أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 20 أيلول 2017

«النصرة» تستبق التوغل التركي بتصعيد في إدلب وحماة

موسكو – رائد جبر لندن – «الحياة»

بعد نحو أسبوع من إقرار مناطق «خفض التوتر»، شنت طائرات حربية روسية وسورية غارات جوية على قرى وبلدات جنوب محافظة إدلب وفي الريف الشمالي لمحافظة حماة، رداً على هجمات شنتها «هيئة تحرير الشام»، التي تضم «جبهة النصرة». وتأتي الهجمات استباقاً لتوغل تركي متوقع في إدلب، ووسط تعزيزات عسكرية أرسلتها أنقرة أمس إلى ولاية كليس (جنوب) الحدودية مع سورية. وحذرت فصائل معارضة من أن التصعيد العسكري المفاجئ في إدلب وحماة يفتح الباب أمام تكرار «سيناريو حلب». واتهمت وزارة الدفاع الروسية «سورية الديموقراطية»، المدعومة من «التحالف الدولي» بفتح سدود على نهر الفرات لمنع القوات النظامية من التقدم في دير الزور.

وتحت عنوان «يا عبادَ الله اثْبُتوا»، بدأت «هيئة تحرير الشام» هجوماً على القوات النظامية وحلفائها في حماة وإدلب. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن الهجوم استهدف مواقع القوات النظامية في ريف حماة الشمالي الشرقي بعد تمهيد مدفعي، لافتاً إلى سيطرة قوات الهيئة على عدد من القرى. وتحدث «المرصد» عن «معارك طاحنة تدور رحاها على الحدود الإدارية بين محافظتي حماة وإدلب». وأوضح أن «الغارات مستمرة في كل من ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي وهي الأعنف منذ إعلان مناطق خفض التوتر».

وأعرب معارضون سوريون عن مخاوفهم من تكرار «سيناريو حلب» في إدلب، محذرين من انهيار الهدنة قبل أن تطبق فعلياً. وقال عضو وفد المعارضة في آستانة يحيى العريضي، إن «إطلاق جبهة النصرة غزواتها اليوم في المنطقة التي شملها اتفاق التهدئة لإدلب مطلوب من النظام وإيران، لأنهما لا يريدان لهذا الاتفاق أن يتم». وزاد: «أردنا للاتفاق أن ينقذ إدلب من عين العاصفة… وها هي النصرة توفر الذريعة»، متسائلاً: «هل نحن أمام تكرار سيناريو حلب؟».

واعتبر القيادي في «الجيش الحر» مصطفى سيجري، أن زعيم «النصرة» أبو محمد الجولاني «يسعى إلى إعطاء إيران مبرراً لنقض الاتفاق، ويريد تسليم إدلب كما حلب والموصل والرقة».

في موازاة ذلك، دعت وزارة الدفاع الروسية أميركا وحلفاءها في المعارضة السورية إلى «عدم عرقلة» عمليات القوات النظامية في حربها ضد «داعش» في دير الزور. وقال الناطق باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف في بيان أمس: «كلما اقتربت نهاية داعش في سورية، كلما ظهرت حقيقة من يقاتلهم على الأرض، وكذلك حقيقة من يلعب دوراً تمثيلياً فقط، ولذلك إذا كان التحالف الدولي بقيادة واشنطن لا يرغب في قتال الإرهابيين في سورية، فعلى الأقل عليهم ألّا يعرقلوا عمل من يحارب الإرهاب في شكل متواصل وفعال». وتحدث كوناشينكوف عن قيام «قوات سورية الديموقراطية» بفتح المياه من السدود على نهر الفرات، بما يؤدي إلى إعاقة تقدم القوات النظامية في دير الزور. وزاد «خلال أربع وعشرين ساعة ظهرت مشكلات في مستوى المياه بنهر الفرات… فعندما بدأت قوات الجيش السوري بمحاولة عبور النهر، ارتفع منسوب المياه وفي شكل مفاجئ، كما زادت سرعة التيار إلى الضعف ولغاية مترين بالثانية».

إلى ذلك، نفت أوساط روسية صحة تقارير تحدثت عن سعي الرئيس فلاديمير بوتين إلى بلورة اتفاق في سورية يرضي كلاً من إسرائيل وإيران. وقال مصدر قريب من الخارجية الروسية لـ «الحياة» إن «الاستراتيجية الروسية في سورية واضحة وتلتزم قواعد القانون الدولي وتسعى إلى مراعاة مصالح كل بلدان المنطقة مع احترام سيادة الأراضي السورية ووحدتها». وكانت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية نقلت عن مصادر في موسكو أن بوتين ينوي اقتراح صيغة على تل أبيب وطهران، لا تسمح لأي بلد أجنبي بتحويل سورية إلى منصة للهجوم على الدول المجاورة. وزادت أن اقتراح بوتين لن يلبي إصرار تل أبيب على منع إيران من ضمان وجود دائم لها في سورية، لكنه سيمنعها من تأسيس قواعد جوية وصاورخية هناك. ولم يصدر تعليق روسي رسمي على التسريبات.

 

ترامب: الدول المارقة تهددنا والاتفاق النووي مع إيران معيب

نيويورك – «الحياة»

انتهز الرئيس الأميركي دونالد ترامب ظهوره الأول من على منبر الأمم المتحدة، لإحياء مصطلح «الدول المارقة»، إذ أدرج فيها إيران وكوريا الشمالية وفنزويلا وكوبا ونظام الرئيس السوري بشار الأسد، كما شنّ هجوماً عنيفاً على طهران التي اعتبرها «ديكتاتورية فاسدة»، واصفاً الاتفاق النووي المُبرم معها بأنه معيب. وهدد بـ «تدمير» كوريا الشمالية إذا واصلت مسارها، متعهداً سحق «الإرهاب الإسلامي المتطرف».

وكان لافتاً أن النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي غاب في شكل كامل عن خطاب ترامب، الذي نعت نظام الأسد بـ «مجرم استخدم سلاحاً كيماوياً ضد شعبه»، مستدركاً أن الحل في سورية يجب أن يكون «سياسياً يحترم إرادة شعبها».

وفي دعوة يُرجّح أن تثير سجالات في دول كثيرة، حض الرئيس الأميركي زعماء العالم على إيجاد سبل لإعادة توطين اللاجئين الفارين من أزمات «أقرب ما يكون من أوطانهم»، والسعي إلى تسوية النزاعات التي تدفعهم إلى النزوح. وأضاف: «باستخدام تكلفة إعادة توطين لاجئ واحد في الولايات المتحدة، تمكننا مساعدة أكثر من 10 في مناطقهم الأصلية. الهجرة الخارجة عن نطاق السيطرة مجحفة جداً للبلدان المرسلة والمستقبلة في آنٍ».

وجاء كلام الرئيس الأميركي في اليوم الأول للجمعية العام للمنظمة الدولية في نيويورك، والذي افتتحه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، محذراً قادة العالم من أن تهديداً بهجوم نووي هو في أعلى مستوى منذ الحرب الباردة. وحضّ ميانمار على «وقف عملياتها العسكرية» ضد أقلية الروهينغا المسلمة، مبدياً ألمه «لاتخاذ اللاجئين والمهاجرين كبش فداء ورؤية شخصيات سياسية تؤجّج الكراهية بحثاً عن مكاسب انتخابية».

وحدّد 7 تحديات أساسية على المجتمع الدولي العمل لمواجهتها، أولها خطر السلاح النووي، الذي اعتبر أن «استخدامه يجب ألا يكون خياراً»، منبهاً إلى أن مكافحة الإرهاب غير كافية بالقتال أو قطع الموارد، بل تتطلّب معالجة جذوره الاجتماعية والاقتصادية. وأشارإلى أن محاربة هذه الآفة ليست ممكنة «ما لم ننهِ نزاعات مستمرة، من سورية إلى اليمن إلى جنوب السودان إلى الساحل وأفغانستان»، ورأى حاجة دولية ماسة في التوصل إلى حل الدولتين، فلسطين وإسرائيل. واعتبر أن «الهجرة الآمنة لا يمكن أن تكون حكراً على النخبة» في العالم، داعياً إلى تطبيق اتفاق باريس للمناخ (راجع ص8).

وأوضح ترامب الفلسفة التي تستند إليها السياسة الخارجية لإدارته، من خلال مبادئ «السيادة» و «أميركا أولاً» و «الدول القوية الآمنة» و «الازدهار». ونبّه إلى أن «الدول المارقة» تشكّل تهديداً لـ «بقية الأمم وشعوبها، ولديها أكثر الأسلحة قدرة على التدمير».

ورأى أن النظام العالمي أساسه بلدان «مستقلة» و «قوية»، مشدداً على أن الجيش الأميركي «سيصبح قريباً أقوى من أي وقت». وأضاف: «طالما أنا في هذا المنصب سأدافع عن مصالح أميركا وأضعها قبل أي مصلحة أخرى، ولكن مع وفائنا بالتزاماتنا إزاء دول أخرى، وندرك أن من مصلحة الجميع السعي إلى مستقبل تكون فيه كل الدول ذات سيادة ومزدهرة وآمنة».

وأعلن أن الولايات المتحدة تريد وضع حدّ للتصعيد في سورية و «التوصل إلى حلّ سياسي يحترم إرادة شعبها»، وزاد: «النظام المجرم للأسد استخدم سلاحاً كيماوياً ضد شعبه، ولذلك استهدفنا القاعدة الجوية» في الشعيرات.

وأعاد ترامب التذكير بالتزامات كان توصل إليها في قمة الرياض التي جمعته بحوالى 50 من قادة الدول الإسلامية، مشدداً على ضرورة «القضاء على الملاذات الآمنة للإرهابيين ومراكز عبورهم ومصادر تمويلهم وكل شكل من الدعم لأيديولوجيتهم الدنيئة والشريرة». وتابع: «يجب أن نطردهم من دولنا. حان الوقت لفضح الدول التي تدعم وتموّل جماعات إرهابية، ومحاسبتها، مثل القاعدة وحزب الله وطالبان وجماعات أخرى تذبح أبرياء، وأن نعمل مع شركائنا على مواجهة التطرف الإرهابي الإسلامي».

ونعت عناصر «داعش» بـ «الخاسرين»، وزاد: «على كل الدول المسؤولة أن تعمل معاً لمواجهة الإرهابيين والتطرف الإسلامي الذي يلهمهم. سنوقف الإرهاب الإسلامي المتطرف، إذ لا يمكننا أن نسمح بأن يمزّق دولنا والعالم».

ووصف ترامب إيران بـ «دولة مارقة مُستنزفة اقتصادياً» و «ديكتاتورية فاسدة»، متهماً إياها بدعم الإرهاب عبر تنظيمات «مثل حزب الله وسواها، وتصدير الفوضى والعنف والدم إلى دول مجاورة». وأضاف أن طهران «تستخدم مواردها لتمويل ديكتاتورية بشار الأسد وحزب الله وتنظيمات إرهابية أخرى، فيما شعبها يعاني، وتقتل جيرانها المسالمين وتهدد بتدمير أميركا وإسرائيل».

وندد بـ «نشاطات» طهران «المزعزعة لاستقرار» المنطقة، ووصفها بأنها «نظام قاتل»، معتبراً أن «حكومتها حوّلت بلداً غنياً وذا تاريخ وثقافة عريقين، دولة مارقة تُصدّر العنف وسفك الدماء والفوضى». وتابع: «سيأتي يوم يختار فيه الشعب بين الإرهاب والفقر، أو أن يعود بإيران دولة فخورة ومهداً للثقافة والثراء والازدهار».

وكرّر ترامب رفضه الاتفاق النووي المُبرم بين طهران والدول الست، إذ خاطب القادة قائلاً: «الاتفاق هو من أسوأ الصفقات وأكثرها انحيازاً التي دخلتها الولايات المتحدة. هذا الاتفاق معيب للولايات المتحدة، وأعتقد أنكم لم تروا أسوأ ما فيه. صدّقوني، حان الوقت لأن ينضم إلينا العالم بأسره في المطالبة بأن توقف حكومة إيران سعيها خلف الموت والدمار. لا يمكننا التزام اتفاق إذا أمّن غطاءً لبرنامج نووي في نهاية المطاف».

ووصف الرئيس الأميركي الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بـ «رجل الصاروخ»، معتبراً أنه «انطلق في مهمة انتحارية له ولنظامه»، وندد بنظامه «الفاسد والشرير»، وتابع: «لدى الولايات المتحدة قوة كبرى وتتحلّى بالصبر، ولكن إذا اضطرت للدفاع عن نفسها أو عن حلفائها، فلن يكون أمامنا خيار سوى تدمير كوريا الشمالية بالكامل. الولايات المتحدة مستعدة وجاهزة وقادرة (على التصدي لبيونغيانغ)، ولكن نأمل بألا نُضطر لذلك». وحذر دولاً «لا تجري مبادلات تجارية مع نظام مشابه فحسب، بل تمده أيضاً بالسلاح وتؤمّن دعماً مالياً لدولة تهدد بإغراق العالم في نزاع نووي».

وانتقد ترامب كوبا وفنزويلا، إذ أصرّ على عقوبات تفرضها واشنطن على هافانا، مندداً بـ «وضع غير مقبول» في ظل «ديكتاتورية اشتراكية» في فنزويلا. وزاد: «بصفتنا دولة جارة وصديقاً مسؤولاً، يجب أن يكون لدينا هدف (للفنزويليين وهو) أن يستعيدوا حريتهم ويعيدوا وضع بلدهم على السكة ويعودوا إلى الديموقراطية»، مؤكداً استعداده لاتخاذ «إجراءات جديدة» ضد كراكاس.

 

ماكرون يحذر من «حريق» في المنطقة

نيويورك – رندة تقي الدين

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن أولوية بلاده خلال ترؤسها مجلس الأمن الشهر المقبل ستتمحور حول العمل على حلّ سياسي للحرب السورية. ودعا إلى تشكيل مجموعة اتصال حول سورية، تشمل الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى «الجهات المعنية» بالنزاع السوري. واعتبر أن آلية المفاوضات التي تخوضها روسيا وإيران وتركيا في كازاخستان «لا تكفي»، وحضّ على محاكمة مستخدمي السلاح الكيماوي. وتابع: «الأسد مجرم ويجب أن يواجه العدالة، لكن إطاحته ليست شرطاً مسبقاً للمحادثات السياسية». وتعهد متابعة جهود لمصالحة في ليبيا بالتعاون مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومبعوثه الدولي، بما يتيح تنظيم انتخابات عام 2018.

وحضّ ماكرون على التصدي للبرنامج الإيراني للصواريخ الباليستية، لكنه دافع عن الاتفاق النووي، منبهاً إلى أن «التراجع عنه خطأ». وزاد: «أبلغت الولايات المتحدة وإيران بأن الامتناع عن احترام الاتفاق قد يؤدي إلى حريق في المنطقة. التزامنا في شأن عدم الانتشار النووي أتاح التوصل إلى اتفاق صلب ومتين يتيح التحقق من أن إيران لن تتملك سلاحاً نووياً. إن رفضه الآن من دون اقتراح أي بديل سيكون خطأً جسيماً، وعدم احترامه سينطوي على انعدام مسؤولية، لأنه اتفاق مفيد». ورأى أن الهجرة والإرهاب يشكّلان أهم التحديات التي تواجه العالم، لافتاً إلى أن رداً عسكرياً على الإرهاب ليس كافياً، ودعا إلى زيادة المساعدات للتنمية.

ودان الرئيس الفرنسي «تطهيراً عرقياً» تتعرّض له أقلية الروهينغا المسلمة في ميانمار، داعياً إلى «وقف العمليات العسكرية وضمان الوصول الإنساني وإعادة إرساء القانون».

وأعلن أن باريس «تحترم بالكامل قرار الولايات المتحدة» الانسحاب من اتفاق المناخ، مؤكداً أن «الباب سيكون مفتوحاً دائماً أمامها» للعودة إليه. واستدرك أن الدول الأخرى ستتابع «تطبيقه»، وزاد: «هذا الاتفاق لن يتم التفاوض عليه مجدداً، لن نتراجع عنه».

وكانت مصادر أميركية ذكرت أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ركّز خلال لقائه ماكرون الإثنين، على التهديدات الناتجة من التجارب الباليستية لإيران وزعزعتها استقرار الشرق الأوسط. وقال مصدر في الرئاسة الفرنسية «إن ماكرون أكد أهمية التحدث مع طهران، لتحديد شروط نفوذ لها تكون مقبولة وغير مقلقة لواشنطن وحلفائها». وأضاف أن ماكرون ناقش مع الرئيس الإيراني حسن روحاني الاتفاق النووي والحرب السورية ونفوذ طهران في لبنان والعراق والمنطقة، مشيراً إلى أن الرئيس الفرنسي خرج بانطباع أن حواراً صريحاً مع الإيرانيين ممكن. وتابع أن ماكرون أراد تأكيد تأييده المعارضة السورية، عبر لقائه رياض حجاب.

 

نتانياهو: لن نسمح بوجود إيراني دائم في سورية

الأمم المتحدة (نيويورك) – أ ف ب

تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو التصدي لـ «الستار الإيراني» الذي يهبط على الشرق الأوسط وعدم السماح لطهران بتأسيس وجود دائم لها في سورية.

وقال نتانياهو في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس (الثلثاء): «من بحر قزوين إلى البحر الأبيض المتوسط ومن طهران إلى طرطوس، تهبط ستارة إيرانية فوق منطقة الشرق الأوسط»، في إشارة إلى إعلان وينستون تشرشل عن «الستار الحديد» خلال الحرب الباردة مع الشيوعية.

وأضاف نتانياهو في خطابه: «أولئك الذين يهددوننا بالإبادة يعرضون أنفسهم للموت. إسرائيل ستدافع عن نفسها بكامل قوتها وبكامل قناعتها». وتابع: «سنعمل على منع إيران من إقامة قواعد عسكرية دائمة في سورية لقواتها الجوية والبحرية والبرية»، متعهداً منعها أيضاً من «صنع أي أسلحة قادرة على ضرب الدولة العبرية». وأشار إلى أن التطورات أثبتت «صوابية» موقفه وأن إيران أشبه بـ «نمر جائع مطلق العنان (…) يلتهم الأمم».

وأغدق رئيس الوزراء الإسرائيلي المديح على الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي كان قد ذكر في خطابه أن الاتفاق النووي الإيراني «معيب» ووصف إيران بأنها «دولة مارقة» و «ديكتاتورية فاسدة».

وقال نتانياهو إنه على مر سنوات من استماعه إلى خطابات في الأمم المتحدة «لم أسمع خطاباً أكثر جرأة أو شجاعة وصراحة من الخطاب الذي ألقاه الرئيس ترامب اليوم».

 

انتقادات لخطاب ترامب أمام الأمم المتحدة

الأمم المتحدة (نيويورك)، هافانا – أ ف ب، رويترز

ردت دول هاجمها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس (الثلثاء) واعتبرها دولاً «مارقة» وبأنها تشكل «خطراً» على العالم، وقالت إيران ان كلمته «تنتمي إلى العصور الوسطى» في حين رأت كوبا انها «مهينة وغير مقبولة وتشكل تدخلاً في شؤونها»، واتهمته فنزويلا بـ «العنصرية».

وكان ترامب قال في أول خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ان إيران وكوريا الشمالية وكوبا وفنزويلا «دول مارقة» تشكل خطراً على شعوبها وعلى العالم.

ووصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خطاب الرئيس الأميركي بأنه «خطاب الجهل والكراهية»، وكتب في تغريدة على موقع «تويتر» ان «خطاب الكراهية لدى ترامب ينتمي إلى العصور الوسطى، وليس إلى الأمم المتحدة في القرن الحادي والعشرين، لا يستحق الرد». وأضاف ان «التعاطف الزائف مع الإيرانيين لا ينطوي على أحد».

وانتقدت كوبا تصريحاته أيضاً، ووصفتها بأنها «مهينة وغير مقبولة وتشكل تدخلاً في شؤونها»، وأكدت عدم ضلوعها في الحوادث المزعومة التي تضرر من خلالها ديبلوماسيون أميركيون في هافانا. وقالت إنها وجهت «احتجاجاً قوياً» على تصريحات ترامب وسياسته الجديدة ضدها.

وذكرت الخارجية الكوبية في بيانها انه «في ضوء التصريحات المهينة وغير المقبولة والتي تعد تدخلاً في شؤوننا التي أطلقها الرئيس الأميركي في خطابه، في الوقت الذي كانت فيه لجنة العلاقات الثنائية الكوبية – الأميركية مجتمعة، فإن الوفد الكوبي يعبر عن اعتراضه الشديد».

ورد وزير الخارجية الفنزويلي خورخي اريازا على ترامب متهما إياه بـ «العنصرية» والسعي إلى «حرب باردة» جديدة. وقال: إنه «أمام هذه النظرية العنصرية والفوقية التي يعرضها وهذه العودة الى الحرب الباردة، لوهلة لم نعلم ما اذا كنا نستمع الى الرئيس ريغان في 1982، او الرئيس ترامب في 2017».

وتابع «نحن لا نقبل تهديدات من الرئيس ترامب أو أي كان. نحن مسالمون ونريد علاقات يسودها الاحترام المتبادل»، معتبراً خطاب ترامب «محزناً للعالم»، وقائلاً انه «تحدث باعتباره قائد جيش يريد اجتياح دول أخرى».

 

“الإرهاب الهاتفي” يجلي 100 ألف روسي من مدنهم في يوم واحد

القدس العربي- وكالات: أفاد مصدر في أجهزة الطوارئ الروسية بإجلاء نحو 100 ألف مواطن، الثلاثاء، إثر تلقّي اتصالات هاتفية من مجهولين بخطر بوقوع تفجيرات في مدن روسية.

 

ونقلت وكالة “نوفوستي” الروسية الرسمية عن المصدر (لم تسمّه) قوله إن “عمليات الإجلاء شملت 152 موقعا في (العاصمة) موسكو، ومدن روستوف على ضفاف نهرالدون، وأستراخان وفولغوغراد ويكاتيرينبورغ، وغيرها من المدن”.

 

وتلقت أجهزة الأمن الروسية، في الفترة الأخيرة، العديد من البلاغات الكاذبة من “إرهابيين هاتفيين”، كما يصطلح إعلاميا على تسميتهم في البلاد.

 

وهدد أصحاب تلك البلاغات بتفجير محطات سكك حديدية ومراكز تجارية وجامعات ومدارس وفنادق ومقرات إدارية، وفق المصدر ذاته.

 

قوات سوريا الديمقراطية تسيطر على 90 في المئة من مساحة الرقة

القدس العربي- وكالات: سيطرت قوات سوريا الديمقراطية على تسعين في المئة من مساحة الرقة في شمال سوريا، وتواصل القتال ضد تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) الذي يتحصن في المساحة المتبقية من المدينة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاربعاء.

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “نتيجة الضربات الجوية المكثفة للتحالف الدولي، انسحب تنظيم داعش من خمسة احياء على الاقل في المدينة لتصبح تسعين في المئة من مساحة المدينة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية”.

 

وتقع الاحياء التي انسحب مقاتلو التنظيم منها، وفق المرصد، في شمال المدينة، مشيرا إلى “تقهقر من تبقى من عناصر التنظيم إلى حي الأمين ومركز المدينة والمجمع الحكومي وبعض المباني في وسط المدينة”.

 

وتخوض قوات سوريا الديمقراطية المؤلفة من فصائل كردية وعربية تدعمها واشنطن، معارك عنيفة ضد الجهاديين داخل الرقة منذ حزيران/ يونيو بعد حوالى سبعة اشهر على هجوم واسع شنته بدعم من التحالف الدولي بقيادة أمريكية على المحافظة التي شكلت منذ 2014 ابرز معاقل التنظيم الجهادي في سوريا.

 

وبحسب عبد الرحمن، فإن المرحلة الاخيرة من الهجوم لن تكون سهلة، نظراً الى “صعوبة التقدم واتمام عمليات تمشيط الاحياء المتبقية جراء كثافة الألغام التي زرعها داعش”.

 

وتعليقاً على التقدم، اكتفت الناطقة الرسمية باسم حملة “غضب الفرات” جيهان شيخ احمد بالقول لفرانس برس “الحملة مستمرة وستستمر حتى تحقيق الأهداف”.

 

وأجبرت المعارك في الرقة وريفها خلال أشهر، عشرات آلاف المدنيين على الفرار. كما قتل المئات جراء غارات التحالف الدولي.

 

غارات روسية توقع عشرات الضحايا بين قتيل وجريح وتدمر مشافي ومراكز إسعاف ودفاع مدني ومدارس

المعارضة تشنّ هجوماً ضد قوات النظام وتتقدم في ريف حماة

دمشق ـ حلب ـ «القدس العربي» من هبة محمد وعبد الرزاق النبهان: شنّت القوات الجوية الروسية أكثر من 40 غارة جوية استهدفت بلدات وقرى ريف إدلب الجنوبي منذ صباح أمس، حيث سقط عشرات الضحايا من مسعفين وممرضين ومدنيين، حسب إحصاءات الدفاع المدني. واستهدف الطيران الأحياء السكنية والمشافي ونقاطاً طبية ومدارس وثلاثة مراكز للدفاع المدني. في تلك الاثناء شنت قوات المعارضة السورية هجوماً ضد قوات النظام وتقدمت في ريف حماة وعلى جبهات حيوية أخرى.

وخرجت يوم أمس الثلاثاء سبعة مشافٍ ومركز للدفاع المدني ومنظومة إسعاف متكاملة عن الخدمة، فضلاً عن إصابة واستشهاد مجموعة من عناصر الدفاع المدني والممرضين العاملين في النقاط الطبية، وأكثر من خمسة مدنيين بينهم نساء، بحمم طيران الضامن الأول الروسي لوقف إطلاق النار في إدلب، حيث استهدفت الصواريخ الفراغية والمظلية عدداً من المراكز الحيوية في المحافظة.

ووثق ناشطون ميدانيون استهداف الغارات الروسية مشافي في خان شيخون، وكفرنبل، ومشفى التوليد في «التح»، وتدمير سيارة تابعة لمنظومة «شامنا» الطبية في معرزيتا، ومركز الدفاع المدني في مدينة خان شيخون، ومدرسة في قرية معرزيتا، ومدرسة في بلدة الهبيط ويقطنها نازحون من ريفي حماة الشمالي والغربي.

وفي مدينة كفرنبل تعرض مشفى كفرنبل الجراحي لقصف جوي مباشر، إضافة لتعرض مركز الدفاع المدني القريب لقصف مماثل بعدة صواريخ، خلفت أضرارا في المشفى وتضررت سيارات عدة تابعة لمركز الدفاع المدني.

وقال الناشط الإعلامي عمران الخير بيك من أبناء بلدة معرة النعمان في اتصال مع «القدس العربي» إن مجموعة غارات استهدف معظمها النقاط الطبية ومدارس الطلاب مع بدء العام الدراسي، ومراكز الدفاع المدني في نقاط متفرقة من ريف إدلب، وخلال قصف جوي استهدف مدرسة للأطفال في بلدة معرزيتا، سقطت سيدة وشاب وعدد من الجرحى، كما أصيب عدد من المدنيين خلال قصف استهدف مدرسة في بلدة الهبيط، حيث عاود الطيران الحربي قصفه للمنطقة بعد وصول فرق الدفاع المدني، مما أسفر عن إصابة خمسة عناصر.

ورأى ناشطون سوريون، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن الحملة العسكرية الروسية على المشافي ومراكز الدفاع المدني والمدارس، سببها المعركة التي أطلقتها هيئة تحرير الشام مع فصائل جهادية وأخرى تابعة للجيش السوري الحر في حماة.

في هذه الأثناء يعاني ما يزيد عن 8 آلاف مدني من نازحي بلدة عقيربات في ريف حماة الشرقي (وسط سوريا)، من ظروف إنسانية صعبة، لليوم 38 على التوالي، في منطقة وادي العذيب بالبادية، إثر استمرار حصارهم من قبل قوات النظام السوري.

من جهتها بدأت «هيئة تحرير الشام» إلى جانب فصائل من المعارضة السورية المسلحة معركة جديدة ضد قوات النظام السوري والميليشيات الموالية لها تحت مسمى «يا عباد الله اثبتوا» في ريف حماة الشرقي شمالي (البلاد).

وأفادت مصادر لـ«القدس العربي» بأن «هيئة تحرير الشام» وفصائل من المعارضة السورية المسلحة سيطروا على مواقع هامة في ريف حماة، وذلك بالتزامن مع الغارات الجوية للطيران الروسي والسوري على مناطق عدة في ريف حماة وإدلب.

 

داعية إسلامي سوري يطالب ببث قداس الأحد كل أسبوع على قناة نور الشام الإسلامية

دمشق ـ «القدس العربي» من كامل صقر: طالب الداعية الإسلامي السوري المتخصص في حوار الأديان محمد وليد فيلون بنقل قداديس يوم الأحد في سوريا عبر قناة نور الشام الإسلامية التابعة لوزارة الأوقاف السورية.

الداعية فيلون سأل وزير الإعلام السوري عبر فيديو مصور له نشره على حسابه الشخصي على فيسبوك لماذا لا تقوم قناة نور الشام ببث قداس يوم الأحد في دمشق مباشرة كما تفعل عندما تقوم بنقل صلاة الجمعة من الجامع الأموي الكبير كل أسبوع. وكشف فيلون في الفيديو أنه سبق وعرض هذه الفكرة على وزير الإعلام السوري السابق عمران الزعبي عندما التقاه لكن الزعبي تفاجأ ورفض الفكرة وقال له إن تنظيم داعش سيأتي ويدعس رأسه إذا فعل ذلك.

واستنكر فيلون أن يكون المسيحيون يدفعون الضرائب المالية كما المسلمون والتي هي تمول القنوات الرسمية السورية بما فيها قناة نور الشام، لكن هذه القناة تنقل صلاة الجمعة للمسلمين ولا تنقل قداس الأحد للمسيحيين. ورفض الداعية الإسلامي ربط نظام الحكم في الدولة بالدين مستشهداً بالمادة الثالثة من الدستور السوري التي تحدد الفقه الإسلامي مصدراً للتشريع في البلاد، وقال فيلون: لقد ظلمنا أنفسنا عندما جعلنا الفقه الإسلامي مصدراً رئيسياً للتشريع.

ويوجد في مدينة دمشق 37 كنيسة لمختلف الطوائف المسيحية. وأضاف فيلون: أن الحوار هو ألا تفرّق الحصة الدرسية لمادة التربية الدينية في المدارس السورية بين التلاميذ المسلمين والتلاميذ المسيحيين. وقال: إذا كان رجال الدين المتعصبون يعتبرون أن نقل الشعائر المسيحية على قناة نور الشام الإسلامية هو خلل في النظام العام فإن الخلل هنا هو في عقولهم.

 

داعية إسلامي سوري يطالب ببث قداس الأحد كل أسبوع على قناة نور الشام الإسلامية

دمشق ـ «القدس العربي» من كامل صقر: طالب الداعية الإسلامي السوري المتخصص في حوار الأديان محمد وليد فيلون بنقل قداديس يوم الأحد في سوريا عبر قناة نور الشام الإسلامية التابعة لوزارة الأوقاف السورية.

الداعية فيلون سأل وزير الإعلام السوري عبر فيديو مصور له نشره على حسابه الشخصي على فيسبوك لماذا لا تقوم قناة نور الشام ببث قداس يوم الأحد في دمشق مباشرة كما تفعل عندما تقوم بنقل صلاة الجمعة من الجامع الأموي الكبير كل أسبوع. وكشف فيلون في الفيديو أنه سبق وعرض هذه الفكرة على وزير الإعلام السوري السابق عمران الزعبي عندما التقاه لكن الزعبي تفاجأ ورفض الفكرة وقال له إن تنظيم داعش سيأتي ويدعس رأسه إذا فعل ذلك.

واستنكر فيلون أن يكون المسيحيون يدفعون الضرائب المالية كما المسلمون والتي هي تمول القنوات الرسمية السورية بما فيها قناة نور الشام، لكن هذه القناة تنقل صلاة الجمعة للمسلمين ولا تنقل قداس الأحد للمسيحيين. ورفض الداعية الإسلامي ربط نظام الحكم في الدولة بالدين مستشهداً بالمادة الثالثة من الدستور السوري التي تحدد الفقه الإسلامي مصدراً للتشريع في البلاد، وقال فيلون: لقد ظلمنا أنفسنا عندما جعلنا الفقه الإسلامي مصدراً رئيسياً للتشريع.

ويوجد في مدينة دمشق 37 كنيسة لمختلف الطوائف المسيحية. وأضاف فيلون: أن الحوار هو ألا تفرّق الحصة الدرسية لمادة التربية الدينية في المدارس السورية بين التلاميذ المسلمين والتلاميذ المسيحيين. وقال: إذا كان رجال الدين المتعصبون يعتبرون أن نقل الشعائر المسيحية على قناة نور الشام الإسلامية هو خلل في النظام العام فإن الخلل هنا هو في عقولهم.

 

غارات روسية على إدلب تسقط عشرات الضحايا وتدمر 7 مشافٍ ومنظومة إسعاف ومركز دفاع مدني ومدارس

المعارضة تبدأ معركة ضد قوات النظام وتتقدم في ريف حماة

هبة محمد وعبد الرزاق النبهان

دمشق – حلب – «القدس العربي»: شنت القوات الروسية أكثر من 40 غارة جوية استهدفت بلدات وقرى ريف إدلب الجنوبي منذ صباح أمس الثلاثاء حيث سقط عشرات الضحايا من مسعفين وممرضين ومدنيين حسب إحصاءات الدفاع المدني، حيث استهدف الطيران الحربي الأحياء السكنية والمشافي ونقاطاً طبية ومدارس وثلاثة مراكز للدفاع المدني السوري. بينما شنت قوات المعارضة السورية معركة ضد قوات النظام وتقدمت في ريف حماة وعلى جبهات حيوية أخرى.

وبعد ان توقع السوريون أن يحققوا جزءًا من الهدوء وحقن الدماء ومحاولة العودة إلى حياة شبه طبيعية على هامش مصالح روسيا في تنفيذ أجنداتها عبر تعميم اتفاق «خفض التصعيد» على المحافطات السورية، يبدو ان وزارة الدفاع الروسية أرادت قبل إذعان الاتفاق النهائي في تخفيض توترها، ازهاق أكبر عدد ممكن من ارواح السوريين وتدمير البنى التحتية في الشمال السوري المحرر.

وخرجت يوم امس الثلاثاء سبعة مشافٍ ومركز للدفاع مدني ومنظومة إسعاف متكاملة عن الخدمة فضلاً عن إصابة واستشهاد مجموعة من عناصر الدفاع المدني والممرضين العاملين في النقاط الطبية وأكثر من خمسة مدنيين بينهم نساء، بحمم طيران الضامن الروسي لوقف إطلاق النار في إدلب، حيث استهدفت الصواريخ الفراغية والمظلية عدداً من المراكز الحيوية في المحافظة.

وشهدت بلدات ريف إدلب الجنوبي شمال سوريا، هجمات جوية عنيفة من قبل الطيران الحربي الروسي وطيران النظام السوري حيث تركزت الهجمات الجوية بشكل رئيسي على المشافي الطبية ومراكز الدفاع المدني، بالتزامن مع المعارك التي تشهدها بلدات ريف حماة الشرقي بين قوات المعارضة السورية وقوات النظام.

 

تدمير البنية التحتية

 

الناشط الإعلامي في الشمال السوري «رائد حسن» قال في اتصال مع «القدس العربي» ان الحملة الجوية الممنهجة من قبل الطائرات الحربية الروسية والتابعة لنظام الأسد، تحمل أوجهاً عدة، ومنها «القوات الروسية تعيد سيناريو الأحياء الشرقية لحلب اليوم في إدلب، من خلال تدمير البنية التحتية ضمن المناطق المحررة بشكل عالي التنسيق، الهدف منه إنهاء الحياة المدنية ضمن إدلب التي تهمين عليها هيئة تحرير الشام، وبالتالي قبول الأهالي والنازحين بأي اتفاق يضمن أدنى الحقوق.

وأضاف أن، الخسائر المادية التي لحقت بالمشافي كبيرة للغاية، وتدمير المراكز الطبية والتابعة للدفاع المدني، يضع المناطق المحررة في الشمال السوري أمام معاناة كبيرة، خاصة مع تصاعد وتيرة محاربة هيئة تحرير الشام، مما يعني بأن المنظمات الدولية قد تتخذ قرارات بعدم تخديم تلك المناطق، وبالتالي محاصرة إدلب وأريافها بأدوات وأساليب جديدة، وانتهى بالقول «إذا كان تخفيض التصعيد على هذا السياق من القتل وإلقاء الحمم على الأبرياء، فكيف هو حالنا لو اعلنت روسيا التصعيد بالكامل، هل كنا نتوقع منها هجوماً نووياً يحاكي الهجوم على هيروشيما وناغازاكي؟

ووثق ناشطون ميدانيون استهداف الغارات الروسية لكل من مشفى الرحمة في مدينة خان شيخون، ومشفى الأورينت في مدينة كفرنبل، ومشفى التوليد في «التح» وتدمير سيارة تابعة لمنظومة شامنا الطبية في معرزيتا، ومركز الدفاع المدني في مدينة خان شيخون، ومدرسة في قرية معرزيتا، ومدرسة في بلدة الهبيط ويقطنها نازحون من ريفي حماه الشمالي والغربي.

حكومة موسكو وعلى اعتبارها الضامن لأي اتفاق، والراعية الشرعية لعمليات التطهير التي تجري على الاراضي السورية، فإنها باتت تملك صكوكا مشروعة في قتل السوريين وتدمير مدنهم دون محاسة أو خوف من رادع، حيث شنت مقاتلاتها الحربية هجمات عدة على جرحى ومرضى محافظة ادلب ممن يتلقون العلاج في المراكز الطبية التي تفتقد اصـلاً لمـقومات العـلاج والطبابـة.

شبكـة «أخبار إدلب» اكدت تعرض مشـفى الرحـمة ومـركز الدفاع المدني في مدينة خـان شيـخون لقصـف جـوي مـركز من الطيران الحربي بصـواريخ عـدة ، خلـف أضـراراً ودمـاراً كبيراً في مبنـى ملحق المشفى وتضرر سيارات تابعة للمشـفى.

كما تعرض مشفى التوليد القريب في منطقة التح لغارات مماثلة خلفت دماراً كبيراً في بنية المشفى واشتعال النيران، إضافة لمقتل ممرضة وإصابة عدد من الكادر الطبي وخروج المشفى عن الخدمة بشكل كامل.

 

ضرب الدفاع المدني

 

وفي مدينة كفرنبل تعرض مشفى كفرنبل الجراحي لقصف جوي مباشر، إضافة لتعرض مركز الدفاع المدني القريب لقصف مماثل بعدة صواريخ، خلفت أضرار في المشفى وتضرر سيارات عدة تابعة لمركز الدفاع المدني.

وقال الناشط الإعلامي «عمران الخير بيك» من ابناء بلدة معرة النعمان في اتصال مع «القدس العربي» ان مجموعة غارات استهدف معظمها النقاط الطبية ومدراس الطلاب مع بدء العام الرداسي، ومراكز الدفاع المدني في نقاط متفرقة من ريف ادلب، حيث تركز القصف على مناطق كفرنبل وخان شيخون والهبيط والتمانعة ومعرزيتا وأطراف معرة النعمان وأطراف التح وترملا وسكيك ومناطق أخرى، استهدف من خلالها مشافي الأورينت في كفرنبل والرحمة في خان شيخون والتوليد في التح ومنظومة اسعاف كفرزيتا ومراكز للدفاع المدني في التمانعة وكفرنبل وخان شيخون.

واشار المتحدث إلى ان موسكو تحاول عرقلة أي مكسب يمكن ان يحققه السوريون في المناطق المحررة مع تخريب البنى التحتية، حيث قال: لم يصب مقاتل ولم تستهدف جبهة، بل أرادوا قتل أطفالنا في مدراسهم ومنعهم عن مقاعد العلم، وقتل جرحانا في مشافيهم وقطع الأيادي الطبية وشل منظومات الاسعاف.

وخلال قصف جوي استهدف مدرسة للأطفال في بلدة معرزيتا، سقطت سيدة وشاب وعدد من الجرحى، كما أصيب عدد من المدنيين خلال قصف استهدف مدرسة في بلدة الهبيط، حيث عاود الطيران الحربي قصف للمنطقة بعد وصول فرق الدفاع المدني، مما اسفر عن إصابة خمسة عناصر.

وتعرضت بلدات سكيك والتمانعة لقصف جوي مركز، أصابت إحدى الغارات مركز الدفاع المدني في البلدة، ما ادى لأضرار مادية في المركز وآلياته، إضافة لغارات عدة تركزت على مدينة خان شيخون وأطراف معرة النعمان الجنوبية.

ورأى ناشطون سوريون، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن الحملة العسكرية الروسية على المشافي ومراكز الدفاع المدني والمدارس، سببها المعركة التي أطلقتها هيئة تحرير الشام ومع فصائل جهادية وأخرى تابعة للجيش السوري الحر في حماة.

ووجه بعضهم التهم لهيئة تحرير الشام بفتح معركة خاسرة، مقابل الحصول على مكاسب إعلامية وسياسية، عقب رفضها لمخرجات اتفاق أستانة.

 

8 آلاف مدني محاصرون

 

من جهة أخرى يعاني ما يزيد عن 8 آلاف مدني من نازحي بلدة «عقيربات» في ريف حماة الشرقي (وسط سوريا)، من ظروف إنسانية صعبة، لليوم 38 على التوالي، في منطقة وادي العذيب في البادية، إثر استمرار حصارهم من قبل قوات النظام السوري.

رئيس المجلس المحلي لبلدة عقيربات، أحمد الحموي قال للأناضول إن المدنيين نزحوا إثر المعارك بين قوات النظام السوري وتنظيم «داعش» الإرهابي، إلى وادي العذيب، مشيراً إلى أنها منطقة صحراوية. وأبدى «الحموي» تخوفه من أن يؤدي نفاذ الطحين والخبز، إلى وقوع كارثة إنسانية كبيرة.

ويعيش المدنيون في تلك المنطقة الصحراوية في العراء، دون خيام أو ما يقيهم حر الشمس، وقد نزحوا إليها بناءً على وعود النظام السوري لهم وفق اتفاق مع تنظيم «داعش» الذي كان يسيطر على منطقة عقيربات، حسب الحموي.

وأوضح أن المجلس المحلي ناشد الخميس الماضي، المنظمات الدولية والإنسانية التحرك العاجل لفك الحصار عن أكثر من 300 عائلة، محاصرة من قبل قوات النظام.

وأكد أن «أزمة المحاصرين تفاقمت وخاصة في الأسبوع الماضي، حيث بدأت المواد الغذائية في النفاذ، فضلا عن غياب المياه الصالحة للشرب كون الآبار المتواجدة في تلك المنطقة هي آبار كبريتية». ولفت إلى أن «7 أطفال و3 شيوخ توفوا بسبب سوء التغذية وانعدام الحليب والدواء». وفي السياق أشار الحموي إلى أن «مع الأهالي النازحين نحو 50 ألف رأس غنم تمكنوا بموافقة النظـام من إخـراجها معهـم».

 

تقدم المعارضة

 

وبدأت هيئة تحرير الشام إلى جانب فصائل من المعارضة السورية المسلحة معركة جديدة ضد قوات النظام السوري والميليشيات الموالية لها تحت مسمى «يا عباد الله اثبتوا» في ريف حماة الشرقي شمالي (البلاد).

وأفادت مصادر لـ «القدس العربي» بأن هيئة تحرير الشام وفصائل من المعارضة السورية المسلحة سيطروا على مواقع هامة في ريف حماة، وذلك بالتزامن مع غارات جوية للطيران الروسي والسوري على مناطق عدة في ريف حماة وإدلب أوقعت قتلى مدنيين، بينهم أطفال ونسـاء.

وقالت مصادر لـ «القدس العربي» إن قوات المعارضة – وهي هيئة تحرير الشام، و«جيش إدلب الحر»، و«جيش النخبة» و»الحزب الإسلامي التركستاني»، و»جيش العزة»، و»جيش النصر، إضافة إلى فصائل أخرى تابعة للجيش الحر- بدأت الهجوم منذ صباح أمس الثلاثاء على مواقع قوات النظام بريف حماة الشمالي الشرقي، ما أسفر عن تقدم المعارضة وسيطرتها على قرى الشعثة والقاهرة والطليسية وتلة السودة.

 

حين أهدى الأسد طبق حمص لأولمرت… قصة “الهدية الدمشقية

القدس المحتلة ــ نضال محمد وتد

نشر الصحافي الإسرائيلي، ناحوم برنيع، في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، اليوم الأربعاء، حكاية هدية دمشقية حملها رجلا أعمال يهوديان يحملان جوازات سفر إسرائيلية عام 2007 من دمشق إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك، إيهود أولمرت.

وبحسب برنيع فقد جاءت هذه الهدية إلى تل أبيب قبل وقت قصير من قصف المفاعل السوري في دير الزور، في السابع من سبتمبر/أيلول من نفس العام. ووفقاً للتفاصيل فإن الرجلين خلال لقاء لهما برئيس النظام السوري بشار الأسد، حملا تحيةً وسلاماً من رئيس الحكومة الإسرائيلية أولمرت. وقد تشعب الحديث بين الرجلين والأسد إلى حد سؤال الأخير لهما ما إذا كانا يعرفان ما هو الطبق المفضل لدى أولمرت، فكانت إجابتهما إنه يفضل أكل الحمص.

 

وتضيف الصحيفة “بعد مضي ساعات على اللقاء، وصلهما في الفندق الذي نزلا فيه طرد من القصر الرئاسي السوري، عبارة عن علبة من الحمص الشامي المبهر والمتبل، كهدية من الأسد. وقام الاثنان بإيصال الهدية لرئيس الحكومة الإسرائيلية الذي اضطر ومساعدوه إلى طلب الخبز الساخن لتناول الأكلة الشامية، حيث شاطره في تناول الطبق الشامي كل من رئيس طاقم رئاسة الوزراء آنذاك، يورام طوروبيبتش، والمستشار السياسي، شالوم ترجمان، وأتى الجميع على الطبق وهم يطرون على الوجبة الفاخرة”.

 

وبحسب برنيع، فقد تبين لاحقاً، أنّ تناول أولمرت للهدية من دون أخذ إذن من “الموساد” أثار حفيظة الجهاز الذي احتج على عدم فحص الطبق قبل أكله، بدعوى أنه كان يمكن الأسد الخبير في الكيمياء أن يدسّ السم لأولمرت وكبار وزراء الحكومة.

 

وكشف برنيع عن هوية الإسرائيلي الذي حمل الهدية من دمشق إلى تل أبيب، وهو رجل الأعمال موشيه رونين. وهو أيضًا “يحمل جواز سفر كندي ومعروف في صفوف الجالية اليهودية في كندا و”إبن بيت” في المحافل السياسية الإسرائيلية، إذ سبق له أن ساعد حكومة الاحتلال في قضايا مختلفة”.

 

وبحسب الرواية التي يقدمها برنيع، فقد كان رونين تلقى عرضاً من رجل أعمال سوري لزيارة سورية ولقاء الأسد، وعندما عرض الأمر على الحكومة الإسرائيلية، قال رئيس الموساد الإسرائيلي، آنذاك، مئير داغان “لم لا” وقد تساءل الاثنان عما سيحضره معه اليهودي الكندي الإسرائيلي من دمشق. وكان رونين ضم إليه في الرحلة صديقه الكندي نتان جيكبسون، لكن الأخير وإن كان شارك في اللقاء مع الأسد إلا أنه لم يدع بعد اللقاء إلى الجلسة مع أولمرت.

وعاد اسم جيكبسون ليحتل عناوين الصحف الإسرائيلية التي نشرت مؤخراً أنه هو رجل الأعمال الكندي الذي دفع لرئيس ديوان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، السابق، أري هارو (وهو اليوم شاهد ملك ضد رئيسه في ملف الرشاوى الذي يجري التحقيق فيه ضد نتنياهو) مبلغ 545 ألف دولار بعد يومين فقط من إنهاء هارو لعمله في ديوان نتنياهو. وجاء ذلك تحت مسمى “خدمات استشارة” والتي لم يتمكن أحد فهم طبيعتها، وما إذا كانت مقابل وساطة من هارو لدى نتنياهو لتقديم خدمات له أو إعطائه تسهيلات خاصة.

 

الحملة الجوية على إدلب مستمرة..والمعارضة تخترق جبهات حماة

سقط نحو 27 قتيلاً وجريحاً في ريف محافظتي إدلب وحماة، في اليوم الثاني من أيام الحملة الجوية التي تشنها طائرات حربية سورية وروسية، استهدفت قياديين ومراكز حيوية ومقرات لفصائل المعارضة، في وقت أحرزت فيه الفصائل المسلحة و”هيئة تحرير الشام” تقدماً في معركة “يا عباد الله اثبتوا”، شمالي حماة.

 

وأفادت مواقع تابعة للمعارضة، الأربعاء، بمقتل خمسة مدنيين وإصابة 11 آخرين بينهم أطفال ونساء بغارات لطائرات روسية على مدن وبلدات بمحافظة إدلب. وقال مدير المكتب الإعلامي في الدفاع المدني أحمد شيخو، إن طائرات حربية استهدفت بلدة جرجناز بثلاث غارات، أسفرت عن مقتل خمسة مدنيين بينهم امرأة وأربعة أطفال، وإصابة خمسة آخرين.

 

الدفاع المدني أضاف، أن ثلاث غارات استهدفت مدينة خان شيخون، ما أسفر عن إصابة امرأة وشاب وطفل، فيما أصيب رجلان وطفل، جراء غارات أخرى بصواريخ بعيدة المدى استهدفت قرية سرجة، في حين أشار ناشطون إلى العثور على جثة شاب من مدينة خان شيخون قتل بغارة روسية الثلاثاء.

 

وفي السياق، استهدفت ست غارات أطراف بلدة تلمنس من الجهة الشرقية، تزامنا مع ست غارات أخرى استهدفت قرية الفطيرة التابعة لناحية كفرنبل في معرة النعمان، فيما استهدفت طائرات حربية بعشرات الغارات مدينة كفرنبل، وبلدة التمانعة.

 

وشنت طائرات حربية أربع غارات على حرش قرية بنين غرب مدينة معرة النعمان، وثلاث غارات على قرية النقير، واثنتين على كل من بلدة الهبيط ومدينة معرة النعمان وقرية معرحطاط، وغارة على قرية حاس، وحرش بلدة عابدين، بحسب تقرير الدفاع المدني.

 

على صيعد متصل، قتل ثلاثة مدنيين وجرح ثمانية آخرون، الأربعاء، بقصف جوي طال قريتين وبلدة شمال مدينة حماة. وقال مدير مكتب الإغاثة في المجلس المحلي لجبل شحشبو محسن المحسن، إن طائرات حربية يرجح أنها للنظام شنت غارة على قرية الصهرية ما أسفر عن مقتل امرأة وابنتها وجرح مدنيين اثنين.

 

وأضاف المحسن، أن قرية تل هواش تعرضت لقصف جوي مماثل، ما أسفر عن جرح ثلاثة مدنيين، فيما أفاد ناشطون أن طائرات حربية يرجح أنها روسية، شنت أربع غارات على بلدة كفرنبودة ما أدى لمقتل مدني وجرح ثلاثة آخرين.

 

وتعرضت مدن اللطامنة وكفرزيتا ومورك لقصف جوي من طائرات لروسيا والنظام، فيما نجا قياديان بارزان في المعارضة المسلحة من استهداف مقراتهما، إثر قصف من الطيران الروسي في ريف إدلب.

 

وأفادت مواقع المعارضة، أن القيادي في حركة “أحرار الشام الإسلامية”، حسام سلامة (أبو بكر)، وقائد فصيل “صقور الشام” أبو عيسى الشيخ، نجيا من قصف روسي استهدف منزل الأول في مدينة جرجناز، ومقر الثاني في قرية سرجة بجبل الزاوية.

 

ويأتي القصف تزامنا مع إطلاق فصائل من “الجيش السوري الحر” وكتائب إسلامية الثلاثاء، معركة تحت اسم “يا عباد الله أثبتوا” شمال مدينة حماة، حققت خلالها تقدماً تدريجياً شمل كلاً من قرى وبلدات الشعثة والطليسية والزغبة وقصر المخرم وتلة السودة، مع أنباء غير مؤكدة عن السيطرة على بلدة معان الاستراتيجية.

 

ولم يصدر أي تصريح من “تحرير الشام” أو فصائل أخرى حول المعركة، عازين السبب إلى ضرورة التكتم على مجرياتها “لضمان نجاحها”، فيما اعترفت قوات النظام بخسارة نقاط متقدمة، إلا أن الإعلام الرسمي اكتفى بالحديث عن “قتل العشرات من جبهة النصرة الإرهابيين خلال المعارك”.

 

سباق ديرالزور ينذر بمواجهة كبرى بين “قسد” والنظام

محمد حسان

بدأت قوات النظام مرحلة جديدة من عملياتها العسكرية في محافظة ديرالزور، تستهدف مناطق ريف المحافظة الشرقي الواقعة شمال نهر الفرات أو ما يعرف محلياً بـ”الجزيرة”، لتصبح على مقربة من خط تقدم قوات “سوريا الديموقراطية” القادمة من جهة الشمال، ما يفتح باب المواجهة العسكرية بين الطرفين في أي لحظة.

 

وتمكنت قوات النظام، ليل الثلاثاء/الأربعاء وبمشاركة قوات خاصة روسية، من التقدم والسيطرة على قرى مظلوم ومراط وحطلة، في ريف ديرالزور الشرقي، بعد اشتباكات مع تنظيم “الدولة الإسلامية” بغطاء جوي من طائرات حربية ومروحية روسية.

 

قوات النظام تقدمت باتجاه قرى الريف الشرقي من جهة  قرية الجفرة على الضفة اليمنى لنهر الفرات، بعد أن قامت بنقل قواتها وآلياتها العسكرية عبر زوارق حربية وعبارات عسكرية عائمة إلى الضفة الشمالية للنهر، مستفيدة من الغطاء الجوي والقصف الصاروخي والمدفعي الذي أمن مساحات خالية من عناصر تنظيم “داعش” في الجهة الجنوبية المحاذية للنهر، في القرى المستهدفة التي تمركزت بها القوات المهاجمة بعد تجاوزها للنهر.

 

سيطرة مليشيات النظام على قرى مظلوم ومراط وأجزاء من قرية حطلة، جاءت بعد معارك مع تنظيم “الدولة” الذي فجر ثلاث سيارات مفخخة يقودها انتحاريون في مواقع القوات المهاجمة، لكن القصف الجوي والصاروخي أجبر عناصر التنظيم على الانسحاب باتجاه قرى خشام والصبحة والبصيرة.

 

وتهدف مليشيات النظام من خلال تحركاتها العسكرية التقدم والسيطرة على حقل غاز “كونيكو” وحقل “العزبة” النفطي بالقرب من بلدة خشام، والسيطرة على منطقة الصالحية، مدخل أحياء مدينة ديرالزور الشمالية، لقطع الطريق على قوات “سوريا الديموقراطية” التي تتقدم عبر محور المعامل ودوار الـ”7 كيلومتر” شمال المدينة.

 

وخسرت مليشيات النظام أكثر من 25 عنصراً على الأقل في تلك المعارك، بينهم ثلاثة جنود من القوات الخاصة الروسية تمكن التنظيم من قتلهم بالقرب من بلدة خشام وسحب جثثهم، كما تكبد التنظيم خسائر تجاوزت 30 عنصراً بينهم قياديون محليون.

 

التقدم في قرى ريف ديرالزور الشرقي يأتي بالتوازي مع تقدم مستمر تحرزه ميليشيات النظام في قرى الريف الغربي المعروفة محلياً بـ”شامية”، حيث تمكنت من السيطرة على كامل بلدة الشميطية وقرى المسرب والعنبة والطريف والبويطية، وما زالت الاشتباكات مستمرة على أطراف منطقة الخان ، حيث تسعى مليشيات النظام للتقدم والسيطرة على بلدة التبني أكبر مدن الريف الغربي وأخر معاقل تنظيم “الدولة” هناك.

 

تقدم ميليشيات النظام شمالي نهر الفرات أجبر قوات “سوريا الديموقراطية” على فتح محورين إضافيين للقتال، الأول يستهدف البادية الشمالية الغربية بهدف الوصول إلى بلدة محيميدة في ريف ديرالزور الغربي، أما المحور الثاني باتجاه قرية خشام في ريف ديرالزور الشرقي.

 

وتهدف قوات “سوريا الديموقراطية” من تحركاتها إلى محاولة تطويق المناطق التي تقدمت إليها ميليشيات النظام شمال نهر الفرات من ثلاث جهات، من قرى محيميدة والحصان والجنينة والحسينية غرباً ومنطقة المعامل ودوار الـ”7 كيلومتر” شمالاً وبلدة خشام شرقاً، إضافة لمنع مليشيات النظام من الوصول إلى معمل غاز “كونيكو” أكبر معامل الغاز في سوريا وحقل “العزبة” النفطي المجاور له.

 

التقدم من محاور متقابلة سيزيد من فرضية المواجهة العسكرية بين مليشيات النظام و”قسد”، إذ باتت المسافة التي تفصل بينهما أقل من 3 كيلومترات شمال شرقي ديرالزور. هذه الفرضية تعززها تصريحات سابقة للمستشارة الرئاسة الجمهورية بثينة شعبان، التي هددت بقتال قوات “سوريا الديموقراطية” ومنعها من التقدم إلى ديرالزور، وقد اعقب تلك التصريحات استهداف لمواقع “قسد” شمال المدينة من قبل الطيران السوري والروسي.

 

تمرد مليشيات النظام على الخطوط الحمراء التي وضعتها أميركا  لمناطق تقدم حلفائها في “قسد” شمال الفرات،  يأتي بدعم إيراني-روسي. ولقوات النظام سوابق في مخالفة تفاهمات حول خطوط الفصل في المنطقة، إذ جرت تفاهمات في السابق مع التحالف الدولي على تحديد نهر الفرات كحدّ فاصل بين مناطق تقدم الطرفين، إضافة للاتفاق الذي جرى بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب على هامش قمة هامبورغ، والذي نص على منع النظام و”قسد” من الاشتباك في ما بينهم.

 

التحركات الأخيرة للنظام وحلفائه جاءت وفق تصور سياسي-عسكري على خلفية تقاطع مصالح، فالنظام بحاجة لمحافظة ديرالزور وما تحتويه من ثروات طبيعية، ولتعزيز صورته وفرض رؤيته للحل في سوريا؛ أما إيران، فهي بحاجة إلى السيطرة على المنطقة لحماية استثمارها بالصراع السوري، وتعزيز موقفها في مواجهة الإدارة الأميركية، وتحقيق مخططها بفتح ممر بري يربطها بالبحر المتوسط ولبنان عبر العراق.

 

ولروسيا أيضاً أهداف كبيرة في ديرالزور، فهي بحاجة للسيطرة على المحافظة للاحتفاظ بموقعها المتقدم ضمن توازن القوى على الساحة السورية، وتوظيفه في المساومة مع الإدارة الأميركية في إطار صفقة شاملة على مصالحها وموقعها في المعادلة الدولية.

 

كل تلك الوقائع حوّلت ديرالزور إلى ساحة مواجهة كبرى بين قوى دولية وإقليمية تتقاسم التأثير على الأطراف السورية التي تتقاتل على الأرض، من أجل الحصول على أكبر قدر من المكاسب العسكرية والسياسية، ما قد يبقي احتمال المواجهة بين “قسد” من جهة، والنظام ومليشياته من جهة ثانية، مساراً محتملاً في طريق السيطرة على ديرالزور.

 

صفقة “معبر نصيب”: هل اقترب انسحاب المعارضة؟

تتجه فصائل من المعارضة السورية المسلحة إلى الانسحاب من معبر نصيب على الحدود مع الأردن، في إطار صفقة مع النظام السوري تتضمن الإفراج عن نحو مئة معتقل وأسير في سجونه، ويجري الاتفاق الذي لم تعلن المعارضة عنه بعد، من خلال “مركز المصالحة الروسي”.

 

وأفادت وكالة “نوفوستي” الروسية، أن فصائل من المعارضة أعلنت موافقتها على تسليم معبر “نصيب” لقوات النظام مقابل الإفراج عن 100 من الأسرى والمعتقلين، مشيرة إلى النظام ومركز المصالحة الروسي كثفا المباحثات مع فصائل لاستعادة السيطرة على المعبر، وفق ما نقلت عن مصدر مطلع في دمشق.

 

وقال المصدر، الذي لم تكشف الوكالة عن هويته، إن “مركز المصالحة الروسي يقوم بمهمة جمع ممثلين عن دمشق والمعارضة المسلحة، للتوصل إلى توافق في الآراء والاتفاق حول المعبر”، وأشار إلى أن أحد قياديي المعارضة، ويدعى أبو محمد الأردني، يقود عملية التفاوض، وطالب بالإفراج عن حوالي 100 من الأسرى لدى السلطات السورية.

 

وتابع المصدر، أنه “في الوقت الراهن فإن مسألة فتح معبر نصيب تعتمد إلى حد كبير على الحكومة السورية، فقد سلم ممثلو مركز المصالحة الروسي مقترحات المعارضة المسلحة لدمشق، بعدما أخرج المسلحون كل أسلحتهم ومعداتهم من مقر المعبر والمنطقة”.

 

وأوضح أن السلطات الأردنية مارست ضغطاً على المعارضة، وسط اهتمام الأردن بعودة التجارة بين البلدين، إذ بلغت خسارة عمان بسبب سيطرة المعارضة على الطريق التجاري أكثر من 800 مليون دولار سنوياً.

 

يشار إلى أن الحديث حول فتح المعبر الحدودي قد بدأ في أعقاب اتفاق الهدنة في جنوب سوريا، الذي أبرم بين روسيا والولايات المتحدة والأردن في شهر تموز/يوليو الماضي في العاصمة الأردنية عمان، ونص على إقامة منطقة “تخفيف توتر” في محافظات درعا والقنيطرة والسويداء.

 

وتحدثت مواقع تابعة للمعارضة، قبل أيام، عن فشل مساعي الأردن والنظام السوري في إعادة فتح المعبر، فيما ذكرت تقارير صحافية، في تموز/يوليو الماضي، أن الأردن وضع خمسة شروط من أجل إعادة فتح المعبر نصيب.

 

وكان الأردن قد تقدم باقتراحات لإعادة تشغيل المعبر إلا أن النظام رفضها جميعها، متمسكاً بفرض السيادة الكاملة على المعبر وعلى الطريق المؤدي له، ومعلناً عدم قبول أحد الاقتراحات الأردنية المتمثلة بإعادة السلطة المدنية للنظام إلى المعبر، مع الحفاظ على السلطة العسكرية للفصائل.

 

وكان عضو هيئة المفاوضات السورية سابقاً خالد المحاميد، قال قبل أكثر من شهر، إن فتح المعبر سيكون بداية أيلول/سبتمبر الجاري أو تشرين الأول/أكتوبر المقبل، على أن يكون تحت إشراف فصائل من “الجيش الحر” والجانب الروسي، لتعلن الهيئة لاحقاً عن إلغاء عضويته بعد كلامه.

 

ومعبر “نصيب – جابر” هو أحد المعبرين الحدوديين بين الأردن وسوريا، ويقع بين بلدة نصيب السورية في محافظة درعا وبلدة جابر الأردنية في محافظة المفرق، وهو أكثر المعابر ازدحاما على الحدود السورية، حيث تنتقل عبره البضائع بين سوريا والأردن ودول الخليج.

 

قسد تعلن خريطة السيطرة الجديدة في الرقة

أعلنت “قوات سوريا الديموقراطية”، الأربعاء، عن سيطرتها على نحو ثمانين في المئة من المساحة الكلية لمدينة الرقة، مشيرة إلى أن حملة “غضب الفرات” دخلت مراحلها الأخيرة، في وقت فرضت فيه حظراً للتجوال في الشدادي، بمحافظة الحسكة، تخوفاً من عمليات انتقامية للتنظيم، بعد هجوم استهدف معمل الغاز في البلدة.

 

وقالت “قسد” في بيان نقلته “رويترز”، إن حملتها لانتزاع السيطرة على الرقة باتت في مراحلها الأخيرة، وإن مقاتليها سيطروا على 80 في المئة من المدينة، وأوضح البيان، أن “قسد” فتحت جبهة جديدة ضد التنظيم على المشارف الشمالية للرقة.

 

وأشار البيان، إلى أن المعارك المتواصلة شمال المدينة، تشكل “جزءاً من ملامح الخطة العسكرية العامة لتحرير الرقة بأقل الخسائر، ونعتبرها من تفاصيل المراحل النهائية لحملة غضب الفرات التي شارفت على النهاية، وآذنت بأفول نجم أحد أبرز التنظيمات الإرهابية في سوريا”.

 

من جهتها، نقلت “فرانس برس” عن مدير “المرصد السوري لحقوق الإنسان” رامي عبد الرحمن، قوله إنه “نتيجة الضربات الجوية المكثفة للتحالف الدولي، انسحب تنظيم داعش من خمسة أحياء على الأقل ليصبح تسعين في المئة من مساحة المدينة تحت سيطرة قسد”.

 

وأضاف عبد الرحمن، أن الأحياء التي انسحب مقاتلو التنظيم منها تقع في شمال المدينة، مشيراً إلى “تقهقر من تبقى من عناصر التنظيم إلى حي الأمين ومركز المدينة والمجمع الحكومي وبعض المباني في وسط الرقة”.

 

وتخوض “قسد” المؤلفة من فصائل كردية وعربية تدعمها واشنطن معارك عنيفة ضد “داعش” داخل الرقة منذ حزيران/يونيو، بعد حوالى سبعة أشهر على هجوم واسع شنته بدعم من التحالف الدولي على المحافظة التي شكلت منذ 2014 أبرز معاقل التنظيم في سوريا.

 

وبحسب عبد الرحمن، فإن المرحلة الاخيرة من الهجوم لن تكون سهلة، نظراً إلى “صعوبة التقدم وإتمام عمليات تمشيط الأحياء المتبقية جراء كثافة الألغام التي زرعها داعش”.

 

إلى ذلك، فرضت “قسد” حظرا للتجوال في مدينة الشدادي، جنوب مدينة الحسكة، بعد اشتباكات مع تنظيم “الدولة”، وأوضح مسؤول المكتب الإعلامي للمنطقة الجنوبية في المحافظة ومدينة الشدادي التابع لـ”قسد”، باسم عزيز، الأربعاء، أن قوات “قسد” و”الأسايش” فرضت حظرا للتجوال الليلة الماضية تخوفا من وجود عناصر للتنظيم “متخفية” في المدينة.

 

وأضاف “عزيز” أن المدينة ما تزال تشهد استنفارا أمنيا وتدقيقا مشددا ومنع تجوال الدراجات النارية في شوارعها، لافتا أن الهجوم على معمل الغاز بالشدادي أسفر عن مقتل أربعة مدنيين وجرح عنصر من  “الأسايش”.

 

نتنياهو:التدخل الإيراني في سوريا ولبنان لن يمرّ دون رد

احتلت ايران حيّزاً كبيراً من خطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، الثلاثاء، حيث أعلن أن اسرائيل ستمنع التمدد الإيراني في الشرق الأوسط، وجدد دعوته لإلغاء الاتفاق النووي الموقّع مع طهران.

 

وتعهّد نتنياهو بـ”التصدي للنفوذ الإيراني في الشرق الأوسط” ومنع أي وجود عسكري دائم لها في سوريا أو تصنيعها للأسلحة هناك. وقال نتنياهو إن ايران تحاول “بسط ستار” في الشرق الأوسط يمتد “من بحر قزوين الى البحر الابيض المتوسط ومن طهران الى طرطوس”.

 

وتابع رئيس الوزراء الاسرائيلي: “إيران تهدد دولتي كل يوم”، محذراً من أن “التهديدات لإسرائيل، وبالمقابل التدخل الإيراني العسكري في سوريا ولبنان، لن يمرّا من دون رد”. مؤكداً أن اسرائيل ستتحرك “لمنع فتح جبهات إرهابية جديدة على حدودنا الشمالية” وستمنع ايران “من انتاج أسلحة في سوريا ولبنان”.

 

وأضاف نتنياهو “أوجه رسالة بسيطة إلى آية الله خامنئي، الطاغية الإيراني، نور إسرائيل لن يطفأ أبداً”، فيما توجه باللغة الفارسية للشعب الإيراني قائلاً “أنتم أصدقاء لنا ولستم أعداء..يوماً ما يا أصدقائي الإيرانيين، ستتحررون من النظام الشرير الذي يرهبكم”.

 

ودعا نتنياهو مجموعة دول “5+1” الى إلغاء أو تعديل بنود الاتفاق النووي مع إيران، محذراً من أن تمتلك “دولة خارجة عن القانون الدولي أسلحة نووية”. واعتبر نتنياهو أن اسرائيل تقف “كتفاً إلى كتف” مع بعض الدول العربية في المواجهة مع ايران.

 

وفي ما يخص ملف السلام مع الفلسطينيين، أكد نتنياهو “التزام اسرائيل بالتوصل إلى سلام مع كل جيراننا العرب، بمن فيهم الفسلطينيون”، مثنياً في السياق على “جهود” الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في هذا المجال، ومعبّراً عن أمله بالعمل مع قادة عرب آخرين للتوصل إلى سلام.

 

اسرائيل وحزب الله: تقدم احتمال الحرب المفتوحة؟

منير الربيع

تتمدد إيران وحلفاؤها أكثر فأكثر في سوريا، بخلاف كل الحملة التي تقول إن المرحلة المقبلة ستكون لتحجيم نفوذ طهران في المنطقة. وهذا ما يبرز في تطورين مهمّين، الأول تخطي القوات الإيرانية وحزب الله والجيش السوري، شرق نهر الفرات ودخول المناطق الشرقية في محافظة دير الزور، بعدما قيل إن واشنطن تضع خطوطاً حمراء أمام الإيرانيين؛ والثاني هو بإسقاط إسرائيل طائرة استطلاع أدخلها الحزب أجواء الأراضي المحتلّة من جهة الجولان.

 

للخطوتين معانٍ سياسية وميدانية ترسلها إيران، خصوصاً بعد أيام على لقاء آستانة، والعنوان الأساسي لهذه الرسائل. هو أن إيران بالتعاون مع روسيا ماضية في تعزيز مناطق نفوذها في سوريا، وخصوصاً على الحدود السورية العراقية. وذلك مرتبط بالتنسيق مع تركيا، بشان سوريا والعراق أيضاً، وسيكون منطلقاً من معارضة الطرفين أي استفتاء كردي.

 

يتوجه حزب الله والقوات الإيرانية، إلى البوكمال، وهي أقرب نقطة حدودية مع العراق يريد الحزب، وفق مصادر متابعة، تحريرها والسيطرة عليها، عبر الهجوم من أكثر من محور. ويتزامن هذا الهجوم مع بدء عملية عسكرية يطلقها الحشد الشعبي من الجانب العراقي، للسيطرة الكاملة على مدينة القائم. وبذلك، سيتحقق التقاء القوتين المواليتين لإيران، وتصبح طهران متمكنة من فتح الخطّ الإستراتيجي والحيوي بالنسبة إليها، الذي يصل إلى بيروت. وذلك ما تريده إيران لتأكيد سيطرتها ونفوذها على العراق وسوريا ولبنان، واستمرار إيصال السلاح إلى حزب الله.

 

تأتي هذه التطورات، بعد المعلومات التي تحدّثت عن إخلاء التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، القواعد العسكرية على الحدود السورية العراقية، لأسباب غير معلنة حتى الساعة. وبالتأكيد، إن هذا التوسع الإيراني في سوريا، يزعج إسرائيل إلى حدّ بعيد، وهي التي لطالما عملت على استفزاز إيران وحزب الله، من خلال طلعات جوية، وضرب قوافل أسلحة واستهداف قياديين. وتراقب ذلك عن كثب كل ما يحصل، وسط إشارات تفيد بأن الإسرائيليين لن يسمحوا لإيران بأن تفتح كل هذه الحدود مع بعضها البعض. وهناك من يعتبر أن الإسرائيليين ينتظرون فرصة وتلاقياً سياسياً دولياً لأجل السير بعمل عسكري معين، لا يسمح بإختلال التوازن في المنطقة.

 

لكن الجديد بالأمس، هو أن حزب الله هو من عمل على الاستفزاز، من خلال إرسال طائرة بدون طيار فوق الأراضي المحتلة. وقد عملت إسرائيل على إسقاطها. لكن الأهم بالنسبة إلى حزب الله، هو أن إرسال هذه الطائرة يأتي بعد انتهاء المناورات الضخمة التي أجرتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على الحدود مع لبنان، وخرقت فيها الأجواء اللبنانية مرات عدّة، أبرزها خرق جدار الصوت فوق مدينة صيدا. بالتالي، فإن الحزب يعتبر أن إرسال الطائرة هو ردّ على تلك المناورات، وللدلالة على أنها فاشلة وأن إسرائيل لن تكون قادرة على ردع الحزب في أي معركة مقبلة.

 

وتعتبر مصادر متابعة أن إسرائيل تبحث في كل الخيارات المستقبلية المحتملة، وفي حين هناك من يؤكد أن إسرائيل لن تلجأ إلى خيار الحرب المفتوحة أو الشاملة، وستكتفي بتوجيه ضربات موضعية، هناك من يعتبر أن خيار الحرب المفتوحة أصبح قائماً، خاصوصاً أن تل أبيب تعتبر أن الإيرانيين والروس يتجاهلون مطالبها، مقابل مساعٍ إيرانية لزيادة التوسع في الجنوب السوري، وتحديداً في القنيطرة ودرعا.

 

يرفض الإسرائيليون أن يستخدم الإيرانيّون الجنوب السوري صندوق بريد، لإيصال رسائل إلى المجتمع الدولي. لكن حتى الآن، لا يبدو أنها جاهزة لفعل شيء، لأن تكريس مبدأ إيصال الرسائل تجلّى بالأمس من خلال طائرة الإستطلاع. وتراهن إسرائيل حالياً على اتصالات دبلوماسية ودولية، لأجل تأمين حزام الأمان بعمق خمسين كيلومتراً. وتطالب بأن يكون الجيش السوري موجوداً على الحدود مع القوات الروسية، مقابل إبعاد أي قوات إيرانية من هناك. أما في حال لم يتحقق ذلك، فإن خيار الحرب سيعود إلى الاحتمالات الأولى.

 

ترامب: ايران دولة مارقة.. والأسد مجرم

شنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب هجوماً لاذعاً على ايران، في أول خطاب يلقيه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الثلاثاء، حيث وصفها بـ”الدولة المارقة” و”الديكتاتورية الفاسدة”. وجدّد ترامب انتقاده للاتفاق النووي الموقّع مع طهران، معتبراً أنه “معيب” و “أحد اسوأ الاتفاقات التي شاركت فيها الولايات المتحدة”.

 

وقال ترامب أمام 130 من قادة ورؤساء الدول إن “الاتفاق مع ايران هو من أسوأ الصفقات واكثرها انحيازاً التي دخلت فيها الولايات المتحدة على الاطلاق. بصراحة، هذا الاتفاق معيب للولايات المتحدة ولا أعتقد أنكم رأيتم أسوأ ما فيه”.

 

هذا التصعيد الجديد من جانب ترامب، يؤشر إلى عزمه على إبلاغ الكونغرس، في 15 تشرين الاول/اكتوبر المقبل، أن طهران لا تفي بالتزاماتها النووية، ممهداً الطريق أمام الكونغرس لإعادة فرض العقوبات الأميركية على إيران، وبالتالي انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق استغرق التوصل اليه 10 سنوات من المفاوضات.

 

وهاجم ترامب في خطابه النظام الإيراني و”أنشطته المزعزعة لاستقرار” المنطقة. وقال “صدقوني، حان الوقت لأن ينضم الينا العالم بأسره في المطالبة بأن توقف حكومة ايران سعيها خلف الموت والدمار”. وأضاف أن “الحكومة الايرانية حوّلت بلداً غنياً وذا تاريخ وثقافة عريقين إلى دولة مارقة مرهقة اقتصادياً وتصدر بشكل أساسي العنف وسفك الدماء والفوضى”.

 

وفي ما يخصّ الملف السوري، دعا ترامب إلى التوصل إلى حل سياسي للأزمة يحترم إرادة الشعب السوري، وأكد أن واشنطن لا تسعى إلى تصعيد الحرب في سوريا. واستنكر ترامب استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي، واصفاً ذلك بأنه كان “صادماً”.

 

وقال “استخدام بشار الأسد لسلاح الكيماوي ضد شعبه، حتى الأطفال… ذلك كان صادم”. واصفاً الأسد بأنه “مجرم”. ولفت إلى تحقيق بلاده لـ”مكاسب هائلة” في الحرب ضد “داعش” في سوريا والعراق. كما وجّه تحية إلى الأردن وتركيا على استضافتهما للاجئين السوريين، وأشار إلى أن الولايات المتحدة ستعمل على إعادة توطين أولئك.

 

وتعهد الرئيس الأميركي في خطابه بالقضاء على “الإرهاب الإسلامي المتطرف” الذي “يمزق دولنا (…) والعالم أجمع”، معتبراً أنه “يجب على كل الدول المسؤولة أن تعمل معا لمواجهة الارهابيين والتطرف الاسلامي الذي يلهمهم”.

 

وأضاف “يجب أن نقضي على الملاذات الآمنة للإرهابيين ومراكز عبورهم ومصادر تمويلهم وكل شكل من اشكال الدعم لإيديولوجيتهم الدنيئة والشريرة”. وتابع “يجب أن نطردهم من دولنا . لقد حان الوقت لفضح ومحاسبة الدول التي تدعم وتموّل جماعات ارهابية مثل القاعدة وحزب الله وطالبان وجماعات أخرى تذبح أناسا أبرياء”.

 

وتطرق الرئيس الأميركي إلى الأزمة في شبه الجزيرة الكورية، متوعداً كوريا الشمالية بـ”التدمير الكامل”، إذا تعرّضت الولايات المتحدة أو حلفاؤها لهجوم من بيونغ يانغ. وقال ترامب، إن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون “انطلق في مهمة انتحارية له ولنظامه”. وتابع “الولايات المتحدة لديها قوة كبرى وتتحلى بالصبر لكن إذا اضطرت للدفاع عن نفسها أو عن حلفائها، فلن يكون أمامنا من خيار سوى تدمير كوريا الشمالية بالكامل”. وأضاف أن “الولايات المتحدة مستعدة وجاهزة وقادرة” على الرد عسكريا على كوريا الشمالية “ولكن نأمل ان لا نضطر لذلك”.

 

هيومن رايتس ووتش: السوريون في عرسال يتعرضون لضغوط

أعلنت هيومن رايتس ووتش، في تقريؤر الأربعاء في 20 أيلول، أن العديد من اللاجئين السوريين في عرسال يواجهون ضغوطاً للعودة إلى سوريا. وقال مدير قسم الإرهاب ومكافحة الإرهاب في هيومن رايتس ووتش نديم حوري: “زادت أوضاع عرسال سوءاً إلى درجة أن لاجئين كثراً عادوا إلى منطقة حرب. لدى السلطات اللبنانية مهمة صعبة متمثلة في الحفاظ على الأمن في عرسال، لكن بعد إخراج داعش والنصرة، من الضروري تحسين الخدمات وحماية المدنيين”.

 

وقال عدد من السوريين، الذين غادروا عرسال إلى إدلب، لهيومن رايتس ووتش، إنهم عادوا إلى سوريا بسبب الوضع في عرسال، بما في ذلك مداهمات الجيش مخيمات اللاجئين وعدم امتلاك الغالبية إقامات قانونية، الخوف من الاعتقال والاحتجاز، القيود المفروضة على حركتهم، وفرصهم المحدودة في الحصول على التعليم والرعاية الصحية. لم تجد هيومن رايتس ووتش أدلة على عمليات إعادة قسرية مباشرة، لكن جميع من تمت مقابلتهم قالوا إنهم غادروا بسبب الضغوط لا طوعاً.

 

ووفق البلدية، عاد نحو 10 آلاف سوري إلى سوريا من عرسال منذ حزيران 2017، وفي الغالب بسبب اتفاقات تفاوض عليها حزب الله. وفي أيلول 2017، دخلت هيومن رايتس ووتش عرسال، بإذن من السلطات اللبنانية، لمقابلة السوريين وتقييم الأوضاع مباشرة، فتحدثت مع 19 لاجئاً داخل عرسال و5 سوريين عادوا إلى سوريا عبر الهاتف.

 

قال طبيب عاد إلى إدلب: “عندما غادرنا عرسال كنا مجبرين. لم تكن مكاننا. كنا دائماً مضطهدين هناك. مصيرنا كان إما الاعتقال أو الموت أو العيش في قلق دائم. لهذا السبب غادر معظم الناس؛ بسبب الاضطهاد”.

 

قال السوريون إن عدم امتلاك أغلبهم إقامة قانونية كان عاملاً في قرار كثيرين العودة إلى سوريا. قال 9 من أصل 19 إن لا إقامة قانونية لديهم، وإن الرجال على وجه الخصوص يخشون الاعتقال على يد “الأمن العام” لدى محاولتهم تجديد إقاماتهم. لا يمكن للسوريين من دون الإقامة التنقل بسهولة خوفاً من الاعتقال. ما يؤثر على فرصهم بالعمل والرعاية الصحية وتسجيل الولادات والزواج. وتقدر منظمات الإغاثة افتقار 70 إلى 80% (أي نحو 1.5 مليون لاجئ) من اللاجئين السوريين في لبنان إلى وضع قانوني.

 

وقال 8 سوريين في عرسال إنه تم اعتقالهم أو اعتقال أحد أفراد أسرتهم لدى محاولتهم تجديد الإقامة، وإن السلطات احتجزت أطفالاً تصل أعمارهم إلى 9 سنوات. عرض أحد ممثلي المخيمات على هيومن رايتس ووتش قائمة تضم 222 شخصاً حاولوا تجديد إقامتهم، لكن الأمن العام احتفظ بهوياتهم لفترات تراوح بين سنة و3 سنوات.

 

وقال سوريون في إدلب إنه لم تكن لديهم معلومات واضحة عن وضع هذه المنطقة قبل عودتهم إلى سوريا. ليس لـ”المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين” وجود دائم في عرسال، وهي لم تشارك في تسهيل العودة إلى سوريا، ولم تقابل السوريين قبل مغادرتهم لتقييم إذا ما كان رحيلهم طوعياً.

 

قال أحد الرجال الذين عادوا إلى إدلب: “كانت إقامتنا في عرسال في خوف وكنا نعيش في المجهول. كان رحيلنا في خوف وإلى المجهول. كنا نسأل عن الضمانات، لكن لم يقل أحد لنا ما هي. كنا في عذاب نفسي. إنه القرار الأكثر صعوبة: البقاء في المجهول أو الذهاب إلى المجهول”.

 

قال سوريون لا يزالون في عرسال إنهم شعروا بضغوط لمغادرة المكان. قال أحدهم: “يضغط الجيش علينا، ويضغط الأمن العام علينا، ويضغط السكان هنا علينا. بات الوضع هنا غير مقبول”. وبينما قال البعض إنهم سيبحثون في العودة بموجب اتفاق دولي، قالوا جميعاً إنهم يفضلون البقاء في لبنان لو تحسنت الظروف، إلى أن تصبح العودة إلى سورية آمنة.

 

ورغم أن لبنان لم يوقع على “اتفاقية اللاجئين لعام 1951″، فهو ملزم بمبدأ عدم الإعادة القسرية الوارد في القانون الدولي العرفي، وعدم إعادة أي شخص إلى مكان يمكن أن يتعرّض فيه للاضطهاد أو التعذيب أو غيره من أشكال سوء المعاملة، أو تكون فيه حياته مهددة. لبنان ملزم أيضاً بموجب اتفاقية مناهضة التعذيب بعدم إعادة أي شخص إلى بلد يتعرض فيه لخطر التعذيب أو سوء المعاملة.

 

ويشير حوري إلى أنه “مع رحيل داعش والنصرة من عرسال، على لبنان أن يدرك أن ليس من مصلحته أن يخشى اللاجئون التعامل مع الأجهزة الأمنية، كما عليه إعادة تقييم سياسته الأمنية. على لبنان ضمان أن يستطيع السوريون الحصول على إقامة قانونية، وأن تحترم العمليات الأمنية سلامة اللاجئين المقيمين في عرسال وأمنهم”.

 

هيومن رايتس ووتش: السوريون في عرسال يتعرضون لضغوط

أعلنت هيومن رايتس ووتش، في تقريؤر الأربعاء في 20 أيلول، أن العديد من اللاجئين السوريين في عرسال يواجهون ضغوطاً للعودة إلى سوريا. وقال مدير قسم الإرهاب ومكافحة الإرهاب في هيومن رايتس ووتش نديم حوري: “زادت أوضاع عرسال سوءاً إلى درجة أن لاجئين كثراً عادوا إلى منطقة حرب. لدى السلطات اللبنانية مهمة صعبة متمثلة في الحفاظ على الأمن في عرسال، لكن بعد إخراج داعش والنصرة، من الضروري تحسين الخدمات وحماية المدنيين”.

 

وقال عدد من السوريين، الذين غادروا عرسال إلى إدلب، لهيومن رايتس ووتش، إنهم عادوا إلى سوريا بسبب الوضع في عرسال، بما في ذلك مداهمات الجيش مخيمات اللاجئين وعدم امتلاك الغالبية إقامات قانونية، الخوف من الاعتقال والاحتجاز، القيود المفروضة على حركتهم، وفرصهم المحدودة في الحصول على التعليم والرعاية الصحية. لم تجد هيومن رايتس ووتش أدلة على عمليات إعادة قسرية مباشرة، لكن جميع من تمت مقابلتهم قالوا إنهم غادروا بسبب الضغوط لا طوعاً.

 

ووفق البلدية، عاد نحو 10 آلاف سوري إلى سوريا من عرسال منذ حزيران 2017، وفي الغالب بسبب اتفاقات تفاوض عليها حزب الله. وفي أيلول 2017، دخلت هيومن رايتس ووتش عرسال، بإذن من السلطات اللبنانية، لمقابلة السوريين وتقييم الأوضاع مباشرة، فتحدثت مع 19 لاجئاً داخل عرسال و5 سوريين عادوا إلى سوريا عبر الهاتف.

 

قال طبيب عاد إلى إدلب: “عندما غادرنا عرسال كنا مجبرين. لم تكن مكاننا. كنا دائماً مضطهدين هناك. مصيرنا كان إما الاعتقال أو الموت أو العيش في قلق دائم. لهذا السبب غادر معظم الناس؛ بسبب الاضطهاد”.

 

قال السوريون إن عدم امتلاك أغلبهم إقامة قانونية كان عاملاً في قرار كثيرين العودة إلى سوريا. قال 9 من أصل 19 إن لا إقامة قانونية لديهم، وإن الرجال على وجه الخصوص يخشون الاعتقال على يد “الأمن العام” لدى محاولتهم تجديد إقاماتهم. لا يمكن للسوريين من دون الإقامة التنقل بسهولة خوفاً من الاعتقال. ما يؤثر على فرصهم بالعمل والرعاية الصحية وتسجيل الولادات والزواج. وتقدر منظمات الإغاثة افتقار 70 إلى 80% (أي نحو 1.5 مليون لاجئ) من اللاجئين السوريين في لبنان إلى وضع قانوني.

 

وقال 8 سوريين في عرسال إنه تم اعتقالهم أو اعتقال أحد أفراد أسرتهم لدى محاولتهم تجديد الإقامة، وإن السلطات احتجزت أطفالاً تصل أعمارهم إلى 9 سنوات. عرض أحد ممثلي المخيمات على هيومن رايتس ووتش قائمة تضم 222 شخصاً حاولوا تجديد إقامتهم، لكن الأمن العام احتفظ بهوياتهم لفترات تراوح بين سنة و3 سنوات.

 

وقال سوريون في إدلب إنه لم تكن لديهم معلومات واضحة عن وضع هذه المنطقة قبل عودتهم إلى سوريا. ليس لـ”المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين” وجود دائم في عرسال، وهي لم تشارك في تسهيل العودة إلى سوريا، ولم تقابل السوريين قبل مغادرتهم لتقييم إذا ما كان رحيلهم طوعياً.

 

قال أحد الرجال الذين عادوا إلى إدلب: “كانت إقامتنا في عرسال في خوف وكنا نعيش في المجهول. كان رحيلنا في خوف وإلى المجهول. كنا نسأل عن الضمانات، لكن لم يقل أحد لنا ما هي. كنا في عذاب نفسي. إنه القرار الأكثر صعوبة: البقاء في المجهول أو الذهاب إلى المجهول”.

 

قال سوريون لا يزالون في عرسال إنهم شعروا بضغوط لمغادرة المكان. قال أحدهم: “يضغط الجيش علينا، ويضغط الأمن العام علينا، ويضغط السكان هنا علينا. بات الوضع هنا غير مقبول”. وبينما قال البعض إنهم سيبحثون في العودة بموجب اتفاق دولي، قالوا جميعاً إنهم يفضلون البقاء في لبنان لو تحسنت الظروف، إلى أن تصبح العودة إلى سورية آمنة.

 

ورغم أن لبنان لم يوقع على “اتفاقية اللاجئين لعام 1951″، فهو ملزم بمبدأ عدم الإعادة القسرية الوارد في القانون الدولي العرفي، وعدم إعادة أي شخص إلى مكان يمكن أن يتعرّض فيه للاضطهاد أو التعذيب أو غيره من أشكال سوء المعاملة، أو تكون فيه حياته مهددة. لبنان ملزم أيضاً بموجب اتفاقية مناهضة التعذيب بعدم إعادة أي شخص إلى بلد يتعرض فيه لخطر التعذيب أو سوء المعاملة.

 

ويشير حوري إلى أنه “مع رحيل داعش والنصرة من عرسال، على لبنان أن يدرك أن ليس من مصلحته أن يخشى اللاجئون التعامل مع الأجهزة الأمنية، كما عليه إعادة تقييم سياسته الأمنية. على لبنان ضمان أن يستطيع السوريون الحصول على إقامة قانونية، وأن تحترم العمليات الأمنية سلامة اللاجئين المقيمين في عرسال وأمنهم”.

 

آخر “صرعات” نظام الأسد.. فحص لإثبات نسب اللاجئين

العربية.نت – عهد فاضل

شهدت أروقة وزارتي العدل والداخلية، في حكومة #النظام_السوري، اجتماعات خاصة بموضوع اللاجئين السوريين، على خلفية اقتراح لإجراء فحوص البصمة الوراثية عليهم، للتأكد من أنهم “سوريون”.

وقال الدكتور حسين نوفل، والذي يعمل رئيساً لقسم الطب الشرعي، في جامعة #دمشق، إنه تم الاجتماع مع مسؤولين من وزارة الداخلية والعدل للبحث في آليات حل مشكلة “إثبات نسب” السوريين الذين تركوا سوريا ولم يكونوا قد حصلوا بعد على البطاقة الشخصية. مقدراً عددهم بقرابة مليوني سوري غادروا البلاد بعمر الـ14 وهم الآن بعمر الـ20. على حد قوله، الأربعاء، لصحيفة محلية تابعة للنظام السوري، مؤكداً اقتراح فحص البصمة الوراثية الـDNA باعتباره “وسيلة تؤكّد مصداقية نسب هذا الشخص إلى الوالدين”. حسب ما نقل عنه المصدر السابق.

وقال نوفل إن اللاجئين السوريين هؤلاء “في حال رجوعهم إلى #سوريا لابد من التحقق من شخصياتهم”.

ولفت في موضوع الفحص الوراثي المقترح تطبيقه على اللاجئين، قول رئيس قسم الطب الشرعي، بأن هناك مقترحات أخرى حول من سمّاهم “مجهولي الهوية” من السوريين الذين ماتوا، ولم يكن بحوزتهم “وثائق مدنية”.

إلا أنه لم يحدد طبيعة هذه المقترحات، لكنه طالب مؤسسات النظام السوري بزيادة عدد المختبرات الطبية التي تجري فحوص البصمة الوراثية، لتصل إلى 10 مختبرات، كما قال، مقدراً المدة التي سيتم فيها إنجاز الفحص الوراثي على اللاجئين بـ4 سنوات.

ويأتي تحديد #نظام_الأسد للأجيال السورية التي وضعها في خانة الخضوع لفحوصات البصمة الوراثية، بأنها هي تلك التي هاجرت من البلاد، منذ 6 سنوات، أي زمن الثورة عليه تقريباً، لتشمل كل الفئات العمرية التي لجأ ذووها إلى بلدان العالم، هرباً من حرب الأسد الوحشية عليهم، ولم يكونوا وقتها قد أتمّوا الـ18 من عمرهم.

واضطر ملايين السوريين للهرب من الحرب التي شنّها نظام الأسد عليهم منذ بدء الثورة عليه والمطالبة بسقوطه، عام 2011. وأغلب التقديرات لأعداد اللاجئين السوريين اتفقت على أن قرابة نصف #المجتمع_السوري ما بين لاجئ ونازح ومشرّد، خصوصاً أن نسبة كبيرة من هؤلاء اللاجئين غير مسجّلة في وثائق أممية.

وتأتي اقتراحات نظام الأسد للتثبت من نسب اللاجئين السوريين، بعدما قام بالإعلان رسمياً عن وجود آلاف من جوازات السفر السورية “المزوّرة”، الأمر الذي يزيد من فرص التضييق على هؤلاء اللاجئين، خصوصاً أن التشكيك بهم، الآن، انتقل من جوازات السفر التي يحملونها، إلى عودة نسبهم الحقيقي لآباء سوريين، ووضعهم في خانة الأجيال التي لا تمتلك وثائق رسمية دالة على انتمائهم لبلدهم.

 

قوات سوريا الديمقراطية: 90% من الرقة بقبضتنا

دبي – العربية.نت

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات سوريا الديمقراطية قد سيطرت على 90% من مدينة #الرقة في سوريا.

وتعتبر مدينة الرقة معقل تنظيم #داعش الإرهابي في #سوريا.

وكانت قوات #سوريا_الديمقراطية قد حققت تقدماً منذ فترة على حساب تنظيم داعش داخل مدينة الرقة في شمال سوريا.

وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن سابقاً لوكالة فرانس برس إن هذه القوات المؤلفة من فصائل كردية وعربية تدعمها واشنطن “تمكنت من السيطرة على حي الثكنة الواقع في وسط المدينة، بعد معارك عنيفة ضد تنظيم داعش وغارات مكثفة من التحالف الدولي”، بقيادة أميركية.

ودفعت المعارك السابقة وفق المرصد “المدنيين للنزوح من حي الثكنة إلى حي البدو المجاور والمناطق الواقعة تحت سيطرة داعش في القسم الشمالي من المدينة”.

 

مصير الأسد.. العقبة الأبرز في الأزمة السورية

دبي – قناة العربية

يبقى مصير بشار #الأسد العقبة الأبرز عند الحديث عن أي تسوية للأزمة السورية، هكذا كان الحال منذ بداية الأزمة ولا يزال حتى اليوم، بعد مرور نحو سبع سنوات على اندلاعها.

وكانت عقبة الأسد حاضرة على طاولة اجتماعات مجموعة دول أصدقاء سوريا في نيويورك، فالمشاركون اتفقوا على أنه لا حديث عن إعادة إعمار #سوريا حتى يحدث انتقال سياسي للسلطة بعيداً عن الأسد.

وأثار الحديث عن إعادة إعمار سوريا، وما تردد من أنباء عن أن روسيا بدأت في إرسال معدات ومواد بناء إلى سوريا، بدعوى البدء في إعادة بناء البنية التحتية في المجمعات السكنية لمحررة، حفيظة الدول المشاركة في اجتماع مجموعة أصدقاء سوريا.

واعتبر المشاركون أن نظام الأسد ومن يدعمه لا يمكنهم أن يعلنوا النصر ويبدؤوا في خطط إعادة إعمار استناداً إلى خريطة لمواقع على الأرض، فإعادة بناء سوريا يعتمد بشكل كبير على عملية سياسية موثوقة ورؤية واضحة للانتقال السياسي في هذا البلد، وهو ما يفترض أن يتحدد في جنيف ويقع على عاتق الأمم المتحدة.

من جهتها، اعتبرت الولايات المتحدة، وبالرغم من موقفها المؤكد على أن الأسد فقد شرعيته وأن عليه أن يرحل، أن مصيره يبقى رهناً بإرادة الشعب السوري.

ويرى مراقبون أن التباين في الموقف الأميركي قد يشير إلى أن الأسد لم يعد أكثر من ورقة تفاوضية على طاولة أطراف مختلفة تتقاطع مصالحها في سوريا.

 

الاتحاد الأوروبي: أموال إضافية لدعم أطفال اللاجئين السوريين بدول الجوار

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 20 سبتمبر 2017

بروكسل – خصص الاتحاد الأوروبي مبلغ إضافي يصل إلى 90 مليون يورو لصالح أطفال اللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة لهم في الأردن ولبنان وتركيا.

 

ويُصرف هذا المبلغ من موازنة الصندوق الائتماني الأوروبي لسورية، لصالح منظمة رعاية الأمومة والطفولة التابعة للأمم المتحدة (يونيسف).

 

وسيمكن هذا المبلغ اليونيسف من توفير خدمات التعليم والرعاية النفسية والاجتماعية لأطفال اللاجئين السوريين في البلدان المجاورة.

 

وتعليقاً على هذا القرار، أكد المفوض الأوروبي المكلف شؤون سياسة الجوار يوهانس هان، على أهمية توفير التعليم الجيد للأطفال والشباب في البلدان المتضررة من الأزمة السورية، وقال “نبذل ما بوسعنا لضمان عدم وجود جيل ضائع”، حسب تعبيره.

 

ويعيش حوالي مليوني طفل ومراهق سوري كلاجئين في الأردن ولبنان وتركيا، ما يشكل عامل ضغط إضافي على حكومات هذه البلدان.

 

وتشير التقارير الأممية إلى أن نسبة لا يستهان بها من الأطفال والمراهقين السوريين في دول الجوار لم تتمكن من الالتحاق بالمدارس أو المؤسسات التعليمية المختلفة، بعد أن تركوا بلدهم هرباً من الصراع.

 

هذا ويقوم الاتحاد الأوروبي بتوصيل مساعداته للسوريين عن طريق التعاون مع المنظمات الأممية والهيئات الإقليمية ومنظمات المجتمع المدني العاملة ميدانياً سواء في الداخل السوري أو في البلدان المجاورة التي يتواجد فيها اللاجئون السوريون.

 

الاتحاد الأوروبي يعلن رفضه لاستفتاء كردستان العراق

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 20 سبتمبر 2017

نيويورك – بروكسل – كرر الاتحاد الأوروبي التأكيد على موقفه الثابت الداعم لوحدة العراق وسيادته وسلامته الإقليمية، تعليقاً على الاستفتاء المقرر اجراؤه من قبل حكومة كردستان (شمال العراق)، في الـ25 من الشهر الحالي.

 

هذا وتريد حكومة كردستان استطلاع رأي سكان الإقليم حول استقلال مناطقهم، الأمر الذي تعارضه الحكومة المركزية في بغداد.

 

وقال بيان صادر عن مكتب الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، إن “مثل هذه الأعمال الانفرادية تؤدي لنتائج عكسية يتعين تجنبها”.

 

وأوضحت المسؤولة الأوروبية، المتواجدة حالياً في نيويورك، أن الاتحاد الأوروبي يعترف بوجود قضايا عالقة يتعين تسويتها بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة أربيل في الشمال.

 

ويعتقد الاتحاد الأوروبي، حسب بيان موغيريني، أن تسوية هذه القضايا ينبغي أن تتم من خلال حوار سلمي وبناء يؤدي إلى حل يتفق عليه الطرفان على أساس أحكام الدستور العراقي.

 

كما رحب الاتحاد الأوروبي بمبادرة الأمم المتحدة لتسهيل الحوار بين الأطراف العراقية، وكما جاء في البيان “نحن مستعدون لتقديم دعمنا لهذه العملية إذا طُلب منا ذلك”.

 

يذكر أن كافة القوى الإقليمية والدولية قد أبدت معارضتها للاستفتاء المقرر في شمال العراق على استقلال إقليم كردستان، لأسباب مختلفة، أهمها أنه قد يصرف النظر عن محاربة تنظيم (الدولة الإسلامية).

 

الدولة الإسلامية تستهدف قافلة مساعدات إيرانية بشرق سوريا

بيروت (رويترز) – قالت وحدة الإعلام الحربي لجماعة حزب الله اللبنانية إن قذائف مورتر أطلقها تنظيم الدولة الإسلامية يوم الأربعاء استهدفت قافلة مساعدات إيرانية في مناطق انتزع الجيش السوري وحلفاؤه السيطرة عليها في الآونة الأخيرة في دير الزور بشرق سوريا.

 

وقال تلفزيون المنار التابع لحزب الله إن قذيفة أصابت شخصا وتسببت في أضرار مادية لكن القافلة التي تحمل ما يربو على ألف طن مساعدات لم تتعرض لأضرار.

 

إعداد محمد اليماني للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود

 

قوات سوريا الديمقراطية تقول إن حملة الرقة في مراحلها الأخيرة

بيروت (رويترز) – قالت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة يوم الأربعاء إن حملتها لانتزاع السيطرة على الرقة من تنظيم الدولة الإسلامية في مراحلها الأخيرة وإن مقاتليها سيطروا على 80 في المئة من المدينة.

 

وقالت قوات سوريا الديمقراطية في بيان إنها فتحت جبهة جديدة ضد الدولة الإسلامية على المشارف الشمالية للرقة ووصفت ذلك بأنه ”جزء من ملامح الخطة العسكرية العامة لتحرير الرقة بأقل الخسائر ونعتبرها من تفاصيل المراحل النهائية لحملة غضب الفرات والتي شارفت على النهاية وآذنت بأفول نجم أحد أبرز التنظيمات الإرهابية في سوريا“.

 

وأطلقت قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف لمقاتلين عرب وأكراد، عمليتها العسكرية ضد الدولة الإسلامية بالرقة في يونيو حزيران بدعم جوي من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وقوات خاصة على الأرض. وكانت الرقة هي المعقل الرئيسي للتنظيم المتشدد في سوريا.

 

وذكر البيان ”بإمكاننا القول إن ما نسبته 80 في المئة من مدينة الرقة محرر“.

 

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد قال يوم الأربعاء إن قوات سوريا الديمقراطية انتزعت السيطرة على أكثر من 90 في المئة من المدينة. وأضاف أن العقبة الرئيسية أمام القوات لا تزال الألغام الكثيرة في المنطقة.

 

وأضاف المرصد أن من تبقى من مقاتلي الدولة الإسلامية في المدينة يعانون ”نقص المعدات العسكرية والذخيرة والأسلحة والمواد الغذائية والمياه“.

 

كما تواجه الدولة الإسلامية معركتين منفصلتين في شرق سوريا إحداهما مع قوات سوريا الديمقراطية والثانية مع الجيش السوري وحلفائه في محافظة دير الزور.

 

وقال المرصد إن الجيش السوري مدعوما بطائرات روسية وسورية حقق ”توسعا في السيطرة“ على امتداد الضفة الغربية من نهر الفرات. كما عبرت القوات السورية إلى الضفة الشرقية من النهر يوم الاثنين.

 

وكان التقدم الذي أحرزته قوات سوريا الديمقراطية على الجانب الشرقي من النهر.

 

وأثار التقاء حملة الجيش السوري مع عملية قوات سوريا الديمقراطية التوتر بين الجانبين. وحذرت قوات سوريا الديمقراطية يوم الاثنين من مغبة أي تقدم آخر للجيش السوري على الضفة الشرقية من النهر.

 

وقالت وزارة الدفاع الروسية يوم الثلاثاء إن منسوب المياه ارتفع في نهر الفرات بمجرد أن بدأ الجيش السوري في عبوره. وأضافت أن ذلك يمكن أن يحدث لسبب وحيد هو فتح السدود أعلى النهر والتي تسيطر عليها المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة.

 

وقال المرصد السوري إن حريقا اندلع ليل الثلاثاء في حقل غاز كونيكو واستمر حتى صباح يوم الأربعاء. واندلع الحريق بعدما أعلن الجيش السوري أنه يتقدم باتجاه الحقل. وقال المرصد إن مقاتلي الدولة الإسلامية فروا من هذه المنطقة.

 

وفقدت الدولة الإسلامية سيطرتها على معقلها الرئيسي في مدينة الموصل العراقية في يوليو تموز في مواجهة القوات العراقية المدعومة من الغرب.

 

إعداد محمد فرج للنشرة العربية – تحرير محمد اليماني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى