أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 02 شباط 2016

المعارضة السورية غير متفائلة بمحادثات السلام

جنيف – أ ف ب، رويترز

أبدى المفاوض السوري المعارض محمد علوش الذي يمثل جماعة «جيش الإسلام» في محادثات السلام السورية اليوم (الثلثاء) عدم تفائله تجاه المحادثات غير المباشرة التي أعلنت مصادر إعلامية انطلاقها قبل قليل.

وأضاف علوش: «الوضع على الأرض لم يتغير، ولا أشعر بتفاؤل ما دام الوضع على هذا الحال، فالحكومة السورية لم تبد نوايا طيبة للتوصل إلى حل».

جاءت تصريحاته قبل دقائق من وصول وفد الحكومة إلى مقر الأمم المتحدة في جنيف للقاء مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسورية ستيفان دي ميستورا لمناقشة اقتراح في شأن القضايا الإنسانية، وأعلن رسمياً قبل قليل بدء هذه المحادثات غير المباشرة للتوصل إلى حل للنزاع السوري المستمر منذ خمس سنوات.

 

لافروف: مشاركة «جيش الإسلام» و«أحرار الشام» في محادثات سورية لا تعني شرعيتهما

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم (الثلثاء) إن جماعتي «جيش الإسلام» و«أحرار الشام» ستشاركان في المحادثات السورية بجنيف على «أساس منفرد» لكن هذا لا يعني أنهما جماعتان «شرعيتان».

وقال لافروف في مؤتمر صحفي بالعاصمة الإماراتية أبوظبي: إنه تم الاتفاق على مشاركة الجماعتين في المحادثات وإن هذا «لا يعني أنهما شرعيتان وليستا إرهابيتين»، مضيفاً أن السوريين وحدهم هم الذين يمكنهم أن يحددوا مصيرهم من خلال إطار عمل مفاوضات جنيف.

 

«جيش الإسلام» ينفي تدمير الطيران الروسي مخزناً نفطياً له في سورية

عمان – رويترز

نفت جماعة «جيش الإسلام» المعارضة في سورية عبر بيان الكتروني اليوم (الثلثاء) تقريراً لوزارة الدفاع الروسية، أفاد بأن طائراتها دمرت مخزن منتجات نفطية تابعاً لها في مناطق تسيطر عليها الجماعة في الضواحي الشرقية للعاصمة السورية دمشق

ويعتبر «جيش الإسلام» أقوى جماعة معارضة مسلحة في الضواحي الشرقية لدمشق ويستهدفه القصف الروسي منذ أن بدأت موسكو حملة قصف جوي كبيرة قبل أربعة أشهر.

ويُعتقد أن طائرات روسية كانت قتلت قائد الجماعة زهران علوش في غارة خلال كانون الأول (ديسمبر) الماضي، بعد استهدافها مقر قيادة الجماعة موجهة ضربة قوية لسيطرة مقاتلي المعارضة على المنطقة.

 

النظام السوري يحقق تقدماً شمال حلب

عمان – رويترز

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات الجيش السوري وجماعات مسلحة حليفة يدعمها الطيران الروسي حققت تقدماً اليوم (الثلثاء) في هجوم كبير قد يقطع خطوط إمداد مقاتلي المعارضة من تركيا إلى حلب.

وأعلنت وسائل إعلام سورية رسمية تحقيق تقدم يهدف في ما يبدو إلى اختراق الأراضي التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة إلى الشمال من حلب، في سبيل الوصول إلى قريتي نبل والزهراء المواليتين لدمشق.

وتنقسم مدينة حلب إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة وأخرى يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، وهذا هو الهجوم الكبير الأول شمال المدينة منذ أن بدأت روسيا في 30 أيلول (سبتمبر) حملة جوية لدعم الرئيس السوري بشار الأسد.

 

دو ميستورا يُطلق “جنيف 3” رسمياً والنظام يتقدّم في شمال حلب

جنيف – موسى عاصي

بالنسبة إلى المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا، إنطلقت المفاوضات السورية في اطار “جنيف 3” رسمياً امس في الجلسة الأولى بين الفريق الاممي وجزء من فريق المعارضة الآتي من الرياض. وفي انتظار وصول الجزء الآخر من هذا الفريق واكتمال نصاب المشاركين فيه ومصير ممثل “جيش الاسلام” محمد علوش، بدأت مهمة نقل الرسائل للمبعوث الدولي بين الطرفين.

وسيحمل دو ميستورا قبل ظهر اليوم الى الفريق الحكومي السوري برئاسة السفير بشار الجعفري، مجموعة من المطالب التي كررها المعارضون منذ أيام، وهي تتعلق باجراءات انسانية كالافراج عن المعتقلين ولا سيما منهم الاطفال والنساء، ورفع الحصار عن المدن المحاصرة، ووقف القصف “الروسي”.

وكرر دو ميستورا خلال مؤتمر صحافي عقده بعد لقائه الوفد المعارض مراراً ان “المفاوضات قد انطلقت رسمياً”. وقال رداً على سؤال لـ”النهار”: “إن المفاوضات والمباحثات بدأت اليوم بعد الظهر والطرفان بدآ الحديث معنا كل على حدة. صحيح انها مفاوضات صعبة ومعقدة لكنها بدأت”. وقد أثار هذا الكلام حفيظة بعض المعارضين الذين رأوا ان دو ميستورا خرج عن الخط المتفق عليه “لأن اللقاء كان لطرح المطالب فقط”. وأفا البعض من الفريق المعارض أن كلام دو ميستورا “أحرجهم” وقد يقدمون على اصدار إيضاح في هذا الشأن أو يطلبون من المبعوث الدولي اصدار الايضاح “بأن الجلسة كانت لطرح المطالب وليس للتفاوض”.

وصرح الناطق باسم وفد المعارضة الى مفاوضات جنيف سالم المسلط بعد اللقاء بان الاجتماع كان لمناقشة الامور الانسانية “هكذا تبدأ الامور وهذا ما جئنا لأجله وسنرى اذا كان من نيات صادقة لدى الطرف الآخر”. ولم يخرج المسلط، عن الخطاب التقليدي، متهماً مرة أخرى “نظام روسيا” بمساعدة النظام “على قتل الشعب السوري”. واستغرب وصف “جيش الاسلام” بالارهابي واصفاً اياه بالمعتدل، وقال: “ان جميع الفصائل الثورية موجودة معنا سواء في مؤتمر الرياض أو الهيئة العليا والوفد المفاوض الجميع ممثل بما فيه جيش الاسلام”.

وحافظ دو مستورا على مسار الامم المتحدة باختيار التوصيفات، رافضاً تسمية مطالب المعارضة بالشروط المسبقة، مذكراً بما جاء في قرار مجلس الأمن 2254 عن “عدم وجود شروط مسبقة لهذه المفاوضات”، ولكن “هذا لم يمنع وجود قلق لا يمكننا تجاهله والمعارضة اعادت طرح وجهة نظرها ونحن لا نعارضهم لأن السوريين في حاجة الى أجوبة”.

ومع وصول نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف الى جنيف، نشطت الحركة داخل مقر البعثة الاميركية في المدينة حيث عُقد لقاء، وربما مجموعة لقاءات بينه وبين مساعدة وزير الخارجية الأميركي آن بترسون. وتركز النقاش على امكان دفع العملية التفاوضية الى الامام. وشدّد دو ميستورا على أهمية الدور الأميركي والروسي في المفاوضات قائلاً: “إن الدولتين تعملان لانجاح هذا المؤتمر ولولا دور الدولتين لما كنا بدأنا”.

وطالبت بترسون غاتيلوف بأن تمارس موسكو نفوذها لدى النظام السوري للسماح بادخال المساعدات الانسانية الى المناطق المحاصرة. وعلم أيضاً ان الاميركيين اقترحوا على الروس عقد لقاءات مع شخصيات من الهيئة العليا للمعارضة السورية، وتحدثت التسريبات عن طرح موضوع الانتقال السياسي بين الطرفين “تطبيقاً للقرار 2254”.

وفيما اعتبر المسؤول في المعارضة السورية منذر ماخوس أن على الحكومة السورية أن تعلن بوضوح خلال بضعة أيام استعدادها لتنفيذ إجراءات لإظهار حسن النيات، صرح الناطق باسم مكتب الشؤون الانسانية في الامم المتحدة جينز لاركي بان “الحكومة (السورية) وافقت من حيث المبدأ على دخول القوافل الى مضايا (التي تحاصرها قوات الحكومة) وفي الوقت نفسه دخولها الى كفريا والفوعة” اللتين تحاصرهما الجماعات المسلحة.

 

تصعيد في ظل المفاوضات

ميدانياً، حاولت فصائل المعارضة السورية المسلحة التصدي لهجوم للقوات الحكومية قرب خط للإمدادات يؤدي إلى داخل مدينة حلب . والعملية العسكرية الحالية في شمال حلب هي الأكبر للقوات الحكومية في منطقة حلب منذ نحو سنة.

وقال أحمد السعود قائد إحدى الفصائل المنضوية تحت إمرة “الجيش السوري الحر” التي تقاتل في المنطقة: “بدأ الهجوم الساعة الثانية فجرا بالغارات والصواريخ” في إطار وصفه للوضع قرب حلب التي تسيطر المعارضة على أجزاء منها والحكومة على أجزاء أخرى.

وأفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له، أن القوات الحكومية تحقق مكاسب ميدانية في المنطقة وقد سيطرت على معظم قرية دوير الزيتون قرب باشكوي. وأشار إلى أن عشرات الغارات شنت على المنطقة، بينما أكد التلفزيون السوري الرسمي أن القوات الحكومية تتقدم هناك.

وأعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشينكوف نشر مقاتلات حديثة من طراز “سو-35” في سوريا كي تشارك في العملية العسكرية الروسية ضد تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش). وقال: “منذ الأسبوع الماضي بدأت مقاتلات سو-35 إس ذات القدرة الفائقة على المناورة أداء المهمات القتالية من قاعدة حميميم الجوية”.

ونشرت صحيفة “كوميرسانت” الروسية أن الجيش الروسي أرسل إلى قاعدة حميميم الجوية في ريف اللاذقية السورية أربع مقاتلات “سو-35 إس” وهي من أحدث الطائرات الحربية التي يملكها سلاح الجو الروسي.

ونقلت عن مصادر في أجهزة الإدارة العملانية في الجيش الروسي، أن المقاتلات الأربع أقلعت قبل بضعة أيام من مدينة أستراخان بجنوب روسيا، ووصلت إلى سوريا بعد رحلة فوق مياه بحر قزوين وأراضي إيران والعراق. وبانضمام المقاتلات الأربع إلى الطائرات الحربية الروسية في سوريا، تجاوز عددها 70 طائرة ومروحية.

وأدى القتال إلى موجة نزوح جديدة. وأعلنت وكالة إدارة الكوارث التركية أن أكثر من 3600 شخص من التركمان والعرب فروا لدى تقدّم القوات الموالية للحكومة في شمال محافظة اللاذقية وعبروا إلى تركيا في الأيام الأربعة الأخيرة.

 

وفاة 8 أشخاص في معضمية الشام نتيجة نقص الرعاية الصحية وفرار أكثر من 3000 سوري إلى تركيا في الأيام الثلاثة الاخيرة

المصدر: (و ص ف، رويترز)

أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن القوات الجوية الروسية نفذت 468 طلعة جوية في سوريا الأسبوع الماضي فأصابت أكثر من 1300 هدف “للإرهابيين”، فيما تحدثت الامم المتحدة عن وفاة ثمانية أشخاص في معضمية الشام نتيجة نقص الرعاية الصحية، وفر أكثر من ثلاثة آلاف سوري الى تركيا في الايام الثلاثة الاخيرة من ريف اللاذقية الشمالي الذي تتقدم فيه القوات السورية النظامية.

أفاد مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للامم المتحدة أن “ثمانية أشخاص قضوا جراء النقص في الرعاية الطبية اللازمة خلال شهر كانون الثاني”، موضحاً ان بينهم اطفالاً من غير أن يحدد عددهم. واضاف: “يواجه السكان تدهوراً حاداً في الوضع الانساني خلال الاشهر الاخيرة بسبب زيادة القيود المفروضة على الوصول اليهم، وخصوصاً في ما يتعلق بالغذاء والرعاية الطبية”.

وتخضع معضمية الشام، وهي احدى ضواحي دمشق، لحصار تفرضه قوات النظام منذ العام 2012، الا انه أمكن التوصل الى هدنة فيها في كانون الاول 2013، مما سمح للسكان ولا سيما منهم الطلاب والموظفين بالتنقل، وتحسن الوضع الانساني بالسماح للهلال الاحمر العربي السوري بإدخال الخبز دورياً. وتمكنت وكالات الامم المتحدة من ادخال قوافل مساعدات الى المدينة عامي 2014 و2015.

لكن المدينة تشهد منذ كانون الاول “تضييقاً متزايداً” للحصار وتتعرض لقصف متقطع، استناداً الى الامم المتحدة التي حذرت من ان الظروف المعيشية التي كانت “قاسية” باتت “أكثر تدهوراً”.

وأورد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له في وقت سابق ان المدينة تعرضت لقصف مدفعي وجوي بالبراميل المتفجرة من قوات النظام، الى اشتباكات على اطرافها الجنوبية بين قوات النظام وفصائل مقاتلة.

 

فرار سكان الى تركيا

في غضون ذلك، كشفت وكالة الطوارئ والكوارث التركية “أفاد” ان أكثر من ثلاثة آلاف من التركمان والعرب فروا بعد تقدم القوات الموالية للحكومة السورية في شمال محافظة اللاذقية وعبروا إلى تركيا في الأيام الثلاثة الأخيرة.

وقال مسؤول تركماني محلي إن من المتوقع وصول آلاف المهاجرين الآخرين بعد إخلاء مخيم معظم من يقيمون فيه من التركمان في قرية يمادي السورية بعدما اقتربت القوات السورية مدعومة بغارات جوية روسية مكثفة.

وجاء في بيان لـ”أفاد” انه “بعد وصول الهجمات إلى مخيم يمادي دخلت المجموعة الأولى من المهاجرين ومعظمهم من الرضع والأطفال والنساء وكبار السن بلادنا”.

وعبر ما مجمله 3120 شخصاً قرية بوليازي قرب بلدة يالاداغي الحدودية في إقليم هاتاي الجنوبي بتركيا.

وتسارع تدفق اللاجئين منذ 24 كانون الثاني عندما سيطرت القوات الموالية للحكومة على بلدة ربيعة الخاضعة لسيطرة المعارضة في محافظة اللاذقية. ويحصل ذلك وقت تجهد محادثات السلام المدعومة من الأمم المتحدة وهي الأولى منذ سنتين للانطلاق في جنيف.

 

تواصل الغارات الروسية

ونقلت وكالات روسية للأنباء عن وزارة الدفاع أن القوات الجوية الروسية نفذت 468 طلعة جوية في سوريا الأسبوع الماضي فأصابت أكثر من 1300 هدف “للإرهابيين”.

وقالت إنها أوصلت أكثر من 200 طن من المساعدات الانسانية إلى بلدة دير الزور المحاصرة في كانون الثاني.

ونقلت عن الناطق باسم وزارة الدفاع الجنرال إيغور كوناشنيكوف أن روسيا تعزز كل أشكال الاستطلاع في الشرق الأوسط من أجل تحديد مواقع الأهداف التابعة للإرهابيين بصورة أفضل وقصفها في وقت أسرع.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن مزاعم تركيا أن طائرة حربية روسية انتهكت مجالها الجوي لا تدعمها أي بيانات واقعية ووصفتها بأنها استفزاز متعمد. وأضافت أن الجيش الروسي حصل على تسجيل مصور من هيئة الأركان العامة للجيش السوري ومن جماعة سورية معارضة يظهر “بطارية مدفعية تركية تقصف قرية حدودية سورية”.

وأشارت الى ان وزارة الدفاع الروسية تنتظر تفسيراً سريعاً من حلف شمال الأطلسي ووزارة الدفاع الأميركية والقوات المسلحة التركية في شأن واقعة القصف.

 

جرائم الحرب

وفي جنيف، حذّر مفوض الامم المتحدة لحقوق الانسان زيد بن رعد الحسين من ان الاشخاص الذين يشتبه في ارتكابهم جرائم حرب أو جرائم ضد

الانسانية في سوريا لن يحظوا بأي عفو.

 

دي ميستورا يرمي كرة وقف النار في الملعب الأميركي ـ الروسي

«جنيف السوري»: اجتماع.. لا تفاوض!

محمد بلوط

مفاوضات «جنيف 3» السورية بدأت، ولكنها لم تنطلق. اجتماع واحد مع مجموعة الرياض، كان كافياً لكي يعلن الوسيط الدولي ستيفان دي ميستورا، وسط مؤتمر صحافي، أن «جنيف 3» قد بدأ.

وباستياء استقبل بعض أعضاء وفد مجموعة الرياض، كلام دي ميستورا في مؤتمره الصحافي، عن بدء المفاوضات. إذ لا تزال معارضة الرياض بعيدة عن الإيقاع الدولي، وهجوم التفاؤل الذي بدأه دي ميستورا، فور انتهاء الساعة الأولى من اختلائه بالوفد.

ويقول مصدر إن الوسيط الدولي ذهب ابعد مما ينبغي في التفاؤل، وأنهم جاؤوا إلى جنيف لإبلاغه هواجسهم فقط، وليس لإجراء أية مفاوضات.

ولا تزال المسافة إلى المفاوضات تتطلب، ليس فقط تجاوز الخلاف على البندين 12 و13، اللذين تحولا إلى حاجز أمام قطار جنيف، للكشف عن حاجة المعارضة إلى تحقيق أي انجاز في جنيف، يخفف عنها الضغوط التي تتعرض لها من الفصائل المسلحة، وهو ما يعكسه حتى الآن رفضها إسباغ صفة التفاوض، أو التحادث على ما جاءت إليه في جنيف، وإنما مجرد لقاءات مع الأمم المتحدة، لفرض شروطها.

وتقول مصادر ديبلوماسية إن وفد الرياض كان أكثر ايجابية خلال اللقاء مع دي ميستورا مما تشيعه تصريحات ناطقيه بالتشدد، والتهديد بالعودة إلى الرياض، أو فرض الشروط المسبقة، وأن أعضاءه أصغوا لسيناريو التفاوض كما عرضه الوسيط الدولي، فيما أعادوا عرض هواجسهم عن الأوضاع الإنسانية.

 

لكن السيناريو الذي نص على رحلات مكوكية بين قاعات الأمم المتحدة في جنيف ليس مطابقاً لما سيجري بدءا من اليوم. إذ لا تزال البداية هشّة ومعرّضة للمفاجآت. وخلال الصباح يبدأ «جنيف 3» بلقاء مع الوفد الحكومي السوري الذي يقوده السفير بشار الجعفري. وفي القاعة ذاتها، والى المقاعد نفسها حول دي ميستورا، سيجلس بعد الظهر، وفد مجموعة الرياض.

وكان الأميركيون قد بذلوا جهودا كبيرة لإقناع وفد مجموعة الرياض بالذهاب ابعد من مجرد القدوم إلى سويسرا، والدخول إلى قصر الأمم المتحدة، وأن «عليهم أن يطرحوا على الطاولة كل مطالبهم، وليس في خارجها، كما ابلغهم مسؤول أميركي في جنيف، وأن عدم حضورهم هدية مجانية للنظام السوري، وأن حضورهم إلى جنيف أفضل من البقاء في الرياض». ويقول مصدر إن مسؤولاً غربياً التقى الوفد المعارض، ونصحهم بالعمل على التقارب مع الروس، أو ترتيب لقاء معهم، بل قال لهم إن عليهم الانفتاح على الإيرانيين الذين يملكون أوراقاً مهمة في المنطقة، وفي التسوية السياسية، من دون إن يلقى جوابا منهم.

وكان دي ميستورا نفسه قد تخفف من كل الأعباء التي يلقيها وفد الرياض عليه بمطالبته بالعمل من اجل وقف إطلاق النار، فضلاً عن المطالبة بتطبيق البندين 12 و13 من القرار الدولي 2254، قبل الدخول في المفاوضات، وتتعلق برفع الحصار عن 18 بلدة ومدينة كما قال المتحدث باسم الوفد سالم المسلط، ووقف عمليات قصف المدنيين، وإطلاق المعتقلين. وأعاد دي ميستورا الكرة إلى ملعب الروس والأميركيين، موضحاً أن دوره «لا يتضمن وقف إطلاق النار، وأن على القوى الكبرى مباشرة البحث بشأن كيفية فرضه».

وعمل دي ميستورا ما أمكنه لطمأنة الوفد، وحماية الانجاز المتواضع الذي انتزعه بعد أسبوع من انتظار أن يتخذ أعضاؤه في الرياض قرار العبور إلى جنيف. فقال انه على الحكومة السورية أن «تتعاون لإخراج المدنيين المحاصرين».

وجعل دي ميستورا اشتراط مجموعة الرياض تنفيذ البندين 12 و13 من القرار، مجرد هواجس «وقلق لا يمكن تجاهله، وقد عبرت عنه المعارضة وأتمنى أن يلقى رداً ايجابيا». وعملت إدارة الفندق الذي ينزل فيه وفد مجموعة الرياض على طمأنتهم أيضا بإزالة تمثالين عاريين من احد قاعات الفندق.

وبحسب مسؤول أميركي فقد طلبت مساعدة الخارجية الأميركية آن باترسون من نائب وزير الخارجية الروسية غينادي غاتيلوف، خلال اجتماعهما الأول في جنيف أمس، الضغط على الحكومة السورية، كي تقدم على بادرة ايجابية، تساعد المفاوضات وأن تطلق بعض السجناء.

ويبدو أن السوريين ودي ميستورا، يخففون من وقع وصول محمد علوش إلى جنيف، ومشاركة «جيش الإسلام» الذي يمثله في وفد مجموعة الرياض، كبيراً للمفاوضين. إذ يعتبر الوفد الحكومي انه لا يحاور الوفد المعارض، ولكن الأمم المتحدة، كما أن دي ميستورا غسل يديه من مسؤولية حضور ممثل «جيش الإسلام» الذي استعرض مئات المعتقلين في أقفاص في دوما، واستخدمهم كدروع بشرية. وقال دي ميستورا «إني مجرد وسيط، وأنا لا أناقش الناس الذين أراهم أمامي، وإنما أناقش ما يقال لي، ولا أناقش هؤلاء وحدهم».

المفاوضات بدأت ولم تنطلق، إذ لا يزال التوافق على انطلاق المفاوضات، ينتظر صياغة تفاهم روسي ـ أميركي جولة اثر جولة لتأمين استمرارية اللقاءات في جنيف، وعدم انسحاب وفد مجموعة الرياض الذي يعلق مشاركته في الحوار، بتنفيذ ما يعتبره مقدمة للحوار في تحقيق البندين 12 و13.

وتقول مصادر غربية إن لقاء غاتيلوف ـ باترسون تطور إلى أكثر من البحث بإطلاق سجناء، أو اعتراض الأميركيين على مساواة ما يحاصره الجيش السوري في 18 بلدة ومدينة، بحصار كفريا والفوعة أو نبل والزهراء، إلى البحث في صلب العملية السياسية، والإسراع في إدراج الخطة الأساسية التي يحملها القرار 2254 على لائحة جنيف. ويحاول الروس والأميركيون التقدم بسرعة وانتزاع التزامات من جميع الأطراف في صلب العملية، كي لا يذهب «جنيف 3» إلى ما ذهب إليه «جنيف 2» ويغرق في لجة الشروط المسبقة والأولويات. وتقول المصادر إن الأميركيين والروس يريدون تجاوز هذه المرحلة، ومباشرة البحث بخريطة الطريق التي تبدأ بحكومة موسعة، ووقف إطلاق النار، وتعديلات دستورية وانتخابات رئاسية يشارك فيها الرئيس بشار الأسد.

ومن المنتظر أن يحسم الروس اليوم قضية وفد العلمانيين الديموقراطيين، الذي فقد ركنه الثاني، بعد إعلان رئيس «مجلس سوريا الديموقراطية» هيثم مناع، استنكافه عن المشاركة في الجولة الحالية للمفاوضات، طالما استمر استبعاد الأكراد منها. وخلال الصباح يلتقي غاتيلوف رئيسة «حركة المجتمع التعددي» رندا قسيس، والأمين العام في «حزب الإرادة الشعبية» قدري جميل، وهيثم مناع.

 

الجعفري: مفاوضات جنيف لا تزال في مرحلة التحضيرات

أعلن رئيس الوفد الحكومي السوري الى محادثات جنيف بشار الجعفري، يوم الثلاثاء، أن المفاوضات غير المباشرة “لا تزال في مرحلة التحضيرات”، مؤكداً أن المحادثات هي شأن سوري خاص لا يحق للرياض ولا لغيرها أن يقرر فيها.

وقال الجعفري بعد لقائه مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا ستيفان دي ميستورا في قصر الأمم المتحدة في جنيف، “ما زلنا في إطار الاجراءات التحضيرية للمحادثات غير المباشرة، ما زلنا بانتظار معرفة مع من سنتحاور، لا شيء واضحا حتى الان”.

وأكد أنه ينتظر أن يقدم له دي ميستورا، قائمة بوفد التفاوض من جانب المعارضة، لافتاً الإنتباه إلى أن “مجموعة الرياض” غير جدية في المحادثات.

وتابع “سمعنا بعض التصريحات بعضها من قبل ممثل الطرف الاخر مفادها انه ما لم تتم تلبية الشروط المسبقة فهم سينسحبون الخميس”، معتبراً أن “الطرف الاخر يتعامل بطريقة الهواة وليس بطريقة المحترفين السياسيين”.

وتابع “جئنا إلى الحوار من دون شروط مسبقة ولا نقبل شروطاً مسبقة من أحد”، وأضاف “أثرنا مسألة مشاركة تنظيمي أحرار الشام وجيش الإسلام الإرهابيين في المحادثات مع دي ميستورا ووعد بمناقشتها مع الأطراف الأخرى”.

وفي سياق متصل، قال المفاوض السوري المعارض محمد علوش، الذي يمثل “جيش الإسلام”، إنه ليس متفائلاً تجاه آفاق محادثات السلام المنعقدة في جنيف.

وأضاف للصحافيين أن الوضع على الأرض لم يتغير وإنه لا يشعر بالتفاؤل ما دام الوضع على هذا الحال، مشيراً إلى أن الحكومة السورية لم تبد نوايا طيبة للتوصل إلى حل.

(“موقع السفير”، رويترز، أ ف ب)

 

معركة حلب.. هل تضبط دقات ساعات «جنيف السوري»؟

وسام عبد الله

دقات الساعات السويسرية تُضبط على إيقاع المعارك في شمال سوريا، فمعركة حلب تحمل بعداً مركزياً في الحل السياسي المطروح على طاولة المفاوضات في مؤتمر «جنيف 3»، نظراً لما تتمتع بها المدينة السورية من أهمية اقتصادية وحضارية واجتماعية، بحيث تعتبر المدينة كفة الميزان الأساسية للصراع بين الحكومة السورية والدولة التركية.

وفي خطوة مفاجئة، بدأ الجيش السوري، يوم امس، عملية عسكرية كبيرة في ريف حلب الشمالي، أحيت فكرة إتمام الطوق العسكري في محيط المدينة، وعزل المسلحين الموجودين داخل حلب عن مسلحي الريف الشمالي المفتوح على تركيا.

الريف الجنوبي.. بين حلب وإدلب

التحركات العسكرية الأخيرة للجيش السوري ما زالت تركز بالتوازي على جبهتي حلب وادلب، لاعتبارات كثيرة، أبرزها قطع طرق الإمداد التركي عن المسلحين من البوابة الشمالية.

ومع ذلك، تبقى معركة حلب أم المعارك بالنسبة الى الجيش السوري والجماعات المسلحة على اختلاف مكوّناتها، وبينهما القوات الكردية.

في هذا المحور، تحاول «السفير» عرض مشهد بانورامي لكل جبهات القتال الحالية والمحتملة في محافظة حلب، بدءاً من القلب الاقتصادي للمدينة، مروراً بأرياف المحافظة، وصولاً الى نقاط التماس مع الجبهات الأخرى في ادلب واللاذقية والحسكة والرقة…

 

كيري: تجويع الشعب تكتيك حرب تستخدمه قوات الأسد

روما – الأناضول – شدد وزير الخارجية الأميركي جون كيري على ضرورة وقف الحرب الدائرة في سوريا، معتبراً أن “تجويع الشعب هو تكتيك تتبعه قوات النظام السوري”.

جاء ذلك في كلمة له خلال افتتاح اجتماع روما للتحالف الدولي ضد “داعش”، الذي انطلق الثلاثاء، في العاصمة الإيطالية، بمشاركة 23 وزير خارجية.

وقال كيري في كلمته التي نقلها التلفزيون الإيطالي الرسمي، على الهواء مباشرة: “من الضروري وضع حد للعنف في سوريا، ووقف القصف، ورفع الحصار، والسماح بوصول القوافل الإنسانية إلى المناطق التي حددتها الأمم المتحدة”.

وأضاف “إننا نشهد في سوريا أكبر كارثة منذ الحرب العالمية الثانية، ففي (بلدة) مضايا (التي يحاصرها النظام في ريف دمشق، منذ أشهر) يموت الناس من الجوع، ويأكلون أوراق الشجر والعشب”.

وفي هذا الصدد، تابع “تجويع الشعب هو تكتيك حرب، تستخدمه قوات الأسد بشكل يومي، ويتعارض مع القانون الدولي”.

وعبّر الوزير الأمريكي، عن أمله في “الحصول على نتائج سريعة وفعالة من محادثات جنيف (المتواصلة منذ الخميس الماضي )”.

وأشار كيري إلى أهمية اجتماع روما (الذي ينعقد ليوم واحد)، في “سبيل مضاعفة الجهد، من أجل الانتصار في هذه الحرب، فالعالم يتوقع المزيد من الأمن في مواجهة داعش”.

وكان اجتماع روما، افتتح اليوم، برئاسة وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي، باولو جينتيلوني ونظيره الأمريكي، وبحضور وزراء خارجية 23 دولة غربية وعربية، بالإضافة إلى مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني.

 

مسلحون من “الدولة” يطلقون النار باتجاه قوات تركية على الحدود مع سوريا

تركيا – الأناضول – اطلق مسلحون من تنظيم داعش الإرهابي النار باتجاه عناصر من قوات الأمن التركية أثناء قيامهم بعملية تنظيف الألغام على الشريط الحدودي مع سوريا بقضاء “قارقمش” بولاية غازي عنتاب جنوبي البلاد.

وأفادت مصادر أمنية تركية الثلاثاء أن قوات الأمن ردت بالمثل على النيران الصادرة من المسلحين المنتشرين في مدينة جرابلس شمال شرقي مدينة حلب والخاضعة لسيطرة داعش، مضيفةً أن مسلحي التنظيم لاذوا بالفرار بعد مواصلة الجنود الأتراك الرد بكثافة على مصدر النيران.

وأشارت المصادر إلى أن الجنود الأتراك زادوا من تدابيرهم الأمنية في المنطقة عقب الاشتباك، محذرين المواطنين من الاقتراب من الشريط الحدودي مع سوريا.

تجدر الإشارة إلى أن كاسحة ألغام تركية تواصل عملها منذ 15 يوماً على الشريط الحدودي مع سوريا، لإزالة الألغام التي زرعها داعش من الجانب السوري للشريط الحدودي، في إطار أعمال الجدار الأمني المزمع بناؤه في المنطقة.

 

الوفد الحكومي السوري يؤكد ان محادثات جنيف لا تزال في مرحلة التحضيرات

جنيف – (أ ف ب) – اعلن رئيس الوفد الحكومي السوري الى محادثات جنيف بشار الجعفري الاثنين بعد لقائه موفد الامم المتحدة الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا ان المفاوضات غير المباشرة “لا تزال في مرحلة التحضيرات”.

وقال الجعفري سفير سوريا لدى الامم المتحدة لصحافيين “ما زلنا في اطار الاجراءات التحضيرية للمحادثات غير المباشرة، ما زلنا بانتظار معرفة مع من سنتحاور، لا شيء واضح حتى الان”.

 

دي ميستورا يعلن رسميا بدء محادثات جنيف السورية والأمم المتحدة: لا عفو عن المشتبه بارتكابهم جرائم حرب

أمريكا تضغط على روسيا بشأن إيصال المساعدات الإنسانية

جنيف ـ لندن ـ وكالات ـ «القدس العربي» من احمد المصري: أعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا الاثنين أن المحادثات السورية الرامية إلى إنهاء الحرب الأهلية بدأت رسميا، وذلك عقب عقده أول اجتماع رسمي مع المعارضة السورية في جنيف. فيما تأكدت أنباء عن زيارة مبعوث للرئيس الأمريكي باراك اوباما إلى مناطق في الشمال السوري يسيطر عليها الأكراد، رأى فيها مراقبون تطمينات أمريكية لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي نظير عدم حضوره اجتماعات السلام السورية في جنيف.

وفي جنيف قال دي ميستورا للصحافيين «لقد بدأنا محادثات جنيف رسميا (…) المناقشات بدأت». وأضاف «سنلتقي بالوفد الحكومي غدا (اليوم الثلاثاء) وسندعو الهيئة العليا للمفاوضات بعد ظهر غد (اليوم) للدخول في عمق القضايا المطروحة».

من جهته قال سالم المسلط، المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات، التابعة للمعارضة السورية، إن لقاءها مع المبعوث الأممي، كان إيجابيا، مبينًا أنهم بانتظار ردٍ من وفد النظام حول المطالب الإنسانية بعد لقائهما اليوم.

وفي تصريح عقب اللقاء مع المبعوث الأممي، أضاف المسلط، «اجتمعنا مع دي مستورا لمناقشة ما جئنا لنناقشه، وهو القرار 2254، ورفع الحصار عن المناطق المحاصرة، ووقف قصف المدنيين، وكذلك إطلاق سراح المعتقلين».

كما لفت إلى أن «جميع الفصائل الثورية موجودة في وفد المعارضة، سواء في مؤتمر الرياض، أو الهيئة العليا للمفاوضات، أو الوفد المفاوض، حيث إن الكل ممثل فيه».

وعن تصنيف هذه الفصائل بالإرهاب، قال المسلط إن «التصنيف لدى روسيا أن كل السوريين إرهابيون، باستثناء النظام، وهذه مغالطة، الإرهاب هو النظام وما استقدمه من ميليشيات إرهابية من الخارج، وما صنعه من ميليشيات في الداخل».

وقال مسؤول أمريكي إن مسؤولين كبيرين في وزارة الخارجية الأمريكية هما آن باترسون ومايكل راتني قالا لنائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف في جنيف أمس الاثنين إنه يجب على موسكو أن تفعل المزيد للمساعدة في إيصال المساعدات الإنسانية في سوريا.

وقال مسؤول أمريكي «شددت مساعدة وزير الخارجية باترسون على الحاجة للعمل من أجل انتقال سياسي طبقا لما ورد في قرار مجلس الأمن رقم 2254 ودعت روسيا إلى استخدام نفوذها لدى نظام الأسد من أجل اتاحة دخول المساعدات الانسانية دون اي عراقيل لكل السوريين المحتاجين.»

وأضاف «اتفق الجانبان على البقاء على اتصال وثيق بشأن سوريا مع استمرار المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة.»

وكانت الأمم المتحدة أعلنت أن اجتماعا مقررا مع وفد النظام السوري الاثنين في جنيف أرجئ في اللحظة الأخيرة، لإفساح المجال أمام دي ميستورا للقاء وفد المعارضة رسميا قبل ذلك.

ويريد دي ميستورا إقامة حوار غير مباشر بين الجانبين عبر مندوبين يتنقلون بينهما. وكان أعلن لدى تحديد موعد المفاوضات أن العملية يمكن أن تستغرق حتى ستة أشهر، وهي المهلة التي حددتها الأمم المتحدة من أجل تشكيل سلطة انتقالية تنظم الانتخابات في سوريا في منتصف 2017.

جاء ذلك فيما أعلن مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الاثنين أن الأشخاص الذين يشتبه بارتكابهم جرائم حرب او جرائم ضد الإنسانية في سوريا لن يحظوا بأي عفو.

وصرح زيد بن رعد الحسين أمام صحافيين في جنيف «لدينا موقف مبدئي في الأمم المتحدة بعدم منح أي عفو للمشتبه بارتكابهم جرائم ضد الإنسانية او جرائم حرب».

وأكد في الوقت نفسه أن المفاوضات يجب ألا تتطرق إلى منح عفو عن أسوأ الجرائم التي ارتكبت. وقال «من الواضح عند التفكير في نهاية نزاع أن يؤخذ منح عفو في الاعتبار، في بعض الظروف».

وأضاف «فيما يتعلق بسوريا لا بد من تذكير الجميع بأنه من غير المسموح منح عفو عندما تكون هناك مزاعم بارتكاب جرائم حرب او جرائم ضد الإنسانية».

إلى ذلك أكد مسؤول أمريكي أن بريت ماكغورك ممثل الرئيس الأمريكي باراك اوباما في التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة»، زار شمال سوريا وبحث مع مسؤولين أكراد في سبل «زيادة الضغط» على الجهاديين.

وكانت مصادر كردية أفادت أن وفدا ضم ماكغورك ومسؤولين فرنسيين وبريطانيين التقى عددا من قيادات «قوات سوريا الديمقراطية» العربية الكردية التي تقاتل تنظيم «الدولة الإسلامية»في مدينة كوباني في شمال سوريا.

و»قوات سوريا الديمقراطية» تحالف كردي عربي يقاتل تنظيم «الدولة الإسلامية» بدعم من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. وتتألف «قوات سوريا الديمقراطية» خصوصا من «وحدات حماية الشعب» الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي، وفصائل عربية. وقد أظهرت فعالية كبرى في التصدي لتنظيم «الدولة الإسلامية» في شمال وشمال شرق سوريا.

وكان مصدر كردي مواكب للقاءات التي حصلت في كوباني قال لفرانس برس إن المحادثات تناولت بشكل رئيسي»الخطط العسكرية» ضد تنظيم «الدولة الإسلامية». وأضاف «سيكون لهذه اللقاءات تأثير على تطورات كثيرة ستشهدها المنطقة» في الفترة المقبلة.

ورأى الخبير في الشؤون الكردية موتلو جيفيروغلو أن زيارة ماكغورك تهدف على ما يبدو إلى تهدئة مخاوف الأكراد بعد استبعادهم من محادثات جنيف، «وطمأنتهم بأنهم غير مهملين وأنهم جزء من العملية» السياسية.

وذكرت مصادر كردية في وقت سابق أن نائب وزير الخارجية الامريكي توني بلينكين اتصل بزعيم حزب الاتحاد الوطني الديمقراطي صالح مسلم وبحث معه في محادثات السلام.

 

حديث واشنطن عن تراجع تنظيم «الدولة» مجرد أحلام… فهو لم يخسر مناطقه الرئيسية في العراق

القوات الأمريكية في أفغانستان شنت غارات ضد التنظيم بعد قرار أوباما توسيع صلاحيات قادته العسكريين

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الولايات المتحدة وسعت من حملتها ضد فرع تنظيم «الدولة» في العراق وسوريا بأفغانستان أو ما يطلق عليها «ولاية خراسان».

وجاءت الخطوة بعد إعلان وزير الدفاع الأمريكي، آشتون كارتر، عن خطط وزارته توسيع العمليات ضد التنظيم في أكثر من بلد خاصة في ليبيا التي أرسلت لها واشنطن عناصر استطلاع من قوات العمليات الخاصة في شهر كانون الأول/ديسمبر 2015 بهدف البحث عن حلفاء يمكن العمل معهم من بين الفصائل الليبية المتعددة.

وكانت صحيفة «صاندي تايمز» البريطانية قد تحدثت يوم الأحد عن إرسال بريطانيا ستة ضباط من قوات سلاح الجو حيث انضموا إلى ضباط أمريكيين وفرنسيين يعملون داخل الأراضي الليبية لتحديد مواقع وأهداف لضربها من قبل الطيران الغربي.

وفي أفغانستان، التي تعتبر جبهة جديدة في الحرب ضد التنظيم، تقول «نيويورك تايمز» إن الولايات المتحدة شنت خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة عشرات العمليات شملت مداهمات وغارات جوية ضد المتشددين الموالين لتنظيم «الدولة» بشكل توسع فيه إدارة الرئيس باراك أوباما العمليات الجوية خارج كل من سوريا والعراق.

وتقول الصحيفة إن العمليات الأخيرة تأتي بعد قرار أوباما الشهر الماضي توسيع صلاحيات القادة الأمريكيين في توجيه ضربات لفرع التنظيم في أفغانستان.

وهو دليل على قيام الإدارة المتهمة من قبل الجمهوريين بأنها لم تفعل الكثير لهزيمة التنظيم بإعادة تشكيل خططها حول كيفية محاربة المنظمة الإرهابية في المناطق التي بنت فروعا فيها. وتكشف الصحيفة أن الغارات الجوية والمداهمات، التي نفذت في أفغانستان، تركزت على منطقة تورا بورا في إقليم نانغرهار، وهي منطقة جبلية صعبة قرب الحدود مع الباكستان. واتخذ زعيم تنظيم «القاعدة»، أسامة بن لادن، وقادته البارزون، من المكان مركزا لهم أثناء الغزو الأمريكي لافغانستان عام 2001، ومنها تجنب بن لادن الاعتقال وتسلل إلى الباكستان.

حملة واسعة

ويعتقد القادة الأمريكيون أن ما بين 90 – 100 مسلح قتلوا في العمليات الأخيرة. ويقدر مسؤولوا الأمن عدد المقاتلين التابعين لتنظيم «الدولة» بحوالي 1.000 يتركزون في إقليم نانغرهار بالإضافة لأعداد مماثلة أو أكثر في مناطق أخرى من البلاد. ويعترف المسؤولون الأمنيون بأن المنظمة المصممة على القتال تستطيع استبدال القتلى من أفرادها وتجنيد آخرين.

ونقلت الصحيفة عن الميجر جنرال جيفري بوكنان، نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة في أفغانستان، قوله إن «السلطات الجديدة أعطتنا القدرة على التحرر من القيود وملاحقتهم ونحن نستهدفهم بشدة وبفعالية».

ويعترف القيادي العسكري بأن قتل «حفنة من الرجال» في ميدان المعركة لا يعني القضاء على المنظمة.

وتعلق الصحيفة بأن الرئيس باراك أوباما، وإن أعلن عن نهاية العمليات العسكرية في كل من العراق وأفغانستان، إلا أن المهمة الجديدة هي جزء من استراتيجية توسيع الحرب ضد الجهاديين في جنوب وسط آسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأرسلت واشنطن إلى العراق 3.7000 جندي أمريكي، مستشارين ومدربين وكوماندوز، بالإضافة لنشر عدد من القوات الخاصة في سوريا.

وقال كارتر إن الولايات المتحدة طلبت من الدول الأخرى، بمن فيهم الحلفاء العرب، المساهمة في الحملة العسكرية التي تخطط فيها الولايات المتحدة لاستعادة مدينة الموصل في العراق والرقة في سوريا اللتين يسيطر عليهما تنظيم «الدولة».

وأضافت الصحيفة أن الإدارة تدرس فكرة شن حملة ضد التنظيم في ليبيا، والتي قد تؤدي لزيادة الدور الدبلوماسي والعسكري الأمريكي هناك. وزادت الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها من عمليات الاستطلاع وجمع المعلومات الأمنية.

وأشارت هنا لقيام قوات العمليات الخاصة بمقابلة عدد من الجماعات الليبية المسلحة في الأشهر القليلة الماضية والبحث عن طرق للتعاون مع تلك التي ترى الولايات المتحدة أنه يمكن الإعتماد.

تحديات

وفي أفغانستان يخشى القادة الأمريكيون وقادة دول الحلفاء من التحديات التي تفرضها شبكة المقاتلين التابعين لحقاني والموالون لطالبان والذين قدموا الولاء لتنظيم «الدولة» على الحكومة الأفغانية وقواتها التي تحاول الاعتماد على نفسها.

ولم يبق من القوات الأمريكية سوى 9.800 جندي في أفغانستان وسيتم تخفيض العدد إلى 5.500 مع مغادرة الرئيس باراك أوباما البيت الأبيض بحلول كانون الثاني/يناير 2017، مع أن بعض المسؤولين الأمريكيين ألمحوا لإمكانية إبطاء عملية سحب الجنود في ظل الوضع الأمني المتدهور.

وكان مرشح أوباما لتولي قيادة القوات الأمريكية في أفغاتستان، اللفتنانت جنرال جون دبليو نيكلسون جي أر، قد سئل من رئيس لجنة القوات المسلحة في الكونغرس، السناتور جون ماكين، إن كان الوضع الأمني في أفغانستان يتدهور. فأجاب: «سيدي، أوافق على تقييمك». وقال إن «طالبان» قاتلت ضد القوات الأمنية الأفغانية بطريقة قوية وأكثر من المتوقع، مشيرا إلى أن ظهور تنظيم الدولة في أفغانستان لم يكن متوقعا.

وقال الجنرال نيكلسون إنه في حالة وافق الكونغرس على تعيينه، فسيقوم في الأشهر الثلاثة الأولى من عمله بمراجعة ملامح الاستراتيجية الأمريكية في أفغانستان والتي تقوم عل مكافحة الإرهاب وتقديم النصح والدعم للقوات الأفغانية، قبل أن يقدم توصياته حول مستوى القوات الأمريكية في أفغانستان.

وتشير الصحيفة إلى أن القواعد الجديدة المخففة والتي أرسلها البيت الأبيض إلى البنتاغون الشهر الماضي، وهو ما سهل مهمة مكافحة التنظيم. فما على الجيش الآن إلا أن يقدم مقترحا لضرب هدف تابع لتنظيم الدولة في أفغانستان.

وفي الماضي كان الهدف يضرب في حالة وجد العسكريون علاقة له بتنظيم «القاعدة» فقط. وكان الجيش يهاجم تنظيم «الدولة» في حالات الدفاع عن النفس، لكن القواعد الجديدة تسمح بالهجوم عليه. وقال بوكنان إن القوات الأمريكية لا تزال تستهدف القاعدة ولكنها في الأسابيع القليلة الماضية باتت تركز أكثر على تنظيم «الدولة».

وتشير الصحيفة للفوارق بين مقاتلي التنظيم في العراق وسوريا وبين مقاتليه في أفغانستان، فمعظم هؤلاء مقاتلون محليون انشقوا عن حركة طالبان أو كانوا في حركة حقاني حيث أعادوا تقديم أنفسهم كمقاتلين في تنظيم «الدولة». وبالمقارنة فالذين يقاتلون في سوريا والعراق جاءوا من دول الشرق الأوسط وأوروبا.

وتشير الصحيفة إلى أنه لا يوجد ما يشير لتلقي المقاتلين في أفغانستان أوامر من الرقة، عاصمة ما يطلق عليها «الخلافة». ولكنهم استطاعوا تنفيذ سلسلة من العمليات الدموية. يذكر أن فرع تنظيم الدولة في أفغانستان، «الدولة الإسلامية في خراسان»، ينمو بسرعة كبيرة منذ نشوئه عام 1914 كتنظيم منشق عن طالبان، ويقوم التنظيم بالتجنيد على مستوى أفغانستان وفي نانغرهار، وقد تم تخريج الدفعة الأولى من معسكرات التدريب التابعة له.

وتم اعتقال طلاب في جامعة جلال آباد لرفعهم علم تنظيم «الدولة»، وقام بهجومين على منطقة القنصليات في كابول الشهر الماضي. وفي المناطق النائية من نانغرهار يحكم بنفس الوحشية ويعدم الرجال ويبيع البنات.

نشاط إعلامي

ولا ينشط الفرع الأفغاني على المستوى العسكري بل وعلى المستوى الإعلامي. وفي هذا السياق ذكرت صحيفة «التايمز»البريطانية أنه أنشأ إذاعة له في أفغانستان لبث الدعاية حيث ينشر الرعب في شرق البلاد بينما يكثف من عمليات التجنيد في وجه الهجمات الحكومية المضادة.

وقالت الصحيفة إن المواطنين الأفغان الذين يعيشون في جلال آباد ونانغرهار أصبح باستطاعتهم الاستماع للنشرات الإخبارية التي تبثها إذاعة «صوت الخلافة» من الساعة السادسة مساء حيث لا ينتظر «المتآمرون والكفار إلا الجحيم».

وتقول الصحيفة إن الإذاعة، التي تبث برامجها قرب الحدود الباكستانية الأفغانية، تحتوي على خطب إسلامية نارية وتدعو الشباب للانضمام إلى صفوف التنظيم وتهدد كل من له ولاء للحكومة أو لطالبان بالإعدام.

ويفصل بين البرامج صوت صليل السيوف والمدافع الرشاشة. وكانت الإذاعة قد بدأت بثها بلغة البشتو ولكنها أضافت برامج بلغة أفغانستان الرسمية الثانية (داري)، وهي نمط من الفارسية ويتكلم بها السكان خاصة «الهزارا» (الأفغان الشيعة) بالإضافة لبرامج أخرى بالعربية والفارسية في محاولة من التنظيم لتجاوز الخطوط القبلية والإثنية بحثا عن المجندين. وتعلق الصحيفة بأن الذين يبغضون تنظيم «الدولة» باتوا يتابعون برامج الإذاعة المسلسلة وذات المستوى العالي لأنها أفضل من البرامج التي تقدمها الإذاعات التقليدية.

ونقلت الصحيفة عن الحاج محمد حسن، أحد زعماء القبائل في جلال آباد، قوله إن «إذاعة داعش هي في الواقع أفضل من الإذاعات المحلية. فهم يبثون برامج ممتازة بلغة البشتو، وقد أثرت كثيرا على الشباب لأن الكثير منهم عاطلون عن العمل وقابلون للتأثر بالإسلاميين». وحاولت قوات الحكومة إغلاق الإذاعة ولكن يعتقد أن المتطرفين يستخدمون أجهزة بث متنقلة لتجنب الكشف.

وترى الصحيفة أن الفرع الأفغاني أدرك، كما فعل المركز في العراق وسوريا، أثر الدعاية المتعددة الوسائط. ويستخدم التنظيم إذاعة الراديو في الشرق الأوسط في الرقة والموصل. وفي أفغانستأن هناك إذاعة لتنظيم طالبان المنافسة وتقوم ببث الرعب في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في باكستان وأفغانستان. ويقول وجيه الرحمن شنواري، مدير فرع نانغرهار لقسم الحدود والشؤون القبلية: «بالطبع يؤثر الإعلام على الشباب لأن عندنا إسلاميون كثر. ويمكن أن ينضم الشباب، العاطلون عن العمل والذين لا يحبون الحكومة الحالية، للتنظيم».

هزيمة التنظيم في سوريا

وتعبر الحملة الأمريكية ضد فروع التنظيم عن رغبة في وقف تقدمه في الخارج. ومع أنه تم إجباره على التراجع في العراق، إلا أن قادة أكراد يعتقدون أن تراجعه بطيء.

ونقلت صحيفة «إندبندنت»، عن مسؤولين في إربيل، قولهم إنه لن تتم هزيمة التنظيم في العراق قبل أن يهزم في سوريا.

وعلق باتريك كوكبيرن، في تقرير له بالصحيفة، على أن التقدم بطيء رغم مبالغات الحكومة العراقية في الإنجازات التي حققتها قواتها في كل من تكريت والرمادي.

ونقل الكاتب عن محافظ مدينة كركوك، الدكتور نجم الدين كريم، قوله: «كانت الهجمات الأولى لداعش (عام 2014) مثل غارات المغول، لكن مقاتليه لم يستطيعوا الاحتفاظ بموقع ثابت». وأضاف: «لكن هذا لا يعني أنه تم تدميره في العراق، ولن يحدث طالما لم يهزم في سوريا».

وقال إن مقاتلي البيشمركة دحروا تنظيم الدولة إلى مسافة طولها 10- 20 ميلا عن كركوك. ويعلق الكاتب عن مفاخرة كل من حكومة إقليم كردستان وبغداد باستعادة سنجار، الواقعة غرب الموصل، والرمادي، الواقعة غرب بغداد، ولكن هذه الانتصارات لم تتحقق إلا بدعم طيران التحالف الدولي.

ولم تكن انتصارات حاسمة نظرا لأن التنظيم لم يقاتل حتى النهاية وقرر سحب مقاتليه من أجل تخفيف الخسائر. وعلق الدكتور كريم على أساليب تنظيم «الدولة» بقوله إنه عاد «لحرب العصابات».

وقال إن السكان الذين فروا من المدن، التي تمت استعادتها من التنظيم، لم يعودوا إليها لأنه لم يخرج من المناطق المحيطة بها أو لخوفهم من الاضطهاد الطائفي.

دمار

وأشار كوكبيرن إلى مدينة الرمادي، التي كان عدد سكانها قبل دخول الجهاديين إليها العام الماضي 600.000 نسمة، وكيف أن التنظيم لا يزال يواصل هجماته الانتحارية واستخدام القناصة حيث قتل الأسبوع الماضي 30 من قوات الأمن العراقية.

ونقل عن عجوزين فرا من مدينة تكريت عام 2014 إلى إربيل ثم عادا إليها بعد خروج الجهاديين منها ليهربا مرة ثانية بعد المعارك التي اندلعت بين قوات موالية للحكومة والجهاديين.

ويرى الكاتب أن من يريد العودة من المهجرين للرمادي لن يجد شيئا خاصة أن التحالف الدولي ضد داعش يعتمد على القصف الجوي ولهذا دمر نسبة 80% من الرمادي. ويقارن الكاتب بين قوة التنظيم في العراق وسوريا، فهو لا يزال يسيطر على مدينة الموصل التي يعيش فيها 1.5 مليون نسمة والفلوجة القريبة منها.

ويعتبر القوة الأكبر التي تواجه الحكومة في العراق، أما في سوريا فهو واحد من عدة فصائل. وينقل الكاتب عن سروان بارزاني، الذي يقود 15.000 من قوات البيشمركه، قوله إن تنظيم الدولة وإن عانى من خسائر فادحة، إلا أن جبهة القتال تمتد على 3.700 كيلومتر ويمكنه جمع 500 مقاتل في أي لحظة و10 انتحاريين لشن هجوم.

ويقول بارزاني إن لديه 15.000 مقاتل ويحرسون جبهة طولها 120 كيلومترا مع أن الجنود ليسوا كلهم في الخدمة.

وفي بقية العراق وسوريا فخطوط القتال طويلة ومن الصعب حمايتها. وفي الوقت الذي يعتمد فيه الجيش العراقي والبيشمركة على الغطاء الجوي، إلا أن مقاتلي التنظيم لديهم نظام متقن من الأنفاق يلجأون إليها هربا من القصف الجوي. كما ويعتمد على الوحدات الصغيرة التي تتكون من 8-10 مقاتلين.

وسئل بارزاني عن إمكانية هزيمة تنظيم الدولة، فقال إن الولايات المتحدة كان لديها 150.000 جندي وفشلت في هزيمة القاعدة. وقال إن البيشمركة لن تهاجم وحدها مدينة الموصل، وليس هناك قوات أمنية عراقية قادرة على استعادة الموصل. وعلق بأن القتال في الرمادي قام بمعظمه عناصر من الحشد الشعبي (بنسبة ما بين 60-65%).

وهو خلاف ما قيل وهو إن الحشد الشعبي لم يشارك في معارك الرمادي. ويعتقد الكاتب أن حديث واشنطن ولندن عن ترنح تنظيم الدولة تحت ضربات البيشمركه والجيش العراقي هو أحلام وأمان. صحيح، تحققت انتصارات هنا وهناك، لكن التنظيم لم يخسر المنطقة الرئيسية التي بدأ منها معاركه قبل عامين.

 

ماذا لو أسقطت أنقرة طائرة روسية جديدة؟

إسماعيل جمال

إسطنبول ـ «القدس العربي»: جدد الاختراق الجديد الذي قامت به طائرات حربية روسية للأجواء التركية حالة الاحتقان السياسي والعسكري بين أنقرة وموسكو، الأمر الذي دفع بالحكومة التركية للطلب من حلف شمال الأطلسي تزويدها بصواريخ «ياتريوت» المضادة للطائرات والصواريخ، فماذا لو أسقطت أنقرة طائرة روسية جديدة؟

الكاتب والباحث في الشأن التركي سعيد الحاج استبعد إقدام تركيا على إسقاط طائرة روسية جديدة بدون قرار من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لافتاً إلى أن حادث الاختراق الأخير الذي أعلنت عنه الحكومة التركية «ربما ليس الحادث الأول منذ إسقاط الطائرة الروسية على الحدود مع سوريا، لكن يبدو أن الحكومة التركية فَعلت القضية من جديد في مسعى لوقف الانتهاكات الروسية لأجوائها».

وقال الحاج في تصريحات خاصة لـ«القدس العربي»: «لا اعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو معنيان بالتصعيد مع روسيا خاصة بعد التفاهمات الأمريكية الروسية حول سوريا فالعلاقات الروسية الأمريكية تتجه أكثر نحو التنسيق والتهدئة أكثر من توجهها نحو الصدام»، مذكراً بالموقف الأمريكي الأقرب إلى «الحياد» تجاه الانتهاكات الروسية المتكررة للأجواء التركية.

وعلى الرغم من أن الجيش التركي مصنف بالمرتبة العاشرة كأقوى جيش بالعالم، ويعتبر ثاني أقوى الجيوش في حلف شمال الأطلسي «الناتو»، إلا أنه ما زال يفتقد إلى منظومة متطورة للدرع الصاروخي لمواجهة اختراقات الطائرات واحتمال تعرض الأراضي التركي لهجمات صاروخية من محيطها المضطرب.

ولا تمتلك تركيا منظومة درع صاروخي خاصة بها، لكنها مشمولة ضمن منظومة «الباتريوت» التي يعمل على نشرها حلف شمال الأطلسي «الناتو» في دول الاتحاد الأوروبي للتصدي لأي هجمات صاروخية محتملة على دول الحلف.

من جهته، رأى الكاتب والمحلل السياسي التركي باكير أتاجان في تصريحات خاصة لـ»القدس العربي» أن «روسيا تحاول تصدير أزماتها الاقتصادية وتورطها في المستنقع السوري عبر الاشتباك مع تركيا»، لافتاً إلى أن الانتهاكات الروسية المتكررة للأجواء التركية تهدف إلى استفزاز تركيا ودفعها نحو الدخول في مواجهة عسكرية.

وعن احتمال إقدام أنقرة على إسقاط طائرة روسية جديدة، قال أتاجان: «تركيا ستجد نفسها مجبرة على الدفاع عن سيادتها وأراضيها إذا ما تواصلت الاستفزازات والانتهاكات الروسية.. لا أتوقع أن يقدم الجيش التركي مباشرة على إسقاط طائرة روسية ولكن لو تواصلت الانتهاكات بالتأكيد لن يتردد الجيش بالقيام بهذا الأمر».

وشدد أتاجان على أن الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وقيادة حلف الناتو لن تقف إلى جانب تركيا في أي مواجهة محتملة مع روسيا، معتبراً أن «الغرب له مصلحة في حدوث اشتباك روسي إيراني تركي يضعف الأطراف الثلاثة ويتيح لواشنطن ولندن تقاسم الكعكة لوحدهما في الشرق الأوسط».

وذكرت مصادر صحافية تركية، بأن الحكومة التركية تتحرك نحو طلب إعادة بطاريات صواريخ باتريوت إلى أراضيها مرة ثانية، وذلك بعد حادثة اختراق المقاتلة الروسية للأجواء التركية، قبل أيام، وتنتظر حكومة أنقرة من الولايات المتحدة، وألمانيا التي توجد لها قوات عسكرية في قاعدة «إنجيرليك» العسكرية الموجودة على الأراضي التركية، جوابًا بشأن نشر نظم دفاع الباتريوت.

وكان حلف الناتو قد أصدر قرارًا يقضي بنشر نظم الدفاع الباتريوت في الأراضي التركية وذلك بعد حادثة اختراق المقاتلة الروسية للأجواء التركية قبل عدة شهور.

وأضافت المصادر الصحافية، أنه بعد سحب نظم الدفاع الباتريوت لم يبقَ أي نظام دفاع جوي في تركيا إلا بطاريات صواريخ تتبع للحكومة الإسبانية.

وهددت الحكومة التركية بأنها ستقوم بإسقاط أي مقاتلة تخترق مجالها الجوي، في أي حال من الأحوال.

في سياق آخر، ختم رئيس الوزراء التركي «أحمد داود أوغلو» زيارته إلى المملكة العربية السعودية، الأحد، بلقاء وزير الدفاع السعودي وولي ولي العهد الأمير «محمد بن سلمان»، حيث حضر اللقاء من الجانب التركي، وزير الدفاع «عصمت يلماز» ووزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، إضافة إلى رئيس هيئة الاستخبارات التركية «هاكان فيدان».

كما رافق رئيس هيئة الأركان العامة التركي «خلوصي أكار» داود أوغلو في زيارته الرسمية التي قام بها إلى السعودية، وذلك في حادثة تعد الأولى من نوعها، والتي يرافق فيها مسؤول عسكري رفيع المستوى وفدا رسميا للحكومة في زيارتها إلى الخارج.

وأوضح داود أوغلو أن سبب مشاركة «أكار» في الزيارة الرسمية، بأن الحكومة رغبت في إطلاع «أكار» على المباحثات الثنائية بين البلدين بشكل مباشر، قائلاً: «إن رئيس الجمهورية التركي في زيارته الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية اتخذ قرارا مشتركا بإنشاء مجلس تعاون استراتيجي رفيع المستوى، وإقامة تعاون دفاعي بين البلدين، ولذلك أردنا أن يكون رئيس هيئة الأركان العامة معنا، ليطلع على فحوى المباحثات بشكل مباشر.. بعد الآن سيشارك رئيس هيئة الأركان العامة في مثل هذه المباحثات باستمرار، ومن هنا عليكم ألا تستهجنوا الأمر، وألا تنظروا إليه على أنه أمر غريب واستثنائي».

إسماعيل جمال

 

أسرى من قوات «الباسيج» الإيرانية بقبضة المعارضة السورية والتحقيقات تؤكد تعاقدهم مع النظام للقتال في حلب

هبة محمد

حلب ـ «القدس العربي»: تمكنت كتائب المعارضة السورية المسلحة من أسر اثنين من قوات «الباسيج» الإيرانية، التي تقاتل إلى جانب قوات النظام السوري، خلال مواجهات في ريف حلب الجنوبي.

وقال أحد قادة حركة «بيان الإسلام»، التابع لـ»فيلق الشام، إن عناصره تمكنت من أسر كل من أحمد محمدي، 31 عاما، الذي صرح، بدوره، بأن عمله ضمن قوات الباسيج يقتصر على الإسعاف الميداني، بالإضافة إلى أحمدي، 37 عاما، الذي قال إنه يعمل كسائق سيارة إسعاف لدى القوات الإيرانية التي تخوض معارك ضد المعارضة المسلحة في بلدة خان طومان بريف حلب الجنوبي.

وضمن شريط مصور، بثه فيلق الشام للقاء مع الأسرى الإيرانيين، أكد الأسير أحمد أنه قدم إلى الأراضي السورية لحماية المقدسات الشيعية ومرقد السيدة زينب ابنة الإمام علي، الواقع بريف دمشق الجنوبي، وهي الحجة التي تبرر بها حكومتا طهران ودمشق التجييش الطائفي وتعبئة المقاتلين الشيعة ضمن ألوية تقاتل بالنيابة عن قوات بشار الأسد.,

واستطرد الأسير، بعد مقاطعته بأنه لا وجود لمرقد السيدة زينب في ريف حلب، فقال: «لقد تم توجيهنا من قبل قيادة قوات الباسيج إلى حلب ونحن لا ندري وجهة القتال، ثم أتت الأوامر بأننا سوف نقاتل تنظيم «الدولة الإسلامية» على هذه الأرض، فكانت وظيفتي إسعاف الجرحى، وزميلي كان سائق سيارة الإسعاف»، الأمر الذي نفاه رئيس المجلس المحلي لبلدة خان طومان، محمد الحسن، في لقاء خاص معه، مرجعا الأمر إلى وجود أسلحة فردية (مسدس وبندقية) كانت بحوزة كل أسير، بدون وجود أي دليل على عملهما في المجال الطبي.

وأكد الأسير خلال الحديث معه على تعبئة عناصر من شيعة لبنان المنضوين تحت قيادة «حزب الله» اللبناني، وإضافة إلى مقاتلين عراقيين، وعناصر من أفغانستان التابعين للواء «فاطميون»، حيث كانوا جميعهم يقاتلون في صف واحد إلى جانب قوات النظام السوري في ريف حلب.

وتابع أنه عالج بعض الجرحى، الذين تبين منه أنهم يحملون الجنسية السورية ويقاتلون ضمن قوات النظام، وطلب الأسيران في نهاية اللقاء معهما من الحكومة الإيرانية تسريع الإجراءات في عقد صفقة تبادل أسرى مع كتائب المعارضة، وإخراج معارضين سورين من سجون النظام السوري مقابل الإفراج عنهم.

وقال رئيس المجلس المحلي، محمد الحسن، لـ «القدس العربي»: «وقع الأسيران في قبضة كتائب الثوار قبل نحو 20 يوما، عندما كانا مصابين وعالقين في أحراش البلدة، حيث تم تأجيل خروجهما إلى الإعلام حتى الاستشفاء، مضيفا أنهما كانا موجودين على الخط الأول الذي حرره الثوار، أي على خط التماس، ولا تزال التحقيقات معهما جارية.

وبحسب التحقيقات الأولية، قال المتحدث: «دخل الأسيران الأراضي السورية قبل نحو ثلاثة أشهر فقط، ضمن مجموعة كبيرة من جنسيات متعددة (لبنانية، وعراقية، وإيرانية، وأفغانية) يبلغ تعددها حوالي 3000 مقاتل، جميعهم قد وقعوا عقودا مع النظام السوري على القتال في حلب، حيث يتم تبديل الدفعة المقاتلة كل 45 يوما.

ويبلغ مجموع أيام القتال للفرد الواحد منهم 1500 يوم، مقابل أن يتواجد الفرد في المقر للاستراحة 1500 يوم آخر.

وكانت منظمة «هيومن رايتس ووتش» قد صرحت، بأنه منذ تشرين الثاني / نوفمبر 2013، قام الحرس الثوري الإيراني بتجنيد آلاف الأفغان، للقتال في سوريا مع النظام السوري.

وأفادت المنظمة أن السلطات الإيرانية أجبرت الأفغان على الدفاع عن المراقد والمقدسات الشيعية، وشجعتهم بالحوافز المالية ووعدتهم بالحصول على الإقامة القانونية في إيران بغية انضمامهم إلى الميليشيات الموالية للحكومة السورية.

وأجرت المنظمة مقابلات مع عدد من المقاتلين الأفغان ممن جندتهم حكومة طهران للقتال على الأراضي السورية، وقال بعضهم إنهم أرغموا على القتال في سوريا، وبعضهم قد فر في وقت لاحق إلى اليونان، أو تم ترحيلهم إلى أفغانستان لرفضهم المشاركة في الحرب السورية.

وقال بيتر بوكارت، مدير قسم الطوارئ في «هيومن رايتس ووتش»: «إيران لم تقدم للأفغان فقط الحوافز بل هددت الكثيرين بالترحيل إلى أفغانستان إن لم يقوموا بما يطلب منهم»، وأضاف: «وفي مواجهة هذا الاختيار القاتم، فضل بعض هؤلاء الرجال والأولاد الأفغان الفرار من إيران لأوروبا، ويعتبر تهديد اللاجئين الأفغان بالترحيل إلى أفغانستان إذا رفضوا القتال في سوريا إعادة قسرية، وهي ممارسة محظورة بموجب القانون الدولي».

 

سوريون: المجتمع الدولي لن يصنع لنا سلاماً مهما تنوعت الاحتمالات

محمد إقبال بلو

أنطاكيا ـ «القدس العربي»: لا يعرف السوريون ما ينتظرهم في الشهور القادمة التي لونها المجتمع الدولي في خيالاتهم وجعلها سلاماً قادماً، كثيرون منهم لا يثقون بأي كلمة تقال في منابر الإعلام اليوم، وفئة قليلة تفضل زرع ابتسامة أمل عسى أن يولد من الموت طيف انبعاث.

وجدت «القدس العربي» أن أولئك الشبان، الذين يقاتلون قوات النظام منذ خمس سنوات، والذين قتل عشرات الآلاف منهم أثناء المعارك، هم الأولى بالسؤال المطروح حول توقعاتهم للمستقبل الذي ينتظرهم، والتقت أحد مقاتلي الجيش السوري الحر في ريف حلب الشمالي، حسن، الذي قتل شقيقه وعانى مع أب معاق ومنزل مدمر، وحاول كل يوم خلال خمس سنوات أن يصنع إيماناً في قلبه يدفعه للاستمرار في حمل سلاحه ضد النظام. يقول الشاب، الذي لم يتجاوز الـ 25 من العمر لـ «القدس العربي»: «جنيف؟ تقصدون جنيف3 أم جنيف 10 الذي قد نشهده بعد سنوات؟ أعتقد أننا لن نجني سلاماً من مفاوضات جنيف، فتلك المفاوضات بنيت أساساً على استسلام ولم يتم بناؤها على سلام، وإن كانت الدول الداعية لهذه المفاوضات صادقة، أو تمتلك شيئاً من القرار العالمي بحق، فلتوقف القصف فقط ولتمنع أي سلاح جوي من استهداف المدنيين. لا أعتقد أن كل الأمم المتحدة تستطيع أن تفرض ذلك على القوى التي تقصفنا جوا، سواء كانت النظام أم الطيران الروسي، وأشك أن هناك أطرافاً أخرى تشارك في قصف المدنيين». يضيف حسن: «النظام سوري ساقط بالنسبة للشعب السوري منذ الحراك السلمي في عام 2011، وساقط عسكرياً منذ نهايات عام 2012، واعتبارا من تاريخ اليوم الأول من عام 2013 يقاتل ثوار سوريا دولاً عظمى أرادت سحق الشعب السوري لأنه قرر إسقاط نظام عميل للأنظمة كلها بشبكة من العلاقات الاستخباراتية والمصلحية، وخدم الجميع بدون تقصير وأهمهم إسرائيل، ولهذا يصعب علينا تحقيق الانتصار، وبهذا ندرك جميعاً أن جنيف، وبعد إهمال رقمه لأن هنالك «جنيفات» قادمة، ليس سوى تضييع وقت ورسم أمل بعيد عن الحقيقة، فالويل كل الويل لمن يحاول العبث بنظام دولي جاثم في المنطقة منذ عشرات السنين».

يرى المقاتل، الذي أصيب آخر إصاباته الكثيرة يوم أمس، أن الجهود الدولية التي «نراها تهدف إلى إيقاف الحرب ضد النظام ، بعد أن أنهك داعموه بدفع فاتورة إجرامه، فهم يريدون أن نتوقف عن قتال النظام تحت اسم عملية للسلام، ومن ثم يعيدون تمكينه بشكل مختلف، وقد يتخلون عن رأس النظام لتحقيق انتصار رمزي لنا يقنعوننا به، لكنهم وبالتأكيد سوف يحافظون على جوهر النظام ووظائفه التي يقوم بها من خلال أشخاص يشبهون بشار الأسد حتى ولو كانوا من طوائف أو توجهات أخرى».

المحامي الحلبي، نور الدين، الذي ما زال يعمل في ورشة للنجارة بمدينة أنطاكيا التركية منذ عامين رغم كبر سنه، يقول: «نأمل أن تنتهي الحرب وأن يعم السلام، ونتمنى أن يكون مؤتمر جنيف الثالث بخصوص المسألة السورية مؤتمراً جاداً أكثر من سابقيه، لكن من الواضح ومنذ البداية أن الدول التي نصبت نفسها شرطياً للعالم، أي دول مجلس الأمن الدولي، متفقة على ترتيب ما تكمل من خلاله استثمارها للدم السوري من أجل تحقيق أهداف أخرى غير تحقيق السلام، بل بعيدة عنه». ويضيف: «لست ضليعاً بالسياسة، ولكن من الواضح أن الدول تريد من المعارضة السورية السياسة والعسكرية والمدنية أن تحقق إنجازاً سياسياً يعتمد على توقيع سلام مع النظام السوري نفسه، أما رحيل بشار أو بقاؤه فهو أمر غير ذي أهمية، لكن ماذا بعد؟ أليس علينا أن نفكر في ذلك؟ ماذا بعد أن يتم توقيع السلام وما بعد أن تحصل المعارضة على بعض مناصب في حكومة مشتركة تتألف من الطرفين؟ غالباً لن تنتهي المأساة السورية هنا بل سيدخلنا المجتمع الدولي في حرب».

ويشرح المحامي نور الدين ما عناه بقوله: «يريدون أن نتصالح مع النظام لنبدأ بمحاربة تنظيم الدولة، وليتفرغ شباننا السوريون لهذه المعركة الجديدة، بحيث يكونون مقاتلين تحت جناح الدول التي ترغب بالقضاء على التنظيم، أي أنهم سوف يخرجون أبناءنا من حرب ليدخلوهم في أخرى، وكل هذا بعد أن فشلوا جواً بالقضاء على تنظيم الدولة، وتيقنوا أن محاربة التنظيم تحتاج إلى مقاتلين على الأرض بل إلى عدد هائل منهم، الدول تريد زج أبنائنا في حرب تحت راياتهم».

ويسأل نور الدين: «لماذا لم يولد تنظيم الدولة قبل الثورة السورية؟» ويجيب بنفسه: «لأن التطرف والإجرام اللذين تعرض لهما السوريون منذ أيام الثورة السورية الأولى، ومجازر بانياس والحولة تشهد بذلك، كل هذا ولد تطرفاً مضاداً، وهذا أمر طبيعي، هم يريدون القضاء على التطرف المضاد هذا ولكن بدون أن يقضوا على أول المتطرفين الذين ذبحوا اطفالنا بالسكاكين، واستمتعوا بتعذيب أبنائنا ونسائنا بل واغتصابهم، لن يجلب جنيف السلام بل سيخرجنا من حرب لندخل أخرى».

 

حماه 82.. عندما قتل رفعت الأسد آلاف السوريين

أمين محمد

تستحضر الذاكرة السورية ما جرى في مدينة حماه (وسط البلاد)، قبل أكثر من ثلاثة عقود، من مذابح على مدى شهر كامل، لم تنقض إلا وكان آلاف السوريين، بينهم أطفال ونساء، في عداد القتلى، بأساليب عاد وكررها جيش النظام، خلال سنوات الثورة السورية. ولكن الفارق الوحيد، أن مذابح حماه جرت في صمت، أما مذابح اليوم، فإنها أصبحت تتم على مرأى ومسمع المجتمع الدولي، وربما بـ”رضاه”.

ولا يزال السوريون يشعرون بـ”الذنب” حيال صمتهم أمام ما جرى من استباحة مدينة حماه في الثاني من شهر فبراير/شباط من عام 1982، حيث بدأت “سرايا الدفاع” التي كان يقودها رفعت الأسد، شقيق الرئيس حافظ الأسد، وقطعات أخرى من جيش النظام، باجتياح مدينة “النواعير”، بعد عدة أشهر من الحصار، لترتكب مجازر بحق آلاف المدنيين العزّل.

ونشرت عدة منظمات حقوقية شهادات نقلاً عن ناجين من المذبحة، تظهر حجم الكارثة التي حلت بالمدينة، إثر بلوغ الصراع بين النظام ومعارضيه، خاصة من جماعة الإخوان المسلمين آنذاك، ذروته؛ إذ استغل تعرض عناصره لكمين، ليشرع في عملية إبادة، أكدها ناجون في شهادات أمام منظمة العفو الدولية في عام 2012.

في السياق ذاته، لم ترد أرقام مؤكدة عن عدد القتلى في تلك المذبحة الجماعية. ولكن قائد حملة النظام العسكرية على المدينة، رفعت الأسد، تفاخر في اجتماع ما يُسمى “القيادة القُطرية” لحزب البعث، بقتله 38 ألف مدني في مدينة حماه.

وذكرت إحدى الناجيات من المذبحة في شهادتها أمام منظمة العفو الدولية، كيف قُتل نحو 60 شخصاً خلال واحدة من الهجمات التي استهدفت مسجد مسعود في المدينة، قبل أن تقوم قوات الأمن ببتر أصابع أيديهم، ورصّها على طول جداره.

ووصفت الناجية كيف أن الكلاب كانت تنهش الجثث المرمية في شوارع المدينة، والغثيان يصيبها كلما تذكرت تلك المشاهد، رغم مرور عقود على وقوعها.

خلال المجزرة في حماه، أزال قصف بطائرات “الميغ” والمروحيات والمدفعية، أحياء تاريخية في المدينة.

وأشار المعارض الحموي عمر الحبال، الذي عاصر المجزرة، في حديث مع “العربي الجديد”، إلى أن أحياء الكيلانية والزنبقي والسخانة، أصبحت “ركاماً”.

وأضاف “لم تسلم عائلة حموية واحدة من قتل أحد أفرادها في تلك المذبحة، وهناك عائلات أبيدت بشكل شبه كامل، منها عائلة الشققي، وسقط من أفراد هذه العائلة أكثر من أربعين امرأة ورجلا. كما قتل عدد كبير من أفراد عائلات البرازي، وطيفور، وعدي، والكيلاني، والنبهان”.

ويذكر الحبال أنه في يوم واحد، سُمي “الجمعة الحزينة”، وبعد الانتهاء من القتل والتدمير، تم إعلان رفع حظر التجوال، وبدأت العائلات التي هربت خارج المدينة بالعودة إليها لتفقّد بيوتهم. وبعد أربعة أيام، تم تطويق أحيائها مرة أخرى، وجمع ما يقارب 7000 شاب، اقتيدوا باتجاه مقبرة سريحين شرق حماه، ولم يعد أحد منهم”.

وبعد انقضاء أيام المجزرة في السابع والعشرين من فبراير/شباط، تبيّن أن هناك آلاف المدنيين قتلوا بدم بارد، ودفنوا في مقابر جماعية، وأن هناك آلاف المفقودين، وعشرات المساجد والكنائس دمرت بشكل كامل، واضطر آلاف “الحمويين” إلى ترك مدينتهم، خوفاً من انتقام آخر من جيش النظام.

ونشرت الصحافة العالمية في حينها، تقارير تؤكد أن ما حدث جرائم بشعة ضد الإنسانية. وذكرت مجلة “لونوفال أوبسرفاتور” الفرنسية، أن أحد الضباط الذين شاركوا في المجزرة قال متفاخراً، إن “عدد القتلى يفوق من بقي في المدينة أحياء”، وكان عدد سكان المدينة في عام 1982 يربو على الـ400 ألف نسمة.

وقال عمر الحبال، إن المجزرة تركت جرحاً عميقاً لم يندمل حتى اليوم، وخلفت عشرات الآلاف من الأرامل واليتامى، ورغم ذلك لم “تنتج جيلاً حاقداً مشرداً فاسداً”. وتحملت المدينة، بل استطاعت أن تعبر بجيلها الجريح إلى بر الأمان، عبر جمعيات أمنت لهم المعونة، واهتمت بآلاف العوائل، ولو بالحد الأدنى.

 

دي ميستورا يتعهد بإقناع النظام السوري بـ”البنود الإنسانية” اليوم

جنيف ــ العربي الجديد

تجتمع الهيئة العليا للمفاوضات السورية اليوم الثلاثاء، لتقييم لقائها الرسمي الأول مع المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا الذي جرى يوم أمس في مبنى الأمم المتحدة، واقتصر حضوره من جهتها على تسعة أعضاء فقط برئاسة أسعد الزعبي، وضم الوفد أيضاً كلاً من: جورج صبرة ومحمد صبرة وأحمد الحريري وهند قبوات وأحمد العسراوي وسهير الأتاسي وأليس مفرج والمتحدث الرسمي سالم المسلط.

ويتبيّن من خلال عدد أفراد وفد المعارضة، الذي التقى المبعوث الدولي، والمفترض أن يكون 15، والأسماء التي ضمها وتنوعت بين أعضاء من الوفد المفاوض وأعضاء من الهيئة العليا إلى جانب المتحدث الرسمي، أن المعارضة لا تزال مصرة على عدم انخراطها بشكل كامل في المحادثات حتى الآن، قبل تنفيذ مطالبها الإنسانية.

ويبدو أن دي ميستورا لا يزال مصراً على إبقاء المعارضة أطول وقت ممكن في جنيف، إلى حين الاجتماع الذي يجري اليوم بين وزيري الخارجية الأميركية، جون كيري، ونظيره الروسي سيرغي لافروف، مع اعترافه بأنه يتوقع محادثات “معقدة وصعبة”، واضعاً مجرد بقاء الوفدين في سويسرا في خانة النجاح الأول للمحادثات، بقوله إن “الهدف الملحّ الأول هو التأكد من استمرار المحادثات وإن الجميع حاضر”.

 

المبعوث الدولي لم يتمكن من تقدير المدة الزمنية المتوقعة للجولة الأولى من المحادثات، لكنه أمل بأن “تحقق المفاوضات شيئاً بحلول 11 شباط/فبراير”، موعد اجتماع الدول المعنية بالملف السوري.

وعلى صعيد متصل، أوضح مصدر مطلع في تصريح خاص لـ”العربي الجديد”، أن دي ميستورا أخبر وفد المعارضة يوم أمس أنه سيتكلم مع وفد النظام السوري من أجل فك الحصار وإخراج المعتقلين بدءاً بالأطفال والنساء، في حين أن وقف القصف سيبحث مع الدول العظمى.

 

وأشار المصدر، إلى أن المبعوث الدولي وصف مطالب المعارضة بـ”المحقة”، لكنه بالمقابل طلب من وفدها البدء بتطبيق وقف إطلاق النار من أجل إعطاء العملية السياسية حقها أيضاً، لافتاً إلى خشية المعارضة من هذا المطلب والذي يجب أن يكون مع بداية المرحلة الانتقالية، بحسب بيان الرياض، مضيفاً أن المعارضة تخشى من تقديم التنازلات الصغيرة و”التي قد تؤدي إلى التراكم وتهوي بها في النهاية”، على حد قوله.

 

في غضون ذلك، وصل كبير المفاوضين السوريين المعارضين، محمد علوش، إلى جنيف، عصر أمس، كاسراً الفيتو الروسي المزمن ضده وبقية ممثلي الفصائل العسكرية في وفد أسعد الزعبي، الذي كشف لـ”العربي الجديد”، أن وفده لن يتحدث مع المبعوث الأممي إلا عن ثلاثة ملفات: وقف القصف الروسي على مناطق الثوار، وفك الحصار عن المناطق المحاصرة من قبل قوات النظام السوري ومليشيات حزب الله اللبناني وإيصال المساعدات للمحاصرين، وإخراج المعتقلين وفي مقدمتهم النساء والأطفال.

 

الأردن يعول على مؤتمر لندن لتخفيف عبء اللاجئين السوريين

عمان ــ محمد الفضيلات

يعلّق الأردن آمالاً كبيرة على مؤتمر الدول المانحة المقرر عقده في لندن، يوم الخميس المقبل، حيث يتوجه الوفد الأردني الذي يرأسه الملك عبد الله، إلى المؤتمر حاملاً رؤية جديدة لآلية مساعدة اللاجئين السوريين، تقوم على وضع نهج شمولي مستدام لمساعدة الدول المستضيفة للآجئين، كما أوضح المتحدث باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني.

وجدّد المومني، خلال لقاء عقده اليوم الثلاثاء مع ممثلي وسائل الإعلام الخارجية، ضرورة أن يقدم العالم مزيداً من المساعدات لتخفيف أعباء اللجوء السوري، قائلاً: “نامل أن يتغير النهج العالمي في التعامل مع الأزمة السورية، بحيث ينتقل من النهج القائم حالياً على إعطاء المساعدات الطارئة للاجئين، ليصبح نهجاً شمولياً يحدث تنمية مستدامة للدول المستضيفة”.

ولفت المومني، إلى أنه “دون إحداث هذا التحول سيكون من الصعب جداً على الدول المستضيفة للاجئين تحمل الكم الكبير من العبء، بسبب حجم اللجوء الكبير”.

وحول ملامح الرؤية الأردنية التي ستطرح في المؤتمر، أوضح: “نريد نهجاً شمولياً في مساعدة الدول المستضيفة للاجئين حتى تستطيع مساعدة اللاجئين القادمين إليها، وأن يتضمن هذا النهج الجديد مزيداً من المنح والتسهيلات وليس القروض. ما نريده تسهيلات تجارية مع أوروبا تمكننا من إيصال صادراتنا إليها يشكل يقوي اقتصادنا الوطني”.

وأوضح المتحدث باسم الحكومة، أن “الاستثمار في أمن واستقرار الدول المستضيفة للاجئين ودعمها هو استثمار في الأمن والسلم العالمي”.

ووفقاً لأرقام المنظمات الدولية، فإن مجموع ما تحمله المجتمع الدولي خلال العامين الماضيين من فاتورة اللجوء السوري في الأردن بلغ 28 في المائة، فيما تحمل الاقتصاد الوطني 72 في المائة. وقُدّرت خطة الاستجابة الأردنية لأزمة اللاجئين السوريين، كلفة استضافة اللاجئين؛ خلال الثلاث سنوات المقبلة، بـ8 مليارات دولار، موزعة على مساعدات مباشرة للاجئين، ومساعدات موجهة للمجتمعات المستضيفة، واُخرى لمساعدة خزينة الدولة.

وأمل المومني، أن يكون هناك مزيد من الالتزام بالتعهدات الدولية لمساعدة اللاجئين، وأن تكون هناك جدية في التعامل مع مشاكل الدول المستضيفة، قائلاً: “إنه في حال لم تتم مساعدة اللاجئين السوريين داخل سورية، والدول المستضيفة ستستمر المشكلة في التفاقم ويستمر تأثيرها على كافة أنحاء العالم”.

وفقاً للإحصاء العام، الذي أعلنت نتائجه، أخيراً، بلغ عدد اللاجئين السوريين في الأردن مليوناً و 265 ألفاً، لا تعترف مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين سوى بـ650 ألفاً منهم.

 

واشنطن أفشلت المحادثات السورية

نشرت صحيفة “فورين بوليسي” الإثنين، مقالاً للكاتب ستيفن هايدمان، بعنوان: “الولايات المتحدة أفشلت المحادثات السورية قبل أن تبدأ”.

 

وقال هايدمان: عندما بدأت المفاوضات الأخيرة لانهاء الصراع الدموي الطويل في سوريا، الجمعة، كان هناك طرف غائب بوضوح. وبينما تجمّع ممثلو وديبلوماسيو نظام الأسد في جنيف، فإن “الهيئة العليا للمفاوضات” المظلة الرئيسية لمجموعات المعارضة رفضت الحضور، إلا إذا توقفت الغارات الجوية وحصار المدن، وهي شروط لم تتحقق.

 

خلال عطلة نهاية الأسبوع، هيئة التفاوض العليا، انتقلت إلى جنيف، ولكن وضع المحادثات بقي غير واضح. ورغم أن هذه الأزمة أخرجت اللقاء عن مساره، ومع ذلك، إدارة أوباما كانت من الثبات في تصميمها على إجراء محادثات جنيف. التعبير عن تفاؤل حذر خلال شهور قاد إلى اللقاء، ووصف وزير الخارجية الأميركية جون كيري المحادثات بأنها أفضل فرصة “لرسم طريق الخروج من الجحيم”.

 

ورغم ذلك فإن النجاح في جنيف غير مرجح، ليس بسبب تصلب المعارضة. بل لأن إدارة أوباما زادت من احتمالات الفشل. فميلها الأخير تجاه موقف روسيا من مصير الرئيس بشار الأسد –القبول بدور مستقبلي له في الانتقال السياسي- قوّض مقومات النجاح، وأضرّ بالمصداقية الأميركية لدى المعارضة، وتسبب في تآكل النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط. هذه النقلة في السياسة الأميركية جعلت التسوية عن طريق التفاوض أمراً أقل احتمالاً. بل أسوأ من ذلك، فقد تحفّز لاستمرار التصعيد في النزاع السوري.

 

وليس من المتأخر بالنسبة للإدارة الأميركية، أن تُغيّر الاتجاه، ولكن الاحتمالات بأن تفعل ذلك، ضعيفة. فالرئيس باراك أوباما، مائل إلى الدفاع الذاتي عن مقاربته للحرب الوحشية المستمرة منذ خمس سنوات في سوريا، والتي تهدد بتقويض استقرار الشرق الأوسط، ودفع أمواج من اللاجئين إلى أوروبا. وقد أوضح بأنه لن يتخذ سوى خطوات ضرورية لاحتواء النزاع، ولا شيء آخر. وعلى الرغم من الدليل على عدم احتواء الصراع السوري، فإن أوباما استمر في تنحية النقد الموجه له بأنه “لم يكن حازماً بما يكفي” جانباً، ووصف الخيارات التي طرحت عليه بأنها بلا معنى ” mumbo jumbo “.

 

مسؤول رفيع في “البيت الأبيض” اشتكى بأن العروض لتوسيع التدخل الأميركي، نصحت باتخاذ خطوات فعلية، ولكنها لم تأخذ في الحسبان ماذا سيحدث بعد ذلك.

 

وإذا اخذنا بشكل جدي، ادعاءات الرئيس الأميركي حول صرامة عملياته السياسية، فما الذي نفهمه عن التمحور الذي قاده كيري، بالتحالف مع روسيا، لرفض تغيير النظام؟ أو عن تقلبات الإدارة في قبول احتمال بقاء الأسد في السلطة في سوريا، وهو المتورط في جرائم حرب ضد الإنسانية، وحالياً يقوم بتجويع المدنيين في بلدة مضايا. هذه التنازلات لروسيا تخرق جوهر مبدأ أوباما، القائل: “لا تقم بالأمور الغبية -Don’t do stupid shit-“. أكثر من ذلك، فالتنازلات تعكس فشل الإدارة في التفكير بما سيحدث تالياً، أو كيف يمكن لتلك التغييرات في السياسة أن تساعد الولايات المتحدة في تحقيق أهدافها.

 

هل فكر البيت الأبيض، مثلاً، في كيفية تجاوب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع التغيرات في موقف الأميركيين من مصير الأسد؟ من الواضح أنه لم يفكر. فبعد أقل من 24 ساعة، من موافقة مجلس الأمن على خطة الانتقال في سوريا، والمصممة استجابة للمطالب الروسية، أعرب بوتين عن جهوزية روسيا لارسال تجهيزات عسكرية متقدمة إلى سوريا، “في حال الضرورة”، للتأكد من نجاة الأسد. ورغم المطالبات العالمية، فإن قوات بوتين في سوريا تستمر في ملاحقة الجماعات المعارضة التي تأمل الولايات المتحدة في جلبها إلى الطاولة في جنيف، بل تستمر روسيا في قتل مئات المدنيين في تلك العمليات.

 

هل قيّم البيت الأبيض بشكل نقدي المطبات الموضوعة في وجه القرار الأممي الداعي لإجراء السوريين انتخابات خلال 18 شهراً، باشراف أممي، والمستندة على دستور لم يكتب بعد، من قبل هيئة لم تتشكل بعد؟ الانتخابات ما بعد النزاع هي عمل محفوف بالمخاطر. وبعد خمس سنوات من الدمار، مع نصف سكان سوريا كنازحين، ولا شيء من العمل التمهيدي للانتخابات قد بدأ، فما هو  السرّ غير المنطقي الذي يدفع الإدارة الأميركية للموافقة على انتخابات عاجلة تحت شروط تبدو إعادة اشعال للعنف بدلاً من إجازة إعادة بناء للمجتمع السوري ما بعد النزاع؟

 

هل توقع البيت الأبيض كيف يمكن لذلك القرار أن يؤثر على عملية الرياض –جهود السعودية لتوحيد المعارضة السورية حول رؤية مشتركة لمستقبل البلد؟ تصريح كيري عن النقلة في السياسة، جاء بعد أيام من أكبر تجمع لممثلي مجموعات المعارضة السورية في الرياض، وأنتج بيان مبادئ عن العملية الإنتقالية السورية، والتي تلتقي مع العديد من تطلعات الروس، ولكنها أيضاً تؤكد وجهة النظر القائلة بأن السلام في سوريا غير ممكن مع بقاء الأسد في موقعه. ومن دون ربح واضح، ضحّت الولايات المتحدة بالفعالية التي خلقتها عملية الرياض، حول مصير الأسد. وبدلاً من ذلك، قدّم البيت الأبيض حوافز جديدة للسعوديين لمواجهة التصعيد الروسي في سوريا، ودفع هيئة التفاوض العليا لمقاطعة افتتاح المحادثات، واضعاً لهجة تحدٍ لما سيتبع.

 

في شرح النقلة في سياسة الإدارة، عبّر كيري عن قناعته بأنه حالما تبدأ المفاوضات فإنها ستؤدي الى نتائج تلتقي مع طلبات المعارضة. عبر استرضاء روسيا، كما يبدو أن كيري يعتقد، فإن روسيا ستفرض نفوذها على نظام الأسد، وتجلبه لعملية ديبلوماسية، وبشكل نهائي سيقبل الانتقال الذي رفضه بشكل ثابت.

 

لسوء الحظ، فإن كلا هذين الإفتراضين خاطئ. فقرار روسيا بإرسال قوتها الجوية لدعم عمليات النظام الأرضية حفظت نظام الأسد، ولكن لم تظهر إشارات واضحة حول فرض موسكو لنفوذها على الأسد لقبول عملية انتقالية ذات معنى. خلق جو من عدم الوضوح حول موقف الولايات المتحدة من مصير الأسد، سيديم فقط الغموض الذي سيستغله النظام وروسيا. وعدا أنه غير مفضٍ إلى نتائج تنهي الصراع السوري، فإنه سينتج بشكل أقل بكثير ظروفاً لسلام مستدام.

 

هل ستتجاوز محادثات جنيف العقبات الراهنة؟ سيكون ذلك مثمراً أكثر، لو وازنت الولايات المتحدة العزم الروسي بدلاً من نشر الغموض فقط لجلب اللاعبين إلى الطاولة. وعلى الرغم من تشديد كيري على أن سياسة الولايات المتحدة لم تتغير، فإن هذه الإدعاءات ذات مصداقية قليلة بين السوريين. فتصور المعارضة لميل الولايات المتحدة باتجاه روسيا، يعزز من تردد هيئة التفاوض العليا إزاء رميها في عملية يتم خلالها تقويض موقعها، من قبل الولايات المتحدة. وبينما ابتدأت محادثات جنيف فالمعارضة بحاجة إلى ما هو أكثر من تأكيدات ضبابية.

 

ويحتاج البيت الأبيض لتوضيح التزامه باستراتيجية سورية شاملة، تعالج نظام الأسد وتنظيم “الدولة الإسلامية”. يجب أن يصر بأن التركيز في محادثات جنيف هو الانتقال السياسي، حتى لو تزامن مع دعم قوي لاجراءات بناء الثقة بين المعارضة والنظام، بما يتضمن انهاء التجويع لبلدة مضايا والاستخدام للبراميل المتفجرة. دعم الروس لانهاء الحصار سيكون اختباراً حقيقياً لنفوذها، ولالتزاماتها بالعملية الانتقالية عبر التفاوض. ويجب على البيت الأبيض أن يرفض بوضوح ادعاءات نظام الأسد المتهافتة بأن الانتقال لن يكون ممكناً حتى استبعاد الإرهاب.

ملاقاة العزم الروسي، سيتطلب من الولايات المتحدة إعادة تأكيد رؤيتها بأن الأسد غير شرعي، وأن ترفض الجهود الرامية لتمييع شروط مؤتمر “جنيف-1″، التي أقرتها الأمم المتحدة في حزيران 2012، واستبعاد أي غموض حول أولوية رحيل الأسد من السلطة في نقطة معينة من العملية الانتقالية. ويتوجب على إدارة أوباما أن توضح بأن تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254 لا يمكن أن يقوّض “جنيف-1” ومحتواه من الشروط التي ستساهم فيها الانتخابات السورية في التعافي مما بعد النزاع.

 

بعد خمس سنوات من المأساة، يستحق السوريون، من البيت الأبيض، أفضل من سياسة تنحاز للعملية على حساب الجوهر. وإذا كانت هذه المحادثات طريقاً للخروج من الجحيم، فإن لدى الولايات المتحدة التزاماً بالتأكد من أن الطريق محدد بوضوح ويفضي إلى نتائج لا تديم ببساطة النزاع السوري.

المدن

 

جنيف: روسيا قبلت بمشاركة “جيش الإسلام” و”الأحرار”.. بصفة شخصية

رحب وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف بانطلاق محادثات “جنيف-3”. وقال خلال مؤتمر صحافي عقده، الثلاثاء، مع نظيره الإماراتي عبدالله بن زايد، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، إن موسكو تدعم “حق السوريين بإقرار مصير بلادهم بأنفسهم”، وتثّمن جهود المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في العمل على تكريس هذا الأمر.

 

وكان من اللافات إعلان لافروف أن بلاده قبلت بمشاركة ممثلين عن “جيش الإسلام”، وحركة “أحرار الشام الإسلامية” في محادثات السلام في جنيف. وأكّد وجود إجماع دولي على ذلك.

 

وشدد لافروف على ضرورة أن يقبل ممثلو المجموعتين بقرار مجلس الأمن الدولي 2254، بما في ذلك “التخلي عن الأنشطة المتطرفة”، في حال أرادوا المشاركة في المفاوضات. وأوضح أن مشاركة ممثلين عن الفصيلين البارزين في سوريا، ستكون بصفة شخصية، معتبراً أن مشاركتهما “لا تعني أنهما جماعتان شرعيتان وليستا إرهابيتين.. أو أن ذلك يعني اعترافاً دولياً بهما”.

 

لافروف رأى أن المرحلة الراهنة في التسوية السورية “مهمة للغاية”. وقال إن موسكو “تأمل في تشكيل وفد موحد للمعارضة السورية في جنيف”. وأكّد أن عملية تشكيل وفدين للمعارضة، لم تكتمل بعد، حيث من المتوقع أن يصل المزيد من المعارضين السوريين إلى جنيف في الأيام المقبلة.

 

في موازاة ذلك، أبدى ممثل “جيش الإسلام” محمد علوش تشاؤمه حيال مؤتمر “جنيف-3”. وقال في حديث للصحافيين، الثلاثاء، إن الأمور على الأرض لا تدعو إلى التفاؤل، فالقصف مستمر، والطيران الروسي لم يوقف استهدافه لمناطق المعارضة والمدنيين.

 

وكان المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا قد التقى للمرة الأولى، بشكل رسمي، مع وفد الهيئة العليا للتفاوض، الليلة الماضية في جنيف، وقال في مؤتمر صحافي عقب انتهاء الاجتماع إن جلوسه مع وفد الهيئة هو بمثابة الانطلاقة الرسمية للمفاوضات. الأمر الذي دفع الوفد إلى القول إن دي ميستورا تسرع بإعلان انطلاق المفاوضات، خصوصاً أن الاجتماع جرى في مكان إقامة الوفد وليس في مقر الأمم المتحدة، وذلك حرصاً من المعارضة ألا يفهم من اللقاء أنها اشتركت بالمفاوضات قبل تحقيق إجراءات بناء الثقة.

 

وخلال مؤتمر صحافي، دعا دي ميستورا الأطراف السورية إلى إظهار إرادة في تحقيق إنجاز، مؤكداً على ضرورة عمل مجلس الأمن للتحقق من أن هذه المفاوضات ليست مجرد جولة أخرى من جولات جنيف السابقة. وأشار إلى ضرورة التزام الحكومة السورية بمطالب إخراج الأطفال والنساء من كافة المناطق المحاصرة.

 

وترى أوساط المعارضة أن إشارة المبعوث الدولي إلى إخراج الأطفال والنساء من المناطق المحاصرة هي حل غير عادل، فالمعارضة طلبت فك الحصار عن المناطق التي تعاني منه، وليس إخراج السكان من المناطق المحاصرة وتركها لمصير مجهول.

المدن

 

النظام بدأ معركة حصار حلب

خالد الخطيب

بدأت قوات النظام وحشد المليشيات الشيعية (عراقية وأفغانية ولبنانية وإيرانية)، وبدعم جوي روسي كبير، عملية عسكرية برية واسعة، فجر الإثنين، في ريف حلب الشمالي، على أربعة محاور. وتمكنت القوات المهاجمة من التقدم على محورين، لتسيطر على قرى وبلدات تل جبين ودوير الزيتون ومعرستة الجهاد، بالإضافة إلى عدد من المواقع المتقدمة التي كانت تتمركز فيها المعارضة، إلى الشرق من حيان وحردتنين.

 

 

 

وبدأت قوات النظام وحشد المليشيات الهجوم بالتسلل مع ساعات الفجر الأولى نحو المواقع المستهدفة، مستغلة الظروف الجوية المواتية ووجود الضباب الكثيف الذي منع الرؤية. وسيطرت على الدفاعات الأولى للمعارضة وتمركزت على أطراف القرى بانتظار التمهيد المدفعي والصاروخي والجوي.

 

واتبعت قوات النظام كعادتها، سياسة “الأرض المحروقة” في هجومها على مناطق المعارضة، بعد التمهيد لاقتحامها بقصف مكثف بالصواريخ والمدفعية المتمركزة في جمعية الزهراء وكلية المدفعية غربي مدينة حلب، ومن تلة الشيخ يوسف والمنطقة الصناعية في الشرق. وألقى الطيران المروحي عشرات البراميل المتفجرة على الخطوط الأمامية لمقاتلي المعارضة. وفي الوقت ذاته كان الطيران الروسي يقصف كل شيء يتحرك في المنطقة، ولم يغادر سماء المناطق المستهدفة، وبذلك شلّ حركة الإمداد بشكل شبه كامل، وقتل عدداً كبيراً من مقاتلي المعارضة والمدنيين، في أكثر من 100 غارة جوية طالت خطوط القتال والمدن والبلدات القريبة كعندان وحيان وحريتان ورتيان وتل رفعت ومارع وبينون وكفرحمرة.

 

واستمرت المعارك الطاحنة في مختلف محاور القتال، الإثنين، وتقدمت قوات النظام والمليشيات الشيعية من جديد، فجر الثلاثاء، لتسيطر بشكل كامل على بلدة حردتنين بعد التمهيد لدخولها بأكثر من عشرين غارة جوية روسية، ومئات القذائف الصاروخية التي كانت السبب الأبرز في انسحاب المعارضة إلى خطوطها الخلفية في معرستة الخان، وهي البلدة الوحيدة التي تفصل النظام عن الوصول إلى بلدتي نبل والزهراء المواليتين في الغرب.

 

وبذلك أصبح طريق المعارضة الحلبية الواصل بين مارع وإعزاز في الشمال، وبين حلب وضواحيها الشمالية، شبه مقطوع، بسبب الرصد الناري الذي حققته قوات النظام بعد سيطرتها على حردتنين. بالإضافة إلى القصف الجوي الروسي للطريق الوحيد بأكثر من ثلاثين غارة جوية، الثلاثاء، ما تسبب بتوقف حركة المرور فيه.

 

ولم تتمكن المعارضة الحلبية حتى الآن من “امتصاص الصدمة” وإعادة ترتيب صفوفها للتصدي للقوات المهاجمة. وبرغم تمكنها من وقف زحف المليشيات على المحاور التقليدية في بشكوي وتل مصيبين، واستعادتها بعض النقاط التي خسرتها فجر الإثنين، وقتلها أكثر من ثلاثين عنصراً لقوات النظام والمليشيات، وتدميرها ثلاث عربات مدرعة واغتنام اثنتين، إلا أنها لم تكن قادرة على الرد بهجوم معاكس منظم في المحاور الرخوة التي تقدمت منها قوات النظام والمليشيات. ولا تزال القوات المهاجمة تسعى للسيطرة على المزيد من المناطق للوصول إلى هدفها غرباً في نبل والزهراء، والذي أصبح قاب قوسين أو أدنى من التحقق.

 

رئيس قسم الإشارة في “الجبهة الشامية” النقيب أبو فيصل، أكد لـ”المدن”، أن قوات النظام والمليشيات جهزت للمعركة بشكل جيد، ولديها تذخير عالٍ من الأسلحة الثقيلة المدفعية والصاروخية. كما أن غرفة العمليات التي يرأسها ضباط إيرانيون ومن مليشيا “حزب الله” اللبناني، كانت على تواصل مباشر مع الطيران المروحي التابع للنظام والحربي الروسي الذي لم يفارق الأجواء منذ بدء المعركة. وكان للطيران الدور الكبير في خسارة العديد من المواقع.

 

وأشار النقيب أبو فيصل، إلى أن المعارضة الحلبية لم ترتقِ حتى اللحظة، إلى مستوى الخطر المحدق بها في الشمال، ولا تزال غرفة عملياتها التي تضم جميع فصائلها المقاتلة في حلب غير منضبطة، حيث لا تزال المؤازرات الواجب إرسالها غير كافية ولا يمكن أن تغطي كامل الجبهات المفتوحة لتكون نداً قوياً للقوات المعادية.

 

وفي السياق، تحشد المليشيات الموالية للنظام في بلدتي نبل والزهراء، كامل عتادها على الأطراف الشرقية للبلدتين، وتنتظر إشارة البدء لتدعم الهجوم البري للقوات “الحليفة”، بعدما أصبحت على بعد كيلومترات معدودة منها. وجرت اشتباكات متقطعة بين مليشيات نبل والزهراء وقوات المعارضة، الإثنين والثلاثاء، بالتزامن مع العمليات العسكرية التي تشهدها المناطق شمالي حريتان.

 

وتحمل الساعات القادمة الكثير من التطورات الميدانية في ريف حلب الشمالي كما يبدو، وهي ستكون في صالح النظام إذا لم تتخذ المعارضة الحلبية إجراءات سريعة وتشن هجوماً معاكساً تستطيع من خلاله استعادة ما خسرته في وقت قياسي خلال الساعات الماضية. ولن يغفر لها بأي حال هروب فصائلها من تحمل المسؤولية، وكيل الاتهامات لبعضها البعض، فالخطر يطال الجميع بلا استثناء وحصار حلب وتقطيع أوصال المناطق المحررة أصبح وشيكاً.

 

من جانب آخر، تهدد العملية العسكرية التي تشنها قوات النظام والمليشيات بدعم جوي روسي، أكثر من 300 ألف مدني بتهجيرهم من بلداتهم المحيطة بنبل والزهراء شمالي حلب. وفي الساعات الأولى من بدء المعركة غادر 50 ألف شخص بلدات بينون وحيان وحردتنين وتل جبين نحو المناطق الحدودية، وعمليات التهجير في تصاعد طالما استمرت المعارك والقصف الجوي الروسي، ما ينذر بكارثة إنسانية وشيكة على غرار الكوارث التي تعرضت لها حلب خلال العام 2015 في ريف حلب الجنوبي.

 

«لافروف» من الإمارات: نوافق على مشاركة «جيش الإسلام» و«أحرار الشام» في جنيف

أعلن وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف»، أن موسكو وافقت على مشاركة «جيش الإسلام» و«أحرار الشام» في المحادثات السورية الجارية في جنيف برعاية الأمم المتحدة.

 

وقال «لافروف» خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإماراتي «عبد الله بن زايد» من أبوظبي: «مشاركة جيش الإسلام وأحرار الشام في المحادثات ستكون بصفة منفردة، ولا تعني أنهما جماعتان شرعيتان وليستا إرهابيتين».

 

وتابع: «أثق بجهود المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا في حل الأزمة السورية، وآمل أن ينطلق الحوار بنية حسنة بين الفريقين»، مشيرا إلى أن «السوريين وحدهم هم الذين يمكنهم أن يحددوا مصيرهم من خلال إطار عمل مفاوضات جنيف».

 

واستطرد: «روسيا تشجع أي حوار في المنطقة، لأن دولا مثل ليبيا واليمن والعراق وأفغانستان ترزح تحت خطر الإرهاب».

 

وأوضح الوزير الروسي: «بحثنا مع الإمارات الوضع في الشرق الأوسط والحرب على الإرهاب في إطار العمل المشترك».

 

بدوره ذكر وزير الخارجية الإماراتي أنه كانت هناك فرص عديدة لمعالجة الوضع في بداية الأحداث السورية، لكن اليوم أصبح الأمر أكثر تعقيدا وصعوبة وازداد عدد الضحايا.

 

وتابع: «هناك أمل في أن نعمل في إطار محادثات فيينا سويا.. ولابد من عمل جماعي لإنهاء هذا الوضع (في سوريا)».

 

وأضاف «عبد الله بن زايد» أنه «من المستحيل العمل على معاجلة الوضع في سوريا انطلاقا من معيار أو معيارين، بل يجب أن يشمل هذا العمل جميع جوانب الحياة داخل البلاد، ولا يجوز تجاهل الدور الذي تلعبه التنظيمات الإرهابية في الأحداث السورية».

 

واعتبر أن المجتمع الدولي ملزم بإخراج الشعب السوري من هذه المأساة، داعيا الجميع إلى العمل على حماية المواطن السوري وتأمين مستقبل أفضل له.

والشهر الماضي، قال وزير الخارجية الروسي إن «جيش الإسلام» و«أحرار الشام» تنظيمان إرهابيان لا مكان لهما على طاولة المفاوضات السورية، كما جدد تلك التصريحات مؤخرا.

 

ووصل وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف»، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وسيزور سلطنة عمان في جولة تستمر 3 أيام يبحث خلالها العلاقات الثنائية ويناقش الأوضاع في سوق الطاقة.

 

ومن المخطط أن يبحث «لافروف» خلال زيارته قضايا التعاون الثنائي في مجالات التجارة والاقتصاد والاستثمار.

 

كما سيناقش «لافروف» القضايا الدولية والإقليمية، وتبادل الآراء حول التقلبات في أسواق النفط وكيفية التوصل إلى تحقيق توازن بين العرض والطلب فيها.

 

وأفادت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن المحادثات ستتركز على كيفية بلوغ سعر معتدل لموارد الطاقة، وذلك بعدما هبطت أسعار النفط من مستوى 115 دولارا للبرميل بلغها مزيج «برنت» منتصف عام 2014 ليصل إلى مستوى 35 دولارا للبرميل في عام 2016.

 

وفي ظل هبوط أسعار النفط هذه، فهناك مفاوضات بين كبار منتجي النفط في العالم لتقليص حجم إنتاج الخام لدعم الأسعار المتهاوية.

 

وكان وزير الطاقة الروسي «ألكسندر نوفاك» قد أعرب الأسبوع الماضي، بعد لقائه مع ممثلي شركات النفط الروسية، عن استعداد روسيا المشاركة في اجتماع مع منظمة الدول المصدر للنفط «أوبك» في شهر فبراير/شباط الجاري لبحث الأوضاع في أسواق النفط.

المصدر | الخليج الجديد

 

المعارضة تدشّن جنيف بفرض الخيار الإنساني

حمّلت روسيا مسؤولية تحويل الأسد إلى هتلر ثانٍ في سوريا

أعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أمس، البدء رسمياً للمحادثات السورية الرامية إلى إنهاء الحرب الأهلية في البلاد، عقب أول اجتماع رسمي له مع المعارضة السورية في جنيف، تزامناً مع رضوخ الحكم في دمشق لمطالب الثوار السماح بإدخال المساعدات الى العديد من المناطق المحاصرة ومن بينها بلدة مضايا التي تعاني من مجاعة.

 

أما وفد المعارضة فصرّح بعد انتهاء الاجتماع مع دي ميستورا بالسعي «للمشاركة في العملية السياسية» حسب تعبير المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط، الذي اتهم روسيا بالمساعدة على تحويل بشار الأسد إلى «هتلر جديد».

 

ففي إعلانه بدء محادثات جنيف رسمياً، إثر لقائه الرسمي مع وفد المعارضة السورية الذي شدد حتى قبل وصوله إلى سويسرا على مطالب إنسانية وتطبيق قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالنزاع في البلاد، قال دي ميستورا للصحافيين «لقد بدأنا محادثات جنيف رسمياً(…) المناقشات بدأت». وأضاف «سنلتقي بالوفد الحكومي غداً (اليوم) وسندعو الهيئة العليا للمفاوضات بعد ظهر غد (اليوم) للدخول في عمق القضايا المطروحة».

 

وقال المبعوث الدولي إنه يتوقع محادثات «معقدة وصعبة»، لكن الشعب السوري يستحق أن «يرى شيئاً ملموساً، بعيداً عن المفاوضات الطويلة والمؤلمة». وأضاف أن «الهدف الملح الأول هو التأكد من استمرار المحادثات وأن الجميع حاضر».

 

ولم يحدد دي ميستورا المدة الزمنية المتوقعة للجولة الأولى من المحادثات، لكنه أمل بأن «تحقق المفاوضات شيئاً« بحلول 11 شباط الجاري.

 

وقال دي ميستورا إن دوره لا يتضمن مناقشة وقف إطلاق النار في مفاوضات السلام في جنيف، ودعا القوى الكبرى إلى البدء فوراً في محادثات بشأن كيفية فرض وقف إطلاق النار في أنحاء البلاد. وأوضح إن صلاحياته تتمثل فقط في إجراء محادثات بشأن قرار للأمم المتحدة بخصوص الانتخابات والحكم ودستور جديد.

 

ولدى إعلانه البداية «الرسمية» لمحادثات السلام الرامية لإنهاء الحرب الأهلية الدائرة منذ نحو خمس سنوات قال دي ميستورا عقب اجتماع مع وفد الهيئة العليا للتفاوض التابعة للمعارضة إنه يتفهم مخاوف المعارضة بشأن الوضع الإنساني وإنه إذا أطلقت الحكومة سراح السجناء من النساء والأطفال فسيكون ذلك إشارة إيجابية لمواصلة المحادثات في جنيف.

 

وأضاف «بالتالي هنا يأتي التحدي.. كانت هناك رسالة.. مفادها أنه عندما تبدأ محادثات جنيف فعلياً فمن المتوقع أن تبدأ بالتوازي مناقشات جادة بشأن اتفاقات لوقف إطلاق النار«.

 

وتابع دي ميستورا أن تلك كانت مشكلة خارج إطار صلاحياته وينبغي للمجموعة الدولية لدعم سوريا التعامل معها على الفور، وزاد «ما أقوله ببساطة هو أنني أذكر أعضاء المجموعة بما أشاروا إليه فعلياً – بأنه عندما تبدأ المحادثات الفعلية فإنهم سيبدأون المساعدة في ضمان إجراء مناقشة بشأن وقف شامل لإطلاق النار في الصراع السوري«.

 

وقالت الهيئة إن لديها قائمة بأسماء 3000 امرأة وطفل معتقلين في سجون الحكومة. وقال دي ميستورا «لم أتلقَ تلك القائمة بعد.. طلبت الحصول عليها وأريدها. لأنني أعتقد أن قائمة أسماء خاصة للنساء والأطفال المعتقلين ينبغي أن تكون على رأس الإشارات التي تدل على أن شيئاً مختلفاً يحدث في الواقع».

 

وأعلن المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية أمس، أن الأخيرة ستسعى «للمشاركة في العملية السياسية» لإنهاء الحرب الأهلية، وذلك بعد تلقي «رسائل إيجابية» من دي ميستورا.

 

وقال سالم المسلط بعد انتهاء الاجتماع مع دي ميستورا «سنسعى للمشاركة في العملية السياسية». وأضاف «جئنا كي نبحث مع المبعوث الخاص قرار الأمم المتحدة 2254 ورفع الحصار ووقف الجرائم التي ترتكبها الغارات الجوية الروسية. وأعتقد أننا تلقينا رسائل إيجابية».

 

وأصر وفد المعارضة السورية على عدم المشاركة في المحادثات رسمياً في حال لم تتحقق المطالب الإنسانية. وقال المسلط إن الهيئة العليا للمفاوضات ستنتظر جواباً من دي ميستورا بعد لقائه وفد الحكومة اليوم.

 

واتهم المسلط الحكومة الروسية، حليفة نظام دمشق، بالمساعدة على تحويل بشار الأسد إلى «هتلر جديد». وقال إن «النظام الروسي سيخلق هتلر جديداً«.

 

وفي ما يبدو أنه ترجمة سريعة لما تم التوصل اليه على مستوى الوضع الإنساني أعلنت الأمم المتحدة مساء موافقة الحكومة السورية على السماح بدخول المساعدات الى العديد من المناطق المحاصرة ومن بينها بلدة مضايا التي تعاني من مجاعة. وصرح جينز لاركي المتحدث باسم مكتب الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة أن «الحكومة وافقت من حيث المبدأ على دخول القوافل الى مضايا (التي تحاصرها قوات الحكومة) وفي الوقت نفسه دخولها الى كفريا والفوعة» اللتين تحاصرهما الجماعات المسلحة.

 

ووصل عصراً محمد علوش المسؤول في مجموعة «جيش الإسلام« المسلحة المعارضة، الى جنيف للمشاركة في المحادثات بصفته كبير مفاوضي وفد المعارضة.

 

وقال علوش لوكالة «فرانس برس« «أتينا كي نجد حلاً«، مضيفاً «ليس هناك أرضية مشتركة مع النظام. النظام يريد أن ينهي المعارضة»، متهماً النظام والقوات الموالية له بارتكاب جرائم حرب. وذكر مسؤول في المعارضة السورية الاثنين أن على الحكومة السورية أن تعلن خلال أيام قليلة استعدادها لتنفيذ تدابير لحسن النوايا على الأرض متهماً مبعوث الأمم المتحدة للسلام بأنه أخطأ بإعلانه بدء محادثات السلام.

 

وأضاف منذر ماخوس المسؤول في الهيئة العليا للتفاوض في حديث لقناة «العربية» أنه «يجب أن يقوم النظام السوري بالإعلان المباشر والصريح غير قابل للالتباس والغموض بأنه مستعد لتنفيذ المادتين 12 و13 بشكل فوري وعلى وجه التحديد ألا يتجاوز بضعة أيام، وخلافاً لذلك لن يشارك وفد الهيئة العليا للتفاوض في أي عملية أخرى«.

 

وتابع أنه في حالة عدم تحقيق ذلك، فإن اللجنة العليا للتفاوض لن تشارك في أي عملية أخرى.

 

وأضاف «قلنا له (دي ميستورا) بشكل واضح تماماً، يجب عدم تفسير أي تواصل معه على أنه بدء العملية التفاوضية«.

 

وفي تصريح منفصل قال ماخوس إن وفد المعارضة جاء لبضعة أيام فقط، وإنه إذا لم يتم إحراز تقدم على الأرض فسوف يغادر. وقال إن المعارضة لم تأتِ كي تشارك في مفاوضات ولكن لاختبار نوايا «النظام». وانها بانتظار رد الاسد على تطبيق القرار الدولي 2254. وكان وفد المعارضة السورية التقى دي ميستورا الأحد بشكل غير رسمي في أحد فنادق جنيف، وكرر مطالبته تطبيق الإجراءات الإنسانية التي نص عليها قرار مجلس الأمن 2254 قبل الدخول في المفاوضات.

 

وصعّد نظام بشار الأسد من هجماته في اليومين الأخيرين ولا سيما في حلب، وقال قائد إحدى الفصائل المنضوية تحت إمرة الجيش السوري الحر التي تقاتل في حلب «بدأ الهجوم الساعة الثانية فجراً بالغارات والصواريخ». وأضاف أحمد السعود إن جماعته أرسلت تعزيزات إلى المنطقة القريبة من قرية باشكوي. وقال من محافظة إدلب المجاورة لحلب «أخذنا ضمانات من أميركا والسعودية لندخل المفاوضات.. لكن النظام ليست لديه حسن نية ولم يظهر لنا أي حسن نية«.

 

وقال المرصد السوري إن القوات الحكومية تحقق مكاسب ميدانية في المنطقة وقد سيطرت على معظم قرية دوير الزيتون قرب باشكوي. وأشار المرصد إلى أن عشرات الغارات شنت على المنطقة صباحاً في حين أكد التلفزيون السوري الرسمي أن القوات الحكومية تتقدم هناك.

 

وأدى القتال إلى موجة نزوح جديدة. وأعلنت وكالة إدارة الكوارث التركية أن أكثر من 3600 شخص من التركمان والعرب فروا أثناء تقدم القوات الموالية للحكومة في شمال محافظة اللاذقية، وعبروا إلى تركيا في الأيام الأربعة الماضية.

 

وأوضحت العضو بوفد المعارضة فرح الأتاسي إن القوات الحكومية تصعد حملتها العسكرية وهو ما يجعل من الصعب تبرير وجود المعارضة في جنيف. وأشار مسؤول آخر في المعارضة إلى القصف الروسي العنيف على منطقة شمال حمص الأحد باعتباره علامة على عدم حدوث أي تغير.

 

وقالت فرح الأتاسي «سنذهب إلى دي ميستورا للمطالبة مجددا وللمرة الألف.. (وللقول) إن المعارضة السورية حريصة على إنهاء معاناة الشعب السوري.» وأضافت «لكن لا يمكننا أن نطلب من المعارضة السورية الدخول في أي مفاوضات مع النظام في ظل هذا التصعيد.»

 

وذكر ديبلوماسي غربي كبير أن المعارضة حضرت حتى لا تعطي «ميزة مباشرة للنظام». وأضاف «يريدون أشياء ملموسة وواضحة بشكل فوري.. لكن هناك أموراً ليس من المعقول فعلها حالياً مثل إنهاء القصف. من الواضح أنه صعب للغاية.»

 

وافاد مصدر ديبلوماسي أن المطلب الأكثر «قابلية للتحقيق» يتعلق بإطلاق آلاف المعتقلين في سجون النظام السوري.

 

وكان دي ميستورا ارجأ اجتماعه مع وفد النظام الذي كان مقرراً قبل ظهر أمس، الى قبل ظهر اليوم.

 

ومن مسقط رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ببدء المحادثات في جنيف «التي طال انتظارها كثيراً«.

 

وتأمل الأمم المتحدة إقامة حوار غير مباشر بين الطرفين يمكن أن يمتد الى ستة أشهر وهي المهلة التي حددتها الأمم المتحدة لتشكيل سلطة انتقالية تنظم انتخابات في منتصف العام 2017.وحرص المفوض الأعلى لحقوق الإنسان الأمير زيد رعد الحسين على التأكيد أن هذه المحادثات يجب ألا تتيح إفلات مجرمي الحرب ومرتكبي جرائم ضد الإنسانية من العقاب. وقال في هذا الصدد «نأمل بأن يقوم الوسطاء خلال هذه المفاوضات بالتشديد على هذه النقطة لدى طرفي النزاع».

 

وفي هذا الإطار من المتوقع أن يُعقد لقاء في جنيف بين آن باترسون مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، وموفد الولايات المتحدة لسوريا مايكل راتني من جهة، ونائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف من جهة ثانية. وتلتقي الدول المشاركة في الحرب على تنظيم «داعش» في روما بحضور وزير الخارجية الأميركي جون كيري على أن يتم التطرق الى الأزمة السورية. كما من المقرر أن يعقد مؤتمر للمانحين الدوليين الخميس في لندن في محاولة لجمع الأموال اللازمة لمساعدة 13،5 مليون شخص يعيشون في ضائقة شديدة، إضافة الى أكثر من اربعة ملايين لاجئ في الدول المجاورة لسوريا. وكانت الأمم المتحدة ووكالاتها طالبت العام الماضي بمبلغ 8،4 مليارات دولار لسوريا إلا أنها لم تحصل سوى على 3،3 مليارات دولار.

(ا ف ب، رويترز)

 

المعارضة: تصعيد النظام بحلب يهدد المفاوضات  

حذر وفد المعارضة السورية إلى مباحثات جنيف من أن هجوم قوات النظام على حلب وريفها يهدد المباحثات الجارية، وطالب المجتمع الدولي بالتدخل “لوقف المذبحة” والبدء بالتنفيذ الفوري لقرار مجلس الأمن رقم 2254 المتعلق بالنواحي الإنسانية. من جانبه، اعتبر رئيس وفد النظام أن المحادثات ما تزال في مرحلة تحضيرية.

وفي مؤتمر صحفي عقدته المعارضة في جنيف، قال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية رياض نعسان أغا إن النظام السوري وروسيا وإيران يشنون حملة من القصف والقتل العشوائي على حلب وريفها وعلى نحو لم يحدث طوال الخمس سنوات الماضية.

 

وأشار آغا إلى أن النظام وحلفاءه بدل القيام برفع الحصار عن البلدات الصغيرة وسعوا حصارهم ليشمل مدينة كبيرة وواحدة من أقدم المدن في التاريخ، وهي حلب التي كان يعيش فيها نحو خمسة ملايين نسمة قبل التهجير لتعزل وتحاصر بشكل غير مسبوق.

 

وجدد المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات القول إن المعارضة استجابت لنداء المجتمع الدولي وجاءت إلى جنيف لوقف طوفان الدم والبدء بعملية سلام رغم الجراح والمأساة، لكنها قوبلت بالتصعيد والقتل العشوائي للمدنيين.

 

وطالب آغا المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته، موجها صيحة إنذار للمجتمع الدولي ليقف في وجه النظام ويصرخ “كفانا قتلا للشعب السوري” ويضغط على النظام ليوقف القصف وقتل الأطفال والتجويع وينهي الحصار ويطلق السجناء.

 

واعتبر أن تصعيد النظام إما استهزاء بما يحصل بجنيف أو عدم احترام للاتفاق الدولي بشأن بدء مباحثات للحل السياسي في سوريا وتطبيق القرار رقم 2254.

 

من جانبها، قالت عضوة الوفد المعارضة فرح أتاسي إن حقوق الشعب السوري بوقف القصف ورفع الحصار وإطلاق المعتقلين ليست قابلة للتفاوض وفق ما أكد مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا خلال لقائه الوفد المعارض، وبالتالي تطالب المعارضة بالتنفيذ الفوري لهذا القرار قبل البدء بأية عملية تفاوض.

 

كما أكد عضو الوفد منذر ماخوس أن وفد المعارضة هو الذي يمثل الشعب السوري ومعاناته،  وانبثق بناء على قرار دولي طلب من السعودية لاحتضان مؤتمر المعارضة يؤكد على مشروعيتها الكاملة في تمثيلها للشعب السوري بموافقة روسيا.

 

موقف النظام

وجاء موقف المعارضة بشأن وفدها ردا على تصريح رئيس وفد النظام إلى مباحثات جنيف بشار الجعفري الذي أعلن عقب لقائه دي ميستورا أن الوفد لا يعلم من هي الشخصيات التي ستمثل المعارضة.  وطلب الجعفري معرفة أسماء المشاركين كما طالب بما سماه الإعداد الجيد للمحادثات غير المباشرة قبل انطلاقها.

 

وقال الجعفري “ما زلنا في إطار الإجراءات التحضيرية للمحادثات غير المباشرة، وما زلنا بانتظار معرفة مع من سنتحاور، لا شيء واضحا حتى الآن”.

 

وبدأ دي ميستورا ظهر اليوم لقاء مع وفد النظام في إطار محادثات جنيف غير المباشرة الرامية إلى حل الأزمة. ومن المتوقع أن يَنقل وفد النظام موقفه من الشروط التي وضعها وفد المعارضة في ما يتعلق بالقضايا الإنسانية لبدء المحادثات.

 

وليس معروفا ما إذا كان وفد المعارضة سيلتقي دي ميستورا بعد هذه التطورات، وكان كبير المفاوضين بوفد المعارضة محمد علوش قال اليوم الثلاثاء إنه ليس متفائلا تجاه آفاق محادثات السلام المنعقدة في جنيف.

 

وأكد علوش-وهو عضو المكتب السياسي في تنظيم جيش الإسلام- للصحفيين في جنيف أن الوضع على الأرض لم يتغير وأنه لا يشعر بالتفاؤل ما دام الأمر على هذا الحال، مشيرا إلى أن الحكومة لم تبد نوايا طيبة للتوصل إلى حل.

 

ويأتي كلام علوش بعد تصريح لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الثلاثاء، قال فيه إن جماعتي جيش الإسلام وأحرار الشام ستشاركان في محادثات جنيف على أساس منفرد، لكن هذا “لا يعني أنهما جماعتان شرعيتان وليستا إرهابيتين”.

 

من جانبها، قالت حركة أحرار الشام التابعة للمعارضة المسلحة -ردا على تصريحات لافروف- إنها لا تنتظر موافقة من موسكو للمشاركة بالمحادثات, وأشارت إلى أنها تعتبر روسيا دولة محتلة للأراضي السورية ومرتكبة لجرائم بحق الشعب السوري.

 

وأضافت الحركة أن المحادثات الحالية لا تحقق الشروط الدنيا المطلوبة، وأنها ترى أن أي تفاوض مع النظام هو لإنهاء وجوده وتخفيف معاناة السوريين.

 

تلغراف: مفاوضات السلام السورية ستار لتصاعد العنف 

علق ريتشارد سبنسر على مفاوضات السلام السورية في جنيف بأنها مجرد ستار لتصاعد العنف، وأنه طالما أن روسيا ترى المحادثات ذريعة لمساعدة نظام الأسد فلن تتحسن الأوضاع في سوريا.

 

وأشار الكاتب في مقاله بصحيفة ديلي تلغراف إلى مفاوضات سابقة قبل عامين سارت فيها الأمور بنفس الوتيرة ولم تفضِ إلى شيء جديد باستثناء تزايد حدة القتل، وتساءل عن جدوى المفاوضات الحالية إذا كانت تسير على نفس النهج.

وأوضح سبنسر أنه منذ التحرك الأخير الذي أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سبتمبر/أيلول للجلوس إلى طاولة المفاوضات قضي أكثر من 1400 مدني بضرباته الجوية، وكان مئات القتلى من هؤلاء من الأطفال، وحتى انعقاد المحادثات يوم الجمعة الماضي قتل 47 مدنيا بأيدي النظام وحلفائه.

 

وأضاف: قد يقول قائل إن مثل هذه القصص هي بالضبط السبب في ضرورة عقد هذه المفاوضات لوضع حد لهذا التقتيل قبل أن تصير الوفيات أكثر روتينية وأقل جدارة بالملاحظة.

 

وشكك الكاتب في مفاوضات جنيف-3 بأن القصد منها هو التعود على العنف والإثبات للعالم من خلال عناد المشاركين أن القتال يجب أن يستمر وأن الدعم الدولي لهم كان مبررا.

 

ويرى سبنسر أن الاستدلال المنطقي الوحيد هو أن بوتين يرى المفاوضات ليست منتدى لتقديم تنازلات تؤدي إلى السلام ولكن باعتبارها ممارسة في “تعزيز حكومة فعالة” تحت ستار المفاوضات، وأضاف أن مسألة الحضور أو عدمه شقت صف الجماعات السلفية الأكثر تشددا مما سمح للنظام بتحقيق مكاسب ضدهم.

 

وختم بأن الوضع برمته يبدو غير مثمر وأنه طالما أن أحد الطرفين يفكر بطريقة أنه يستطيع تحقيق نصر حاسم فلا يمكن للمفاوضات أن تنجح، كما قال أحد مسؤولي النظام مؤخرا “لن نعطي اليوم ما لم نقدمه خلال السنوات الخمس الماضية”.

 

المعارضة السورية تربط المفاوضات بتحقيق المطالب الإنسانية  

قالت المعارضة السورية إنها أكدت لمبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا في اللقاء الذي جمعهما مساء أمس بجنيف ضرورة تحقيق المطالب الإنسانية قبل الدخول في أي مباحثات، بينما أعلنت الأمم المتحدة أن النظام السوري وافق من حيث المبدأ على السماح بدخول المساعدات إلى العديد من المناطق المحاصرة ومن بينها بلدة مضايا.

 

وقال المتحدث باسم وفد المعارضة سالم المسلط في مؤتمر صحفي إنه في انتظار رد دي ميستورا بشأن هذه المطالب بعد لقائه وفد النظام السوري اليوم الثلاثاء.

 

وأشار إلى أن اللقاء مع دي ميستورا كان إيجابيا فيما يخص الشق الإنساني، وأضاف أنهم ناقشوا مع المبعوث ضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254 قبل الدخول في المفاوضات.

وردا على سؤال بشأن إمكانية التفاوض مع النظام، قال المسلط إن الاجتماع كان لمناقشة الجانب الإنساني، و”إذا كانت هناك نوايا صادقة لدى الطرف الآخر” فستسعى المعارضة لتحقيق العملية السياسية التي جاءت من أجلها إلى جنيف.

 

وقال المسلط إن الطرف الحقيقي الذي يحاصر السوريين هو النظام، مؤكدا أن وفد المعارضة يطالب برفع الحصار عن المناطق كافة، وأنه يريد حلا جذريا لمشاكل السوريين في المناطق كافة.

 

وتعليقا على سؤال بشأن اعتراض روسيا على مشاركة ممثل جيش الإسلام محمد علوش في الوفد، قال المسلط إن جميع الفصائل الثورية موجودة وممثلة في الوفد المفاوض، وأضاف أن روسيا تعتبر جميع الشعب السوري إرهابيا باستثناء بشار الأسد، وأن الإرهابي الوحيد في سوريا هو النظام والمليشيات التي استقدمها من الخارج أو صنعها في الداخل ومنها تنظيم الدولة الإسلامية، وفق قوله.

 

من جهته اعتبر دي ميستورا أن الاجتماع مع المعارضة هو البداية الرسمية للمباحثات بشأن سوريا، مضيفا أن على القوى الكبرى العمل على إنجاح المباحثات لوقف القتال بسوريا.

 

وأضاف دي ميستورا أن الشعب السوري يستحق أن يرى تحسنا على الأرض، وأن المعارضة السورية لديها وجهة نظر قوية في هذا الخصوص.

 

القرار الأممي

في السياق نفسه، قال رئيس الوفد المفاوض للهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض أسعد الزعبي في بيان إن المعارضة لن تتنازل عن مطالبها بتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254 بشكل كامل، خاصة المادتين الثانية عشرة والثالثة عشرة, وأنه لن تكون هناك مفاوضات مع نظام الأسد قبل تنفيذ ذلك.

وتابع الزعبي أن لقاء المعارضة مع دي ميستورا تضمن ثلاث نقاط, وهي وقف القصف الروسي على مناطق المعارضة، وفك الحصار عن المناطق التي يحاصرها النظام وحزب الله وإيصال المساعدات للمحاصرين، وإخراج المعتقلين.

 

من ناحيته، قال كبير المفاوضين في وفد المعارضة محمد علوش إن الوفد جاء إلى جنيف لينقل رسالة من الشعب السوري إلى العالم حول حقيقة ما يجري على الأرض في سوريا.

 

وأكد علوش للجزيرة عند وصوله مطار جنيف أن الفصائل المسلحة وعلى رأسها جيش الإسلام جزء من الشعب والمعارضة السورية، وأن من يريد أن يصنف الاٍرهاب “عليه ألا يرتكب ثمانين مجزرة ضد الشعب السوري” في إشارة إلى روسيا.

أميركا وروسيا

في سياق متصل، أكدت آن باترسون مساعدة وزير الخارجية الأميركية ضرورة العمل على التوصل الى انتقال سياسي في سوريا استنادا إلى قرار مجلس الأمن الدولي.

 

وحثت باترسون عقب اجتماع مع غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسية في جنيف،  موسكو على استخدام نفوذها عند نظام الأسد من أجل الضغط باتجاه السماح لإدخال المساعدات كافة للمحتاجين في سوريا.

 

وفي هذا السياق قالت الأمم المتحدة الاثنين إن السلطات السورية وافقت “من حيث المبدأ” على طلب من المنظمة الدولية لتسليم مساعدات إلى بلدات مضايا (التي تحاصرها قوات النظام) وكفريا والفوعة” اللتين تحاصرهما جماعات المعارضة المسلحة.

 

وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لايركه إن الأمم المتحدة ستقدم بناء على ذلك قائمة مفصلة بالإمدادات وتفاصيل أخرى، وتؤكد مجددا على طلب تقديم مساعدات غذائية والسماح بدخول فرق لتقييم الأوضاع الغذائية والصحية”.

 

وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت إرجاء الجلسة التي كان مقررا عقدها الاثنين في جنيف بين المبعوث الدولي ووفد النظام السوري، دون تحديد موعدها.

 

وأوضحت الأمم المتحدة للصحفيين أن الإرجاء تم لأن دي ميستورا اجتمع رسميا مع وفد النظام الجمعة، وقالت موفدة الجزيرة وجد وقفي إن الضغوط التي مارستها المعارضة اقتضت المعاملة بالمثل وإرجاء الجلسة مع وفد النظام.

 

معجزة جديدة بحمص.. شظية تخترق بطن حامل والجنين حي

حمص – أسامة أبو زيد

استيقظت مدينة كفرلاها في الحولة يوم 27 يناير الفائت على خسارة 6 أشخاص وجرح ما يقارب 60 أغلبهم من النساء والأطفال في قصف للنظام، ومن بين الجرحى امرأة حامل في الشهر الثامن أصابتها قنبلة عنقودية اخترقت شظاياها بطنها لتصل إحدى تلك الشظايا إلى رأس الجنين.

ولأن سوريا بلد الموت والحياة معاً، ولأن كل ما يحدث هناك يبدو صعب التصديق لشدة قسوته، فإن الشظية التي اخترقت بطن الأم الحمصية ووصلت إلى رأس جنينها لم تقتله، ولكنها أدت إلى إصابة بسيطة في رأسه، وبتدخل ناجح من كادر مشفى كفرلاها الميداني، تم إخراج الجنين من رحم أمه وهو في شهره الثامن، ويبدو أن الطفل الناجي من الشظية كتبت له الحياة رغم أنه عادة وعلمياً من الصعب أن يعيش جنين الـ8 أشهر خارج رحم أمه.

حسب ما قال الأطباء للعربية.نت فإن الجنين الذي سمته أمه عبدالفتاح يتمتع بصحة جيدة وكذلك أمه أيضاً، وهو لا يزال في حاضنة الأطفال في المشفى الميداني تحت المراقبة.

وقال الدكتور أبو محمد: إن أم الطفل الحامل في الشهر الثامن قد تعرضت لشظية في البطن ناتجة عن قصف الطيران الروسي لمدينة كفرلاها في الحولة بالقنابل العنقودية، أسعفت على وجه السرعة إلى مشفى كفرلاها وتم إدخالها بشكل مباشر إلى غرفة العمليات، وبدأ فريق العمليات المؤلف من طبيب جراحة عامة، وطبيبة نسائية، والمساعدين، والمخدرين بالعمل السريع لإنقاذ الأم والجنين، وتم فتح البطن وتبين أن الشظية قد اخترقت الرحم من الجهة العلوية ووصلت حتى رأس الجنين، مؤدية إلى إصابة بسيطة في رأسه، وعلى وجه السرعة تم استخراج الجنين وإجراء إنعاش سريع له، وتم وضعه في حاضنة المشفى وهو الآن بوضع مستقر، والأم كذلك تم إكمال العملية وخياطة الرحم والبطن، وهي الآن في المشفى وتتحسن تدريجياً.

ريف حمص المنكوبة

تتعرض مناطق ريف حمص الشمالي وريف حماة الجنوبي منذ أسابيع لحملة هي الأشرس على الإطلاق من قبل المقاتلات الجوية الروسية تترافق مع هجمة عنيفة من قبل قوات النظام على مناطق حربنفسه ومناطق ريف الحولة كـ”برج قاعي وكيسين” وبعض مناطق الريف الشمالي كتير معلة والغنطو وأم شرشوح وغرناطة

يؤكد الناشطون في كل تلك المناطق استخدام المقاتلات الجوية الروسية للقنابل العنقودية المحرمة دولياً، فيما يقوم النظام على الأرض باتباع سياسة منهجية في التهجير من بعض المناطق المستهدفة والتجويع للمناطق التي يلجأ إليها المهجرون كمدينة الحولة.

نقص الأدوية يترافق مع قلة الغذاء

يتجرع الجرحى في المشافي الميدانية كأس المعاناة الصعبة وقساوة الحرب التي أصابت أجسادهم التي باتت بحاجة لغذاء مركز وأدوية مخصصة وعلاج منظم تفتقر لها المناطق المحاصرة ومشافيها الميدانية المستهدفة.

يعمل الممرض عبدالحليم في مشفى كفرلاها الميداني، حيث أسعف بها بتاريخ 27/1/2016 العشرات بعد أن قام الطيران الحربي الروسي بالإغارة على المدينة في تمام الساعة 2 عصرا بالقنابل العنقودية، مما خلف عددا كبيرا من الجرحى بين الأهالي المدنيين أغلبهم من النساء والأطفال، تم معالجة الجرحى بالإمكانيات البسيطة المتوفرة وقلة المواد الطبية والإسعافية، بسبب الحصار المفروض على منطقة الحولة.

يقول عبدالحليم إن مشفى كفرلاها لم يستطع استقبال كل الجرحى ليتم نقل عدد منهم إلى المشافي المجاورة في تلذهب وتلدو، حيث وصل عدد الجرحى إلى 60 جريحا أغلبهم في حالات خطرة ، ووصل عدد القتلى إلى 6 كان آخرهم من قتل تحت ركام منزله الذي دمر فوق رأسه.

معظم الحالات كانت بترا في الأطراف أو نزيفا شديدا، إضافة لكسور ورضوض لم تستثن أي منطقة من أجسادهم التي قد أضعفها نقص الغذاء قبل الإصابة.

إجرام واضح وأدلة دامغة وعجز دولي

بات المجتمع الدولي برمته عاجزاً عن إيقاف القتل ضمن الأراضي السورية بل أصبح عاجزاً أيضاً عن إيقاف من يقوم باستخدام الأسلحة المحرمة دولياً، ومن يتبع سياسة تجويع المدنيين التي تعد جرائم حرب.

يقول الملازم أول رامي: إني قمت بجمع بعض القنابل التي لم تنفجر ووصل العدد إلى 30 قنبلة كانت في الشوارع ولم أستطع العثور على جميع القنابل لكثرة المنازل التي طالتها القنابل العنقودية، وقمت بتفكيك احدى القنابل، ووجدت بداخل القنبلة التي تزن حوالي 400 غرام ما يقارب 800 حبة صغيرة وظيفتها التشظي لإصابة أكبر عدد من المدنيين.

لم يكن هذا سوى نموذج لحياة يومية قاسية تعيشها مدينة الحولة في ريف حمص الشمالي بهذه الكلمات أنهى حسين أبو محمد من مركز حمص الإعلامي حديثه الذي بدأه بشرح مفصل عن وضع بلدته “الحولة” التي وصفها بالمنكوبة والصامدة ولا تزال تناضل في سبيل نيل حريتها وكرامتها.

 

نظام الأسد يتهم تركيا بقصفها منطقة في اللاذقية

دمشق – فرانس برس

اتهم النظام السوري تركيا بما وصفه بـ”الانتهاكات” لسيادة أراضيها، بعد أن قالت إن تركيا قصفت بالمدفعية منطقة حدودية في ريف اللاذقية الشمالي في غرب البلاد، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية “سانا” ليل الاثنين.

ونقلت الوكالة عن مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية أن “السلطات التركية قامت اليوم (أمس) بإطلاق النار من مدفعية الجيش التركي باتجاه جبل عطيرة في الريف الشمالي لمدينة اللاذقية، ما أدى إلى وقوع إصابات بين صفوف المدنيين”.

وتابع أن النظام “يحتفظ بحقه في اتباع جميع الوسائل المتاحة للرد على هذه الجريمة النكراء”.

ولم تصدر السلطات التركية أي تعليق أو رد رسمي حول هذا الموضوع.

وفي موسكو، أشار متحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف إلى شريط فيديو يظهر “مدفعية متمركزة على الحدود من الجهة التركية وهي تطلق النار باتجاه بلدات سورية قريبة من الحدود”.

 

المعارضة السورية: لا نريد إعادة الكلام نفسه

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أعلنت العضو في وفد المعارضة السورية المفاوض في جنيف، فرح الأتاسي، أن المعارضة لن تعقد اجتماعا مع الموفد الدولي ستافان دي ميستورا الثلاثاء.

وردا على سؤال، قالت الأتاسي في تصريح صحفي: “لا يوجد اجتماع مع دي ميستورا، قدمنا المطالب التي نريد أن نقدمها، ولا نريد إعادة الكلام نفسه” مع موفد الأمم المتحدة.

 

يأتي هذا في الوقت الذي قال فيه وفد المعارضة السورية إلى مفاوضات جنيف، إنه لم يحسم بعد قرار المشاركة، إذ اعتبر المتحدث باسم هيئة المعارضة العليا للتفاوض، رياض نعسان آغا، أن القوات الحكومية ضاعفت جرائمها خلال المفاوضات، على حد وصفه.

 

كما أبدى كبير المفاوضين في وفد المعارضة السورية بجنيف، محمد علوش، عدم تفاؤله تجاه محادثات السلام، مضيفا أن الحكومة السورية “لم تبد نوايا طيبة للتوصل إلى حل”.

 

وقد أفادت مصادرنا في جنيف بأن رئيس قائمة الديمقراطيين العلمانيين في المعارضة السورية، هيثم مناع، انسحب من اجتماع مع مساعد وزير الخارجية الروسي.

 

وعقب انسحابه من الاجتماع، قال مناع إنه يرفض “الإملاءات الروسية” أو تقديم تنازلات، دون أن يحدد ماهية الإملاءات.

 

من جانبه، قال رئيس وفد الحكومة السورية بشار الجعفري، إن الوفد ما زال يبحث مع دي ميستورا، التحضيرات اللازمة للمفاوضات غير المباشرة، مؤكدا أن المحادثات لم تبدأ بعد، وأنه ينتظر من المبعوث الدولي جدول أعمال التفاوض.

 

من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن حركتي جيش الإسلام وأحرار الشام، تشاركان في محادثات سوريا في جنيف على أساس منفرد/ مشددا على أن هذا “لا يعني أنهما جماعتان شرعيتان”، على حد تعبيره.

 

360 مهاجرا ماتوا غرقا في البحر المتوسط

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أعلنت المنظمة الدولية للهجرة، الثلاثاء، أن أكثر من 360 مهاجرا لقوا حتفهم في المياه قبالة سواحل اليونان وتركيا وإيطاليا في يناير 2016.

ونقلت رويترز عن المنظمة إن العدد الإجمالي للمهاجرين واللاجئين الذين وصلوا إلى اليونان الشهر الماضي تجاوز 62 ألفا.

 

من جانبه، قال جويل ميلمان المتحدث باسم المنظمة الدولية “يفوق هذا العدد بكثير ما رأيناه في يناير السابق.”

 

وفي وقت سابق، أبدت المنظمة الدولية للهجرة أسفها لسقوط “عدد قياسي من القتلى” في البحر المتوسط في يناير 2016 بالمقارنة مع الشهر عينه من 2015.

 

من جانبها،  حذرت السلطات اليونانية والمنظمات الإنسانية من الخطر المتزايد الذي يواجهه اللاجئون والمهاجرون خلال هذه الرحلات بسبب حلول فصل الشتاء.

 

أمريكا: حزب الله يموّل حربه بسوريا عبر تجارة المخدرات واعتقالات حول العالم بعد كشف شبكته

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — كشفت إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية الاثنين عن عملية دولية أسفرت عن اعتقال أفراد شبكة تابعة لحزب الله اللبناني متورطة في عمليات تهريب وتجارة مخدرات بملايين الدولارات بهدف تمويل عمليات إرهابية في لبنان وسوريا.

 

وقال رئيس إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية بالوكالة، جاك ريلي، في بيان له حول العملية إن الاعتقالات استهدفت “قسم تابع لحزب الله يتولى تأمين عائدات مالية وتدفق أسلحة لحزب الله من أجل هجمات إرهابية مدمرة حول العالم” على حد تعبيره.

 

ولفت البيان إلى أن العملية جرت في سبع دول بينها فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبلجيكا، وشهدت اعتقال أربعة أشخاص حتى الآن، مع توقع حصول المزيد من التوقيفات نتيجة للتحقيقات التي بدأت في فبراير/شباط الماضي. وتشير خيوط القضية إلى أن عناصر حزب الله يعملون في تهريب كوكايين بقيمة ملايين الدولارات لصالح شبكات المافيا بجنوب أمريكا “كارتيل” إلى أمريكا وأوروبا.

 

ويقوم العناصر بعد ذلك بتحويل الأموال إلى حزب الله الذي يموّل بها عمليات تسلحه وقتاله في سوريا التي أرسل إليها آلاف المقاتلين لدعم نظام الرئيس السوري، بشار الأسد. ويتلقى الحزب تمويلا ثابتا من إيران إلى جانب الأسلحة، ولكن التحقيقات تشير إلى أن الكثير من العوامل فرضت عليه تعزيز شبكة علاقاته مع شبكات الجريمة المنظمة للحصول على المزيد من الأموال.

 

وقال مات ليفيت، محلل شؤون مكافحة الإرهاب لدى معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، في تعليق لـCNN حول القضية: “الدفاع عن نظام الأسد يستنزف حزب الله على المستويات البشرية والعسكرية والمالية.. لقد أدى تدهور أسعار النفط إلى تراجع الدعم الإيراني ما دفع الحزب في لبنان إلى تخفيض أجور عناصره والبحث عن طرق تمويل أخرى للحد من اعتماده المالي على طهران.”

 

من جانبه، قال الناطق باسم إدارة مكافحة المخدرات، رستي باين، في اتصال مع CNN، أن عملية تبييض الأموال الخاصة بحزب الله الناتجة عن تجارة المخدرات كانت تحصل من خلال صفقات لبيع وشراء السيارات المستعملة الفارهة، وكانت الشبكة تعمد في بعض الأحيان إلى إخفاء الأموال داخل تلك السيارات خلال شحنها حول العالم.

 

كيري: طردنا داعش من 40% من المناطق بالعراق و20% من سوريا.. وما حدث في مضايا لم يُشهد منذ الحرب العالمية الثانية

روما، إيطاليا (CNN)—قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إن جهود التحالف الدولي والحلفاء على الأرض تمكنت من طرد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام او ما يُعرف بـ”داعش،” من 40 في المائة من المناطق التي كان يسيطر عليها في العراق و20 في المائة من المناطق التي كان يسيطر عليها في سوريا.

 

جاء ذلك في مؤتمر صحفي لكيري مع نظيره الإيطالي، بالو جنتيلوني، حيث قال: “أطلقنا نحو عشرة آلاف طلعة جوية حيث وأضر التنظيم إلى تقليل رواتب مقاتليهم ونقوم باستهداف أسلحتهم الثقيلة وبناهم التحتية وفرضنا السيطرة على الحدود السورية التركية، وتمكنت القوات المحلية في سوريا والعراق من استعادة مناطق مثل الرمادي وسنجار وكوباني وغيرها ومستعدون للمضي قدمت بالخطوات التالية.”

 

وتطرق كيري إلى منطقة مضايا في سوريا، حيث قال: “هناك مدن وقرى في كل مناطق سوريا معرضة للحصار ويمنعها نظام الأسد من الحصول على الموارد الضرورية للحياة و وهذا يتنافى مع قوانين الحروب.. هناك 6 ملايين طفل سوري بحاجة لمساعدة إنسانية وما حدث بمضايا لم يُشهد منذ الحرب العالمية الثانية.”

 

وتابع كيري قائلا: “الأسد مستمر بكونه عنصر جذب للإرهابيين في سوريا.. أزمة سوريا تزداد يوما بعد يوم ولا تتحسن،” لافتا إلى أن “زيادة الدعم المالي ضروري لتمكين العراقيين من الحفاظ على المناطق المستعادة من التنظيم.”

 

الجعفري من جنيف: جئنا دون شروط مسبقة ولن نقبل بشروط مسبقة من أحد.. والحوار سوري- سوري دون تدخل خارجي

الجعفري من جنيف: جئنا دون شروط مسبقة ولن نقبل بشروط مسبقة من أحد.. والحوار سوري- سوري دون تدخل خارجي

جنيف (CNN)—قال بشار الجعفري، رئيس وفد الحكومة السورية إلى جنيف، إن وفده جاء إلى حوار جنيف، دون شروط مسبقة وأنه لن يقبل بأي شروط مسبقة يفرضها أحد، لافتا إلى أن هذا الحوار سوري سوري دون تدخل خارجي.

 

جاء ذلك في تصريحات صحفية عقب اجتماع وفد الحكومة السورية مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي مستورا، حيث نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية على لسان الجعفري قوله: “إن وفد الجمهورية العربية السورية ملتزم بمضمون رسالة الدعوة التي وجهها دي ميستورا ومضمون القرار 2254 في حين يتعامل الطرف الآخر مع هذه المسألة بطريقة الهواة وليس كالسياسيين المحترفين.”

 

وتابع الجعفري قائلا: “هذا الحوار وفقا للقرار 2254 ورسالة الدعوة هو حوار سوري سوري بامتياز يقوده السوريون أنفسهم دون شروط مسبقة ودون تدخل خارجي.. وهذه العبارة مفتاحية في فهم وتفسير لماذا جئنا إلى جنيف.”

 

وأضاف: “مازلنا في المرحلة التحضيرية للمحادثات غير المباشرة وناقشنا مع دي ميستورا أهمية هذه المرحلة التحضيرية لجهة معرفة مع من سنتحاور حوارا غير مباشر وحتى هذه اللحظة لا نعرف من الوفود الأخرى التي يفترض أنها تمثل المعارضات السورية وفقا لمضمون القرار 2254.”

 

المعارضة السورية بجنيف: هجوم قوات النظام وروسيا على حلب وريفها يهدد المباحثات الجارية

جنيف (CNN)— قال وفد المعارضة السورية المشارك بمحادثات جنيف، الثلاثاء، إن الهجمات التي تشنها قوات النظام إلى جانب الطيران الروسي على مدينة حلب وريفها هو أمر يهدد المباحثات الجارية حاليا.

 

وقال الوفد في مؤتمر صحفي من جنيف: “إن النظام وحلفاؤه يصعدون عملياتهم العسكرية بالتزامن مع مباحثات جنيف، ليلة أمس لم ينم الناس وقال لنا أهلنا إن حجم طلعات الطيران الروسي وعمليات قصف النظام غير مسبوقة.. نحن نستغرب هل يريدون بهذا القصف الضغط علينا هنا في جنيف؟”

 

وتابع الوفد: “على المجتمع الدولي أن يتحمل المسؤولية.. جئنا إلى جنيف لبحث انهاء الحصار عن مدن صغيرة ولكن النظام يوسع عملياته العسكرية.. نرجو من المجتمع الدولي أن يصرخ بوجه النظام ويقول كفى قتلا للشعب السوري.. وهذه الأعمال والقصف تهدد العملية السياسية والحوار الجاري حاليا في جنيف.”

 

وأضاف وفد المعارضة الذي اجتمع مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي مستورا، الاثنين: “دي مستورا كان عاقلا عندما قال إن ما تطلبونه هو حق للشعب السوري.. هدفنا البدء الفوري بتطبيق كل من الفقرة 12 و13 قبل البدء بأي محادثات.. تطبيق القرار الدولي 2254 هو الحل الوحيد لوقف نزيف الدم السوري.”

 

وأكد وفد المعارضة على أن “الوفد الوحيد الذي يمثل الشعب السوري ومعاناة الشعب السوري هو الوفد الذي جاء في المعارضة.. ونستمد شرعية تمثيليتنا في جنيف من الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن اجتماع الرياض.”

 

بعد اجتماعه مع المعارضة السورية.. دي مستورا يعلن انطلاق محادثات جنيف رسميا: 3 أمور ستجعل هذا الحوار مختلفا

جنيف (CNN)—أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي مستورا، عن انطلاق محادثات جنيف حول الشأن السوري، وذلك بعد اجتماعه مع وفد المعارضة، الاثنين، لافتا إلى أن هناك ثلاثة أمور من شأنها أن تجعل هذا الحوار مختلف عن حوارات مماثلة في السابق.

 

وأوضح دي مستورا في مؤتمر صحفي: “كان هناك إشارات أعطتنا وخصوصا أنا والأمين العام للأمم المتحدة، شعورا بأن المحادثات السورية هذه ستكون مختلفة، وبحاجة لأنن تكون مختلفة عن مثيلاتها السابقة، أولا لأننا في العام 2016، وثانيا أن الناس عانوا بشكل كاف، وثالثا هم بحاجة لرؤية أمر واقع بعيدا عن مفاوضات طويلة وصعبة ومؤلمة.”

 

ولفت دي مستورا إلى أن سيلتقي وفد الحكومة السورية، صباح الثلاثاء، وأنه يخطط للاجتماع مرة أخرى مع وفد المعارضة السورية بعد الظهر للتعمق أكثر وأكثر في الأمور التي طرحوها.

 

سويسرا تمنع تأشيرة الدخول عن مدعوين لمؤتمر جنيف

روما (2 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّدت مصادر دبلوماسية أوروبية أن سويسرا رفضت منح تأشيرات دخول لعدد من السوريين المدعوين إلى مؤتمر جنيف الثالث الذي يجمع المعارضة والنظام، مشيرة إلى أن من وافقت على حضوره حصل على تأشيرة دخول مدتها ستة أشهر.

 

وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن السلطات السويسرية لم تمنح تأشيرة دخول (فيزا) لعدد من السوريين المدعوين من قبل المبعوث الأممي ستافان دي مستورا لحضور مؤتمر جنيف الثالث، منهم من المجموعة التي توصف بأنها مجموعة موسكو، ومنهم أيضاً مجموعة ممن يصفون أنفسهم بأنهم من معارضة الداخل من الأحزاب المُرخّصة، فضلاً عن وجود أشخاص من هيئة التنسيق لم يحصلوا على تأشيرة دخول بعد رغم أنهم من الوفد المُفاوض التابع للهيئة العليا للمفاوضات.

 

ورأت المصادر أن عدم منح تأشيرات دخول لهؤلاء يأتي إما بطلب أمريكي ـ روسي، أو بطلب من الأمم المتحدة كطريقة غير مباشرة لإلغاء الدعوة دون الحرج من الإعلان عن إلغائها.

 

ويحضر جنيف وفد من 16 عضواً يمثل الهيئة العليا للمفاوضات التي فوّضتها غالبية قوى المعارضة السورية في الرياض منتصف كانون الثاني/ديسمبر الماضي، يضم شخصيات عسكرية ومدنية، ويرأسه العميد أسعد الزعبي، ويشارك فيه ممثل عن جيش الإسلام، الذي تصفه موسكو بـ”الإرهابي”.

 

كما يحضر أعضاء من وفد دعمته روسيا وشددت على ضرورة إشراكه في المفاوضات، لكنها فشلت في فرضهم كمفاوضين، وتعتبرهم قوى في المعارضة السورية “إشكاليين”، منهم قدري جميل رئيس جبهة التغيير والتحرير، وهيثم مناع وإلهام أحمد رئيسا مجلس سورية الديمقراطي، والذي هدد بمقاطعة المؤتمر إن لم يتم دعوة صالح مسلّم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري الذي استُبعد فعلياً من المشاركة وغادر جنيف.

 

وتشاركهم وفود استشارية من نوعين، الأولى تصفها المعارضة السورية بأنها “معارضة المعارضة”، وهم مقربون من النظام ويدافعون عن مشروعه ولهم أحزاب أو جمعيات مرخّصة بشكل رسمي في سورية، منهم محمود مرعي، ميس كريدي، بروين إبراهيم، سهير سرميني، نواف الملحم، وفاتح جاموس، والثانية تضم عدداً غير محدد من السوريين المدعين باسم جماعات المجتمع المدني والمنظمات الأهلية، وهم خليط لم يُعلن عنهم دي مستورا ولا يُعرف القاعدة التي تم اختيارهم بناءً عليها.

 

فضلاً عن وفد النظام الذي يتألف من 15 شخصاً، ليس بينهم أصحاب قرار، على رأسهم السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري.

 

الحكومة السورية تقول من السابق لأوانه بدء محادثات غير مباشرة

من جون آيريش وتوم مايلز

 

جنيف (رويترز) – قال بشار الجعفري رئيس وفد الحكومة السورية في محادثات جنيف يوم الثلاثاء إن المفاوضات لا تزال في مرحلة تحضيرية وإنه في انتظار أن يقدم له ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا قائمة بوفد التفاوض الذي يمثل المعارضة.

 

وأعلن دي ميستورا يوم الاثنين بدء محادثات السلام رسميا. لكن الجعفري قال يوم الثلاثاء إن دي ميستورا أدرك الآن أن الظروف غير ملائمة للمحادثات غير المباشرة التي سيجريها مع وفدي الحكومة والمعارضة في غرفتين منفصلتين.

 

وقال الجعفري للصحفيين بعد اجتماع مع دي ميستورا دام ساعتين ونصف الساعة إن الإجراءات الشكلية ليست جاهزة بعد وإن المحادثات في مرحلة تحضيرية قبل بدء المفاوضات غير المباشرة رسميا.

 

وأضاف أن الإعداد للانطلاق الرسمي للمحادثات غير المباشرة يتطلب أن يكون هناك وفدان لكن لم يتم وضع اللمسات النهائية على وفد المعارضة.

 

وقال مصدر في الأمم المتحدة إن دي ميستورا -الذي يحاول إنهاء حرب أهلية قتل فيها ربع مليون شخص وشرد عشرة ملايين من منازلهم- وعد بتقديم قائمة بأسماء أعضاء وفد المعارضة بحلول يوم الأربعاء.

 

وقال الجعفري إنه لو كانت المعارضة تأبه حقا بأرواح السوريين لأدانت مقتل أكثر من 60 شخصا يوم الأحد في هجوم لتنظيم الدولة الإسلامية في دمشق.

 

وكان ممثلو الهيئة العليا للتفاوض التي تضم مناهضين سياسيين وعسكريين للرئيس السوري بشار الأسد قد حذروا من أنهم لن يتفاوضوا ما لم تكف الحكومة عن قصف مناطق المدنيين وترفع الحصار وتطلق سراح السجناء.

 

وسئل الجعفري إن كانت دمشق مستعدة لمناقشة تلك القضايا فقال إن كل القضايا تمثل أولوية للحكومة وبينها الإرهاب والقضايا الإنسانية.

 

وأضاف أنه ما إن يبدأ الحوار رسميا سيبدأ وفد الحكومة في تناول تلك القضايا. وكرر أنه يجب ألا تكون هناك شروط مسبقة لبدء المحادثات.

 

وبدعم من ضربات جوية روسية تحقق القوات الحكومية السورية وحلفاء لها مكاسب على حساب المعارضة في عدة مناطق بغرب البلاد حيث تقع المدن الرئيسية. وهددت القوات الحكومية يوم الثلاثاء خطوط إمداد للمعارضة إلى مدينة حلب في شمال سوريا.

 

وقال سالم المسلط المتحدث باسم الهيئة العليا للتفاوض إن المعارضة لم تقرر حتى الآن ما إذا كانت ستحضر اجتماعا مقررا مع مبعوث الأمم في الساعة الخامسة مساء الثلاثاء (16:00 بتوقيت جرينتش). واتهم روسيا بتعريض المحادثات للخطر بسبب حملة القصف التي تشنها.

 

وقال للصحفيين إن الوضع الراهن يشير إلى أن النظام السوري وحلفاءه -لا سيما روسيا- عازمون على رفض جهود الأمم المتحدة لتنفيذ القانون الدولي.

 

وأضاف أن أفعال النظام وروسيا تعرض عملية السلام لخطر شديد في هذه المرحلة المبكرة ودعا الدول الكبرى إلى الضغط على موسكو.

 

ومضى قائلا إنه يبدو أن لا أحد يساعد المعارضة. وأضاف أن المعارضة تثق بأصدقائها لكنها تريد أن ترى خطوة تتخذ لتقطع من جانبها عشر خطوات في المقابل.

 

(إعداد محمد عبد اللاه للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)

 

مكتب المبعوث الدولي لسوريا يقول لن يعقد مزيدا من الاجتماعات الثلاثاء

جنيف (رويترز) – قال مكتب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا إنه لن يعقد اجتماعات أخرى يوم الثلاثاء.

 

وكان من المقرر أن يجتمع دي ميستورا مع الهيئة العليا للتفاوض التابعة للمعارضة الساعة 1600 بتوقيت جرينتش.

 

كانت بسمة قضماني العضو بوفد المعارضة أبلغت الصحفيين في وقت سابق أن من المحتمل ألا يحضروا المحادثات يوم الثلاثاء بعدما شنت القوات الموالية للحكومة السورية هجوما كبيرا على مواقع للمعارضة في وقت سابق الثلاثاء.

 

(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية – تحرير حسن عمار)

 

مفاوضات جنيف تتواصل بلقائين بين دي ميستورا ووفدي النظام والمعارضة

يواصل موفد الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا الثلاثاء مهمة الوساطة الحساسة التي يقوم بها بين أطراف النزاع السوري على أمل أن يعزز دخول مرتقب لمساعدات إنسانية إلى مناطق قرب دمشق عملية التفاوض الصعبة.

وأطلق دي ميستورا عبر لقائه الوفد الحكومي السوري الجمعة ووفد المعارضة الاثنين عملية التفاوض الرسمية في مقر الأمم المتحدة في جنيف. وسيستقبل الوفدين مجددا الواحد تلو الآخر الثلاثاء بدءا بوفد النظام.

 

لكن العملية الهادفة إلى إجراء مفاوضات غير مباشرة بين الوفدين بهدف التوصل إلى حل للنزاع السوري تبقى هشة جدا. وأعلن وفد المعارضة بعد لقائه الاثنين دي ميستورا على مدى ساعتين أنه تلقى من الأمم المتحدة “رسائل إيجابية جدا”. لكنه كرر مطالبه بإجراءات إنسانية.

 

وقال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية سالم المسلط “ثلاث مسائل مهمة بالنسبة إلينا: رفع الحصار عن بلدات والإفراج عن معتقلين ووقف الهجمات ضد المدنيين بواسطة الطيران الروسي ومن قبل النظام”.

 

وبعد ساعات على انتهاء اللقاء، أعلنت الامم المتحدة أن دمشق وافقت مبدئيا على إرسال قوافل انسانية إلى بلدة مضايا المحاصرة قرب دمشق حيث توفي 46 شخصا جوعا منذ كانون الأول ـ ديسمبر وبلدتين أخريين كفريا والفوعة المحاصرتين من مسلحي المعارضة في شمال شرق البلاد.

 

وتطالب الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية والتي تضم مسؤولين سياسيين وممثلين عن الفصائل المعارضة المقاتلة في سوريا منذ أيام بتحسين الوضع الإنساني على الأرض فيما يتدهور وضع المدنيين في سوريا يوما بعد يوما بسبب القصف ونقص المواد الغذائية.

 

وتطرق دي ميستورا إلى هذا الموضوع بقوله إن الشعب السوري يستحق أن “يرى شيئا ملموسا بعيدا عن المفاوضات الطويلة والمؤلمة”.

 

وإذا كان وقف القصف على المدى القصير يبدو غير واقعي، فإن العمل بهدف الإفراج عن المدنيين من نساء وأطفال “سيكون مؤشرا أول على أن شيئا مختلفا يحصل”، كما أضاف دي ميستورا.

 

وبدأت المعارضة بوضع لوائح بأسماء معتقلين، كما قال عدد من أعضائها في الأيام الماضية.ستة أشهر من المحادثات

 

وقال دي ميستورا الذي سيستقبل وفد النظام السوري ظهر الثلاثاء “نستمع بانتباه إلى هواجس الهيئة العليا للمفاوضات، وسنستمع إلى هواجس الحكومة”.

 

واتهم السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، أبرز مفاوضي الوفد الحكومي، وفد المعارضة بأنه “غير جدي” وبأنه يضم “إرهابيين”.

 

ووصل محمد علوش، كبير مفاوضي وفد المعارضة، وعضو المكتب السياسي لفصيل “جيش الاسلام” السلفي المقاتل والمدعوم من السعودية إلى جنيف مساء الاثنين.

 

وتهدف المحادثات السورية التي حدد إطارها بموجب قرار صادر عن مجلس الأمن الدولي في كانون الأول ـ ديسمبر إلى تشكيل سلطة انتقالية قبل تنظيم انتخابات في منتصف العام 2017.

 

ويريد موفد الأمم المتحدة الذي توقع مفاوضات “صعبة ومعقدة” إجراء حوار غير مباشر بين الطرفين على أن يقوم مسؤولون بدبلوماسية مكوكية بينهما. وسبق أن توقع ان تستغرق المحادثات ستة أشهر.

 

ومن أجل دفع العملية قدما، حضر عدد كبير من دبلوماسيي أبرز الدول الضالعة بشكل مباشر أو غير مباشر في الملف السوري إلى جنيف.

 

وتسعى المجموعة الدولية إلى إيجاد تسوية من شأنها إفساح المجال أمام توحيد الجهود من أجل محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي يسيطر على مساحات واسعة من سوريا والعراق.

 

وتسبب النزاع المستمر في سوريا منذ آذار ـ مارس 2011 بمقتل أكثر من 260 ألف قتيل وبتشريد ملايين الأشخاص.

 

ويعقد مؤتمر للمانحين الخميس في لندن لجمع أموال من أجل حوالى 13,5 مليون شخص تضرروا بسبب النزاع السوري و4,2 مليون لاجىء. وطلبت الأمم المتحدة ووكالاتها السنة الماضية 8,4 مليار دولار للسوريين لكنها لم تحصل سوى على 3,3 مليار دولار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى