أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 14 أيلول 2013

بان: الأسد ارتكب جرائم ضد الإنسانية

باريس – رندة تقي الدين ؛ موسكو – رائد جبر

لندن، نيويورك، جنيف، أمستردام – «الحياة»، أ ف ب – اتهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس، الرئيس السوري بشار الأسد بارتكاب «العديد من الجرائم ضد الإنسانية»، مؤكداً استخدام السلاح الكيماوي بكثافة في «مجزرة الغوطتين» قرب دمشق، في وقت أعلنت واشنطن وموسكو أن المبادرة الروسية لوضع ترسانة سورية الكيماوية تحت إشراف دولي ستمهد الطريق لانعقاد مؤتمر «جنيف-2» لإيجاد حل سلمي للأزمة السورية.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة إن تقرير لجنة التحقيق الدولية في استخدام أسلحة كيماوية في سورية «سيظهر بوضوح أن الأسلحة الكيماوية استُخدمت بكثافة» في الهجوم على الغوطتين في 21 الشهر الماضي، وإن الرئيس السوري بشار الأسد «ارتكب العديد من الجرائم ضد الإنسانية ولا بد من إجراء محاسبة، لكن بعد أن ينتهي الوضع الحالي».

وأضاف بان في كلمة مرتجلة أمام «منتدى النساء العالمي»، أن الأسد «ارتكب جرائم ضد الإنسانية، لكن الأولوية الآن هي للمساعدة في وقف العنف وبدء الحوار وإعطاء الديبلوماسية فرصة للنجاح»، وأن «عملية المحاسبة لا بد وأن تبدأ بعد أن ننتهي من هذا».

ووجه بان لوماً قاسياً إلى مجلس الأمن، معتبراً أن «ما جرى مع الأزمة السورية خلال عامين ونصف العام هو فشل للأمم المتحدة بسبب انقسام أعضاء مجلس الأمن وعدم تمكنه من الاتفاق حتى على قرار إنساني». وشدد على ضرورة تحمل «قادة العالم المسؤولية الأخلاقية والسياسية والتاريخية، وأن نكون مسؤولين أمام التاريخ، وإلا فكيف سيصف المؤرخون ما فعلناه».

أعلن بان أنه يتوقع صدور تقرير لجنة التحقيق في الأسلحة الكيماوية «في أسرع وقت»، مشيراً للمرة الأولى إلى حصيلة ضحايا الغازات الكيماوية السامة في الغوطة بأنها وصلت إلى «1400 قتيل و5000 مصاب بغازات سامة».

وقال بان إنه تحدث مطولاً أمس إلى المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي بعد لقاء الأخير مع وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري، مشدداً على «ضرورة عقد مؤتمر جنيف-2 وإعطاء فرصة للديبلوماسية والحل السياسي». وأعرب عن الأمل في «أن يتوصل وزيرا خارجية الولايات المتحدة وروسيا عبر النقاشات البناءة إلى حل سلمي».

وكانت الأزمة السورية في صلب محادثات الرئيس الأميركي باراك أوباما مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح في البيت الأبيض أمس، ضمن المواضيع التي بحثها خلال زيارته الرسمية إلى واشنطن.

وفي جنيف، قال كيري بعد لقائه نظيره الروسي بحضور الإبراهيمي: «نحن عازمون على العمل معاً، على البدء بالمبادرة في شان الأسلحة الكيماوية مع الأمل في أن تكون جهودنا مثمرة وتجلب السلام والاستقرار إلى هذه المنطقة المضطربة من العالم». وأوضح أنه توافق مع لافروف على عقد اجتماع جديد في نيويورك في 28 الشهر الجاري على هامش الجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة في محاولة لتحديد موعد لـ «جنيف -2».

وقال الوزير الأميركي: «سيرغي لافروف وأنا، بلدانا ورئيسانا، قلقون جداً حيال القتلى والدمار، وهي أفعال يقوم بها الطرفان، كل الأطراف، ما يؤدي إلى عدد أكبر من اللاجئين وإلى كارثة إنسانية أكبر».

وقالت مصادر مطلعة لـ «الحياة» ان كيري أكد في في جنيف انه على الرئيس الأسد ان «يرحل في بداية العملية السياسية الانتقالية وليس في نهايتها»، وأن ذلك هو «ما يجب أن يكون مفهوماً لدى جميع المعنيين بعقد مؤتمر جنيف ٢»، مرحباً بانعقاد المؤتمر «في أسرع وقت».

من جهته، كرر لافروف التزام روسيا مؤتمر السلام. ودعا «كل مكونات المجتمع السوري إلى أن تكون ممثلة في المؤتمر»، مشدداً على «وجوب أن يصل الأطراف السوريون إلى تفاهم متبادل حول الحكومة الانتقالية التي ستتمتع بكل السلطات».

في هذا الوقت، اعتبرت فرنسا أن إعلان دمشق بأنها ستنضم إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية «غير كاف»، مشددة على ضرورة صدور قرار «ملزم» من مجلس الأمن في هذا الصدد. وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو إن «ما أعلنه النظام السوري هو بالتأكيد مفيد جداً لكنه أيضاً غير كاف».

وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند التقى امس وزراء خارجية السعودية الأمير سعود الفيصل والإمارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان والأردن ناصر جودة، وشدد المجتمعون على ضرورة ألا يتم التركيز فقط في الصراع السوري على حظر الأسلحة الكيماوية والمسار التفاوضي المرتبط بها، وألا يتم التخلي عن الضغط على النظام السوري وتنبغي مواصلته لوقف العنف وصولاً إلى المرحلة الانتقالية.

وأكد مصدر فرنسي رفيع المستوى لـ «الحياة»، أن «هولاند والوزراء الثلاثة اتفقوا على أن الجميع يركز اليوم على قضية السلاح الكيماوي، وهي بالغة الأهمية فعلاً، ولكنهم يرون ضرورة أن يستمر الضغط على الأسد والذي بدأ بعد هجوم الغوطة لأن من دونه لن يكون هناك أي آلية فاعلة لا في الملف الكيمياوي ولا في غيره، ولن يتم الانتقال إلى المسار السياسي».

وأضاف المصدر أن «موقف هولاند والوزراء الثلاثة كان متطابقاً لجهة ضرورة عدم تناسي الأمر الأساسي، وهو أن الحرب مستمرة في سورية وخطيرة وتشكل كارثة على الشعب السوري وتهدد الدول المجاورة، وأنه ينبغي الاستمرار في الضغط حتى يقبل النظام بحل سياسي».

واعلنت الرئاسة الفرنسية في بيان بعد الاجتماع «ان هذا اللقاء كان فرصة لتناول التطورات الاخيرة للصراع السوري وتنسيق مواقف فرنسا وشركائها الثلاث للمراحل القادمة. واكد الرئيس ومحاوروه ضرورة البقاء على موقف حازم ازاء نظام بشار الاسد لردعه عن استخدام السلاح الكيماوي، ولضمان بدء مفاوضات من اجل حل سياسي للصراع السوري. وفي هذا الاطار اتفقوا (المجتمعون) على ضرورة تعزيز الدعم للمعارضة الديموقراطية للاتاحة لها ان تواجه هجومات النظام التي باستمرارها تصب في لعبة الحركات المتطرفة وتهدد الامن الاقليمي والدولي. واكدوا تمسكهم بسورية موحدة وحرة تحترم امن وحقوق كل الطوائف».

في المقابل، قال «الائتلاف الوطني السوري» إنه «ينظر بعين الشك والريبة إلى رغبة النظام السوري المعلنة في التوقيع على معاهدة منع انتشار الأسلحة الكيماوية»، معتبراً «أن المزاعم والوعود التي يقدمها النظام ليست سوى محاولة جديدة لتضليل المجتمع الدولي ومنعه من القيام برد فعل يضمن العقوبة والمحاسبة أمام الشعب السوري». ورأى أنه «لا يمكن إنجاز أي تقدم ما لم يقم المجتمع الدولي وبشكل واضح وصريح بإلزام النظام بتنفيذ بنود القرار في غضون مدة محددة يضبطها جدول زمني واضح، مع التأكيد على أن العمل العسكري الدولي سيكون حاضراً في حال عدم تعاون النظام».

من جهته، عضو الهيئة السياسية لـ «الائتلاف» فائز سارة قال لـ «الحياة» إن أحمد طعمة سيكلف رسمياً في اجتماعات الهيئة العامة في إسطنبول اليوم بتشكيل الحكومة (الموقتة) نظراً لضرورة إدارة المناطق الخارجة عن سيطرة النظام وتوفير حاجات نحو أربعة ملايين نازح ومساعدة نحو أربعة ملايين لاجئ، على أن يقدم برنامجه لهذه الحكومة. وتوقع أن تقر الهيئة الاتفاق مع «المجلس الوطني الكردي» الذي أقر من قبل الكيان الكردي سابقاً، ما يفتح الباب لدخول «الوطني الكردي» التكتل المعارض.

اشتون: نرحب بالاتفاق في شأن سورية

بروكسل – ا ف ب

رحبت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون بالاتفاق الاميركي الروسي لتدمير الاسلحة الكيماوية السورية، وعرضت مساعدة الاتحاد الاوروبي في عمليات التفتيش.

وقالت اشتون في بيان “ارحب بالاتفاق الذي انجز اليوم بين الولايات المتحدة واتحاد روسيا لضمان تدمير سريع وآمن للاسلحة الكيماوية السورية”، مضيفة ان الاتحاد الاوروبي مستعد لارسال خبراء “للمساعدة في تأمين المواقع وتفكيك وتدمير بعض العناصر الكيماوية”.

كيري ولافروف: سنلجأ للفصل السابع في حال عدم التزام الأسد بشروط الاتفاق

جنيف – أ ف ب

اتفقت روسيا والولايات المتحدة على خطة لإزالة الأسلحة الكيماوية السورية، تمهل دمشق أسبوعاً لتقديم قائمة بهذه الأسلحة وتنص على صدور قرار دولي تحت الفصل السابع، الذي يجيز اللجوء إلى القوة.

وأعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، بعد 3 أيام من المحادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف، أن “الولايات المتحدة وروسيا اتفقتا على أن قرار الأمم المتحدة سيصدر تحت الفصل السابع، الذي يجيز اللجوء إلى القوة”، مضيفاً إنه “لن يكون هناك مجال لمناورات، أو أي شيء سوى تطبيق كامل من قبل نظام الرئيس السوري بشار الأسد”.

وأكد كيري أن “الاتفاق ينص أيضاً على أن “المفتشين ينبغي أن يكونوا على الأرض، في مهلة أقصاها تشرين الثاني/نوفمبر، والهدف هو التثبت من إزالة الأسلحة الكيماوية بحلول منتصف العام المقبل”.

وقال كيري: “توصلنا إلى تقييم مشترك لكميات ونوعية الأسلحة، التي يملكها نظام الأسد، ومصممون على فرض وضع هذه الأسلحة بسرعة تحت إشراف الأسرة الدولية”.

من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إنه “في حال عدم احترام دمشق للشروط، في إطار اتفاق حظر الأسلحة الكيماوية، أو في حال استخدام الأسلحة الكيماوية من أي جهة كانت، فإن مجلس الأمن الدولي سيتخذ تدابير في إطار الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، والذي يجيز استخدام القوة”.

الاتفاق الأميركي – الروسي.. بين قبول النظام السوري.. واللجوء إلى الفصل السابع

بيروت – الحياة

بعد أسابيع من المشاورات والنقاشات والقرارات والاتفاقات، توصلت الولايات المتحدة الأميركية وروسيا إلى اتفاق، قد ينهي أزمة السلاح الكيماوي السوري، من غير أن ينهي بالضرورة الأزمة السورية، بشقيها السياسي والإنساني.

اتفقت الولايات المتحدة الأميركية وروسيا على خطة لحل أزمة السلاح الكيماوي السوري، من وجهة نظر الدولتين.

فبعد مناقشات استمرت ثلاثة أيام بين وزيري الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف، توصل الطرفان إلى إقرار خطة لإزالة الأسلحة الكيماوية السورية. وتقتضي الخطة بإمهال دمشق أسبوعاً لتقديم قائمة بأسلحتها الكيماوية. وفي حال عدم التزام دمشق بالخطة، اتفق الطرفان على صدور قرار دولي تحت الفصل السابع، الذي يجيز اللجوء إلى القوة.

وبين ردود الفعل المرحّبة بالاتفاق والرافضة له، برز موقف الرئيس الأميركي باراك أوباما الأسبوعي، الذي تم بثّه اليوم السبت، وأكد فيه أن “الخيار العسكري لا يزال مطروحاً في سورية، إذا فشل الحل الديبلوماسي في ملف الكيماوي”.

لافروف وكيري: سنلجأ إلى الفصل السابع

ينص الاتفاق، الذي أعلنه وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف، على أن “المفتشين الدوليين ينبغي أن يكونوا على الأرض، في مهلة أقصاها تشرين الثاني/نوفمبر، بهدف التثبت من إزالة الأسلحة الكيماوية بحلول منتصف العام المقبل”، وفي حال عدم التزام دمشق بهذه الشروط، أو في حال استخدام هذه الأسلحة من أي جهة كانت، فإن “مجلس الأمن الدولي سيتخذ تدابير في إطار الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، والذي يجيز استخدام القوة”.

الاتفاق الأميركي – الروسي: خطوة مهمة أو محاولة لكسب الوقت؟

حال انتهاء المؤتمر الصحافي المشترك لوزيري الخارجية الأميركي والروسي، برز أول رد فعل دولي مرحب بهذا الاتفاق عن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، الذي اعتبر أن “مشروع الاتفاق تقدم مهم في الملف السوري”.

كذلك فعلت بريطانيا، التي رحبت على لسان وزير خارجيتها وليام هيغ بالاتفاق، إلا أن هيغ أكد أن “المهمة العاجلة لتطبيق الاتفاق ستبدأ الآن”.

وفي حين أمل أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، أن “يمنع الاتفاق الأميركي – الروسي أي استخدام جديد للأسلحة الكيماوية في سورية”، أعلن أن “هذا الاتفاق يجب أن ينهي المعاناة المروعة للسوريين”.

من جهته، رأى وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيلله، أن “هذا الاتفاق سيزيد من فرص التوصل إلى حل سياسي للنزاع في سورية”، مشيراً إلى أن “السلام الدائم في سورية لا يمكن أن يقوم عبر حل عسكري، بل فقط عبر حل سياسي”.

إلا أن الاتفاق الأميركي الروسي، الذي لاقى ترحيباً دولياً، لم يلق صداه لدى المعارضة السورية، التي رفضته واعتبرته “محاولة لكسب الوقت لنظام الرئيس السوري بشار الأسد”.

إذ اعتبر رئيس المجلس العسكري الأعلى التابع للمعارضة السورية اللواء سليم إدريس، أن هذا “الاقتراح ضربة لانتفاضتها (المعارضة) المستمرة منذ عامين ونصف العام من أجل الإطاحة بالرئيس السوري”. وأعرب عن “الشعور بالخيبة والخذلان الشديد، وإن كنا نحترم قرارات الدولة الصديقة”، غير أنه أكّد أن “الجيش الحر فقد الأمل بتقديم المجتمع الدولي المساعدة لشعب سورية”.

أوباما: الخيار العسكري لا زال مطروحاً

وكان بالتزامن مع الاجتماع بين كيري ولافروف، صدر عن الرئيس الأميركي باراك أوباما، في كلمته الأسبوعية، أنه “مستعد لإعطاء فرصة للجهود الديبلوماسية الجارية حول ملف الأسلحة الكيماوية السورية”، لكنه حذّر من أن “الخيار العسكري لا يزال مطروحاً في حال فشلت، بما أن هذه الخطة ظهرت فقط في ظل تهديد ذي مصداقية، بتحرك عسكري أميركي”.

ويبقى المجمتع الدولي في انتظار رد النظام السوري على  الخطة الأميركية – الروسية، التي في حال عدم تنفيذ شروطها تجيز صدور قرار من مجلس الأمن تحت الفصل السابع.

فيسترفلله: الاتفاق يزيد فرص الحل السياسي في سورية

برلين – أ ف ب

اعتبر وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفلله، أن فرص التوصل إلى حل سياسي للنزاع في سورية ستزيد “بشكل كبير”، بعد إعلان اتفاق أميركي روسي حول إزالة الأسلحة الكيماوية السورية.

وقال الوزير الألماني في بيان مقتضب، إنه “في حال اتبعت الأقوال بالأفعال فإن فرص التوصل إلى حل سياسي ستزيد بشكل كبير”.

وأكد الوزير “ترحيبه بهذا القرار”، مشيراً إلى أن “السلام الدائم في سورية لا يمكن أن يقوم عبر حل عسكري، بل فقط عبر حل سياسي”.

لندن ترحب باتفاق واشنطن وموسكو بشأن الكيماوي في سورية

لندن – أ ف ب

أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن بلاده “ترحب” بالاتفاق بين واشنطن وموسكو، على إزالة الترسانة الكيماوية السورية، مؤكداً أن المهمة “العاجلة” لتطبيق هذا الاتفاق تبدأ من الآن.

وقال هيغ في تدوينة عبر موقع تويتر: “لقد تحدثت إلى وزير الخارجية الأميركي جون كيري. وبريطانيا ترحب باتفاق الولايات المتحدة وروسيا حول الأسلحة الكيماوية في سورية”، مضيفاً إن “عملاً عاجلاً لتطبيق الاتفاق، سيبدأ الآن”.

بان كي مون: نأمل أن ينهي الاتفاق الأميركي الروسي معاناة السوريين

نيويورك – أ ف ب

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أن الاتفاق الروسي الأميركي حول إزالة الأسلحة الكيماوية السورية، ينبغي أن يتيح إنهاء “المعاناة المروعة” للسوريين.

ونقلت المتحدثة باسم الأمم المتحدة فانينا مايستراشي، عن الأمين العام إنه “يأمل بقوة في أن يمنع الاتفاق، الذي تم التوصل إليه السبت في جنيف بين روسيا والولايات المتحدة، أي استخدام جديد للأسلحة الكيماوية في سورية، وأن يمهد لحل سياسي يضع حداً للمعاناة المروعة للشعب السوري”.

كيري ولافروف “يقتربان” من اتفاق في جنيف بان كي – مون: الأسد ارتكب جرائم ضد الإنسانية

العواصم الاخرى – الوكالات

واشنطن – هشام ملحم – نيويورك – علي بردى

لليوم الثاني واصل وزيرا الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف محادثاتهما في جنيف في شأن وضع الترسانة السورية من الاسلحة الكيميائية تحت رقابة دولية. وأمل الرئيس الاميركي باراك اوباما ان تؤتى المحادثات ثمارها، وان يكون أي اتفاق يتم التوصل اليه قابلاً للتحقق منه وللتنفيذ. وبالتزامن مع اجتماعات جنيف، استرعى الانتباه اعلان الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون بان من المرجح ان يؤكد تقرير المفتشين الدوليين في شأن هجوم الغوطتين بريف دمشق في 21 آب الماضي، استخدام الاسلحة الكيميائية، وقال ان الرئيس السوري بشار الاسد ارتكب الكثير من الجرائم ضد الانسانية.

وقال اوباما بعد اجتماعه مع امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح ان أي اتفاق يتم التوصل اليه في شأن الترسانة الكيميائية “يجب ان يكون قابلا للتحقق منه وقابلاً للتنفيذ”. واضاف ان البلدين يعتبران استخدام السلاح الكيميائي “عملا اجراميا، وانه من الضرورة القصوى ان يرد المجتمع الدولي على ذلك بطريقة لا تضمن ردع أي استخدام للاسلحة الكيميائية في المستقبل فحسب، بل نقل هذه الاسلحة الى خارج سوريا”.

وبعد اجتماع مع الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي، صرح كيري ولافروف بان التقدم في مسألة الاسلحة الكيميائية في محادثاتهما يمكن ان يساعد على معاودة جهودهما لجمع الطرفين المتحاربين في سوريا الى طاولة المفاوضات لانهاء الصراع. وأملا في الاجتماع في نيويورك بعد نحو اسبوعين مع اقتراب الدورة العادية للجمعية العمومية للامم المتحدة في 28 ايلول للبحث في امكان ترتيب مؤتمر سلام دولي جديد حول سوريا.

وأفادت ناطقة باسم لافروف ان المحادثات بين المسؤولين الاميركيين والروس ستستمر خلال ليل الجمعة. وقالت: “نحن باقون … ربما وضعوا اللمسات الاخيرة عليه الليل… لست متأكدة في شأن غد (السبت) لكنهم سيواصلون خلال الليل … إنها علامة على أننا مستمرون واننا نتقدم في المحادثات والمفاوضات. الأمر الآن بات كعملية مفاوضات حقيقية وهم يعملون على بعض الأمور الجوهرية”.

وأوضح مسؤول أميركي ان الولايات المتحدة وروسيا “تقتربان من الاتفاق” على حجم مخزونات دمشق من الغازات السامة. وأضاف ان المحادثات بين وفدي البلدين بلغت “نقطة حاسمة” وستستمر اليوم.

واعلنت وزارة الخارجية الأميركية إن كيري سيتوجه إلى القدس غداً لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في شأن محادثات السلام في الشرق الأوسط والوضع في سوريا.

بان كي – مون

وفي نيويورك، أبلغ مسؤول في الأمم المتحدة “النهار” انه من المتوقع أن يصل رئيس مهمة تقصي الحقائق في الإدعاءات ذات الصلة باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا آكي سالستروم الى نيويورك في الساعات الـ24 المقبلة كي يسلم “تقريراً مثقلاً” الى بان كي – مون عن استخدام الأسلحة المحرمة دولياً في 21 آب.

وقال ديبلوماسيون أن الأمين العام طلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الساعة الحادية عشرة قبل ظهر الإثنين المقبل بتوقيت نيويورك (عصراً بتوقيت بيروت) ليقدم اليه ايجازاً بعد أن يحيل التقرير على الدول الـ15 الأعضاء. لكن الأمين العام نفسه رجح أن يؤكد التقرير استخدام الأسلحة الكيميائية، إقائلاً: “أعتقد أن التقرير سيكون مثقلاً، تقريراً مثقلاً عن أن الأسلحة الكيميائية استخدمت، مع أنه لا يمكنني أن أعلن في هذا الوقت قبل أن أتسلم التقرير”. وأضاف أن الرئيس بشار الأسد “ارتكب جرائم كثيرة ضد الإنسانية”.

وفي ضوء التطورات المتسارعة في ما يتصل بالأزمة السورية، أعدّت البعثة الفرنسية الدائمة لدى الأمم المتحدة مشروع قرار بالتنسيق مع البعثتين الأميركية والبريطانية، سعياً الى أن تضع المنظمة الدولية يدها كلاً على الملف السوري بدءاً من تفكيك برنامج الأسلحة الكيميائية، وصولاً الى العملية السياسية الإنتقالية وذلك تحت الفصل السابع.

بيد ان مسؤولين كباراً في إدارة اوباما قالوا إن الولايات المتحدة لا تتوقع أن يتضمن قرار لمجلس الأمن في شان الأسلحة الكيميائية السورية احتمال استخدام القوة العسكرية نظراً الى معارضة روسيا.

فرنسا والسعودية والإمارات والأردن تتفق على زيادة دعمها للمعارضة السورية

باريس – سمير تويني والوكالات

اتفقت كل من فرنسا والمملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة والاردن على ضرورة مواصلة الحزم حيال النظام السوري لثنيه عن تكرار استخدام الأسلحة الكيميائية.

وتم هذا الاتفاق خلال محادثات أجراها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في قصر الاليزيه مع وزراء الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل والاماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان والأردني ناصر جودة.

وأفادت الرئاسة الفرنسية في بيان وزعته في ختام المحادثات أن الاجتماع كان فرصة لتقويم آخر تطورات الأزمة السورية وتنسيق مواقف فرنسا مع الشركاء الرئيسيين الثلاثة في شأن الخطوات التالية الواجب اتخاذها في هذا المجال. وقالت ان هولاند ووزراء خارجية البلدان الثلاثة شددوا على ضرورة الوقوف بحزم ضد نظام (الرئيس السوري) بشار الأسد، لثنيه عن تكرار استخدام الأسلحة الكيميائية، ودفعه نحو التزام المفاوضات بغية التوصل الى حل سياسي للأزمة السورية.

وأضافت ان الرئيس الفرنسي اتفق ووزراء خارجية السعودية والامارات والأردن على “أهمية تعزيز الدعم الدولي للمعارضة الديموقراطية لتمكينها من مواجهة هجمات النظام الذي يصب تعنته في مصلحة الحركات المتطرفة ويهدد الأمن الاقليمي والدولي”.

وأكد الأطراف الأربعة “التزامهم المشترك العمل على إقامة سوريا موحدة وحرة تحترم فيها سلامة وحقوق جميع الطوائف”.

طعمة رئيساً للحكومة الانتقالية

عمر العبد الله

بعد تأخير امتد لشهرين، وفي ظل ظروف دولية متسارعة تعصف بالملف السوري أبرزها بوادر صفقة أميركية روسية، توافق الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية على أحمد طعمة، رئيساً للحكومة الانتقالية.

وانتخب طعمة بعد حصوله على ٧٥ صوتاً مقابل رفض ١٠ من أعضاء الائتلاف التصويت له واكتفاء ١٢ آخرين بالورقة البيضاء.

وبعيد تكليفه، أكد طعمة أن الحكومة الانتقالية تأتي لخدمة الشعب السوري، مشيراً إلى أن حكومته ستضع استراتجية للمرحلة الانتقالية، وستدعم الجيش الحر وتنظم المساعدات. واعتبر ان من الواجبات العاجلة أمام الحكومة وقف القتل والتدمير والعدوان بحق السوريين.

ومع تكليف طعمة تعود مجموعة من الأسئلة الى الواجهة، في مقدمتها مدى قدرة الرئيس المكلف على تشكيل الحكومة الانتقالية، والحصول على اعتراف دولي بها، في ظل الانقسام الشديد والخلاف المستمر بين كتل الائتلاف حول شكل الحكومة وتوزيع المناصب فيها وحول الملف الكردي، وهو الملف الثاني الشائك بعد الحكومة.

وتجلت الخلافات خلال عملية الانتخاب بعد انسحاب كتلة الأمين العام السابق مصطفى الصباغ، وسط أنباء حول تباينات في ما يتعلق بتوزيع المناصب الحكومية. وهو ما أدى الى انطلاق مجموعة من المشاورات الجانبية بين الصباغ ورئيس الائتلاف أحمد الجربا وطعمة بحضور الأعضاء عمار القربي وخالد الصالح وبدر جاموس، انتهت إلى عودة كتلة الصباغ وانطلاق التصويت.

ورغم الخلافات لم يكن انتخاب طعمة مفاجئاً، اذ كان المرشح الوحيد لرئاسة الحكومة السورية المؤقتة، بعد اعتذار غسان هيتو عن تشكيل الحكومة قبل شهرين.

ويأمل الائتلاف أن يؤدي انتخاب طعمة، بوصفه شخصية مستقلة في نظر الكثيرين، إلى تحسين صورة الائتلاف الدبلوماسية امام المجتمع الدولي.

وطعمة الذي ينحدر من مدينة دير الزور شرق سوريا، طبيب أسنان من مواليد عام 1965، أمضى معظم حياته في مدينة دير الزور. وعرف طعمة بكونه خطيب الجامع الحميدي في مدينة دير الزور لمدة عامين، فصل بعدها من الخطابة بسبب رفضه الوقوف دقيقة صمت على روح باسل الأسد، شقيق الرئيس السوري الذي قضى عام 1994 في حادث سيارة.

وطعمة المستقل سياسياً، انتسب الى لجان احياء المجتمع المدني عام 2001، وشارك عام 2005 بتأسيس إعلان دمشق للتغيير الوطني الديموقراطي، وانتخب أميناً للسر في المجلس الوطني. كما واجه طعمة، وفقاً لما كتبه على موقع الائتلاف الوطني لقوى الثورة، الاعتقال بين عامي 2007 و2009 مع 12 آخرين من أعضاء إعلان دمشق.

ويعتبر طعمة من أبرز الشخصيات في مدينة دير الزور، إذ شارك منذ بداية الثورة، وترأس حملة كلنا للشام الإغاثية، ما جعل نشاطه الاغاثي معروفا على مستوى المنطقة الشرقية في سوريا.

كما يعد من دعاة داعية النضال السلمي واللاعنف، وهو من الشخصيات الإسلامية التي تحظى بتوافق بين غالبية كتل الائتلاف باستثناء كتلة الصباغ.

وإن كان الائتلاف نجح في اختبار اختيار رئيس جديد للحكومة الانتقالية المؤقتة، ولو متأخراً، فإن ملف الأكراد لا يبدو أنه سيمر بسهولة في اجتماع الائتلاف، اذ يعارض قرابة نصف أعضاء الائتلاف انضمام المجلس الوطني الكردي الى صفوفهم، دون تقديم أي مبررات لهذا الرفض. وهو ما قد يعقد الأمور أكثر أمام الائتلاف المشلول ويضع مزيداً من العراقيل في طريقه.

عضو الهيئة السياسية للائتلاف، أنس العبدة، قال لـ”المدن“، إن الائتلاف يرحب بدخول المجلس الوطني الكردي الى صفوفه، لكن في ذات الوقت هناك من يعترض على بعض بنود الاتفاق بين الائتلاف الوطني والمجلس الوطني الكردي، مؤكداً أن انضمام الأعضاء الأكراد سيكون له تأثير واضح في آلية اتخاد القرار داخل الائتلاف.

وكانت الهيئة السياسية للائتلاف قد انهت قبل يومين اجتماعاتها في إسطنبول، وأقرت انضمام الاكراد بأغلبية ثمانية عشر صوتاً من أصل أعضائها التسعة عشر، إلا أن القيادي في الائتلاف كمال اللبواني، صوت ضد انضمام الكتلة الكردية.

ويواجه الائتلاف مجموعة من التحديات، لن يكون طعمة بمنأى عنها أيضاً، وخصوصاً أنه من المتوقع أن تزداد تعقيداً بعد بوادر الصفقة الأميركية الروسية التي ترتسم معالمها ببطء حول الأزمة السورية.

رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الحر، اللواء سليم ادريس، أكد في مؤتمر صحافي عقده في مقر اجتماع الائتلاف في إسطنبول، رفض المبادرة الروسية، متهماً المجتمع الدولي بأنه لا يتهم بالشعب السوري.

وفيما دعا عقب المؤتمر الصحافي لوزيري الخارجية الأميركي، جون كيري، ونظيره الروسي سيرغي لافروف، الولايات المتحدة الى عدم الانخداع بكذب النظام السوري، اتهم ادريس الحكومة الروسية بأنها شريك في قتل الشعب السوري.

فرنسا والسعودية والإمارات والأردن: دعم المعارضة السورية لمواجهة النظام

بعد فشل مخطط شن الحرب على سوريا، اتفق مؤيدوها من فرنسا إلى السعودية والإمارات والأردن على تعزيز دعمهم للمعارضة علّ ذلك يعزز من قدرتها على مواجهة النظام السوري.

وجاء القرار إثر لقاء جمع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أمس، مع وزراء خارجية السعودية الأمير سعود الفيصل والإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان والأردن ناصر جودة لبحث الأزمة السورية، بعد موافقة دمشق على وضع ترسانتها الكيميائية تحت مراقبة دولية.

وذكرت الرئاسة الفرنسية، في بيان، أن هولاند والوزراء الثلاثة اتفقوا على «ضرورة الوقوف بحزم ضد نظام (الرئيس السوري) بشار الأسد لثنيه عن تكرار استخدام الأسلحة الكيميائية، ودفعه نحو الالتزام بالمفاوضات بغية التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية».

وأشار البيان إلى أنهم «توافقوا على ضرورة تعزيز الدعم الدولي للمعارضة الديموقراطية لتمكينها من مواجهة هجمات النظام الذي يصب تعنته في مصلحة الحركات المتطرفة ويهدد الأمن الإقليمي والدولي». وأكدوا «التزامهم المشترك بالعمل على إقامة سوريا موحدة وحرة تحترم فيها سلامة جميع الطوائف وحقوقها». ويجري هولاند مقابلة مع قناة «تي اف 1» الفرنسية غداً، سيتطرق فيها إلى الأزمة السورية.

كذلك، ذكرت وزارة الخارجية الفرنسية أن وزير الخارجية لوران فابيوس سيلتقي نظيريه الأميركي جون كيري والبريطاني وليام هيغ الاثنين في باريس. وقال المتحدث باسم الوزارة فيليب لاليو «الأمر يتعلق بمواصلة المناقشات في ما يتعلق بسوريا». وللتمكن من إجراء اللقاء ألغى فابيوس زيارة الاثنين إلى منغوليا، لكن أبقى على زيارة إلى بكين غدا وزيارة الثلاثاء إلى موسكو.

وفي وقت سابق، أفاد لاليو بأن فابيوس اتصل برئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد الجربا، حيث أكد له «أن باريس عازمة على مواصلة جهودها من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، وتمسكها بمعاقبة مرتكبي المجزرة الكيميائية في ريف دمشق وردعه عن تكرار تلك الأفعال».

واعتبر لاليو أن إعلان دمشق أنها ستنضم إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية «غير كاف»، مشدداً على ضرورة صدور قرار «ملزم» من مجلس الأمن الدولي في هذا الصدد.

(«السفير»، ا ش ا، ا ف ب)

المعارضة السورية تختار أحمد طعمة رئيسا للحكومة الموقتة

اسطنبول- (ا ف ب): اختار الائتلاف الوطني للمعارضة السورية السبت الاسلامي المعتدل احمد طعمة رئيسا للحكومة الموقتة، وفق ما افاد الائتلاف.

ويبلغ طبيب الاسنان طعمة الثامنة والاربعين من العمر، وقد ايده 75 من اعضاء الائتلاف الـ97 خلال اجتماع في اسطنبول، في حين عارضه عشرة ووجدت عشر اوراق بيضاء.

ويتحدر طعمة من دير الزور في شرق سوريا وسيلقي اول خطاب له كرئيس للحكومة الموقتة هذا المساء بحسب ما افادت مصادر الائتلاف.

ويخلف طعمة بذلك غسان هيتو الذي كان استقال في تموز/ يوليو الماضي من دون ان يتمكن من تاليف حكومة موقتة تكلف ادارة المناطق السورية التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة المناهضة لنظام الرئيس بشار الاسد.

واستقال هيتو في الثامن من تموز/ يوليو الماضي بعد يومين من انتخاب احمد الجربا رئيسا للائتلاف الوطني السوري المعارض.

ويعتبر الجربا مقربا من العربية السعودية وكان عارض ترشيح هيتو خلال المداولات التي سبقت هذا التعيين في اذار/ مارس الماضي.

اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في الاطراف الشمالية لمعلولا

دمشق- (ا ف ب): تدور اشتباكات السبت على اطراف بلدة معلولا المسيحية شمال دمشق بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية السورية التي تحاول السيطرة على جيوب للمقاتلين، بحسب ما افاد مصدر امني سوري وكالة فرانس برس.

وقال المصدر ان “قوات الجيش تواصل مهامها. توجد بؤر ارهابية في شمال البلدة، في فندق سفير معلولا ومحيطه وفي التلال المحيطة بمعلولا”.

واوضح المصدر الذي رفض كشف اسمه ان “الجيش يحرز بعض التقدم”، مشيرا الى ان المعركة صعبة لانه من غير الممكن استخدام المدفعية في قصف البلدة التي تضم العديد من الكنائس التاريخية والاماكان الاثرية.

الى ذلك، تفرض الطبيعة الجغرافية للبلدة صعوبة على العمليات العسكرية، اذ تقع عند سفح جبال صخرية يتواجد على قممها المقاتلون المعارضون، وبينهم قناصة يعيقون محاولات تقدم الجنود النظاميين.

وتنفذ القوات السورية منذ الاربعاء هجوما لاستعادة السيطرة الكاملة على البلدة من يد المقاتلين المعارضين، وبينهم مقاتلون جهاديون من جبهة النصرة الاسلامية المرتبطة بتنظيم القاعدة.

وكان مسلحو المعارضة سيطروا ليل السبت على البلدة اثر هجوم على حاجز للقوات النظامية على مدخل معلولا، شمل تفجير انتحاري نفسه بسيارة مفخخة.

وبدأت المعارك في معلولا الاربعاء الماضي. ونزح اهالي البلدة فور اندلاع المعارك ولم يبق منهم الا العشرات، بينهم راهبات دير مار تقلا.

وتقع معلولا المعروفة بآثارها المسيحية القديمة ومغاورها المحفورة في الصخر على بعد حوالى 55 كلم شمال دمشق، في منطقة القلمون التي يسيطر مقاتلو المعارضة على اجزاء واسعة منها، والتي يمكن ان تشكل بوابة لقطع طريق دمشق حمص على قوات النظام وبالتالي اعاقة الامدادات الى حمص الواقعة بمعظمها تحت سيطرة قوات النظام.

كما ان السيطرة على القلمون من شانها ان تشدد الطوق على مدينة دمشق، لا سيما ان لمقاتلي المعارضة تواجدا في جنوب وشرق وغرب العاصمة.

أوباما يؤكد استعداد واشنطن للتحرك حيال سوريا في حال فشلت الدبلوماسية

واشنطن- (ا ف ب): أبدى الرئيس الأمريكي باراك أوباما السبت استعداده لاعطاء فرصة للجهود الدبلوماسية الجارية حول ملف الاسلحة الكيميائية السورية لكنه حذر من ان الخيار العسكري لا يزال مطروحا في حال فشلت.

وقال أوباما في كلمته الاسبوعية “لن نسلم بتصريحات روسيا و(الرئيس السوري بشار) الأسد. اننا بحاجة إلى رؤية خطوات ملموسة تثبت بان الأسد جاد بشأن التخلي عن اسلحته الكيميائية”.

وتابع اوباما “بما أن هذه الخطة ظهرت فقط في ظل تهديد ذي مصداقية بتحرك عسكري امريكي، فسوف نبقي على مواقعنا العسكرية في المنطقة لابقاء الضغط على نظام الاسد”.

وقال أوباما معلقا على المحادثات الجارية في جنيف بين وزيري الخارجية الامريكي جون كيري والروسي سيرغي لافروف لبحث الخطة التي طرحتها سوريا لوضع الاسلحة الكيميائية السورية تحت اشراف دولي بهدف اتلافها “لقد اوضحنا انه لا يمكن ان يشكل ذلك تكتيكا يهدف الى المماطلة”.

واضاف “ان أي اتفاق يجب أن يتحقق من التزام نظام الاسد وروسيا بتعهداتهما، وهذا يعني العمل على وضع الاسلحة الكيميائية السورية تحت اشراف دولي وصولا في نهاية المطاف الى تدميرها”.

وختم “ان هذا سيسمح لنا بتحقيق هدفنا وهو ردع النظام السوري عن استخدام اسلحة كيميائية والحد من قدرتهم على استخدامها والتوضيح للعالم باننا لن نقبل باستخدامها”.

اتفاق أمريكي روسي على خطة لإزالة الأسلحة الكيميائية السورية وقيادة الجيش الحر ترفض المبادرة

جنيف- أنقرة- (ا ف ب)- (يو بي اي): اتفقت روسيا والولايات المتحدة السبت على خطة لازالة الاسلحة الكيميائية السورية تمهل دمشق اسبوعا لتقديم قائمة بهذه الاسلحة وتنص على صدور قرار دولي تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يجيز اللجوء الى القوة.

واعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بعد ثلاثة أيام من المحادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف ان الولايات المتحدة وروسيا “اتفقتا على ان قرار الامم المتحدة سيصدر تحت الفصل السابع الذي يجيز اللجوء الى القوة”.

وحذر من انه “لن يكون هناك مجال لمناورات .. أو أي شيء سوى تطبيق كامل من قبل نظام (الرئيس السوري بشار) الاسد”.

وقال “توصلنا الى تقييم مشترك لكميات ونوعية الاسلحة التي يملكها نظام الاسد واننا مصممون على وضع هذه الاسلحة بسرعة تحت اشراف الاسرة الدولية”.

ودعا كيري الى “تدمير وتحقق سريعين” للاسلحة الكيميائية السورية مطالبا دمشق بالسماح “بالوصول الفوري وبلا قيود” الى مواقع هذه الاسلحة.

واضاف انه بموجب الاتفاق على سوريا ان تقدم قائمة باسلحتها النووية في غضون اسبوع مشيرا الى ان “المفتشين ينبغي ان يكونوا على الارض في مهلة اقصاها تشرين الثاني/نوفمبر.. والهدف هو التثبت من ازالة (الاسلحة الكيميائية) بحلول منتصف العام المقبل”.

وتابع “من الاسباب التي تحملنا على الاعتقاد ان هذا قابل للتحقق ان نظام الاسد اتخذ تدابير استثنائية للحفاظ على السيطرة على هذه الاسلحة” مشددا على ان هذه الاسلحة الكيميائية تبقى بصورة عامة في المناطق التي يسيطر عليها النظام.

وقال “من المفترض بالتالي الا نواجه اي مشكلة في الوصول الى هذه المواقع وسيتم اختبار هذا الامر قريبا”.

واشار كيري الى انه “في حال تم تنفيذ هذا الجدول الزمني بالكامل، فقد يضع ذلك حدا للخطر الذي تطرحه هذه الاسلحة ليس على الشعب السوري فحسب بل كذلك على جيرانه”، مضيفا انه “نظرا الى مخاطر انتشار (الاسلحة) فان هذا الجدول الزمني يمكن ان يعزز الحماية والامن للعالم بأسره”.

وقال “ان العالم ينتظر الان من نظام الاسد الالتزام بتعهداته”.

وتشير تفاصيل الاتفاق الى تسوية نقاط خلافية عدة بين الامريكيين والروس وفي طليعتها مسالة صدور قرار دولي تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يجيز امكان اللجوء الى القوة في حال عدم الالتزام بالقرار الذي سيصدر عن مجلس الامن.

وقال لافروف ردا على سؤال احد الصحافيين “اننا نتوقع تطبيقا صارما للمطالب التي وردت وفي حال لم يتم تطبيقها فان مجلس الامن سيتخذ اجراءات طبقا للفصل السابع من الامم المتحدة”.

واضاف “سنحقق في كل من الحالات لان هناك كثيرا من التضليل الاعلامي وحين نكون واثقين سنكون جاهزين” للقيام باي تحرك “لمعاقبة” اي انتهاك في هذا السياق.

ومن جهة أخرى، أعلن رئيس هيئة الأركان في “الجيش السوري الحر”، سليم ادريس، ان قيادة الجيش الحر ترفض المبادرة الروسية-الأمريكية حول السلاح الكيميائي السوري، معتبراً أنها “محاولة لكسب الوقت” لنظام الرئيس السوري، بشار الأسد.

وقال إدريس في مؤتمر صحافي في أنقرة “نرفض المبادرة الروسية-الأمريكية التي لا تعنينا بشيء، وتهدف فقط لكسب الوقت”.

وأضاف أن “الوضع الانساني في سوريا صعب للغاية والشعب يعاني منذ عامين ونصف”، مشيراً إلى أن في داخل سوريا وخارجها ثمانية ملايين لاجئ.

وتابع “نشعر بالخيبة والخذلان الشديد، وان كنا نحترم قرارات الدولة الصديقة”، غير أنه أكّد أن الجيش الحر “فقد الأمل بتقديم المجتمع الدولي المساعدة لشعب سوريا”.

وشدد على “اننا سنعمل على اسقاط بشار الأسد”، مشيراً إلى أن “هذه الاتفاقات لا تعنينا”.

واشنطن تقر بعدم امكان صدور أي قرار دولي يهدد باستخدام القوة ضد سوريا

واشنطن- (AFP): أقر مسؤولون كبار في الادارة الامريكية الجمعة بان مجلس الأمن الدولي لن يتمكن من اصدار أي قرار يتضمن تهديدا باستخدام القوة العسكرية ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد، وذلك بسبب الرفض الروسي القاطع لصدور مثل هكذا قرار.

واوضح المسؤولون طالبين عدم ذكر اسمائهم ان موسكو يمكن ان توافق، في المقابل، على صدور قرار يتضمن اشكالا اخرى من الضغط على النظام السوري، مثل فرض عقوبات عليه في حال لم يحترم التزاماته في ما خص ترسانته من الاسلحة الكيميائية.

ولكن المسؤولين اكدوا أن البيت الابيض لن يتراجع في الحال عن تهديده النظام السوري بضربة عسكرية لانه يعتبر انه لا بد من ابقاء الضغوط على هذا النظام كون هذه الضغوط هي التي ادت الى التطورات التي شهدها هذا الاسبوع.

واعتبر المسؤولون ان التقرير الذي اعده خبراء الامم المتحدة والمنتظر صدوره الاثنين سيزيد من عزلة الكرملين في موقفه الذي يصر عليه والقائل ان مسلحي المعارضة السورية وليس القوات النظامية السورية هم من نفذ الهجوم الكيميائي الذي استهدف في 21 آب/ اغسطس غوطة دمشق.

وفي حين اتهم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الجمعة الرئيس السوري بشار الاسد بـ”ارتكاب العديد من الجرائم ضد الانسانية”، اعرب المسؤولون الامريكيون عينهم عن املهم في ان يساهم صدور التقرير في حشد المزيد من الدول خلف الموقف الامريكي من هذا الملف.

ومساء الثلاثاء أعلن الرئيس الامريكي باراك أوباما انه طلب من الكونغرس تعليق اجراءات التصويت على التفويض الذي طلبه منه لتوجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري، مؤكدا انه وافق على اعطاء فرصة للدبلوماسية، وذلك بعد مبادرة اطلقتها موسكو، حليفة النظام السوري، تقضي بانضمام دمشق الى معاهدة حظر الاسلحة الكيميائية ووضع الترسانة الكيميائية السورية تحت مراقبة الامم المتحدة تمهيدا لاتلافها.

والخميس بدأ وزيرا الخارجية الامريكي جون كيري والروسي سيرغي لافروف مباحثات في جنيف حول هذه المبادرة. وتواصلت المحادثات بين الوزيرين حتى مساء الجمعة وستستكمل صباح السبت.

ولكن المسؤولين في البيت الابيض اقروا الجمعة بان تطبيق المبادرة الروسية سيكون صعبا، مشددين على ان الولايات المتحدة تحرص على التأكد من ان الاسد سيفي بالتزاماته.

واضافوا ان هذا الاسبوع وعلى الرغم من انه كان حافلا بالتطورات فقد انتهى الى تحقيق الولايات المتحدة نصرا دبلوماسيا لان موسكو وحليفتها دمشق غيرتا موقفهما في ما خص السلاح الكيميائي السوري في حين لم تتزحزح الادارة الاميركية عن موقفها.

واعتبر المسؤولون انه في حال اثمرت المفاوضات الجارية اتفاقا وتم تنفيذه فان هذا الحل الدبلوماسي سيؤتي نتائج افضل بكثير من النتائج التي كانت ستحققها الضربة العسكرية.

وبحسب المسؤولين الامريكيين انفسهم فان الروس توصلوا الى خلاصة مفادها ان لجوء النظام السوري الى سلاحه الكيميائي يشكل تهديدا للمصالح الروسية في سوريا، حتى وان كان موقفهم العلني من هذا الملف يعتريه تناقض واضح بين اتهام موسكو مسلحي المعارضة بانهم هم من استخدم السلاح الكيميائي من جهة ومطالبتها النظام السوري بالتخلي عن ترسانته الكيميائية.

وفي هذا الخصوص اكد المسؤولون ان الولايات المتحدة راقبت من كثب مخزونات الاسلحة الكيميائية السورية وان خلاصة المراقبة تفيد بان التحركات الاخيرة التي سجلت على هذا الصعيد تشير الى عملية جمع لهذه الاسلحة وليس الى عملية توزيع لها.

واعرب المسؤولون ايضا عن املهم في ان تؤدي وتيرة الاحداث المتسارعة في الملف السوري في الاسابيع الاخيرة الى وقف النزاع العسكري الدائر في هذا البلد وبدء المرحلة الانتقالية السياسية، بمعزل عن مسألة الترسانة الكيميائية، محذرين من انه بالنسبة الى الولايات المتحدة فانه لا يمكن للاسد ان يستمر في السلطة.

واشنطن مستهزئة باحتفال الأسد بعيد ميلاده: لم نرسل له بطاقة معايدة

واشنطن- (ا ف ب): استهزأت الولايات المتحدة الجمعة باحتفال الرئيس السوري بشار الأسد قبل يومين بعيد ميلاده، مؤكدة انها عوض عن ان ترسل اليه بطاقة معايدة قد تشن ضربة عسكرية ضد قواته.

وجاء الاستهزاء الامريكي على لسان المتحدثة باسم الخارجية الامريكية ماري هارف، وذلك ردا على سؤال عن بطاقة معايدة قيل ان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون ارسلها إلى الرئيس السوري الذي احتفل في 11 ايلول/ سبتمبر الجاري بعيد ميلاده الـ48.

وقالت هارف “لا اريد الحديث عما تفعله حكومة كوريا الشمالية. الرئيس الأسد لن يتلقى حتما اي شيء مماثل من جانبنا بمناسبة عيد ميلاده”، مضيفة بسخرية “كل ما شاهده خلال الاسابيع الاخيرة كان التهديد بعمل عسكري” تقوده الولايات المتحدة ضد قواته.

واحتفل الرئيس السوري الاربعاء بعيده الـ48 بعد نجاحه في تجنيب قواته ضربة عسكرية كانت الولايات المتحدة تعتزم توجيهها بمشاركة فرنسا ردا على الاتهامات الموجهة الى القوات النظامية السورية باستخدام اسلحة كيميائية في قصف مناطق مدنية في ريف دمشق مما اسفر بحسب واشنطن عن مقتل اكثر من 1400 شخص بينهم اكثر من 400 طفل.

ومساء الثلاثاء أعلن الرئيس الامريكي باراك اوباما انه طلب من الكونغرس تعليق اجراءات التصويت على التفويض الذي طلبه منه لتوجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري، مؤكدا انه وافق على اعطاء فرصة للدبلوماسية، وذلك بعد مبادرة اطلقتها موسكو، حليفة النظام السوري، تقضي بانضمام دمشق الى معاهدة حظر الاسلحة الكيميائية ووضع الترسانة الكيميائية السورية تحت مراقبة الامم المتحدة تمهيدا لاتلافها.

والخميس بدأ وزيرا الخارجية الامريكي جون كيري والروسي سيرغي لافروف مباحثات في جنيف حول هذه المبادرة. والجمعة اقر المسؤولون في البيت الابيض بان تطبيق المبادرة الروسية سيكون صعبا، مشددين على ان الولايات المتحدة تحرص على التأكد من ان الاسد سيفي بالتزاماته.

بان كي مون: تقرير الامم المتحدة سيؤكد استخدام اسلحة كيمياوية ونظام الاسد اجرم

كيري ولافروف يتوقعان أن يدعم اتفاق السلاح جنيف 2

‘الحر’ يتهم الاسد بنقل أسلحة كيمياوية إلى العراق ولبنان

جنيف ـ باريس ـ نيويورك ـ موسكو ـ لندن ـ ‘القدس العربي’ ـ وكالات: أعربت الولايات المتحدة وروسيا الجمعة عن اتفاقهما على دفع محادثات السلام لإنهاء الصراع السوري وذلك على الرغم من عدم اتفاقهما على كيفية نزع الأسلحة الكيمياوية من سورية، فيما افادت وسائل اعلام ان سورية وزعت مخزونها من الاسلحة الكيمياوية على خمسين موقعا مختلفا في محاولة لتعقيد مهمة رصدها واعاقة الجهود الرامية الى ضبطها، كما اتهم ‘الجيش السوري الحر’ النظام السوري بنقل السلاح الكيميائي إلى لبنان والعراق.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية الجمعة إن وزراء خارجية فرنسا وأمريكا وبريطانيا سيجتمعون في باريس يوم الاثنين لبحث الأزمة السورية.

وقال المتحدث باسم الوزارة فيليب لاليو ‘الأمر يتعلق بمواصلة المناقشات بخصوص سورية’.

واتفقت روسيا والولايات المتحدة الجمعة على مسعى جديد للتفاوض لانهاء الحرب الأهلية في سورية في الوقت الذي ناقشتا فيه خطة لتدمير الاسلحة الكيمياوية السورية لتفادي ضربات جوية امريكية.

وبعد اجتماعات جديدة في جنيف بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري لبحث خطة موسكو لنزع الأسلحة الكيمياوية السورية ما زالت الولايات المتحدة متشككة في الموقف السوري، وقال كيري ان الضربة العسكرية الامريكية ما زالت محتملة عقابا للاسد على هجوم بالغاز السام في منطقة تسيطر عليها المعارضة الشهر الماضي.

لكن بعد اجتماعهما مع مبعوث الامم المتحدة الخاص بسورية قال كيري ولافروف ان التقدم في مسألة الاسلحة الكيمياوية في محادثاتهما يمكن ان يساعد على استئناف جهودهما لجمع الطرفين المتحاربين في سورية على مائدة المفاوضات لانهاء الصراع الذي أجج الاضطراب في منطقة الشرق الاوسط وقسم القوى الدولية منذ بدايته في عام 2011.

ولا توجد علامة تذكر على حل وسط في سورية حيث تفاقم العداء الطائفي والعرقي بسبب الحرب التي تسببت في مقتل أكثر من 100 الف شخص واجبرت نحو ثلث السكان على النزوح عن ديارهم.

وقال كيري في مؤتمر صحافي مشترك ‘نحن ملتزمون بمحاولة العمل معا بدءا بهذه المبادرة الخاصة بالاسلحة الكيمياوية على أمل ان تؤتي هذه الجهود ثمارها وتحقق السلام والاستقرار في جزء من العالم مزقته الحرب’.

واعرب كيري عن امله في تحديد موعد لمحادثات السلام لكنه اضاف ‘الكثير … سيعتمد على امكانية تحقيق النجاح هنا في الساعات والأيام القادمة في موضوع الاسلحة الكيمياوية’.

ومن المتوقع ان تستمر المحادثات مع لافروف التي شارك فيها أيضا خبراء أسلحة روس وامريكيون حتى اليوم السبت في جنيف.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية الجمعة ان الولايات المتحدة واثقة من أن تقريرا للأمم المتحدة سيؤكد ان الأسلحة الكيمياوية استخدمت في سورية لكن من غير المرجح أن يحمل طرفا بعينه مسؤولية الهجوم.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية ماري هارف انها على ثقة من أن تقرير الأمم المتحدة ‘سيؤكد مجددا على ان اسلحة كيمياوية استخدمت في سورية’ في 21 آب/ أغسطس دون توجيه اللوم لأحد.

واعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الجمعة ان تقرير خبراء الامم المتحدة المنتظر صدوره الاثنين سيخلص ‘بشكل دامغ الى ان السلاح الكيميائي استخدم’ في سورية.

ومن دون ان يحمل الرئيس السوري بشار الاسد مباشرة مسؤولية استخدام السلاح الكيميائي بالتحديد، اتهمه بانه ‘ارتكب الكثير من الجرائم ضد الانسانية’ مبديا ‘اقتناعه بان المسؤولين سيحاسبون ما ان ينتهي كل ذلك’.

وبعد اجتماع لافروف وكيري مع الاخضر الابراهيمي قالا انهما يأملان في الاجتماع في نيويورك خلال نحو اسبوعين قرب اجتماع الجمعية العام للامم المتحدة في 28 ايلول (سبتمبر) لبحث امكانية ترتيب مؤتمر سلام دولي جديد بخصوص سورية.

وقال لافروف معبرا عن أسفه لفشل اتفاق دولي تم التوصل اليه العام الماضي في جنيف انه يأمل ان يؤدي اجتماع ثان في جنيف إلى تسوية سياسية بخصوص سورية.

وعارضت روسيا دعوات من المعارضة السورية وزعماء الغرب بأن يفسح الاسد الطريق لحكومة انتقالية. ويقول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محذرا مما وصفه بالتدخل الغربي في شؤون دول ذات سيادة دون دعم من الامم المتحدة ان الاطراف الخارجية يجب الا تفرض تسوية على سورية.

ويقول معارضون سوريون للاسد انهم لا يرون أي دور له بعد الحرب.

من جهة اخرى افادت صحيفة ‘وول ستريت جورنال’ الجمعة ان سورية وزعت مخزونها من الاسلحة الكيمياوية على خمسين موقعا مختلفا في محاولة لتعقيد مهمة رصدها واعاقة الجهود الرامية الى ضبطها.

واكدت الصحيفة نقلا عن مسؤولين امريكيين وشرق اوسطيين لم تكشف اسماءهم ان وحدة عسكرية متخصصة هي ‘الوحدة 450′ تقوم بنقل الاسلحة الكيمياوية منذ اشهر، ما يثير تساؤلات حول جدوى الخطة الروسية لضبط هذه الاسلحة.

من جهته قال رئيس هيئة الأركان في ‘الجيش السوري الحر’، سليم إدريس، إن النظام السوري يعمل على نقل السلاح الكيمياوي إلى لبنان والعراق.

وأوضح إدريس لشبكة (سي إن إن) الأمريكية، ان ‘معلوماتنا تشير إلى ان النظام السوري يقوم حالياً بنقل المواد والأسلحة الكيمياوية إلى لبنان والعراق، ولدينا مخاوف من استخدام هذه الأسلحة ضدنا بعد انتهاء مهمة الأمم المتحدة بسورية’.

ومع استمرار الجهود الدبلوماسية في سويسرا قال نشطاء وسكان ان قوات الاسد تهاجم مناطق في دمشق. وقصفت الطائرات والمدفعية احياء لاسيما حي برزة حيث قال نشطاء ان اشتباكات وقعت على الارض أيضا.

وقالت إحدى سكان وسط دمشق وهي من معارضي الاسد ‘يبدو أن الحكومة عادت لعادتها القديمة بعد ان كانت تتخذ موقف الدفاع في الاسبوعين الماضيين تحسبا لهجوم امريكي’. وكانت تسمع طائرات تحلق في السماء ونيران المدفعية.

الى ذلك اعلنت الرئاسة الفرنسية الجمعة ان الرئيس فرنسوا هولاند ووزراء الخارجية السعودي والاردني والاماراتي ‘توافقوا على ضرورة تعزيز الدعم الدولي للمعارضة الديمقراطية’ في سورية ‘للسماح لها بمواجهة هجمات النظام’.

واضافت الرئاسة في بيان اثر لقاء جمع هولاند والوزراء العرب الثلاثة ان ‘تعنت’ دمشق ‘يصب في مصلحة الحركات المتطرفة ويهدد الامن الاقليمي والدولي’.

وحتى الان، لا تزود باريس مقاتلي المعارضة السورية سوى بمساعدات غير قاتلة فيما يتلقى هؤلاء اسلحة من دول خليجية عدة.

محكمة تابعة للاتحاد الأوروبي تؤيد تجميد أصول سوريين اثنين

لوكسمبورغ ـ د ب أ: أيدت محكمة تابعة للاتحاد الأوروبي تجميد أصول مواطنين سوريين نافذين يشغلان مناصب رفيعة رافضة شكاواهما الجمعة بشأن إدراجهما في قائمة الأشخاص الذين يشتبه أنهم على صلة وثيقة لهم بنظام الرئيس بشار الأسد.

وأحد هذين الرجلين هو إياد مخلوف ابن خال بشار الأسد. ويصفه الاتحاد الأوروبي بأنه ‘ ضابط في مديرية الاستخبارات العامة ومتورط في أعمال العنف التي جرت ضد السكان المدنيين’، وهو أيضا شقيق رامي مخلوف، رجل أعمال يعتبر ممولا رئيسيا للنظام.

والشخص الآخر هو رجل الأعمال عصام أنبوبا، الذي جمدت أمواله بسبب منصبه كرئيس لشركة زراعية صناعية كبرى ولتقديمه الدعم الاقتصادي للنظام.

وقد طبق الاتحاد الأوروبي عقوبات على مخلوف منذ أيار (مايو) 2011، في حين تم إضافة أنبوبا إلى القائمة في أيلول (سبتمبر) من نفس العام، عندما قرر التكتل توسيع نطاق التدابير التقييدية المطبقة على أولئك الذين استفادوا من أو دعموا النظام.

ووجدت المحكمة العامة للاتحاد الأوروبي أن الحكم بتجميد الأصول الصادر ضد كل من الرجلين مشروع و تدعمه أسباب كافية من حيث الخلفية العامة للعقوبات والحجج المطبقة على كل فرد.

وقالت المحكمة أيضا في حالة أنبوبا إنه أمر مشروع أن ‘نفترض أنه دعم النظام السوري بصفته رجل أعمال بارزا في سورية’ وذلك عند الأخذ في الاعتبار الطبيعة الاستبدادية للنظام والسيطرة الوثيقة للدولة على الاقتصاد.

وأضافت أنه كأحد رجال الأعمال السوريين الرئيسيين ‘لم يكن لينجح دون تمتعه بمحاباة ذلك النظام، وبالمقابل فهو يقدم مستوى من الدعم لهذا النظام’.

وتابعت المحكمة في البيان ‘لم يقدم السيد مخلوف ولا السيد أنبوبا أدلة قادرة على إثبات أن المجلس ارتكب خطأ تقييم واضح فيما يتعلق بخلوصه إلى أنهما يدعمان النظام السوري’.

وقد يستأنف الرجلان الحكم أمام محكمة العدل الأوروبية أعلى محكمة في الاتحاد الأوروبي.

الصحف الغربية تتحدث عن ارسال السعودية شحنات جديدة للمقاتلين السوريين المعارضة تفتح جبهة جديدة مع الدولة الاسلامية في العراق والشام .. وادريس ينفي تلقيه اسلحة من ‘سي اي ايه

لندن ـ ‘القدس العربي’ اعداد ابراهيم درويش: حظيت المقالة التي كتبها الرئيس الروسي في صحيفة ‘نيويورك تايمز′ بتعليقات واسعة في الصحافة الامريكية ونظيرتها البريطانية، ورأت التعليقات في المقالة ‘محاضرة’ من بوتين على الامريكيين باحترام القوانين الدولية وهو في الوقت نفسه يدعم انظمة ودولا مارقة واخرى لا تحترم القيم الدولية.

وقد تزامنت المقالة مع المحادثات التي اجراها في جنيف وزيرالخارجية الروسي، سيرغي لافروف مع نظيره الامريكي جون كيري، حيث لوح الاخير بالخيار العسكري ان فشلت دمشق في تقديم لائحة كاملة عن ترسانتها من الاسلحة الكيماوية، مع ان الرئيس بشار الاسد قال ان لدى بلاده 30 يوما لتقديم ما لديها من معلومات ووثائق عن برنامجها من اسلحة الدمار الشامل. ولاحظت صحيفة ‘الغارديان’ مجموعة من الاشارات المثيرة للسخرية في المحاضرة التي قالت ان بوتين القاها امام قراء الصحيفة الامريكية حيث قالت ‘هنا رجل مجتهد في دعمه للاسد ولآلة الاسد الحربية، بنفس القدر الذي تقوم به ايران وحزب الله والسعودية وقطر بتزويد المحرقة السورية حتى تستمر بالاشتعال ومع ذلك يقدم نفسه كصانع سلام’، وتضيف ايضا ان بروز الرئيس الروسي ‘المؤقت’ كالفارس في درعه اللامع حاملا الحقيقة التافهة لمن يسكنون في البيت الابيض، ودواونينغ ستريت والاليزيه، والذين كانوا يعتقدون بدوره على الساحة الدولية، كل هذا على الرغم من الغاء الرئيس باراك اوباما لقاء ثنائيا معه في قمة العشرين في سانت بطرسبرغ قبل اسابيع باعتباره شخصا غير مهم. ففشل الجهود الدبلوماسية لهذه الدول اعطى المبادرة للروس. كل هذا لان هدف فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة لم يكن التوصل لحل دبلوماسي ولكنها كانت تهدف لتسليح المعارضة حتى تحقق حلا عسكريا.

حالة استثنائية

وتقول الصحيفة انه من الصعب مقاومة فكرة كون سورية حالة مختلفة واستثنائية ـ بعد فشل التدخلات العسكرية في العراق وافغانستان وليبيا، فالمنعطقات والتعجرات التي مرت بها فكرة الضربة العسكرية التي هدد بها اوباما الرئيس الاسد هي مثال حي حول ما تحدث عنه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (اي اي اس اس) في لندن حيث وصف وضع اوباما بانه ‘عام العيش تكتيكيا’، فالمعهد يتعامل مع القضية كتعبير عن فشل في القيادة او الارادة، وما يقلق المعهد هو غياب الاستراتيجية الواضحة، فبدلا من التركيز على الاهداف الكبيرة التي تريد الادارة تحقيقها تحول تعاملها مع الازمة السورية الى مجرد عملية ‘ادارة الازمة’. وترى الصحيفة ان الكثير من اللوم تتحمله الولايات المتحدة التي ترى في الحكم على الازمات الدولية من خلال مفهوم واحد وهو العمل العسكري او القوة.

وبدا هذا واضحا في معرض الاسلحة في دوكلاند- لندن هذا الاسبوع عندما تحدث الادميرال سير جورج زامبلاس عن الانجاز المهم في مجال الصناعة البحرية وهو صناعة حاملتي طائرات بانهما ستضعان بريطانيا على المسرح الدولي. ففي الوقت الذي قد لا تجد السفينتان الحربيتان ما تحمله عليها من طائرات الا انهما تحولا الى رمز للقوة والسلطة الدولية. وترى الصحيفة في هذه النظرة تناقضا مع عالم استخدام القوة والاعتماد عليها ليس واضحا. متساءلة هل تفهم بريطانيا دورها في العالم مثل رجل اطفاء، وفي هذه الحالة فهي تقوم باشعال حروب تتدخل فيها اكثر من اطفائها. وتدعو الصحيفة الى اصلاح في المفهوم الدولي للتحالفات، فمهمة الناتو في الماضي كانت واضحة ولكنها ليس في المستقبل، وفي الوقت الذي رفض الاتحاد الاوروبي التدخل في مالي ومضت فرنسا فيه، رفضت المانيا البيانات القوية ضد سورية. وترى اننا ندخل عصرا جديدا لم تعد فيه القوى الدولية السابقة بقادرة على حل المشاكل العالم.

بوتين يحاضر

وبالعودة الى ما كتبه بوتين حيث قال ان الاحداث الاخيرة والنقاش حول سورية ‘دفعاني كي اتحدث مباشرة للامريكيين وقادتهم السياسيين، خاصة ان هناك حاجة لفعل هذا بسبب غياب التواصل الكافي بين مجتمعينا’. وتحدث بوتين عن المراحل المختلفة التي مرت فيها العلاقات بين البلدين ‘فقد وقفنا ضد بعضنا اثناء الحرب الباردة، وتحالفنا مرة لهزيمة النازية، حيث انشئت المنظمة الدولية بعد ذلك، اي الامم المتحدة لمنع تكرار حدوث مثل هذا الدمار مرة اخرى’، وذكر بوتين ان القادة الذين انشأوا الامم المتحدة اكدوا على ان القرارات التي تتعلق بالحرب والسلم يجب ان تتخذ بالاجماع حيث وافقت امريكا على تضمين نظام الفيتو في ميثاق الامم المتحدة، من اجل التأكيد على استقرار العلاقات الدولية وقد حدث هذا ولعقود. وقال بوتين ‘لا احد يريد ان يصيب الامم المتحدة القدر الذي اصاب عصبة الامم التي كانت تفتقد الى النفوذ الحقيقي’.

واضاف ان الضربة المحتملة على سورية من قبل الولايات المتحدة وعلى الرغم من المعارضة القوية التي ابدتها العديد من الدول والقادة الدينيين بمن فيهم بابا الفاتيكان، لن تؤدي الا لمزيد من قتل الابرياء وتصعيد الحرب، واحتمالية انتشارها خارج حدود سورية. كما حذر من زيادة العنف بسبب الضربة التي قد تطلق العنان لموجة جديدة من الارهاب، وحذر قائلا انها قد تقوّض الجهود الدولية لحل الملف النووي الايراني والنزاع الاسرائيلي- الفلسطيني، وتزعزع استقرار الشرق الاوسط وشمال افريقيا، كما انها قد تؤثر على النظام الدولي بكامله توازنه. ويرى بوتين ان سورية لا تشهد معركة من اجل الديمقراطية بل نزاعا مسلحا بين الحكومة ومسلحين في بلد يتمتع بتعددية دينية. مضيفا ان دعاة الديمقراطية في سورية هم قلة مقارنة بالعدد الكبير لمقاتلي القاعدة والمتشددين من كل لون الذين يقاتلون الحكومة، مشيرا الى قرار وزارة الخارجية الامريكية تصنيف جبهة النصرة والدولة الاسلامية في العراق والشام منظمتين ارهابيتين. ويقول ان الصراع الداخلي في سورية الذي تزيد من اشتعاله الاسلحة القادمة من الخارج هو اكثر الصراعات دموية في العالم، مضيفا ان هناك مقاتلين مرتزقة من الدول العربية يقاتلون في سورية اضافة لمئات المتشددين من الدول الغربية بل وحتى من روسيا وهو امر يثير القلق. وقال متسائلا ‘الا يمكن عودتهم لبلادهم بالتجربة التي اكتسبوها في سورية، فبعد كل هذا، تحرك المقاتلون المتشددون بعد القتال في ليبيا الى مالي، وهذا يمثل تهديدا علينا’.

وعن الموقف الروسي قال بوتين ان بلاده منذ بداية الازمة تمسكت بالحوار من اجل تمكين السوريين للتوصل لاتفاق بينهم، ووضح قائلا ‘نحن لا نقدم الحماية للحكومة السورية ولكننا نحمي القانون الدولي. ونحن بحاجة للاعتماد على الامم المتحدة ومجلس الامن ونعتقد ان حماية النظام والقانون في عالم معقد ومضطرب هو واحد من الوسائل التي تحمي العلاقات الدولية من الانزلاق نحو الفوضى، فالقانون هو القانون وعلينا تطبيقه، احببنا ام كرهنا’. وذكر انه يسمح باستخدام القوة في ضوء القانون الدولي في حالة الدفاع عن النفس او بتشريع من مجلس الامن، واي شيء اخر يعتبر غير مقبول بناء على ميثاق الامم المتحدة ويمثل عدوانا. وعن مبررات الولايات المتحدة لضرب سورية وهي استخدام الغاز ضد المدنيين قال ‘لا احد يشك في ان الغاز السام قد استخدم في سورية، لكن هناك اسباب كثيرة تدعو للاعتقاد ان الجيش السوري ليس الطرف الذي استخدمه ولكن القوات التابعة للمعارضة من اجل استفزاز المجتمع الدولي للتدخل، وفي هذه الحالة من يريد الوقوف الى جانب الاصوليين؟ وعلينا ان لا نتجاهل التقارير التي تقول انهم يحضرون لهجوم جديد، وهذه المرة ضد اسرائيل’.

وقال بوتين ان ‘التدخل في الصراعات الداخلية في الدول الاجنبية اصبح امرا مستساغا للولايات المتحدة، فهل هذا يخدم المصالح الامريكية على المدى البعيد؟ اشك في هذا’. وقال ان الملايين حول العالم باتوا ينظرون للولايات المتحدة على انها تعتمد على القوة المفرطة وليس مثالا للديمقراطية حيث تقوم بعقد تحالفات ‘اما معنا او ضدنا’. فالقوة لم تنفع وعبثية ، فلا احد يعرف ماذا سيحدث لافغانستان بعد خروج القوات الدولية منها، فيما اصبحت ليبيا مقسمة الى عشائر وقبائل، والحرب الاهلية مستمرة في العراق، وهو ما دعا الكثير في الولايات المتحدة للمقارنة بين العراق وسورية وطلبوا من حكومتهم عدم تكرار نفس الخطأ. وقال ان الضحايا سيسقوطون مهما كانت دقة الضربة ومحدوديتها. ودعا في النهاية للتوقف عن استخدام خطاب القوة والعودة للدبلوماسية المتحضرة والحل السياسي.

فرصة جديدة

وفي هذا السياق يقول ان فرصة جديدة لتجنب الحرب قد ظهرت وعلى امريكا وروسيا الاستفادة استعداد الحكومة السورية لوضع اسلحتها الكيماوية تحت الرقابة الدولية. ورحب باهتمام اوباما للتحاور مع روسيا حول سورية مؤكدا على اهمية مواصلة ما تم الاتفاق عليه في قمة الدول الثماني في حزيران (يونيو) التي انعقدت في شمال ايرلندا حتى يتم التوصل لتسوية شاملة. ويرى ان تجنب الحرب على سورية يعني خلق تحسين الاجواء الدولية وبناء الثقة المتبادلة بين الدول. وعن علاقته مع اوباما قال انها تتسم بالثقة وانه درس مليا خطابه للامة الامريكية يوم الثلاثاء، ولكنه عارض نقطة فيه وهي حديث اوباما عن ‘الاستثنائية’ الامريكية مشيرا الى ان ‘جعل الناس يعتقدون بانهم ‘متميزين’ امر خطير. وختم بالقول ‘هناك دول كبيرة واخرى صغيرة، غنية وفقيرة، ودول بتراث ديمقراطي قديم واخرى على الطريق، وسياساتها تختلف مع ذلك. كلنا مختلفون، ولكن عندما نسأل الرب الرحمة، علينا ان نتذكر ان الرب خلقنا سواسية’. وعلى الرغم من اتهام بوتين الجماعات المعارضة باستخدام السلاح الكيماوي الا ان تقارير صحافية تقول ان تقرير المفتشين الدوليين الذي سينشر في غضون ايام سيضع اللوم على الحكومة السورية ويحملها مسؤولية هجوم الغوطة في 21 آب (اغسطس) الماضي الذي قتل اكثر من الف شخص.

اتهام سورية

ونقلت صحيفة ‘ديلي تلغراف’ وصحيفة ‘التايمز′ البريطانيتين عن خبراء قولهم ان الفحوصات التي تمت على عينات من البول والتربة والدم التي اخذت من مكان الحادث تظهر تورط النظام في الهجوم. واشارت ‘تلغراف’ الى تصريحات لوران فابيوس، وزير الخارجية الفرنسي الذي قال ان ‘النظام السوري وحده الذي يملك المخزون والادوات لاطلاقها وويملك المصلحة. ويتوقع ان يقدم المفتشون التقرير للامين العام للامم المتحدة بان كي مون يوم الاثنين. وكان فريق المفتشين بقيادة اكي سيلستروم قد زاروا دمشق الشهر الماضي وجمعوا عينات من المكان في الغوطة.

وبحسب مسؤول غربي مطلع نقلت عنه ‘فورين بوليسي’ التحقيقات قال ان الفريق جمع عينات ‘غنية’ تشير الى الفاعل. واضافت الصحيفة ان نتائج التقرير تشير الى كيفية اطلاق الغاز السام وبالتالي تحديد الفاعل، حيث يمكن التفريق بين غاز السارين المصنع بطريقة حرفية والاخر الذي تم تصنيعه من قبل هواة. ويقول المحللون انه من غير المحتمل ان تكون المعارضة قد حصلت على الغاز وكل الادوات الضرورية لاطلاقه. وتقول صحيفة ‘نيويورك تايمز′ ان التقرير سيكون مفصلا ودقيقا وسيعطي القاريء فرصة التوصل للنتيجة وان الجيش السوري هو المسؤول عن الحادث.

ونقلت عن دبلوماسي تعليقه على طبيعة المواد التي جمعها الفريق ‘يبدو انهم كانوا راضين عن الادلة الغنية التي حصلوا عليها’، وعندما سئل ان كان التقرير سيؤجه اصابع الاتهام للحكومة السورية اجاب ‘هذه توقعاتي’. وكانت كل من واشنطن وباريس ولندن قد توصلت لنفس القناعة بالاضافة الى منظمة ‘هيومان رايتس ووتش’ ولكن روسيا اتهمت المعارضة.

وقالت ان طريقة كتابة التقرير ستكون سردية تقوم على اظهار الادلة مما يعني ان الفاعل لن يكون لغزا.

وبحسب بول وولكر خبير نزع الاسلحة الذي ساعد في نزع اسلحة روسيا الكيماوية فانه يتوقع ان يكون التقرير دقيقا ومفصلا لا فيما يتعلق بانواع الغازات السامة التي استخدمت ولكن بكيفية اطلاقها، عبر دبابات او مقذوفات مدفعية او قنابل جوية او كونها رشت في الجو.

الرأي من دمشق

وفي تقرير لصحيفة ‘ الغارديان’ تحدث فيه عن توقعات اهل دمشق كتبه جوناثان ستيل الذي التقى عائلة فرت من الغوطة الى منطقة آمنة داخل العاصمة، عن موقفهم من الثورة وما فقدوه من آمان يومي، ويقول ابو حميدان ‘معظم السوريين يريدون الحل السياسي لانه من السهل بدء الحرب ومن الصعب انهاؤها، لقد قضينا عامين ونصف في القتال بدون تحقيق تقدم’. ويعلق شقيقه سعيد ان قرار اوباما تعليق الضربة الجوية كان جيدا مع ان نصف ابناء الحي يعتقدون انه اوباما قد يقوم بعمل عسكري’.

وفي المقابل يقول قريب لهما ان المفاوضات لا تنفع وتمنى لو يقوم اوباما بضرب الشعب والحكومة ويتخلص من الجميع. ويرى الكاتب ان حالة الارتياح تبدو واضحة في الاحياء الغنية مع ان الاغنياء فروا الى بيروت ودول الخليج. ويقول التقرير ان الحكومة قامت بالسماح لسفر عدد من الاشخاص الذين دعموا الثورة السلمية في بدايتها، في محاولة للتخلص من الناشطين السياسيين.

وانتقدت ناشطة قرار الاسد تسليم اسلحته الكيماوية التي ادعى ان سورية بحاجة اليها للوقوف امام اسرائيل ‘طالما قالوا انهم بحاحة اليها لان اسرائيل تملك السلاح النووي. ولاحظ ان الاعلام المؤيد للنظام لم يخف رضاه لكنه تجنب وصف القرار بكونه انتصارا، فبحسب مقال في صحيفة ‘الثورة’ فان الذين دعوا الولايات المتحدة لضرب ولتدمير سورية يعيشون حالة من ‘الصدمة’. ويقول لؤي حسين احد الناشطين انه كان يشك بجدية اوباما في ضرب سورية. وعبر حسين عن امله بحدوث تقدم ليس على صعيد نزع السلاح الكيماوي بل لعقد مؤتمر جنيف-2.

المقاتلون السوريون والعدو الاخر

وفي هذا الاطار اشارت صحيفة ‘لوس انجليس تايمز′ الى ان مشكلة يواجهها المقاتلون التابعون للجيش الحر وهي خلافاتهم مع الجماعات الاسلامية المتشددة، مشيرة الى مقتل قيادي في الجيش الحر وقطع رأسه في شمال سورية بداية الشهر الحالي، حيث اضطر المقاتلون الذين معه للاختباء قرب الحدود التركية ويجدون انفسهم في مواجهة جديدة مع عدو جديد غير بشار الاسد. وكان مقاتلون تابعون للدولة الاسلامية في العراق والشام قد هاجموا مقاتلي الجيش الحر وبحسب قائدهم الجديد وليد شوكان، ان اتباع الدولة الاسلامية لم يأتوا لقتال النظام بل ‘جاءوا لقتالنا، وسنقاتلهم اولا ومن ثم نتفرغ للنظام’.

وتقول ان وجود هذه الجماعات اثر على النقاش الامريكي حول تسليح المعارضة وخطط اوباما لضرب الاسد. وتضيف ان الكتائب التابعة للجيش الحر قبلت دعم الجماعات المتشددة مع انها كانت تتوقع معركة قادمة في مرحلة ما بعد الاسد. ويبدو ان الخلافات متعلقة بانشقاقات في جبهة النصرة عن الدولة الاسلامية في العراق، ومنذئذ اصبحت الدولة اكثر تشددا ومواجهة لفصائل معينة من المقاتلين، مما يعني انه لم يعد بالامكان انتظار المعركة المؤجلة. ويأتي التوتر في الشمال بعد سلسلة من المواجهات منها مقتل القيادي في الحر كمال حمامي، في تموز (يوليو) الماضي، فيما تلقى المتحدث باسم المجلس العسكري الاعلى للثورة السورية، قاسم سعد الدين مكالمات هدد فيها الجماعات المرتبطة بالقاعدة باغتيال اعضاءه الـ30، وقامت الدولة الاسلامية باخراج جماعات تابعة للحر من ثلاث مناطق في دانا والرقة، ونقل عن قائد كتيبة شهداء الكرامة قوله ان الدولة الاسلامية فتحت جبهة جديدة واتهم الدولة بالعمل مع النظام ‘لانهم يريدون حرف انظارنا عن مقاتلة النظام’.

ويقول سعد الدين انه لولا ظهور الجماعات المتشددة التي تقطع الرؤوس لحصلت المعارضة على الاسلحة من الغرب.

وفي محاولة للحصول على دعم الغرب يقوم المجلس العسكري بتشكيل جيش محترف مكون من كتائب تحمل ارقاما بدلا من الاسماء الاسلامية. وعلى الرغم من هذا فالجيش الحر وجماعاته يواجهون وضعا معقدا لان الدولة الاسلامية شاركت في عمليات مهمة مثل السيطرة على مطار ‘منغ’ في حلب، حيث يعبر بعض القادة عن راحة للتعاون مع هذه الجماعات فحسب عبدالجبار العكيدي، رئيس المجلس العسكري في حلب ‘موقفنا هو ان النظام عدونا المشترك’ اما الخلافات فيمكن حلها بالحوار. وظهر العكيدي بعد السيطرة على منغ الى جانب قائد الجماعة الاسلامية وشكر الجهاديين الاجانب.

السعودية ترسل

ويظل التخلص من العامل الجهادي رهن تطور وتماسك الجيش الحر، ففي الوقت الذي قالت مصادر امريكية ان’سي اي ايه’ ارسلت اسلحة للمعارضة المعتدلة، نقلت ‘ديلي تلغراف’ تصريحات رئيس اركان الجيش الحر اللواء سليم ادريس للراديو الوطني قوله ‘ننتظر ولا نزال ننتظر الاسلحة والذخائر وعبرنا لاصدقائنا في الولايات المتحدة عن املنا بتلقي دعمهم. ونفى ما تحدثت عنه ‘واشنطن بوست’ عن وصول شحنات من الاسلحة الفتاكة اشرفت سي اي ايه على نقلها واكد انه لم يتلق ‘دعما مباشرا’ من الامريكيين.

واضاف ان مقاتليه بحاجة الى اسلحة مضادة للدبابات والطائرات اكثر من حاجتهم لاجهزة الاتصال. مع ان صحيفة ‘نيويورك تايمز′ نقلت عن مصادر قولها ان السعودية تتعاون وبشكل سري مع الاستخبارات الامريكية والبريطانية وحكومات عربية لزيادة شحنات الاسلحة للمقاتلين السوريين. ولم تكن الشحنات التي وصلت كبيرة بالقدر الذي تخفف فيه من حالة الاحباط لدى المقاتلين. وقد عبر السعوديون علنا عن قلقهم من التطورات الجديدة والموقف الامريكي من سورية الا انهم اسروا بغضبهم من كون المساعدات التي يحتاجها المقاتلون لحرف ميزان المعركة لصالحهم لن تصل في الوقت المناسب، ذلك ان دول الخليج مثل السعودية موضعت نفسها لاعبا مهما في المسألة السورية. ولهذا فالتركيز على الملف الكيماوي سيحرف الانتباه عنها، ويخشون من اتخاذ النقاش منعطفا اخر. وقالت ان المقاتلين في جنوب سورية قالوا انهم تلقوا شحنة جديدة من السعودية عبر الاردن، وقد ساعدتهم لتحقيق انجازات قرب الحدود. ومنذ اشهر تقوم السعودية بنقل الاسلحة للمقاتلين لاضعاف ايران اضافة لخشيتها من تزايد قوة الجهاديين.

هاديا عادت الى مخيم اليرموك بدمشق لتلاقي زوجها فباتت تسعى الى استعادة جثته

دمشق ـ ا ف ب: وصلت هاديا الفوت الى الاطراف المهدمة لمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق، لتدرك ان زوجها الذي حمل السلاح في صفوف فصيل موال لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، لقي مصرعه في كمين نصبه مقاتلو المعارضة.

وما يزيد الطين بلة، ان هذه الفلسطينية التي نزحت من المخيم هربا من المعارك لم تتمكن من تسلم جثة زوجها التي يحتفظ بها المقاتلون المعارضون لمبادلتها، الا ان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة، وهو الفصيل الذي قاتل زوجها في صفوفه، لا تحتفظ بـأي جثث لاستعادة جثة عنصرها.

وتقول هاديا التي غطت شعرها بحجاب أبيض لوكالة فرانس برس ‘كنت على موعد معه لاننا من المفترض ان نسجل ابننا البالغ من العمر 19 شهرا في دوائر النفوس′.

وتضيف بين تنهديتين ‘لكنني علمت، لدى وصولي الى المخيم، انه قضى مع كامل مجموعته في كمين لجبهة النصرة’ المتطرفة المرتبطة بالقاعدة.

وبينما تتحدث الى احد القادة الميدانيين في الجبهة الشعبية التي يتزعمها أحمد جبريل، يمكن بوضوح سماع اصوات القذائف والطلقات النارية جراء الاشتباكات. ويمكن في المخيم رؤية مقاتلين بملابس موحدة يحتمون وسط الانقاض، او يستريحون لتناول القهوة في مدخل احد المباني.

تتصاعد رائحة الموت من احدى شقق الطبقة الارضية. وفي داخل احدى الغرف، جثة مغطاة. ويقول المقاتلون الفلسطينيون الموالون للنظام، ان الجثة تعود الى مقاتل جهادي غير سوري، احرقه جزئيا رفاقه لئلا يكون ممكنا التعرف اليه.

وتقول هاديا وهي تحمل ولدها وتمسك بيد ابنتها سيرة (سبعة اعوام) ‘اريد ان ارى زوجي للمرة الاخيرة. اريد ان اعرف اين سيدفن. احتاج اليه بالقرب مني، لكن لا امل لدي بذلك لانه ليس لدى رفاقه المقاتلين اي جثة يبادلونه بها’.

وعمل زوجها محمد (27 عاما) كسائق سيارة اجرة قبل اندلاع النزاع السوري منتصف آذار/مارس 2011. وعلى رغم كونه سورية، الا انه انضم الى صفوف الجبهة الشعبية-القيادة العامة قبل نحو عام.

وعلى رغم ان اليرموك شكل منذ العام 1957 مخيما للاجئين الفلسطينيين، الا انه تحول تباعا الى حي من أحياء دمشق، يضم قرابة 450 الف نسمة بينهم 150 الف سوري، وتنتشر فيه الزيجات المختلطة بين السوريين والفلسطينيين.

وبقي نحو 500 الف فلسطيني في سورية في منأى عن النزاع مدة طويلة، قبل ان يشارك البعض منهم منذ كانون الاول/ديسمبر 2012 في المعارك، على رغم مناشدة النظام والمنظمات الدولية لهم عدم الانخراط في المواجهات.

ويقول جمعة العبدالله، مسؤول الجبهة الشعبية في المخيم، لفرانس برس ‘حاليا نسيطر على 25 بالمئة من المخيم اثر هجوم بدأناه منذ نحو شهر. انا واثق اننا قادرون مع الوقت من استعادته بالكامل’.

ويعد هذا التقدير متفائلا بعض الشيء، اذ ان هذا الفصيل المتحالف مع فصائل اخرى موالية للنظام السوري مثل ‘فتح-الانتفاضة’ وجبهة التحرير الفلسطينية ومنظمة ‘الصاعقة’ وجبهة النضال، لم يتمكن سوى التوغل نحو 200 متر الى داخل المخيم.

ويقول العبدالله ان هذه الفصائل تواجه اكثر من الفي مقاتل تابعين لحركة المقاومة الاسلامية (حماس)، اضافة الى جهاديين من جبهة النصرة وكتائب أبو تمية، اضافة الى مقاتلين من حركة ‘فتح’ موالين للرئيس الفلسطيني محمود عباس.

ويشير الى ان هذه الفصائل دعمتها ايضا ‘كتيبة صقور الجولان’ الموجودة في حي الحجر الاسود المجاور، الا انها انسحبت من المعركة اثر اشتباكات مع مقاتلين من ‘فتح’.

في غضون ذلك، بقي فصيلا ‘الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين’ و’الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين’ على الحياد في هذه المواجهات.

وفي حين فرغ الجزء الذي تسيطر عليه المجموعات الموالية للنظام السوري من السكان نظرا الى ان المعارك ادت الى تدمير شبه كامل، يعيش نحو 50 ألف من السكان، وغالبيتهم من الفلسطينيين، في ظروف قاسية في الجزء الذي تسيطر عليه المعارضة.

ويعاني هؤلاء من شبه انقطاع في المواد الغذائية، واقفلت كل المخارج من المخيم اما بسبب الدمار والركام، او بسبب الخطر الذي يفرضه القناصة.

ويقول ابو رشيد الذي فقد ستة كيلوغرامات من وزنه خلال شهرين ‘لم يعد ثمة خبز او حليب. نتناول الارز المطحون والعدس والبرغل’.

ويقول هذا الرجل البالغ من العمر 60 عاما ‘كنت قويا واصبحت اشبه بجثة. اولادي الاربعة بات وجههم اصفر اللون. لم يعد لدينا كهرباء، فقط ماء’، مشيرا الى انه باق ‘لانني لا املك مكانا آخر اذهب اليه’.

ولا تشارك القوات النظامية مباشرة في المعارك. وتحتفظ السلطات السورية بمركز للشرطة فقط في ساحة البطيخة التي تعد احد مداخل المخيم.

ويشرح الشرطي ابو جعفر (30 عاما) ‘عندما هاجم المسلحون قبل نحو تسعة اشهر، بقينا محاصرين مدة 48 ساعة، ومن اصل 25 زميلا، قتل اربعة منهم وجرح خمسة. حاليا، الوضع أفضل، لكن كما يمكنكم ان تتخيلوا، لا يأتي احد الينا ليقدم شكوى او يطلب مساعدتنا’.

بوتين يعتبر ان قرار بشار الاسد الانضمام الى اتفاقية حظر الاسلحة الكيميائية يجب ان يكون موضع ترحيب.. والمعارضة تعتبره ‘تضليلا

بشكيك (قرغيزستان) ـ ا ف ب) – صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة ان قرار دمشق الانضمام الى اتفاقية حظر الاسلحة الكيميائية يجب ان يكون موضع ترحيب باعتباره ‘خطوة هامة’ على طريق تسوية الازمة السورية، فيما اعتبرت المعارضة السورية الجمعة ان تقديم دمشق طلبا للانضمام الى معاهدة حظر الاسلحة الكيميائية ‘تضليلا’ للمجتمع الدولي، داعية الى قرار من مجلس الامن الدولي يضمن استخدام القوة في حال امتناع النظام عن الوفاء بالتزاماته.

وقال بوتين ‘ان سفير سورية لدى الامم المتحدة اعلن للتو ان سورية اصبحت اعتبارا من اليوم عضوا كامل العضوية في اتفاقية حظر الاسلحة الكيميائية’ مضيفا ‘اعتقد ان علينا ان نرحب بهذا القرار من جانب القيادة السورية’. وقال متحدثا خلال قمة اقليمية في قرغيزستان ‘اود ابداء الامل بان يشكل ذلك خطوة هامة نحو تسوية الازمة السورية’.

واعتبر ان ‘هذا يثبت جدية نوايا شركائنا السوريين في التقدم في هذا الاتجاه’.

وكرر الرئيس الصيني شي جينبينغ المشارك في قمة منظمة شانغهاي للتعاون دعم بلاده للمبادرة التي قدمتها روسيا والقاضية بوضع ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية تحت اشراف دولي لتجنيب دمشق ضربة عسكرية يهدد الغرب بشنها.

وقال الرئيس الصيني ‘اننا ندعم المبادرة الروسية لنقل الاسلحة الكيميائية السورية الى الاشراف الدولي’.

واضاف ‘ان الصين تدعم الجهود الدولية من اجل تسوية سياسية بالسبل السلمية’.

وتعهد الرئيس الروسي بشار الاسد في مقابلة بثتها الخميس قناة ‘روسيا 24′ الحكومية بتسليم بلاده الوثائق اللازمة لتوقيع معاهدة حظر الاسلحة الكيميائية، الا انه اشترط في المقابل ان توقف الولايات المتحدة ‘تهديداتها’ بضرب سورية ودعمها ‘للارهابيين’.

وتضم منظمة شانغهاي للتعاون كلا من روسيا والصين وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان واوزبكستان ولافغانستان وايران فيها صفة مراقب وقال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة انه ‘ينظر بعين الشك والريبة الى رغبة النظام السوري المعلنة بالتوقيع على معاهدة منع انتشار الاسلحة الكيميائية’، معتبرا ‘إن المزاعم والوعود التي يقدمها النظام ليست سوى محاولة جديدة لتضليل المجتمع الدولي ومنعه من القيام برد فعل يضمن العقوبة والمحاسبة أمام الشعب السوري’.

واعتبر الائتلاف في بيان انه ‘من الضروري ان يظل التهديد باستخدام القوة حاضرا على الطاولة، ولكي لا يتحول قرار مجلس الامن المرتقب الى شهادة حسن سير وسلوك وبراءة للنظام، فإنه يجب ان يعزز من خلال اصداره تحت البند السابع من الميثاق’.

ورأى انه ‘لا يمكن انجاز اي تقدم ما لم يقم المجتمع الدولي وبشكل واضح وصريح بإلزام النظام بتنفيذ بنود القرار في غضون مدة محددة يضبطها جدول زمني واضح، مع التأكيد على ان العمل العسكري الدولي سيكون حاضرا في حال عدم تعاون النظام’.

المعارضة تنتخبُ أحمد طعمة رئيسا للحكومة السورية الموقتة

أ. ف. ب.

اسطنبول: اختار الائتلاف الوطني للمعارضة السورية السبت الاسلامي المعتدل احمد طعمة رئيسا للحكومة الموقتة، وفق ما افاد الائتلاف.

ويبلغ طبيب الاسنان طعمة الثامنة والاربعين من العمر، وقد ايده 75 من اعضاء الائتلاف ال97 خلال اجتماع في اسطنبول، في حين عارضه عشرة ووجدت عشر اوراق بيضاء.

ويتحدر طعمة من دير الزور في شرق سوريا والقى اول خطاب له كرئيس للحكومة الموقتة بعد انتخابه.

واعتبر طعمة في كلمته ان الحكومة الموقتة “ستضع الاسس لبناء مؤسسات وطنية فاعلة وتسعى لضبط الامن وبسط السيادة الوطنية واعادة اطلاق العجلة الاقتصادية” داعيا الى ان “نكون يدا واحدة وفريقا متكاملا لا ان نعمل كقوى متنافرة”.

ورسم طعمة صورة لسوريا الجديدة التي تريدها المعارضة فقال “ستقوم في سوريا جمهورية جديدة لكل السوريين جمهورية الانسان لا مكان فيها للقتلة والمجرمين، ستقوم بترسيخ قيم الثورة العظيمة وتحقيق المساواة بين المواطنين”.

واضاف “لن يكون هناك محروم من حقوقه المدنية ولا سجين من دون حق (…) وسنبني مؤسساتنا الوطنية والجيش الوطني الذي يصد العدوان ولا يوجه سلاحه الى شعبه”.

وختم كلمته داعيا الى “العمل العمل والوحدة الوحدة”.

ويخلف طعمة بذلك غسان هيتو الذي كان استقال في تموز/يوليو الفائت من دون ان يتمكن من تاليف حكومة موقتة تكلف ادارة المناطق السورية التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة المناهضة لنظام الرئيس بشار الاسد.

واستقال هيتو في الثامن من تموز/يوليو الماضي بعد يومين من انتخاب احمد الجربا رئيسا للائتلاف الوطني السوري المعارض.

ويعتبر الجربا مقربا من السعودية وكان عارض ترشيح هيتو خلال المداولات التي سبقت هذا التعيين في اذار/مارس الماضي.

إتفاق روسي – اميركي: أسبوع لدمشق لتقديم قائمة بأسلحتها الكيميائية

أ. ف. ب.

اتفقت الولايات المتحدة وروسيا على آلية للتخلص من الأسلحة الكيميائية السورية، لكن الجيش السوري الحر سارع الى رفضه متعهدا بمواصلة القتال حتى اسقاط النظام.

واشنطن: رحب الرئيس الاميركي باراك اوباما السبت بالاتفاق الاميركي الروسي الذي تم التوصل اليه في جنيف حول تدمير السلاح الكيميائي السوري الا انه اعرب عن الامل في ان يكون الرئيس السوري بشار الاسد “على مستوى التزاماته”.

وقال اوباما في بيان “ارحب بالاتفاق الذي تم بين الولايات المتحدة وروسيا واعتبره تقدما ومرحلة مهمة” مضيفا ان الولايات المتحدة “تبقى جاهزة للتحرك في حال فشل الدبلوماسية”.

واضاف اوباما ان “اطار العمل هذا ينطوي على امكان تدمير الاسلحة الكيميائية السورية عبر الية شفافة، سريعة ويمكن التحقق منها، ينبغي ان نضع حدا للخطر الذي تشكله هذه الاسلحة ليس على السوريين فحسب بل على كل المنطقة والعالم”، موضحا ان المجتمع الدولي يأمل في ان يكون نظام بشار الاسد “على مستوى التزاماته”.

واكد اوباما ان بلاده ستواصل العمل مع روسيا وبريطانيا وفرنسا والامم المتحدة للتاكد من ان “هذه العملية ستظل تخضع لرقابة وانه ستكون هناك عواقب في حال لم يلتزم نظام الاسد الاتفاق الذي وقع اليوم”.

واعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري بعد ثلاثة ايام من المحادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف ان الولايات المتحدة وروسيا “اتفقتا على ان قرار الامم المتحدة سيصدر تحت الفصل السابع الذي يجيز اللجوء الى القوة”.

وحذر من انه “لن يكون هناك مجال لمناورات .. او اي شيء سوى تطبيق كامل من قبل نظام (الرئيس السوري بشار) الاسد”.

وقال “توصلنا الى تقييم مشترك لكميات ونوعية الاسلحة التي يملكها نظام الاسد واننا مصممون على وضع هذه الاسلحة بسرعة تحت اشراف الاسرة الدولية”.

ودعا كيري الى “تدمير وتحقق سريعين” للاسلحة الكيميائية السورية مطالبا دمشق بالسماح “بالوصول الفوري وبلا قيود” الى مواقع هذه الاسلحة.

واضاف انه بموجب الاتفاق على سوريا ان تقدم قائمة باسلحتها النووية في غضون اسبوع مشيرا الى ان “المفتشين ينبغي ان يكونوا على الارض في مهلة اقصاها تشرين الثاني/نوفمبر.. والهدف هو التثبت من ازالة (الاسلحة الكيميائية) بحلول منتصف العام المقبل”.

وتابع “من الاسباب التي تحملنا على الاعتقاد ان هذا قابل للتحقق ان نظام الاسد اتخذ تدابير استثنائية للحفاظ على السيطرة على هذه الاسلحة” مشددا على ان هذه الاسلحة الكيميائية تبقى بصورة عامة في المناطق التي يسيطر عليها النظام.

وقال “من المفترض بالتالي الا نواجه اي مشكلة في الوصول الى هذه المواقع وسيتم اختبار هذا الامر قريبا”.

واشار كيري الى انه “في حال تم تنفيذ هذا الجدول الزمني بالكامل، فقد يضع ذلك حدا للخطر الذي تطرحه هذه الاسلحة ليس على الشعب السوري فحسب بل كذلك على جيرانه”، مضيفا انه “نظرا الى مخاطر انتشار (الاسلحة) فان هذا الجدول الزمني يمكن ان يعزز الحماية والامن للعالم بأسره”.

وقال “ان العالم ينتظر الان من نظام الاسد الالتزام بتعهداته”.

وتشير تفاصيل الاتفاق الى تسوية نقاط خلافية عدة بين الاميركيين والروس وفي طليعتها مسالة صدور قرار دولي تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يجيز امكان اللجوء الى القوة في حال عدم الالتزام بالقرار الذي سيصدر عن مجلس الامن.

 لافروف يتحدث عن الية التخلص

ومن جانبه، قال لافروف إنه تم التوصل إلى وثيقة حول التخلص من الأسلحة الكيميائية في سوريا خلال وقت وجيز. (النقاط الرئيسية للاتفاق هنا)

واعتبر لافروف ان هدف وضع الاسلحة الكيميائية السورية تحت اشراف دولي من اجل اتلافها تحقق خلال المحادثات الاميركية الروسية في جنيف.

وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الاميركي إن “الهدف الذي حدده الرئيسان الروسي والاميركي في ايلول/سبتمبر .. لوضع الاسلحة الكيميائية السورية تحت السيطرة تم تحقيقه” مضيفا “اكدنا انضمامنا الى تسوية سلمية في سوريا”.

وذكر أن دمشق ملتزمة بقرار الانضمام إلى معاهدة حظر الاسلحة الكيميائية.

وألمح إلى أن أي انتهاك للاتفاق الموقع سيتم إحالته إلى مجلس الأمن، ولم نتحدث عن عمل عسكري.

وشدد على ضرورة تجنب السيناريو العسكري والذي سيكون مدمرا للمنطقة، ويضع العلاقات الدولية على شفا هاوية.

وأبان أن الوثيقة التي تم إقرارها حول التخلص من كيميائي سوريا تحتاج إلى آليات عمل من خلال مجلس الأمن الدولي.

وحول الجهود الدبلوماسية، قال وزير الخارجية الروسي إنه يجب على المعارضة السورية أن تكون مستعدة للمشاركة في مؤتمر جنيف 2، والذي نسعى لعقده خلال الشهر الجاري، ولكنه ربما يتأجل للشهر المقبل.

وأفاد أن التخلص من الأسلحة الكيميائية في سوريا خطوة نحو التخلص من أسلحة الدمار الشامل في منطقة الشرق الأوسط بالكامل.

وقال مبديا ارتياحه انه “بالارادة الطيبة وتعليمات رئيسينا، بوسع روسيا والولايات المتحدة ان تتحركا بنجاح لتسوية المشكلات العالمية” بما في ذلك مشكلات اسلحة الدمار الشامل.

الجيش الحر يرفض الاتفاق

رفض الجيش السوري الحر الذي يشكل مظلة لغالبية مقاتلي المعارضة السورية، الاتفاق الروسي الاميركي حول الاسلحة الكيميائية التي يملكها نظام الرئيس بشار الاسد، وذلك بحسب تصريحات لرئيس هيئة اركان الجيش الحر سليم ادريس السبت.

وقال ادريس في مؤتمر صحافي عقده في اسطنبول “نحن في الجيش الحر غير معنيين بتنفيذ اي جزء من الاتفاقية (…) انا واخوتي المقاتلين سنستمر في القتال حتى اسقاط النظام. لا نستطيع ان نوافق على هذه المبادرة”.

واتت تصريحات ادريس بعد وقت قصير من اعلان وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، بعد ثلاثة ايام من المباحثات في جنيف، الاتفاق على خطة لازالة الاسلحة الكيميائية السورية.

ويمهل الاتفاق دمشق اسبوعا لتقديم قائمة بهذه الاسلحة وينص على صدور قرار دولي تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يجيز اللجوء الى القوة. كما اعلن كيري ان تدمير هذه الاسلحة سينجز بحلول منتصف العام 2014.

وسأل إدريس خلال المؤتمر الصحافي “هل علينا نحن السوريين ان ننتظر حتى منتصف 2014 ونذبح كل يوم ونوافق (على الخطة) لان في 2014 سيدمر السلاح الكيميائي؟”.

اضاف “نحن نحترم جميع الاصدقاء (في اشارة الى الدول الداعمة للمعارضة السورية)، لكن نتمنى من جميع الاصدقاء ان يقدروا موقفنا (…) لا نستطيع ان نوافق على هذه المبادرة لانها اهملت شعبنا واهملت اهلنا الذين ذبحوا”.

وانتقد ادريس عدم وجود “كلمة واحدة عن المجرم” في الاتفاق، في اشارة الى الرئيس الاسد. واعتبر ان “النظام عندما وافق على تسليم اسلحته اعترف بالجريمة. نسلم اداة الجريمة ونترك المجرم؟ (…) كيف يريدون منا ان نقبل ذلك؟”.

وطالب “بجر بشار (الاسد) الى محكمة الجنايات الدولية اليوم لانه مجرم”.

لندن ترحب

أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ السبت ان بلاده “ترحب” بالاتفاق بين واشنطن وموسكو على ازالة الترسانة الكيميائية السورية، مؤكدا ان المهمة “الملحة” لتطبيق هذا الاتفاق تبدأ من الان.

وقال هيغ عبر موقع تويتر “لقد تحدثت الى وزير (الخارجية الاميركي جون) كيري. ان بريطانيا ترحب باتفاق الولايات المتحدة وروسيا حول الاسلحة الكيميائية في سوريا”، مضيفا ان “عملا ملحا لتطبيق (الاتفاق) سيبدأ الان”.

وايدت بريطانيا، حليفة الولايات المتحدة، فكرة رد دولي قوي على النظام السوري بعد الهجوم الكيميائي المفترض قرب دمشق في 21 اب/اغسطس.

لكن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اضطر الى التخلي عن مشاركة بلاده في اي عمل عسكري محتمل ضد دمشق بعد رفض مجلس العموم مبدأ اللجوء الى القوة في سوريا.

فرنسا تعتبر الاتفاق تقدما مهما

رحب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس السبت باعلان اتفاق اميركي روسي في جنيف حول تدمير الترسانة الكيميائية السورية، معتبرا انه “تقدم مهم”.

وقال فابيوس في بيان ان “مشروع الاتفاق يشكل تقدما مهما”، موضحا ان باريس ستاخذ في الاعتبار تقرير خبراء الامم المتحدة حول الهجوم الكيميائي في 21 اب/اغسطس والذي يتوقع صدوره الاثنين “لتحدد موقفها”. وبحسب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون فإن هذا التقرير “سيخلص بشكل دامغ الى ان السلاح الكيميائي استخدم” في سوريا. ولا يخول التفويض الممنوح للمفتشين تحديد الجهة المسؤولة عن هجوم 21 اب/اغسطس الكيميائي والذي حمل الغربيون نظام بشار الاسد مسؤوليته.

واتفقت روسيا والولايات المتحدة السبت على خطة لازالة الاسلحة الكيميائية السورية تمهل دمشق اسبوعا لتقديم قائمة بهذه الاسلحة وتنص على صدور قرار دولي تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يجيز اللجوء الى القوة. ومن المقرر ان يلتقي فابيوس نظيريه الاميركي جون كيري والبريطاني وليام هيغ الاثنين في باريس لمناقشة “مضمون (الاتفاق) وشروط المواقفة والتنفيذ”، بحسب وزير الخارجية الفرنسي.

والثلاثاء، يجري وزير الخارجية الفرنسي زيارة لموسكو. وقبلها يتوجه الاحد الى بكين حيث سيلتقي نظيره الصيني وانغ يي لاجراء محادثات تتناول ايضا الازمة السورية.

برلين ترحب بالاتفاق

اعتبر وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي السبت ان فرص التوصل الى حل سياسي للنزاع في سوريا ستزيد “بشكل كبير” بعد اعلان اتفاق اميركي روسي حول ازالة الاسلحة الكيميائية السورية.

وقال الوزير الالماني في بيان مقتضب “في حال اتبعت الاقوال بالافعال فان فرص التوصل الى حل سياسي ستزيد بشكل كبير”.

واكد الوزير “ترحيبه بهذا القرار”، مع العلم ان المانيا ترفض اي مشاركة في عملية عسكرية محتملة قد تقوم بها الولايات المتحدة ضد النظام في سوريا.

وتابع بيان الوزير ان “السلام الدائم” في سوريا “لا يمكن ان يقوم عبر حل عسكري بل فقط عبر حل سياسي”.

إيران: لا ذريعة بعد اليوم لضرب سوريا

اعتبرت ايران المتحالفة مع النظام السوري السبت ان لا “ذريعة بعد اليوم” للولايات المتحدة لتوجيه ضربة عسكرية الى سوريا بعد الاتفاق الذي تم التوصل اليه في جنيف حول ازالة الترسانة الكيميائية السورية.

وفي اول رد فعل لطهران على هذا الاتفاق الذي توصلت اليه واشنطن وموسكو، اعتبر نائب وزير الخارجية حسين امير عبدالله هيان انه “مع الوضع الجديد، تمت ازالة اي ذريعة للولايات المتحدة وبعض الدول لشن عمل عسكري ضد سوريا”.

واضاف “يمكننا حتى ان نتحدث عن نجاح حققته جبهة المقاومة (في وجه اسرائيل) بعدما اعطت الولايات المتحدة اولوية للحل الدبلوماسي”.

وتتالف هذه الجبهة من ايران وسوريا وحزب الله اللبناني.

الأوروبي يرحب ويعرض المساعدة

رحبت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون السبت بالاتفاق الاميركي الروسي لتدمير الاسلحة الكيميائية السورية وعرضت مساعدة الاتحاد الاوروبي في عمليات التفتيش.

وقالت اشتون في بيان “ارحب بالاتفاق الذي انجز اليوم بين الولايات المتحدة واتحاد روسيا لضمان تدمير سريع وآمن للاسلحة الكيميائية السورية” مضيفة ان الاتحاد الاوروبي مستعد لارسال خبراء “للمساعدة في تأمين المواقع وتفكيك وتدمير بعض العناصر الكيميائية”.

وقالت اشتون “اطلب من مجلس الامن الدولي ان يتحمل مسؤولياته من خلال القبول سريعا بقرار يمنح مزيدا من السلطات (لتنفيذ) العملية”.

وطلبت اشتون من السلطات السورية السماح بعمليات تفتيش “بلا عوائق (…) لكل المواقع” على اراضيها.

واضافت “آمل في ان يفتح الاتفاق المبرم اليوم المجال امام استئناف الجهود للتوصل الى حل سياسي للنزاع السوري”.

كما طلبت من المجتمع الدولي دعم تنظيم مؤتمر دولي للسلام “لانهاء معاناة الشعب السوري”.

بان كي مون: نأمل انتهاء معاناة السوريين

اعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون السبت ان الاتفاق الروسي الاميركي حول ازالة الاسلحة الكيميائية السورية ينبغي ان يتيح انهاء “المعاناة المروعة” للسوريين.

ونقلت المتحدثة باسم الامم المتحدة فانينا مايستراشي ان الامين العام “يعد” بان تساعد الامم المتحدة في تنفيذ هذا الاتفاق الذي تم التوصل اليه السبت في جنيف بين وزيري الخارجية الاميركي والروسي، و”يامل بقوة” في ان يمهد الاتفاق “لحل سياسي يضع حدا للمعاناة المروعة للشعب السوري”.

وقبيل اعلان الاتفاق، اعلن بان كي مون ان الامم المتحدة ستحاول تنظيم مؤتمر سلام حول سوريا “خلال تشرين الاول/اكتوبر”.

اوباما: الخيار العسكري على الطاولة

وابدى الرئيس الاميركي باراك اوباما السبت استعداده لاعطاء فرصة للجهود الدبلوماسية الجارية حول ملف الاسلحة الكيميائية السورية، لكنه حذر من ان الخيار العسكري لا يزال مطروحا في حال فشلت.

وقال اوباما في كلمته الاسبوعية “لن نسلم بتصريحات روسيا و(الرئيس السوري بشار) الاسد. اننا بحاجة الى رؤية خطوات ملموسة تثبت بان الاسد جاد بشأن التخلي عن اسلحته الكيميائية”.

وتابع اوباما “بما ان هذه الخطة ظهرت فقط في ظل تهديد ذي مصداقية بتحرك عسكري اميركي، فسوف نبقي على مواقعنا العسكرية في المنطقة لابقاء الضغط على نظام الاسد”.

وقال اوباما معلقا على المحادثات الجارية في جنيف بين وزيري الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف لبحث الخطة التي طرحتها سوريا لوضع الاسلحة الكيميائية السورية تحت اشراف دولي بهدف اتلافها “لقد اوضحنا انه لا يمكن ان يشكل ذلك تكتيكا يهدف الى المماطلة”.

وقال “ان اي اتفاق يجب ان يتحقق من التزام نظام الاسد وروسيا بتعهداتهما، وهذا يعني العمل على وضع الاسلحة الكيميائية السورية تحت اشراف دولي وصولا في نهاية المطاف الى تدميرها”.

وختم “ان هذا سيسمح لنا بتحقيق هدفنا وهو ردع النظام السوري عن استخدام اسلحة كيميائية والحد من قدرتهم على استخدامها والتوضيح للعالم باننا لن نقبل باستخدامها”.

تقدم للمعارضة في درعا.. و«هيومن رايتس ووتش» تتهم النظام بإعدام جماعي بالساحل

«دولة العراق والشام الإسلامية» تعلن الحرب على «الحر» بحلب وتعتقل خطيب مسجد

بيروت: «الشرق الأوسط»

أحرزت المعارضة السورية أمس تقدما عسكريا في مدينة درعا جنوب البلاد، حيث سيطر مقاتلوها على كتيبة للدبابات، بالتزامن مع إعلان تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» بدء حملة عسكرية ضد كتائب «الجيش السوري الحر» في ريف محافظة حلب الشرقي.

وقال ناشطون معارضون إن «الجيش الحر» سيطر على كتيبة الدبابات في منطقة الشيخ سعد بمحافظة درعا جنوب غربي البلاد، في وقت أعلن فيه «الجيش الحر» بدء عملية «سلسلة معارك نوى الكبرى» التي تهدف إلى «فتح طريق إمداد عسكري للمدينة الواقعة في محافظة درعا الجنوبية في سوريا». وأوضح ناشطون أن عناصر «الحر» هاجموا القوات النظامية في مدن عدة في درعا، بالتوازي مع بدء عملية تحرير عدد من القرى بريف القنيطرة.

وأفاد المكتب الإعلامي في مدينة نوى أن «مقاتلي «الحر» تمكنوا من تحرير 14 حاجزا في يوم واحد، كما قاموا بالسيطرة على كتيبتي «الشيلكة والطبية». وتقع مدينة نوى في ريف درعا الغربي، وهي من كبرى مدن المحافظة، وتبعد 80 كلم عن مدينة دمشق، و35 كلم عن مدينة درعا، و10 كلم عن هضبة الجولان، ويتمركز فيها اللواءان 61 و112.

وفي موازاة التطورات الميدانية بدرعا، قال ناشطون إن «القوات النظامية الموجودة في حي الميدان بدمشق شنت قصفا صاروخيا على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الذي أصبح ساحة اقتتال عنيفة مع مقاتلي المعارضة في الآونة الأخيرة». كما شهدت مدن وبلدات عدة بريف دمشق اشتباكات بين القوات النظامية وكتائب الجيش الحر.

وأفاد ناشطون في حي برزة شرق العاصمة بأن الطيران الحربي النظامي شن ثلاث غارات جوية على الحي، مما أسفر عن دمار كبير في الأبنية السكنية واشتعال الحرائق في بعضها.

وتزامن القصف على الحي مع اندلاع اشتباكات عنيفة بين مقاتلي «الجيش الحر» وبين عناصر القوات النظامية مدعومة بعناصر لواء «أبي الفضل العباس».

وتفرض القوات النظامية حصارا شبه كامل على الحي منذ نحو ثمانية أشهر، مما أدى إلى نزوح عدد كبير من سكانه وتدهور الأوضاع الإنسانية والمعيشية لمن بقي فيه نتيجة النقص الحاد في المستلزمات الطبية والمواد الغذائية.

من جهة أخرى، كشفت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية أن «القوات النظامية السورية وقوات موالية لها قامت بإعدام ما لا يقل عن 248 شخصا في بلدتي البيضا وبانياس يومي 2 و3 مايو (أيار) الماضي، في واحدة من عمليات الإعدام الجماعي الميداني الأكثر دموية منذ بداية النزاع في سوريا».

ورجحت المنظمة المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان في تقرير أن «يكون عدد الوفيات الفعلي أعلى، خصوصا في بانياس، بالنظر إلى صعوبة الوصول إلى المنطقة لإحصاء الموتى».

وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قد أفاد في مايو الماضي بأن الحصيلة النهائية للضحايا وصلت إلى 162 في البيضا و145 في بانياس. وتقطن البلدتين غالبية سنية، وتقعان في محافظة طرطوس الساحلية ذات الغالبية العلوية، وهي الأقلية الدينية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد، بينما اعتبرت المعارضة السورية في حينه أن ما جرى في بانياس والبيضا «مجزرة طائفية»، متهمة النظام بارتكابها.

ونقل تقرير «هيومن رايتس ووتش» عن القائم بأعمال المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جو ستورك قوله إنه «بينما ينصب تركيز العالم على ضمان عدم تمكن الحكومة السورية من الآن فصاعدا من استخدام الأسلحة الكيماوية ضد مواطنيها، يجب ألا ننسى أن القوات النظامية السورية استخدمت الوسائل التقليدية في قتل المدنيين». وأضاف: «روى الناجون قصصا مريعة عن إعدام أقاربهم العزل أمام أعينهم من قبل القوات النظامية وتلك الموالية لها».

وذكرت المنظمة أن «العديد من السوريين يلقون مصرعهم بالأسلحة التقليدية المستخدمة في النزاع الذي أودى بأكثر من 110 آلاف شخص».

وفي حلب، ذكر بيان صادر عن المكتب الإعلامي لتنظيم «دولة العراق والشام الإسلامية» أن التنظيم، المعروف بقربه من «القاعدة»، بصدد إطلاق حملة عسكرية بعنوان «نفي الخبيث» تستهدف «عملاء النظام السوري ومن قام بالاعتداء السافر على الدولة الإسلامية في العراق والشام» وفي مقدمتهم كتيبتا «الفاروق» و«النصر». وتتبع هاتان الكتيبتان لقيادة «الجيش الحر» الذي يحتضن مع جهات إسلامية أخرى، نحو 33 تنظيما عسكريا يقاتلون في مناطق متفرقة من حلب.

واتهم بيان «الدولة» من وصفهم بأتباع النظام السوري بـ«محاولة اقتحام مقره في مدينة الباب بريف حلب عبر مظاهرة مسلحة خرجت أمام المقر ثم قيام هؤلاء بالاعتداء على جنودنا من أنصار ومهاجرين بالسب والشتم والضرب وإطلاق النار ورمي القنابل وتحطيم المركبات».

وأشار البيان إلى أن «هذه المظاهرة تلت قصفا جويا من قبل النظام السوري على مقر (الدولة الإسلامية)».

وبينما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن «هذا الإجراء من قبل (دولة العراق والشام الإسلامية) يأتي في ظل انحسار واضح في تأييدها من قبل الحاضنة الاجتماعية في حلب»، أشار ناشطون في حلب إلى أن «دولة الإسلام في العراق والشام» قامت أيضا باعتقال الشيخ أسامة زعيتر أثناء توجهه لأداء خطبة صلاة الجمعة في جامع الإيمان.

ويعتبر زعيتر من أبرز الوجوه الدينية في حلب، إذ يشغل عضوية الهيئة الشرعية في مدينة الباب.

«الائتلاف» يرجئ انتخاب رئيس الحكومة المؤقتة إلى اليوم.. ويبت في انضمام المكون الكردي

تطورات الأزمة طغت على النقاش أمس.. واستياء من التغاضي الدولي عن عقاب الأسد

بيروت: ليال أبو رحال

التأمت الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أمس في مدينة إسطنبول التركية أمس، مخصصة اليوم الأول من اجتماعها لمناقشة الأزمة السورية على وقع التطورات الدولية الراهنة، بينما أرجأت إلى اليوم عملية انتخاب رئيس للحكومة السورية المؤقتة وتكليفه بتشكيلها ضمن مدة محددة، علما أن المعارض أحمد الطعمة الخضر هو المرشح الوحيد لهذا المنصب.

وقال عضو الهيئة السياسية في «الائتلاف المعارض» أحمد رمضان لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «انتخاب الخضر سيتم اليوم وهو لا يزال المرشح الوحيد ويحظى بتوافق كبير على شخصه، باعتباره شخصية وطنية معروفة، وسبق أن اعتقل لنشاطه ضمن الحراك السياسي، فضلا عن قربه من الكتائب الميدانية والجيش السوري الحر وعلاقته الجيدة بكل المكونات السورية التي تبادله الاحترام». وأوضح أنه سيعرض اليوم تصوره لمهمات الحكومة المؤقتة المخولة بإدارة المناطق المحررة من سيطرة النظام السوري عليها.

ومن المقرر أن تبحث الهيئة العامة للائتلاف اليوم مسألة انضمام المجلس الوطني الكردي وإزالة التباينات القائمة معه بشأن بعض بنود الاتفاق الثنائي الذي أقرته الهيئة السياسية للائتلاف. وكان المجلس الوطني الكردي قد أبدى اعتراضه على البند الثالث في مسودة الاتفاق وينص على أن «سوريا الجديدة دولة ديمقراطية مدنية تعددية، نظامها جمهوري برلماني.. مع اعتماد نظام اللامركزية الإدارية بما يعزز صلاحيات السلطات المحلية»، في حين يعتبر المجلس الكردي أن «أفضل صيغة للدولة السورية هي صيغة دولة اتحادية»، مؤكدا في الوقت عينه أنه سيعمل على «تحقيق ذلك من دون أن يشكل ذلك عائقا أمام انضمامه إلى الائتلاف الوطني».

وقال رمضان في هذا السياق إنه لم يتم أمس نقاش الاتفاق في الهيئة العامة، بعد أن وافقت عليه الهيئة السياسية بالأغلبية، موضحا أن «النقاش سيحصل اليوم والأرجح أن تتم الموافقة عليه، مع حق كل عضو في أن يتحفظ على البند الذي يراه غير مناسب ضمن الاتفاق»، مشددا على أن «الهيئة السياسية تنظر إلى الاتفاق وانضمام المجلس الكردي على أنه يشكل إضافة مهمة وتطورا مهما في توحيد صفوف الثورة السورية وجهوزيتها للمرحلة المقبلة». وعما إذا كان المجلس الوطني الكردي سيمثل بنائب لرئيس الائتلاف وعشرة أعضاء في الهيئة العامة، أجاب رمضان قائلا: «الأمر خاضع للنقاش اليوم لكننا حريصون على أن يكون التمثيل الكردي عادلا ووفق نسبة المكون الكردي في المجتمع السوري».

ويسعى الائتلاف منذ أشهر عدة إلى ضم التيارات الكردية إلى صفوفه، لكن هواجس الأخيرة بشأن دورها في المرحلة التي تلي سقوط النظام تعوق هذه الجهود. كما فاقمت المواجهات الأخيرة التي شهدتها بعض المناطق السورية الخاضعة لسيطرة المعارضة، بين الأحزاب الكردية وفصائل إسلامية «متشددة»، من مخاوف أكراد سوريا.

وكانت الهيئة العامة للائتلاف قد استهلت اجتماعها أمس بالاستماع إلى تقرير قدمه رئيس الائتلاف أحمد الجربا حول مضمون المحادثات التي أجراها في جولاته الخارجية الأخيرة والتي شملت السعودية وقطر والإمارات والأردن وتركيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة ومصر والجامعة العربية ودولا أخرى. لكن المساحة الأكبر من النقاش قد خصصت أمس للوضع السياسي الراهن وتطورات أزمة سوريا دوليا. وقال رمضان إن «المتحدثين أعربوا عن شعورهم بالقلق والاستياء من أن يتم حصر التعامل في الملف الكيماوي للنظام بينما تهمل باقي القضايا الخاصة بالأزمة السورية ويتم التغاضي عن استخدام النظام للأسلحة في القتل». كما أبدوا تخوفهم، وفق رمضان، من أن «ينجو النظام من جريمة الغوطة الشرقية ولا يعاقب عليها». وأشار إلى أن «الرسالة المشتركة التي أوصلها معظم المتحدثين أكدت أن أي حل سياسي سيدخل في خانة المستحيل إن لم تتم معاقبة النظام على جريمة الغوطة الشرقية تحديدا وجرائمه السابقة». وأكد رمضان أنه «إذا نجا النظام السوري من العقوبة فمن الصعب الوصول إلى حل سياسي في المرحلة المقبلة»، مشيرا إلى التأكيد على وجوب «تعزيز القدرات الذاتية للجيش الحر في الداخل والاعتماد على الوضع الميداني».

وأعرب رمضان عن اعتقاده أنه «في الشهر الأخير حصل الجيش الحر على أسلحة وذخائر من 800 إلى 1000 طن، بينها أسلحة نوعية، ومن شأن ذلك تعزيز قدرات الجيش الحر وكذلك تعديل موازين القوى».

ومن المقرر أن تناقش الهيئة العامة موضوع الاستقالات من الائتلاف وعودة بعض المستقيلين عن استقالتهم للتصويت والاتفاق على أسماء جديدة بعد مناقشة مسألة إحلال أعضاء جدد بدلا من المستقيلين استنادا إلى النظام الداخلي. كما سيتناول البحث مكاتب الائتلاف التمثيلية حول العالم وتعيين سفراء جدد، إضافة إلى اللجان الصحية والإغاثية والقانونية والتعليمية.

كيري ولافروف يتفقان على الاجتماع مرة أخرى لبحث «جنيف 2»

الأمم المتحدة تطالب دمشق بمزيد من المعلومات حول انضمامها إلى اتفاق حظر «الكيماوي»

واشنطن: هبة القدسي – لندن: «الشرق الأوسط»

أبدى وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف أملهما في أن استئناف المحادثات بشأن الأسلحة الكيماوية السورية سيؤدي إلى إحياء الخطة الدولية لعقد مؤتمر «جنيف 2» للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، وإنهاء الصراع، وتشكيل حكومة انتقالية. ووصف كيري المحادثات التي استمرت لأكثر من ساعة مع نظيره الروسي في نهاية اليوم الثاني بأنها كانت «بناءة». وقال في مؤتمر صحافي مقتضب شارك فيه المبعوث الأممي لسوريا الأخضر الإبراهيمي بجنيف، إنه يعتزم الاجتماع مع لافروف في نيويورك في الـ28 الشهر الحالي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة لاستئناف المحادثات حول خارطة طريق تؤدي إلى حل القضية السورية في أقرب وقت ممكن، مشددا على أن مستقبل مفاوضات السلام سيعتمد على نتائج المفاوضات حول الأسلحة الكيماوية السورية.

وقال كيري: «نحن ملتزمون بالعمل معا بدءا من هذه المبادرة حول الأسلحة الكيماوية، على أمل أن تؤتي تلك الجهود ثمارها في إحلال السلام والاستقرار لهذا هذا الجزء من العالم الذي مزقه الحرب».

وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على موقف سوريا في تشجيع التوصل لحل سلمي، وتأييد مبادرات الجامعة العربية وكوفي أنان، وبيان مؤتمر جنيف الأولي، وقال: «من المؤسف أنه تم التحلي عن بيان جنيف الأولي من حيث الأساس». وأضاف: «سنناقش الاقتراحات التي قدمها الإبراهيمي، وسنمضي قدما بالتوازي مع العمل حول الأسلحة الكيماوية والاجتماع في نيويورك وسنري أين نحن وماذا تعتقد الأطراف السورية، ونأمل أن نكون أكثر تحديدا عندئذ». وأوضح لافروف أنه ناقش مع كيري سبل التحضير لمؤتمر جنيف الثاني، مشددا على أن الأطراف السورية يجب أن تصل إلى توافق حول الحكم الانتقالي الذي يأتي مع سلطة تنفيذية كاملة، وقال إن كيري يفهم ضرورة إحراز تقدم في التسوية السورية.

وأشاد لافروف بانضمام سوريا إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية، مشيرا إلى أنه «كان ضروريا للمضي في طرق، من شأنها أن يتم حل هذه المشكلة بسرعة وفي أقرب وقت»، وأضاف: «هدفنا الأساسي من وجودنا هنا هو بحث مسألة الكيماوي السوري، وعلينا أن نكلف خبراءنا بالتعاون مع الخبراء الكيماويين الأمميين من أجل حل هذه المسألة بمنتهي الاحترافية».

وشدد الأخضر الإبراهيمي على أهمية المحادثات التفاوضية حول الأسلحة الكيماوية السورية، مشيرا إلى أهميتها في حد ذاتها، وفي العمل لعقد مؤتمر جنيف بنجاح

وبدت الاختلافات واضحة بين الوزيرين حول موقف الولايات المتحدة، في ضرورة امتثال سوريا لمعايير أكثر صرامة من القواعد التي وضعتها منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، بينما لا توافق روسيا على اعتبار سوريا حالة استثنائية. وكان واضحا أن الوزيرين يسعيان للوصول إلى «أرضية مشتركة» والاستفادة القصوى من الفرصة الدبلوماسية لتحقيق حل سلمي للأزمة السورية.

وتأمل الولايات المتحدة أن يتم الاتفاق على تفاصيل عملية نزع السلاح الكيماوي السوري وتدميره، واستصدار قرار بشأنه من مجلس الأمن الدولي، بينما ترفض روسيا إلقاء اللوم على الحكومة السورية حول الهجمات بالأسلحة الكيماوية في الغوطة الشرقية، وترفض ربط أي قرار يصدره مجلس الأمن باستخدام القوة العسكرية في حال عدم امتثال الحكومة السورية.

وقد اعترضت روسيا بالفعل على مشروع قرار يعتمد على الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، الذي يخول استخدام القوة إذا فشلت سوريا في تنفيذ التزاماتها.

وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية إن استئناف المحادثات بين الوزيرين يتوقف على نتائج المحادثات التي تهدف إلى تأمين ترسانة سوريا من الأسلحة الكيماوية، مشيرا إلى مخاوف أميركية من محادثات مطولة من شانها أن تكون تكتيكا للتأخير، وربما منع شن ضربة عسكرية تقودها الولايات المتحدة ضد سوريا، وقال: «سيكون اختبارا لمدي استعداد روسيا وسوريا لقبول بداية سريعة لرقابة دولية على الأسلحة الكيماوية والذخائر التي يتم استخدامها لنشر تلك الأسلحة الكيماوية، في أي شكل من الأشكال». وأضاف المسؤول الأميركي أن محادثات كيري ولافروف كانت إيجابية، مؤكدا أن أي خطة تنجم عن المحادثات يجب أن تكون ذات مصداقية ويمكن التحقق منها وتنفيذها في الوقت المناسب، وفي الوقت نفسه يجب أن تكون هناك عواقب للمخالفة.

ويسود القلق من كيفية إجراء عمليات التفتيش على تلك الأسلحة في وقت يستمر الصراع وتبادل إطلاق النار بين طرفي النزاع في سوريا.

وقد أجرى خبراء الأسلحة الكيماوية من الجانبين الأميركي والروسي مناقشات مكثفة حول التفاصيل التقنية الحاسمة، للتوصل إلى اتفاق، ويستكملون مباحثاتهم صباح اليوم (السبت).

من جانب آخر، قال بان كي مون إن الرئيس السوري بشار الأسد «ارتكب جرائم كثيرة ضد الإنسانية»، وأكدت الأمم المتحدة أنها تلقت طلب سوريا للانضمام إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية. ووفقا لشروط الاتفاقية، فإنه سيكون على الحكومة السورية تقديم إعلان مفصل حول أنواع وكميات ومواقع مخزون الأسلحة الكيماوية لديها، وجميع المرافق التابعة لعمليات تصنيع الغازات الكيماوية في غضون 60 يوما من الانضمام الرسمي للمعاهدة.

وأشار بيان صادر عن ايرين بالتون المتحدثة باسم البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة إلى أن سوريا تحتاج إلى القيام بإجراءات فورية للكشف عن أسلحتها الكيماوية، ووضعها تحت المراقبة الدولية بهدف تدميرها.

وأضافت أن تقديم البيانات دون القيام بعمل هو أمر غير كافٍ، لهذا البلد الذي عمل على تطوير برامج أسلحة كيماوية سرية لعدة عقود.

في غضون ذلك، طالبت الأمم المتحدة النظام السوري بتزويدها بمزيد من المعلومات حول طلب انضمامه إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، وفق ما أعلن متحدث أمس (الجمعة).

وكانت دمشق قد تقدمت، أول من أمس، بطلب لدى الأمم المتحدة للانضمام إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية، وذلك في إطار الخطوات التي تتخذها لتجنب توجيه ضربة عسكرية غربية إليها على خلفية اتهامها بشن هجوم كيميائي في 21 أغسطس (آب) قرب دمشق.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق: «نحن على اتصال مع الحكومة السورية في شأن طلبها. نحاول الحصول على مزيد من المعلومات بحيث تستكمل آلية الانضمام» إلى الاتفاق، من دون أن يحدد طبيعة هذه المعلومات.

وفي سياق منفصل، اقترحت صحيفة «ازفستيا» الروسية الموالية للكرملين على الرئيس الأميركي باراك أوباما نشر مقالة حول سوريا، بعد تلك التي نشرتها «نيويورك تايمز» لفلاديمير بوتين، وأثارت جدلا في الولايات المتحدة.

وذكرت وكالة «إيتار – تاس» للأنباء، أمس، أن ألكسندر ماليوتين رئيس تحرير «ازفستيا» التي نشرت في أغسطس مقابلة حصرية للرئيس السوري بشار الأسد، قدم هذا الاقتراح لوزارة الخارجية الأميركية.

طعمة: ستقوم في سوريا جمهورية لا مكان فيها للقتلة والمجرمين

أكّد رئيس الحكومة السورية الانتقالية الموقّتة أحمد طعمة أنّ “الحكومة تأتي من أجل مصلحة السوريين وخدمتهم ولتؤسس لمرحلة الاستقلال”، مشيراً إلى أنّها ستضع خطة استراتيجية لإدارة المرحلة المقبلة، كما ستدعم وتنظم العمل الإنساني وتسعى إلى ضبط الأمن وبسط السيادة الوطنية، فضلاً عن حماية الأمن العام والخاص ودعم “الجيش السوري الحرّ”. وأضاف: “ستقوم في سوريا جمهورية جديدة للسوريين جميعهم، لا مكان فيها للقتلة والمجرمين”.

طعمة، وخلال مؤتمر صحافي عقب انتخابه رئيسًا للحكومة الانتقاليّة للمعارضة السوريّة، قال: “نقف على أعتاب مرحلة مشرقة في سوريا، وأمامنا واجبات عاجلة أولها وقف القتل والتدمير والعدوان، كما علينا أن نعمل لتحقيق الأهداف الكبرى للثورة السورية”.

إلى ذلك، شدّد طعمة على أنّه “لن يكون في سوريا الجديدة أي حرمان لأي طرف من الحقوق المدنيّة”، داعياً إلى “تحقيق لأبنائنا مستقبلاً بحجم التضحيات التي قُدّمت”.

ترحيب دولي باتفاق أميركي روسي بشأن سوريا

                                            رفضه الجيش السوري الحر

الأمم المتحدة ودول غربية ترحب باتفاق أميركا وروسيا على نزع السلاح الكيميائي السوري

اتفقت روسيا والولايات المتحدة على خطة لنزع الأسلحة الكيميائية السورية بحلول منتصف 2014، في خطوة لقيت ترحيبا دوليا، إلا أن قيادة الجيش السوري الحر المعارض رفضتها على الفور واعتبرت أنها ليست معنية بها.

وتمهل الخطة التي أُقرت في ختام محادثات في جنيف النظام السوري أسبوعاً لتقديم قائمة شاملة بهذه الأسلحة، وتنص على العودة إلى مجلس الأمن لإصدار قرار وفق الفصل السابع في حال انتهاك دمشق بنود الاتفاق.

وبموجب الاتفاق ستطلب الولايات المتحدة وروسيا من المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية القيام بإجراءات استثنائية في الأيام القليلة القادمة “للإسراع في تدمير برنامج الأسلحة الكيميائية السورية والتحقق الدقيق من ذلك”.

وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إنه بموجب الاتفاق يتعين على سوريا أن تقدم “قائمة وافية” بمخزوناتها من الأسلحة الكيميائية خلال أسبوع، وأوضح في المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف أنه يجب أن يكون مفتشو الأسلحة التابعون للأمم المتحدة على الأرض في سوريا في موعد لا يتجاوز نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وشدد كيري على ضرورة أن تكون خطة نزع السلاح الكيميائي شفافة، ولها جدول زمني محدد وقابلة للتنفيذ والتحقق، وحذر من أن عدم التزام نظام دمشق سوف يواجه بالفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.

ومن ناحيته قال لافروف عقب اختتام ثلاثة أيام من المباحثات مع كيري في جنيف إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه لا يشير إلى استخدام القوة ضد سوريا بشكل منفرد، لكنه يحيل أي انتهاك إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وأضاف أن الإطار المتفق عليه سيضع ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية تحت إشراف دولي تمهيداً لتدميرها في نهاية المطاف، مؤكداً أن ضمان سلامة مفتشي الأمم المتحدة أثناء قيامهم بعملهم من مسؤولية الحكومة السورية ومجموعات المعارضة على حدٍ سواء.

ترحيب دولي

وقد رحبت بهذا الاتفاق دول غربية عديدة بالإضافة إلى الأمم المتحدة التي وعدت بالمساعدة في تنفيذ الاتفاق، وأبدت أملها في أن يساهم في “وقف آلام الشعب السوري ويفتح الطريق لتسوية سياسية”، كما نقل متحدث عن الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون.

ورحبت فرنسا بالاتفاق ووصفته بأنه “خطوة مهمة إلى الأمام”، مضيفة أن محادثات ستجري يوم الاثنين في باريس تتركز على تنفيذه. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في بيان “مسودة الاتفاق التي جرى التوصل إليها في جنيف بخصوص القضاء على الأسلحة الكيميائية التابعة للنظام السوري خطوة مهمة إلى الأمام”.

كما رحب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بالاتفاق، وقال إن “المملكة المتحدة ترحب بالاتفاق الأميركي الروسي على إجراءات عاجلة ستدخل حيز التنفيذ الآن”.

ومن ناحيته اعتبر وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفليه أن فرص التوصل إلى حل سياسي للنزاع في سوريا ستزيد “بشكل كبير” بعد إعلان اتفاق أميركي روسي على إزالة الأسلحة الكيميائية السورية.

وأكد الوزير “ترحيبه بهذا القرار”، وقال في بيان إن “السلام الدائم” في سوريا “لا يمكن أن يقوم عبر حل عسكري بل فقط عبر حل سياسي”.

سليم إدريس: فقدنا الأمل في أن يقدم المجتمع الدولي المساعدة للشعب السوري

موقف رافض

وما أن أعلن الوزيران الأميركي والروسي عن اتفاقهما حتى أعلن الجيش السوري الحر على لسان رئيس هيئة أركانه اللواء سليم إدريس رفضه له.

وقال إدريس -الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي في إسطنبول بتركيا- إن المبادرة الروسية الأميركية لا تعنيهم في شيء “وهي فقط لكسب الوقت”، وإن “التواريخ التي تتحدث عن تدمير الأسلحة في 2014 لا تعنينا”.

وأردف قائلاً إن الاتفاق لم يتحدث عن محاكمة الرئيس السوري بشار الأسد رغم اعترافه باستخدام السلاح الكيميائي، مضيفاً أن قوات النظام الحاكم في دمشق قامت قبل أيام بنقل أسلحة كيميائية إلى العراق ولبنان.

وتابع “كل ما يهم المجتمع الدولي هو السيطرة على أسلحة المجرم الذي تنازل عن كل شيء لتخوفه من الضربات، الأسد لا يهمه أي شيء، الذي يهمه هو فقط أن يبقى في السلطة، وكل السوريين لا وزن لهم في المبادرة الروسية”.

وأعرب إدريس عن شعورهم بالخيبة والخذلان الشديد قائلاً “نحن نعتمد على سواعد مقاتلينا وإمكانيات أهلنا. فقدنا الأمل في أن يقدم المجتمع الدولي المساعدة لهذا الشعب”، وقال إنهم في الجيش الحر سيعملون على إسقاط النظام.

المعارضة السورية تنتخب طعمة رئيسا للحكومة

                                            انتخب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة اليوم السبت في إسطنبول المفكر الإسلامي أحمد طعمة رئيسا للحكومة الموقتة، خلفا لغسان هيتو الذي اختير في وقت سابق ولم يتمكن من تشكيل حكومة واضطر إلى الاستقالة.

وحصل طبيب الأسنان والمعارض البارز لنظام الأسد على 75 من أصوات الائتلاف البالغة 97 صوتا، ليصبح ثاني رئيس لحكومة مؤقتة مكلفة بإدارة المناطق السورية التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد بعد هيتو الذي استقال في يوليو/تموز الماضي دون أن يتمكن من تشكيل حكومة.

ويأمل الائتلاف أن يعزز انتخاب طعمة (48 عاما) مصداقيته على المستوى الدولي، في وقت يشهد حراكا دبلوماسيا بين واشنطن وموسكو بشأن الأزمة السورية.

وتنتظر طعمة -الذي سيختار فريقا يتألف من 13 وزيرا- مهمة شاقة تتمثل في إعادة النظام إلى المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.

وقال في تصريح لرويترز بعد انتخابه “ستكون أولوية حكومتي إعادة الاستقرار إلى المناطق المحررة، بالإضافة إلى تحسين ظروفها المعيشية وبسط الأمن فيها”.

وأضاف طعمة في مؤتمر صحفي عقده الائتلاف بإسطنبول بعد انتخابه، إن حكومته ستضع خطة إستراتيجية للمرحلة الانتقالية وستنظم العمل الإنساني داخل سوريا. وتابع “أهم واجباتنا وقف القتل والعدوان على الشعب والأرض”.

هدف واحد

وقال طعمة إن الجهود يجب أن تتضافر من أجل تنفيذ هدف واحد، مؤكدا أنهم ماضون حتى “تحقيق استقلالنا الثاني، وستقوم جمهورية جديدة لا مكان فيها للقتلة والمجرمين”.

وأكد أن سوريا ستكون “جمهورية جديدة لكل السوريين، هي جمهورية الإنسان دون تمييز”. وقال “سنبني معا جيشا وطنيا يصد العدوان ولا يصوب سلاحه نحو المواطنين السوريين”.

وقال مساعد طعمة قبل انتخابه “لا تتوقعوا تغير المناطق المحررة بين عشية وضحاها.. المعارضة تتعرض لضغوط دولية لتعزيز مصداقيتها، والهدف هو أن يصبح الائتلاف أشبه ببرلمان بينما تعمل الحكومة كسلطة تنفيذية”.

وكان من المقرر اختيار طعمة أمس الجمعة، لكن عددا من أعضاء الائتلاف طلبوا تأجيل التصويت إلى السبت. ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين قولهم إن رئيس الائتلاف أحمد الجربا وافق أملا في كسب الوقت لضمان مزيد من الأصوات لطعمة.

ويعتبر طعمة -وهو طبيب أسنان ومفكر سياسي من مواليد دير الزور- أحد المعارضين البارزين لنظام الرئيس بشار الأسد، فقد اعتقل لأكثر من عامين ونصف في الفترة بين 2007 و2010، حيث كان عضوا فاعلا في “إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي”.

قضايا أخرى

وإلى جانب اختيار رئيس الحكومة المؤقتة، ناقش الائتلاف في اجتماعاته المبادرة الروسية بشأن السلاح الكيميائي السوري التي انتقدها الائتلاف وقال إنها غضت الطرف عن محاسبة المسؤولين عن مقتل 1466 شخصا.

وقال سالم المِسلط نائب رئيس الائتلاف إن تركيز المجتمع الدولي على السلاح الكيميائي ينبغي ألا يخفي حقيقة أن الأطفال السوريين قتلوا بالسلاح التقليدي والطيران الحربي كذلك.

يشار إلى أن المبادرة الروسية تقضي بتسليم النظام السوري للأسلحة الكيميائية مقابل تفادي الضربة العسكرية الأميركية.

ومن المتوقع أن يجري العمل على تشكيل خلية أزمة للتعامل مع التطورات المتسارعة، ومناقشة ملفات مختلفة منها انضمام المجلس الوطني الكردي إلى الائتلاف.

قتلى في غارات ومعارك بعدة جبهات بسوريا

                                            أوقعت غارات جوية شنها الطيران الحربي السوري اليوم السبت قتلى مدنيين في درعا وإدلب, بينما اندلعت اشتباكات في أحياء بدمشق ومحيطها ومحافظات أخرى.

وقالت شبكة شام والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن سيدتين وطفلين قتلوا في غارات جوية على مدينة داعل بدرعا.

من جهتها, ذكرت لجان التنسيق المحلية أن قنابل النابالم استخدمت في الغارات على داعل, مؤكدة استخدام قنابل فوسفورية في غارات مماثلة على طفس الواقعة أيضا ضمن محافظة درعا.

وتأتي هذه الغارات -التي شملت أيضا بلدتي اليادودة وعدوان- في ظل اشتباكات عنيفة بعدة محاور في ريف درعا, بما في ذلك قرب نوى والشيخ سعد.

ونفذ الطيران الحربي السوري اليوم سلسلة من الغارات الجوية على بلدات بريف دمشق بينها حرستا ومعضمية الشام وزملكا وعربين.

وقال ناشطون إن إحدى الغارات أسفرت عن مقتل عنصر من المعارضة في معضمية الشام, وقالوا إن الزبداني تعرضت بدورها لقصف مدفعي عنيف, بينما أشار المرصد السوري إلى جرحى في غارة على منطقة بين بلدتي زملكا والسبينة.

واستهدفت عدة غارات جوية أيضا حيّي برزة وجوبر بدمشق اللذين تحاول القوات النظامية اقتحامهما في ظل مقاومة عنيفة من الفصائل المعارضة المسلحة.

وفي معرة النعمان بإدلب, قتل شخص واحد على الأقل وأصيب آخرون في غارات جوية حسب شبكة شام ولجان التنسيق.

وأصيب مدنيون -بينهم أطفال- في قصف مدفعي لقرية معرسته الخان بريف حلب, وشمل القصف الجوي والمدفعي ريف حماة الشرقي, وأحياء في الرقة ودير الزور, وبلدات وقرى بريف حمص بينها الرستن. كما قتل رجل وامرأة برصاص قناصين أكراد في حي الأشرفية بحلب.

في السياق نفسه, قالت لجان التنسيق إنه عثر في جبل الأكراد بريف اللاذقية على جثث أربعة مدنيين أعدمتهم القوات النظامية في عيد الفطر.

جبهات مفتوحة

ميدانيا أيضا, قتل ثلاثة جنود نظاميين في اشتباكات غربي داريا بريف دمشق وفقا للجان التنسيق المحلية. وتدور اشتباكات عنيفة كذلك في معضمية الشام وقرب طريق المتحلق الجنوبي من جهة زملكا.

واندلعت اشتباكات في حي التضامن جنوبي دمشق وفقا للمرصد السوري الذي أشار إلى أنباء عن خسائر في صفوف القوات النظامية.

وغير بعيد عن دمشق, قتل عنصر من الجيش الحر في اشتباك بغدير البستان في ريف القنيطرة الذي يشهد قتالا محتدما منذ شهور.

وقال مصدر أمني سوري وناشطون إن الاشتباكات مستمرة في بلدة معلولا ذات الغالبية المسيحية بريف دمشق، حيث لا يزال مقاتلون من جبهة النصرة والدولية الإسلامية في العراق والشام يسيطرون على مواقع بأطرافها بعد أسبوع تقريبا من اقتحامها.

وقالت لجان التنسيق إن البلدة تعرضت اليوم لغارتين في محاولة لدفع المقاتلين للانسحاب.

وفي درعا, سيطر الجيش الحر على أسلحة وذخائر في نوى, بينما ذكر المرصد السوري أن هناك أنباء عن خسائر في صفوف القوات النظامية بعد قصف مقر اللواء 61 في تل الجابية بالمحافظة نفسها.

وحقق الجيش الحر في الأسابيع القليلة الماضية تقدما في ريف درعا, لكن القوات النظامية تحتفظ بقواعد قوية بدرعا بما أن ثلث تلك القوات متركز في هذه المحافظة التي تقع على مقربة من الجولان المحتل.

وفي إدلب, سيطر الجيش الحر على أبنية تمركزت فيها قوات نظامية غربي مدينة أريحا بريف إدلب. وسجلت أيضا اشتباكات في قلعة الحصن بريف حمص, وفي محيط الفرقة 17 بالرقة, وفي الحمرا بريف حماة حيث قتل عنصر من الجيش الحر.

طعمة: لا مكان في سوريا الجديدة للقتلة والمجرمين

رئيس الحكومة الانتقالية الجديد أكد على وجود خطة استراتيجية لإدارة المرحلة المقبلة

العربية.نت

قال رئيس الحكومة الانتقالية السورية أحمد طعمه، في أول مؤتمر صحفي له اليوم السبت، بمدينة اسطنبول بتركيا، إن “الحكومة الانتقالية تأتي لخدمة أهالي سوريا، وأنها ستضع خطة استراتيجية لإدارة المرحلة المقبلة، حيث ستقوم بدعم الجيش الحر وتنظم المساعدات الإنسانية”.

وأشار أحمد طعمة إلى أنه “أمامنا واجبات عاجلة أولها وقف القتل والتدمير والعدوان”، مضيفا علينا أن “نصبر لتحقيق الأهداف الكبرى للثورة السورية.”

وأضاف طعمة خلال أول مؤتمر صحفي له، أنه “ستقوم في سوريا جمهورية جديدة لكل السوريين لا مكان فيها للقتلة والمجرمين”، مؤكدا أنه “لن يكون في سوريا الجديدة أي حرمان لأي طرف من الحقوق المدنية”.

اختيار سوري يؤمن باللاعنف رئيسا للوزراء بالمنفى

طبيب الأسنان أحمد طعمة الخضر في مواجهة طبيب العيون بشار الأسد

لندن- كمال قبيسي

سوريا أصبحت في وضع نادر، فرئيسها في دمشق المتشبث بالحكم كما الطفل بالمصاصة، هو طبيب عيون. أما رئيس وزرائها المؤقت فاختاروه اليوم السبت في اسطنبول، وهو طبيب أسنان مؤمن بمنهج اللاعنف والمقاومة السلمية، وهو الدكتور أحمد صالح طعمة الخضر، الإسلامي المستقل والخطيب سابقا في أحد مساجد مدينة دير الزور بالشرق السوري، حيث أبصر النور قبل 48 سنة.

معظم التوقعات التي صدرت أمس من الائتلاف الوطني السوري، وراجعت “العربية.نت” معظمها، أشارت إلى أن اجتماعه اليوم السبت في إسطنبول، وشارك فيه 97 من أصل أعضائه البالغين 115 شخصا، سينتهي باختيار طعمة لمنصب رئيس وزراء مؤقت بالمنفى، وهذا الاختيار سيكون “البند الأول على جدول الأعمال” طبقا لما نقلت “رويترز” عن خالد صالح، المتحدث باسم الائتلاف.

نقلوا أيضا أن سليم إدريس، رئيس المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر، ظهر كلاعب مؤثر في الائتلاف، برغم أنه ليس عضوا، من خلال تكتل يضم 15 عضوا، فأيد اختيار طعمة رئيسا للوزراء، إلى جانب أن أحمد الجربا، رئيس الائتلاف، نشط أيضا لضمان مزيد من الأصوات لطعمة الذي فاز بأصوات 75 مقابل اعتراض 10 مع 12 ورقة بيضاء وغياب 18 عضوا، والذي جمعت “العربية.نت” ما تيسر عنه من معلومات، فوجدت أن أهمها هو ما كتبه عن نفسه في مايو/أيار الماضي.

الدكتور أحمد صالح طعمة الخضر

كتب طعمة، المتزوج والأب لخمسة أبناء، نبذة شخصية وافية في موقع “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” تلبي الفضول، فذكر أنه عاش معظم حياته في دير الزور التي ولد فيها، باستثناء 5 أعوام أمضاها مع والده في مدينة بيشة بمحافظ بيشة في منطقة عسير بالسعودية، إضافة إلى سنوات دراسته بجامعة دمشق حيث تخرج بطب الأسنان.

جمعية تبنت اللاعنف والمقاومة السلمية

مما كتبه عن نفسه أيضا أنه بدأ العمل السياسي منذ 1992 مع أصدقاء وباحثين في دير الزور “حيث شاركت بتأسيس مجموعتين، إحداهما فكرية تعنى بإعادة النظر بالميراث الفكري الإسلامي، وثانية تبنت منهج اللاعنف والمقاومة السلمية ورفض التنظيمات السرية على الصعيد السياسي” كما قال.

ثم قرر بدءا من 1997 مخاطبة الناس “من خلال خطبة الجمعة، لكنها لم تدم أكثر من سنتين بعد قيام النظام بفصلي من الخطابة بسبب توجسه من أية أفكار تنويرية، وبعد رفضي القيام دقيقة صمت على روح باسل الأسد” في إشارة منه إلى مقتل شقيق الرئيس السوري بشار الأسد، في 1994 بحادث سيارة.

كما انضم طعمة في 2001 إلى لجان إحياء المجتمع المدني الداعية إلى زيادة الهامش الديموقراطي في سوريا والإفراج عن سجناء الرأي والانتقال بالبلاد من حالة الديكتاتورية إلى الديموقراطية وحماية حقوق الإنسان، ثم أصبح في 2005 أحد مؤسسي إعلان دمشق كمستقل ومن دون أي انتماء حزبي.

بعدها في 2006 انتخبوه ممثلا عن محافظة دير الزور في المجلس الوطني لإعلان دمشق، وفي 2007 أمينا للسر، ولم يمر أسبوع إلا وتم اعتقاله، فأمضى مع 12 من زملائه عامين ونصف العام وراء القضبان، وحين دقت الثورة طبولها على النظام شارك فيها أحمد منذ أيامها الأولى.

وأهمية طعمة هي أنه من داخل سوريا ويعرف طبيعتها، وفيها أمضى حياته، ونشط بالإغاثة بدير الزور لصالح المنكوبين، وكان رئيسا للجنة “حملة كلنا للشام” بالمحافظة، ولديه مشروع متكامل، يبدأ باعتماده على فريق من التكنوقراط والشباب، وسيعمل عبر حكومة المعارضة على محاور متنوعة، منها الأمن والأمان وتسيير شؤون الناس المدنية ودعم الديمقراطية عبر تحديد القانون الذي ستكون عليه سوريا المستقبل.

وتم انتخاب طعمة خلفا لغسان هيتو الذي استقال في يوليو/ تموز الماضي من دون أن يتمكن من تأليف حكومة. كما يتوقعون أن يختار طعمة حكومة مؤقتة من 13 وزيرا لادارة المناطق السورية التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، بحسب ما نقلت بعض الوكالات.

اتفاق أميركي – روسي على آلية للتخلص من كيماوي سوريا

كيري يؤكد تطبيق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة إذا لم تلتزم سوريا

جنيف – فرانس برس

أكد وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، السبت، أن أميركا وروسيا توصلتا إلى اتفاق على آلية للتخلص من أسلحة سوريا الكيماوية.

وشدد على اتخاذ إجراءات قوية لتدمير أسلحة الأسد الكيماوية، مطالباً سوريا بتقديم قائمة بأسلحتها الكيماوية خلال الأسبوع، موضحاً أن هذا العمل سيكون وفقاً للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، والذي يجيز استخدام القوة.

وقال في مؤتمر صحافي مع نظيره، سيرغي لافروف، إن خطر الأسلحة الكيماوية لا يشمل السوريين، بل يمتد إلى دول الجوار.

وأعلن كيري أن خطة إزالة أسلحة بشار الأسد الكيماوية يجب أن تكون شفافة وذات مصداقية وقابلة للتطبيق.

وأوضح أنه تم الاتفاق على تقييم مشترك حول كمية ونوع الأسلحة الكيماوية التي يملكها الأسد.

وكشف أن أسلوب التعامل مع نظام الأسد إذا انتهك الاتفاق سيعرض للنقاش في مجلس الأمن.

وأشار إلى أن الرئيس الأميركي يملك القدرة وفقاً لصلاحياته على استخدام القوة للحفاظ على الأمن القومي الأميركي.

وأبان كيري أن أميركا ستشارك في تمويل إزالة أسلحة سوريا الكيماوية، إلى جانب مساهمات أخرى من المجتمع الدولي.

وقال إن تدمير الأسلحة الكيماوية السورية يجب أن ينتهي منتصف العام المقبل.

ولفت إلى أن النظام السوري قام بنقل الأسلحة الكيماوية إلى مواقع تقع تحت سيطرته، وأن الأسد يتحمل مسؤولية وصول المفتشين الدوليين إلى تلك المواقع.

لافروف: مجلس الأمن يراقب التنفيذ

ومن جانبه، قال لافروف إنه تم التوصل إلى وثيقة حول التخلص من الأسلحة الكيماوية في سوريا خلال وقت وجيز.

وذكر أن دمشق ملتزمة بقرار الانضمام إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية.

وألمح وزير الخارجية الروسي إلى أن أي انتهاك للاتفاق الموقع ستتم إحالته إلى مجلس الأمن، ولم نتحدث عن عمل عسكري.

وشدد على ضرورة تجنب السيناريو العسكري الذي سيكون مدمراً للمنطقة، ويضع العلاقات الدولية على شفا هاوية.

وأبان أن الوثيقة التي تم إقرارها حول التخلص من كيماوي سوريا تحتاج إلى آليات عمل من خلال مجلس الأمن الدولي.

وحول الجهود الدبلوماسية لتسوية الأزمة السورية، قال وزير الخارجية الروسي إنه يجب على المعارضة السورية أن تكون مستعدة للمشاركة في مؤتمر “جنيف 2″، والذي نسعى لعقده خلال الشهر الجاري، ولكنه ربما يتأجل للشهر المقبل.

وأفاد بأن التخلص من الأسلحة الكيماوية في سوريا خطوة نحو التخلص من أسلحة الدمار الشامل في منطقة الشرق الأوسط بالكامل.

وتوقع لافروف التطبيق الكامل لاتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية في سوريا، موضحاً أن أي اتهام حول استخدام الكيماوي يجب التحقق منه، منعاً لتقديم معلومات مغلوطة.

وأوضح أن استخدام القوة من مجلس الأمن ضد أي انتهاكات حول استخدام الكيماوي سيكون بعد إثبات ذلك بالأدلة.

ختام مباحثات جنيف

وكان السبت هو اليوم الثالث من المحادثات بين الوزيرين حول مبادرة طرحتها موسكو ووافقت عليها دمشق، بوضع مخزون الأسلحة الكيماوية السورية تحت إشراف دولي بهدف إتلافها. وانضمت سوريا على إثرها إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية.

وعقد لافروف وكيري اجتماعاً في وقت متأخر من ليل الجمعة/السبت، فيما عقد الخبراء والدبلوماسيون المرافقون لهما عدة جلسات عمل.

ولم تسفر الاجتماعات الطويلة عن نتائج محددة بعد، ولكن كيري ولافروف أصرا على وصفهما التصريحات الصحافية بـ”البناءة”.

وتقترح القوى الغربية جدولاً لتسليم الأسلحة الكيماوية خلال أسابيع، وهو ما تعتبره موسكو حلاً غير عملي، في ضوء الظروف المعقدة على الأرض، والإجراءات المطلوبة لتأمين وتفكيك تلك المواقع الحساسة.

ترحيب دولي باتفاق لنزع كيماوي سوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

رحبت دول وجهات غربية، السبت، باتفاق توصلت إليه واشنطن وموسكو ينص على إزالة الترسانة الكيماوية السورية، على أن يتم اللجوء إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة في حال تخلف الحكومة السورية عن تنفيذ الخطة.

وكانت روسيا والولايات المتحدة توصلتا إلى خطة تهدف إلى إتلاف الأسلحة الكيماوية السورية بحلول منتصف 2014، على أن تسمح السلطات السورية للمفتشين الدوليين بأن يدخلوا إلى أراضيها في مهلة أقصاها نوفمبر المقبل بغية التثبت من عملية إتلاف الترسانة الكيماوية.

كما تمهل الخطة التي أعلن عنها وزير الخارجية الأميركي ونظيره الروسي، سيرغي لافروف، دمشق أسبوعا لتقديم قائمة بهذه الأسلحة، وتنص على صدور قرار دولي تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز اللجوء إلى القوة في حال مخالفة دمشق التزاماتها.

ولاقى هذا الاتفاق ردود فعل مؤيدة، إذ اعتبره وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، أنه “تقدم مهم”، إلا أنه أكد في المقابل أن باريس ستأخذ في الاعتبار تقرير خبراء الأمم المتحدة حول الهجوم الكيمياوي في 21 أغسطس الماضي، والذي يتوقع صدوره الاثنين المقبل “لتحدد موقفها”.

أما بريطانيا، فقد أعلنت على لسان وزير خارجيتها، وليام هيغ، أنها “ترحب” بالاتفاق، وشددت على أن المهمة “الملحة” لتطبيقه تبدأ من الآن، في حين اعتبرت ألمانيا أن فرص التوصل إلى حل سياسي للنزاع في سوريا ستزيد “بشكل كبير” في “حال اتبعت الأقوال بالأفعال”.

بدوره، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي سبق أن قال إن تقرير خبراء الأسلحة الكيماوية سيؤكد أن الغاز السام استخدم في هجوم 21 أغسطس، عن أمله في أن يمهد الاتفاق “لحل سياسي يضع حدا للمعاناة المروعة للشعب السوري”.

كما أشادت مفوضة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، بالاتفاق، مؤكدة أن الاتحاد مستعد لإرسال خبراء “للمساعدة في تأمين المواقع وتفكيك وتدمير بعض العناصر الكيمياوية”.

وفي حين لم تصدر الحكومة السورية ردا رسميا على هذا الاتفاق، رفضه المجلس العسكري الأعلى للمعارضة السورية معتبرا أنه سيمكن الرئيس السوري، بشار الأسد، من تفادي المساءلة عن “قتل مئات المدنيين” في هجوم 21 أغسطس بريف دمشق.

التلويح بالفصل السابع

جدير بالذكر أن لافروف وكيري أكدا على أن مجلس الأمن الدولي سيتخذ تدابير في إطار الفصل السابع في حال لم تف سوريا بالتزاماتها، إلا أن الوزير الروسي الذي ألمح للمرة الأولى أن روسيا يمكن أن تؤيد مستقبلا اللجوء إلى القوة نبه إلى أنه سيتم التحقق بدقة من كل التقارير التي تتهم النظام السوري.

ويأتي هذا الاتفاق مع انتهاء اليوم الثالث من المحادثات بين الوزيرين بشأن مبادرة طرحتها موسكو، ووافقت عليها دمشق بوضع مخزون الأسلحة الكيمياوية السورية تحت إشراف دولي بهدف إتلافها، وتعهدت بعد ذلك على الانضمام إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيمياوية.

يشار إلى أن المؤتمر الصحفي المشترك للوزيرين تزامن مع كلمة للرئيس الأميركي، باراك أوباما، أبدى فيها استعداده لإعطاء فرصة للجهود الدبلوماسية المتعلقة بملف الأسلحة الكيماوية السورية، لكنه حذر من أن الخيار العسكري لا يزال مطروحا في حال فشلت هذه الجهود.

أوباما يأمل التزام الأسد بالاتفاق

وبعد الإعلان عن الاتفاق، أعرب أوباما، عن أمله في أن يكون الرئيس السوري “على مستوى التزاماته”، غير أنه أكد مجددا على استعداد واشنطن للتحرك عسكريا في حال فشلت الدبلوماسية.

وأكد الرئيس الأميركي أن بلاده ستواصل العمل مع روسيا وبريطانيا وفرنسا والأمم المتحدة للتأكد من أن “هذه العملية ستظل تخضع لرقابة، وأنه ستكون هناك عواقب في حال لم يلتزم نظام الأسد الاتفاق الذي وقع اليوم”.

يذكر أن روسيا طرحت مبادرة إتلاف الأسلحة الكيمياوية السورية بعد أن هددت واشنطن باستخدام القوة بشكل مستقل عن الأمم المتحدة ردا على هجوم بأسلحة كيماوية في 21 أغسطس بريف دمشق.

طعمة رئيسا مؤقتا لحكومة المعارضة السورية

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

انتخب الائتلاف الوطني السوري المعارض، السبت، في جلسة عقدت بمدينة اسطنبول التركية، أحمد طعمة، رئيسا لحكومة مؤقتة مهمتها الأولى تولي إدارة المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة.

ونجحت المعارضة في اليوم الثاني من جلساتها في اختيار خلف لغسان هيتو الذي لم يتمكن من تشكيل حكومة، واضطر للاستقالة مع توسع الائتلاف وبعد أن حلت السعودية محل قطر بوصفها الدولة العربية صاحبة النفوذ الأكبر في الائتلاف.

ونال طعمة 75 صوتا من أصوات الائتلاف الذي يضم 115 عضوا، وذلك بعد أن كان عدد من الأعضاء طلبوا، الجمعة، تأجيل التصويت السبت في محاولة لإحباط عملية الانتخاب.

إلا أن مساعي رئيس الائتلاف، أحمد جربا، نجحت في ضمان الأصوات التي تتيح لطعمة تولي هذه المهمة، ليعزز بذلك مصداقية المعارضة على المستوى الدولي، في وقت توصلت واشنطن وموسكو إلى اتفاق لنزع السلاح الكيماوي للنظام السوري.

يشار إلى أن طعمة، البالغ من العمر 48 عاما، هو الأمين العام لإعلان دمشق الذي ضم شخصيات مخضرمة من المعارضة قادت معارضة سلمية لنظام حزب البعث برئاسة بشار الأسد قبل اندلاع الاحتجاجات في 14 مارس 2011.

وطعمة متخصص بطب الأسنان، وهو إسلامي معتدل من محافظة دير الزور القبلية في شرق البلاد، وسجن عدة مرات أثناء الانتفاضة الأخيرة، واضطر للفرار خارج البلاد في وقت سابق هذا العام.

كما سجن مع عدد من الشخصيات المعارضة البارزة بين عامي 2009 و2011، وعمل عن كثب مع شخصيات من المعارضة الليبرالية والإسلامية مثل رياض الترك.

أوباما يرحب بالاتفاق حول سوريا وسيناتور بارز ينتقد

واشنطن، الولايات المتحدة(CNN)– رحب الرئيس الأمريكي باراك أوباما السبت باتفاق الإطار حول سوريا الذي توصلت إليه بلاده وروسيا.

وقال أوباما في بيان إن اتفاق الإطار خطوة مهمة وملموسة نحو وضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت رقابة دولية كي يتسنى في نهاية الأمر تدميرها.

وتم التوصل إلى الاتفاق بعد محادثات بين وزير خارجيته جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف.

وقال أوباما “لقد حققنا تقدما مهما لكن لا يزال هناك كثير من العمل الذي يتعين إنجازه.”

لكن ممثل الجمهوريين في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ السيناتور بوب كروكر من ولاية تينيسي انتقد الاتفاق لأنه يبقي الموضوع “مفتوحا جدا.”

وكان السيناتور يشير بذلك إلى إلزامية الخطة وحول ما إذا كان الاتفاق برمته تراجعا من قبل الولايات المتحدة. وبعد أن ذكّر بكونه مازال داعما لحل دبلوماسي قوي للأزمة، قال كروكر “من غير الواضح لي كيف سيكون الالتزام السوري ممكنا ببنود أي اتفاق مع غياب التهديد باستخدام القوة.”

ويتضمن الاتفاق بين لافروف وكيري اللجوء إلى القوة، لكنه لا يشير صراحة إلى استخدامها في حال عدم التعاون. فإذا ما فشلت سوريا في الالتزام بجميع نقاط الاتفاق، سيكون من حق الولايات المتحدة وغيرها من الدول اللجوء إلى مجلس الأمن، الذي تعد روسيا من أعضائه الدائمين.

وقال كروكر “بالنسبة إلي فإنّه مع غياب التهديد بالقوة، سيكون من غير الواضح كيف سيكون تعاون سوريا ممكنا” معتبرا أنّ تعامل الإدارة الأمريكية مع الأزمة “ألحقت الضرر بمصداقية الولايات المتحدة.”

اتفاق روسي أمريكي يقضي بتدمير الأسلحة الكيماوية السورية قبل منتصف 2014

وصف كيري الإتفاق بأنه أول خطوة جدية محسوسة لانها حمام الدم في سوريا.

اتفقت الولايات المتحدة وروسيا على إتفاق ينص على أن ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية يجب أن تدمر ويتم التخلص منها بحلول منتصف 2014.

وحدد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خطة عمل من ستة نقاط يجب أن تقوم سوريا فيها بتسليم قائمة تفصيلية كاملة بكل مخزوناتها خلال اسبوع.

وإذا فشلت سوريا في الوفاء بالتزاماتها، فإن الاتفاق سيفرض عبر قرار من الأمم المتحدة يتضمن تهديدا بالعقوبات أو استخدام القوة العسكرية.

وتتهم الولايات المتحدة النظام في دمشق بمقتل المئات في هجوم بالغاز السام الشهر الماضي.

النقاط الستة كما حددها وزير الخارجية الأمريكي

    يجب الاتفاق على نوعية وكمية الأسلحة الكيماوية وأن توضع “بسرعة” تحت الرقابة الدولية.

    يجب أن تسلم سوريا خلال اسبوع قائمة تفصيلية شاملة بمخزوناتها.

    ستسمح إجراءات سريعة تتم تحت اتفاقية الاسلحة الكيماوية “بتدمير سريع” لمخزونات الاسلحة.

    يجب أن تسمح سوريا “بدخول فوري وغير مقيد” الى كل المواقع.

    يجب تدمير كل الأسلحة الكيماوية ، وبما يشمل امكانية ازالة هذه من الاراضي السورية.

    ستقدم الأمم المتحدة الدعم اللوجستي، وفرض الامتثال لهذا الاتفاق سيكون تحت الفصل السابع.

وتنكر حكومة الرئيس بشار الأسد هذه الاتهامات وتتهم بدورها المعارضة المسلحة بالقيام بهذا الهجوم الكيماوي في 21 أغسطس/آب، من أجل التسبب في ضربة غربية لسوريا.

وفي مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، دعا كيري حكومة الأسد إلى أن ترقى إلى الوفاء بالتزاماتها العامة.

وقال كيري “ليس ثمة مكان للألعاب، أو أي شيء آخر سوى الامتثال الكامل من قبل نظام الأسد”.

وأكد كيري ولافروف على أن في حالة فشل سوريا في الامتثال، فأنه سيتم النظر في قرار أممي يصدر تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز استخدام القوة العسكرية.

وأشار مسؤول أمريكي إلى أن روسيا والولايات المتحدة اتفقتا على تقييم يشير بأن الحكومة السورية تمتلك 1000 طن من العوامل والمواد الكيماوية.

وأضاف المسؤول الأمريكي أن الولايات المتحدة تعتقد أن المواد تتوزع على 45 موقعا،تقع كلها تحت سيطرة الحكومة السورية، ونصف هذه المواقع يحتوي على كميات من العوامل الكيماوية قابلة للاستخدام.

على أنه يعتقد أن الروس لا يتفقوا على عدد المواقع أو أنها جميعا تحت السيطرة.

وقال كيري إن المفتشين يجب أن يكونوا على الأرض في نوفمبر/تشرين الثاني، وإن مخزون الأسلحة الكيماوية يجب أن يزال أو يدمر بحلول منتصف 2014.

ورحبت فرنسا، البلد الوحيد الراغب بالانضمام إلى الولايات المتحدة في إتخاذ فعل عسكري ضد سوريا، بالاتفاق.

ووصف وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاتفاقية بأنها “تقدم مهم”.

وقد رفض القائد العسكري للجيش السوري الحر المعارض لنظام الأسد الاتفاق، متعهدا بمواصلة القتال.

وقال اللواء سليم إدريس “لا شيء يخصنا في هذا الاتفاق” واصفا المبادرة الروسية بأنها مكرسة لكسب الوقت للحكومة السورية.

وقال وزير الخارجية الأمريكي إنه يأمل أن يكون الإتفاق نقطة شروع لعملية سلام أوسع.

وأضاف “ويمكن أيضا أن نضع أرضية للعمل لمزيد من التعاون، وهو أمر ضروري لانهاء حمام الدم الذي استنزف سوريا لأكثر من سنتين”.

وأكمل “ما اتفقنا عليه هنا اليوم من الممكن أن يكون أول خطوة جدية محسوسة في هذا الإتجاه”.

مسلح معارض في سوريا

رفض الجيش السوري الحر الاتفاق وتعهد بمواصلة القتال

واقترح لافروف أنه قد يكون مؤتمر سلام آخر بشأن سوريا في أكتوبر/تشرين الأول.

وقال” والشيء الأساسي هنا، هو ضمان أن تكون كل الأطراف السورية ممثلة في هذا المؤتمر”.

وقد عقدت عدة مؤتمرات بشان سوريا في السنوات الماضية،حضرت بعضها المعارضة السورية واستبعدت منها الحكومة السورية.

من الجدير بالذكر أن نحو 100 ألف شخص قد قتلوا منذ بدء حركة الاحتجاجات ضد نظام الرئيس الأسد عام 2011 وتحولها الى نزاع مسلح.

كما نزح ملايين السوريين بعيدا عن ديارهم بسبب القتال، ولجأ جزء كبير منهم إلى الدول المجاورة.

المزيد من بي بي سي

BBC © 2013

المعارضة السورية تختار أحمد طعمة الخضر رئيسا لحكومتها المؤقتة

استقال رئيس الحكومة المؤقتة السابق هيتو بعد يومين من انتخاب أحمد الجربا رئيسا للائتلاف الوطني السوري المعارض.

انتخب الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد طعمة الخضر لمنصب رئيس الحكومة المؤقتة للمعارضة السورية خلفا لغسان هيتو الذي استقال في تموز/يوليو الماضي من دون تشكيل حكومة.

وقد حصل الخضر على 75 صوتا من أصل 97 صوتا ممن اشتركوا في التصويت من أعضاء الهيئة العامة للائتلاف.

ويتحدر الخضر، البالغ من العمر 48 عاما، من محافظة دير الزور القريبة من الحدود العراقية شرقي سوريا.

ويصنف الخضر، الذي كان يعمل طبيبا للأسنان، ضمن الإسلاميين المعتدلين.

ووعد الخضر في أول خطاب ألقاه بعد انتخابه بإعادة الاستقرار في ما أسماها المناطق المحررة وتوفير الأمن وتحسين الأحوال المعيشية.

وقال إن الحكومة المؤقتة “ستضع الأسس لبناء مؤسسات وطنية فاعلة وتسعى لضبط الأمن وبسط السيادة الوطنية وإعادة اطلاق العجلة الاقتصادية”.

وكان غسان هيتو الذي انتخبته المعارضة السورية رئيسا للحكومة المؤقتة التي تنوي تشكيلها، استقال من منصبه في الثامن من تموز/يوليو من دون أن يتمكن من تشكيل الحكومة المؤقتة التي ستكلف بإدارة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في سوريا.

وجاءت استقالة هيتو بعد يومين من انتخاب أحمد الجربا، المقرب من السعودية، رئيسا للائتلاف الوطني السوري المعارض.

وكان الجربا عارض اختيار هيتو الذي قيل أنه كان يحظى بدعم من قطر، فضلا عن دعم الأمين العام السابق للائتلاف مصطفى صباغ، وهو رجل أعمال له صلات قوية في الخليج، وكذلك دعم جماعة الإخوان المسلمين التي كانت تحظى بنفوذ وسط كتلة كبيرة في الائتلاف السوري المعارض.

BBC © 2013

الأمم المتحدة: سوريا ستخضع لمعاهدة الأسلحة الكيماوية من الشهر القادم

الأمم المتحدة (رويترز) – قالت الأمم المتحدة يوم السبت انها تسلمت جميع الوثائق اللازمة لانضمام سوريا الى معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية وان سوريا ستخضع للمعاهدة بدءا من 14 من اكتوبر تشرين الأول القادم.

وقال المركزالصحفي التابع للأمم المتحدة في بيان “ستدخل المعاهدة حيز التنفيذ بالنسبة للجمهورية العربية السورية في اليوم الثلاثين بعد تاريخ إيداع هذه الوثيقة الخاصة بالانضمام وتحديدا في 14 من اكتوبر 2013.”

(اعداد أحمد حسن للنشرة العربية – تحرير محمد عبد العال)

أمريكا وروسيا تتوصلان لاتفاق بشأن الاسلحة الكيماوية السورية

جنيف/بيروت (رويترز) – نحت روسيا والولايات المتحدة جانبا خلافاتهما الحادة حول سوريا لإبرام اتفاق يوم السبت يقضي بتدمير ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية الأمر الذي يؤدي إلى تفادي القيام بعمل عسكري أمريكي ضد حكومة الرئيس بشار الأسد.

ويطالب الاتفاق الذي تم التوصل إليه بعد محادثات استمرت ثلاثة أيام في جنيف بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف بأن يسلم الأسد “قائمة وافية” بمخزوناته من الأسلحة الكيماوية خلال أسبوع.

وسيبدأ المفتشون الدوليون العمل بسرعة للتخلص من كل الأسلحة الكيماوية لدى سوريا بحلول منتصف العام القادم وهو “هدف طموح” على حد وصف كيري.

وإذا لم تلتزم سوريا بالاتفاق تتعهد واشنطن وموسكو بالتعاون معا في الأمم المتحدة لفرض عقوبات رغم أن هذه (العقوبات) لم تتقرر بعد ومن غير المرجح أن تؤيد روسيا العمل العسكري الذي قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنه يجب أن يظل خيارا مطروحا.

وقال كيري إن أوباما يحتفظ بالحق في شن هجوم بدعم من الأمم المتحدة أو بدونه.

وأصاب الاتفاق معارضي الأسد بخيبة أمل وكانوا يتوقعون قبل أسبوعين ضربات جوية أمريكية في أي لحظة ردا على هجوم بالغاز السام على المناطق التي يسيطرون عليها.

ورغم تأكيدات كيري ولافروف بأن الاتفاق قد يضع أساسا لاتفاق أوسع للسلام قالت المعارضة إن الأسد لن يلتزم به وأن الاتفاق الذي يضع نهاية للقتال لا يزال بعيدا.

وقصفت طائرات حربية سورية مجددا مناطق تسيطر عليها المعارضة في ريف دمشق يوم السبت.

وأصابت الحرب الأهلية السورية العلاقات بين أكبر قوتين عسكريتين في العالم بالفتور ودفعتها إلى مستويات حقبة الحرب الباردة لكن الاتفاق الذي تم التوصل إليه اليوم السبت يتيح فرصة لتجنب الدخول في مواجهة أكبر.

وبالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين فإن الاتفاق يعيد إدارة الأزمة السورية إلى الأمم المتحدة. وبالنسبة لأوباما فإنه يحل معضلة نجمت عن إحجام الكونجرس عن تأييد الضربات الجوية التي كان يستعد لشنها بدون تفويض من الأمم المتحدة.

لكن لا تزال هناك صعوبات كثيرة أمام الاتفاق أهمها التحدي الفني المتعلق بتدمير ترسانة كيماوية ضخمة تضم مواد معقدة وخطيرة في ظل حرب أهلية ضارية.

وقال كيري في مؤتمر صحفي مشترك مع لافروف في جنيف “تنفيذ هذا الإطار الذي يتطلب يقظة ودعم المجتمع الدولي والمحاسبة الكاملة لنظام الأسد يمثل طريقا شاقة.”

وقال لافروف إن الاتفاق “يظهر أن هناك إرادة… تمكن روسيا والولايات المتحدة من تحقيق نتائج في المشكلات الأهم بما في ذلك مشكلة أسلحة الدمار الشامل.”

وتابع قائلا “التنفيذ الناجح لهذا الاتفاق سيكون له معنى ليس فقط من زاوية الهدف المشترك لإزالة ترسانة الأسلحة الكيماوية ولكن أيضا لتجنب السيناريو العسكري الذي سيكون كارثيا لهذه المنطقة وللعلاقات الدولية ككل.”

وفي اسطنبول رفض اللواء سليم إدريس رئيس المجلس العسكري الأعلى التابع للمعارضة السورية الاتفاق وقال إنه لن ينهي الحرب الأهلية. وقال إن الاتفاق ضربة لآمال المعارضة في الإطاحة بالرئيس السوري الذي التف على الاتفاق بنقل بعض أسلحته الكيماوية إلى لبنان والعراق خلال الأيام القليلة الماضية لتفادي تفتيش محتمل من الأمم المتحدة.

أما العقيد قاسم سعد الدين وهو قائد عسكري آخر في المعارضة في شمال سوريا والمتحدث باسم المجلس العسكري الأعلى فقال لرويترز إن قواته لن تتعاون. وقال فلتذهب خطة كيري ولافروف للجحيم مضيفا ان المعارضة ترفضها ولن تحمي المفتشين او تدعهم يدخلون سوريا.

لكن مسؤولا أمريكيا قال إن واشنطن تعتقد أن كل الأسلحة الكيماوية لا تزال موجودة في مناطق خاضعة لسيطرة القوات السورية.

ورغم الانفراجة الدبلوماسية فان ضحايا الاسلحة الكيماوية يمثلون اثنين في المئة فقط من اجمالي الوفيات في الحرب الاهلية التي قتل فيها أكثر من 100 الف شخص.

وقال سكان يوم السبت ان طائرات حربية سورية قصفت أحياء تسيطر عليها المعارضة في العاصمة دمشق وان قوات حكومية اشتبكت مع مقاتلين من المعارضة.

وقال سكان وناشطون من المعارضة سئلوا بشأن الاتفاق انه لن يفيد المواطنين السوريين.

وقال ناشط من المعارضة في حي تسيطر عليه المعارضة بدمشق “النظام يقتل الناس منذ أكثر من عامين بكل أنواع الاسلحة. الاسد استخدم الاسلحة الكيماوية ست أو سبع مرات. القتل سيستمر. لن يحدث تغيير.”

وأذاعت وسائل الاعلام السورية المؤتمر الصحفي لكيري ولافروف على الهواء مشيرة الى ان دمشق راضية عن الاتفاق.

ولم تحقق الجهود الاصلية للتوصل الى حل سياسي للصراع والتي اطلق عليها “خطة جنيف” والدعوة الى تشكيل حكومة انتقالية تقدما يذكر حيث رفض الاسد التخلي عن السلطة وأصرت المعارضة على انه لا يمكن ان يصبح جزءا من أي حل سياسي جديد.

ويقول خبراء ان ازالة سوريا مئات الاطنان من الاسلحة الكيماوية المنتشرة في منشآت سرية سيمثل مشاكل كبيرة في ظل حرب أهلية مستمرة.

(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

من وارين ستروبل ومريم قرعوني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى