أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 06 تشرين الأول 2015

«ضوء أخضر» أميركي لـ «تحرير» الرقة ودعم المعارضة

واشنطن – جويس كرم

بعد أقل من أسبوع على بدء الضربات الروسية في سورية، صعدت الولايات المتحدة عسكرياً وسياسياً بإعطاء الرئيس باراك أوباما الضوء الأخضر لبدء معركة الرقة وتشدد البيت الأبيض في لهجته حيال موسكو، مخفضاً التوقعات لتشكيل مجموعات إتصال في الوقت القريب.

وأفادت صحيفة “نيويورك تايمز” أمس أن أوباما وافق وفي اجتماع حول الاستراتيجية ضد «داعش» الأسبوع الماضي في البيت الأبيض على خطوتين: «الأولى، بأمر وزارة الدفاع (البنتاغون) وللمرة الأولى لإعطاء ذخيرة وربما سلاح مباشرة لقوات المعارضة السورية على الأرض. أما الخطوة الثانية، تصعيد الحملة الجوية من قاعدة أنجريليك التركية». وتهدف الخطوتان الى تقوية بين ثلاثة وخمسة آلاف مقاتل سوري سينضمون الى ٢٠ ألف مقاتل كردي بدعم من طائرات التحالف لـ «تحرير الرقة»، عاصمة «داعش» شرق سورية.

وجاء قرار أوباما الخميس الماضي بعد يوم من بدء الضربات الروسية التي تستهدف بنظر الأميركيين المعارضة السورية المسلحة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد وليس «داعش». وكتبت «نيويوك تايمز» أن واشنطن ستعتمد على ما بين ١٠ الى ١٥ مجموعة معارضة مسلحة ستنضم الى الأكراد في تحرير الرقة. كما تزايد في الأسابيع الأخيرة الوجود الجوي لقوات التحالف في قاعدة انجريليك جنوب تركيا. وسيكون لتركيا والتنسيق بين أنقرة وواشنطن دور أساسي في معركة الرقة وخطوات أخرى في الشمال السوري. وتخوفت مصادر في المعارضة السورية من انعكاسات سلبية في حال غياب هذا التنسيق والشرخ بين القوات العرب والأكراد وتأثير ذلك على المعركة مذكرة بمعركة تحرير تل الأبيض.

الا أن قرار أوباما والحشد العسكري يعكسان تصعيداً أميركياً منذ دخول سورية. وقالت مصادر أميركية لـ ”الحياة” أن البيت الأبيض «لأول مرة حزم أمره حول التصعيد في سورية». وتحدث عن انتقادات من فريق أوباما لوزير الخارجية جون كيري و»وقوفه مع نظيره سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي في نيويورك لتأكيد التعاون فيما كانت موسكو تضرب قوات دربتها الولايات المتحدة». واستبعدت المصادر أي انفراج سياسي قريب، وقللت من أهمية “مجموعة الاتصال” التي عوّل عليها كيري.

وفي هذا السياق، انتقد وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر الدور الروسي. وقال أن موسكو تصعد الحرب الأهلية في سورية باستهداف المعارضة المعتدلة، مضيفاً أن جهود موسكو لدعم الرئيس السوري بشار الأسد أشبه بربط نفسها بسفينة غارقة. وقال في كلمة أثناء زيارة له إلى اسبانيا: «باتخاذ إجراء عسكري في سورية ضد أهداف لجماعات المعارضة المعتدلة تصعد روسيا الحرب الأهلية».

ونقلت وكالات أنباء روسية عن لافروف قوله إن روسيا عرضت على الولايات المتحدة إجراء اتصالات عسكرية مباشرة في شأن عمليتها العسكرية في سورية في المستقبل القريب، لكن أجواء البيت الأبيض وتحديداً أوباما ومستشارته الأقرب سوزان رايس هي في موقع تصعيدي وبتعاون أكبر مع أنقرة، عكسه مؤتمر الرئيس الأميركي والذي أكد فيه استمرار دعم المعارضة المعتدلة وإمكان وضع اجراءات جديدة على الحدود مع تركيا.

الى ذلك، قالت هيلاري كلينتون المرشحة المحتملة عن الحزب الديموقراطي في انتخابات الرئاسة الأميركية أمس الاثنين إن إزاحة الأسد له الأولوية في سورية. وقالت في تصريحات أدلت بها في هوليس إن الولايات المتحدة يجب أن تسعى للتوصل ألى حل ديبلوماسي لحل الصراع السوري الداخلي.

 

روسيا وسورية «تتقاسمان» الغارات على المعارضة

واشنطن – جويس كرم

واصل الطيران الروسي أمس تكثيف غاراته على مناطق إدلب وحمص وريف اللاذقية فيما ركز الطيران السوري غاراته على حلب ودير الزور وأطراف دمشق، في وقت قال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر إن موسكو «تتعلق بسفينة غارقة» وتتبنى «استراتيجية خاسرة» في سورية، فيما حض وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس روسيا على ضرب «داعش وجميع التنظيمات الإرهابية»، وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه طلب من نظيره الأميركي جون كيري معلومات عن «الجيش الحر إذا وجد»، فيما أعلن المدير العام للآثار والمتاحف في سورية أن «داعش» فجّر قوس النصر الشهير في مدينة تدمر الأثرية المدرجة على لائحة التراث العالمي.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان، إن «طائرات سوخوي سو-34 وسو-24 وسو-25، نفذت 25 طلعة وقامت بتدمير موقع قيادي في محافظة حماة ومخازن ذخيرة ومركز اتصالات في محافظة حمص، وآليات مدرعة في محافظة إدلب ومركز قيادي لتنظيم الدولة الإسلامية في محافظة اللاذقية»، علما أن لا وجود لـ «داعش» في أي من هذه المناطق. وأوضح مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس»، أن «نطاق عمليات الطائرات الروسية في سورية يشمل محافظات حماة وإدلب وحمص واللاذقية والرقة ومناطق سيطرة تنظيم داعش في ريف حلب الشرقي، في حين يواصل النظام السوري عملياته الجوية في محافظة دير الزور ومدينة حلب وريف دمشق ودرعا».

سياسياً، أعلن الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن «هدف الضربات الروسية في سورية مساندة القوات المسلحة السورية في محاربة المنظمات الإرهابية»، فيما أبدى لافروف استعداد موسكو لفتح قنوات اتصال مع «الجيش السوري الحر»، مشيراً إلى أن موسكو طلبت من واشنطن تقديم معطيات عن «الجيش الحر»، لكن لم «نحصل بعد على أي معلومات». وأوضح لافروف أنه طلب من نظيره الأميركي جون كيري «معلومات عن أين هو هذا الجيش السوري الحر ومن يقوده».

من جهته، قال كارتر في مدريد في مستهل جولة في أوروبا تستمر خمسة أيام: «صعدت روسيا الحرب الأهلية، وهددت في شكل كبير الحل السياسي والحفاظ على هيكل الحكومة المستقبلية في سورية والذي تقول إنها تريده». وأضاف: «ما زلت آمل أن يدرك بوتين أن ربط روسيا بسفينة غارقة هي استراتيجية خاسرة».

وأفادت صحيفة “نيويورك تايمز” أمس بأن أوباما وافق في اجتماع حول الاستراتيجية ضد «داعش» الأسبوع الماضي في البيت الأبيض على خطوتين: «الأولى، أمر وزارة الدفاع (البنتاغون) وللمرة الأولى بإعطاء ذخيرة، وربما سلاح مباشرة لقوات المعارضة السورية على الأرض. أما الخطوة الثانية، تصعيد الحملة الجوية من قاعدة أنجرليك التركية». وتهدف الخطوتان الى دعم ما بين ثلاثة وخمسة آلاف مقاتل سوري سينضمون الى ٢٠ ألف مقاتل كردي بدعم من طائرات التحالف لـ «تحرير الرقة»، عاصمة «داعش» شرق سورية.

ودعا وزير الخارجية الفرنسي إلى تركيز الضربات الجوية في سورية على «داعش والجماعات التي تعتبر إرهابية» وبينها «جبهة النصرة»، فيما قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إن روسيا تخوض حرباً «تقليدية غير متناسبة» في سورية من خلال نفوذها العسكري لدعم الأسد، في حين تقول إنها تحارب «داعش».

إلى ذلك، أكد المدير العام للآثار والمتاحف في سورية مأمون عبد الكريم لوكالة «فرانس برس»، تدمير قوس النصر الأثري الشهير في مدينة تدمر. وقال: «تلقينا معلومات ميدانية مفادها أن قوس النصر دمر أمس (الأحد)»، واصفاً هذا المعلم الذي يعود تاريخه إلى ألفي عام ويقع عند مدخل شارع الأعمدة بـ «أيقونة تدمر».

 

الامم المتحدة: تزاحم المقاتلات يزيد الوضع السوري خطورة

نيويورك – أ ف ب

حذرت الامم المتحدة أمس (الاثنين) من ان ما تشهده الاجواء السورية من وجود لمقاتلات تابعة إلى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة واخرى تابعة لروسيا “يؤدي الى وضع مليء بالمخاطر”، في معرض تعليقها على خرق مقاتلة روسية الاجواء التركية.

وقال الناطق باسم الامم المتحدة ستيفان دوجاريك: “نحن نرى الآن دولا مختلفة وتحالفات مختلفة تعمل في السماء السورية وهذا يخلق وضعا مليئا بالمخاطر وشديد الدقة”، داعياً في الوقت ذاته إلى اضاف ان “يركز المجتمع الدولي على ايجاد حل سياسي” للنزاع السوري.

وأكد دوجاريك أن “اي تحرك يتخذ ضد داعش وآخرين يجب ان يتفق والقوانين الدولية والقوانين الانسانية الدولية”.

وكانت انقرة حذرت موسكو أمس من تكرار اختراق مجالها الجوي خلال شنها غارات على سورية، فيما ندد “حلف شمال الاطلسي” (ناتو) بهذا “التوغل الروسي البالغ الخطورة” داخل الاجواء التركية، داعياً روسيا الى “الوقف الفوري لهجماتها ضد المعارضة السورية والمدنيين”.

 

تضامن واسع مع أنقرة إحتجاجاً على الخرق الروسي لأجوائها

أنقرة – يوسف الشريف ؛ بروكسيل، مدريد – أ ب، رويترز، أ ف ب

تعهدت تركيا أمس، اتخاذ كل التدابير الممكنة لحماية حدودها، بعد احتجاجها على توغل مقاتلتين روسيتين في أجوائها قرب الحدود السورية السبت، في تطوّر رجّحت الولايات المتحدة أن يكون متعمداً، فيما وصف الحلف الأطلسي الذي عقد اجتماعاً طارئاً، الأمرَ بأنه عمل «غير مسؤول»، وحض موسكو على «تفادي تصعيد التوتر» بين الجانبين.

وكان لافتاً أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري علّق قائلاً: «لو ردّت تركيا وفق حقوقها، لكان ذلك سبّب إسقاط الطائرة» الروسية. وأضاف كيري الذي ناقش الأمر مع نظيره التركي فريدون سينرلي أوغلو: «هذا ما حذرنا منه، ولذلك شاركنا في محادثات أولية مع روسيا، للتأكد من استبعاد أي احتمال لوقوع أي نزاع عرضي. هذه المحادثات باتت أكثر أهمية الآن، وسنعمل بسرعة كبيرة لتجنّب أي صدام».

وكانت الخارجية التركية أعلنت أن مقاتلتين تركيتين اعترضتا مقاتلة روسية انتهكت أجواء البلاد فوق محافظة هاتاي، وأجبرتها على التوجّه إلى سورية. وفي حادث ثان، أعلن الجيش التركي تعرّض اثنتين من مقاتلاته الأحد لـ «مضايقة» على الحدود السورية دامت 5 دقائق و40 ثانية، من مقاتلة من طراز «ميغ- 29» التي يستخدمها سلاحا الجوّ الروسي والسوري.

وأعلنت الوزارة التركية أنها استدعت السفير الروسي في أنقرة، مشيرة إلى أنها أبلغته «احتجاجاً تركياً شديداً على الانتهاك، وضرورة تفادي تكراره»، وإلا ستُعتبر موسكو «مسؤولة عن أي حادث غير مرغوب فيه قد يقع». الرسالة ذاتها أبلغها سينرلي أوغلو لنظيره الروسي سيرغي لافروف، في اتصال هاتفي.

وعلّق رئيس الحكومة احمد داود أوغلو قائلاً: «لدى القوات المسلحة التركية أوامر واضحة، وقواعد تركيا للاشتباك تُطبّق على كل الطائرات، سواء كانت سورية أو روسية أو من أي مكان، وستتخذ خطوات لازمة ضد كل من ينتهك الحدود التركية، ولو كان طائراً».

في بروكسيل، أعلن الحلف الأطلسي بعد اجتماع طارئ «احتجاجاً قوياً على الانتهاكات للأجواء السيادية التركية»، وأدان «التوغلات وانتهاكات أجواء الحلف»، منبهاً الى «الخطر البالغ لهذه التصرفات غير المسؤولة»، ومشدداً على أن «أمن الحلف لا يتجزأ».

وكان الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ انتقد بعد لقائه سينرلي أوغلو في بروكسيل «الانتهاكات غير المقبولة للمجال الجوي التركي من مقاتلات روسية»، وحض موسكو على «احترام تام للمجال الجوي للحلف الأطلسي، وتفادي تصعيد التوتر مع الحلف».

في مدريد، رجّح مسؤول بارز في وزارة الدفاع الأميركية أن يكون الأمر متعمداً، قائلاً: «أعتقد بأن ذلك لم يكن حادثاً. هذا يؤكد قلقنا العميق إزاء ما يفعله (الروس)، ويساهم في شعور عام لدينا بأن هناك مشكلات استراتيجية وتكتيكية حقيقية مع طريقة تصرّف روسيا في سورية الآن».

وأثارت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بروكسيل أمس ولقاؤه مسؤولين في الاتحاد الأوروبي و «الأطلسي»، تكهنات في وسائل إعلام تركية بصفقة محتملة مع الاتحاد من أجل استضافة تركيا مزيداً من اللاجئين السوريين ومنع تدفق مزيد منهم الى أوروبا، في مقابل دعم لوجستي ومالي أوروبي لأنقرة، ومساندتها في فكرة إقامة منطقة عازلة في شمال سورية. وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك بعد لقائه أردوغان: «الاتحاد الأوروبي مستعد لمناقشة كل المسائل مع تركيا، وتحدثنا عن إمكان (إقامة) منطقة عازلة في سورية». لكن رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز الذي التقى أردوغان أيضاً، لفت إلى أن إقامة منطقة آمنة تستوجب «قراراً من مجلس الأمن».

وحدد أردوغان ثلاث نقاط لتسوية «مشكلة اللاجئين»: «الأولى تدريب القوات المتمردة المعتدلة المعارضة لنظام الرئيس بشار الأسد في سورية، وتجهيزها، وهذا ما باشرت الولايات المتحدة فعله. النقطة الثانية هي إقامة منطقة آمنة لا بد من حمايتها من الإرهاب، والثالثة تشمل إقامة منطقة حظر جوي».

لكن ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أعلن أن بلاده «ترفض» إقامة منطقة حظر جوي في سورية، مشدداً على «وجوب احترام سيادة الدول».

 

إيران تتحدث عن رغبة الصين في المشاركة في قتال «داعش»

طهران – محمد صالح صدقيان ؛ بغداد – «الحياة»

علمت «الحياة» من مصادر إيرانية أن الصين أبدت رغبتها في الانضمام إلى «التحالف الرباعي» (روسيا وإيران والعراق وسورية)، وأن «مركز المعلومات» الذي أقيم في بغداد سيتحول إلى غرفة عمليات، فيما رحبت فصائل في «الحشد الشعبي» بالتدخل الروسي، لكن وزير الخارجية سيرغي لافروف أعلن أن العراق «لم يطلب منا الإغارة على داعش في أراضيه».

وقالت المصادر الإيرانية أن بكين «ترغب في الانضمام إلى مركز المعلومات لأن مئات من المسلمين الصينيين من طائفة الإيغور يقاتلون في صفوف داعش»، وأضافت أن «المركز حصل علی معلومات عن تسليم التنظيم مناطق محددة في شرق سورية إلى المسلحين الصينيين وأخری إلى الشيشان الروس». وتابعت أن «فنيين من روسيا وإيران يدرسون إمكان تطوير المركز وتحويله إلى غرفة عمليات، بعد دراسة مستوى التنسيق وآلياته وحجم التعاون قبل أن يرفع إلى هيئة الأركان في البلدين لإقراره».

إلى ذلك، نقلت وكالات أنباء روسية عن لافروف قوله أمس إن العراق لم يطلب من موسكو تنفيذ ضربات جوية ضد «داعش» على أراضيه وأكد أن بلاده «مستعدة لإجراء اتصالات مع الجيش السوري الحر».

من جهة أخرى، أعلن أقوى فصيلين شيعيين في «الحشد الشعبي» مدعومين من إيران ترحيبهما بالغارات الروسية على «داعش» في العراق، ما أثار قلق الولايات المتحدة من تزايد نفوذ موسكو في الشرق الأوسط.

وقال معين الكاظمي مساعد قائد «كتائب بدر» (رويترز) إن الفصيل يتطلع إلى رؤية طائرات حربية روسية تقصف مواقع ومقرات «داعش» وكل طرق إمداداته المشتركة مع سورية. وأضاف أنه يرحب بمثل هذا التدخل للقضاء على التنظيم.

إلى ذلك، قال الناطق باسم «عصائب أهل الحق» نعيم العبودي إن «الضربات الجوية الروسية في سورية حققت نتائج فعلية». وأضاف أن «الولايات المتحدة، خلال العام ونصف العام الماضيين، لم تكن جادة في القضاء على التنظيم».

من جهة أخرى، رأی المستشار السياسي لرئيس «المجلس الأعلی» محسن الحكيم، شقيق عمار الحكيم، أن «مركز المعلومات الرباعي في بغداد سيتحول فيما بعد إلی غرفة عمليات بين جيوش البلدان الأربعة»، مشيراً إلی أن «سياسة الحكومة العراقية تهدف إلی الاستفادة من كل الإمكانات التي تستطيع مساعدة الشعب العراقي في التخلص من الحركات الإرهابية».

وقال في حديث نشر أمس في طهران إن «مركز المعلومات أقر إشراف ضابط من الدول الأربع بالتناوب لمدة ثلاثة أشهر، علی أن ترسل المعلومات التي يحصل عليها إلى هيئة الأركان في الدول الأعضاء ونحن موجودون علی الأرض ولا نحتاج إلى قوات برية بقدر ما نحتاج إلی المعلومات».

 

“السوخوي” الروسية تختبر تركيا الأطلسي: انتهاك بالغ الخطورة

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب، روسيا اليوم)

وقت واصلت روسيا شن غاراتها على مواقع للمجموعات السورية المسلحة، برزت المحاذير الاقليمية المصاحبة لهذه الغارات، إذ انتهكت مقاتلات روسية السبت والاحد المجال الجوي التركي مرتين قرب الحدود السورية، الامر الذي احتجت عليه انقرة رسمياً، محذرة من انها ستتخذ كل الاجراءات الضرورية للدفاع عن أجوائها اذا تكرر الحادث.

 

واستدعى هذا التطور عقد اجتماع طارئ لحلف شمال الاطلسي على مستوى السفراء وصف الحادث بانه “بالغ الخطورة” وابدت واشنطن قلقها منه. وترافق هذا التطور مع اصدار 41 فصيلاً من فصائل المعارضة السورية بياناً مشتركا دعا الى تشكيل تحالف اقليمي لمواجهة روسيا وايران باعتبارهما قوتين تحتلان سوريا. وفي موازاة هذا التصعيد، واصل تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) تدمير المواقع الاثرية في وسط سوريا وآخرها قوس النصر الشهير في مدينة تدمر المدرجة على قائمة منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “الاونيسكو”.

وعملت موسكو على تخفيف حدة التوتر مع تركيا عندما أوضحت ان دخول الطائرة الروسية الاجواء التركية كان نتيجة سوء الاحوال الجوية. وصرح الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال ايغور كوناشينكوف بان “طائرة عسكرية روسية من نوع سوخوي 30 دخلت لبضع ثوان المجال الجوي التركي اثناء مناورة، فيما كانت عائدة الى مطارها”، مضيفاً ان “هذا الحادث هو نتيجة احوال جوية سيئة في هذه المنطقة. لا ينبغي النظر اليها باعتبارها مؤامرة”.

ولكن في وقت متقدم أمس، أعلنت وزارة الخارجية التركية ان الطيران الروسي اخترق المجال الجوي التركي الاحد ايضاً. وأضافت إنها استدعت السفير الروسي أمس للاحتجاج على هذا الخرق.

 

واشنطن قلقة

وفي واشنطن، صرح الناطق باسم البيت الابيض مارك تونر بأن توغل طائرة حربية روسية في المجال الجوي التركي عمل “طائش” واستفزازي.

من جهة أخرى، قال الناطق باسم البيت البيض جوش إيرنست إنه لا مؤشرات لتغيير روسيا استراتيجيتها لتركز جهودها العسكرية في سوريا على قتال “داعش”. ورأى أن أعمال روسيا في سوريا لن تؤدي إلا إلى تأخير الانتقال السياسي الذي تدعو الولايات المتحدة إلى تحقيقه في سوريا.

وفي نيويورك، صرح الناطق باسم الامم المتحدة ستيفان دوجاريك: “نحن نرى الآن دولا مختلفة، تحالفات مختلفة تعمل في السماء فوق سوريا، هذا يوجد وضعاً مليئاً بالمخاطر وبالغ الدقة”. وقال ان “هذا الامر يجب ان يقود المجتمع الدولي الى التركيز على ايجاد حل سياسي” للنزاع السوري. وأكد مجدداً ان “اي تحرك يتخذ ضد داعش وآخرين يجب ان يتفق والقوانين الدولية والقوانين الانسانية الدولية”.

وبعد يومين من انتهاك المقاتلة الروسية الاجواء التركية، قال ضابط إسرائيلي إن وفداً عسكرياً روسياً رفيعاً سيزور إسرائيل اليوم لإجراء محادثات تستمر يومين في شأن السبل التي يمكن بها للدولتين تفادي حصول اشتباك غير مقصود بين قواتهما لدى القيام بعمليات في سوريا.

وسيرأس الوفد الروسي النائب الأول لرئيس الأركان العامة الجنرال نيكولاي بوغدانوفسكي الذي سيلتقي نظيره الإسرائيلي نائب رئيس الأركان الميجر جنرال يائير جولان.

وقال الضابط الإسرائيلي إن إسرائيل وروسيا ستنسقان أيضا العمليات البحرية قبالة ساحل سوريا في البحر المتوسط حيث لموسكو قاعدة بحرية كبيرة.

 

الغارات

وفي اليوم السادس من تدخله العسكري، أعلن الجيش الروسي انه أغار أمس على عشرة أهداف لـ”داعش” في سوريا، وخصوصا في محافظة دمشق. وجاء في بيان لوزارة الدفاع ان قاذفات ومقاتلات روسية قامت بـ15 طلعة وانه “تم قصف عشرة اهداف للارهابيين”.

وأكدت موسكو انها دمرت مراكز قيادة في محافظة حلب وموقعا لمقاتلي “داعش” و20 دبابة ومخزنين للذخيرة في شرق محافظة حمص، الى 30 سيارة والية مصفحة في محافظة ادلب.

كما استهدفت الغارات خصوصاً موقعين في المنطقة الجبلية من محافظة دمشق حيث دمّر مركز قيادة لمقاتلي “الدولة الاسلامية” ومركز اتصالات. وهاجم سلاح الجو الروسي مرابض مدفعية “داعش” في حمص ودمر ثلاثة نظم صواريخ.

 

المعلم

وصرح وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مقابلة مع قناة “الميادين” التي تتخذ بيروت مقراً لها: “ان خطوة روسيا ليست مفاجئة، كان يجري التحضير لها منذ أشهر… من دون شك ستنتصر روسيا في هذا السياق، وهي تنسق مع الجيش العربي السوري وهو القوة الوحيدة في سوريا التي تتصدى للارهاب”.

 

مقاتلة روسية انتهكت المجال الجوي التركي والأطلسي يُحذّر موسكو 41 فصيلاً سورياً معارضاً تدعو إلى تحالف إقليمي ضد روسيا وإيران

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ، روسيا اليوم)

وصف حلف شمال الاطلسي انتهاك مقاتلة روسية المجال الجوي التركي السبت بأنه حادث “بالغ الخطورة” ودعا الى وقف الغارات الجوية الروسية على المعارضة السورية والمدنيين، بينما دعت فصائل سورية معارضة الى تشكيل تحالف اقليمي ضد روسيا وإيران متهمين هذين البلدين باحتلال سوريا.

أعلنت أنقرة ان مقاتلات تركية اعترضت مقاتلة لسلاح الجو الروسي وارغمتها على أن تعود أدراجها.

وأفادت وزارة الخارجية التركية أنها استدعت السفير الروسي في انقرة السبت وأبلغته “احتجاجاتها” اثر هذا الحادث.

وقال الجيش التركي في بيان منفصل ان مقاتلتين تركيتين “تعرضتا لمضايقات” الاحد اثناء مهمة دورية لطائرة “ميغ 29 ” غير محددة الهوية عند الحدود السورية.

وصرح رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو لقناة “خبر – تورك” الاخبارية بأن “قواعد الاشتباك لدينا واضحة أياً تكن الجهة التي تنتهك مجالنا الجوي”. وقال إن “القوات المسلحة التركية لديها أوامر واضحة. حتى لو كان طيرا محلقا فسيعترض”. وأضاف ان “الملف السوري لا يسبب أزمة بين تركيا وروسيا” اللتين لهما مصالح تجارية كبرى. مشيرة الى أن “قنوات الاتصال بيننا تبقى مفتوحة”، آملا في ان تتخلى موسكو عن “مواقفها الخاطئة” من الازمة السورية عموما.

واعترفت السفارة الروسية لدى أنقرة بحصول الحادث، موضحة أن الجانب الروسي قدم جميع الإيضاحات الضرورية.

 

واشنطن

وأعلن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر خلال مؤتمر صحافي في مدريد المحطة الاولى في جولة اوروبية له، أن واشنطن تتشاور مع تركيا بعد الحادث. وقال: “هذا بوضوح أمر نتشاور معهم في شأنه”. ورأى “ان روسيا زادت الحرب الاهلية تفاقما مهددة مبدأ تسوية سياسية للنزاع والحفاظ على بنية السلطات التي تقول انها تدافع عنها… لا أزال آمل في ان يدرك (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين ان تقرب روسيا من سفينة تغرق استراتيجية خاسرة وان يقرر التصدي للتهديد الذي يطرحه تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) عوض مواصلة غاراته الجوية الاحادية على المعارضة لبشار الاسد”.

وعن انتهاك المقاتلة الروسية للمجال الجوي التركي، قال مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الاميركية طالبا عدم ذكر اسمه: “لا أعتقد أن هذا كان حادثا. هذا يؤكد فقط قلقنا العميق مما يفعلون. كما يؤكد الشكوك في نياتهم ويثير تساؤلات عن سلوكهم وتصرفهم بشكل مهني في الاجواء”.

ولاحظ وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي يزور تشيلي الى ان “توغل” مقاتلة روسية في الاجواء الجوية التركية كاد يتسبب بتصعيد خطير. وقال: “نحن قلقون جداً مما حصل لانه لو ردت تركيا بموجب حقوقها، لكان ذلك تسبب باسقاط الطائرة”. وكشف انه أجرى محادثات مع وزير الخارجية التركي فريدون سينيرلي اوغلو، وتشاور مع مسؤولين آخرين، وأنه سيطلب من روسيا اجراء اتصالات في شان عملياتها بشكل اوضح. وأضاف: “هذا بالضبط ما حذرنا منه” في اشارة الى محاولات وزارة الدفاع الاميركية “البنتاغون” الاتفاق مع القادة الروس على وضع آلية لـ”تفادي التصادم” في الاجواء، وأضاف: “ولهذا السبب شاركنا في محادثات اولية مع روسيا للتأكد من استبعاد اي احتمال لوقوع اي نزاع عرضي”. وخلص الى ان “هذه المحادثات باتت أكثر أهمية الان، وسنعمل بسرعة كبيرة لتجنب” اي تصادم.

 

الاطلسي

وعقب اجتماع طارئ في بروكسيل، دعا سفراء الدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي، روسيا الى أن تفسر ما حصل فوراً، بينما عبروا عن قلقهم من الهجمات العسكرية الروسية على مقاتلي المعارضة الذين يدعمهم الغرب في سوريا.

وقال الحلف في بيان: “يحتج الحلفاء بشدة على تلك الانتهاكات لسيادة المجال الجوي التركي ونندد بهذه التوغلات والانتهاكات للمجال الجوي لحلف شمال الأطلسي… يؤكد الحلفاء ايضا الخطر البالغ لهذا السلوك غير المسؤول. يدعون روسيا الاتحادية الى وقف هذه الانتهاكات والكف عنها وتفسيرها فوراً”. وطالب روسيا “بالوقف الفوري لهجماتها على المعارضة السورية والمدنيين”.

وبحث رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك والرئيس التركي رجب طيب اردوغان في بروكسيل في “المنطقة الآمنة” التي تطالب بها انقرة على طول حدودها مع سوريا. وصرح توسك للصحافيين بأن “الاتحاد الاوروبي مستعد لمناقشة كل المواضيع مع تركيا، وقد تحدثنا تاليا عن امكان (اقامة) منطقة عازلة في سوريا”.

أما اردوغان فقال: “اذا أردنا حل مشكلة اللاجئين هناك ثلاثة امور يجب القيام بها : الاول هو تدريب وتجهيز القوات المتمردة المعتدلة المعارضة لنظام الرئيس بشار الاسد في سوريا، وهو ما باشرت الولايات المتحدة القيام به… الثاني هو اقامة منطقة آمنة لا بد من حمايتها من الارهاب، والثالث يشمل اقامة منطقة حظر طيران”.

وكشف رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتس الذي التقى اردوغان ايضا الى ان اقامة منطقة آمنة تستوجب صدور “قرار عن مجلس الامن”.

وتعليقاً على طلب تركيا اقامة منطقة آمنة في سوريا ، قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف: “بالتأكيد، نرفض هذا الامر. ينبغي احترام سيادة الدول”.

 

المعارضة السورية

في غضون ذلك، دعت أكثر من 40 جماعة سورية معارضة بينها فصيل “أحرار الشام” الإسلامي القوي في بيان مشترك، دول المنطقة إلى تشكيل تحالف إقليمي ضد روسيا وإيران.

وقالت الجماعات المعارضة وبينها أيضا جماعات تحت مظلة “الجيش السوري الحر” في البيان إن التعاون لازم لمواجهة “التحالف الروسي الإيراني الذي يحتل سوريا”.

وانتقد البيان ما قال إنه “العدوان العسكري الروسي في سوريا والاحتلال الصارخ للبلاد” واستهداف المدنيين بغارات جوية في ريف حمص بغرب سوريا. ورأوا أن المدنيين كانوا مستهدفين بشكل مباشر بطريقة تعيد الى الأذهان سياسة الأرض المحروقة التي اتبعتها روسيا في حروبها السابقة.

ولم يذكر البيان أي دول ينبغي أن تشارك في التحالف، ولكن تركيا والسعودية وقطر تدعم مقاتلي المعارضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد.

وكانت جماعات المعارضة السورية جددت دعوة مناصريها من العرب الى تزويدها أسلحة أشد قوة مثل نظم مضادة للطائرات في ضوء التدخل الروسي في الحرب. لكن بيان امس كان كما يبدو أكثر دعوات المعارضة تنسيقا للتحرك ضد التدخل الروسي.

وكان عشرات من رجال الدين الإسلامي السعوديين غير المرتبطين بالحكومة دعوا في وقت سابق الدول العربية والإسلامية إلى تقديم “كل دعم معنوي ومادي وسياسي وعسكري” لما سموه الجهاد ضد الحكومة السورية وأنصارها الإيرانيين والروس.

 

رسالة روسية متفلتة من الخطوط الحمراء .. وتوسيع لمناطق الاستهداف

الكرملين يقضم النفوذ الأطلسي في الشمال السوري

محمد بلوط

«عاصفة السوخوي» تخترق سماء حلف شمال الأطلسي (الناتو) على حدوده الجنوبية التركية.

ورغم اللعب على حافة حرب إقليمية، لكن لا حرب أطلسية ضد روسيا من اجل رجب طيب اردوغان، على ما تشي به كل ردود الفعل الأميركية والتركية نفسها والأطلسية. إذ لم يجد كل هؤلاء أمام الاندفاعة الروسية سوى خيار الانحناء أمام العاصفة لامتصاص الضربة، وتنظيم الرد مع الحلفاء الأميركيين والخليجيين لاحقاً، والانصياع مؤقتا ومبدئيا لمنطقة أمر واقع لحظر جوي روسي في الشمال السوري، ومواصلة الروس تدمير قواعد وبنى المجموعات المسلحة، من دون تدخل الجيش التركي كما حدث في غزوات كسب وادلب وريف اللاذقية التي كان الأتراك يتدخلون فيها بالتمهيد الناري والتشويش على الاتصالات السورية، بل وإسقاط طائرة «ميغ» سورية قبل عام ونصف العام، في المنطقة نفسها التي اخترقها الروس، من دون أن تتحرك الدفاعات التركية.

ويخوض الروس، بنجاح حتى الآن، معركة تحييد المظلة الأطلسية في المعركة غير المعلنة مع تركيا، الوصي على «جيوش الفتح» و»الجهاد» في الشمال السوري .

وتقول مصادر عربية إن الرئيس فلاديمير بوتين طمأن الرئيس السوري بشار الأسد، بأن العمليات التي ستقوم بها الوحدات الروسية في سوريا لن تتوقف أمام أي قيود أو التزامات تتعارض مع الضرورات العسكرية، كاتفاقية أضنة الموقعة في العام 1998، أو غيرها من الاتفاقيات السورية ـ التركية المتعددة لتنظيم العلاقات الأمنية والعسكرية، والتي يفسرها الأتراك بأنها تفرض قيوداً على تحركات الجيش السوري في المنطقة أو طيران حلفائه.

وقال المصدر إن بوتين نقل إلى الأسد أن العملية ستصل إلى «الحدود السياسية لسوريا بأكملها» من دون تمييز. ونقل مصدر سوري معارض، عن لقاء مع مسؤول روسي رفيع المستوى مؤخراً، أن الرئيس الروسي حدد خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي الروسي أهداف العملية الجوية بالقول لمساعديه ومستشاريه «إنها ستشمل كل من لا يطلق النار على داعش والإرهاب، وكل من يحمل سلاحا في سوريا من دون أن ينتمي إلى الجيش السوري أو لا يتحالف معه».

ويتجه أول اختراق روسي للأجواء التركية إلى تغيير قواعد الاشتباك التي تحولت من إدارة تركية إلى إدارة أطلسية، إذ استدعى الأتراك الحلف لدعمهم، لكن بحذر طال جميع الأطراف على الجانب الأطلسي، ومن دون أي طلب بتفعيل الفقرة الخامسة لميثاق الحلف، الذي يخوّل الأتراك استنفار قوات البلدان الحليفة، تضامنا معهم، أو وضعها على طاولة البحث، وهو أمر لجأ إليه الأتراك منذ ثلاثة أعوام في مواجهة المقاتلات السورية، وحصلوا على بطاريات «باتريوت» هولندية وألمانية وأميركية لحماية أجوائهم.

وكانت هيئة الأركان التركية أعلنت أمس انه بعد تسجيل اختراق المجال الجوي السبت الماضي، تحركت طائرتا «إف 16» تابعتان لسلاح الجو التركي من أجل اعتراض المقاتلة الروسية، لكن الأخيرة غادرت المجال الجوي التركي باتجاه الأراضي السورية. وفي اليوم التالي عاودت «ميغ 29» أخرى، تجهل الأركان التركية هويتها، بالإطباق بالرادار، على طائرتين تركيتين مقاتلتين طيلة خمس دقائق، قبل أن تعود أدراجها نحو الأراضي السورية. الروس اكتفوا بتبرير الخرق السبت بخطأ في خط تحليق طائرتهم، تعهدوا بعدم تكراره، كما قالت الخارجية التركية التي استدعت السفير الروسي للاحتجاج. وفي المقابل تحلى رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو بالتواضع في الرد، رغم التصعيد اللفظي أيضاً، والقول إن أنقرة «ستفعل قواعد الاشتباك العسكرية، أيا كانت الجهة التي تنتهك مجالها، وان القوات التركية لديها أوامر واضحة بالرد ولو كان طيرا محلقاً»، ليستطرد بالقول إنه «لا خلاف مع الروس بشأن الملف السوري».

ورغم أن أسراب «السوخوي» الروسية اختبرت في سماء لواء الاسكندرون، مدة يومين متتاليين، ردة فعل الأتراك والأطلسيين معاً، لم يرتق الرد الأطلسي – التركي إلى مستوى التحدي الروسي، الذي أرسل قاذفاته لمطاردة المجموعات المسلحة التي تعمل بإمرة الاستخبارات التركية، خصوصا أن عمليات الخرق لم تكن تستند إلى ضرورات تكتيكية يستدعيها ضرب الأهداف التي كان من الممكن للروس تدميرها عن بعد في جبل الزاوية، بواسطة الصواريخ الموجهة، من دون الاضطرار إلى المناورة في أجواء الاسكندرون، واستفزاز الأتراك الذي يبدو هدفا إضافيا للعملية التي كانت تعمل على ضرب معاقل المعارضة في جبل الزاوية، وتوجيه رسالة بحد ذاتها إلى الجانب التركي، الذي كان يعوّل على نشر مظلته السياسية والعسكرية في شريط داخل الأراضي السورية يحاذي الحدود والمعابر مع تركيا، لحماية المجموعات المسلحة التابعة له، بعد أن أوعز إليها في بداية الضربات الجوية الروسية أن تنقل إليها مستودعات الأسلحة والمقار، ريثما يتسنى للأتراك تنظيم هجوم مضاد وحدهم أو مع حلفائهم.

وتبدو معركة جبل الزاوية، التي اختارها الروس لاختراق الأجواء التركية، إستراتيجية، نظراً لما شكلته هذه المنطقة من حصن لمخازن الذخيرة ومستودعات الأسلحة في الجبال الحصينة القريبة من الحدود مع لواء الاسكندرون، والتي حشد الأتراك فيها أفضل الوحدات التابعة لهم، وانزلوا في خمس قرى منها مؤخرا الآلاف من مقاتلي وعائلات التركستانيين الصينيين.

أما الأميركيون فلا يراودهم أدنى ريب في طبيعة الرسالة الروسية الموجهة إلى الأطلسي والأتراك. إذ رأى مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن اختراق روسيا للمجال الجوي التركي على الحدود السورية كان ربما متعمداً. وقال «لا اعتقد أن هذا كان حادثاً. هذا يؤكد فقط قلقنا العميق إزاء ما يفعلون. كما يؤكد الشكوك في نواياهم، ويثير تساؤلات حول سلوكهم وتصرفهم بشكل مهني في الأجواء».

كما تحمل العملية رسالة سياسية مباشرة للقيادة التركية من الكرملين. إذ تأتي بعد ساعات فقط من تصريح اردوغان من أن بوتين «قد اخلف بما وعده بها خلال لقائهما الأسبوع الماضي في موسكو، وان لا مصالح مباشرة لروسيا في سوريا تبرر تدخلها، فهي لا تملك حدوداً مشتركة معها، فيما تملك تركيا 911 كيلومترا منها».

والأرجح أن الروس اعدوا للعملية منذ بداية انخراطهم في الحرب السورية، من خلال إرسال طائرات «سوخوي 30» الاعتراضية، التي تحمل تحت أجنحتها صواريخ من طراز «آر 26» يبلغ مداها 30 كيلومترا و»آر 73» التي يبلغ مداها 40 كيلومتراً. وهي طائرات تتفوق على أفضل ما يملكه سلاح الجو التركي من أسراب طائرات «اف 16» الأميركية، ما يعزز الاستنتاج بأن الروس قد اعدوا مسبقا العدة لتحييد الأتراك .

وبدا الأتراك في اختبار الخرق الجوي الروسي وحيدين، من دون دعم أميركي أو أطلسي حاسم. إذ ذكر بيان حلف شمال الأطلسي بان الأجواء التي اخترقتها المقاتلات الروسية هي أجواء الأطلسي. ودعا الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ «روسيا إلى احترام المجال الجوي للحلف الأطلسي كلياً وتفادي تصعيد حدة التوتر مع الحلف».

وفي مواجهة خرق الأجواء الأطلسية وشكوى الأتراك، لم يقدم الأميركيون أكثر من إعادة طلب التنسيق مع الروس في العمليات الجارية، مع تذكير وزير الخارجية جون كيري «انه كان بالإمكان إسقاط المقاتلة (الروسية)، وهو ما يؤكد الحاجة إلى التنسيق معا». وأعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة وحلفاءها «قلقون جدا» من هذا التصرف.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن أن موسكو مستعدة لإقامة اتصالات مع «الجيش الحر» في سوريا، إن وجد هذا التنظيم على الأرض بالفعل.

وخلال زيارته إلى إسبانيا، شبّه وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر محاولات موسكو لتعزيز وضع الأسد بأنها تربط نفسها بسفينة غارقة. وقال «بالقيام بهذا العمل العسكري في سوريا ضد أهداف لجماعات معتدلة، فإن روسيا تسببت في تصعيد الحرب الأهلية».

وتبدو عزلة الأتراك اكبر، إذ برغم الاستنتاجات أن الروس يعملون على فرض منطقة حظر طيران لمصلحتهم في الشمال، ومنع الأتراك من المناورة في المنطقة، إلا أن الأميركيين لم يغيروا في خططهم الجارية لسحب بطاريات صواريخ «باتريوت»، التي كان سيشكل بقاؤها، رسالة دعم لأردوغان، لا يرغب بها الأميركيون، فضلا عن أن أولوياتهم في هذه المرحلة لا تتعارض مع انخراط الروس في ضرب «داعش» في سوريا.

ووسعت الطائرات الروسية من عملياتها، مستهدفة للمرة الأولى دمشق وتدمر وحلب. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع اللواء إيغور كوناشينكوف، في بيان، إن الطائرات قامت بـ15 طلعة جوية، واستهدفت 10 مواقع لتنظيم «داعش».

وقال إن «طائرة دمرت مقرا ومركز قيادة لمسلحي «داعش» في ضاحيتي دير حافر والباب بريف حلب، كما تم تدمير نحو 20 دبابة استولى عليها المسلحون من الجيش السوري. ودمرت طائرات في منطقة أحراش قرب مدينة إدلب نحو 30 وحدة من العربات والمعدات المدرعة، بما في ذلك دبابات».

وأضاف «كما استهدفت الطائرات الحربية في شرق ريف حمص، ليس بعيدا عن مدينة تدمر، منطقتين تتمركز فيهما معدات لداعش. وفي منطقة تدمر هاجمت الطائرات مواقع مدفعية تابعة لإحدى مجموعات داعش ودمرت ثلاث منصات صاروخية ومستودع ذخائر ميدانيا، كما استهدفت في المنطقة نفسها تجمعات معدات هندسية للمسلحين انتزعوها من الجيش السوري سابقا ما أدى إلى تدميرها».

وتابع «شنت 4 طائرات غارات على نقطتي سيطرة واتصالات للإرهابيين واقعتين في جبل بترا، وكذلك مقرا لمسلحي داعش في جبال بريف دمشق، ما أسفر عن تدميرها بالقنابل الموجهة».

وكانت وزارة الدفاع أعلنت عن استهداف مراكز للتنظيم في الرستن وتلبيسة في محافظة حمص، وطالت في ادلب معسكر تدريب في جسر الشغور ومواقع في منطقة جبل القبة. كما استهدفت مركزا قياديا في محافظة اللاذقية.

 

طائرات روسية تقصف أهدافا للدولة الإسلامية في تدمر وحلب

بيروت- (رويترز) – نقل التلفزيون السوري الثلاثاء عن مصدر عسكري قوله إن طائرات روسية قصفت أهدافا لتنظيم الدولة الإسلامية في مدينة تدمر السورية ومحافظة حلب الشمالية.

 

وأضاف أن الهجمات دمرت 20 مركبة وثلاثة مستودعات للأسلحة في تدمر الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وتابع أنه في حلب استهدفت الضربات بلدتي الباب ودير حافر على بعد نحو 20 كيلومترا شرقي مطار عسكري يحاصره حاليا مقاتلو التنظيم.

 

منظمة الهجرة: تقارير عن وفاة نحو مئة مهاجر في البحر قبالة ليبيا

جنيف – (رويترز) – قالت المنظمة الدولية للهجرة الثلاثاء إن هناك أنباء بوفاة ما يقرب من 100 مهاجر قبالة سواحل ليبيا منذ يوم الأحد الماضي.

 

وأضافت المنظمة في بيان نقلا عن تقارير من الهلال الأحمر الليبي لم يتسن التأكد منها أن الأرقام تستند إلى مشاهدتين لجثث قرب سواحل ليبيا إحداهما حين شوهدت 85 جثة في منطقة والأخرى حين شوهدت عشر جثث في منطقة غيرها.

 

وقالت منظمة الهجرة إن 557899 مهاجرا ولاجئا وصلوا إلى أوروبا بطريق البحر هذا العام وإن 2987 شخصا لقوا حتفهم أثناء محاولة الوصول.

 

الحلف الاطلسي يعلن ان انتهاك روسيا للمجال الجوي التركي لم يكن عرضيا

بروكسل – (أ ف ب) – اعلن الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ الثلاثاء ان انتهاك روسيا للمجال الجوي التركي “لم يكن عرضيا” في اشارة الى حادثين وقع في نهاية الاسبوع الماضي بين طائرات حربية روسية وتركية قرب الحدود السورية.

 

وقال ستولتنبرغ خلال مؤتمر صحافي في مقر الحلف الاطلسي في بروكسل ان “هذا ليس عرضيا. انه انتهاك خطير” للمجال الجوي داعيا الى “عدم تكرار الامر”.

 

توتر بين «الأطلسي» وروسيا بعد انتهاك مقاتلاتها أجواء تركيا بدء مباحثات للتنسيق الروسي الإسرائيلي اليوم

فصائل سورية تطالب بتشكيل تحالف إقليمي… واردوغان في أوروبا لبحث «منطقة آمنة»

عواصم – وكالات: حذرت أنقرة موسكو من تكرار اختراق مجالها الجوي خلال شنها غارات على سوريا، فيما ندد حلف شمال الأطلسي بهذا التوغل الروسي «البالغ الخطورة» داخل الأجواء التركية، ودعا روسيا إلى «الوقف الفوري لهجماتها ضد المعارضة السورية والمدنيين».

وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس الاثنين «إن الولايات المتحدة «تشعر بقلق بالغ» من انتهاك طائرة روسية المجال الجوي التركي في مطلع الأسبوع وإنه كثف المباحثات مع موسكو».

وقال كيري إن نظيره التركي تحدث إليه هاتفيا عن الواقعة يوم السبت التي ناقشها كيري مع وزير الدفاع آش كارتر ومستشارة البيت الأبيض للأمن القومي سوزان رايس.

وقال كيري أثناء زيارة لتشيلي «إننا نشعر بقلق بالغ لأنها الأشياء نفسها التي كانت تركيا قد ردت عليها… وكان من الممكن أن تؤدي إلى صدام وهي الأشياء نفسها التي حذرنا من مغبتها.»

وقال إنه منذ ذلك الحين أجرى محادثات دبلوماسية مكثفة لضمان ألا يحدث تصادم غير متعمد بين الطائرات الروسية وطائرات التحالف فوق سوريا.

وقال كيري «هذه المحادثات أصبحت الآن أكثر كثافة وسنرى قريبا جدا هل يمكن نزع فتيل هذا الأمر». وأضاف قوله إن على روسيا مسؤولية أساسية بالتصرف وفق المعايير الدولية.

وقال كيري أيضا إنه من الواضح الآن بعد الواقعة التي جرت مطلع الأسبوع إن دوافع روسيا أوسع من مجرد قتال تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا.

وقال إن روسيا يجب أن تنقل بشكل مباشر إلى الرئيس السوري بشار الأسد ما هو منتظر منه في إطار تحول سياسي في سوريا.

وقال كيري «أود أن أقول لروسيا إن عميلهم الذي أصبح يواجه متاعب كبيرة يجب أن يعرف بطريق مباشر ما نقلته روسيا إلينا وما هو مطلوب منه للوفاء بالتوقعات الدولية في هذا الشأن.»

وأضاف قوله «إذا لم يفعل ذلك فإننا سنستمر في التحرك في اتجاه سيؤدي بالقطع تقريبا إلى الكثير من الإرهاب والكثير من الصراع وربما الدمار الكامل لدولة سوريا.»

فيما أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو أن روسيا اعترفت بأن إحدى طائراتها انتهكت «بالخطأ» المجال الجوي التركي، ولكنه أصدر تحذيرا حادا بأن بلاده لديها قواعد واضحة للاشتباك على حدوده.

وكانت انقرة أعلنت أن مقاتلات أف 16 تركية اعترضت السبت طائرة حربية روسية انتهكت المجال الجوي التركي عند الحدود السورية وأرغمتها على العودة، وفق وزارة الدفاع التركية.

كما أكد الجيش التركي في بيان آخر الاثنين تعرض مطاردتين تركيتين «لمضايقة»من طائرات ميغ 29 مجهولة الأحد على الحدود السورية.

وحذر رئيس الوزراء التركي احمد داوود أوغلو الاثنين في تصريحات لقناة «خبر- تورك» الإخبارية من أن «قواعد الاشتباك لدينا واضحة أيا كانت الجهة التي تنتهك مجالنا الجوي»، مضيفا «لدى القوات المسلحة التركية أوامر واضحة، حتى لو كان طيرا فسيتم اعتراضه».

ويختلف الموقفان الروسي والتركي بشأن الأزمة في سوريا، إذ تعد موسكو الحليف الرئيسي للرئيس بشار الأسد، بينما تدعو أنقرة إلى رحيله كحل وحيد للنزاع.

وأعلن حلف شمال الأطلسي الذي تنتمي إليه تركيا ، عقب اجتماع طارئ بشأن الأزمة السورية أن «الحلفاء يحتجون بقوة على هذه الانتهاكات للأجواء السيادية التركية، ويدينون هذه التوغلات والانتهاكات لأجواء الحلف الاطلسي. ويلحظ الحلفاء كذلك الخطر البالغ لمثل هذه التصرفات غير المسؤولة».

ودعا روسيا إلى «الوقف الفوري لهجماتها ضد المعارضة السورية والمدنيين».

وأعرب مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأمريكية من جهته عن قلقه إزاء هذه الانتهاكات. وقال «لا أعتقد أن هذا كان حادثا (…) هذا يؤكد الشكوك في نواياهم ويثير تساؤلات حول سلوكهم وتصرفهم بشكل مهني في الأجواء».

وفي بروكسل أعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك والرئيس التركي رجب طيب اردوغان أنهما بحثا الاثنين في بروكسل «المنطقة الآمنة» التي تطالب أنقرة بإقامتها على طول حدودها مع سوريا.

وصرح توسك للصحافيين بعد استقباله اردوغان في بروكسل أن «الاتحاد الاوروبي مستعد لمناقشة كل الموضوعات مع تركيا، وقد تحدثنا تاليا عن إمكان (إقامة) منطقة عازلة في سوريا».

من جهته قال اردوغان «إذا أردنا حل مشكلة اللاجئين هناك ثلاثة أمور يجب القيام بها: الأول هو تدريب وتجهيز القوات المتمردة المعتدلة المعارضة لنظام الرئيس بشار الأسد في سوريا، وهو ما باشرت الولايات المتحدة القيام به».

وأضاف «الثاني هو إقامة منطقة آمنة لا بد من حمايتها من الإرهاب، والثالث يشمل اقامة منطقة حظر جوي».

وسرعان ما جاء الرد من موسكو برفض إقامة منطقة آمنة في شمال سوريا. وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الاثنين لوكالة انترفاكس «بالتأكيد نرفض هذا الأمر. ينبغي احترام سيادة الدول».

في موسكو، أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان شن 25 طلعة جوية استهدفت الاثنين تسعة مواقع تابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا في الساعات الـ24 الأخيرة. وقالت إنها تهدف الى «زعزعة السلسلة القيادية وضرب لوجستية الإرهابيين».

وبحسب البيان، شملت الضربات في محافظة حمص (وسط) مركزا قياديا في الرستن ومستودعات ذخيرة ومركز اتصالات في تلبيسة. وطالت في إدلب (شمال غرب) معسكر تدريب في جسر الشغور ومواقع في منطقة جبل القبة. كما استهدفت مركزا قياديا في محافظة اللاذقية (غرب).

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن تنظيم الدولة الإسلامية غير موجود عمليا في المناطق المذكورة. فمنطقة جسر الشغور على سبيل المثال خاضعة لسيطرة «جيش الفتح» الذي يضم جبهة النصرة ومجموعات إسلامية تقاتل النظام وتنظيم «الدولة الإسلامية».

وبحسب مدير المرصد رامي عبد الرحمن، يشمل «نطاق عمليات الطائرات الروسية محافظات حماة وإدلب وحمص واللاذقية والرقة (شمال) ومناطق سيطرة تنظيم داعش في ريف حلب الشرقي (شمال)، في حين يواصل النظام السوري عملياته الجوية في محافظة دير الزور (شمال شرق) ومدينة حلب وريف دمشق ودرعا (جنوب)».

وأعلن 41 فصيلا مقاتلا في سوريا، أبرزها حركة «أحرار الشام الإسلامية» و»الجبهة الجنوبية» و»جيش الإسلام»، في بيان مشترك الاثنين ان «الاحتلال (الروسي) الغاشم قطع الطريق على أي حل سياسي»، داعين دول الجوار إلى «تشكيل حلف إقليمي في وجه الحلف الروسي الإيراني المحتل لسوريا».

وتصر موسكو على ان طائراتها تستهدف «الإرهابيين» فقط في سوريا. ولكن على غرار النظام السوري، يصنف الكرملين كل فصيل يقاتل نظام الأسد بـ»الإرهابي» بخلاف دول الغرب التي تواصل انتقاد روسيا لشنها ضربات ضد مواقع فصائل مقاتلة تصنفها بالـ»معتدلة».

وجددت فرنسا الاثنين على لسان وزير خارجيتها لوران فابيوس دعوة روسيا إلى تركيز ضرباتها الجوية على تنظيم الدولة الإسلامية و»الجماعات التي تعتبر إرهابية»، ومن بينها جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا).

وأعربت المانيا الاثنين عن شكوكها حيال إعلان روسيا أن ضرباتها الجوية تستهدف جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية بدلا من مجموعات المعارضة الأخرى. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتن شافر «نرى أنه من المهم التوفيق بين الأقوال والأفعال».

وفي مدريد، أعلن وزير الدفاع الأمريكي اشتون كارتر الاثنين أن الغارات التي تشنها روسيا تندرج في إطار «استراتيجية خاسرة»، داعيا إلى قصف تنظيم الدولة الإسلامية أولا.

من ناحية ثانية، قال ضابط عسكري إسرائيلي إن وفدا عسكريا روسيا رفيعا سيزور إسرائيل اليوم الثلاثاء لإجراء مباحثات على مدى يومين بشأن السبل التي يمكن بها للبلدين تفادي وقوع اشتباك غير مقصود بين قواتهما أثناء القيام بعمليات في سوريا.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتفقا في 21 سبتمبر /أيلول على إنشاء فرق تنسيق بعد تعزيز موسكو لدعمها العسكري للرئيس السوري بشار الأسد.

وتخشى إسرائيل أن يؤدي الحشد العسكري الروسي الذي يشتمل على طائرات حربية ووحدات متطورة مضادة للطائرات إلى اشتباك بين القوات الروسية وقواتها فوق سوريا.

وكانت إسرائيل هاجمت القوات المسلحة السورية و»حزب الله» اللبناني حليف دمشق أثناء الحرب الأهلية الدائرة رحاها منذ أكثر من أربعة أعوام في سوريا. وتقول إسرائيل إنها تحمل الحكومة السورية المسؤولية عن أي امتداد للعنف.

 

هل تحركت روسيا لإبطال خطط التحالف الأمريكي لإقامة مناطق آمنة وحظر جوي؟

دور صيني مطلوب ليس لحل الأزمات بل لممارسة التأثير

إبراهيم درويش

لندن – «القدس العربي»: برز زبينغو بريجنسكي، مستشار الأمن القومي السابق في إدارة الرئيس جيمي كارتر داعيا للتعاون الأمريكي – الروسي في سوريا. وذكر بالكيفية التي اندلعت بها الحرب العالمية الأولى، فقد «بدأت بسلسلة من أعمال العنف الفردية التي تراكمت ووصلت إلى عمليات عسكرية لم يعد من الممكن التراجع عنها، وكان ينقصها الاتجاه الاستراتيجي أو الهدف. وما بقي أصبح تاريخا حيث خاضت القوى في أوروبا أربع سنوات من الذبح من أجل تحقيق أهداف طموحة حددتها القوى المنتصرة بأثر رجعي». هذا عن الحرب العالمية الأولى، فما علاقتها بالحرب الجارية في سوريا منذ خمسة أعوام تقريبا؟.

يرى بريجنسيكي أن هناك فرصة لمنع تكرار وتوسع الحرب المؤلمة التي انفجرت الآن في الشرق الأوسط وتحديدا في سوريا. ويشير إلى أنه دعم قرار الرئيس باراك أوباما عدم استخدام القوة في المأساة السورية «فاستخدام القوة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد – كما يدعو بعض أصدقائنا في الشرق الأوسط، غير مفهوم في غياب إجماع محلي حقيقي داعم له سواء في سوريا أو أمريكا. وأكثر من هذا، فالأسد ليس مجبرا على الاستجابة لإلحاح واشنطن كي يتنحى عن السلطة أو يخاف من هرج ومرج الولايات المتحدة التي تقوم بتنظيم مقاومة ديمقراطية ضد حكمه».

 

وعود الملف النووي

 

ويعتقد بريجنسكي أن الاتفاق النووي المهم الذي تم تحقيقه بسبب التعاون الأمريكي – الروسي وبمساعدة من القوى الأخرى أحيا الآمال بإمكانية حصول تعاون مماثل في الموضوع السوري وبدعم من روسيا والصين. ولكن موسكو قررت التدخل عسكريا واختارت عدم التعاون سياسيا أو تكتيكيا مع الولايات المتحدة الأمريكية – وهي الدولة الرئيسية المنخرطة في محاولات الإطاحة بنظام الأسد. ويرى بريجنسكي أن العرض العسكري في سوريا كان في أحسن حالاته تعبيرا عن العقم العسكري الروسي، وكان يهدف في أسوأ حالاته لإظهار العقم السياسي الأمريكي. وقد وضع التدخل الروسي مصداقية الولايات المتحدة ومستقبل الشرق الأوسط على المحك. ومن هنا لم يعد لدى الولايات المتحدة سوى خيار واحد إن أرادت الحفاظ على مصالحها الأوسع في المنطقة وهو إيصال رسالة واضحة لروسيا تطالبها بالتوقف عن ضرب المصالح التي تهم الولايات المتحدة هناك. في إشارة للغارات التي قالت واشنطن إنها استهدفت جماعات سورية تلقى الدعم من الأمريكيين. ويعترف الكاتب بأن لروسيا الحق كل الحق في دعم الأسد، ولكن أي تحرك جديد كالذي حصل في بداية الغارات يجب أن يؤدي إلى رد فعل انتقامي من الولايات المتحدة.

ويشير إلى أن القواعد العسكرية والوجود الجوي الروسي عرضة للهجمات ومعزولة جغرافيا عن روسيا الأم، ولهذا فمن السهل تفكيكها لو أصر الروس على استفزاز الولايات المتحدة. ومن الأفضل إقناع الروس للعمل مع الولايات المتحدة للبحث عن حل للمشكلة التي تتجاوز مصالح أمة بعينها. ولو حصل هذا فسيظهر نوع من التعاون العسكري والسياسي المحدود، والذي سيقود إلى تطورات جيو – سياسية إيجابية في المنطقة: انخراط بناء للصين لاحتواء مشاكل الشرق الأوسط.

 

دور صيني

 

ويعتقد المسؤول السابق أن الصين لديها مصالح مهمة تدفعها لمنع وقوع أزمات كبيرة في الشرق الأوسط. ويجب أن لا يقتصر اهتمام الصين على منع انتشار العنف، بل يجب والحالة هذه أن يكون لها تأثير إقليمي. ويشير إلى أن فرنسا وبريطانيا لن تستطيعا لعب دور حاسم في الشرق الأوسط، وتجد الولايات المتحدة أيضا صعوبة في لعب هذا الدور. فقد أصبحت المنطقة منقسمة بناء على الخطوط الإثنية والطائفية والجهوية والسياسية والدينية. ولن تحل هذه الرزمة من المشاكل إلا بدعم خارجي، ويجب أن لا يتخذ شكلا من أشكال التسيد الاستعماري الجديد. ومن هنا تحتاج الولايات المتحدة لسياسة ذكية وبصيغة جديدة تطبق على مشاكل المنطقة. وفي الوقت الذي قد تفضل فيه الصين الوقوف على الحياد وتقوم، فيما بعد، بجمع القطع المتناثرة لكن المشكلة تنبع من انتشار الفوضى الإقليمية وتمتد إلى وسط وشمال – غربي آسيا، وهو ما يعني تأثر كل من روسيا والصين، وكذلك مصالح الولايات المتحدة وأصدقائها «ولهذا فقد حان الوقت للجرأة الاستراتيجية».

ويعبر مقال بريجينسكي عن الدور الذي لعبته الأزمة السورية في انقسام العالم، فقد تحدث جون ماكين، السناتور الجمهوري عن حرب بالوكالة تجري اليوم بين روسيا والولايات المتحدة التي ستجد نفسها أمام تحد من روسيا وآخر لمواصلة الحرب على تنظيم الدولة. لكن العملية الروسية التي دخلت باسم مكافحة الجهاديين لم تصل طائراتها إليهم بعد، والسبب على ما يرى محللون هو محاولة لإحباط الجهود الأمريكية في شمال وجنوب سوريا.

 

مناطق آمنة

 

ويرى دبلوماسيون نقلت عنهم صحيفة «فايننشال تايمز» أن الضربة الروسية أدت لإحباط الجهود الأمريكية والحلفاء لإنشاء مناطق آمنة في شمال وجنوب سوريا. ونقلت عن دبلوماسيين قولهم إن المسؤولين الأمريكيين كانوا قد اقتربوا من اتفاق لفرض مناطق حظر جوي ضد النظام السوري يقوم على خطط تقدمت بها تركيا والأردن بداية العام الحالي. ويعتقد الكثير من المسؤولين أن قرب فرض المناطق هذه في الشمال والجنوب دفع موسكو إلى شن الغارات الجوية والتدخل العسكري الذي بدأ التحضير نهاية الشهر الماضي. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي أوروبي بارز قوله «السبب الرئيسي لما يحدث هو التركيز المتجدد على سوريا والحاجة لنوع من الحل السياسي، وهو ما اعتقدنا أننا سنحققه بفرض مناطق حظر جوي ومناطق آمنة»، إلا أن»أي أمل للتعاون مع الروس لإنجاز هذا، حتى في ضوء نشر القوات المفاجئ قد تلاشى». وبحسب جاستين برونك المحلل في المعهد الملكي للدراسات المتحدة في لندن «أصبحت القوات الروسية في وضع تجعل من فرض حظر جوي على الطريقة الليبية الذي فرضته الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها أمرا غير ممكن إلا في حالة استعد دول التحالف الدولي قصف المقاتلات الروسية». وأضاف أن «الروس لا يلعبون بفكرة تجنب التصادم في الجو ولكنهم يقولون: ابتعدوا عن طريقنا. وعليه فعمليات التحالف في سوريا ستكون معقدة من زاوية تقييم المخاطر ومن ناحية التخطيط للعمليات». وقالت الصحيفة إن مهام الاستطلاع ستتأثر وتصبح معقدة أكثر.

ونقل عن مسؤول في الحلف الأطلنطي أن المنظمة تتوقع رؤية «تكتيكات الحرب الباردة» وتلك الأسالييب التي استخدمتها روسيا مع دول بحر البلطيق. وترى الصحيفة أن منع دول التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من إنشاء مناطق آمنة مهم لموسكو. فمع تراجع مساحة المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري، خاصة في الأشهر الماضية فإن إنشاء مناطق حظر جوي وآمنة كان سيجبر النظام على التفاوض، مما كان سيؤدي لتراجع التأثير الروسي. وعليه فبعد التدخل الروسي، فأي عملية سياسية إن جرت ستجري بناء على الشروط التي تريدها موسكو. ويقول أليكس كوتشاروف المحلل الروسي في «أي أتش أس جينز» للاستشارات الدفاعية «تخدم العمليات العسكرية الروسية المصالح السياسية الكثيرة. ويضيف إن خطط الناتو والولايات المتحدة لإقامة مناطق حظر جوي تذكر بوتين بليبيا «فقد شعر بوتين بالصدمة للإطاحة بنظام القذافي» و «هناك دوافع شخصية لكل هذا».

 

واثق

 

ومن هنا فقد منح التدخل الروسي نوعا من الثقة للرئيس السوري الذي تحدث لقناة «الخبر» الإيرانية وأكد في حديثه على أهمية انتصار «التحالف» الذي تقوده روسيا ضد «تنظيم الدولة» وإلا دمرت كل المنطقة. وقال «إلى متى ستستمر هذه الحرب؟ هذه الحرب ستستمر حتى يهزم الإرهاب الشعب أو يهزم الشعب الإرهاب. ولهذا نعول كثيرا على التحالف وعلى التطورات الدولية». لكن الغارات الجوية لا تضرب «تنظيم الدولة» الذي واصل عمليات تدميره في تدمر ولكنها تستهدف جماعات المعارضة السورية، فهي لا تضرب الرقة أو دير الزور بل يحلق الطيران الروسي فوق إدلب وجسر الشغور. ودعت التطورات الجديدة في سوريا دول التحالف الغربي إلى التخطيط لعمل عسكري جديد.

 

حملة جديدة

 

وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن خططا يجري العمل عليها لفتح جبهة جديدة ضد التنظيم في شمال – شرقي سوريا. وتقول إن الرئيس أوباما وافق الأسبوع على خطوتين مهمتين من أجل بدء العملية في الأسابيع المقبلة. فقد أمر، ولأول مرة، البنتاغون لتقديم الأسلحة والذخيرة للمقاتلين السوريين. ووافق على زيادة الغارات الجوية من القواعد العسكرية في تركيا ضد «تنظيم الدولة». وترى الصحيفة أن هاتين الخطوتين تهدفان لتقوية 3.000-5.000 من المقاتلين العرب والذين سينضمون إلى مقاتلي الحماية الشعبية التابعين لحزب «الاتحاد الديمقراطي» للقيام بعملية مدعومة من الطيران ضد معقل «تنظيم الدولة» في مدينة الرقة، شرق سوريا. وتضيف الصحيفة أن التحضير للعملية جار حيث سيقوم مقاتلو المعارضة السورية بإغلاق شريط حدودي طوله 60 ميلا على الحدود مع تركيا من أجل قطع خطوط الإمدادات عن التنظيم. وأشارت لتعهدات الرئيس أوباما التي قال فيها إنه سيتخذ كل الإجراءات الضرورية لمواجهة التنظيم في العراق وسوريا. ويعتمد مدخل إدارة أوباما الجديد على المقاتلين العرب الذين تم التحقق من ملفات قادتهم. وأكد أوباما «الرسالة الأولى التي يجب أن يفهمها كل شخص هي أننا سنواصل ملاحقة تنظيم الدولة»، وأضاف «سنواصل العمل مع المعارضة المعتدلة».

ويقول المسؤولون البارزون في الإدارة أن العملية الجديدة تحمل الكثير من الوعود وقد تؤدي لتغيير دينامية المعركة على الأرض. ولكنها تأتي بعد عام من بدء الغارات الجوية ضد الجهاديين وأصبحت بعبارات رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي الشهر الماضي في حالة من «الجمود التكيتيكي». وأيا كان الهجوم فنتائجه مرتبطة بقدرة التنظيم الجهادي على المقاومة، خاصة أنه أثبت في عدد من المناسبات قدرة وتصميما على البقاء. وتشير الصحيفة إلى إن الحملة الأمريكية الجديدة في شمال – شرقي سوريا ستجري بعيدا عن الغارات الجوية الروسية التي تركز على الجماعات المعارضة للأسد. فالحملة الأمريكية الجديدة في الشمال ستركز على إضعاف سيطرة التنظيم في معقله الرقة، رغم أنه لا يزال يسيطر على الرمادي والموصل في العراق وتدمر في سوريا. وكان لويد أوستن، قائد القيادة المركزية قد ألمح الشهر الماضي لولادة استراتيجية جديدة حيث أكد أمام لجنة القوات المسلحة بأن الأشهر المقبلة ستشهد «ضغوطا على مناطق رئيسية في سوريا، مثل مدينة الرقة». وأضاف أن القواعد الجوية التركية أعطت الأمريكيين «القدرة على زيادة التركيز ووتيرة الهجمات على المناطق في سوريا وهو ما سيحرك بالتأكيد الأمور في العراق».

 

مصادقة

 

وكان الرئيس أوباما قد عقد اجتماعا لمجلس الأمن القومي حيث وافق على عدد من الملامح الرئيسية للاستراتيجية. وفي هذا الاجتماع صادق أوباما على الفكرة الرئيسية في الاستراتيجية، وهي دعم المقاتلين الأكراد والعرب لضرب الرقة وتقديم غطاء جوي لهم. وألمح جون كيري، وزير الخارجية إلى الخطوط المهمة في الاستراتيجية عندما التقى في الأمم المتحدة يوم الأربعاء بنظيره الروسي، سيرغي لافروف، حيث أكد على استمرار الولايات المتحدة في دعم المقاتلين المعادين لـ»تنظيم الدولة» في شمال – شرقي سوريا. وقال إن «تنظيم الدولة» «سيواجه ضغطا من عدة اتجاهات في ساحات المعركة في سوريا والعراق». وتقول الصحيفة إن فكرة الحملة العسكرية الجديدة نبعت من القتال في كوباني/عين العرب التي دخلها مقاتلو «تنظيم الدولة». ولم يتم إجبارهم على الخروج منها إلا بدعم جوي قدم لقوات الحماية الشعبية التي كانت على اتصال دائم مع القوات الأمريكية الخاصة في شمال العراق. ونجح التعاون بطرد التنظيم ليس من عين العرب/كوباني بل من مناطق واسعة تقع بين نهر الفرات والحدود مع العراق. وتم توسيع العملية الآن لتضم بالإضافة للقوات الكردية مقاتلين عرب جاء ضمهم لتخفيف القلق التركي من خطط الأكراد رسم دويلة لهم على حدود تركيا.

ويسمى الجزء العربي من القوة «التحالف العربي السوري» وهو تجمع من 10-15 فصيلا ويبلغ تعداده ما بين 3.000-5.000 مقاتل. وقام المسؤولون الأمريكيون بالتدقيق في ملفات قادة الفصائل للتأكد من أنهم يوافقون المعايير التي وضعها الكونغرس عندما وافق على ميزانية 500 مليون دولار لتدريب المعارضة السورية. ولا تهدف الحملة الحالية للسيطرة على مدينة الرقة بل عزلها وقطع خطوط الإمداد إليها. وكما وتهدف أيضا لتوسيع مجال الغارات الجوية التي تشارك فيها دول أخرى مثل فرنسا وأستراليا وتركيا. ومن خلال هذا سيتم توفير الحماية الجوية للجماعات السورية المعارضة لنظام الأسد. ولأن الخطة تم رسمها قبل الحشد الروسي في اللاذقية يقول المسؤولون إنها لن تتوقف بسبب الغارات الروسية وقد تلجأ الولايات المتحدة لمحادثات مع الروس لتجنب التصادم في الجو بين الطيران الروسي والأمريكي.

 

ياسين أقطاي مستشار رئيس الوزراء التركي لـ «القدس العربي»: روسيا ترتكب المجازر في سوريا والموقف الأمريكي «المتفرج» يزعجنا

طائرات تركية اعترضت مقاتلات روسية وأنقرة هددت بـ «تفعيل قواعد الاشتباك»

إسماعيل جمال

إسطنبول – «القدس العربي» : اتهم ياسين أقطاي المستشار والنائب السابق لرئيس الوزراء التركي روسيا بارتكاب المجازر في سوريا من أجل حماية نظام الأسد تحت ستار محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية»، مشددا على أن «الأسد أكثر إرهابا من داعش»، وأشار إلى أن الموقف الأمريكي «المتفرج» في سوريا يزعج ويقلق الحكومة التركية.

وقال أقطاي النائب في البرلمان التركي والمرشح للانتخابات المقبلة في تصريحات خاصة لـ «القدس العربي»: «التدخل الروسي في سوريا مرفوض، فسوريا لم تكن بحاجة إلى مزيد من القتل، الشعب السوري بحاجة إلى من يقدم له الحماية وليس القصف، وروسيا لم تتدخل من أجل الشعب وإنما من أجل انقاذ نظام الأسد الذي يواصل ارتكاب المجازر بحق شعبه».

وأضاف اقطاي الذي كان يشغل منصب نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم: «روسيا تساهم بذلك في الجرائم التي يرتكبها الأسد ولا تهدف سوى لحماية الأسد ومصالحها»، وعن الرؤية التركية للحل في سوريا، أوضح أن «تركيا مع أي جهود دولية تؤدي إلى إعادة الهدوء ووقف القتل من خلال إقامة دولة رشيدة تحترم إرادة الشعب».

وعن الموقف الأمريكي من التدخل الروسي قال اقطاي: «ان تكون أمريكا متفرجة أمام كل هذه التطورات فهو أمر مقلق ومزعج لتركيا، أنقرة لديها تفاهمات واتفاقيات مع واشنطن وتحالف استراتيجي، ولكن الصمت الأمريكي اتجاه ما يحدث في سوريا يضر بالثقة بين الدولتين».

وأكد أقطاي على أن «الجميع يتخذ من شعار مكافحة الإرهاب وتنظيم الدولة الإسلامية ستارا لتدخلاتهم في سوريا… تركيا ترى في استمرار نظام الأسد استمرارا لإنتاج الإرهاب»، قائلا: «بشار يتحجج بأنه يحارب داعش وهو إرهابي أكثر منه، وتقول روسيا إن هدفها محاربة داعش وتقصف المدنيين، حيث قتل أكثر من 200 مدني بقصف طائراتها»، معتبرا أن «روسيا ستحاكم من قبل الإنسانية على جرائمها في سوريا».

وعن الموقف الدولي من الأزمة السورية، قال اقطاي: «عار على روسيا والعالم والتحالفات الدولية استمرار الأزمة السورية حتى اليوم حيث قتل أكثر من 300 ألف إنسان… مستقبل سوريا لا يمكن أن يتحدد بوجود الأسد لأنه السبب المباشر لكل الجرائم هناك».

وفي رده على سؤال حول إن كان التدخل الروسي في سوريا يشكل تهديدا للأمن القومي التركي، أجاب اقطاي: «بالطبع، روسيا تتعاون مع تنظيمات كردية إرهابية، حيث تتعاون مع وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا التي تعتبرها تركيا تنظيما إرهابيا وامتدادا لحزب العمال الكردستاني والتي تحاول هي الأخرى السيطرة على مزيد من الأراضي السورية بحجة محاربة تنظيم الدولة».

وأوضح أقطاي أن بلاده تتواصل مع المجتمع الدول من أجل مناقشة تبعات التدخل الروسي، وتجري مباحثات مع السعودية وقطر ودول الخليج من أجل تنسيق المواقف، وقال: «التدخل الروسي في سوريا يزعج الجميع في المنطقة»، لافتا إلى أن بلاده تتخذ كل التدابير اللازمة في هذا الإطار.

وهدد رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، الاثنين، بأن بلاده ستفعل قواعد الاشتباك العسكرية أيا كانت الجهة التي تنتهك مجالها الجوي، وذلك بعد اعتراض طائرات حربية تركية مقاتلة روسية في المجال الجوي التركي فوق ولاية هطاي الحدودية، «وغادرتها باتجاه سوريا، بعد أن اعترضتها طائرتان حربيتان من طراز إف-16 من قواتنا الجوية»، بحسب السلطات التركية.

وقال في تصريحات تلفزيونية إن «قواعد الاشتباك لدينا واضحة أيا كانت الجهة التي تنتهك مجالنا الجوي»، مشيرا إلى أنه «وصلتنا اليوم معلومات من الجانب الروسي تفيد أن ما حدث لم يكن متعمدا، وتؤكد على احترام روسيا للحدود التركية، وعدم تكرار الواقعة مستقبلا».

وأضاف داود أوغلو: أن «القوات المسلحة التركية لديها أوامر واضحة. حتى لو كان طيرا محلقا فسيتم اعتراضه».

واستدعى وزير الخارجية التركية، فريدون سينيرلي أوغلو، السفير الروسي في أنقرة، وأبلغه احتجاج بلاده على انتهاك الطائرة الروسية للأجواء التركية، محذرا من تكرار حادثة الانتهاك.

ومنذ الجمعة الماضي، تشن الطائرات الروسية غارات جوية على مواقع لفصائل الثورة السورية وراح ضحيتها عشرات المدنيين بينهم نساء وأطفال، في حين قالت موسكو إنها تستهدف تنظيم «الدولة».

من جهته، أعلن أمين عام حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ينس شتولتنبرغ، أنه سيعقد اجتماعا طارئا لمجلس الحلف، في وقت لاحق (أمس)، لمناقشة «الانتهاكات الروسية للمجال الجوي التركي».

وقال، في بيان أصدره الحلف، الاثنين، «إن تصرفات روسيا لا تساهم في أمن واستقرار المنطقة، وأدعوها إلى الاحترام التام للمجال الجوي للناتو، وتجنب تصعيد التوتر مع الحلف». داعيا موسكو إلى «اتخاذ الخطوات اللازمة لمواءمة جهودها مع جهود المجتمع الدولي في مكافحة تنظيم داعش».

 

فصيل سوري معارض: إسقاط طائرة حربية في الغوطة الشرقية

محمد مستو

دمشق – «القدس العربي»: أسقطت المعارضة السورية، في غوطة دمشق الشرقية، طائرة حربية كانت تحلق فوق المنطقة وتقصفها، حسب فصيل مسلح معارض.

وأفاد بيان عن «فيلق الرحمن» أحد فصائل المعارضة في الغوطة، عبر حسابه في «تويتر» بـ «إسقاط طائرة حربية كانت تقصف المدنيين في الغوطة الشرقية، والبحث جار عن الطيار في منطقة المرج شرق الغوطة».

وأوضح محمد أبو عدي، المتحدث باسم «فيلق الرحمن» أن إسقاط الطائرة تم بواسطة الرشاشات الثقيلة من عيار 14,5 و23 لافتا أنه «بعد إصابة الطائرة ألقى الطيار بنفسه بواسطة مظلته، ويقوم مقاتلو المعارضة حاليا بالبحث عنه».

وأضاف أن الفيلق لا يملك صواريخ حرارية و لا منظومات دفاعية، وهو يلجأ للرشاشات الثقيلة، كوسيلة وحيدة للتصدي للطيران بالرغم من أن نسبة إصابتها للهدف منخفضة جدا.

 

اتفاق نهائي بين تنظيم «الدولة» و«غرفة عمليات القدم» في جنوب دمشق

ينص على وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وفتح الطرقات

أحمد الدمشقي

دمشق – «القدس العربي» : شهد حي القدم في العاصمة دمشق على مدار شهر كامل اشتباكات عنيفة بين عناصر من «تنظيم الدولة» وعناصر من «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام»، تخللها عدد من الهدن التي تم خرقها من الجانبين قبيل التوصل مؤخرا لاتفاق نهائي لوقف إطلاق النار.

وكانت الاشتباكات قد اندلعت عقب محاولة اغتيال الشيخ أبو مالك الشامي قائد فرع «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» في جنوب دمشق، بعد مفاوضات طويلة بين تنظيم «الدولة» و»الاتحاد الإسلامي» استمرت أشهرا، بهدف التوصل إلى هدنة طويلة بين الطرفين، حيث كان من المفترض عقد لقاء بين الأجناد و»تنظيم الدولة» في اليوم نفسه الذي وقعت فيه محاولة الاغتيال، وكانت المفاوضات لإبرام الهدنة مستمرة بغية فتح طريق للقدم إلى باقي مناطق جنوب دمشق، وبسبب انعدام تواجد أي كادر طبي في المنطقة، لكن بعد محاولة الاغتيال قام «الاتحاد الإسلامي» باعتقال المدعو أبو جنين، الذي اعترف أثناء التحقيق معه بتورط المدعو «أبو جعفر فروخ» المنتمي لجماعة الزمار الذي نفى بيعته لتنظيم «الدولة»، بالرغم من كل الدلائل التي تشير إلى ذلك، عندها توجه عناصر من «الاتحاد الإسلامي» لاعتقال الفروخ في القدم فرفض الفروخ تسليم نفسه وحصل اشتباك مع عناصر الأجناد ما أدى إلى إصابة الفروخ وهربه إلى حي العسالي التي أسعف منها للحجر الأسود معقل «تنظيم الدولة» في الجنوب، وهناك توفي إثر الإصابة وهو ما استدعى استنفار عناصر العسالي المبايعين لـ»تنظيم الدولة» وطلبهم المؤازرة من التنظيم، ما أدى إلى توسع الاشتباكات وانتشار الاعتقالات والقنص على عدة محاور في الحي، ووقوع عشرات الجرحى والقتلى من الطرفين.

ومنذ بدء الاشتباكات دخلت عدة وساطات على خط التهدئة، وبالفعل توصلت الأطراف إلى وقف لإطلاق النار، لكن تم خرقه في كل مرة من قبل الطرفين، ما دعى الطرفين إلى التهديد بالحرب المفتوحة لكن الوساطة الأخيرة نجحت في إقناع الطرفين بتوقيع وقف لإطلاق النار وتبادل الأسرى، بحسب الناشط محمود الشامي الذي يقول في تصريح خاص لـ «القدس العربي» أنه جوهر الاتفاق، وقد تم تبادل عدد من الأسرى بالفعل، ويضيف الشامي أن الاتفاق وقع بين «تنظيم الدولة» وغرفة عمليات مجاهدي حي القدم، التي تشكلت لمواجهة التنظيم في القدم والتي نفت أي ارتباط لها مع المجلس العسكري أو الائتلاف الوطني أو جهات خارجية أخرى، وتبرأت الغرفة بموجب الاتفاق من فعل قيادة «أجناد الشام» السابقة التي نكثت بالاتفاق المبدئي مع التنظيم، وتعهدت الغرفة بسحب مقاتليها من بلدات ببيلا ويلدا وبيت سحم خلال مدة أقصاها عشرة أيام، فيما وافق تنظيم «الدولة» على تأمين الطريق الرئيسي الواصل بين منطقة المادنية «أحد مكونات القدم بالإضافة للعسالي والجورة» ومنطقة يلدا، ودعا الاتفاق الأطباء إلى عدم التحريض والالتزام بعملهم، فيما تعهد الطرفان بعدم مؤازرة أي عمليات تستهدف الطرف الآخر على أن يتم حل الإشكالات الفردية عبر محكمة شرعية مع التأكيد على انسحاب عناصر تنظيم «الدولة» التي قدمت لمؤازرة عناصر العسالي إلى الحجر الأسود خلال مدة أقصاها عشرة أيام.

وعن الوضع الميداني بالنسبة لخريطة السيطرة في جنوب دمشق قال الشامي إن أقساما من مناطق القدم والعسالي والتضامن تحت سيطرة تنظيم «الدولة» بالإضافة إلى منطقة الحجر الأسود المعقل الرئيسي للتنظيم، فيما تسيطر «جبهة النصرة» على معظم مخيم اليرموك.

وتقع منطقة المادنية التابعة للقدم تحت سيطرة «الاتحاد الاسلامي لأجناد الشام» الذي اغتيل قائدها واشتبه بمحاولة اغتياله المدعو زمار، لكنه عاد لاحقا ليعلن انتسابه وجماعته للأجناد.

فيما تقاسم عدد من الفصائل الأخرى السيطرة على باقي مناطق الجنوب الذي يعاني من هول الحرب الطاحنة التي يشنها النـظام عليه وتزداد محنه يوما بعد يوم بسـبب انتـشار الاقتتال الداخلي بين الفصـائل أحيـانا وبـين الفصائل وتنـظيم «الدولةـ» الذي يـسيطر على مساحة كبيرة قريبة من مدخل العاصمة دمشق.

 

انفجار في القامشلي والقوات الكردية تستهدف المدنيين في حلب

القامشلي_وفا مصطفى

هزّ انفجار عنيف، مساء اليوم الإثنين، المربّع الأمني وسط مدينة القامشلي شمال شرقيّ سورية، مما أدى إلى سقوط قتلى في صفوف قوات النظام، بينما واصلت القوات الكردية في حيّ الشيخ مقصود في حلب، استهداف المدنيين، على طريق الكاستيللو.

وقال الناشط الإعلاميّ، أبو جاد الحسكاوي، في تصريح لـ”العربي الجديد”، إنّ “انفجاراً ضخماً وقع مساء اليوم، في محطة محروقات الكازية العسكرية، وسط المربع الأمني في مدينة القامشلي، موقعاً عدداً من القتلى في صفوف قوات النظام”.

وبحسب الحسكاوي، فإنّ “عناصر الإطفاء التابعين لوحدات حماية الشعب الكردية، سارعوا إلى إخماد الحريق داخل المربع الأمني الواقع تحت سيطرة النظام”.

أمّا في حلب، فأوضح الناشط الإعلاميّ، منصور حسين، لـ”العربي الجديد”، أنّ “رئيس ورشة كهرباء الحيدرية في الإدارة العامة للخدمات، أصيب مساء اليوم، برصاص عناصر وحدات حماية الشعب الكردية، على طريق الكاستيللو، وذلك أثناء ذهابه إلى منزله في منطقة عين التل، حيث أصيب ثلاثة مدنيين آخرين برصاص الجهة نفسها”.

وبحسب حسين، فإنّ “مقاتلي لواء صقور الجبل، قاموا بالتعاون مع لواء السلطان مراد، بتفكيك سيارة مفخخة في حي الصاخور، يعتقد أنّها مرسلة من قبل حزب العمال الكردستاني”.

وكان عناصر القوات الكردية قد استهدفوا، فجر اليوم، سيارة تابعة لتجمّع “فاستقم كما أُمرت”، بعدما تسللوا إلى طريق الكاستيللو، مما أدى إلى إصابة خمسة من مقاتلي التجّمع.

وفي سياق متصل، أعلن تجمّع صقور الغاب عن استهداف مقاتليه، بالاشتراك مع “لواء شهداء المجد”، مواقع وتجمعات قوات النظام في مدينة مورك في ريف حماة الشمالي، مما أسفر عن انفجار مستودع ذخيرة، ووقوع إصابات، في وقت استهدفت فيه “جبهة النصرة”، رتلاً للنظام، قرب قرية الكافات، على أوتستراد حماة/سلمية، مما أدى إلى تدمير سيارة للأخير ومقتل نحو عشرة من عناصره.

إلى ذلك، أكّد الناشط الإعلاميّ، بيبرس التلاوي، في تصريح لـ”العربي الجديد”، أنّ “طيران النظام الحربيّ شنّ، اليوم، أكثر من أربعين غارة، على مدينة تدمر في ريف حمص الشرقيّ، موقعاً عشرات الجرحى”.

وكانت مدينة تدمر، الواقعة تحت سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، قد تعرّضت مؤخراً، لحملة قصف جويّ عنيفة، خلّفت عشرات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، فضلاً عن دمار كبير في البنى التحتية.

 

النازحون الى الساحل يرفضون العودة إلى قراهم

أسعد أحمد العلي

تنشغل وسائل إعلام النظام، في الوقت الحالي، بترويج فكرة منح المجتمعات الريفية قروضاً صغيرة مُيسّرة دون فوائد، بهدف تحسين دخل الأسرة، وتمكينها اقتصادياً. ويُطبق المشروع حالياً في خمس محافظات، تقع ضمن “سوريا الصغرى” وهي اللاذقية وطرطوس وحمص وحماة والسويداء ودمشق.

 

الدعاية القوية التي يحظى بها المشروع، تعود أسبابها الحقيقية إلى رغبة النظام في إغراء النازحين إلى الساحل، كي يعودوا إلى قراهم التي استرجعتها قوات النظام من قبضة المعارضة.

 

التخوف من انفجار الوضع ضمن مدينة اللاذقية، والتغيير الديموغرافي الذي أحدثه وجود النازحين السُنّة، وازدياد عددهم بحيث بات يفوق طاقة المحافظة خدمياً، دفع النظام لاتخاذ اجراءات احترازية سريعة للسيطرة على الوضع. فكانت الخطوة الأولى بالتوقف عن استقبال المزيد من النازحين، وخاصة أهالي إدلب الذين فروا إلى اللاذقية بعد تحريرها في آذار/مارس 2015، وصدرت القرارات بتوجيههم نحو محافظة حماة، لتعاد الكرة حتى مع الفارين من سهل الغاب، الذين تم حصرهم ضمن مناطق المرشديين في قرى ريف اللاذقية.

 

يصر العلويون النازحون من قرى ريف اللاذقية الشمالي، على البقاء في مركز الإيواء المخصص لهم ضمن إحدى المدارس في حي الدعتور ذي الغالبية العلوية. وعلى الرغم من استعادة النظام لمجموعة قرى كانت قد سيطرت عليها المعارضة صيف 2013، وإلحاحه في دعوة أبنائها للعودة إلى قراهم واستئناف حياتهم فيها، إلا أن أبناء هذه القرى يرفضون عرضه، بحجة عدم استقرار عامل الأمان، والخوف من اشتعال المعارك هناك من جديد. فالأهالي متأكدون من أن “الإرهابيين” لن يهدؤوا، حتى يستعيدوا هذه القرى التي ما زالت واقعة تحت مرماهم. وزاد تخوف الأهالي مع التدخل الروسي الذي سيحرض الجهاديين للقدوم إلى تلك المناطق، ومهاجمة القطع الروسية القريبة من قرى العلويين، إن لم يكن بالسيارات المفخخة، فبالصواريخ.

 

لم تقتصر حالة رفض العودة على العلويين فحسب، فالأرمن النازحون من منطقة كسب هرباً من المعارك التي جرت عام 2014، اتخذوا الموقف ذاته، رغم نجاح قوات النظام في استعادة هذه المنطقة بسرعة لافتة، وهرولة سلطاته التنفيذية لتأمين احتياجات كسب اللوجيستية من جديد لبث الحياة فيها. إلا أن سكان كسب رفضوا العودة أيضاً، فقرر جزء منهم البقاء ضمن “كيدون الأرمن” وسط مدينة اللاذقية، وهو تجمع قديم للأرمن احتضن النازحين من أرمن حلب وكسب. وحين غامرت قلة قليلة بالرجوع، صُدمت بفوضى عارمة، وحالات سرقة مرعبة اجتاحت البيوت هناك أثبتت مخاوفهم. فاتهم الأرمن ميليشيات “الدفاع الوطني” بتنفيذ عمليات “تعفيش” واسعة. وبات “التعفيش” مهمة تشتهر بها “الدفاع الوطني” وتتمثل بسرقة محتويات المنازل والمؤسسات ضمن أية منطقة تعود إلى سيطرة النظام من جديد، وتعتبر مكافأة للمقاتلين العلويين لوقوفهم إلى جانب النظام في ميدان الحرب، والاكتفاء بدخل زهيد.

 

النازحون من منطقة الحفة السنية بريف اللاذقية الشمالي الشرقي، والتي شهدت معارك في العام 2012، امتنعوا عن العودة، بسبب استحالة العيش إلى جانب قوات النظام. فالنظام لن يترك ذوي الشبان الذين حملوا السلاح ضده يعيشون بأمان وسلام بعد فرار ابنائهم. وهذه المجموعات من النازحين إلى اللاذقية، لم تشكل ضغطاً على النظام، نظراً لامتناعهم عن الإقامة ضمن مراكز الايواء، حالهم كحال سكان بعض القرى العلوية الواقعة على خطوط التماس. فعندما تجلس في قرية صلنفة التي نالت حظها أيضاً من صواريخ المعارضة، يُمكنك أن تسمع بوضوح أصوات المعارك الدائرة في الجبال المجاورة، الأمر الذي يرفض العديد من سكان القرية التعايش معه، فينزحون إلى مدينة اللاذقية، مفضلين الاستقرار فيها ريثما تفرج الأحوال.

 

تبادُل اتهامات غير معلن حصل بين النازحين من هذه المناطق، وخاصة العلويين من قرى الريف الشمالي، وبين الجهات المشرفة على العمل الإغاثي، الذي يسيطر عليه النظام. فالنظام يتهم هذه الفئات بالاستماتة للبقاء ضمن مراكز الإيواء كي لا يحرموا من السلة الغذائية المقدمة لهم، مع الاستفادة من الميزات الصحية، والحملات المختلفة التي تقوم بها الأمم المتحدة. ويؤكد عاملون في المجال الإغاثي، أن كثيراً من المزارعين النازحين من ريف اللاذقية الشمالي، يذهبون يومياً إلى قراهم لحراثة أرضهم وزراعتها، وجني المحاصيل وبيعها في السوق، ثم يعودون للنوم في مركز الإيواء، متسائلين عما جاءهم من تبرعات. اتهامات ينفيها النازحون نفياً قاطعاً، مؤكدين أن النظام لم ينفذ شيئاً من وعوده الفارغة بإعادة ترميم منازلهم والمرافق اللازمة لحياتهم في الريف. وأشار بعضهم إلى أن النظام يختصر الحصص الغذائية المخصصة لهم، ليوزعها بدوره على الكتائب العاملة لصالحه. سجال لم يخض فيه أرمن كسب، الذين اختصروا الطريق، واتخذ قسم كبير منهم القرار بالرحيل عن سوريا دون رجعة.

 

هذه الأسباب دفعت النظام من خلال جهات إغاثية وإعلامية تابعة له، للترويج لفكرة تخصيص مبلغ مئة وخمسين ألف ليرة سورية (حوالى 400 دولار) تُعطى للنازحين على شكل قرض مديد مريح الأقساط، شرط العودة إلى قراهم والاستقرار فيها، وبدء مشروع حقيقي يعينهم في تمكين هذه الخطوة. الأمر الذي اعتبره النازحون مجرد دعابة، نظراً لهزالة المبلغ، ومحدودية إمكانية التصرف به.

 

أما نازحو حلب، الذي يشكلون العبء الأكبر على النظام في اللاذقية، فلا تظهر بوادر عودة بالنسبة لهم، نظرا لاستحالة استعادة النظام للقرى التي نزحوا عنها، واستمرار تبعيتها لقوى المعارضة حتى الآن، فتراهم مستسلمين لقدرهم، باحثين عن مخصصاتهم من المعونات، مع سعيهم لتأمين مصدر رزق يساعدهم على توفير متطلبات حياتية لا تنتهي. لكن تنفيذ بعض الضربات الروسية في هذه المناطق، أعطى النظام بارقة أمل في إمكانية تطبيق السيناريو ذاته على نازحي حلب، وإن لم يكن في المستقبل القريب.

 

لافروف: إذا كان هناك “جيش حر” مستعدون للتحاور معه

اعتبرت موسكو، على لسان وزير حارجيتها سيرغي لافروف أن الجيش السوري الحر محض وهم لا وجود له. وأكد لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع وزير خارجية لاوس ثونجلون سيسوليث، على استعداد موسكو لإقامة اتصالات مع الجيش الحر في سوريا، “إن وجد هذا التنظيم على الأرض بالفعل”.

 

وقال لافروف: “على الأقل طلبت من وزير الخارجية الأميركية جون كيري تقديم معلومات ما، حول مواقع هذا الجيش السوري الحر وقادته. ولم يقل أحد لنا أين يعمل هذا الجيش السوري الحر، أو أين، وكيف تعمل وحدات أخرى، مما تسمى بالمعارضة المعتدلة. بينما نحن على استعداد لإقامة اتصالات مع الجيش الحر، إذا كان هو بالفعل جماعة مسلحة من المعارضة الوطنية وتملك قدرات معينة وتضم سوريين”.

 

من جهة ثانية اعتبر لافروف أن مسألة الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد ستكون خرقاً صارخاً لقرار مجلس الأمن الدولي، ومقررات “جنيف 1”. معتبراً ما يصدر في الآونة الأخيرة عن بعض عواصم العالم حول ضرورة حل النزاع عسكرياً، في حال استمرار الوضع على ما هو عليه، بأنه دعوة واضحة لانتهاك القانون الدولي.

 

وأشار لافروف إلى أن الاتصالات مستمرة بين روسيا وواشنطن بشأن العملية الجوية الروسية في سوريا. لافتاً إلى أن تصريحات صادرة عن الولايات المتحدة ودول أوروبية تؤكد ضرورة مكافحة “داعش”، وبأنه سمع في هذا السياق “تقييمات إيجابية” للقرارات التي اتخذتها موسكو تلبية لطلب القيادة السورية.

 

وكانت تركيا قد سجلت خرقاً لمجالها الجوي ظهر الاثنين من قبل مقاتلة روسية غادرت المجال الجوي التركي باتجاه الأراضي السورية. واستدعت وزارة الخارجية التركية السفير الروسي لدى أنقرة وسلمته مذكرة احتجاج على هذا الحادث. وحذرت أنقرة من أن الجانب الروسي سيتحمل مسؤولية المخاطر التي قد تترتب في حال تكرار تلك الحوادث.

 

وكانت السفارة الروسية لدى أنقرة قد أكدت صحة ما أعلنه الجانب التركي بشأن خرق المجال الجوي التركي فوق أراضي ولاية هاتاي، وتحديداً في قضاء يايلاديغي، الذي وقع في الساعة 12.08 يوم 3 أكتوبر/تشرين الأول. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحافيين، إن أنقرة استدعت السفير الروسي لديها وسلمته مذكرة احتجاج على خرق مزعوم للمقاتلات الروسية، للمجال الجوي التركي، وقال إن “موسكو ستقوم بالتحقق من بعض المعلومات التي وردت على لسان أنقرة بهذا الشأن”.

 

من جهته، أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن قنوات الاتصال مع روسيا مفتوحة. وأكد عبر مقابلة مع التلفزون التركي أن روسيا أبلغت أنقرة بأن خرقاً للأجواء التركية قد حصل عن طريق الخطأ ولن يتكرر.

 

في السياق، قال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، إن روسيا تعمل على تصعيد الحرب الأهلية في سوريا باستهداف المعارضة المعتدلة. معتبراً جهود موسكو لدعم الرئيس السوري بشار الأسد أشبه بربط نفسها بسفينة غارقة.

 

أردوغان في بروكسل..نقل آمن للاجئين مقابل تشديد الرقابة التركية

تنتظر العاصمة البلجيكية بروكسل الإثنين، انعقاد إجتماع يضم كل من الرئيس التركي رجب الطيب أدورغان وكبار المسؤولين في الإتحاد الأوروبي، لبحث عدد من القضايا الموضوعة على جدول أعمال الزيارة المقرر أن تستمر ليومين.

 

وتأتي قضية اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين في أولويات القضايا موضع البحث، إضافة إلى مسألتي العنف المتصاعد في تركيا والانتخابات البرلمانية التركية، التي من المقرر أن تبدأ في الخارج ابتداءً من مطلع الشهر المقبل.

 

مصادر أوروبية ذكرت أنه من المفترض أن يفضي الاجتماع في بروكسل إلى جملة من الاتفاقات، التي قد تشكل بداية لإذابة جليد العلاقة بين تركيا ودول الاتحاد، بعد انتقادات عديدة  طالت حكومة أردوغان الطامحة لدخول مجلس الاتحاد.

 

ومن المفترض أن يفضي الاجتماع إلى التفاهمات والالتزامات الموجبة للطرفين، على أن توضع خطة عمل مشتركة توافق بموجبها دول الإتحاد الأوروبي على استقبال نصف مليون لاجئ من تركيا بضمان عبورهم الآمن بعيداً عن المهربين.

 

في المقابل تعزز تركيا من جهودها الأمنية لضبط حدودها مع دول الاتحاد، من خلال التعاون مع حرس السواحل اليوناني، والقيام بدوريات مشتركة لمكافحة ظاهرة المهربين في منطقة شرق بحر إيجة. ويجري ذلك بالتنسيق من جهاز حماية الحدود في الاتحاد الأوروبي.

 

واستهل الرئيس التركي زيارته إلى بروكسل، بلقاء نظمته جمعية الديموقراطيين الأتراك في أوروبا. وأشار أردوغان خلال كلمة ألقاها في ساحة ستيفاني بالعاصمة البلجيكية، الأحد، أن أنقرة لن تعيد اللاجئين السوريين إلى بلادهم. وقال “لا يمكن أن نعيد الأبرياء إلى أرض تهطل فيها البراميل المتفجرة من السماء”.

 

وأشار أردوغان أن بلاده استقبلت 220 ألف لاجئ من كوباني وحدها، عاد منهم ما بين 80-90 ألفاً ولازال الباقي في تركيا، وأضاف “رغم ما قدمناه للاجئين القادمين من كوباني إلا أنَّ بعض الأطراف أطلقت افتراءات كاذبة تمسُّ تركيا وتمسني”.

 

يشار إلى أن معظم مسؤولي الاتحاد الأوروبي يرون في تركيا شريكاً قادراً على لعب دور أساسي وبارز في حل قضية اللاجئين، والمهاجرين غير الشرعيين، حيث تستضيف تركيا ما يقارب 2 مليون لاجئ سوري إضافة إلى اللاجئين العراقيين. وتشكل السواحل الغربية لتركيا منطلقاً لمعظم عمليات التهريب إلى الجزر اليونانية، التي تعتبر بوابة الدخول إلى دول أوروبا الغربية، حيث يرى معظم اللاجئين فيها ملاذاً آمناً، من شأنه أن يبعد عنهم شبح الحرب القاتلة في بلادهم.

 

الاكراد يوقعون على عريضة تطالب “رويترز” بطرد مصورها

نشر ناشطون وإعلامييون سوريون، من مدينة كوباني، عريضة تطالب وكالة “رويترز” العالمية بطرد مصورها في مدينة حلب عبد الرحمن اسماعيل، على خلفية مشاركته في تظاهرة وصفوها بالـ”عنصرية” في حلب أخيراً، رفع فيها لافتات بشعارات موجهة ضد حزب “العمال الكردستاني”.

وجاء في نص العريضة التي تم نشرها عبر السوشيال ميديا أمس: ” عبد الرحمن اسماعيل، تمتلئ صفحته في فايسبوك بالكذب والفتن والافتراءات ضد الكرد، وأيضاً هو ينظم ويشارك في تظاهرات بشعارات تدعو للفتنة والقتل ويرفع أعلام جبهة النصرة أو يتظلل بها، ولعل لافتة PKK عرصات وغيرها من المنشورات العنصرية، الطائفية التي يتبرئ منها العرب قبل الكرد”.

وأكمل البيان: “نطالب وكالة رويترز بطرد المدعو عبد الرحمن اسماعيل كونه قبل كل شيء ينتهك كل أخلاقيات المهنة وقيمها كإعلامي، وكونه يعمد على اثارة الفتن بين المكونات السورية”.

وتستند العريضة إلى نشاط اسماعيل الإعلامي مع المواقع الإسلامية الناشطة في الشمال السوري، وإلى ما ينشره في صفحاته عبر السوشيال ميديا، حيث “ينشر العشرات من صوره او صور زملائه وهم يرفعون أعلام جبهة النصرة أو تنظيم داعش، وصوراً أخرى لمشاركات يشارك فيها ترفع العديد من الشعارات العنصرية ضد الأكراد وتدعو الى القتل والذبح”.

 

روسيا و«إسرائيل» تبدأن مباحثات للتنسيق العسكري في سوريا

قال ضابط عسكري إسرائيلي إن وفدا عسكريا روسيا رفيعا سيزور «إسرائيل»، اليوم الثلاثاء، لإجراء مباحثات على مدى يومين بشأن السبل التي يمكن بها للبلدين تفادي وقوع اشتباك غير مقصود بين قواتهما أثناء القيام بعمليات في سوريا.

 

وسيرأس الوفد الروسي النائب الأول لرئيس هيئة الأركان العامة «نيكولاي بوجدانوفسكي» الذي سيلتقي بنظيره الإسرائيلي نائب رئيس هيئة الأركان الميجر جنرال «يائير جولان».

 

وقال الضابط الإسرائيلي أمس الإثنين «سيلتقي الرجلان في مقر القيادة العسكرية في تل أبيب في إطار الزيارة التي تستمر يومين للوفد العسكري الروسي لإسرائيل، سوف يناقشون بين أشياء أخرى قضايا التنسيق الإقليمي».

 

وبعد لقاء الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» ورئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» قال ضابط عسكري إسرائيلي طلب عدم ذكر اسمه إن البلدين سيركزان على العمليات الجوية في سوريا و«التنسيق الكهرومغناطيسي».

 

ويبدو أن الموضوع الأخير إشارة إلى اتفاق الجانبين على ألا يشوش كل منهما على الاتصالات اللاسلكية للآخر أو نظمه لتعقب الرادار وابتكار وسائل لتحديد هوية قوات كل طرف لتفادي أي صدام غير مقصود في خضم المعارك.

 

وقال الضابط الإسرائيلي إن «إسرائيل» وروسيا ستنسقان أيضا العمليات البحرية قبالة ساحل سوريا على البحر المتوسط حيث توجد لموسكو قاعدة بحرية كبيرة.

 

وفي حديث مع شبكة تلفزيون «سي.إن.إن» يوم الأحد شرح نتنياهو أهداف «إسرائيل» من التنسيق مع الروس وقال: «أنا ذهبت إلى موسكو لأوضح أنه يجب علينا تفادي الصدام بين القوات الروسية والقوات الإسرائيلية».

 

وقال: «في سوريا حددت هدفين. هما حماية أمن شعبي وبلادي. ولروسيا أهداف مختلفة. ولكن يجب ألا يصطدما».

 

وكانت «إسرائيل» هاجمت القوات المسلحة السورية و«حزب الله» اللبناني حليف دمشق أثناء الحرب الأهلية الدائرة رحاها منذ أكثر من أربعة أعوام في سوريا، وتقول «إسرائيل» إنها تحمل الحكومة السورية المسؤولية عن أي امتداد للعنف.

 

وفي 27 من سبتمبر/أيلول هاجمت «إسرائيل» أهدافا للجيش السوري في مرتفعات الجولان انتقاما من إطلاق صواريخ عبر الحدود، وفي أغسطس/آب نفذت «إسرائيل» أعنف قصف منذ بدء الحرب فقتلت نشطاء فلسطينيين ردا على إطلاق نيران عبر الحدود.

 

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» والرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» اتفقا في 21 سبتمبر/أيلول على إنشاء فرق مع تعزيز موسكو لدعمها العسكري لرئيس النظام «بشار الأسد».

 

وتخشى «إسرائيل» أن يؤدي الحشد العسكري الروسي الذي يشتمل على طائرات حربية ووحدات متطورة مضادة للطائرات إلى اشتباك بين القوات الروسية وقواتها فوق سوريا.

 

«ناتو»: انتهاك روسيا لأجواء تركيا «غير مقبول» .. وأنقرة تهدد بتفعيل قواعد الاشتباك

انتقدت الولايات المتحدة وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي (ناتو) روسيا، اليوم الإثنين، لانتهاكها المجال الجوي التركي على الحدود مع سوريا، فيما هددت أنقرة بالرد إذا تكرر هذا الاستفزاز، وهو ما أثار احتمال وقوع صدام مباشر بين البلدين العدوين في الحرب الباردة، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.

 

واستدعى حلف الأطلسي، اليوم، سفراء دوله الـ 28 الأعضاء لاجتماع طارئ للرد على ما سماه الأمين العام «ينس ستولتنبرج» «انتهاكات غير مقبولة للمجال الجوي التركي».

 

وقبل عقد الاجتماع، دعا «ستولتنبرغ» روسيا إلى «احترام المجال الجوي للحلف الأطلسي وتفادي تصعيد حدة التوتر مع الحلف» في حين أن العلاقات متوترة أصلا بين موسكو والأطلسي بسبب الأزمة في أوكرانيا.

 

وأكد في بيان أن «تحركات روسيا» في سوريا «لا تساعد في أمن واستقرار المنطقة».

 

وقالت وزارة الخارجية التركية، اليوم، إن طائرة حربية روسية انتهكت المجال الجوي التركي قرب الحدود السورية، وهو ما دفع السلاح الجوي إلى إرسال طائرتين من طراز «إف 16» لتعقبها، واستدعاء السفير الروسي للاحتجاج.

 

ردود الفعل التركية

وقالت تركيا، التي لها ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي، إن الطائرة الروسية دخلت المجال الجوي التركي جنوبي إقليم هاتاي، يوم السبت.

 

واستدعت تركيا سفير موسكو للاحتجاج على هذا الانتهاك، وقالت إن روسيا «ستكون مسؤولة عن أي واقعة غير مرغوب فيها قد تحدث» إذا تكرر الاستفزاز.

 

وتحدث وزير الخارجية التركي، «فيريدون سينيرلي أوغلو»، مع نظيره الروسي، «سيرغي لافروف»، وكذلك الشركاء الرئيسيين في حلف الأطلسي.

 

من جانبه، قال رئيس الوزراء التركي، «أحمد داود أوغلو»، إن روسيا أبلغته أن الانتهاك كان «خطأ» لن يتكرر.

 

وقال في مقابلة مع قناة «خبر ترك» التلفزيونية التركية: «قواعد تركيا الخاصة بالاشتباك تنطبق على كل الطائرات سواء كانت سورية أو روسية أو من مكان آخر. وسوف نتخذ الخطوات الضرورية ضد من ينتهك حدود تركيا حتى لو كان طائرا».

 

وأضاف قوله: «بالنسبة لروسيا التي تعارض منذ وقت طويل التدخل الأجنبي في سوريا وأحبطت قرارات لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فإن تدخلها النشط ينطوي على تناقض وتحرك أدى إلى تصعيد الأزمة».

 

وحتى الآن، لم يصدر عن روسيا رواية علنية عن الأحداث.

 

وقال المتحدث باسم الكرملين، «دميتري بيسكوف»، إنه تم استدعاء السفير الروسي، مضيفا: «بعض الحقائق ذُكرت عندئذ، ويجري التحقق منها».

 

ولم يذكر تفاصيل أخرى.

 

وكان الطيران الروسي شن الأسبوع الماضي غارات جوية في سوريا. وزعمت موسكو أن هذه الضربات موجهة فقط إلى تنظيم «الدولة الإسلامية»، لكن أنقرة وحلفاءها الغربيين يتهمون موسكو بتركيز هجماتها على قوات «المعارضة المعتدلة» المعارضة لـ«بشار الأسد».

 

واشنطن تعتبره عملا ”طائشا“

في واشنطن، نبّه وزير الخارجية الأمريكي، «جون كيري» إلى أن «توغّل» مقاتلة روسية في الأجواء الجوية التركية كاد يتسبب بتصعيد خطير.

 

وقال «كيري»، الذي يزور تشيلي: «نحن قلقون للغاية حيال ما حصل؛ لأنه لو أن تركيا ردت بموجب حقوقها، لكان ذلك تسبب بإسقاط الطائرة».

 

وقال الوزير الأمريكي إن نظيره التركي تحدث إليه هاتفيا عن الواقعة يوم السبت، لافتا إلى أنه ناقش الواقعة مع وزير الدفاع «آش كارتر» ومستشارة البيت الأبيض للأمن القومي «سوزان رايس».

 

وأضاف أنه منذ ذلك الحين أجرى محادثات دبلوماسية مكثفة لضمان ألا يحدث تصادم غير متعمد بين الطائرات الروسية وطائرات التحالف فوق سوريا.

 

وتابع: «هذه المحادثات أصبحت الآن أكثر كثافة وسنرى قريبا جدا هل يمكن نزع فتيل هذا الأمر».

 

وقال «مارك تونر» من وزارة الخارجية الأمريكية في تصريحات للصحفيين يوم الإثنين «بصراحة نعتبر هذا التوغل عملا طائشا».

 

مرتزقة روس حاربوا في أوكرانيا يقاتلون إلى جانب «الأسد» في سوريا

مقابل 50 دولارا في اليوم الواحد

فتحي التريكي

وفقا للأدميرال «فلاديمير كومويديف» رئيس لجنة الدفاع في البرلمان الروسي، فإن مرتزقة روس سبق أن أثبتوا مهارتهم القتالية في أوكرانيا من المرجح أن يسافروا إلى سوريا للقتال بجانب قوات رئيس النظام السوري «بشار الأسد».

 

وأكد الأدميرال أن «مجموعة من المرتزقة الروس سوف تظهر في صفوف الجيش السوري كمشاركين في القتال»، وفقا لما نقلته وكالة أنباء «إنترفاكس» الروسية.

 

وسبق أن أكد الكرملين أن روسيا ليس لديها خطط حالية لنشر قوات برية إلى سوريا، وسوف تقتصر مشاركتها على تنفيذ غارات جوية لدعم الجيش السوري بدلا من ذلك. ولكنه لم يتحدث سلفا عن إمكانية نقل متطوعين أو مرتزقة يقاتلون في سوريا.

 

وكان «كومويديف» يعلق على تقارير إعلامية غير مؤكدة تفيد بأن بعض المرتزقة الروس الذين قاتلوا في السابق الى جانب الانفصاليين المدعومين من الكريملين في شرق أوكرانيا قد تم رصدهم يقاتلون بجوار الجيش السوري.

 

ونقلت «إنترفاكس» تقارير عن وسائل إعلام لم تسمها تؤكد أن هؤلاء المرتزقة سيتقاضون أجرا يبلغ 50 دولارا في اليوم الواحد.

 

وجاءت تصريحات «كومويديف» في أعقاب تصريحات سبق وأن أدلى بها «رمضان قديروف»، رئيس جمهورية الشيشان الروسية الداخلية، الذي قال لمحطة روسية داخلية أنه مستعد لإرسال القوات الشيشانية إلى سوريا لتنفيذ عمليات خاصة إذا طلب الرئيس الروسي «فلاديمير يوتين» الأمر.

 

كما أثار احتمال استخدام الأسطول الروسي في البحر الأسود في فرض الحصار على الساحل السوري إذا لزم الأمر، أو في قصف الجماعات الإسلامية المسلحة على الأراضي السورية. رغم أنه أكد أنه لا حاجة حاليا لاستخدام نيران القوات البحرية لأن المتطرفين يتمركزون داخليا في عمق الأرض، وفقا لقوله.

المصدر | الخليج الجديد + هآرتس

 

خبراء: موسكو تنظر لـ«الأسد» كـ«حليف مؤقت» وتبحث عن خليفة «عسكري» له

قال 3 خبراء روس، وخبيرة أمريكية، إن موسكو تدرك أن بقاء رئيس النظام السوري «بشار الأسد» في الحكم شيء «مؤقت»، وأنه سينتهي بالنسبة لها بمجرد ضمان مصالحها، وأنه سيكون هناك حل سياسي للأزمة في نهاية المطاف.

 

غير أن أحد الخبراء الروس الذين يعدون من المقربين من حكومة بلادهم، توقع أن يكون البديل الذي تبحث عنه موسكو لـ«الأسد»، جنرال من داخل جيش النظام السوري يجري البحث عنه من جانب موسكو لكي يتم تصعيده الفترة المقبلة بما يضمن مصالحها مستقبلا، فيما شككت الخبيرة الأمريكية في وضوح الرؤية الروسية لمرحلة ما بعد «الأسد»، مشيرة إلى إمكانية سقوط روسيا في «المستنقع» السوري على غرار ما حدث لها من قبل في أفغانستان.

 

ونقلت وكالة «الأناضول» عن «نيكولاي سوركوف»، أستاذ مشارك بمعهد موسكو للعلاقات الدولية (حكومي روسي)، قوله، إن «خطوة رحيل الأسد متوقعة من جانب الكرملين، والسيناريو المتوقع هنا إما أن يكون هناك حكومة انتقالية أو انتخابات رئاسية جديدة فورية، لكن تخميني هو أن بديل الأسد سيتم اختياره من بين الجيش».

 

ولم يحدد «سوركوف» دائرة الأسماء السورية المرشحة من موسكو لقيادة مرحلة ما بعد «الأسد»، لكنه تابع: «سيكون أحد هؤلاء الرتب العسكرية الذي سيذاع صيته خلال الفترة المقبلة عبر العمليات العسكرية على الأرض، وفي هذه الحال سيتم حماية مصالح روسيا مستقبلا في سوريا»، مستطردا: «لكن هذا التصور لا يعني تنحي الأسد فورا فهذا يستغرق على الأقل سنة».

 

ومشيرا إلى ضرورة قبول القطبين الأمريكي والروسي لخليفة «الأسد»، قال «سوركوف»: «خليفة الأسد في مستقبل سوريا سيكون منتخبا، والأمريكان والروس حريصان على حد سواء على إيجاد حل للأزمة يقبلان به، لأنه حينها سيحفظ ماء وجه الطرفين، ومصالحهما أيضا».

 

«سوركوف» اعتبر أن «موسكو لديها تأثير على العلويين (الطائفة التي ينتمي إليها بشار الأسد)، بما يسمح لها بالمساهمة في التوصل إلى سلام من خلال تفاهمات بين جميع الأطراف، لكن الأهم التوافق حول مرحلة ما بعد رحيل الأسد، قبل رحيله، بما يضمن المصالح الاستراتيجة لموسكو في سوريا والمنطقة».

 

تفكك سوريا

«دميتري أوفيتسيروف»، المحلل السياسي، ومحاضر في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو (من أكبر مراكز الأبحاث الروسية المستقلة)، في نفس الاتجاه تقريبا قال: «موسكو تدرك أنه لا مكان لسوريا بشكلها القديم في المستقبل، ونحن لا نستبعد احتمالية تفكيك سوريا إلى ثلاث دول، فهذا يحدث بالفعل»، مضيفا: «رحيل الأسد فورا ليس أمرا حتميا، ولست متشائما بشأن مستقبل سوريا لكن لا يوجد من هو علي استعداد لتمثيل العلوين حاليا، وهذا يبرر وجود الأسد على طاولة المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق»، بحسب تقديره.

 

وأشار «أوفيتسيروف» في حديثه إلى «تمسك روسيا بالأسد لحين إيجاد ما تعتبره من وجهة نظرها البديل الشرعي له»، غير أنه شدد في الوقت على تمسك روسيا بـ«الأسد» في المرحلة الراهنة لحماية مصالحها، قائلا: «أي خليفة للأسد سيكون أقل شرعية منه، حيث ترى موسكو أن وجود الأسد على طاولة المفاوضات مهم لأنه يمثل رسميا سوريا لذا إذا تنحى الأسد أو حدث معه أي أمر، فسيكون ذلك مشكلة، وفي هذه المرحلة ستمنع روسيا من أداء دورها بشكل أكبر».

 

وتابع مدافعا عن الرؤية الروسية الرسمية: «من المهم أن يمثل الأسد العلويين لفترة لكننا في روسيا أيضا لا نستبعد السيناريوهات الأخرى حيث يجب أن نكون على استعداد لها جميعا».

 

وفاتحا الباب حول إمكانية سيناريو التفاوض حول بديل لـ«الأسد»، قال «أوفيتسيروف»: «ليس لدى الأسد بديل واضح يحكم سوريا في الوقت الراهن، لكن حل الأزمة يعتمد على متى وكيف يتنحى الأسد، وهي مسألة وقت، ونحن ندرك ذلك، لكن هذا لن يكون قبل المفاوضات».

 

غموض الرؤية الروسية

أما «فلاديمير أفانكوف» الخبير السياسي الروسي في الأكاديمية الدبلوماسية التابعة لوزارة الشؤون الخارجية في الاتحاد الروسي والمحاضر في معهد موسكو للعلاقات الدولية (حكومي)، رأى بدوره، أنه «بالنسبة لروسيا، الأزمة الراهنة ليست في بقاء الأسد أو رحيله، بقدر ما تتلخص فيما يمثله تنظيم داعش من تهديدات لروسيا»، كما تدعي موسكو، وأن أي تغيير مستقبلي لصالح كفة التنظيم قد يهدد تواجد موسكو في البحر المتوسط (من خلال قاعدتها في ميناء طرطوس السوري)، وهي المسألة الأهم من وجهة نظر روسيا للحفاظ على مصالحها.

 

وأضاف «أفانكوف»: «من الصعب ضمان هذه المصالح (الروسية) في حال سقوط نظام بشار الأسد، لكن إذا حدث، فسيكون لكل حادث حديث».

 

بدورها، تحدثت «مارينا أوتاواي»، الباحثة الأمريكية في مركز «ودرو ويلسون الدولي»، عن «غموض» الرؤية الروسية بشأن مرحلة ما بعد «الأسد» وقالت: «لا أستطيع فعليا معرفة رؤية روسيا في مرحلة ما بعد الأسد، فهي عير واضحة وموسكو لم تعط أي إشارة متكاملة حول رؤيتها للحل النهائي».

 

وحول ما ستؤول إليه الغارات الجوية الروسية الحالية في سوريا، رأت «أوتاواي» أن «روسيا تقوم حاليا باستراتيجية عالية المخاطر والتي يمكن أن تتحول بسهولة إلى مستنقع»، مضيفة: «قد يستغرق الأمر أكثر من عمليات قصف لمساعدة الأسد على استعادة السيطرة على الأراضي السورية بأكملها، فقد يتطلب الأمر قوات برية أيضا وهذا يعني أن روسيا قد تتورط على غرار تدخل الاتحاد السوفيتي في أفغانستان في الثمانينيات من القرن الماضي».

 

وتجمع تصريحات لقادة المعارضة السورية ومسؤولين غربيين وحقوقيين دوليين، فضلا عن إفادات شهود عيان على الأرض، على أن الغارات التي بدأت روسيا في شنها على سوريا بدعوى محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية»، أسفرت بشكل رئيسي عن مقتل بضع عشرات من المدنيين، ولم تستهدف بشكل رئيسي معافل التنظيم.

 

النظام يحشد بريف حماة ونزوح للمدنيين  

أحمد العكلة-ريف إدلب

 

بدأت قوات النظام السوري بحشد عشرات الآليات والجنود على عدة جبهات في ريف حماة الشمالي لاقتحام قرى تقع تحت سيطرة المعارضة المسلحة وسط نزوح للمدنيين، وبالتزامن مع انطلاق الضربات الجوية الروسية.

واستهدفت الطائرات الحربية الروسية عدة قرى بريف إدلب الجنوبي تعد خط إمداد لقوات المعارضة المسلحة وفصائل الجيش السوري الحر في ريف حماة الشمالي، من أجل منع مقاتلي المعارضة من التصدي للقوات النظامية التي تحاول التقدم في تلك المنطقة.

 

وفي هذا الصدد أكد مدير المكتب الإعلامي لتجمع صقور الغاب محمد رشيد أن القوات النظامية -بمشاركة بعض الضباط الروس- احتشدت في عدة مناطق بريف حماة الشمالي من أجل اقتحامها، وخصوصاً بلدة كرناز التي تعتبر بمثابة تجمع لمليشيات النظام وقرب بلدة كفرنبوذة التي تعد خط تماس مع تلك القوات.

 

وقال رشيد للجزيرة نت إن مئات المقاتلين من ريف حماة الشمالي انضموا إلى الفصائل لمواجهة قوات النظام والقوات الروسية, وأشار إلى أن جميع الفصائل عززت الجبهات بعشرات المقاتلين والآليات العسكرية لمنع أي محاولة تقدم من قبل قوات النظام.

 

وفي خضم هذه الأحداث نزحت آلاف العائلات من بلدة كفرنبوذة بريف حماة الشمالي باتجاه قرى ريف إدلب، حيث لجأت إلى الأراضي الزراعية والمقار الحكومية وبعض المباني المدمرة غير الصالحة للسكن، وسط ظروف معيشية صعبة.

 

وقال الناشط في المركز الصحفي السوري عمر أحمد للجزيرة نت إن سبب نزوح السكان يرجع إلى طلب أحد حواجز النظام من وجهاء بلدة كفرنبوذة عقد هدنة مع قوات المعارضة تسمح له بدخول البلدة ومهاجمة بلدة الهبيط وتلة الصياد في ريف إدلب الجنوبي، وهو ما قوبل بالرفض.

 

وأفاد أحمد بوجود ضباط روس إلى جانب قوات النظام، حيث يخططون لتنفيذ عمليات ضد قوات المعارضة تترافق مع تأمين غطاء جوي روسي، مشيرا إلى أن النازحين يعيشون ظروفا صعبة جداً ومأساوية في ظل غياب أماكن صالحة للعيش ونقص في المواد الغذائية.

 

قتلى بغارات جوية للنظام على ريف حلب  

قالت مصادر للجزيرة إن عشرين شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 15 آخرون في قصف طيران النظام السوري سوقا في مدينة الباب بريف حلب الشرقي.

 

وأدى القصف إلى اندلاع النيران ووقوع خسائر مادية. وتخضع مدينة الباب لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية منذ مطلع عام 2014.

 

وقال مراسل الجزيرة عمرو حلبي إن قوات النظام تكثف قصفها للمدينة بهدف التقدم إلى مطار كويرس العسكري لفك الحصار عنه وإعادة تفعيله.

 

وأشار إلى أن السوق الشعبية ذاتها في مدينة الباب تعرضت قبل يومين إلى قصف عنيف من طيران النظام السوري أدى -بحسب بعض المصادر- إلى مقتل أكثر من 120 شخصا.

 

إسقاط طائرة للنظام

من ناحية أخرى، قال تشكيل فيلق الرحمن التابع للمعارضة السورية المسلحة إن مقاتليه أسقطوا طائرة حربية تابعة للنظام في الغوطة الشرقية في ريف دمشق.

 

وأضاف التشكيل في بيان على الإنترنت أن استهداف الطائرة جاء عند محاولتها الإغارة على مواقع تسيطر عليها المعارضة، وأن الطيار تمكن من الهبوط بمظلته في مناطق تسيطر عليها قوات النظام.

 

وقد بث ناشطون صورا لما قالوا إنها بقايا الطائرة التي أسقطت.

 

على صعيد آخر، دارت اشتباكات في محيط التل الأحمر بريف القنيطرة الشمالي (جنوبي سوريا)، حيث تحاول قوات النظام استعادة هذه المنطقة الإستراتيجية التي سيطرت عليها فصائل المعارضة أول أمس ضمن معركة “وبشر الصابرين” التي انطلقت قبل أيام.

 

وأفادت وكالة مسار برس بأن قوات النظام قصفت التل الأحمر، وسرية طرنجة، وبلدتي مسحرة وجباتا الخشب بـالبراميل المتفجرة والمدفعية الثقيلة.

 

وقال مدير المكتب الإعلامي في “ألوية سيف الشام” لوكالة سمارت للأنباء إن عشرين من قوات النظام بينهم عدد من الضباط قتلوا خلال عملية السيطرة على التل الأحمر بينما قتل 15 مقاتلا من فصائل الجبهة الجنوبية.

 

روسيا تتهم الأطلسي بمحاولة تشويه عملياتها بسوريا

موسكو – رويترز

نقلت وكالة “تاس” الروسية للأنباء، اليوم الثلاثاء، عن المبعوث الروسي لدى حلف شمال الأطلسي قوله إن التحالف العسكري الغربي يستغل حادث التوغل العارض لطائرة روسية في المجال الجوي لتركيا، لتشويه أهداف الحملة الجوية التي تنفذها موسكو في سوريا.

ونقلت الوكالة عن المبعوث ألكسندر جروشكو قوله للصحافيين في بروكسل: “الانطباع هو أنه يجري استغلال الحادث الذي وقع في المجال الجوي التركي من أجل توريط حلف شمال الأطلسي كمنظمة في الحملة الإعلامية الغربية لتشويه أهداف العملية التي ينفذها سلاح الجو الروسي في سوريا”.

 

الأزمة السورية تعيد أجواء الحرب الباردة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أثارت التجاذبات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو) في اليومين الأخيرين بشأن انتهاك الطائرات الروسية المغيرة في سوريا للمجال الجوي لتركيا، العضو في الناتو، أجواء تذكر بالحرب الباردة بين الشرق والغرب، وتكرار ما حدث في بداية الأزمة الأوكرانية.

وتكيل موسكو اتهامات للناتو بالقيام بإجراءات استفزازية وأعمال عدائية تهدف إلى محاولة تطويق روسيا وتهميشها على الساحة الدولية وإضعافها وتهديد أمنها القومي، حيث تصاعدت حدة القلق الغربي، خاصة بعد التدخل الروسي في أوكرانيا في أزمة القرم، ومؤخرا في الأزمة السورية.

 

إلا أن التحركات الأخيرة غير المتوقعة من الجانب الروسي الأسبوع الماضي بالدخول عسكريا في الأزمة السورية، أثارت احتمالات بحدوث مواجهات بين روسيا والغرب، خاصة بعد حادثة خرق مقاتلة روسية للأجواء التركية قرب الحدود السورية جنوبي إقليم هاتاي، والتهديد بالرد، إضافة إلى القصف الذي طال قوات من المعارضة السورية التي عكفت الولايات المتحدة على تدريبها.

 

فقد ندد بيان لحلف شمال الأطلسي من مغبة تكرار انتهاك المجال الجوي لتركيا، مطالبا بالوقف الفوري للغارات التي تشنها المقاتلات الروسية في سوريا، معربا عن القلق بشأن الضربات الجوية التي تشنها طائرات سلاح الجو الروسي في حماة وحمص وإدلب في سوريا.

 

توترات في أوروبا

 

وفي الآونة الأخيرة، عكف حلف شمال الأطلسي على العمل على عدة خطوات من شأنها أن تثير حفيظة “الدب الروسي”، بينها قرار إنشاء قوة تدخل سريع عسكرية في عام 2016 في الدول المحاذية لروسيا، تشمل قطعات عسكرية برية تدعمها وحدات جوية وبحرية، بالإضافة إلى إنشاء مقار للقيادة العسكرية للحلف متعددة الجنسيات في دول بأوروبا الشرقية.

 

ورغم تصريحات المسؤولين الروس بأن أي منظومة صاروخية يتم نشرها في الشرق الأوروبي لن تعتبر كقوة ردع استراتيجي أو تقوض قدراتها العسكرية، إلا أن هناك مخاوف من أن التوسع في نشر نظام الدرع الصاروخي للحلف هو موجه بالدرجة الأولى لروسيا.

 

هذه التحركات العسكرية دفعت بروسيا والحلف لاتهامات بانتهاج أيدولوجية عقلية الحرب الباردة، إلا أن الحلف يقول إن هناك سلسلة من المبادرات للشراكة مع روسيا -دون غيرها من الدول- توجت بتأسيس مجلس مشترك في عام 2002، نافيا في بيان له في قمة الحلف في ويلز في سبتمبر 2014 أنه يسعى لأي مواجهة، أو أنه يشكل تهديدا لأمن روسيا.

 

من ناحية أخرى، اتهم تقرير للقيادة الأوروبية للحلف موسكو بأن تزايد المناورات العسكرية التي تقوم بها روسيا وحلف الناتو يضاعف احتمالات نشوب حرب، وأن الجانبين في طور الاستعداد لصدامات محتملة في القارة العجوز.

 

وتبقى وتيرة القلق متزايدة بين بين قطبين رئيسيين من أٌقطاب النفوذ العالمي سواء في شرق أوروبا أو حتى في سوريا، خاصة في ظل تعليق العمل بمجلس الناتو- روسيا الذي اعتبر إحدى مبادرات الشراكة لتخفيف حدة التوتر بين الجانبين، لتلوح في الأفق أجواء الحرب الباردة التي انتهت قبل نحو عشرين عاما.

 

أبرز الجماعات المقاتلة في سوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

يبلغ عدد الجماعات المقاتلة في سوريا المئات، لكن هناك جماعات معارضة مسلحة بارزة تشكل أطرافا فاعلة في الصراع الدائر في هذا البلد.

الجيش الحر:

 

وهو أول الفصائل المقاتلة التي تشكلت على الساحة، ويحظى بدعم دولي واعتراف من قبل الولايات المتحدة وأوروبا. ويضم هذا الجيش:

 

1- جبهة تحرير ثوار سوريا

 

تأسست في سبتمبر 2012 من تحالف فصائل مسلحة، وتعتبر من أكبر الفصائل المقاتلة داخل سوريا.

 

تضم عدة ألوية منها: الفاروق، والفاروق الإسلامي، ولواء التوحيد، ولواء الفتح، ولواء الإسلام، وصقور الشام، ومجلس ثوار دير الزور.

 

يقودها أحمد عيسى وتنشط في إدلب ودمشق وحلب وحماة ودير الزور، وتشكل معظم القوة القتالية لهيئة الأركان العامة.

 

2- هيئة أركان الجيش الحر

 

تأسست في أغسطس عام 2011 من ضباط منشقين عن الجيش السوري يقودهم العميد رياض الأسعد. وتأسست هيئة الأركان بشكلها الحالي والتي يرأسها اللواء سليم إدريس، الذي تمت إقالته وتعيين  عبدالإله الشير محله.

 

الجبهة الإسلامية

 

تكونت في نوفمبر 2013 من ائتلاف 7 جماعات مسلحة، لها توجه إسلامي، وقبول واسع من مقاتلي ألوية هيئة الأركان ومن جماعات تنظيم القاعدة، لذا فهي تلعب دورا مهما في عمليات الوساطة بين الطرفين. ويرأس الجبهة الشيخ أحمد عيسى.

 

وتضم كلا من جيش الإسلام وحركة أحرار الشام وأنصار الشام ولواء الحق ولواء التوحيد إضافة إلى الجبهة الإسلامية الكردية.

 

جيش الإسلام

 

تشكل في سبتمبر 2013 باتحاد 50 فصيلا مسلحا أهمها لواء الإسلام بقيادة زهران علوش، يضم حاليا أكثر من 30 لواء منها لواء فتح الشام، لواء توحيد الإسلام ولواء الأنصار.

 

جبهة النصرة

 

يقودها أبو محمد الجولاني، وتعلن تبعيتها لتنظيم القاعدة، وتصنفها الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية.

 

أعلنت النصرة عن وجودها عام 2012، وتنشط في 11 محافظة في سوريا من أصل 14، خاصة إدلب وحلب ودير الزور وتسيطر على مناطق من شمال سوريا.

 

جيش المجاهدين

 

أُعلن قيام هذا التشكيل المكون من 7جماعات سورية مقاتلة في يناير 2014، وتم تشكيله لمحاربة تنظيم داعش.

 

ويتهم جيش المجاهدين داعش بالإخلال بالأمن والاستقرار في المناطق المحررة من قبضة الحكومة السورية.

 

الناتو: حشد عسكري روسي في سوريا بينه قوات برية.. وانتهاك الطائرات الروسية للمجال الجوي التركي لم يكن عرضيا

الناتو: حشد عسكري روسي في سوريا بينه قوات برية.. وانتهاك الطائرات الروسية للمجال الجوي التركي لم يكن عرضيا

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، الثلاثاء، إن روسيا تحشد قواتها في سوريا وبينهم قوات برية، معتبرا أن اختراق الطائرات الروسية للمجال الجوي التركي لم يكن حادثا عرضيا كما ادعت روسيا.

 

وأضاف في مؤتمر صحفي في بروكسل: “شاهدنا حشدا كبيرا للقوات الروسية في سوريا.. قوات جوية ودفاعات جوية وقوات برية وشاهدنا أيضا زيادة في الوجود البحري”. وتابع أن “انتهاك روسيا للمجال الجوي التركي لم يكن حادثا عرضيا.. إنه انتهاك خطير”، داعيا إلى “عدم تكرار الأمر”.

 

وأوضح أن المعلومات الاستخبارية التي حصل عليها حلف الناتو تؤكد أنه لم يكن حادثا عرضيا عن طريق الخطأ، مشيرا إلى أن انتهاك الطائرات الروسية للمجال الجوي التركي حدث مرتين يومي السبت والأحد الماضيين.

 

مصادر دبلوماسية: روسيا أخرجت إيران من غرفة عمليات النظام السوري

روما (6 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّدت مصادر دبلوماسية أوروبية رفيعة المستوى أن روسيا أخرجت إيران من غرفة عمليات النظام السوري بشكل كامل

 

وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، “طلب الروس من الإيرانيين الانسحاب من غرفة عمليات النظام كلياً قبل بدء العمليات الجوية الروسية في سورية، وقام قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بزيارة موسكو الأسبوع الماضي لمحاولة إقناع روسيا إبقائهم في غرفة العمليات مع النظام السوري، وهو الأمر الذي لم توافق عليه روسيا نهائياً، وشددت على أنها لن تقبل بوجود إيران في غرفة العمليات المركزية أو غرف العمليات الفرعية، وهو ما تم”، وفق تأكيدها

 

وأوضحت المصادر “روسيا لم تسمح بتواجد إيران بغرفة العمليات، وشددت على أنها لن توافق على إشراك أية قوة عسكرية أخرى سوى قواتها والجيش السوري، وهو الأمر الذي أخرج إيران من دائرة القرار العسكري السوري حالياً، كما أخرج كل ميليشيات النظام وتشكيلاته العسكرية غير النظامية”، حسب قولها

 

وحول تواجد حزب الله اللبناني التابع لإيران في سورية، نفت المصادر احتمال أن تطلب منه روسيا الخروج الآن، لكنّها شددت على أن دوره “سيكون هامشيا تنفيذيا إن وافقت روسيا على إشراكه”، وفق ذكرها

 

وأطلق النظام السوري يد الحرس الثوري الإيراني الذي يقوده سليماني، ويعتقد الكثير من السوريين أنه بات الحاكم العسكري الحقيقي لسورية، وترصد تقارير غربية أنه هو الذي يحدد تحركات الأسد وكبار معاونيه، ويُصدر الأوامر بصيغة توصيات يتم تبنيها من قبل القيادة السورية دون مناقشة، كما كان يوجّه دفّة المعارك في مجمل الأراضي السوري

 

ودفعت الاستراتيجية الإيرانية، السياسية والعسكرية والدينية، نظام طهران إلى الوقوف إلى جانب نظام دمشق منذ انطلاق الثورة، وظّفت خلالها إيران كل علاقاتها السياسية والأمنية والاقتصادية والدينية وفي كافة المستويات لدعم النظام ومنع سقوطه ومدّه بأسباب الحياة، وأخذ دعمها طابعاً طائفياً

 

وخلال أربع سنوات، قدّمت إيران مساعدات عسكرية واقتصادية للنظام السوري، وأرسلت السلاح والمعدات والقروض لاحتياجات النظام ولشراء الأسلحة، كما أرسلت خبراء في مختلف الشؤون العسكرية والأمنية والتقنية، ودرّبت عشرات الآلاف من عسكريي النظام ومن ميليشياته في إيران وفي سورية،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى