف” في سوريا

رئيس بعثة المراقبين الدوليين يقدم تقريره اليوم إلى مجلس الأمن

العربية.نت

دعا الرئيسان الأمريكي والروسي إلى “وقف فوري” للعنف في سوريا، وأوضح بوتين إثر لقائه أوباما في لوس كابس بالمكسيك على هامش قمة دول مجموعة العشرين، أنه وأوباما سيواصلان مباحثاتهما، وأنهما تعهدا بالتعاون مع أطراف دولية أخرى لإيجاد حل للأزمة السورية.

كما أعلن أنه توصل إلى “نقاط تفاهم عدة” مع نظيره الأمريكي باراك أوباما حول كيفية معالجة الأزمة السورية.

من جهته قال أوباما إنه اتفق مع بوتين على ضرورة العمل مع جميع الأطراف المعنية بالأزمة السورية من أجل منع وقوع حرب أهلية والتوصل الى تسوية سياسية.

وأضاف “لقد بحثنا الوضع في سوريا, واتفقنا على ضرورة تراجع العنف هناك, وإيجاد عملية سياسية لمنع حدوث حرب أهلية وأعمال قتل مروعة كتلك التي شهدناها في الأسابيع الماضية، وتعهدنا بالعمل مع أطراف دولية أخرى بضمنهم الأمم المتحدة وكوفي عنان وجميع الأطراف المعنية من أجل التوصل الى حل لهذه المشكلة”.

مود يقدم تقريره اليوم إلى مجلس الأمن

إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن الجنرال روبرت مود رئيس بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا سيتحدث إلى مجلس الأمن الدولي اليوم الثلاثاء.

وقال الناطق باسم الوزارة برنار فاليرو إن مود سيتحدث لمجلس الأمن بعد تعليق مهمة المراقبين حيث سيدرس المجلس النتائج التي يجب استخلاصها. وذكر فاليرو أن فرنسا التي تشغل مقعدا دائما في مجلس الأمن تطلب أن تصبح خطة موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان ملزمة بقرار تحت الفصل السابع الذي ينص على عقوبات وإمكانية اللجوء الى القوة.

هذا ويتوجه وفد من الجامعة العربية الى موسكو في وقت لاحق الثلاثاء للتشاور حول تطورات الأوضاع في سوريا. وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، دعا الى نشر قوة لحفظ السلام في سوريا لفرض وقف لإطلاق النار، كما حث الولايات المتحدة وروسيا خلال زيارة لقبرص على إيجاد أرضية مشتركة بشأن السبل الضرورية لإنهاء العنف في سوريا.

وقال العربي “عندما يكون هناك طرفان يقتتلان لا يجب أن نكتفي بإرسال بعثة للمراقبة وحسب، بل نحتاج لمن يستطيع تثبيت وقف إطلاق النار. وأضاف أعتقد أن لديكم خبرة كما أننا في مصر لنا خبرة في ذلك من خلال بعثة حفظ السلام في سيناء عام ستة وخمسين.

وإذ أكد أن ما يجري في سوريا شأن داخلي، شدد على أن حله يتطلب دعما خارجيا، لافتاً إلى أن العلاقات بين روسيا وقبرص قد تساعد إلا أن الاجتماع بين الولايات المتحدة وروسيا في المكسيك سيكون الحدث الأبرز في هذا الصدد.

مناورة إيرانية روسية صينية مشتركة على أراضي سوريا

بكين حصلت على موافقة مصر لعبور قطعها البحرية المشاركة في المناورة عبر قناة السويس

دبي – سعود الزاهد

أعلنت وكالة فارس للأنباء شبه الرسمية القريبة من الحرس الثوري الاثنين قيام كل من إيران وروسيا والصين وسوريا بمناورة عسكرية مشتركة قوامها 90 ألف جندي، على أن تتم على الأراضي السورية بعد شهر من الآن.

ونسبت الوكالة الإيرانية التي وصفت المناورة بالأكبر في الشرق الأوسط، الخبر إلى مصادرها، مؤكدة أن المناورة ستتم بعد تصفية الأراضي السورية من المحتجين.

وتفيد الوكالة الإيرانية أن المصادر الرسمية لم تؤكد النبأ بعد إلا أن مصدرا رسميا سوريا رفض الكشف عن هويته سبق أن أعلن قبل أسبوعين أن الأراضي السورية ستشهد مناورة عسكرية مشتركة، بحضور قوات إيرانية وروسية وصينية إلى جانب القوات السورية قريبا.

وأضافت “فارس” نقلاً عن مصادرها أن الإجراءات التحضيرية لهذه المناورة تتمم بسرعة على أن تكون الأكبر في الشرق الأوسط على الإطلاق.

الصين تحصل على موافقة مصر

وتقول الوكالة الإيرانية إن المناورة ستضم وحدات برية وبحرية وجوية وصاروخية ودفاعات جوية، وحصلت الصين على موافقة مصر لعبور قطعها البحرية وعددها 12، قناة السويس للمشاركة في المناورة وستصل هذه القطع التي تشمل وحدات بحرية وجوية بعد أسبوعين ميناءي اللاذقية وطرطوس.

وتزامناً مع ذلك ستصل فرقاطات ذرية وحاملات طائرات وغواصات روسية وقطع بحرية إيرانية إلى المياه الإقليمية السورية.

وأضافت وكالة فارس من المقرر أن تشارك الوحدات الصاروخية السورية أرض بحر وأرض جو في هذه المناورة، التي من المقرر أن يشارك فيها 90 ألف جندي و400 طائرة و1000 دبابة ومئات الصواريخ من الوحدات العسكرية المختلفة للبلدان الأربعة.

وشددت “فارس” الإيرانية نقلاً عن مصدرها على أن المناورة ستنفذ بعد القضاء على الاحتجاجات المستمرة ضد الرئيس السوري بشار الأسد منذ 15 شهرا.

يذكر أن روسيا والصين وإيران تشكل أهم حلفاء النظام السوري، حيث استخدمت كل من روسيا والصين حق النقض مرتين في مجلس الأمن الدولي لمنع صدور قرارات دولية ضد الأسد.

وتتهم المعارضة السورية النظام في طهران بدعم نظام الحكم في سوريا بالعتاد والمعدات، بغية قمع الثورة التي تهدد الرئيس السوري بشار الأسد.

أقمار صناعية أمريكية وبريطانية تساعد ثوار سوريا

موسكو ترسل سفينتين لضمان أمن مواطنيها في سوريا والمعارضة تشكك

العربية.نت

كشفت صحيفة “ديلي ستار صندي” أن أقماراً صناعية بريطانية وأمريكية تلتقط صوراً لتحركات قوات النظام السوري وتمررها لقادة المعارضة من خلال جهاز الأمن الخارجي البريطاني (أم آي 6) ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه).

وذكرت الصحيفة البريطانية أن تلك المعلومات ساعدت قوات المعارضة على إجلاء المدنيين من المستشفيات وغيرها من الأهداف قبل تعرضها لهجوم من القوات الحكومية، في إطار عملية قرصنة على تحركات القوات السورية بواسطة أقمار صناعية متطورة قادرة على التعرف إلى القادة والقوات من خلال الاتصالات.

من جهة أخرى أكدت البحرية الروسية رسمياً ما نقلته وسائل إعلام روسية بشأن استعداد موسكو لإرسال مشاة بحرية إلى منشأتها العسكرية في ميناء طرطوس.

وقال المتحدث باسم البحرية الروسية إن موسكو سترسل السفينيتن الحربيتيين نيكولاي فلتشنكوف وتسيزار كونيكوف وعلى متنهما عدد كبير لم تحدده من الجنود لمهام تتعلق بمصالح الدولة، وإن ذلك سيتم خلال أيام، أما الموعد الدقيق لإرسال السفن فقال المتحدث إنه مرتبط بتطورات الوضع في سوريا.

وبحسب ما نقلت وسائل الإعلام الروسية فإن مهمة الجنود ستكون ضمان أمن المواطنين الروس وإجلاء قسم من المعدات في قاعدة طرطوس إذا دعت الحاجة إلى ذلك، غير أن محللين روساً و المعارضة السورية في موسكو يقولوان إن الأمر يتعدى ذلك.

ولا تنكر روسيا تعاونها العسكري مع دمشق، وحسب تقديرات محللين روس فإن التعاون بين البلدين تضاعف أربع مرات منذ بدء الثورة في سوريا، حيث تقوم موسكو بإمداد سوريا بالأسلحة وتقوم بتدريب العسكريين السوريين، حيث استقبلت موسكو ستين ضابطاً سورياً قبل نحو ثلاثة أشهر لتدريبهم.

إيقاف سفينة مروحيات روسية إلى سوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

ألغت شركة تأمين بريطانية تأمين سفينة شحن روسية بسبب معلومات مفادها أنها كانت تنقل مروحيات هجومية إلى سوريا، في انتهاك للحظر الراهن على الأسلحة الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي ضد سوريا.

وتوقفت سفينة “أم.في.آلايد” التي تملكها حسب صحيفة “دايلي تلغراف” شركة فيمكو الروسية والقادمة من مرفأ كاليننغراد الروسي، في البلطيق قبالة سواحل أسكتلندا، بعد ابلاغها بسحب شركة التأمين “ستاندارد كلاب” البريطانية لبوليصة التأمين.

وقالت شركة التأمين في بيان تلقت فرانس برس نسخة عنه “لقد أبلغنا بأن السفينة كانت تنقل ذخائر إلى سوريا”، مضيفة أنها أخطرت “الشركة المالكة للسفينة بأن تأمينها ينتهي بمفعول فوري بسبب طبيعة الحمولة”.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين بريطانيين قولهم إنهم ألغوا شركة التأمين بأن تأمين الشحنة التي تنقلها السفينة سينتهك العقوبات المفروضة من قبل الاتحاد الأوروبي، والتي تحظر تسليم أسلحة إلى سوريا، حيث أوقع العنف خلال عام أكثر من 14 ألف قتيل، حسب منظمات غير حكومية.

وأبلغت الولايات المتحدة الأميركية الأسبوع الماضي الحكومة البريطانية بأن السفينة الروسية مؤمنة من قبل شركة بريطانية، حسب صحيفة “صنداي تلغراف”.

وقد تكون السفينة تنقل مروحيات “أم.إي-25” روسية الصنع، تم بيعها لسوريا في عهد الاتحاد السوفياتي، وارسلتها دمشق إلى روسيا لتحديثها.

وقالت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، إن “مثل هذه المروحيات تستخدم في قمع حركة الاحتجاج في سوريا”، وأعربت واشنطن في 12 من الجاري عن قلقها من نقل هذه الأسلحة إلى سوريا.

وتؤكد روسيا أنها لن تسلم أي طائرة جديدة لسوريا، وأن الأمر يتعلق باصلاح مروحيات بيعت لدمشق منذ زمن بعيد.

وفي موسكو، أعلن، الاثنين، ابحار سفينتي حرب روسيتين إلى قاعدة طرطوس على الساحل السوري.

94 قتيلا بسوريا عشية تقرير مود

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أسفرت أعمال العنف في سوريا عن مقتل 94 شخصا الاثنين عشية استماع مجلس الأمن الدولي إلى رئيس بعثة المراقبين الدوليين روبرت مود حول أسباب تعليق عمل بعثته، في حين قال الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتن إنهما توافقا على “نقاط مشتركة” بشأن سوريا.

ودعا أوباما وبوتن، الاثنين، إلى وقف فوري للعنف في سوريا إثر أول لقاء بينهما على هامش قمة مجموعة العشرين بالمكسيك، وذلك بعيد اتهام مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة القوات السورية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

وعشية استماع مجلس الأمن الدولي إلى رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا روبرت مود حول أسباب تعليق عمل البعثة، تواصلت أعمال العنف والمواجهات في هذا البلد حاصدة 94  قتيلا بينهم 63 مدنيا وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال أوباما وبوتن في بيان مشترك أصدراه في ختام اجتماعهما في لوس كابوس بالمكسيك على هامش قمة مجموعة العشرين “بهدف وضع حد لإراقة الدماء في سوريا، ندعو إلى وقف فوري للعنف”، مؤكدين وحدة موقفهما لجهة وجوب أن يتمكن الشعب السوري من اختيار مستقبله في شكل مستقل وديموقراطي.

وقال الرئيس الروسي في مؤتمر صحافي مشترك مع أوباما  “في رأيي أننا توصلنا إلى نقاط تفاهم عدة حول الموضوع السوري.”

وكانت المفوضة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي اتهمت في كلمة أمام مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة دمشق بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وطلبت محاكمة المسؤولين عن أعمال العنف في سوريا بما فيها تلك التي استهدفت المراقبين الدوليين.

وقالت بيلاي “على الحكومة السورية أن تتوقف فورا عن استخدام الأسلحة الثقيلة وقصف المناطق السكنية لأن مثل هذه الأفعال تشكل جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب أخرى ممكنة”.

وفي السياق نفسه دعا الممثل الدائم المساعد لفرنسا لدى الأمم المتحدة في جنيف جاك بيليه إلى إحالة المسؤولين من النظام عن العنف في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وأضاف موجها كلامه إلى بيلاي “في هذا الصدد، تدعم فرنسا دعوتكم للاحتكام إلى المحكمة الجنائية الدولية من جانب مجلس الأمن الدولي”.

وكان مراقبو الأمم المتحدة علقوا السبت مهمتهم في سوريا بسبب “التصعيد في أعمال العنف”.

ويتوجه وفد من الجامعة العربية إلى موسكو الثلاثاء للتشاور حول تطورات الأوضاع في سوريا، بحسب ما أعلن الاثنين مسؤول كبير في الجامعة.

ميدانيا، تواصلت أعمال العنف حاصدة94  قتيلا بينهم63  مدنيا في مختلف أنحاء سوريا بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأفاد المرصد في بيان أن 10 مدنيين قتلوا في محافظة حمص فيما قتل سبعة مدنيين في دير الزور وتسعة في درعا و19 في ريف دمشق ومدني واحد في العاصمة دمشق وثلاثة مدنيين في حماة وثمانية في حلب وخمسة في إدلب ومدني واحد في ريف اللاذقية.

ولفت المرصد إلى مقتل 3 منشقين في ريف حمص وريف دمشق ودير الزور، فضلا عن مقتل 28  جنديا نظاميا في ريفي دير الزور ودمشق ومحافظة درعا.

التجارة بين العراق وسوريا تهوي للخمس

حركة الشاحنات عند الحدةد العراقية السورية

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قدّر نائب محافظ المصرف المركزي العراقي، مظهر محمد صالح، أن حجم التبادل التجاري بين العراق وسوريا انخفض إلى ما دون 700 مليون دولار سنوياً، بعدما كان يفوق أربعة بلايين دولار، ليصل إلى نحو 17.5 في المئة، بسبب انعدام الاستقرار السياسي والأمني في سوريا.

وتعتمد الأسواق العراقية في السنوات الأخيرة بنسبة 60 في المئة من احتياجاتها الأساسية على المنتجات السورية.

وقال المسؤول في رابطة التجار العراقيين حسن الدهلكي لصحيفة “الحياة” اللندنية أن “البضائع السورية تمتاز بخصوصية تتمثل بأنها تؤمن احتياجات لا يمكن تأمينها من دول أخرى بسعر معقول، مثل المناديل الورقية والقرطاسية والتوابل والمواد الأولية لبعض الصناعات والبقوليات والخضار والفواكه والمصنوعات التحويلية، خصوصاً المنتجات القطنية ومواد التنظيف المختلفة والمعلبات”.

وأضاف الدهلكي أن غالبية التجار العراقيين المتعاملين مع دول أوروبية لتوريد مواد بناء وحديد تسليح كانوا ينقلونها عبر الموانئ السورية لأنها الأقرب، وتحولوا إلى الموانئ التركية والأردنية. وتابع أن التجار بدأوا يتحولون إلى البضاعة التركية، على رغم أنها أغلى ثمناً من السورية، وكذلك الصينية. ولفت إلى أن العديد من أصحاب رؤوس الأموال العراقيين الموجودين في سورية، خصوصاً منطقة حلب الصناعية والتجارية، عادوا إلى العراق بعد تعرض أعمالهم لتهديدات.

وأشار المحلل الاقتصادي عباس الغالبي إلى أن التبادل التجاري بين البلدين وصل في العام الماضي إلى خمسة بلايين دولار، لافتاً إلى أن دول الجوار العراقية انتبهت إلى الفراغ الذي تركه غياب البضائع السورية وسارعت إلى تأمين البضائع للسوق العراقية.

ولفت إلى أن حجم التبادل في البلدين للقطاع الخاص تجاوز ثلاثة بلايين دولار العام الماضي، وتوقع أن ينخفض نهاية العام الجاري إلى أقل من 700 مليون دولار، مقتصراً على الخضار والفواكه.

وحول عودة رجال الأعمال العراقيين المقيمين في سوريا، أوضح أن حجم رؤوس الأموال العراقية أكبر في الأردن منه في سوريا، حيث بدأت الاستثمارات العراقية في الوصول عام 2003.

الفاتيكان: مدنيو حمص المحاصرون يجازفون بالموت جوعا

الفاتيكان (19 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

أطلق المدنيون المحاصرون في حمص نداء جاء فيه “انقذونا فنحن جائعون”، مطالبين بتدخل المنظمات الإنسانية

هذا ويزداد الوضع سوءا على نحو كبير لما يقارب ثمانمائة مدني (نصفهم من المسلمين السنّة والنصف الآخر مسيحيين) المحاصرين وسط مدينة حمص، يعيشون في حالة من الذعر في خضم القصف والقتال، كانوا قد طالبوا الجمعة الماضية طرفي النزاع في المدينة بإخلاء سبيلهم

ونقلت مصادر محلية لوكالة أنباء (فيدس) الفاتيكانية من اللجنة التي تتفاوض مع الجيش والمتمردين من أجل ضمان حرية وسلامة المدنيين، أن “العائلات المحاصرة ليس لديها طعام، ولم تصل أية إمدادات منذ عدة أيام، وخطر الموت جوعا يهدد الجميع”، فضلا عن “عدم وجود أدوية، وهناك مسنّون وأطفال في حالة صحية حرجة، ويلزم تدخلا إنسانيا عاجلا” حسب قولها

ووفقا للمصادر ذاتها فقد “قال المتمردون المتحصنون في المدينة بأنهم قد يسمحون باخلاء سبيل المدنيين في المساء بعد الساعة التاسعة”، لكن “عند تلك الساعة ومع حلول الظلام، يبدأ حظر التجوال بالنسبة للمدنيين، وإن خرجوا الى الشارع فسيُقتلون بسهولة في تبادل اطلاق النار، لذلك لا أحد منهم سيتحرك” وفق تأكيدها

وأضافت الوكالة الفاتيكانية أنه “في الوقت الذي أعلن فيه المراقبون الأمميون أنهم سيغادرون البلاد”، فإن “لجنة التفاوض المتألفة من علمانيين ورجال دين وقادة من المجتمع المدني، تدعو على الأقل إلى وقف اطلاق النار لبضع ساعات للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى حمص”، لكن “حتى الآن لم يقبل بهذا أي من الطرفين المتنازعين”، وخلص مصدر (فيدس) بالقول “علينا أن نضمن أيضا أنه إن تم منح هذه المساعدات، كما نأمل جميعا، أن تصل إلى الأسر المحتاجة بالفعل وألا تُصادَر” على حد تعبيره

الحكومة السورية: مستعدون لإخراج المدنيين المحاصرين في حمص دون قيد أو شرط

أبدت الحكومة السورية استعدادها لإخراج المدنيين المحاصرين داخل مدينة حمص دون قيد أو شرط، ومن أي ممر يؤدى لإنقاذهم.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية قوله إن المدنيين في حمص “محتجزون لدى المجموعات المسلحة”.

وطالب المسؤول “كل الأطراف القادرة على الضغط على هذه المجموعات المسلحة لالزامها عدم التعرض للمدنيين الأبرياء وتسهيل خروجهم من المناطق التي يوجدون فيها”.

وتعهد المسؤول بأن تقدم الحكومة كل الإحتياجات الأساسية اللازمة كي يعيش هؤلاء المواطنون بكرامة وعزة والعمل على إعادتهم إلى المناطق التي أجبروا على الخروج منها.”

وكان الجنرال روبرت مود رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا قد طالب الأحد الأطراف المتحاربة بالسماح بإجلاء النساء والأطفال والمرضى الذين يهدد القتال حياتهم في حمص وغيرها من مناطق القتال.

ويقول النشطاء إن نحو 1000 أسرة محاصرة بسبب هجمات قوات الجيش النظامي السوري على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة في حمص، الواقعة وسط سوريا.

“جاهزية كاملة”

وفي موسكو، قالت وكالة أنباء انترفاكس الروسية الثلاثاء إن السفينة البرمائية “كالننجراد” سوف ترسل إلى سوريا خلال الايام المقبلة.

وقال مصدر في أسطول البلطيق الروسي للوكالة إن السفينة سوف ترسو في ميناء طرطوس السوري الذي تحتفظ فيه روسيا بقاعدة بحرية.

وأضاف المصدر أن قوات المارينز على متن السفينة سوف “يكونون على أهبة الاستعداد لأداء مهمتهم”.

وكانت انترفاكس قد نقلت الاثنين عن مصدر في مقر قيادة البحرية الروسية قوله إن موسكو سوف ترسل سفينتين هجوميتين برمائيتين إلى سوريا لتوفير الحماية للعاملين في القاعدة الروسية فيها.

BBC © 2012

رئيس بعثة مراقبي الامم المتحدة في سوريا يطلع مجلس الامن بعد 3 أيام من تعليق بعثته

الامم المتحدة (رويترز) – يقدم الجنرال روبرت مود رئيس بعثة الامم المتحدة للمراقبة في سوريا تقريرا الى مجلس الامن الدولي في نيويورك يوم الثلاثاء بعد ثلاثة ايام من تعليق عمليات البعثة بسبب المخاوف الامنية.

وقال مود يوم الاحد انه قلق على المدنيين المحصورين في مدينة حمس في وسط سوريا -مركز الانتفاضة ضد الرئيس بشار الاسد- والتي يقول سكانها انهم يتعرضون لوابل من القصف بقذائف المورتر والصواريخ بشكل شبه يومي منذ اوائل يونيو حزيران.

واتفق الرئيس الامريكي باراك اوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم الاثنين على انه يتعين وقف العنف في سوريا لكن لم يصدر عنهما أي اشارة الي الاتفاق على كيفية تحقيق ذلك.

وقال نشطاء إن 79 شخصا على الاقل قتلوا في العنف الذي تصاعد منذ ان اعلن المراقبون الدوليون تعليق مهمتهم يوم السبت الماضي.

وقال اوباما عقب اجتماعه مع بوتين على هامش قمة مجموعة العشرين في منتجع لوس كابوس في المكسيك “اتفقنا على اننا نحتاج الى ان نرى وقفا للعنف وانه يجب إيجاد عملية سياسية لمنع حرب اهلية.”

وقال بوتين “من وجهة نظري فاننا وجدنا نقاطا كثيرة مشتركة بشان هذه المسألة” مضيفا ان الجانبين سيواصلان مناقشاتهما.

وقال اوباما انهما تعهدا “بالعمل مع فاعلين دوليين اخرين” بمن فيهم كوفي عنان المبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية لايجاد حل.

وافادت تقارير بوقوع قصف عنيف بالمدفعية في دوما وهي بلدة تقع على بعد 15 كيلومترا خارج العاصمة السورية دمشق يسيطر مقاتلو المعارضة على بعض اجزائها منذ اسابيع.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن 51 من المدنيين ومقاتلي المعارضة قتلوا في اشتباكات في انحاء متفرقة في سوريا يوم الاثنين من بينهم سبعة سقطوا في دوما.

واضاف المرصد -الذي يوجد مقره في بريطانيا وله شبكة نشطاء في ارجاء سوريا- أن 28 من افراد قوات الامن قتلوا ايضا في اشتباكات مع مقاتلين للمعارضة في دير الزور ودمشق ودرعا.

ولم تكتف قوات الاسد في الاسابيع القليلة الماضية باستخدام المدفعية بل استخدمت ايضا طائرات الهليكوبتر الحربية ضد مقاتلي المعارضة في مناطق مدنية.

(اعداد وجدي الالفي للنشرة العربية)

الشبيحة.. منفّـــذو مجازر سورية الجماعية

يحصلون على مرتبات خيالية علاوة على حـــــــــــــــــــــصيلة النهب المباح

    ترجمة: عوض خيري عن «صنداي تايمز»

الشبيحة هم الفاعل الخفي في المعادلة السورية

. أ.ف.ب

وقف (أبوجعفر)، بجسمه الضخم الموشوم، ورأسه الحليق، ولحيته الكبيرة، متحدثا عن عالم الشبيحة، (أبوجعفر)، والذي يبلغ من العمر 38 عاما، يحب رياضة رفع الأثقال، في إحدى صالات «الجيم» في اللاذقية، قبل أن يذهب للسهر في أحد أنديتها الليلية، عمل واحداً من رجال «مافيا المليشيات»، حيث كان يهرب البضائع والمخدرات والأسلحة بين سورية ولبنان، إبان الحرب الأهلية، بأمر من عائلة الرئيس السوري بشار الأسد، الممتدة والمنتشرة حول اللاذقية.

وعندما يستدعيه معلمه لإحدى تلك المهام، يترك في الحال زوجته وأطفاله، ويتخلى عن شرب الخمر المحلية المسماة بالعرق، ويقول «إذا تلقيت اتصالا من معلمي، يتغير برنامجي اليومي بالكامل».

ويضيف «لا أعلم متى أعود إلى بيتي مرة أخرى». ويحمل في رحلته تلك سلاحه الكلاشينكوف والقنابل اليدوية ومسدسه، ويقول إن الحكومة قدمتها إليه، وينضم (أبوجعفر) إلى مجموعة مكونة من 100 شبيح، وهي مجموعة تنتمي إلى الطائفة العلوية، والمسؤولة عن أسوأ أنواع الانتهاكات التي عرفتها البلاد، والتي تدفع سورية إلى حافة الحرب الأهلية.

وفي مقابلة مع مراسل «الصنداي تايمز»، في اللاذقية، قدم (أبوجعفر) معلومات عن عالم الشبيحة الغامض، والذي هو عبارة عن عالم حافل بخليط من التلقين الديني، وانفصام الشخصية الطائفية، وجرائم المافيا. ويدعي المتظاهرون الساعين إلى إطاحة الأسد، أن الشبيحة مسؤولون عن مجزرتين، حدثتا في أقل من أسبوعين، راح ضحيتهما أكثر من 200 مدني، تعرضوا للموت بدم بارد، أكثرهم من النساء والأطفال، ويلقي النظام السوري باللوم «على الإرهابيين». وتسببت مجزرة الحولة، التي راح ضحيتها أكثر من 100 مدني، ومجزرة قبير بمحافظة حماة، حيث لقي أكثر من 78 مدنيا مصرعهم، في إثارة الرأي العام العالمي، ورفع مسؤولون أميركيون سقف التوقعات إلى العمل العسكري. وتقول بعض التقارير إن الجيش اصطحب معه الشبيحة، إلى مسرحي هاتين المذبحتين.

ومثله مثل الكثير من أبناء الطائفة العلوية، التي يقدر عددها بما يصل إلى 2.5 مليون نسمة (تمثل 12٪ من عدد السكان)، يقول (أبوجعفر)، إنه نشا في الفقر، «قصتي مثل قصص جميع الشبيحة، فقد ولدت في قرية صغيرة، ولم أكمل دراستي في المدرسة، وبدلا من ذلك ذهبت للعمل مع والدي، في مزرعة الليمون التي يملكها».

تم تجنيده في الأمن السوري، خلال خدمته العسكرية، حيث يعمل ضباط الجيش مع الشبيحة، في التهريب الذي أقره النظام. ويقول (أبوجعفر)، كنت أكبر من زملائي الآخرين، لهذا تم تعييني حارسا شخصيا لأحد كبار الضباط، وبعد انتهاء خدمته العسكرية، طلب مني أن أكون معاونا له في التعامل مع بعض المهربين العلويين». وخلال ثمانيات وتسعينات القرن الماضي، عاش (أبوجعفر)، ومجموعته عيشا رغيدا، فقد كانوا يهربون الطعام والسجائر والبضائع من اللاذقية إلى لبنان بأرباح خيالية، في الوقت الذي كانوا يستخدمون فيه السيارات الفارهة والأسلحة النارية والمخدرات، داخل بلاد يشبه نظامها الاقتصادي النمط السوفييتي، الذي أقامه الرئيس السابق حافظ الأسد. يقول المؤرخ المنشق، يسن الحاج صالح؛ عرفوا بالوحشية والإخلاص الأعمى لقادتهم، ويضيف «لا يستطيع أحد أن يمس الشبيحة، أو جلبهم أمام المحاكم». وينبع ذلك من الصلة الوثيقة بين الشبيحة وأسرة الأسد، ففي مايو من العام الماضي، فرض الاتحاد الأوربي عقوبات على أبناء عمومة الأسد فواز والمنذر، بوصفهم من الشبيحة الذين نكلوا بالمدنيين. وفي منتصف تسعينات القرن الماضي، بدأ الشبيحة يفلتون من السيطرة، حيث أمر الأسد الأب أكبر أبنائه، باسل الأسد بالسيطرة عليهم، إلا أن باسل مات في حادث سير، قبل إكماله تلك المهمة، وكان من المفترض أن يخلف أباه على حكم البلاد، فحل محله الرئيس الحالي بشار الأسد. ترك (أبوجعفر) مجموعته، وذهب ليفتح متجرا للمشروبات الكحولية في اللاذقية، ويقول «يونيو الماضي طلب مني أصدقائي من الشبيحة، أن أعود للعمل معهم، للدفاع عن الرئيس الأسد وعائلته».

وعلى الفور ارتفع دخل (أبوجعفر)، المقدر بـ1000 ليرة سورية في اليوم، مقابل عمله مع الشبيحة، إلى راتب شهري ثابت يساوي ستة أضعاف ذلك المبلغ، يقول «بدأنا بمواجهة المحتجين، لكن عندما لجأت المعارضة إلى السلاح اضطررنا إلى مهاجمتهم في قراهم». ويضيف قائلا «إضافة الى مرتباتنا، فإننا نأخذ ما نستطيع أخذه من أشياء، خلال هجومنا، مثل أجهزة التلفزيون والفيديو والإلكترونيات».

(أبوأحمد)، أحد سكان الحولة، أخبر «صنداي تايمز» بأن «جميع العائلات تعرضت للذبح في قرية قريبة من هنا، وتعرض الأطفال والنساء لإطلاق النار من مدى قريب، أو تعرضوا للذبح بالمديّ على أيدي الشبيحة». ويردد (أبوجعفر) ادعاءات النظام نفسها، بأن المعارضة المسلحة تتلقى السلاح والدعم من قطر والمملكة العربية السعودية، ويضيف «نتلقى الأموال والأسلحة من حكومتنا، لمقاتلة المتطرفين الذين يجبرون زوجتي وبناتي على ارتداء الخمار، وإغلاق جميع متاجر الخمور».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى