أحداث الثلاثاء 03 كانون الثاني 2017
«داعش» ينفذ أوامر «الخليفة» بضرب تركيا
أنقرة – «الحياة»
نفذ تنظيم «داعش» اوامر «الخليفة» أبو بكر البغدادي وأعلن للمرة الأولى أمس، مسؤوليته عن هجوم إرهابي في تركيا، إذ تبنّى المجزرة التي ارتكبها مسلّح في ملهى ليلي في إسطنبول ليلة رأس السنة، وأوقعت 39 قتيلاً، أكثر من نصفهم عرب.
وذكر نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتولموش، أن الشرطة أوقفت ثمانية أشخاص في إسطنبول تشتبه في تورطهم بالهجوم. وأضاف أن السلطات اقتربت من تحديد هوية المنفّذ الفارّ للجريمة، بعدما جمعت «معلومات عن بصماته ومظهره الخارجي». ورسمت الشرطة صورة تقريبية للمشتبه فيه ووزعتها على الاعلام.
وتابع كورتولموش في إشارة إلى الإرهابيين: «أرادوا من هذا الاعتداء أن يؤكدوا أنهم لا يزالون يشكّلون كابوساً لتركيا التي عاشت عاماً صعباً. لكننا نقول لهم: أينما كنتم سنطاردكم، وبعون الله ودعم أمّتنا، سنُركعكم وستتلقّون الجزاء الذي تستحقونه».
وروى ناجون تفاصيل عن المجزرة، ومعرفة الجاني بداخل ملهى «رينا» الشهير الذي شهد الهجوم الذي يذكّر باقتحام مسرح «باتاكلان» في باريس، في تشرين الثاني (نوفمبر) 2015، خلال تفجيرات واعتداءات أوقعت 130 قتيلاً.
وكانت معلومات أفادت بأن الولايات المتحدة حذرت تركيا من هجوم على الملهى، لكن مالكه محمد كوشرسلان أكد أن التهديد الإرهابي لم يستهدف «رينا» في شكل محدد، مستدركاً أن الشرطة اتخذت تدابير أمنية مشددة في المنطقة في الفترة التي سبقت رأس السنة. لكنه استغرب وصول القاتل إلى الملهى «على رغم كل المعلومات الاستخباراتية والتدابير الأمنية الاستثنائية».
ووَرَدَ في بيان نشرته وكالة «أعماق» التابعة لـ «داعش» أن «جندياً من جنود الخلافة الأبطال» هاجم «أحد أشهر الملاهي الليلية» في إسطنبول، مستخدماً قنابل وسلاحاً رشاشاً، استجابة لأمر أصدره زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي. ووصف الملهى بأنه نقطة تجمّع للمسيحيين للاحتفال بـ «عيدهم الشركي»، مُدرجاً العملية في إطار «عمليات مباركة تخوضها دولة الإسلام» ضد تركيا، رداً على تدخلها في سورية. وأضاف: «لتعلم حكومة تركيا المرتدة، أن دماء المسلمين التي تُسفك بقصف طائراتها ومدافعها، ستستعر ناراً في عقر دارها».
وهذه المرة الأولى التي يتبنّى فيها «داعش» مسؤولية هجوم في تركيا، علماً أن السلطات اتهمته بتدبير نحو 6 اعتداءات على أهداف مدنية على أراضيها، خلال الأشهر الـ18 الماضية.
وأفادت وكالة «الأناضول» الرسمية التركية بأن السلطات حدّدت هويات 38 من القتلى الـ39، مشيرة إلى أن 11 منهم أتراك، وواحداً يحمل الجنسيتين التركية والبلجيكية. وأضافت أن بين القتلى 7 سعوديين وثلاثة من كلّ من لبنان والعراق، واثنين من كلّ من تونس والمغرب والأردن والهند. وقُتل أيضاً كويتي وسوري وليبي وألماني وكندية وروسية وإسرائيلية. وأعلنت وزارة الخارجية اللبنانية أن القتلى اللبنانيين الثلاثة هم الياس ورديني وريتا شامي وهيكل مسلم.
وأفاد تقرير أعدّه خبراء في الطب الشرعي ونشرته صحيفة «ميلّييت»، بأن جميع القتلى تعرّضوا لإطلاق نار من مسافة قريبة. وأوردت صحيفة «حرييت» أن المحققين يرجّحون أن يكون المهاجم من أوزبكستان أو قرغيزستان، وارتباطه بخلية نفّذت تفجيراً انتحارياً أوقع 47 قتيلاً في مطار إسطنبول في حزيران (يونيو) الماضي، ونُسِب إلى «داعش».
وأوردت صحيفة «خبر ترك» معلومات رجّحت أن يكون المهاجم استقلّ سيارة أجرة من حي «زيتينبورنو» جنوب إسطنبول، مشيرة إلى أنه نزل من السيارة بسبب ازدحام، وسار لأربع دقائق حتى مدخل الملهى. وأضافت أنه سحب بندقية من طراز كلاشنيكوف من حقيبة على جانب الطريق، وفتح النار على مَن كانوا أمام الباب، ثم ألقى قنبلتين يدويتين بعد دخوله. وأشارت إلى تقديرات بإطلاقه 180 رصاصة على الأقل.
وروى اللبناني فرنسوا الأسمر الذي أصيب في يده ويرقد في مستشفى، أنه اختبأ وراء طاولة وتصرّف كما لو كان ميتاً، لكي يوقف الجاني إطلاق النار عليه. وأشار يونس ترك، وهو فرنسي من أصل تركي، إلى أن القاتل أطلق النار لـ20 دقيقة بلا توقف، فيما لفت محمد يلان، وهو موظف في «رينا»، إلى أن المهاجم تعمّد استهداف المناطق الأكثر ازدحاماً في الملهى، متسائلاً هل «أتى إلى هنا سابقاً».
إلى ذلك، أعلن كورتولموش أن السلطات التركية تراقب 347 حساباً على مواقع التواصل الاجتماعي، اعتبر أنها «استفزازية» واتهمها بدعم الإرهاب و «زرع بذور العداء لدى الشعب». وأشار إلى اتخاذ تدابير قانونية ضد 92 فرداً. في السياق ذاته، أعلنت نقابة المحامين التركية رفع شكاوى ضد أفراد استخدموا مواقع التواصل الاجتماعي للإشادة بمجزرة الملهى.
أنقرة تتمسك بإستكمال «درع الفرات»
طهران – محمد صالح صدقيان , لندن – «الحياة»
أعلن مسؤول تركي أمس، أن بلاده تعتزم مواصلة هجومها ضد «الإرهاب» في شمال سورية على رغم اعتداء إسطنبول الذي تبناه تنظيم «داعش». وقال نائب رئيس الوزراء الناطق باسم الحكومة نعمان كورتولموش، إن الاعتداء «رسالة موجهة للعمليات الخارجية، خصوصاً عملية درع الفرات التي تستهدف التنظيم المتطرف والميليشيات الكردية»، مضيفاً: «سنواصل عملياتنا الخارجية بكل عزم». وكشف أن رئيس الوزراء بن علي يلدرم سيزور العراق الخميس لـ «بدء عهد جديد مع الحكومة العراقية المركزية»، مؤكداً: «إننا نقترب من رؤية جديدة للسلام في العراق».
في غضون ذلك، استمر وقف النار «الشامل» في سورية صامداً إلى حد كبير في يومه الرابع، باستثناء منطقة وادي بردى بريف دمشق، حيث واصلت القوات النظامية السورية وميليشيات حليفة هجومها المستمر منذ الشهر الماضي، على رغم أن الفصائل المنتشرة في المنطقة لا تضم سوى عدد قليل جداً من عناصر «جبهة فتح الشام» («النصرة» سابقاً) غير المشمولة بالهدنة. لكن هذا الهجوم ألقى بظلاله على التحضيرات لمفاوضات آستانة المقررة قبل نهاية الشهر في عاصمة كازاخستان، إذ حمّل «الائتلاف» المعارض موسكو المسؤولية بوصفها الطرف «الضامن» للحكومة السورية في اتفاق وقف النار، معتبراً أن استمرار الهجوم يهدف إلى نسف الاتفاق و «إكمال الحل العسكري».
وجاء ذلك فيما رفض الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، مزاعم تحدثت عن نيّة بلاده التعاون مع روسيا وتركيا لـ «تقاسم النفوذ» في سورية، معتبراً ذلك «كلام هراء… لا معنی له»، مشدداً علی دعم إيران وحدة أراضي سورية وسيادتها. ورأی الناطق أن الاجتماع الثلاثي الذي عقد في موسكو أخيراً بين روسيا وتركيا وإيران «حقق نتائج إيجابية» من أجل الوصول إلى حل سياسي في سورية، مضيفاً: «نظراً إلى عدم تحديد موعد لاجتماع آستانة، فإنني لا أستطيع التعليق، لكننا نأمل في توفير الظروف الملائمة لحوار الطرفين السوريين وحصول نتائج إيجابية». وأكد أن إيران ستحترم نتائج اجتماع آستانة مهما كانت هذه النتائج «ما دامت تصب في مصلحة الحوار السوري- السوري».
ووزع «الائتلاف الوطني السوري» تصريحاً لعضو هيئته السياسية ياسر الفرحان طالب فيه روسيا بـ «إلزام الميليشيات الإيرانية وقوات (الرئيس السوري) بشار (الأسد) بوقف إطلاق نار شامل ومنع أي محاولات لتقويضه». وقال إن «مسؤولية منع الانتهاكات تقع على عاتق موسكو، وهي الطرف الضامن للنظام»، مؤكداً «استمرار انتهاكات الميليشيات الإيرانية وقوات بشار، وبخاصة في وادي بردى، بهدف نسف الاتفاق، وذلك لرغبتها في إكمال الحل العسكري الذي تؤمن به». وأشار إلى أن اتفاق وقف النار «يحتوي على خرائط، كما أوضحت موسكو، وهذا ما ينفي ادعاء النظام وجود عناصر إرهابية في وادي بردى».
وأكد القيادي المعارض «أن الهيئة العليا للمفاوضات هي الجهة الوحيدة المخولة تشكيل وفد التفاوض عن قوى الثورة والمعارضة السورية» إلى مفاوضات آستانة، مشيراً إلى أن الهيئة السياسية في «الائتلاف» بدأت أمس «اجتماعاً طارئاً لبحث التطورات السياسية والميدانية، بما فيها الانتهاكات التي ترتكب في وادي بردى».
وفي الإطار ذاته، هددت الفصائل المسلحة الموقعة اتفاق وقف النار الذي تم التوصل إليه برعاية روسية- تركية، بـ «نقض الاتفاق وإشعال الجبهات» كافة في حال عدم وقف العمليات العسكرية على وادي بردى. وذكرت «فرانس برس» أمس، أن القوات النظامية السورية حققت تقدماً في هجومها للسيطرة على هذه المنطقة التي تعد خزان المياه الرئيسي للعاصمة.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الإثنين، «بقصف جوي ومدفعي لقوات النظام على محاور عدة في منطقة وادي بردى، تزامناً مع معارك عنيفة بين قوات النظام ومقاتلين من حزب الله اللبناني من جهة والفصائل المقاتلة وعناصر من جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) من جهة أخرى».
وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن لـ «فرانس برس»، إن «القوات النظامية وعناصر من حزب الله اللبناني أحرزوا تقدماً في المنطقة وباتوا على أطراف عين الفيجة، نبع المياه الرئيسي في المنطقة، ويخوضون مواجهات عنيفة مع الفصائل لتأمين محيطه». وأضاف أن «هذا التصعيد العسكري يعد خرقاً للهدنة، على رغم أن قوات النظام بدأت هجومها قبل أسبوعين بهدف السيطرة على منابع المياه التي تغذي معظم مناطق العاصمة».
ويستثني اتفاق وقف النار التنظيمات المصنفة إرهابية، وبشكل رئيس تنظيم «داعش». كما يستثني، بحسب موسكو ودمشق، «جبهة فتح الشام» («النصرة» سابقاً)، الأمر الذي تنفيه الفصائل المعارضة.
ويزيد هذا التباين من صعوبة تثبيت الهدنة بسبب وجود هذه الجبهة ضمن تحالفات مع فصائل أخرى مقاتلة في مناطق عدة، أبرزها محافظة إدلب (شمال غرب) وكذلك منطقة وادي بردى.
وبحسب «المرصد السوري»، ثمة مئات من عناصر الجبهة، من بين آلاف عناصر الفصائل، في منطقة وادي بردى الواقعة على بعد 15 كيلومتراً شمال غربي دمشق. وتعد المنطقة مصدر المياه الرئيسي للعاصمة التي تعاني منذ نحو أسبوعين من انقطاع هذه الخدمة، ما دفع الأمم المتحدة إلى إبداء خشيتها في بيان الخميس، من «وضع مياه الشرب (…) وانقطاع إمدادات المياه الرئيسية منذ 22 كانون الأول (ديسمبر) عن أربعة ملايين نسمة» من سكان دمشق وضواحيها.
وتحاصر القوات النظامية وحلفاؤها المنطقة منذ منتصف عام 2015، وغالباً ما كانت تلجأ الفصائل إلى قطع المياه عن دمشق عند تشديد القوات النظامية حصارها، ثم تعود الأمور الى طبيعتها مع السماح بدخول المواد الغذائية.
فصائل سورية معارضة تجمد مشاركتها في التحضير لمفاوضات استانا جراء “خرق” الهدنة
بيروت – أ ف ب – جمدت اكثر من عشر فصائل سورية معارضة، مشاركتها في اي محادثات حول مفاوضات السلام المرتقبة في استانا، متهمة قوات النظام بخرق الهدنة الهشة التي تدخل الثلاثاء يومها الخامس مع استمرار المعارك قرب دمشق.
ويهدد هذا القرار وقف اطلاق النار ومفاوضات السلام المنوي عقدها نهاية الشهر الحالي في استانا، بموجب الاتفاق الذي توصلت اليه موسكو، حليفة دمشق، وأنقرة الداعمة للمعارضة. وهو أول اتفاق يتم برعاية تركية مباشرة، بعدما كانت الولايات المتحدة شريكة روسيا في اتفاقات سابقة لوقف اطلاق النار لم تصمد.
ومع بدء الهدنة الجمعة، شهدت معظم الجبهات الرئيسية في سوريا هدوءاً مع خروقات محدودة، باستثناء منطقة وادي بردى، خزان مياه دمشق، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والفصائل، يتخللها قصف جوي ومدفعي.
وشددت اكثر من عشر فصائل معارضة في بيان مشترك ليل الاثنين الثلاثاء، انها “التزمت بوقف اطلاق النار في عموم الاراضي السورية” باستثناء مناطق سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية “لكن النظام وحلفاءه استمروا بإطلاق النار وقاموا بخروقات كثيرة وكبيرة خصوصاً في منطقة وادي بردى والغوطة الشرقية..”.
واضافت “نظراً لتفاقم الوضع واستمرار هذه الخروقات، فإن الفصائل (…) تعلن تجميد اية محادثات لها علاقة بمفاوضات استانة او اي مشاورات مترتبة على اتفاق وقف اطلاق النار حتى تنفيذه بالكامل”.
وحذرت الفصائل، وابرزها جيش الاسلام وفيلق الشام، وهما فصيلان نافذان في ريف دمشق، وفرقة السلطان مراد القريبة من تركيا، من ان الاتفاق يعتبر “بحكم المنتهي” ما لم تتم “اعادة الامور الى وضعها الطبيعي قبل توقيع الاتفاق فوراً”.
وتجددت الاشتباكات الثلاثاء في منطقة وادي بردى بين قوات النظام ومقاتلين من حزب الله اللبناني من جهة، والفصائل المقاتلة من جهة اخرى، وسط استقدام قوات النظام لتعزيزات عسكرية الى المنطقة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
– “محرومون” من المياه-
وترافقت الاشتباكات وفق المرصد، مع غارات وقصف بالبراميل المتفجرة على المنطقة، وذلك بعد يوم من وصول قوات النظام وحلفائها الى اطراف عين الفيجة، النبع الرئيسي في وادي بردى، والذي توقف ضخ المياه منه الى دمشق منذ اسبوعين.
واتهمت السلطات الفصائل بتلويث المياه بالمازوت ثم قطعها بالكامل عن دمشق.
وبحسب عبد الرحمن، فإن انقطاع المياه ناجم عن تعرض احدى مضخات المياه في عين الفيجة لانفجار بفعل المعارك بين الطرفين اللذين يتبادلان الاتهامات بالمسؤولية عنه.
وحذر المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة ينس لاركي الثلاثاء من ان “اربعة ملايين شخص في مدينة دمشق ما زالوا محرومين من المياه منذ 22 كانون الاول/ديسمبر جراء المعارك في منطقة وادي بردى” مبديا الخشية من تفشي الامراض جراء نقص المياه وخصوصاً بين الاطفال.
ومنذ 20 كانون الاول/ديسمبر، بدأت قوات النظام هجوماً على المنطقة بهدف السيطرة عليها او الضغط للتوصل الى اتفاق مصالحة، ينهي العمل العسكري للفصائل فيها، على غرار اتفاقات مشابهة جرت في محيط دمشق خلال الأشهر الماضية، وفق المرصد أيضاً.
ونقلت صحيفة الوطن السورية القريبة من دمشق الثلاثاء عن محافظ ريف دمشق علاء ابراهيم ان “الجيش سيحسم الموضوع قريباً” معتبراً انه “امام مسلحي وادي بردى.. اما تسوية اوضاعهم او الخروج” لافتا الى انه “لا مصالحة مع جبهة النصرة” في اشارة الى مقاتلي فتح الشام.
وتنفي الفصائل المقاتلة بشكل قاطع وجود مقاتلين من الجبهة في وادي بردى.
وبحسب المرصد السوري، يوجد وجود مئات من مقاتلي الجبهة، بين الآلاف من مقاتلي الفصائل، في المنطقة.
– مرحلة “حرجة”-
ويستثني اتفاق وقف اطلاق النار التنظيمات المصنفة “ارهابية”، وبشكل رئيسي تنظيم الدولة الاسلامية. كما يستثني، بحسب موسكو ودمشق جبهة فتح الشام الامر الذي تنفيه الفصائل المعارضة.
ويزيد هذا التباين من صعوبة تثبيت الهدنة بسبب وجود هذه الجبهة ضمن تحالفات مع فصائل اخرى مقاتلة في مناطق عدة ابرزها محافظة ادلب (شمال غرب)، ابرز معقل متبق للفصائل بعد خسارتها مدينة حلب الشهر الماضي.
والى جانب الاشتباكات المستمرة في وادي بردى، سجل المرصد خرقاً بارزاً في ريف ادلب الجنوبي، حيث اسفرت ضربات جوية لقوات النظام عن مقتل امراة حامل واصابة ثلاثة اشخاص آخرين بجروح في مدينة خان شيخون.
كما افاد بإطلاق فصيل معارض قذائف صاروخية على بلدتين تحت سيطرة قوات النظام في محافظة حماة (وسط).
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن الثلاثاء، ان الهدنة دخلت “مرحلة حرجة” محذرا من انها تواجه “خطر الانهيار” ما لم يتدخل راعياً الاتفاق روسيا وتركيا لانقاذها.
وتمكنت روسيا السبت من الحصول على دعم مجلس الامن الدولي للخطة الروسية التركية لوقف اطلاق النار في سوريا والدخول في مفاوضات لحل النزاع المستمر منذ نحو ست سنوات، من دون ان يصادق على تفاصيل الخطة.
وحرصت كل من تركيا وروسيا على التأكيد ان محادثات استانا لا تشكل بديلاً من مفاوضات جنيف التي ترغب الأمم المتحدة باستئنافها في الثامن من شباط/فبراير.
وتشهد سوريا منذ اذار/مارس 2011 نزاعاً دامياً تسبب بمقتل اكثر من 310 آلاف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
سوريا: النظام وحلفاؤه يخرقون الهدنة 77 مرة في ثلاثة أيام
عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: حققت قوات النظام السوري تقدما في هجومها الهادف للسيطرة على منطقة وادي بردى قرب دمشق، والتي تعد خزان المياه الرئيسي للعاصمة، في تصعيد اعتبرته الفصائل المقاتلة خرقا للهدنة الهشة التي دخلت امس الاثنين يومها الرابع.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان امس «بقصف جوي ومدفعي لقوات النظام على محاور عدة في منطقة وادي بردى، تزامنا مع معارك عنيفة بين قوات النظام ومقاتلين من حزب الله اللبناني من جهة والفصائل المقاتلة وعناصر من جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا)».
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن «قوات النظام ومقاتلين من حزب الله اللبناني أحرزوا تقدما في المنطقة وباتوا على أطراف عين الفيجة، نبع المياه الرئيسي في المنطقة ويخوضون مواجهات عنيفة مع الفصائل لتأمين محيطه».
وأضاف عبد الرحمن أن «هذا التصعيد العسكري يعد خرقا للهدنة، رغم أن قوات النظام بدأت هجومها قبل أسبوعين بهدف السيطرة على منابع المياه التي تغذي معظم مناطق العاصمة».
وقال الجيش التركي امس الاثنين إن طائرات حربية ومدفعية تركية قصفت أهدافا لتنظيم «الدولة» في سوريا فقتلت 22 من متشددي التنظيم فيما قصف الطيران الروسي المتشددين قرب مدينة الباب التي يسيطرون عليها.
وفي استعراض لعملياته العسكرية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية دعما لمقاتلي المعارضة في شمال سوريا أضاف الجيش أن الطيران الروسي دمر أهدافا للتنظيم في منطقة دير قاق التي تقع على بعد ثمانية كيلومترات جنوب غربي الباب.
وانطلقت العملية التركية العسكرية «درع الفرات» قبل أكثر من أربعة أشهر لإبعاد متشددي الدولة الإسلامية عن منطقة الحدود وتحاصر القوات مدينة الباب منذ أسابيع.
جاء ذلك فيما قتل قائد بارز بالحرس الثوري الإيراني، خلال مواجهات مع المعارضة السورية، بحسب وكالة أنباء «فارس» الإيرانية شبه الرسمية.
وذكرت الوكالة، الأحد، أن غلام علي قلي زادة، الذي شارك في الحرب الإيرانية العراقية (1980-1988)، قتل خلال معارك مع المعارضة في سوريا، دون مزيد من التفاصيل.
يأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه مصادر محلية سورية، إن قلي زادة، برتبة عميد، وقتل في اشتباكات بين قوات النظام والمعارضة في وداي بردى، في الريف الغربي للعاصمة دمشق.
وفي آخر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، شيّعت إيران جثامين 7 من ميليشيات «فاطميون» الأفغانية، و»زينبيون» الباكستانية، التابعتين للحرس الثوري الإيراني، قتلوا في معارك ضد المعارضة في سوريا.
وفي أيار/ مايو الماضي، اعترف «عين الله تبريزي»، المستشار في «فيلق كربلاء»، التابع لـ»الحرس الثوري»، بمقتل ألف و200 عسكري تابع لقوات بلاده في سوريا منذ عام 2012، حسب وكالة أنباء الطلبة الإيرانية.
إلى ذلك قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان (مستقلة)، امس الاثنين، إنها سجلت 26 خرقا جديدا لوقف إطلاق النار في سوريا مع انتهاء اليوم الثالث، جميعها من قبل النظام وحلفائه، ليبلغ مجموع الخروقات 77 خرقا.
وفي بيان صدر عن الشبكة امس أفادت فيه أن «خروقات النظام للهدنة بلغت 72 خرقا، فيما تسببت روسيا بخمسة خروقات عبر عمليات قصف في حماة (وسط)، وحلب (شمال)».
وأوضحت الشبكة أن «القوات الروسية خرقت الاتفاق للمرة الأولى الأحد، فيما تسبب مجموع الخروق بمقتل ثلاثة أشخاص، هم طفلان، ومسلح من مسلحي المعارضة».
وفي الإطار نفسه أكدت الشبكة أن تقريرها «استند إلى عمليات المراقبة والتوثيق، والتحدث مع ناجين من الهجمات، أو مع أقرباء للضحايا، أو مع شهود عيان على بعض الحوادث».
وبينت أن «التقرير استعرض كلَّ خرق من قبل الجهات الملتزمة باتفاقية الهدنة، وذلك في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة، والمناطق الخاضعة لسيطرة مشتركة مع تنظيم «جبهة فتح الشام»، (جبهة النصرة سابقا)، في حين أنه لم يشمل أي عمليات عسكرية في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم «الدولة ـ داعش».
أما عن الخروقات فرصد التقرير 77 خرقاً، هي عبارة عن «68 عبر عمليات قتالية، و9 عبر عمليات اعتقال. 72 خرقا منها على يد قوات النظام، حصل معظمها في محافظة حمص (وسط)، حيث بلغ عدد الخروقات فيها منذ دخول الاتفاق حيِّز التنفيذ 17 خرقاً».
رسائل بالجملة من الأردن لبشار الأسد: نرحب بعودة رمز «الدولة السورية» للحدود ونتحفظ على ميليشيات إيران وخصمنا من «بايعوا» البغدادي
بسام البدارين
عمان ـ «القدس العربي»: مقابلة رئيس الأركان الأردني الجنرال محمود فريحات الجمعة الماضي كانت محور نقاش وجدل في عطلة أعياد الميلاد ونهاية الأسبوع وبعد أحداث الكرك، واعتبر العديد من المسؤولين والإعلاميين أنها رتبت على عجل ولم تدرس بعناية، وأن محطة «بي بي سي» دخلت بسرعة عندما قرر الجنرال التحدث عن الشأن الإقليمي وتحديدا السوري في إشارة واضحة الملامح إلى ان المسألة السورية خصوصا في الجنوب لا زالت تمثل «الصداع» الأهم لشمال الأردن خصوصا أن فريحات نفسه كان قائدا للمنطقة الشمالية ويعرف خباياها وتفاصيلها.
في كل الأحوال كانت تلك أول مرة يستمع فيها المواطن الأردني لتقييمات عن الوضع السوري الحدودي من أرفع شخصية عسكرية في البلاد تحدثت لوسيلة إعلام أجنبية، الرسائل هنا حصرياً كانت مكثفة وسريعة وملغزة بذات الوقت، خصوصاً وان حديثاً من هذا النوع لا يمكن أن يتم بدون ضوء أخضر من المرجعيات العليا.
في المسار المعلوماتي ثمة مستجدات لا يمكن إسقاطها من اي حساب سياسي أهمها ان «كتيبة خالد بن الوليد» التي قال فريحات انها «تتبنى الفكر الداعشي» ولم يقل انها «داعشية» لديها دبابات وأسلحة ثقيلة وتستقر على بعد كيلومتر واحد من الحدود الأردنية.
هذه الكتيبة سبق ان «بايعت» ابو بكر البغدادي واشتبكت مع قوات «جبهة النصرة» ـ «فتح الشام» حالياً ـ لكن الرأي العام المحلي لم يكن يعرف انها في اقرب نقطة جغرافية من هذا النوع إلا بعد أحداث الكرك، بالتالي الحديث المباغت عنها الآن له هدف عميق بكل الأحوال.
عملياً سبق لقوات الجيش الأردني ان أمطرت منطقة هذه الكتيبة المتأثرة بفكر تنظيم «الدولة ـ داعش» بالقذائف مرة واحدة عندما انطلقت منها قذيفة باتجاه نقطة أردنية قريبة وقد كان القصف الأردني حسب مصدر مطلع أردني سجاديا وهو عبارة عن رسالة جاهزية عالية .
وزير الاتصال الناطق الرسمي الدكتور محمد المومني سبق ان أبلغ «القدس العربي» بان كل ما يجري داخل تجمع مسلحي هذه العصابة في حوض نهر اليرموك ليلاً ونهاراً تحت الرقابة والسيطرة .
طبعاً يبدو واضحاً من تفصيلات الجنرال فريحات ان «مجموعة خالد بن الوليد» التي تبايع البغدادي ليس لديها أمر بمهاجمة الحدود الأردنية وفي الجانب الثاني لا يوجد أوامر او قرار بملاحقتها داخل عمق الكيلومتر من الأرض السورية رغم ان ذلك سهل وبسيط .
بمعنى أنه لا يوجد غطاء أو قرار سياسي بالاشتباك مع أنصار البغدادي الذي اعلن تنظيمه الحرب على الأردن عندما وصف رجال الشرطة بأنهم «مرتدون»، في تطور لافت على مسار الأحداث على هامش أحداث قلعة الكرك.
عليه يكشف الجنرال فريحات عن هذه المعلومة لسبب داخل القرار السياسي الأردني سيرتبط على الأرجح برسالة ان عمان تخاطب دمشق ودياً وتقول انها لا تنوي التدخل في العمق السوري بالرغم من كلام فريحات الصريح عن «عدم وجود جيش نظامي سوري» في الطرف المقابل على الحدود والمعبر.
وهي توضيحات تحاول امتصاص التوتر الدبلوماسي والسياسي والعملياتي مع دمشق بقرينة ان فريحات تحدث ايضاً عن «تنسيق أمني» بين الحين والآخر وعن عزل بلاده للحدود بسبب عدم وجود «رمز السيادة للدولة السورية» وهو الجيش السوري حسب شرح المومني.
في المقابلة التي بدت أسئلتها معدة ومكثفة، حاول الجنرال الإيحاء بأن مشاركة بلاده في «تسليح سوريين» محصورة بالعشائر وبهدف استراتيجي قد لا يغضب دمشق، وهو التصدي لإرهاب تنظيم «الدولة».
ومثل هذا الشرح لم يسبق ان صدر بهذا الوضوح، وبالتالي هو رسالة إضافية لدمشق تلفت النظر لعدم وجود عقيدة عسكرية اردنية في الاتجاه المضاد لرموز الدولة السورية.
ما يحصل سياسيا في النتيجة هو كما يلي: عمان تعلن انها لن تقدم الدعوة لحضور القمة العربية لحكومة دمشق لكن مؤسستها العسكرية تعلن بوضوح انها تغلق الحدود عسكرياً وتراقب وتتدخل بسبب عدم وجود جيش سوري نظامي بالطرف المقابل ومستعدة فوق ذلك للتنسيق تحت لافتة التصدي للإرهاب.
التحفظ الوحيد الوارد في نص مقابلة فريحات هو على الميليشيات الشيعية الطائفية التي يمكن ان تتواجد في وسط ومركز درعا مما يبرر حديثه الغامض عن ما يجري في تلعفر البعيدة.
المقابلة التي حظي فيها الجنرال الأردني بـ20 دقيقة فقط وبدا مهتما بإيصال «رسالة مرجعية»، أثارت جدلاً في عمان فأظهرت غياب النخبة السياسية، وتقدمت بمعلومات ميدانية ودفعت حتى بعض السياسيين البارزين من وزن محمد داوودية للتساؤل العلني عن ما إذا كانت المقابلة تمهد لحكومة عسكرية في الأردن او لمواجهة «برية» وشيكة مع «المتأثرين بفكر داعش» في خاصرة نهر اليرموك.
في كل الأحوال، المقابلة وقياساً بما عرفته «القدس العربي» عبرت عن التوجيهات العليا التي صدرت لرئيس الأركان بتسجيلها ولبعض نصوصها الحذرة تمثل أكبر جرعة رسائل أردنية توجه حصرياً لنظام الرئيس بشار الأسد وتسعى ضمنياً لفتح صفحة جديدة قوامها الاستعداد للتعاون مع دمشق مع التحفظ على دور طهران في دمشق وبغداد.
رئيس الائتلاف السوري السابق يؤكد عدم وضوح تفاصيل مفاوضات آستانة ويدعو لحقن الدماء
سليمان حاج إبراهيم
الدوحة ـ «القدس العربي»: كشف رئيس الائتلاف السوري السابق، أحمد معاذ الخطيب أن المفاوضات التي أعلن عن انطلاقها قريباً في العاصمة الكازاخستانية آستانة لم تتضح بعد معالمها ولم تحدد خريطة طريقها في وقت دعا فيه إلى ضرورة التفكير في آليات حقن دماء السوريين.
وقال الخطيب الذي يرأس أيضاً حركة سوريا الأم أنه «لم يحدد حتى الآن أي شيء رسمي حول الآستانة». وأضاف أنه في حدود علمه لم يعلن عن تاريخ واضح عن بدء المفاوضات ولا الجهات التي تمت دعوتها.
وحول خطة الطريق التي تم تحديدها لهذه اللقاءات يشدد الخطيب الذي استقل برأيه الواضح من المسألة وهي حل سياسي للأزمة أن «المشاركة تعتمد على الجهات المدعوة من المعارضة ومن النظام والرؤية التي ستطرح». ويؤكد المعارض السوري أن هذه المفاوضات يجب أن تفضي إلى نتيجة لأنها قد تكون الفرصة السياسية الأخيرة المطروحة كبديل لعلاج القضية من أساسها.
وفي رده على سؤال حول الموقف الذي تطرحه مختلف أطراف المعارضة السورية من بقاء أو رحيل بشار، أشار الخطيب إلى أن هذا الموضوع والفترة الانتقالية لم يتم بحثها بعد ويعتقد أن التفاوض هو الذي سيرسم ملامح المستقبل.
وشدد أحمد معاذ الخطيب، في بيان له تلقت «القدس العربي» نسخة منه، على «أن وقف إطلاق النار الذي يمس حياة 24 مليون سوري لا ينقضه تصريح سياسي ولا عسكري، لا من النظام ولا المعارضة، مهما كانت مكانته».
واستطرد أن «الاختراقات التي تحصل لا تنقض أصل وقف إطلاق النار، وعندما تحصل هذه الخروقات فالعمل الواجب هو محاصرتها والضغط باتجاه انتهائها. ويستشهد الخطيب بما «حصل في عين الفيجة نتيجة جهود كثيرين من الجنود المجهولين، وليس نسف وقف إطلاق النار كله كما ترغب بعض الدول لاستمرار سير الدم والصراع وتصفية حساباتها بدم الشباب السوريين» على حد وصفه.
وكان الخطيب من الشخصيات السورية المعارضة التي دعت قبل فترة إلى ضرورة العمل على حل سياسي للأزمة السورية يهدف إلى حقن الدماء وإنهاء معاناة المدنيين، وجوبهت دعواته في وقت سابق بمعارضة من رفقائه المعارضين من الائتـلاف الذي ترأسـه قـبل فتـرة.
ويأتي هذا المخاض على ضوء الإعلان عن توصل الطرفين الروسي والتركي إلى توافق لوقف إطلاق النار وحل الأزمة السورية عبر مسار سياسي من خلال مفاوضات تجمع النظام مع المعارضة.
وأعلن مؤخراً وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أن أنقرة وموسكو توصلتا إلى صيغتي اتفاقين بشأن سوريا يتعلقان بالحل السياسي ووقف النار. وأكدت موسكو الخبر من دون الإعلان عن تفاصيل حول الآليات المتفق عليها لترسيم الاتفاق.
وصوت قبل نهاية سنة 2016 بأيام مجلس الأمن على قرار تقدمت به روسيا بشأن وقف إطلاق النار ومفاوضات السلام السورية، وطالبت الأعضاء بالتصويت على مشروع القرار المتعلق بالخطة الروسية التركية للحل في سوريا.
سياسي كردي بارز: «احترم الرئيس الدكتور الأسد»… وأكراد يردون: أوقفوا هذا الخرِف
مصطفى محمد
غازي عينتاب ـ «القدس العربي»: تعرض سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، عبد الحميد حاج درويش، بعد تصريحه الذي جاء في سياق حوار أجرته صحيفة محلية كردية «بوير برس» معه قبل أيام قليلة، الذي قال فيه إن «الأسد لا زال رئيساً لسوريا، وأنا اسميه بكل احترام، سيادة الدكتور بشار الأسد»، لانتقادات كبيرة، إذ شن نشطاء أكراد هجوماً لاذعاً على درويش، معتبرين أن هذه التصريحات «غير لائقة» بأقدم سكرتير حزب كردي سوري معارض على الإطلاق.
وفي الحديث عن هذا السياسي الكردي، لا يمكن للمراقب إلا أن يتوقف طويلاً أمام تاريخ درويش في العمل السياسي، إذ كان الأخير أحد الأشخاص الثمانية الذين أسسوا نواة أول حزب كردي في سوريا (الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا) أو ما يسمى بـ»البارتي»، في العام 1956، قبل الوحدة بين سوريا ومصر.
ويرى الناشط السياسي السوري الكردي، محمد أبو سيامند، أن «رمزية درويش تنبع من كونه سياسياً عتيقاً، وخصوصاً لكون حزبه الذي يتولى زعامته، من الأحزاب المنضوية تحت مظلة المجلس الوطني الكردي».
أما عن مضمون وفحوى هذا التصريح، يعتقد أبو سيامند أن حديث درويش يأتي استمراراً للنهج الذي سار عليه الأخير منذ بداية الثورة السورية، موضحاً لـ»القدس العربي» بالقول: «لقد قال درويش لصحيفة محلية في وقت سابق، أنه نادم لأنه لم يقم بتلبية دعوة الأسد التي وجهها الأخير له ولشخصيات كردية في بداية الثورة السورية».
وطبقاً لأبو سيامند فإن النظام السوري ركن إلى تصفية كل قيادات الأحزاب الكردية التي لم تتحالف معه، مثل مشعل تمو، ومحمد العمر، ليبقي بذلك على القيادات التي يستطيع السيطرة عليها. وقال «يتولى درويش اليوم مهمة المنسق الأول للزيارات التي تقوم بها فعاليات وأحزاب كردية، إلى قاعدة حميم الروسية، في الوقت الراهن».
وبالعودة إلى الانتقادات التي أثارها تصريح درويش على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد عبر السياسي الكردي المستقل عثمان حسين عن غضبه الشديد مما جاء على لسان درويش قائلاً: «يجب كبح هذا الخرِف».
وعلى صفحته الشخصية «فيسبوك» عقب الكاتب السياسي، صلاح بدر الدين، على تصريحات درويش بالقول: «أرى أن الرجل صادق مع نفسه ووفي لنهجه الثابت في ولائه للنظام منذ عقود، أما مزاجه مؤخراً فيعود إلى عزلة حزبه الشعبية الخانقة، واعتباره غير مرغوب فيه لا في السليمانية ولا في أربيل بعد أن خسر دوره التاريخي التابع للسلطة، وبعد أن تلاشى أمله الوحيد عندما أبلغوه عشية تأسيس المجلس الكردي بالقامشلي بأنه سيكون له شأن في دمشق وبحثه مازال جارياً».
وكتب بهاء آرام ساخراً «طوبى لشعب عبد الحميد حاج درويش من أحد قيادته، وتباً لنا فنحن نستحق أسوء منه». أما أحمد الحسن فرأى أنه «بعد هذه التصريحات، يجب تحويل اسم الحزب الديمقراطي التقدمي، إلى الحزب التقدمي البعثي في سوريا».
وبينما لم تصدر أي توضيحات من صفحة درويش الرسيمة، طالب نشطاء الأخير بتقديم تفسير حول التصريحات، بينما تحدث نشطاء آخرون، عن انقسام داخل قيادة الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، عقب التصريحات الأخيرة.
بعد أنباء عن خلافات عميقة في صفوف «قوات سوريا الديمقراطية»
«غضب الفرات»… «ثوار الرقة» تعود للمشاركة في العمليات القتالية للمعركة
منار عبد الرزاق
غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: تُشكّل عملية «غضب الفرات» التي أعلنتها «سوريا الديمقراطية» ذات الغالبية الكردية، إلى جانب التحالف الدولي، من أجل السيطرة على مدينة الرقة، وطرد تنظيم «الدولة» منها، في مرحلتها الثانية، تحدياً كبيراً لقيادة تلك القوات التي تتلقى دعماً كبيراً من قبل التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، في وقت تتحدث فيه الأنباء الواردة من هناك عن خلافات حادة بين قيادات تلك القوات، وفصيل لواء «ثوار الرقة» أحد المكونات الرئيسية لها، بالرغم من تأكيدات القائد العسكري في اللواء العودة عن تعليق العمل العسكري في عملية «غضب الفرات».
وبالرغم من نفي الناطقة باسم معركة «غضب الفرات» وجود أية خلافات بين مكونات تلك القوات، إلا أنّ التسريبات المتعددة من قبل «ثوار الرقة» حول عدم المشاركة في تلك العملية، بسبب إبعاده عن قيادة المعركة، كما كان متفقاً عليه مع القيادة العامة لتلك القوات، كون «ثوار الرقة» يُشكّلون القوة العربية الضاربة في «سوريا الديمقراطية»، وكذلك كون معظم عناصر اللواء ينحدرون من مدينة الرقة، التي تعتبر المحور الرئيس للعمليات ضد التنظيم في المرحلة المقبلة.
في هذا الصدد، تقول مصادر خاصة لـ «القدس العربي» إنّ خلافات عميقة بين القيادة العامة لـ «قوات سوريا الديمقراطية» و»لواء ثوار الرقة» على خلفية تهميش الأولى للأخير، من خلال تجاهله في المرحلة الأولى من المعركة، إضافة لكبح جماح طموحه في تأسيس جيش عشائري قوي، قادر على خلق توازن في المناطق التي ستدخلها تلك القوات ذات الغالبية الكردية، حيث أن البعض تحدث عن عزم القيادات العامة لقوات سوريا الديمقرطية، تصوير مقاطع انشقاق لقيادات في اللواء.
إلا أنّ مصدراً قيادياً في اللواء فضّل عدم نشر اسمه، رفض ما يروج عن عزم قيادة «سوريا الديمقراطية» رهن عدد من القيادات، والتحضير لتصويرهم على أنهم منشقون عنه، مشيراً إلى أنّ ما سرّب فيه مبالغة كبيرة من قبل فصائل موالية للنظام السوري، تعمل على عمل خرق بين «لواء ثوار الرقة» و»قيادة سوريا الديمقراطية»، منوّهاً في الوقت ذاته إلى وجود خلافات كبيرة في بعض الأحيان على عدد من الأشياء.
وكانت قيادة «قوات سوريا الديمقراطية» فرضت حصاراً خانقاً على لواء «ثوار الرقة» في الريف الشّمالي من الرقة، عقب قيامه بالإعلان عن تشكيل «جيش العشائر»، حيث اضطر لحله تحت وقع الضغوط، في وقت منع فيه عناصر اللواء من رفع علم «الثورة السورية» في مدينة «تل أبيض» عقب السيطرة عليها من ايدي التنظيم، ومنع في حينه عناصر اللواء من الدخول بسلاحهم الفردي إلى المدينة.
ويؤكد القائد العسكري للواء ثوار الرقة، والذي يُعرّف عن نفسه بـاسم «أبي اسماعيل» لـ»القدس العربي» على عودة اللواء عن قرار تعليق المشاركة في عملية «غضب الفرات»، إثر تفاهمات جديدة مع قيادة «قوات سوريا الديمقراطية»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنّ معركة «تحرير المدينة» لم تبدأ بعد.
ونفت الناطقة باسم قوات سوريا الديمقراطية في معركة السيطرة على الرقة، جيهان الشيخ أحمد في حديثها لـ»القدس العربي» وجود أي خلافات ضمن صفوف القوات التي تمثلّها، مشيرة إلى أنّ لواء «ثوار الرقة» مشاركون منذ البداية في المعركة، وهم منخرطون فيها وفق المخطط العسكري والزماني المناسب.
وأشارت إلى أنّ الإعلان عن مشاركة «ثوار الرقة» في المعركة، جاء من خلال الإعلان الرسمي عن إنطلاق المرحلة الثانية من المعركة، موضحة في الوقت ذاته أنّ الحملة مستمرة، والتقدم مستمر.
وأعادت سبب التقدم البطيء في المعركة إلى عدم تقبّل تنظيم «الدولة» الهزيمة بسهولة، مؤكدةّ على أنّ معركة «غضب الفرات» لن تكون سهلة، مشيرةً إلى أنّ الاشتباكات تصبح أكثر عنفاً، كلما تقدّمت قواتها أكثر نحو معاقل التنظيم في المدينة.
وفي العودة إلى القيادي في لواء «ثوار الرقة»، فقد اعتبر أبو اسماعيل أنّ البيان الأخير من قبل «قوات سوريا الديمقراطية» كان فيه تأكيد من قبل تلك القيادة على أنّ من سيشارك في عملية «تحرير الرقة»، هم لواء «ثوار الرقة»، إضافة إلى 1500 مقاتل من الجيش الحر من ابناء دير الزور، منوهاً إلى أنّ اللواء الذي يقوده سيكون في طليعة القوات التي ستسيطر على مدينة الرقة، مفصحاً عن وجود بعض التحفظات من قبل اللواء على برنامج تنظيم المعركة، وما بعد نهايتها.
وكانت جيهان شيخ أحمد أعلنت في وقت سابق، انطلاق المرحلة الثانية من معركة السيطرة على مدينة القرة، بمشاركة عدد من الفصائل المكونة لـ»قوات سوريا الديمقراطية»، إضافةً إلى قوات النخبة التي يقودها رئيس الائتلاف السوري المعارض الأسبق «أحمد الجربا»، فضلاً عن مئات المقاتلين الذين تم تدريبهم أمريكياً من ابناء العشائر العربية في المدينة، داعيةً الأهالي للابتعاد عن مقار تنظيم «الدولة الإسلامية».
وفي السياق ذاته، أفصح ابو اسماعيل عن وجود خطة لمعركة السيطرة على «ريف الرقة الغربي»، وكذلك الشمالي، الشرقي، وهي على ثلاث مراحل، حيث سيتم الإعلان عن الانطلاق الرسمي لمعركة الرقة، بعد السيطرة على كامل ريف المدينة، منوهاً إلى أن الإعلان عن مجالس محلية في المدينة، وريفها، سيكون عقب الانتهاء من السيطرة على كامل معاقل التنظيم في محافظة الرقة.
ويرى الناشط من مدينة الرقة أبو أيمن محمد خلال حديثه مع «القدس العربي» أنّ لواء ثوار الرقة يبحث عن مصالحه بشكل دائم، وعلاقته مع القيادات الكردية جيدة للغاية، منذ هروب قائده إلى المناطق الكردية، إثر سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية»، على المدينة.
وشدّد على صعوبة معركة الرقة، من خلال التحصينات الكبيرة التي أقامها التنظيم في مداخل المدينة، من ناحية حفر الخنادق لإعاقة أي تقدّم بري للقوات ذات الغالبية الكردية، منوهاً بأن غارات التحالف على المدينة لن تشكّل ضربة موجعة للتنظيم في المدينة.
سكان جنوب دمشق يحبسون أنفاسهم: النظام السوري يلوح بالتهجير
ريان محمد
يحبس أهالي جنوب دمشق أنفاسهم، في وقت يضغط النظام السوري والمليشيات الإيرانية والعراقية و”حزب الله” اللبناني، لإقرار تسوية شبيهة بالتي فرضوها على قدسيا والهامة وخان الشيح والتل وغيرها بريف دمشق، إذ وُضعوا أمام خياري “الباصات الخضراء،” أو الرضوخ، في وقت يذهب تفاؤلهم بالهدنة الروسية التركية أدراج الريح.
ويقول أبو رائد الشامي، وهو ناشط في جنوب دمشق، خلال حديث مع “العربي الجديد”، إن “النظام يضغط على اللجنة السياسية في جنوب دمشق، والمسؤولة عن التفاوض معه، لفرض تسوية كالتي سبق أن فرضها على غيرنا من المناطق المحاصرة في ريف دمشق، حيث لن يترك أمامنا سوى خيارين إما الرضوخ والعودة إلى حضن النظام أو التهجير عبر الباصات الخضراء”.
وأوضح الشامي أن “النظام أعطى اللجنة فرصة للتوقيع على التسوية تنتهي يوم الخميس المقبل، وإلا سيعيد فرض الحصار، ويبدأ عملية عسكرية للسيطرة على المنطقة بالقوة”.
وبيّن المصدر نفسه أن “الناس في جنوب دمشق تتخبط في ظل اتخاذ النظام قراراً بالسيطرة على المنطقة، والمهل القصيرة التي تعطى للجنة السياسية، ملوحين ببدء عمليات عسكرية في حال عدم التوقيع على التسوية وتسجيل أسماء الرافضين لها ليتم تهجيرهم”.
وأضاف أن “ردود فعل الناس متفاوتة فهناك من يقول إنه مستعد للحرب، وهناك المتسائل عن تمرد النظام على الروس، ويحمل المسؤولية للإيرانيين، ويترقب أن يقوم الروس بضبطه من جديد، وآخرون يطلبون من الله اللطف بمواجهة نظام لم يحترم عهوده أبداً”.
ورأى أنه من الصعب توقّع خيارات الأهالي في حال فُرضت التسوية، قائلاً إن “الأساس في الأمر أن الشرخ كبير بين النظام والسوريين، فالثقة معدومة، وهو من حاصرهم وأمعن في قتلهم وتجويعهم والإساءة إليهم، فلن يبقى سوى المضطر والمغلوب على أمره، خاصة بعد انتشار ما فعله في مدينة حلب”.
وتشمل التسوية المقترحة من النظام مناطق ببيلا ويلدا وبيت سحم فقط، وهي تمثل تقريباً المنطقة الشرقية من جنوب دمشق، الخاضعة لسيطرة فصائل معارضة، إضافة إلى تنظيمي “الدولة الاسلامية” (داعش) و”جبهة النصرة” (فتح الشام حالياً)، اللذين يسيطران على الحجر الأسود ومخيم اليرموك وأجزاء من حي التضامن.
من جانبه، تحدث أبو أحمد راتب، من أهالي جنوب دمشق، لـ “العربي الجديد”، عن الوضع المزري للأهالي والنازحين في مناطق ببيلا ويلدا وبين سحم. وقال: “نحن في سجن كبير، رغم كذبة الهدنة الموقعة مع النظام منذ 2014، فالغالبية الساحقة من الشباب لا يجرؤون على الخروج إلى مناطق النظام، وكل البضائع من مواد غذائية وغيرها يتقاضى النظام مبالغ مالية كبيرة ليسمح بدخولها، في وقت نعاني فيه من الفقر المدقع مع انتشار البطالة، فلا عمل في المنطقة المحاصرة، والتي يعيش بداخلها عشرات آلاف المدنيين”.
وأضاف: “كما نعاني من عدم توفر محروقات التدفئة والغاز المنزلي، حتى الحطب إن وجد يباع بأسعار مرتفعة جداً، ما يدفع الناس لإشعال أثاث منازلهم وثيابهم”.
86 صحافياً قُتلوا في سورية عام 2016
لبنى سالم
وثّقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” مقتل 86 صحافياً في سورية، خلال عام 2016، بالإضافة إلى 44 حالة اعتقال وخطف بحق آخرين على يد أطراف النزاع المختلفة.
وأوضح تقرير صادر عن الشبكة، اليوم الثلاثاء، أن قوات النظام السوري قتلت 41 صحافياً، بينهم امرأة، و4 ماتوا بسبب التعذيب، بينما قتلت القوات الروسية 11 صحافياً، وقتل تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” 20 صحافياً بينهم امرأة، كما قتلت فصائل المعارضة المسلحة 8 صحافيين، وقتلت “قوات الإدارة الذاتية الكردية” صحافيين اثنين، كما سجل التقرير مقتل 4 صحافيين على يد جهات مجهولة.
وأصيب 123 صحافياً يعملون في سورية خلال عام 2016، 73 منهم على يد قوات النظام السوري، و31 على يد القوات الروسية، و8 على يد تنظيم “داعش”، و3 على يد فصائل المعارضة المسلحة، وصحافيان على يد “قوات الإدارة الذاتية الكردية”، كما سجل التقرير إصابة 6 إعلاميين على يد جهات مجهولة.
وأكد مدير “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، فضل عبدالغني، أن التقرير اعتمد على تحقيقات الشبكة وروايات أهالي وأقرباء الضحايا والمعلومات الواردة من الناشطين المحليين، بالإضافة إلى تحليل الصور والفيديوهات.
وأشار إلى أن “هذه الإحصائيات والوقائع لا تمثل سوى الحد الأدنى من حجم الجرائم والانتهاكات التي حصلت، بسبب الصعوبات والتحديات الأمنية واللوجستية في الوصول إلى جميع المناطق التي تحصل فيها الانتهاكات”.
ونبّه التقرير إلى ضرورة التحرك الجاد والسريع لإنقاذ ما يُمكن إنقاذه من العمل الإعلامي في سورية، مشدداً على ضرورة احترام حرية العمل الإعلامي، والعمل على ضمان سلامة العاملين فيه، وإعطائهم رعاية خاصة.
كما طالب “لجنة التحقيق الدولية” بإجراء تحقيقات حول استهداف الصحافيين بشكل خاص، ودعا “مجلس الأمن” إلى المساهمة في مكافحة سياسة الإفلات من العقاب، عبر إحالة الوضع في سورية إلى “المحكمة الجنائية الدولية”.
وأوصى معدّو التقرير المؤسسات الإعلامية العربية والدولية بضرورة مناصرة زملائهم الصحافيين، عبر نشر تقارير دورية، تسلط الضوء على معاناتهم اليومية وتخلد تضحياتهم.
الدّفاع المدني السوري يحذّر من كارثة إنسانيّة بوادي بردى
جلال بكور
حذّر الدّفاع المدني السوري في ريف دمشق، من وقوع كارثة إنسانيّة في حال استمرار الحملة العسكريّة من قوات النظام السوري وحزب الله اللبناني على منطقة وادي بردى المحاصرة في ريف دمشق الشمالي الغربي.
وأوضح الدفاع المدني، اليوم الثلاثاء، في بيان له، أن المنطقة تعاني من نقص في الدواء والمستلزمات الطبية الضّرورية، إذ بلغ عدد الجرحى خلال اليومين الماضيين 73 جريحا وقُتل ستة مدنيين.
وأضاف الدفاع المدني، أنّه على وشك استنفاد المحروقات اللازمة لعمل الآليات بسبب عمل الفرق على مدار الـ24 ساعة، مما ينذر بكارثة إنسانية بحق المدنيين في وادي بردى إذا استمرت الحملة.
وأكّد الدفاع المدني في بيانه على أنّه يعاني من صعوبة في نقل الجرحى إلى المشافي بسبب انتشار القناصة والاستهداف المباشر من قبل قوات النظام السوري.
وأشار إلى أن قوات النظام السوري منذ اليوم الأول من عام 2017 وحتى صباح اليوم، استهدفت قرى وادي بردى بغارات جوية وعدد كبير من قذائف المدفعية، وكانت القرى الأكثر استهدافاً بسيمة وكفر الزّيت ودير مقرن وعين الفيجة والقصف مازال مستمرا.
ويعاني المدنيّون في منطقة وادي بردى من انعدام وسائل التدفئة بسبب الحصار الذي تفرضه قوات النظام في ظل انخفاض في درجات الحرارة تصل إلى ما دون الصفر في المنطقة المرتفعة.
واضطر مئات المدنيين إلى النزوح داخل المنطقة المحاصرة إلى أقاربهم بعد دمار منازلهم بسبب القصف العشوائي من قوات النظام السوري.
ويأتي ذلك، في وقت أكدت فيه مصادر لـ”العربي الجديد”، أنّ قوات النظام السوري قامت بجلب تعزيزات عسكرية إلى المنطقة بهدف توسيع الحملة، إذ وصلت دفعات من ميليشا “درع القلمون” التي كانت موجودة في محيط مدينة التل بريف دمشق الشمالي.
يذكر أن قوات النظام السّوري تشن حملة عسكرية منذ 13 يوما على منطقة وادي بردى بدعم من حزب االله اللبناني، وقامت بقطع كافة وسائل التواصل والكهرباء عن المنطقة، وجاءت الحملة بعد عدم موافقة الجيش السوري الحر في المنطقة على دخول مصالحة مع قوات النظام وتسليم 12 مطلوب بتهم معارضة النظام والفرار من خدمة العلم.
السوريون يستقبلون العام الجديد: لا تنسوا المعتقلين
لبنى سالم
عبّر سوريّون عن أمانيهم بالإفراج عن المعتقلين مع بداية العام الجديد، وذكروا بمعاناة “من لا يعرفون الليل من النهار واليوم من الآخر”.
وبينما تغيب قضية المعتقلين السياسيين ومعتقلي الثورة في سجون ومعتقلات النظام السوري وسجون عدد من التنظيمات المتطرفة عن تصريحات السياسيين، وتعجز المنظمات الحقوقية في العالم عن إحراز أي خطوة حقيقية باتجاه المطالبة بحقوقهم، لا ينسى السوريون أن يذكّروا بعشرات آلاف المعتقلين والمفقودين، ويطالبوا بتضمين قضيتهم في جميع أشكال المفاوضات والاتفاقات السياسية التي تُتداول.
وكتب عماد العبار “ليس من باب إفساد المتعة على المحتفلين، ولكن من باب مشاركة أهالي المعتقلين من أهلنا وأقربائنا وأصدقائنا ومن بقية السوريين، المعتقلين الذين يعجزون عن التمييز بين بداية السنة ونهايتها، فرّج الله عنكم وكان معكم”.
وسأل محمد عويد “كيف حال المعتقلين المجهولين بسجون القهر؟ ماذا يتمنون الآن؟ ماذا فعلنا نحن؟ تبّاً لنا بمناسبة السنة الجديدة”.
وقال المحامي ميشيل شماس “عام آخر مضى على معاناة السوريات والسوريين، ولاسيما عشرات الآلاف من المعتقلين الذين ما زالوا يقبعون في سجون وأقبية النظام والمعارضة المسلحة ويعانون من التعذيب في كل يوم، وفي مقدمتهم المحامي خليل معتوق والدكتور عبد العزيز الخير وباسل الصفدي وفائق المير والمحامية رزان زيتونة وناظم حمادي ووائل حمادة وسميرة الخليل.. الحرية والسلامة لجميع المعتقلين والمخطوفين أينما كانوا”.
وكتبت الفنانة السورية يارا صبري “بمناسبة أنو ما تغير شي من سنة لهلق؛ بدنا المعتقلين، كل المعتقلين، يلي عند داعش وماعش وفاحش وفالج وحالش والعفاريت الزرق والصفر والسود والنينجا، بدنا المخطوفين والمخفيين بكل الأقبية والسجون من الشمال للجنوب ومن الشرق للغرب، يعني باختصار… رجعولنا حالنا.. ياااا كل المتصارعين”.
وكتب مازن “أمنيتي الرئيسية في بداية عام 2017، إطلاق سراح جميع المعتقلين”. وقال محمد “من ست سنوات، هاي المناسبات ما بتخليني حس بشي، غير بالناس الي بأقبية الحثالة، الناس المعتقلين المظلومين بأقبية كارثة التاريخ، في معتقلين دخلوا اليوم خامس سنة على التوالي، المعتقلين قبل كل شي”.
وطالب آخرون بالتفاوض على قضية المعتقلين ضمن اتفاق الهدنة، إذ ناجى أبو محمد قائلاً “دخيل عرضكم لا تنسوا المعتقلين، الفصائل السبع أصحاب الهدنة، إذا فيكم شوية كرامة طالبوا بالمعتقلين”. وكتب علي “لا هدنة دون حرية المعتقلين”.
وذكّر مصطفى بالمصير القاتم الذي لحق بآلاف المعتقلين حتى الآن قائلاً “السجون السورية فيها ناس انشحطت عن الحواجز لأن العسكري اللي عالحاجز ما حب موديل البني أدم اللي قدامو أو ما حب شكل هويتو ونزلو وبعتو عالفرع، وعصي هونيك، أو لأنو جارو لهالسجين كتب فيه تقرير مشان يخلص منو لسبب ما، أو مثلاً عالم فاتو عالسجن لأنو رئيس الدورية كان مصرّ ما يرجعوا العناصر إلا ومعاهن مندسين وهيك بالحظ طلع هالمعتر بوجه الدورية. في عالم صرلها سنين بالمعتقلات وما حدا بيعرف ليش، وفي منهن ماتوا”.
وتابع مصطفى “ما حدا بيعرف ليش. حتى اللي قتلهن ما بيعرف ليش، المعتقلين كل يوم بيفيقوا وبيسألوا: في عفو؟ طلع عفو؟ في عالم إذا طلعت هلق من السجن ما عندهن مكان ولا أهل يروحوا لعندهن.. لأنهن طفشوا..أو ماتوا.. أو تخيلوا هدول المعتقلين يوماً ما.. رح يتفاوضوا عليهن وياخدوا ثمن سياسي مقابل خروجهن، ولك شو هالدمار اللي نحنا فيه؟”.
بدوره، كتب جوان أمنيته قائلاً “في ليلة الأمس كنتُ جالساً مع عائلة ألمانية وسألني أحدهم عن أمنياتي للعام الجديد، وكانت إحدى أمنياتي حرية المعتقلين السياسيين في سجون البعث الكردي PYD”.
مستشار خامنئي: حزب الله باق في سوريا
نفى المستشار الأول للمرشد الإيراني علي خامنئي، علي أكبر ولايتي، انسحاب حزب الله من سوريا بموجب الاتفاق الروسي-التركي-الإيراني. وقال خلال مؤتمر صحافي في طهران، الثلاثاء، إن الحديث عن انسحاب مقاتلي حزب الله من سوريا بعد سريان وقف إطلاق النار “هو دعاية الأعداء”.
ونقلت وكالة “تسنيم” الإيرانية عن ولايتي قوله حين سُئل عن بند في الاتفاق ينصّ على إنسحاب كافة المليشيات من الأراضي السورية، من ضمنها حزب الله، إن تلك الأحاديث “مزاعم يطلقها اعداء سوريا”، وأن “حزب الله قدم الكثير من الشهداء حتى الآن.. الحكومة السورية والسيد حسن نصرالله يعتبرون أنفسهم أصدقاء مقربين جداً لذلك ينبغي القول إن هكذا تصريحات هي بمثابة دعايات يطلقها العدو”.
وكانت تركيا قد شددت في أكثر من مناسبة على ضرورة أن يُستتبع سريان الهدنة في سوريا، بخروج كافة المقاتلين الأجانب الداعمين للنظام السوري من الأراضي السورية، خاصة مقاتلي حزب الله.
في هذا السياق، شدد ولايتي على أن بلاده لن تتراجع “بأي شكل من الأشكال” حيال “مواقفها المبدئية” بما يخص الأزمة السورية، معتبراً أن دعم طهران “لمحور المقاومة الذي يبدأ من ايران ومرورا بالعراق وصولاً الى سوريا ولبنان وفلسطين” سيستمر.
وشدّد المسؤول الإيراني، الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، على “ضرورة أن يحدد الشعب السوري مستقبله ولايحق لأي بلد التدخل في شؤون سوريا الداخلية”، معتبراً أن وجود بلاده العسكري في سوريا “قانوني” كونه أتى استجابة لطلب من الحكومة السورية.
ورداً على سؤال حول “ضمانات” موسكو بالنسبة لمصالح ايران في الاجتماع المرتقب في الآستانة، قال ولايتي إن “علاقة ايران وروسيا علاقة ودية وقائمة على حسن الجوار وتعتبر علاقة استراتيجية بشكل عام”. وأضاف “ايران وروسيا تنسقان حول سوريا وهذا التنسيق قائم عبر مركزية الحكومة السورية ويصب في مصلحة سوريا ومحور المقاومة”.
النظام وحزب الله يواصلان هجوم وادي بردى..والمعارضة تعلق مشاوراتها
دخلت الهدنة السورية يومها الخامس مع مواصلة جيش النظام والميليشيات الداعمة له، خرق وقف إطلاق النار في مناطق متفرقة في سوريا، حيث تواصل الهجوم على منطقة وادى بردى قرب دمشق، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الثلاثاء، الذي سجّل اندلاع اشتباكات بين قوات النظام وحزب الله من جهة، ومقاتلي المعارضة في محيط قريتي بسيمة وعين الفيجة.
وتحاول قوات النظام السيطرة على المنطقة التي تضمّ نبع مياه رئيسي يزود دمشق بأغلب احتياجاتها من المياه، وتقع المنطقة أيضاً على طريق إمداد رئيسي من لبنان إلى العاصمة السورية يستخدمه حزب الله.
وقال المرصد إن طائرات النظام قصفت مناطق في قريتي بسيمة وعين الخضرة، فيما سقطت صواريخ أرض-أرض، أطلقها النظام، على مناطق في قرية عين الفيجة وأماكن أخرى في وادي بردى.
وفي ريف حمص الشمالي، قصفت طائرات حربية قرية الهبا، تزامناً مع اندلاع اشتباكات بين النظام و”داعش” في محيط مطار “تي-4” والمحطة الرابعة في ريف حمص الشرقي، وشنّت الطائرات الحربية غارات على مدينة تدمر وأطرافها في بلدة السخنة والبادية الغربية لتدمر.
وفي حلب، قصفت قوات النظام مناطق في قريتي عين الغرف والبويضة الصغيرة، الواقعة في الريف الجنوبي للمدينة، من دون تسجيل وقوع ضحايا.
يأتي ذلك بعد إعلان فصائل المعارضة السورية الموقعة على اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، تجميد المشاورات بشأن مفاوضات كازاخستان، الى حين توقف النظام عن خرقه للهدنة، وخاصة الهجوم الذي يشنّه النظام وحزب الله على وادي بردى في الشمال الغربي من العاصمة دمشق.
واعتبرت الفصائل في بيان أصدرته، ليل الاثنين، أن “إحداث النظام وحلفائه لأي تغييرات في السيطرة على الأرض، هو إخلال ببند جوهري في الاتفاق، ويعتبر الاتفاق بحكم المنتهي ما لم يحدث إعادة الأمور إلى وضعها قبل توقيع الاتفاق”.
تركيا تريد من ترامب موقفاً حازماً حيال “الاتحاد الديموقراطي“
اعتبر رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، الثلاثاء، إن تركيا تواجه تنظيم “الدولة الإسلامية” بمفردها، لأن العالم لا يكافح تنظيم “داعش” بشكل فعلي.
وقال يلدريم، خلال كلمة ألقاها أمام اجتماع للكتلة النيابية لحزب “العدالة والتنمية”، إن “العالم ينام ويستيقظ على ذكر داعش، لكنهم لا يكافحونه بشكل فعلي، إنهم يقولون ما لا يفعلون، تركيا وحدها التي تكافح التنظيم”.
واتهم يلدريم الولايات المتحدة الأميركية بأنها لا تفعل شيئاً جدياً في الحرب على التنظيم، مثلها مثل كثيرين. وأكد أن “كل ما يقومون به هو إطلاق التصريحات فقط”.
يلدريم أشار إلى عملية “درع الفرات” كتحرك فعلي تقوم به تركيا ضد التنظيم الإرهابي في الأراضي السورية، وقال إن القوات التركية بالاشتراك مع مقاتلي المعارضة السورية المنضوية في “درع الفرات”، تمكّنت من القضاء على 1270 عنصراً في التنظيم، منذ انطلاق العملية في 24 أغسطس/آب 2016.
وشدد رئيس الوزراء التركي على أنه “لن نكون في أمان إن لم يكن هنالك سلطات قوية في العراق وسوريا، ولذلك بدأنا بتوطيد علاقاتنا مع روسيا وإسرائيل، علاوة على ذلك نجحنا في التوصل إلى اتفاق مع روسيا حول وقف إطلاق للنار في سوريا”. وأضاف “كما أننا أطلقنا مرحلة جديدة لتوطيد العلاقات مع العراق، حيث كان هناك اتصال هاتفي بين رئيس جمهوريتنا رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي”.
من جهة ثانية، قال يلدريم إن حزب “الاتحاد الديموقراطي” الكردي في سوريا يتلقى دعماً كبيراً من حلفائه بحجة محاربة الإرهاب، لكن الحقيقة أن أولئك يدعمون “ب ي د” من أجل “تأجيج الفوضى والإرهاب في تركيا، وهذا العمل لا يليق بالصداقة” في إشارة إلى الولايات المتحدة.
وأضاف “تطلعاتنا من الإدارة الجديدة (الأميركية) وضع حد لهذه المهزلة”، وأكد أن اسلوب إدارة أوباما في “مكافحة الإرهاب عبر تنظيم إرهابي يعتبر بمثابة القضاء على مافيا بالإستعانة بمافيا أخرى، هل يمكن لدولة أن تتعامل وفق هذا المفهوم؟”. وتابع “كل شيء واضح، (ب ي د) يساوي بي كا كا، و(ي ب ك) يساوي بي كا كا، والأخيرة منظمة إرهابية انفصالية”.
25 قتيلا من “فتح الشام” بينهم قادة في شمال غرب سوريا
أ. ف. ب.
بيروت: قتل 25 عنصرا على الاقل من “جبهة فتح الشام” (جبهة النصرة سابقا) بينهم قادة جراء غارة استهدفت مركزا رئيسيا للتنظيم في شمال غرب سوريا، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الثلاثاء.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان “طائرات لم يعرف ما اذا كانت تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن ام روسية استهدفت مركزا رئيسيا لجبهة فتح الشام قرب بلدة سرمدا في ريف ادلب الشمالي الغربي”.
واشار الى “مقتل 25 عنصرا على الاقل من الجبهة بينهم قيادات كانوا يعقدون اجتماعا داخل المركز” جراء الغارة. واتهمت جبهة فتح الشام على قناتها على تطبيق تلغرام التحالف الدولي بشن الغارة.
واوردت في خبر عاجل “اكثر من 20 شهيدا جراء استهداف التحالف الصليبي لاحد المقرات المركزية في ريف ادلب الشمالي”.
وذكر مراسل لفرانس برس ان غارات عدة استهدفت ايضا مواقع عدة داخل بلدة سرمدا بينها حاجز لجبهة فتح الشام. وقال انه شاهد سيارات اسعاف عدة تهرع الى المواقع التي استهدفتها الغارات.
وتشهد الجبهات الرئيسية في سوريا وقفا لاطلاق النار بدأ العمل فيه منتصف ليل الخميس الجمعة بموجب اتفاق توصلت اليه موسكو، حليفة دمشق، وأنقرة الداعمة للمعارضة. وهو أول اتفاق يتم برعاية تركية مباشرة، بعدما كانت الولايات المتحدة شريكة روسيا في اتفاقات سابقة لوقف اطلاق النار لم تصمد.
ويستثني هذا الاتفاق التنظيمات المصنفة “ارهابية”، وبشكل رئيسي تنظيم الدولة الاسلامية. كما يستثني، بحسب موسكو ودمشق “جبهة فتح الشام” الامر الذي تنفيه الفصائل المعارضة بشكل قاطع.
ويزيد هذا التباين من صعوبة تثبيت الهدنة بسبب وجود هذه الجبهة ضمن تحالفات مع فصائل اخرى مقاتلة في مناطق عدة ابرزها محافظة ادلب، التي تعد ابرز معقل متبق للفصائل بعد خسارتها مدينة حلب الشهر الماضي.
روسيا تحقق بخروق هدنة سوريا بعد تهديدات المعارضة
قال مركز التنسيق الروسي في حميميم إنه يجري التحقيق في كافة الخروق لوقف إطلاق النار في سوريا، مشيرا إلى أن ممثلي روسيا في اللجنة المشتركة لمراقبة الهدنة بسوريا رصدوا 27 خرقا للهدنة خلال الـ24 ساعة الأخيرة.
يأتي ذلك بعدما جمدت المعارضة المسلحة المشاركة بتحضيرات لـمفاوضات أستانا في ظل انتهاكات النظام ومليشياته المتكررة للهدنة وربطت العودة للتفاوض بوقفها.
وقال المركز إن أغلب الخروق المسجلة تركزت في محافظات دمشق وحماة وحلب واللاذقية، وأشار إلى اتخاذ تدابير للحيلولة دون تكرار تلك الخروق.
وجاء في بيان المركز الروسي -الذي نشر على الموقع الرسمي لوزارة الدفاع الروسية- أن ممثلي روسيا في اللجنة الروسية-التركية المشتركة بشأن المسائل المرتبطة بخرق الاتفاقية المشتركة “رصدوا خلال الـ24 ساعة الماضية 27 خرقا في كل من محافظات حماة (8)، وحلب (7)، واللاذقية (7)، ودمشق (5).
وأضاف المركز أن ممثلي تركيا في اللجنة المشتركة المختصة بشؤون خروق الهدنة رصدوا خلال آخر 27 ساعة 18 خرقا للهدنة وقعت في حلب (7)، ودمشق (6)، وإدلب (2)، وحمص (2)، ودرعا (1).
وبالتوازي مع المعطيات التي أصدرتها موسكو قال مراسل الجزيرة إن طائرات روسية شنت غارات اليوم على مدينة إدلب وريفها، مما أسفر عن مقتل امرأة وسقوط عدد من الجرحى.
تجميد
وكان المتحدث باسم وفد المعارضة السورية المسلحة أسامة أبا زيد أكد في وقت سابق تجميد أي محادثات متصلة بمفاوضات أستانا في ظل انتهاكات النظام المتكررة، خاصة في وادي بردى، مشيرا إلى أن العودة مشروطة بالتزام النظام باتفاق وقف إطلاق النار بصورة كاملة.
وقال أسامة أبا زيد إن الاتفاق من المرجح أن يكون بحكم “المدمر” إذا استمر الضغط على وادي بردى والغوطة الشرقية، مشيرا إلى أن غارات النظام بالبراميل المتفجرة والصواريخ على الغوطة دمرت الاتفاق قبل البيان الذي أصدرته المعارضة.
وأضاف “لن نكون شهودا على قضم مناطق رئيسية للمعارضة في طوق العاصمة دمشق”، ولن تكون هناك عودة لمسار المحادثات ما لم يلتزم النظام بشكل كامل باتفاق الهدنة.
وكانت فصائل المعارضة المسلحة أعلنت الاثنين في بيان مشترك “تجميد أي محادثات لها علاقة بمفاوضات أستانا أو أي مشاورات مترتبة على اتفاق وقف إطلاق النار حتى تنفيذه بالكامل”.
وأشار البيان إلى أن التجميد جاء “نظرا لتفاقم الوضع واستمرار الخروق الكثيرة والكبيرة من قبل النظام والمليشيات المساندة له، خاصة في مناطق وادي بردى والغوطة الشرقية وريف حماة ودرعا رغم التزام المعارضة بوقف إطلاق النار في عموم الأراضي السورية”.
وأضاف البيان أنه رغم تكرار الطلب من (روسيا) الطرف الضامن للنظام وحلفائه لوقف هذه الخروق الكبيرة فإن هذه الخروق ما زالت مستمرة وتهدد حياة مئات الآلاف من السكان.
يذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ يوم الجمعة الماضي، ومن شأن استمراره أن يقود إلى محادثات سلام بين أطراف الأزمة السورية في كزاخستان برعاية روسيا وتركيا وإيران، وحظي الاتفاق بدعم مجلس الأمن الدولي.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
غارات روسية بالقنابل العنقودية تخرق الهدنة بريف إدلب
قتلت امرأة وأصيب آخرون في غارات روسية بقنابل عنقودية في ريف إدلب شمال غربي سوريا في اليوم الخامس للهدنة، تزامنا مع استمرار خرق النظام السوري لها في منطقة وادي بردى بريف دمشق.
وقال مراسل الجزيرة إن الغارات الروسية وقعت في مدينة خان شيخون بريف إدلب كما تعرضت لها قرى أخرى في المنطقة مثل الشغر وكنصفرة التي تسيطر عليها المعارضة والتي يفترض أن يشملها وقف إطلاق النار.
كما أفاد مراسل الجزير صهيب الخلف في مدينة إدلب باستهداف الطيران حي الشيخ ثلث في القسم الشرقي من إدلب، محدثا فيه دمارا كبيرا دون وقوع إصابات.
وفي ريف دمشق، تجدد منذ صباح اليوم قصف النظام المدفعي والجوي على قرى وادي بردى، حيث أطلقت قواته صاروخين أرض أرض على قرية عين الفيجة، وأسقطت مروحياتها براميل متفجرة على قرى عدة في المنطقة.
وأفادت شبكة شام بمقتل أربعة أشخاص وإصابة آخرين في قصف اليوم على المنطقة.
ووفق ناشطين، فقد قتل ستة أشخاص وأصيب أكثر من ثلاثين في ريف دمشق منذ بدء الهدنة بسبب حملة القصف العنيف بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
واستهدف الطيران الحربي والمروحي التابع للنظام خط المياه الرئيسي “نبع بردى” المغذي لنبع عين الفيجة، مما أدى إلى دمار كبير وتفجيره بشكل كامل.
من جهة أخرى، استهدفت قوات النظام بالقصف مناطق في قرية الجابرية بجبل شحشبو بريف حماة الغربي، في حين أطلق مقاتلو المعارضة المسلحة صواريخ عدة على مواقع في بلدة سلحب الخاضعة لسيطرة قوات النظام بريف حماة الغربي.
وأصدرت الهيئات المدنية بمنطقة وادي بردى بيانا طالبت فيه بنشر مراقبين دوليين لرصد الخروقات التي تتعرض لها المنطقة رغم اتفاق وقف النار، وأكدت استعدادها لتسهيل وصول فرق دولية لمعاينة وضع نبع عين الفيجة وتحديد المسؤول عن استهدافه.
وبث ناشطون مقطعا مصورا -قالوا إنه مسرب من أفراد تابعين للنظام السوري- يُظهر حشودا عسكرية في محيط وادي بردى استقدمها النظام تمهيدا لاقتحام بلدة عين الفيجة التي تحاصرها هذه القوات بدعم من مليشيا حزب الله.
موقف المعارضة
وكانت فصائل في المعارضة المسلحة قد علقت مشاركتها في أي محادثات أو اجتماعات بخصوص المفاوضات المزمع إجراؤها في العاصمة الكزاخية أستانا ما لم تتوقف ما سمتها المعارضة خروق النظام وحلفائه لاتفاق أنقرة.
وفي بيان تلقت الجزيرة نسخة منه، قال الجيش الحر إن اتفاق وقف إطلاق النار سيكون في حكم المنتهي إذا أحدث النظام والمليشيات الموالية له أي تغييرات في الميدان.
وأضاف البيان أن استئناف أي محادثات أو مشاورات بشأن مفاوضات أستانا سيكون مشروطا بالتزام النظام باتفاق وقف إطلاق النار التزاما كاملا.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
ما الذي يحدث مع شقيق رئيس النظام السوري ماهر الأسد؟
العربية.نت – عهد فاضل
ارتباك إعلامي واضح بخصوص ماهر الأسد شقيق رئيس النظام السوري. بعد الأخبار التي تحدثت عن ترفيعه من عميد إلى لواء. حيث قام البعض بحذف التهنئة التي سبق وتقدّم بها إلى “اللواء” ماهر بعد ترفيعه. دون إبداء الأسباب أو نشر توضيح. وصفحة غيرت اسمها من “العميد” إلى اللواء، عادت وطلبت من إدارة “فيسبوك” إعادة اسم العميد إليها. صفحات أخرى لازالت تصر على ترفيع شقيق الأسد إلى لواء ومعه ضباط آخرون. صفحات أخرى تنفي. فيما يستمر الإعلام الروسي بنشر خبر عن ترفيع ماهر الأسد نقلا عن “مصادر إعلامية مطلعة”.
شيء ما يجري بخصوص ماهر الأسد، في سوريا، لم تتضح أبعاده.
فقد سبق وحفلت صفحات فيسبوكية عديدة، لأنصار رئيس النظام السوري بشار الأسد، بتقديم التهنئة لشقيقه ماهر الأسد، بمناسبة ما قالوا إنه ترفيع له من رتبة عميد إلى رتبة لواء، وذلك في تاريخ الأول من هذا الشهر، بالتزامن مع احتفالات العام الجديد.
وكان من بين المهنئين الذين تربطهم صلة وثيقة بالنظام السوري، ابن السفير السوري السابق لدى الأردن اللواء بهجت سليمان. والذي تقدم بتهنئة لماهر الأسد يقول فيها: “سيدي اللواء الركن ماهر حافظ الأسد، مبروك لنا ولسورية ولك رتبة اللواء”.
ومن بين المهنئين أيضاً، مذيع يعمل في فضائية النظام السوري، ويعدّ من أشهر الإعلاميين السوريين المدافعين عن نظامه، وهو شادي حلوة. حيث تقدم الأخير بتهنئة لماهر الأسد بمناسبة ترفيعه، قال فيها: “مبروك سيادة اللواء ماهر حافظ الأسد”.
ويذكر أن بعضاً من الإعلام الروسي نشر هو الآخر، خبراً عن “ترقيات” في جيش الأسد، شملت ماهر الأسد إلى رتبة لواء، وسهيل الحسن الملقب بالنمر إلى رتبة عميد. ونسبت وسائل الإعلام الروسية مصادرها إلى “مصادر إعلامية مطلعة”.
ويشار إلى أن شيئاً جرى بخصوص شقيق رئيس النظام السوري، ماهر الأسد، وبخصوص ترفيعه، حيث قام المهنّئون بسحب تهنئتهم من صفحاتهم الفيسبوكية، دون إشارة إلى السبب. مثلما فعل ابن السفير السوري السابق لدى الأردن، وكذلك الإعلامي العامل في فضائية النظام. حيث سحبا التهنئة وحذفاها دون إبداء الأسباب.
ثم قامت صفحة فيسبوكية كانت قد غيرت اسمها من “صفحة محبي العميد ماهر الأسد” إلى صفحة “محبي اللواء ماهر الأسد” بنشر تنويه تعتذر فيه لقرائها بأن “خطأ تقنياً” جرى معها وبسبب “خبر مغلوط تم نشره بتاريخ الحادي والثلاثين من الشهر الفائت عن ترفيع العميد إلى رتبة لواء”. مشيرة إلى أنه ل ايزال يحمل رتبة العميد، ولم يتم ترفيعه إلى رتبة لواء. موضحة أنها طلبت من إدارة “فيسبوك” إعادة اسمها السابق: صفحة محبّي “العميد” ماهر الأسد!
أمّا الصفحة الفيسبوكية التي تحمل اسم “غرفة عمليات الجيش العربي السوري” فلازالت تصر على أن الترفيعات شملت ثلاثة ضباط، أولهم ماهر الأسد إلى رتبة لواء، وثانيهم سهيل الحسن إلى رتبة عميد، وثالثهم حافظ مخلوف، كسابقه. على العكس مما قامت به صفحة فيسبوكية أخرى تدعى “شبكة أخبار الحرس الجمهوري العرين” التي أكدت اليوم الثلاثاء، أن ماهر الأسد لم يتم ترفيعه.
وتحدثت مصادر إعلامية سورية معارضة، منذ أيام، عن ترفيع شقيق الأسد، وربطت هذا الترفيع بما يشاع عن صفقة ما يجري الإعداد لها، روسياً وإيرانياً. في الوقت الذي تعتبر فيه المعارضة السورية أن بشار وشقيقه ماهر وجهان لعملة واحدة، في قتل السوريين وسفك دمائهم. الأمر الذي أشارت إليه المعارِضة السورية مجد توفيق جدعان، شقيقة زوجة ماهر الأسد، في حوار صحافي العام المنصرم، وقالت إن الأخير يقود العمليات العسكرية في سوريا “بأوامر من روسيا وإيران”، على حد قولها، مؤكدة أنه شريك مع شقيقه بشار بقتل السوريين.
ولم يصدر أي خبر من وسائل إعلام النظام السوري، ينفي خبر ترفيع ماهر الأسد من عميد إلى لواء. خصوصا أن وسائل الإعلام الروسية الحليفة للأسد، كانت نشرت خبر ترفيعه، ولا تزال، منذ الأول من هذا الشهر. لكنّ حذف التهنئة الخاصة بماهر، والتي كان تقدّم بها لصيقون بنظام الأسد، تعني إما أن النظام السوري لا يريد إشاعة الأمر مخافة “حرق” أوراق شقيق النظام، في هذه الفترة بالذات، أو أن ثمة أمراً جرى بهذا الخصوص لم تتضح تفاصيله بعد.
بعد طلب تركيا.. التحالف ينفذ طلعات استعراضية فوق “الباب“
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قال التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي، الثلاثاء، إن طائراته نفذت طلعات جوية فوق مدينة الباب شمال سوريا بناء على طلب الجيش التركي الذي يشن عملية “درع الفرات”.
وأوضح المتحدث باسم “البنتاغون” بيتر كوك أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة نفذ الطلعات الجوية قرب الباب الأسبوع الماضي.
وتابع أن الطائرات لم تنفذ أي ضربات جوية، غير أنها كانت “استعراضا واضحا للقوة”، وفق وكالة “رويترز”.
ويأتي هذا الإعلان بعد ساعات من إعلان الجيش التركي أن غارات تركية روسية مشتركة ضربت مواقع داعش في الباب.
وكانت تركيا قد طلبت من التحالف في نهاية ديسمبر الماضي توفير دعم جوي لقواتها التي تقاتل لطرد داعش من الباب، وعبرت تركيا عن خيبة أملها من التحالف.
وتحاول القوات التركية منذ أسابيع السيطرة على المدينة بالتعاون مع المعارضة، وذلك ضمن علمية “درع الفرات” التي أطلقتها أنقرة في أغسطس 2016 ضد داعش والأكراد على حد سواء.
غارة على إدلب توقع قتلى في صفوف “النصرة“
ثاني هجوم يستهدف النصرة في سوريا خلال 24 ساعة- أرشيفية
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قتل 25 عنصرا على الأقل من “جبهة فتح الشام” (جبهة النصرة سابقا) من بينهم قادة، الثلاثاء، إثر غارة استهدفت مركزا للتنظيم في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، في ثاني هجوم يستهدف التنظيم خلال 24 ساعة.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن لـ”فرانس برس”:” إن طائرات لم يعرف ما إذا كانت تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن أم روسية استهدفت مركزا رئيسيا لجبهة فتح الشام قرب بلدة سرمدا في ريف ادلب الشمالي الغربي”.
وأضاف أن الغارة تسببت “بمقتل 25 عنصرا على الأقل من الجبهة بينهم قيادات كانوا يعقدون اجتماعا داخل المركز”.
وقضت غارة جوية الاثنين على القيادي في الجبهة “أبو عمر التركستاني”، ورجحت مصادر أن تكون طائرات تابعة للتحالف الدولي هي التي شنت الغارة.
وكان التركساني يعد أحد أبرز المرشحين لتولي ما يسمى رئيس مجلس شورى المسلحين في الاندماج المرتقب بين المجموعات المسلحة شمال سورية.
وقبل نحو ثلاثة أشهر، مقتل قياديون بارزون في الجبهة، إثر استهداف اجتماع لهم، بغارة لطيران التحالف الدولي شمالي سوريا.
روسيا لا تسمح إلا للشرطة العسكرية والجنائية بدخول حلب
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 3 كانون الثاني/يناير 2017
روما-قالت مصادر سورية مطّلعة أن الروس هم “من يسيطر على مدينة حلب”K شمال سورية، و”منعوا دخول كل الميليشيات التابعة للنظام السوري ولإيران”.
وقالت المصادرK التي تتابع ما يجري في حلب شمال سورية، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “تسيطر الشرطة العسكرية الروسية (نحو أربعمائة عنصر) على مدينة حلب وتحفظ الأمن فيها، وهم مدججون بأسلحة متطورة، وسمحت بدخول فقط الشرطة العسكرية والشرطة الجنائية التابعة للدولة السورية إلى حلب، ومنعت دخول الجيش السوري أو الميليشيات السورية أو الإيرانية، وفرضت قيوداً على دخول الأجهزة الأمنية التابعة للنظام واشترطت ألا يقوموا بأي تصرف في المدينة دون أخذ موافقة مسبقة من الروس، كما استلمت روسيا جميع الحواجز في حلب الشرقية ولم ترض أن تبقى بيد ميليشيات أو قوات النظام”، حسب وصفها.
وأضافت “اعتقل الروس نحو 40 من عناصر الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، الذين قاموا بتصرفات فردية دون الرجوع إلى القيادة العسكرية الروسية في المدينة، وبات من الواضح، وعلى غير العادة، أنهم يريدون تجيير الانتصار في حلب للدولة السورية وليس للنظام” وفق قولها.
وتعليقاً على ترفيع العيد سهيل الحسن، أحد الموالين الشرسين للرئيس السوري بشار الأسد، إلى لواء، وتعيينه رئيساً للاستخبارات العسكرية في المنطقة الشمالية لسورية، نوهت المصادر بأن “هذا الترفيع استثنائي، لكنّه غير قانوني وغير شرعي، لأن الحسن هو من ملاك الاحتياط، ولا يجوز ترفيع الاحتياط لرتبة لواء، وهذا الترفيع جاء بناء على طلب روسي”، وفق قولها.
لكن المصادر نفت أن تكون الميليشيات الموالية للنظام وايران قد غادرت منطقة حلب كلياً، وقالت إنها تتمركز حول المدينة بأكثر من عشرة آلاف مقاتل، وأضافت “لكن الروس صارمين، وأي خرق منهم للحدود المرسومة نظرياً للقوات الروسية في حلب سيلقى في الغالب ردّا قاسياً، وهو ما قام به الروس قبل ذلك غير مرّة”، حسب قولها.