أحداث الثلاثاء، 22 تشرين الثاني 2011
الجامعة تستعد لمعاقبة سورية … واتجاه إلى التدويل
القاهرة – محمد الشاذلي ؛ نيويورك – راغدة درغام
الرياض، لندن، أنقرة، نيقوسيا – «الحياة»، أ ف ب – دعا مجلس الوزراء السعودي في الجلسة التي عقدها امس في قصر اليمامة بالرباض برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز الحكومة السورية إلى التنفيذ الكامل لتعهداتها التي وافقت عليها بموجب خطة العمل العربية لحل الأزمة السورية، وهي الخطة التي اعتمدها مجلس الجامعة العربية في اجتماعه في 2 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري. كما اكد المجلس أهمية توفير الحماية للمدنيين السوريين ووقف أعمال القتل والعنف.
وينتظر أن يستأنف مجلس الجامعة دورته غير العادية برئاسة قطر الخميس للبحث في الرد السوري على وثيقة البروتوكول الخاص بالمركز القانوني لبعثة الجامعة واتصالات الأمين العام في هذا الشأن.
وأشارت مصادر ديبلوماسية في القاهرة إلى أن وزراء الخارجية سيطالبون، في حال عدم توقيع دمشق على الوثيقة حتى مساء غد الأربعاء أو صباح الخميس، بتفعيل قرار سحب السفراء والطلب من المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للجامعة الاجتماع على مستوى وزراء المال والاقتصاد لوضع مقترحات بالعقوبات الاقتصادية على النظام السوري ورفعها إلى وزراء الخارجية الذين سيبقون اجتماعهم مفتوحاً لتلقي المقترحات من جهة ودراسة تقرير الأمين العام عن لقاءاته مع المعارضة السورية التي ستبدأ الأسبوع المقبل. وأوضحت المصادر أن قرارات داعمة للمعارضة وتصعيدية ضد النظام ستتخذ في اجتماع وزاري قادم قد يحدد موعده في اجتماعات الخميس. إلا أن المصادر لم تستبعد تضمين القرار المتوقع صدوره عن هذا الاجتماع تلويحاً بالذهاب إلى مجلس الأمن ليتخذ ما يراه مناسباً لحماية المدنيين إذا استمرت عمليات القتل.
وفي تصعيد جديد في لهجة التهديدات التركية لسورية حذر امس رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الرئيس بشار الأسد من أن أيامه في الحكم «أصبحت معدودة»، وأنه لا يستطيع أن يبقى في السلطة إلى ما لا نهاية من خلال القوة العسكرية. وأضاف: «تستطيع أن تبقى في السلطة بالدبابات والمدافع فقط لفترة معينة ليس إلا. وسيأتي اليوم الذي سترحل فيه انت أيضاً».
وسجل ليل الأحد الاثنين حادث قرب مدينة حمص أصيب فيه مواطنان تركيان بجروح اثر إطلاق الجيش السوري النار على حافلتهم التي كانت تقل حجاجاً عائدين إلى بلادهم من مكة المكرمة. وكانت الحافلة ضلت طريقها وسلكت خطأ طريقاً قرب مدينة حمص حيث أوقفها جنود سوريون وشتموا الركاب ورئيس حكومتهم اردوغان بعدما علموا انهم أتراك، وأطلقوا عليهم النار.
من جهة أخرى اجتمع امس وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ في مقر الوزارة في لندن مع وفد ضم ممثلين عن «المجلس الوطني السوري» و»هيئة التنسيق الوطني». وحضر الاجتماع كل من برهان غيلون رئيس «المجلس» وأسامه المنجد ونبراس الفاضل، وعن الهيئة هيثم المناع وخلف داود ورامي عبد الرحمن رئيس «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وذكر هيغ أن أعضاء الوفد شرحوا له الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي تجري في سورية، وعبر لهم عن موقف حكومته الذي يدعو منذ الصيف الماضي الرئيس الأسد للتنحي، باعتبار أن هذا هو الحل الأفضل لمستقبل سورية. كما دعاهم إلى وضع خلافاتهم جانباً في هذه المرحلة من تاريخ سورية وتوحيد مواقف أطراف المعارضة. وأكد هيغ أهمية التظاهرات السلمية للمحافظة على الدعم الدولي للحركات الاحتجاجية، و أهمية احترام حقوق الأقليات في سورية. وقال انه سيتابع اتصالاته مع المعارضة السورية كما سيبحث الموضوع السوري مع المسؤولين الأتراك خلال الزيارة التي ينتظر أن يقوم بها الرئيس عبدالله غل وعدد من المسؤولين الأتراك إلى لندن هذا الأسبوع.
وفي نيويورك تجتمع اللجنة الثالثة للجمعية العامة للتصويت اليوم الثلثاء على مشروع القرار المتعلق بسورية. وعلمت «الحياة» أن الدول العربية الأربع المشاركة في رعاية تقديم مشروع القرار (السعودية، المغرب، الأردن وقطر) تحركت لتتحدى تحركاً سورياً في حركة عدم الانحياز ومنظمة المؤتمر الإسلامي. وأشارت مصادر عربية إلى دور مصر اللافت في تقديم هذا المشروع، علماً أن سفير مصر ماجد عبد العزيز تعمد لدى تعميمه الرسالة السورية المعارضة تذكير دول عدم الانحياز بموقف الحركة المبدئي المتعلق باستهداف الدول المنتمية إلى الحركة والداعي إما إلى المعارضة أو الامتناع عن التصويت.
وقال ديبلوماسي أوروبي إن عدد الدول الراعية مشروع القرار تجاوز الخمسين دولة. وأكد أنه اضافة الى الدول العربية الاربع تشارك في رعايته كل من تركيا وفرنسا وبريطانيا وإسبانيا والنروج والمانيا وكندا والولايات المتحدة.
وعما إذا كان مشروع القرار في الجمعية العامة مساراً بديلاً عن مجلس الأمن أكد الديبلوماسي الأوروبي إن «العودة بالملف السوري الى مجلس الأمن أمر لا مفر منه». ويدعو مشروع القرار «السلطات السورية الى وقف الانتهاكات الممنهجة والجسيمة ضد المدنيين فوراً». ويطلب الى الأمين العام للأمم المتحدة «دعم بعثة مراقبي جامعة الدول العربية الى سورية في حال طلبت الجامعة ذلك».
ميدانياً قتل امس 14 شخصاً على الأقل في مناطق مختلفة من سورية مع استمرار المواجهات بين قوى الأمن والمحتجين. فيما تحدث مصدر رسمي عن مقتل أربعة «إرهابيين» أثناء عملية قامت بها السلطات في حمص امس. ويتفاقم الوضع المعيشي والتمويني في هذه المدينة، ويقول السكان أنهم يعانون من صعوبة كبيرة في الحصول على أسطوانات الغاز والمحروقات، التي تشهد انخفاضاً حاداً، وسط اتهامات للنظام بتوجيه مقدرات الدولة لدعم الحملة الأمنية ومعاقبة الأحياء والمدن التي تخرج فيها تظاهرات ضده. وتحدث سكان وناشطون عن «حرب طائفية مروعة» في حمص، مشيرين إلى أن القتل على الهوية تزايد بشكل لافت في الأسابيع الأخيرة.
سوريا: الإعلان عن مقتل أول سعودي بمواجهة الجيش
شهدت سوريا أمس الإعلان عن مقتل أول سعودي يشارك في القتال ضد الجيش السوري، حيث نقلت مصادر إعلامية محلية خبر مقتله، كما أعلن والده الملقب بالمفرع الخالدي خبر «استشهاده» على صفحته على «فيسبوك».
ويثير مقتل حسين الخالدي اهتماماً، كون المصادر الإعلامية السورية لم تتوقف عن التسريب منذ الصيف الماضي عن وجود عناصر عربية، ولا سيما سعودية، تشارك في المواجهات المسلحة ضد السلطات، من دون أن تكشف عنها أو عن أفرادها، لتأتي قصة الخالدي، التي تزامنت مع إعلان وكالة الأنباء السورية (سانا) عن تمكن قوى الجيش من قتل «أربعة إرهابيين»، مشيرة إلى أحدهم بالاسم «خالد الراجح» والملقب بـ«بندر»، وهو لقب استخدمه بعض المترحمين على الخالدي على صفحات «فيسبوك».
وقالت «سانا» إن «إحدى الجهات المختصة نفذت عملية نوعية في حي البياضة في حمص تمكنت خلالها من قتل أربعة إرهابيين ومصادرة أسلحتهم». ونقلت عن مصدر رسمي في حمص قوله إن «من بين الإرهابيين الذين قتلوا خالد الراجح الملقب ببندر»، لافتا إلى انه «على رأس قائمة الإرهابيين المطلوبين الذين روعوا الأهالي في المدينة».
من جهته، قال والد الخالدي على صفحته على «فيسبوك»، في توقيت متقارب، «بعـد السلام والتحية أزف لكـــم خبـر استشهـاد (ابنــــــي) الشهيد. حسين بندر المفرع الخــالدي. إنا لله وإنا إليه راجعون».
وقد حفلت الصفحة بالتعازي التي اتصفت غالبيتها بأسماء وهمية، تكشف في جانب منها صبغة طائفية وعشائرية. وفيما قال الملقب بحمد سعيد هواش مسلط الملحم «باسمي نيابة عن آل الملحم وقبيلة الجبور أتقدم بأحر التعازي لعائلة الشهيد ولقبيلة بني خالد البطلة والأصيلة ولجميع شهداء سوريا وأبطال حمص الأبية»، تقدمت صفحة «الحلف السني» بتعازيها لـ«الشيخ المفرع الخالدي أعزك الله، صبرك الله، قواك الله، أحسن الله إليك»، مضيفة إن «لله ما أعطى وله ما أخذ ونحسبه شهيدا سعيدا ولأبويه شفيعا …اللهم اسكنه الفردوس وانتقم ممن قتله من حلف القرامطة والمجوس».
وكان سبق لأئمة سعوديين أن ناصروا «الجهاد في سوريا، وهو موقف نأت السعودية رسمياً بنفسها عنه». وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم طالب الرياض، في مؤتمر صحافي له أمس الأول، «بلعب دور إيجابي» في الأزمة السورية.
أردوغان يدعو الأسد للتنحّي واستخراج الدروس من نهاية هتلر والقذافي
أنقرة- (يو بي اي): دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي لمصلحة شعبه والمنطقة، واستخراج دروس من نهاية الزعيم النازي أدولف هتلر والزعيم الليبي معمر القذافي.
ونقل موقع صحيفة (زمان) التركية عن أردوغان دعوته خلال اجتماع برلماني لحزب العدالة والتنمية الذي يترأسه، الأسد أن يستقيل “من دون إراقة المزيد من الدماء والتسبب بالمزيد من الظلم ومن أجل مصلحة سلام شعبه وبلده والمنطقة”.
ودعا أردوغان في موجة جديدة من الإنتقادات الرئيس السوري إلى استخلاص الدروس من النهاية المأساوية للزعيم النازي أدولف هتلر والزعيم الليبي معمر القذافي.
وقال إن “الأسد يظهر ليقول انه سيقاتل حتى الموت.. بالله عليكم، من سوف تقاتل؟.. القتال ضد شعبك ليس بطولة، بل جبن.. إذا كنت ترغب برؤية شخص خاض معركة حتى الموت ضد شعبه، فألق نظرة على ألمانيا النازية، وعلى هتلر وموسوليني ونيكولاي تشاوشيسكو في رومانيا”.
وأضاف “إذا لم تتمكن من استخلاص الدروس من أي منهم، فانظر إلى الزعيم الليبي الذي قتل قبل 32 يوماً بطريقة لم يرغب بها أي منا والذي استخدم التعبير ذاته الذي استخدمته”، في إشارة إلى قول الأسد انه سيقاتل حتى النهاية.
ودان رئيس الوزراء التركي الهجوم الذي وقع الإثنين على 3 حافلات تقل حجاجاً أتراك عائدين إلى تركيا عبر الأراضي السورية، وطالب الأسد بملاحقة منفذي الهجوم وكذلك المسؤولين عن هجمات سابقة على البعثات التركية في سوريا.
وكان رئيس الحكومة التركية حذر الإثنين الأسد من أن مصير نظامه “السقوط عاجلاً أم آجلاً”، وأنه لا يمكن الحفاظ على حكمه عبر استخدام القوة العسكرية ضد الشعب.
نور الشريف: الرئيس السوري نسخة من عبد الناصر وسأكون بين الجماهير لرفع صور الأسد
لندن ـ القدس العربي ـ صرح الممثل المصري نور الشريف بأن الإصلاح بالنسبة لكل الدول الاستعمارية هو أن تقدم لهم كل ما يريدون وأن تتنازل لهم عن كل الحقوق وهذا شيء لن يحلموا به مع سورية وقائدها بشار الأسد، كما جاء بموقع هيئة الإذاعة والتلفزيون السوري.
وتابع الشريف “الرئيس السوري نسخة مطابقة لحبيب الأمة العربية المرحوم الزعيم “جمال عبد الناصر” رحمه الله … وعندما أشاهد مواقفه أتذكر الزعيم “جمال عبد الناصر”.
واضاف “فتحية لسورية قلب العروبة عاصمة الصمود والفن والثقافة، وسأكون بين الجماهير يوم 22 تشرين الجاري لرفع علمي مصر وسورية وصور الرئيس السوري بشار الأسد والزعيم جمال عبد الناصر”.
يشار إلى أن فنانون عرب وسوريون ينظمون اعتصاماً مفتوحاً مدته أربعة أيام أمام مقر الجامعة العربية في القاهرة ويشارك في الاعتصام كل من: نور الشريف – أحمد بدير – لبلبة – يسرا – عارف الطويل – تولاي هارون- نسرين الحكيم – محمد رافع – رامي كزعور، ومن الأردن مشاركة خاصة للمخرج سامر خضر تعبيراً عن رفضهم لما صدر من قرارات بحق سورية من الجامعة العربية.
وقد سبق أن استنكرت الفنانة المصرية يسرا موقف الجامعة العربية الذي اتخذ بحق سورية وجاء تصريحها تضامناً مع شعبها وقائدها، فقالت: “أبكي لخيانة العرب لسورية المقاومة .. بعدما قدموا ليبيا هدية للغرب، وتابعت لصحيفة كويتية موعدنا يوم 22 تشرين الثاني سوف ترونني أحمل علمّي مصر وسورية ورافعة صوراً للرئيس السوري بشار الأسد.
المجلس الوطني السوري ينظم مؤتمرا إعدادا لمرحلة انتقالية برعاية عربية
نيقوسيا- (أ ف ب): اعلن المجلس الوطني السوري الذي يضم معظم تيارات المعارضة الثلاثاء انه بصدد الاعداد مع عدد من القوى السياسية السورية لمؤتمر وطني بهدف عقد مؤتمر وطني يشرف على “المرحلة الانتقالية برعاية الجامعة العربية”.
واكد متحدث باسم المجلس الوطني السوري في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه انه “يجري مشاورات موسعة مع عدد من الشخصيات والقوى السياسية السورية بهدف الإعداد للمرحلة الانتقالية وفق ما نصت عليه مبادرة جامعة الدول العربية”.
واتفق مسؤولون في المجلس الوطني مع “عدد من الشخصيات الوطنية ومسؤولي قوى سياسية وناشطين من الحراك الثوري في القاهرة” على “تشكيل لجنة تحضيرية تضم ممثلين عن قوى سياسية وشخصيات مستقلة تتولى الدعوة إلى عقد مؤتمر وطني سوري يشرف على الإعداد للمرحلة الانتقالية برعاية الجامعة العربية”، بحسب البيان.
واضاف البيان “من المقرر أن تصدر عن المؤتمر مذكرة خاصة بمرحلة ما بعد النظام السوري سترفع إلى المجلس الوزاري العربي، حيث ستشكل محددات وضوابط لإدارة الفترة الانتقالية بمشاركة كافة القوى السياسية السورية”.
وكان المجلس الوطني السوري أعلن الأحد مشروع برنامجه السياسي الذي يشمل “الية اسقاط النظام” واجراء انتخابات لجمعية مهمتها وضع دستور جديد.
وقال المجلس في بيان الأحد تسلمت وكالة فرانس برس نسخة عنه انه “يسعى الى بناء دولة ديموقراطية مدنية تعددية” عن طريق خطوات عدة على رأسها “اسقاط النظام القائم بكل رموزه”.
واضاف انه سيتولى بعد ذلك مع المؤسسة العسكرية “تسيير المرحلة الانتقالية لضمان وحدة وامن البلاد ويصار الى تشكيل حكومة انتقالية تدير شؤون البلاد وتكفل توفير المناخ المناسب لعملية تنظيم الحياة السياسية فيها”.
والمجلس الوطني السوري الذي اعلنت ولادته رسميا في الثاني من تشرين الاول/ اكتوبر في اسطنبول ضم للمرة الاولى تيارات سياسية متنوعة لا سيما لجان التنسيق المحلية التي تشرف على التظاهرات والليبراليين وجماعة الاخوان المسلمين المحظورة منذ فترة طويلة في سوريا وكذلك احزاب كردية واشورية.
وحذرت السلطات السورية من انها ستتخذ “اجراءات مشددة” ضد الدول التي ستعترف بالمجلس الوطني السوري مؤكدة أن العمل جار على استكمال “الاصلاح السياسي” و”انهاء المظاهر المسلحة” في البلاد.
وتشهد سوريا حركة احتجاجية غير مسبوقة منذ منتصف اذار/ مارس الماضي اسفر قمعها عن سقوط 3500 قتيل، وفقا لاخر حصيلة نشرتها الامم المتحدة في 8 تشرين الثاني/ نوفمبر.
سفير سوريا يصف مشروع قرار في الامم المتحدة بانه إعلان حرب
الامم المتحدة- (رويترز): هاجم مندوب سوريا لدى الامم المتحدة مشروع قرار يدين حملة العنف التي تشنها الحكومة السورية منذ ثمانية أشهر على المحتجين المطالبين بالديمقراطية ووصفه بأنه “إعلان حرب” على دمشق.
وكان السفير السوري بشار الجعفري يشير إلى مشروع قرار بشأن سوريا قدمته المانيا إلى لجنة حقوق الانسان التابعة للجمعية العامة للامم المتحدة. وتوجد خمس دول عربية بين 61 دولة تشترك في تبني المشروع الذي صاغته المانيا وبريطانيا وفرنسا.
وأبلغ الجعفري اللجنة التي تضم الدول الاعضاء بالامم المتحدة وعددها 193 دولة “هذا المشروع قدم في اطار إعلان حرب سياسية واعلامية ودبلوماسية على بلدي”.
واضاف قائلا “انه اعلان حرب يهدف إلي التأثير على استقلاليتنا في صنع القرارات السياسية ومنعنا من السير قدما في برامجنا السياسية الوطنية”.
ويقول مشروع القرار إن اللجنة “تدين بشدة استمرار الانتهاكات الخطيرة والمنظمة لحقوق الانسان من جانب السلطات السورية مثل الاعدامات التعسفية والاستخدام المفرط للقوة واضطهاد وقتل المدنيين والمدافعين عن حقوق الانسان”.
ويدين ايضا “الاعتقال التعسفي وحالات الاختفاء القسري والتعذيب وإساءة معاملة المعتقلين بمن فيهم الاطفال” ويطالب بنهاية فورية لمثل هذه الانتهاكات.
وفي حالة اقراره- كما هو متوقع- فان القرار سيحث سوريا على تنفيذ خطة للجامعة العربية تدعو إلي وقف العمليات العسكرية ضد المدنيين والسماح بدخول مراقبين اجانب الي البلاد.
ومن المقرر أن تجري اللجنة إقتراعا على مشرع القرار الثلاثاء. واذا ووفق عليه فان القرار سيحال إلي الجمعية العامة للامم المتحدة للاقتراع عليه في جلسة موسعة الشهر القادم.
مقتل 12 مدنيا والجامعة تستعد لفرض عقوبات اقتصادية على سورية
اردوغان: ايام الاسد في الحكم معدودة
المجلس الوطني يخطط لمرحلة انتقالية بمساعدة الجيش
دمشق ـ انقرة ـ القاهرة ‘القدس العربي’ ـ وكالات: تواصل قمع الحركة الاحتجاجية المطالبة برحيل النظام السوري مع مقتل 12 مدنيا برصاص الامن الاثنين، في حين يتواصل الضغط الدولي على هذا النظام وتمثل بموقف شديد اللهجة من الحليف التركي السابق لسورية.
وخاطب رئيس الوزراء التركي طيب رجب اردوغان الرئيس السوري بشار الاسد قائلا له ‘لن تستطيع أن تبقى في السلطة بواسطة الدبابات والمدافع الا لفترة محددة فقط. وسيأتي اليوم الذي سترحل فيه انت ايضا’.
واضاف ‘يظهر احدهم ويقول (سأقاتل حتى الموت) ضد من ستقاتل؟ هل ستقاتل ضد اخوتك المسلمين الذين تحكمهم في بلادك؟’، في اشارة الى تصريحات للاسد في مقابلة نشرتها صحيفة ‘صنداي تايمز’ الاحد وتوعد فيها بالقتال والموت من اجل سورية اذا واجه تدخلا خارجيا.
وتساءل ‘لماذا تفتح الطريق امام تدخل خارجي.. لماذا لا تحلوا مشاكلكم بينكم دون فتح الطريق لاي تدخل خارجي؟’.
ودان اردوغان استخدام نظام الاسد القوة العسكرية ‘ضد من يطالبون بحياة كريمة في سورية’.
وقال ‘نحن لا نعتبر مطلقا’ ان قتل الشعب السوري بالدبابات والمدافع ‘عملا انسانيا’.
وكانت محطات تلفزيونية تركية افادت ان مواطنين تركيين اصيبا بجروح ليل الاحد الاثنين اثر اطلاق الجيش السوري النار على حافلة كانت تقل حجاجا عائدين الى بلادهم من مكة المكرمة اثناء مرورها قرب مدينة حمص (وسط).
من جهتها، دعت السلطات السعودية دمشق الاثنين الى ‘التنفيذ الكامل لتعهداتها’ الواردة في خطة العمل التي اعتمدها المجلس الوزاري في جامعة الدول العربية لحل الأزمة في سورية.
والتقى ممثلون عن المعارضة السورية بوزير الخارجية البريطاني وليام هيغ لاول مرة في لندن الاثنين رغم تصريحاته بأن الوقت ما زال مبكرا لاعتراف بريطانيا رسميا بالمعارضة.
وقال هيغ ‘لم نصل بعد الى نقطة الاعتراف الرسمي بهم، وقد عينت سفيرا خاصا لاقامة علاقات معهم، ولكننا لم نصل بعد الى نقطة الاعتراف الرسمي، ويعود ذلك في جزء منه الى انهم يمثلون مجموعات مختلفة’.
واوضح ان بريطانيا لا تزال مصممة على ‘زيادة الضغوط على نظام (بشار) الاسد’ بسبب حملة القمع الدامية التي يشنها على الاحتجاجات المناهضة له.
الا انه جدد التأكيد على ان بريطانيا لا تنوي القيام بعمل عسكري في سورية على غرار الحملة العسكرية التي شنها حلف الاطسي على ليبيا.
وكشف المجلس الوطني السوري المعارض عن خطة لمرحلة انتقالية تستمر قرابة 18 شهرا إذا أطيح بالرئيس بشار الاسد لكن معارضين بارزين للأسد قالوا إن هناك حاجة إلى المزيد من الوحدة لإسقاطه.
وأعلن المجلس المؤلف من 260 عضوا برنامجه السياسي الأحد قائلا انه يخطط لقيادة حكومة انتقالية بمساعدة الجيش لضمان أمن البلاد ووحدتها بمجرد سقوط النظام. وكان المجلس شكل في اسطنبول في أيلول (سبتمبر) عندما كثف الأسد الحملة العسكرية على احتجاجات الشوارع المطالبة بسقوطه.
في المقابل اتهمت روسيا الغرب بتبني نهج ‘استفزازي’ في الأزمة السورية، مؤكدة ان الدول الغربية توعز للمعارضة بعدم الدخول في حوار مع الرئيس السوري بشار الاسد.
وروسيا هي من الدول القليلة التي لا تزال تدعم الاسد، وقد دعت الغرب مرارا الى تبني نهج اكثر توازنا في الأزمة وقالت انه يجب ادانة العنف الذي تمارسه السلطة والمعارضة على حد سواء.
وكانت روسيا والصين صوتتا الشهر الماضي ضد قرار من مجلس الامن يدين حملة القمع التي تشنها قوات الرئيس السوري.
واعرب حزب الله وحركة أمل اللبنانيان في بيان الاثنين عن دعمهما لسورية وايران في وجه ‘التهديدات’ و’المؤامرة الدولية’، في الوقت الذي تتزايد الضغوط الدولية على كل من طهران ودمشق.
من جانب خر، استبعد العراق على لسان وزير الخارجية هوشيار زيباري تدخلا عسكريا من اي نوع في سورية حاليا، لكنه اعرب عن تخوفه من انزلاق سورية نحو الحرب الاهلية، وطالب بسرعة تنفيذ المبادرة العربية للأزمة السورية.
وتستعد جامعة الدول العربية لفرض عقوبات إقتصادية على سورية، في خطة قالت إنها تستهدف ‘النظام نفسه’، من خلال شمول العقوبات 5 قطاعات إقتصادية مؤثرة.
ونقلت صحيفة ‘الإقتصادية’ السعودية، الاثنين، عن محمد التويجري الأمين العام المساعد للشؤون الإقتصادية في الجامعة العربية، قوله إنه ‘سيتم خلال الأيام المقبلة طرح عدد من العقوبات التي اقترحها خبراء الجامعة ومنها: السفر، التحويلات البنكية، تجميد الأموال في الدول العربية، إيقاف المشاريع القائمة في سورية، المشاريع المشتركة، التعاملات التجارية، وتعليق عضوية دمشق في منطقة التجارة العربية الحرة’.
وأشار التويجري الى أن ‘أعضاء الجامعة متفقون على ضرورة ألا تطال العقوبات الإقتصادية الشعب السوري، وأن تستهدف بالدرجة الأولى النظام’.
ميدانيا قتل 12 مدنيا برصاص قوات الامن السورية الاثنين في سورية، حسب المرصد السوري لحقوق الانسان، فيما تحدث مصدر رسمي عن مقتل اربعة ‘ارهابيين’ اثناء عملية قامت بها السلطات السورية في مدينة حمص.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه ‘ان اربعة مدنيين استشهدوا واصيب اخرون بجروح خلال حملة المداهمات التي تنفذها قوات سورية ترافقها ناقلات جند مدرعة في حي البياضة، كما قتل اخر في حي وادي ايران في حمص’.
واشار المرصد الى تسلم ذوي ثلاثة معتقلين جثامين ابنائهم الذين قتلوا تحت التعذيب في احياء متفرقة من حمص.
السعودية تدعو سورية الى وقف قتل المدنيين والى ‘التنفيذ الكامل لتعهداتها’ بموجب الخطة العربية
الرياض ـ يو بي آي: دعت المملكة العربية السعودية سورية إلى وقف أعمال القتل والعنف التي تمارس ضد المدنيين منذ اكثر من 6 اشهر حيث بلغ عدد القتلى حوالي 3500 شخص.
وقال وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبدالعزيز خوجة في بيان له عقب الجلسة الأسبوعية التي عقدها مجلس الوزراء بعد ظهر الاثنين برئاسة ولي العهد الأمير نايف بن عبد العزيز، إن المجلس أكد على’ أهمية توفير الحماية للمدنيين السوريين ووقف أعمال القتل والعنف’.
وأضاف الخوجة أن مجلس الوزراء السعودي ‘دعا الحكومة السورية إلى التنفيذ الكامل لتعهداتها التي وافقت عليها بموجب خطة العمل العربية لحل الأزمة السورية التي اعتمدها المجلس باجتماعه في الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري’.
وتابع أن المجلس ‘نوه بالجهود التي تبذلها الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية بشأن الوضع في سورية’.
وتقول الأمم المتحدة أن الحملة الأمنية ضد المحتجين تسببت بمقتل 3500 شخص على الأقل منذ مارس اذار. وتنحي السلطات السورية باللائمة على جماعات مسلحة تدعمها قوى أجنبية قتلت حتى الآن نحو 1100 من قوات الشرطة والجيش.
وقال خوجة ان مجلس الوزراء ‘استعرض تطور الأوضاع في عدد من الدول العربية ومستجدات الأحداث إقليمياً وعربياً ودولياً’.
من جهة ثانية قال وزير الثقافة والإعلام السعودي ‘إن المجلس رحب بصدور قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بالموافقة على القرار الذي تقدمت به المملكة العربية السعودية لإدانة الهجمات الإرهابية ضد المتمتعين بالحماية الدولية’، مؤكداً ‘أن الموافقة على القرار الذي صاغته المملكة والدول الراعية بأغلبية 106 دول يجسد الإلتزام الراسخ بتعزيز التعاون الدولي لمنع الإرهاب ومكافحته بجميع أشكاله ومظاهره، كما يجسد مكانة المملكة في المحيط الدولي والتزامها بالمواثيق والأعراف الدولية والتأكيد على مواقفها المشهودة في مكافحة الإرهاب وإدانة الجهات التي ترعاه’.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة صوتت بموافقة 106 أعضاء على مشروع القرار السعودي، فيما عارضته 9 بلدان، وامتنع 40 بلداً عن التصويت.
وينص القرار على إدانة مؤامرة اغتيال سفير السعودية لدى واشنطن عادل الجبير، ويطالب بإحالة المتهمين في القضية إلى العدالة، كما يدين أعمال الإرهاب لاسيما تلك التي ترتكب ضد الدبلوماسيين.
وكان قرار الاتهام الذي وجهه القضاء الأمريكي إلى المتهمين الإيرانيين قدم صورة مفصلة وموثقة بالتسجيلات الصوتية لأطراف مؤامرة الاغتيال، بمن فيهم اثنان من قيادات فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
وأدان مجلس الوزراء السعودي، من جهة ثانية، ‘قرار السلطات الإسرائيلية تسريع بناء وحدات استيطانية في القدس الشرقية والضفة الغربية رداً على حصول فلسطين على العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)’، مشدداً على’أن هذه الممارسات تحد لإرادة المجتمع الدولي وجهوده وتكشف النوايا الإسرائيلية المبيتة التي تثبت عدم جديتها وعدم اكتراثها لتلك الجهود الهادفة إلى تحقيق السلام في المنطقة.
وقدرت المملكة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم ‘اليونسكو’ جهودها التي أثمرت عن قرار قبول دولة فلسطين كاملة العضوية في المنظمة، وهنأت ‘اليونسكو’ على هذه الخطوة الأولى المهمة والمؤثرة، مؤكدة أن المنظمة تسير في الاتجاه الصحيح بما يخدم القانون الدولي ويعزز فرص السلام ونجاح المساعي الخيرة للدول الراعية للسلام والتعايش’.
واكد خوجة ‘أن المملكة ماضية في دعم العمل باتجاه السلام والأمن وتحقيق تطلعات شعوب العالم التي من بينها القضية الفلسطينية سواء عبر منظمة اليونسكو أو غيرها’.
هيغ للمعارضة السورية: الوقت لا زال مبكرا لاعتراف بريطانيا رسميا بكم
لندن ـ ا ف ب: التقى ممثلون عن المعارضة السورية بوزير الخارجية البريطاني وليام هيغ لاول مرة في لندن الاثنين رغم تصريحاته بان الوقت لا زال مبكرا لاعتراف بريطانيا رسميا بالمعارضة.
وقال هيغ ‘لم نصل بعد الى نقطة الاعتراف الرسمي بهم، وقد عينت سفيرا خاصا لاقامة علاقات معهم، ولكننا لم نصل بعد الى نقطة الاعتراف الرسمي، ويعود ذلك في جزء منهم الى انهم يمثلون مجموعات مختلفة’.
وفي مقارنة للوضع في سورية بالاعتراف الدولي السريع نسبيا بالثوار الليبيين، صرح هيغ لاذاعة الـ’بي بي سي’ انه لا يوجد في سورية ‘مجلس وطني واحد كما كان الوضع في ليبيا’.
واضاف ‘انهم لا يسيطرون على منطقة معينة مثلما فعل المجلس في ليبيا، ولم يصل المجتمع الدولي بعد الى تلك النقطة’ مضيفا انه سيلتقي ممثلين ‘من مختلف جماعات المعارضة السورية’. واوضح ان بريطانيا لا تزال مصممة على ‘زيادة الضغوط على نظام (بشار) الاسد’ بسبب حملة القمع الدامية التي يشنها على الاحتجاجات المناهضة له. واضاف ‘ناقشت هذا مع الامين العام للجامعة العربية (الاحد) واعتقد انهم لا زالوا يرغبون في القيام بذلك (زيادة الضغوط) في اجتماعهم غدا’.
ووصف هيغ تصرفات النظام السوري بأنها ‘مشينة وغير مقبولة’ وقال ‘سنفعل ما بوسعنا لدعم الديموقراطية في سورية في المستقبل’. واضاف ‘لقد فرضنا عدة مجموعات من العقوبات ونحن نعمل هذا الاسبوع على فرض حزمة جديدة من العقوبات التي امل ان نتمكن من الاتفاق عليها الاسبوع المقبل’.
الا انه جدد التأكيد على ان بريطانيا لا تنوي القيام بعمل عسكري في سورية على غرار الحملة العسكرية التي شنها حلف الاطسي على ليبيا. وقال ‘نحن لا نفكر او ندعو الى عمل عسكري في سورية على غرار ما قمنا به في ليبيا’.
أردوغان يدعو الأسد للتنحي… والمعارضة تستعد للمرحلة الإنتقالية
أ. ف. ب.
دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الرئيس السوري بشار الأسد للتنحي، فيما اعلن المجلس الوطني السوري انه بصدد الاعداد مع عدد من القوى السياسية السورية لمؤتمر وطني بهدف عقد مؤتمر وطني يشرف على “المرحلة الانتقالية برعاية الجامعة العربية”.
عواصم: دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الثلاثاء الرئيس السوري بشار الاسد الى التنحي “لمنع المزيد من اراقة الدماء” في سوريا.
وصرح اردوغان امام الكتلة البرلمانية لحزبه “العدالة والتنمية” في مجلس النواب مخاطبا الرئيس السوري “عليك التنحي من اجل خلاص شعبك وبلادك والمنطقة”.
وكان اردوغان، الصديق الشخصي السابق للاسد قبل بدء حركة الاحتجاجات في سوريا وقمعها بعنف من جانب الحكومة السورية، اعلن قطع علاقاته مع النظام وانتقد الاسد مرارا، الا انها المرة الاولى التي يدعو فيها الاسد الى التنحي صراحة.
ووجه اردوغان انتقادات جديدة الى الاسد الذي اكد في مقابلة نشرتها الاحد صحيفة “صنداي تايمز” استعداده “الكامل” للقتال والموت من اجل سوريا اذا اضطر لمواجهة تدخل اجنبي. وقال اردوغان ان موقف الاسد هذا شبيه بتعنت هتلر او موسوليني.
واضاف اردوغان ان “تحارب حتى الموت ضد رغبة شعبك ليس عملا بطوليا. اذا اردت امثلة على قادة قاوموا حتى الموت ضد شعوبهم، هناك هتلر والمانيا النازية وموسوليني وحتى نيكولاي تشاوشسكو في رومانيا”.
مؤتمر إعداداً للمرحلة الانتقالية
ومن جهته، اعلن المجلس الوطني السوري الذي يضم معظم تيارات المعارضة الثلاثاء انه بصدد الاعداد مع عدد من القوى السياسية السورية لمؤتمر وطني بهدف عقد مؤتمر وطني يشرف على “المرحلة الانتقالية برعاية الجامعة العربية”.
واكد متحدث باسم المجلس الوطني السوري في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه انه “يجري مشاورات موسعة مع عدد من الشخصيات والقوى السياسية السورية بهدف الإعداد للمرحلة الانتقالية وفق ما نصت عليه مبادرة جامعة الدول العربية”.
واتفق مسؤولون في المجلس الوطني مع “عدد من الشخصيات الوطنية ومسؤولي قوى سياسية وناشطين من الحراك الثوري في القاهرة” على “تشكيل لجنة تحضيرية تضم ممثلين عن قوى سياسية وشخصيات مستقلة تتولى الدعوة إلى عقد مؤتمر وطني سوري يشرف على الإعداد للمرحلة الانتقالية برعاية الجامعة العربية”، بحسب البيان.
واضاف البيان “من المقرر أن تصدر عن المؤتمر مذكرة خاصة بمرحلة ما بعد النظام السوري سترفع إلى المجلس الوزاري العربي، حيث ستشكل محددات وضوابط لإدارة الفترة الانتقالية بمشاركة كافة القوى السياسية السورية”.
وكان المجلس الوطني السوري اعلن الاحد مشروع برنامجه السياسي الذي يشمل “الية اسقاط النظام” واجراء انتخابات لجمعية مهمتها وضع دستور جديد.
وقال المجلس في بيان الاحد تسلمت وكالة فرانس برس نسخة عنه انه “يسعى الى بناء دولة ديموقراطية مدنية تعددية” عن طريق خطوات عدة على رأسها “اسقاط النظام القائم بكل رموزه”.
واضاف انه سيتولى بعد ذلك مع المؤسسة العسكرية “تسيير المرحلة الانتقالية لضمان وحدة وامن البلاد ويصار الى تشكيل حكومة انتقالية تدير شؤون البلاد وتكفل توفير المناخ المناسب لعملية تنظيم الحياة السياسية فيها”.
والمجلس الوطني السوري الذي اعلنت ولادته رسميا في الثاني من تشرين الاول/اكتوبر في اسطنبول ضم للمرة الاولى تيارات سياسية متنوعة لا سيما لجان التنسيق المحلية التي تشرف على التظاهرات والليبراليين وجماعة الاخوان المسلمين المحظورة منذ فترة طويلة في سوريا وكذلك احزاب كردية واشورية.
وحذرت السلطات السورية من انها ستتخذ “اجراءات مشددة” ضد الدول التي ستعترف بالمجلس الوطني السوري مؤكدة ان العمل جار على استكمال “الاصلاح السياسي” و”انهاء المظاهر المسلحة” في البلاد.
5 قتلى بينهم اربعة فتيان برصاص قوات الامن
واكد ناشطون مقتل خمسة مدنيين بينهم اربعة فتيان برصاص قوات الامن السورية الثلاثاء وسط البلاد قبل ساعات من تصويت الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك على مشروع قرار اوروبي يدين القمع المتواصل في سوريا.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان “اربعة فتيان (10و11 و13 و15 عام) قتلوا برصاص طائش اطلقه رجال الامن بشكل عشوائي من حاجز امني وعسكري مشترك الواقع بين كفرلاها وتلدو في قرى الحولة” في ريف حمص (وسط).
من جهتها، اكدت لجان التنسيق المحلية المشرفة على الحركة الاحتجاجية في سوريا “استشهاد أربعة أطفال حتى الآن في الحولة” واوردت لائحة باسماءهم.
وبحسب المرصد فان الحولة “تلقت تعزيزات امنية عسكرية وهي تشهد اطلاق نار كثيفا ويخشى من عملية امنية” غداة مقتل ثلاثة اشخاص برصاص الامن خلال عملية مداهمات فيها.
واشار المرصد الى “نقص بمادة الخبز في الحولة بسبب توقف الافران عن العمل لعدم توفر مادة المازوت التي تشغل الافران”.
وفي مدينة حمص، افاد المرصد “استشهد مواطن مختل عقليا اثر اطلاق رصاص عشوائي من قبل قوات الامن السورية في حي الخالدية حيث يسمع اطلاقا كثيفا للنار”.
واضاف “كما نفذت قوات الامن حملة اعتقالات اسفرت عن اعتقال 23 شخصا على الاقل في حيي البياضة والخالدية الذي يشهد تضييق للخناق وتعزيز للحواجز الامنية والعسكرية فيه”.
ويأتي ذلك بعد ان قدمت الدول الاوروبية رسميا الاثنين مشروع قرار يدين القمع الدموي للمتظاهرين في سوريا حيث “ارتكبت “فظاعات رهيبة”، بحسب ما قال السفير الالماني في الامم المتحدة بيتر ويتيغ.
وسوف تصوت لجنة حقوق الانسان في الجمعية العامة للامم المتحدة على مشروع القرار الثلاثاء، وهو ما تعتبره فرنسا وبريطانيا والمانيا خطوة اولى على طريق محاولاتها اعادة تقديم قرار يستهدف ادانة نظام الرئيس السوري بشار الاسد في مجلس الامن الدولي.
واوضحت الدول الاوروبية انها تنوي تقديم مشروع قرار جديد للدول ال15 الاعضاء في مجلس الامن بسبب حصيلة القتلى التي ترتفع باستمرار. ولكن دبلوماسيين اشاروا الى ان هذه العملية سوف تأخذ اسابيع قبل ان تقتنع روسيا والصين بتغيير موقفهما.
كما تأتي هذه التطورات غداة مقتل 12 مدنيا برصاص قوات الامن السورية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، فيما تحدث مصدر رسمي عن مقتل اربعة “ارهابيين” اثناء عملية قامت بها السلطات السورية في مدينة حمص.
غول: نظام الاسد في “مأزق”
أ. ف. ب.
لندن: صرح الرئيس التركي عبدالله غول في مقابلة مع صحيفة الغارديان البريطانية ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد هو حاليا في “مأزق”، لكن السوريين وحدهم يمكنهم ان يحققوا التغيير عوضا عن تدخل خارجي.
واعتبر غول ا ن رفض الرئيس الاسد تطبيق خطة الخروج من الازمة التي اعدتها الجامعة العربية، جعل من المستحيل اجراء مفاوضات دولية.
وقال لموقع الصحيفة البريطانية الاثنين عشية زيارة دولة لمدة ثلاثة ايام سيقوم بها لبريطانيا “لقد فات الاوان حاليا بالفعل” لاجراء مفاوضات دولية. واضاف ان بشار الاسد “يبدو انه اختار طريقا اخر. وبصراحة، لم نعد نثق به”.
واوضح ان “سوريا في مأزق حاليا، وهناك تغييرات لا بد منها”، لكنه اشار الى “اننا لا نؤمن بان تدخلا خارجيا هو الوسيلة الفضلى لايجاد تغيير. على الشعب ان يقوم بهذا التغيير”.
ودعا الرئيس التركي نظيره السوري، حليفه السابق، الى ترك السلطة بدون عنف، مشيرا الى “ضرورة القيام بكل ما يلزم” لتجنب اندلاع حرب اهلية.
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان حذر الرئيس السوري بشار الاسد الاثنين من ان ايامه في الحكم اصبحت معدودة، وانه لا يستطيع ان يبقى في السلطة الى ما لا نهاية من خلال القوة العسكرية.
وقال اردوغان في اجتماع في اسطنبول مخاطبا الاسد “تستطيع أن تبقى في السلطة بالدبابات والمدافع فقط لفترة معينة ليس الا. وسيأتي اليوم الذي سترحل فيه انت ايضا”.
ودان اردوغان استخدام نظام الاسد القوة العسكرية “ضد من يطالبون بحياة كريمة في سوريا”. وقال “نحن لا نعتبر مطلقا” ان قتل الشعب السوري بالدبابات والمدافع “عملا انسانيا”.
من جهة اخرى، حذر غول من اي تدخل عسكري ضد ايران. وطالب بان تجري ايران والغرب حوارا “صريحا وشفافا” لتفادي اي نزاع.
الرياض تطالب دمشق بكشف ملابسات مقتل سعودي في سوريا
أ. ف. ب.
الرياض: اعلنت السلطات السعودية الثلاثاء انها تنظر “بقلق شديد” الى مقتل احد مواطنيها في سوريا وطالبت دمشق بالكشف عن ملابسات “الاعتداء الاثم”، بحسب وكالة الانباء الرسمية.
ونقل المصدر عن مسؤول في السفارة السعودية بدمشق قوله “اتضح للسفارة صحة الخبر والاسم الصحيح للمواطن السعودي المقتول حسين بن بندر العنزي”، مضيفا انه “قتل فجر الاثنين 21 تشرين الثاني/نوفمبر في مدينة حمص السورية”.
واضاف ان “المملكة تنظر بقلق شديد لهذا الاعتداء الاثم، وان السفارة قامت بالاتصال بالجهات السورية المختصة لمعرفة الظروف والملابسات المحيطة بهذه الجريمة ومطالبتها بالقبض على الجناة وتقديمهم للعدالة وستتابع ذلك معها”.
وطلبت السفارة السعودية في دمشق من “المواطنين السعوديين المقيمين بسوريا الابتعاد عن مناطق التوتر”.
وتابع المصدر ان “السفارة علمت ان المواطن كان في زيارة لاقاربه في مدينة حمص”.
وفي دمشق، اعلنت وكالة سانا الرسمية امس “مقتل اربعة ارهابيين بينهم احد اكبر المطلوبين خالد الرحج ولقبه بندر”.
من جهتها، اشارت صحيفة “الوطن” المقربة من الحكومة السورية الى مقتل السعودي.
وتشهد العلاقات بين دمشق والرياض توترا منذ عدة اشهر اثر اندلاع حركة الاحتجاجات ضد النظام السوري وما رافقها من قمع اودى بما لا يقل عن 3500 شخص منذ منتصف اذار/مارس الماضي وفقا للامم المتحدة.
وقد استدعت الرياض في آب/اغسطس الماضي سفيرها من دمشق احتجاجا على القمع.
كما دعت السلطات السورية الاثنين الى “التنفيذ الكامل لتعهداتها” الواردة في خطة العمل التي اعتمدها المجلس الوزاري في جامعة الدول العربية لحل الازمة في سوريا مؤكدة “اهمية توفير الحماية للمدنيين السوريين ووقف اعمال القتل والعنف”.
وكان المجلس الوزاري العربي اقر الخطة اثناء اجتماعه في الثاني من الشهر الحالي وهي تتضمن خصوصا وقف اعمال العنف وسحب المظاهر المسلحة من المدن واطلاق سراح المعتقلين.
مقتل 12 مدنياً برصاص الأمن الاثنين وسط تصعيد اللهجة الدولية ضد النظام
الجامعة العربيّة تستعد لفرض عقوبات إقتصادية على سوريا
وكالات
فيما يتزايد الضغط الدولي على النظام السوري، الذي يواصل قمع الحركة الاحتجاجية المطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، تستعد الجامعة العربية لفرض عقوبات إقتصادية على سوريا، تشمل 5 قطاعات، منها السفر والتحويلات البنكية وتجميد الأموال في الدول العربية.
القاهرة: تستعد جامعة الدول العربية لفرض عقوبات إقتصادية على سوريا، في خطة قالت إنها تستهدف “النظام نفسه”، من خلال شمول العقوبات 5 قطاعات إقتصادية مؤثرة.
وقال الأمين العام المساعد للشؤون الإقتصادية في الجامعة العربية محمد التويجري في تصريحات صحافية إنه “سيتم خلال الأيام المقبلة طرح عدد من العقوبات التي إقترحها خبراء الجامعة، ومنها: السفر، والتحويلات البنكية، وتجميد الأموال في الدول العربية، وإيقاف المشاريع القائمة في سوريا، والمشاريع المشتركة، والتعاملات التجارية، وتعليق عضوية دمشق في منطقة التجارة العربية الحرة”.
وأشار التويجري إلى أن “أعضاء الجامعة متفقون على ضرورة ألا تطال العقوبات الإقتصادية الشعب السوري، وأن تستهدف بالدرجة الأولى النظام”.
وكشف عن أن “إجتماعاً إستثنائياً للمجلس الإقتصادي الإجتماعي سيعقد خلال الأيام المقبلة، من المحتمل أن يكون في القاهرة، لإقرار العقوبات الإقتصادية على النظام السوري، التي تهدف إلى التضييق المالي على نظام بشار الأسد”، لافتاً الى أن إقرار هذه العقوبات يتطلب موافقة غالبية الدول الأعضاء.
وقال “قد يطال الشعب جزء من تأثير العقوبات، ونهتم كثيراً بعدم تضرره في الغذاء، والدواء”، مضيفاً أنه يجب النظر إلى تأثير العقوبات الإقتصادية على سوريا في دول الجوار، مثل مصر ولبنان والأردن.
ولفت الأمين العام المساعد للشؤون الإقتصادية في الجامعة العربية إلى أن الدول العربية لا ترغب في دخول تركيا في تطبيق العقوبات الإقتصادية على سوريا “بالنظر إلى أن الإتفاق يتعلق فقط بالدول العربية، من دون وجود تركيا حتى كعضو في تلك العقوبات”.
وكان وزراء الخارجية العرب هدّدوا في وقت سابق بفرض عقوبات إقتصادية على سوريا، ما لم توقّّع حكومتها على بروتوكول يُحدّد الإطار القانوني والتنظيمي لبعثة المراقبين العرب، التي سيتم إرسالها إلى سوريا.
يذكر أن وزراء الخارجية العرب قرروا في اجتماع سابق تعليق مشاركة سوريا في الجامعة العربية، وفرض عقوبات سياسية وإقتصادية عليها، كما دعوا إلى سحب سفراء الدول العربية من دمشق، على خلفية الأحداث الأمنية التي تشهدها البلاد.
ميدانياً، تواصل قمع الحركة الاحتجاجية المطالبة برحيل النظام السوري مع مقتل 12 مدنيًا برصاص الأمن الاثنين، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، في حين يتواصل الضغط الدولي على هذا النظام، وتمثل بموقف شديد اللهجة من الحليف التركي السابق لسوريا.
فيما تحدث مصدر رسمي عن مقتل أربعة “إرهابيين” أثناء عملية قامت بها السلطات السورية في مدينة حمص.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان له “أن أربعة مدنيين قتلوا، وأصيب آخرون بجروح، خلال حملة المداهمات التي تنفذها قوات سورية، ترافقها ناقلات جند مدرعة في حي البياضة، كما قتل آخر في حي وادي إيران في حمص”. وأشار المرصد إلى تسلم ذوي ثلاثة معتقلين جثامين أبنائهم، الذين قتلوا تحت التعذيب في أحياء متفرقة من حمص.
وفي ريف حمص، أكد المرصد “مقتل مواطنين وإصابة ثمانية آخرين بجروح صباح الاثنين في مدينة القصير (ريف حمص) قرب الحدود مع لبنان إثر إطلاق الرصاص من قبل قوات أمنية وعسكرية، كما سمعت أصوات انفجارات عدة هزت المدينة”. وأضاف المرصد “أن ثلاثة أشخاص قتلوا أيضًا برصاص الأمن خلال مداهمات في قرى الحولة”.
وفي ريف حماه (وسط)، قال المرصد “إن بلدات كرناز واللطامنة وكفرنبودة شهدت انتشارًا كثيفًا للجيش النظامي السوري، بعدما وصلت إليها فجر الاثنين تعزيزات عسكرية، تضم عشرات الآليات العسكرية”، مضيفًا أنه “جرى إطلاق رصاص بالرشاشات الثقيلة عقب الانتشار، ما أسفر عن مقتل شخصين، بينهما سيدة”.
وأكد المرصد أيضًا أنه “يسجل إطلاق نار من رشاشات ثقيلة للجيش النظامي السوري الموجود في قرية أحسم في محافظة إدلب، باتجاه قرية أبديتا، يترافق مع استمرار قطع الاتصالات الأرضية والخلوية، وقطع للتيار الكهربائي منذ فجر الاثنين”.
دبلوماسياً، خاطب رئيس الوزراء التركي طيب رجب أردوغان الرئيس السوري بشار الأسد قائلاً له “لن تستطيع أن تبقى في السلطة بوساطة الدبابات والمدافع إلا لفترة محددة فقط. وسيأتي اليوم الذي سترحل فيه أنت أيضًا”.
وأضاف “يظهر أحدهم ويقول سأقاتل حتى الموت. ضد من ستقاتل؟، هل ستقاتل ضد إخوتك المسلمين، الذين تحكمهم في بلادك؟”، في إشارة إلى تصريحات للأسد في مقابلة نشرتها صحيفة “صنداي تايمز” الأحد، وتوعد فيها بالقتال والموت من أجل سوريا، إذا واجه تدخلاً خارجيًا. وتتزايد انتقادات أنقرة، التي كانت حليفًا لسوريا، لنظام الأسد مع ارتفاع عدد قتلى حملة القمع، التي يشنّها النظام السوري، إلى أكثر من 3500 شخص بحسب إحصاءات الأمم المتحدة.
وكانت محطات تلفزيونية تركية أفادت أن مواطنين تركيين أصيبا بجروح ليل الأحد الاثنين إثر إطلاق الجيش السوري النار على حافلة، كانت تقلّ حجاجًا عائدين إلى بلادهم من مكة المكرمة أثناء مرورها قرب مدينة حمص (وسط).
من ناحيته، صرح الرئيس التركي عبدالله غول في مقابلة مع صحيفة الغارديان البريطانية أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد هو حاليًا في “مأزق”، لكن السوريين وحدهم يمكنهم أن يحققوا التغيير عوضًا من تدخل خارجي.
وأوضح أن “سوريا في مأزق حاليًا، وهناك تغييرات لا بد منها”، لكنه أشار إلى “أننا لا نؤمن بأن تدخلاً خارجيًا هو الوسيلة الفضلى لإيجاد تغيير. وعلى الشعب أن يقوم بهذا التغيير”. ودعا الرئيس التركي نظيره السوري إلى التخلي عن السلطة بدون عنف، مشيرًا إلى “ضرورة القيام بكل ما يلزم” لتجنب اندلاع حرب أهلية.
من جهتها، دعت السلطات السعودية دمشق الاثنين إلى “التنفيذ الكامل لتعهداتها” الواردة في خطة العمل، التي اعتمدها المجلس الوزاري في جامعة الدول العربية لحل الأزمة في سوريا.
هذا وكشف المجلس الوطني السوري المعارض عن خطة لمرحلة انتقالية، تستمر قرابة 18 شهرًا، إذا أطيح بالرئيس بشار الأسد، لكن معارضين بارزين للأسد قالوا إن هناك حاجة إلى المزيد من الوحدة لإسقاطه.
وأعلن المجلس، المؤلف من 260 عضوًا، عن برنامجه السياسي الأحد، قائلاً إنه يخطط لقيادة حكومة انتقالية بمساعدة الجيش لضمان أمن البلاد ووحدتها بمجرد سقوط النظام. وكان المجلس شكّل في إسطنبول في أيلول (سبتمبر) عندما كثف الأسد الحملة العسكرية على احتجاجات الشوارع المطالبة بسقوطه.
قتلى وجرحى برصاص الأمن السوري أغلبهم في حمص.. والصليب الأحمر يطالب بزيارة السجون
تعزيزات أمنية في ريف حماه.. و«سانا» تتحدث عن اختطاف مسلحين لقاضيين
جريدة الشرق الاوسط
لقي 12 سوريا حتفهم، وأصيب آخرون برصاص قوات الأمن، أمس، خلال مداهمات في حمص وريفها وقرى الحولة وحماه، بينما تحدث مصدر رسمي عن مقتل 4 «إرهابيين» أثناء عملية قامت بها السلطات السورية في حمص أيضا.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، أن «4 مدنيين استشهدوا وأصيب آخرون بجروح خلال حملة المداهمات التي تنفذها قوات سورية ترافقها ناقلات جند مدرعة في حي البياضة، كما قتل آخر في حي وادي إيران في حمص». وأشار المرصد إلى تسلم ذوي 3 معتقلين جثامين أبنائهم الذين قتلوا تحت التعذيب في أحياء متفرقة من حمص.
وفي ريف حمص، أكد المرصد «استشهاد مواطنين وإصابة 8 آخرين بجروح صباح الاثنين في مدينة القصير (ريف حمص) قرب الحدود مع لبنان إثر إطلاق الرصاص من قبل قوات أمنية وعسكرية، كما سمعت أصوات عدة انفجارات هزت المدينة». وأضاف المرصد أن «3 أشخاص قُتلوا أيضا برصاص الأمن خلال مداهمات في قرى الحولة».
وفي ريف حماه (وسط)، قال المرصد: «إن بلدات كرناز واللطامنة وكفر نبودة شهدت انتشارا كثيفا للجيش النظامي السوري بعد أن وصلت إليها فجر الاثنين تعزيزات عسكرية تضم عشرات الآليات العسكرية»، مضيفا أنه «جرى إطلاق رصاص بالرشاشات الثقيلة عقب الانتشار، مما أسفر عن مقتل شخصين بينهما سيدة».
وأكد المرصد أيضا أنه «يسجل إطلاق نار من رشاشات ثقيلة للجيش النظامي السوري الموجود في قرية أحسم في محافظة إدلب باتجاه قرية أبديتا يترافق مع استمرار قطع الاتصالات الأرضية والخلوية وقطع للتيار الكهربائي منذ فجر الاثنين».
من جانبها، أوردت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) أن «إحدى الجهات المختصة نفذت الاثنين عملية نوعية في حي البياضة في حمص تمكنت خلالها من قتل 4 إرهابيين، إضافة إلى مصادرة أسلحتهم».
ونقلت الوكالة عن مصدر رسمي في حمص أن «من بين الإرهابيين الذين قُتلوا خالد الراجح الملقب ببندر»، لافتا إلى أنه «على رأس قائمة الإرهابيين المطلوبين الذين روعوا الأهالي في المدينة».
وأضافت الوكالة أن «سائق سيارة إسعاف أصيب مع مرافقه بجروح صباح الاثنين بعد إطلاق النار عليهما من مجموعة إرهابية مسلحة أثناء تأديتهما واجبهما في حمص».
وفي ريف إدلب (شمال غرب) «ألقت الجهات المختصة القبض على 7 مطلوبين في معرة النعمان ممن هاجموا مستودعات وادي الضيف شرق المدينة».
وفي ريف حماه (وسط)، نقلت الوكالة عن مصدر رسمي أن «مجموعة إرهابية مسلحة أقدمت صباح الاثنين على اختطاف القاضيين إبراهيم المحمد، رئيس نيابة الغاب، وعماد المحمد، رئيس محكمة الصلح، في قلعة المضيق تحت تهديد السلاح بالقرب من الحمرا أثناء توجههما إلى عملهما».
إلى ذلك، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها ما زالت بانتظار موافقة سوريا على زيارة السجون السورية.
ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن المدير العام للصليب الأحمر، إيف داكورد، أن اللجنة تمكنت من زيارة سجن واحد فقط في العاصمة السورية دمشق منذ اندلاع الانتفاضة منتصف مارس (آذار) الماضي. كان رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، جيكوب كيلينبيرغر، قد زار دمشق في سبتمبر (أيلول) الماضي للتفاوض مباشرة مع حكومة بشار الأسد على زيارة السجون. وقال داكورد للصحافيين في جنيف أمس: «لم نتحرك بالقدر الذي نتطلع إليه» منذ عقد الاجتماع مع السلطات السورية في سبتمبر.
السعودية تشيد بجهود الجامعة العربية تجاه سوريا وتدعو دمشق إلى الالتزام بتعهداتها
مصادر عربية لـ«الشرق الأوسط»: اتجاه للتصعيد ضد سوريا وفرض عقوبات اقتصادية لا تضر المواطن السوري
جريدة الشرق الاوسط
القاهرة: سوسن أبو حسين وصلاح جمعة
نوه مجلس الوزراء السعودي بالجهود التي تبذلها الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية بشأن الوضع في سوريا، مؤكدا أهمية توفير الحماية للمدنيين السوريين ووقف أعمال القتل والعنف.. يأتي ذلك وسط دعوات لوزراء التجارة والمالية العرب لبحث موضوع إصدار عقوبات اقتصادية وسياسية لا تشكل ضررا على الشعب السوري وإنما تضغط على النظام.
ودعا مجلس الوزراء السعودي الحكومة السورية إلى التنفيذ الكامل لتعهداتها التي وافقت عليها بموجب خطة العمل العربية لحل الأزمة السورية التي اعتمدها المجلس في اجتماعه في 2 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، وذلك في إطار استعراضه تطور الأوضاع في عدد من الدول العربية ومستجدات الأحداث إقليميا وعربيا ودوليا.
جاء ذلك في الجلسة التي عقدها المجلس أمس في قصر اليمامة بالرياض، برئاسة الأمير نايف بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي.
وقال الدكتور عبد العزيز خوجه، وزير الثقافة والإعلام السعودي، عقب الجلسة: إن المجلس نوه بالجهود التي تبذلها الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية بشأن الوضع في سوريا، مؤكدا أهمية توفير الحماية للمدنيين السوريين ووقف أعمال القتل والعنف، داعيا الحكومة السورية إلى التنفيذ الكامل لتعهداتها التي وافقت عليها بموجب خطة العمل العربية لحل الأزمة السورية التي اعتمدها المجلس في اجتماعه في 2 نوفمبر الحالي.
وبينما يتوقع أن يتخذ وزراء الخارجية العرب موقفا حاسما يوم الخميس المقبل، يدور الحديث حول تركيز الوزراء واللجنة المعنية بمتابعة الوضع في سوريا حول مستقبل التحرك بعدما وصل الجهد العربي إلى نهاية الطريق من خلال تأكيد دعوة وزراء التجارة والمالية العرب لبحث موضوع إصدار عقوبات اقتصادية وسياسية لا تشكل ضررا على الشعب السوري وإنما تضغط على النظام.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن اجتماعات الوزراء اختصرت إلى يوم واحد بعد أن كان مقررا لها أن تعقد يومي الأربعاء والخميس المقبلين، وأن هناك اتجاها لمناقشة الرد النهائي السوري على بعثة بروتوكول الجامعة العربية التي ستذهب لسوريا وترى دولا طرحت مناقشة ما إذا كان الرد السوري قابلا للمناقشة ومن ثم التوصل إلى اتفاق لإيفاد لجنة حماية المدنيين. وعلمت «الشرق الأوسط» أن الجزائر قدمت ورقة حول المقترحات السورية تتفق، في الكثير، مع الموقف السوري الذي يؤكد «عربنة» الحل واللجنة التي يجب أن تذهب إلى سوريا للاطلاع على الأوضاع ومن ثم العودة بتقرير إلى مجلس الجامعة العربية.
في المقابل، ترى بعض المصادر أن هناك اتجاها للتصعيد والضغط على سوريا والمطالبة، بشكل فوري، بوقف العنف وقتل المدنين، وقد تؤيد الجامعة العربية توجه الدول الغربية بفرض عقوبات على سوريا لحصار النظام دون الإضرار بالمواطن السوري.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن وزراء الخارجية العرب سيجرون تقييما شاملا للموقف في سوريا في ضوء استمرار العنف وعدم التزام الجانب السوري بتنفيذ بنود خطة العمل العربية التي وافقت عليها الحكومة السورية في اجتماع المجلس في الثاني من هذا الشهر، ورفضها استقبال بعثة مراقبي الجامعة العربية.
وأفاد مصدر مسؤول في الجامعة العربية لـ«الشرق الأوسط» بأن الاجتماع الوزاري المقبل سيكون محطة مهمة على طريق التعامل العربي مع الأزمة السورية، خاصة فيما يتعلق بتفعيل القرار العربي بتعليق عضوية سوريا وتفعيل العقوبات الاقتصادية والسياسية العربية لسوريا وسحب السفراء العرب وكيفية التعامل العربي مع المعارضة السورية.
في غضون ذلك، طالبت المعارضة السورية وزراء الخارجية العرب بتجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية وطرد سفراء سوريا من الدول العربية وسحب السفراء العرب لدى دمشق، وطرد مندوب سوريا لدى الجامعة العربية والاعتراف بالمجلس الوطني السوري المعارض ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب السوري.
وقال المعارض السوري مؤمن كويفاتية، رئيس اللجنة الإعلامية لدعم الثورة، عضو المجلس الوطني السوري المعارض لـ«الشرق الأوسط»: إن «الشعب السوري لن يقبل من وزراء الخارجية في اجتماعهم الخميس المقبل بالقاهرة بأقل من تجميد عضوية سوريا وتوفير الحماية الدولية للشعب السوري بعد رفضه استقبال بعثة مراقبي الجامعة العربية».
وتابع كويفاتية أن «تجميد عضوية النظام السوري في الجامعة العربية والذهاب إلى مجلس الأمن الدولي معناهما عزله، ويصبح الموضوع لدى المجتمع الدولي وبالتالي سنطلب من المجتمع الدولي فرض حظر جوي على سوريا لحماية المدنيين، مما سيعمل على إحداث انشقاقات أكبر في الجيش».
وفي سياق آخر، نفت وزارة الخارجية الكويتية، أمس، اتهامات سورية بضخ أموال وأسلحة للمعارضة السورية لزعزعة الاستقرار في سوريا. وأكد وكيل وزارة الخارجية الكويتي خالد الجار الله أنه لا صحة للاتهامات التي وجهها مندوب سوريا لدى جامعة الدول العربية يوسف أحمد إلى دول الخليج العربي بضخ أموال وسلاح إلى المعارضة السورية، مؤكدا أنها اتهامات غير صحيحة. وقال الجار الله في تصريح للصحافيين عقب ترؤسه أمس اجتماع كبار مسؤولي منتدى المستقبل الثامن لمجموعة دول الثماني والشرق الأوسط الكبير وشمال أفريقيا «لن أستبق الأحداث، وسأنتظر اجتماع اللجنة الوزارية العربية، وننتظر تصوراتها التي ستعرض على الاجتماع القادم لوزراء الخارجية العرب».
وكان مندوب سوريا وعدد من المسؤولين السوريين قد كالوا عددا من التهم للجامعة العربية ولأعضاء فيها بالتواطؤ ضد سوريا والسعي لتدويل الأزمة بالذهاب إلى مجلس الأمن.
الجيش السوري الحر: موالون للصدر يقاتلون إلى جانب قوات الاسد
متحدث لـ «الشرق الأوسط»: النظام استهدف مقر البعث بدمشق
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: كارولين عاكوم
منذ إعلان قائد الجيش السوري الحر، العقيد رياض الأسعد، الأسبوع الماضي انتقاله إلى الأراضي السورية وتشكيله المجلس العسكري المؤقت، بدا واضحا تزايد حدة العمليات العسكرية التي تنفذها كتائبه يوميا في مناطق عدة إضافة إلى تزايد عدد المنشقين عن الجيش. لكن يبدو، ورغم عودة الأسعد إلى تركيا حيث المقر الرئيسي للجيش السوري الحر، أنه لا تزال هذه العمليات الدفاعية مستمرة مع ما يرافقها من عمليات نوعية تقتصر على حرب شوارع، بحسب الرائد ماهر النعيمي المتحدث باسم المجلس العسكري المؤقت، الذي قال لـ «الشرق الأوسط» إن «عمليات الجيش السوري الحر لا تزال في مرحلة الدفاع وهي ستبقى كذلك بين جيش النظام والجيش السوري الحر إلى حين إقامة منطقة عازلة وحظر جوي، إضافة إلى أننا لغاية الآن لا نملك من الأسلحة إلا الغنائم التي ينقلها معهم عناصر الجيش المنشقون أو التي نستطيع شراءها وهي لا تصل إلى أكثر من مسافة 400 متر». ويضيف «أما فيما يتعلق بالعمليات النوعية التي تستهدف مقرات القيادة الأمنية وفروع الأمن، فهي ستكون السبيل الوحيد للرد على اقتحام جيش الأسد المدن والمواطنين بالدبابات والآليات، وهذا ما لجأ إليه في الفترة الأخيرة، وبالتالي أصبحت هدفا مشروعا بالنسبة إلينا».
من ناحية أخرى، أكد النعيمي المعلومات التي أفادت دخول مجموعات مسلحة من العراق تابعة لمقتدى الصدر للقتال مع جيش النظام في حمص مع الفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد، وقال «هناك مجموعات مسلحة تأتي إلى سوريا لمساندة جيش النظام، وهذا ما يؤكده لنا المواطنون السوريون الذين يتم اقتحام منازلهم، إذ يتمكنون من التعرف عليهم من لهجاتهم غير السورية». ويضيف «لكننا إلى الآن لم نستطع إلقاء القبض على أحد منهم، لأن جيش النظام يحاول قدر الإمكان إخفاء جثثهم في أسرع وقت ممكن، في حين يتركون جثث السوريين والجرحى منهم ساعات طويلة على الأرض». وفي التفاصيل، يفيد النعيمي «أن هناك طائرتين مدنيتين هبطتا منذ 3 أيام في مطار حماه الحربي نقلتا عددا كبيرا من مقاتلي مقتدى الصدر، وفي الوقت عينه، تم تحريك الفوج 555 التابع لماهر الأسد، كذلك فقد تم حشد قوات أخرى متخصصة فيما يعرف بالـ «مشاة المحمول» التي تقوم بمهمة الاقتحامات وتركزت في ريف حماه ووصلت إلى مشارف جسر الشغور».
وفيما يتعلق بالتفجير الذي استهدف مقر حزب البعث أول من أمس، ونفي الجيش السوري الحر مسؤوليته عنه، قال النعيمي «أصبح لدينا معلومات مؤكدة 100 في المائة تفيد بأن جيش النظام أطلق على الجهة الخلفية للمبنى، أي الشمالية الشرقية، التي تقع في مقابل السفارة الروسية، قنبلة صوتية وأخرى يدوية، وذلك قبل ساعات قليلة من انتهاء المهلة التي منحته إياها الجامعة العربية للرد على طلبها، متهما الجيش السوري الحر بتنفيذ الهجوم، في محاولة منه لإثبات اتهاماته التي يلقيها يوميا حول وجود عصابات مسلحة، مع العلم أن دخول أشخاص غير رجال النظام، إلى هذه المنطقة بالتحديد حيث وجود المقر، أمر شبه مستحيل في ظل التحصينات التي تحيط به من كل حدب وصوب. لذا نؤكد، ورغم عدم التكافؤ بين الجيشين، على أننا إذا قمنا بأي عملية سنعلن مسؤوليتنا عنها، لكننا نؤكد في الوقت عينه، على أن استهداف هذه المراكز ليست من أولوياتنا، لأننا نعتبرها ممتلكات الشعب وهي ستعود إليه بعد سقوط النظام».
القصير القريبة من الحدود اللبنانية تعيش حصارا مطبقا
ناشط: الحواجز تقطع أوصالها لكنها لا توقف المظاهرات الليلية في أحيائها
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: يوسف دياب
شددت قوات الأمن السورية من حصارها على مدينة القصير السورية القريبة من الحدود اللبنانية، ونفذت هذه القوات قبل ظهر أمس حملة مداهمات واسعة داخل المدينة أسفرت عن سقوط قتيلين وثمانية جرحى، كما سمع دوي عدة انفجارات هزت المدينة تبين أنها ناجمة عن قذائف دبابات أطلقت أثناء تنفيذ المداهمات.
وأفاد المنسق الميداني في مدينة القصير فادي شاهين، أن «الجيش السوري وقوات الأمن عززوا من وجودهم داخل شوارع وأحياء القصير وفي محيطها». وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «القصير باتت مزروعة بـ32 حاجزا وكل حاجز يوجد عليه دبابتان ونحو العشرين عنصرا، وهو ما قطع أوصال المناطق وعزل الأحياء بعضها عن بعض داخل المنطقة الواحدة». وعن الوضع الميداني الذي كانت عليه المدينة أمس الاثنين، قال: «لقد نفذت قوات الأمن والشبيحة حملة مداهمات طالت معظم الأحياء وترافقت مع عمليات إطلاق نار كثيفة لتخويف الناس ومنع أي شخص من الفرار من منزله، وقد أسفرت العمليات عن استشهاد شخصين هما محمد جابر وخالد خرما، وإصابة ثمانية آخرين، كما استشهد (أول من) أمس شابان من آل خرما بعد أن أطلق الأمن النار عليهما عندما كانا يستقلان دراجة نارية». وكشف أن «عناصر الأمن اعتقلوا (أول من ) أمس الشاب فرزات جربان من منزله واقتادوه إلى أحد المراكز العسكرية وبعد ساعتين وجد مقتولا بضربات بآلة حادة على رأسه وجثته ملقاة على الطريق العام بحيث خسرت المدينة خمسة شهداء في الساعات الـ24 الأخيرة».
وعن الوضع الحياتي والإنساني في القصير، أوضح شاهين أن «الحياة شبه معدومة في المدينة؛ إذ إن المياه تبقى مقطوعة في معظم الأحيان، وهناك عدد كبير من المنازل محرومة من المياه بعد أن تعرضت الخزانات المثبتة على الأسطح لإطلاق نار مما أدى لإتلافها، ولا أحد يستطيع الخروج من منزله، وإذا كانت هناك حاجة لشراء ربطة الخبز فلا يجرؤ على الخروج من المنزل إلا النساء أو الرجال المسنون، الذين يخضعون للتفتيش الدقيق، علما بأن كل فرن للخبز يوجد على مدخله حاجز لجهاز أمن الدولة». وعن مصدر أصوات الانفجارات التي سمعت في القصير أمس، أوضح المنسق الميداني أن «هذه الأصوات مصدرها قذائف الدبابات التي تطلق قذائفها في الهواء ترهيبا عند تنفيذ أي مداهمة لمنع الناشطين والمعارضين من مغادرة منازلهم بغية القبض عليهم».
وأشار شاهين إلى أن «كل هذه المظاهر المسلحة وعمليات القتل والاقتحامات لا تحول دون تنظيم مظاهرات ليلية في الأحياء الداخلية التي رغم محاصرتها، فإنها تقلق الجيش النظامي وعناصر الأمن اللذين يحاذران من اقتحامها ليلا تحسبا لردة فعل من المتظاهرين قد يوقع إصابات في صفوفهم». ولفت إلى أن «التيار الكهربائي موجود بشكل دائم في هذه المرحلة بعد أن أطبق الجيش سيطرته الكاملة على المدينة، وهو يستفيد الآن من مصابيح الإنارة الليلية العائدة للبلدية، كما وضع عشرات الكاشفات الضوئية الكبيرة (بروجكتور) لمراقبة أي حركة في الشوارع ليلا». ومشيرا إلى أن «الاتصالات الخليوية والأرضية متوفرة حاليا، لكن قطعها مع التيار الكهربائي لا يتم إلا عند تنفيذ المداهمات».
إلى ذلك، بقيت القرى السورية المتاخمة للحدود اللبنانية، تحت رقابة الجيش السوري المشددة، وأعلن ناشطون لـ«الشرق الأوسط»، أن «وحدات من الجيش معززة بآليات مدرعة وناقلات جند تسير دوريات في بلدات هيت والسماقيات والعريضة السورية، بحثا عن معارضين ومطلوبين للنظام الذين غادر معظمهم هذه البلدات بشكل نهائي». وأشاروا إلى أن «هذه الدوريات تساند العناصر العسكرية المنتشرة على الحدود مع لبنان لمنع تسلل الأشخاص وانتقال نازحين جدد إلى لبنان».
جنود سوريون يستهدفون حجاجا أتراكا.. وأنقرة تطالب بالاعتذار وتهدد بوقف جميع المواصلات
مسؤول تركي لـ«الشرق الأوسط»: تصعيد سوري.. والحكومة تفقد سيطرتها على زمام الأمور
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: ثائر عباس
لوحت تركيا بـ«وقف جميع المواصلات» بينها وبين سوريا «إذا لم تتخذ الحكومة السورية إجراءات كافية لحماية مواطنيها»، بعد هجوم استهدف قافلة حجاج تركية عائدة إلى بلادها من المملكة العربية السعودية، فيما كرر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان انتقاداته للرئيس السوري بشار الأسد متنبئا برحيله لأن «أيامه في الحكم أصبحت معدودة، وأنه لا يستطيع أن يبقى في السلطة إلى ما لا نهاية من خلال القوة العسكرية».
ورغم أن أنقرة لم تعتبر الأمر «رسالة سياسية» من سوريا التي تتعرض لضغوطات كبيرة وانتقادات من أنقرة على خلفية الأحداث الجارية فيها، فإن مستشار الرئيس التركي إرشاد هورموزلو رأى أن هذه الهجمات «دليل على عدم سيطرة الحكومة المركزية على أمورها».
وأفادت مصادر تركية «الشرق الأوسط» أن الحجاج الذين كانوا في القافلة أبلغوا سلطات بلادهم أنهم استهدفوا عن عمد لأنهم أتراك. وأشار هؤلاء إلى أن القافلة التي ضلت طريقها سألت عند إحدى نقاط التفتيش عن إرشادات، فسألهم أفراد الحاجز عن جنسيتهم وأوضحوا أنهم أتراك، فكان أن تعرضوا لإطلاق رصاص بعيد اجتيازهم نقطة التفتيش التالية. وقالت المصادر إن سائق إحدى الحافلات وحاجا آخر أصيبا بجروح وإن زجاج الحافة أصيب بعدد من الطلقات النارية. وأفاد هؤلاء أنهم تعرضوا لشتائم قاسية من عناصر الحاجز قبل إطلاق النار عليهم.
وعرضت وكالة «دوجان» التركية لقطات لحافلة ركاب وقد هشمت إحدى نوافذها بسبب عيار ناري فيما يبدو بعد أن عادت إلى بلدة جزر الحدودية. ونقلت عن ركاب وصلوا إلى البلدة أن ثمانية جنود سوريين يرتدون الزي الرسمي طلبوا منهم النزول من الحافلة عند نقطة تفتيش. ونقلت عن راكب تأكيده أن المهاجمين كانوا جنودا. وقال: «كانوا مختبئين.. كانوا جنودا هؤلاء لم يكونوا مدنيين. أعلامهم كانت موجودة». وأوضح أن أحد الجنود قال له «تعال.. تعال» وأضاف: «كان يريدني أن أدخل لكنني لم أدخل». وأضاف: «لم يكن معي شيء في يدي وكان هناك سبعة أو ثمانية منهم. وجه بندقيته لي وقال: ارفع يديك إلى أعلى. صرخت في الجميع ليركضوا وركضنا فبدأوا يطلقون النيران على ظهورنا». وقالت «شبكة سي إن إن التركية» إن الحافلة «ضلت طريقها على ما يبدو وسلكت طريقا خطأ قرب مدينة حمص حيث أوقفها جنود سوريون بعدما أطلقوا عليها النار» مشيرة إلى أن الجريحين أدخلا المستشفى في مدينة أنطاكيا التركية الحدودية مع سوريا.
ونقلت وسائل إعلام تركية أن الأتراك في الحافلات «تعرضوا لإساءات لفظية أثناء قيام أفراد الأمن السوري بتفقد هوياتهم الشخصية في إحدى نقاط التفتيش السورية، بينما تعرضوا إلى إطلاقات نارية عقب اجتياز الحافلات نقطة تفتيش ثانية». وجاء في بيان صادر عن الخارجية التركية «أن ثلاث حافلات تركية تقل الحجاج تعرضت لاعتداء داخل الحدود السورية، مما تسبب في إصابة اثنين من المواطنين أحدهما سائق لإحدى الحافلات بجروح طفيفة».
لكن وكالة أنباء الأناضول الرسمية نقلت عن جميل كارلي وهو أحد المصابين أن «سيارة حمراء بداخلها 4 أشخاص مجهولو الهوية اقتربت من قافلتنا المؤلفة من 9 حافلات ثم أطلق من بداخلها نيرانا عشوائية، ولكن قافلتنا لم تتوقف بل مضت في السير، ثم أعقبتها سيارة ثانية بداخلها 4 أشخاص أيضا أطلقوا نيرانا أكثر كثافة وتسببت في تحطيم نوافذ 3 من حافلاتنا. ثم ابتعدت السيارتان عن القافلة واختفتا عن الأنظار».
ونقلت الوكالة عن ركاب آخرين أن إطلاق النار تم في منطقة يستحيل على أحد أن يدخلها أو يقترب منها غير عناصر الأمن والجيش والمسافرين على متن حافلاتهم أو سياراتهم، مما دفع البعض للجزم بأن الهجوم نفذته قوات النظام السوري. ونقلت وكالة الأسوشييتدبرس عن سائق إحدى الحافلات ايرهان صورمالي أن الحافلة توقفت عند نقطة تفتيش، وأن جنودا سوريين كالوا الشتائم لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان «عندما علموا بأننا أتراك، وفجأة فتحوا النار على الحافلة». وقال رجل تركي وهو يبكي «عدنا من الموت. عدنا من الموت».
وذكرت وزارة الخارجية التركية بتحذيرها السابق لرعاياها بعدم السفر إلى تركيا إلا في الحالات الضرورية. ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول في الخارجية التركية أن الوزارة ما زالت تجمع التفاصيل بشأن الحادث.
وأكد هورموزلو لـ«الشرق الأوسط» أن الحافلات استهدفت عن قصد، لكنه استبعد أن يكون الأمر «رسالة سورية». وقال: «إنهم (السوريين) يصعدون الموقف، وهذه تصرفات غير مسؤولة، وتدل على عدم سيطرة الحكومة السورية على أمورها من الداخل». وأضاف: «إذا لم تتخذ الاحتياطات اللازمة لضمان أمن مواطنينا ولم يتم الاعتذار رسميا ستوقف الحكومة التركية جميع المواصلات بين البلدين».
إلى ذلك، وفي كلمة له في إسطنبول أمس حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الرئيس السوري من أن أيامه في الحكم «أصبحت معدودة، وأنه لا يستطيع أن يبقى في السلطة إلى ما لا نهاية من خلال القوة العسكرية». وقال أردوغان مخاطبا الأسد «تستطيع أن تبقى في السلطة بالدبابات والمدافع فقط لفترة معينة ليس إلا. وسيأتي اليوم الذي سترحل فيه أنت أيضا». وأضاف «يظهر أحدهم (الأسد) ويقول (سأقاتل حتى الموت). ضد من ستقاتل؟ هل ستقاتل ضد الشعب السوري وإخوتك المسلمين الذين تحكمهم في بلادك؟»، وتساءل «لماذا تفتح الطريق أمام تدخل خارجي.. لماذا لا تحلون مشكلاتكم بينكم دون فتح الطريق لأي تدخل خارجي؟». وأدان أردوغان استخدام نظام الأسد القوة العسكرية «ضد من يطالبون بحياة كريمة في سوريا». وقال «نحن لا نعتبر مطلقا» أن قتل الشعب السوري بالدبابات والمدافع «عمل إنساني».
الأردن: السلطات السورية تتخذ إجراءات غير مسبوقة بتفتيش السيارات القادمة والمغادرة عبر الحدود
تبحث عن أسلحة وأقراص مدمجة.. وتأخذ تعهدا من المغادرين بعدم المبيت بمخيمات للاجئين
جريدة الشرق الاوسط
عمان: محمد الدعمة
قال قادمون من سوريا إلى الأردن، أمس، إن السلطات السورية تقوم بإجراءات غير مسبوقة من تفتيش دقيق للسيارات القادمة والمغادرة عبر الحدود.
وقال سائق تاكسي يعمل على خط عمان – دمشق، فضل عدم ذكر اسمه، إن السلطات السورية «تفتش السيارات الداخلة إلى أراضيها وتبحث عن أسلحة أو متفجرات أو أي مواد قد تصل إلى المناهضين للنظام».
وأشار إلى أن سلطات الجمارك السورية تقوم بعملها دون مضايقات أو إعاقة وإنما الجديد هو البحث عن أسلحة أو أية مواد ممنوعة في ظل الأحداث التي تشهدها سوريا منذ اندلاع المظاهرات في منتصف شهر مارس (آذار) الماضي، وقال إن «حركة السفر ضعيفة باتجاه سوريا مقارنة بالأيام السابقة من العام الماضي، خاصة أننا دخلنا فصل الشتاء، الذي تخف فيه حركة التنقل بطبيعتها».
وأكد أن السلطات السورية تقوم بتفتيش السيارات على الطريق الدولي في حواجز أقيمت لتأمين الحماية لذلك الطريق الذي يربط الأردن مع سوريا، مشيرا إلى أن هذه الحواجز تقوم عادة بتدقيق الهويات الشخصية وطلب جوازات السفر للتأكد من شخصية الموجودين بالسيارة.
وقال إن السلطات السورية تسمح حاليا لجميع الأعمار بالسفر إليها ودخول أراضيها، خاصة أنها كانت تمنع الشباب الذين تقل أعمارهم عن أربعين عاما، مشيرا إلى أن عمليات التفتيش زادت قليلا للمحافظة على الأمن. من جانبه، أكد سائق أردني آخر، فضل عدم ذكر اسمه، أن السلطات السورية تقوم أحيانا بالبحث عن أية مواد مصورة أو أقراص مدمجة أو كاميرات أو أجهزة جوالة وهي تدقق بأجهزة الهواتف الجوالة التي توجد بها كاميرات أما الهواتف التي لا توجد بها كاميرات فإنها لا تخضع للتفتيش.
وكانت السلطات السورية قد فتحت مركز حدود درعا – الرمثا بعد أن أغلقته أكثر من شهر عندما دخلت القوات السورية إلى مدينة درعا لقمع المتظاهرين.
وتعمل الحدود بين درعا والرمثا (القديمة) فقط لـ«البحارة» وهم التجار الذين يتبادلون البضائع بين البلدين، حيث يحمل كل واحد منهم بطاقة من قبل السلطات السورية والأردنية وسيارة خاصة به لنقل البضائع.
وما زالت السلطات السورية تغلق الحدود القديمة بين درعا والرمثا أمام المسافرين العاديين وتحولهم إلى مركز حدود جابر نصيب وهو مركز حدود على الطريق الدولي السريع الذي يربط عمان بدمشق.
من جانب آخر، قال شهود عيان عائدون من سوريا، إن السلطات السورية تقوم بتفتيش الداخلين من رعاياها ومصادرة شرائح شبكات الاتصال الأردنية لمنع استخدامها من قبل السوريين بعد أنباء تحدثت عن استخدام المتظاهرين لشبكات الاتصال الأردنية للهروب من الرقابة على الاتصالات.
وأضافوا أن السلطات السورية تقوم حاليا بعمل حواجز أمنية لمنع خروج السوريين إلا ضمن شروط معينة تم وضعها لهذه الغاية تفاديا لخروج المزيد من السوريين إلى الأراضي الأردنية، خصوصا بعد أن تقرر إقامة مخيم لإيواء اللاجئين السوريين، موضحين أن السلطات السورية حذرتهم من المبيت في المخيمات تحسبا لمزيد من الإجراءات الممكن أن يتم اتخاذها حال عودتهم مرة أخرى إلى بلادهم.
وتشهد الحدود الأردنية حركة عبور نشطة إلى الأردن، خاصة من قبل السوريين، حيث تواصل السلطات الأردنية جهودها في حدود جابر من خلال تقديم كافة التسهيلات اللازمة لجميع السوريين الداخلين إلى الأردن.
وحسب حديث مجموعة من السوريين فضلوا عدم ذكر أسمائهم خوفا على أرواح أبنائهم في سوريا والملاحقات الأمنية حال عودتهم، فإن الوضع في المناطق السورية يزداد سوءا يوما بعد يوم، وهناك الآلاف من السوريين يرغبون بالمغادرة إلا أن السلطات السورية حاصرتهم بحواجز أمنية من الصعب الخروج منها.
وأشاروا إلى أنهم قرروا الذهاب إلى الأردن «كضيوف كونه الأكثر أمنا ولوجود أقارب في المناطق الأردنية منها المفرق والرمثا وأربد الحدودية الأمر الذي يجعلنا الأكثر أمنا». وأضافوا أن «السلطات السورية على الحدود تقوم بإجراء تحقيق مطول قبل مغادرتنا إلى الأردن ونقوم بالتوقيع على تعهدات بالعودة مجددا مع بيان أسباب الزيارة والتداعيات منها في ظل هذه الظروف، خصوصا العائلات التي هجرت في الأيام الماضية بسبب الأوضاع الأمنية وحملة المداهمات والاعتقالات العشوائية للمواطنين السوريين القاطنين في المحافظات السورية المحاصرة»، موضحين أن الحركة التجارية والسياحية في سوريا شلت نهائيا، وحتى السوريين أنفسهم لا يستطيعون الخروج من منازلهم للتنزه، الأمر الذي ينذر بكارثة اقتصادية صعبة من شأنها أن تؤثر سلبا على الاقتصاد السوري والشعب معا.
على الصعيد ذاته، قال مصدر مطلع إن حركة المسافرين الأردنيين إلى سوريا شبة متوقفة منذ بداية الأحداث، وهناك أعداد لا تكاد تذكر من جنسيات مختلفة تغادر الحدود باتجاه سوريا، مشيرا إلى أن أغلب المركبات العاملة في الوقت الحالي تعود للبحارة وتذهب إلى الجانب الحدودي وتعاود أدراجها فورا.
وبين أن حركة شحن البضائع حاليا تسير بشكل طبيعي من خلال نقل البضائع من كلا البلدين والتي يتم فيها إنجاز كافة معاملات الشحن وإصدار البيانات المطلوبة بهذا الخصوص، موضحا أن حركة الترانزيت للبضائع المتجهة عبر حدود جابر إلى سوريا ولبنان ودول أوروبية مستمرة ولا عائق يواجه ذلك.
وتعتمد مدينة الرمثا على البضائع السورية اعتمادا كبيرا وبنسبة تصل إلى 90 في المائة من حجم البضائع التي يتم تداولها في المدينة نفسها أو في تجارتها مع المدن الأردنية الأخرى.
ويقول عبد الله الزعبي إن الوضع في مدينة درعا الحدودية تسبب في إغلاق الكثير من المحلات فيها، ما قلل من كميات البضائع التي تنقل إلى الأردن. وأشار أحد البحارة، فضل عدم ذكر اسمه، إلى أن أغلب المحلات التجارية في درعا مغلقة بسبب الأحداث التي وقعت في المدينة مؤخرا، مؤكدا أنهم أحيانا يعودون من دون أي بضائع. يشار إلى أن مدينة درعا السورية تبعد عند مدينة الرمثا نحو 20 كيلومترا، فيما يعمل غالبية أبناء الرمثا على نقل البضائع من سوريا إلى الأردن.
هيغ قبيل لقائه معارضين سوريين: أفعال النظام مروعة.. وسنفعل ما بوسعنا لدعم الديمقراطية
دعا المعارضة لتقديم هيئة موحدة وبرنامج محدد يتضمن احترام حقوق الإنسان لا سيما بالنسبة للأقليات
جريدة الشرق الاوسط
قال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ أمس، إن المجتمع الدولي سيبذل كل ما بوسعه لزيادة الضغط على سوريا بعد أن أعلن الرئيس السوري بشار الأسد أنه لن يرضخ للضغوط حتى يوقف حملته على المحتجين.
وقال هيغ في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أمس، قبيل لقائه وفدا من المعارضة السورية: «سنزيد الضغط على نظام الأسد. ناقشت هذا مع أمين الجامعة العربية أمس وأعتقد أنهم يودون أن يفعلوا هذا في اجتماعهم المقبل». وأضاف: «أفعال هذا النظام مروعة وغير مقبولة، وبالقطع سنفعل ما بوسعنا لدعم الديمقراطية في سوريا في المستقبل».
والتقى هيغ للمرة الأولى أمس ممثلين عن المعارضة السورية، رغم تصريحاته بأن الوقت لا يزال مبكرا لاعتراف بريطانيا رسميا بالمعارضة. وقال هيغ: «لم نصل بعد إلى نقطة الاعتراف الرسمي بهم، وقد عينت سفيرا خاصا لإقامة علاقات معهم، ولكننا لم نصل بعد إلى نقطة الاعتراف الرسمي، ويعود ذلك في جزء منه إلى أنهم يمثلون مجموعات مختلفة».
وقد كشفت صحيفة الـ«إندبندنت» الأسبوع الماضي أن الحكومة البريطانية كلفت سفيرة بريطانيا السابقة لدى لبنان، فرانسيس غاي، لكي تقود المشاورات بين المعارضة السورية والحكومة البريطانية. وقد التقت غاي بمجموعة معارضين سوريين في باريس نهاية الأسبوع الماضي. ورغم أن هناك اتصالات بين الطرفين منذ نحو 3 أشهر، فإنها المرة الأولى التي يعلن عن المشاورات بشكل رسمي.
وذكر هيغ أن اجتماعه مع ممثلين عن المجلس الوطني السوري وهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير عقد في إطار مشاورات وثيقة مع جامعة الدول العربية. وقال بعد المحادثات في لندن إن «الرسالة هي أن باقي العالم يتحدث مع المعارضة السورية»، مضيفا أن النظام السوري سيجد «المزيد والمزيد من الدول» تسير على نهج تلك المحادثات.
وذكر هيغ أنه في الوقت الذي وصف فيه الممثلون السوريون «الانتهاكات الصارخة» وخسائر الأرواح التي يتكبدها الشعب في وطنه، فإنه حث المعارضة السورية على الظهور كجبهة موحدة. وأوضح أنه يتعين على جماعات المعارضة أن تقدم «برنامجا موحدا وهيئة موحدة في هذه اللحظة الخطيرة من تاريخها الوطني». وأكد وزير الخارجية البريطاني أن مثل هذه الجهود لا بد أن تتضمن احترام حقوق الإنسان، لا سيما بالنسبة للأقليات. وذكر أن المحادثات سوف تتواصل مع جامعة الدول العربية والحكومة التركية وهيئات الأمم المتحدة.
وفي مقارنة للوضع في سوريا بالاعتراف الدولي السريع نسبيا بالثوار الليبيين، صرح هيغ لإذاعة «بي بي سي» أنه لا يوجد في سوريا «مجلس وطني واحد كما كان الوضع في ليبيا». وأضاف: «إنهم لا يسيطرون على منطقة معينة مثلما فعل المجلس في ليبيا، ولم يصل المجتمع الدولي بعد إلى تلك النقطة».
ووصف هيغ تصرفات النظام السوري بأنها «شائنة وغير مقبولة» وقال: «سنفعل ما بوسعنا لدعم الديمقراطية في سوريا في المستقبل». وأضاف: «لقد فرضنا عدة مجموعات من العقوبات ونحن نعمل هذا الأسبوع على فرض حزمة جديدة من العقوبات التي آمل أن نتمكن من الاتفاق عليها الأسبوع المقبل». إلا أنه جدد التأكيد على أن بريطانيا لا تنوي القيام بعمل عسكري في سوريا على غرار الحملة العسكرية التي شنها حلف الأطلسي على ليبيا، وقال: «نحن لا نفكر أو ندعو إلى عمل عسكري في سوريا على غرار ما قمنا به في ليبيا».
إلى ذلك، أفاد مصدر في المعارضة السورية بأن وزير الخارجية البريطاني استقبل وفدا عن المجلس الوطني برئاسة برهان غليون ومستقلين، ووفدا آخر برئاسة هيثم المناع رئيس هيئة التنسيق من أجل التغيير الديمقراطي في المهجر.
وقال المناع بعد اللقاء إن «اللقاء كان بناء وصريحا ومفيدا جدا، وخاصة حول ملف الأقليات والعنف والتدخل العسكري الخارجي». وأكد أن «قضية الأقليات ليست قضية عاطفية، بل حقوق وضمانات أساسية لا بد أن تكون واضحة لكل ديمقراطي».
وأضاف «عندما كتبنا في الهيئة عقد الكرامة والحقوق، فلكي تكون واضحة وليست مجرد تطمينات»، لافتا إلى أن «هذه الضمانات في النص الأساسي لتأسيس الجمهورية السورية الديمقراطية الثانية، لأن الخوف لن يكون على الأقليات فحسب، بل سينسحب على المجتمع برمته».
من جهته، ذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن الذي شارك في الاجتماع، بصفته ناشطا حقوقيا، للوكالة «لقد طرحنا وجهة نظرنا للحل وعما يجري من قمع وانتهاكات لحقوق الإنسان في سوريا ومحاولات الأجهزة الأمنية اللعب على خلق حرب طائفية، وخاصة في حمص (وسط) والساحل السوري (غرب)». وأشار إلى «تطابق وجهات النظر بين المجتمعين على وجود مخاوف تتعلق بجر النظام البلاد نحو حرب أهلية».
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم أكد الأحد أن بلاده ليست «في حالة حرب ولا في حالة حرب أهلية، نحن عمليا في مواجهة جماعات مسلحة تعتدي على المواطنين وقوات حفظ النظام والجيش».
وأضاف عبد الرحمن «لقد شددنا على أن يتم الحل ضمن إطار الجامعة العربية والضغط على النظام لاستقبال مراقبين عرب أو دوليين»، متوقعا أن «تخرج مظاهرات مناهضة للنظام بالملايين، ما إن يوافق النظام على استقبال المراقبين بعدد كاف يغطي جميع أنحاء سوريا».
مخاوف إسرائيلية من تدفق لاجئين سوريين نحو الجولان
لم تقرر كيف ستتعامل معه.. لكنها اتخذت احتياطات لإبقاء الحدود مغلقة
جريدة الشرق الاوسط
أعربت مصادر سياسية وعسكرية في إسرائيل، أمس، عن مخاوفها من «خطر تدفق آلاف اللاجئين السوريين إلى الحدود مع إسرائيل، هربا من بطش النظام أو في حال سقوطه وسيطرة الفوضى فيه».
وقالت هذه المصادر: إن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تتابع الأحداث في سوريا عن كثب «مثلما تفعل دول كثيرة في الغرب وفي العالم العربي». وحسب صحيفة «معاريف» العبرية، فإن معظم قادة الأجهزة الأمنية في إسرائيل، ومن تبحث معهم في الموضوع من خارج إسرائيل، فإن «(الرئيس بشار) الأسد لن يصمد طويلا في الحكم». ونقلت، على لسان العميد إيتان برون، رئيس دائرة الأبحاث في شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، قوله: إن الأسد «يدير اليوم حرب بقاء لإنقاذ حياته ونظامه».
وأضاف برون أن الوضع على الحدود الشمالية (مع سوريا) يبدو هادئا كما كان طيلة عشرات السنين، باستثناء المظاهرات التي ينظمها سكان الجولان المحتل السوريون، والتي كانت، في غالبيتها، مؤيدة للأسد، وإن الجيش السوري ما زال منتشرا بقوات كبيرة على طول الحدود مع إسرائيل، كما كان دائما، و«لا يبدو أنه زاد من حجم قواته أو خفضها»، لكنه أضاف أن هناك مخاطر كثيرة من أن يتغير الوضع بشكل مفاجئ، فيتدفق آلاف السوريون نحو الحدود، طالبين اللجوء السياسي إلى إسرائيل، مثلما يفعل السوريون القاطنون على مقربة من الحدود مع لبنان أو تركيا؛ حيث يعيشون لاجئين في البلدين. وتابع أن المشهد الذي وقع يوم النكبة في مايو (أيار) الماضي؛ حيث تدفق اللاجئون الفلسطينيون نحو الحدود، يمكن أن يتكرر.
وأكدت تلك المصادر أن قيادة الجيش الإسرائيلي لم تحدد كيف ستتعامل مع وضع كهذا بعدُ، لكنها اتخذت احتياطات واسعة لرصد التطورات الميدانية، والتأهب لمواجهتها على الطريقة القديمة، بمنع دخول اللاجئين بالقوة. ومن الإجراءات الجاري تنفيذها: وضع نقاط حدودية جديدة لمراقبة مناطق واسعة في الأراضي السورية، بحيث يصبح ممكنا مشاهدة حافلات تنقل مواطنين أو قوات جيش تلاحق مدنيين، ووضع مجموعة من العراقيل المادية على طول الحدود (حفر، حواجز، مطبات)، وإعادة بناء المعبر الدولي بين سوريا وإسرائيل قرب مدينة القنيطرة.
كما تم نقل وحدة عسكرية لقمع المظاهرات من الضفة الغربية إلى الجولان، حتى يتم تفعيلها في الوقت المناسب، إذا بقي القرار الإسرائيلي بمنع دخول اللاجئين السوريين.
جدير بالذكر أن إسرائيل لا تتخذ موقفا رسميا من الأحداث في سوريا، لكن وزير الدفاع، إيهود باراك، صرح، قبل أسبوعين، بأنه يتوقع سقوط نظام الأسد خلال شهرين أو ثلاثة، وأن هذا سيشكل ضربة للحلف العدائي لإسرائيل في المنطقة، خصوصا إيران وحزب الله اللبناني وحركة حماس. ودعا، في حينه، أوروبا والولايات المتحدة إلى تشديد العقوبات على سوريا حتى تساعد الشعب السوري الراغب في إسقاط النظام، إلا أن رئيس الدائرة السياسية الأمنية في وزارة الدفاع، الجنرال عاموس غلعاد، نقض هذا الموقف، وصرح بأن سقوط الأسد يشكل خطرا كبيرا في حال سيطر الإخوان المسلمون على سوريا، فسوف يشجع ذلك على تشكيل حزام عدائي حول إسرائيل في غضون سنة أو سنتين، يضم سوريا والأردن ومصر والسلطة الفلسطينية.
اللافت أن أوساطا إسرائيلية تحدثت، أمس، عن قلق من الأوضاع في مصر أيضا، فقد أشارت إلى أن التدهور الأمني في ميدان التحرير يفتح بابا للفوضى بشكل خطير، ولا أحد يعرف إلى أين ستسير الأمور.
روسيا تتهم الغرب بـ«الاستفزاز» وحض المعارضة السورية على عدم التحاور مع النظام
زيباري ينفي مشاركة مسلحين عراقيين في القمع
جريدة الشرق الاوسط
موسكو – الدوحة – لندن: «الشرق الأوسط»
اتهمت روسيا الغرب أمس بتبني نهج «استفزازي» في الأزمة السورية، مؤكدة أن الدول الغربية توعز للمعارضة بعدم الدخول في حوار مع الرئيس السوري بشار الأسد. وفي غضون ذلك، استبعد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري تدخلا عسكريا من أي نوع في سوريا حاليا، لكنه أعرب عن تخوفه من انزلاق البلاد نحو الحرب الأهلية وطالب بسرعة تنفيذ المبادرة العربية للأزمة السورية.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تصرفات الغرب في هذا الشأن «تشبه الاستفزاز السياسي على المستوى العالمي»، بحسب ما نقلت عنه وكالتا ريا نوفوستي وإنترفاكس للأنباء.
وأوضح أنه بينما كانت الجامعة العربية تدعو إلى وقف العنف في سوريا، كانت عواصم غربية توعز للمعارضة بعدم الدخول في حوار مع الأسد، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.
وروسيا هي من الدول القليلة التي لا تزال تدعم الأسد، وقد دعت الغرب مرارا إلى تبني نهج أكثر توازنا في الأزمة وقالت إنه يجب إدانة العنف الذي تمارسه السلطة والمعارضة على حد سواء.
وقال لافروف إن روسيا متأكدة من أن الدعم الخارجي للمعارضة السورية يخلق مزيدا من الاضطرابات في المنطقة. وأضاف: «إن هذا يخلق بالتأكيد إغراء لمختلف المجموعات في الدول المجاورة في الشرق الأوسط، لمحاولة استغلال هذا الوضع لخدمة مصالحها».
ولكن وفي ضغط على نظام الأسد، أضاف لافروف أن على الدول أن تضغط على القيادة السورية «لوقف استخدامها المفرط للقوة».
وجاءت تصريحات لافروف حول سوريا ردا على سؤال حول مشروع قرار ستتقدم به عدد من الدول الأوروبية في اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة لإدانة انتهاكات دمشق لحقوق الإنسان.
ويأمل المتقدمون بمشروع القرار من أن يزيد استصداره الضغوط لدفع مجلس الأمن الدولي إلى القيام بتحرك كامل بشأن الأزمة السورية.
وكانت روسيا والصين صوتتا الشهر الماضي ضد قرار من مجلس الأمن يدين حملة القمع التي تشنها قوات الرئيس السوري والتي قالت الأمم المتحدة إنها تسببت حتى الآن في مقتل 3500 شخص.
من جانبه، استبعد زيباري أمس تدخلا عسكريا من أي نوع في سوريا حاليا لكنه أعرب عن تخوفه من انزلاق سوريا نحو الحرب الأهلية.
وقال زيباري في مؤتمر صحافي عقده صباح أمس في الدوحة إن «التدخل العسكري (في سوريا) غير مطروح حاليا ولم يسمع أحد الجامعة العربية وهي تطالب مجلس الأمن أو الخارج بالتدخل»، وأضاف أن «الرأي السائد لدى الجميع هو عدم التدخل العسكري، ثم إن كل جهة مشغولة بهمومها».
وفي المقابل، عبر زيباري عن توجسه من حدوث حرب أهلية في سوريا. وقال: «الخوف من أن النزاع إذا أصبح مسلحا وطائفيا، تحدث الحرب الأهلية، وكلنا نرفض ذلك لما له من تبعات على المنطقة».
ويشترك العراق مع سوريا بحدود تمتد بطول 605 كيلومترات، حيث تقع محافظات عراقية ذات غالبية سنية كان ينظر إليها خلال الأعوام الماضية على أنها معاقل للتمرد ضد قوات الولايات المتحدة والحكومة العراقية.
وتتهم السلطات السورية من جانبها «عصابات إرهابية مسلحة» بارتكاب أعمال عنف في البلاد.
وقررت الجامعة العربية في 12 نوفمبر (تشرين الثاني) تعليق عضوية سوريا فيها لحين قبول الأسد تطبيق المبادرة العربية لإنهاء العنف ضد المتظاهرين، كما دعت إلى سحب السفراء العرب من دمشق.
وامتنع العراق عن التصويت فيما صوت اليمن ولبنان وسوريا ضد القرار.
واعتبر وزير الخارجية العراقي موقف بلاده هذا «متميزا بسبب أن لدينا مصالح وعلاقات متداخلة ولذلك كان موقفنا مستقلا»، بحسب تعبيره.
ومن ناحية أخرى دعا زيباري إلى «معالجة سريعة (للأزمة السورية) في إطار المبادرة العربية».
وقال: «نحن في صراع مع الزمن (…) كيف نستطيع تنفيذ المبادرة العربية ميدانيا وعمليا… هذا هو السؤال».
ونوه الوزير العراقي إلى أن نظيره السوري وليد المعلم «أبدى بعض المرونة في مؤتمره الصحافي الذي عقده أول من أمس بقوله: إنه (يجب أن يكون لأي لجنة الحرية في التنقل)».
وعلى صعيد آخر، نفى زيباري «نفيا قاطعا دخول أي مجموعات عراقية مسلحة إلى داخل سوريا» مثلما تردد في بعض المواقع الإخبارية عن التحاق ميليشيا جيش المهدي، الموالية للزعيم مقتدى الصدر، بالقوات السورية للمساعدة على قمع المظاهرات، وأضاف: «أنفي أيضا ما تردد من أن العراق قدم أموالا لسوريا».
وفي المقابل قال زيباري «هذا لا يعني عدم تأييد حرية الشعب السوري وحقوقه (…) فنحن لا نؤيد سفك الدماء ونريد أن تسود الحكمة في المعالجة».
ووصف الوزير العراقي ما يحدث من ثورات عربية بأنها «ثورات شعبية حقيقية بسبب التهميش الذي تشعر به شعوب المنطقة»، مؤكدا على أن «استقرار الوضع سيأخذ بضع سنوات».
حزب الله وحركة أمل يعلنان دعمهما لنظام الأسد في وجه «المؤامرات الدولية»
«14 آذار» تحشد لمهرجان الاستقلال الأحد المقبل لدعم الشعب السوري وسعيا لإسقاط ميقاتي
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: بولا أسطيح
أعرب حزب الله وحركة أمل اللبنانيان في بيان، أمس، عن دعمهما لسوريا وإيران في وجه «التهديدات» و«المؤامرة الدولية»، في الوقت الذي تتزايد فيه الضغوط الدولية على كل من طهران ودمشق. وجاء في البيان، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، أن حزب الله وحركة أمل، التي يرأسها رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، يقفان إلى جانب إيران «بوجه التهديدات الأميركية والإسرائيلية التي تتعرض لها». كما وصف البيان ما يجري في سوريا بأنه «مؤامرة دولية تستهدف موقع سوريا الممانع وسياساتها الداعمة لحركات المقاومة العربية والإسلامية»، مؤكدا على التضامن «مع سوريا شعبا وجيشا ومؤسسات». وشدد البيان على رفض حزب الله وحركة أمل أن «يكون لبنان ممرا للتآمر على الشقيقة سوريا».
في المقابل، يطل رئيس الحكومة السابق سعد الحريري على الجمهور اللبناني يوم الأحد المقبل من عاصمة الشمال، طرابلس، في مهرجان «الاستقلال»، بعد غياب لأكثر من سبعة أشهر، والأرجح من خلال شاشة عملاقة، مع تراجع احتمالات حضوره شخصيا إلى المنطقة لدواع أمنية. ويكتسب المهرجان الذي تنكب قوى 14 آذار، وبالتحديد تيار المستقبل، على تنظيمه وحشد الجماهير للمشاركة فيه، أهمية قصوى، كونه، وبحسب المنظمين، «يهدف لإحياء ثورة الأرز وتوجيه رسائل ثنائية الأبعاد سوريا ولبنانية، على أن تكون الرسالة الأبرز لدعم الشعب السوري والسعي للضغط على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ومن مسقط رأسه للاستقالة».
وفي حين دعا منسق تيار المستقبل في طرابلس، النائب الأسبق مصطفى علوش، «اللبنانيين عامة للمشاركة في المهرجان لإعلان رفضهم إعادة عقارب الساعة للوراء، من خلال حكومة تضع نفسها في خدمة النظام السوري»، لفت إلى أنه «في خضم التطورات الحاصلة على الساحة العربية، وبالتحديد على الساحة السورية، ولارتباط الاستقرار اللبناني مباشرة بالوضع السوري، كان من الواجب دعم الشعب السوري من خلال العمل السياسي والديمقراطي».
وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، أكّد علوش أن «الرئيس الحريري سيكون الخطيب الأساسي في المهرجان إلى جانب النواب: سمير الجسر، وبطرس حرب، ومروان حمادة»، متحدثا عن «محاولات تهويل بدأت تمارسها بعض الأطراف للضغط على المواطنين ومنعهم من المشاركة»، وأضاف: «لن نخضع لممارساتهم، وسنستخدم كل الوسائل التي يتيحها نظامنا الديمقراطي للإطاحة بميقاتي وحكومته». ورد علوش على تهديدات نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، الشيخ نبيل قاووق، الذي قال إن «لبنان المقاوم لن يسمح بإقامة أي منطقة عازلة على حدوده مع سوريا»، معتبرا، خلال احتفال أقامته «مؤسسة الجرحى»، أن «الذين تورطوا من 14 آذار في العدوان على سوريا، وباتت أياديهم ملطخة بدماء الشعب السوري ليس بذلك يقتربون من العودة إلى السلطة، فالتورط في الأزمة السورية أبعدهم أكثر وأكثر من العودة إلى السلطة».
وقال علوش ردا على ذلك: «الكلام السخيف لقاووق وحركاته البلطجية لن تغطي حقيقة أن من لُطّخت أيديها بالدماء هي قيادة حزب الله، التي تشارك نظام الأسد في قتل الشعب السوري».
وبالتزامن، وجه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، النائب وليد جنبلاط، رسالة لكل من يسعون لإقحام أنفسهم بالملف السوري، فقال: «كم هو من الأفضل لو تحتكم كل القوى السياسية اللبنانية إلى التعقل والهدوء، فلا يُجر لبنان إلى حيث لا يستطيع الاحتمال بفعل التصاق البعض بالنظام أو مراهنة البعض الآخر على قرب سقوطه، ويبقى الحل الأمثل هو البحث في سبل تحصين الساحة الداخلية اللبنانية إزاء هذه الأزمة، والسعي لعدم انزلاق لبنان إلى توترات ميدانية تصعب السيطرة عليها لاحقا بفعل الانقسام الحالي والقطيعة الكاملة التي تحكم العلاقات بين اللبنانيين، وهذا أحد البنود التي يمكن أن تناقشها هيئة الحوار الوطني عند التئامها».
وأشار جنبلاط إلى أن «حساسية الوضع الحالي تحتم أقصى درجات التضامن الحكومي للحيلولة دون سقوط لبنان في الفراغ في ظل هذه اللحظة الإقليمية الحساسة»، وأضاف: «كم كان من الأفضل تلافي اعتراض لبنان في (الجامعة العربية)، وأن يتم اتخاذ موقف أكثر توازنا».
سوريا.. ما بعد الأسد
طمأنة الجيش والأقليات الموجودة في سوريا تحتل حيزا واسعا في رؤية المعارضة السورية لـ«الدولة المنتظرة»
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: ليال أبو رحال
تبدو المعارضة السورية، بعد الحراك العربي باتجاه حل الأزمة السورية والتصعيد الدولي الحاصل على أكثر من مستوى، واثقة من قدرتها على الانتقال بسوريا في القريب العاجل إلى مرحلة جديدة تبدأ بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة. ولهذه المرحلة خطة عمل، واضحة العناوين والأهداف والآليات، على أن تكون صياغة مضمونها النهائية، وفق ما علمته «الشرق الأوسط» رهن مؤتمر وطني سوري تعقده المعارضة السورية، بمختلف تلاوينها ويعمل المجلس الوطني على ترتيبه في الأيام القليلة المقبلة في القاهرة برعاية جامعة الدول العربية، يحضره الأمين العام نبيل العربي أو من يمثله للإعداد للفترة الانتقالية وما بعدها.
ومن المقرر أن يبحث الاجتماع، الذي يحضره المجلس الوطني بمكوناته المتعددة ومجموعة من الرموز السورية الوطنية وبعض الأطراف السورية غير الممثلة في المجلس، إضافة إلى ممثلين عن المجتمع المدني السوري من أجل نقاش ورقتي عمل اثنتين: الأولى رؤية المعارضة السورية للمرحلة الانتقالية، والثانية رؤيتها السياسية لمعالم سوريا الجديدة.
وينطلق عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري الدكتور أحمد رمضان، في حديث لـ«الشرق الأوسط» من التأكيد على أن «المعارضة السورية اليوم في ظل الحراك الشعبي والثوري في الداخل والرموز الوطنية كافة هي في أفضل اللحظات التي يقتربون فيها من بعضهم البعض ويتوقون إلى مرحلة مشتركة»، مؤكدا أن «ثمة اتفاقا اليوم على ثلاث نقاط بين السوريين، وهي إسقاط النظام بكل رموزه ومكوناته، رفض الحوار مع النظام وكل من تلوثت أيديهم بالدماء، إضافة إلى أن سوريا الجديدة ستكون دولة ديمقراطية وتعددية ومدنية».
يصر رمضان على تمسك المجلس الوطني بأن تبدأ المرحلة المقبلة بـ«تسليم الأسد السلطة لأحد نائبيه (فاروق الشرع أو نجاح العطار)، على أن تبدأ مفاوضات المرحلة الانتقالية مع أحدهما، أو مع أي شخصية أخرى في السلطة لم تتلوث أيديها بالدماء، ليصار بعدها إلى تشكيل هيئة قيادية من مكونات المعارضة السورية وممثلين عن المجتمع المدني، تعمل على وضع قانون انتخاب مؤقت واعتماد دستور مرحلي، وتدعو إلى إجراء عملية انتخابية، يتحول معها المجلس الوطني إلى هيئة برلمانية مؤقتة لمساعدة الحكومة، خلال فترة انتقالية نأمل ألا تزيد على ستة أشهر».
وفي سياق متصل، يصف المحلل والكاتب اللبناني النائب نهاد المشنوق «المجلس الوطني السوري» بأنه «الممثل الرسمي للثورة السورية، إذ يضم خيرة من الوجوه الحضارية والتمثيلية لمعظم فئات الشعب السوري»، من دون أن يمنعه ذلك عن التأكيد، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، على «وجود بعض المقاعد الشاغرة داخل المجلس ينبغي أن يدعو آخرين لملأها وإن اختلف معهم في وجهات النظر»، معربا عن اعتقاده أن «الاعتراف الأوروبي وتحديدا الفرنسي بالمجلس الوطني لن يحصل قبل ملء هذه الشواغر».
وفي حين يؤكد رمضان أن «الرؤية السياسية لسوريا الجديدة تقوم على بناء دولة ديمقراطية مدنية تعددية، ترتكز على انتخابات حرة وتحترم حقوق الإنسان والحريات العامة، فضلا عن تأسيسها على مبدأ المواطنة للجميع وعدم التمييز بين أي مواطن وآخر على أساس العرق والطائفة»، يسهب المشنوق في الحديث عن وجوب اعتبار المعارضة السورية «عروبة سوريا أولوية في كل المراحل، وبشكل خاص في المرحلة المقبلة، لأن المد الفارسي الذي يصدح صوته من الشام وصل في وقاحته إلى حد استعمال كلمة الأعراب، التي يفسرها ابن خلدون في مقدمته الشهيرة بأنها (مجموعة تقضي على الحضارة أينما وصلت)».
يشير المشنوق إلى أن «هذا العقل الأقلي يريد إعطاء انطباع بأن العروبة تقف في وجه الأعراب، ومن هنا أهمية التأكيد على عروبة سوريا في ظل ظروف عربية مواتية تجعل 18 دولة عربية تقف إلى جانب الثورة السورية، ما عدا الدولتين المحتلتين: اليمن من نظام علي عبد الله صالح ولبنان من المرشد الأعلى لمنطق غلبة السلاح».
في موازاة ذلك، لا تزال أسئلة كثيرة تحيط برؤية المعارضة السورية لعدد من المواضيع الداخلية والملفات الخارجية الشائكة، خصوصا مع رسم النظام السوري ومن يحيط به صورة قاتمة لما سيكون الوضع عليه فيما لو تداعت أوصاله. وفي هذا الإطار، يلفت رمضان إلى أن «المواطنين السوريين بمجملهم، من مدنيين وعسكريين، مضطهدون في ظل هذا النظام، وبالتالي فإن أي نظام جديد سيكون أفضل منه بكثير، وهو سيشكل بالتأكيد مظلة وطنية تدافع عن الدولة وشعبها ومصالحها، من دون أن يكون طرفا في أي أزمة داخلية أو خارجه».
وفي حين يكرر دعوة المعارضة السورية «العسكريين لعدم التورط بدماء المدنيين السوريين وعدم مواجهة المتظاهرين»، مشددا «على ألا انتقام من أحد لمجرد أنه كان جزءا من مؤسسة تابعة للنظام في المرحلة المقبلة شرط ألا يكون قد تورط بسفك الدماء». أعرب المشنوق عن اعتقاده بأنه «لم يعد بالإمكان انتظار حدوث انقسام عسكري جدي فيما لم يكن هناك ملجأ أمن وجهة راعية»، متوقعا أن «يستمر النظام السوري في السير بتجاهل وجود الشعب السوري الثائر من أجل حريته وعدالته وعزته وكبريائه، كما وصفه البيان الأول والأخير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز».
إلى جانب طمأنة الجيش، تحتل طمأنة الأقليات الموجودة في سوريا حيزا واسعا في رؤية المعارضة السورية لـ«الدولة المنتظرة»، لا سيما في ظل ما يتم تداوله بأن أي نظام بديل لنظام الأسد لن يلحظ وجود أقليات مسيحية أو كردية أو علوية. ويشدد المشنوق، الذي يصر على أنه «ليس في موقع الناصح لأشرف التجارب الثورية العربية المستمرة في مواجهة نظام ديكتاتوري منذ 8 أشهر»، على أهمية إيجاد المعارضة «لصيغة متماسكة فكريا وإنسانيا، تطمئن الأقليات بأن هذه الثورة لها وليست عليها». ويتابع: «هناك نصوص عدة صادرة عن المفكر السوري ميشيل كيلو، يمكن الاستناد إليها واعتمادها باعتبارها الأكثر عمقا في فهم مسألة الأقليات في الشرق، وليس في سوريا فحسب، من دون أن يعني ذلك الوقوع في التزامات دستورية مسبقة تتجاوز حق المواطنة المتاح لجميع السوريين، لأننا نريد للتجربة السورية أن تكون قدوة بعيدا عن الأمراض اللبنانية الدستورية تحت شعار (خصوصية هذا المجتمع أو ذاك)».
وفي رد على مقاربة المشنوق لمسألة الأقليات في سوريا، يؤكد رمضان «رفض المجلس الوطني استخدام تعبير (أقليات) باعتباره ينتقص من حدود المواطنة، ونظرا لأن الدستور سيكفل للمواطنين حقوقهم الأساسية ويجعلهم متساوين أمام القانون»، مطمئنا كل المكونات السورية بأنها «ستكون شريكة في الحياة المدنية والسياسية، ولا تفضيل لأحد على سواه». ويضيف: «من الأرجح أن الدستور سينص على تطمين إضافي للأكراد، الذين تعرضوا للاضطهاد في ظل نظام الأسد، وسيؤكد على احترام حقوقهم».
من جهة أخرى، لا تغيب المعارضة السورية عن رسم ملامح سياسة سوريا الخارجية في مرحلة ما بعد إسقاط النظام، الذي يذهب المشنوق إلى حد وصفه بأنه بات «نظاما سابقا، وسيبنى على الشيء مقتضاه». ووفق المجلس الوطني، فإن «سوريا الجديدة ستبتعد في سياستها الخارجية عن أداء أدوار وظائفية بغض النظر عن مصلحة الشعب السوري، كما هو حال النظام القائم راهنا»، على حد وصف رمضان الذي يجزم بأن «السياسة الخارجية المقبلة لسوريا ستكون موجهة من أجل حماية المصلحة السورية والشعب السوري، وستحترم حقوق الجوار والعلاقات مع الدول العربية الشقيقة والصديقة، مع إصرارنا وتصميمنا على أن سوريا يجب أن تكون عنصر استقرار في المنطقة بعيدا عن خوض أي نزاعات أو محاولة الدخول في سياسة المحاور».
وفي هذا السياق، يشدد المشنوق، وهو من أحد الذين عايشوا سنوات الوصاية السورية على لبنان وكان من أكثر المطلعين على تفاصيل تعاطي النظام السوري مع رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري لكونه من أكثر الشخصيات التصاقا به، على أنه من الضروري بمكان أن «يؤكد المجلس الانتقالي السوري على التزامات سوريا الدولية، وأهمها إن لم يكن الوحيد إذ إنه ليس لهذا النظام أي التزامات معلنة، فك الاشتباك في الجولان إلى حين إجراء انتخابات حرة في سوريا يقرر فيها الشعب السوري خياراته الاستراتيجية في مسألة الحرب والسلم، وذلك تعطيلا لمحاولات لوبيات الضغط الإسرائيلي في العالم العربي، والتي تسوق لفكرة أن الشعب السوري سيذهب من الحرية التي سينتصر بها إلى نظام سياسي لا هم له إلا استعادة العناوين العفنة على غرار (لا صوت يعلو فوق صوت المعركة)».
إلى ذلك، كشف المشنوق عن أن «الرئيس الأسد، وفي محادثاته الأخيرة مع وفد الجامعة العربية دخل معهم في مناقشة حول تعريف كلمة (المدينة) وتعريف (القوات المسلحة)، باعتبارهم يحتاجون إلى دروس في اللغة العربية». وأعرب عن اعتقاده بأن «التدويل أصبح مسألة أسابيع»، متوقعا أن يصار إلى وضع «ورقة عربية – أوروبية في غضون الأسبوع المقبل، تقر في اجتماع فرنسي، وتنظم على الأرجح تدخلا دوليا يبدأ بإقامة منطقة عازلة على الحدود التركية – السورية والحدود الأردنية – السورية، مما يفسر بالتالي الإعلان عن بدء قوات الأسد زرع ألغام على الحدود مع الأردن».
وذكر المشنوق في سياق متصل، بأن «اتفاق أضنة» الذي وقعه الرئيس الراحل حافظ الأسد أعطى الجيش التركي حق التعقب على الحدود المشتركة لمسافة 15 كلم من أجل مطاردة فلول القوات الكردية المعادية للنظام التركي.
في سياق أخر، أثنى المشنوق على الدور القطري متحدثا عن «قوة قطرية ناعمة ترتكز على أربعة عناصر: الإعلام والإمكانيات المادية والحيوية الفائقة لدبلوماسيتها والأهم أن هذه الحركة تحظى برعاية وموافقة كاملة من السعودية».
وفي حين يكتفي رمضان بالإشارة إلى أن «سوريا الجديدة ستكون دولة آمنة مستقرة وعادلة، وكل ما تحت رايتها يستند للقانون أولا وأخيرا»، يتوسع المشنوق في رسم معالم المشهد السوري في الأسابيع المقبلة، حيث يتحدث عن «حظر جوي من قبل قوات مشتركة عربية، وإن رمزية، وغربية لمنع الطيران العسكري من قصف القوات السورية المنشقة عن النظام وتحقيق التكافؤ في القتال بين قوات الأسد والمنشقين»، مشيرا في الوقت عينه إلى أن «الأفراد في الجيش السوري لا يمتلكون أكثر من 10 طلقات نارية فقط لا غير».
واعتبر المشنوق أنه من «سوء الحظ أن الحل العسكري هو المقبل على سوريا، على الرغم من كل ما يقال وبتجاوز لموقفي الصين وروسيا»، وشدد على أن كل «ما يشاع عن تهديدات إيرانية عسكرية أو إطلاق صواريخ من لبنان أو من سوريا على إسرائيل لن يحدث، وفي حال حدثت فهي لن تنقذ النظام السوري من نهايته المحتومة».
وينظر مراقبون كثر ما ستحمله الأيام المقبلة من تطورات على صعيد المشهد السوري، وفي اعتقاد المشنوق فإن «النظام يسير إلى نهايته المحتومة انطلاقا من المسار التاريخي الطبيعي، وبسبب عدم اعترافه بحقوق شعبه الأساسية»، متوقعا أن «تكشف الأيام المقبلة عن مدى فظاعة الجرائم التي ارتكبها النظام بحق الشعب السوري في السنوات الأربعين الماضية».
السعودية تؤكد أهمية توفير الحماية للمدنيين وواشنطن تؤخر عودة سفيرها إلى دمشق
أردوغان للأسد: أيامك في الحكم معدودة
وجّه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أمس تحذيراً شديداً الى الرئيس السوري بشار الاسد، مؤكداً له أن أيامه في الحكم أصبحت معدودة وأنه لا يستطيع أن يبقى في السلطة الى ما لا نهاية من خلال القوة العسكرية التي واصلت أمس عمليات القمع ضد المدنيين في عدد من المناطق ما أدى إلى سقوط 20 قتيلا منهم خمسة عشر في حمص وحدها.
ودعت المملكة العربية السعودية الحكومة السورية أمس إلى توفير الحماية للمدنيين السوريين ووقف أعمال القتل والعنف، منوهة بالجهود التي تبذلها الجامعة العربية على مستوى وزراء خارجيتها بشأن الأزمة في سوريا.
وقررت الولايات المتحدة أمس تأخير عودة سفيرها لدى سوريا روبرت فورد الى دمشق، من غير أن تؤكد موعداً جديداً لرجوعه.
وفي اسطنبول، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان مخاطباً الرئيس السوري بشار الاسد “تستطيع أن تبقى في السلطة بالدبابات والمدافع لفترة معينة فقط ليس إلا، وسيأتي اليوم الذي سترحل فيه انت ايضاً”.
وأضاف “يظهر أحدهم ويقول سأقاتل حتى الموت. ضد من ستقاتل؟ هل ستقاتل ضد اخوتك المسلمين الذين تحكمهم في بلادك؟”، في اشارة الى تصريحات للاسد نشرتها صحيفة “صنداي تايمز” أول من أمس توعد فيها بالقتال والموت من اجل سوريا اذا واجه تدخلاً خارجياً.
وتساءل “لماذا تفتح الطريق امام تدخل خارجي. لماذا لا تحلوا مشاكلكم بينكم دون فتح الطريق لأي تدخل خارجي؟”. ودان اردوغان استخدام نظام الاسد القوة العسكرية “ضد من يطالبون بحياة كريمة”.
وقال “نحن لا نعتبر مطلقا” ان قتل الشعب السوري بالدبابات والمدافع “عمل انساني”.
وفي غضون ذلك، أفادت محطات تلفزيونية تركية أن مواطنين تركيين أصيبا بجروح ليل الاحد – الاثنين اثر اطلاق الجيش السوري النار على حافلتهم التي كانت تقل حجاجاً عائدين الى بلادهم من مكة المكرمة اثناء مرورها قرب مدينة حمص (وسط).
وقالت شبكة “سي ان ان تورك” الاخبارية ان الحافلة ضلت طريقها على ما يبدو وسلكت طريقا خطأ قرب مدينة حمص حيث اوقفها جنود سوريون بعدما اطلقوا عليها النار. وأضافت ان سائق الحافلة وحاجاً أصيبا بإطلاق نار، مشيرة الى انهما ادخلا المستشفى في مدينة انطاكيا التركية قرب الحدود السورية.
واكدت وزارة الخارجية التركية وقوع “هجوم في الاراضي السورية” لكن بدون اعطاء تفاصيل اخرى.
ويتوجه العديد من الحجاج الاتراك الى مكة المكرمة براً عبر سوريا.
ودعت المملكة العربية السعودية الحكومة السورية أمس إلى التنفيذ الكامل لتعهداتها التي وافقت عليها بموجب خطة العمل التي اعتمدها مجلس جامعة الدول العربية في اجتماعه في الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، مؤكدة أهمية توفير الحماية للمدنيين السوريين ووقف أعمال القتل والعنف، ونوهت بالجهود التي تبذلها الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية بشأن الوضع في سوريا.
جاء ذلك خلال استعراض مجلس الوزراء السعودي أمس برئاسة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز تطور الأوضاع في عدد من الدول العربية ومستجدات الأحداث إقليمياً وعربياً ودولياً.
والتقى ممثلون عن المعارضة السورية وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ للمرة الاولى في لندن امس برغم تصريحاته بأن الوقت لا يزال مبكرا لاعتراف بريطانيا رسمياً بالمعارضة.
وقال هيغ “لم نصل بعد الى نقطة الاعتراف الرسمي بهم، وقد عينت سفيرا خاصا لاقامة علاقات معهم، ولكننا لم نصل بعد الى نقطة الاعتراف الرسمي، ويعود ذلك في جزء منهم الى انهم يمثلون مجموعات مختلفة”.
وأوضح ان بريطانيا لا تزال مصممة على “زيادة الضغوط على نظام الاسد” بسبب حملة القمع الدامية التي يشنها على الاحتجاجات المناهضة له، الا انه جدد التأكيد على ان بريطانيا لا تنوي القيام بعمل عسكري في سوريا على غرار الحملة العسكرية التي شنها حلف الاطسي على ليبيا.
وقالت واشنطن أمس إن سفير الولايات المتحدة لدى سوريا روبرت فورد لن يعود الى دمشق هذا الأسبوع كما كان مزمعاً، لكنه يتوقع أن يعود إلى هناك بحلول نهاية العام الجاري
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند للصحافيين أمس، إن قرار عدم عودة فورد في الوقت الراهن يرجع إلى عدة عوامل منها الأحداث الجارية داخل سوريا حيث تستمر حملة حكومية مميتة على المحتجين وأيضا قرار دول أخرى إعادة سفرائها إلى بلادهم وما إذا كان السفير يستطيع العمل بفعالية وأن يتحرك في أنحاء سوريا بعد عودته.
وأضافت أن المتوقع حاليا هو أن يعود فورد إلى دمشق بحلول نهاية العام.
وفي موسكو، انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امس موقف الدول الغربية تجاه الوضع في سوريا، معتبرا دعوة الغرب للمعارضة السورية الى رفض الحوار مع الرئيس الأسد “استفزازاً”سياسيا”.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية “نوفوستي” عن لافروف قوله ان “المطالبة بوقف العنف يجب أن توجه للسلطات والمجموعات المسلحة التي تطفلت على المعارضة السورية، ولا نرى حاليا إلا تلك الحالة التي تدعو فيها الجامعة العربية إلى وقف العنف وبدء الحوار، بينما تتعالى من العواصم الغربية دعوات معاكسة تنصح المعارضة بشكل مباشر برفض الحوار مع نظام الأسد”. وقال إن الدعوات الغربية “تشبه الاستفزاز السياسي على مستوى دولي”.
وفي بكين، جدّدت وزارة الخارجية الصينية أمس دعوتها لوقف العنف فوراً في سوريا ولأن يلعب المجتمع الدولي دوراً بنّاء في تهدئة الوضع في سوريا.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن الناطق باسم الخارجية ليو وايمين أن الصين تدعو “الأطراف المعنية في سوريا إلى وضع حد فوراً للعنف في البلاد”.
ميدانياً، ذكرت لجان التنسيق المحلية في سوريا في موقعها على “فايسبوك” أن عدد القتلى في سوريا أمس ارتفع إلى عشرين شخصاً بينهم سيدتان وطفل، خمسة عشر شخصاً في حمص وثلاثة في ريف حماه وشخص في كل من دير الزور والرقة.
وأوردت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) أمس، ان “احدى الجهات المختصة نفذت امس عملية نوعية في حي البياضة في حمص تمكنت خلالها من قتل اربعة ارهابيين اضافة الى مصادرة اسلحتهم”.
ونقلت الوكالة عن مصدر رسمي في حمص ان “من بين الارهابيين الذين قتلوا خالد الراجح الملقب ببندر”، لافتا الى انه “على رأس قائمة الارهابيين المطلوبين الذين روعوا الاهالي في المدينة”.
(اف ب، رويترز، يو بي اي، قنا، أش أ)
“الفايننشال تايمز”: الحظر العربي ضربة لقطاع الأعمال وموالون حوّلوا إيداعاتهم لإيران وروسيا
“الجامعة” تعد لـ”معاقبة” نظام الأسد اقتصادياً
تستعد جامعة الدول العربية لفرض عقوبات إقتصادية على سوريا، في خطة قالت إنها تستهدف “النظام نفسه”، من خلال شمول العقوبات 5 قطاعات إقتصادية مؤثرة.
وقال الأمين العام المساعد للشؤون الإقتصادية في الجامعة العربية، محمد التويجري في تصريح صحافي امس، إنه “سيتم خلال الأيام المقبلة طرح عدد من العقوبات التي اقترحها خبراء الجامعة ومنها: السفر، التحويلات المصرفية، وتجميد الأموال في الدول العربية، وإيقاف المشاريع القائمة في سوريا، والمشاريع المشتركة، والتعاملات التجارية، وتعليق عضوية دمشق في منطقة التجارة العربية الحرة”.
وأشار التويجري الى أن “أعضاء الجامعة متفقون على ضرورة ألا تطال العقوبات الإقتصادية الشعب السوري، وأن تستهدف بالدرجة الأولى النظام”.
وكشف أن “إجتماعاً إستثنائياً للمجلس الإقتصادي الإجتماعي سيعقد خلال الأيام المقبلة، من المحتمل أن يكون في القاهرة، لإقرار العقوبات الإقتصادية على النظام السوري، التي تهدف إلى التضييق المالي لنظام بشار الأسد”، لافتاً الى أن إقرار هذه العقوبات يتطلب موافقة أغلبية الدول الأعضاء.
وقال “قد يطال الشعب جزء من تأثير العقوبات، ونهتم كثيراً بعدم تضرره في الغذاء، والدواء”، مضيفاً أنه يجب النظر الى تأثير العقوبات الإقتصادية على سوريا في دول الجوار، مثل مصر ولبنان والأردن.
ولفت الأمين العام المساعد للشؤون الإقتصادية في الجامعة العربية الى أن الدول العربية لا ترغب في دخول تركيا في تطبيق العقوبات الإقتصادية على سوريا “بالنظر إلى أن الإتفاق يتعلق فقط بالدول العربية، من دون وجود تركيا حتى كعضو في تلك العقوبات”.
وكان وزراء الخارجية العرب هدّدوا في وقت سابق بفرض عقوبات إقتصادية على سوريا ما لم توقّع حكومتها على بروتوكول يُحدّد الإطار القانوني والتنظيمي لبعثة المراقبين العرب التي سيتم إرسالها إلى سوريا.
وفي السياق نفسه، نشرت صحيفة “الفاينانشيال تايمز” تقريرا عن “الصعوبات التي سيواجهها الاقتصاد في سوريا إذا ما قررت الجامعة العربية فرض عقوبات اقتصادية عليها، بعد انتهاء المهلة التي حددتها لقبول سوريا مبادرتها، وبعد تعهد الرئيس السوري بشار الأسد في حديثة التليفزيوني على مواصلة القمع حسب تعبير الصحيفة”.
ولفتت الصحيفة الى إن “الاقتصاد السوري الذي يعتمد على النفط والزراعة يتعرض لضغوط شديدة ويثبت أنه الحلقة الأضعف في النظام السوري”.
واشار التقرير الى إن “مسؤولين في المنطقة يحذرون من عدم امتثال جميع الدول العربية لهذا الحظر وينبهون إلى أن الجامعة لا تتمتع بالقدرة على فرض الالتزام به، كذلك فإن الحظر التجاري قد لا يكون مطروحا لأنه سوف يضر بشركاء سوريا التجاريين”.
ورأت الصحيفة أن “فرض قيود محدودة على الاستيراد وبالذات حظر الاستثمار والتحويلات المصرفية قد يسدد ضربة لقطاع الأعمال الذي أبدى ترددا حتى الآن في التخلي عن النظام”.
واشارت الصحيفة إلى أن “الاستثمارات الخليجية في سوريا قد تم تجميدها وخاصة تلك التي تشمل قطر”، مضيفة أن “المشاريع الاستثمارية الخاصة انخفضت بنسبة 40 في المئة في الشهور الستة الأولى من العام حسب البيانات الرسمية، كما أن سوريا تحصل على ملايين الدولارات من صناديق التنمية العربية”.
ونقلت الصحيفة عن عضو المجلس الوطني السوري اسامة المنجد تأكيده إن “ناشطين يبذلون مساعي لدى الدول العربية كي تضع قيودا على تجارتها مع سوريا وتتبنى القوائم السوداء الأوروبية والأميركية للمؤسسات والشخصيات”، ناصحا “باستهداف المصارف السورية الخاصة التي يقول إن النظام يستخدمها في معاملاته المالية”.
واعتبرت الصحيفة أن “وضع حد للتعاملات المصرفية مع المؤسسات والمصارف الحكومية سيجعل من الصعب على النظام تمويل استيراده وتسديد تكلفة السفارات في الخارج”.
ونقلت الصحيفة عن سمير سيفان، وهو اقتصادي سوري في دبي ودخل في صفوف المعارضة إنه “يشتبه بأن الحكومة ورجال الأعمال المرتبطين بها قد حولوا أرصدتهم وودائعهم إلى دول قريبة من النظام مثل روسيا وإيران”.
وتشير الصحيفة الى أن وضع حد للتعاملات المصرفية مع المؤسسات والمصارف الحكومية سيجعل من الصعب على النظام تمويل استيراده وتسديد تكلفة السفارات في الخارج.
ويرى المعارض أن بإمكان الدول العربية فرض حظر على دخول طائرات النقل الجوي السورية في المجال الجوي والبدء بمحاصرة بث المحطات التليفزيونية، وقال ان لهذه الخطوات فائدة عملية ومغزى رمزيا “فإذا كنت محشورا في الزاوية من قبل الولايات المتحدة وأوروبا والآن العالم العربي فهذه رسالة للشارع السوري بأن النظام قد بدأ الانهيار فابتعدوا عنه”.
(يو بي اي، انترنت)
المعارضة السورية بعد لقاء هيغ: استبعاد التدخل العسكري وحذر من خطر التسلح
وصف معارضون سوريون بارزون اللقاء مع وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في لندن امس بأنه كان صريحاً جداً وتناول كل الملفات الشائكة في الوضع السوري. وابلغ رئيس هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي في المهجر هيثم مناع أنه “تم التعرض خلال اللقاء إلى قضية التدخل العسكري الخارجي في سوريا، والتي نعارضها في هيئة التنسيق، ومخاطر التسلح وتبعاتها”.
وقال “تطرقنا إلى قضية الإنتساب الشعبي الواسع للثورة عبر خطاب سياسي قادر على استقطاب أبناء المدن الكبيرة والأقليات وأخواننا في القوات المسلحة”. اضاف أنه لن يشارك بالإجتماع المقرر اليوم مع مسؤولين بارزين في مكتب رئاسة الحكومة البريطانية، وسينوب عنه ممثلون في هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي في المهجر.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان في بريطانيا رامي عبد الرحمن “إن اللقاء كان ناجحاً جداً وشهد تطابقاً بوجهات النظر مع الوزير هيغ”، وأضاف: “ركزنا على قضية التحذير من أن النظام يريد جر البلاد إلى حرب أهلية، وقدّم المرصد حقائق عن الممارسات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية السورية بهذا المجال في مدينة حمص والساحل السوري”.
وتابع عبد الرحمن “اثرنا خلال اللقاء مع الوزير هيغ أيضاً مسألة الحل العربي للأزمة في سوريا وارسال المئات من المراقبين العرب لوقف القتال في سوريا، وشددنا على أن مجرد وصول هؤلاء إلى سوريا سيحرر الشعب من الخوف ويدفع الملايين للنزول في مظاهرات سلمية إلى الشوارع للمطالبة بالتغيير”.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض “لمسنا من هيغ أن حكومته مع وحدة المعارضة السورية، وتعتبر الحل العسكري غير مطروح في الوقت الراهن، وتدعم سلمية الثورة، وتعمل مع شركائها على فرض جولة جديدة من العقوبات تستهدف النظام وليس الشعب السوري، وطلبنا منه أن تساهم حكومته في الضغط على النظام للإفراج عن جميع المعتقلين في سوريا”.
اما هيغ فشدد بعد اللقاء على “أهمية أن تكون المعارضة السورية قادرة على تنحية خلافاتها والتوصل إلى رؤية موحدة لكيفية المضي قدما”، وكشف انه “أكد للمعارضين السوريين أهمية أن تبقى الإحتجاجات في بلادهم بعيدة عن العنف، وأهمية الحفاظ على الدعم الدولي في هذا الوضع من خلال الاحتجاجات السلمية، وأهمية احترام حقوق الأقليات”. اضاف “لم نصل إلى مرحلة الإعتراف الرسمي بالمعارضة السورية، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن هناك مجموعات مختلفة وليس مجلساً واحداً، ولا تسيطر على الأرض في سوريا كما كان الحال في ليبيا، ولم يصل المجتمع الدولي إلى نقطة الإعتراف بها”.
(يو بي أي)
الجامعة” تقترب من معاقبة سوريا و”التدويل”
تعقد اللجنة العربية المعنية بالأزمة السورية غداً الأربعاء اجتماعها التحضيري لاجتماع وزراء الخارجية العرب بعد غد الخميس، وأكد مصدر مسؤول في جامعة الدول العربية ل “الخليج” أن الوزراء سيبحثون بعد تلقيهم تقييماً شاملاً لاستجابة سوريا للخطة العربية، “عقوبات سياسية واقتصادية”، و”قد يلوحون بالتوجه إلى مجلس الأمن لطلب حماية المدنيين”، في وقت هددت واشنطن دمشق بإجراءات عقابية، وانتقدت موسكو المواقف الغربية، واعتبرتها استفزازية، ورأى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن أيام الرئيس بشار الأسد في الحكم “باتت معدودة”، واستبعدت لندن التي استقبلت معارضين تدخلاً عسكرياً .
وأكد مصدر مسؤول في الجامعة أن وزراء الخارجية العرب سيبحثون في الاجتماع فرض عقوبات اقتصادية وسياسية، متوقعاً أن يلوحوا بالتوجه إلى مجلس الأمن لحماية المدنيين . وفي ما يتعلق بإمكانية اتخاذ قرار بالاعتراف بالمعارضة السورية، قال المصدر إن “هذا الموضوع سابق لأوانه، تسعى الأمانة العامة في الوقت الراهن للاستماع لمختلف رؤى قوى المعارضة” .
وهددت مندوبة أمريكا لدى الأمم المتحدة سوزان رايس النظام السوري ب “إجراءات جزائية قوية” مع شركاء بلادها الأوروبيين . وعبرت عن قلق بلادها ل “الإساءات والانتهاكات الكبرى التي ترتكبها الحكومة السورية” . وقالت “طلبنا من الرئيس السوري بشار الأسد التنحي” .
من جهته، انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف موقف الغرب تجاه سوريا، معتبرا دعوة المعارضة إلى رفض الحوار مع الأسد “استفزازاً” سياسياً على مستوى دولي .
وحذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الأسد، من أن أيامه في الحكم “أصبحت معدودة”، وأنه لا يستطيع أن يبقى إلى ما لا نهاية من خلال القوة .
ووصف معارضون سوريون بارزون اللقاء مع وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بأنه كان صريحاً جداً وتناول كل الملفات الشائكة، ومن بينها التدخل العسكري الخارجي، وذكر هيغ أن الاجتماع عقد في إطار مشاورات وثيقة مع الجامعة العربية . وأكد أنه حث المعارضة على الظهور كجبهة موحدة . وأنه يتعين عليها أن تقدم “برنامجاً موحداً وهيئة موحدة”، وقال “لم نصل بعد إلى نقطة الاعتراف الرسمي بهم”، مستبعداً تدخلاً عسكرياً في سوريا على غرار ليبيا .
على الأرض، قتل 12 مدنياً في سوريا، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما تحدث مصدر رسمي عن مقتل أربعة “إرهابيين” أثناء عملية للسلطات السورية في مدينة حمص .
ايام الاسد معدودة .. مقتل 20 مدنيا في سوريا وانقرة تصعد لهجتها ضد النظام
دمشق – تواصل قمع الحركة الاحتجاجية المطالبة برحيل النظام السوري مع مقتل 12 مدنيا برصاص الامن الاثنين، في حين يتواصل الضغط الدولي على هذا النظام وتمثل بموقف شديد اللهجة من الحليف التركي السابق لسوريا.
ميدانيا قتل عشرون مدنيا برصاص قوات الامن السورية الاثنين في سوريا، حسب المرصد السوري لحقوق الانسان، فيما تحدث مصدر رسمي عن مقتل اربعة “ارهابيين” اثناء عملية قامت بها السلطات السورية في مدينة حمص.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه “ان اربعة مدنيين استشهدوا واصيب اخرون بجروح خلال حملة المداهمات التي تنفذها قوات سورية ترافقها ناقلات جند مدرعة في حي البياضة كما قتل اخر في حي وادي ايران في حمص”. واشار المرصد الى تسلم ذوي ثلاثة معتقلين جثامين ابنائهم الذين قتلوا تحت التعذيب في احياء متفرقة من حمص.
وفي ريف حمص، اكد المرصد “استشهاد مواطنين واصابة ثمانية اخرين بجروح صباح الاثنين في مدينة القصير (ريف حمص) قرب الحدود مع لبنان اثر اطلاق الرصاص من قبل قوات امنية وعسكرية، كما سمعت اصوات عدة انفجارات هزت المدينة”. واضاف المرصد “ان ثلاثة اشخاص قتلوا ايضا برصاص الامن خلال مداهمات في قرى الحولة”.
وفي ريف حماة (وسط)، قال المرصد “ان بلدات كرناز واللطامنة وكفرنبودة شهدت انتشارا كثيفا للجيش النظامي السوري بعد ان وصلت اليها فجر الاثنين تعزيزات عسكرية تضم عشرات الاليات العسكرية” مضيفا انه “جرى اطلاق رصاص بالرشاشات الثقيلة عقب الانتشار ما اسفر عن مقتل شخصين بينهما سيدة”.
واكد المرصد ايضا انه “يسجل اطلاق نار من رشاشات ثقيلة للجيش النظامي السوري المتواجد في قرية احسم في محافظة ادلب باتجاه قرية ابديتا يترافق مع استمرار قطع الاتصالات الارضية والخلوية وقطع للتيار الكهربائي منذ فجر الاثنين”. من جانبها، اوردت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان “احدى الجهات المختصة نفذت الاثنين عملية نوعية في حي البياضة في حمص تمكنت خلالها من قتل اربعة ارهابيين اضافة الى مصادرة اسلحتهم”.
ونقلت الوكالة عن مصدر رسمي في حمص ان “من بين الارهابيين الذين قتلوا خالد الراجح الملقب ببندر” لافتا الى انه “على رأس قائمة الارهابيين المطلوبين الذين روعوا الاهالي في المدينة”.
واضافت الوكالة “ان سائق سيارة اسعاف اصيب مع مرافقه بجروح صباح الاثنين بعد اطلاق النار عليهما من مجموعة ارهابية مسلحة اثناء تأديتهما لواجبهما في حمص”.
وفي ريف ادلب (شمال غرب) “القت الجهات المختصة القبض على سبعة مطلوبين في معرة النعمان ممن هاجموا مستودعات وادي الضيف شرق المدينة”.
وفي ريف حماة (وسط)، نقلت الوكالة عن مصدر رسمي ان “مجموعة ارهابية مسلحة اقدمت صباح الاثنين على اختطاف القاضيين ابراهيم المحمد رئيس نيابة الغاب وعماد المحمد رئيس محكمة الصلح في قلعة المضيق تحت تهديد السلاح بالقرب من الحمرا اثناء توجههما الى عملهما”.
دبلوماسيا خاطب رئيس الوزراء التركي طيب رجب اردوغان الرئيس السوري بشار الاسد قائلا له “لن تستطيع أن تبقى في السلطة بواسطة الدبابات والمدافع الا لفترة محددة فقط. وسيأتي اليوم الذي سترحل فيه انت ايضا”.
واضاف “يظهر احدهم ويقول +سأقاتل حتى الموت+. ضد من ستقاتل؟ هل ستقاتل ضد اخوتك المسلمين الذين تحكمهم في بلادك؟”، في اشارة الى تصريحات للاسد في مقابلة نشرتها صحيفة “صنداي تايمز” الاحد وتوعد فيها بالقتال والموت من اجل سوريا اذا واجه تدخلا خارجيا.
وتتزايد انتقادات انقرة، التي كانت حليفا لسوريا، لنظام الاسد مع ارتفاع عدد قتلى حملة القمع التي يشنها النظام السوري الى اكثر من 3500 شخص بحسب احصاءات الامم المتحدة.
وكانت محطات تلفزيونية تركية افادت ان مواطنين تركيين اصيبا بجروح ليل الاحد الاثنين اثر اطلاق الجيش السوري النار على حافلة كانت تقل حجاجا عائدين الى بلادهم من مكة المكرمة اثناء مرورها قرب مدينة حمص (وسط).
ومن ناحيته، صرح الرئيس التركي عبدالله غول في مقابلة مع صحيفة الغارديان البريطانية ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد هو حاليا في “مأزق”، لكن السوريين وحدهم يمكنهم ان يحققوا التغيير عوضا عن تدخل خارجي. واوضح ان “سوريا في مأزق حاليا، وهناك تغييرات لا بد منها”، لكنه اشار الى “اننا لا نؤمن بان تدخلا خارجيا هو الوسيلة الفضلى لايجاد تغيير. على الشعب ان يقوم بهذا التغيير”.
ودعا الرئيس التركي نظيره السوري الى التخلي عن السلطة بدون عنف، مشيرا الى “ضرورة القيام بكل ما يلزم” لتجنب اندلاع حرب اهلية.
من جهتها، دعت السلطات السعودية دمشق الاثنين الى “التنفيذ الكامل لتعهداتها” الواردة في خطة العمل التي اعتمدها المجلس الوزاري في جامعة الدول العربية لحل الازمة في سوريا.
والتقى ممثلون عن المعارضة السورية بوزير الخارجية البريطاني وليام هيغ لاول مرة في لندن الاثنين رغم تصريحاته بان الوقت لا زال مبكرا لاعتراف بريطانيا رسميا بالمعارضة.
وقال هيغ “لم نصل بعد الى نقطة الاعتراف الرسمي بهم، وقد عينت سفيرا خاصا لاقامة علاقات معهم، ولكننا لم نصل بعد الى نقطة الاعتراف الرسمي، ويعود ذلك في جزء منهم الى انهم يمثلون مجموعات مختلفة”.
واوضح ان بريطانيا لا تزال مصممة على “زيادة الضغوط على نظام (بشار) الاسد” بسبب حملة القمع الدامية التي يشنها على الاحتجاجات المناهضة له.
الا انه جدد التاكيد على ان بريطانيا لا تنوي القيام بعمل عسكري في سوريا على غرار الحملة العسكرية التي شنها حلف الاطسي على ليبيا.
في المقابل اتهمت روسيا الغرب بتبني نهج “استفزازي” في الازمة السورية، مؤكدة ان الدول الغربية توعز للمعارضة بعدم الدخول في حوار مع الرئيس السوري بشار الاسد.
وروسيا هي من الدول القليلة التي لا تزال تدعم الاسد، وقد دعت الغرب مرارا الى تبني نهج اكثر توازنا في الازمة وقالت انه يجب ادانة العنف الذي تمارسه السلطة والمعارضة على حد سواء.
وكانت روسيا والصين صوتتا الشهر الماضي ضد قرار من مجلس الامن يدين حملة القمع التي تشنها قوات الرئيس السوري.
واعرب حزب الله وحركة أمل اللبنانيان في بيان الاثنين عن دعمهما لسوريا وايران في وجه “التهديدات” و”المؤامرة الدولية”، في الوقت الذي تتزايد الضغوط الدولية على كل من طهران ودمشق.
من جانب خر، استبعد العراق على لسان وزير الخارجية هوشيار زيباري تدخلا عسكريا من اي نوع في سوريا حاليا لكنه اعرب عن تخوفه من انزلاق سوريا نحو الحرب الاهلية وطالب بسرعة تنفيذ المبادرة العربية للازمة السورية.
وقررت الجامعة العربية في 12 تشرين الثاني/نوفمبر تعليق عضوية سوريا فيها لحين قبول الاسد تطبيق المبادرة العربية لانهاء العنف ضد المتظاهرين، كما دعت الى سحب السفراء العرب من دمشق.
واتهم وزير الخارجية السوري في مؤتمر صحافي الاحد “اطرافا عربية” لم يسمها بانها تسعى الى استخدام الجامعة العربية “اداة لتدويل الازمة السورية ونقلها الى طاولة مجلس الامن الدولي”.
كما اتهم المعلم نظيريه الاميركية هيلاري كلينتون والتركي احمد داود اوغلو وآخرين ب”الدفع باتجاه حرب اهلية في سوريا”.
ويعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا طارئا الخميس لبحث تطورات الوضع في سوريا في ضوء انتهاء المهلة التي حددها المجلس في الاجتماع الوزاري الأخير في الرباط وعدم توقيع الحكومة السورية على الوثيقة الخاصة ببروتوكول بعثة مراقبي الجامعة العربية الى سوريا وعدم وقف العنف.
ا ف ب
لندن حثت المعارضة على السلمية والوحدة
21 قتيلا ومشروع أممي لإدانة سوريا
ارتفع إلى 21 شخصا عدد قتلى أمس الاثنين الذين سقطوا برصاص الأمن السوري، وسط استمرار خروج المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام، يأتي هذا في وقت دعت فيه لندن المعارضة السورية إلى توحيد صفوفها والالتزام بسلمية الاحتجاجات، ووصفت دمشق مشروع قرار أممي يدين القمع السوري للمظاهرات “بإعلان حرب”.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 15 قتيلا سقطوا في أنحاء متفرقة من محافظة حمص وثلاثة في حماة وقتيلا في كل من دير الزور وإدلب والرقة.
وبين هؤلاء قتيل سعودي الجنسية يدعى حسين بندر المفرّع الخالدي، وقال والده في اتصال مع الجزيرة إن الأمن السوري أطلق النار على ولده عند أحد الحواجز بينما كان يحاول الخروج من المدينة.
وفي هذا السياق أعلنت السلطات السعودية الثلاثاء أنها تنظر “بقلق شديد” إلى مقتل أحد مواطنيها في سوريا، وطالبت دمشق بالكشف عن ملابسات “الاعتداء الآثم”، بحسب وكالة الأنباء الرسمية.
ونقل مصدر عن مسؤول في السفارة السعودية بدمشق أن السفارة اتصلت بالجهات السورية المختصة لمعرفة الظروف والملابسات المحيطة بهذه الجريمة ومطالبتها بالقبض على الجناة وتقديمهم للعدالة و”ستتابع ذلك معها”.
وقد أفادت الهيئة العامة للثورة السورية أيضا أن قوات الجيش والأمن تطوق حي البياضة في حمص بشكل كامل.
وتزامنت عمليات القتل والدهم مع تواصل خروج المظاهرات للمطالبة بسقوط النظام وحماية دولية في مناطق عدة من ضمنها حي الباب بمحافظة حلب وعدد من أحياء حمص ودرعا وإدلب وبعض مناطق ريف دمشق وغيرها.
رواية رسمية
من جانبها، أوردت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن إحدى الجهات المختصة نفذت الاثنين عملية نوعية في حي البياضة في حمص تمكنت خلالها من “قتل أربعة إرهابيين إضافة إلى مصادرة أسلحتهم”.
وفي ريف إدلب ألقت الجهات المختصة القبض على سبعة مطلوبين في معرة النعمان ممن هاجموا مستودعات وادي الضيف شرق المدينة، بحسب سانا.
وفي ريف حماة (وسط)، نقلت الوكالة أيضا عن مصدر رسمي أن “مجموعة إرهابية مسلحة” أقدمت صباح الاثنين على اختطاف قاضيين تحت تهديد السلاح على الطريق الرئيسي لجسر الشغور السقيلبية أثناء توجههما إلى عملهما.
سياسيا أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاثنين أن الرسالة إلى نظام الأسد هي أن بقية العالم تجري محادثات مع المعارضة السورية، وتتطلع إلى مستقبل مختلف لسوريا.
وكان هيغ التقى وفدا يضم أعضاء في المجلس الوطني السوري وهيئة التنسيق الوطني في العاصمة البريطانية لندن، في حين سيعقد اليوم الثلاثاء مسؤولون بارزون في مكتب رئاسة الحكومة البريطانية لقاءً مع الوفد.
وقال هيغ بعد الاجتماع إنه يعتقد أن نظام الأسد سيجد أن المزيد من الحكومات في جميع أنحاء العالم على استعداد للعمل مع المعارضة “لتصعيد مستوى اتصالاتها معها كما فعلنا، كجزء من زيادة الضغوط على هذا النظام وسلوكه غير المقبول تماما”.
وأضاف أنه حث المعارضة السورية على توحيد صفوفها والاستمرار في انتهاج البعد عن العنف.
إعلان حرب
في غضون ذلك قال السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري إن مشروع القرار المقدم من عدة دول غربية بشأن الأوضاع في بلاده يعدّ إعلان حرب سياسية وإعلامية ودبلوماسية على سوريا.
وستصوت لجنة حقوق الإنسان في الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم على هذا القرار، الذي تعتبره فرنسا وبريطانيا وألمانيا خطوة أولى لإعادة تقديم قرار إلى مجلس الأمن الدولي يستهدف الرئيس السوري بشار الأسد.
وشدد الجعفري أمام لجنة الجمعية العامة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان على أن إعلان الحرب يهدف إلى التأثير على استقلالية عملية اتخاذ القرارات السياسية في سوريا ومنعها من التحرك قدماً على مسار أجندتها السياسية الوطنية.
ويدين مشروع القرار -الذي قدمته ألمانيا- بشدة استمرار السلطات السورية في انتهاكاتها الخطيرة والمنهجية لحقوق الإنسان بما في ذلك حالات الإعدام التعسفية واستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين والمدافعين عن حقوق الإنسان واضطهادهم وقتلهم.
ويهيب المشروع بالسلطات السورية وضع حد فوري لجميع انتهاكات حقوق الإنسان، والوقف الفوري لجميع أعمال العنف، وتطبيق خطة عمل الجامعة العربية بشكل كامل ودون إبطاء.
وتشارك في دعم القرار نحو 60 دولة من بينها خمس دول عربية هي البحرين والسعودية وقطر والأردن والمغرب.
20 قتيلا بسوريا ومظاهرات تطلب الحماية
أكدت الهيئة العامة للثورة السورية أن 20 مدنيا قتلوا أمس الاثنين برصاص الأمن السوري، فيما استمرت المظاهرات المطالبة بحماية دولية, في حين تجددت المساعي في الأمم المتحدة لإدانة الانتهاكات التي يرتكبها النظام السوري ضد المحتجين.
وقالت الهيئة العامة للثورة إن معظم القتلى سقطوا في مدينة حمص التي تتعرض منذ أسابيع لحملات عسكرية وأمنية متعاقبة أودت بحياة مئات المدنيين وفقا لناشطين ومنظمات حقوقية سورية.
قتلى ومداهمات
وبين هؤلاء قتيل من جنسية سعودية يدعى حسين بندر المفرّع الخالدي. وقال والده في اتصال مع الجزيرة إن الأمن السوري أطلق النار على ولده عند أحد الحواجز بينما كان يحاول الخروج من المدينة.
وأضاف أن حسين قدم إلى سوريا من لندن بعيد عيد الأضحى لقضاء بضعة أيام مع أخواله.
وفي حمص أيضا, قال ناشطون إن حي البياضة تعرض للقصف بقذائف صاروخية, وأشاروا أيضا إلى أن تعزيزات عسكرية تقدر بثلاثين سيارة دخلت إلى القصير، بينما تجوب مصفحات حي الخالدية وتطلق النار عشوائيا على المنازل.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قوات الأمن خطفت جثمان قتيل يدعى خالد الراجح أثناء تشييعه واعتقلت تسعة من المشيعين, فيما وصفت الحكومة السورية القتيل بأنه “إرهابي” مطلوب. وقال الإعلام السوري إنه قتل مع ثلاثة آخرين في عملية أمنية أسفرت أيضا عن ضبط أسلحة.
وقد اتهمت الهيئة العامة للثورة السورية النظام السوري بفرض عقاب جماعي على مدينة حمص، وذلك بقطع إمدادات الغاز والديزل عنها. وأكد ناشطون مقتل ناشط برصاص الأمن في دير الزور مساء أمس, كما سقط قتلى في ريف حماة.
وفي ريف دمشق، قالت لجان التنسيق إن قوات الأمن اقتحمت السكن الجامعي التابع لجامعة القلمون واعتدت على الطلاب المعارضين للنظام بالضرب واعتقلت العديد منهم. وقالت اللجان إن الاقتحام جاء بعد اشتباكات بين الطلاب المؤيدين والمعارضين.
وتحدث ناشطون عن حملات دهم واعتقال في محافظات أخرى منها إدلب عند الحدود مع تركيا, وتحدثوا عن قيام القوات السورية بزرع ألغام في منطقة وادي الكرم على الحدود بين سوريا ولبنان.
مظاهرات تطلب الحماية
ولم تمنع الحملات الأمنية من خروج مظاهرات جديدة في عدد من أحياء حمص مساء أمس. وشملت المظاهرات أحياء البياضة والإنشاءات وباب هود وبابا عمرو وباب سباع والوعر بالإضافة إلى بلدة تدمر القريبة, وطالب المشاركون فيها بحماية دولية وبفرض حظر جوي, وعبروا عن شكرهم للدول التي تساند ثورتهم.
وتظاهر الآلاف أيضا مساء أمس في جبل الزاوية بإدلب مطالبين بمنطقة عازلة لحماية المدنيين.
وخرجت مظاهرات مماثلة في درعا البلد والحراك وعتمان بمحافظة درعا طالبت بدورها بتدخل دولي لحماية المدنيين وفقا لصور بثها ناشطون على الإنترنت.
وأظهرت صور أخرى مظاهرة مسائية في حرستا بريف دمشق, بينما أكد ناشطون تعرض مظاهرة في المارتيني بحلب لإطلاق نار.
تصويت أممي
في الأثناء, ينتظر أن تصوت لجنة حقوق الإنسان في الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الثلاثاء على مشروع قرار تقدمت به ألمانيا وبريطانيا وفرنسا, يدين انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا.
وقال سفير ألمانيا لدى الأمم المتحدة بيتر فيتيغ إن الأزمة المستمرة منذ ثمانية أشهر في سوريا ما زالت تسقط المزيد من الضحايا في صفوف المدنيين، في حين ترفض دمشق السماح لمحققين مستقلين بدخول البلاد. وأضاف فيتيغ في كلمة له أمام اللجنة الأممية “من الضروري أن يستمر المجتمع الدولي في الرد على تلك الفظاعات البشعة”.
ويقول مشروع القرار -الذي تدعمه عشرات الدول- إن الانتهاكات تشمل القتل العشوائي, والاستخدام المفرط للقوة, وقتل المحتجين والمدافعين عن حقوق الإنسان, والاعتقال العشوائي والاختفاء القسري, والتعذيب وإساءة معاملة المعتقلين وبينهم أطفال.
ويطالب المشروع دمشق بالكف فورا عن جميع انتهاكات حقوق الإنسان, وحماية الشعب, والتطبيق الكامل لالتزاماتها في إطار قانون حقوق الإنسان الدولي, كما يدعوها إلى التطبيق الفوري للمبادرة العربية.
ودان السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري مشروع القرار, واتهم الدول الثلاث الرئيسة الراعية له بإعلان حرب سياسية ودبلوماسية على بلاده, وقال إن الأوروبيين يعانون من “فوبيا سوريا”.
دعا الغرب للحوار مع إيران
غل: أزمة سوريا بلغت طريقا مسدودا
أكد الرئيس التركي عبد الله غل أن الأزمة السورية بلغت الآن طريقا مسدودا بعد أن رفض الرئيس بشار الأسد الدعوات لإجراء إصلاحات من شأنها أن تنهي الاضطرابات بالبلاد. وفي الشأن الإيراني دعا غل لإجراء حوار بين الغرب وطهران.
وقال غل -في مقابلة مع صحيفة ذي غارديان قبيل زيارة يقوم بها لمدة ثلاثة أيام إلى المملكة المتحدة- إن التغيير في دمشق صار أمرا محتوما، وإن الأسد لم يعد جديرا بالثقة بعد ثمانية أشهر احتجاجات راح ضحيتها آلاف المواطنين.
ورفض الرئيس التركي التعليق بشكل مباشر على تقارير تفيد بأن بلاده تعتزم إقامة منطقة عازلة على حدودها مع سوريا، مؤكدا أن إيجاد ملاذ للجماعات المسلحة على أراضيها مرفوض، رغم أن أنقرة على استعداد للمضي في توفير “منصة ديمقراطية” للمعارضة السورية.
واعتبر أن “سوريا الآن وصلت إلى طريق مسدود، لذلك فإن التغيير أمر محتوم”. غير أنه استبعد أن يكون التدخل الخارجي السبيل الوحيد لإحداث التغيير، وقال إن الشعب هو الذي يصنع التغيير.
وتابع أن الحرب الأهلية لا يرغب بها أحد، ودعا إلى بذل كل شيء من أجل منع وقوع حرب أهلية لأنها “خطيرة جدا”.
ولفت الرئيس التركي إلى أنه تحدث إلى الأسد كثيرا قبل أشهر مضت، وأسدى له نصيحة بالسماح بإجراء انتخابات حرة وإطلاق المعتقلين السياسيين والإعلان عن جدول زمني للإصلاحات.
ولكن الأمر –يتابع غل- بات الآن متأخرا جدا “ويبدو أن الأسد سلك طريقا مختلفا، وبصراحة لم نعد نثق به”.
وتعليقا على الربيع العربي، قال الرئيس التركي إن الصحوة العربية حدثت بسبب “شيء من التأجيل” داعيا القادة العرب إلى اتباع النموذج التركي.
ومضى يقول إن ثمة حاجة إلى إجراء إصلاحات حقيقية، وإنهم (القادة العرب) لا يستطيعون أن يمضوا في طريقهم إلى الأبد، مشيرا إلى أن التغيير في النهاية سيجري سواء على أيدي الشعب أو بنوع من التدخل الخارجي.
دعوة للحوار
وفي الشأن الإيراني، دافع غل عن سجل تركيا في تعاطيها مع طهران عقب التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي تحدث عن مساع إيرانية لصنع أسلحة نووية.
وقال إنه من الأهمية بمكان أن يضع المرء نفسه محل الإيرانيين ليرى كيف يفهم التهديدات الخارجية، في إيحاء إلى الترسانة النووية الإسرائيلية.
وأشار إلى أن ثمة قوى مختلفة في إيران، داعيا إلى إجراء حوار بينها وبين الغرب بطريقة أكثر صراحة وشفافية، وأضاف “عندما أتحدث عن الشفافية أقصد بها إيران، وعندما أقول صراحة أعني بها الغرب”.
ولفت غل النظر لضرورة التعاطي مع التسلح في الشرق الأوسط بشمولية، في إشارة إلى إسرائيل، وقال “أسلوب التعامل بالقطعة لا يفضي إلى نتائج متماثلة”.
غارديان
الهيئة العامة للثورة تؤكد سقوط 20 قتيلاً
سفارة الرياض في سوريا: السعودي المقتول بحمص كان في زيارة لأقاربه
دبي – العربية.نت، بيروت – محمد زيد مستو
أوضح مصدر مسؤول في السفارة السعودية بدمشق حيال مقطع فيديو تناقلته بعض مواقع الإنترنت لمواطن سعودي مغدور بسوريا، أنه اتضح للسفارة صحة الخبر وأن الاسم الصحيح للمواطن السعودي المقتول حسين بن بندر بن خلف العنزي وقد قتل فجر يوم الاثنين في مدينة حمص السورية.
وأكدت السفارة في خبر نشرته وكالة الأنباء السعودية أن المواطن السعودي كان في زيارة لأقاربه في مدينة حمص، ولم تتلق أي اتصال من قبل الجهات السورية المختصة أو من قبل ذويه حول هذه الجريمة.
وأضاف المصدر يقول: “إن المملكة تنظر بقلق شديد لهذا الاعتداء الآثم، وإن السفارة قامت بالاتصال بالجهات السورية المختصة لمعرفة الظروف والملابسات المحيطة بهذه الجريمة ومطالبتها بالقبض على الجناة وتقديمهم للعدالة وستتابع ذلك معها”.
من جهتها أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بمقتل 20 شخصاً بينهم مواطن سعودي يوم أمس الاثنين معظمهم في محافظة حمص وسط البلاد، فيما ارتفع عدد قتلى الاحتجاجات في سوريا، إلى أكثر من 4500 شخص معظمهم من المدنيين، حسب ناشطين سوريين.
وبحسب الهيئة العامة للثورة، فقد لقي 15 شخصاً مصرعهم في حمص أمس، في حين قُتل ثلاثة آخرون في ريف حماة التي اجتاحها الجيش وقوات الأمن صباح الأمس. كما سقط قتيل واحد في كل من الرقة وإدلب.
وأشارت الهيئة العامة إلى أن سعودي يدعى حسين بندر المفرع الخالدي كان من بين القتلى الذين قضوا على أيدي قوات الأمن والجيش السوري في حي البياضة بمدينة حمص، حيث كان يزور أقارب له.
وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن سقوط قتلى وجرحى في حي البياضة، خلال حملة مداهمات نفذتها قوات سورية ترافقها ناقلات جند مدرعة صباح أمس.
كما قتل مواطن وأصيب ثمانية آخرون بجراح في مدينة القصير، إثر إطلاق الرصاص من قبل قوات أمنية وعسكرية، وسط سماع أصوات عدة انفجارات هزت المدينة حسب المرصد.
وفي حماة قتل ثلاثة أشخاص خلال يوم أمس الاثنين، في وقت شهد فيه ريف المدينة حملة أمنية موسعة قوامها حوالي 4000 جندي وعشرات الآليات العسكرية الثقيلة، قاموا خلالها باقتحام قرى وبلدات عدة في ريف حماة، وشن حملة اعتقالات واسعة وسط إطلاق نار كثيف.
وفي محافظة إدلب شمال سوريا، أطلق جنود النار من رشاشات ثقيلة للجيش النظامي في قرية إحسم باتجاه قرية أبديتا، ترافق مع استمرار قطع الاتصالات الأرضية والخيلوية وقطع للتيار الكهربائي منذ فجر الأمس.
4500 قتيل في سوريا
ومع سقوط عشرات القتلى في سوريا يومياً على أيدي النظام السوري الذي يتهم جيشه وقواته الأمنية، بقمع احتجاجات مطالبة بالحرية وإسقاط النظام الحالي، ارتفع عدد الذين قتلوا في سوريا منذ اندلاع الثورة في الخامس عشر من مارس/ آذار الماضي إلى أكثر من 4500 شخص حسب ناشطين سوريين.
ويشير موقع إلكتروني متخصص بإحصاء عدد القتلى الذين قضوا على أيدي قوات الأمن السورية والجيش، إلى مقتل أكثر من 4050 مدنياً على الأقل، في حين سقط أكثر من 450 آخرين من العسكريين.
وبحسب الموقع الذي يورد الأسماء موثقة بالاسم والتاريخ وبعض الصور والفيديوهات، فقد بلغ عدد القتلى من الأطفال حوالي 290 طفلاً، فيما قتلت حوالي 200 امرأة وفتاة.
وشهدت مدينة حمص أعلى نسبة من القتلى السوريين، حيث بلغ عدد القتلى فيها ما يقارب 1600 شخص، بينما عرفت مدينة السويدء في أقصى جنوب سوريا أقل نسبة من عدد القتلى بلغت أربعة قتلى بينهم عسكري.
شبيحة خطفوا إحدى أجمل طالبات جامعة دمشق واختفوا معها منذ 3 أسابيع
اعتقلوها وزميلها ثم أفرجوا عنه وأبقوها معهم
لندن – كمال قبيسي
منذ 3 أسابيع تقريباً، وبالتحديد في اليوم الثالث من الشهر الجاري، قام 10 شبيحة بخطف طالبة عمرها 18 سنة، ويسميها زملاؤها “زهرة كلية الطب” وأحيانا “زهرة دمشق” وآخرون يلقبونها “ياسمينة دمشقية” لأن يمان القادري، برأي زملائها، مثالية الأخلاق وإحدى أجمل طالبات جامعة دمشق.
اعتقلوها هي وزميل لها على باب الكلية التي تدرس فيها، لأنها كانت تشارك بمظاهرة للطلاب ضد النظام، وساعدتهم على الاعتقال إحدى الشبيحات على مرأى من الجميع، ثم نقلوهما معا إلى مركز احتجاز، وهناك امتثلوا للوسوسات فأطلقوا سراح زميلها الذي كان ناشطا بالمظاهرة أكثر منها، فتحولت الحال عندها من اعتقال الى خطف.
والمعلومات عن يمان قليلة جدا، ومعظمها راجعته “العربية.نت” في صفحة خصصوها لها على الإنترنت وزاد عدد الأعضاء فيها عن 13350 فيسبوكياً بأسبوعين، منهم 3570 كتبوا مشاعرهم نحوها وقلقهم على مصيرها، لأن أحدا لا يدري أين حملها الخاطفون وما يفعلون بها، فهم شبيحة.
وهذا اليوم هو “ثلاثاء الحرية ليمان القادري” بحسب ما صنفوه في صفحتها، كما وفي صفحة “الثورة السورية ضد بشار الأسد” حيث نقرأ الكثير من المشاعر والدعوات ليمان التي يبدو أن عائلتها مقيمة في الرياض وعادت هي الى دمشق قبل عامين لتدرس الطب في جامعتها، بحسب ما كتب أحدهم بث على الصفحة قلقه ومشاعره ودعواته بأن تعود سالمة الى أهلها وزملائها.
وفي موقع “سورية المندسة” الذي راجعته “العربية.نت” أيضا، كتب من يبدو أنه كان شاهد عيان فذكر أن 25 سيارة أمنية محملة بالشبيحة وصلت الأربعاء 2 الجاري الكلية “فنزلوا منها وبأيديهم العصي الكهربائية وأدوات القمع، وأقفلوا الأبواب الرئيسية ثم قاموا بفض التجمعات وضرب وإهانة الطلاب واعتقلوا 5 شباب و7 بنات، واحتجزوهم في مبنى التدريب الجامعي”.
تابع وكتب: “وأثار اعتقال الطالبات غضبا عند الطلاب فـتجمعوا في اليوم التالي عند المبنى مطالبين بالإفراج الفوري عن زميلاتهم، عندها اعتقلوا يمان وزميلها (..) وشارك بعمليات القمع بعض موظفي كلية طب الأسنان وهم أمين الفرقة الحزبية الدكتور عمار مشلح، ومراقبا الدوام أسامة ابراهيم وسليمان ابراهيم وموظف الديوان وموظف شؤون الطلاب بشير الصوص”.
دعوة ثلاثاء الحرية ليمان
وكتب آخر يقول: “اعتقلوها من كلية الطب البشري، بس اللي صار قبل ما يعتقلوها فوتوها عالمحرس عشر شبيحة بعد ما خطفوها من جواه الكلية وبلشو سفق وخبط ولزق فيها وهي عم تصيح وتعيط، والأنكى من هيك في شبيحة (بنت) واقفة عم تتفرج ومبسوطة” وفق تعبيره بالعامية السورية.
وكتبت طالبة من مدينة حمص تقول: “والله يا حيف على الشباب شو جبناء. معقول بنت بتصرخ وهي بين أيادي عشرة رجال كفار لا يعرفون العيب ولا يعرفون الله. لايعرفون الا الرذيلة والانحلال، ولا واحد من الشباب أخذته النخوة. عيب والله عار”.
كما كتب طالب من كلية الطب نفسها يقول: “ركبنا بآلة الزمن. والزمن عاد بالدمشقيين 610 سنين للوراء. يعني زمن الأعرج تيمورلنك. مدننا محاصرة وشبابنا يقتلون وفتياتنا يختطفن، والله الموت أهون، يللا شدوا الهمة يا شباب وأسقطوا النظام أو تعالوا لنسقط نحن شهداء، لتعيش سوريانا الحبيبة”.
ثم كتبت زميلة لها أمس الاثنين بالذات، وقالت: “هل صديقتي المسالمة والمعروفة بأخلاقها العالية وانتمائها لعائلة كبيرة ومحترمة في سوريا هي مندسة أو من العصابات المسلحة”.
المندوب السوري: مشروع القرار الأممي بشأن سورية “اعلان حرب“
يدين مشروع القرار بشدة “استمرار الانتهاكات الخطيرة والمنظمة لحقوق الانسان من جانب السلطات السورية”
وصف المندوب السوري الدائم في الامم المتحدة مشروع قرار أممي جديد يدين قمع السلطات السورية لحركة الاحتجاجات في البلاد بأنه بمثابة “اعلان حرب” دبلوماسية وسياسية ضد دمشق.
ومن المقرر أن تصوت لجنة حقوق الانسان في الجمعية العامة للامم المتحدة الثلاثاء على مشروع قرار بهذا الصدد تقدمت به بريطانيا وفرنسا والمانيا.
وقال المندوب السوري بشار الجعفري امام اللجنة ان “هذا المشروع قدم في اطار اعلان حرب سياسية واعلامية ودبلوماسية على بلدي”
واضاف انه ” اعلان حرب يهدف الى التأثير على استقلاليتنا في صنع القرارات السياسية ومنعنا من السير قدما في برامجنا السياسية الوطنية”.
وعلى الرغم من ان القرار لن يكون ملزما قانونيا اذا تم تمريره، الا مراسل بي بي سي في الامم المتحدة يقول انه يمثل خطوة اولى لإعادة طرح القضية امام مجلس الامن الدولي من جديد.
وكانت محاولات سابقة لاستصدار قرار من مجلس الامن يدين قمع السلطات السورية للمحتجين قد تعثرت بسبب الفيتو الروسي والصيني.
دعم دول عربية
ونقلت وكالة فرانس برس عن السفير الالماني قوله عند تقديم مشروع القرار ان “حصيلة القتلى تتزايد” و”المهم ان تواصل الاسرة الدولية الرد على هذه الفظاعات اليومية”.
واوضح السفير الالماني ان القرار يرعاه اكثر من 60 دولة في العالم من بينها دول عربية كالسعودية والاردن وقطر والمغرب.
وتقول وكالة رويترز ان مشروع القرار يدين بشدة “استمرار الانتهاكات الخطيرة والمنظمة لحقوق الانسان من جانب السلطات السورية مثل الاعدامات التعسفية والاستخدام المفرط للقوة واضطهاد وقتل المدنيين والمدافعين عن حقوق الانسان.”
ويدين ايضا “الاعتقال التعسفي وحالات الاختفاء القسري والتعذيب واساءة معاملة المعتقلين بمن فيهم الاطفال” ويطالب بنهاية فورية لمثل هذه الانتهاكات.
وفي حالة اقرار القرار في لجنة حقوق الانسان فأنه سيحال الى الجمعية العامة للامم المتحدة للاقتراع عليه في جلسة موسعة الشهر القادم.
المزيد من بي بي سيBBC © 2011
المعارضة والنظام السوري يخوضان حربا إلكترونية
(CNN)
يجادل مراقبون بأن الإنترنت أصبح ميدان القتال في حرب إلكترونية تدور رحاها على الشبكة العنكبوتية كما هو الحال على واقع الأرض بين النظام السوري ومحتجين مطالبين بالتغيير، خصص لها الأول “جيشاً إلكترونياً” لخوضها.
وتلعب التقنيات الحديثة دوراً محورياً في نقل وقائع أحداث العنف الدائر هناك منذ ثمانية أشهر للعالم الخارجي مع حظر دخول وسائل الإعلام الأجنبية إلى سوريا، بيد أن النظام سارع بفرض رقابة على وسائل الاتصالات وإيقافها، ما دفع المحتجون لاستخدام وسائل للتحايل وتخطي الرقابة المفروضة.
وينقل الناشط المعارض، مصعب الحسيني، وهو اسم مستعار، أحدث جولات العنف الدائرة في مدينته حمص، عبر “سكايب” باستخدام “”سيفون” وهو برنامج تشفير يسمح بتجاوز الرقابة الحكومية والوصول إلى كل مواقع الفضاء الإلكتروني.
وقال حسيني: “أشعر بآمان الآن.. البرنامج وفر لي الحماية من رصد قوات الأمن السوري المعروفة بالمخابرات.”
وأضاف: “لا يمكنك استخدام سكايب في سوريا حالياً لأنه محجوب، ونتخوف من استخدامه لدى فتحه، فإجراء مكالمات صوتية قد يتم تسجليها من قبل المخابرات.”
ومنذ مطلع العام الجاري تشهد سوريا دورة عنف دموي انطلقت مع احتجاجات مناوئة للنظام قابلها النظام السوري بحملة قمع وحشية، ما دفع بالأمم المتحدة لاتهام قوات الأمن السوري بارتكاب عمليات تعذيب منهجية واستخدام القوة المفرطة لسحق المعارضة.
وقدرت المنظمة الأممية مقتل ما يزيد عن 3500 شخص منذ اندلاع العنف في مارس/آذار الماضي، ووصف منظمات حقوق الإنسان التابعة للمنظمة الدولية النظام السوري بارتكاب “جرائم ضد الإنسانية.”
ويتيح برنامج “سيفون” Psiphon، الذي يصعب رصده أو اعتراضه، للمقيمين في دول تقيد استخدام الإنترنت تجاوز الرقابة الحكومية بالاتصال بمزود يسمح لهم بالدخول الآمن إلى كل المواقع الإلكترونية، وتم تطويره من قبل شركة “سيكديف” SecDev الكندية بتمويل من وزارة الخارجية الأمريكية.
وقال رافال روهوزنسكي، مطور البرنامج”: ما فعلناه لا يختلف كثيراً عن موجات الأثير إبان الحرب الباردة التي أتاحت للمدنيين خلف الستار الحديدي تلقي معلومات لا يتلقونها من حكوماتهم.”
ويرى مراقبون أن الإنترنت هي العامل الأبرز في “الحرب الإلكترونية” في سوريا التي جند لها النظام “جيشاً إلكترونياً، وفي 14 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، فرض الإتحاد الأوروبي عقوبات على بعض أفراده ضمن 18 مسؤولاً سوريا اتهمهم التكتل الأوروبي بالتورط في الانتهاكات المزعومة لنظام دمشق.
وشرح روهوزنسكي: الجيش السوري الالكترونية هم في الأساس مجموعة من الهاكرز أسست حول النادي السوري للمعلوماتية وكان في وقت ما تحت رعاية الرئيس السوري بشار الأسد، عناوين بروتوكول الإنترنت IP تشير إلى أنه ملك الحكومة السورية.”
وأضاف روهوزنسكي: “انهم مسؤولون عن عدد من عمليات القرصنة العالية المستوى ضد أهداف مختلفة من بينها حركات المعارضة السورية.”
وتضم ترسانة أسلحة تقنية المعلومات بحوزة الحكومة السورية لإحكام سيطرتها على تدفق المعلومات أجهزة مراقبة وبرمجيات تجسس مطورة بواسطة شركات غربية، وأخرى أمريكية، حظرت عليها واشنطن بيع تقنية لدمشق دون تلقي ترخيص منها سلفاً.
وفي هذا الصدد قالت ماريتجي شاكي، عضوة البرلمان الأوروبي: “لا يمكننا التغاضي عن الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان الناجمة عن استخدام التقنيات الغربية.
وقالت شاكي، التي دعت إلى تحقيق موسع حول دور المعلومات وشركات التقنية في دول مثل سوريا: هذه التقنيات يمكن أن تكون فعالة كالأسلحة.
وتطرقت إلى حوادث أشار فيها ناشطون معتقلون إلى مواجهتهم أثناء الاستجواب بنص للمحادثات أجروها هو دليل على تنصت إلكتروني على الاتصالات.
وقال دبلوماسي غربي في أنقره إنه عشية عقد مؤتمر مقرر عبر الإنرنت بين المعارضة السورية في تركيا ومنشقين داخل سوريا، تعرض عدد من المشاركين السوريين لحملات دهم أمنية.
وتتهم سوريا الحكومات الأجنبية بتهريب أدوات الاتصالات عبر الحدود وتقوية شارات بث الهواتف المحمولة ما يتيح للمعارضة استخدام هواتف أجنبية داخل الأراضي السورية.
كما تتهم الحكومات الأجنبية ووسائل إعلام دولية كقناة الجزيرة وCNN وبي بي سي البريطانية بمساعدة وتحريض “الجماعات الإرهابية المسلحة”، وهو الوصف الذي يطلقه النظام على التحرك الشعبي المعارض.
ومؤخراً، نشرت وكالة الأنباء الرسمية، سانا، صورا لتقنيات أقمار صناعية، زعمت إانها مستخدمة من قبل الجيش الأمريكي والإسرائيلي، ضميفة: “وجود هذه الأجهزة في سوريا مؤشر واضع على تورط هذه الدول.. لدعم الإرهابيين في سوريا بالإنترنت المتقدم وأنظمة الاتصالات.”
ويذكر أن الولايات المتحدة قد أبدت دعمها العلني لحرية استخدام الإنترنت حول العالم، كما دعمت تطوير تقنيات التشفير لاستخدامها في الدول المتسلطة، من بينها البرنامج الكندي “سيفون” المستخدم حاليا في سوريا.
المجلس الوطني السوري ينظم مؤتمرا إعدادا لمرحلة انتقالية برعاية الجامعة العربية
أعلن المجلس الوطني السوري الذي يضم معظم تيارات المعارضة اليوم الثلاثاء أنه بصدد الإعداد مع عدد من القوى السياسية السورية لمؤتمر وطني يشرف على “المرحلة الانتقالية برعاية الجامعة العربية”.
وأكد متحدث باسم المجلس الوطني السوري في بيان تلقت “فرانس برس” نسخة منه أنه “يجري مشاورات موسعة مع عدد من الشخصيات والقوى السياسية السورية بهدف الإعداد للمرحلة الانتقالية وفق ما نصت عليه مبادرة جامعة الدول العربية”.
(أ ف ب)