أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء، 19 شباط 2013

لجنة دولية تتهم ضباطاً سوريين ومعارضين بـ «جرائم حرب»

نيويورك – راغدة درغام

بيروت، بروكسل، موسكو – ا ف ب، رويترز – أكدت لجنة تحقيق دولية تابعة لمجلس حقوق الانسان أنها ستقدم الشهر المقبل «قائمة سرية بأسماء الأفراد والوحدات الذين يعتقد أنهم مسؤولون عن الجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في سورية وعن انتهاكات القانون الدولي الإنساني والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان». واشارت الى أن «القادة العسكريين (في الجيش السوري) أعطوا أوامر باستهداف المدنيين مباشرة». كما أكدت ارتكاب المجموعات المسلحة المعارضة جرائم حرب وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. ونقلت عن «جهات مطلعة أن القوات الحكومية الجوية استهدفت مناطق مدنية اعتبرت أنها تدعم المعارضة»، مشددة على أن «تأكد هذه الروايات يجعل كل فرد من الذين يأمرون بالهجوم على المدنيين مسؤولاً جنائياً عن جريمة حرب».

وجددت لجنة التحقيق الدولية دعوة مجلس الأمن الى إحالة الوضع في سورية على المحكمة الجنائية الدولية، وأعربت عن القلق البالغ من «منحى التطرف الذي بات يميز النزاع بسبب تزايد المقاتلين الأجانب وانتشار الأسلحة وتعدد أنواعها فيما المدنيون هم أشد الفئات معاناة». ودعت الحكومة السورية الى «المشاركة في عملية السلام والمساعدة في دفعها» استناداً الى إعلان جنيف، و»التقيد بأحكام القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني» و»منح المجتمع الدولي إمكانية الوصول الى المناطق المتأثرة لتقديم المساعدة الإنسانية». كما دعتها الى «التقيد باعتبار الهجمات العشوائية على السكان محظورة». وحضت الجماعات المسلحة المعارضة على «وقف الهجمات العشوائية على السكان المدنيين والانفصال عن المقاتلين الأجانب لا سيما العناصر المتطرفة التي لا تمتثل للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني».

ودعت اللجنة مجلس الأمن الى دعم توصياتها واتخاذ الإجراءات المناسبة في ضوء الجرائم التي ارتكبتها القوات الحكومية والجماعات المعارضة والالتزام بحقوق الإنسان وسيادة القانون عن طريق إحالة الجناة الى العدالة وربما الى المحكمة الجنائية الدولية.

واستند تقرير لجنة التحقيق الى 445 مقابلة وجاء بنتيجته إن القوات الحكومية والميليشيات التابعة لها ارتكبت جرائم ضد الإنسانية منها «القتل العمد والتعذيب والاغتصاب والإخفاء القسري وجرائم حرب وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان شملت التوقيف التعسفي والهجمات غير المشروعة ونهب الممتلكات وتدميرها». واتهم الجماعات المعارضة بارتكاب جرائم حرب شملت القتل والتعذيب وأخذ الرهائن وتعريض المدنيين للخطر بوضع الأهداف العسكرية في المناطق المدنية. كما اتهمها «بارتكاب جرائم حرب من خلال الهجوم على المناطق المدنية»، لكنها أوضحت أن «انتهاكات الجماعات المسلحة لم تبلغ الحد الذي بلغته الانتهاكات المرتكبة على أيدي القوات الحكومية والميليشيات التابعة لها».

وأيدت بريطانيا التي تقود جهود جمع الأدلة عن ارتكاب جرائم دولية في سورية توصية التقرير بإحالة الوضع في سورية على المحكمة الجنائية الدولية. ووزعت البعثة البريطانية في الأمم المتحدة بياناً صادراً عن وزير الخارجية وليام هيغ أكد فيه «بقاء بلاده في طليعة الجهود الدولية للتأكد من إجراء المحاسبة على هذه الجرائم».

في موازاة ذلك، قرر وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في اجتماعهم امس في بروكسيل تمديد العقوبات على النظام السوري لمدة ثلاثة اشهر اخرى، ويشمل الحظر ارسال السلاح الى سورية، لكن الوزراء وافقوا على تعديلات على هذا الحظر تسمح بتزويد المعارضة باسلحة «غير مميتة» وبمساعدات تقنية كما فتحوا الباب لتأمين وسائل اكبر لحماية المدنيين. ويمثل هذا القرار تسوية بين عدد من الدول، على رأسها بريطانيا التي كانت تريد تسهيل دعم المعارضة بالسلاح، ودول اخرى تتخوف من زيادة تسليح المعارضة وتفاقم النزاع في سورية. ورحب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بـ «التسوية»، وقال انها ستتيح «الذهاب الى ابعد من ذلك» في غضون ثلاثة اشهر.

على الصعيد الميداني، حققت المعارضة تقدماً امس في حلب اذ استولى المقاتلون على حاجز عسكري على طريق المطار الدولي، وهو ما اعتبر خطوة مهمة على طريق السيطرة على هذا المطار وعلى مطار النيرب العسكري القريب. كما وقعت اشتباكات في محيط مطار كويرس العسكري قرب مدينة الباب شرقي حلب وفي محيط مطار منغ العسكري الى الشمال.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان «اشتباكات متقطعة» وقعت امس في بعض احياء حلب القديمة وفي محيط حي الشيخ سعيد الذي استولى عليه المعارضون اخيرا عند اطراف مدينة حلب. وفي درعا قتل اربعة من عناصر القوات النظامية على الاقل اثر انفجار استهدفهم على الطريق الدولي قرب بلدتي خربة غزالة والكتيبة. وفي محافظة دير الزور ذكر المرصد ان عشرة مقاتلين من المعارضة و26 من قوات النظام قتلوا خلال اشتباكات استمرت منذ ليل الاحد حول حاجز الكبر الذي كان سيطر عليه المعارضون. وفي ريف دمشق، قتل ثمانية عناصر من المخابرات السورية في هجوم على حاجز لهم جنوب مدينة النبك فجر امس، كما قصف الطيران الحربي احياء عدة في مدينة داريا التي تشهد منذ ثلاثة اشهر معارك ضارية بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين.

ومع استمرار المعارك في مختلف انحاء سورية، تصل اليوم الى مطار اللاذقية طائرتان روسيتان تنقلان 46 طنا من المساعدات الإنسانية كما ستعيدان عدداً من المواطنين الروس الذين يرغبون في مغادرة سورية.

وسبق ان ارسلت روسيا في كانون الثاني (يناير) الماضي طائرتين قامتا باجلاء 77 مواطنا من سورية، عبر مطار بيروت. وقالت متحدثة باسم وزارة الطواريء الروسية امس ان الطائرتين اللتين تصلان اليوم تحملان خيما ومولدات للكهرباء وأثاثا و11 طنا من الغذاء.

الى ذلك، قال «الائتلاف» في بيان: «تشير شهادات العديد من السوريين والاحداث التي تم توثيقها منذ بداية الثورة في سورية، الى التورط المباشر لحزب الله الموالي لإيران وقواته في اعمال القتل والاجرام والاعتداء على حرمات السوريين، تحت ستار دعم صمود نظام الأسد في وجه المؤامرة التي تستهدفه، وضمن هذا السياق تدخله العسكري الأخير في منطقة القصير قرب حمص» الحدودية مع لبنان.

ودان البيان «بشدة الاعتداءات المتكررة التي تقوم بها عناصر حزب الله على الأراضي السورية، مدفوعة بتصريحات ايرانية تفوح منها رائحة الهيمنة الاستعمارية البغيضة».

واعتبر ان «تدخل ايران وتابعها حزب الله في الشؤون السورية وتعديهما السافر على الشعب السوري والسيادة الوطنية أمر لا يمكن تبريره تحت اي ذريعة أو حجة، ويعتبر خرقا وانتهاكا للقوانين والاتفاقات الدولية لا يمكن السكوت عنه».

“المرصد السوري”: مقتل 19 شخصاً في قصف صاروخي على مدينة حلب

بيروت – ا ف ب

قتل 19 شخصاً بينهم 6 اطفال في القصف الذي استهدف حياً في مدينة حلب شمال سورية امس الاثنين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

ويرجح ان القصف كان نتيجة صاروخ ارض ارض.

سورية ترفض تسلم مساعدات انسانية عبر الحدود التركية

جنيف – ا ف ب

أعلنت مديرة مكتب الامم المتحدة المكلف الشؤون الانسانية فاليري اموس في جنيف أن سورية رفضت طلباً من الأمم المتحدة للسماح بتسليم مساعدات انسانية عبر الحدود التركية.

وقالت اموس التي كانت تتحدث اثر المنتدى الانساني السابع حول سورية أن المساعدات تصل بصعوبة كبيرة الى المناطق التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون في شمال شرق سورية، مضيفة أن “وصولنا في شكل محدود الى شمال سورية هو مشكلة كبيرة. لقد طلبنا من الحكومة السورية مراراً السماح بالمرور عبر الحدود. طلبي الاخير يعود الى امس الاثنين، والرد لم يتغير، انه الرفض”.

“جبهة النصرة” صدّت تعزيزات النظام إلى حلب

الخطيب: رحيل الأسد في حاجة إلى ترتيب

    و ص ف، رويترز، أ ب، ي ب أ، أ ش أ

حقق مقاتلو المعارضة السورية مكاسب جديدة في معركتهم للاستيلاء على مطار حلب الدولي بما يمثل ذلك، اذا ما تحقق فعلاً، من ضربة قوية للنظام الذي يدرك الاهمية الاستراتيجية للاحتفاظ بالمطار الحيوي لايصال الامدادات الى القوات النظامية في مدينة حلب ذاتها.

وأفادت”الهيئة العامة للثورة السورية” في بريد الكتروني ان “الثوار باتوا على مشارف مطار النيرب العسكري في حلب”.

وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له في بيان ان مقاتلي المعارضة تمكنوا بعد معارك عنيفة من السيطرة ساعات على “مستودع المحروقات التابع لمطار النيرب العسكري”، ثم اضطروا الى الانسحاب.

وأكد مصدر عسكري ان “اشتباكات عنيفة وقعت بعد محاولة مسلحي المعارضة التسلل الى مستودع الكيروسين داخل سور مطار حلب الدولي، وان عناصر حماية المطار بمؤازرة سلاح المدفعية تصدت للهجوم، فانسحب المسلحون”. الا انه اشار الى ان “هؤلاء تمكنوا من السيطرة على بناء يبعد عن سور المطار نحو مئتي متر، وقاموا باحراق معمل زيوت مجاور له، واصبح سور المطار تحت مرمى نيرانهم”. واكد ان الجيش تصدى “خلال اليومين الماضيين لكل الهجمات على مطار حلب الدولي”.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان القوات النظامية ارسلت تعزيزات كبيرة خلال الاسبوعين الماضيين الى بلدة السفيرة قرب حلب وذلك عبر طريق صحراوي استطاعت تأمينه بين مدينة حماه وشمال سوريا. لكن هذه التعزيزات التي تضم عشرات الاليات والاف الجنود لم يكن في مقدورها الوصول الى حلب بسبب القتال الذي تخوضه مع مقاتلي المعارضة في بلدة تل عران الواقعة بين السفيرة ومطار حلب.

الخطيب

سياسياً، رأى  رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” احمد معاذ الخطيب، أن تأليف حكومة انتقالية في سوريا مع تنحي الأسد، يمكن أن تكون خطوة لإعادة هيكلة البلاد، نافياً حصول أي لقاء أو اتصال مع أية جهة رسمية من النظام، سواء مباشرة، أو على نحو غير مباشر.  وقال في حوار مع وكالة “الاناضول” التركية شبه الرسمية للانباء في اسطنبول إنه “إذا أراد النظام المضي قدماً في المبادرة، فليمنح حرية للشعب، ويقم حكومة موقتة يعطيها صلاحيات كاملة، تبدأ بإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية المتوحشة، وتكون مفتاحاً للحل، تحت رعاية وضمانة دولية”، مؤكداً مجدداً أن “الائتلاف لم يفكر أبدا، ولم يعط أي ضمانات من أجل بقاء الأسد، وهناك اتفاق بذلك”. كما أكد “عدم وجود خلاف على أن رحيل الأسد هو مطلوب، لكن طريقة الرحيل في حاجة إلى ترتيب، ولا تتم بليلة وضحاها، والبعض من المعارضة يعتقد أن مجرد ذكر هذه الكلمة يكفي لإنجاز حل سياسي، لكن هذا جزء من عملية سياسية تؤدي إلى انتقال سلمي للسلطة، توفر الدماء والخراب على الشعب، والأساس هو هل النظام مستعد للدخول في عملية تفاوضية توفر مزيد من القتل والدماء أم لا؟”.

الحكومة السورية

وفي دمشق، أعرب رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي عن انفتاح الحكومة السورية على كل القوى السياسية والمجتمعية، بما فيها قوى المعارضة والمجموعات المسلحة، مشيرا إلى ان الإجراءات والضمانات التي وفرتها الحكومة لعودة المهجرين السوريين والقوى المعارضة في الخارج الراغبة في المشاركة في عملية الحوار الوطني منطلق أساسي لحل الأزمة وفق الثوابت الوطنية ونبذ العنف ورفض التدخل الخارجي في شؤون سوريا.

واعلن وزير الادارة المحلية السوري عمر غلاونجي ان الخسائر الناتجة من “اعمال التخريب” التي تطاول البنى التحتية في سوريا تقدر باكثر من 11 مليار دولار خلال 23 شهرا من النزاع.

“الائتلاف” يندد بـ”حزب الله”

من جهة أخرى، ندد “الائتلاف الوطني السوري” المعارض بـ”التدخل العسكري” الذي يقوم به “حزب الله الموالي لايران” في سوريا، معتبراً اياه “انتهاكا للاتفاقات الدولية لا يمكن السكوت عنه”. وقال في بيان: “تشير شهادات العديد من السوريين والاحداث التي تم توثيقها منذ بداية الثورة في سوريا، الى التورط المباشر لحزب الله الموالي لإيران وقواته في اعمال القتل والاجرام والاعتداء على حرمات السوريين، تحت ستار دعم صمود نظام الأسد في وجه المؤامرة التي تستهدفه، وضمن هذا السياق تدخله العسكري الأخير في منطقة القصير قرب حمص” الحدودية مع لبنان.

الخلافات تفرّق الأوروبيين حول التسليح في سوريا

دعم المعارضة بـ«معدات غير فتاكة» لتعزيز نفوذها

وسيم ابراهيم

خلافات الأوروبيين لم تنحل حول رفع حظر الأسلحة، لذلك لجأوا مرة أخرى إلى تمديد العقوبات على سوريا لثلاثة أشهر فقط.

المدافعون عن رفع الحظر حاججوا بأنهم يريدون إمداد «الائتلاف الوطني» المعارض بوسيلة أساسية لكسب النفوذ. معارضو ذلك يخشون تصعيد الصراع ومراكمة التسليح. وظهرت رغبة الطرفين في تسوية التمديد المؤقت، مع فتح المجال لتعديلات تزيد دعم المعارضة بكل الوسائل «غير الفتاكة». الخشية تقدمت خطوة، وكذلك جهود المنادين بتسليح «الائتلاف» بالنفوذ.

الحل السياسي عبر دعم مبادرة رئيس «الائتلاف» أحمد معاذ الخطيب للحوار مع ممثلي النظام، ودعوة الأخير إلى عدم تفويت الفرصة، لكن مع التكرار «مستقبل من دون (الرئيس السوري بشار) الأسد».

بريطانيا أرادت رفع حظر الأسلحة، ولو جزئيا، ليمكن إمداد المعارضة بها. عند وصوله إلى الاجتماع، سألت «السفير» وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ، في ضوء تحذيره قبل أيام من تزايد نفوذ «الجهاديين» في سوريا، إن كان يعتبر تزويد القسم «غير الجهادي» من المعارضة «بمعدات عسكرية» سبيلا لتقليص ذلك النفوذ، فقال «بالتأكيد أعتقد أن دعمنا يجب أن يكون للائتلاف الوطني، ونحن قد اعترفنا بالائتلاف باعتبارهم الممثلين الشرعيين للشعب السوري، فلذلك من المهم أن نقدم لهم كل الدعم الذي نستطيع تقديمه»، موضحا أن الدعم له عدة اتجاهات «نعطيهم دعما سياسيا وديبلوماسيا قويا، وإضافة إلى ذلك نقدم لهم مساعدة في ما يتعلق بالمعدات في الوقت الحالي، لمساعدتهم على محاولة إنقاذ حياة الناس».

هيغ يرى أن بالإمكان توسيع نطاق المساعدة بالمعدات العسكرية، وإن كان يتجنب ذكرها بالاسم. ويضيف «أعتقد أن هناك مجموعة واسعة النطاق أكثر من المعدات التي يمكننا أن نقدمها لهم»، مستدركا أنه «من المهم جدا أن أي دعم من هذا القبيل لا يذهب إلى الجماعات المتطرفة في سوريا. وأحد الأسباب لدعم الائتلاف هو لتجنب حدوث ذلك».

بريطانيا التي تقود جهود رفع حظر الأسلحة، وتساندها فرنسا وايطاليا، تتبنى لذلك فرضية أساسية: لا يمكن تقوية وضع «الائتلاف الوطني» المعارض، وأن يستمر التعويل عليه فعلا، كلاعب أساسي وفاعل في مواجهة النظام السوري، من دون تمتعه بنفوذ حقيقي على المعارضة المسلحة. ما الذي يمكن أن يقدمه «الائتلاف» للحصول على هذا النفوذ؟ بالطبع ليس وجبات الطعام ومعدات طبية، على أهميتها. بالنسبة لطالبي رفع الحظر، وبعبارة واحدة، إنه ضروري كي «يتسلح» ائتلاف المعارضة، بالنفوذ.

وفي القرار الخاص حول الحظر، في البيان الختامي للاجتماع، قال وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إنهم اتفقوا على «تجديد» العقوبات على سوريا لثلاثة أشهر، وأيضا على «تعديلها بحيث يتم توفير دعم أكبر بوسائل غير فتاكة ومساعدة تقنية لحماية المدنيين». ولفت الأوروبيون إلى أنهم سيعودون عند الحاجة إلى تقييم نظام العقوبات «من أجل دعم المعارضة ومساعدتها».

إنها المرة الثانية على التوالي التي يمدد فيها الأوروبيون العقوبات لثلاثة أشهر، رغم أن المعتاد أن يكون التجديد لسنة كاملة. التمديد المؤقت الأول كان محاولة لإيجاد تسوية حول المواقف المختلفة من رفع حظر السلاح، والتمديد الحالي يقول إن التسوية التي تمت أمس غير نهائية، ولم ترض الطرفين، وخصوصا داعمي الرفع. سيكون هناك عودة قريبة إلى جولة أخرى من نقاش الحظر. فوزير خارجية بريطانيا قال بعد الاجتماع إن ما تحقق هو خطوة أولى، وإن كان أقل مما تريده بلاده.

أشياء كثيرة ممكنة تحت بند المعدات غير الفتاكة، والوسائل التقنية. مصدر أوروبي تابع النقاشات قال لـ«السفير» إنه «لن تصدر قوائم محدِدة» بمقاصد الدعم هذه، و«سيترك لكل بلد ترجمة ذلك حسبما يريد». هذه الصيغة ناتجة من التسوية. معدات الحماية العسكرية على أشكالها (الخوذ والستر الواقية)، والمعدات التقنية القتالية كالمناظير الليلية، ومعدات الاتصالات، كلها ممكنة التقديم لمن يشاء من الدول الأوروبية، كما أن تقديم مساعدة على تدريب المقاتلين المعارضين تبقى غير فتاكة بحسب المصدر.

لكن عدم وصول «المعدات العسكرية» لمتطرفي المعارضة المسلحة هي مشكلة غير محلولة. فردا على سؤال لـ«السفير» حول هذه النقطة، قال وزير خارجية بلجيكا ديديـه رينـدرز إن «إمكانيــة أن نحصل على تأكيد محدد حول استخدام الأسلحة يمثل المشكلة»، مضيفا «كيف نتأكد من إمكانية إرسال الأسلحة إلى المسلحين العاديين وليس إلى الجهاديين أو غيرهم». وأوضح أنه قبل كل شيء يجب مناقشة إمكانية «تنظيم الرقابة» على عملية التسليح.

معارضو رفع حظر الأسلحة يرون أن هناك مفاتيح «حنفيات» أخرى، يمكن وضعها بيد «ائتلاف» المعارضة لضمان نفوذه. مصدر أوروبي تابع نقاشات الوزراء قال لـ«السفير» إن «دولا أخرى ترى إمكانية لدعم الائتلاف عبر التعامل معه لتقديم المساعدات الإنسانية»، بمعنى أن يكون «القناة» التي ستمر عبرها. وأكد أن هذا الخيار صار في حكم المطبق، موضحا أن «بعض الدول بدأت بالفعل تنسق تقديم الدعم عبر الائتلاف».

في بيان الختام، كرر الأوروبيون التأكيد على التعاون مع «الائتلاف» المعارض، وخصوصا في مجالات دعم بناء الهياكل المدنية والمجتمع المحلي.

الخلافات كانت أكبر من إمكانية تسويتها برفع واضح لحظر الأسلحة. دول وازنة اعتبرت فكرة رفع الحظر «غير حكيمة»، كما قال وزير خارجية ألمانيا غيدو فسترفيله. برأيه أن من شأن هذا «مراكمة السلاح في سوريا، ما سيسبب تصعيدا مستقبليا للعنف وضحايا أكثر».

في السياق نفسه الرافض لرفع الحظر، اعتبر وزير خارجية السويد كارل بيلدت أن «الطريقة الوحيدة لتجنب كارثة حقيقية لكامل المنطقة» يتمثل في ممارسة الأوروبيين «أقصى الجهد» لدعم الخطيب والمبعوث العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي و«لتحريك نوع من العملية السياسية».

وسط كل هذا الجدل، رفض وزير خارجية لوكسمبورغ جون اسلبورن، ردا على سؤال لـ«السفير» حجج المطالبين برفع الحظر. وقال بلهجة ساخرة «أعتقد أنه في سوريا ليس هناك نقص في التسليح».

مقابل ذلك، حظي تأكيد جهود الحل السياسي على اهتمام الأوروبيين. ففي بيانهم الختامي، أشاد الوزراء بالمبادرة التي قام بها الخطيب حول «حوار سياسي» مع النظام. وأضاف البيان أنه يجب «الأخذ في الاعتبار الشروط الضرورية التي من شأنها أن تؤدي إلى انتقال سياسي وإلى مستقبل من دون الأسد».

وربطا بذلك، وفي مواجهة تدهور الصراع وتزايد المعاناة الإنسانية، دعا الأوروبيون «ممثلي النظام السوري إلى عدم تفويت الفرصة والاستجابة إيجابا لجهود الحوار السياسي». وشجعوا «الائتلاف» على الاستمرار في التفاعل مع الإبراهيمي، وتأكيد استعداده للمساعدة في «عملية الحوار الضروري بكل الطرق الممكنة».

وزير خارجية اسبانيا خوسيه مانويل غارسيا مانغالو، وردا على سؤال لـ«السفير» إن كان يرى أن الحل السياسي يتقدم، قال «لا، أنا لا أعتقد أن الحل السياسي يمضي قدما في هذه اللحظة. لكن السؤال الحقيقي، بالإضافة إلى ذلك، هو (وجوب) اعتماد أي تدبير يمكنه تعزيز هذا الحل السياسي ويسرعه على أرض الواقع»

موسكو ترى «بوادر أمل» وتعمل لتحديد مكان الحوار وأطرافه

التسليح الغربي للمعارضة السورية: تنسيق معارك .. وخيط لبناني

محمد بلوط

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، غداة محادثاته الهاتفية مع نظيره الأميركي جون كيري، «عن بوادر أمل ظهرت» لحل الأزمة السورية، موضحا أن الحديث أصبح «من وجهة نظري، من هو المفاوض المقبول وأين يجب أن يجري الحوار… على ألا تقف الشروط المسبقة حجر عثرة على طريق مثل هذا الحوار».

وقال لافروف، في بروكسل، «لقد تحدثت مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن سوريا. تحدثنا قبل كل شيء عن بوادر الأمل التي ظهرت، على أن تتفق كل من الحكومة والمعارضة السورية بجدية، حتى مع إحاطة ذلك بشروط معينة، على ضرورة الحوار».

وأضاف «لقد ناقشنا كيف يمكننا المساعدة على ألا تقف الشروط المسبقة حجر عثرة على طريق مثل هذا الحوار». وتابع ان «موسكو وواشنطن على قناعة، كما بدا خلال الحديث، بضرورة استغلال هذه الفرصة بالكامل، وبأن يفعل الجانبان كل شيء من أجل أن يتم الاتصال وتسوية القضايا الثانوية، من وجهة نظري، من قبيل من هو المفاوض المقبول وأين يجب أن يجري الحوار، لأن المهم في اعتقادي أن يجلس الطرفان حول طاولة حوار واحدة وأن يحاولا استغلال هذه الفرصة، لأنه ما لم يجربوا الحوار، فإنه لن يكون باستطاعتنا معرفة مدى واقعية استغلال هذه الفرصة وجعلها أساساً للتحرك إلى الأمام مستقبلا».

وقالت مصادر ديبلوماسية في باريس لقناة «روسيا اليوم» إن المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي سيزور موسكو اليوم، ووزير الخارجية السوري وليد المعلم في 28 شباط الحالي، ورئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد معاذ الخطيب في الأول من آذار المقبل.

في هذا الوقت، اتفقت حكومات الاتحاد الأوروبي، في بروكسل، على تمديد العقوبات المفروضة على سوريا لمدة ثلاثة أشهر، لكنها أعلنت أنها ستعدل حظر السلاح لتقديم مزيد من الدعم بالمواد «غير المميتة والمساعدة الفنية لحماية المدنيين».

لا يعني التمديد لحظر الأسلحة أن الاتحاد الأوروبي، أو حتى بعض دوله ستحترم القرار، أو أنها احترمت هذا القرار في الماضي. ومن البديهي لعدد من الدول الأوروبية، كفرنسا وبريطانيا أو إيطاليا، أن تفصل بين المواقف الديبلوماسية المشروطة بوقوع الإجماع، وما يتطلبه ذلك من الجهد في جماعة تضم ٢٧ عضواً تتضارب مصالحهم، وبين ضرورة العمل العسكري على الأرض إلى جانب المعارضة المسلحة السورية، للبقاء لاعبا أساسيا في صراع جيو – استراتيجي، يُعتبر الغياب عنه خطيئة سياسية مميتة.

والحال أن الأجهزة الأمنية لا تعتبر نفسها، منذ اندلاع الحريق السوري قبل 23 شهراً، معنية بالقرارات التي تتخذ في بروكسل بشأن سوريا، ولا بالاعتبارات الديبلوماسية الأوروبية، التي لا تشكل سوى الجانب المعلن لعمل الأوروبيين. وهكذا يصبح خطاب لا تدخل عسكرياً في سوريا، خصوصاً أمام الرأي العام الأوروبي، مخالفاً لواقع عمل الأجهزة الأمنية الأوروبية التي تنشط «في الجانب المظلم» وبعيداً عن ضوضاء الديبلوماسية، على تنفيذ الأجندات الوطنية الحقيقية للدول الأعضاء. وذلك لتمكين رأس جسر على خريطة الشمال، بهدف الإبقاء على قطاع مهم من المعارضة المسلحة السورية، تحت سيطرتها، وتنفيذ عمليات نوعية.

ويقول مصدر فرنسي، مقرّب من الأجهزة الأمنية، إن قسم العمليات الخارجية في الاستخبارات الفرنسية يعمل في الداخل السوري من دون توقف. وبحسب المصدر الفرنسي، فإن قوة من قسم العمليات الخارجية الفرنسية تتخذ من منطقة البقاع اللبناني منطلقاً لعملياتها في سوريا، بالإضافة إلى قوة أخرى تعمل إلى جانب الأجهزة الأميركية والبريطانية في منطقة الحدود التركية – السورية، في إطار غرف العمليات المشتركة وعمليات تسليح المعارضة. ويتجنب الغربيون تسليم أسلحة من صنعهم إلى المعارضة السورية. ويستخدم الفرنسيون جزءاً من الميزانية السرية الخاصة بالعمليات الخارجية، لشراء أجهزة اتصال متطورة، وأسلحة من صنع روسي، وأكثره يجري شحنه من ليبيا بحراً، لتزوّد بها جماعات قريبة من «الائتلاف» و«المجلس الوطني».

وكان وفد يضم قيادة المجلس العسكري الموحد، يرأسه قائد أركانه العميد سليم إدريس، قد وصل باريس منذ أربعة أيام، في زيارة لم يعلن عنها للتنسيق مع وزارة الدفاع الفرنسية، بشأن العمليات المشتركة، ومطالبة الحلفاء الفرنسيين بالوفاء بوعود قطعت، برفع وتيرة التسليح ونوعيته. وكانت صحيفة «الإندبندنت» قد تحدثت عن وجود أسلحة نوعية متقدمة تتضمن صواريخ أرض جو ومدفعية ثقيلة، تم تخزينها في تركيا، لكن الأميركيين يشترطون لتسليمها أن تعمل الجماعات القريـبة من الائـتلاف على ضرب «جبهة النصرة» والجماعات الجهادية السلفية.

ويقول مصدر مقرب من الأجهزة الأمنية الفرنسية إن المعارضة السورية المسلحة تلقت أسلحة مدفعية ومعدات متقدمة، لكنهم يحجمون عن تزويد المعارضة بصواريخ أرض جو بناءً على اتفاق مع الأجهزة الأميركية والبريطانية، خوفاً من وقوعها في أيدي الجماعات السلفية الجهادية. ويقول المصدر الفرنسي إن الاستخبارات الفرنسية والأميركية لعبت دوراً كبيراً في تنسيق عمليات المعارضة السورية المسلحة، في معارك المطارات الاستراتيجية في الشمال السوري، وإنه كان من غير الممكن للمعارضة السورية المسلحة أن تحقق تقدماً في عملياتها ضد المطارات من دون الدعم وتنظيم حلقات الأركان والعمليات التي كان يقدمها خبراء من قسم العمليات الخارجية الفرنسية والأميركية العاملة في المنطقة.

وهكذا، بعيداً عن بروكسل وتمديد حظر تسليح المعارضة، لا يسري القرار على الأرض، على عمليات تدريب المقاتلين التي تقدمها الأجهزة الأمنية الغربية، ووحدات من قواتها الخاصة. لكن ذلك لم يمنع الأجهزة الأمنية الفرنسية، بحسب مصادر متقاطعة، من أن تطلب من دمشق استئناف التعاون الأمني لمكافحة الإرهاب، وإعادة ممثل الاستخبارات الفرنسية من عمان إلى دمشق التي غادرها العام الماضي، مع العلم أن الجواب السوري كان سلبياً. وكان السوريون قد ساعدوا الأجهزة الأمنية الفرنسية على اعتقال شبكة جهادية تعد لهجمات في قطار أنفاق باريس العام 2008. ويبدو الطلب الفرنسي طبيعياً، بعد التصريحات التي لم يتوقف عن تكرارها منذ أسابيع، وزير الداخلية مانويل فالس حول وجود شبكات جهادية تعمل في فرنسا لتجنيد متطوعين للقتال في سوريا ومالي والصومال، منذ التدخل الفرنسي في مالي قبل شهر ونصف الشهر، وانكشاف ترابط الجبهات الجهادية من الساحل الأفريقي حتى الشمال السوري.

مؤتمر قُطري لـ«حزب البعث» سينتهي إلى تغيير كامل القيادة

زياد حيدر

ذكرت مصادر حزبية رفيعة المستوى لـ«السفير» أن مؤتمراً قُطرياً لـ«حزب البعث» سينعقد على الأرجح خلال الأيام المقبلة، بغرض إحداث تغيير جذري في قيادة الحزب الحالية، والتي يبلغ تعدادها 13 عضواً.

ووفقاً للمصادر سيتغير كامل أعضاء القيادة القطرية لـ«حزب البعث الحاليين»، على أن يحلّ مكانهم حزبيون «شباب»، على حد تعبيرها.

ويعتبر أكبر الأعضاء سناً وأقدمهم نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، بعمر يناهز 76 عاماً. ويتوقع أن يحل مكان القياديين الحاليين حزبيون منتخبون صغار السن.

ولم تتوقع المصادر الحزبية أي تغيير يذكر في منظور الحزب للأزمة في سوريا، ولا في طريقة تعاطيه معها، وذلك برغم الانتقادات التي طالت سلوك الحزب تجاه الأزمة منذ بداية الأحداث وحتى الآن.

وسيستغرق المؤتمر يوماً واحداً فقط على الأرجح، وسيشارك فيه الرئيس السوري بشار الأسد، كما العادة، حيث من المتوقع أن يلقي كلمة.

طهران تعلنها والقاهرة تنفي: اتفاق على خطوات الحل السوري

احمد عبد الفتاح

قالت مــصادر ديبلوماســية رفيعة المستوى في العاصمة المصــرية أمس إنه من المتــوقع أن تعلــن في القاهرة نتيجة المباحثات المصرية ـ الإيرانــية ـ التركــية بشأن الملف السوري، إلا أنها رجحت أن يتأخــر الإعلان عن تلك المبادرة بسبب التوترات السياسية التي تشهدها مــصر حاليا.

ووفق المصادر فإن الخطة التي تتبناها مصر وتركيا وإيران بشأن حل الأزمة السورية تتضمن ست نقاط، هي الوقف الفوري لكل العمليات المسلحة والعنف تحت إشراف وغطاء من الأمم المتحدة، وتقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري في جميع المناطق المتضررة، وحوار وطني شامل بمشاركة جميع ممثلي التيارات السياسية والأطياف الاجتماعية المختلفة مع النظام السوري، وتشكيل لجنة للمصالحة الوطنية برئاسة شخصية مستقلة، والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين المعارضين الموجودين في السجون، وتشكيل حكومة انتقالية تتولى إعادة الإعمار، وتقود البلاد خلال المرحلة الانتقالية.

لكن مصادر في وزارة الخارجية المصرية، رفضت الإفصاح عن هويتها، نفت التوصل إلى اتفاق بين الدول الثلاث، مؤكدة أن ما تم خلال زيارة وزير الخارجية الإيراني على أكبر صالحي، هو الاتفاق على إنهاء حالة العنف في سوريا لكن لم يتم الاتفاق على آلية تنفيذ ذلك.

وقالت المصادر إن الجانب الإيراني هو من أعلن عن هذا الاتفاق، والقاهرة ليس لديها أي معلومات، موضحة أن المحادثات بين الرئيس المصري محمد مرسي والإيراني محمود أحمدي نجاد خلال مشاركة الأخير في قمة منظمة المؤتمر الإسلامي لم تتطرق بالتفصيل للوضع السوري، خصوصا مع رفض الجانب السوري التدخل المباشر في الأزمة من جانب عدد من الدول العربية وعلى رأسها السعودية وقطر.

وكان صالحي قد أعلن أن القاهرة ستعلن عن نتائج المحادثات الثلاثية التي ضمت إيران وتركيا ومصر بشأن الأزمة في سوريا. وأشار إلى التوصل لنتائج جيدة خلال الاجتماع الثلاثي الذي عقد في القاهرة مؤخرا.

يذكر أن مرسي أطلق خلال القمة الاستثنائية الرابعة لمنظمة التعاون الإسلامي التي عقدت في مكة في آب الماضي مبادرة «الحوار الرباعي»، وهي مصر والسعودية وإيران وتركيا، وترتكز على ضرورة العمل من أجل حماية وحدة الأراضي السورية، وإجراء حوار شامل بين الأطراف السورية المختلفة لحل الأزمة القائمة، والاستجابة لأي جهد من قبل أي دولة عضو تشارك في هذا الحوار، إلا أن السعودية غابت عن أعمال «اللجنة الرباعية» في اجتماعها على هامش قمة «المؤتمر الإسلامي» في القاهرة من دون وجود أسباب معلنة من قبل الرياض.

وتتعارض مواقف إيران مع الدول الثلاث الأخرى بشأن سوريا حيث تساند طهران بقوة حكومة الرئيس السوري بشار الأسد ضد المعارضة فيما تدعو القاهرة والرياض وأنقرة إلى دعم المعارضة السورية.

سورية: مؤتمر قطري “محدود” يرأسه الأسد يقتصر حضوره على القيادات البعثية

دمشق ـ “القدس العربي” ـ من كامل صقر: علمت “القدس العربي” من مصادر قيادية في حزب البعث الحاكم بسورية أن الحزب سيعقد مؤتمر قطرياً غير موسع مطلع الشهر لإجراء تغييرات غير جذرية في القيادة القطرية للحزب.

دمشق ـ “القدس العربي” ـ من كامل صقر: علمت “القدس العربي” من مصادر قيادية في حزب البعث الحاكم بسورية أن الحزب سيعقد مؤتمر قطرياً غير موسع مطلع الشهر لإجراء تغييرات غير جذرية في القيادة القطرية للحزب.

تعزيزات للقوات النظامية إلى حلب في ظل استمرار حرب المطارات

بيروت- (ا ف ب): ارسلت القوات النظامية السورية الثلاثاء تعزيزات بالعناصر والآليات الى محافظة حلب في شمال البلاد، غداة احراز مقاتلي المعارضة تقدما في اتجاه مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري الملاصق له، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس “ان ارتالا من القوات النظامية تتجه الى حلب من جهة الشرق قادمة من وسط سوريا، وقد وصلت الى بلدة تلعرن جنوب شرق مدينة حلب”.

ويهاجم مسلحو المعارضة منذ ايام ارتال القوات النظامية لدى وصولها الى هذه المنطقة في محاولة لاعاقة تقدمها.

وافادت الهيئة العامة للثورة السورية عن “اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في قرية تلعرن” القريبة من مدينة السفيرة قبل قليل.

واشار المرصد إلى أن الهدف من التعزيزات الحؤول دون سقوط مطار حلب الدولي، ثاني اكبر المطارات السورية المقفل منذ الاول من كانون الثاني/ يناير امام حركة الملاحة بسبب المعارك حوله، في ايدي المقاتلين المعارضين.

وكان مقاتلو المعارضة اقتربوا بعد معارك عنيفة امس من مطار حلب واحتلوا بناء على بعد مئتي متر من سور المطار، بحسب ما ذكر مصدر عسكري لوكالة فرانس برس، ما جعل “سور المطار تحت مرمى نيرانهم”.

واعلن المجلس العسكري لمحافظة حلب التابع للجيش السوري الحر في 12 شباط/ فبراير بدء هجوم واسع على المطارات في حلب بالتنسيق مع كل الكتائب المقاتلة على الارض.

وتمكن المقاتلون المعارضون خلال اسبوع من السيطرة على مطار الجراح العسكري، ومقر اللواء 80 المكلف حماية مطاري النيرب وحلب، وكتيبة للدفاع الجوي قرب بلدة حاصل، وكلها تقع الى شرق مدينة حلب.

من جهة ثانية، سجل خلال الليلة الماضية قصف على حي طريق الباب في شرق مدينة حلب ما تسبب بمقتل ثمانية مواطنين، بينهم طفلة، بحسب المرصد الذي اشار الى تهدم عدد من المنازل.

وفي مدينة دمشق، سجلت اشتباكات فجرا بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية في مخيم اليرموك (جنوب)، بحسب المرصد الذي افاد الى قصف صباحا على حي جوبر في شرق العاصمة.

في الوقت نفسه، تستمر الاشتباكات العنيفة في مدينة داريا في ريف دمشق التي تحاول القوات النظامية منذ ثلاثة اشهر السيطرة عليها.

وقتل الاثنين في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا 154 شخصا هم 63 عنصرا من القوات النظامية و54 مقاتلا معارضا و37 مدنيا، بحسب المرصد السوري الذي يقول انه يعتمد، للحصول على معلوماته، على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل سوريا.

نيويورك تايمز: أوباما قد يعيد النظر بتسليح المعارضة السورية

نيويورك- (يو بي اي): ذكر مسؤولون أمريكيون انه في ظل استمرار تدهور الأمور في سوريا، قد يجد الرئيس الأمريكي باراك أوباما نفسه مضطراً لإعادة النظر بموقفه واتخاذ قرار بتسليح المعارضة السورية.

ونقلت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية عن مسؤولين رفيعي المستوى في الإدارة الأمريكية قولهم انه بالرغم من الموقف الأمريكي الذي يقضي بعدم تقديم أي دعم قاتل لمعارضي النظام السوري والاكتفاء بالمساعدات الإنسانية، فإن أوباما لا يجد أي سبيل لتسريع رحيل الرئيس السوري بشار الأسد من الحكم.

وأضاف المسؤولون انه فيما تستمر الأوضاع في التدهور، فإن هذا الأمر قد يعيد فتح النقاش حول تزويد بعد أعضاء “المقاومة” السورية بالأسلحة في مسعى لتخطي المأزق في سوريا.

وأشاروا إلى ان المسألة الآن تتركز حول ما إذا كان الرئيس الأمريكي، بعد وصول فريق أمن قومي جديد، سيتوصل إلى خلاصات مختلفة.

وقال أحد المسؤولين الرفيعين ان قرار عدم تسليح المعارضة السورية “ليس قراراً نهائياً، وفيما تتطور الأوضاع تزداد ثقتنا بأنه قد يعيد النظر برأيه”.

وذكر المسؤولون ان قرار أوباما عدم تزويد المعارضة السورية بالأسلحة كان ناجماً عن تردده وخوفه من وصول الأسلحة إلى أياد غير موثوقة فتستخدم ضد مدنيين أو مصالح إسرائيلية وأمريكية.

لكنهم أشاروا إلى انه فيما تجهد الولايات المتحدة للتوصل إلى سياسة، لا يبدي الأسد أي إشارة إلى انه مستعد لتسليم السلطة، فيما تؤكد المعارضة انها لن تتفاوض حول عملية انتقالية يكون لديه فيها أي دور.

وإذ لفتت إلى انه بالرغم من كل تحفظات أوباما إلا ان البيت الأبيض يوضح ان كل الخيارات مطروحة على الطاولة، فيما يقول مسؤولون أمريكيون انه مع مرور الوقت باتت أمريكا تعرف المزيد عن المعارضين.

سفيره وانصاره في المملكة ينظمون المزيد من الوفود ومسارات تصالحية بين عمان ودمشق

ساعتان في ضيافة بشار: سأخوض انتخابات 2014 أو سأجلس بعيادتي بدمشق وارفض التنحي

عمان ـ ‘القدس العربي’ ـ من بسام البدارين: سلطت زيارة احتفت بها دمشق اعلاميا لوفد اردني زارها مؤخرا الاضواء على ‘مسارات تصالحية’ بقيت في ظل مشهد العلاقات الاردنية السورية خصوصا بعد الاشادة المباشرة التي نقلها اعضاء الوفد عن الرئيس بشار الاسد بالموقف الاردني ‘المتوازن والايجابي’.

ويبدو ان مسارات الغزل الناعم بين عمان ودمشق وضعت الاردن على طاولة الحوار حول مستقبل التسوية السياسية المطروحة على مقاس السيناريو الروسي حيث يزور العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني موسكو خلال يومين في اطار مناقشة مفصلة محصورة بالملف السوري.

الرئيس الاسد عكس تماما مستوى الرضا عن تطورات الموقف الاردني المخاصم لجبهة النصرة السلفية الجهادية عبر ‘رسالة’ حملها الوفد الاردني الشعبي الذي زاره في القصر الجمهوري الاسبوع الماضي وتضمنت الاشادة بتوازن الموقف الاردني وارسال التحية للشعب الاردني الذي يناصر سورية ضد المؤامرة التي تستهدفها كما نقل اعضاء في الوفد الاردني.

الرسالة الابرز في سياق التقارب الخلفي والخفي مع عمان ارسلها الرئيس بشار عندما وافق على ارتداء هدية قدمت له امام الكاميرات باسم الشعب الاردني وهي عبارة عن عباءة بدوية اردنية، حيث قام رئيس الوفد وهو امين سر نقابة المحامين الاردنية سميح خريس بوضع العباءة على كتفي الرئيس السوري بعد لحظات من امتداح الاخير علنا للموقف الرسمي الاردني وتوجيه رسائله للشعب الشقيق في عمان.

قبل ذلك التقط نشطاء يعارضون بشار الاسد في عمان صورا لصهاريج اردنية شوهدت تنقل ‘المازوت’ للقوات السورية النظامية التي تقطعت بها سبل التموين قرب الحدود مع الاردن في مظهر متفاعل على تغيير كبير في استراتيجية الاردن تجاه الملف السوري.

كما تحدث مراقبون عن ‘هدوء’ تام على الحدود الاردنية السورية وعن عملية تنسيق تمت لزيارة الوفد الاردني لدمشق مسبوقة بتعاون ‘استخباري’ منقطع منذ عامين قوامه استهداف حركة النصرة الجهادية كما يرجح الناشط السياسي المقرب من السلفيين محمد خلف الحديد وهو يتحدث لـ’القدس العربي’.

الحديد تحدث عن معاملة قاسية ضد المجاهدين من قبل السلطات الاردنية، لكن من الواضح ان اخطار النصرة المفترضة على الاردن ساهمت اولا في تفعيل التعاون المعلوماتي بين اجهزة بشار الاسد والمؤسسة الاردنية، وثانيا في تأسيس مساحة ‘تناغم’ في تبادل الرسائل حلت مكان الرسائل القاسية المتبادلة، الامر الذي تجلى بقصة زيارة الوفد والعباءة البدوية التي ارتداها بشار الاسد امام الكاميرات.

عمليا تشكل الوفد الاردني المشار اليه من عدة شخصيات بارزة في اطار الحراك المناصر للنظام السوري في الشارع الاردني حيث ضم قياديا بارزا في الحراك الشعبي هو ضرغام الهلسه وامين سر نقابة المحامين سميح خريس وطبيبة نفسية شهيرة في الاردن هي الدكتورة راوية البورنو اضافة الى الناشط في المخيمات راكان محمود.

وبعد الضجة التي اثارتها قصة العباءة في عمان والاعتراض الشعبي عليها بقيادة الاخوان المسلمين بدأ المحامي خريس وهو القطب الابرز في تأييد النظام السوري بالساحة الاردنية منذ اندلعت الثورة السورية بإجراء مشاورت اولية تمهيدا لارسال وفد شعبي اكبر في وقت لاحق لزيارة دمشق واعلان التأييد لبشار الاسد باعتباره زعيما للامة على حد تعبير خريس.

مصادر ‘القدس العربي’ في النقابات المهنية اشارت الى ان خريس وصحبه يفكرون بتنظيم المزيد من الوفود بعدما امتنعت قيادات المؤسسات النقابية عن معاقبتهم واتخاذ اجراءات ضدهم استجابة لطلب رئيس مجلس شورى جبهة العمل الاسلامي الشيخ علي ابو السكر.

خريس نفسه ابلغ شخصيات سياسية ونقابية مساء الجمعة بانه زار دمشق خمس مرات بعد الثورة الاخيرة والتقى بشار الاسد ثلاث مرات، لكنه اعتبر المرة الاخيرة هي الاهم لان الرئيس بشار حسب عبارات خريس بدا واثقا تماما من انتصار ارادة سورية على المؤامرة، لذلك ابلغ خريس: كان ـ يقصد بشار- متقد الذهن ويعرف تماما ما الذي يجري ويستعد لخوض المعركة حتى النهاية بجراة وشجاعة.

وهي شهادة ساندتها عضو الوفد الاردني الطبيبة النفسية راوية البورنو التي ابلغت التلفزيون السوري بتشخيصها العلمي قائلة: الرئيس الاسد متصل مع الواقع ويعلم تماما ما الذي يجري.

قبل ذلك اكد عضوا الوفد خريس والهلسه لوسائل اعلام متعددة بان الرئيس بشار قال حرفيا انه يرفض مناقشة فكرة التنحي من حيث المبدأ.

شاهد اخر في الوفد الاردني قدم علنا وعبر وسائل اعلام افادة معززة لما قاله المحامي خريس هو الناشط راكان محمود الذي نفى ان يكون الاسد قد ابلغ الوفد عزمه التنحي عن منصبه.

هنا حصريا قال الاسد بأن صناديق الاقتراع ستكون هي الحكم بينه وبين الاخرين سواء اكانوا خصوما او شركاء.

وكما علمت ‘القدس العربي’ رفض الاسد عندما نوقشت في اللقاء الذي استمر لساعتين كما اوضح الهلسه فكرة التنحي تحت اي عنوان مصرا على الاحتفاظ بحقه ‘كمواطن سوري’ في ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة بعد انقضاء فترته الحالية عام 2014.

وفي التفاصيل ربط الاسد خلال استقباله الوفد الاردني بين مسألتي ولايته الرئاسية والتنحي قائلا بان يرفض التنحي ويرفض التقدم بأي اعلان يفهم منه بانه سيعلن عدم نيته الترشح في انتخابات رئاسية يمكن ان تنظم في اطار اي تسوية بعد عام 2014.

وشرح الاسد انه سيصبح كأي مواطن سوري بعد التخفف من اعباء الرئاسة عام 2014 بين خيارين الاول التمسك بحقه في الترشح لفترة رئاسية ثانية، والثاني التحول الى مواطن سوري كغيره يعيش بسلام وامان ويعمل في عيادته الطبية.

وهنا اضاف الاسد: يقولون بان علي المغادرة او اعلان عدم الترشح ..لن افعل سأحتفظ بحقي في ترشيح نفسي واذا لم افعل ذلك سأبقى في دمشق ولن اغادرها.

وقال: لدي عائلة واصدقاء ووطن وسأخدم بلدي..سأبقى في دمشق بكل الحالات وسأواصل عملي في عيادتي كطبيب عيون لو لم اكن رئيسا.

الناشط راكان محمود قال: الاسد تحدث خلال اللقاء عن المؤامرة التي تتعرض لها سورية، واكد ان المعركة ليست مع السلفيين او الاسلاميين بل مع الصهاينة وامريكا.

وافاد بان الاسد تحدث بإسهاب عن المؤامرة الكونية التي تتعرض لها سورية والهادفة الى تدمير الدولة واعادة رسم خريطة المنطقة بما يخدم المصالح الغربية والصهيونية بشكل مباشرة.

كما اشاد الاسد بحسب الناشط محمود بالموقف الاردني من الازمة السورية والذي وصفه بالايجابي الى حد ما قياسا بالضغوط الكبيرة على الاردن.

وقال محمود ان الرئيس الاسد اكد خلال حديثه على ان المعركة تحتاج الى حسم سريع.

بالمقابل نقل المحامي خريس لشخصيات سياسية ما قاله الاسد في لحظة قال الاول انها كانت مدهشة نسبيا حيث عبر الرئيس الاسد عن اسفه لسقوط ضحايا مستغربا ان يقبل من يدعون انفسهم بالسلفيين بالموت والانتحار الجماعي كما حصل في مذبحة داريا التي قتلوا فيها بالعشرات.

منظر القتل الجماعي – شرح الاسد ـ يؤلم والبعض ينسى اني انسان من لحم ودم واعصاب.

وقال الاسد بالسياق: لست وحشا وعليكم ان لا تنسوا اني رجل طبيب واتألم من مشهد الموت والدم ثم وصف اعداء سورية بأنهم ‘ينتحرون’ وقد غررت بهم الصهيونية والولايات المتحدة لان المطلوب سورية الموقف والدولة والبنية وليس سورية بشار الاسد.

وانتقد الاسد ‘تخاذل’ بعض الانظمة والحكومات العربية وقال حسب عضو بالوفد فضل عدم ذكر اسمه: قلت لهم وللعالم سابقا من يؤذي سورية سيندم واكرر.. هؤلاء سيندمون وسيحضرون للاعتذار للشعب السوري.

مراقبون سياسيون ربطوا هوية العبارات التي نقلها الوفد الاردني عن الرئيس الاسد بمستجدات الملف الاقليمي حيث تقف ايران بقوة خلفه وتراجعت السعودية عن موقفها نسبيا ويتجه الاردن ‘لانقلاب’ في موقفه من النظام السوري وحيث تراجع المعسكر التركي – القطري واستبعدت الولايات المتحدة تماما الخيارات العسكرية واخلت الساحة للسيناريو الروسي.

وفي الوقت الذي دافع اعضاء الوفد الاردني بشراسة عن زيارتهم لدمشق ولقائهم ببشار الاسد استعادت السفارة السورية في عمان نشاطها عمليا وبدأت تستعد لتوجيه المزيد من الوفود الشعبية لدمشق حيث هنأ السفير وهو الجنرال بهجت سليمان اعضاء الوفد على المشاعر التي اظهروها في الشارع الاردني بعدما حظوا بساعتين من الاثارة في صحبة الرئيس الاسد تخللهما حديث صريح في مختلف الملفات.

الاعلان عن سقوط 3 قتلى من حزب الله في سورية يتفاعل.. والجيش الحر يتحدث عن اجتياح للحزب بالتنسيق مع الطيران

بيروت – ‘القدس العربي’ من سعد الياس: تفاعلت في لبنان المعلومات التي تحدثت عن سقوط ثلاثة قتلى من حزب الله وجرح 14 آخرين في معارك في بلدة القصير في سورية، وأفاد مصدر في حزب الله الى ان هؤلاء كانوا ‘في مواجهة للدفاع عن النفس’، فيما قال ‘المرصد السوري لحقوق الانسان’ ان هؤلاء سقطوا في اشتباكات بين ‘الموالين لحزب الله ومسلحي المعارضة’. واتهم ‘المجلس الوطني السوري’ الحزب بالتدخل عسكرياً ‘وشن هجوم مسلح’ في منطقة القصير لمساندة قوات النظام السوري’. وحمّل المجلس ‘الحكومة اللبنانية مسؤولية سياسية واخلاقية للعمل على ردع هذا العدوان’.

ورأى المنسق السياسي والاعلامي لـ’الجيش السوري الحر لؤي المقداد’ ان ‘الاجتياح الذي يقوم به حزب الله هو الاول من نوعه من حيث التنظيم والتخطيط والتنسيق مع طيران النظام السوري’، موضحاً انها ‘للمرة الاولى يقوم الحزب باجتياح بري يترافق مع غطاء ناري من المدفعية المتمركزة في القرى التي سيطر عليها داخل الاراضي السورية وفي بعض القرى الحدودية اللبنانية’. وقال ان ‘العملية العسكرية لحزب الله بدأت فور انتهاء حسن نصرالله من خطابه، وذلك باشراف مصطفى بدر الدين ووفيق صفا’، معتبراً ان ‘الخطاب كان ساعة الصفر… وسيستغل نصرالله هذا الظهور ليؤخر اطلالته المقبلة لعدم تبرير ما يحصل’.

ووجه المقداد رسالة الى الحكومة اللبنانية، جاء فيها: ‘اذا كان ارسال المازوت والديناميت الى بشار الاسد جزءاً من النأي بالنفس، فهل تعتبر مشاركة فصيل في الحكومة في قتل الشعب السوري بشكل سافر ومعلن هو نأي بالنفس ايضاً؟’.

وقد تناول رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط هذه المسألة في موقفه الاسبوعي الى جريدة الانباء الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي فقال ‘اعتبر أن افتعال السجال المستمر حول السلاح ليس هو الحل لهذه القضية التي شخصها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بدقة ووضوح عندما أشار في دعوته لنقاش الخطة الدفاعية عبر هيئة الحوار الوطني إلى ‘سلاح المقاومة وكيفية الاستفادة منه إيجاباً للدفاع عن لبنان والاجابة على الاسئلة التالية: لماذا يستعمل؟ ومتى؟ وكيف؟ وأين؟’. من أجل كل ذلك، أكد جنبلاط ‘أن وحده إعلان بعبدا والثوابت التي حددها الرئيس سليمان هي الطريق الصحيح لاعادة تصويب وجهة هذا السلاح بدل أن يتوه ويسقط في القصير أو غير القصير، وهي الطريق الصحيح للحيلولة دون أن تًمحى من الذاكرة النضالات والتضحيات المشرفة التي بذلتها المقاومة في الدفاع عن الجنوب اللبناني على مدى عقود والتي أدت إلى تحريره من الاحتلال دون قيد أو شرط’. واضاف ‘من هنا، بقدر ما يقترب اللبنانيون من التفاهم حول خطة دفاعية وطنية تفضي في نهاية الأمر لأن تتولى الدولة حصراً وظيفة الدفاع عن أراضيها أسوة بما هو قائم في كل دول العالم، بقدر ما تتأمن الحماية للبنان. وبقدر ما يتكرس الانقسام حول هذا السلاح وحول الخطة الدفاعية بقدر ما نضعف الجبهة الداخلية ونبقي البلد مكشوفاً أمام كل أنواع المخاطر الأمنية والسياسية’.

لجنة التحقيق الدولية تتهم طرفي النزاع في سورية بارتكاب جرائم حرب

جنيف ـ ا ف ب: اتهمت لجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة حول اعمال العنف في سورية، الاثنين في تقرير طرفي النزاع بارتكاب جرائم حرب محذرة من ان اثار النزاع السوري يمكن ان تمتد لاجيال وتقوض الامن في كل منطقة الشرق الاوسط.

من جهتها اعتبرت كارلا ديل بونتي عضو لجنة التحقيق انه آن الاوان لكي يتدخل القضاء الدولي داعية المحكمة الجنائية الدولية الى اطلاق تحقيق حول جرائم حرب في سورية.

وجاء في التقرير الواقع في 131 صفحة ان ‘عمق المأساة السورية ينعكس بطريقة مؤثرة عبر عدد الضحايا التي توقعه. التجارب الفظيعة التي يرويها الناجون تشير الى انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان وجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية’.

وحذر التقرير من ان ‘الآلية المدمرة للحرب الاهلية لا تترك اثارا فقط على السكان المدنيين وانما تقضي ايضا على كل الهيكلية الاجتماعية المعقدة للبلاد، وتعرض للخطر الاجيال المستقبلية وتهدد السلام والامن في كل المنطقة’.

ولجنة التحقيق المستقلة التي انشأها مجلس حقوق الانسان لدى الامم المتحدة في 2011، تضم عدة اعضاء بينهم المدعية العامة السابقة لمحكمة الجزاء الدولية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة كارلا ديل بونتي.

ولم تتمكن اللجنة من التوجه الى سوريا حيث يواجه نظام الرئيس السوري بشار الاسد انتفاضة شعبية تحولت الى نزاع مسلح منذ اذار (مارس) 2011 اوقعت 70 الف قتيل بحسب تقديرات الامم المتحدة. وكانت اللجنة اتهمت في تقريرها الاول في اب (اغسطس) 2012 الطرفين بارتكاب جرائم حرب واقرت في الوقت نفسه بمسؤولية اقل للمعارضة المسلحة.

وقال ديل بونتي عند عرض تقرير اللجنة ‘آن الاوان ليتدخل القضاء ونقترح المحكمة الجنائية الدولية’. واضافت امام الصحافيين ‘يجب ان تتخذ المجموعة الدولية ومجلس الامن الدولي قرار احالة هذا الملف الى القضاء’.

وتابعت بعد نشر تقرير اللجنة حول الوضع في سورية ‘لا يمكننا اتخاذ قرار بانفسنا لكننا نمارس ضغوطا على المجموعة الدولية للتحرك’.

وقالت ‘آن الاوان للتحرك، من غير المعقول ان مجلس الامن الدولي لم يتخذ اي قرار منذ سنتين’.

وفي هذا التقرير الجديد الذي يستند الى افادات 450 شخصا، تقول اللجنة ان الوضع تفاقم الى دوامة عنف.

وقالت ان ‘وضع حقوق الانسان في سورية واصل التدهور، والنزاع اصبح طائفيا بشكل متزايد مع مسار اكثر تطرفا وذو طابع عسكري اكثر للعمليات’.

وجاء في التقرير ان ‘القوات الحكومية وكذلك الميليشيات المتحالفة معها ارتكبت جرائم ضد الانسانية واعمال قتل وتعذيب واغتصاب وهي مسؤولة عن اختفاء قسري لعدد من الاشخاص واعمال اخرى غير انسانية’.

وانتقد التقرير بالطريقة نفسها مسلحي المعارضة السورية.

وقال ان ‘المجموعات المسلحة المناهضة للحكومة ارتكبت جرائم حرب بما يشمل اعمال قتل وتعذيب واحتجاز رهائن وهجمات على املاك محمية. وهي تواصل تعريض السكان المدنيين لخطر عبر التصويب على اهداف عسكرية انطلاقا من مناطق مدنية’.

واعتبر التقرير انه ‘حين تقصف مجموعات مسلحة مناطق مدنية بشكل خاص، انما تنشر الرعب وذلك يمكن اعتباره جرائم حرب’.

وتابع ان ‘طرفي النزاع انتهكا القوانين الدولية لحقوق الطفل عبر استخدامهم كجنود’.

واكد التقرير ايضا ان القوات الحكومية تبقى المسؤول الرئيسي عن هذه الفظاعات.

وقال ان ‘الانتهاكات والتجاوزات التي ارتكبتها المجموعات المسلحة المناهضة للحكومة لم تبلغ حدة ومستوى تلك التي ترتكبها القوات الحكومية والميليشيات التابعة لها’.

وتنتهي المهمة الحالية للجنة التحقيق الشهر المقبل مع تسليم مفوضة الامم المتحدة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي لائحة سرية باسماء افراد ووحدات تعتبر مسؤولة عن هذه الفظاعات من اجل افساح المجال امام اطلاق الالية القضائية الدولية.

وقال التقرير ان ‘ايجاد المسؤولين عن كل الجرائم من الطرفين امر ضروري’.

واضاف ان ‘السعي الى السلام والعدالة مسؤولية مشتركة على المستويات الوطنية والاقليمية والدولية’.

وخلص الى القول ‘ليس هناك حل عسكري للنزاع’، مؤكدا ان ‘وقف الاعمال الحربية بشكل دائم يبقى ذات اهمية اساسية لوقف العنف والانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان’.

احداث عرسال تهدد بانتشار حمى الحرب لجنوب لبنان.. وقوات حزب الله تقيم حواجز تفتيش بالمنطقة

ابراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ محاولات لتسليح الجيش الحر في اجتماعات وزراء الخارجية في الاتحاد الاوروبي، ودعوات بريطانية لرفع الحظر او تعديل قانون منع تصدير الاسلحة لسورية الذي سينتهي في الاول من آذار (مارس) المقبل بشكل يسهل عملية نقل الاسلحة مباشرة الى المقاتلين السوريين، واستمرار الامم المتحدة في جهودها عبر مبعوثها الدولي الاخضر الابراهيمي للدفع نحو تسوية سلمية وابقاء مبادرة معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف الوطني حية، وقد اكد الابراهيمي ان المبادرة لا تزال على الطاولة رغم المعارضة التي يلقاها الخطيب من اطراف في داخل الائتلاف. لكن النظام السوري لا يزال يرفض الشروط المسبقة للحوار، حيث اكد رئيس البرلمان محمد جهاد اللحام الذي قال ان الحوار لن يكون الا اساس برنامج الحوار الذي دعا اليه وتصوره الرئيس بشار الاسد.

في ظل هذه التصريحات السياسية، تعيش دمشق ازمة خانقة وخوفا من تكرار سيناريو مدينة حلب، فقد عكست تصريحات رئيس الوزراء وائل الحلقي حجم الازمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، حيث لم تعد الحكومة بقادرة الا على الوفاء بنسبة 05 ـ 60 بالمئة من حاجات البلاد من الكهرباء، واتهم المعارضة التي تقوم بشكل مستمر ومنظم باستهداف محطات توليد الكهرباء، كما واشار الى اثار الحصار المفروض على البلاد بشكل اضطر سورية لشراء الادوية والغذاء من الصين وايران والباكستان. وفي سياق الحرب السورية وبعيدا عن ازمة اللاجئين التداعيات التي تركتها الحرب على لبنان.

عرسال

وفي تعليق على احداث التي شهدتها بلدة عرسال اللبنانية القريبة من الحدود على سورية بداية الشهر الحالي، ومقتل ناشط اسمه خالد حميد، والهجوم الذي ادى الى مقتل جنديين من جنود الجيش اللبناني قالت مجلة ‘تايم’ ان الحرب السورية قد تمتد الى داخل الاراضي اللبنانية، فمن المواجهات المتقعطة بين السنة والعلويين في طرابلس – شمال لبنان الى الجنوب اللبناني حيث اصبحت بلدة عرسال في سهل البقاع اللبناني، التي يعيش فيها حوالي 48 الف سني، نقطة متفجرة خاصة بعد مقتل ناشط فيها اسمه خالد حميد، وقيام مواطنين بقتل جنديين من جنود الجيش اللبناني انتقاما له.

وتعتبر عرسال من المراكز المهمة في المساعدات اللوجيستية للجيش السوري الحر. ومع ان الحكومة اللبنانية تحاول ابعاد نفسها عن الصراع الدائر في سورية الا انها لم تكن قادرة على منع النزاع من الانتقال الى داخل اراضيها والنزاع بين الجماعات المؤيدة لنظام الاسد وتلك التي تقف مع المقاتلين السوريين. ولهذا اصبحت بلدة عرسال التي تقع على الحدود الشمالية الشرقية للبنان مع سورية اصبحت في مركز النزاع بين هذه القوى. فالمقاتلون السوريون يستخدمون المنطقة الجبلية لتهريب ونقل الاسلحة والمساعدات للمقاتلين في داخل سورية، فيما يقوم المتطوعون اللبنانيون السنة باستخدام المسارب الجبلية الوعرة للتسلل والقتال الى جانب اخوانهم السوريين. كما يتم نقل الجرحى من المقاتلين الى المستشفيات اللبنانية. ولكن الكثيرين لا يتوقعون اندلاع عنف واسع في سهل البقاع مثلما حصل في الشمال اي طرابلس. ومع ذلك لم تسلم البلدة من غضب النظام حيث قامت طائراته العام الماضي بقصف المناطق الجبلية، فيما قام الجيش السوري في اكثر من مناسبة بعمليات توغل داخل الاراضي اللبنانية لوقف تسلل المقاتلين.

انتشار للجيش

ومنذ حادث القتل في بداية الشهر الحالي، قام الجيش اللبناني بنشر قوات من الوحدة الجوية الخاصة، حول البلدة، وهو ما يعتبر ضربة للجيش الحر حيث نقلت مجلة ‘تايم’ الامريكية عن احد مقاتلي الجيش الحر الذي تحدث اليها من مكان آمن قرب عرسال ان دخول الجيش اللبناني يعتبر ضربة للجيش الحر لانه يحصل على مقاتليه والاسلحة والذخائر والطعام وكل شيء. ويعتقد احمد حميد والد القتيل ان القتل ما هو الا عملية اغتيال لانه كان مستهدفا من الاستخبارات اللبنانية خاصة انه كان ناشطا في الجيش السوري الحر. وقام عدد من السكان بعملية الملاحقة وعندما وصلوا الى نقطة الجيش قاموا بقتل جنديين انتقاما لمقتل حميد. ويقول الجيش اللبناني ان حميد كان مطلوبا وقتل في مواجهة مع الجيش.

وتطالب الحكومة اللبنانية بتسليم المسلحين الذين قتلوا الجنديين. وفي المقابل يطالب اهالي عرسال بتحقيق مستقل في القتل ويقولون ان حميد اعدم. وبحسب المجلة فقد وضع مقتل حميد الجيش في وضع صعب، فمواصلة انتشاره في بلدة عرسال سيضعه محل اتهام من ان الحكومة تقوم بخدمة الاسد ونظامه، وانسحابه من البلدة قبل ان يسلم السكان من قتل الجنديين سيؤثر على مكانة الجيش الذي يرى فيه الكثير من اللبنانيين عامل استقرار.

حزب الله

ولعل قرب البلدة من بلدات شيعية وتواجد حزب الله، يثير مخاوف من نزاعات بين داعمي المقاتل والنظام، فمع ان حزب الله انكر ارسال مقاتلين لدعم الجيش السوري الا ان مقتل احد قياديه وهو علي ناصيف (ابو عباس) اجبر القيادة على الاعتراف بدور لمقاتليها في الحرب، ولكنهم اكدوا انه محدود ولا يتعدى القرى الحدودية. ويقول قائد ميداني ان مقتل ابو عباس ادى الى حالة من الغضب لدى قيادة حزب الله حيث حاصر الجيش السوري ومقاتلو حزب الله القرية التي قتل قربها جنوب القصير، وقصفوها مدة ثلاثة ايام واجبروا سكانها على الهرب. وتقول المجلة ان الطرفين مقاتلي حزب الله وداعمي الجيش الحر يقصرون جهودهم على داخل سورية، ويعرف الجميع عواقب نقل الحرب الى لبنان لكن مقاتلين في حزب الله قالوا انهم في وضع دفاعي الان وفي حالة تعرضهم لهجمات من المقاتلين السنة فلن يترددوا بالرد عليهم. وتشير المجلة الى ان صعود الجماعات الجهادية في داخل الثورة السورية لفت نظر الكثير من الشيعة في لبنان واثار قلقهم. ويبدو ان هذا القلق له ما يسنده حيث تنقل عن مقاتل سوري اسمه احمد قوله ان هناك حديثا في اوساط جبهة النصرة ان الهدف القادم لهم سيكون حزب الله بعد الانتهاء من الاسد. وفي الوقت الحالي فتواجد الجيش اللبناني في عرسال ادى الى تعزيز وجود حزب الله الذي استفاد من انتشار الجيش باقامة نقاط تفتيش ومراقبة، ويقول مقاتل انه بامكان الجيش الحر تجنب القوات اللبنانية لكن حزب الله لا، فهو ذكي ويخافون منه.

تسليح المعارضة

ويظل موضوع السلاح من القضايا التي ظل المقاتلون يؤكدون عليها، ففي الوقت الذي رفضت فيه الولايات المتحدة اي دعم عسكري خشية من استفادة الجماعات المتطرفة منها، فبريطانيا وفرنسا دعت كل منهما لتسليح المعارضة، وفي هذا السياق تقدم وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ، يوم امس بمقترح للاتحاد الاوروبي لتعديل الحظر المفروض على تصدير الاسلحة الاوروبية لسورية والتي تشمل النظام والمعارضة، ولكن الاقتراح حسب تصريحات دبلوماسيين يواجه معارضة من السويد والمانيا ومسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد كاثرين اشتون. وتريد بريطانيا تعديل الحظر الذي ينتهي في اذار (مارس) ومن المتوقع تجديده بحيث تذهب الاسلحة مباشرة للمجلس الوطني السوري.

وقالت صحيفة ‘ديلي تلغراف’ يوم الجمعة ان وراء الطلب البريطاني خشية من تراجع تأثير الجماعات السورية المعارضة والتي تريد علاقة جيدة مع الغرب امام تصاعد تأثير الجماعات الاسلامية – السلفية والمتشددة – والتي تتلقى العتاد والمال من دول الخليج، حيث ستمثل هذه الجماعات بعد انهيار النظام السوري تحديا للغرب. وقالت الصحيفة ان اشتون والدول الغربية ستعارض بشدة المقترح البريطاني حيث تخشى هذه الدول من تعميق النزاع وتوسيعه حالة تم تسليح المعارضة اضافة الى قتل كل جهود السلام التي يسعى اليها المبعوث الدولي، الاخضر الابراهيمي، وكذا يعمل على تشدد روسيا الداعمة للنظام السوري. ونقل عن مسؤول قوله ان بريطانيا ‘غاضبة ومحبطة’ من موقف الكتلة الاسكندنافية والمانيا.

انقسام

وهناك انقسام حاد داخل الاتحاد الاوروبي حيث يرى مسؤولون ان نظام العقوبات على سورية قد ينهار بسبب عدم وجود اتفاق كاف لتجديده في بداية اذار (مارس) المقبل. وتقول الصحيفة ان هيغ يريد دعم الجماعات الصديقة للغرب خاصة الجيش السوري الحر، لكن دولا اخرى تعتقد ان السلاح سينتهي في يد الجماعات المتشددة ، مشيرين الى ليبيا حيث انتهت الاسلحة بيد الجماعات الاسلامية في مالي التي تقوم بريطانيا وفرنسا بمواجهتها الان. ونقل عن اليوت هيغنز وهو خبير في السلاح يقدم النصح لجماعات حقوق الانسان انه شاهد في بداية هذا العام تدفقا من الاسلحة المتوسطة المدى وقاذفات صواريخ جاءت من يوغسلافيا السابقة مما يقترح ان الغرب بدأ يمرر هذه الاسلحة للجماعات المرتبطة بالجيش الحر. ويرتبط السعي البريطاني بالوضع العسكري الميداني حيث حقق المقاتلون حسب مصادر المرصد السوري لحقوق الانسان عددا من الانجازات في الحسكة والرقة وحول عدد من المطارات في حلب، فيما تتواصل المعارك والمناوشات حول دمشق.

احاديث شامية

في تقرير لصحيفة ‘لوس انجليس تايمز’ من داخل دمشق اشار الى احاديث مجموعة من الفنانين في قلب المدينة القديمة للعاصمة، حيث استمعوا لعزف الناي على صوت المقاتلات التي كانت تحلق فوق المدينة، ونقلت عن احدهم وهو رسام قوله ان امرا كبيرا سيحدث هنا، ولم يكن في الحقيقة يشير الى الحرب ولكن الى الفن ومشهده وان هناك الكثير من الافكار والتعبيرات الجديدة. وعلى الرغم من كلام الفنان هذا الا ان المدينة القديمة التي كان موئل السياح والمليئة بالنشاط والحياة تحولت الى مدينة محصنة تشعر بالذعر، فيما اصبحت فنادقها الجميلة محطا لمشردي الحرب بدلا من السياح. كما ان الرسامين الذين كانوا جزءا من المدينة ولوحاتهم التي زينت الغاليرهات وواجهات المحلات، رحلوا منها. والاماكن التي احتفلت بفنانين مثل انجلينا جولي وبراد بيت فارغة، وكذا افواج السياح التي كانت تأتي وهي مسحورة بما تراه من لون وتشمه من رائحة البهارات والتوابل؟. الان في قلب المدينة حل الامن بعضهم بالزي الرسمي واخرون بالمدني يراقبون الداخل والخارج اليها، فيما يسكن في غرف الفنادق الفارغة المشردون من الحرب. ومع ان الحرب الان منحصرة في ضواحي دمشق الا انها بدأت تؤثر على سكان المدينة، حيث اصبح انقطاع التيار الكهربائي من الامور العادية.

صوت الثورة السورية

مادام الفن سيزدهر في ظل الحرب فالاغنية هي صوت الثورة ومن هنا التقت صحيفة ‘الغارديان’ مع يحيى حوى الذي قالت ان سبعة عشر فردا من عائلته اعتقلهم النظام ولكنه لا يزال يغني. ويقول التقرير ان يحيى كان عمره خمسة اعوام عندما قتل والده وعمه امامه في حماة اثناء المذبحة التي ارتكبها حافظ الاسد والد بشار في عام 1982 وقتل فيها ما بين 20 ـ 40 الفا. ويضيف التقرير ان حوى نفسه كان على قائمة المطلوبين لوزارة الداخلية السورية حيث يقول ان الثورة غيرت حياته الفنية فقبل الثورة فكل اغانيه كانت صوفية الطابع وللاطفال، اما بعد الثورة فقد شعر بمسؤولية كي يغني عنها. وكان حوى يتحدث مع مراسل الصحيفة من عمان ـ العاصمة الاردنية التي عاش فيها لسنوات طويلة.

وكان حوى قد انتقل الى الاردن بعد ان هرب مع امه الى السعودية بعد مقتل والده وعمه اللذين كانا يعملان في السوق. وجريمة والده وعمه ان شقيقا لهما كان من قادة الاخوان المسلمين. وعليه فكلما فعل الاخوان شيئا جاء الامن الى والده وعمه وبقية افراد العائلة. ويشير التقرير الى ان حوى تلقى تدريبا على الغناء التقليدي او وتعلم تجويد وقراءة القرآن، ولكنه في اغانيه والحانه يأخذ من الموسيقى الغربية مع انه يعتمد بشكل اكبر على صوته القوي، وهذا يفسر العدد القليل من الالات الموسيقية التي يستخدمها.

الجيش الحر لحزب الله: أوقف قصف سوريا خلال 48 ساعة وإلا!

لوانا خوري

 في تطور أمني ينذر بتداعيات ميدانية كبيرة، أمهلت قيادة الجيش السوري الحر حزب الله ثمان وأربعين ساعة لوقف عملياته في سوريا، مهددة بالرد عليه إن لم يتوقف.

بيروت: في بيان صادر عن قيادة الجيش السوري الحر، أعلنت هذه القيادة أنها ستتولى الرد على مصادر نيران حزب الله في الأراضي اللبنانية لإسكاتها، في حال لم تتوقف عن قصف الأراضي السورية والقرى والمدنيين خلال ثمان واربعين ساعة.

شهود على ارتكاباته

توجه بيان الجيش السوري الحر إلى الشعب اللبناني، فخاطبهم قائلًا: “أنتم تعرفون وانتم شهود على ما ترتكبه مجموعات حزب الله من مجازر في أرضنا ، مصحوبة بغطاء مدفعي من داخل الأراضي اللبنانية، ونحن مصممون من البداية، وما زلنا، أن معركتنا مع نظام الأسد المجرم محصورة به وبعصاباته ومن يعاونه من مرتزقة على الأراضي السورية. لكن حزب الله أبى إلا أن ينقل معركته على الشعب السوري إلى الأراضي اللبنانية، لعلمه أن النظام الذي يدافع عنه فقد كل طاقاته، ولم يعد قادرًا على الوقوف بوجه الشعب السوري البطل وثورته المباركة”.

ودعا البيان اللبنانيين للعمل على لجم حزب الله الذي علا في الأرض واستكبر، وطلبت من أهالي الهرمل الابتعاد عن أي منصة أو راجمة صواريخ تابعة لحزب الله وعن مراكزه العسكرية، بعد أن توعد قائلًا: “إننا نعلن ونحذر إن لم يتوقف حزب الله عن قصف الأراضي السورية والقرى والمدنيين العزل من داخل الأراضي اللبنانية خلال 48 ساعة من صدور هذا البيان، فإننا سنتولى بسواعدنا الرد على مصادر نيرانه وإخمادها داخل الأراضي اللبنانية”.

 معارك في القصير

وكان الجيش السوري الحر نفسه أعلن منذ يومين عن سقوط 24 مقاتلًا لحزب الله في معارك ضارية في منطقة القصير القريبة من الحدود اللبنانية، أدخلهم إلى البقاع حيث شيعوا بعيدًا عن الاعلام، ووصفوا بشهداء الواجب الجهادي.

وكانت المعارضة السورية نشرت شريطاً مصوراً على مواقع التواصل الاجتماعي وصفته بأنه معركة بين الجيش السوري الحر ومقاتلين من حزب الله في إحدى قرى منطقة القصير السورية.

وذكرت قيادات كتائب الثوار، الذين يظهر بعضهم في الشريط، أن القتال بين الفريقين اشتد بعدما حاول مقاتلو الحزب سحب 12 جثة لرفاق لهم، سقطوا في كمين نصبه الثوار.

وكان رد مصادر حزب الله أن المعارك هذه نشبت بين مسلحين وبين اللجان الشعبية في قرى يسكنها لبنانيون خلف الحدود، أي داخل الحدود السورية، ولا علاقة للحزب في تأججها.

زعم غير صحيح

ووقف السفير السوري لبنان، علي عبدالكريم علي، إلى جانب حزب الله، موكدًا أن زعم البعض أن عناصر من حزب الله تساعد في الداخل السوري أمر غير صحيح.

وأضاف علي في حديث صحفي، عقب زيارته وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور: “محاولة البعض إشاعة أن المقاومة اللبنانية تساعد في الداخل السوري أمر مردود عليه، ففي القصير أناس من جنسيات سورية ولبنانية متداخلة، إذ إن اللبنانيين الموجودين على الأرض السورية هم معنيون في مواجهة المسلحين عندما يتعرضون لهم، وما عدا ذلك كلام يجب على من يطلقه أن يتحسس الحد الأدنى من الصدقية”.

وتابع قائلًا: “ما يحدث على الحدود السورية – اللبنانية ليس فعلاً طارئاً يومياً، والإعلام ينشر ما يقوم به الجيش اللبناني والسلطات اللبنانية لجهة الإمساك بعصابات ومسلحين ومحاولات تهريب السلاح، وهذا يشكل إساءة للداخل اللبناني، وانتهاكا للعلاقة الأخوية بين البلدين”.

خرق لا يسكت عنه

على خلفية معارك القصير، دان الائتلاف السوري المعارض تدخل حزب الله العسكري في سوريا، واعتبره انتهاكًا للاتفاقات الدولية.

 وأصدر الائتلاف بيان قال فيه: “تشير شهادات العديد من السوريين والاحداث التي تم توثيقها منذ بداية الثورة في سوريا، الى تورط مباشر لحزب الله وقواته في أعمال القتل والاجرام والاعتداء على حرمات السوريين، تحت ستار دعم صمود نظام الأسد في وجه المؤامرة التي تستهدفه، وضمن هذا السياق تدخله العسكري الأخير في منطقة القصير قرب حمص الحدودية مع لبنان”.

وكرر بيان الائتلاف إدانته بشدة الاعتداءات المتكررة التي تقوم بها عناصر حزب الله على الأراضي السورية، مدفوعة بتصريحات إيرانية، تفوح منها رائحة الهيمنة الاستعمارية البغيضة.

واعتبر البيان أن “تدخل ايران وتابعها حزب الله في الشؤون السورية وتعديهما السافر على الشعب السوري والسيادة الوطنية أمر لا يمكن تبريره تحت أي ذريعة أو حجة، ويعتبر خرقًا وانتهاكًا للقوانين والاتفاقات الدولية لا يمكن السكوت عنه”.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/2/794303.html

الاتحاد الأوروبي يمدد العقوبات على سوريا ويرفض مد المعارضة بالسلاح

وزير خارجية لوكسمبورغ لـ«الشرق الأوسط»: لا أزمة سلاح في سوريا.. فهناك الكثير منه

بروكسل: عبد الله مصطفى باريس: ميشال أبو نجم القاهرة: أدهم سيف الدين

جدد الاتحاد الأوروبي أمس عقوباته المفروضة على سوريا لثلاثة أشهر قادمة، واستثنى منها ما يتعلق بالمواد والمعدات ذات الصلة بالاحتياجات الإنسانية أو حماية المدنيين. وبعد جدل طويل رفض مد المعارضة السورية بالسلاح، لكنه قرر فتح الباب لتأمين «وسائل حماية أكبر للمدنيين».

وكان قرار صدر في ديسمبر (كانون الأول) الماضي يقضي بتجديد العقوبات التي تشمل قطاع النفط والسلاح فضلا عن الحظر المالي.

وفي بيان صدر عن اجتماعات وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أمس، أعرب الاتحاد عن ترحيبه بالدعوة التي أطلقها زعيم ائتلاف المعارضة السورية أحمد معاذ الخطيب للحوار مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد للتوصل إلى حل سياسي ينهي الصراع القائم في البلاد. كما أبدى التكتل الأوروبي الموحد قلقه البالغ إزاء ما وصفه بـ«الحالة الدراماتيكية» للوضع الإنساني للنازحين هربا من أعمال العنف وصعوبة وصول المساعدات الإنسانية إلى الداخل. وجدد الاتحاد الالتزام بتقديم الدعم لمهمة المبعوث الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي، وكذلك تقديم الدعم لائتلاف المعارضة السورية فضلا عن الاستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية للاجئين السوريين، وخصوصا في دول الجوار.

وكان الاتحاد الأوروبي فرض ما يزيد على 18 حزمة من العقوبات على السلطات السورية جراء الأحداث التي تشهدها البلاد منذ 23 شهرا شملت القطاع النفطي والمالي وقطاع الطيران، فضلا عن تجميد أرصدة العشرات من المسؤولين السوريين، لكن مناقشات أمس تركزت على مسألة رفع حظر التسلح «بصورة كلية أو جزئية» إلى المعارضة، فبينما تعارض أو تتردد الغالبية العظمى من الدول الأعضاء في الاتحاد في رفع حظر الأسلحة المفروض على سوريا ارتفعت أصوات تؤيد تسليح جماعات المعارضة السورية، في مقدمتها بريطانيا.

وقال وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ: «نريد تقديم مزيد من الدعم للائتلاف السوري المعارض، نحن نقدم له دعما دبلوماسيا وسياسيا ولا بد من توسيع إطار هذا الدعم، ونقدم له ما يسمح له بحماية حياة الناس، ونحن نرى أنه لا بد من إعادة النظر في فرض العقوبات وخصوصا في حظر السلاح، في نفس الوقت نحن حريصون على عدم توريد أسلحة لأطراف غير مرغوب فيها»، في إشارة إلى الجماعات المتشددة، بينها جبهة النصرة التي أدرجتها الولايات المتحدة على لائحة الإرهاب. ولكن الطرح البريطاني الذي يلقى دعما من إيطاليا وفرنسا قوبل بتحفظ من عدة دول، ومنها ألمانيا التي أكدت رفضها رفع الحظر على السلاح حتى لا يتفاقم الوضع. وقال غيدو فسترفيلي وزير الخارجية الألماني إن «رفع حظر السلاح يعني مزيدا من العنف، كما أنه سيفتح الباب أمام سباق للتسلح في سوريا». وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» قال وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسيلبورن: «لا أظن أن هناك أزمة في السلاح، فهناك ما يكفي من أسلحة، وسوريا تحتاج إلى أشياء أخرى كثيرة خلافا لما يدعو إليه البعض من حلول ذات طابع عسكري، ويجب التركيز على الحل الدبلوماسي، وأنا أفضل هذا الخيار بدلا من خيارات أخرى لها خطورة كبيرة». وبدوره قال وزير الخارجية البلجيكي ديديه رايندرز في رد على سؤال لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا بد من الحصول على ضمانات بشأن كيفية وماهية الأطراف التي ستستفيد من وصول أسلحة إلى سوريا، وفي نفس الوقت وعلى المستوى الإنساني سنطرح في اجتماع جنيف تطبيق المعايير الدولية الإنسانية المعمول بها في العالم، وهذا مطلبنا منذ البداية ويتفق معنا في الرأي دول وأطراف أخرى كثيرة».

وانتهي اجتماع أمس إلى اتفاق أوروبي على تمديد العقوبات حتى نهاية مايو (أيار) وتعديلها إلى «تأمين دعم أكبر ومساعدة تقنية لحماية المدنيين»، بدلا عن رفع الحظر على توريد الأسلحة إلى المعارضة.

وفي غضون ذلك، وصفت مصادر دبلوماسية أوروبية في باريس الإتفاق الأوروبي بأنه «اتفاق الحد الأدنى» وأن الخلافات داخل صفوف الاتحاد «عميقة» وأن العواصم الأوروبية منقسمة إلى ثلاث مجموعات أولها ما زالت تدفع باتجاه رفع العوائق التي تمنع تسليح المعارضة وتتمثل ببريطانيا وإيطاليا وبدرجة أقل فرنسا. أما مجموعة «الممانعة» وهي الأكبر فتتشكل بالدرجة الأولى من الدول الإسكندنافية وبلدان غرب وشمال أوروبا فيما الآخرون إما «مترددون» أو «غير مهتمين» أو لا مواقف قاطعة لهم. وترى المصادر المشار إليها أن زيادة المساعدة التقنية والمعدات غير القاتلة «لن تحدث تغييرا في الواقع الميداني» بين النظام والمعارضة المسلحة خصوصا أن مثل هذه المعدات كالمناظير التي تتيح الرؤية الليلية وأجهزة الاتصال وغيرها تقدم منذ فترة طويلة للمعارضة.

ولا يرغب الأوروبيون ولا الأميركيون في وقوع السلاح «في أيد غير صديقة» وفق التعبير الأميركي. وقالت مصادر دفاعية أوروبية لـ«الشرق الأوسط» إن الغربيين «يسعون مع الجيش السوري الحر إلى تحديد الأطراف الموثوقة» التي لا يشكل وصول السلاح إليها خطرا مستقبليا. غير أن هذه الجهود لم تثمر بعد بشكل كاف ما يترك المسألة «مفتوحة» ورهنا بالتطورات المرتقبة على الصعيدين السياسي والميداني.

وأفادت هذه المصادر أن الغربيين «يعملون على تأطير المعارضة المسلحة وتنظيمها». وطالما لم ينته هذا العمل، فإن تسليحا للمعارضة على نطاق واسع «لن يتم».

وكان حارث النبهان عضو الهيئة السياسية لائتلاف المعارضة السورية أعرب في وقت سابق أمس عن أمله في أن يرفع الأوروبيون حظر توريد السلاح للمعارضة من أجل تمكين القوى الثورية من تحقيق تغيير موازين القوى على الأرض، و«يرغم النظام السوري على القبول والتعاطي مع فكرة الحل السياسي القائمة أصلا على خروج بشار الأسد ليفتح طريق الكلام مع الآخرين».

في تطور نوعي.. الجيش الحر يعلن تشكيل الفرقة الجوية الأولى

لا خبز في دمشق.. والحكومة تتهم المواطنين بشراء ما يزيد عن الحاجة

لندن: «الشرق الأوسط»

في تطور نوعي أعلن الجيش السوري الحر (تشكيل الفرقة الجوية الأولى) بقوام 10 طائرات بطياريها. وجاء هذا الإعلان بينما قتل نحو 90 سوريا معظمهم قضوا خلال اشتباكات مع قوات النظام السوري في دمشق وريفها وحلب ودرعا وحمص وإدلب ودير الزور.

وأعلن قائد الفرقة الجوية الأولى العميد الطيار الركن «محمد يحيى بيطار» باسمه وباسم الطيارين الذين رفضوا الوقوف بجانب نظام الرئيس السوري بشار الأسد عن «جاهزية» جميع الطيارين «واستعدادهم الكامل للقيام بأي مهمة تطلب» من قبل الجيش الحر. ويعد هذا أول إعلان عن امتلاك الجيش الحر لسلاح جو، ويرى مراقبون أن شأن هذا التطور أن يرفع وتيرة المعارك وبشكل يخلخل توازن المواجهات الجارية.

وتزامن هذا مع أنباء غير مؤكدة أوردها موقع الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد عن إسقاط طائرة «مدنية كانت تنقل مصابين من ضباط ورتب رفيعة من حلب إلى دمشق».

وفي العاصمة دمشق شنت قوات الأمن التابعة للنظام السوري حملة اعتقالات واسعة في الصالحية العليا شملت حارات: شيخ إبراهيم وأبو نجيب ووادي الشياح وجامع التقوى وداغستاني وطلعة عجاج، وبعض الحارات السفلية، وتم اعتقال نحو 200 شاب بشكل عشوائي. وبحسب شهود عيان تم تجميعهم أمام جامع التقوى والتقاط صور لهم، وضربهم وإهانتهم، قبل ترحيلهم إلى المقر الأمني، في منطقة الجسر الأبيض، وهناك تم سؤالهم عن أشخاص مطلوبين أطلق سراح كل من لم يرد اسمه في قوائم المطلوبين والمشتبه بهم. كما شنت حملة مداهمات شرسة في منطقة العمارة في المدينة القديمة شارك فيها الشبيحة إلى جانب رجال الأمن، في وقت قال سكان في حي باب توما القريب من العمارة قذيفة هاون على أحد المنازل في المسبك، ووصلت شظاياها لغاية الشارع العام، وبحسب السكان اقتصرت الخسائر على الأضرار المادية.

وسجلت الأوضاع المعيشية في العاصمة أمس تأزما جديدا على صعيد توفر الخبز، وقال ناشطون إن معظم أفران العاصمة لم تعمل أمس لأسباب غير معروفة، ووصل ثمن ربطة الخبز في بعض المناطق إلى 100 ليرة سورية في حين أن السعر الرسمي 15 ليرة سورية، مع الإشارة إلى أن سعر الدولار يعادل 93 ليرة.

وطلبت طلبت مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بدمشق أمس من أفران دمشق بيع ثلاث ربطات خبز فقط للمواطن يوميا، ونقلت (سانا) عن مدير المديرية زياد هزاع تصريحه أن «شراء بعض المواطنين لكميات زائدة عن حاجتهم من الخبز إضافة للأسباب الأخرى أدى إلى ازدياد الضغط على الأفران ونقص المادة ولذلك ألزمت المديرية الأفران ببيع ثلاث ربطات للمواطن ووزعت عدة مراقبين على الأفران حيث تم تنظيم عشرين ضبطا الشهر الفائت بحق بائعي الخبز».

ونظمت مديرية حماية المستهلك بدمشق 61 ضبطا بحق المخالفين و24 ضبط عينة خلال الشهر الأول من العام الحالي. في حين قالت مصادر محلية إن ميليشيات النظام واللجان الشعبية يقومون بالاستيلاء على أكبر كميات من الخبز دون أن يجرؤ أحد على مواجهتهم أو وضع حد لممارساتهم في إذلال الأهالي وفي الاستيلاء على الحصة الأكبر من الخبز.

بعد جدل حول اتصالاتهما الهاتفية.. أخيرا كيري ولافروف يبحثان وقف العنف في سوريا

المنتدى العربي ـ الروسي يناقش الأزمة السورية غدا بحضور العربي ووزراء خارجية العراق والكويت ولبنان ومصر

موسكو: سامي عمارة القاهرة: سوسن أبو حسين

كشفت وزارة الخارجية الروسية عما دار في المكالمة الهاتفية التي جرت بين سيرغي لافروف وزير الخارجية ونظيره الأميركي جون كيري في وقت متأخر، أول من أمس، وقالت الخارجية الروسية في بيانها الصادر حول هذه المكالمة التليفونية: «إن الوزيرين تبادلا الآراء حول قضية الأزمة السورية من منظور ضرورة وقف العنف من جانب كل الأطراف، والبدء في الحوار بين السلطات الحكومية والمعارضة». وأشار البيان أيضا إلى «أن الوزيرين وبمبادرة من الوزير لافروف تطرقا إلى الحديث عن الأوضاع في شمال شرقي آسيا، والمسائل المتعلقة بالتفجيرات النووية التي أجرتها كوريا الشمالية».

وخلص الوزيران إلى ضرورة التواصل حول مختلف القضايا الدولية والقضايا الثنائية، بما في ذلك بحث احتمالات اللقاء في أقرب وقت ممكن.

وكان الجدل قد احتدم حول هذه المكالمة خلال الأيام القليلة الماضية، مما دفع الناطق الرسمي باسم وزير الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش ينتقد، خلال مؤتمره الصحافي الدوري الأخير، ما صدر عن نظيرته الأميركية فيكتوريا نولاند حول «تباطؤ» الجانب الروسي في الرد على طلب الوزير الأميركي كيري حول الحديث مع لافروف خلال زيارته لعدد من الدول الأفريقية.

وقال لوكاشيفيتش إن الجانب الروسي لم يستطع الاستجابة للطلب الأميركي فور وصوله، لكنه، وعلى الرغم من ازدحام برنامج الوزير لافروف، حدد المواعيد المناسبة لإجراء الاتصال الهاتفي بين الوزيرين الروسي والأميركي، بما في ذلك في 14 فبراير (شباط)، إلا أنه لم يتلقّ ردا من جانب واشنطن، وهو ما جعل الجانب الروسي يعتبر أن الأمر لم يعد مطلوبا.

من المقرر أن يصل اليوم إلى موسكو كل من نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية ووزراء خارجية العراق هوشيار زيباري، ولبنان عدنان منصور، وليبيا محمد عبد العزيز، والكويت الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، ومصر محمد كامل عمرو، حيث من المقرر أن تبدأ في موسكو صباح غد (الأربعاء) أول اجتماعات المنتدى العربي – الروسي بمشاركة لافروف. وقالت المصادر الروسية إن الأزمة السورية والمسائل المتعلقة بضرورة وقف العنف والبدء في الحوار بين الأطراف المعنية السورية ستكون في صدارة جدول أعمال اللقاء المرتقب، الذي سوف يعقبه مؤتمر صحافي يعقده الدكتور العربي والوزير لافروف.

وكانت موسكو سبق أن أعلنت رسميا عن دعوتها كلا من وليد المعلم وزير الخارجية السوري، والشيخ معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري، في إطار الجهود التي تتواصل من أجل البحث عن حلول عاجلة لوقف العنف والبدء في الحوار بين الحكومة والمعارضة استنادا إلى ما سبق وتوصلت إليه «مجموعة العمل» من اتفاقات في يونيو (حزيران) 2012.

ووسط توقعات بلقاء محتمل بين المعلم والخطيب في العاصمة موسكو، أكد ميخائيل بوغدانوف المبعوث الشخصي للرئيس الروسي في الشرق الأوسط لـ«الشرق الأوسط» عدم صحة المعلومات التي تواردت حول إجراء مفاوضات بين الطرفين.

وأوضح أن الوزير السوري يصل إلى موسكو في 25 فبراير الحالي، بينما من المقرر أن يزور الخطيب العاصمة الروسية في وقت لاحق بعد هذا التاريخ.

وفي غضون ذلك، قالت مصادر مطلعة في القاهرة إن القضية الرئيسية للمنتدى تتعلق بمناقشة الأوضاع في سوريا، التي بلغت مرحلة خطرة، بالنظر إلى حجم الضحايا من قتلى وجرحى ونازحين داخل البلاد وخارجها. وأشارت المصادر إلى أن وزراء الخارجية سيوجهون الدعوة إلى ضرورة وقف فوري لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع المعتقلين السوريين، مع التأكيد على أهمية الجلوس حول طاولة الحوار، وضرورة وضع الأزمة على المسار السياسي، وفق ترتيبات «اتفاق جنيف»، ومعالجة الوضع الإنساني والحاجة الملحة إلى المساعدات، وتأييد دخولها سوريا وتوزيعها على النازحين في كل من لبنان والأردن والعراق وتركيا. كما سيدعو المنتدى إلى دعم جهود الإبراهيمي لحل الأزمة السورية.

من جانبه، قال وليد البني الناطق الرسمي باسم الائتلاف الوطني السوري لـ«الشرق الأوسط»، ردا على تصريحات الإبراهيمي بشأن دعوة المعارضة والحكومة السورية إلى مفاوضات في مقار تابعة للأمم المتحدة، إن موقف الائتلاف هو الموقف الذي صدر عن الهيئة السياسية للائتلاف، وهو أن بشار الأسد ورموز نظامه خارج أي حل سياسي إلا من لم تتلطخ أيديهم بالدماء، مشيرا إلى أنه في ظل هذه الشروط فإن الائتلاف يرحب بأي حل سياسي أو جهد دولي لإخراج الشعب السوري من الأزمة الراهنة.

إلى ذلك، أفادت وكالة الأنباء السورية «سانا»، نقلا عن وزارة الحالات الطارئة الروسية عزم الأخيرة إرسال طائرتين تحملان مساعدات إنسانية إلى سوريا يبلغ وزنها الإجمالي 44 طنا. وأشارت الناطقة الرسمية باسم الوزارة إيرينا روسيوس في تصريح، أمس، إلى أن الطائرتين وهما من طرازي «ايل 62» و«ايل 76» يمكن أن تنقلا في طريق العودة مواطنين روسيين مقيمين في سوريا، إذا أبدوا رغبة بالمغادرة.

ونقلت وكالة «إيتار تاس» الروسية للأنباء عن المتحدثة أن الطائرتين اللتين تحملان خياما ومولدات الكهرباء وأثاثا و11 طنا من الغذاء ستهبطان في اللاذقية، شمال غربي سوريا.

3 تطورات تحيي الآمال بحسم الأزمة السورية

تعيين كيري وإقناع الأسد بالتواري لصالح البعثيين.. وتطور موقف موسكو

لندن: أمير طاهري

هل يسعى الرئيس السوري، بشار الأسد، إلى حل من خلال التفاوض يضع حدا لهذه الحرب الأهلية الدامية التي تشهدها بلاده؟ هذا هو الأمل الذي يحاول مبعوث الأمم المتحدة الخاص، الأخضر الإبراهيمي، أن يبقيه حيا من خلال المناورات الدبلوماسية حتى وإن كان يراها البعض وهما. وساعدت ثلاثة عوامل في خروج هذا الأمل إلى الوجود. العامل الأول هو تعيين باراك أوباما لجون كيري وزيرا للخارجية. وعلى عكس هيلاري كلينتون، التي سبقته في هذا المنصب، يتمتع كيري بإدراك عميق لعقلية الرئيس السوري. وسافر كيري بصفته عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الديمقراطي إلى دمشق لحضور اجتماعات استمرت عدة ساعات مع الأسد. وتمكنت زوجة كيري، ماريا تيريزا ثيرستين، التي ولدت في البرتغال، بمرور السنوات، من إقامة علاقات وطيدة بين الأسرتين من خلال صداقتها مع زوجة الأسد، أسماء الأخرس. كذلك من المثير للاهتمام أن ابنة كيري، فانيسا، متزوجة من طبيب إيراني وهو ما يعزز فهم أسرة كيري للمنطقة.

وهاجم كيري بصفته مرشحا رئاسيا عام 2004 الرئيس جورج بوش، ووصفه بأنه قائد «مندفع يصوب السلاح قبل تحديد الهدف»، مدمن على «دبلوماسية رعاة البقر»، ودعا إلى إصلاح شامل للسياسة الخارجية. وقدم كيري خلال الأسبوع الماضي تلميحات مثيرة عن «أفكار جديدة» لإنهاء الصراع في سوريا. العامل الثاني الذي قد يمنح مصداقية لآمال عقد اتفاق هو تنامي اعتقاد الأشخاص المقربين من الأسد أن الطريقة الوحيدة لتمكين البعثيين من الاحتفاظ بقدر من السلطة هي إقناع الرئيس بالتواري إلى الظل.

العامل الثالث هو تطور الموقف الروسي، فموسكو تدرك أن الرهان على الأسد يؤدي إلى عزلة روسيا في الشرق الأوسط. لذا فإذا أمكن التخلي عن الأسد من دون أن يبدو هذا كهزيمة لروسيا، ربما تبدي موسكو استعدادا للتعاون. وتخبرنا مصادرنا بأنه تم وضع الخطوط العريضة لاتفاق خاص بالأسد بمساعدة شخصيتين سياسيتين لبنانيتين مقربتين منه. وبحسب هذا الاتفاق المقترح، سيكون على الأسد الموافقة على مرحلة انتقالية ليس له دور فيها.

واختيار الكلمات مهم لإصرار الأسد على أنه «لن يتنحى» قبل نهاية مدته الرئاسية في مايو (أيار) عام 2014. وتنص مسودة الاتفاق على تسمية الأسد لأحد نائبيه كرئيس للحكومة الانتقالية التي سيكون لأحزاب المعارضة حق تسمية ثلث وزرائها. وسيحق للائتلاف الحاكم بقيادة حزب البعث الاشتراكي اختيار ثلث آخر. أما الثلث الباقي فمن المفترض أن يتشكل من «شخصيات محترمة» يقبلها الطرفان.

ستقترح الحكومة الانتقالية تعديلات دستورية يتم طرحها في استفتاء، وستجري انتخابات رئاسية وبرلمانية في غضون عام. ويأمل الأسد في أن يظل رئيسا حتى نهاية فترته الرئاسية التي تنتهي العام المقبل. خلال تلك الفترة سينقل سلطاته التنفيذية إلى رئيس وزرائه مع الاحتفاظ ببعض الوظائف الرمزية كرئيس للدولة.

يرغب الأسد مقابل التنحي في الحصول على الحصانة من الملاحقة القضائية من الاتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وأي دعوى جنائية من خلال المحكمة الجنائية الدولية ينبغي أن يتم التصديق عليها من قبل مجلس الأمن، وهو ما يستطيع «الفيتو» الأميركي وقفه، لكن الأسد يأمل في أن يتمكن كيري من منحه الحصانة المطلوبة.

ويرغب الأسد أيضا في الحصول على ضمانات بتوقف دول أصدقاء سوريا، المجموعة التي تضم 100 دولة، عن دعم مجموعات المعارضة المسلحة بمجرد تشكيل الحكومة الانتقالية.

ستساعد الجبهة التي تقودها الولايات المتحدة في وقف إطلاق النار وتمكين الجيش السوري من تأمين حدود البلاد واستعادة القانون والنظام.

ما يرفضه الأسد تقديم تعهد بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.. فرغم فرار غالبية أعضاء أسرته إلى خارج سوريا بحثا عن الأمن، يرفض الأسد الاقتراحات بضرورة الرحيل عن سوريا هو الآخر.

لقي الاتفاق المقترح ترحيبا حذرا من جانب عدد من فصائل المعارضة السورية، لكن الغالبية، وخاصة فصائل المعارضة المسلحة، لا تثق في الأسد وترى أن الاتفاق المقترح ليس سوى خدعة لكسب الوقت.

ويتشكك غالبية أعضاء تكتل «أصدقاء سوريا» في مصداقية الأسد، حيث تشدد العديد من الدول العربية، وبخاصة مصر، على أن يكون رحيل الأسد عن السلطة بصورة لا لبس فيها الخطوة الأولى، لا الأخيرة، في أي مرحلة انتقالية.

المشكلة الأخرى هي أن الأسد ربما لم يعد يمتلك سلطة اتخاذ القرار في دمشق عندما أنشأت إيران شبكة خاصة بها داخل النخبة الحاكمة.. فقد ذكر علي خامنئي، المرشد الأعلى، أكثر من مرة أنه لن يسمح بسقوط الأسد.

ويرى المحللون أنه على الرغم من وجود بصيص من الأمل، لكن كيري والإبراهيمي قد يكتشفان أن الضوء في نهاية النفق لم يكن سوى سراب.

“جيش الدفاع الوطني”: خطوة على طريق تقسيم سوريا

مـالـك أبـو خـيـر

كثيرة هي التكهّنات التي أُطلقت بعد إعلان النظام السوري عن عزمه تشكيل ما يسمى “جيش الدفاع الوطني” كعنصر مُساعد إلى جانبه في القتال على الأراضي السورية.

البعض اعتبر أن هذه الخطوة بداية لمشروع حرب أهلية تمدّ في عمر القتال الدائر في البلاد، فيما البعض الآخر رأى أن هذا الجيش هو من سيكمل القتال ما بعد سقوط الأسد لتكون بداية فصول الحرب الأهلية بشكلها العلني.

“جيش الدفاع الوطني” يضمّ كل من يُطلق عليهم اسم “شبّيحة”، يضاف إليهم كل المتقاعدين من الجيش النظامي والعناصر المدنيين التي ترغب بذلك، ويتم تنظيمهم ضمن هذا التشكيل برواتب شهرية، مع تقديم السلاح وكافة المتطلبات اللازمة لتحويلهم إلى كتائب منظمة ضمن المناطق التي يسيطر عليها النظام، وعلى الأغلب يلعبون دور قتال الشوارع في قلب المدن، فيما ينسحب الجيش النظامي نحو الأطراف. أي أن الأمر بمثابة إعادة تقسيم المهام من جهة، وتخفيف الضغط عن جيش النظام الذي يخوض حرباً شرسة منذ سنتين تقريباً.

الخطوة الخطيرة جداً هذه، قد تأخذ البلاد في اتجاهات ليست بمصلحة الشعب السوري. فهذا الجيش الجديد لن يتوقف قتاله عند سقوط النظام السوري، بل يفتح باباً لحرب طويلة الأمد قد تستمر لوقت ليس بالقصير على الإطلاق، ويتم خلال ذلك مدّه بالذخيرة والسلاح مع تجهيز مواقع قتالية له، وبشكل يشبه تشكيلات الأحزاب اللبنانية أيام الحرب اللبنانية الأهلية، وطبعاً دون نسيان اللعب على الورقة الطائفية، حيث إن التركيز على إعداد هذا الجيش يجري في مناطق الأقليات الطائفية، كالسويداء (الأقلية الدرزية) ومناطق الساحل السوري (الأقلية العلوية)، ويتم إقناع سكان هذه المناطق بأن هذا الجيش الجديد هو لحمايتهم من تعرّضهم لأي اعتداء من قبل الأكثرية في حال سقوط النظام.

لغة “جيش الدفاع الوطني” إذاً هي لغة الطائفية والسلاح. وما يزيد خطورته على الأرض التقاطعات السياسية التي تفرضها الدول الكبرى على الساحة السورية، وتختلف هذه التقاطعات بحسب المصالح السياسية والاقتصادية، مع وجود العامل الإسرائيلي الذي يراقب الوضع بحذر شديد ويحاول بشكل غير مباشر تحويل دفة الثورة نحو اتجاهات بعيدة عن تحقيق مطالبها في الحرية والديمقراطية، حيث يتم خلط الأوراق ضمن الثورة نفسها من جهة، والعمل على تشكيل صدام مسلح بين جميع الأطراف من جهة أخرى، لضمان بقاء الصراع أطول فترة ممكنة حتى ما بعد سقوط النظام.

“معن”، جندي برتبة رقيب تم تسريحه من الجيش النظامي منذ سنتين، عُرض عليه الانضمام إلى هذا الجيش، ورفض لأسباب عديدة، حيث يقول: “لم أقتنع بأهداف هذا الجيش الذي تنحصر مهامه في قتال الجيش السوري الحر ضمن مناطق يتم وضعنا بها، حيث إنّها مناطق مدنية، وبالتالي المعارك ضمنها أشبه بقتال الشوارع”. ويضيف: “أنا أرفض فكرة الجيش الحر، لكنني بنفس الوقت أرفض ما يقوم به النظام من قصف وتدمير، والحل ليس بخلق هكذا تركيبات يكون فيها الجنود وبكل بساطة وقوداً لحرب مستقبلية لا تخدم الوطن بل تخدم مصالح خارجية”.

في إحدى مناطق ريف دمشق يتم العمل على تأسيس كتائب “جيش الدفاع” بقدم وساق، حيث يتم استدعاء كل المدنيين وكافة المتقاعدين العسكريين القادرين على حمل السلاح ويتم إعادة تدريبهم بحسب ما تسرب من معلومات في مناطق عسكرية مازالت تحت سيطرة قوية للنظام، وسوف يتم العمل لتوزيعهم على منشآت مدنية وضمن المناطق التي يفرض النظام سيطرته عليها في دمشق وحمص وباقي المحافظات.

مخطط التقسيم وإطالة عمر الأزمة السورية هو ما يسعى إليه كثير من الدول، ولعلّ بعضها من الذين يناصرون الثورة السورية. فسوريا الديمقراطية الحرة ذات قرار مستقل ليست في مصلحة العديد من الدول، وأهمّها إسرائيل.

المعلم يزور موسكو ولن يلتقي الخطيب

                                            أعلن غينادي غاتيلوف -نائب وزير الخارجية الروسي- اليوم الثلاثاء أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيزور موسكو في 25 فبراير/شباط الجاري.

وقال خلال مؤتمر صحفي “ننتظر زيارة وزير الخارجية السوري إلى موسكو 25 فبراير/شباط”، موضحا أن المحادثات ستتناول النزاع في سوريا والإجراءات الواجب اتخاذها لبدء حوار.

وكان ميخائيل بوغدانوف -وهو نائب آخر لوزير الخارجية الروسي- أعلن الأسبوع الماضي أن المعلم سيزور موسكو نهاية الشهر الجاري، مشيرا إلى أن رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد معاذ الخطيب سيزور أيضا العاصمة الروسية، إلا أن الخارجية الروسية أوضحت فيما بعد أن المعلم لن يلتقي الخطيب خلال الزيارة.

في سياق متصل، قال غاتيلوف إن بلاده لن تؤيد دعوات بإحالة مجرمي حرب مشتبه فيهم في سوريا للمحكمة الجنائية الدولية. وأضاف أن “هذا ليس المسار الذي يجب أن نسلكه. في هذه المرحلة سيكون في غير أوانه وسيأتي بنتائج عكسية”.

وقال محققون تابعون للأمم المتحدة أمس الاثنين إنه يجب إحالة السوريين الذين خلصت تحقيقاتهم إلى أنهم مجرمو حرب مشتبه فيهم إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وتدعم روسيا النظام السوري منذ بدء الاحتجاجات قبل نحو عامين، وتعارض أي تدخل في النزاع الذي أوقع حوالى سبعين ألف قتيل بحسب الأمم المتحدة.

قطر تحذر

يأتي هذا في حين حذرت قطر من إطالة أمد الصراع في سوريا، ووصفت قرار الاتحاد الأوروبي بعدم رفع الحظر عن تزويد الثوار السوريين بالسلاح بأنه غير صائب ومن شأنه إطالة الأزمة في سوريا.

وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني للجزرة إن النظام السوري “يشتري الوقت”, ووصف اقتراح المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي بإجراء حوار بين المعارضة والنظام السوري بالصائب, لكنه شدد على أن نجاحه يحتاج لقرار دولي.

وكان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قد قرروا تجديد العقوبات لمدة ثلاثة أشهر حتى نهاية مايو/أيار بينما يتم تعديل حظر السلاح ليتم تقديم مزيد من الدعم بالمواد “غير المميتة” والمساعدة الفنية لحماية المدنيين.

ويمثل القرار حلا وسطا بعد خلاف استمر أسابيع بين بريطانيا -التي تسعى لتخفيف حظر السلاح لمساعدة ثوار سوريا- وعدد من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى المعارضة للسماح بوصول مزيد من السلاح إلى سوريا.

وتركز الاجتماع حول الطلب الذي تقدمت به بريطانيا ودعمته إيطاليا وعدد من الدول الأوروبية لرفع الحظر الأوروبي على الأسلحة التي يمنع وصولها إلى الثوار.

بدوره, دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ لدى وصوله إلى الاجتماع إلى تغيير حظر الأسلحة القائم حتى يتمكن الاتحاد من تقديم دعم أوسع للائتلاف الوطني السوري. وأضاف “نمنحهم الدعم السياسي والدبلوماسي كما نمنحهم المساعدة في مجال التجهيزات في اللحظة الحالية لمساعدتهم على إنقاذ أرواح الناس”.

الاقتراح المصري

من ناحية أخرى، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست اليوم الثلاثاء إن الخطة التي اقترحها الرئيس المصري محمد مرسي لحل الأزمة في سوريا “إيجابية وقريبة” من الخطة الإيرانية.

وذكر المتحدث في تصريحات أوردتها وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا) اليوم أن طهران تدرس الخطة عن كثب وعلى وجه التحديد وستقدم وجهة نظرها النهائية للمسؤولين المصريين في أقرب وقت ممكن.

وأشار مهمانبرست إلى أن الرئيس المصري اقترح خلال قمة منظمة التعاون الإسلامي في مكة العام الماضي تشكيل لجنة رباعية تضم إيران ومصر والسعودية وتركيا ولكنها أصبحت ثلاثية بعد غياب ممثل السعودية، مشيرا إلى أن اللجنة عقدت ثلاثة اجتماعات حتى الآن بمشاركة وزراء خارجية الدول الثلاث.

وترتكز مبادرة الرئيس المصري على وحدة الأراضي السورية والحوار الشامل بين الأطراف السورية المختلفة والاستجابة لأي جهد من أي دولة عضو تشارك في هذا الحوار.

عشرات القتلى بقصف صاروخي على حلب

                                            قتل نحو خمسين شخصا -معظمهم من النساء والأطفال- في قصف بصاروخ بالستي أطلقته قوات النظام اليوم على حي جبل بدرو في حلب. وتدور معارك عنيفة في حلب بين الجيشين النظامي والحر في محاولة للسيطرة على مطارات المدينة، بينما قتل نحو 28 شخصا في مناطق أخرى بسوريا.

فقد قالت لجان التنسيق المحلية إن نحو خمسين شخصا -معظمهم من النساء والأطفال- قتلوا في حلب اليوم بصاروخ بالستي من نوع سكود أطلقته قوات النظام على حي جبل بدرو، وأدى إلى تدمير عشرة مبان سكنية. كما قصفت قوات النظام بصواريخ بالستية قريتي تل رفعت ومارع بريف حلب.

أما في بقية المناطق السورية فقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 28 شخصاً، معظمهم في دمشق وريفها.

من جهة أخرى، عزز الجيش الحر مواقعه في حي جوبر بدمشق بعدما تمكن من بسط سيطرته على أجزاء كبيرة من طريق المتحلق الجنوبي.

وقال المرصد إن أرتالا من القوات النظامية تتجه إلى حلب من جهة الشرق قادمة من وسط سوريا، وقد وصلت إلى بلدة تلعرن جنوب شرق مدينة حلب.

ويهاجم مسلحو المعارضة منذ أيام أرتال القوات النظامية لدى وصولها إلى هذه المنطقة، في محاولة لإعاقة تقدمها. كما تمكن مقاتلو الجيش الحر من إحراز تقدم في اتجاه مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري الملاصق له.

معركة مطارات

وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية عن “اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في قرية تلعرن” القريبة من مدينة السفيرة.

وأشار المرصد إلى أن الهدف من التعزيزات هو الحؤول دون سقوط مطار حلب الدولي -ثاني أكبر المطارات السورية المقفل منذ أول يناير/كانون الثاني الماضي أمام حركة الملاحة بسبب المعارك حوله- في أيدي المقاتلين المعارضين.

وكان مقاتلو المعارضة قد اقتربوا بعد معارك عنيفة أمس من مطار حلب ووسيطروا على بناء يبعد مائتي متر عن سور المطار، مما جعله “تحت مرمى نيرانهم” حسب مصدر عسكري من قوات النظام.

وأعلن المجلس العسكري لمحافظة حلب التابع للجيش الحر يوم 12 فبراير/شباط الجاري بدء هجوم واسع على المطارات في حلب، بالتنسيق مع كل الكتائب المقاتلة على الأرض.

وتمكن المقاتلون المعارضون خلال أسبوع من السيطرة على مطار الجراح العسكري، ومقر اللواء 80 المكلف حماية مطاري النيرب وحلب، وكتيبة للدفاع الجوي قرب بلدة حاصل، وكلها تقع شرق مدينة حلب.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أفاد بأن نحو 190 سوريا قتلوا خلال الساعات الـ24 الماضية في أنحاء متفرقة من البلاد، بينهم 99 مدنيا.

وأضاف المرصد أن ما لا يقل عن 63 من القوات النظامية قتلوا إثر تفجير عبوات ناسفة في آليات ورصاص قناصة واشتباكات في عدة محافظات.

طائرتان روسيتان تنقلان مساعدات لسوريا تهبطان في اللاذقية وتجليان رعايا

أقلعت طائرتان روسيتان تحملان مساعدات إنسانية صباح اليوم الثلاثاء في اتجاه اللاذقية شمال غرب سوريا، على أن تقوما بإجلاء مواطنين روسيين يرغبون في مغادرة هذا البلد.

 وقالت وزارة الطوارئ الروسية في بيان لها إن طائرتين من طراز “إيليوشين 62″ و”إيليوشين 76” تنقلان 46 طنا من المساعدات أقلعتا قبل الظهر من ضاحية موسكو في اتجاه مطار اللاذقية، وسوف تقومان بإجلاء أي مواطن روسي يرغب في مغادرة سوريا.

وأوضحت المتحدثة باسم الوزارة إيرينا روسيوس أن الطائرتين تنقلان مساعدات غذائية إضافة إلى خيام ومولدات كهرباء وآنية مطبخ، ومن المتوقع أن تهبطا في اللاذقية، وبعد ذلك سيكون بوسع مواطني روسيا ومجموعة الدول المستقلة الراغبين في مغادرة هذا البلد الرحيل على متنهما.

وكانت روسيا أعادت في 23 يناير/كانون الثاني الماضي 77 من مواطنيها المقيمين في سوريا -معظمهم من النساء والأطفال- في رحلات نظمتها وزارة الحالات الطارئة لنقل مساعدات إنسانية، ولكن من العاصمة اللبنانية بيروت وليس من سوريا، في إشارة على أن روسيا ربما تستعد لاحتمال سقوط الأسد.

المعروف أن روسيا من أكبر حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد، وعطلت ثلاثة قرارات لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كان من شأنها زيادة الضغوط على دمشق لإنهاء العنف الذي أودى بحياة نحو سبعين ألف شخص في الانتفاضة المتواصلة منذ نحو عامين.

لكن في الأشهر القليلة الماضية أعطت موسكو إشارات تفيد بأنها ربما تستعد لهزيمته المحتملة. ونقل عن مبعوث روسيا للشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف قوله في ديسمبر/كانون الأول الماضي “إن المعارضين السوريين يكسبون أرضا وربما ينتصرون”.

وفي اليوم التالي أصدرت وزارة الخارجية الروسية بيانا قالت فيه إن سياسة موسكو تجاه سوريا لم تتغير على الرغم من تصريحات بوغدانوف، وقالت روسيا إن رحيل الأسد يجب ألا يكون شرطا مسبقا للتفاوض على تسوية الأزمة.

صور مروعة لهروب السوريين نحو الأردن

                                            محمد النجار-الحدود الأردنية السورية

على مدى نحو سبع ساعات عاشت الجزيرة نت أمس مع عشرات الصحفيين صورا مروعة لوصول اللاجئين السوريين للأردن من ثلاث نقاط عبور غير شرعية، في شرق ووسط وغرب المنطقة الحدودية مع سوريا، بتنظيم من الجيش الأردني.

 الجولة التي امتدت من ساعات عصر الاثنين إلى ما قبل منتصف ليلة أمس شهد خلالها الصحفيون وصول آلاف اللاجئين السوريين الذين ارتفعت وتيرة لجوئهم للأردن بشكل غير مسبوق منذ بداية العام الحالي.

وفي النقطة الأولى الواقعة في القطاع الأوسط من الحدود كان لافتا مشهد المئات من اللاجئين، وغالبيتهم من النساء والأطفال الذين يعبرون منطقة وعرة من الحدود السورية باتجاه الأردنية، حيث يتركهم جنود من الجيش السوري الحر ليعبروا نحو الأردن بعد نقلهم إما عبر سيارات أو مشيا على الأقدام.

الجحيم

كان المشهد مختلطا بين لاجئين ينقلون أمتعتهم ويجلسون عليها تمهيدا لنقلهم عبر حافلات تابعة للجيش الأردني إلى نقطة تجميع قبل نقلهم لمخيم الزعتري للاجئين السوريين، وبحث البعض عن بقية أقاربه أو حتى أفراد من أسرته. وكان لافتا أن البعض يقبلون بعضهم وسط كلمات “الحمد لله على السلامة”.

لحظة وصوله تحدث إمام مسجد من إحدى قرى درعا عبر مع زوجته وأفراد من عائلته عما وصفه بـ”الجحيم في سوريا”. و قال “الحياة لا تطاق والقصف العشوائي جعل حياتنا مستحيلة، النظام يقتل الجميع ويريد تدمير كل شيء وقتل كل من بقي في سوريا”.

أما عامر الذي كان يحمل أحد أطفاله فقال إنه من حي العسالي في دمشق، لكنه ترك منزله منذ أشهر ولجأ لمنطقة الكسوة. وزاد “جئنا لدرعا ومنها للأردن رغم معرفتنا بالوضع الصعب هنا، لكننا فضلنا إبقاء أطفالنا أحياء على الموت تحت القصف الهمجي”.

وكالت إحدى اللاجئات القادمات من حمص سلسلة من الانتقادات اللاذعة للدول العربية، وقالت  “صورونا عسى أن يستحي العرب على أعراضهم التي تنتهك في سوريا”.

وعن سبب الانتقادات التي وجهتها للدول العربية، قالت “أنا لا أريد من العرب سوى السلاح، لماذا يترك السوري يذبح كالخراف، أعطوني سلاحا أنا والنساء وسنعود لنقاتل إلى جانب رجالنا”.

طفلة سورية تدعى رجاء (6 سنوات) كانت تبتسم لعدسات التصوير، أجابت على أسئلتنا بالقول إنها من الحولة. وعما عاشته بالحولة قالت “ما في أمان، ما في أكل ولا شرب، وبشار بيقصف فينا كل يوم”.

رحلة المخاطر

النقطة الثانية التي زارها الصحفيون كانت في المنطقة الشمالية الغربية للحدود مع سوريا، حيث يصل اللاجئون هناك عبر قوارب بسيطة تقطع نهر اليرموك ومياه سد الوحدة بين الأردن وسوريا، لتصل إلى نقطة للجيش الأردني في رحلة محفوفة بالمخاطر نظرا لارتفاع مياه السد بعد الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة في الشهرين الأخيرين.

أما النقطة الثالثة التي شملتها الجولة فكانت نقطة عبور في المنطقة الشرقية من الحدود، حيث كان الظلام يخيم على المكان عندما بدأ المئات من اللاجئين بالتوافد وبشكل كبير إلى الحد الأردني.

وكان يقطع الصمت بكاء الأطفال أو مناداة الأمهات على أطفالهن أو سؤال بعض عن بعضهم الآخر، بينما كان الجنود الأردنيون يحثون اللاجئين على الإسراع في العبور، ويساعدون الضعفاء منهم للابتعاد عن الحد السوري كون المنطقة متلاصقة إلى حد كبير.

أحد أكثر المشاهد إيلاما للحضور كان مشهد طفل يرتجف من البرد ويبكي، اجتهد جنود وصحفيون في تغطيته وحمله ليشعر بالدفء، وترك بعض الصحفيين كاميراتهم وأقلامهم جانبا وحملوا الطفل وامتعة أسرته وساعدوهم على الوصول لنقطة التجمع.

أرقام

وبحسب قائد قوات حرس الحدود الأردنية العميد الركن حسين الزيود، فإن عدد السوريين الذين دخلوا الأردن منذ بداية العام الحالي وحتى 17 فبراير/شباط 2013 عبر نقاط الحدود غير الشرعية بلغ 89 ألفا، ليصل عدد اللاجئين الذين دخلوا بشكل غير شرعي للأردن إلى أكثر من 210 آلاف منذ بداية الأزمة السورية قبل نحو عامين.

وكشف عن أن الأطفال يشكلون النسبة الأكبر من اللاجئين السوريين عبر النقاط غير الشرعية إذ بلغوا 42%، فيما بلغت نسبة النساء 36%، والرجال 22%.

وقال إنه جرى تحديد 45 نقطة عبور للحدود ممتدة على مسافة 370 كيلومترا، إضافة إلى 25 نقطة تجميع أمامية و15 مركز إيواء على طول الحدود، مرجعا أسباب التدفق الكبير في اللاجئين السوريين إلى “الوضع الأمني الذي كلما زاد سواء زادت أعداد اللاجئين”.

وعن المنشقين عن الجيش السوري، قال الزيود إن الأردن يستقبلهم في أماكن إيواء خاصة بهم، ورفض تحديد أعدادهم التي اكتفى بالقول إنها بالمئات.

وتحدث الزيود باقتضاب شديد عن الاشتباكات التي حدثت مع الجيش السوري، وقال “الاشتباكات بين الجيش السوري والجيش الحر، ونحن نتعامل بقواعد اشتباك معروفة عسكريا”.

النظام السوري يدعو المعارضة للتفاوض مع ضمانات بعدم ملاحقتها

خمسون قتيلاً على الأقل في سقوط صاروخ أرض أرض على حي جبل بدرو في حلب

دبي – ماريا شحادة، قناة العربية

لاحت مؤشرات تدل على تغير في موقف النظام السوري، حيث دعا مسؤولون فيه، المعارضةَ بكل أطيافها وحتى المسلحة منها لحوار غير مشروط لإيجاد حل للأزمة السورية.

فخلال جلسة غير اعتيادية لأعضاء مجلس الشعب السوري أمس الاثنين، ظهرت للمرة الأولى عروض من قبل شخصيات رسمية في النظام موجهة الى المعارضة بكل أطيافها للجلوس إلى طاولة الحوار، سعيا لحل الأزمة المتفاقمة منذ 23 شهراً.

جاء العرض الأول على لسان وزير المصالحة الوطنية علي حيدر الذي أعرب عن استعداد سوريا للحوار مع جميع أطياف المعارضة، وحتى المسلحة منها.

أما العرض الثاني، فجاء من وزير الإعلام عمران الزعبي والذي دعا كل المعارضة في الخارج إلى العودة إلى سوريا، مؤكداً على وجود ضمانات بعدم ملاحقتهم قضائياً أو أمنياً.

وللمرة الأولى لم يهاجم الزعبي المعارضة المسلحة، بل على العكس شدد على وجوب عدم وصف كل الثوار بالإرهابيين.

فتصريحات الوزيرين السوريين تتناقض مع ما نقلته صحيفة “السفير” اللبنانية عن أشخاص زاروا دمشق مؤخراً قولوا إن الأسد واثق من النجاح في النهاية، رغم إقراره بأن المعركة مع المعارضة لم تنته بعد.

أما الائتلاف الوطني المعارض فاشترط تضمين المبادرات السياسية آليات تنفيذ ملزمة للنظام تحت طائلة التدخل الدولي المباشر، في حال إخلاله بأي شرط أو بند من البنود التي يتم الاتفاق عليها.

ميدانياً، أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا بارتفاع حصيلة قتلى الاثنين إلى 99 شخصاً. وأكدت اللجان سقوط 50 قتيلاً وانهيار سبعة مبان جراء سقوط صاروخ أرض – أرض على حي جبل بيدرو في حلب.

هذا وأعلن الجيش الحر نجاحه في نسف حاجز على طريق مطار دمشق الدولي، وأنه قام أيضاً بنسف حاجز دروشا وتدميره وقتل جميع الشبيحة الموجودين فيه.

من جهتها، أفادت شبكة سانا الثورة بسقوط قذيفة هاون على المستشفى الفرنسي في القصاع بدمشق.

انفجار قذيفتي هاون قرب قصر للأسد بدمشق

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قالت وكالة الأنباء السورية، ومسؤول سوري، إن قذيفتي هاون انفجرتا، الثلاثاء، بالقرب من أحد قصور الرئيس بشار الأسد في العاصمة السورية دمشق.

وأوضح المسؤول الذي تحدث شريطة عدم ذكر اسمه، أن القذيفتين سقطتا بالقرب من الجدار الجنوبي لقصر تشرين، لكنهما لم تسفرا سوى عن خسائر مادية. ولم يعلن عن سقوط ضحايا، لكن لم يتضح ما إذا كان الأسد داخل القصر أم لا، علما بأن لدى الأسد قصران آخران في المدينة.

بدوره قال مؤسس حزب “عدل” نبيل فياض: “إن هناك قذائف هاون تتساقط في دمشق منذ مدة، وفي ساحة العباسيين كان الوضع قبل أسبوعين سيء جدا، أما الآن فهو جيد جدا”.

ووصف في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية”، سقوط القذائف بالقرب من قصر تشرين الرئاسي، بأنها “محاولات يائسة لإثبات الذات (من قبل المسلحين المعارضين) قرب دمشق”. وأوضح أن هناك “أسلحة متطورة بين أيدي المسلحين، لكن هذا لا يعني على الإطلاق أن هناك شيئا خطيرا”.

وحول الأنباء التي ترددت عن زيارة مرتقبة لوزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى روسيا في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، قال فياض إن الزيارة تأتي في إطار “القناعة لدى كل الأطراف بضرورة الحوار وإلا البلاد ذاهبة إلى الهاوية. إذا لم يجلسوا إلى طاولة المفاوضات فإن البلد بأكمله ذاهب إلى الجحيم”.

ونفى أن تكون الحكومة “تنتهج أسلوب المماطلة” بشأن الحوار مع المعارضة، قائلا: “ليس هناك مماطلة من قبل الحكومية، النظام جاد جدا في مسألة الحوار، ولا بديل عن الحوار”.

110 قتلى الثلاثاء

ناشطون: هجمات ضد ثكنات تابعة للقوات الحكومية في ريف دمشق، وتحرير ساحة غسان عبود في حلب.

وعلى الصعيد الميداني، أفادت لجان التنسيق المحلية عن مقتل 110 أشخاص على الأقل، الثلاثاء، في مدن سورية عدة. وقال نشطاء من المعارضة السورية الثلاثاء إن هجوما صاروخيا شنه الجيش الحكومي على حي واقع تحت سيطرة المعارضة في مدينة حلب أسفر عن مقتل 20 شخصا على الأقل، علاوة على 25 مفقودا.

وقال الناشط محمد نور هاتفيا من حلب “أسقط الصاروخ ثلاثة مبان متجاورة في حي جبل بدرو. ويجري استخراج الجثث تدريجيا، والبعض وبينهم أطفال لفظوا أنفاسهم الأخيرة في المستشفيات”. وتابع أن رواية ناجين تشير إلى أن 25 شخصا آخر ما زالوا تحت الأنقاض.

وأوضح نور في حديث لـ”سكاي نيوز عربية” أن “هذا التصعيد جاء ردا على التقدم الذي أحرزه الجيش الحر في معركته للسيطرة على مطار حلب الدولي ومطار النيرب العسكري”.

وفي ريف دمشق أيضا أكدت التنسيقيات في عدرا، انشقاق اللواء التاسع والثلاثين عن قوات الجيش السوري، وأضافت أن القصف والاشتباكات مستمرة في حرستا والقلمون.

وأفاد ناشطون أن، الجيش الحر ينفذ عمليات ضد ثكنات الجيش السوري في ريف دمشق، كما استهدفت ثكنات للجيش السوري في بلدة عقربا التابعة لريف دمشق. وذكر ناشطون في شريط مصور -لم يتسن لـ”سكاي نيوز عربية” التأكد من صحة مصدره، أن ما يعرف بلواء الإسلام وشام الياسمين ودرع الغوطة وأحفاد الأمويين نفذوا هذه العملية.

كما بث ناشطون على شبكة الإنترنت شريطا مصورا لما قالو “إنه تحرير لساحة غسان عبود في محافظة حلب”، وقالو إنهم “علقوا علم التحرير وسط الساحة”، بينما كان يبدو بوضوح حجم الدمار الذي لحق بالمكان، دون أن يتسن لنا التأكد من صحة مصدر هذا الشريط من جهات مستقلة.

روسيا ترسل 4 سفن حربية

بينما تقول روسيا إن السفن في مهمة عسكرية، تشير أنباء إلى أن مهمتها إجلاء رعايا روس.

سياسيا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء، أنها سترسل أربع سفن حربية إضافية إلى المتوسط، في ظل تفاقم الأزمة في سوريا، كما أنها ستتخذ إجراءات من أجل إجلاء محتمل لرعاياها من البلاد.

وتنضم سفن النقل كالينينغراد وشابالين وسراتوف وازوف إلى سفينة الدورية سميتليفيي وسفن تموين أخرى موجودة في البحر المتوسط، حسب ما نقلت الوكالات الروسية عن الوزارة.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن السفن ستكون “في مهمة خدمة عسكرية” من دون إعطاء مزيد من التفاصيل. لكن وكالة ريا نوفوستي نقلت عن مصدر عسكري قوله إن المهمة الرئيسية لهذه السفن الإضافية تكمن في إجلاء رعايا روس.

وأضاف المصدر: “رغم أن مهمات السفن الحربية لم تعلن، لكن يمكن الافتراض نظرا لتطور الوضع في المنطقة أن مهمتها الرئيسية ستكون المشاركة في عملية إجلاء محتملة للرعايا الروس من سوريا”.

رئيس مركز حقوقي سوري: لا لحماية مجرمي الحرب بالبلاد بأية اتفاقية دولية

روما (19 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

رأى رئيس مركز حقوقي سوري أن حديث محققي الأمم المتحدة، والمفوضة السامية لحقوق الإنسان، عن ضرورة تحويل الرئيس السوري بشار الأسد ومسؤولين سوريين رفيعي المستوى للتحقيق بتهم ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية هو “واجب أخلاقي وعامل ضغط سياسي” على النظام، وأعرب عن قناعته بأن انتهاكات بعض الكتائب المسلحة “محدودة ولا ترتقي إلى درجة جرائم ضد الإنسانية”، فيما شدد على استحالة “حماية مجرمي الحرب” بأية اتفاقية دولية محتملة

وكان محققو مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أعلنوا أن لديهم قوائم بقادة سوريين كمشتبه بهم في ارتكاب جرائم حرب يجب تقديمها أمام المحكمة الجنائية الدولية، وأبقوا القائمة سرّية التزاماً بمقتضيات التحقيق، ودعوا إلى العمل “بسرعة لضمان المحاسبة” لكل من ارتكب جرائم ضد الإنسانية خلال الثورة السورية ضد النظام السوري التي أوشكت أن تُنهي عامها الثاني، فيما قالت نافي بيلاي، المفوضة السامية لحقوق الإنسان، إنه يتعين التحقيق في ارتكاب الأسد جرائم حرب، ودعت إلى تحرك خارجي ضد سورية بما في ذلك احتمال القيام بعمل عسكري

وحول هذا التحرك الحقوقي الأممي، قال رديف مصطفى، رئيس اللجنة الكردية لحقوق الإنسان في سورية، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إن حديث المحققين الدوليين عن ضرورة تحويل مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في سورية يندرج باعتقادي في إطار واجبهم الأخلاقي والقانوني أولاً، وقد يُشكّل ضغطاً سياسياً على النظام السوري الذي أثبت طوال عمر الثورة أنه غير مهتم بالمجتمع الدولي وتوصياته ومبادراته إلا من ناحية العمل على إفشالها وإفراغها من مضمونها” حسب تأكيده

وأضاف مصطفى، العضو السابق في المجلس الوطني السوري المعارض “تتحدث نافي بيلاي بوضوح مشكورة لأنها تعلم بأن العدالة الدولية باتت على المحك، وأن ثقة الناس باتت شبه معدومة بها، لأن الشعب السوري يتعرض لحرب شعواء من قِبل نظام فاقد الشرعية يرتكب يومياً المجازر والانتهاكات الممنهجة دون أي رادع، إن ما يجري في سورية هو وصمة عار على الضمير البشري وعلى تاريخ الهيئة الدولية” الأمم المتحدة

وعن رفض روسيا تحويل مجرمي الحرب في سورية إلى محكمة الجنايات الدولية على الرغم من أنها ستحاكم من ارتكب هذه الجرائم من طرفي النظام والمعارضة إن وجدت، قال مصطفى “اقترحتُ سابقاً أن يعتبر مجلس الأمن روسيا شريكاً للنظام في القتل في سورية، وبالتالي العمل على منعها من التصويت على قرار تحويل الملف إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة المجرمين”

وتابع “أما النظام السوري فإنه يرفض تحويل الملف إلى المحكمة لأنه يعلم تماماً بأن المحاكمة ستطال جميع رموز النظام وأركانه وعلى رأسهم بشار الأسد، ويعلم تماماً أن انتهاكات بعض الكتائب المسلحة لا ترتقي إلى درجة جرائم ضد الإنسانية، فضلاً عن كونها محدودة النطاق وغير ممنهجة” حسب رأيه

وكانت سويسرا قد قادت منتصف كانون الثاني/يناير الماضي جهوداً أثمرت عن طلب ما يزيد على 50 دولة من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إحالة الأزمة في سورية إلى محكمة جرائم الحرب، وهي جهود أفشلتها روسيا

وحول إمكانية حماية من ارتكب جرائم حرب من رجال النظام فيما لو أُدرج ذلك في أي اتفاق لإنهاء الأزمة، قال الناشط السياسي السوري المعارض “لا يمكن بأي حال من الأحوال حماية المجرمين بأية اتفاقية دولية، لأن محاكمة هؤلاء من حق الشعب السوري” وفق تأكيده

وتتهم المعارضة السورية والمحتجين النظام السوري بـ”ارتكاب مجازر وانتهاكات” أدت إلى سقوط أكثر من 70 ألف قتيل منذ انطلاق الثورة قبل نحو سنتين، كما حمّلت الأمم المتحدة الحكومة وحلفاءها القدر الأكبر من اللوم.

ولم توقع سورية على لائحة روما المُنشئة للمحكمة الجنائية الدولية، والسبيل الوحيد لنقل الملف للجنائية الدولية هو قرار من مجلس الأمن

سوريا: مقتل واصابة العشرات بصاروخ ارض-ارض في حلب

قتل 19 شخصا على الاقل بينهم ستة اطفال في القصف الذي استهدف حيا في مدينة حلب في شمال سوريا الليلة الماضية ويرجح انه نتيجة صاروخ ارض ارض بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بيان “ارتفع الى 19 عدد الشهداء الذين سقطوا اثر القصف الذي تعرض له ليل الاثنين حي جبل بدرو عند اطراف مدينة حلب الشرقية ويعتقد انه ناجم عن صاروخ ارض ارض”.

واوضح المرصد ان بين القتلى ستة اطفال وثلاث سيدات وعشرة رجال مشيرا الى ان “العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى بعضهم بحالة حرجة”.

واوضح ناشطون لوكالة فرانس برس عبر سكايب ان الحي الذي سقط فيه الصاروخ هو حي عشوائي مزدحم بالمساكن الشعبية.

وقال ابو هشام من حلب “ان المنازل مبنية بشكل بدائي وصاروخ واحد دمر حيا بكامله”.

واظهرت اشرطة فيديو نشرها الناشطون على موقع “يوتيوب” على الانترنت مساكن مهدمة كليا وانقاضا متراكمة في مكان تجمع فيه عشرات الاشخاص هذا الصباح في محاولة لرفع الانقاض والبحث عن ناجين او جثث.

كما ظهرت جرافة تحاول ازالة تلال من الانقاض.

اجزاء كبيرة من المدن السورية تحولت الى اطلال

وذكر ناشطون معارضون مرارا خلال الفترة الماضية ان النظام استخدم صواريخ ارض ارض في قصف اهداف في شمال البلاد.

كما رصد حلف شمال الاطلسي الناتو اكثر من مرة “اطلاق صواريخ من نوع سكود” داخل سوريا.

وفي وقت لاحق، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن قذيفتي هاون سقطتا قرب قصر تشرين الرئاسي بالعاصمة دمشق، دون أن يسفر ذلك عن وقوع ضحايا.

ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول قوله إن القذيفتين أُطلقتا من قبل من وصفهم بالإرهابيين، وخلّفتا أضرارا مادية.

الوضع الانساني

اكثر من 850 الف لاجىء سوري في دول الجوار

في هذه الاثناء اعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في جنيف ان عدد السوريين الذين غادروا بلادهم هربا من الحرب الاهلية تجاوز عتبة ال 850 الفا.

وقال متحدث باسم الوكالة التابعة للامم المتحدة “في تاريخ 17 فبراير/شباط احصينا نحو 850 الف سوري مسجلين كلاجئين او في انتظار التسجيل”.

وقبل سنة احصت الامم المتحدة 33 الف لاجىء سوري غادروا بلادهم هربا من النزاع الذي اندلع في مارس/اذار 2011 اثر حركة احتجاجية ضد نظام بشار الاسد.

وقالت الامم المتحدة ان عدد اللاجئين قد يتعدى مليون لاجىء في غضون بضعة اشهر.

وكان تعداد السكان في سوريا قد تعدى 21 مليون نسمة في بداية النزاع.

ومعظم اللاجئين هربوا الى البلدان المجاورة مثل لبنان والاردن وتركيا والعراق.

وبحسب تقديرات الامم المتحدة فقد سقط نحو 70 الف قتيل منذ بدء اعمال العنف في سوريا.

كما افادت ارقام نشرها مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة ان اكثر من اربعة ملايين شخص بحاجة للمساعدة في سوريا.

وهذا الرقم يفوق باربعة اضعاف ما كان عليه قبل عام في حيث قدر المكتب آنذاك عدد المحتاجين الى مساعدة بمليون شخص.

واوضحت الوكالة الاممية التي تعنى بتنسيق المساعدات الانسانية في سوريا ان الاربعة ملايين شخص يمثلون ما معدله سوري واحد من اصل خمسة.

وقالت فاليري اموس المديرة العامة لمكتب تنسيق الشؤون الانسانية ان 250 الف سوري غادروا بلادهم في الشهرين الاخيرين.

والاشخاص الذين يحتاجون للمساعدة يتركزون عموما في ثلاث مناطق وهي حلب في الشمال وحمص في الوسط ودمشق جنوب البلاد.

مساعدات عاجلة

واطلق المكتب نداء لجمع اموال بقيمة 519 مليون دولار لمساعدة هؤلاء المحتاجين ولا تملك الوكالة منها الا نحو 20% فقط.

في الوقت نفسه حذرت الامم المتحدة من انتشار التيفوئيد في مناطق يسيطر عليها المسلحون السوريون بسبب الانقطاع المتكرر للكهرباء عن محطات تكرير المياه.

وقالت المنظمة ان هذا الوضع دفع السكان الى الفرار الى المناطق القريبة من نهر الفرات.

وقال طارق جسارفيتش المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية ان ما يقرب من 2500 حالى اصابة بالمرض قد تم احصاؤها شمال شرق سوريا.

واضاف جسارفيتش قائلا “ليس لديهم اي مصدر لمياه الشرب النظيفة او الكهرباء حتى يتمكنوا من تشغيل محطات معالجة المياه لذلك يقومون بالحصول على احتياجاتهم من نهر الفرات راسا”.

موسكو ترفض

سياسيا لمح مسؤول روسي رفيع الى ان موسكو لن تؤيد دعوات باحالة مجرمي حرب مشتبه بهم في سوريا للمحكمة الجنائية الدولية.

موسكو تستعد لاستقبال وفد من المعارضة السورية

و اعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيزور موسكو في 25 من الشهر الجاري.

وقال خلال مؤتمر صحفي”ننتظر زيارة وزير الخارجية السوري الى موسكو” موضحا ان المحادثات ستتناول النزاع في سوريا والاجراءات الواجب اتخاذها لبدء حوار.

واعلن ميخائيل بوغدانوف نائب اخر لوزير الخارجية الروسي الاسبوع الماضي ان المعلم يعتزم زيارة موسكو بحلول نهاية خلال شهر فبراير/شباط.

واضاف ايضا انذاك ان رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض احمد معاذ الخطيب سيزور ايضا قريبا العاصمة الروسية.

وبعد هذا الاعلان ردت الخارجية الروسية بالقول ان المعلم لن يلتقي زعيم المعارضة السورية في موسكو.

وقال غاتيلوف الثلاثاء “لدينا اتصالات مع ممثلي المعارضة ومع زعيم المعارضة الخطيب لكن ليس هناك اي موعد محدد بعد لزيارته الى موسكو”.

وتعتبر روسيا, الدولة الكبرى الوحيدة التي لا تزال تدعم النظام السوري وتعارض اي تدخل في النزاع.

BBC © 2013

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى