أحداث الثلاثاء، 30 تشرين الأول 2012
روسيا ستطلب إرسال مراقبين إلى سورية والإبراهيمي يحذّر من ازدياد الأوضاع سوءاً
موسكو – رائد جبر
أعلن وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، أن بلاده ستطلب إرسال مراقبين إلى سورية، مستبعداً فكرة إحلال قوات دولية لحفظ السلام، ودعا «اللاعبين الخارجيين» إلى ممارسة ضغوط «متوازية» على طرفي الصراع، لحملهما على الرضوخ لوقف العنف وبدء الحوار، معتبراً أنه «من دون حوار مع السلطة لن نصل إلى نتائج»، فيما قال المبعوث العربي–الأممي الأخضر الإبراهيمي، إن الأمم المتحدة لا تدرس إرسال قوات إلى سورية، وأوضح أنها «تناقش فقط خططاً استباقية في حال صدور قرار مماثل عن مجلس الأمن». وزاد أن سورية «تشهد حرباً أهلية، والوضع خطر ويزداد سوءاً».
وقال لافروف في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع الإبراهيمي في ختام محادثاتهما في موسكو أمس، إن روسيا تدعم عودة بعثة المراقبين الأمميين إلى سورية وزيادة عدد أفرادها، لكنه أوضح أن ذلك لن يتم إلا بعد وقف إطلاق النار من الأطراف كافة.
وأكد الوزير الروسي أن على المجتمع الدولي «أن يعود إلى اتفاق جنيف، الذي حظي بموافقة واسعة». وأضاف «أنطلق من ضرورة السعي إلى بدء حوار ناجح بين السلطة والمعارضة، وهذا يتطلب دعماً من المجتمع الدولي»، معرباً عن الأسف لأن «البعض عرقل عملية السلام ولم يمنح الفرصة الكافية لعمل المراقبين الدوليين في السابق».
وزاد أن المطلوب «العودة إلى تطبيق بيان جنيف، والخطوة الأولى الواجب القيام بها هي وقف العنف من الأطراف كافة، من أجل الشروع في وضع ملامح المرحلة الانتقالية. وهذا سيتطلب بالطبع مراقبة دولية، وسندعم إعادة بعثة المراقبين الأمميين إلى سورية وزيادة عدد أفرادها». وأضاف أن الأهم في هذه المرحلة هو ألاّ نكون مستعدين لمثل هذا السيناريو فحسب، بل أيضاً العمل على توجيه هذه الأحداث إلى المجرى الصحيح. وأكد لافروف أن موسكو تعول على قيام الغرب بجهود، وأن «عليهم (الغرب) التعود على فكرة أنه يصعب تحقيق أي نتيجة من دون حوار مع الحكومة. هذه هي المشكلة الوحيدة في الوقت الحالي على طريق الانتقال إلى العملية السياسية».
وأبدى لافروف في المقابل تحفظاً قوياً على فكرة إرسال قوات حفظ سلام إلى سورية، وقال إن ذلك يتطلب «قراراً من مجلس الأمن، ولا يمكن أن يتم من دون موافقة السلطات السورية». وتابع لافروف أن موسكو تشعر أيضاً «بخيبة أمل» من عدم التزام الطرفين في سورية الهدنة.
وخلافاً لتصريح روسي سابق حمّل المعارضة مسؤولية انهيار الهدنة، قال لافروف إن بلاده «لا تريد أن تتهم جهة واحدة، وما يجري الآن في سورية حرب واستمرار لعنف دموي (…) المطلوب إلزام كل الأطراف السورية بوقف إطلاق النار والجلوس للحوار، وينبغي الضغط على الطرفين وإرسال إشارات متوازية للجميع وليس دعم جهة على حساب الأخرى».
وأكد انه لا فائدة من الخلاف حول من انتهك الهدنة، وتحدث عن «عمليات استفزاز وردود فعل غير متكافئة». وأضاف: «انهم يتقاتلون بشكل أكبر في سورية، والاستفزازات والردود غير المتكافئة عليها أصبحت أحداثاً يومية. الهدف هو أن يتوقف جميع السوريين عن إطلاق النار ويجلسوا حول طاولة المفاوضات».
إلى ذلك، قال الإبراهيمي إنه لا توجد لدى الأمم المتحدة خطط لإرسال قوات لحفظ السلام إلى سورية. وأضاف أن الأمين العام بان كي مون أوضح هذه المسألة قبل أيام بشكل جلي، لكنه زاد أن «مناقشات تجري لوضع خطط استباقية تحسباً لتطور طارئ، وفي حال قرر مجلس الأمن إرسال قوات إلى هذا البلد».
واعتبر الإبراهيمي أن فشل الهدنة «لن يضعف من تصميمنا على مواصلة الجهود، وسورية مهمة جداً، وشعبها يستحق الحصول على دعمنا، وسنواصل بذل الجهود من أجل خفض مستوى العنف ووضع حد له» داعياً المجموعات الدولية إلى «مساعدة شعب سورية على إيجاد حل لأزمته».
وشدد على «خطورة الوضع»، وقال إنه «يزداد سوءاً». وزاد أن سورية تعيش حرباً أهلية حقيقية على الرغم من أن الجانبين (السلطة والمعارضة) لا يصفان الواقع في سورية بأنه حرب أهلية، فالحكومة تصر على حقها في مواجهة إرهابيين، بينما تقول المعارضة إنها تقاوم نظاماً وحشياً». وأضاف: «إذا لم تكن هذه حرباً أهلية، فلا أدري ما هي الحرب الأهلية». مضيفاً: «هذه الحرب الأهلية يجب أن تنتهي».
وقال الإبراهيمي إن بعض التفجيرات «خلال فترة العيد في المناطق الآهلة بالسكان المدنيين كانت بالتأكيد أعمالاً إرهابية قامت بها مجموعات ليس لدينا اتصال معها». وشدد الإبراهيمي على حاجة «سورية مثل كل بلدان المنطقة إلى تغييرات حقيقية وليس تجميلية، وإلى إصلاحات جدية وليس شكلية يقوم بها السوريون أنفسهم وبدعم كامل من المجتمع الدولي»، مجدداً دعوته المجتمع الدولي إلى أن يتكلم بلغة واحدة وواضحة.
الحساسيات الطائفية تتأجج في حلب
حلب – أ ف ب
فيما جلس المقاتل السوري الكردي المعارض، الذي بدا عليه الملل وهو يتسلى برشاشه الـ «كلاشنيكوف»، بدأ رفيقه فجأة يصيح «الله اكبر» فيما تتالى دوي انفجارات من الجبهة.
«اهدأ، اهدأ، لا يستطيع سماعك»، قال المعارض الكردي الجالس قرب كومة من الزجاج المكسر في الشارع فيما طوى طرفي سرواله ليبدو دونهما حذاؤه الرياضي الأسود الذي يحمل علامة «برادا».
ومن موقعه، حيث يدقق في هويات المدنيين الذين يعبرون خط الجبهة في حلب، تمكنه رؤية حاجز الميليشيا الكردية، المكروهة من الكثير من زملائه في «الجيش السوري الحر»، حيث الاكثرية من العرب السنة.
لكن بالرغم من تأكيده وزملائه أنهم إخوة سلاح يقاتلون معاً لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد في موقعهم في محيط بستان الباشا، فإنهم يختلفون على ما ستبدو عليه سورية الجديدة.
وقال معتصم، البالغ 20 عاماً بلحيته الخفيفة وقلنسوة الصلاة التي اعتمرها: «نريد حكومة إسلامية»، قبل ان يعمد إلى التكبير مجدداً.
لكن زميله الكردي، الذي رفض الكشف عن اسمه، أكد أنه انضم إلى الثوار لتجنب الخدمة العسكرية في جيش النظام لا ليكون «مجاهداً» كمعتصم.
ورداً على سؤال عما إذا كان يريد حكومة إسلامية، أجاب بـ «لا» قاطعة. وأضاف: «نحتاج حكومة للجميع». وبعد مزيد من الدردشة، صرخ قائده من الجهة الأخرى من الشارع آمراً إياه بالعودة إلى حاجزه، لكنه لم يتحرك.
في اليوم السابق اندلعت مواجهات بين «الجيش السوري الحر» وعناصر ميليشيا كردية في عيد الأضحى سقط فيها، وفق منظمة غير حكومية، 30 قتيلاً. وكانت المعارك يوم الجمعة في حي الأشرفية في حلب، الأكثرَ دموية بين الأكراد والمعارضة المسلحة منذ انطلاق الانتفاضة قبل 19 شهراً ضد الأسد، ووقعت بعد يوم على تحرك مسلحي المعارضة باتجاه المنطقة المختلطة.
ويؤكد حزب «الاتحاد الكردي الديموقراطي» الذي يشكل الفرع السوري لـ «حزب العمال الكردستاني» اليساري العلماني التركي، حياده في النزاع، ويحمّل النظام و «الجيش السوري الحر» معاً مسؤولية العنف.
ويسود توتر كبير بين «الاتحاد الكردي»، الذي يعتبر أنه يقوم بعمل النظام، وبين المعارضين الذين يعتبرهم الأكراد متأثرين بأجندة إسلامية.
لكن «الجيش السوري الحر» الذي يعمل بأكثر من طاقته وبغياب السلاح الكافي، عاجز عن مواجهة الأكراد مهما طالب مقاتلوه بالانتقام.
وأكد يوسف عبود القيادي في «كتيبة التوحيد» في الجيش السوري الحر، أن المشكلة انتهت بعد أن أرسل الأكراد وسطاء سلام.
وقال في مكتبه الواقع بعيداً خلف خط الجبهة: «لا نريد هذه المشاكل مجدداً، لانها ستزيد من صعوبة الأوضاع إلى حد كبير».
وأكد عبود أن «الأكراد إخوة»، لكنه حذر من أن الأوضاع قد تتغير في سورية ما بعد الاسد، وقال: «ربما في المستقبل، إن بقي حزب العمال الكردستاني على حاله فسنقاتله بعد الانتهاء من الأسد وجيشه، إلا إذا أصلح أخطاءه».
واعتبر المحلل في مجموعة الأزمات الدولية بيتر هارلينغ، أن هذه التصريحات نظرية إلى حد كبير، نظراً إلى أن إمكانية هزيمة الأسد ما زالت بعيدة المنال.
وتعتبر حلب، ثاني كبرى المدن السورية، مكان اختلاط لمختلف الطوائف والأعراق والأديان التي تعايشت في سورية لعقود من الزمن بسلام.
ويقول المعارضون المسلحون انهم يمثلون جميع السوريين، لكن تشكيلاتهم في حلب لا تضم ما يذكر من المقاتلين المسيحيين او الشيعة او العلويين. واكثرية المناطق الخاضعة للجيش السوري الحر طابعها سني محافظ، حيث لا تخرج النساء الى الشارع الا بلباس شرعي وحجاب او نقاب.
وفر الكثيرون من السكان الى مناطق خاضعة للنظام حيث يقل خطر التعرض لغارات الطائرات المقاتلة او لقصف الهاون المكثف.
ومقابل حاجز بستان الباشا تقع دار عجزة ارمنية مسيحية تم اخلاؤها منذ فترة طويلة وباتت هدفا لقناصة النظام. وفي شارع جانبي مقفر كتبت عبارات اسلامية على حائط الطابق الارضي لمبنى يقيم فيه طبيب اسنان وطبيب اطفال ارمنيان.
ولا تبدو في الشارع الذي كان مختلطا بين السنة والمسيحيين الا غسيل المعارضين المسلحين الذين وضع الكثيرون منهم على رؤوسهم عصبة كتب عليها «لا اله الا الله محمد رسول الله».
وردا على سؤال عما قد يتغير في سورية ما بعد الاسد، غالباً ما يقول المسلحون المعارضون في حلب إنهم يريدون حكومة إسلاميه وتطبيق الشريعة الإسلامية قانوناً.
وبالنسبة الى ابو ماهر، الذي قال انه يقود حوالى 200 مقاتل، فإن كل الحساسيات الطائفية سببها مروجو دعاية النظام، لكنه اتهم المسيحيين بأنهم ليسوا سوريين فعليين. وأضاف في قاعة رياضة حولت إلى قاعدة للمعارضة في منطقة أخرى من المدينة، أن «المسيحيين ليست لديهم روابط بالبلاد». وتابع: «كلنا نحب سورية، لكن عندما يحدث شيء سيفرون، لان الغرب والنظام يقولان لهم انه في حال سيطر الثوار فسيقتلونهم». لكن هارلينغ نصح بالحذر، معتبراً أن العلاقات بين المعارضة والمسيحيين ما زالت مقبولة حتى الآن.
وقال: «كان يمكن أن تكون أسوأ بكثير مما هي. هذه ليست حرباً أهلية طائفية بالكامل. هذا ليس لبنان حتى الآن. قد يتغير الامر، لكنني اعتقد انهما مجتمعان مختلفان تماماً». وعلى حاجز بستان الباشا، يشدد قتيبة البالغ 20 عاماً على عدم التناقض بين حكومة إسلامية والنسيج الغني من الأقليات في سورية.
وقال: «كلا، لا أعتقد أنهم (الاقليات) سيكونون سعداء (بحكومة اسلامية)، لكن هذا ما سيحدث. لن نؤذيهم».
دمشق تحت نار الغارات الجوية والسيارات المفخخة
موسكو – رائد جبر؛ دمشق، بيروت، اسطنبول، لندن – «الحياة»، رويترز، ا ف ب، ا ب
تعرضت العاصمة السورية امس وليل اول امس لأعنف الغارات الجوية منذ بدء النزاع. وتحدث سكان دمشق عن 60 غارة شنتها الطائرات الحربية على ضواحي القابون وزملكا وعربين ورنكوس، كما تعرضت ضاحية حرستا وحدها الواقعة شمال شرقي العاصمة الى ثلاث غارات. ودمرت الغارات اكثر من مئة مبنى، وهجرالسكان احياء بكاملها.
وجاءت هذه الغارات في اليوم الرابع من الهدنة المفترضة التي كان المبعوث الدولي – العربي الاخضر الابراهيمي دعا اليها لمناسبة عيد الاضحى والتي لم ترَ النور، وقتل خلالها 500 شخص على الاقل، بحسب مصادر المعارضة التي تبادلت مع النظام الاتهامات بالمسؤولية عن فشل الهدنة.
وزار الابراهيمي امس موسكو حيث التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، لكنه لم يتمكن من تحقيق تقدم يحمله إلى مجلس الأمن بعد جولة المحادثات. ورغم أن الطرفين اتفقا على خطورة الوضع في سورية، وحذرا من تدهور أسوأ خلال الفترة المقبلة، ومن تحول المواجهات إلى «حرب أهلية حقيقية» كما وصفها الإبراهيمي، تمسكت موسكو بدعوتها إلى العودة الى اتفاق جنيف الذي ينص على وقف فوري لاطلاق النار يسمح ببدء الحوار على مرحلة انتقالية، وطالبت «كل اللاعبين الخارجيين» بالضغط على طرفي الصراع وتوجيه رسائل متوازية إلى السلطة والمعارضة.
واوضح مصدر امني سوري ان الغارات التي شنها الطيران الحربي على دمشق وضواحيها استهدفت البساتين والمزارع «حيث يحاول الارهابيون تجميع قواتهم وتعزيز مواقعهم». وفي ضاحية جرمانا جنوب شرقي العاصمة وقع تفجير بسيارة مفخخة قرب مخبز. وقال التلفزيون السوري ان جماعات «ارهابية» هي المسؤولة عن هذا التفجير في المنطقة التي تسيطر عليها قوات مؤيدة للنظام. وانفجرت عصرا سيارة مفخخة في حي الحجر الاسود في جنوب دمشق، وافاد التلفزيون السوري الرسمي، في شريط اخباري، بحصول «تفجير ارهابي بسيارة مفخخة في حي الحجر الاسود» و»انباء عن عدد من الشهداء والجرحى بينهم اطفال ونساء»، واصفا ذلك بانه «خرق جديد لوقف العمليات العسكرية».
وجاءت الغارات الجوية على دمشق بعد محاولات فاشلة من القوات لاقتحام المناطق الشرقية من المدينة. وقال احد الناشطين: «انتشرت الدبابات حول حارة الشوام لكنها لم تتمكن من الدخول. حاولت قبل أسبوع وفشلت».
وفي موسكو، بدا التباين بين الابراهيمي ووزير الخارجية الروسي عندما وجه صحافيون سؤالا عن احتمال ارسال قوات حفظ سلام دولية إلى سورية، إذ سارع لافروف إلى رفض الفكرة مؤكدا شرط حصولها على موافقة مجلس الأمن ورضى السلطات السورية، بينما أشار الإبراهيمي إلى أن الأمم المتحدة لا تدرس إرسال قوات إلى سورية لكن نقاشات تجري في اطار «خطط استباقية في حال صدور قرار عن مجلس الأمن». ولفتت مصادر روسية إلى أن هذا الموضوع كان واحدا من محاور البحث خلال اللقاء.
وخلافا لتصريحات روسية سابقة اتهمت المعارضة السورية بنسف الهدنة قال لافروف إن موسكو «لا تريد أن تتهم جهة واحدة وهناك حرب ومستويات العنف تزداد وثمة ردود فعل غير متكافئة». لكنه أشار في الوقت ذاته إلى ضرورة أن «يدرك الشركاء (في الغرب) أنه لا يمكن التوصل إلى نتائج من دون حوار مع السلطة».
ورغم أن زيارة الإبراهيمي لموسكو لم تحمل جديدا في المواقف، لكن أوساطاً ديبلوماسية رأت انها تمهد لفتح حوارات واسعة و»بناءة» مع الأطراف الإقليمية والدولية بهدف التوصل إلى تسوية مقبولة للأزمة السورية. ونقلت وسائل الإعلام الروسية أن لافروف يسعى خلال جولة إقليمية يقوم بها هذا الأسبوع وتحمله إلى الأردن ومصر لتقريب وجهات النظر، كما أشارت مصادر إلى احتمال قيامه بزيارة الرياض لم يتم تحديد موعدها النهائي بعد.
وكانت مصادر روسية كشفت عن «مشاورات مكثفة» أجرتها موسكو مع طهران أخيرا، لبلورة أفكار مشتركة، ولم تستبعد أن تكون روسيا بصدد الإعلان عن خطة متكاملة تستند إلى اتفاق جنيف مع ادخال بعض التعديلات عليه. لكن خبراء روساً رأوا أن موسكو لن تطرح أفكارا جديدة قبل انتهاء الاستحقاق الانتخابي في الولايات المتحدة.
في هذا الوقت اجتمع امس في اسطنبول 150 من اعضاء المعارضة السورية في مؤتمر يستمر ثلاثة ايام، وينتظر ان يبحث خطوات عملية للمرحلة الانتقالية بعد سقوط النظام، كما قال احد المشاركين لـ «الحياة». واوضح ان النقاشات تتناول ايضاً كيفية ادارة شؤون المناطق التي تسيطر عيلها المعارضة حالياً وخصوصاً في محافظتي ادلب وحلب.
وقام بتنظيم المؤتمر «المركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية» الذي يرأسه عضو «المجلس الوطني» رياض زيادة. ويشارك المجلس في المؤتمر الى جانب ممثلين عن «الاخوان المسلمين» و»اعلان دمشق» ولجان التنسيق المحلية و»المجلس الوطني الكردي». كما يشارك في المؤتمر رئيس الحكومة السابق المنشق رياض حجاب والعقيد قاسم سعد الدين الناطق الرسمي وقائد المجلس العسكري التابع لـ «الجيش السوري الحر» في حمص وريفها.
الى ذلك، اعتبرت دمشق ان عدم ادانة مجلس الامن للتفجير الذي وقع في دمشق في اول ايام الهدنة المعلنة خلال عطلة عيد الاضحى والتي انتهت امس شجع «الارهابيين على مواصلة جرائمهم».
وذكرت وزارة الخارجية، في رسالتين متطابقتين وجهتهما الى رئيس مجلس الامن والامين العام للامم المتحدة ان «فشل مجلس الامن بادانة التفجير الذي جرى في منطقة دف الشوك شجع الارهابيين على مواصلة جرائمهم ضد الشعب السوري». وكان خمسة اشخاص قتلوا و 32 اصيبوا بانفجار سيارة مفخخة في منطقة دف الشوك في جنوب دمشق.
واعتبرت الوزارة في رسالتيها ان «تعطيل بعض الدول الاوروبية والغربية والولايات المتحدة الاميركية لاصدار مجلس الامن بيانات تدين الارهاب الدامي الذي يحصد حياة العشرات من الاطفال والنساء والشيوخ في سورية لا يمكن تفسيره تحت أي عنوان الا بوصفه احتضانا عمليا للارهاب ومرتكبيه».
وناشدت الوزارة الدول الاعضاء في مجلس الامن والاعضاء في الامم المتحدة «ادانة الارهاب الذي يسعى مرتكبوه وحماتهم وممولوهم والذين يقومون بتسليحهم وايوائهم لتدمير سوريا وتفتيتها والقضاء على وحدة شعبها واراضيها وانهاء دورها الحضاري والانساني».
الهدنة السورية انتهت بأعنف غارات جوية
الإبرهيمي التقى لافروف: هذه حرب أهلية
كان آخر أيام هدنة عيد الاضحى في سوريا هو الاعنف من حيث الغارات الجوية للقوات النظامية منذ بدء استخدامها الطائرات المروحية والمقاتلات في قصف مواقع المعارضة المسلحة في ضواحي القابون وزملكا وعربين بريف دمشق ومعرة النعمان بمحافظة ادلب، فيما انفجرت سيارتان مفخختان في جرمانا بريف العاصمة والحجر الاسود في جنوبها، مما أسفر عن مقتل أو جرح العشرات.
وحمل عدم تقيد الاطراف بالهدنة الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي الذي التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس في موسكو، على وصف الوضع في سوريا بأنه “يسير من سيئ الى اسوأ”. واعتبر ما يجري في سوريا “حرباً اهلية”. ويتوجه الابرهيمي الى الصين اليوم.
وصرح الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون من سيول “أشعر بخيبة أمل عميقة من فشل الاطراف في احترام الدعوة الى وقف القتال”. ونظرا الى عدم امكان “حل هذه الازمة بمزيد من الاسلحة وسفك الدماء”، دعا بان مجلس الامن المنقسم حول الازمة السورية ودول المنطقة وجميع الاطراف “الى تحمل مسؤولياتهم والدفع من اجل وقف للنار”.
وأعلنت قيادة الجيش العربي السوري ان “المجموعات الارهابية المسلحة واصلت اعتداءاتها على المواطنين الآمنين واستهداف حواجز الجيش وقوات حفظ النظام” في “اليوم الرابع الاخير لاعلان وقف العمليات العسكرية”. وعدد بيان القيادة تفصيلا “الاعتداءات” على مقار وحواجز لقوات النظام في مناطق مختلفة.
وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقرا له ان الطائرات الحربية شنت “ما يزيد عن 60 غارة جوية”، موضحا ان هذه الغارات “هي الاعنف منذ بدء استخدام الطيران الحربي” في نهاية تموز الماضي.
وفي روما قال السفير الأميركي في إيطاليا ديفيد ثورن “إن الوضع في سوريا معقد جداً، ولكن بالنسبة الى الولايات المتحدة الشيء الأكثر أهمية هو أن على الرئيس السوري بشار الأسد أن يغادر البلاد لاعطائها فرصة لبداية جديدة” .
المجموعات المسلحة المتناحرة في سوريا… وأوهام التوحيد والسطوة
طارق العبد
لم يتغير شيء في ما يتعلق بوحدة المعارضة في سوريا، لكن الجديد هو السعي لتوحيد المعارضة المسلحة بدلا من المعارضة السياسية التي فقد كل من الشارع والمجتمع الدولي الأمل في قدرتها على تشكيل جبهة سياسية موحدة، فانتقل العمل إلى كتائب ومجموعات «الجيش الحر» لتبدو المهمة أكثر صعوبة في ظل الانقسام اللامحدود الذي تغرق به المعارضة، والتفاوت في التمويل وتخزين السلاح والتبعية لجهات ودول ذات قرارات متخبطة في الشأن السوري، لتبدو الصورة كتائب تعتمد الاستعراض الإعلامي و«التشبيح» وأخرى تتعرض للتضييق من رفاق السلاح، ومجموعات ثالثة لا صلة لها «بالجيش الحر» بل لا صلة لها حتى بالحراك الشعبي، أي المجموعات السلفية والكتائب التي أعلنت الولاء لتنظيم «القاعدة».
أما القيادات المتواجدة في تركيا وشمال سوريا فتلك معضلة بحد ذاتها في ظل المزايدة المفتوحة يومياً على التنسيق، ولو بالحد الأدنى، ما يجعل إمكان توحيد المعارضة المسلحة أمرا صعبا للغاية، رغم تعويل كثر، من المعارضة السياسية والشارع، عليه.
المعارضة المسلحة
… «جيش» متعدد القيادات
يبلغ الانقسام العسكري لدى المعارضة المسلحة مداه الأقصى حين تتشعب القيادات وتتنافس في ما بينها، لتحاول كل منها إظهار نفسها كالقائد الأوحد لمختلف المسلحين، وتكون المحصلة أربع قيادات لا تتفق مع بعضها البعض، ولا تتردد احداها في مهاجمة الأخرى، بحجة أنها الأسبق بالانشقاق أو الأعلى رتبة عسكرية، ولتبدو النتيجة قيادات متعددة هي:
أولاً: المجلس العسكري للثورة السورية ويقوده العميد المنشق مصطفى الشيخ، وتتبع له مجالس عسكرية في كافة المحافظات، والتي تتبع لها أيضا عدة كتائب ومجموعات مقاتلة تتفاوت بين محافظة وأخرى في نفوذها وقدرتها التسليحية.
ثانياً: الجيش الوطني السوري، ويقوده اللواء المنشق محمد الحاج علي، الذي تعرض لانتقادات من بقية المجموعات بحجة انشقاقه المتأخر، بينما لم يتردد آخرون باتهامه بانه قد انشق بقرار غربي لكونه مقرباً من النظام ويمكنه العمل على قيادة مرحلة انتقالية لا تتبدل فيها ملامح النظام على حد تعبير مقاتلين في «الجيش الحر». وتزايدت الشكوك حوله مع تسريب معلومات عن انضمام العميد المنشق مناف طلاس له، ما قد يشكل واجهة غربية يسعى من خلالها، الفرنسيون تحديداً، لإيجاد قيادة عسكرية تستقبل السلاح وتكون ضامنة له.
ثالثاً: القيادة العسكرية المشتركة للثورة السورية، التي يقودها اللواء المنشق عدنان سلو، ويضم إلى جانبه مجلساً يضم 18 ضابطاً برتبة عميد. ويرفض قائد «الجيش الحر» رياض الأسعد الانضمام إليهم بحجة أن لا سلطة له على أي مجموعة مقاتلة في الداخل. ورغم إعلان المجلس انه يبذل جهداً لتوحيد مختلف الكتائب والقيادات إلا أن شيئاً لم يحدث.
رابعاً: قائد «الجيش السوري الحر». رياض الأسعد، هو أول من أعلن تشكيل «الجيش الحر» الصيف الماضي، ورفض الانضواء تحت أي تشكيل مقاتل آخر، معتبراً انه قادر على التواصل مع مختلف الكتائب في الداخل، رغم أن مصادر عديدة في المعارضة تعتبر أن الأسعد لا يمتلك أدنى سلطة على مقاتل في الداخل السوري، وينحصر دوره في التحدث عبر الإعلام لا أكثر.
ويضاف إلى هذه القيادات كل من «القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل» التي تعمل مع «مكتب التنسيق والارتباط» على إيجاد الحد الأدنى من التوافق بين هذه القيادات. مع الإشارة إلى العديد من الكتائب المستقلة التي لا علاقة لها بأي من القيادات الأربع، ككتائب في حلب وحمص، فتحت أبواب اتصال مع الأتراك والأميركيين مباشرة.
وهناك كتائب أخرى تعمل بشكل منفرد أو وفق توجه ديني بحت، وأبرزها الكتائب الإسلامية أو تلك التي تحمل لواء السلفية الجهادية، وهذه بدورها تقسم إلى مجموعتين، الأولى تعمل وفق قرار ما يسمى «مجلس شورى المجاهدين» والأخرى تعمل بشكل منفرد ومستقل، ولا علاقة لها بأي كتائب أخرى، وأبرزها «جبهة النصرة» التابعة مباشرة لتنظيم «القاعدة» وتعلن الولاء التام لزعماء التنظيم الجهادي، بالإضافة إلى ألوية أخرى مثل «أحفاد الرسول» و«لواء الإسلام»، وهؤلاء لهم تمويل مستقل من جماعات سلفية في الخارج، وذوو تنظيم فائق الدقة، وألويتهم تتعرض للتضييق حتى من بقية الكتائب المقاتلة التي تعتبرها من صنع النظام، أو ذات منهجية فكرية وسياسية لا تتوافق والإسلام المعتدل الذي يتمتع به الشعب السوري. وتختلف عن بقية المجموعات باعتبارها تستخدم أسلوب العمليات الكبرى كتفجير مبنى الأركان أو ساحة سعد الله الجابري في حلب والهجوم على مقار الاستخبارات العسكرية والجوية في دمشق، بمعنى أنها لا تستخدم أسلوب السيطرة على منطقة ما ثم الاشتباك مع الجيش النظامي.
«الجيش الحر»
… فتوة أم حماية للسكان؟!
لم تعد نغمة استجداء السلاح تجدي نفعاً في عمل «الجيش الحر»، خصوصاً ان معطيات كثيرة باتت تكشف النقاب عن دعم مالي وعسكري هائل تتلقاه بعض فصائل المعارضة المسلحة من دون غيرها ومن دون حتى أن تستخدمها، بمعنى تخزينها حتى وصول قرار غربي بالتحرك، ما يفرضها كقوة مقاتلة تفرض نفوذها ضمن المناطق التي تسيطر عليها، وهو سبب بحد ذاته يجعل توحيد «الجيش الحر» امرا اكثر صعوبة، إذ تشير معلومات واردة من مناطق مختلفة في سوريا إلى تمويل ضخم يصل بشكل منتظم خاصة من بلدان الخليج العربي ومحصور بكتائب معينة، خاصة في حمص وإدلب وحلب وريف دمشق.
ويعتمد هذا التمويل على أحد عاملين، الأول قدرة هذه المجموعات على الاستعراض الإعلامي بمعنى تصوير عمليات ونسبها لنفسها، طمعاً في الدعم المالي، والثاني علاقات تجمع مقربين منها بشخصيات سورية أو عربية في الخليج، ما يعني تدفقاً منتظماً للمال إلى هذه المجموعات، وفي أحيان أخرى قد يصل التمويل بشكل ذخائر وأسلحة خفيفة ومتوسطة، وفي أخرى ثقيلة خاصة صواريخ «ستينغر» الأميركية الصنع المضادة للطائرات، والتي بالرغم من نفي مختلف قادة المعارضة المسلحة امتلاكهم لها فإن مصادر عدة أكدت وصول دفعات من هذه الصواريخ إلى الكتائب، وخاصة بعد حديث النائب الكويتي وليد الطبطائي عن تسليم عدد منها للمقاتلين في الشمال، ثم إعلان موسكو أن مقاتلي المعارضة قد حصلوا بالفعل على هذه الصواريخ، بينما نفى آخرون ذلك، مؤكدين سيطرتهم على صواريخ من نوع «سام» روسية الصنع، بعد سيطرتهم على كتائب ومقار للدفاع الجوي في إدلب وريف دمشق، لكن حتى هذه الصواريخ غير قادرة على إسقاط الطائرات وعملها يقتصر على الدفاع فحسب، بينما يتمكن البعض من إسقاط المروحيات حين تحلق على علو منخفض لا أكثر.
وعلى المقلب الآخر، تحدث نشطاء مقربون من «الكتائب المقاتلة» في الشمال عن أنهم يمتلكون قدرة مالية، لكنهم غير قادرين على الحصول على سلاح ثقيل، وهو أمر محصور بقرار من الدول الكبرى التي تشتكي من تشتت المعارضة وعدم قدرتها على الاتحاد أو إيجاد ضمانات لعدم وصول الأسلحة إلى تنظيمات متشددة. وفي ظل هذا الظرف أصبحت الكتائب الأكثر تمويلاً وتسليحاً ترفض الاتحاد مع غيرها من المجموعات، وتتصرف في المناطق الخاضعة لها على أنها الحاكم بأمره، وبالتالي ستفرض شريعتها وقوانينها التي ستعاقب كل من «يتطاول على أسياده المحاربين»، كما أشار احد النشطاء في حلب، حين قمعت إحدى «الكتائب» تظاهرة خرجت تطالب «الجيش الحر» بالرحيل. وتكررت هجمات المسلحين على مواقع تاريخية في حلب، من دون أدنى اعتبار للوجود الاجتماعي أو للنازحين في هذه المناطق.
ويشير ناشط في دير الزور إلى أن مقاتلين دخلوا العديد من الأحياء، وطلبوا من الأهالي المغادرة فوراً تمهيداً لتحويل المنطقة إلى ساحة عمليات، عدا عن عصابات تعتبر نفسها ضمن لواء «الجيش الحر» وتعمد إلى سرقة مبان حكومية أو تدميرها بحجة أنها مراكز أمنية.
ورغم رفض الأهالي وتحذيرهم من المسألة مراراً يكتفي «الجيش الحر» بالتجاهل والتركيز على أنهم يحاربون النظام ويقومون بحماية الأهالي، بينما يستمر أسلوب السيطرة على أحياء أو استغلالها لقصف مواقع عسكرية تابعة للنظام على ما هو عليه، إذ يعمد هؤلاء إلى قصف موقع ما بقذائف الهاون فيرد الجيش النظامي بمحاصرة المكان وإشغال المسلحين بتبادل إطلاق النار حتى نفاد الذخيرة، وبالتالي سهولة اقتحام المنطقة، وهو ما تكرر في حلب وحمص والرستن وداريا ودوما وعربين في ريف دمشق، ما يزيد النقمة الشعبية وضرورة الكف عن مثل هذه العمليات.
وفشلت حجة المعارضة القائلة ان النظام سيقصف المناطق بوجود «الجيش الحر» أو عدمه في إقناع الأهالي. وذهبت معها حجة السيطرة على 70 في المئة من الأراضي السورية أدراج الرياح، بعد أن بات من الواضح أن من يسيطر على السماء يتحكم بالأرض، وهو ما لم يقتنع المسلحون به حتى الآن.
«السـفير» تجـول علـى حـدود الـدم المهـدور بيـن لبـنان وسـوريـا
سعدى علوه
تغيرت لغة الأرض في البقاع الشمالي، وبالتحديد من المنعطف الذي يؤدي إلى عرسال في بلدة اللبوة، وصولاً إلى معبر قلد السبع، بوابة جرماش، ومعها ريف غرب القصير، حيث القرى سورية التراب، لبنانية السكان.
تتكلم الأرض الممتدة على مساحة ستين كيلومتراً من الحدود السورية اللبنانية، من عرسال وجرودها إلى كتف الشمال اللبناني، في السياسة والأمن، من دون ان تتنكر للغتها الأم: «التهريب»، وإن طورت في سلعه تلبية للإحتياجات المرتبطة بما يجري في سوريا.
طعّمت المنطقة التي خطها قلم «سايكس بيكو»، ورسم حدودها، قبل 96 عاماً من اليوم، مفرداتها بآليات الواقع المستجد وعدته: «المذاهب والحساسيات الطائفية». مفردات، وإن اعتادها الجانب اللبناني، بيد انها ظلت غريبة عن سوريا طوال نحو نصف قرن من الاستقرار، قبل أن تصبح الجارة الشرقية مشرعة الأبواب على أزمة وطنية، تصيب بتداعياتها كل المنطقة وخاصة «دول الجوار».
وها هو الداخل السوري يلتحق بركب الداخل اللبناني المشرع منذ سنوات على انقسام سياسي وطائفي خطير، متأثرا بوقائع النسيج الواحد والحدود المفتوحة، وإن امسك بها معبر شرعي واحد في منطقة القاع، لتدخل المنطقة في تجربة «الفوضى المشتركة» للمرة الأولى منذ ما يقارب القرن من الزمن.
وعلى رأس الفوضى المستجدة، تتربع «الجمهورية العرسالية»، بما تمثله في الحيثية السياسية الحدودية اللبنانية اليوم، لتمسك بأربعين كيلومتراً من الحدود المفتوحة على الداخل السوري، تاركة عشرين كيلومتراً للتلاوين المذهبية الأخرى في المنطقة، وعلى رأسها الشيعية، ذات الامتداد السكاني إلى العمق السوري على فم مدينة القصير. القصير نفسها مركز ريف محافظة حمص.
يكتسب حوض نهر العاصي الغني بالتلاوين الطائفية والمذهبية والسياسية بعداً اساسياً في الأحداث السورية. لم تُسقط الأطراف اللاعبة على الأرض من حساباتها التركيبة الديموغرافية ولا الجيوسياسية للمنطقة. فتّح الثوار، ومن معهم من كتائب سلفية و«جهادية» في معركتهم المصيرية في القصير، اعينهم على الشريط السكاني اللبناني الممتد من ريف المدينة، إلى الحدود اللبنانية في عرسال ومشاريع القاع مروراً إلى القصر وحوش السيد علي والجنطلية والعميرية وغيرها من المناطق المفتوحة على مركز القضاء في الهرمل.
في الحسابات اللوجستية، يعي الجميع التلاوين المتنوعة في الإنتماء والموقف لنحو خمسة وثلاثين الف نسمة من اللبنانيين يشكلون ثلث السكان في ثلاثين قرية سورية ريفية، وطبعاً يقررون حجم النفوذ الكبير لمن تكتب له السيطرة الميدانية على الأرض. نحن نتكلم هنا عن الظهر السوري على الحدود اللبنانية، وبالتحديد القصير ومن بعدها حمص في الداخل، وعن بوابة لبنان الشرقية التي تشكل الظهر الشيعي البقاعي في منطقة بعلبك الهرمل، والمفتوح بدوره على عكار والضنية في الجرود، وبما يعنيه الشمال اليوم بالنسبة للصراع السوري، وفم «الكماشة» السنية للمنطقة.
كان المقاتلون في القصير مطمئنين إلى خلفية القرى السنية في الشريط الحدودي السوري الأرض واللبناني السكان، وعلى رأسه جوسيه واخواتها، لناحية مشاريع القاع عرسالية الهوى والسيطرة، ومعها الإمتداد العرسالي الضارب في عمق النبك السورية. ارتياح شبيه باطمئنان النظام السوري وجيشه إلى ظهره الشيعي على حدود الهرمل ومنطقتها، ومعه التوافق الضمني لضرورة صونها ودعم صمود اهلها بشتى الوسائل وفق قواعد المصلحة المشتركة.
في المقابل، وعلى اختلاف التلاوين المذهبية والسياسية لبنانياً، وضبت قوى الأمر الواقع في المنطقة سياسة «النأي بالنفس» المعلنة من قبل الدولة، مستفيدة من حساسيات الداخل اللبناني وتوازناته المتحكمة بالسقف الأمني والعسكري المسموح به، وفتحت حساباتها الخاصة في التعاطي مع ما يجري على الحدود وناسها. حسابات محكومة بالمصالح الإستراتيجية اولاً، وبالإتهامات المتبادلة ثانياً، والمتركزة على الدعم لهذا الطرف او ذاك على الساحة السورية.
ومع التغييرات في سوريا صارت اللوثة المذهبية واحدة على الضفتين. قامت السواتر الترابية بين القرى السورية وفقاً للون المذهبي، وعلى خطوط تماس مستجدة، نبتت المتاريس على جنبات الحقول المشتركة بين القرى الشيعية والسنية، وعلى رأسها سقرجة والبرهانية البوابة السنية لشيعة الريف السوري نحو المدينة الأقرب، ومركز التموين المعيشي والخدماتي، أي القصير.
وجاء تهجير الشيعة والمسيحيين السوريين من حمص والقصير، ومن ثم ربلة المسيحية ليعزز الفرز الديموغرافي والجغرافي المر. تهجير لم يستثن السنة اللبنانيين والسوريين، وخصوصاً العائلات من أطفال ونساء وشيوخ.
كل هذه «المرارة التشكيلية» لم تمنع بقاء بعض الجيوب السنية في الشريط الشيعي المربوط بقرى علوية ومرشدية في الريف القصيري، وصولاً إلى الطريق الساحلي الذي يربطه عبر منطقة الناعم بطرطوس فاللاذقية، ويجعل السكان بغنى عن القصير ومركزية خدماتها.. لكنه تنوع صامت تفرضه على الأرجح سياسة الانحناء أمام العاصفة تجنباً للانكسار.
ويحتاج «الدفاع عن النفس» كما يسميه سكان القرى في ريف القصير، إلى مقومات الصمود، وعلى رأسه السلاح في زمن علا فيه صوت البندقية. يقولون إنهم باعوا من مواشيهم ومن أراضيهم ليبتاعوا أدوات الدفاع عن عوائلهم وبيوتهم وأنفسهم، وليبعدوا كأس التهجير المرة التي ذاقوا مرارتها في بداية الأحداث السورية. يتحدثون عن «غرباء» ويقولون إن ما حصل لأهالي ربلة يؤكد صوابية خيارهم «تهجروا ولم يجدوا دولة لبنانية أو شعباً يحتضنهم».
وفرض التموضع الجديد لدى الطرفين احتياجاته على سوق التهريب التي افلتت من عقالها. وعليه، تصدر السلاح وذخيرته السوق، بغض النظر عن هوية المهربين والتجار الذين يعتبرون ان «ربهم وحليفهم» هو المال، ومن بعده الطوفان. حتى ان عناصر القوى الأمنية يتحدثون عن إمساكهم بطفل في الثانية عشرة من العمر وفي جعبته التهريبية، على الطريق نحو سوريا، الف وثمانمئة طلقة رصاص، قال انه جمعها ليطلقها في الهواء. وإذا ضربنا 1800 طلقة بثلاثة آلاف ليرة لبنانية، نجد ان صفقة الطفل وحده كانت بقيمة خمسة ملايين واربعمئة ليرة لبنانية. طلقة الرصاص نفسها عرفت ايام العز ليقفز سعرها من ستمائة ليرة لبنانية في بداية الأحداث السورية إلى ثلاثة آلاف ليرة لبنانية اليوم. فماذا عن الأسلحة الرشاشة والصاروخية.
نزح شيعة حمص وقرى ريف القصير إلى زيتا ومطربة على الحدود مع لبنان، ووصلت اعداد قليلة منهم إلى القصر والهرمل، فيما تفرق المسيحيون نحو الداخل السوري وعلى رأسه الشام، وأكمل اللبنانيون من بينهم إلى القاع ورأس بعلبك وزحلة.
وانسجاماً مع التقسيمات والتحالفات توزع النازحون والمهجرون السنة السوريون منهم واللبنانيون على الشمال اللبناني، فيما وصلت اعدادهم من ريف حمص والقصير إلى نحو 12 الف نازح في عرسال و«مشاريع القاع» وليدتها.
عرسال، البلدة التي يقارب عديد سكانها الـ45 الف نسمة، فتحت ذراعيها واحتضنت «الثورة السورية»، طمعا بانتصار سريع كما وعدها «القيمون» عليها سياسيا وطائفيا. لم يسقط النظام السوري بسرعة كما غيره، لا بل ان تطور الأحداث الأخيرة وسيطرة الجيش النظامي على الشريط السني المحاذي لعرسال في جوسيه والنزارية والعاطفية وأخواتها، ضيق الخناق على المجموعات المسلحة التي كانت تفر باتجاه الحدود اللبنانية مع كل «كبسة» ميدانية.
اليوم، لم تعد مقومات عرسال الخدماتية تكفي لـ12 الف نسمة نازحة، من دون إغفال حقيقة التململ الاجتماعي الذي بدأ يطفو على السطح ليفرض نقاشات في الحلول المتاحة والمعدومة، على ما يبدو، لدى الأخذ في الاعتبار الجغرافيا السياسية لعرسال ومحيطها.
في مقابل التململ العرسالي من التركة الثقيلة للموقف الطرف في الأحداث، وفي ظل تخل اقتصادي وخدماتي واضح من القوى السياسية المحسوبة عليها، لا يجد النازحون اللبنانيون القادمون من الشريط السني في جوسيه وجاراتها من يسأل عنهم.
ها هم يقطنون في «مشاريع القاع» في شوادر خفيفة حاكوها بأنفسهم خيماً لن تصمد امام الشتاء الآتي على عجل. لا الأمم المتحدة تعترف بهم لاجئين في وطنهم، ولا القوى السياسية المساندة لـ«الثورة» التفتت إليهم، وطبعاً، لا الدولة اللبنانية تعرفت إلى أولادها الذين اعتادت ترك شؤونهم وشجونهم للدولة السورية طوال قرن يعود إلى «سايكس- بيكو».
وكما في سوريا، ترتسم خطوط تماس أفقية وعمودية في الداخل اللبناني محكومة بخريطة الحدود مع سوريا، في محاولة من كل طرف لحفظ توازناته الخاصة عند عتبة مرحلة مصيرية لا يبدو أن أحدا يملك أجوبتها.
رئيس وزراء قطر: ما يجري في سورية حرب إبادة وليست حربا أهلية
الدوحة- (د ب أ): وصف رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ما يجري في سورية بأنه “حرب إبادة أعطي لها الرخصة من الحكومة السورية والمجتمع الدولي”.
ونقلت وكالة الأنباء القطرية (قنا) عنه القول في تصريحات لقناة الجزيرة الفضائية الليلة الماضية: “عندما أعلنت الحكومة السورية موضوع الهدنة وأعلنت أنها سترد على أي شيء يحصل على الأرض، كان واضحا من هذا الكلام أنه لا يوجد هناك هدنة”.
وأعرب عن استغرابه إزاء كل ما يجري الآن، وقال: “كل الأطراف تعرف ما هو الحل المطلوب وتعرف ماذا يريد الشعب السوري. وكل ما يجري الآن برأيي تضييع وقت وإعطاء رخصة لقتل الشعب السوري وتدمير مقدرات سورية”.
وحول توصيف الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي العربي الخاص بسورية لما يجري هناك بأنه حرب أهلية، قال المسؤول القطري: “نحن نعرف ما يجري في سورية، هو ليس بحرب أهلية ولكن حرب إبادة أعطي لها رخصة أولا من الحكومة السورية وثانيا من المجتمع الدولي ومن المسؤولين في مجلس الأمن”.
وحول الجهود الدبلوماسية الغربية لحل الأزمة السورية، قال: “الوضع الغربي ليس على المستوى المطلوب. هناك دول طبعا متحمسة كثيرا ولكن لابد أن ننظر بالعين الأخرى إلى الانتخابات الأمريكية التي تحصل الآن وأنه هناك شلل في الأسبوعين أو الثلاثة المقبلة إلى أن تنتهي الانتخابات الأمريكية وبعدها نستطيع أن نركز أكثر في ما سنقوم به بين الدول الأوروبية وأمريكا والعالم العربي وكل الدول المحبة لمناصرة الشعب السوري”.
كردي تعرض للتعذيب من جانب معارضين سوريين يقضي متأثرا بجروحه
بيروت- (ا ف ب): افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان كرديا تعرض للتعذيب بأيدي مقاتلين سوريين معارضين في محافظة حلب (شمال) قضى الاثنين متأثرا بجروحه.
وقال المرصد الذي مقره في بريطانيا ان “الكردي خالد بهجت حمدو (37 عاما) قضى متاثرا بجروح اصيب بها جراء التعذيب الذي تعرض له فيما كانت تحتجزه مجموعة مسلحة في قرية حيان”.
واحتجز حمدو اضافة الى نحو مئتي كردي اخرين خلال معارك غير مسبوقة اندلعت الجمعة بين مقاتلين معارضين وميليشيات كردية واسفرت عن ثلاثين قتيلا.
واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن حمدو اقتيد إلى حيان في شمال حلب “حيث تعرض للتعذيب بصعقات كهربائية. وكان ضمن 120 كرديا افرج عنهم الاحد لكنه كان ضعيفا جدا الى درجة توفي في صباح اليوم التالي”.
واضاف ان “بعض المجموعات المسلحة تستخدم الوسائل القمعية للنظام، وينبغي الا نسكت عن ذلك”.
وبعد معارك الجمعة، اندلعت مواجهات جديدة بين ميليشيات كردية ومقاتلين معارضين في شمال سوريا وفق المرصد.
ويشكل الاكراد نحو 15 بالمئة من السكان وهم يعادون النظام السوري الذي يتهمونه بقمعهم، الا انهم حذرون تجاه المعارضة التي يرون انها لا تتفهم خصوصيتهم كقومية مختلفة.
سلمان العودة يدعو للامتناع عن السفر للقتال في سورية.. وفرار 29 عنصراً من الجيش إلى تركيا
ستون غارة على ادلب والابراهيمي يحذر: الوضع من ‘سيىء الى اسوأ’
بيروت ـ دمشق ـ انقرة ـ وكالات: اعتبر الموفد الدولي والعربي الاخضر الابراهمي الاثنين ان الوضع في سورية ‘يسير من سيىء الى اسوأ’، ليتزامن كلامه مع دخول هدنة عيد الاضحى ساعاتها الاخيرة، فشن الطيران الحربي السوري ‘غارات هي الاعنف’ منذ بدء استخدامه في النزاع، وانفجرت سيارتان مفخختان في جنوب دمشق وريفها ما ادى الى وقوع عدد كبير من القتلى والجرحى.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع وكالة فرانس برس ان الطائرات الحربية شنت ‘ما يزيد عن 60 غارة جوية’ الاثنين، مشيرا الى ان هذه الغارات ‘هي الاعنف منذ بدء استخدام الطيران الحربي’ في نهاية تموز (يوليو) الماضي.
وكالة أنباء الأناضول التركية، امس الإثنين، ذكرت ان 29 من عناصر الجيش السوري بينهم 5 جرحى، فروا إلى الأراضي التركية بعد انشقاقهم عن الجيش النظامي.
وأشارت الوكالة إلى أن العناصر هربوا من منطقة علاني، في مدينة إدلب السورية، ودخلوا الحدود التركية بالقرب من قرية زيارة، التابعة لمنطقة ألتن أوزو، بمدينة هاتاي.
واستلم الجنود الأتراك في المركز الحدودي لمنطقة زيارة، العناصر السورية ونقل الجرحى منهم إلى مستشفيات متنوعة في هاتاي، بينما توجه الباقون إلى مركز قيادة الجيش التركي في منطقة ألتن أوزو، للتحقيق معهم وسط إجراءات أمنية مشددة.
جاء ذلك بينما رفض الأردن دخول ثلاثة عسكريين سوريين منشقين إلى أراضيه لأسباب أمنية.
ونقلت صحيفة ‘الغد’ الأردنية في عددها الصادر الاثنين عن مصدر أمني قوله إن حالات لم يسمح لها بالدخول لأسباب أمنية، ولوجود شكوك حولها.
ميدانيا ادى انفجار سيارة مفخخة في حي الروضة السكني في منطقة جرمانا في ريف دمشق الى مقتل 11 شخصا واصابة العشرات ‘معظمهم من النساء والاطفال’، بحسب ما نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا).
على الحدود التركية السورية، سقطت قذيفتان مصدرهما الاراضي السورية امس قرب قرية بيشاصلان التركية في جنوب محافظة هاتاي بينما كانت تدور معارك في مدينة حارم السورية المقابلة، بحسب وكالة انباء الاناضول، ما استدعى ردا تركيا.
وتكررت منذ الثالث من تشرين الاول (اكتوبر)، تاريخ مقتل خمسة مدنيين اتراك بقذيفة من الجانب السوري، عمليات سقوط قذائف على الاراضي التركية ما اثار غضب انقرة التي تعهدت بالرد في كل مرة.
وادت اعمال العنف الاثنين الى مقتل 76 شخصا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من ناشطي حقوق الانسان في كل انحاء سورية وعلى مصادر طبية في المستشفيات المدنية والعسكرية.
وابدى الابراهيمي من موسكو اسفه لانهيار وقف اطلاق النار، معتبرا ان ‘الازمة السورية خطيرة جدا جدا، والوضع يسير من سيىء الى أسوأ’.
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، كرر الابراهيمي وصف ما يجري في سورية ‘بالحرب الاهلية… واذا لم تكن هذه حربا اهلية، فلا ادري ما هي الحرب الاهلية’.
من جهته اعرب لافروف عن ‘خيبة امل’ موسكو، الحليف الدولي الابرز للرئيس بشار الاسد، من عدم التزام الطرفين بالهدنة، معتبرا الا فائدة في الخلاف عمن انتهكها. ودعا الى الحوار لأن ‘الهدف هو ان يتوقف جميع السوريين عن اطلاق النار ويجلسوا حول طاولة المفاوضات’.
الى ذلك دعا عالم الدين السعودي الشيخ سلمان العودة، إلى الامتناع عن السفر إلى سورية للمشاركة في القتال، معتبراً أن توجه المقاتلين إلى سورية لن يغيّر مسار المعركة فيها.
وقال العودة في تقرير نشره موقع ‘الإسلام اليوم’ السعودي، الاثنين، إن المصلحة تقتضي أن نترك القضية السورية للسوريين، مشيراً إلى أن ‘النظام السوري يتذرّع أمام العالم أنه لا يقاتل شعبه وإنما يقاتل مجموعات مسلحة إرهابية تسلّلت من خارج البلاد’.
ودعا الشباب الى الامتناع عن السفر إلى سورية للقتال، سواء كانوا أفراداَ أو ضمن تنظيمات.
واعتبر أن ‘توجه المقاتلين ـ العرب وسواهم – إلى سورية لن يغيّر مسار المعركة’، مشيراً الى ‘حاجة السوريين إلى الدعم بالمال والسلاح والدعاء ورعاية النازحين وأسر الشهداء والمقاتلين’.
وقال الشيخ سلمان العودة إن ‘وجود المقاتلين العرب قد يدفع بعض الدول العربية فضلاً عن الأوروبية، إلى التوقف عن دعم الشعب السوري في معركته ضد نظام (الرئيس السوري) بشار الأسد، خشية أن يصل هذا الدعم إلى إرهابيين’.
وكانت صحيفة ‘نيويورك تايمز’ الأمريكية، ذكرت مؤخراً، أن تنظيم القاعدة أسهم في تغيير طبيعة الصراع الدائر في سورية من خلال استخدام سلاح التفجيرات الانتحارية.
وقالت الصحيفة، في سياق تعليق أوردته على موقعها الإلكتروني، ‘بينما يستمر القادة السياسيون والعسكريون في المعارضة السورية بنفي وجود أي دور للمتطرفين، يبدو واضحاً أن القاعدة ساعدت في تغيير طبيعة الصراع في البلد الممزق من خلال استخدام سلاح التفجيرات الانتحارية الذي استخدمته كثيرا في العراق’.
وأضافت أن ‘الأدلة تتزايد حول تحول سورية إلى منطقة جذب للتطرف السُني، بما في ذلك الذين ينشطون تحت راية القاعدة’، مشيرة إلى أن معبر ‘باب الهوى’ الحدودي مع تركيا تحول إلى مركز تجمع لما يعرف بـ’الجهاديين’.
ونقلت عن مسؤولين عراقيين قولهم إن ‘المتطرفين الناشطين في سورية هم بالأغلب من المتشددين أنفسهم الذين ينفذون هجمات في العراق’.
عمان تترقب قراءة النص الروسي للاحداث.. والجيش السوري أصبح اللاعب الأكثر نفوذا.. وأهمية بشار الأسد تتراجع
الأردن يغادر السيناريو الخليجي في سورية ويفرض ‘كماشة’ أمنية على الجهاديين والمنشقين
عمان ـ ‘القدس العربي’ ـ من بسام البدارين: إستشعار المؤسسة الأردنية لوجود اتصالات لها علاقة بترتيبات ‘تسوية’ في سورية دفعها خلال الأسبوعين الماضيين لإعادة إنتاج موقفها الميداني تجاه تعقيدات المشهد السوري وفقا للاحتمالات الجديدة على أمل أن لا تخرج عمان كالعادة من المولد بلا حمص.
عمان وبوضوح شديد تصرفت بثلاثة اتجاهات في الاونة الأخيرة عندما جازفت بمنع المتسللين الجهاديين بالمطلق من العبور للجانب الاخر ثم اعتذرت في رسالة هي الأكثر أهمية عن استقبال ‘منشقين’ بالصفة العسكرية مع تجميد أي رهان على ضيفها المنشق الكبير رياض حجاب المختفي تماما عن الأنظار.
تقييم المؤسسة الأردنية لحجاب اليوم أنه خالي الوفاض وغير مفيد إلا بالإطار الشكلي.
الاتجاه الثالث كان الأكثر جرأة على الاقتراب من مربع التسوية المحتملة على المسار السوري عندما حاولت عمان الإيحاء باستعدادها ولأول مرة منذ اندلعت الثورة السورية لاستئناف ‘التنسيق الأمني’ لكن هذه المرة ليس مع الحكومة السورية بل مع المؤسسة السورية الأكثر نفوذا في الواقع وهي مؤسسة الجيش العربي السوري.
هنا تحديدا يمكن التقاط أنباء تتسرب عن لقاءات ذات بعد تنسيقي في بيروت ويمكن ملاحظة ‘الكماشة’ الأمنية التي فرضتها السلطات الأردنية على الحدود مع سورية لمنع جهاديين يطمحون للقتال والاستشهاد في سورية.
يمكن كذلك قراءة الإفصاحات الأمنية والعسكرية الأردنية المتعلقة بانتقال عدوى الجهاديين الأصوليين إلى الأرض الأردنية كرسالة باطنية تقول للجهة الفاعلة في النظام السوري بأن عمان ودمشق اليوم هدفان مشتركان للتنظيمات الأصولية وعلى رأسها تنظيم القاعدة.
الجديد والمثير في الموضوع أن المراقب يستمع اليوم ولأول مرة داخل أقنية القرار الأردنية لمسؤولين ومستشارين يتحدثون عن تراجع قوة التغيير الجبري في سورية وضرروة البحث عن تسوية.
والأهم عن رسائل أردنية توجه هذه المرة ليس لنظام بشار الأسد بل للطرف الأقوى في المعادلة السورية اليوم وهو المؤسسة العسكرية.. كذلك عن محطة موسكو التي يعتبر التوقف فيها إجباريا عندما يتعلق الأمر بمصير الملف السوري، عليه يهتم الأردن جدا بتوقف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في عمان ويستعد للبحث من خلاله عن قراءة جذرية للموقف الروسي تدرس حسابات المصالح الأردنية الأساسية من خلاله خصوصا بعدما ثبت للأردنيين بأن البقاء فيما يخص سورية بحضن السيناريو الخليجي لم يكن منتجا لا ماليا ولا سياسيا.
عليه يؤكد رئيس سابق للوزراء في الأردن تحدث لـ’القدس العربي’ بأن عمان أدركت اليوم بأن النادي الخليجي متعثر ولديه عدة مخططات عندما يتعلق الأمر بسورية وأن الحكمة تتطلب مغادرته أردنيا وفي أقرب فرصة، وهو ما يحصل الان، فالأردن يبتعد بدبلوماسية عن التصورات القطرية والسعودية في المشروع السوري ويحاول الإطلالة على السيناريو الروسي.
وجهة نظر المحلل الإستراتيجي الأردني المتابع للملف السوري الدكتور عامر سبايلة تصر على أن المؤسسة العسكرية السورية اليوم هي التي تتحكم بمسار الأمور وليس أي طرف آخر، وأن موسكو هي بوابة البحث عن تسوية في سورية لأن استراتيجية الولايات المتحدة ما زالت كما قال السبايلة لـ’القدس العربي’ هي الاستعلاء ثم الانشغال في تدارك الأخطاء.
سبايلة المطلع جيدا على كواليس الملف السوري يعتبر الهدنة الهشة عبارة عن هدية كبيرة قدمتها المؤسسة العسكرية السورية للأخضر الإبراهيمي الذي تتذمر منه بعض أطراف المعارضة في الخارج والذي ينفتح دون تحفظات على الأطراف المؤثرة، مشيرا الى ان الجيش السوري سحب الأوراق من كل الأطراف والإبراهيمي يعمل ضمن تفاهمات مع المؤسسة العسكرية السورية وبدعم من موسكو.
ذلك يعني مسألة واحدة برأي سبايلة وهي اقتراب الحل السياسي وبالتوازي اقتراب خروج كثيرين من المـــعادلة من المعارضة والنظام.
أردنيا قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني عدة مرات بالتسوية السياسية، ورئيس مجلس الأعيان طاهر المصري تحدث لـ’القدس العربي’ عن مأزق متعدد القنوات من الصعب معالجته بدون تسوية سياسية بعــدما تراجعت رهانات إسقاط نظام بشار بالطريقة القديمة.
عمان تتحسس طريقها وسط هذه الألغام بوضوح هذه الايام واستراتيجيتها المرحلية البحث عن ملاذات آمنة عبر آلية التنسيق مع القوى الفاعلة في الميدان السوري والجلوس بالقرب من الطاولة الدولية على الأقل إذا لم يتسن الجلوس اليها على أن يحصل ذلك عبر مغادرة ‘ناعمة’ للسيناريو الخليجي المتسرع ودون لفت نظر الأمريكيين أو إغضابهم وبطريقة تقترب من مسافة من الإطلاع على حكاية موسكو للقصة.
سوريا الجديدة.. دولة داخل دولة
صحف عبرية
التطورات في سوريا سريعة جدا. فلم يعد بوسع سوريا منذ الان أن تعود لتكون تلك الدولة نفسها التي كانت من ناحية اقليمية، لان قسما واحدا يتفكك عنها منذ الان، وهذا هو الكيان الكردي الجديد في شمالي الدولة، من الغرب وحتى الشرق، من افرين غربا الى حلب وحتى القامشلي في الشرق؛ على طول معظم الحدود السورية مع تركيا، وهذا الجيب لن يوافق بعد اليوم على أن يكون جزءا من سوريا. هذا هو التفكك الطائفي الاول في سوريا، وبعده ستأتي تفككات اخرى بحيث أن سوريا ستتفكك بعد بضع سنوات من الحرب الفظيعة الى عدة كيانات طائفية منفصلة. وهكذا تتغلب العناصر الطائفية على تلك الوطنية، التي تبينت بانها مصطنعة.
كيف حصل أكراد سوريا على استقلالهم المفاجيء هذا؟ في مناورة لامعة لبشار الاسد. فقد أخرج من هذه المناطق جيشه، وهكذا أخرج معظم الاكراد من معسكر الثوار ضده بطريقة ‘فرق تسد’ وفتح الحدود للتنظيم السري الكردي لتنفيذ عمليات في تركيا. ولما كان رئيس وزراء تركيا أردوغان يدعم الثوار في سوريا ضد الاسد، فان الاسد يدعم الثوار ضد اردوغان، فنشأ ميزان رعب.
منذ سلم الاسد على طبق من الفضة المناطق الكردية في شمالي سوريا الى التنظيم السري الكردي، حزب العمال الكردي الـ PKK قبل بضعة اشهر، تحولت هذه المنطقة الى كيان مستقل، مع حكم كردي مستقل، حيث ترفع أعلام الـ PKK والاكراد فوق المؤسسات العامة. ويقيم الاكراد مؤسسات حكم، وهم يسيطرون اليوم على كل المدن والقرى في اقليمهم. من يدير الحياة السياسية في هذا الجيب هو ‘حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي’ (PYD) ائتلاف من منظمات سياسية كردية في سوريا، وعلى الحدود في المحيط يحرس مقاتلو التنظيم السري لـ PKK. في داخل هذا الجيب يجري منذ الان تطهير عرقي، مثلما يحصل في كل مكان في سوريا: العرب والتركمانيون يطردهم الاكراد، الذين يريدون اقليما نقيا.
رسميا أقام الاكراد في سوريا ما أسموه ‘حكما ذاتيا ديمقراطيا’. وهم يحذرون من الحديث حتى الان عن ‘دولة كردية’ في سوريا، انطلاقا من المعرفة بأن الامر سيجر ضدهم انتقادا دوليا، ولكن على الارض هم بالتأكيد يعملون في هذا الاتجاه. في نهاية المطاف المقصود هو الربط بين الحكم الذاتي (شبه الدولة) الكردي في شمالي العراق مع ذاك السوري، وذاك التركي وذاك الايراني، لخلق دولة كردية واحدة كبيرة (التي بالمناسبة، من المتوقع أن تكون ودية لاسرائيل). والفعل، فان الاف مقاتلي ‘البشمرغا’ (‘المرابطون في وجه الموت’، بالكردية) من كردستان العراقية يتدفقون الى الجيب الكردي الجديد في سوريا ويعززونه.
عملية تفكك سوريا ستستغرق سنوات، حتى بعد أن يضطر نظام الاسد الى الرحيل، وذلك لان الكراهية كبيرة جدا هناك، والاعمال الفظيعة مثيرة جدا للعجب (الشيعة يخطون مثلا على جبين المقاتلين السنة آيات شيعية)، واعمال الذبح المتبادلة واسعة للغاية (نحو 35 الف قتيل حتى الان، مئات الاف الجرحى ومئات الاف اللاجئين) والتطهير العرقي من جانب كل العناصر هناك كبير جدا لدرجة أن امكانية مواصلة السكن معا لم تعد قائمة.
تصوروا ان كل هذا كان سيحصل في هضبة الجولان، على مسافة اصبعين من الجليل. وحقا، مشوق أن نعرف اين هم اولئك الاسرائيليون الذين روجوا على مدى السنين بان علينا أن نتناول الحمص في دمشق، وان هذا هو العلاج لكل مشاكلنا الشرق أوسطية. اين هم؟ آه، يتنافسون الان في الانتخابات التمهيدية، لمواصلة الاتجار بأوهامهم.
غي بخور
يديعوت 29/10/2012
لافروف: مهمتنا الرئيسية إرغام السوريين على وقف القتال والدخول بمفاوضات.. والابراهيمي يعتبر في موسكو ان الوضع في سورية ‘من سيء الى اسوأ‘
موسكو ـ ا ف ب: اعتبر الوسيط العربي والدولي لسورية الاخضر الابراهيمي اثر مباحثات اجراها في موسكو الاثنين مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ان الوضع في سورية يسير ‘من سيء الى اسوأ’ معبرا عن خيبة امله لفشل الهدنة التي دعا اليها خلال ايام عيد الاضحى الاربعة.
وقال الابراهيمي في مؤتمر صحافي مشترك مع لافروف ‘لقد قلت سابقا واكرر ان الازمة السورية خطيرة جدا، والوضع يسير من سيء الى اسوأ’.
واضاف ‘اذا لم تكن هذه حربا اهلية، فلا ادري ما هي الحرب الاهلية’ بعد الاشارة الى امرأة سورية يحارب ابناها كل مع احد طرفي النزاع، مضيفا ‘هذه الحرب الاهلية يجب ان تنتهي’. وكانت روسيا ساندت دعوة الابراهيمي الى الجيش السوري ومسلحي المعارضة لوقف المعارك خلال عيد الاضحى.
لكن عمليات القصف والتفجير استؤنفت بعد ساعات على اعلان الالتزام بالهدنة الجمعة فيما تبادل الطرفان المسؤولية عن خرقها، واقر الموفد الدولي بان مجموعات اخرى خارجة عن سلطة الطرفين قد تكون قامت بذلك.
وقال الابراهيمي ان بعض التفجيرات ‘خلال فترة العيد في المناطق الاهلة بالسكان المدنيين كانت بالتاكيد اعمالا ارهابية قامت بها مجموعات ليس لدينا اتصال معها’.
واضاف ان انهيار الهدنة لن يثنيه عن البحث عن حل للازمة في سورية داعيا المجموعات الدولية الى ‘مساعدة شعب سورية على ايجاد حل لازمته’.
من جهته قال لافروف ان موسكو ايضا تشعر ‘بخيبة امل’ من عدم التزام الطرفين في سورية بالهدنة، الا انه اكد انه لا فائدة من الخلاف حول من انتهكها.
واضاف ‘انهم يتقاتلون بشكل اكبر في سورية، والاستفزازات والردود غير الكافية عليها اصبحت احداثا يومية. الهدف هو ان يتوقف جميع السوريين عن اطلاق النار ويجلسوا حول طاولة المفاوضات’.
وشدد على موقف روسيا المتمثل بان الازمة ستحل حين تبدأ قوى غربية واقليمية مثل تركيا مفاوضات مع الرئيس السوري بشار الاسد وليس فقط مع المعارضة.
وقال ‘لن يحل اي شيء بدون الحوار مع الحكومة (السورية) وتلك هي المشكلة الوحيدة التي تبقى في الطريق نحو عملية سياسية’.
وقد انتقدت موسكو على الدوام القوى الغربية بسبب ما تعتبره عرقلة لجهود السلام في سورية وقالت الاسبوع الماضي ان الولايات المتحدة تنسق تسليم اسلحة الى الثوار السوريين وهو ما نفته وزارة الخارجية الامريكية واصفة اياه بالامر ‘المضحك’.
يشار الى ان روسيا والصين استخدمتا حق النقض لوقف مشاريع قرارات تهدد بتحرك ضد نظام الرئيس السوري.
وتعرضت موسكو لانتقادات في وقت سابق هذا الشهر لقيامها بتسليم انظمة رادار الى دمشق على متن طائرة مدنية ما دفع بواشنطن الى اعتبار سياسة روسيا بشأن سورية ‘مفلسة اخلاقيا’.
ورد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالقول ان روسيا ستبيع اسلحة لمن تشاء طالما ان ذلك لا يتعارض مع عقوبات الامم المتحدة.
وسيتوجه الابراهيمي الذي خلف كوفي انان في هذه المهمة، الى مجلس الامن الدولي في تشرين الثاني (نوفمبر) بمقترحات جديدة للدفع في اتجاه محادثات بين الاسد والمعارضة.
وسيزور موفد الجامعة العربية والامم المتحدة الصين ايضا.
وكان الابراهيمي يامل في ان تؤدي هدنة العيد الى وقف اطلاق نار دائم وحل سياسي للنزاع الذي اوقع 35 الف قتيل في سورية منذ بدئه بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
ويعتمد المرصد للحصول على معلوماته على شبكة من ناشطي حقوق الانسان في كافة انحاء سورية وعلى مصادر طبية في المستشفيات المدنية والعسكرية. ويؤكد المرصد، ومقره بريطانيا، ان حصيلة القتلى والجرحى التي يوفرها تشمل المدنيين والعسكريين ومقاتلي المعارضة.
ومن جهتها انتقدت وزارة الخارجية الروسية، الاثنين، مجلس الأمن الدولي، واعتبرت أن عجزه على إدانة العمليات التي وصفتها بـ’الإرهابية’ في سورية يشجع مدبريها على القيام بها.
وذكرت وسائل إعلام روسية أن الوزارة قالت في بيان ‘نحن ننطلق من أن عجز مجلس الأمن الدولي عن إدانة العمليات الإرهابية يشجع فقط مدبريها على مواصلة ارتكاب الجرائم من هذا النوع’.
وأشار البيان إلى أن الوفد الروسي في مجلس الأمن الدولي قد أعد، بعد تنفيذ ‘العملية الإرهابية’ يوم 26 تشرين الأول (أكتوبر) بالقرب من ملعب للأطفال في دمشق والتي أسفرت عن سقوط ضحايا بين قتيل وجريح، مشروعاً موجزاً لبيان مجلس الأمن للصحافة يندد بهذا ‘العمل الإرهابي’.
ولفتت وزارة الخارجية الروسية إلى أن بريطانيا لم توافق على تبني المشروع الروسي، بحجة عدم توفر معلومات كافية عن طبيعة الحادثة على خلفية المستوى العام المرتفع للعنف في الجمهورية العربية السورية، معلنة أن تبني بيان بشأن حادثة منعزلة هو أمر ليس في مكانه.
وتابع البيان ‘يمارس شركاؤنا الغربيون في ظل هذا الحادث وغيره من الحوادث المماثلة سياسة المقاييس المزدوجة وذلك بعدم موافقتهم على إدانة العمليات الإرهابية، الأمر الذي يثير تساؤلات جدية. أما تقسيم الإرهابيين إلى إرهابيين جيدين وإرهابيين فاسدين فإنه يقوض الجهود الدولية الرامية إلى مكافحة الإرهاب’.
الأردن يخشى تصدير الازمة السورية إلى أراضيه
منع دخول ثلاثة عسكريين سوريين منشقين لأسباب أمنية
عمان ـ رويترز ـ د ب ا: يسلط إعلان الأردن أنه أحبط مؤامرة للقاعدة لتنفيذ تفجيرات في العاصمة الضوء على ما يمثله المقاتلون الإسلاميون الذين شحذ الصراع في سورية عزائمهم واحتمال أن تسعى دمشق لتصدير أزمتها من خطر على البلاد.
والاضطرابات ليست بالشيء الغريب على المملكة فقد استطاعت على مدى عقود التعامل مع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على حدودها الغربية ثم مع العنف في العراق إلى الشرق والذي امتد إلى الأردن بوقوع تفجيرات استهدفت فنادق في عمان قبل سبعة أعوام.
لكن الحرب الأهلية السورية قد تمثل أخطر تهديد للعاهل الأردني الملك عبد الله سواء نجح مقاتلو المعارضة السورية في الإطاحة بحكم الرئيس بشار الأسد أو لم ينجحوا.
ورفض الأردن دخول ثلاثة عسكريين سوريين منشقين من الدخول إلى أراضيها لأسباب أمنية.
ونقلت صحيفة ‘الغد’ الأردنية في عددها الصادر الاثنين عن مصدر أمني قوله إن حالات لم يسمح لها الدخول لأسباب أمنية، ولوجود شكوك حولها.
وكان لاجئون سوريون اجتازوا الحدود الأحد قالوا إن قوات حرس الحدود منعت ثلاثة عسكريين سوريين منشقين من الدخول إلى الأردن بالرغم من أنهم يحملون أوراقهم الثبوتية وإجازتهم العسكرية وتم إعادتهم إلى سورية من ذات المنطقة التي جاءوا منها.
ووصل إلى الأردن أمس الاول أكثر من 320 لاجئا سورية من منطقة تل شهاب حيث تم نقلهم جميعا إلى مخيم الزعتري .
وكان منسق شؤون اللاجئين السوريين أنمار الحمود، نفى وقف الأردن لاستقبال اللاجئين السوريين على أراضيه، مؤكدا أنه ماض في دوره الإنساني وأن موقفه تجاه اللاجئين السوريين واضح منذ البداية.
وقال إن قوات حرس الحدود ما يزالون يستقبلون يوميا المئات من اللاجئين الهاربين من الأحداث التي تشهدها بلادهم، ويتم إيواؤهم بمخيم الزعتري في المفرق بعد تقديم كافة التسهيلات لهم عبر الحدود لحين نقلهم إلى المخيم.
وأشار إلى أن هناك توجيهات باستقبال أي لاجئ سوري وتقديم المساعدة الإنسانية له، نافيا إعادة أي لاجئ حاول الدخول إلى الأردن بالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة في الأردن وأن المخيم قادر على استقبال المزيد من اللاجئين السوريين.
وارتفع عدد اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري إلى حوالي الـ39 ألف لاجئ ولاجئة، بحسب منسق شؤون اللاجئين السوريين انمار الحمود الذي أشار إلى ارتفاع عدد السوريين داخل المملكة إلى حوالي 215 ألف لاجئ موزعين على مختلف محافظات المملكة.
ويقول ساسة أردنيون إن من شأن الإطاحة بالأسد على ايدي مقاتلين سنة أن يشجع الإسلاميين السنة المتشددين في الأردن في حين قد يحاول الأسد -الذي ما زال يقاتل برغم ما اعتراه من ضعف – أن يتفادى الضغوط من خلال تصدير الصراع إلى جيرانه.
ويقول محمد الخرابشة وهو سياسي بارز له معرفة بمجال المخابرات إن دور سورية في السماح لمقاتلي القاعدة بالتوجه إلى العراق بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 زاد المخاوف بشأن احتمال ان تحاول دمشق القيام بالأمر نفسه في الأردن.
وقال الخرابشة وهو عضو في البرلمان الأردني الذي حل أخيرا إن النظام السوري لن يألو جهدا لزعزعة استقرار الأردن ومصمم على تصدير ازمته الى الدول المجاورة لزعزعة أمنها.
وفي أوج العنف في العراق أخلت دمشق سجونها من كثير من الإسلاميين المتشددين وسمحت لهم بعبور الحدود لقتال القوات الغربية. وأتاح ذلك لحكومة الأسد العلمانية التخلص من معارضين إسلاميين محليين على الاقل مؤقتا والضغط بشكل غير مباشر على قوات أعدائها الأمريكيين.
وعاد هؤلاء المتشددون إلى سورية لمحاربة الأسد وانضم اليهم إسلاميون من الأردن.
وقال الخرابشة إن الحكومة السورية قد تحاول من جديد استغلال القاعدة في كفاحها من اجل البقاء. وأضاف انهما خطران محدقان وقد تتلاقى مصالحهما بسهولة لزعزعة استقرار الأردن.
وأضاف أن عشرات السوريين اعتقلوا في الأشهر الاخيرة بعد قيامهم بجمع معلومات وأعمال تحريض في مخيم الزعتري بالأردن الذي يضم عشرات الالاف من السوريين الذين فروا من بلادهم.
وفي 21 أكتوبر تشرين الأول ذكر التلفزيون الرسمي الأردني ان اجهزة المخابرات أحبطت مؤامرة لخلية مرتبطة بالقاعدة لتفجير مراكز تجارية واغتيال دبلوماسيين غربيين في عمان باستخدام أسلحة ومتفجرات مهربة من سورية.
ورغم أن البعض عبروا عن تشككهم في مدى الخطر الذي يمثله 11 شخصا يشتبه في انتمائهم للقاعدة اعتقلوا في هذه العملية – وبينهم شبان وطلاب صغار – فلا خلاف يذكر على أن الصراع في سورية شحذ عزيمة الجهاديين الأردنيين.
وقد دعا الأردن الأسد إلى التنحي إلا انه يحاول أن يكون على وئام مع السلطات السورية خشية ان يؤدي اي تدخل صريح إلى احياء التوتر مع دمشق. وكان التوتر بين الجانبين قد بلغ ذروته في عام 1981 عندما اتهمت سورية بالمسؤولية عن محاولة فاشلة لاغتيال رئيس الوزراء الأردني انذاك واوى الأردن الاخوان المسلمين السوريين.
ومنذ تفجر الصراع الراهن في سورية تحلى الأردن بضبط النفس في الحالات التي وصلت فيها نيران الأسلحة السورية وقذائف المورتر الى اراضيه عبر الحدود حيث تحاول عمان كما يقول دبلوماسيون وساسة ان تعزل نفسها عن التداعيات العسكرية.
ويتباين هذا مع موقف تركيا التي أطلقت قواتها النار بشكل متكرر على الاراضي السورية منذ مقتل خمسة مدنيين أتراك اوائل هذا الشهر بقذائف قادمة من الجانب الاخر من الحدود.
لكن تضافر الاضطرابات في سورية شمالي الخدود وتزايد مطالب الاصلاح الداخلية استلهاما للانتفاضات في العالم العربي ترك عمان في موقف ضعيف.
وقارن مسؤول حكومي غربي زار المنطقة الاسبوع الماضي بين عمان وبيروت حيث قتل مسؤول أمني كبير مناهض للأسد في انفجار سيارة ملغومة في وقت سابق هذا الشهر الامر الذي أدخل لبنان في أزمة سياسية.
وقال المسؤول الغربي ‘انا قلق على الأردن اكثر من لبنان.. لبنان مر بمثل هذا من قبل ولديه الآليات للتعامل معه’.
ويقول محللون أردنيون ان الجماعات الإسلامية تكتسب وزنا نسبيا أكبر بين مقاتلي المعارضة السورية الامر الذي يخلق جيلا جديدا من الجهاديين الذين تمرسوا في ساحة القتال مثل ‘العرب الأفغان’ الذين ذهبوا إلى أفغانستان لقتال القوات السوفيتية في الثمانينات وعادوا إلى بلادهم للجهاد ضد حكوماتهم المؤيدة للولايات المتحدة.
وقال المحلل السياسي سامي الزبيدي إن الجهاديين ينبثون بين أنصار السلفية الدعوية. وأضاف ان هناك خلايا كامنة في الجماعات السلفية الجهادية في الأردن لم تجد ساحة داخل الأردن وذهبت إلى سورية.
وقال إن كثيرا من هؤلاء الجهاديين يذهبون إلى سورية ويتسلحون ويصقلون مهاراتهم كأنهم في دورة تدريبية قبل العودة إلى الأردن مسلحين لمهاجمة أهداف أردنية.
ويتيح الحرمان المتزايد في المناطق الفقيرة مثل مدينة الزرقاء الأردنية أرضا خصبة للتجنيد للجهاديين للتوجه إلى سورية. والزرقاء هي مسقط رأس أبو مصعب الزرقاوي زعيم القاعدة السابق في العراق والذي تلقى عليه المسؤولية عن تفجيرات الفنادق في عمان عام 2005 والتي اسفرت عن مقتل اكثر من 50 شخصا.
وهذا الشهر قتل اثنان من السلفيين الأردنيين في مدينة درعا بجنوب سورية قبالة الحدود الأردنية اثناء مشاركتهما في قتال القوات السورية. وكان الاثنان من بين ما لا يقل عن 250 جهاديا تشير التقديرات إلى انهم عبروا الحدود إلى سورية.
وبقدر ما يطول الصراع في سورية تزيد فرص اجتذابه لمزيد من المقاتلين إلى ساحة المعركة.
لكن الخطر الأكبر في نظر كثيرين في المؤسسة الأمنية الأردنية هو الفوضي التي قد تحل بسورية نتيجة الاطاحة بنظام الأسد.
وقال النائب السابق حازم العوران ان ما يخشاه إذا سقط النظام في سورية أن تصبح الجماعات الإسلامية المتشددة نافذة الكلمة هناك إذ سيسهل عليها العمل في الاردن وزعزعة استقراره.
اقتراح لافروف: بيان جنيف ناقص الفيتو الروسي
الإبراهيمي يتسلّم من موسكو مسوّدة حلّ روسي أوروبي
بعد استنتاجه أنّ المبعوث الأخضر الإبراهيمي لا يملك خطة لحلّ الأزمة السورية، قدّم سيرغي لافروف له «مسوّدة خطة» كان قد طرحها على الاتحاد الأوروبي، على أن يعمل الدبلوماسي الجزائري على تعريبها وتسويقها
ناصر شرارة
شكّل لقاء المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي في موسكو مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، من وجهة نظر مصادر دبلوماسية، مناسبة لإجراء مراجعة لمسعى الإبراهيمي منذ بدئه حتى الآن. وبحسب هذه المصادر، كان لافروف في بدايات هذا الشهر، خلف حصول لقاء بين نائبه ميخائيل بوغدانوف والإبراهيمي، بهدف الوقوف على آراء الأخير حيال الأزمة السورية. وإثر اللقاء، رفع بوغدانوف لوزارة خارجيته، استنتاجاً مفاده: «الإبراهيمي من دون خطة».
تضيف المصادر عينها، أنّ لافروف وصلت إليه فكرة عن مهمة الإبراهيمي، تفيد بأنّها مختلفة عن مهمة سلفه كوفي أنان، وذلك من زوايا عدة. فالأول مقبول من السعودية، في حين أنّ أنان وضعت عليه الرياض «فيتو». ويريد لافروف من الإبراهيمي أن يثمر علاقته بالرياض، في نقطة محددة، هي إقناعها بوقف تمويل المعارضة المسلحة. كذلك، يعتمد الإبراهيمي منهج عدم طرح فكرة جاهزة للحلّ، بل يريد أداء دور وسيط بين أفكار الحلّ، التي تطرحها الدول المعنية بالأزمة السورية، لصياغة حلّ دولي وإقليمي يقوم بتبنيه. ويرى الإبراهيمي أنّه بهذه الوسيلة يمكن بلورة حلّ، شرط أن يتمتع بسمتين: أن يكون واقعياً وقابلاً للتنفيذ.
خطة لافروف
بعد عدة أيام من لقاء بوغدانوف مع الإبراهيمي، كان لافروف على موعد مهم مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل، يوم 15 من الشهر الجاري. وكشف مصدر دبلوماسي لـ«الأخبار» أنّ لافروف خطّط أن يستغل هذه المناسبة لبناء منصة تفكير مشترك مع أوروبا تجاه الأزمة السورية، لكي ينقلها للإبراهيمي خلال لقائه به (الذي حصل أمس)، ليعتمدها الأخير مسوّدة مشروع حلّ روسي أوروبي، قابل لأن يعمل على تعريبه دولياً وإقليمياً. وينقل المصدر عينه، أهم بنود «خطة الحلّ»، التي طرحها لافروف على هامش اجتماع وزراء الخارجية الأوروبية، بحضور المفوضة العليا للشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد، كاترين آشتون، ووصفها بأنها «أجندة مناسبة ووحيدة لإنهاء الأزمة في سوريا».
وقدّم لافروف بنود خطته عبر إشعار الأوروبيين بأنّ الأزمة السورية دخلت مرحلة جديدة من الخطورة، نظراً إلى عدة مستجدات طرأت عليها. وذكر في مقدمتها «أن موسكو قلقة جداً، من تدويل الأزمة السورية». ورأى أنّ هذه السمة المستجدة تشكّل سبباً رئيسياً، في تدفّق السلاح إلى داخل سوريا، سواء لمصلحة النظام أو المعارضة. وكشف عن وجود كميات كبيرة من الأسلحة في المنطقة، تُنقَل إلى سوريا وغيرها من الدول، بوفرة وبطريقة غير شرعية. وبناءً على ذلك، قال لافروف إنّ بلاده لا تستطيع أن تؤكد ما نشرته منظمة «هيومن رايتس ووتش» عن استخدام القوات السورية أسلحة عنقودية روسية الصنع، فإن صحّ أنها استعملتها، فقد تكون وصلت إلى النظام من طريق السوق السوداء. ونبّه إلى واقع أنّ «المتطرفين المرتزقة قد تسربوا بكثرة إلى الساحة السورية. وهؤلاء يصطادون في الماء الدولي والإقليمي والداخلي العكر». ورأى أنّ تعاظم دور المتطرفين في الأزمة السورية هو مصدر قلق مشترك، لكلّ من روسيا والاتحاد الأوروبي.
بنود الحلّ
طرح لافروف بنود خطته للحلّ، وتشكّلت من النقاط الأساسية الآتية:
أولاً: التزام بيان جنيف، وتنفيذه على أرض الواقع. وقدّم لافروف بخصوص هذا البند، لأول مرة، ما يشبه ضمانات روسية بصدد دعمه إلى أقصى حدّ في حال تبنيه من الدول الأخرى. وقال في هذا المجال، إنّ روسيا «تتعهد أنها لا تزال على استعداد لقبول بيان جنيف، بأي شكل يُطرَح في مجلس الأمن». وتوحي هذه الإشارة، بحسب ما فسّرت داخل كواليس الاتحاد الأوروبي، أنّ موسكو لن تمارس حق النقض ضد أيّ نقطة من بنود اتفاق جنيف خلال التفاوض عليها، بما فيها بند «العملية الانتقالية».
في مقابل ذلك، «اشترط لافروف – وهذه النقطة الثانية من خطته – أن يقبل اللاعبون الخارجيون المنخرطون في الأزمة السورية، كهدف رئيس، ممارسة ضغوط على جميع الأطراف السورية، وإعطائهم إشارة متزامنة على ضرورة إنهاء القتال والجلوس حول طاولة الحوار، والبدء في التفاوض». وفصّل لافروف طرحه بالقول إنّ الأزمة السورية بدأت «تؤثر على دول الجوار، وتزيد من تدفق اللاجئين، ومن تعاظم حوادث الحدود». ولن يكون بالإمكان تفادي تحوّل هذه الأحداث إلى سياق عسكري يخرج عن السيطرة. وبناءً علىه، صار لكلّ الأطراف مصلحة بوضع حدّ لتعاظم العنف. وتضمّن البند الثالث من خطة لافروف «مسوغاً شرعياً لبيان جنيف، وآلية لتنفيذه»، عرضه على الإبراهيمي أمس، بعدما أطلع الاتحاد الأوروبي عليه. وحثّه على «محاولة تعريبه في اتصالاته الدولية والإقليمية المقبلة والبناء عليه». ومفاد هذا الطرح يقوم على النقاط الآتية: بخصوص قانونية بيان جنيف من حيث إنّه ملزم لمجلس الأمن، قال لافروف: «بالأساس اقترحنا بيان جنيف بوصفه وثيقة شرعية، وجرت الموافقة عليها بإجماع أعضاء مجلس الأمن، وأكسبه ذلك قوة إضافية». ويضيف: «صحيح أنّه لا يوجد مصطلح لإضفاء الطابع القانوني على بيان جنيف في مجلس الأمن، لكن يمكن اعتباره وثيقة شرعية بحكم أنها نتاج لتوافق في الآراء بين جميع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، إضافة إلى تركيا وجامعة الدول العربية والاتحاد الاوروبي. وهذا يؤمّن للبيان طابعاً شرعياً، وإن كان ليس ملزماً قانونياً. ولهذا فإنّ من الضروري أن ينخرط جميع الذين لهم تأثير على الساحة السورية، في عملية تنفيذه»، عبر التزام «جميع أولئك الذين لديهم تأثير على الساحة السورية أن يحصلوا على تعهد من كل أطرافها بتنفيذ شرطين أساسيين في هذه الوثيقة، أولاً: وقف العنف بالتزامن مع انتشار مراقبي الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، والتزام بنود هذه الوثيقة. ثانياً، الجلوس إلى طاولة المفاوضات للاتفاق على تكوين الهيئة الإدارية الانتقالية للسلطة، بالتوازي مع إعداد مشروع دستور جديد وإجراء انتخابات». ويعلّق لافروف أنه يمكن «تنفيذ هذه الآلية بكل بساطة، لكن إذا كان شركاؤنا يصرّون على أنّ الحكومة يجب أن توقف أولاً العمليات العدائية والانسحاب من جميع المدن والبلدات، فذلك لن يؤدي إلى أي شيء جيد. فالحكومة السورية لن تكرر ما فعلته من قبل. من الضروري وقف العنف من كلا الجانبين».
ابو ابراهيم : قُتل …لم يُقتل
ريما زهار
لم يثبت حتى الساعة اذا ما كان ابو ابراهيم قد قتل، لكن ما يهم اللبنانيين هو معرفة مصير المخطوفين الذين يحتجزهم ابو ابراهيم، وهل هؤلاء بخير ام اصابهم أي مكروه.
بيروت: تضاربت المعلومات حول مصير أبو ابراهيم، ففي وقت أكد مسؤول كردي رفيع المستوى، أن عمار الددايخي (أبو إبراهيم)، قتل مع خمسة من أتباعه باشتباكات مع “لجان الحماية الشعبية الكردية” في قرية قسطل جندو قرب اعزاز في ريف حلب، خلال محاولتهم اقتحام القرية، أكد رئيس جمعية اقرأ الشيخ بلال دقماق ان ابو ابراهيم بخير، وانه سمع صوته اثناء تواصله مع احد الوسطاء عبر سكايب .
وكان ابو ابراهيم المعروف بقائد المجموعة التي تحتجز اللبنانيين في اعزاز، قد ظهر للمرة الاخيرة في شريط فيديو على اليوتيوب، وهو يضع خطة عسكرية لمهاجمة مواقع الاكراد في سوريا، كما بث شريط فيديو على الموقع عينه، يظهر اشتباكات للواء صقور الشهباء التي تشارك في عملية مشتركة مع لواء عاصفة الشمال، في منطقة القسطل مع ال PKK او حزب العمال الكردستاني. والسؤال اليوم ما هو مصير المخطوفين في حال ثبت مقتل ابو ابراهيم؟
يرى النائب مروان فارس ( 8 آذار/مارس) في حديثه ل”إيلاف” ان ما يهمنا في النهاية هو مصير المخطوفين اللبنانيين، وقصتهم تهم لبنان وكل اللبنانيين، اي الاهالي والدولة اللبنانية، وهي معنية بتشكيل لجنة خاصة للافراج عن المخطوفين، اذا قتل ابو ابراهيم، فالامر يعود الى الاقتتال الداخلي والصراع في سوريا، والقوى الموجودة في اعزاز سوريا، هي المسؤولية، وهو أي ابو ابراهيم، بفترة معينة أصبح مرجعًا للافراج عن المخطوفين، واذا قنل فبسبب الصراع الموجود في اعزاز، وسيكون للعملية تأثيرها على موضوع المخطوفين، انما الجهد الذي تبذله اللجنة الوزارية المكلفة بالموضوع يجب ان يستمر للافراج عن جميع المخطوفين.
ولا يجد فارس ان الدولة اللبنانية كانت مقصرة كليًا في الموضوع، اذ شكلت لجنة من وزير الداخلية ومدير عام الامن العام، وحاولت تلك اللجنة الافراج عن المخطوفين، رغم ذلك القصة ليست سياسية بل حالة امنية، والتعاطي معها ليس من ضمن دولة لدولة.
وبرأي فارس يتعقد اكثر مصير اللبنانيين في حال ثبت وفاة ابو ابراهيم، من خلال تعطيل الموضوع اكثر رغم ذلك على جهود الدولة ان تستمر.
عن احتجاز الاعلامي فداء عيتناي مع المخطوفين كيف يمكن للاعلامي ان يستمر بعمله وهو مهدد بالاعتقال في كل لحظة؟ يجيب فارس:” في حالات الحرب الاعلامي دائمًا مستهدف، ويدفع الثمن غاليًا، ويجب الانتباه الى حالات فردية من هذا النوع، فالاعلام عملية مهمة، ولكن هناك مؤامرة كبيرة يدفع ثمنها الاعلامي دائمًا.
وبرأي فارس لا معلومات للجميع حتى الآن بثبوت موت ابو ابراهيم او كيف هو وضع المخطوفين، ان كان احدهم قد اصيب مثلاً، لدى مقتل ( اذا ثبت ذلك) ابو ابراهيم.
والاهتمام اليوم برأي فارس منصب على وضع المخطوفين وان كانوا بخير اكثر من الاهتمام بوضع ابو ابراهيم ان كان قد قتل ام لا.
ويؤكد فارس ان تحرير المخطوفين ليس مرتبطًا بابو ابراهيم لوحده، لكن هناك جهات اخرى، وابو ابراهيم هو فقط كان بالواجهة، وكان صورة اوجدها اللبنانيون اكثر من غيرهم.
http://www.elaph.com/Web/news/2012/10/770826.html
إمام مسجد درعا كفيف أنار درب الثورة ببصيرته
ملهم الحمصي
لا تخلو قصص الثورة السورية من أبطال تحولوا خلال أكثر من عام ونصف إلى أمثلة عليا يقتدي بها الثوار. من هؤلاء إمام المسجد العمري في درعا وخطيبه الذي جاهر بمعارضته منذ سنوات، الشيخ الكفيف أحمد الصياصنة الذي كان عين الثورة على الحق في الوطن.
دمشق: ولد الشيخ أحمد عيد الصياصنة في مدينة درعا البلد، في العاشر من نيسان (أبريل) 1945 لأسرة فقيرة وبسيطة. أصيب في الأشهر الأولى من ولادته بالرمد، ما أدى لفقدانه نعمة البصر بسبب الجهل واللجوء إلى طرق العلاج البدائية، لكن الله عوضه عن مصابه بنعمة البصيرة.
بعد أن حصل على الشهادتين الاعدادية والثانوية، ذهب في بعثة على نفقة الجامعة العربية إلى مصر في العام 1967، ليتعلم كيفية تعليم المكفوفين وتأهيلهم. وفي العام 1970، تم قبوله في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، حيث أتم حفظ القرآن الكريم كاملًا عن ظهر قلب. وفي العام 1973، حصل على شهادة الليسانس من كلية الدعوة وأصول الدين بالجامعة الإسلامية بتقدير جيد جدًا.
في العام 1975، عُيّن إمامًا في مدينة ازرع، وبعدها مدرسًا دينيًا في مدينة بصرى الشام. وفي العام 1978صار خطيبًا في الجامع العمري، فأصبح المسجد يغص بالمصلين في خطبة الجمعة، وفي اراويح وقيام ليل رمضان الكريم.
تم إيقافه و منعه من الخطابة في المسجد العمري أكثر من مرة، كان آخرها في العام 2008، وظل موقوفًا عن الخطابة حتى الثامن عشر من آذار (مارس) 2011 إذ أعيد بناءً على طلب المحتجين.
لسان درعا
عرف عن الشيخ مواقفه المعارضة للنظام القائم في سوريا منذ سنوات، ولم يتورع عن نقد الأخطاء والفساد من على منبر المسجد العمري. كما عرف عن الشيخ عدم انتمائه لأي تيار أو جماعة أو حزب سياسي، بل كان يتمتع باستقلاليته وقربه من جميع الناس من مختلف التيارات.
حين انطلقت الثورة السورية من درعا البلد في الثامن عشر من آذار (مارس) 2011، وكان أول من باركها، والتف حوله الشباب ونصبوه قائدًا للثورة وملهمًا، ولا يزال.
إختاره الشباب لمحاورة النظام ومفاوضته حول مطالبهم في بداية الثورة، فحاور مختلف قياداته الأمنية والسياسية ومن بينهم الرئيس بشار الأسد، من دون جدوى أو نتيجة. فطاردته الأجهزة الأمنية السورية بعدها وحاولت تشويه صورته وسمعته واتهمته بالعمالة والارهاب، كما حاولت اغتياله اكثر من مرة وفشلت. لكنها استطاعت قتل ابنه أسامة (24 سنة) في اقتحام درعا، واعتقال بعض أولاده، وفرضت عليه الإقامة الجبرية لأشهر.
ثلاثاء الوفاء للشيخ احمد
حين أجبرته القناة السورية على إجراء لقاء يتحدث فيه بما يحلو لها، و بعد أن عاد من التحقيق الذي اجراه معه الشبيح الإعلامي علاء الدين الأيوبي، اعتزل الناس في بيته. قدم أهل الحي ليتفقدوا الشيخ وسبب غيابه، فأخبر البعض بخجله من مقابلة أهل الحي بعدما اجبروه على قول ما قاله على شاشة التلفاز، بعد تهديده بقتل ولديه علاء وإسلام اللذين يخدمان الخدمة الإلزامية. فما كان من اهل الحي إلا أن قبّلوا رأسه وحملوه على الأكتاف وخرجوا في تظاهرة صاخبة.
وقام شباب الثورة بتخصيص “ثلاثاء الوفاء للشيخ احمد” في عرفان منهم لإمام الجامع العمري في درعا، الذي شهد انطلاق أول الاحتجاجات والتحركات الشعبية في سوريا، وشكل فتيلًا أشعل المظاهرات في مختلف المناطق السورية.
بعد ذلك، نجح في الخروج إلى الأردن مع أفراد عائلته ليقيم هناك ويستمر في مساندة الثورة السورية. ولا يزال يمثل لشريحة واسعة من السوريين صوت الحق ولسانه الذي عجز كثير من المشايخ والعلماء في سوريا عن الصدح أو الجهر به.
http://www.elaph.com/Web/news/2012/10/770818.html
الحساسيات الطائفية تتأجج في حلب ومطالبة بحكومة إسلامية… ما بعد الأسد
أ. ف. ب.
تزداد الحساسيات الطائفية والانقسامات في سوريا مع استمرار تأزم الوضع حيث تبرز أحيانًا مشاعر طائفية متعصبة بين الثوار السوريين الذين يطالبون بحكومة إسلامية ما بعد سقوط الأسد، واعدين بأنهم لن يتسببوا في أذية الأقليات هناك.
حلب: فيما جلس المقاتل السوري الكردي المعارض الذي بدا عليه الملل وهو يتسلى بكلاشنيكوفه، بدأ رفيقه فجأة يصيح “الله اكبر” فيما تتالى دوي انفجارات من الجبهة.
“اهدأ، اهدأ، لا يستطيع سماعك”، قال المعارض الكردي الجالس قرب كومة من الزجاج المكسر في الشارع فيما طوى طرفي بنطاله ليبدو دونهما حذاؤه الرياضي الاسود الذي يحمل علامة “برادا”.
من موقعه حيث يدقق في هويات المدنيين الذين يعبرون خط الجبهة في حلب يمكنه رؤية حاجز الميليشيا الكردية المكروهة من الكثير من زملائه في الجيش السوري الحر حيث الاكثرية من العرب السنة.
لكن على الرغم من تأكيده وزملائه أنهم اخوة سلاح يقاتلون معًا لاسقاط الرئيس السوري بشار الاسد في موقعهم في محيط بستان الباشا، فإنهم يختلفون على ما ستبدو عليه سوريا الجديدة.
وقال معتصم البالغ 20 عامًا بلحيته الخفيفة وقلنسوة الصلاة التي اعتمرها “نريد حكومة اسلامية”، قبل أن يعمد الى التكبير مجددًا.
لكن زميله الكردي الذي رفض الكشف عن اسمه اكد أنه انضم الى الثوار لتجنب الخدمة العسكرية في جيش النظام، لا ليكون “مجاهدًا” كمعتصم.
وردًا على سؤال حول ما اذا كان يريد حكومة اسلامية اجاب بـ”لا” قاطعة.
واضاف “نحتاج الى حكومة للجميع”. بعد المزيد من الدردشة صرخ قائده من الجهة الاخرى من الشارع آمرا اياه بالعودة الى حاجزه. لكنه لم يتحرك.
في اليوم السابق اندلعت مواجهات بين الجيش السوري الحر وعناصر ميليشيا كردية في عيد الاضحى، سقط فيها بحسب منظمة غير حكومية 30 قتيلاً.
وكانت المعارك الجمعة في حي الاشرفية الاكثر دموية بين الاكراد والمعارضة المسلحة منذ انطلاق الانتفاضة قبل 19 شهراً ضد الاسد ووقعت بعد يوم على تحرك مسلحي المعارضة باتجاه المنطقة المختلطة.
وحزب الاتحاد الكردي الديموقراطي الذي يشكل الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني اليساري العلماني التركي، يؤكد حياده في النزاع ويحمل النظام والجيش السوري الحر معًا مسؤولية العنف.
ويسود توتر كبير بين الاتحاد الكردي الذي يعتبر أنه يقوم بعمل النظام والمعارضين الذين يعتبرهم الاكراد متأثرين بأجندة اسلامية.
لكن الجيش السوري الحر الذي يعمل باكثر من طاقته وبغياب السلاح الكافي عاجز عن مواجهة الاكراد، مهما طالب مقاتلوه بالانتقام.
واكد يوسف عبود القيادي في كتيبة التوحيد في الجيش السوري الحر أن المشكلة انتهت بعد أن ارسل الاكراد وسطاء سلام.
وقال لفرانس برس في مكتبه الواقع بعيداً خلف خط الجبهة “لا نريد هذه المشاكل مجددًا لأنها ستزيد من صعوبة الاوضاع الى حد كبير”.
واكد عبود أن الاكراد اخوة لكنه حذر من أن الاوضاع قد تتغيّر في سوريا ما بعد الاسد. وقال “ربما في المستقبل، إن بقي حزب العمال الكردستاني على حاله فسنقاتله بعد الانتهاء من الاسد وجيشه، الا اذا اصلح اخطاءه”.
واعتبر المحلل في مجموعة الازمات الدولية بيتر هارلينغ أن هذه التصريحات نظرية الى حد كبير نظرًا الى أن امكانية هزيمة الاسد ما زالت بعيدة المنال.
وحلب ثاني كبرى المدن السورية تعتبر مكان اختلاط لمختلف الطوائف والاعراق والاديان التي تعايشت في سوريا لعقود من الزمن بسلام.
ويقول المعارضون المسلحون إنهم يمثلون جميع السوريين لكن لم يتواجد ما يذكر من المقاتلين المسيحيين او الشيعة او العلويين في حلب.
واكثرية المناطق الخاضعة للجيش السوري الحر طابعها سني محافظ حيث لا تخرج النساء الى الشارع الا بلباس شرعي وحجاب أو نقاب.
وفرّ الكثيرون من السكان الى مناطق خاضعة للنظام حيث يقل خطر التعرض لغارات الطائرات المقاتلة أو لقصف الهاون المكثف.
ومقابل حاجز بستان الباشا تقع دار عجزة ارمنية مسيحية تم اخلاؤها منذ فترة طويلة وباتت هدفاً لقناصة النظام.
وفي شارع جانبي مقفر كتبت عبارات اسلامية على حائط الطابق الارضي لمبنى يقيم فيه طبيب اسنان وطبيب اطفال ارمنيان.
ولا تبدو في الشارع الذي كان مختلطاً بين السنة والمسيحيين الا غسيل المعارضين المسلحين الذين وضع الكثيرون منهم على رأسهم عصبة كتب عليها “لا اله الا الله محمد رسول الله”.
وردًا على سؤال حول ما قد يتغيّر في سوريا ما بعد الاسد غالبًا ما يقول المسلحون المعارضون في حلب إنهم يريدون حكومة اسلامية وتطبيق الشريعة الاسلامية قانونًا.
وبالنسبة الى ابو ماهر، الذي اكد انه يقود حوالي 200 مقاتل، فإن كل الحساسيات الطائفية سببها مروجو دعاية النظام، لكنه اتهم المسيحيين بانهم ليسوا سوريين فعليين.
وقال لفرانس برس في قاعة رياضة حولت الى قاعدة للمعارضة في منطقة أخرى من المدينة: “المسيحيون ليست لديهم روابط بالبلاد”.
وتابع: “كلنا نحب سوريا، لكن عندما يحدث شيء سيفرون لأن الغرب والنظام يقولان لهم إنه في حال سيطر الثوار فسيقتلونهم”.
لكن هارلينغ نصح بالحذر، معتبرًا أن العلاقات بين المعارضة والمسيحيين ما زالت مقبولة حتى الساعة.
وقال لفرانس برس في اتصال هاتفي “كان يمكن أن تكون اسوأ بكثير مما هي. هذه ليست حربًا اهلية طائفية بالكامل. هذا ليس لبنان حتى الآن. قد يتغيّر الامر، لكنني اعتقد انهما مجتمعان مختلفان تمامًا”.
وعلى حاجز بستان الباشا يشدد قتيبة البالغ 20 عامًا على عدم التناقض بين حكومة اسلامية والنسيج الغني من الاقليات في سوريا.
وقال “كلا، لا اعتقد انهم (الاقليات) سيكونون سعداء (بحكومة اسلامية)، لكن هذا ما سيحدث. لن نؤذيهم”.
http://www.elaph.com/Web/news/2012/10/770814.html
قصف وانفجارات و60 غارة جوية في ختام «هدنة الأضحى»
الجيش الحر يعمل على إقامة منطقة عازلة في الشمال الغربي.. وتركيا ترد على قذيفة سورية
عشرات السوريين يتجمعون لمشاهدة آثار الدمار الناجم عن انفجار سيارة مفخخة في ضاحية جرمانا جنوب دمشق أمس (إ.ب.أ)
بيروت: كارولين عاكوم
في اليوم الأخير لـ«هدنة عيد الأضحى» المفترضة؛ شهد الأمس غارات جوية هي الأعنف منذ بدء الأزمة السورية بحسب وصف مراقبون، فيما هز انفجاران العاصمة السورية دمشق شككت المعارضة في حقيقة حدوث أحدهما.. بينما تواصل القصف والاشتباكات في مناطق عدة كما ردت المدفعية التركية على سقوط قذيفة سورية قرب قرية باش أصلان في المنطقة الحدودية، في حين أعلن الجيش الحر عن محاولة قيامه منطقة عازلة في الشمال. وقد تخطى عدد قتلى أمس، كحصيلة أولية، 105 أشخاص، معظمهم في الحجر الأسود وحلب وريف دمشق، بحسب ما أعلنت لجان التنسيق المحلية.
وذكر التلفزيون السوري أن انفجار سيارة ملغمة وقع ظهرا في حي جرمانا بدمشق أوقع عشرة قتلى بينهم نساء وأطفال، ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان فإن الانفجار وقع في شارع رئيسي بمنطقة تقطنها «غالبية موالية للنظام وتنتشر فيها لجان الحماية الشعبية المسلحة الموالية للنظام».
ونقل المرصد السوري من مصادر طبية في ضاحية جرمانا أن خمسة مواطنين بينهم سيدة تأكد مقتلهم إثر انفجار السيارة المفخخة ظهر أمس في ضاحية جرمانا وأن المواطنين السبعة الآخرين الذين وردت معلومات عن مقتلهم لا يزالون على قيد الحياة بوضع صحي حرج، وأضاف أن عدد الجرحى نتيجة التفجير تجاوز الـ52 جريحا بعضهم بحالة خطرة.
وعقب عدة ساعات أعلن التلفزيون السوري عن انفجار سيارة مفخخة أخرى في حي الحجر الأسود في جنوب دمشق وسقوط ضحايا، لكن المعارضة السورية شككت في حقيقة الانفجار، وقالت صفحة الثورة السورية إن «الخبر يندرج في إطار التضليل الإعلامي الذي يمارسه هذا النظام الخبيث وإعلامه»، موضحة أن الآثار التي صورها التلفزيون كانت نتيجة لـ«إمطار كتائب الأسد حي الحجر الأسود – من سفوح قاسيون – بوابل من قذائف المدفعية الثقيلة، وأدت إلى استشهاد عشرة مواطنين وجرح العشرات بينهم 8 في استهداف حافلة ركاب ومن بين الشهداء نساء وأطفال».
كما قال ناشط في اتحاد تنسيقيات الثورة لـ«الشرق الأوسط» إنّه «تمّ انتشال عشرات الجثث من تحت ركام جامع المحاسنة والأبنية المجاورة للمسجد بعد استهدافه من قبل الطيران الحربي بالبراميل والصواريخ»، لافتا إلى أنّه «منذ الصباح الباكر شهدت الغوطة الشرقية ولا سيما دوما وزملكا وحرستا غارات جوية من طائرات الميغ».
ولفت المرصد إلى تعرض مزارع بلدة المليحة للقصف من قبل طائرة حربية أطلقت أربعة صواريخ على أهداف بهذه المزارع كما تعرضت مزارع بلدة دير العصافير للقصف من طائرة حربية ونفذت 3 غارات على مدينة عربين ومحيطها التي نزح عنها غالبية سكانها.
كما قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية إن الطائرات الحربية شنت «ما يزيد عن 60 غارة جوية» أمس، مشيرا إلى أن هذه الغارات «هي الأعنف منذ بدء استخدام الطيران الحربي» في نهاية يوليو (تموز) الماضي.
كذلك، تعرض حي العسالي للقصف من قبل القوات النظامية التي تحاول السيطرة على أحياء دمشق الجنوبية كما دوى انفجار في منطقة القصاع بدمشق. وقال سكان في العاصمة لوكالة الصحافة الفرنسية إن الانفجارات الناتجة عن الغارات الجوية أدت إلى اهتزاز زجاج المنازل. وأكّد المرصد مقتل تسعة مقاتلين من الجيش الحر خلال اشتباكات مع القوات النظامية في مدينة حرستا التي تشهد اشتباكات عنيفة وقصف بالطيران الحربي كما تدور اشتباكات في بلدتي بيبلا وبيت سحم رافقها قصف على المنطقة. وفيما أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان سقوط قتلى في كل من دمشق وحمص، سمع في أحياء عدة من العاصمة السورية دوي غارات جوية شنتها طائرات حربية على ريف العاصمة.
وفي حمص، تحدث ناشطون عن قصف بالمروحيات والمدفعية نفذه الجيش النظامي على مدن وبلدات الرستن والزعفرانة والسعن وأحياء عدة في حمص، ولفت المرصد إلى تجدد القصف على حي دير بعلبة بمدينة حمص الذي يشهد اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي الذي يحاول اقتحامه والسيطرة عليه.
أما في درعا، فقد نفذت القوات النظامية حملة دهم واعتقال طالت عددا من المواطنين في عدة مناطق من حي المطار بمدينة درعا. وفي دير الزور، شمل القصف مدينة البوكمال وأحياء عدة بينما تواصلت الاشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في ريف إدلب. كما أفاد المرصد عن تعرض بلدة الشحيل بريف دير الزور القصور للقصف من قبل القوات النظامية، إضافة إلى تعرض منطقة الكتف بمدينة البوكمال لغارة جوية أسفرت عن تهدم المنازل بالمنطقة التي تعرضت للقصف وسقوط عدد من الجرحى كما تعرض حي الجبيلة لغارة جوية جديدة مع استمرار الاشتباكات العنيفة في الحي.
كذلك، في حماه، تعرضت المزارع الواقعة بين بلدتي طيبة الأمام واللطامنة للقصف من قبل القوات النظامية كما خرجت مظاهرة في قرية التوبة بريف حماه طالبت بإسقاط النظام وإعدام رئيسه.
وفي محافظة إدلب، قتل خمسة جنود من القوات النظامية على الأقل إثر الاشتباكات العنيفة المستمرة في محيط معسكر وادي الضيف مع عناصر من مسلحي المعارضة، فيما تعرضت جرجناز وخان شيخون لقصف خلف جرحى ودمر عددا من المنازل.
في المقابل، قالت الكتائب المنضوية تحت ألوية الجيش السوري الحر في إدلب إنها بسطت سيطرتها على مناطق في شمال غربي سوريا.. وأكدت أنها سيطرت بالكامل على بلدات حدودية مثل سلقين وحارم ودركوش وذلك في محاولة لإقامة منطقة عازلة في الشمال.
كما ذكر المرصد، أنّ الطائرات الحربية نفذت 11 غارة جوية على قرى ومدن وبلدات معر شورين وسلقين وكفرتخاريم وحارم وإسقاط وخان شيخون وأسفر القصف عن مقتل وإصابة العشرات بجراح وتهدم مبان في هذه المناطق، كما تعرضت عدة قرى بجبل الزاوية للقصف بالمدفعية.
من جهة أخرى، نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر مسؤول قوله إن وحدات من الجيش تصدت لمجموعة مسلحة خرقت وقف إطلاق النار قرب دوار الحلبية في دير الزور، وقتلت عمار نوار الهجر الملقب «أبو البراء الشيحلاوي» والذي وصفته بأنه قيادي بتنظيم القاعدة، برفقة اثنين من المسلحين. وأفاد قرويون من بلدتي العلاني والدوالي، بريف إدلب، على الحدود مع تركيا، لمراسل الوكالة، أن قوات الجيش السوري قامت بتدمير الدفاعات الجوية التابعة لها، التي كانت تتمركز في المناطق المرتفعة بالقريتين، للحيلولة دون سقوطها في يد الجيش السوري الحر، الذي يسيطر على مساحات واسعة من المنطقة.
كما أفادت الوكالة، أنّ المدفعية التركية ردت أمس، على سقوط قذيفة سورية قرب قرية باش أصلان في المنطقة الحدودية جنوب محافظة هاتاي دون أن يسفر ذلك عن إصابات. وأوضحت الوكالة أن بلدة حارم السورية، التي تبعد كيلومترين فقط عن الحدود التركية، تشهد اشتباكات عنيفة زادت حدتها صباح اليوم، مما أدى إلى سقوط قذيفة من سوريا على أرض خالية في قرية باش أصلان.
إلى ذلك، وصل أربعون عسكريا سوريا منهم ضباط برتب مختلفة من الجيش السوري النظامي إلى تركيا وسلموا أنفسهم إلى الوحدة العسكرية المرابطة في ضواحي مدينة هاتاي التركية بعد عبورهم نهر العاصي. وذكرت صحيفة «ميلليت» التركية أن التحقيقات لا تزال مستمرة مع العسكريين السوريين الذين هربوا من الجيش السوري على أثر زيادة الاشتباكات في إحدى القرى التابعة لمدينة إدلب.
حزب العمال الكردستاني يهدد بالتدخل العسكري في سوريا
قائد لواء حلب الشهباء: الأكراد إخواننا.. ولم نستهدف حيهم بل الثكنات العسكرية
أربيل: شيرزاد شيخاني بيروت: بولا أسطيح
على أثر المواجهات المسلحة التي شهدتها منطقة الأشرفية بمحافظة حلب بين مقاتلي «الجيش الحر» ومجاميع لجان الحماية الشعبية الكردية التابعة لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي السوري، الذي يعتقد أنه «الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني»، هددت قيادة الحزب، التي تتخذ من جبل قنديل مقرا لها، بالتدخل العسكري في سوريا لحماية المناطق الكردية والدفاع عن الشعب الكردي هناك.. بينما أكد قائد لواء حلب الشهباء لـ«الشرق الأوسط» أن مقاتلي «الجيش الحر» لم يستهدفوا حي الأشرفية في حد ذاته، وإنما استهدفوا الثكنات العسكرية على أطرافه.
وقال بيان صدر عن قيادة القوات الشعبية، التابعة لحزب العمال الكردستاني (الذراع العسكرية للحزب)، إن «القوات الشعبية ستتدخل، بشكل مباشر، ضد الأطراف والقوى التي تعادي الشعب الكردي، وعلى جميع الأطراف أن تدرك جيدا أننا سنقدم الدعم العسكري اللازم لشعبنا، وسنلتزم جانبهم في مواجهة من يعادونه».
وكانت مواجهات قد وقعت بين مجموعات من مقاتلي الجيش السوري الحر أثناء محاولتها دخول المناطق الكردية في مدينة حلب، وتحديدا حي الأشرفية والشيخ مقصود، مما دفع بالأهالي هناك إلى الخروج بمظاهرات لرفض دخول تلك القوات إلى مناطقهم. ولكن مسلحين تابعين لـ«الجيش الحر» أطلقوا النار على المتظاهرين وأوقعوا العشرات من القتلى والجرحى بصفوفهم واعتقلوا المئات منهم، أطلق سراحهم لاحقا.. واعتبرت قيادة «الجيش الحر» أن الأمر نجم عن «سوء تفاهم»، لكن قيادات «حزب الاتحاد الديمقراطي» اعتبرت الأمر مقصودا بهدف جرهم إلى أتون المواجهة مع قوات النظام السوري.
يذكر أن حزب العمال الكردستاني لديه ما يقرب من خمسين ألفا من المقاتلين المدربين على حرب الجبهات والشوارع، وينتشرون داخل المناطق الكردية القريبة من الحدود المشتركة لتركيا مع كل من العراق وسوريا.
من جهته، رد الشيخ عبد الرحمن، قائد لواء حلب الشهباء، على ما يحكى عن إمكانية حصول مواجهات عسكرية مفتوحة مع حزب العمال الكردستاني، موضحا أن «الثوار لا يتمنون مواجهات مماثلة، باعتبار أن الأكراد هم بالنهاية سوريون.. وبالتالي، هم إخوة لنا، لهم حصة في الوطن تماما كما لنا». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «ما حصل مؤخرا في الأشرفية نتيجة عدم مسؤولية ودراية البعض، الذين لم يفهموا أن الحي لم يكن هو المستهدف من قبل (الجيش الحر)، بل الثكنات العسكرية على أطرافه».
وأشار عبد الرحمن إلى أن الأجواء لا تزال متوترة مع الأكراد في الأشرفية، موضحا أن معظم الثوار خرجوا من الحي في وقت تدور فيه اشتباكات عند دوار الليرمون.
الأردن يمنع 4 عسكريين سوريين منشقين من دخول أراضيه لـ«أسباب أمنية»
تقارير تتحدث عن مخاوف من تصدير الأزمة السورية إلى أراضيه
عمان: محمد الدعمة لندن: «الشرق الأوسط»
منعت قوات حرس الحدود الأردنية 4 عسكريين سوريين منشقين قدموا عبر الشريط الحدودي بين البلدين من الدخول إلى الأراضي الأردنية. وقال مصدر أردني مطلع أمس إنه تم منع العسكريين السوريين الأربعة خلال عطلة عيد الأضحى المبارك، رغم أنهم يحملون أوراقهم الثبوتية وإجازتهم العسكرية، وتم إعادتهم إلى سوريا من ذات المنطقة التي جاءوا منها.
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن حالات مماثلة لم يسمح لها بالدخول لأسباب أمنية ولوجود شكوك حولها، خاصة أن السلطات الأردنية تلقت معلومات بأن النظام السوري سيزج بعدد من العسكريين إلى أراضيه لإثارة المشاكل والقيام بأعمال إرهابية.
وقال المصدر إن الأردن ضبط الأسبوع الماضي مجموعة من السوريين الموالين للنظام بحوزتهم أجهزة اتصال وتنصت لمسافات بعيدة، وكانت مهمتهم جمع المعلومات عن نشاط السلطات الأردنية وأفراد المعارضة وإرسالها إلى دمشق، إضافة إلى استقبال تعليمات ومهام لتنفيذها على الأراضي الأردنية. وكان الأردن قد ضبط ثلاث مجموعات مسلحة قادمة من سوريا لتنفيذ أعمال إرهابية ضد مراكز تجارية وهيئات دبلوماسية.
وفي سياق ذي صلة، اندلعت أعمال شغب في مخيم الزعتري للاجئين أمس، بسبب قيام الأجهزة الأمنية بإلقاء القبض على ثلاثة لاجئين سوريين حاولوا الهرب من المخيم، وفق مصدر أمني. وقال المصدر إن مجموعة من اللاجئين السوريين اشتبكوا مع قوات الأمن في المخيم، وقذفوهم بالحجارة، فيما قامت كوادر الدفاع المدني بنقل ستة أفراد من قوات الدرك إلى مستشفى المفرق الحكومي، حيث غادروه بعد تلقيهم العلاج.. موضحا أن قوات الأمن اضطرت إلى استخدام القنابل المسيلة للدموع لتفريق الحشود الغاضبة، فيما قامت باعتقال عدد من مثيري الشغب. ووفق المصدر فإن العنف اندلع بعد محاولة ثلاثة لاجئين سوريين الهروب من المخيم وأثناء محاولة مجموعة أمنية منعهم من الخروج قام أحد اللاجئين بضرب الضباط، وتقرر بعدها ترحيلهم إلى بلادهم، الأمر الذي أثار حفيظة اللاجئين السوريين. وتأتي تلك الأحداث في وقت قالت فيه تقارير صحافية إن الأحداث السورية قد تمثل أخطر تهديد للأردن، سواء نجح مقاتلو المعارضة السورية في الإطاحة بحكم الرئيس بشار الأسد أو لم ينجحوا.
ويقول ساسة أردنيون لوكالة رويترز إن من شأن الإطاحة بالأسد على أيدي مقاتلين سنة أن يشجع الإسلاميين السنة المتشددين في الأردن، في حين قد يحاول الأسد – الذي ما زال يقاتل رغم ما اعتراه من ضعف – أن يتفادى الضغوط من خلال تصدير الصراع إلى جيرانه. ويقول محمود الخرابشة وهو سياسي بارز له معرفة بمجال المخابرات إن دور سوريا في السماح لمقاتلي «القاعدة» بالتوجه إلى العراق عام 2003 زاد المخاوف بشأن احتمال أن تحاول دمشق القيام بالأمر نفسه في الأردن.. مضيفا أن النظام السوري لن يألو جهدا لزعزعة استقرار الأردن، ومصمم على تصدير أزمته إلى الدول المجاورة لزعزعة أمنها.
وفي أوج العنف في العراق أخلت دمشق سجونها من كثير من الإسلاميين المتشددين وسمحت لهم بعبور الحدود لقتال القوات الغربية. وأتاح ذلك لحكومة الأسد التخلص من معارضين إسلاميين محليين – على الأقل مؤقتا – والضغط بشكل غير مباشر على الأميركيين. وعاد هؤلاء المتشددون إلى سوريا لمحاربة الأسد، وانضم إليهم إسلاميون من دول أخرى.
وقال الخرابشة إن الحكومة السورية قد تحاول من جديد استغلال القاعدة في كفاحها من أجل البقاء، وأضاف أنهما خطران محدقان وقد تتلاقى مصالحهما بسهولة لزعزعة استقرار الأردن.. موضحا أن عشرات السوريين اعتقلوا في الأشهر الأخيرة بعد قيامهم بجمع معلومات وأعمال تحريض في مخيم الزعتري.
وقد دعا الأردن الأسد إلى التنحي، إلا أنه يحاول – بحسب رويترز – أن يكون على وئام مع السلطات السورية، خشية أن يؤدي أي تدخل صريح إلى إحياء التوتر مع دمشق. ومنذ بدء الأزمة تحلى الأردن بضبط النفس في الحالات التي وصلت فيها نيران الأسلحة السورية وقذائف المورتر إلى أراضيه، حيث تحاول عمان كما يقول دبلوماسيون وساسة أن تعزل نفسها عن التداعيات العسكرية.
ويتباين هذا مع موقف تركيا التي أطلقت قواتها النار بشكل متكرر على الأراضي السورية منذ مقتل خمسة مدنيين أتراك أوائل هذا الشهر بقذائف قادمة من الجانب الآخر من الحدود. وقارن مسؤول حكومي غربي زار المنطقة الأسبوع الماضي بين عمان وبيروت، حيث قتل مسؤول أمني كبير مناهض للأسد في انفجار سيارة ملغومة، وقال المسؤول الغربي: «أنا قلق على الأردن أكثر من لبنان.. لبنان مر بمثل هذا من قبل ولديه الآليات للتعامل معه».
ويقول محللون أردنيون إن الجماعات الإسلامية تكتسب وزنا نسبيا أكبر بين مقاتلي المعارضة السورية الأمر الذي يخلق جيلا جديدا من الجهاديين الذين تمرسوا في ساحة القتال، مثل «العرب الأفغان»، الذين ذهبوا إلى أفغانستان لقتال القوات السوفياتية في الثمانينات وعادوا إلى بلادهم للجهاد ضد حكوماتهم المؤيدة للولايات المتحدة. وقال المحلل السياسي سامي الزبيدي إن هناك خلايا كامنة في الجماعات السلفية الجهادية في الأردن لم تجد ساحة داخل الأردن وذهبت إلى سوريا، موضحا أن كثيرا من هؤلاء يذهبون إلى سوريا ويتسلحون ويصقلون مهاراتهم، كأنهم في دورة تدريبية، قبل العودة إلى الأردن مسلحين لمهاجمة أهداف أردنية.
وبقدر ما يطول الصراع في سوريا تزيد فرص اجتذابه لمزيد من المقاتلين إلى ساحة المعركة.. لكن الخطر الأكبر في نظر كثيرين في المؤسسة الأمنية الأردنية هو الفوضى التي قد تحل بسوريا نتيجة الإطاحة بنظام الأسد. وقال النائب السابق حازم العوران لـ«رويترز» إن «ما يخشاه – إذا سقط النظام في سوريا – أن تصبح الجماعات الإسلامية المتشددة نافذة الكلمة هناك، إذ سيسهل عليها العمل في الأردن وزعزعة استقراره».\
إشارات إيجابية حول إطلاق سراح الصحافي اللبناني المعتقل في حلب
شقيقه لـ «الشرق الأوسط»: أكدوا لنا أنهم سيطلقون سراحه فور عودة الهدوء إلى المنطقة
بيروت: كارولين عاكوم
بعد ثلاثة أيام على اعتقال الصحافي اللبناني فداء عيتاني على أيدي عناصر «لواء عاصفة الشمال» في حلب، الذي سبق له أن أعلن أن عيتاني موجود «تحت الإقامة الجبرية» لديه «لأسباب أمنية»، تجمع مصادر عدة متابعة للقضية على أن هناك إشارات إيجابية في هذه القضية وسيتم إطلاق سراح عيتاني في الأيام القليلة المقبلة، وهذا ما وعد به رئيس المجلس الوطني السوري، عبد الباسط سيدا.
وأعلن الصحافي حسام عيتاني، شقيق المعتقل، أنه تواصل مع «لواء عاصفة الشمال» وأكدوا له أنهم أنهوا التحقيقات مع فداء وسيطلقون سراحه فور عودة الهدوء إلى المنطقة التي تشهد اشتباكات مع حزب العمال الكردستاني.
وقال عيتاني لـ«الشرق الأوسط»: «لا شيء مؤكدا بالنسبة إلينا لغاية الآن. لا نملك أي ضمانات أو إثباتات، كل ما نملكه هي المعلومات التي يفيدوننا بها خلال اتصالنا بهم وإن كنا لغاية الآن لم نتمكن من التكلم مباشرة مع فداء». وعما إذا كان هناك أسباب غير معلنة تقف خلف اعتقال فداء، لا سيما أن التحقيقات التي كان يتولى مهمة إعدادها تبدو واضحة بأنها مؤيدة للثورة، قال عيتاني: «هنا النقطة الأساسية التي تجعلنا نسأل ونستغرب سبب هذا الاعتقال، وطرحت هذا السؤال مرات عدة على من يتواصلون معنا من (لواء عاصفة الشمال)، لكن الإجابة الوحيدة التي نحصل دائما عليها هي (ليس هناك أي مشكلة)». ويلفت عيتاني إلى أنّ فداء ذهب إلى سوريا في 12 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، على أن يعود إلى لبنان في 25 منه، لأسباب عائلية، لكن مضى هذا الموعد من دون أن يعود ولا أن يتواصل معنا أو يتجاوب مع محاولات اتصالنا به عبر «الإنترنت»، إلى أن أصدر «لواء عاصفة الشمال» بيانه معلنا اعتقاله.
بدوره، قال مصدر قيادي في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» أنّه تم اعتقال عيتاني على أيدي عناصر تابعين لأحد فصائل الثورة، وهم وعدوا بالإفراج عنه قريبا، مضيفا: «نحن نتابع ما يجري، واعتقال الصحافيين مهما كان توجههم السياسي أمر مرفوض بالنسبة إلينا».
بدوره، أعلن وزير العمل اللبناني سليم جريصاتي، الذي يرأس اللجنة الوزارية المكلفة متابعة قضية المخطوفين اللبنانيين، أنه سيطلق سراح عيتاني في القريب العاجل، وقال: «تم التداول والتواصل بالقنوات الجدية التي تم اعتمادها من قبل وزير الداخلية مروان شربل بموضوع احتجاز الصحافي فداء عيتاني في سوريا واستمرار اختطاف اللبنانيين التسعة»، لافتا إلى أن «هذه القنوات جدية لأنه ثبت لنا بمراحل متعددة من معالجة هذا الملف أنها تتمتع بمصداقية ومقبولة من كافة الجهات».
وقال: «أفادت هذه المصادر أن عيتاني سيطلق سراحه في القريب العاجل جدا وأن احتجازه مرتبط بالمادة الإعلامية التي يعمل عليها»، ودعا اللبنانيين عامة، وخاصة الإعلاميين، إلى «الامتناع إلى حين عن الانتقال إلى المناطق حيث يتواجد المسلحون في سوريا أي مناطق الاقتتال حتى إشعار آخر»، مشددا على أنه «من واجب الحكومة تنبيه مواطنيها عن مكامن الخطر وعندما يحصل حجز حرية فمن واجبها المبادرة».
وأكد أنه «ثمة إيماءات أو إشارات إيجابية بالنسبة لباقي المخطوفين وسيكون لنا تواصل مع الإعلام بعد أن نتأكد أنها أصبحت وقائع قابلة للترجمة الفعلية»، ممتنعا عن «إعطاء مواعيد عن إطلاق سراحهم».
من جهته، استنكر رئيس «المجلس الوطني السوري» عبد الباسط سيدا اختطاف الصحافي اللبناني فداء عيتاني في سوريا، وأكّد أنّه «ضدّ الخطف بالمطلق ولا سيما الصحافيين»، مشدّدا على أنّ «خطف الصحافي فداء العيتاني مستنكر ومرفوض، واعدا بإطلاق سراحه في القريب العاجل».
وكانت لجان التنسيق المحلية في سوريا، قد اعتبرت في بيان لها، أنّ ارتكاب بعض كتائب الجيش الحر لأعمال الخطف والاعتقال ولا سيما للإعلاميين والصحافيين هو أمر لا يمكن القبول به أو التساهل معه، طالبين من المجالس العسكرية في الريف الحلبي المحرر تحمل مسؤولياتها لضبط تجاوزات تلك الكتائب، والعمل على الإفراج عن عيتاني.
وأضاف البيان «حرية الرأي والإعلام من أول الحقوق التي قامت ثورتنا لأجلها، والاعتقال التعسفي من أكثر المظالم التي نالت من عشرات الآلاف من أبناء بلدنا طيلة عقود، ولن نقبل بتكرار تلك الانتهاكات على يد أي طرف تحت أي حجج وذرائع، وماضون في ثورتنا حتى تحقيق أهدافنا في الحرية والعدالة والكرامة».
كذلك، اعتبر «ائتلاف اليسار السوري» في بيان له، أنّ اعتقال عيتاني، الذي عمل لسنوات في جريدة «الأخبار»، وتركها بعد أشهر من بدء الثورة، بسبب موقفه الداعم للثورة السورية، هو الآن معتقل من قبل مجموعة مسلحة تعتبر أنها هي الثورة. نأسف لأن هناك من يرتكب الأخطاء تلو الأخطاء باسم الثورة. مضيفا أن «الشعب السوري ثار من أجل هزيمة الاستبداد، ورفض القمع والاعتقال وقمع الحريات، بالتالي لا يريد أن يأتي باسمه مجددا من يكرر الممارسات ذاتها»، طالبين من المجموعة التي اعتقلت فداء أن تطلق سراحه فورا، وأن لا تكرر هذه الممارسات التي تعتبر تعديا على حرية الرأي والصحافة.
الإبراهيمي يصف الأحداث في سوريا بـ «حرب أهلية»
لافروف: لا معنى للحديث عمن أفشل الهدنة.. ومن دون الحوار مع الحكومة لن يتحقق شيء
موسكو: سامي عمارة لندن: «الشرق الأوسط»
في أول زيارة يقوم بها إلى موسكو في منصبه الجديد، بحث المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المسائل المتعلقة بتسوية الأزمة السورية التي وصفها بأنها «خطيرة للغاية».
وإذ أشار الإبراهيمي في أعقاب مباحثاته مع لافروف أمس في موسكو إلى «أن الوضع صعب ويواصل التدهور»، قال بضرورة أن يتوحد المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى مخرج من الأزمة. وأضاف أنه «لا تتوفر الآن أي خطط لإرسال بعثة لحفظ السلام إلى سوريا ويجري فقط التخطيط تحسبا لحدوث وضع طارئ في البلاد»، وإن أشار إلى ضرورة استمرار عملية المفاوضات في سوريا رغم فشل مبادرته حول إعلان الهدنة المؤقتة.
وتابع الإبراهيمي: «إنني آسف للغاية لأنه لم يتم الإصغاء إلى دعوة إعلان الهدنة، لكن هذا لن يضعف من تصميمنا على مواصلة المفاوضات. إن سوريا مهمة جدا، ويستحق شعبها الحصول على دعمنا، وسنواصل بذل كافة الجهود وسنستعد للتعاون مع جميع اللاعبين في الخارج والداخل من أجل خفض مستوى العنف ووضع حد له».. وتابع: «أعلنت الحكومة أنها ستوقف القتال خلال العطلة وعدد محدود من جماعات المعارضة فعلت الأمر ذاته، والآن كل جانب يتهم الآخر بخرق وقف إطلاق النار».
أما لافروف فقد كشف عن أن بلاده سوف تؤيد عودة بعثة المراقبين الأمميين إلى سوريا، لكنه اشترط أن يكون ذلك بموجب قرار صادر عن مجلس الأمن الدولي وبموافقة السلطات السورية، وقال: «لن يحل أي شيء من دون الحوار مع الحكومة (السورية)، وتلك هي المشكلة الوحيدة التي تبقى في الطريق نحو عملية سياسية». وأعرب لافروف عن أسف روسيا لفشل مبادرة «الهدنة» بين القوات الحكومية والمعارضة في سوريا خلال عيد الأضحى، والتي قال: إن بلاده دعمتها بنشاط.
وكان الإبراهيمي أشار إلى أن «سوريا – وكذلك جميع البلدان الأخرى – تحتاج إلى تغييرات حقيقية وإلى إصلاح شامل؛ وليس تجميليا. ويجب علينا مواصلة التسوية بقيادة السوريين ودعم المجتمع الدولي كله». وقال أيضا: «إن حربا أهلية حقيقية تجري في سوريا، مهما كان موقف الأطراف المتحاربة منها. وأنا وصفت ما يجري في سوريا مرارا بأنه حرب أهلية.. لكن ربما أن الشيء الوحيد الذي يتفق عليه كلا الطرفين في سوريا هو أن ما يحدث هو ليس حربا أهلية. فالحكومة تحارب الجماعات الإرهابية وتقول إن هذا واجبها في حماية الناس، أما الطرف الآخر فيؤكد أنه يقاتل حكومة قاسية تطارده وهو يدافع عن النفس».
وضرب الإبراهيمي مثالا على ذلك بما بلغ أسماعه عبر قناة تلفزيونية من شكوى لامرأة يحارب أحد أولادها في الجيش النظامي والآخر يقاتل في صفوف «الجيش الحر السوري»، وتساءل: «إن لم تكن هذه حربا أهلية فما هي إذن؟». وأضاف: «يجب وضع حد للحرب الأهلية، ويجب على السوريين أن يناقشوا كافة القضايا وأن يجدوا الحلول لها، ويجب على كل السوريين بناء سوريا الجديدة».. مؤكدا أن دعم المجتمع الدولي يمكن أن يكون له تأثير في ذلك، اعتبارا من بلدان الجوار القريب وحتى البلدان الأخرى ومنها روسيا وبقية الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي.
وبهذا الصدد أوضح لافروف ضرورة اضطلاع كل القوى الخارجية بمسؤولياتها تجاه من قال: إنها تدعمهم في سوريا، وأكد أن حربا حقيقية تدور رحاها في سوريا في الوقت الذي تتزايد فيه حدة وتيرة العنف، معربا عن استعداد بلاده لمواصلة القيام بمسؤولياتها. وأضاف قوله: «إننا ندعو جميع الشركاء، بمن فيهم الذين شاركوا في اجتماع جنيف، إلى التصرف على هذا النحو أيضا».
وقال لافروف: «أعتقد أنه ليس هنالك معنى للحديث عن من أفشل الهدنة.. لأن الحرب في سوريا للأسف تزداد شدة، وتحصل يوميا استفزازات وردود فعل غير متكافئة. لذلك فإن مهمتنا الرئيسية في هذه المرحلة هي حث كل السوريين المتناحرين على وقف إطلاق النار والجلوس إلى طاولة المفاوضات».
وبينما لم يقدم الإبراهيمي أو لافروف أي مؤشر واضح على الخطوات التالية التي يمكن اتخاذها لوقف إراقة الدماء، قالت وزارة الخارجية الصينية إن الإبراهيمي سيزور بكين بعد موسكو. وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية هونغ لي إن الصين تقدر جهود الوساطة التي يقوم بها الإبراهيمي في الأزمة السورية، لكن المتحدث لم يقدم تفاصيل بشأن الشخصيات التي سيلتقي بها المبعوث الدولي خلال زيارته التي تستمر يومين ويتوقع أن تبدأ اليوم (الثلاثاء).
وفي سياق مواز، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس إنه «محبط بشدة» لأن وقف إطلاق النار في سوريا فشل، ودعا القوات الحكومية وجماعات المعارضة إلى وقف القتال فورا. وقال بأن في سيول عاصمة كوريا الجنوبية: «إنني أشعر بإحباط شديد من أن الأطراف فشلت في احترام الدعوة لتعليق القتال»، وأضاف أنه «لا يمكن حل هذه الأزمة بمزيد من الأسلحة وإراقة الدماء»، مكررا دعوته لمجلس الأمن ودول المنطقة لدعم مهمة الإبراهيمي «للمساعدة في المضي قدما نحو مسار سياسي».
إلى ذلك، أكد حسين أمير عبد اللهيان، مساعد وزير الخارجية الإيراني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن إيران سوف تستمر في مشاوراتها مع مصر وتركيا بشأن الأزمة السورية. وقال لوكالة أنباء مهر الإيرانية إن إيران تعقد اجتماعات دورية مع مصر وتركيا للتباحث حول آخر المستجدات، منوها إلى أن الإبراهيمي رحب بهذه الاجتماعات.
وأضاف أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، بحث خلال زيارته إلى إسطنبول مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الأمور المتعلقة بالأزمة السورية. واعتبر أن وقف إطلاق النار خطوة هامة لتسوية الأزمة في سوريا، حيث إن الخطوة الثانية ترتكز على ضرورة إقامة حوار بين المعارضة والحكومة، واستدرك قائلا: «لكن مع الأسف يبدو أن المجموعات المسلحة ترفض أي مبادرة سلمية من شأنها أن تنهي الصراع الدائر في سوريا».
فشل هدنة «الحد الأدنى» يضع حدا لسقف توقعات سياسة «الخطوات الصغيرة»
دبلوماسيون: الإبراهيمي اعتمد على «حسن النوايا» في غياب الآليات
باريس: ميشال أبو نجم
منيت سياسة «الخطوات الصغيرة» التي سعى الأخضر الإبراهيمي، المبعوث الدولي – العربي، إلى تطبيقها في سوريا بفشل ذريع. فهدنة «الحد الأدنى»، كما تسميها مصادر غربية، التي حاول الإبراهيمي تحفيز الطرفين المتقاتلين لقبولها، مستندا إلى غطاء عربي – إقليمي – دولي، وإلى الشحنة الرمزية المتضمنة في مناسبة عيد الأضحى، لم تصمد لأنها «لم تتوافر لها مقومات البقاء» أساسا.. الأمر الذي كان الإبراهيمي يعرفه سلفا إلى درجة أنه خفض سقف التوقعات إلى درجة اعتبارها «مبادرة شخصية».
وترى مصادر دبلوماسية في باريس تحدثت إليها «الشرق الأوسط» أن «الأسباب التي أجهضت مبادرة كوفي أنان المشابهة في شهر أبريل (نيسان) الماضي هي التي أطاحت بمبادرة الإبراهيمي»، لأن «الأسباب نفسها أدت إلى النتائج نفسها».
وتعتبر هذه المصادر أن التوقعات بشأن مشروع الهدنة منذ أن حمله الإبراهيمي وجال به على عواصم التأثير في العالم العربي والشرق الأوسط، وحصل على دعم بشأنه من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن ومن الأمين العام للأمم المتحدة، لم تكن توحي بتاتا بإمكانية تحقيقه لأسباب تصفها هذه المصادر بـ«الموضوعية»، وسبق لها أن فصلت ثلاثا منها لـ«الشرق الأوسط» الأسبوع الماضي. وأول هذه الأسباب، وفق المصادر المشار إليها، يتمثل في رغبة الطرفين في الاحتكام، في المرحلة الراهنة، إلى لغة السلاح، واعتبار كل طرف أنه بحاجة لتحقيق تغيير عسكري ميداني يمكن استثماره لاحقا على المستوى السياسي «عندما يحين الوقت».
وترى مصادر فرنسية رفيعة المستوى أن «حصول تحول في الميزان العسكري» هو الوحيد الذي من شأنه أن «يفتح الباب لمساعي الحل السياسي» الذي يبدو أن أجله لم يحن بعد بالنظر إلى الوضع الميداني اليوم. وفي ظل استبعاد التدخل العسكري الخارجي لأسباب تتعلق بالتركيبة السورية، وبتردد القوى الغربية في الانخراط في أعمال عسكرية واسعة في سوريا، فإن السبيل إلى التغيير يمر عبر تحسين مستوى تسليح المعارضة وتمكينها من التعاطي مع طيران النظام الحربي وقواته المدرعة، فضلا عن الارتقاء بأداء المعارضة. وتعترف هذه المصادر بأن تحقيق هذه الأهداف «يحتاج إلى وقت»، كما أن تسليح المعارضة، حتى الآن «يواجه عراقيل ليس أقلها الرفض الأميركي وحاجة واشنطن لانتظار مرور الانتخابات الرئاسية» أوائل الشهر القادم. وكشفت المصادر أن الأجهزة الأميركية «تدخلت» لوقف تسليم أنواع متطورة من الأسلحة بسبب «هواجس» واشنطن.
وتعتبر المصادر الغربية أن نقطة الضعف في «خطة» الإبراهيمي أنها كانت تعتمد على «حسن نية» الطرفين وعلى «رغبتهما في الالتزام» بالهدنة التي قبلها كلاهما ولكن في غياب أي آلية رقابة يمكن الرجوع إليها عند حصول خروق أو تكون لها القوة المعنوية لكشف هوية من التزم ومن لم يلتزم. والحال أن خطة أنان لوقف إطلاق النار فشلت رغم وجود المراقبين الدوليين، ولذا كان من السذاجة توقع نجاح هدنة الإبراهيمي، الأكثر تواضعا، من غير مراقبين لا دوليين ولا غير دوليين. والخلاصة التي توصلت إليها هذه المصادر هي أن كل طرف قبل الهدنة «لأنه كان يعرف أن الطرف الآخر سينسفها»، وأن القبول يمكن استثماره سياسيا لرمي الخطأ على الجهة المقابلة.
ولفتت المصادر الغربية النظر إلى أن الصعوبة الإضافية بالنسبة للإبراهيمي تكمن في تعدد «رؤوس» المعارضة المسلحة بين فصائل وكتائب، وبين جيش حر في الداخل وآخر في الخارج، فضلا عن المجلس العسكري، وبالتالي كان باستطاعة النظام وبسهولة أن يرمي اللوم على المعارضة المسلحة لتبرير «رد الفعل» العسكري على اختراقاتها، بينما المعارضة شككت سلفا في رغبة النظام في تنفيذ الهدنة نظرا «لسوابقه» غير المشجعة.
وبأي حال، لا تعير هذه المصادر أي أهمية للاتهامات المتبادلة حول البادئ بانتهاك الهدنة التي بقيت «نظرية».
ورغم الدعم العلني الذي تكرره العواصم المختلفة لمهمة الإبراهيمي، فإن المصادر الغربية «غير متشجعة» لما ستفرزه من نتائج، ولا لجهة فاعلية «الأفكار الجديدة»، التي قال إنه سيقدمها الشهر المقبل إلى مجلس الأمن الدولي.
قوى المعارضة السورية تبحث في إسطنبولإدارة المرحلة الانتقالية بعد سقوط النظام
بحضور 200 شخصية سياسية وعسكرية في الداخل والخارج
بيروت: بولا أسطيح
لبى أكثر من 200 شخصية سورية، سياسية وعسكرية من الداخل والخارج، دعوة المركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية لمؤتمر افتتحت أعماله أمس في إسطنبول للبحث عن كيفية إدارة المرحلة الانتقالية في سوريا تحت عنوان «مواجهة التحديات وبناء رؤية مشتركة من أجل المستقبل».
المؤتمر الذي افتتحه رئيس المجلس الوطني عبد الباسط سيدا، تمتد أعماله على مدار ثلاثة أيام يتخللها ورش عمل تهدف إلى بناء رؤية مشتركة للمعارضة السورية حول قضايا الحكومة الانتقالية وإدارة المرحلة الانتقالية ما بعد سقوط نظام الأسد وتحدياتها، سواء على صعيد الإصلاح الدستوري والقانوني والإصلاح السياسي والإداري ونظام الأحزاب والانتخابات أو آليات تفعيل وتنظيم المشاركة السياسية والمدنية والشعبية وإصلاح الأجهزة الأمنية وتحديات بناء جيش وطني حديث.
وكان أسامة القاضي، رئيس المركز السوري، تحدث في الجلسة الافتتاحية عن مسار المصالحة والعدالة الانتقالية؛ وقال إنه لن يتحقق من دون امتلاك رؤية واضحة للمرحلة الانتقالية، وبناء تصور لما ستكون عليه سوريا المستقبل، مما يضعها على سكة التحول الديمقراطي.
وركز المتحدثون على أهمية التخطيط للمرحلة الانتقالية، انطلاقا من حقيقة أن أجزاء كبرى من الوطن قد تحررت من نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأهمها المعابر الحدودية؛ ذات الأهمية الاستراتيجية وبما تحمله من معنى سياسي ذي علاقة بالسيادة، ما يحتم بناء سلطة مركزية قادرة على إدارة المرحلة الانتقالية بناء على ما توصلت إليه قوى المعارضة السياسية في مؤتمر القاهرة في 2 – 3 يوليو (تموز) الماضي في وثيقتي العهد الوطني وملامح المرحلة الانتقالية.
وأوضح لؤي صافي عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني أن «هذا المؤتمر يأتي تتويجا لجهود سابقة لتطوير خطة تفصيلية للمرحلة الانتقالية»، لافتا إلى أن «أهميته تكمن في السعي للتوصل لتفاهم بين القوى الثورية والسياسية حول الخطوط العريضة لهذه الخطة التي تم تطويرها قبل 4 أشهر في إسطنبول وقدمت لأصدقاء سوريا». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «أبرز ما تتضمنه هذه الخطة محاور أربعة، أولا: كيفية الإدارة السياسية للمرحلة الانتقالية، ثانيا: كيفية تحقيق العدالة الانتقالية، ثالثا: كيفية تحقيق الأمن، ورابعا: كيفية إدارة البلاد اقتصاديا في تلك المرحلة».
وأشار صافي إلى أن «هذه الخطة هي من 16 صفحة يتم السعي لتطويرها خلال المؤتمر بما يرضي جميع المشاركين». وأضاف: «سيكون هناك محاولة للدخول في تفاصيل كل محور والسعي لتحقيق إجماع سياسي وعسكري حول كل ما يقر».
وعن إمكانية التطرق لملف الحكومة الانتقالية، أوضح صافي أن «المؤتمر لا يعقد لهذه الغاية، خاصة أن قوى المعارضة لا تزال منقسمة حول هذه النقطة، ففي حين يعتبر البعض أن التوصل لتوافق حول حكومة مماثلة أمر ضروري لتلقي الدعم الدولي المطلوب، يرى البعض الآخر أن الوقت مبكر جدا للحديث عن حكومة انتقالية»، معتبرا أن «حكومة مماثلة قد تبصر النور قبل أسابيع قليلة من إسقاط النظام».
بدوره، لفت مسؤول إدارة الإعلام المركزي في القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل، فهد المصري، إلى أن من أبرز وظائف هذا المؤتمر «السعي لتوسيع قاعدة الإجماع على الآليات التنفيذية للمرحلتين الانتقالية والديمقراطية، على أن تكون هناك خطوة مستقبلية تكمن في التحضير لمؤتمر لاحق تحضره كل مكونات المعارضة السورية فيتحول لبرلمان للثورة يتأسس خلاله وفي كنفه المجلس الأعلى لحماية الثورة، تنبع عنه الكثير من الهيئات كما ورد في المشروع الذي تقدمت به القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل في وقت سابق». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «أما إحدى الوظائف الأساسية للمجلس الأعلى، فإعادة هيكلة المؤسستين العسكرية والأمنية للنظام والجيش الحر واستيعاب كل من يرغب ممن حمل السلاح في الانضمام إلى هاتين المؤسستين».
وقال المصري: «خطأ فادح انتظار سقوط النظام لبناء هذه المؤسسات»، لافتا إلى أن «هذه المؤسسات يجب أن تكون جاهزة ومستعدة منذ اللحظة الأولى لسقوط النظام». وأضاف: «أما الحكومة الانتقالية فتبصر النور بعد تأسيس المجلس الأعلى لحماية الثورة».ويشارك في المؤتمر بحسب المنظمين، أكثر من مائة وخمسين من القادة السياسيين والمعارضين والنشطاء المنتمين إلى كل التيارات السياسية بمن فيهم رئيس المجلس الوطني السوري وعدد كبير من قيادات وأعضاء المجلس الوطني السوري والمجلس الوطني الكردي والمنظمة الآشورية وإعلان دمشق والإخوان المسلمين والهيئة العامة للثورة السورية ولجان التنسيق المحلية وهيئة علماء الشام وغيرها من القوى السياسية في داخل سوريا وخارجها، كما يشارك رئيس الوزراء السوري السابق وسفراء سوريا الذين أعلنوا انشقاقهم عن النظام، فضلا عن عدد كبير من الدبلوماسيين السوريين السابقين، إضافة إلى قادة الجيش السوري الحر والكتائب المسلحة من سوريا، وأيضا عدد كبير من قيادات المجالس المحلية المدنية داخل سوريا من محافظات حلب وحمص ودير الزور وإدلب وريف دمشق، فضلا عن قيادات سياسية مستقلة في المعارضة السورية.
بان كي مون محبَط والإبراهيمي يرى الوضع السوري من سيّئ إلى أسوأ
الأسد يفلت طائراته الحربية ضد شعبه
شنّ الطيران الحربي السوري أمس أكثر من 60 غارة هي الأعنف منذ بدء استخدام بشار الأسد صواريخ مقاتلاته ضد المدنيين في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا، حسب وصف الموفد الدولي والعربي الاخضر الابراهمي الذي اعتبر أن الوضع “يسير من سيئ إلى أسوأ” في تزامن مع دخول “هدنة” عيد الأضحى التي ولدت ميتة، ساعاتها الاخيرة.
وأبدى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون شعوره “بإحباط شديد من ان الاطراف فشلت في احترام الدعوة لتعليق القتال”، وأضاف “لا يمكن حل هذه الازمة بمزيد من الاسلحة واراقة الدماء”.
فمن موسكو، أبدى الاخضر الابراهيمي أسفه لانهيار وقف اطلاق النار، معتبراً ان “الازمة السورية خطيرة جداً جداً، والوضع يسير من سيّئ الى أسوأ”.
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، كرّر الابراهيمي وصف ما يجري في سوريا “بالحرب الاهلية، وإذا لم تكن هذه حرباً أهلية، فلا أدري ما هي الحرب الاهلية”.
وأعرب لافروف عن “خيبة امل” موسكو من عدم التزام الطرفين الهدنة، معتبراً ان لا فائدة في الخلاف بشأن من انتهكها، ودعا الى الحوار لأن “الهدف هو ان يتوقف جميع السوريين عن اطلاق النار ويجلسوا حول طاولة المفاوضات”.
وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون من سيول “انني أشعر بإحباط شديد لأن الاطراف فشلت في احترام الدعوة لتعليق القتال.” وأضاف “لا يمكن حل هذه الازمة بمزيد من الاسلحة واراقة الدماء”، وتابع “أكرر دعوتي لمجلس الامن ودول المنطقة لدعم مهمة الاخضر الابراهيمي المبعوث الخاص المشترك للمساعدة في المضي قدماً نحو مسار سياسي”.
وبدأت في اسطنبول أمس، فعاليات مؤتمر “إدارة المرحلة الانتقالية في سوريا مواجهة التحديات وبناء رؤية مشتركة من أجل المستقبل”، الذي دعا إليه “المركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية”، ومقره واشنطن.
وتشارك في المؤتمر شخصيات سياسية من المجلس الوطني السوري والمجلس الوطني الكردي والمنظمة الديموقراطية التركمانية وشخصيات مستقلة وناشطون سوريون ما بين 29 و31 من الجاري.
واعتبر عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري أن المجلس يعطي المؤتمر أهمية كبيرة، لذلك كانت مشاركته فيه كبيرة.
وفي سوريا، ارتفع عدد الشهداء أمس إلى 113 شهيداً منهم أكثر من خمسين شهيداً في دمشق وريفها ما يرفع عدد ضحايا هدنة الأضحى إلى أكثر من 500 شهيد حسب أوساط المعارضة.
وأدى انفجار سيارة مفخخة في حي الروضة السكني في منطقة جرمانا في ريف دمشق الى مقتل 11 شخصاً واصابة العشرات “معظمهم من النساء والاطفال”.
وقالت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان “التفجير الارهابي ادى الى وقوع اضرار كبيرة في المباني السكنية المجاورة والمحال التجارية وممتلكات الاهالي”.
وبعد ساعات على انفجار جرمانا، افاد التلفزيون السوري عن تفجير سيارة مفخخة في حي الحجر الاسود جنوب دمشق حيث هاجمت مجموعة من الجيش السوري الحر بقذائف الهاون مقر قيادة المنطقة الجنوبية في دمشق، كما استهدفت مركزاً لقوات الأسد في حرستا.
وكان قتل خمسة اشخاص واصيب 32 آخرون بجروح الجمعة في انفجار سيارة مفخخة في منطقة دف الشوك في جنوب دمشق.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن ان الطائرات الحربية شنت “ما يزيد عن 60 غارة جوية” أمس، مشيراً الى ان هذه الغارات “هي الاعنف منذ بدء استخدام الطيران الحربي” في نهاية تموز الماضي.
وشهدت محافظة ادلب في شمال غربي سوريا سلسلة من الغارات الجوية تركزت على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية الواقعة تحت سيطرة المقاتلين المعارضين، وبلدات محيطة بها مثل كفرومة ومعر شورين وسلقين وحارم وخان شيخون.
وأشار المرصد الى ان الغارات ترافقت مع “اشتباكات عنيفة” في محيط معسكر وادي الضيف القريب من معرة النعمان والذي يحاصره المقاتلون المعارضون منذ استيلائهم على المدينة في التاسع من تشرين الاول.
وشملت الغارات ايضا بشكل مكثف مناطق في ريف دمشق، وبينها مزارع رنكوس في ريف دمشق “التي تعتبر احد معاقل الكتائب الثائرة المقاتلة في منطقة القلمون”، بحسب المرصد.
واوضح مصدر امني سوري ان الجيش يشن الغارات على البساتين والحقول الزراعية “حيث يحاول الارهابيون تجميع قواتهم وتعزيز مواقعهم”، وان هذه العمليات “تندرج ضمن حق الرد (خلال الهدنة)” حسب تعبيره.
وقتل “ما لا يقل عن 11 عنصراً من القوات النظامية واصيب العشرات بجروح” في اشتباكات مع مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، لا سيما في مدينة حرستا وبلدتي عربين وزملكا، بحسب المرصد الذي اشار ايضا الى مقتل تسعة مقاتلين معارضين في حرستا.
وفي حلب كبرى مدن الشمال التي تشهد معارك يومية منذ ثلاثة اشهر، افاد مراسل “فرانس برس” عن اشتباكات في حي جمعية الزهراء (شمال غرب) الذي تسلل اليه المقاتلون المعارضون قادمين من حي كفرحمرة المجاور.
واوضح ان العديد من سكان هذا الحي الراقي هجروه الى مناطق اكثر هدوءاً، وهو يشهد انقطاعاً في التيار الكهربائي والمياه.
وأفادت أنباء نقلها موقع الـ”سي ان ان” عن وقوع اشتباكات في ريف حلب بين مجموعات معارضة ومجموعات من المقاتلين الأكراد، وأن هدنة بين الطرفين تتم مناقشتها.
وتوعد قائد الجيش السوري الحر رياض الأسعد بـ”مفاجآت موجعة” بعد الهدنة التي أعلنت أخيراً.
وقال الأسعد في تصريحات نقلها موقع “داماس بوست” السوري الإلكتروني أمس، إن “الهدنة هشة وفاشلة”، مضيفاً أن “ثمة عمليات نوعية يتم الإعداد لها”. وقال الأسعد “إن الحل الوحيد مع النظام إلزامه بالقوة”، حسب قوله.
وعلى الحدود التركية – السورية، سقطت قذيفتان مصدرهما الاراضي السورية أمس قرب قرية بيشاصلان التركية في جنوب محافظة هاتاي بينما كانت تدور معارك في مدينة حارم السورية المقابلة، بحسب وكالة انباء “الاناضول”، ما استدعى رداً تركياً.
وتقوم عناصر الجيش النظامي السوري بتدمير دفاعاتها الجوية في المناطق القريبة من الحدود مع تركيا، شمال البلاد، للحيلولة دون سقوطها في يد المعارضة.
وأفاد قرويون من بلدتي العلاني والدوالي بريف إدلب على الحدود مع تركيا، لمراسل “الأناضول”، أن قوات الجيش السوري قامت بتدمير الدفاعات الجوية التابعة لها، التي كانت تتمركز في المناطق المرتفعة بالقريتين، للحيلولة دون سقوطها في يد الجيش السوري الحر الذي يسيطر على مساحات واسعة من المنطقة.
(ا ف ب، رويترز، الأناضول، ا ش ا، كونا، سي ان ان، لجان التنسيق المحلية)
اشتباكات ليلية في دمشق بين “الجيش الحر” وفلسطينيين
أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” وناشطون أن اشتباكات عنيفة وقعت بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء بين مقاتلي “الجيش الحر” وفلسطينيين موالين للنظام السوري في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، تراجعت حدتها فجراً.
وأوضح المرصد أن المعارك اندلعت أولاً في حي الحجر الاسود في جنوب دمشق بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، ثم “امتدت إلى مخيم اليرموك الملاصق للحجر الاسود حيث دخل مقاتلون من “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة” (بزعامة أحمد جبريل) على خط القتال إلى جانب جيش النظام”.
ويشار إلى أنها ليست المرة الاولى التي يتدخل فيها مقاتلو القيادة العامة في المعارك، حيث شهد مخيم اليرموك جولة اشتباكات عنيفة في آب الماضي تخللها قصف من القوات النظامية على انحاء المخيم ومخيم فلسطين المجاور وأوقعت العديد من القتلى.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية في رسالة الكترونية إن “الاشتباكات كانت عنيفة”، وإنها تركزت في محيط مبنى الخالصة في شارع الـ15 وفي شارع الثلاثين. ثم أشارت إلى “تعزيزات من جنود النظام السوري مدعومين بالمدرعات” استقدمت إلى المخيم “لمساندة قوات القيادة العامة”.
في محافظة حلب (شمال)، قتل مقاتل معارض في اشتباكات مع القوات النظامية في حي الزبدية في مدينة حلب، بحسب المرصد الذي أشار إلى سقوط قذائف على أحياء الشعار والميسر وبستان الباشا وشارع تشرين وبني زيد والصاخور في المدينة. كما وقعت اشتباكات صباحاً في أحياء الحمدانية والليرمون وشارع النيل.
وتعرضت بلدات عدة في ريف حلب للقصف من القوات النظامية.
في محافظة حمص (وسط)، وقعت اشتباكات عنيفة، بحسب المرصد، على المدخل الشمالي لمدينة الرستن التي تحاول القوات النظامية السيطرة عليها منذ أشهر، ترافقت مع قصف على المنطقة.
وأفادت لجان التنسيق المحلية عن “اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام في حيي جوبر والسلطانية في مدينة حمص”.
ويأتي ذلك غداة يوم دام انتهت معه الهدنة المعلنة لمناسبة عيد الاضحى وحصدت اعمال العنف خلاله 124 قتيلاً في مناطق مختلفة من سوريا.
(أ.ف. ب.)
قتلى الهدنة أكثر من 400
غارات عنيفة و120 قتيلا بسوريا
شهدت الساعات الأخيرة من هدنة العيد المفترضة ما وصف بأعنف غارات ينفذها الجيش النظامي على مناطق بشمال غرب سوريا منذ بدء الثورة، وقالت لجان التنسيق المحلية إن 120 شخصا قتلوا أمس الاثنين، ليتجاوز بذلك عدد قتلى الهدنة 400.
وتركز أعنف القصف أمس على مواقع في العاصمة دمشق، وأفاد ناشطون بأن سيارة انفجرت في حي جرمانا مما أدى إلى مقتل 12 شخصا.
وتحدث سكان دمشق عن غارات جوية مكثفة على ضواحي القابون وزملكا وعربين الاثنين، وقالوا إنها كانت الأعنف منذ قصفت الطائرات والمروحيات للمرة الأولى مناطق مؤيدة للمعارضة بالعاصمة السورية في أغسطس/آب.
وقالت شبكة شام الإخبارية إن مدينة دوما في ريف دمشق تعرضت لقصف متواصل في ظل إطلاق نار كثيف وقذائف أر بي جي من حواجز الكورنيش باتجاه منازل المدنيين.
وجاءت الغارات الجوية على دمشق بعدما تحدث سكان عن محاولات فاشلة لاقتحام المناطق الشرقية من المدينة. وتحدث ناشطون عن انتشار الدبابات حول حارة الشوام، لكنها لم تتمكن من الدخول.
وتحدث مجلس قيادة الثورة في دمشق عن مقتل عائلة فلسطينية مكونة من أب وأم وطفلين وإصابة طفلين آخرين في قصف الجيش النظامي لمنطقة الحجر الأسود بدمشق.
وفي حلب قتل تسعة أشخاص من عائلة “أرفه لي” في رابع أيام العيد في قصف بالطيران الحربي لحي المعادي بحلب، مما أدى إلى تدمير بنايتين ومنزل بالكامل.
وتشهد حلب تحليقا مكثفا للطيران الحربي والمروحي في جميع المناطق المحررة، فقد قصفت دبابات الجيش النظامي عدة مناطق بالمدينة، واستهدفت أحياء منها بقذائف الهاون، في حين دارت اشتباكات عنيفة في عدة جبهات بين الجيش الحر والجيش النظامي.
وقد أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن 120 سوريا قتلوا الاثنين في أنحاء متفرقة من البلاد، منهم 85 بنيران الجيش النظامي، وما لا يقل عن 34 من القوات النظامية قتلوا أيضا إثر استهداف آليات بتفجير عبوات ناسفة واشتباكات في عدة محافظات سوريا.
تفجيرات
من جهة أخرى، انفجرت سيارة مفخخة عصر الاثنين في منطقة الحجر الأسود في جنوب دمشق، وفق ما أفاد التلفزيون الرسمي، مشيرا إلى وقوع ضحايا بين قتيل وجريح.
ويأتي هذا الانفجار بعد ساعات على انفجار سيارة أخرى وقع في مدينة جرمانا قرب العاصمة أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 67 آخرين بجروح، طبقا لحصيلة وكالة الأنباء الرسمية. كما أوقع الانفجار أضرارا كبيرة في مبان سكنية ومحال تجارية.
ويأتي التفجيران في اليوم الرابع لعيد الأضحى الذي أعلن جيش الرئيس بشار الأسد أثناءه الالتزام بهدنة بناء على اقتراح من المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي. كذلك أعلنت أبرز مجموعات المعارضة التزامها, غير أن الهدنة انهارت منذ اليوم الأول.
الحراك الثوري
ورغم القصف والتشديد الأمني واصل المعارضون للنظام السوري الخروج في مظاهرات في عدة مناطق من العاصمة دمشق.
وأفاد مجلس قيادة الثورة في دمشق بأن أبناء ركن الدين والصالحية خرجوا في مظاهرة يرددون أغاني الثورة ويهتفون للمدن المنكوبة والجيش الحر.
كما خرجت مظاهرة حاشدة في برزة جابت أحياء المنطقة، وحيا المتظاهرون في كفر سوسة الجيش الحر وطالبوه بالاستمرار حتى إسقاط النظام.
قطر ترفض وصف “الحرب الأهلية” بسوريا
الإبراهيمي وصف ما يحدث في سوريا بالحرب الأهلية
رفض الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري وصف الموفد الدولي العربي المشترك الأخضر الإبراهيمي لما يجري في سوريا بأنه “حرب أهلية”، قائلا “بل هي حرب إبادة يشنها النظام السوري على شعبه”.
وقال بن جاسم “نحن نعلم أن ما يجري في سوريا ليس حربا أهلية، ولكن حرب إبادة أعطيت لها رخصة من أول يوم من الحكومة السورية ومن المجتمع الدولي”. وأضاف بن جاسم “نحن نحتاج من المبعوث الدولي العربي أن يضع أفكارا واضحة لكيفية حل هذا الموضوع”.
وتأتي هذه التصريحات بعد وصف الإبراهيمي ما يجري في سوريا بالحرب الأهلية, وتأكيده في الوقت نفسه أنه لا وجود لخطط لإرسال قوة لحفظ السلام إليها.
وأبدى الإبراهيمي -في مؤتمر صحفي مشترك بموسكو مع لافروف- أسفه لانهيار الهدنة التي دعا الحكومة والمعارضة السوريتين إلى التقيد بها في عطلة عيد الأضحى. وكان كل من نظام الرئيس بشار الأسد والجيش السوري الحر قد اتهم الآخر بخرق الهدنة التي لم تصمد سوى ساعات يوم الجمعة الماضي في أول أيام العيد المبارك.
ورفض الإبراهيمي اتهام الحكومة أو المعارضة بخرق الهدنة, وعدّ ما يجري في سوريا حربا أهلية. وشدد على أنه لا وجود لخطط لإرسال قوة لحفظ السلام، وإنما خطة طوارئ لوقت الحاجة، ووصف الوضع بسوريا بأنه بالغ الخطورة ويزداد سوءا.
وتابع الموفد الدولي أن فشل مساعيه لإقرار هدنة لمدة أربعة أيام لن يثنيه عن السعي إلى خفض العنف وصولا إلى وقفه بما يساعد على بناء “سوريا الجديدة”.
لافروف (يمين): موسكو ستطلب اعتماد مراقبين دوليين في سوريا (الجزيرة)
بدوره, قال وزير الخارجية الروسي إن موسكو ستطلب اعتماد مراقبين دوليين في سوريا، على أن تجرى مناقشة بشأن عددهم، وشدد على ضرورة الضغط على الحكومة والمعارضة في سوريا للالتزام بوقف إطلاق النار والحوار.
وفي بيان نشر لاحقا قالت الخارجية الروسية إن عجز مجلس الأمن عن إدانة “العمليات الإرهابية” في سوريا يشجع مرتكبيها, في إشارة إلى التفجيرات التي تحدث في دمشق ومدن أخرى.
الصين بعد روسيا
وجاءت زيارة الإبراهيمي لموسكو في إطار جولة تشمل الصين أيضا، في محاولة لإقناع قادتهما بالتراجع عن عرقلة تحرك في مجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة السورية، قبل أن يتوجه الشهر المقبل لمجلس الأمن الدولي بمقترحات جديدة لحمل النظام السوري والمعارضة على التفاوض.
وأعلنت الخارجية الصينية اليوم أن الإبراهيمي سيزور بكين الثلاثاء والأربعاء لإجراء محادثات معمقة بشأن بسوريا.
وقال المتحدث باسم الوزارة إن بلاده تقدر جهود الوساطة التي يقوم بها الإبراهيمي, مشيرا إلى التأييد الذي أبدته بلاده لدعوة الموفد المشترك إلى هدنة في عيد الأضحى.
وكانت موسكو وبكين استخدمتا حق النقض (فيتو) ضد ثلاثة مشاريع قرارات بمجلس الأمن الدولي كانت تدين النظام السوري وتهدده بعقوبات.
وكان الإبراهيمي قد أنهى للتو جولة شملت السعودية وتركيا وإيران والعراق والأردن ولبنان وسوريا.
وقال دبلوماسي رفيع المستوى إن الإبراهيمي “سيعود إلى مجلس الأمن مطلع الشهر المقبل حاملا بعض الأفكار للتحرك”، بينما قال آخر إن العملية السياسية لن تبدأ قبل أن يكون الأسد والمعارضة قد تقاتلا إلى حد يقتنعان معه بأنه لم يعد هناك من خيار آخر. مهمة عاجلة
وفي العاصمة الكورية الجنوبية سول, قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم إن المهمة العاجلة الآن في سوريا هي وقف العنف, وأبدى في الأثناء إحباطه من عدم التزام الحكومة والمعارضة بالهدنة التي دعا إليها الإبراهيمي.
وفي كلمة ألقاها في حفل تسلم فيه جائزة للسلام، حث بان مجلس الأمن الدولي والدول الإقليمية والأطراف المعنية على الالتزام بتعهداتها لوقف إطلاق النار في سوريا.
سوريا.. 3 قتلى ومعارك عنيفة في حلب
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أفادت المعارضة السورية بمقتل 3 أشخاص الثلاثاء، مشيرة إلى وقوع معارك عنيفة في مدينة حلب شمالي البلاد.
ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء تقريرا يظهر أن 421 مواطنا قتلوا خلال أيام “الهدنة” الأربعة، منهم 39 طفلا، مشيرا إلى مئات الانتهاكات للهدنة، فضلا عن حملات الدهم والاعتقال من قبل قوات الحكومة.
وكان 115 شخصا قتلوا في سوريا الاثنين، منهم 10 أشخاص بتفجير سيارة مفخخة في جرمانا بريف دمشق. وذلك في آخر أيام الهدنة التي لم تنجح في وقف نزيف الدم المتواصل منذ 19 شهرا.
وأوضح ناشطون معارضون أن طائرات حربية قصفت معقلا لمقاتلي المعارضة على مشارف دمشق، استهدفت منطقة حارة الشوام وهي منطقة سكنية على بعد بضعة كيلومترات شرقي العاصمة، حاولت قوات الرئيس بشار الأسد اقتحامها، لكنها واجهت مقاومة عنيفة.
وأفادت الهيئة العامة للثورة أن ريف حمص الشمالي يتعرض للقصف بالطيران المروحي، وإلقاء براميل متفجرة وسط انقطاع تام للتيار الكهربائي عن قرية الزعفرانة.
وأضافت أنه جرح العديد من المواطنين بعضهم بحالة خطيرة نتيجة القصف بالهاون وإطلاق الرصاص الكثيف من قبل قوات النظام في حي دير بعلبة.
من جهة أخرى، سقطت قذيفة سورية على منطقة ريفية تابعة لولاية “هاطاي” التركية على الحدود السورية صباح الاثنين، دون أن تسفر عن خسائر في الأرواح أو الممتلكات، حسب ما أفادت وكالة أنباء “الأناضول” التركية.
وقام الجيش التركي بالرد الفوري على مصدر القذيفة، حسب الوكالة. وتشهد بلدة حارم السورية – التي تبعد كيلومترين فقط عن الحدود التركية – اشتباكات عنيفة، زادت حدتها الاثنين، ما أدى إلى سقوط قذيفة من سوريا على أرض خالية في قرية “باش أصلان”، بولاية “هاطاي” التركية.
اشتباكات ليلية في مخيم اليرموك بدمشق
مقاتلون من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة ساندوا جيش النظام
بيروت – فرانس برس
وقعت اشتباكات عنيفة بعد منتصف ليل الاثنين-الثلاثاء بين معارضين للنظام السوري وفلسطينيين موالين للنظام في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق تراجعت حدتها فجرا، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون.
وأوضح المرصد أن المعارك اندلعت أولا في حي الحجر الأسود في جنوب دمشق بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، ثم “امتدت إلى مخيم اليرموك الملاصق للحجر الأسود حيث دخل مقاتلون من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة على خط القتال الى جانب جيش النظام”.
وليست المرة الأولى التي يتدخل فيها مقاتلو القيادة العامة في المعارك. وشهد مخيم اليرموك جولة اشتباكات عنيفة في شهر اغسطس/آب الماضي تخللها قصف من القوات النظامية على أنحاء المخيم ومخيم فلسطين المجاور وأوقعت العديد من القتلى.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية في رسالة الكترونية إن “الاشتباكات كانت عنيفة”، وإنها تركزت في محيط مبنى الخالصة في شارع الـ15 وفي شارع الـ30. كما أشارت إلى “تعزيزات من جنود النظام السوري مدعومين بالمدرعات” استقدمت إلى المخيم “لمساندة قوات القيادة العامة”.
في محافظة حلب، قتل مقاتل معارض في اشتباكات مع القوات النظامية في حي الزبدية في مدينة حلب، بحسب المرصد الذي اشار الى سقوط قذائف على احياء الشعار والميسر وبستان الباشا وشارع تشرين وبني زيد والصاخور في المدينة. كما وقعت اشتباكات صباحا في احياء الحمدانية والليرمون وشارع النيل.
وتعرضت بلدات عدة في ريف حلب للقصف من القوات النظامية. أما في محافظة حمص، فوقعت اشتباكات عنيفة، بحسب المرصد، على المدخل الشمالي لمدينة الرستن التي تحاول القوات النظامية السيطرة عليها منذ اشهر، ترافقت مع قصف على المنطقة.
وافادت لجان التنسيق المحلية عن “اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام في حيي جوبر والسلطانية في مدينة حمص”.
مثقفون يوجهون نداء لانقاذ التراث الحضاري بسورية
روما (29 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
دعا مجموعة من المثقفين واستاذة الجامعات ورجال الدين إلى “انقاذ التراث الحضاري في سوريا”، موجهين ندائهم الى قيادة الجمهورية العربية السورية واطراف الصراع هناك، وكذلك حكومات الدول الغربية والعربية والاتحاد الاوربي والامم المتحدة والمؤسسات والمنظمات العالمية
وقال الموقعون إنهم، مع مشاطرتهم الشعب السوري في آلامه العميقة يطالبون بـ”حماية فورية للتراث الثقافي السوري الذي يعاني اضراراً جسيمة واسعة النطاق”، مناشدين “على وجه الخصوص بضمان حماية القلعة ووسط حلب القديمة وجميع المعالم الاثرية والمباني التابعة لجميع الطوائف الدينية المختلفة في المدينة” التى شهدت تدميرا لبعض اثاراها
ولفتوا الى ان “الطابع الفريد للتاريخ الثقافي لمدينة حلب يتمثل في تراثها الثقافي الذي لا يقدر بثمن، ويتجلى بشكل رائع في التقليد الراسخ للتعايش السلمي بين جميع الجماعات الدينية المختلفة” في المدينة
كما طالب الموقعون بأن “تتم حماية المباني الدينية والمتاحف والمواقع الاثرية والبيوت القديمة من النهب والتخريب” وبأن “تلتزم الحكومات الدولية بملاحقة التهريب غير الشرعي للممتلكات الثقافية السورية المسروقة”، وفق نص النداء
وأشاروا إلى أن “المراكز التاريخية القديمة في حلب ودمشق وبصرى وتدمر وحصن الاكراد وقلعة صلاح الدين ومجموعة من القرى القديمة في شمال سوريا، جميعها معترف بها من اليونيسكو ضمن التراث العالمي”، وقالوا “فلندافع عن التراث الثقافي السوري للدفاع للدفاع عن حضارة القرن الحادي والعشرين”، على حد وصفهم
وحمل النداء توقيعات شخصيات من بينها المطران وليم الشوملي النائب البطريركي للاتين في القدس والاب جوزيف طوبجي في حلب والاب أليكس زانوتيللي في نابولي، وعمدة مدينة البندقية ماسيمو كاتشياري والأكاديميون فرانشيسكا فلوريس دي اركايس من الجامعة الكاثوليكية، فى بادوفا ايطاليا وجانكارلو ماكياريللي من جامعة فوسكاري البندقية، إيطاليا
غارات جوية وانفجار سيارتين في آخر أيام الهدنة بسوريا
بيروت/عمان (رويترز) – قصفت الطائرات السورية مناطق في دمشق يوم الاثنين في غارات وصفها السكان بأنها الأعنف على العاصمة حتى الآن في آخر يوم مما كان يفترض انها هدنة لمدة أربعة أيام.
وقال معاذ الشامي النشط بالمعارضة أن أكثر من 100 مبنى دمرت وبعضها سوي بالأرض. وتابع ان احياء بأكملها هجرها سكانها.
وتبادل طرفا الصراع المستمر منذ 19 شهرا بين الرئيس بشار الأسد والمعارضة الاتهام بخرق الهدنة التي اقترحها مبعوث السلام الأخضر الإبراهيمي بمناسبة عيد الأضحى. وذكرت وسائل الاعلام السورية الرسمية ان انفجار سيارتين ملغومتين هز العاصمة يوم الاثنين.
وقال الأمين العام للامم المتحدة بان جي مون “انني أشعر بإحباط شديد من أن الأطراف لم تحترم الدعوة لتعليق القتال.”
وأضاف “لا يمكن حل هذه الأزمة بمزيد من الأسلحة وإراقة الدماء.”
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان وهو جماعة معارضة انه على الرغم من أن الجيش وعددا من جماعات مقاتلي المعارضة قبلوا خطة وقف القتال خلال عيد الأضحى فإن 500 شخص قتلوا منذ يوم الجمعة.
وقال سكان في دمشق ان غارات يوم الاثنين كانت الأعنف منذ أن قصفت الطائرات والمروحيات للمرة الأولى مناطق مؤيدة للمعارضة بالعاصمة السورية في أغسطس آب.
وقال الشامي إنه حتى أعمدة الكهرباء اصيبت وسقطت على الارض في برك من الماء الناجمة عن انفجار مواسير المياه. وأضاف انه لا يوجد طعام ولا ماء ولا كهرباء. وقال انه رأى ثلاث غارات جوية في ضاحية حرستا الشمالية الشرقية وحدها.
وذكرت وسائل الإعلام الرسمية ان “المجموعات الإرهابية المسلحة” خرقت الهدنة على مدى الايام الاربعة في مدن حلب وحمص ودير الزور وانها فجرت سيارتين ملغومتين في العاصمة يوم الاثنين.
وأدى إنفجار احدى السيارتين إلى مقتل عشرة أشخاص بينهم نساء وأطفال قرب مخبز في حي جرمانا في جنوب شرق دمشق والذي تسيطر عليه قوات مؤيدة للأسد. وانفجرت السيارة الملغومة الثانية في حي الحجر الأسود حيث يتمركز مقاتلون للمعارضة.
وأصبح الصراع في سوريا بين الاغلبية السنية وقيادة يهيمن عليها العلويون وهم فرع من الشيعة صراعا طائفيا على نحو متزايد.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان مسلحين احتجزوا أكثر من 200 من المدنيين الأكراد في مطلع الاسبوع وان رجلا كرديا لاقى حتفه متأثرا بجروح اصيب بها اثناء تعرضه للتعذيب.
وخاض مقاتلون من المعارضة في حلب اشتباكات مع مقاتلين اكراد خلال الايام الماضية متهمين أكراد سوريا بالوقوف في صف الأسد. ويقول الكثير من الأكراد انهم يريدون البقاء بعيدا عن العنف بابعاد انفسهم عن اي من جانبي الصراع.
وقال الإبراهيمي الذي اجتمع مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في موسكو يوم الاثنين قبل توجهه إلى بكين إن تجدد العنف في سوريا لن يثبط همته.
وأضاف “هذه الحرب الاهلية يجب ان تنتهي…وأن يبني سوريا الجديدة كل ابنائها. تأييد روسيا ودول اخرى في مجلس الامن لا غنى عنه.”
واستخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد ثلاث قرارات في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كان الغرب يدعمها لإدانة حكومة الأسد بسبب ما يجري من عنف.
وترغب بكين في إظهار عدم انحيازها لجانب دون آخر في سوريا وحثت الحكومة على التفاهم مع المعارضة واتخاذ خطوات لتلبية مطالب التغيير السياسي. وتؤيد الصين تشكيل حكومة انتقالية.
وتسببت انقسامات بين القوى الكبرى في إصابة الأمم المتحدة بالشلل مما حال دون اتخاذ أي إجراء بشأن سوريا لكن المعارضة السياسية والمسلحة للأسد منقسمة أيضا بشدة وهي مشكلة يقول حلفاؤها الغربيون إنها زادت من تعقيد الجهود الرامية لتقديم دعم أكبر لها.
ونشرت وزارة الخارجية السورية بيانا بعد تفجير السيارتين الملغومتين يوم الاثنين هاجمت فيه مجلس الأمن لعدم ادانة افعال قالت انها “شجعت الإرهابيين على مواصلة جرائمهم ضد الشعب السوري.”
واستمرت الحرب الأهلية في تخطي نطاق الحدود السورية يوم الاثنين حيث سقطت قذائف مورتر في جنوب تركيا. وقال مصدر قضائي في لبنان ان ثمانية سوريين القي القبض عليهم قرب الحدود وبحيازتهم أسلحة واتهم احدهم باطلاق النار على قوات الجيش اللبناني.
(إعداد حسن عمار للنشرة العربية – تحرير عماد عمر)
من اوليفر هولمز وخالد يعقوب عويس
نهاية متظاهر في البحر..”الطريق إلى إيران” رعب مابعد الاعتقال
للاعتقالِ فنونٌ لا يتقنها سوى عناصر الأمن السوري، الذين أكسبتهم سنونُ القمعِ، خبرةٌ لا يجاريهم بها أيُّ جهازِ أمنٍ آخر…ويمتاز الأمن السوري بتحديث فنونه بما يتناسب مع حيثيات كل مرحلة قمعية، من خلال استغلال كل الأدوات المادية والمعنوية المتاحة لإنهاك المعتقل، الذي يكتسب هذه الصفة منذ لحظة إلقاء القبض عليه، وقبيل خضوعه للمحاكمة –إن وجدت- . ولذلك يحق لرجل الأمن ممارسة سلطته على المعتقل قبل وصوله إلى فرع الأمن، حتى أن العديد من المعتقلين يصفون الوقت الفاصل بين إلقاء القبض عليهم ووصولهم إلى مبنى الفرع، بالأصعب والأكثر قسوة، حيث يحلو لرجل الأمن التسلية بأعصاب المعتقلين، بأساليب وطرق متنوعة..سنأتي فيما يلي على بعضٍ منها، وفق شهاداتٍ من معتقلين سابقين. لـ”زمان الوصل”:
أهلاً بك في إيران
يصف المعتقل السابق حسن رحلته في باص الأمن، من منطقة العدوي –حيث تم اعتقاله مع أصدقاء له- إلى فرع الجوية في المزة، بأنها عذابٌ لا يمكن احتماله.
“بعد أن غطى أحدهم عيني بقميصي، لم أعد قادراً على رؤية شيء، وكنت متوتراً وخائفاً، فالضربات التي كانت تنهال عليّ في كل لحظة، لم استطع رؤية مصدرها ولا توقعها” يقول حسن.
و يضيف لـ”زمان الوصل”: “لكن فجأة لم أعد مهتماً بأوجاعي، بعدما تناهى إلى مسامعنا من إيحاءات يتقصد رجال الأمن في الباص إيصالها إلينا، لتخويفنا بأننا ذاهبون إلى المطار، للانطلاق إلى إيران.”
و ينقل حسن مشاعره الرعب بعد سماعه و رفاقه حكاية إيران، خاصة بعد أن علّق أحدهم بقوله “خلي هل الكلاب يتربوا بإيران”،ليردّ آخر “كلاب إيران أحسن منهم، هلق منقلون يطعموهن للكلاب هنن و عايشيين”.
ويتابع الناشط : “لم أعتقد للحظة في أنهم يتسلّون بأعصابنا، لأن الموقف لم يكن يحتمل التسلية أو المزاج، وبصراحة صرت أبكي خوفاً، بعد أصمّت أصوات ضحكاتهم آذاننا في ردّة فعل سادية على بكاء أحد أصدقائي!”.
شواطئ قبرص مقبرة “المندسين”
عند اعتقاله في حماه، تم نقله بواسطة الطائرة إلى مكانٍ، لم يتمكن من رؤية وجهته، لأنه مُغطى العينين، قيل للمعتقل جميل أن الأمن قرر التخلص منه، بإلقائه في البحر قرب شواطئ قبرص.
وصاروا يحيكون له قصصاً عن نهاية تنتظره، فهو سيتحول طعاماً لأسماك القرش ،و في أحسن الأحوال ربما يموت غرقاً !
قبيل هبوط الطائرة في مطار المزة العسكري، ألقوا الشاب جميل على الأرض، فظن أنهم يلقونه في البحر، نطق الشهادتين مودعاً الحياة، وعلا صوته بالتكبير، ليرتطم بالأرض بعد أجزاء من الثانية.
“لم استطع استيعاب ما حدث، ولكن أغمى علي من شدة الخوف والمفاجأة” يقول جميل مستكملاً فصول ماحدث عندما صار جسده في مرمى ركلات جموع رجال الأمن عقاباً على نطقه الشهادتين و التكبير.
ويؤكد الناشط حسام المعتقل ثلاث مرات، منذ بداية الثورة، أنَّ عناصر فرع الأمن العسكري عندما اعتقلوه في إحدى المرات، صاروا يقولون له و للمعتقلين الذين كانوا معه في الباص، أنهم سيُنقلون إلى الجامعة، فرسمت له مخاوفه في تلك اللحظة عدة أشكال للنهاية ليس أفظعها أن يتحول إلى جثة تعليمية تشريحية لطلاب كلية الطب!
حمص تحت قصف طيران النظام.. ومجزرة في معرة النعمان
الإبراهيمي يزور بكين ولافروف يقترح خطة وأوغلو يرفض الحوار مع الأسد
وكالات
أفاد نشطاء في المعارضة السورية أن طائرات النظام السوري الحربية قصفت مواقع للمعارضة على مشارف مدينة حمص اليوم الثلاثاء لمحاولة كسر حصار لقاعدة تابعة للجيش تضم عشرات الجنود. وقالت مصادر في المعارضة إن المنشأة كانت تستخدم في قصف قرى قرب الحدود مع لبنان.
إلى ذلك، ارتكب جيش النظام السوري مجزرة جديدة في إدلب اليوم حيث قتل 19 شخصا نتيجة القصف البري والجوي على معرة النعمان بينهم 4 أطفال من آل قيطاز، فيما ارتفعت حصيلة اليوم الى 35 قتيلاً.
وكان طيران النظام الحربي قد شن غارات سابقة أدت الى مقتل 15 شخصا وتدمير مبنيين. كما يستمر القصف على جميع أحياء المدينة لا سيما الحي الشمالي والمساكن والحارة الغربية والقبلية.
خطة لافروف
يأتي هذا في ما يبدأ الموفد الأممي الأخضر الابراهيمي محادثاته في بكين اليوم في إطار محاولاته مع حليفي الأسد لتمرير حل للأزمة السورية عبر مجلس الأمن.
وفي هذا السياق ذكر مصدر دبلوماسي أن “وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قدم للابراهيمي، خطة كان قد طرحها على هامش اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ووصفها الإبراهيمي بأنها “أجندة مناسبة ووحيدة لإنهاء الأزمة
وتستند خطة لافروف إلى بيان جنيف، وقدم فيها ما يشبه ضمانات روسية في حال تبنيها من الدول الأخرى، مع تعهد بلاده بعدم ممارسة حق النقض على أي بند بما فيها بند “العملية الانتقالية”، في المقابل اشترط لافروف الضغط على جميع الأطراف السوريين لإنهاء القتال والجلوس إلى طاولة المفاوضات.
تركيا ترفض حوار الأسد
في المقابل أكد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الثلاثاء أن بلاده لن تتحاور أبدا مع النظام السوري الذي استمر “في قتل شعبه” خلال عطلة عيد الأضحى.
كلام الوزير التركي جاء ردا على سؤال لأحد الصحافيين بشأن الدعوة التي أطلقها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين الى الدول المجاورة لسوريا للحوار مع نظام الرئيس بشار الأسد.