أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء، 09 تشرين الأول 2012


عبد الباسط سيدا زار سورية اليوم

باب الهوا (سورية) – ا ف ب

افاد مسؤولون في المعارضة السورية ان رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا زار الاثنين سورية، وتجول في منطقة قريبة من الحدود مع تركيا.

وقال مسؤولان في الجيش السوري الحر ان سيدا زار بلدة باب الهوا المحاذية لتركيا في محافظة ادلب حيث التقى العديد من قادة هذا الجيش المتمرد. وهي الزيارة الاولى لسيدا الى الاراضي السورية منذ تسلمه رئاسة المجلس الوطني في حزيران (يونيو) الماضي.

وشارك في الاجتماع مع سيدا رئيسا المجلسين العسكريين في كل من محافظتي ادلب وحلب في الجيش السوري الحر، وتم التطرق خلال الاجتماع الى سبل تمويل ودعم الجيش السوري الحر في هذه المناطق الواقعة في شمال غرب البلاد.

ورافق عدد من اعضاء المجلس الوطني السوري سيدا خلال زيارته، كما كان معه العميد مصطفى الشيخ وهو الاعلى رتبة بين ضباط الجيش السوري الحر.

وكان سيدا خلف برهان غليون في رئاسة المجلس الوطني السوري بعد ان استقال الاخير اثر انتقادات له بسبب غياب التنسيق بين المجلس الوطني والقوى المنتشرة على الارض في سورية بمواجهة نظام الاسد.

ومن المقرر ان يجتمع المجلس الوطني السوري الاسبوع القادم في الدوحة لاقرار توسيع المجلس وزيادة عدد اعضائه.

سورية تهاجم مقترح تولي الشرع القيادة الانتقالية: تركيا لا تسمي ولاتها في دمشق

دمشق، اسطنبول، بيروت – «الحياة»، أ ب، أ ف ب

اعتبرت سورية أن تصريحات وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو المتعلقة بتسلم نائب الرئيس السوري فاروق الشرع رئاسة حكومة انتقالية في سورية تعكس «تخبطاً وارتباكاً» سياسياً وديبلوماسياً.

وأورد التلفزيون الرسمي السوري في شريط عاجل تصريحاً لوزير الإعلام عمران الزعبي قال فيه إن «ما قاله أوغلو يعكس تخبطاً وارتباكاً سياسياً وديبلوماسياً لا يخفى على أحد».

وأضاف أن «تركيا ليست السلطة العثمانية والخارجية التركية لا تسمي ولاتها في دمشق ومكة والقاهرة والقدس».

وكان وزير الخارجية التركي اعتبر في مقابلة تلفزيونية مساء السبت أن نائب الرئيس السوري فاروق الشرع «رجل عقلاني» ويمكن أن يحل محل بشار الأسد على رأس حكومة انتقالية في سورية لوقف الحرب الأهلية في البلاد.

وقال داود أوغلو لشبكة التلفزيون العامة «تي آر تي»، إن «فاروق الشرع رجل عقل وضمير ولم يشارك في المجازر في سورية. لا أحد سواه يعرف النظام في سورية في شكل أفضل».

وأكد الوزير التركي أن المعارضة السورية «تميل إلى قبول الشرع» لقيادة الإدارة السورية في المستقبل.

غير أن وزير الإعلام السوري نصح الحكومة التركية «بالتخلي عن مهماتها لمصلحة شخصيات يقبلها الشعب التركي»، معتبراً أن في ذلك «مصلحة تركية حقيقية».

وطالب الزعبي الحكومة التركية «بالتوقف عن تدمير مستقبل الشعب التركي الشقيق وعن سياستها التي أدت إلى الانخفاض الكبير لوزن تركيا النوعي».

وفي أول رد فعل من «المجلس الوطني السوري» المعارض على المقترح التركي، قال رئيس المجلس عبدالباسط سيدا في تصريحات لوكالة «أسوشييتد برس» الأميركية أمس، إن المجلس لن يعارض دوراً سياسياً لأعضاء في حزب البعث الحاكم بعد سقوط النظام الحالي لتحديد مستقبل البلاد السياسي طالما أنهم لم يشاركوا في عمليات القتل خلال الانتفاضة.

وشدد سيدا على أن المعارضة السورية لن تقبل شيئاً أقل من إزالة كامل نظام الرئيس السوري ودائرته المقربة. وكشف سيدا أن المجلس الوطني سيعقد اجتماعاً في قطر الأسبوع المقبل وأنهم سيناقشون قضايا عدة من بينها إمكانية تولي الشرع قيادة سلطة موقتة إذا تنحى الأسد عن السلطة.

وتابع سيدا في اتصال هاتفي مع «أسوشييتد برس» من تركيا: «نحن مع أي حل يوقف القتل في سورية واحترام طموحات الشعب السوري في ما يضمن عدم عودة الديكتاتورية والاستبداد في سورية».

وقال سيدا عندما سئل عن الشرع،: «ليس لدينا معلومات بأنه شارك في القتل أو أعطى أوامر بالقتل، لكنه ينتمي إلى القيادة السياسية» المحيطة بالأسد، وذلك في تلميح إلى احتمال أن يكون بقاء الشرع كل ذلك الوقت بجانب النظام دليلاً على عدم وقوفه بحسم إلى جانب الثورة.

ويقول مسؤولون سوريون إن الأسد سيبقى في منصبه حتى نهاية ولايته عام 2014، على أن يلي ذلك انتخابات بين الأسد ومرشحين آخرين.

وقال سيدا إن المعارضة السورية لن تكرر سياسة اجتثاث البعث التي نفذت في العراق منذ سنوات عندما أجبر أعضاء حزب البعث على ترك وظائفهم بعد إطاحة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين خلال الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003. وكان اجتثاث البعث، وهو مفهوم بدأ تحت سلطة التحالف الموقتة بقيادة الولايات المتحدة التي أدارت العراق بعد الغزو،

سبباً في أعمال عنف واضطرابات اجتماعية لم تتوقف حتى الآن.

وأضاف سيدا «لن نكرر تجربة اجتثاث البعث الفاشلة»، موضحاً أن المعارضة السورية ستحاكم فقط المسؤولين عن الجرائم المرتكبة في سورية، أما أعضاء حزب البعث فسيمارسون أنشطتهم وفقاً للعملية الديموقراطية ولن يكون هناك مكان لسياسة الانتقام، موضحاً أن المعارضة ستحافظ على مؤسسات الدولة السورية.

وأعلن برهان غليون، الرئيس السابق للمجلس الوطني أن المعارضة السورية موافقة أن يرأس الشرع حكومة انتقالية بغية حقن الدماء ووقف القتال في سورية.

وقال غليون «من المؤكد أن توافق المعارضة على هذا الاقتراح في حال قبل الأسد فعلياً التنحي عن الحكم… لكني لا أعتقد أن الشرع الآن في هذا المنحى… أي أنه ليس قادراً على شغل هذا المنصب أو راغباً في شغله».

وتابع «لا يوجد أحد اليوم مع بشار سوى مجموعة من المجرمين، وأنا لا أعتقد أن الشرع واحد منهم، لكنه أضعف من أن يستطيع أن يفرض مثل هذا الاقتراح أو أن يسير فيه… للأسف».

ونفى غليون أن تكون هناك مفاوضات تجرى بين المعارضة السورية وتركيا حول هذا المقترح. وزاد «اقتراح الشرع بديلاً للأسد لرئاسة مرحلة انتقالية هو أمر مطروح ومتداول ومقبول من جانب المعارضة السورية باستثناء بعض الأطراف… لقد طرح هذا الأمر علينا كمعارضة بخطة الجامعة العربية لمعالجة المسألة السورية منذ أشهر عدة».

وأشار غليون في الوقت ذاته، إلى أنه لا يجوز التعويل على هذا الاقتراح، لافتاً إلى أنه ليس عرضاً حقيقياً «لبدء مرحلة انتقالية بقيادة الشرع… نحن أمام تصريح وزير خارجية (أحمد داود أوغلو)… المعارضة ليست مضطرة أن تتخذ مواقف أو تعلن رأيها بناء على تصريحات فقط صدرت من وزير خارجية في وسائل الإعلام حتى لو كان وزير خارجية تركيا».

ورفض غليون أن يكون قبول المعارضة بالاقتراح التركي جاء كنتيجة لشعورها بأن المعركة قد طال أمدها ولا يوجد أمل في حل عسكري حاسم على الأرض قريباً، مشدداً على أنه «لا يوجد نزاع أو حرب إلا وينتهي بمفاوضات… وعندما نتحدث عن مرحلة انتقالية نتفاوض عليها بين أصحاب المصالح… هناك أناس موجودون في الدولة ليسوا بالضرورة متورطين في الجرم والقتل».

وأضاف «الدولة كبيرة جداً فيها موظفون وقوات عسكرية وإداريون وضباط وهؤلاء لا بد من إشراكهم في رسم مستقبل البلاد، ومن هنا يأتي معنى قيادة الشرع المرحلة الانتقالية». واستطرد «الأمر ليس استسلاماً منا، فالفيتناميون ساروا في الحرب والمفاوضات جنباً إلى جنب… المعيار هو إمكانية الوصول لحل يحقق مطالب الشعب السوري ويحقن الدماء وينقذ الدولة… إذا تحقق هذا الحل يصبح القتال أمراً سلبياً… أما إذا لم يوجد هذا الحل فمن الواجب الاستمرار في قتال هذا النظام».

وأشار عضو هيئة التنسيق الوطنية رجاء الناصر في اتصال مع قناة «روسيا اليوم» إلى أن مسألة طرح اسم فاروق الشرع سابقة لأوانها، والتركيز حالياً يجب أن يكون على وقف النار ووقف المآسي الإنسانية. واعتبر أن تركيا غير مستعدة لخوض حرب مع سورية.

سوريون يواجهون شبح الطائفية: لن نساق إلى حرب أهلية

لندن – «الحياة»

كل يوم يمر تتزايد الحساسيات الطائفية في سورية بصورة قد تصبح عصية على الحل، هكذا يقول ناشطون ومدنيون سوريون بات هاجسهم مستقبل التعايش في ذلك البلد بعد انتهاء الحرب الدامية التي تعيشها سورية. وفيما لا يستطيع قطاع من السكان إلا التعبير عن قلقه وخوفه، فإن آخرين لم يجدوا بداً من التحرك من اجل وقف شبح الطائفية المتعاظم. هؤلاء الناشطون يستغلون كل ما هو متاح من اجل توعية السوريين بمخاطر الطائفية.

تهدف هذه الحركات المتزايدة إلى تعزيز الوحدة بين الطوائف الدينية المختلفة في سورية.

ويروي نبيل، وهو طبيب في الرابعة والعشرين من عمره وينتمي للطائفة العلوية بحمص، كيف أنه والنشطاء السياسيين الآخرين اتخذوا قراراً ببدء حملة ضد النظام في صيف عام 2011. وقال موضحاً لمحطة «بي بي سي» البريطانية «التقى بعضنا لاحتساء القهوة في حمص، وكنا نريد أن نكون مؤثرين في ثورتنا، لذا عملنا على تقديم شيء يعبر عنا وعن آرائنا».

وظهر نتيجة لذلك «تجمع نبض للشباب المدني السوري»، وهي حركة تأتي ضمن العديد من الحركات ذات التنوع الطائفي التي ظهرت خلال الثمانية عشر شهراً الأخيرة منذ بداية الثورة السورية.

ومع أن تلك الحركات خرجت مناوئة للنظام، إلا أنها تهدف أيضاً إلى تعزيز الوحدة بين الطوائف الدينية المختلفة في سورية لتواجه الدور المتزايد للمقاتلين من الجهاديين وغير السوريين، ولتواجه أيضاً فكرة الصراع الطائفي في سورية.

وقال نبيل «بدأنا عملنا من حمص، وركزنا على الفكرة الخطيرة للنزعة الطائفية، كما قمنا بالترتيب لبعض التظاهرات التي جمعنا فيها شباباً وفتيات يمثلون كل الطوائف. وقمنا بحملة واجهنا فيها العنف ووزعنا الورود».

تلا ذلك اعتصام رتب له التجمع في حي الخالدية بحمص، والذي جرت مهاجمته من قبل قوات الأمن، وأسبوع من فعاليات الوحدة الوطنية.

وأضاف نبيل «وقد تسارع تطور الأمر، حتى أصبحت لدينا خلية في كل مدينة، في مدينة دمشق، وبلدة سَلَمية (وأغلب سكان هذه البلدة من الطائفة الإسماعيلية)، واللاذقية (وفيها جزء كبير من العلويين)».

ويعترف نبيل أن ثمة توترات طائفية، إلا أنه يقول إن النظام هو من يتحمل المسؤولية الكبرى في ذلك. وقال نبيل «عمل النظام لعقود على بث الطائفية في صفوف المجتمع لتفريقه، وكان يعمل على تجميع كل طائفة حول نفسها لتكون بعيدة من الطوائف الأخرى. فالعلويون أيضاً، مثل السوريين جميعاً من مسلمين سنة ومسيحيين وإسماعيليين وأكراد، لديهم مخاوفهم من أن يساقوا إلى حرب أهلية، لأنهم يعتقدون أن ما يحدث في سورية هو وجود لمجموعات مسلحة تمارس أعمال القتل والنهب».

وبينما يروج الكثيرون للفكرة القائلة إن الانتفاضة السورية قائمة على صراع بين السنة والعلويين، يرى نبيل أن الوضع ليس بتلك البساطة.

فهناك العديد من العلويين والمسيحيين ممن يدعمون الانتفاضة السورية، إلا أنهم لا يستطيعون التظاهر في أحيائهم، في حين يرى البعض مخطئاً أن عدم التظاهر ذلك ما هو إلا علامة على دعمهم للنظام.

ويرى نبيل أن جزءاً من اللائمة يلقى على الإعلام العالمي لإخفاقه في أن يعكس حجم التعقيد للصراع في سورية حيث يصف الإعلام ذلك الصراع بأنه مجرد ثورة إسلامية أو سنية.

وتتواصل الحركة حالياً مع ثمانية آلاف عضو في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، كما يجري تنظيم فعالياتها لتكون أكثر شمولاً، ولتواجه الانقسامات الطائفية من خلال العمل المدني.

ويصف الصحافي السني رافي، وهو عضو آخر مؤسس في تجمع «نبض»، هذا التجمع بأنه «حركة مدنية علمانية».

وتحدث رافي لـ «بي بي سي» عن بعض الأنشطة التي قامت الحركة بها في أوائل ظهورها، من طلعات استكشافية في حي الخالدية للتحضير لإرسال الدواء، أو بعض الفتيات العلويات اللاتي كُنّ يهرِّبْن أجهزة المحمول إلى المناطق المناوئة للنظام، أو السيدات العلويات اللاتي كن يزرن السيدات في الأحياء السنية للبحث عن نقطة التقاء معهن.

وتوجه صفحة التجمع على «فايسبوك» الأنظار إلى بعض أفراد الأقليات ممن احتجزتهم قوات الأمن السورية.

وبينما يشار دائماً إلى الجيش السوري الحر، الذي يضم تشكيلة من وحدات منشقة عن الجيش إضافة إلى مدنيين مسلحين ممن يحاربون النظام، على أنهم جميعاً من الطائفة السنية، إلا أن نبيل ذكر أنه على علم أن هناك أفراداً ينتمون إلى بعض الأقليات، بما فيهم العلويون، في صفوف قوات الجيش الحر.

وقال: «إن النشطاء الحقيقيين من أفراد الجيش السوري الحر والحركات السلمية الأخرى يعلمون أن هناك علويين كثر يعملون معهم»، وذكر في إشارة سريعة إلى أنه مع احترامه لقرار من انضموا للجيش الحر، إلا أن تجمع نبض يناهض جميع أشكال العنف.

وأضاف نبيل «يقدم النشطاء من الطائفة العلوية خدمات كبيرة لنا. فلم تكن العديد من أجهزة الاتصال والمستلزمات الطبية ومعدات الإنقاذ لتمرر لوحدات الجيش الحر من دون مساعدتهم ومساعدة غيرهم من الأقليات الأخرى».

ويرجو نبيل أن تلعب تلك الحركات، مثل حركة نبض، دوراً رئيساً في مستقبل سورية، وأن يؤدي ذلك التواصل بين الناشطين خلال الثورة في النهاية إلى لمّ شمل الطوائف والمناطق المختلفة في سورية.

وتابع قائلاً: «عندما نجلس ونتحدث إلى بعضنا البعض عن طوائفنا، نرى أن هذه الثورة قد قربتنا أكثر من بعضنا البعض. ونحن نعرف ما يحدث في درعا وحماة وحمص والعديد من القرى، ونرى كيف أنهم يقاومون ويحتجون. إنهم يعلموننا كيف تكون الشجاعة».

معاناة أطفال سورية: الحرب تطحنهم نفسيّاً

لندن – «الحياة»

عادت إحدى السيدات لتطمئن إلى حال منزلها في منطقة «عين ترما» في ريف دمشق، فوجدته أثراً بعد عين ما جعلها تفقد النطق وتصاب بحال من الارتجاف المتواصل أدخلت على أثرها إلى المستشفى. وليست هذه السيدة هي الوحيدة التي أصيبت بهذه الحال. هناك سيدات كثر أصبن بحالات مختلفة جراء تعرّضهن للحزن والذعر جراء الأحداث في سورية. وليس وضع السيدات بأفضل من أوضاع الأطفال الذين يعتبرون المتضرّر الأكبر من أعمال العنف الدائرة في البلاد. وتختلف الأضرار النفسية التي يعانيها كثير من الأطفال وتتنوّع أعراضها، ربما بالتوازي مع ما عايشوه من عنف وآلام في المناطق «الساخنة « و»الأقل سخونة»، بحسب تعبيرات باتت شائعة على ألسنة السوريين.

كآبة وذهول

عمار طفل في العاشرة من عمره، يقطن في قلب مدينة دمشق. وبسبب سماعه أصوات المدافع بشكل متقطّع يتعرض كل ليله لنوبة ذعر «بانيك كرايسز» Panic Crisis، تجعله يرتجف من الخوف خلال نومه. ولم يستطع ذووه التوصّل إلى سبيل للتخلّص من هذه النوبات، فاستشاروا طبيباً نفسياً.

بسبب تكاثر الملاحظات عن الاضطرابات النفسية لدى أطفال سورية، التقت «الحياة» طبيبة الأطفال الدكتور عُلا هـ. التي أشرفت على أطفال قدموا من مدينة حمص إلى دمشق، وآخرين مقيمين في بعض مدارس العاصمة. وأفادت هذه الطبيبة بأن معظم المشاكل التي شاهدتها عند الأطفال ممن تتراوح أعمارهم بين 6 و7 سنوات، تتركز في اضطرابات جسمية- نفسية، يُشار إليها أحياناً بمصطلح «سايكوسوماتيك» Psycho Somatic. وتشمل هذه الاضطرابات «سلس البول الليلي» («نكتورنال إنيوريسز» Nocturnal Enuresis). إذ لاحظت أن الأطفال ممن وصلوا إلى التحكّم في البول ليلاً منذ أربع سنوات، عاودوا للتبوّل ليلاً مع تصاعد العنف المسلّح في البلاد.

ويعود «سلس البول» في ثمانين في المئة من الحالات، إلى أسباب تشمل القلق واضطراب النوم. وكذلك رصدت الطبيبة نفسها مجموعة من الاضطرابات التي غالباً ما يردها الأطباء إلى أسباب نفسية وجسدية، مثل «متلازمة الأمعاء المتهيجة» Irritable Bowel Syndrome ونوبات الربوAsthmatic Attacks وأكزيما الجلد Eczematous Dermatitis والصدفية Psoriasis وغيرها. وأضافت الدكتورة عُلا أنها وجدت أعراضاً نفسية صرفة لدى الأطفال، مثل الكآبة الممزوجة بالذهول التي أصابت أطفالاً كانوا بكامل نشاطهم قبل الأحداث، وصاروا يجلسون في مكان واحد ساعات من دون أن يغيروه.

وبحسب مشاهداتها في بعض مدارس دمشق التي آوَت لاجئين من مناطق متعددة، هناك مظاهر للعنف يمكن تلمّسها لدى كثير من الأطفال، سواء في الألعاب أم في التعامل مع الأقران، إذ يسبّبون الألم لأندادهم أثناء اللعب. واستطراداً، لمست هذه الطبيبة العنف لدى الكبار أيضاً، إذ يتعامل الأب بعنف مع الأبناء وحتى الزوجة. ولاحظت أعراضاً من «متلازمة الفقد» Loss Syndrome لدى الأطفال، سواء كان لفقدانهم شخصاً عزيزاً على قلوبهم أم لفراق بلدهم ومنزلهم. وتتبدى هذه المتلازمة بأعراض تشمل الكآبة والقلق والخوف من فقدان الأشياء، وتكرار كلام الطفل عما فُقِد أو ربما تجاهله كليّاً.

ومن بين الأمراض الجسدية- النفسية التي سبرتها لدى الأطفال، أبرزت الدكتورة عُلا الصُداع المتكرر، واضطرابات النوم، ومعاناة أعراض القرحة الإثني عشرية، إضافة إلى اضطرابات الأكل كالنهم العُصابي «بوليميا» Neurotic Bulimia أو «نقص الشهيّة العُصابي» Anorexia Nervosa. ورُصِدَت هذه الأخيرة لدى كثير ممن تعرضوا إلى رضّة نفسية في المناطق «الأقل سخونة» في سورية.

عنف أذيّة الذات

وأوضحت الدكتورة عُلا أنها عالجت حالتي «هيستيريا» Hysteria، في إحدى مدارس اللاجئين. وفي الحاليـــن، عانى المُصاب من الاختلاج والتسارع في التنفّس، والاضطراب في الوعي، والتنميل في الأطراف. وتطلّب العلاج وضع كيس على أنف المُصاب وفمه، كي يتنفس فيه، ويهدأ تدريجياً. وبيّنت أن هذه الحال تحتاج إلى متابعة في العلاج النفسي، ربما لا تكون متاحة حاضراً. كما لاحظت عُلا أن المُصابين بـ«مرض النوبات» Epilepsy (يُسمى «الصرع» خطأً)، عانوا زيادة في وتيرة النوبات لديهم نتيجة التوتر المتّصل بالأوضاع الحالية.

وأردفت أن مظاهر الكآبة والقلق لدى أطفال سورية حاضراً، تشمل تعمّدهم أذيّة الذات عبر أكل الأظافر وتنتيف الشعر إلى حدّ ظهور بقعٍ فارغة في جلدة الرأس لديهم، بل أن البعض عمد إلى الضغط على أظافره حتى يخرج الدم من حوافيها.

وتحدّثت عُلا عن المساعدات النفسية والطبية التي تقدم لهؤلاء الأطفال الذين هم في أمس الحاجة إليها، مُشيرة إلى عدم وجود مؤسسة رسمية في الدولة للاهتمام بهذه المُعاناة. «ينظر إلى هذه الاضطرابات بوصفها حالات فردية. لا توجد عيادات نفسية كافية للتعامل معها، بل يأتي العون أحياناً عبر جهود تطوّعية من شباب يحاولون الترفيه عن بعض الأطفال.

المشكلة أن الطفل المكتئب أو القلِق لا ينخرط مع هذه النشاطات التي ربما تناسب الأطفال بعد انتهاء الأزمة في سورية. ولا يمكن علاج الأطفال المُصابين بشكل فعّال حاضراً، بسبب استمرار الأزمة وعنفها الطاحن».

وأشارت الدكتورة عُلا إلى محاولة علاج الأطفال بالرسم، لكن هؤلاء غالباً ما كانوا يرسمون أشياء منسلخة عن الواقع والأحداث التي عايشوها. «ربما كان بعضهم غير واثق بمن يتعامل معه، ولعل بعضهم يعاني حال إنكار نفسي. ونادراً ما رسم أحد الأطفال مدفعاً أو أسلحة أو ما شابه».

خوف وفقر

تحدّثت إحدى الناشطات المتطوعات للتخفيف من ألم الأطفال عن حزنها لأن «هؤلاء الأطفال سرقت منهم طفولتهم، بل سُرِقوا منها. حتى مفردات الأطفال كلها تغيّرت. أصبحت لغتهم تتركز على الأسلحة و»الثورة». يشعر جزء من الأطفال بأنه مُجبر أو لديه مسؤولية أن يؤدي دوراً أوعملاً له علاقة بالثورة، كأن تكون رسماً أو أغنية. ويحفظ كثير منهم هتافات وأغاني تتصل بالثورة».

ورأت أن قسماً من الأطفال لديهم إحساس بالظلم لمغادرتهم منازلهم، إضافة إلى خوف وترقّب. وروت أنها شاهدت مشادة بين امرأتين قاطنتين في مدرسة، فكان أن أمسَك ولدا المرأتين، كل بثوب أمه، وراح يبكي. أصبح لدى الأطفال خوف رُهابي «فوبيا» Phobia من العنف.

ورصدت الناشطة أطفالاً يعبّرون عن مأساتهم برسم الأسلحة، فيما عانى آخرون من قلّة التركيز ذهنياً. وأوضحت أن بعضهم يعاني صدمات نفسية متكرّرة، مثل أولئك الذين اضطروا للنزوح مرات عدّة. «هناك أطفال يهرعون للاختباء تحت الأسرة أو الشراشف، لدى سماعهم أصوات مدفعية أو انفجارات».

وتحدثت الناشطة نفسها عن الفقر الشديد الذي يعانيه النازحون ويتجلى في نحول أطفالهم، إضافة إلى تخلّف بعض العائلات، وعدم معرفتها بطُرُق التصرّف بشكل سليم تجاه مُعاناة أطفالها.

تطهير وتهجير في دمشق وتدمير وإحتلال في حمص

واشنطن – جويس كرم؛ لندن، دمشق، بيروت، أنقرة -»الحياة»، ا ب، أ ف ب، رويترز

دخلت الأزمة السورية مساراً خطيراً مع لجوء قوات النظام الى تطهير وتهجير احياء كثيرة محيطة بالعاصمة وشن هجمات وحشية على احياء في حمص ومحيطها وتدميرها واحتلالها كما تقول فصائل المعارضة، في ما بدا انه محاولة لابعاد شبح القتال عن دمشق ومنع حصارها وابقاء خطوط الاتصال مفتوحة مع محافظة اللاذقية من دون عوائق. واستمر التراشق بالقذائف بين الجانبين السوري والتركي، ما دفع بالرئيس التركي عبدالله غل الى مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل، قائلاً « إن «أسوأ السيناريوهات» تتحقق في سورية، و»إن تركيا ستواصل اتخاذ كل الاجراءات اللازمة لحماية حدودها»، ومشدداً على ان «حكومتنا تتشاور بشكل دائم مع الجيش التركي، وأن كل الاجراءات اللازمة يتم اتخاذها على الفور كما ترون وسيستمر هذا من الآن فصاعدا أيضا».

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان أن القوات النظامية تشن «حملة هدم وتجريف للمنازل» في حي القابون جنوب العاصمة، ومنطقة برزة في شمالها التي تشهد «حالة نزوح كبيرة للسكان». وغالبا ما تشهد الاحياء الجنوبية للعاصمة اشتباكات واعمال عنف رغم اعلان القوات النظامية سيطرتها على مجمل احياء دمشق منذ تموز (يوليو) الماضي.

وفي هجمات مضادة تشير إلى الصعوبة المتزايدة التي تواجهها المعارضة في الحفاظ على المدن والأحياء المهمة، التي سيطرت عليها على مدار الشهور الماضية، قال مقاتلون إن القوات الحكومية تقدمت امس، وللمرة الأولى منذ شهور، في حي الخالدية في حمص. وتقصف القوات الحكومية منذ أربعة أيام 12 حيا في المدينة المحاصرة التي وصفت بـ»عاصمة الثورة» السورية بسبب معاركها الشرسة مع النظام.

وقال مقاتل لوكالة «رويترز»، عبر موقع سكايب: «دخل جيش الأسد الى مناطق في الخالدية للمرة الأولى منذ شهور، احتلوا المباني التي كنا متمركزين فيها واضطررنا لاخلائها».

واستمرت أمس الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية وقوات المعارضة في حلب، حيث مشطت قوات النظام حي هنانو وسط المدينة بعدما تمكنوا من دخوله وطرد المعارضين منه. كما سجلت مواجهات في إدلب وريف حمص، خصوصاً في مدينة القصير التي تحاصرها قوات الجيش في محاولة لاقتحامها من 3 مداخل.

وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن أكثر من 100 سقطوا أمس برصاص قوات النظام، فيما افادت هيئة الثورة السورية عن سقوط 30 مواطناً في مجزرة ارتكبتها قوات النظام في بلدة الكرك الشرقي في درعا. وقال المركز الإعلامي السوري إن قوات النظام تقصف براجمات الصواريخ بلدة أم الولد في ريف درعا.

وتواصلت التوترات على الحدود التركية – السورية لليوم السادس على التوالي. وقال مسؤول تركي لـ»رويترز» إن الجيش التركي وجه ضربة ثأرية الى سورية عقب سقوط قذيفة مورتر اطلقت من الاراضي السورية على منطقة ريفية في اقليم هاتاي الجنوبي. وهذا هو اليوم السادس للقصف عبر الحدود.

وخلال الايام القليلة الماضية عززت القوات التركية وجودها على طول الحدود المشتركة مع سورية وعلى امتداد 900 كيلومتر.

واعتبرت سورية أن تصريحات وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو التي اقترح فيها تسلم نائب الرئيس السوري فاروق الشرع رئاسة حكومة انتقالية في سورية تعكس «تخبطاً وارتباكاً» سياسياً وديبلوماسياً. وقال وزير الاعلام السوري عمران الزعبي أن «تركيا ليست السلطة العثمانية والخارجية التركية لا تسمي ولاتها في دمشق ومكة والقاهرة والقدس». ونصح الوزير الحكومة التركية «بالتخلي عن مهماتها لمصلحة شخصيات يقبلها الشعب التركي»، معتبراً أن في ذلك «مصلحة تركية حقيقية».

وفي أول رد فعل من «المجلس الوطني السوري» المعارض على الاقتراح التركي، قال رئيس المجلس عبدالباسط سيدا لوكالة «أسوشييتد برس» إن المجلس «لن يعارض دوراً سياسياً لأعضاء في حزب البعث الحاكم بعد سقوط النظام الحالي لتحديد مستقبل البلاد السياسي طالما أنهم لم يشاركوا في عمليات القتل خلال الانتفاضة». وشدد على أن المعارضة السورية لن تقبل شيئاً أقل من إزالة كامل نظام الرئيس السوري ودائرته المقربة. وقال: «نحن مع أي حل يوقف القتل في سورية واحترام طموحات الشعب السوري في ما يضمن عدم عودة الديكتاتورية والاستبداد».

وقال سيدا، عن الشرع: «ليس لدينا معلومات بأنه شارك في القتل أو أعطى أوامر بالقتل، لكنه ينتمي إلى القيادة السياسية» المحيطة بالأسد، وذلك في تلميح إلى احتمال أن يكون بقاء الشرع كل ذلك الوقت الى جانب النظام دليلاً على عدم وقوفه بحسم إلى جانب الثورة.

وأعلن برهان غليون، الرئيس السابق للمجلس أن المعارضة السورية موافقة أن يرأس الشرع حكومة انتقالية بغية حقن الدماء ووقف القتال في سورية. وقال «من المؤكد أن توافق المعارضة على هذا الاقتراح في حال قبل الأسد فعلياً التنحي عن الحكم… لكني لا أعتقد أن الشرع الآن في هذا المنحى… أي أنه ليس قادراً على شغل هذا المنصب أو راغباً في شغله». ونفى اجراء مفاوضات مع تركيا حول هذا المقترح.

وفي واشنطن، تعهد المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية ميت رومني تغيير مسار سياسة واشنطن في الشرق الأوسط ومن خلال نهج أكثر «قيادية وتشدداً» مع ايران وسورية، من أبرز مكوناته تسليح الثوار «الذين يشاركوننا مبادئنا» في سورية، ومنع ايران من امتلاك «القدرة على تطوير السلاح النووي» وزيادة التنسيق مع اسرائيل.

وفي خطاب القاه قبل أقل من أربعة أسابيع على الاقتراع قال أنه “حان الوقت لتغيير المسار في الشرق الأوسط… ان الرئيس (باراك أوباما) يأمل بشرق أوسط أكثر حرية وازدهارا انما الأمل ليس استراتيجية”. وانتقد رومني بشدة سياسة أوباما و”قيادته من الخلف” في المنطقة، معتبرا الى أن تنظيم «القاعدة» يزداد قوة على رغم أن ادارة أوباما قتلت ٢٣ رأساً من التنظيم بينهم زعيمه أسامة بن لادن.

كما تعهد رومني زيادة التعاون مع دول الخليج والتزم أيضا بهدف حل الدولتين “دولة فلسطينية تعيش بأمن وسلام الى جانب دولة اسرائيل اليهودية”. وتعطي استطلاعات الرأي أفضلية لأوباما في ميدان السياسة الخارجية والأمن القومي نتيجة لتصفيته بن لادن، والانسحاب من العراق وتعهده الانسحاب من أفغانستان.

                      النظام يحاول الحسم في حمص والقصير

بان يحذّر من “التداعيات” على لبنان وتركيا

    (و ص ف، رويترز، أب، ي ب أ، أ ش أ)

أنقرة تعزز قواتها على الحدود وتردّ على قصف من سوريا لليوم السادس

مناورات تركية – مصرية بحرية مشتركة وموسكو تنبّه إلى “كارثة” التدخل الخارجي

تحول التوتر القائم على الحدود بين سوريا وتركيا تبادلاً شبه يومي للقصف المدفعي مع موجة جديدة من القصف والقصف المضاد الذي ينذر بانفجار شامل. ونبه الرئيس التركي عبدالله غول العالم الى ان “اسوأ السيناريوات تتحقق الان في سوريا” وحض المجتمع الدولي على التحرك لمواجهة الوضع السوري، واكد ان بلاده تتخذ “كل الاجراءات اللازمة” على الحدود.

ومع تصاعد التوتر على الحدود السورية – التركية، قال مسؤول عسكري مصري إن القوات البحرية المصرية والتركية بدأت الأحد مناورات مشتركة لمدة أسبوع في شرق البحر المتوسط يطلق عليها “بحر الصداقة” وهي من مناورات عسكرية مشتركة عدة بين مصر وتركيا. ومعلوم ان تركيا من أولى الدول التي أيدت الانتفاضة المصرية التي أطاحت الرئيس السابق حسني مبارك وأدت إلى تولي “الإخوان المسلمين” السلطة.  وتؤيد الدولتان المعارضة السورية وتدعوان الى تنحي الرئيس بشار الاسد.

ونظراً الى المخاطر المترتبة على التوتر التركي – السوري، حذر الامين العام للامم المتحدة بان كي- مون من خطورة الوضع على الحدود بين البلدين. كما حذر وزير الدفاع الروسي أناتولي سيرديوكوف الذي يزور برلين من ان التدخل الخارجي في سوريا سيؤدي الى كارثة في الشرق الاوسط.

وفي موازاة المكاسب التي تحققها المعارضة السورية على طول الشريط المحاذي للحدود التركية – السورية والتي توجت بزيارة هي الاولى من نوعها لرئيس “المجلس الوطني السوري” عبد الباسط سيدا لمنطقة تل الهوى، سجل تصاعد كبير في حدة المعارك والقصف في مدينة حمص وريفها حول مدينة القصير القريبة من الحدود مع لبنان، في ما يبدو انه محاولة من قوات النظام للسيطرة على المدينة والمناطق المحيطة بها.

وفيما نقلت “رويترز” عن مقاتلين معارضين ان الجيش النظامي اقتحم حي الخالدية في حمص بعد تدمير المباني التي كان يتمركز فيها المقاتلون، أورد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان حصيلة الضحايا في مجمل الاراضي السورية بلغت امس 132 قتيلا بينهم 48 مدنيا و31 مقاتلا او منشقا و53 عسكريا نظاميا، غالبيتهم في محافظتي درعا وحلب. واعلن ان مجموع عدد القتلى في سوريا منذ بدء الازمة في 15 آذار 2011 وصل الى ما لا يقل عن 32 الف قتيل، غالبيتهم من المدنيين.

وغداة اقتراح وزير الخارجية التركي احمد دواد اوغلو ان يتولى نائب الرئيس السوري فاروق الشرع قيادة المرحلة الانتقالية في سوريا، اعلن سيدا ان المجلس لن يعارض اضطلاع اعضاء من حزب البعث في المستقبل السياسي لسوريا اذا لم يكونوا قد شاركوا في عمليات القتل خلال الانتفاضة المستمرة منذ 19 شهراً.

  بان كي – مون

وحذر بان كي – مون لدى افتتاح اول “منتدى عالمي للديموقراطية” في ستراسبور من الوضع “البالغ الخطورة” على الحدود السورية – التركية.  وقال امام مجلس اوروبا “ان الوضع في سوريا تفاقم بشكل مأسوي. انه يطرح مشاكل خطيرة بالنسبة الى استقرار جيران سوريا وكل المنطقة”. واضاف ان “تصعيد النزاع على الحدود السورية – التركية وتداعيات الازمة على لبنان أمران بالغا الخطورة”. ولفت الى أنه “مع اقتراب فصل الشتاء نحن في حاجة الى ان يلبي المانحون بمزيد من السخاء حاجات السكان في داخل سوريا واللاجئين الذين يزيد عددهم عن 300 الف لاجئ في الدول المجاورة”.

وبعدما أبدى  قلقه الشديد من التدفق المستمر للاسلحة الى الحكومة السورية وكذلك الى قوات المعارضة”، دعا الامين العام للامم المتحدة كل الاطراف، وسط تصفيق حاد من الحاضرين، الى “وقف استخدام العنف والتوجه نحو حل سياسي. انه السبيل الوحيد للخروج من الازمة”. واضاف: “أطلب بشكل عاجل من الدول التي تقدم أسلحة ان تتوقف عن ذلك. ان عسكرة النزاع لا تؤدي الا الى تفاقم الوضع”.

 سيدا على الحدود

وفي خطوة رمزية، زار عبد الباسط سيدا منطقة سورية على مقربة من الحدود مع تركيا في رفقة عدد من اعضاء المجلس وقادة من “الجيش السوري الحر”.

وقال مسؤولان في “الجيش السوري الحر” ان سيدا زار بلدة باب الهوى المحاذية لتركيا في محافظة ادلب حيث التقى عدداً من قادة هذا الجيش المتمرد.

وهي الزيارة الاولى لسيدا للاراضي السورية منذ تسلمه رئاسة “المجلس الوطني السوري” في حزيران الماضي.

  الوضع الميداني

ميدانياً، قال مصدر أمني سوري إن انتحارياً يقود سيارة مفخخة فجر نفسه ليلاً في محيط مركز عسكري في حرستا قرب دمشق من غير ان يوقع اصابات في صفوف العسكريين.

من جهة أخرى، أرجأ مقاتلون سوريون معارضون البدء باعدام ايرانيين يحتجزونهم منذ آب الماضي.  وصرح ناطق باسم المجلس العسكري لـ”الجيش السوري الحر” في دمشق وريفها أحمد الخطيب عبر “سكايب”: “جرى التواصل مع السلطات التركية كجزء من مفاوضات غير مباشرة بين الجيش السوري الحر والنظام الايراني”.

واضاف الخطيب الذي لا علاقة مباشرة له بعملية الخطف، لكنه على صلة بعدد من المجموعات المقاتلة: “اذا لم يطلق النظام السوري في الساعات المقبلة الفتيات الثلاث والعائلتين من الغوطة الشرقية (بريف دمشق) اللواتي يحتجزهن، قد تبدأ المجموعة التي تحتجز الايرانيين بتنفيذ تهديدها”.

خطة تركية للواء الإسكندرون: تغيير الخريطة المذهبية؟

محمد نور الدين

شكلت التظاهرة الحاشدة التي نظمها العلويون في أنقرة أمس الأول محطة بارزة في مسيرة مطالبة العلويين الاعتراف بحقوقهم وهويتهم.

وجاءت التظاهرة في لحظة سياسية داخلية يحاول فيها رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان أن يحشد الدعم لسياساته الداخلية والخارجية، بعد المؤتمر الرابع لحزب العدالة والتنمية قبل عشرة أيام، وبعد محاولة اردوغان «الاستيلاء» على قصيدة لأحد الشعراء العلويين وعنوانها «نحن في طريق طويل ودقيق».

وردّ العلويون على اردوغان بإنشاد القصيدة التي صارت أغنية، بشكل جماعي خلال التظاهرة في إطار الصراع المفتوح على الرموز المفتوح عند كل منعطف.

وعكست التظاهرة كيف أن المطالب التي رفعها العلويون ليست جديدة، بل تعود إلى عقود خلت لم يحققها لا العلمانيون ولا الإسلاميون. وفي طليعة هذه المطالب الاعتراف بـ«بيوت الجمع» مراكز عبادة وإلغاء تدريس مواد دينية جديدة في المدارس ما يعكس رغبة من الحكومة الإسلامية تنشئة الجيل الجديد، وفي سن صغيرة على أسس دينية تبعاً للمذهب الحنفي مع تجاهل المذهب العلوي، رغم أن العلويين يشكلون ما لا يقل عن 15-18 مليوناً من مجموع السكان البالغ عددهم 73 مليوناً.

لكن التظاهرة عكست كذلك التصعيد في النبرة المذهبية في تركيا منذ سنة ونصف السنة حتى الآن، ولا سيما أيضاً في بعدها الخارجي، حيث أبدى العلويون رفضهم للحرب ضد سوريا معتبرين الشعب السوري شقيقاً.

وقال رئيس الاتحاد البكتاشي العلوي صلاح الدين اوزيل إن على اردوغان أن يعتذر عما يسببه للعلويين، مضيفاً إن رئيس الحكومة «لا يستطيع حل أي مشكلة لها علاقة بالديموقراطية في تركيا، ومن ثم يتحدث عن إقامة الديموقراطية في سوريا. هذا مضحك حتى للغربان. نحن العلويين لا نريد الحرب مع سوريا ولا إيران ولا اليونان، ولا أي دولة أخرى. كما أن مواطنينا إلى أي مذهب انتموا لا يريدون مثل هذه الحرب».

وفي صلة بهذا المناخ المذهبي كشفت الباحثة التركية شيناي اوزدين ان دراسات وتحقيقات قامت بها أظهرت ملامح خطة حكومية تهدف الى تخويف العلويين وتهجيرهم من اقليم هاتاي (الاسكندرون)، وذلك من خلال سلوكيات قسم من اللاجئين السوريين الذي يقيمون في معسكرات في المنطقة، ذلك ان معظم اللاجئين السوريين هم من المذهب السني، ويقومون بفرز بين السنة والعلويين، كما في المستشفيات كذلك على الأرض. وهم يبثون الذعر في قلب العلويين الأتراك ما يدفع هؤلاء إلى الانزواء بل ربما الانتقال إلى أماكن أخرى.

لكن الباحثة كشفت عن وجود مخطط لتجنيس بعض اللاجئين السوريين السنة، لإحداث نوع من التوازن مع علويي الاسكندرون الذين يشكلون الغالبية والذين تظاهروا أكثر من مرة رافعين صور الرئيس السوري بشار الأسد والأعلام السورية. وتقول إن حكومة اردوغان منحت سابقاً الجنسية التركية للعديد من الأفغان في منطقة الاسكندرون، وهي تعدّ الآن لتجنيس سوريين.

الجـيش السـوري يدخـل الخالديـة فـي حمـص

السـيطرة علـى قـرى محيطـة بالقصـير

تشن القوات النظامية السورية حملة على مناطق يسيطر عليها المسلحون في محافظة حمص، لا سيما أحياء محاصرة في وسط المدينة، وفي القصير القريبة منها.

وقال مصدر عسكري سوري لوكالة «فرانس برس»، أمس، ان «الجيش (النظامي) هو في خضم محاولة تطهير الأحياء التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون في حمص». كما اشار الى أن القوات النظامية سيطرت على القرى المحيطة بمدينة القصير «وتحاول الآن استرجاع المدينة نفسها».

وقال الناشط في «الهيئة العامة للثورة السورية» في القصير هادي العبد الله عبر «سكايب»، إن القوات النظامية تحاول «اقتحام (القصير) من ثلاثة محاور»، مشيرا إلى أن الاشتباكات «عنيفة جدا جدا» وتتزامن مع قصف تتعرض له المدينة.

وتفرض القوات النظامية حصارا منذ أشهر على أحياء عدة يسيطر عليها المقاتلون المعارضون في مدينة حمص، لا سيما منها الخالدية وحمص القديمة. واستخدمت القوات النظامية الطيران الحربي الجمعة الماضي في قصف حي الخالدية، وهي المرة الأولى التي تستخدم فيها هذا السلاح في استهداف حمص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مسلح لوكالة «رويترز» إن القوات النظامية تقدمت، للمرة الأولى منذ شهور، في حي الخالدية في مدينة حمص. وأوضح ان الجيش السوري «دخل مناطق في الخالدية للمرة الأولى منذ شهور. احتلوا مباني كنا متمركزين فيها واضطررنا لإخلائها».

وافادت مراسلة «السفير» في عكار عن فرار عناصر منشقة عن الجيش السوري الى داخل الأراضي اللبنانية، ما ادى إلى تبادل لإطلاق النار مع الجيش النظامي. وطاولت النيران المنازل السكنية في بلدة الشيخ عياش، ما تسبب بحالة من الذعر في صفوف المواطنين الذين فروا من منازلهم.

وحمص اكبر محافظة في البلاد، وهي قريبة من دمشق ومحافظات حماه ودير الزور وطرطوس الساحلية، كما يحدها لبنان من الجنوب الغربي، والأردن من الجنوب الشرقي، والعراق من الشرق. ويعتبر موقع حمص استراتيجيا نظرا إلى قربها من لبنان والعاصمة السورية، وهو كذلك بالنسبة إلى القوات النظامية والمسلحين الذين استفادوا من تعاطف مناطق في شمال لبنان معهم لتهريب الجرحى والمواد التي يحتاجون إليها.

وتابع «تنفذ القوات النظامية حملة هدم وتجريف للمنازل في حي القابون وبرزة في دمشق ترافقها حالة نزوح كبيرة للسكان من المنطقة». وأشار إلى «مقتل 65 شخصا في مناطق مختلفة في سوريا».

وقال المرصد «تنفذ القوات النظامية السورية حملة مداهمات في بلدة الكرك الشرقي بمحافظة درعا، حيث قتل 20 شخصا، بينهم خمسة من المسلحين، في حين يستمر القصف والاشتباكات في أحياء عدة من حلب».

وفي حلب، نقل مراسل «فرانس برس» عن سكان قولهم إن أحياء بستان الباشا والحيدرية والشيخ خضر شمال شرق المدينة «تتعرض لقصف عنيف كما تسمع فيها أصوات اشتباكات عنيفة».

وأشار المرصد إلى «مقتل مقاتل معارض خلال اشتباكات مع القوات النظامية بالقرب من ثكنة هنانو، غداة اشتباكات ليلية في أحياء الميدان والصاخور وصلاح الدين وسيف الدولة». وأشار المرصد إلى «مقتل ما لا يقل عن خمسة من القوات النظامية واسر ثلاثة ضباط احدهم برتبة عميد خلال اشتباكات على حاجز في قرية الزعينية في ادلب، نجح المقاتلون المعارضون في السيطرة عليه».

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

الجيش السوري يدخل الخالدية ويحاصر القصير

السعودية تقاطع «الرباعية» قـلـق دولـي علـى لبـنان

زياد حيدر

أبلغت السعودية مصر أنها لن تشارك في الاجتماع المقبل للجنة «الرباعية» حول سوريا، والمتوقع أن يعقد قبل نهاية الشهر الجاري، لكن من دون أن تعلن انسحابها منها، فيما حذر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، امس، من تداعيات الازمة السورية إقليميا، وخاصة على لبنان، بينما استطاع الجيش السوري، الذي يشن عملية عسكرية ضخمة ضد المسلحين في حمص، التقدم داخل حي الخالدية واستعاد قرى تحيط بالقصير على الحدود اللبنانية.

وقال مسؤول سوري إن انتحارياً فجر سيارة قرب مقر فرع الاستخبارات الجوية في منطقة حرستا في ريف دمشق. ووقع انفجار ثان قرب أحد مراكز الدفاع المدني في باب شرقي. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، «بلغت حصيلة الضحايا 132 قتيلا، بينهم 48 مدنيا و31 مقاتلا أو منشقا و53 عسكريا نظاميا، غالبيتهم في محافظتي درعا وحلب». وقال معارضون إن رئيس «المجلس الوطني السوري» المعارض عبد الباسط سيدا «زار بلدة باب الهوا (السورية) المحاذية لتركيا في محافظة ادلب، حيث التقى العديد من قادة الجيش الحر». وذكرت قناة «بي بي سي» البريطانية ان مراسلها شاهد صناديق أسلحة اوكرانية كانت موجهة الى القوات السعودية في مركز للمسلحين في حلب. (تفاصيل صفحة 13)

وردت دمشق على كلام وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو المتعلق بتسلم نائب الرئيس السوري فاروق الشرع رئاسة حكومة انتقالية في سوريا، فاعتبرت أن هذا الكلام يعكس «تخبطا وارتباكا» سياسيا وديبلوماسيا. وقال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي إن «تركيا ليست السلطة العثمانية والخارجية التركية لا تسمي ولاتها في دمشق ومكة والقاهرة والقدس».

وعلمت «السفير» من ديبلوماسيين معنيين بالأزمة السورية أن السعودية ما زالت عضواً في اللجنة «الرباعية» التي شكلتها مصر، وتضم أيضا تركيا وإيران، وإن كانت جاهرت بانعدام قناعتها بجدوى هذه الديبلوماسية، التي تقودها القاهرة، بإصرار من الرئيس محمد مرسي، وبجهود دؤوبة من وزارة الخارجية، التي تقارب الأزمة السورية من منطلقات عدة، أبرزها ما هو مرتبط بالأمن القومي المصري والعلاقة التاريخية بين البلدين.

وطرحت الديبلوماسية المصرية عدة مقاربات خلال اجتماعين للجنة، وتنوي طرح أفكار أخرى خلال اجتماع مقبل، وفق معلومات «السفير»، ضمن سياق «الحل السياسي» ذاته للأزمة. آخرها محاولة تجميع المعارضة تحت مظلة «حكم معنوي» يتمثل في تجمع لأكثر الشخصيات قبولا ومصداقية لدى فئاتها أيا كانت انتماءاتها، من دون أن يسمى هذا التكوين بـ«مجلس عقلاء أو حكماء» بالضرورة، ليكون نقطة انطلاق نحو توحيد الفصائل المبعثرة بين قيادات وولاءات إقليمية دولية كثيرة.

أما على صعيد الحكم، فطرحت مصر أفكاراً تتعامل مع الأزمة من منطلق أنها مستمرة طويلا، فحاولت اختبار تصورات ضمن هذا المنظور، بينها النظر إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة في سوريا صيف العام 2014 باعتبارها انتخابات تتجاوز فكرة المرحلة الانتقالية، وتشارك بها شخصيات جديدة بالمطلق.

أما سيناريو التدخل الخارجي فيبقى مستبعداً. ويؤكد ديبلوماسيون من المعسكرين أنه غير وارد، وأن الرغبة والإرادة غير متوافرتين له، ما يبقي على احتمالين، الأول هو الصراع المستمر، الذي سيأتي على مقدرات البلاد، أو لجوء الطرفين إلى حوار سياسي يتمخض عن نتيجة عملية، وهو ما يعتقد بعض أعضاء «الرباعية» أنه ممكن.

وتبقى السعودية خارج هذه التصورات السياسية، استنادا الى طموح التخلص من النظام الحاكم في دمشق بقوة السلاح. ويفسر ديبلوماسيون قبول الرياض المشاركة في «الرباعية» بأسباب مرتبطة برغبة دعم مصر في نشاطها الديبلوماسي الأول على المستوى الإقليمي، وثانيا «لإثبات فشل جدوى فكرة الانخراط الايجابي مع إيران». وهو موقف تعبر عنه الرياض بالتغيب عن نشاط اللجنة، من دون أن تنسحب منها رسمياً وفقا للمصادر ذاتها.

من جهتها، تراهن مصر على جدوى العلاقة مع إيران، بالرغم من الاختلاف في الشأن السوري، فهي «لا تريد لحالة الرهاب الطائفي الشيعي – السني أن تتوسع»، لتترك تأثيراً أكبر على العلاقات الإقليمية، كما أن تاريخاً من العلاقة الجيدة يحكم العلاقة بين طهران وجماعة الإخوان المسلمين المصرية، ناهيك عن توافق الطرفين في الموضوع الفلسطيني. وبالطريقة ذاتها تجد مصر لكل طرف من الأطراف الثلاثة المشتركة في اللجنة مبرراً للعب دور، حيث إن تركيا منخرطة تماما في دعم المعارضة السورية، وتريد التخلص من النظام لإقامة حكم ذي طابع إسلامي يستند الى تنظيم «الإخوان المسلمين»، والسعودية باعتبارها القوة الفعلية في الخليج العربي و«قلب العالم السني»، إضافة للأبعاد الشخصية التي ميزت العلاقة بين الرياض ودمشق، ولأسباب أخرى متعلقة برغبتها في إيجاد مكان للحركات السلفية في سوريا، كما جرى في باقي البلدان، ولكسر حلقة التعاون الإيراني – السوري.

من جهتها، ترغب إيران في تسوية سياسية تبقي النظام الحليف على المستوى الإقليمي والدولي، وتحفظ لسوريا ما بقي من مقدراتها السياسية والاقتصادية وتقيها شراً أكبر. أما مصر فتعتبر نفسها معنية بالقضية من منطلق حرصها القومي العربي، إضافة لمخاوفها من تحول الصراع، من صراع نظام معارضة إلى حرب أهلية تمتد أبعادها بشكل أوسع، وأيضا رغبة من قيادتها الجديدة باستعادة دور القاهرة على المستوى العربي، وهو دور شكل غيابه في الأعوام الأخيرة فرصة لدول صغيرة بالبروز، ولا سيما قطر، التي يقول ديبلوماسيون إنها استبعدت عن «الرباعية» لأسباب متعددة، من أبرزها أنها «لا تمتلك أية أهداف واضحة على المستوى العملي» بخصوص الأزمة السورية أو مستقبل البلاد ما بعد الأزمة.

وكانت صحيفة «الراي» الكويتية قد نقلت عن مصدر ديبلوماسي رفيع المستوى قوله إن السعودية أبلغت مصر «انسحابها من الرباعية، لأنها تعتبر أن المضي في هذه المبادرة غير مجد في الوقت الحالي، ولا ثمار متوقعة من ورائها».

وقال المصدر إن «هناك اختلافا في الرؤى بين القاهرة والرياض، حيث إن السعودية تتهم إيران بأنها جزء من هذه الأزمة ومسؤولة بصورة مباشرة عن إزهاق أرواح الشعب السوري، فيما ترى مصر أن مشاركة إيران جزء من حل الأزمة». وكشف عن أن «السعودية وأطرافا عربية أخرى أبلغت مصر أن مشاركة إيران في المبادرة يؤدي بهذه الجهود إلى نهايات غير سعيدة».

قصف تركي لسوريا

وأعلن (ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا) مسؤول تركي أن الجيش رد على سقوط قذيفة سورية في إقليم هاتاي، فقصف مواقع للجيش السوري. وقال نائب الأمين العام للجامعة العربية احمد بن حلي إن داود أوغلو اتصل بالأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي حيث «بحثا الانتهاكات التي تقوم بها سوريا على الحدود التركية، وما يجب اتخاذه حيال عدم اتساع رقعة النزاع وخروجه عن نطاق السيطرة».

وأعرب الرئيس التركي عبد الله غول عن قلقه من عواقب النزاع السوري على بلاده. وقال إن «أسوأ السيناريوهات» تتحقق في سوريا، وحث المجتمع الدولي على التحرك، مؤكدا أن تركيا ستواصل اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية حدودها. وقال «حكومتنا تتشاور دوماً مع الجيش التركي. كل الإجراءات اللازمة تُتّخذ على الفور كما ترون وسيستمر هذا من الآن فصاعدا أيضا»، معتبرا أن «التغيير قادم لا محالة في سوريا».

وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في افتتاح «منتدى عالمي للديموقراطية» في ستراسبورغ شرق فرنسا، إن «الوضع في سوريا تفاقم تفاقماً مأساوياً. انه يطرح مشاكل خطيرة بالنسبة لاستقرار جيران سوريا وكل المنطقة». وأضاف ان «تصعيد النزاع على الحدود السورية – التركية وتداعيات الأزمة على لبنان أمران بالغا الخطورة». وأشار إلى أن المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي سيعود إلى المنطقة خلال الأسبوع الحالي.

الرياض اشترت اسلحة سورية وملايين من مخازن الذخيرة وتدفع رواتب المنشقين

اردوغان يواجه معضلة واجباته ‘العثمانية’ ومخاطر الانزلاق في المستنقع السوري

لندن ـ ‘القدس العربي’: تركزت الانظار في الايام الاخيرة على المأزق التركي من ناحية سورية، ومشكلة رئيس الوزراء طيب رجب اردوغان الداخلية والخارجية وقراءة حكومته الوضع السوري بثقة مبالغ فيها. والسؤال هو كيف تعيد تركيا ترتيب موقفها من سورية، وبنفس السياق صدرت تصريحات من الاطراف التي تحمست كثيرا وطالبت بتسليح المعارضة السورية، مثل السعودية وقطر حيث اوردت صحيفة ‘نيويورك تايمز’ يوم الاحد تصريحات مسؤولين في الدولتين ربطوا فيها وصول الاسلحة الثقيلة للمعارضة المسلحة بالموافقة الامريكية الضمنية وغير الضمنية.

وهناك مخاوف لدى السعودية وامريكا من عدم تكرار الدرس الافغاني في سورية، خاصة في ظل تحول هذا البلد لساحة جهاد دولي يفد اليها شباب من كل انحاء العالم تقريبا للدفاع عن اخوانهم السوريين. وعلى الرغم من الموقف هذا فالسعودية ترى فرصة لتحقيق انتصار على عدوتها ايران التي طالب الملك عبدالله حسب وثائق ويكيليس الامريكيين بقطع ‘رأس الافعى’.

حراك سعودي

وتشير صحيفة ‘واشنطن بوست’ في تقرير لها تحت عنوان ‘السعوديون يصطفون ضد اسد سورية’، وجاء فيه انه عندما اعلن الملك عبدالله عن عملية جمع تبرعات على مستوى البلاد بادر السعوديون وتبرعوا بـ 150 مليون دولار. وقام التلفزيون السعودي بتخصيص يوم لجمع التبرعات حيث ارسل من اتصل تبرعاتهم عبر الرسائل الهاتفية، والانترنت لحساب فتح خصيصا لدعم الثورة السورية. واشارت الصحيفة ان الملك عبدالله تصالحي في طبيعته شجب سورية بعبارات غاضبة ووقف شعبه وراءه في الشجب.

وتقرأ الصحيفة الموقف السعودي من زاوية العلاقة مع ايران، حيث يرى الملك ان هناك فرصة لتوجيه ضربة قاضية لايران. وتعتبر سورية مفتاح التأثير لكل من السعودية وايران الساعية كل منهما لتوسيع دائرة التأثير في المنطقة.

ويقول مسؤول سعودي لم يكشف عن اسمه ان سورية هي مفتاح ايران للعالم العربي وسقوط الاسد يعني ضربة استراتيجية لها. ويضيف ان ايران معلقة على الحبل بسبب العقوبات والموقف الدولي من مشروعها النووي، ومن هنا فخروج الاسد من المعادلة يجعلها اكثر عرضة للعقوبات. وفي الوقت الذي يقدم فيه المسؤولون اجوبة مراوغة حول الدعم السعودي للمعارضة المسلحة الا انهم في احاديثهم الخاصة يعترفون بشراء الحكومة السلاح والذخيرة للمقاتلين، كما ويدفع السعوديون رواتب الجنود المنشقين عن جيش النظام. ويقول محلل سعودي مؤثر ان السعودية اشترت كلاشينكوفات وبنادق روسية الصنع للجنود المنشقين عن النظام والذين تدربوا على استخدام هذه الاسلحة، كما مولت السعودية شحن ملايين من الذخيرة للمعارضة. وتنقل عن محللين قولهم ان السعودية تريد تقديم مساعدة اكثر للمعارضة على شكل اسلحة ثقيلة من صواريخ ارض- جو الا ان امريكا تمنعها، حيث تخشى واشنطن من وقوعها في ايد الجماعات المعادية لها.

مقاتلون سعوديون

وعلى الرغم من الدعم العسكري للمعارضة الا ان الرياض تقاوم عملية تدخل عسكري لانهاء الازمة في سورية ويؤكد مسؤولوها انها لم ترسل مقاتلين الى هناك وان من ذهب من المتشددين عددهم قليل. ولا تريد السعودية عودة محاربين من هناك لاثارة المشاكل كما حدث في تجربة القاعدة. وعلى الرغم من هذه التأكيدات الا ان باحثين امريكيين يشككون فيها ويقولون انهم لن يصدقوها حتى تقدم لهم الادلة على ذلك.

وكان الملك عبدالله اول من اتخذ موقفا متشددا من الاسد وطالبه باصلاح شامل. ومنذ تطور الازمة اتخذ سعود الفيصل مواقف متشددة حيث دعا علنا لتسليح المعارضة في اجتماع مجموعة اصدقاء سورية في تونس. ولم تكن العلاقة مع الاسد جيدة منذ اغتيال حليف الرياض في لبنان رفيق الحريري عام 2005. ويتعرض العاهل السعودي لضغوط شعبية لتسليح المعارضة بشكل كبير او المشاركة في عملية عسكرية تشارك فيها دول اخرى. ومما يزيد الضغوط هو وجود جالية سورية في السعودية يبلغ عددها مليون شخص تقريبا وقد جمع هؤلاء الملايين لدعم المعارضة.

تركيا قصة اخرى

على الساحة التركية، فالدعم الشعبي ليس كبيرا كالسعودية حيث تواجه حكومة اردوغان ضغوطا شعبية ومن المعارضة بشأن موقفها من الاسد، ويتهم اردوغان بانه وراء تردي العلاقات مع الجيران، على الرغم من سياسة ‘صفر مشاكل’. ولا يرغب الاتراك في حرب مع سورية، على الرغم من قدرة جيشهم على هزيمة جيش الاسد المنهك. ويلوم سكان القرى القريبة من الحدود مع سورية الحكومة بجعل قراهم نقطة انطلاق للمعارضة كي تضرب وتدخل سورية. والى هذا اشار روبرت فيسك في مقال له في ‘اندبندنت’ حيث انتقد ‘النفاق’ الدولي الذي انتفض لشجب القصف السوري لبلدة اكجاكالي حيث قتلت امرأة وابناؤها الاربعة. ودفع عن نفسه التهمة الموجهة اليه بانه ‘مخابرات’ سورية. ولكنه قال ان النظام السوري شرس وقاتل وهذا شيء اخر والقوانين والاخلاق الدولية امر اخر. وذكر الكاتب ان البلدة التي قصفت تقع في اقليم هاتاي التي كانت ارضا سورية وهبها الفرنسيون للاتراك على امل دخولهم الى جانب الحلفاء في الحرب العالمية الثانية. والى هذه الحقيقة اشار نورمان ستون الباحث في الشؤون التركية في مقال بصحيفة ‘التايمز’ حيث قال ان معظم سكان هذا الاقليم هم من غير الاتراك، ولاجل هذا فالعلاقات بين البلدين ظلت متوترة، حيث سمحت سورية لمقاتلي حزب العمال الكردي ‘بي كي كي’ الذي يطالب بالانفصال عن تركيا العمل من داخل اراضيها، واقامت له معسكرات تدريب في سهل البقاع اللبناني. ويشير الكاتب الى ان مؤسس تركيا الحديثة كان شعاره ‘سلاما في الوطن يعني سلاما في العالم’ وقد ظلت تركيا تتبع هذه الصيغة، وقامت عام 1973 بغزو قبرص لحماية الاتراك القبارصة هناك، ولكنها انتقلت وشاركت في مهمات دولية لحفظ السلام.

ويضيف ان تركيا اتبعت سياسة الحياد لكنها تراجعت في ظل اتاتورك وخلفائه، والان مزدهرة في ظل اردوغان الذي كان عمدة ناجحا لاسطنبول والآن رئيسا ناجحا لتركيا حقق لها نقلات كبيرة، وارسل رسالة للعالم ان الاتراك عادوا وان الاسلام لا يتناقض مع الرأسمالية والتعليم الحديث. وحقق هذا وفي عقله ما كان يقوله المفكرون المسلمون في القرن التاسع عشر من ان الاوروبيين يعيشون في القصور والمسلمين يعيشون في احياء البؤس.

اخطاء في الخارج

نجاح اردوغان في السياسة الداخلية لا يعني نجاحا في مجال السياسة الخارجية حيث دعم القضايا الخطأ، فقد حارب اسرائيل والان دخل في صراع مع سورية فقد حصل على تفويض من البرلمان يسمح للقوات التركية التدخل خارج حدودها اذا تعرض الوطن للخطر. ويقول ستون ان هناك ثورة في تركيا، من ناحية العودة للماضي العثماني الذي درس الاطفال انه ماض فاسد، ويجب التخلي عن كل ما يمت اليه.

ولكن العثمانية الجديدة التي تعني ان على تركيا حماية ولاياتها القديمة تثير للجدل، فعلاقة تركيا مع سورية لم تكن سهلة في الماضي والحاضر ـ فاهل الشام يتذكرون جمال باشا ‘السفاح’. اضافة الى ان هذه السياسة لا يجمع عليها الكثيرون خاصة الموالين الخلص لاردوغان. ويقول الكاتب ان تركيا ظلت تتجه للغرب وعليه من الصعب ان تجد محللا يتحدث العربية للاعلام. صحيح ان المال العربي يدعم قطاع العقارات في البلاد والذي يسهم بتدفق السلاح للمعارضة، لكن حقيقة قيام سورية بالانتقام من انقرة بالسماح لبي كي كي العمل يعني ان السياسة تنعكس سلبا على تركيا. ويقول ان الامريكيين لا يساعدون تركيا، فقد علقوا هواتفهم في ظل الحملة الانتخابية، وطلب احمد داوود اوغلو اقامة منطقة عازلة رفضه الامريكيون بادب، ولهذا فتركيا ستنتهي وحيدة عند الازمة.

اكراد وعلويون

وهذا يضعها امام مخاطر منها فتح جبهة جديدة مع الاكراد، حيث بدأت بالتفجيرات والعمليات التي يقوم بها حزب العمال الكردستاني، فالمعادلة واضحة، تركيا تدعم المعارضة فلماذا لا تدعم سورية الاكراد. اما الامر الاخر فهو فتح جبهة في الجنوب حيث سكان اقليم هاتاي العلويين الذين يعادون سياسة الحكومة ويتعاطفون مع النظام العلوي في دمشق. ويختم بالقول ان ما تقوم به الحكومة الحالية تعبير عن ثقة بالنفس،حيث تخلت عن ضبط النفس الذي اظهرته اثناء غزو العراق.

ويقول ان اتاتورك كان محقا ويجب العودة الى ما قاله. في الوقت الحالي تواصل القوات التركية قصفها لسورية. ونقلت ‘التايمز’ عن مقاتلين قولهم ان القصف التركي يساعدهم ويسهم في اقامة منطقة عازلة، حيث نقلت عن مقاتل في الجيش الحر قوله ان النظام السوري سيفكر مرتين قبل ان يقصف المناطق الحدودية لتركيا. ويقول ان المقاتلين على اتصال دائم مع القوات التركية، حيث يخبرونهم عن مواقعهم التي يتمركزون فيها. وعلى الرغم من استعراض القوة التركي الا انهم يشكون في استعداد تركيا للانخراط في الازمة بشكل اعمق. مع ان محللين نقلت عنهم ‘فايننشال تايمز’ قالوا ان اردوغان يخشى خطر الوقوع في المستنقع السوري، حيث قالوا ان رئيس الوزراء امامه خياران، التراجع عن موقفه او الاستمرار في موقفه المتشدد من سورية.

إيران تعلن استعدادها للعمل على إزالة التوتر من العلاقات السورية التركية

طهران- (د ب أ): أعلن رئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) علي لاريجاني الاثنين أن إيران مستعدة للعمل من أجل “إعادة الهدوء وإزالة التوتر” في العلاقات بين سورية وتركيا.

وذكرت وكالة (مهر) الإيرانية للأنباء أن تصريح لاريجاني جاء خلال اتصال هاتفي مع رئيس البرلمان التركي جميل جيجك.

وقال التقرير إن لاريجاني أكد “أهمية إزالة التوترات بين تركيا وسورية بشكل فوري”. وذكر أن “تصعيد وتيرة الاضطرابات في المنطقة يضر بمصالح ومبدأ الوحدة بين الدول الإسلامية في المنطقة بأكملها”.

وذكر لاريجاني أن طهران تشعر “بالقلق من نشوب توتر” في العلاقات بين الدول المجاورة والإسلامية ومن بينها تركيا وسورية كما أنها “مستعدة لاتخاذ خطوات كبيرة للمساعدة من أجل إعادة وتحقيق الهدوء في العلاقات بين البلدين”.

ودعا المسؤول الإيراني تركيا إلى بذل مساعيها الإنسانية من أجل الإفراج عن الإيرانيين الذي تم اختطافهم في سورية.

وتشهد المنطقة الحدودية التركية السورية توترا بعد سقوط قذائف من الأراضي السورية على أراضي تركيا أودت بحياة خمسة أشخاص وجرح آخرين في منطقة “آقجة قلعة” جنوب تركيا،كما سقطت ست قذائف على مناطق من محافظة هاتاي.

وذكرت وكالة (الأناضول) أن القوات التركية نقلت اليوم عددا من الآليات العسكرية من مدينة إسكندرون جنوب البلاد إلى مدينة الريحانية على الحدود مع سورية.

غول يرى ‘أسوأ السيناريوهات’ يتحقق في سورية.. وبان كي مون يحذر من خطورة الوضع

‘شحنات أسلحة’ مخصصة للجيش السعودي تصل حلب

تبادل القصف يتواصل على الحدود بين سورية وتركيا

دمشق ـ بيروت ـ لندن ـ وكالات: تحول التوتر القائم على الحدود بين سورية وتركيا الى تبادل شبه يومي للقصف المدفعي مع موجة جديدة من القصف والقصف المضاد، ما دفع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى التحذير من خطورة الوضع على الحدود بين البلدين، في الوقت الذي قال فيه الرئيس التركي عبد الله غول الاثنين إن ‘أسوأ السيناريوهات’ تتحقق في سورية وحث المجتمع الدولي على التحرك وقال إن تركيا ستواصل اتخاذ كل الاجراءات اللازمة لحماية حدودها.

وقال غول للصحافيين في العاصمة أنقرة ‘حكومتنا تتشاور بشكل دائم مع الجيش التركي. كل الاجراءات اللازمة يتم اتخاذها على الفور كما ترون وسيستمر هذا من الآن فصاعدا أيضا’.

جاء ذلك فيما قالت محطة ‘بي بي سي’ البريطانية أن شحنات أسلحة كانت مخصصة للجيش السعودي تم تحويلها للمسلحين المعارضين للنظام السوري في حلب.

وشاهد مراسل ‘بي بي سي’ إيان بانيل ثلاثة صناديق شحن، قادمة من شركة سلاح كان يُفترض تسليمها للسعودية، في قاعدة يستخدمها المسلحون المعارضون لنظام الرئيس السوري بشار الاسد في مدينة حلب.

ولم يتسن لـ’بي بي سي’ معرفة كيفية وصول هذه الصناديق إلى حلب، كما لم يُسمح لمراسلها بالاطلاع على محتوياتها.

وقد شاهد مراسل ‘بي بي سي’ شحنات الذخيرة في أحد مساجد حلب، ولوحظ أنها قادمة من شركة داستان الأوكرانية، المتخصصة في صناعة الأسلحة التي تستخدم بحراً والقذائف الصاروخية.

وقال إيان بانيل، الذي كان موجوداً في حلب، إنه من غير المعروف ماذا كانت تحتوي هذه الصناديق ولا كيفية وصولها إلى المدينة التي تشهد معارك عنيفة بين الجيش النظامي وعناصر الجيش الحر.

وأضاف بانيل أنه ‘من الواضح أن جهة خليجية ما تساعد وبجدية المسلحين الذين يسعون للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد’.

وكان المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية مت رومني قد تعهد الاثنين بدعم من وصفهم ‘العناصر الصديقة للغرب’ في المعارضة السورية.

وقال رومني ‘سأعمل مع حلفائنا وشركائنا من أجل التعرف على أعضاء المعارضة السورية، الذين يشاركوننا قيمنا وسأعمل على تزويدهم بالسلاح الذي يحتاجونه من أجل هزيمة دبابات وطائرات الأسد الحربية’، وذلك وفق ما أعلنت حملته الرئاسية.

وميدانيا سجل الاثنين تصاعد كبير في حدة المعارك والقصف في مدينة حمص وريفها حول مدينة القصير، في ما يبدو انه محاولة من قوات النظام للسيطرة على المدينة والمناطق المحيطة بها.

وبلغت حصيلة الضحايا الاثنين في مجمل الاراضي السورية 132 قتيلا بينهم 48 مدينا و31 مقاتلا او منشقا و53 عسكريا نظاميا، غالبيتهم في محافظتي درعا وحلب، حسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

من جهته حذر بان كي مون من الوضع ‘البالغ الخطورة’ على الحدود السورية التركية وذلك في افتتاح اول ‘منتدى عالمي للديمقراطية’ في ستراسبورغ.

وقال بان كي مون امام مجلس اوروبا ‘ان الوضع في سورية تفاقم بشكل مأساوي. انه يطرح مشاكل خطيرة بالنسبة لاستقرار جيران سورية وكل المنطقة’.

واضاف ان ‘تصعيد النزاع على الحدود السورية التركية وتداعيات الأزمة على لبنان امران بالغا الخطورة’ وقال ‘مع اقتراب فصل الشتاء نحن بحاجة الى ان يلبي المانحون بمزيد من السخاء احتياجات السكان في داخل سورية واللاجئين الذين يزيد عددهم عن 300 الف لاجئ في الدول المجاورة’.

وبعد ان عبر ‘عن قلقه الشديد ازاء التدفق المستمر للاسلحة الى الحكومة السورية وكذلك الى قوات المعارضة’ دعا الامين العام للامم المتحدة كل الاطراف، وسط تصفيق حار من الحاضرين، الى ‘وقف استخدام العنف والتوجه نحو حل سياسي. انه السبيل الوحيد للخروج من الأزمة’.

واضاف ‘اطلب بشكل عاجل من الدول التي تقدم اسلحة ان تتوقف عن ذلك. ان عسكرة النزاع لا تؤدي الا الى تفاقم الوضع’.

وردت دمشق على كلام وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو المتعلق بتسلم نائب الرئيس السوري فاروق الشرع رئاسة حكومة انتقالية في سورية، فاعتبرت ان هذا الكلام يعكس ‘تخبطا وارتباكا’ سياسيا ودبلوماسيا.

واضاف ان ‘تركيا ليست السلطة العثمانية والخارجية التركية لا تسمي ولاتها في دمشق ومكة والقاهرة والقدس’.

وكان وزير الخارجية التركي اعتبر في مقابلة تلفزيونية مساء السبت ان الشرع ‘رجل عقلاني’ ويمكن ان يحل محل بشار الاسد على رأس حكومة انتقالية في سورية لوقف الحرب الاهلية في البلاد.

خاطفو الرهائن الايرانيين يرجئون البدء بإعدامهم

بيروت ـ ا ف ب: أرجأ مقاتلون سوريون معارضون البدء بإعدام رهائن ايرانيين يحتجزونهم منذ آب (اغسطس) الماضي، بحسب ما ابلغ متحدث باسم الجيش السوري الحر وكالة فرانس برس.

وقال المتحدث باسم المجلس العسكري في دمشق وريفها احمد الخطيب لفرانس برس عبر سكايب ‘جرى التواصل مع السلطات التركية كجزء من مفاوضات غير مباشرة بين الجيش السوري الحر والنظام الايراني’.

اضاف الخطيب الذي لا علاقة مباشرة له بعملية الخطف لكنه على صلة بعدد من المجموعات المقاتلة ‘في حال لم يطلق النظام السوري في الساعات المقبلة الفتيات الثلاث والعائلتين من الغوطة الشرقية (بريف دمشق) اللواتي يحتجزهن، قد تبدأ المجموعة التي تحتجز الايرانيين بتنفيذ تهديدها’.

وكانت وكالة فارس الايرانية للانباء ذكرت السبت ان وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي اجرى اتصالا بنظيره التركي احمد داود اوغلو بهدف ‘طلب مساعدة تركيا في الافراج عن الزوار الايرانيين’ وقد وعد اوغلو بان تقدم بلاده المساعدة المطلوبة.

وابلغ قائد المجلس العسكري الثوري في دمشق وريفها ابو الوفا فرانس برس الجمعة ‘منحنا النظام مهلة 48 ساعة بدءا من الامس (الخميس) للانسحاب كليا من منطقة الغوطة الشرقية’. واضاف عبر سكايب ‘لدينا ايضا مطالب سرية عسكرية اخرى’، وفي حال عدم تلبيتها من النظام السوري ‘سنبدأ بالقضاء على الرهائن’.

مغتربات سوريات يطلقن مشروع بيجاما لكل طفل سوري نازح في مخيمات اللاجئين

دمشق ـ د ب ا: كشفت مجموعة من السيدات السوريات المغتربات في الخارج عن ‘الشروع في توزيع بيجاما لكل طفل سوري نازح جراء العنف الذي يطال السكان في سورية’.

وقالت المحامية هند عبود المغتربة في كندا عبر اتصال لها مع وكالة الأنباء الألمانية إن”مجموعات من سيدات سوريات من مختلف الأطياف السورية اللواتي يعشن في كل من كندا وأمريكا والسعودية ولبنان ومصر وفرنسا وعدد من’البلدان’بدأن التحضير لكميات كبيرة من الألبسة والقرطاسيات ومختلف الحاجيات الأسرية وإيصالها إلى النازحين السوريين في كل من تركيا والأردن ولبنان وان أمكن في الداخل من أجل رسم الابتسامة على وجوه الأطفال’ على حد قولها.

وأضافت المحامية السورية الناشطة في القضايا الإنسانية ‘نريد إيصال بيجاما لكل طفل تقيه برد الشتاء، وقرطاسيات تبقيه على تواصل مع الأشياء التي تذكره بالمدرسة نقدم لهم أقلام ودفاتر وجوارب وقبعة ، وذلك كله من تبرعات ومساهمات السوريين في المغتربات، نريد إن نستكمل الحملة قبل عيد الأضحى المبارك الذي بات هذا العام على الأبواب’.

وكانت المحامية عبود زارت في الفترة الأخيرة مع عدد من السيدات السوريات مخيمات اللاجئين السوريين في كل من تركيا ولبنان والأردن واطلعن عن قرب عن حاجة النازحين هناك قبل البدء في هذا المشروع الإنساني الخيري .

وعن مصادر التمويل تقول السيدة الناشطة الاجتماعية ‘تبرعات من كل أهل الخير وهي غير مشروطة إطلاقا، نحن نتصرف كسوريين وحاجة الأطفال والعائلة هي الأساس بغض النظر عن أي اعتبار آخر’.

وتتابع المغتربة السورية التي تحمل الجنسية الكندية ‘نحن نريد إظهار’أننا يد واحدة في مواجهة هذه الأزمة الطاحنة التي هي نتيجة للخيار الأمني والعسكري الذي كانت اتخذته ولا تزال السلطات السورية وهذا لا يعني إن الأطراف الأخرى لم تنجرف إلى التسلح لكن العنف ولد عنفا مضادا ودفاعا عن النفس’.

وقالت ‘نحن نريد تقديم دعم أنساني واجتماعي لأهلنا وأبنائنا السوريين في مخيمات اللاجئين، نحن نرفع سوية الإنجيل والقرآن ،نريد بث الأمل واستمراره لدى الأهالي النازحين، لقد تعرفت إلى معاناتهم مع زميلات لي في المشروع كانت صعبة جدا تلك الظروف التي يعيشون بها ورغم كل شيء إلا أنهم كانوا يرددون سوية، ‘جاية الشمس وجاية الحرية ‘هذه كانت رسالتهم التي انضممنا لها ونريد أيضا إيصالها إلى كل العالم’.

معارك أحياء حلب: خريطة سيطرة متداخلة

عمليات كرّ وفرّ يشهدها العديد من أحياء حلب، نتيجة المعارك المستمرة بين الجيش السوري والجيش الحر في محاولة من الطرفين لبسط سيطرتهما الكاملة على المدينة. ووسط استبعاد إمكانية إحكام أي منهما السيطرة، تتواصل العمليات العسكرية لتتحوّل أحياء المدينة إلى خطوط تماس يسقط فيها القتلى من الطرفين، من دون أفق واضح لنهاية الوضع

باسل ديوب

حلب | شهران مرّا على دخول المقاتلين المعارضين حلب، بعد إحدى الساعات الصفر الكثيرة التي أعلنت لإسقاط النظام. تسلل آلاف المسلحين إلى المدينة، وغدت «حدود تركيا على مداخل حلب». تعبير ردده الحلبيون بعدما أصبحت الحدود السورية – التركية مفتوحة لكل عابر ومال وسلاح. التوتر بلغ أشده على هذه الحدود بقرار البرلمان التركي منح الحكومة تفويضاً لإجراء عمليات عسكرية في الخارج، في ما يتعلق بالشأن السوري.

ميدانياً، يقف آلاف المسلحين، ومعظمهم من أرياف حلب وإدلب والمحافظات السورية الأخرى، وبينهم نسبة وازنة من العرب والأجانب، في مواجهة قوات الجيش وحفظ النظام، في مدينة استوعبت وساكنيها صدمة تحويلها إلى ميدان قتال، وهي التي نأت بنفسها بغالبية مواطنيها عن التظاهر خشية وقوع المحظور الذي تعيشه في النهاية.

تنتشر مدينة حلب وضواحيها على مساحة تقدر بـ 800 كيلومتر مربع. وعلى عكس المدن الحديثة في العالم، تتميز بانتشارها الأفقي وبطابعها العمراني المميز؛ إذ إن معظم أبنيتها بارتفاع خمس طبقات، وتكاد تخلو من الأبنية البرجية لولا مبنى القصر البلدي الذي يرتفع نحو ثلاثين طبقة، الذي تحولت واجهته الجنوبية إلى هدف سهل لرشاشات المسلحين وقذائفهم.

في آواخر تموز الماضي، وبعد أسابيع من ظهور مسلح رافق التظاهرات المناهضة للسلطة بقصد «حمايتها»، وكثيراً ما كان فخاً لاستهداف قوات حفظ النظام، قرر المسلحون نقل المعارك إلى حلب، وتمكنوا من السيطرة على عدة حواجز مؤدية إلى المدينة، ولا سيما في القطاعين الشمالي والشرقي، في قوس يمتد من صلاح الدين في الجنوب الغربي وحتى الحيدرية في الشمال الشرقي. ويشمل جزءاً كبيراً من المدينة القديمة التي تضم الأسواق الشهيرة.

استرد الجيش النظامي أحياء صلاح الدين، ثم الأعظمية وغالبية سيف الدولة، الإذاعة الجديدة، السيد علي، الميدان، سليمان الحلبي، العرقوب وباب الله. ودخل أطراف الصاخور أخيراً، بعدما سيطر على دوار الصاخور وهو عقدة مرورية في غاية الأهمية تصل مركز المدينة بالمطار، وشمال المدينة بشرقها. وهو طريق إمداد رئيسي للمقاتلين المعارضين، الذين تعود نسبة كبيرة منهم إلى مناطق ريفية تقع شرقيّ المدينة وشماليّها، أهمها الباب ومارع وتل رفعت وعندان. وينتشر المسلحون حالياً في قوس المدينة، الذي يضم أحياء السكري، الفردوس، الصالحين، المغاير، المرجة، بستان القصر، الكلاسة، قصيلة، المدينة القديمة، كرم القاطرجي، كرم حومد، الميسر، الشعار، طريق الباب، مدينة هنانو، الحيدرية، الهلك، بستان الباشا، بعيدين. وهي مناطق شعبية مكتظة بالسكان. وتضم معظم عشوائيات حلب الـ 17، التي تتميز بشوارعها الضيقة وأبنيتها المخالفة. وتتركز المعارك على تخوم أحيائها المواجهة للمناطق الآمنة، فيما تستخدم مناطقها الجنوبية والجنوبية الشرقية لمهاجمة حواجز الجيش المنتشرة على المحلق الجنوبي المحيط بالمدينة. وتعرضت أبنيتها، بما فيها الحكومية التي تحولت إلى مراكز للمسلحين وعتادهم، لدمار متفاوت نتيجة المعارك والقصف المدفعي والجوي، حيث قضى الكثير من الأبرياء نتيجة ذلك، إلى جانب أعداد كبيرة من المسلحين تقدر بنحو أربعة آلاف مسلح، وذلك منذ إعلان معركة تحرير حلب. ويشعر سكان المدينة بمزيج من الغضب والمرارة، ما دفع بعضهم إلى تقديم معلومات عن تحركات المسلحين ومواقعهم اتقاءً منهم لأخطاء القصف ولتسريع عملية استرجاع الاستقرار والأمن.

أسبوعان مرّا على بدء «الحسم» الذي أعلنه المسلحون المعارضون، والذي ترافق مع قصف بالهاون والصواريخ المحلية الصنع لمراكز أمنية لم يصبها إلا نادراً، وذلك بالتزامن مع هجمات عنيفة في جميع خطوط التماس بين الطرفين، أدت إلى خسارة الميليشيات بعض المناطق.

وأخيراً ارتفعت أصوات المعترضين على المسلحين واتخاذهم محالّ ودوراً للمواطنين مقارّ لهم. ففي حيّ الصاخور أدى خلاف الأهالي مع مسلحين من عشيرة الفراهدة إلى نزوح جماعي بعد إصرار المسلحين على التمركز في أملاك خاصة، يعتقد الأهالي أنها ستقصف بكل تأكيد. وفي مقابل حركة النزوح من الأحياء المتوترة، فإن حالة الأمان التي ينعم بها ثلثا المدينة تقريباً يخرقها قصف بمدافع الهاون، وبالأخص في أحياء الميدان والسليمانية، وأخيراً في حلب الجديدة، حيث تستهدف مراكز أمنية برمي يعوزه الدقة، إذ إن أغلب ضحاياه من المدنيين. وامتد نطاق الرمي بالهاون والصورايخ المحلية الصنع ليشمل المناطق القريبة من القصر البلدي وسوق الهال والأعظمية والفيض حيث تتمركز آليات عسكرية.

ولعل حيي الميدان والسليمانية وجوارهما هما الأكثر تضرراً من قذائف المسلحين، حيث بلغ عدد الضحايا نحو 40 قتيلاً من المدنيين وأكثر من 250 جريحاً.

مداخل حلب الثلاثة الرئيسية تتنازع السيطرة عليها فصائل المعارضة مع الجيش السوري، الذي يسيطر على مدخل حلب الجنوبي تماماً، في مقابل سيطرة للمسلحين على المدخل الشمالي، وتلك المؤدية إلى معظم البلدات والقرى الشمالية والغربية. في المقابل، جرى تأمين طريق الراموسة – المطار، الذي يمتد إلى دير حافر فالرقة، وسبق أن تعرض لهجمات استهدفت قوافل الوقود بغية السطو عليها أو تدميرها. ويتمكن المسلحون من نصب حواجز طيارة بين الحين والآخر بين دير حافر ومسكنة شرقاً، حيث تسلك هذا الطريق القوافل القادمة من السلمية عبر البادية، الذي أصبح طريقاً بديلاً آمناً لأوتوستراد حلب ــ حمص.ويشير نديم، وهو مدني يحمل رتبة نقيب في «الجيش الحر»، إلى أن «الحسم في حلب سيكون أسرع مما ينتظر الثوار، لأنه زُجّ بكتائب وألوية من كل المحافظات، والإمداد بالسلاح والرجال لا يتوقف، كذلك قرر البرلمان التركي الرد على العدوان السوري». في المقابل، قال أحمد، وهو شاب انضم حديثاً إلى الجيش الحر: «لا نستطيع أن نحرر حلب كلها، ولا يستطيع النظام أن يحتلها كلها». وأضاف: «معنوياتنا عالية، رغم خذلان العالم كله لنا، ومؤامرته على الجهاد والثورة في سوريا». ويعترف بعض قادة المسلحين بأزمتهم. فزخم دخولهم حلب تلاشى، بالأخص بعد خسارتهم صلاح الدين وعجزهم طوال أكثر من شهر بعدها على كسب المزيد من الأحياء. وهم إن سيطروا على بستان الباشا وسليمان الحلبي والميدان، فقد فقدوا معظمها، فضلاً عن مناطق أكثر بعد ذلك.

يتكتم المسلحون على خسائرهم في المعارك اليومية، التي يؤكد مصدر مقرب منهم أنها تتجاوز في بعض الأيام مئة قتيل. وفي معارك نوعية استُهدفت مراكز حيوية فيها، كمركز البحوث العلمية، وفرع الاستخبارات الجوية ومدرسة الشرطة سقطت أعداد أكبر بين قتيل وجريح. المصدر رأى أن ذلك أثر على سير العمليات، فالسيطرة على حي وتحريره يتطلبان أعداداً أكبر من «المجاهدين».

في المقابل، يقول مصدر سوري رسمي لـ«الأخبار» إن تعزيزات إضافية ستصل تباعاً إلى حلب لحسم معركة المدينة، وتطهير أحيائها من الجماعات المسلحة. ويشير المصدر إلى أن الجيش السوري يعتمد على أسلوب الإنهاك وجمع المعلومات واستهداف التجمعات ومواقع القيادة ثم قضم الأحياء، شارعاً تلو آخر، مع تكبيد المسلحين خسائر فادحة عبر القصف المركز.

ويقول جندي من قوات النخبة: «منذ شهرين وأنا في حلب يطلقون النار علينا من بعيد، ويعتمدون على القناصة». ويضيف: «بمجرد تقدمنا يفرون إلى مناطق خلفية، قلما نشتبك معهم وجهاً لوجه، إلا في حالات التطهير وانقطاع الإمداد عنهم، أو هجومهم بأعداد كبيرة جداً حيث يقعون تحت مرمى نيراننا».

ويقول آخر: «نلمحهم في الحواجز المقابلة لنا، يطلقون النار بعشوائية وغزارة ويختبئون في البيوت القريبة منهم، التي نقبوا جدرانها لتسهيل هروبهم».

ووسط هذه المعارك، تمكن الجيش السوري في الأيام الأخيرة، من السيطرة على حي العامرية وتل الزرازير في الجنوب. وفي الشرق تابع تقدمه نحو دوار الصاخور المؤدي إلى المطار وحي الشعار، طريق الباب الذي يعتبر أحد أقوى معاقل المسلحين.

في المقابل، أعلن الجيش الحر سيطرته على حيّ الشيخ مقصود الذي تقطنه نسبة مرتفعة من الأكراد، وتبين أن محاولة اقتحام الحي لم تنجح إلا في خطف بعض عناصر اللجان الشعبية، مع محاولات مستميتة لاسترجاع سليمان الحلبي والعرقوب والعامرية والإذاعة وصلاح الدين، حيث بثّ ناشطون معارضون أشرطة تظهر عناصر «الجيش الحر» في دوار صلاح الدين. أما ثكنة هنانو، التي يفتخر الحرس الجمهوري بتحريرها من دون خسارة أي جندي، فقد تحولت إلى هدف دائم لهجمات المسلحين، وآخرها يوم الأحد الماضي، حيث تكبدوا خسائر فادحة رغم تقدمهم في البداية وسيطرتهم على تخومها.

«حقد طبقي»

يبلغ عدد سكان مدينة حلب نحو 2.5 مليون نسمة، وهي أكبر مدينة سورية، فيما يبلغ عدد سكان المحافظة كلها نحو 6.5 ملايين. وقفت بنخبها الصناعية والتجارية ضد إسقاط النظام ومع الإصلاح التدريجي. ويسود في أوساط الكثير من أبناء حلب اعتقاد بأن ما يجري في مدينتهم هو عقوبة لها على موقفها الوطني.

ويرى قسم من هؤلاء أن المسلحين القادمين من الريف لتحرير حلب يحملون حقداً طبقياً على المدينة الغنية.

وتقطن الريف شرائح متنوعة يمكن إجمالها في ثلاث فئات، الإثنيات غير العربية وأهمها الأكراد، العشائر، وبقية السكان. وتميل الفئتان الأولى والثانية إلى مهادنة السلطة وعدم الرغبة في إسقاط النظام، فيما تنتشر في الثالثة حواضن للفكر السلفي والإخواني، لتشكل الخزان البشري للمقاتلين.

«بي بي سي» تكشف تهريب أسلحة مخصصة للجيش السعودي إلى المعارضة… ودمشق تنتقد «التخبّط التركي»

كشفت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، أمس، أن أسلحة مخصصة للجيش السعودي سُرِّبت إلى المتمردين السوريين. وقالت «بي بي سي» إن مراسلها «شاهد ثلاثة صناديق موجهة من الشركة المصنّعة للأسلحة إلى السعودية في قاعدة يستخدمها المقاتلون المتمردون في مدينة حلب، لكن وصولها إلى المدينة السورية غير معروف، ولم يُسمح لمراسل الهيئة بتصوير محتوياتها».

وأضافت أن الأسلحة والذخيرة «صنّعتها شركة داستان الأوكرانية المتخصصة في مجال الأسلحة البحرية والصاروخية، وعُثر عليها داخل مسجد في مدينة حلب». وقالت الهيئة إن وجود الأسلحة «يدل بوضوح على أن جهة ما في الخليج تساعد بنشاط المتمردين الذين يُقاتلون لإطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، لكن مسؤولين سعوديين اتصلت بهم رفضوا التعليق». وأضافت «بي بي سي» أن مصادر في المعارضة السورية أكدت لها بنحو خاص أن الأخيرة تتلقى المساعدة من السعودية وقطر.

في هذه الأثناء، رأى وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، أنّ تصريحات وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، تعكس حالة التخبّط السياسي والدبلوماسي التي تمرّ بها تركيا، وذلك في ردّ على الدعوة التركية لتولّي نائب الرئيس السوري فاروق الشرع قيادة «مرحلة انتقالية» في البلاد. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» عن الوزير قوله، خلال لقاء فعاليات شعبية، إنّ «تركيا ليست السلطنة العثمانية، والخارجية التركية لا تسمي ولاتها في دمشق، ومكة، والقاهرة، والقدس». وأشار إلى ضرورة أن تتخلى الحكومة التركية عن مهماتها لشخصيات يقبلها الشعب التركي، بما يحقّق مصلحة تركيا والتوقف عن تدمير مستقبلها. وأكّد أن الوزن النوعي لتركيا في ظلّ الحكومة الحالية شهد تراجعاً كبيراً.

من جهته، قال الرئيس التركي، عبد الله غول، إن ما يحدث في سوريا أسوأ سيناريو ممكن في البلاد، ويؤثر على تركيا التي تتخذ حكومتها الإجراءات التي تراها مناسبة حيال الأمر.

ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية عن غول قوله: «في هذه المرحلة نبقى على اتصال دائم مع رئاسة هيئة الأركان العامة، للتشاور، ولتنفيذ الإجراءات المطلوبة، وهي تقوم بتنفيذ ما هو ضروري لمواجهة التطورات». وأشار غول إلى أن الشعب السوري يعاني من ويلات أسوأ سيناريو يُنفَّذ في البلاد، الأمر الذي يؤثر على تركيا مباشرةً. ولفت إلى أنّه لا ينبغي استمرار الأحداث في سوريا على النهج نفسه، مشدداً على أن ما يحدث يشير إلى أن التغيير قادم، إلا أنّ رغبة بلاده تتلخص في عدم إراقة مزيد من الدماء السورية، وتدمير المدن وتحوّل سوريا إلى دولة مدمرة. وأضاف غول أن بلاده ترغب في انتقال السلطة في سوريا لتجاوز مزيد من الدماء والدمار.

من جهته، قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إنّ العراق لا يؤيّد المعارضة ولا الحكومة، في النزاع السوري. ونقلت وسائل إعلام روسية عن المالكي، الذي يزور موسكو، أنّ علاقات بلاده مع القيادة السورية أو قيادة أيّ بلد آخر تنطلق من مدى تمثيل هذه القيادات لمصالح شعوب بلدانها. وقال المالكي إن القيادة العراقية تبحث مع روسيا عن مخرج سلمي للأزمة السورية، معرباً عن معارضته لمنطق إطاحة الأنظمة عبر استخدام القوة، وأكد أن العراق يعارض أيّ تدخل خارجي في شؤون الدول.

في موازاة ذلك، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، يوم أمس، من عواقب الوضع «المتدهور بنحو دراماتيكي» في سوريا على استقرار الدول المجاورة، وخاصة لبنان. وعبّر عن القلق العميق لتواصل تدفق السلاح على القوات الحكومية والمعارضة، داعياً مجدداً الدول المزوّدة للأسلحة إلى وقف ذلك.

في هذه الأثناء، أفاد مسؤولون في المعارضة السورية وكالة «فرانس برس» بأن رئيس المجلس الوطني السوري المعارض، عبد الباسط سيدا، أجرى أمس أول زيارة لسوريا. وقال مسؤولان في الجيش السوري الحر، إن سيدا زار بلدة باب الهوا المحاذية لتركيا في محافظة إدلب حيث التقى العديد من قادة هذا الجيش المتمرد.

ميدانياً، شنّت القوات النظامية السورية حملة على مناطق يسيطر عليها المقاتلون المعارضون في محافظة حمص. وقال مصدر عسكري لوكالة «فرانس برس»، إنّ «الجيش هو في خضمّ محاولة تطهير الأحياء التي يسيطر عليها المعارضون في حمص». وأضاف المصدر، طالباً عدم الكشف عن اسمه، أنّ القوات النظامية سيطرت على القرى المحيطة بمدينة القصير «وتحاول الآن استرجاع المدينة نفسها». وقال مقاتلون من المعارضة السورية إن القوات الحكومية تقدمت، أمس، للمرة الأولى منذ شهور في حيّ الخالدية الذي تسيطر عليه المعارضة.

كذلك، نفذت القوات النظامية السورية حملة دهم في بلدة الكرك الشرقي بمحافظة درعا حيث سقط 20 شخصاً، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وفي حلب، نقلت وكالة «فرانس برس» عن سكان أنّ أحياء بستان الباشا، والحيدرية، والشيخ خضر شمال شرق المدينة تعرضت لقصف عنيف، كذلك تسمع فيها «أصوات اشتباكات عنيفة». وأفاد المرصد عن سقوط مقاتل معارض خلال اشتباكات مع القوات النظامية بالقرب من ثكنة هنانو، غداة اشتباكات ليلية في أحياء الميدان، والصاخور، وصلاح الدين وسيف الدولة، بحسب المرصد. وفي دمشق، نفذت القوات النظامية «حملة هدم وتجريف للمنازل» في حيّ القابون جنوب المدينة وبرزة في شمالها بحسب المرصد. كذلك أفيد عن سماع دوي انفجار في حي جوبر، فيما أعلن التلفزيون السوري أن انفجاراً وقع في منطقة حرستا في ريف دمشق، من دون أن يشير إلى سقوط ضحايا أو حجم الأضرار. وقال مسؤول سوري، رفض الكشف عن اسمه لوكالة «أسوشييتد برس» إن مهاجماً انتحارياً فجر سيارة ملغّمة قرب مجمع للاستخبارات في حرستا. وفي إدلب، أفاد المرصد بمقتل «ما لا يقلّ عن 5 من القوات النظامية وأسر 3 ضباط، أحدهم برتبة عميد»، خلال اشتباكات على حاجز في قرية الزعينية، نجح المقاتلون المعارضون في السيطرة عليه.

إلى ذلك، أعلن مسؤول تركي أنّ الجيش التركي ردّ مجدداً بقصف مواقع عسكرية سورية بعد سقوط قذيفة أطلقت من الجانب السوري في الأراضي التركية. وفي وقت سابق، قال محافظ هاتاي إنّ ستّ قذائف سورية سقطت على الجانب التركي من الحدود، يوم أمس.

(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)

«المجلس الوطني» سيبحث «إعادة الهيكلة»

قال لؤي الصافي، العضو في المجلس الوطني السوري، إنّ الاجتماع المقبل للمجلس في الدوحة سيخصّص لإعادة الهيكلة والتوسعة، من أجل توحيد المعارضة. وأشار إلى أنّ «أهم نقطة» في الاجتماع ستكون «إعادة الهيكلة والتوسعة، والقصد منها خطوة أخرى باتجاه توحيد المعارضة السورية في إطار أوسع».

(أ ف ب)

أول مخيّم للنازحين داخل سوريا

تنشط الجرافات والمتطوعون في بلدة قاح شمال غرب سوريا لبناء مخيّم، من المفترض أن يستقبل اعتباراً من الأسبوع الحالي آلاف السوريين الهاربين من المعارك، في مشروع هو الأول من نوعه داخل سوريا. ولجأ النازحون إلى منطقة أطمة التي تشكّل قاعدة خلفية لمقاتلي المعارضة على الحدود مع تركيا. ويقول الشيخ عمر الرحمن، الذي يقف وراء المشروع، «كنت أحضر مساعدات بانتظام إلى أطمة، وتأثرت لوضع هؤلاء النازحين». ونجح الشيخ الثلاثيني في جمع المبالغ الأولى لتمويل المشروع. وأوضح أنّ «هذا المشروع مبادرة محلية بدعم مالي من مانحين ليبيين»، مؤكداً «نحن نرحّب بكلّ المساهمات». وبدأت الأعمال قبل عشرة أيام على سفح جبل صخري على مشارف بلدة قاح القريبة من أطمة. وتمّ تخصيص قرابة 40 ألف متر مربع من الأراضي الزراعية، بعضها تمّ شراؤه، وبعضها الآخر تنازل عنه أصحابه.

(أ ف ب)

مصر تحذّر مواطنيها من التسلّل إلى سوريا

حذّرت السفارة المصرية في عمان مواطنيها من خطورة التسلّل إلى سوريا في ظلّ الظروف الحالية، وذلك بعد تعرّض أربعة مواطنين مصريين لإطلاق نار أثناء محاولتهم التسلّل إلى داخل الأراضي السورية، ما أدى إلى إصابة اثنين منهم. وقالت السفارة إنها «تتابع حالة المواطنَين المصريين اللذين تعرضا لإطلاق الرصاص على الحدود الأردنية _ السورية».

(أ ف ب)

«رومانسية الحرب السورية» تجتذب «جهاديين» بريطانيين

صلاح أحمد

يبدو أن الحرب السورية اكتسبت «بريقا رومانسيا» في أعين مسلمين بريطانيين أضفته عليها الأضواء الإعلامية المستمرة وسهولة دخول البلاد من تركيا ولبنان. وبينما يبدي أهاليهم قلقا على مستقبلهم، تخشى بريطانيا الرسمية عودتهم مشبّعين بالرغبة في هجمات إرهابية.

عندما يهجر بريطاني مهنته التي يُحسد عليها في هذا الزمن الاقتصادي العسير لينخرط في صفوف المقاتلين الثوار أو “الإرهابيين” بسوريا، يصبح أحد التفسيرات الأرجح والمقبولة لذلك هو أن اولئك المهنيين مدفوعون بـ«رومانسية» الفكرة نفسها.

هذا ما أوردته صحيفة «تايمز» البريطانية في تقرير لها استهلته بأن اولئك الذين يقاتلون نظام الرئيس بشار الأسد يجدون بينهم عشرات البريطانيين، بضمنهم الطبيب والمهندس والمصرفي. وتقول الصحيفة إن جل هؤلاء – كما هو متوقع – من دول جنوب آسيا وأيضا المغرب العربي الكبير وبدأت طلائعهم القتال في سوريا منذ العام الماضي.

خطر العودة

أنباء انخراط هؤلاء البريطانيين تأتى في وقت صارت فيه الحرب السورية تربة خصبة لتجنيد المتعاطفين مع مختلف الشبكات الأصولية الإرهابية. ومن هذه، وفقا للصحيفة، تنظيم «القاعدة» الذي يسعى جاهدا لفرد جناحه ووصايته على «الجيش السوري الحر»، أكبر الفصائل المسلحة الثائرةعلى نظام الرئيس الأسد.

وتأتي هذه الأنباء أيضا في أعقاب تحذير وجهه في يونيو / حزيران الماضي المدير العام لهيئة الاستخبارات البريطانية الداخلية MI5 «إم آي 5»، جوناثان ايفانز، وقال فيه إن اولئك الذين يسمون «الجهادييين» الذين توجهوا للقتال في صفوف الثوار السوريين «سيعودون الى بريطانيا مشبّعين علي الأرجح بخطر قيامهم بهجمات إرهابية على بلادهم هذه وعلى وأهلها»، على غرار هجمات 7/7 التي استهدفت شبكة المواصلات اللندنية في السابع من يوليو / تموز 2005.

سوريا حالة خاصة

رغم ان افغانستان والصومال صارا من أبرز الجهات المفضلة للجهاديين البريطانيين، فقد صارت لسوريا جاذبية خاصة. وهذا بسبب السهولة النسبية في دخول أراضيها سواء عبر تركيا أو لبنان بشكل رئيسي. لكن هناك أيضا حقيقة أن الحرب السورية ظلت تستحوذ على الأضواء الإعلامية الباهرة واكتسبت ذلك بريقا جذابا بالنسبة لأولئك المقاتلين.

ويقول مصدر أمني بهذا الصدد: «ثمة انطباع قوي وسط العديد من هؤلاء المقاتلين يكتسي ظلالا رومانسية في ما يعتبرونه حربا جهادية لخدمة الإسلام والمسلمين. لكن هناك مشكلة أخرى، وهي أن بين هؤلاء من يذهب الى سوريا من أجل «جهاد قصير الأمد». لكنهم سرعان ما يكتشفون إن إعلان نواياهم عودتهم مبكرا يثير الشكوك في أنهم جواسيس في واقع الأمر».

ترقية السجل الجهادي

«تايمز» تنقل عمّن تسميه مالك العبدة، ويعرّف نفسه بأنه إعلامي وناشط في صفوف المعارضة السورية بمدينة بيرمنغهام، قوله إنه على علم مؤكد بحالة 10 جهاديين بريطانيين على الأقل، بين 20 و40 سنة من العمر، توجهوا الى بلاده من أجل القتال فيها. وقال إن هؤلاء في سوادهم الأعظم من أصول باكستانية وجزائرية وشيشانية، وإن باكستانيا منهم كان يشغل وظيفة محترمة لسنوات عدة في بنك HSBC «إتش إس بي سي» لكنه هجرها فجأة وتوجه الى سوريا في بداية العام الحالي.

ويقول العبدة إنه بينما يعود سوريون للقنال في صفوف المعارضة المسلحة مدفوعين بغيرتهم على وطنهم، فإن البريطانيين الذين يفعلون الشي نفسه ينطلقون بدافع الحرص على ترقية سجلّهم الجهادي. وهذا لأن قمة الحديث في أوساط المقاتلين البريطانيين هو التفاخر بالقتال على هذا المسرح الجهادي أو ذاك.

بدون تدريب

يضيف العبدة قوله: «يخامرني كل الشك في أن هؤلاء يتلقون أي نوع من التدريب المنتظم الجاد على استخدام السلاح عندما يصلون الى جبهة القتال بسبب أنها بعرض البلاد. وهم يجدون الترحيب الى صفوف المقاتلين السوريين لأن هناك حاجة دائمة لمجندين جدد ولا وقت لتدريبهم كما ينبغي. وبالتالي تصبح المسألة كلها «خذ هذه البندقية وامنياتنا بحظ سعيد»!

ويتفق خبراء عسكريون مع رأي العبدة الذي يذهب الى القول إن الجهاديين البريطانيين يتوجهون الى سوريا بدون خبرة قتالية سابقة أو دراية باستخدام السلاح. ويقولون إن المقاتلين المدربين «هم فقط اولئك الذين ترسلهم الشبكات الإرهابية العاملة في العراق المجاور».

فريسة للأصولية

من جهته يعرب خالد محمود، النائب البرلماني العمالي عن دائرة بيرمنغهام بيري بار، عن قلقه إزاء أن عددا كبيرا من المقاتلين البريطانيين يقعون فريسة للماكينة الدعائية الأصولية في سوريا رغم أن دافعهم الأساسي للتوجه الى سوريا هو «مقاتلة نظام دكتاتوري».

ويقول محمود – وهو من أصل باكستاني – إن العديد من الآباء وأولياء أمور الأسر الباكستانية اتصلوا به طالبين اليه فعل شيء ما لوقف ما نشهده حاليا وهو أن المزيد والمزيد من الباكستانيين البريطانيين يرغبون في التوجه الى الجبهات السورية للمشاركة في قتال قوات الأسد.

طبيب وجزّار معاً

أحد المشار اليهم هنا باكستاني كان يعمل الى حين سفره الى سوريا طبيبا في صفوف «الخدمات الصحية القومية» الحكومية NHS . وقد نشأ هذا الرجل في بريطانيا منذ مولده ويتحدث بلكنة جنوب لندن.

لكنه صار، مع عشرات آخرين، «جهاديا» في الجماعة الأصولية التي اختطفت في يوليو (تموز) الماضي المصور الفوتوغرافي البريطاني العامل لصحيفة «صنداي تايمز»، جون كانتايل، والمصور الهولندي يوروين اورليمانز، وحررتهما عناصر من «الجيش السوري الحر» من معسكر تدريب جهادي في شمال غرب سوريا.

وعُلم أن هذا الطبيب، الذي يتمنطق مدفع «إيه كيه-47» الرشاش، كان قد تولى علاج الأسيرين الغربيين من جراح أصيبا بها أثناء محاولة لهما الفرار من المعسكر. ومع ذلك فقد كان أحد الذين أبدوا امتعاضهم العميق إزاء أن جماعته امتنعت عن تنفيذ الحكم بقطع الرأس في حق اثنين من أسراها السوريين أنفسهم.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/10/766674.html

صالحي: الأسد فقدَ السيطرة على 5 محافظات فقط

لوانا خوري

حذر وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي النظام السوري من استخدام أسلحة كيماوية في النزاع الدائر في سوريا، قائلا إن ذلك “سيفقد أي حكومة شرعيتها”. واقترح تسوية لأزمة إيران النووية مقابل تزويد بلاده باليورانيوم المخصب من طرف ثالث.

بيروت: حذرت إيران على لسان وزير خارجيتها علي اكبر صالحي النظام السوري من استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين. وقال صالحي إن “أي حكومة تستخدم السلاح الكيماوي ضد شعبها تفقد شرعيتها الأمر الذي ينطبق على سورية وعلينا ايضا”.

وحذر وزير خارجية طهران في مقابلة نشرتها مجلة “دير شبيغل” الألمانية يوم الإثنين من التدخل الأجنبي في سورية، مؤكدا ان مثل هذا التدخل او فرض حظر جوي على الأراضي السورية “سيجعل الأزمة اكثر سوءا”.

وعن انطباعاته عن معنويات الرئيس السوري بشار الأسد، قال صالحي ان الأسد “متأكد من انتصاره العسكري في الحرب الدائرة”، مشيرا الى انه “خرج بهذه الانطباعات من اجتماع مطول مع الرئيس السوري”.

وأعرب صالحي عن اعتقاده بأن الرئيس السوري “لا يشكل خطراً على المنطقة وعلى السلام العالمي”، مؤكدا أن “الأسد يسيطر على بلاده بشكل عام ولم تخرج عن سيطرته سوى 5 محافظات من مجموع 14 محافظة”.

ونفى صالحي في المقابلة ذاتها أن تكون حكومة بلاده زودت النظام السوري منذ اندلاع الأزمة بخبراء عسكريين او عناصر من الحرس الثوري. وقال: “ان عدد الجيش السوري يبلغ نصف مليون ولهذا فإن هذا الجيش لا يحتاج لا للعناصر ولا للسلاح”، مقرا ببيع اسلحة لسورية “قبل اندلاع الأزمة ومن الطبيعي ان نرسل الخبراء الى سورية مع هذه الأسلحة فهذا الأمر تقوم به أي دولة تبيع سلاحا لدولة اخرى”.

تسوية للأزمة النووية

واقترح وزير الخارجية الايراني تسوية للازمة بين بلده والغرب بسبب برنامج طهران النووي في مقابل تزويد بلاده باليورانيوم المخصب من طرف ثالث. وجدد التاكيد على حق بلاده في تخصيب اليورانيوم لاغراض سلمية مؤكدا انه لا يوجد دليل على ان طهران تجري ابحاثا نووية لاهداف عسكرية.

الا انه قال “اذا تم الاعتراف بحقنا في التخصيب، فنحن مستعدون لتسوية نقوم بموجبها طواعية بالحد من نسبة تخصيب” الوقود النووي.

ولكنه قال في المقابلة ان ايران ستحتاج الى “امدادات مضمونة” من الوقود المناسب من الخارج.

وسبق ان تم اقتراح مثل هذه التسوية في السابق على الغربيين بلا جدوى.

والاسبوع الماضي اكد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان ايران لن تتراجع عن مساعيها النووية رغم المشاكل التي تتسبب بها العقوبات الغربية بما في ذلك الانخفاض الكبير في قيمة العملة الايرانية.

ومن المقرر ان يلتقي وزراء الاتحاد الاوروبي في 15 تشرين الاول (اكتوبر) حيث يتوقع ان تضغط بريطانيا وفرنسا والمانيا من اجل فرض عقوبات اشد على قطاع الطاقة الايرانية والمؤسسات المالية الايرانية.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/10/766465.html

الوطني السوري سيبحث إعادة هيكلته في اجتماعه المقبل في الدوحة

أ. ف. ب.

الدوحة: قال عضو في المجلس الوطني السوري، التحالف المعارض السوري الرئيسي، ان الاجتماع المقبل للمجلس في الدوحة سيخصص لاعادة الهيكلة والتوسعة من اجل توحيد المعارضة. واكد لؤي الصافي لوكالة فرانس برس ان “اجتماعات الامانة العامة التحضيرية تبدأ يوم 15 و16 تشرين الاول (اكتوبر)، ويوم الخميس 17 يعقد اجتماع للهيئة العامة” للمجلس الوطني.

واشار الى ان “اهم نقطة” في الاجتماع ستكون “اعادة الهيكلة والتوسعة والقصد منها خطوة اخرى باتجاه توحيد المعارضة السورية في اطار اوسع”. وذكر ان “قوى سياسية جديدة وقوى من المجتمع المدني ستنضم الى المجلس” خلال اجتماع الدوحة.

واشار الى ان القوى السياسية التي يفترض ان تنضم هي “كتلة التركمان والاشتراكيون والناصريون وعدد من الكتل السياسية معظمها من القوى الثورية في الداخل”، اضافة الى 25 منظمة اهلية جديدة، على حد قوله.

وكان رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا الجمعة عن “اعادة هيكلة” للمجلس تشمل بشكل خاص توسيع مشاركة القوى الميدانية الموجودة في الداخل وزيادة عدد اعضائه من 300 الى 600 عضو. ويعتبر المجلس الوطني اوسع هيئة تمثيلية للمعارضة السورية، وجرت تحت اشراف الجامعة العربية محاولات عدة لتوحيد قوى المعارضة كافة في هيكلية واحدة لم تلق نجاحا.

رد تركي جديد بعد سقوط قذيفة سورية في الاراضي التركية

وأعلن مسؤول تركي لوكالة فرانس برس ان الجيش التركي رد الاثنين مجددا بقصف مواقع عسكرية سورية بعد سقوط قذيفة سورية واحدة على الاقل في الاراضي التركية. واضاف هذا المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته ان القذيفة السورية سقطت في الساعة 15:00 بالتوقيت المحلي (12:00 ت غ) في منطقة ألتينوزو باقليم هاتاي (جنوب شرق تركيا).

أردوغان يدعو الأتراك لـ«الاستعداد للحرب»

«مناوشات» بالمدفعية بين القوات التركية والسورية.. وبان كي مون يحذر من التصعيد

بيروت: «الشرق الأوسط»

تواصلت «المناوشات» العسكرية التركية – السورية، وسط ارتفاع مطرد في لهجة الخطاب التركي الذي وصل إلى حد إعلان «الاستعداد للقيام بكل ما يلزم» من قبل رئيس الدولة عبد الله غل، و«الاستعداد للحرب» من قبل رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، الذي وصفت مصادره لـ«الشرق الأوسط» المعارضة الداخلية للحرب مع سوريا بأنها «تأويلات لا معنى لها».

وقالت المصادر إن التفويض الذي نالته حكومة أردوغان «ليس تفويضا للحرب، لكنه تفويض للاستعداد لكل الاحتمالات.. والحرب من بينها». واستغربت المصادر كلام المعارضة عن رغبة أردوغان، في جر البلاد إلى الحرب مع سوريا، قائلة إن «أمن وسيادة تركيا فوق أي اعتبار، ونحن أمة عظيمة كل من جربها بالحرب خاب أمله».

وفيما كانت المدفعية التركية ترد أمس لليوم السادس على التوالي على قذائف سورية سقطت في الأراضي التركية، آخرها في الثالثة من بعد ظهر أمس بتوقيت أنقرة، حيث أفيد عن سقوط عدة قذائف في مناطق غير مأهولة قرب قرية حاجي باشا القريبة من الحدود السورية، تمنى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان «أن يضع النظام السوري عقله في رأسه، ويحجم عن الأعمال العدوانية تجاه تركيا وتجاه شعبه». وأكد أن تركيا ستظل تدعم الشعب السوري حتى يكون النصر حليفه في حربه التي يخوضها للدفاع عن نفسه وعرضه وحقوقه المشروعة. وتحدث أردوغان عن «العجز تماما عن فهم موقف حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض حيال الأزمة السورية»، مخاطبا المسؤولين عن ذلك الحزب، سائلا: «لقد لقي 5 من مواطنينا حتفهم في الهجوم على بلدة أقتشة قلعة قبل أيام، إذ ماتت أم وثلاثة أطفال، فمع من أنتم مع نظام الأسد، أم مع الضحايا؟».

ورد أردوغان على الانتقادات التي توجهها المعارضة التركية لمذكرة التفويض التي صادق عليها البرلمان التركي صبيحة الهجوم، موضحا أن هذا التفويض يمنح الجيش التركي والحكومة التركية الجاهزية لشن أي هجوم خارج حدود البلاد عند تعرضها لأي هجوم في أي وقت، ولا سيما في تلك الفترة التي تشهد توترات كبيرة على الحدود.

واستغرب أردوغان بشدة ما يقال من جهات تستنكر الحرب، قائلا: «فلنكن جاهزين على الأقل، وليكن معنا تفويض بالحرب، وإذا لزم الأمر خوض حرب، نفعل اللازم»، مضيفا أنهم كحكومة لن «ينتظروا رأي المعارضة للحصول على إذن منها، فهذا أمر ليس حسب أهوائهم».

كما نقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية عن الرئيس التركي عبد الله غل، قوله إن «الحكومة، في هذه المرحلة تبقى على اتصال دائم مع رئاسة هيئة الأركان العامة، للتشاور، وإنها تقوم بتنفيذ ما هو ضروري لمواجهة التطورات»، مشددا على أن «تركيا ستتخذ كافة الخطوات المطلوبة بشأن سوريا».

وأشار غل إلى أن «ما يحدث في سوريا أسوأ سيناريو ممكن في البلاد ويؤثر على تركيا بشكل مباشر، والشعب السوري يعاني من ويلات هذا السيناريو»، مؤكدا أنه «لا ينبغي استمرار الأحداث في سوريا على نفس النهج»، مشددا على أن «ما يحدث مؤشر على أن التغيير قادم، إلا أن رغبة تركيا تتلخص في عدم إراقة مزيد من الدماء السورية وتدمير المدن وتحول سوريا إلى دولة مدمرة». وأضاف غل أن «بلاده ترغب في انتقال السلطة في سوريا لتجاوز مزيد من الدماء والدمار»، داعيا المجتمع الدولي إلى «مزيد من الاهتمام بالقضية السورية، والتصرف والتحرك بمسؤولية وتأثير أكبر».

إلى ذلك، قال السفير السوري في موسكو، «رياض حداد»، إن دمشق لا ترغب في نشوب حرب بينها وبين أنقرة، مؤكدا أن حكومة بلاده، لا تزال تحقق في حادث سقوط قذيفة على مدينة أقجة قلعة، التي خلفت مقتل 5 أتراك في الرابع من الشهر الحالي. وأضاف حداد، في حديث لوكالة «إيتار تاس»، الروسية أن بلاده لم ترغب في الهجوم على تركيا، وهذا أمر واضح، حيث إن دمشق أرسلت إلى أنقرة تعازيها جراء الحادثة المؤسفة، واصفا الشعبين التركي والسوري بالشقيقين، في وقت اتهم الحكومة التركية بمحاولة التدخل في الشؤون الداخلية السورية.

من جانبه، حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس من الوضع «البالغ الخطورة» على الحدود السورية التركية، وذلك في افتتاح أول «منتدى عالمي للديمقراطية» في ستراسبورغ.

وقال بان كي مون أمام مجلس أوروبا الذي جمع لهذا المنتدى أكثر من ألف شخص من مسؤولين سياسيين وخبراء وناشطين، إن «الوضع في سوريا تفاقم بشكل مأساوي.. ويطرح مشاكل خطيرة بالنسبة لاستقرار جيران سوريا وكل المنطقة». وأضاف أن «تصعيد النزاع على الحدود السورية التركية وتداعيات الأزمة على لبنان أمران في غاية الخطورة»، وقال: «مع اقتراب فصل الشتاء نحن بحاجة إلى أن يلبي المانحون بمزيد من السخاء احتياجات السكان في داخل سوريا واللاجئين الذين يزيد عددهم عن 300 ألف لاجئ في الدول المجاورة».

وبعد أن عبر «عن قلقه الشديد إزاء التدفق المستمر للأسلحة إلى الحكومة السورية، وكذلك إلى قوات المعارضة»، دعا مون كل الأطراف، وسط تصفيق حار من الحاضرين، إلى «وقف استخدام العنف والتوجه نحو حل سياسي. لأنه السبيل الوحيد للخروج من الأزمة». وأضاف: «أطلب بشكل عاجل من الدول التي تقدم أسلحة أن تتوقف عن ذلك. إن عسكرة النزاع لا تؤدي إلا إلى تفاقم الوضع».

وقال مون إن الوضع في سوريا «يثبت إلى أي حد أتت عمليات الانتقال الحالية – التي أوحت بمثل هذا القدر من الأمل والتغيير – بارتياب وخوف أيضا.. إن النجاح ليس مضمونا، وبناء الديمقراطية يستغرق وقتا».

وتابع، أن الرئيس السوري بشار الأسد «وبقية القادة الآخرين في العالم يجب أن يصغوا إلى مواطنيهم قبل أن يفوت الأوان». وقال: «أبقى على قناعة بأنه علينا أن نسعى إلى حل سياسي للنزاع، وأدعو كل الذين لديهم نفوذ على أي جهة في سوريا، إلى استخدامه من أجل تشجيع حل سياسي يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري».

سيدا: مشاركة «البعث» في مستقبل سوريا قيد الدرس.. ولن نكرر خطأ العراق

دمشق تنتقد اقتراح أوغلو بتولي الشرع.. والمعارضة: لا مانع ما دامت يداه لم تلوثا بالدماء

بيروت: يوسف دياب

أكد رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا أمس أن المعارضة السورية لن تكرر تجربة العراق في اجتثاث (حزب) البعث، التي وصفها بالفاشلة، مشيرا إلى عدم معارضة دور لأعضاء حزب الرئيس بشار الأسد الحاكم، في مستقبل البلاد السياسي، ما داموا لم يشاركوا في عمليات القتل.

وأبدى المجلس الوطني السوري وشخصيات بارزة في المعارضة موافقة ضمنية على الاقتراح الذي قدمه وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بتولي نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ترؤس حكومة انتقالية في سوريا، شريطة أن يسبقها تنحي الأسد عن السلطة، في حين سارعت الحكومة السورية برفض هذا الاقتراح، ورأت أن «ما قاله وزير الخارجية التركي يعكس تخبطا وارتباكا سياسيا ودبلوماسيا لا يخفى على أحد».

وأشار سيدا، في تصريحات لوكالة «أسوشييتد برس» الأميركية، إلى أن «اقتراح تولي فاروق الشرع السلطة بعد الرئيس السوري بشار الأسد سيكون موضع نقاش (في مؤتمر الدوحة منتصف الشهر الحالي)»، موضحا أنه «ليس لدينا معلومات بأنه (الشرع) شارك في قتل أو أعطى أوامر، لكنه ينتمي إلى القيادة السياسية».

وقال: «نرحب بكل حالات الانشقاق عن النظام السوري، لأن سوريا المستقبل ستكون حاضنة لأبنائها وسيكون للجميع مكان فيها». وحول ملامح المرحلة المقبلة، رأى أن «القرار يعود إلى السوريين، والأتراك يحترمون ذلك»، موضحا أنه لن يعارض دورا لأعضاء حزب البعث (الحاكم، والتابع للرئيس السوري) في مستقبل البلاد السياسي، ما داموا لم يشاركوا في عمليات القتل خلال الانتفاضة.

وتشير تصريحات سيدا إلى «ليونة» في موقف المعارضة، التي سبق أن أصرت على أنها لن تقبل شيئا أقل من الإزالة الكاملة لنظام الأسد والدائرة الداخلية للرئيس. وقال سيدا: «نحن مع أي حل يوقف القتل، واحترام طموحات الشعب السوري في ما يضمن أنه لن تكون هناك عودة للديكتاتورية والاستبداد في سوريا».

وأكد سيدا أن المعارضة السورية لن تكرر «سياسة اجتثاث حزب البعث» التي نفذت في العراق منذ سنوات، وأضاف: «لن نكرر تجربة فاشلة»، وقال: «سوف نزيل فقط كل ما للحزب من امتيازات غير شرعية، والمسؤولون الذين ارتكبوا جرائم سيخضعون للمحاكمة». وأضاف: «لن يكون هناك سياسة انتقام، وسوف نحافظ على مؤسسات الدولة».

أما عضو المجلس الوطني السوري أديب الشيشكلي، فأبدى استعداد المعارضة للتعاون مع أي شخصية أو مجموعة لا علاقة لها بالجرائم وأيديها ليست ملوثة بالدماء». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الاتفاق على المرحلة الانتقالية شأن سوري بحت يتقرر باتفاق بين الواجهة السياسية (المجلس الوطني) والواجهة العسكرية (الجيش السوري الحر) والحراك الثوري على الأرض». وأوضح أن «الموضوع ليس مرتبطا بشخص، نحن نقبل التعاون مع أي شخصية أو مجموعة تتولى نقل السلطة وتسليمها إلى الشعب السوري، لكن ذلك مشروط بإعلان إنهاء حكم بشار الأسد أولا»، مؤكدا أنه «لا تفاوض ولا عملية انتقالية في ظل بقاء الأسد، هذا موضوع ليس بيد المجلس الوطني ولا بيد الجيش الحر، إنما قرار اتخذه الشعب السوري كله ولا مساومة في هذا المجال».

بدوره قال رئيس مجلس الأمناء الثوري السوري هيثم المالح، في تصريح لوكالة أنباء الأناضول التركية، أمس، إن الاقتراح التركي «قد نقبل به إذا وافقت عليه كل أطياف المعارضة والشارع الثوري، فنحن مع الجماعة». لكن الحكومة السورية انتقدت المقترح، وقال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أمس إن «تركيا ليست السلطنة العثمانية، والخارجية التركية لا تسمي ولاتها في دمشق ومكة والقاهرة والقدس»، داعيا الحكومة التركية إلى «التخلي عن مهامها لصالح شخصيات يقبلها الشعب التركي، وفي هذا مصلحة تركية حقيقية». وطالب الزعبي الحكومة التركية بأن «تتوقف عن تدمير مستقبل الشعب التركي الشقيق، لأن الوزن النوعي لتركيا في ظل هذه الحكومة انخفض كثيرا».

جودة: لقائي مع حجاب ليس الأول.. ولكنه الأول إعلاميا

رئيس الوزراء الأردني: الشخصيات السورية التي تلجأ إلى بلادنا لا تقوم بأي دور سياسي

عمان: محمد الدعمة

قال رئيس الوزراء الأردني فايز الطراونة أمس إن الشخصيات السورية التي تلجأ إلى بلاده لا تقوم بأي دور سياسي.

ونقل بيان صحافي لرئاسة الوزراء عن الطراونة تأكيده، خلال استقباله وزير التجارة الدولية الكندي آد فاست، أن بلاده ليست «جزءا مما يحدث في سورية»، مشيرا إلى أن «الشخصيات السورية التي تلجأ للأردن، تأتي طلبا للأمن والحماية، وليس للقيام بأي دور سياسي».

وشدد الطراونة خلال هذا اللقاء، الذي تناول الأوضاع الإقليمية الراهنة، ولا سيما في سورية، على أن الأردن سيبقى ملاذا لكل مستغيث ولكل المستضعفين. وأضاف أن بلاده مستعدة «لكل الاحتمالات في سوريا، ومواقفنا مرتبطة بحماية مصالحنا العليا، وما نقوم به منسجم مع دورنا القومي».

على صعيد متصل، قال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة حول لقائه مع رئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب إنه «ليس الأول لكنه الأول الذي يعلن عنه». وحول لقائه بوزير خارجية سوريا قال: «آخر مرة التقيت وليد المعلم كانت منذ سنة ونصف.. لا اتصالات بيننا الآن».

وحول مخيمات اللاجئين لفت جودة في لقاء صحافي لقناة «رؤية» الفضائية إلى أن «لدينا عسكريين سوريين منشقين موجودين في بيئة آمنة بعيدة عن السكان الحاليين في مخيم الزعتري»، وقال: «خصصنا مكانا محددا خارج المخيم، وتحت إشراف القوات المسلحة، لنحو ثلاثة آلاف جندي سوري منشق»، وبين أن أعداد اللاجئين تشكل عبئا على أربعة قطاعات المياه والطاقة والصحة والتعليم.

موضحا أن «أكثر من 15000 طفل سوري بدأوا تعليمهم الدراسي في الأردن»، لكنه قال: «حدودنا وقلوبنا ستبقى مفتوحة لاستقبال اللاجئين السوريين.. نقاسمهم القليل الذي لدينا». وتابع «نتطلع ليوم نحتفل فيه بإغلاق مخيم الزعتري».. وحول الحل العسكري في سوريا، نوه إلى أن الأردن من البداية قال «نريد حلا سياسيا في سوريا ونحن ضد التدخل العسكري فيها».

من جهة أخرى، سقطت قذيفة سوريا داخل منطقة نائية في بلدة الطرة بلواء الرمثا المحاذي للحدود الأردنية السورية. وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» إنها «لم تسفر عن أي إصابات ولم تنفجر، حيث قامت مجموعة من سلاح الهندسة في الجيش الأردني بتفجيرها». وتكررت في الفترة الأخيرة حوادث سقوط قذائف داخل الأراضي الأردنية إثر الاشتباكات الداخلية في مدينة درعا السورية الحدودية بين الجيشين النظامي والحر.

من جانب آخر، اجتاز 431 لاجئا سوريا الشريط الحدودي إلى بلدة الذنيبة الأردنية فجر أمس، هربا من الأحداث التي تشهدها بلادهم، فيما عاد 154 لاجئا إلى بلادهم طواعية بناء على طلبهم، وفق المنسق العام لشؤون اللاجئين السوريين إنمار الحمود.

وبين الحمود أنه تم نقل اللاجئين إلى مخيم الزعتري وتأمينهم بالخيم والمساعدات اللازمة، موضحا أن المخيم بات يضم نحو 34 ألفا و981 لاجئا سوريا. ولفت الحمود إلى محاولة 29 لاجئا سوريا الهروب من المخيم أمس، إلا أن الأجهزة الأمنية تمكنت من ضبطهم وإعادتهم إلى المخيم، مشيرا إلى أنه تم تكفيل 13 لاجئا سوريا لحالات إنسانية من خلال لجنة متخصصة في المخيم.

وعلى صعيد متصل، كشف الحمود أن حكومة بلاده كلفت مجموعة من الخبراء الأردنيين بالبحث عن مخيم آخر للاجئين السوريين حيث عاينت خلال الفترة الماضية الكثير من المواقع. وأضاف في تصريح صحافي إنه «سيتم اطلاع الجهات المعنية والخبراء الأجانب والسفراء على تلك المناطق»، مشيرا إلى أن اللجنة راعت في اختيارها للمكان أن يكون ضمن المواصفات التي تطلبها المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من حيث توفر البنى التحتية من كهرباء وماء وقرب من المستشفيات.

كما كشفت مصادر حدودية أمس أن جهة أمنية تحقق مع سوريين عبروا الشريط الحدودي فجر أمس. وقالت المصادر إن «مجموعة من السوريين دخلوا الأردن؛ بينهم 4 يدعون أنهم من كبار الضباط العلويين الذين كانوا يخدمون في الجيش السوري قبل انشقاقهم»، وأضافت أن هؤلاء الأربعة حولوا إلى جهة أمنية وبدأت التحقيقات فيما يدّعون.

المعارضة السورية تشكل «لجنة الحكماء» لتوحيد صفوفها وإدارة المرحلة الانتقالية

كيلو لـ «الشرق الأوسط»: لا طموحات سياسية لأعضاء اللجنة.. وليس فيها أسماء مقربة من النظام

بيروت: يوسف دياب

أنهت شخصيات سورية معارضة في الداخل والخارج وضع الأطر العملية لتشكيل هيئة تمثيلية جديدة للمعارضة السورية، يطلق عليها اسم «لجنة الحكماء»، هدفها جمع المعارضات السورية المختلفة، وإدارة المرحلة الانتقالية في سوريا.

وأفيد بأن هذه الهيئة ستتألف من 12 أو 15 شخصية معارضة عرف منها برهان غليون، عبد الحميد درويش، ميشيل كيلو، عارف دليلة، حسين العودات، أصلان عبد الكريم، الأب اسبيريدون، علي صدر الدين البيانوني، هيثم المالح، وشيخ درعا أحمد الصياصنة.

وأوضح العضو في «لجنة الحكماء» ميشيل كيلو، أن «مشروع تشكيل هذه اللجنة جدي، وسبق أن اقترحه (رئيس المجلس الوطني السابق) برهان غليون، وتضم هذه اللجنة ما بين 12 و15 شخصية معارضة». وأكد كيلو لـ«الشرق الأوسط» أن «مهمة هذه اللجنة إدارة كل ما يتعلق بالمرحلة الانتقالية من أجل ردم الهوة بين المعارضات المختلفة، والإعداد لمرحلة الانتقال للديمقراطية».

وشدد كيلو على أن «الشرط الأول لأعضاء هذه اللجنة أن لا تكون لديهم طموحات لاحتلال مناصب سياسية، وبمجرد أن ينتهوا من مهمتهم يذهب كل منهم إلى بيته».

وردا على سؤال عمّا إذا كانت هذه اللجنة تضم شخصيات قريبة من النظام السوري، قال كيلو: «بحسب علمي ليس بين الأسماء المقترحة أي اسم قريب من النظام، كل ما يعمل عليه هو اختيار شخصيات معارضة وشخصيات محايدة ومستقلة ليست مع السلطة، ومنهم رجال دين».

وحول ما ذكر عن أن «لجنة الحكماء» ستعقد اجتماعها الأول، غدا (الأربعاء)، في القاهرة، قبل المؤتمر الموسع للمعارضة المقرر انعقاده في الدوحة في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، لفت كيلو إلى أن «لجنة الحكماء ستجتمع قريبا وليس الأربعاء، بعد أن يتسنى للأعضاء الموجودين في الداخل مثل عارف دليلة الحضور (إلى القاهرة) ليكون العدد مكتملا وتضع برنامجا لعملها». موضحا أنه «لا علاقة للخارجية المصرية بتشكيل هذه اللجنة لا من قريب ولا من بعيد».

إلى ذلك، أوضح مصدر قيادي في المجلس الوطني السوري أن «فكرة تشكيل (لجنة الحكماء) قيد الدرس منذ أشهر، وكان يتولاها الدكتور برهان غليون منذ أغسطس (آب) 2011، وكان العمل يتركز على اختيار الشخصيات الوطنية الحكمية التي ترضي كل الشعب السوري وكل أطياف المعارضة التي لديها تاريخ ونضالات في سبيل وصول السوريين إلى الحرية والديمقراطية».

وأكد القيادي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، لـ«الشرق الأوسط» أن «الشخصيات التي وقع عليها الاختيار معروفة لدى الشارع السوري بنزاهتها، وليس لديها أطماع سياسية مستقبلية، ودورها سيكون أساسيا في تقديم الأفكار والاقتراحات التي تؤسس إلى مرحلة ما بعد سقوط النظام السوري». وقال «إن اللجنة ستمهد الطريق أمام تكوين نظام سياسي ديمقراطي يكون على قدر طموحات وأحلام الشعب السوري، يفي بالحد الأدنى من نضالات هذا الشعب والدماء التي قدمها في سبيل سوريا جديدة مختلفة عن حقبة الديكتاتورية».

القيادة المشتركة للجيش الحر تتحدث عن أسر 13 عنصرا من حزب الله في ريف حمص

مصدر لبناني لـ«الشرق الأوسط»: الحزب ملتزم بفتوى شرعية تحرم القتال في سوريا

بيروت: بولا أسطيح

هددت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل حزب الله «بنقل المعركة الحاصلة في سوريا إلى قلب الضاحية الجنوبية إذا لم يكف عن دعم النظام السوري القاتل». وقال فهد المصري مسؤول إدارة الإعلام المركزي في القيادة لـ«الشرق الأوسط» إنه «لدى الجيش الحر في إحدى قرى ريف حمص 13 معتقلا من الحزب اعترفوا بالقيام بعمليات قتل وذبح في سوريا، ومنهم من أقر بارتكاب خطأ فادح باعتبار أنهم كانوا يعتقدون أنهم يقومون بعمل جهادي ضد مؤامرة دولية على سوريا»، لافتا إلى «أن معظم هؤلاء الأسرى من منطقة بعلبك الهرمل».

وفيما أكد المصري أن الوثائق والتحقيقات التي لدى الجيش الحر تثبت أن هؤلاء عناصر من حزب الله، لفت إلى أن مصير الأسرى بيد القادة الميدانيين. وقال: «حزب الله متورط حتى أذنيه في الأزمة السورية وبقتل الشعب السوري وبمحاولة قمع الثورة وخاصة في دمشق وريفها وحمص وريفها»، مشيرا إلى أن حزب الله يركز عمله في دمشق على منطقة الزبداني باعتبار أن هناك معسكرا للحرس الثوري الإيراني، كما أن الأنفاق التي تربط سوريا بالبقاع اللبناني تقع في منطقة قريبة من المدينة. ولفت المصري إلى أنه «في الأسابيع القليلة الماضية رصدت تحركات وتنقلات مريبة في تلك المنطقة يعتقد أن يكون قد تم خلالها تهريب أسلحة محرمة دوليا إلى لبنان عبر تلك الأنفاق».

وتحدث المصري عن تواجد كثيف لعناصر من حزب الله في ريف حمص وبالتحديد في القصير وتلبيسة، لافتا إلى أن الحواجز التي في المنطقة يسيطر عليها عناصر من حزب الله، وقال: «حزب الله بات اليوم يلعب على المكشوف في تلك المنطقة بعدما أعلن رسميا مقتل قائد عملياته في سوريا». وتوجه المصري لمن سماهم «أهلنا من الشعب اللبناني ومن لون طائفي معين»، قائلا: «افتحوا عيونكم وانظروا جيدا إلى الخارطة لتعلموا أن سوريا معبركم الوحيد والرئة الاقتصادية التي تتنفسون منها، وبالتالي لا يصح أن تحرموا أنفسكم من دخول سوريا بعد سقوط الأسد».

بالمقابل، جدد عضو كتلة حزب الله النيابية كامل الرفاعي التأكيد على أن «كل عناصر الحزب الذين أعلن عن استشهادهم مؤخرا قضوا إما في تفجير مخزن الأسلحة في النبي شيت أو في مخيم للتدريب موجود في لبنان»، جازما بأن أيا منهم لم يقتل في سوريا.

وتحدث الرفاعي لـ«الشرق الأوسط» عن «قاعدة وفتوى شرعية يلتزم بها عناصر حزب الله وتحرم القتال في سوريا»، وقال: «يتهمون الحزب بإرسال مقاتلين إلى سوريا فيما الحقيقة أن لبنانيين من فريق المعارضة يشاركون في المعارك الحاصلة في القصير، وقد قتل عدد كبير منهم هناك ودفنوا في مناطق البقاع الشمالي وعكار».

وردا على سؤال، أوضح الرفاعي أن 5 أفراد أصيبوا في مخيم للتدريب مؤخرا توفي منهم 2 (أحدهم أبو عباس) وأصيب 3 واحد منهم في العناية الفائقة، موضحا أن «الشهيد المجاهد» حسين النمر، والذي تحدثت وسائل إعلام بالأمس عن أنه قضى في حمص خلال قتاله إلى جانب النظام السوري، استشهد في التفجير الذي وقع مؤخرا في مخزن الأسلحة في النبي شيت.

وكانت هيئة الثورة تحدثت بالأمس عن أن الجيش الحر قتل 17 عنصرا من حزب الله وقوات الأسد في القصير، فيما أفاد ناشطون من المنطقة عن قصف يومي تتعرض له القصير من قبل جيش النظام. وقال الناشط أمجد العدي إن «القصير تشيع شهداء يوميا جراء القصف المستمر والاشتباكات مع قوات النظام». وأضاف العدي: «فيما يتعلق بالجرحى، فلدينا مشفى ميداني واحد فقط، ونقاط طبية موزعة على عدد من المنازل للإسعافات الأولية فقط»، وتابع: «كنا ننقل المصابين بجروح خطيرة إلى لبنان قبل إغلاق الطريق، أما اليوم فكل ما نستطيع القيام به هو الوقوف إلى جانبهم وهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة».

وتواصل القصف المدفعي والصاروخي على مدينة القصير وريفها، حيث ما تزال الاشتباكات العنيفة تدور في القرى القريبة من الحدود مع لبنان، بين مقاتلي كتائب الجيش الحر وقوات جيش النظام مدعومة بمقاتلين من حزب الله اللبناني. وقالت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن «العشرات من مقاتلي حزب الله قتلوا في الاشتباكات، مساء الأحد وإن قوات حزب الله استخدمت غطاء قصف صاروخي من راجمات صواريخ لتتمكن من إجلاء جثث القتلى، حيث تم إجلاء ما لا يقل عن ثلاثين جثة، وما زال هناك العشرات من الجثث على الأرض».

بالمقابل، تحدثت وسائل إعلام مقربة من النظام السوري عن «سيطرة هدوء حذر على منطقة ريف القصير، بعدما أحرز الجيش السوري تقدما بارزا في عمليته العسكرية الواسعة المتواصلة منذ يومين. حيث سيطرت وحداته على بلدة العاطفية، مكبدة المسلحين خسائر فادحة». وأفادت المصادر عينها عن «اشتباكات عنيفة في المنطقة الواقعة ما بين الزراعة ومدينة القصير، التي تعتبر المعقل الرئيسي للمسلحين، أثناء تقدم الجيش السوري للسيطرة على البلدات الأخرى. واستخدمت في الاشتباكات الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية».

تضارب المعلومات حول تفجيرات قيادة الشرطة في العاصمة

حالة تأهب واستنفار عام واشتباكات في الأحياء الجنوبية

لندن: «الشرق الأوسط»

وسط حالة تأهب أمني كبير يخيم على معظم أحياء وشوارع العاصمة المقطعة الأوصال، لم تتضح بعد ملابسات ونتائج التفجيرات التي سمع أصواتها سكان العاصمة دمشق الساعة السابعة من مساء أول من أمس الأحد، حيث قالت السلطات السورية إن «انفجارا واحدا وقع في مرأب مبنى قيادة الشرطة بشارع خالد بن الوليد في منطقة الفحامة بدمشق، نتيجة زرع عبوة ناسفة في سيارة بالمرأب، وأسفر الانفجار عن استشهاد أحد عناصر الشرطة».

وقال مصدر بوزارة الداخلية لوكالة (سانا) إن «الانفجار وقع في سيارة متوقفة بمرأب مبنى قيادة الشرطة وأدى إلى استشهاد أحد العناصر وإصابات طفيفة، إضافة لأضرار مادية بالمبنى والسيارات المتوقفة في المكان». لكن شاهد عيان في شارع خالد ابن الوليد أكد أنه رأى أكثر «من 16 سيارة إسعاف توجهت إلى موقع الانفجار في قيادة الشرطة»، لافتا إلى أن «دوي ثلاثة انفجارات متزامنة سمع هناك، أعقبها إطلاق نار كثيف وحملة اعتقالات عشوائية في الشارع شنته قوات الأمن التي انتشرت بكثافة في منطقة الفحامة وقامت بإغلاق كل الطرق المؤدية إليها».

من جانب آخر ذكر ناشطون أن مشفى المجتهد الحكومي القريب من موقع الانفجار استقبل نحو سبع عشرة جثة لعناصر من الشبيحة قضوا في التفجير، بينها جثث متفحمة، وكل الجثث كانت باللباس المدني والعتاد الحربي الكامل.. وفي معلومات غير مؤكدة، ذكرت مصادر أن «عدد القتلى من الشبيحة في العملية – التي لم تتبنَها أي جهة – تجاوز الستين قتيلا، لا سيما أن التفجير جرى داخل المبنى، حيث كان يوجد عدد كبير من الشبيحة».

وتبع دوي صوت الانفجار الأول وتصاعد سحب الدخان في المنطقة دوي انفجارين آخرين لقنابل صوتية في محيط مبنى الأمن الجنائي في منطقة باب المصلى القريبة من قيادة الشرطة، كما سمع بعدها صوت إطلاق مدفعي من جبل قاسيون باتجاه أحياء دمشق الجنوبية (القدم والتضامن والعسالي)، حيث كانت تدور اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش النظامي والجيش الحر استمر لعد ساعات من ليل الأحد – الاثنين.

وقالت مصادر في الجيش الحر إن نحو سبع قذائف مدفعية سقطت بالقرب من شارع الشهداء في حي التضامن، وإن الاشتباكات في حي القدم أسفرت عن تدمير ثلاث دبابات لقوات النظام وقتل عدد الجنود، وتبع ذلك رد بالقصف المدفعي على الحي.

وطوال يوم أمس الاثنين سمع في أحياء العاصمة الشرقية أصوات تفجيرات من حيي برزة والقابون، وقال ناشطون إن قوات النظام تقوم بتفخيخ المباني التي تريد هدمها، وتعجز عن ذلك الجرافات، وذلك بغية شق وتوسيع الطرقات في المناطق العشوائية الثائرة على النظام، مؤكدين تشرد عشرات العائلات في تلك المناطق لا سيما في الشارع المؤدي إلى مشفى تشرين في حي برزة. كما تم هدم مبنى من أربع طبقات في منطقة زملكا بالقصف المدفعي المركز من قبل قوات النظام.

بالتزامن مع ذلك استمرت حملة المداهمات والاعتقالات لليوم الثاني على التوالي في حي المهاجرين، وشملت الحملة يوم أمس منطقة العفيف وحمام المقدم والجبة والشركسية، القريبة من القصر الجمهوري. وقال ناشطون إن قوات النظام قامت بتفتيش دقيق للمنازل، وبعض المجموعات قامت بسرقة ما خف وزنه وغلا ثمنه من مصاغ وحلي وتحف ومال.. وتعد هذه الحملة الثانية من حيث الشدة في هذه المنطقة خلال أقل من شهر.

أكراد سوريا يشكلون لواءين للدفاع عن مناطقهم

اتهامات ضد بارزاني بالهيمنة على مناطقهم في سوريا

أربيل: شيرزاد شيخاني

كشف قيادي كردي سوري عن انضمام 90 شابا وشابة كردية يوم الجمعة الماضي إلى قوات الحماية الشعبية التي تقوم بحماية الوضع الأمني في المناطق الكردية، مشيرا إلى أن «قيادة هذه القوات تخطط حاليا لتأسيس قوة دفاعية شعبية مؤلفة من 15 ألف عنصر، ستكون مهمتها حماية الوضع الداخلي بعد سقوط النظام الحالي»، ومؤكدا أن «لواءين عسكريين قد تم تشكيلهما في كل من مدينتي عفرين والقامشلي».

وكانت التقارير الصحافية قد أشارت في وقت سابق إلى قيام رئيس الإقليم مسعود بارزاني بتدريب عشرة آلاف عنصر من الشباب السوري اللاجئين إلى إقليم كردستان من أجل تهيئتهم لدخول الأراضي الكردية بسوريا بعد سقوط النظام الحالي، وذلك لحماية تلك المناطق والدفاع عنها بوجه أي تهديدات قد تنشأ في ذلك الوقت.

ولكن القيادي الكردي السوري، الذي طلب عدم ذكر اسمه، قلل في تصريح لـ«الشرق الأوسط» من شأن هذا الموضوع، مؤكدا أن «العدد مبالغ به كثيرا، فحسب علمنا أن العدد لا يتجاوز 600 – 650 عنصرا تم تدريبهم على استخدام الأسلحة الخفيفة كالرشاشات والدوشكات.. وحاولت قيادة الإقليم إدخالهم إلى هناك قبل شهرين، ولكن المحاولة فشلت بسبب الموقف الرافض من معظم الأحزاب والقوى الكردية الناشطة بالداخل، وبذلك يبدو أن العمل بهذا الاتجاه قد توقف حاليا».

وأشار المصدر إلى أن «الزعيم الكردي مسعود بارزاني يريد من خلال تدريب وإرسال هؤلاء الشباب – وأكثرهم من الأحزاب السورية الموالية له – أن يجعل له موطئ قدم داخل المناطق الكردية بسوريا في مرحلة ما بعد سقوط النظام الحالي، ولكن معظم الأحزاب والقوى الكردية رفضت هذه الوصاية بما فيها أحزاب المجلس الوطني الكردي السوري التي أبدت اعتراضها على هذا الموضوع لعدم مشاورتها بالأساس، ولأن مثل هذا الموضوع من شأنه أن يكرر نفس السيناريو الذي جرى في إقليم كردستان؛ من خلال حدوث مصادمات مسلحة بين الأكراد أنفسهم، فلجان الحماية الشعبية التي تقوم بفرض الأمن وحمايته بالمناطق الكردية رفضت ذلك بإصرار خوفا من وقوع احتكاكات أو صدامات غير مبررة بين المسلحين، خاصة أن أكثرية هؤلاء المسلحين الذين كان يفترض إرسالهم هم من الموالين لرئيس الإقليم وقدمت لهم إغراءات مادية كبيرة لفرض سيطرتهم على الأرض داخل المناطق الكردية بسوريا».

وكشف المصدر أن الهيئة التنسيقية العليا الكردية ستجتمع بعد يومين مع قيادة اللجان الشعبية بالداخل في مدينة القامشلي للتباحث حول الوضع الميداني وإعادة تنظيم تلك القوات ووضعها تحت وصاية الهيئة الكردية العليا، خاصة أن حجم تلك القوات بدأ يتسع بإعلان المئات من شباب مختلف الأحزاب الكردية بالداخل عن رغبتهم في الانضمام إلى صفوف قوات الحماية الشعبية، والتي تحاول قيادتها أن يكون ولاؤهم للوطن وليس للأحزاب.

موضحا أنه «تم حتى الآن تشكيل لواءين عسكريين في كل من عفرين والقامشلي، وبعد الاجتماع المذكور والاتفاق على المبادئ الأساسية لقيادة القوات ووضعها تحت تصرف الهيئة الكردية العليا نتوقع أن يكون هناك إقبال كبير للانضمام إلى صفوف تلك الوحدات، عندها ستتمكن قيادة تلك القوات من تأسيس ألوية أخرى لنشرها في بقية المناطق الكردية بالداخل، وبذلك ستقطع الطريق على محاولات بعض الأطراف التي تأتي من خارج كردستان سوريا لفرض هيمنتها وسيطرتها على الأرض».

قصف مركز على حلب ودرعا.. والحملة العسكرية تتصاعد في حمص

ناشطون يتحدثون عن «معارك طاحنة» تدور في الخالدية.. وأنباء عن مجزرة في سجن معرة النعمان

بيروت: بولا أسطيح

تركزت العمليات العسكرية في سوريا أمس على كل من حلب ودرعا وحمص، ما أدى وبحسب لجان التنسيق المحلية لمقتل أكثر من 115 شخصا في مختلف أنحاء سوريا. فيما وردت أنباء متأخرة عن ارتكاب قوات الأمن لـ«مجزرة» في سجن معرة النعمان بإدلب.

وأشارت مصادر من المعارضة مساء أمس إلى أن قوات الأمن السورية اقتحمت سجن معرة النعمان خلال اشتباكات عنيفة مع المعارضة المسلحة، وقامت بتصفية عدد من السجناء، وذلك قبل سيطرة الجيش الحر على السجن، إلا أنه لم يتسن الحصول على التفاصيل الكاملة لما حدث.. كما قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن ثلاثين شخصا قتلوا في بلدة الكرك الشرقي بريف درعا. وأوضحت أن القتلى سقطوا إثر استهداف الجيش النظامي عددا من الحافلات التي كانت تنقل جرحى نتيجة القصف على البلدة. كما أكدت تعرض أحياء في درعا البلد لقصف بالمدفعية الثقيلة.

بدوره، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 20 شخصا «بينهم خمسة على الأقل من مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة» في بلدة الكرك الشرقي في محافظة درعا. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن البلدة تشهد «عملية عسكرية وقصفا عنيفا ومحاولات اقتحام منذ ثلاثة أيام وسط حصار خانق وأوضاع طبية وإنسانية سيئة»، مشيرا إلى أن القصف طال أيضا «مركبات كانت تقل جرحى».

وفي حلب، قتل شخصان جراء القصف الذي تتعرض له أحياء في المدينة منها طريق الباب وهنانو والصاخور شرقا، وبستان القصر والأنصاري والفردوس والكلاسة والسكري، بحسب المرصد. وكانت المدينة شهدت اشتباكات ليلية بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية في أحياء الميدان والصاخور وصلاح الدين وسيف الدولة، بحسب المرصد. وأشارت «لجان التنسيق المحلية» إلى سقوط قتلى وعدد من الجرحى جراء الاشتباكات بين «الجيش الحر» وجيش النظام في الأتارب في ريف حلب لافتة أن عشرة جرحى سقطوا جراء القصف المدفعي على حي سد اللوز في حلب.

وتدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في بلدات شبعا وحتيتة التركمان والمليحة ودير العصافير في ريف دمشق «التي اقتحمتها القوات النظامية وسط قصف وإطلاق نار كثيف»، بحسب المرصد. وقال محمد عمر عضو مجلس قيادة الثورة في ريف حلب لـ«الشرق الأوسط» إن قوات الأمن قصفت عددا من المنازل في الغوطة الشرقية وبالتحديد في بلدة زبدين فسقطت على رؤوس أهاليها الذين لا يزال قسم منهم تحت الدمار. وتحدث عمر عن انتشار واسع للجيش النظامي في المنطقة بالتزامن مع إطلاق نار عشوائي. وأوضح عمر أن عددا من الشهداء والجرحى سقطوا في منطقة دير العصافير جراء قصف بالدبابات والطيران الحربي نفذتها القوات النظامية، بالتزامن مع توجه تعزيزات عسكرية إضافية إلى المدينة.

وفي مدينة حمص، أفادت الهيئة العامة للثورة عن قصف قوات النظام بقذائف المدفعية والدبابات وبالبراميل المتفجرة لأحياء الخالدية وجورة الشياح وحمص القديمة، بينما شهد حي الخالدية اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظام.

وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن «تعرض حي الخالدية لقصف عنيف من قبل القوات النظامية السورية التي تستخدم الطائرات الحوامة وقذائف الدبابات والهاون وتحاول اقتحام الحي من عدة محاور»، مع وجود «مقاومة شرسة» من قبل المقاتلين المعارضين.

وأفاد عضو «لجان التنسيق المحلية» السورية في منطقة القصير، عن «سقوط ما يزيد عن 11 شخصا على يد قوات النظام في القصير بريف حمص»، مشيرا إلى أن «جيش النظام يستعد لاقتحام المنطقة مجهزا بـ30 دبابة والكثير من العناصر». وقال ناشطون إن «العملية التي بدأت قبل 4 أيام على حمص هي الأعنف من نوعها منذ بدء العمليات عليها، حيث يستخدم النظام كافة أنواع الأسلحة في محاولة لاجتياح حي الخالدية»، متحدثين عن «معارك طاحنة تدور على أطراف الحي للتصدي لقوات الأسد».

وأضافوا: «كما يحلق الطيران المروحي في سماء حي الخالدية، وتتساقط البراميل في الحي لتهز الانفجارات الحي بالكامل تزامنا مع قصف عنيف من الدبابات المتمركزة حول حي الخالدية ما جعل أعمدة الدخان التي تتصاعد طوال الوقت من الحي تغطيه بالكامل».

رومني يتعهد بتسليح المعارضة السورية لهزيمة الأسد وحليفته وإيران

وعد بالتعاون مع دول الخليج في خطاب حول السياسة الخارجية.. وشبه اعتداءات السفارات بهجمات 11 سبتمبر

واشنطن: محمد علي صالح

في خطاب رئيسي عن السياسة الخارجية ألقاه أمس، تعهد المرشح الجمهوري ميت رومني بأن إدارته ستعمل على التعاون مع قوى المعارضة السورية التي تؤيد القيم الأميركية، وضمان حصولهم على الأسلحة اللازمة لهزيمة نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ووضع حد للحملة القمعية التي يشنها النظام.

وقال رومني في خطابه الذي ألقاه في ولاية فرجينيا، التي تعتبر من الولايات الحاسمة في الحملة الرئاسية الأميركية المقررة الشهر المقبل، «تقوم إيران بإرسال الأسلحة إلى الأسد لأنهم يعرفون أن سقوطه سيكون هزيمة استراتيجية لهم. علينا أن نعمل في نشاط مع شركائنا الدوليين لدعم كثير من السوريين الذين سيحققون هذه الهزيمة لإيران، بدلا من الجلوس على الهامش».

ونقل كلام سيدة سورية لم يذكر اسمها أنها قالت، «لن ننسى أنكم (الأميركيون) نسيتمونا»، وحمل الرئيس باراك أوباما مسؤولية «الجلوس على الهامش». وقال إنه سوف يسلح المعارضة بما يجعلها قادرة على «مواجهة طائرات ودبابات وصواريخ» الأسد، داعيا إلى التعاون «مع الذين سيقودون سوريا بعد سقوط نظام الأسد».

كما أشار المرشح الجمهوري إلى تغلغل القاعدة في سوريا، والعراق، وليبيا، واليمن، والصومال، ووجه انتقادات إلى أوباما لأنه سحب القوات الأميركية من العراق «فجأة»، وأنه كان يجب أن يأمر بانسحاب تدريجي. وحمل تنظيم القاعدة والنفوذ الإيراني مسؤولية العنف في العراق.

وأشار إلى دعم إيران للإرهاب، ومحاولة اغتيال عادل الجبير السفير السعودي في واشنطن العام الماضي، وحذر من أن إيران «اقتربت من إنتاج قنبلة نووية أكثر من أي وقت مضى»، واعتبر أن إسقاط نظام الأسد سيشكل هزيمة كبرى للنظام الإيراني أيضا.

وحذر رومني من توتر الوضع على الحدود بين سوريا وتركيا، متهما أوباما بأنه يكرر أن الأسد يجب أن يرحل من دون أن يتخذ خطوات حازمة للإسراع برحيله. وتعهد بوضع استراتيجية أميركية أمنية شرق أوسطية، تربط بين أمن أميركا وأمن الشرق الأوسط، معتبرا أن الوضع في الشرق الأوسط الآن متوتر أكثر منذ صار أوباما رئيسا سنة 2009.

كما تعهد رومني بزيادة عزلة إيران، والتعاون مع الدول الخليجية، وأنه سيأمر بوجود مستمر للأساطيل الأميركية في شرق البحر الأبيض المتوسط والخليج، و«لن يكون هناك أي جفاء مع حليفتنا الأولى إسرائيل». وقال إنه سيعين مسؤولا أميركيا كبيرا لينسق الاستراتيجية الأميركية في المنطقة.

ودعا رومني المصريين إلى المحافظة على المعاهدة مع إسرائيل، وإلى إقامة نظام ديمقراطي يمثل كل المصريين. ومن دون أن يهدد تهديدا مباشرا، ربط بين هذه المطالب وبين المساعدات الأميركية إلى مصر.

وفي هذا الخطاب الرئيسي عن السياسة الخارجية، والذي يعتبر أول خطاب في الموضوع بعد أن فاز بترشيح حزبه لرئاسة الجمهورية، انتقد رومني سياسة منافسه أوباما نحو إسرائيل، وانتقده لأنه لم يزر الدولة العبرية بعد أن صار رئيسا.

وحول الهجمات على السفارات بسبب الفيلم المسيء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، أشار رومني إلى الهجوم في بنغازي الذي أدى إلى قتل السفير الأميركي في ليبيا وثلاثة من مرافقيه، وإلى موجات العنف والمظاهرات المعادية للولايات المتحدة، خاصة في دول الربيع العربي. وقال، «حان الوقت لتغيير المسار في الشرق الأوسط. أعرف أن الرئيس يأمل في شرق أوسط أكثر أمنا، وأكثر حرية، وأكثر ازدهارا، ومتحالفا مع الولايات المتحدة. أنا أشاطره هذا الأمل. لكن، ليس الأمل استراتيجية. ونحن لا نقدر على دعم أصدقائنا وهزيمة أعدائنا في الشرق الأوسط عندما لا تكون كلماتنا مدعومة بأفعال».

وقال، «يجب عدم اعتبار الهجمات ضد أميركا في الشهر الماضي أفعالا عشوائية. إنها تعبير عن نضال أكبر عبر الشرق الأوسط، المنطقة التي هي الآن في خضم الاضطرابات الأكثر منذ قرن من الزمان. تمكن رؤية خطوط الصدع لهذا الصراع في ما حدث في بنغازي».

وأضاف: «الهجوم على قنصليتنا في بنغازي من المرجح أنه من أعمال نفس القوى التي هاجمت وطننا في 11 سبتمبر (أيلول) سنة 2001. لا يمكن لوم الهجوم الأخير على شريط فيديو يهين الإسلام ويستحق الشجب. على الرغم من محاولات الإدارة (إدارة أوباما) إقناعنا بهذا اللون لفترة طويلة. كما اعترفت الإدارة أخيرا، أن هذه الهجمات كانت أعمالا متعمدة من جانب الإرهابيين».

وفي مجالات غير الشرق الأوسط، كرر رومني تشدده نحو الصين وروسيا. وحذر أوباما من المساس بميزانية القوات الأميركية المسلحة. ودعا الحلفاء إلى مساهمات أكثر لمواجهة «التغييرات الاستراتيجية الكبيرة» حول العالم. وإلى زيادة نسب ميزانيات الدفاع في ميزانيات هذه الدول.

وأشار إلى الجنرال مارشال، من القادة العسكريين الأميركيين خلال الحرب العالمية الثانية، والذي صار في وقت لاحق وزيرا للدفاع والخارجية، وهو صاحب «مشروع مارشال» لمساعدة أوروبا سياسيا واقتصاديا، وتخرج من نفس الكلية العسكرية، وقال إن الولايات المتحدة يمكن أن تساعد دول الشرق الأوسط «لنشر المبادئ الاستثنائية الأميركية».

وتعمد رومني إلقاء هذا الخطاب المتشدد في معهد فيرجينيا العسكري في لكسنغتون، في وسط الولاية، وفي منطقة محافظة، بالمقارنة مع شمال الولاية المجاور للعاصمة واشنطن.

وقالت مصادر إخبارية أميركية إن رومني يحاول التفوق على أوباما في هذا المجال لأن الاستفتاءات أوضحت أن الأميركيين يعتقدون أن أوباما أفضل على رومني في مجال الأمن الأميركي والسياسة الخارجية. وأظهر استفتاء أجرته صحيفة «واشنطن بوست» وتلفزيون «آي بي سي» قبل أسبوعين أن أوباما يتفوق بخمس نقاط في التعامل مع المخاوف الدولية، ووقاية الأمن الأميركي. غير أن الفرق كان ضعف ذلك تقريبا في بداية السنة.

استطلاع: الأميركيون يؤيدون فرض منطقة حظر طيران بسوريا ويعارضون تسليح المعارضة

63% يعتبرون «أقلية متطرفة» وراء مهاجمة السفارات في ليبيا ومصر

واشنطن: هبة القدسي

أكد استطلاع للرأي أجرته جامعة ميريلاند بالولايات المتحدة أن معظم الأميركيين يؤيدون زيادة العقوبات على سوريا وفرض منطقة حظر طيران، لكنهم يعارضون بأغلبية ساحقة التدخل العسكري وإرسال قوات إلى سوريا أو تسليح المعارضة. وأيد 60 في المائة من الأميركيين المشاركين بالاستطلاع الذي نشرت نتائجه أمس فرض مزيد من العقوبات على سوريا، وأيد 59 في المائة فرض منطقة حظر طيران، بينما عارض 78 في المائة من الأميركيين تسليح المعارضة السورية أو إرسال قوات إلى سوريا، أو ضرب الدفاعات الجوية السورية.

يقول الاستطلاع الذي يركز على معرفة آراء الأميركيين تجاه العرب والمسلمين، بعد حادث الفيلم المسيء للإسلام، إن معظم الأميركيين، 63 في المائة من المستطلعة آراؤهم يعتقدون أن الهجمات الأخيرة العنيفة ضد السفارات الأميركية في ليبيا ومصر هي من عمل الأقلية المتطرفة، وليس أغلبية المسلمين. لكنهم في الوقت نفسه لا يشعرون بالرضا من ردود فعل الحكومات الليبية والمصرية على الهجوم على السفارات الأميركية. ويعتقد 53 في المائة من الأميركيين أن الحكومة المصرية لم تقُم بالدور الكافي لحماية المنشآت والدبلوماسيين الأميركيين، وقال 63 في المائة منهم إن الحكومة الليبية لم تحاول حماية الدبلوماسيين الأميركيين.

وأظهر الاستطلاع الذي نشر معهد بروكينجز نتائجه أن الأميركيين يؤيدون خفض المساعدات الأميركية لمصر وليس وقفها بالكامل، حيث أيد ثلثا الأميركيين تخفيض المساعدات الأميركية لمصر، بينما أيد 29 في المائة من الأميركيين وقفها بالكامل. وانخفض تفضيل الأميركيين لليبيا كما قلت شعبية مصر في نظر الأميركيين منذ أبريل (نيسان) 2011 في أعقاب ثورة 25 يناير 2011.

وأظهر الاستطلاع أن أحداث الأسبوعين الماضيين والهجوم على السفارات بسبب الفيلم المسيء للإسلام لم يؤثر بدرجة كبيرة على مساندة الأميركيين لفكرة تحقيق الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط. وفي سؤال حول ما إذا كان المواطن الأميركي يفضل أن تتحقق الديمقراطية في بلد قد يعارض سياسات الولايات المتحدة، أجاب 50 في المائة من المستطلعة آراؤهم بـ«نعم»، بينما أجاب 42 في المائة بـ«لا».

وتقول نتائج الاستطلاع إن 51 في المائة من الأميركيين يعتقدون أن التوتر بين الإسلام والغرب يتعلق بصراع القوة والمصالح أكثر من اختلافات الدين والثقافة. وينظر 49 في المائة من الأميركيين إلى العرب بصورة إيجابية، لكن الآراء حول المسلمين منقسمة عند نسبة 48 في المائة.

واختلفت آراء الأميركيين حول الربيع العربي، وتحولت آراء نسبة كبيرة من الأميركيين من الاعتقاد بأن الربيع العربي هو ثورة شعوب لتحقيق الديمقراطية، إلى أنه ثورة للإسلاميين الطامحين إلى تولي السلطة. ووفقا للاستطلاع الذي أشرف عليه البروفسور شيبلي تلحمي، يرى 46 في المائة من الأميركيين أن الولايات المتحدة يجب أن تستمر في المحافظة على المستوى الحالي من الوجود الدبلوماسي في المنطقة، بينما يري 34 في المائة أن على الولايات المتحدة أن تزيد من وجودها وتدخلها الدبلوماسي، ويرى فقط 14 في المائة أن الوجود الدبلوماسي الأميركي لا بد أن ينخفض.

ويعتقد الأميركيون أن شن غارة إسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية سيؤدي إلى زيادة أسعار النفط بشكل كبير، وسيزيد من احتمالات وقوع اعتداءات إيرانية على القواعد الأميركية، وإضعاف الموقف الاستراتيجي الأميركي في الشرق الأوسط. ويؤيد معظم الأميركيين (53 في المائة) أن تتخذ الولايات المتحدة موقفا محايدا تجاه أي هجوم إسرائيلي محتمل على المنشآت النووية الإيرانية، بينما يؤيد 12 في المائة فقط أن تقوم الولايات المتحدة بتشجيع إسرائيل على القيام بهجمات ضد إيران.

الحر يسيطر على حواجز بإدلب

انفجاران يهزان دمشق و170 قتيلا

                                            سيطر الجيش السوري الحر على ثلاثة حواجز عسكرية في ريف إدلب، بينما هز انفجاران العاصمة السورية دمشق مساء أمس الاثنين، وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 170 قتيلا قضوا أمس بمناطق عدة بالبلاد.

وأكد ناشطون أن الثوار السوريين سيطروا على ثلاثة حواجز عسكرية قرب معسكر وادي الضيف  بمعرة النعمان في ريف إدلب.

كما تمكن الثوار من السيطرة على المركز الثقافي حيث أعدم الجيش النظامي ثلاثين شخصا قبل انسحابه منه في وقت سابق من صباح الاثنين.

يأتي ذلك بينما استمرت الاشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في معرة النعمان، وذكرت مصادر طبية أن المعارك أسفرت عن مقتل ستة مدنيين وجرح عشرات آخرين.

انفجارات

من جهة أخرى قال ناشطون سوريون إن انفجارين هزا العاصمة دمشق في حي جوبر، بينما وقع انفجار آخر في حرستا بريف دمشق.

وأشار الناشطون إلى أن الجيش الحر قد يكون استهدف فرع المخابرات الجوية الواقع على أطراف ضاحية حرستا المحاذية لدمشق.

وفي العاصمة دمشق أيضاً حاول متظاهرون من أحياء ركن الدين والمهاجرين والصالحية كسر حصار الحواجز العسكرية الموجودة فيها والخروج في مظاهرة مسائية بمشاركة من تجمع حرائر قاسيون. وهتف المتظاهرون لنصرة المدن السورية المنكوبة.

يوم دام

إلى ذلك ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن 170 شخصاً قُتلوا أمس الاثنين في يوم دام جديد بسوريا.

وبحسب الهيئة، فإن من بين القتلى ثلاثين شخصا قضوا في مجزرة ببلدة الكرك الشرقي في ريف درعا، موضحة أن القتلى قضوا إثر استهداف الجيش النظامي عدداً من الحافلات التي كانت تنقل جرحى نتيجة القصف على البلدة. كما أكدت تعرض أحياء في درعا البلد لقصف بالمدفعية الثقيلة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن البلدة تشهد “عملية عسكرية وقصفا عنيفا ومحاولات اقتحام منذ ثلاثة أيام، وسط حصار خانق وأوضاع طبية وإنسانية سيئة”.

وفي حلب قتل شخصان جراء القصف الذي تتعرض له أحياء في المدينة، منها طريق الباب وهنانو والصاخور، وبستان القصر والأنصاري والفردوس والكلاسة والسكري.

وشهدت المدينة اشتباكات ليلية بين مسلحي المعارضة والقوات النظامية في أحياء الميدان والصاخور وصلاح الدين وسيف الدولة.

من جهته ذكر التلفزيون السوري أن قوات نظامية تمكنت أمس من قتل واعتقال عدد ممن وصفهم بالإرهابيين في حلب وريفها شمال البلاد.

كما قال التلفزيون السوري إن الجيش النظامي دمر مصنعا للأسلحة وعددا من السيارات المحملة برشاشات الدوشكا.

قصف بحمص

وقد تعرض حي الخالدية في حمص لقصف عنيف من قبل القوات النظامية السورية التي تستخدم الطائرات الحوامة وقذائف الدبابات والهاون، وتحاول اقتحام الحي من عدة محاور مع وجود مقاومة شرسة من قبل المعارضين، وفق المرصد.

وتحاول القوات النظامية منذ أيام اقتحام الحي الواقع وسط مدينة حمص “لكنها فشلت في ذلك حتى الآن”، طبقا للمرصد الذي ذكّر باستخدام الطيران الحربي في قصف الحي للمرة الأولى الجمعة.

من جانبها قالت الكاتبة والناشطة الحقوقية السورية هنادي زحلوط إن هناك اشتباكات بين عائلات موالية للرئيس السوري بشار الأسد وأخرى مناهضة له في مدينة القرداحة بريف اللاذقية.

وأضافت أن هذه الاشتباكات قد تمتد إلى بلدات الساحل السوري، مشيرة إن الناشطين العلويين يلاقون أحكاماً وتعذيباً مضاعفا من قبل النظام.

وفي هذا السياق أظهرت إحصائية نشرتها الهيئة العامة للثورة السورية أن الجيش الحر تمكن من إسقاط وإعطاب 61 طائرة خلال الأشهر السبعة الماضية، في تحدٍّ للسيطرة الجوية التي يتمتع بها الجيش النظامي.

غل: أسوأ السيناريوهات تتحقق بسوريا

                                            حث المجتمع الدولي على التحرك

أكد الرئيس التركي عبد الله غل اليوم الاثنين أن تركيا ستواصل اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية حدودها مع سوريا، وحث المجتمع الدولي على التحرك، معتبرا أن “أسوأ السيناريوهات” تتحقق في سوريا. في وقت أعلن مسؤول تركي أن الجيش التركي رد مجددا بقصف مواقع عسكرية سورية بعد سقوط قذيفة أطلقت من الجانب السوري في الأراضي التركية.

وقال غل للصحفيين في العاصمة أنقرة إن “حكومتنا تتشاور بشكل دائم مع الجيش التركي، وكل الإجراءات اللازمة يتم اتخاذها على الفور كما ترون وسيستمر هذا من الآن فصاعدا أيضا”.

في سياق متصل، أعلن مسؤول تركي لوكالة الأنباء الفرنسية أن الجيش التركي رد الاثنين مجددا بقصف مواقع عسكرية سورية بعد سقوط قذيفة أطلقت من الجانب السوري في الأراضي التركية.

وقال المسؤول -الذي طلب عدم الكشف عن هويته- إن القذيفة سقطت في الساعة 15:00 بالتوقيت المحلي (12:00بتوقيت غرينتش) في منطقة ألتينوزو بإقليم هاتاي (جنوب شرق تركيا).

وأضاف “الجيش التركي رد فورا على القذيفة السورية.. وبطارياتنا المضادة للطائرات تقصف المواقع السورية”.

وفي وقت سابق قال محافظ هاتاي إن ست قذائف سورية سقطت على الجانب التركي من الحدود الاثنين إلا أنها لم توقع إصابات. إلا أنه لم يتضح على الفور ما إذا كانت تلك القذائف تشمل القصف الأخير.

ويأتي هذا الحادث في اليوم السادس لتبادل إطلاق النار العشوائي بين تركيا وسوريا والذي اندلع بعد سقوط قذيفة من الجانب السوري على قرية أكشاكالا مما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص الأربعاء الماضي.

من جانبه حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم الاثنين من الوضع “البالغ الخطورة” على الحدود السورية التركية وتداعيات الأزمة السورية على لبنان.

وقال بان كي مون -في خطاب ألقاه خلال افتتاح أول “منتدى عالمي للديمقراطية” ينظم في مجلس أوروبا في ستراسبورغ- إن “تصعيد النزاع على الحدود السورية التركية وتداعيات الأزمة على لبنان أمران بالغا الخطورة”.

من ناحية أخرى علم مراسل الجزيرة أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي سيبحث خلال زيارته لروسيا مع المسؤولين الروس الأزمة السورية وإمكانية التعاون العسكري بين البلدين وبيع سلاح روسي للعراق.

وقد بدأ المالكي زيارة إلى روسيا تستمر ثلاثة أيام، ويلتقي خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء دميتري مدفيدف.

محاكم ثورية بسوريا لسد غياب القضاء

محمد النجار-ريف إدلب

شكل علماء دين وقضاة ومحامون محاكم ثورية في مناطق ريف إدلب التي باتت تحت سيطرة كتائب الجيش السوري الحر، لسد الفراغ الذي تركه غياب النظام ومؤسساته وأهمها القضاء.

ففي زيارة لأحد المقار الستة لهذه المحاكم التي مضى على تشكيلها سبعة أشهر في إحدى قرى ريف إدلب، كانت غرف الهيئات القضائية وديوان المحكمة ومكتب رئيسها تزدحم بالمراجعين الذين يتقاضون أمامها لحسم خلافات تبدأ من خلافات الأحوال الشخصية، وصولا إلى خلافات استخدمت فيها الأسلحة.

وتتكون المحكمة التي يرأسها النائب العام من هيئات قضائية للقضايا الجزائية، والمدنية، والجنايات، والصلح، والأحوال الشخصية، إضافة إلى هيئة تعنى بالنظر في نقض الأحكام. ويبلغ عدد العاملين فيها 16 قاضيا شرعيا و4 محامين و3 قضاة مدنيين.

يبدأ التقاضي في المحكمة بتسجيل الدعاوى لدى ديوان المحكمة الذي يتكون من رئيس الديوان وكاتب عدل وفنيي حاسب ومساعد أول منشق يتولى قلم المحكمة، حيث تحال إلى النيابة العامة التي يرأسها محام منشق عن النظام، ويرسل مذكرات الإحضار إلى المدعى عليه، وتكرار الطلب في حال عدم الحضور، وأخيرا إرسال طلب “جلب” تنفذه سرية أمنية من إحدى فصائل الثوار والمكونة من 50 عنصرا.

بعد ذلك ترسل القضية مع المتخاصمين إلى الهيئة القضائية المختصة التي تتخذ القرار الذي تراه مناسبا، مع منح المتضرر حق النقض أمام هيئة أخرى.

تنفيذ العقوبة

وتنفذ الأحكام القضائية من قبل السرية الأمنية التابعة للمحكمة، حيث يتم إيداع المحكومين الحبس في سجن بجبل الزاوية يخضع لمعايير يقول القائمون على المحكمة إنها تتماشى مع مطالب الحرية التي خرج من أجلها الشعب السوري.

وبحسب ديوان المحكمة فإن عدد القضايا التي يستقبلها كل فرع من فروعها يبلغ نحو 25 قضية يوميا.

رئيس المحكمة الشيخ حسن الدغيم تحدث للجزيرة نت عن دواعي تشكيل المحكمة، مؤكدا أنها جاءت بعد الفراغ الأمني الذي تسبب به “اختطاف النظام الأسدي لوزارتي العدل والداخلية اللتين جيّرهما لقمع المتظاهرين”.

وقال إن قيادة الثورة وبالتعاون مع هيئات شرعية وخاصة هيئة العلماء الأحرار وقانونيين، تداعت لسد هذا الفراغ لملاحقة اللصوص والمجرمين والفصل في المنازعات بين المتخاصمين، وتأمين محاكمات عادلة لمن تورطوا في الخدمة مع النظام.

وعن المرجعية القانونية للمحكمة قال الدغيم إنها تستند إلى قرارات المجالس العسكرية وتشريعاته وخاصة المتعلقة بقطع الطرقات وملاحقة الخارجين عن القانون، إضافة إلى قانون العقوبات السوري باستثناء ما يتعلق بالجرائم السياسية، وإلى الشريعة الإسلامية باعتبارها المصدر الأول للتشريع وفقا للدستور السوري.

ويشرف على تطبيق أحكام الشريعة هيئة عليا من المحكمة مكونة من 3 محامين مدنيين و3 قضاة مدنيين و3 قضاة شرعيين، وضعت أكثر من 70 مادة، بحسب رئيس المحكمة.

احترام الأحكام

وتحدث الدغيم عن تمكن المحاكم من الفصل في قضايا ظلت معلقة في محاكم النظام السوري لعشرات السنوات، مؤكدا التزام المجتمع بقرارات المحكمة واحترامهم لها. وأعلن أن ثوارا وقادة فصائل ثورية مثلوا أمام المحاكم، وحكم على بعضهم بالسجن، وأنهم ينفذون الأحكام المتعلقة بهم في السجن التابع للمحكمة.

من جهته اعتبر أمين سر المحكمة القاضي عامر عساف أن “الحاضنة الشعبية” لهذه المحاكم ورعايتها لمصالح الناس والثوار، أدتا إلى نجاحها بشكل منقطع النظير، “خاصة أنها جاءت في وقت انهارت فيه مؤسسات الدولة ومنها القضاء وأجهزة الداخلية”. ولفت عساف إلى أن العاملين في المحكمة متطوعون لم يقبض أي منهم ليرة واحدة.

وعن وصف هذه المحاكم بأنها “شرعية” وصورتها النمطية بأنها تنفذ أحكاما مخالفة لمعايير حقوق الإنسان، أكد عساف أن معايير الشريعة الإسلامية مطبقة في هذه المحاكم، لكنه رفض تشبيهها بالمحاكم التي اشتهرت في الصومال وغيرها، مؤكدا طغيان القانون المدني على الأحكام، مكتفية بأحكام السجن حتى قيام الدولة المدنية.

أما رئيس السرية الأمنية بالمحكمة النقيب المنشق أحمد حمود فأكد للجزيرة نت أن مهام سريته حراسة المحكمة ومنع دخول الأسلحة مع المتخاصمين إليها، إضافة إلى جلب المطلوبين أو القبض عليهم وفقا للأوامر الصادرة عن القضاة، وإيداع المحكوم عليهم السجن التابع للمحكمة.

وقال إن المسلحين لا يتدخلون في عمل المحكمة، وإن السرية نفذت أوامر اعتقال وإيداع في السجن بحق ثوار معروفين أدينوا بالتجاوز على حقوق الناس.

وبرز خلال الجولة في المحكمة حجم تقاضي الناس أمامها، وعدم تسجيل حالات اعتراض على أحكام بعضها بالسجن. كما لفت الأنظار منع دخول الأسلحة إلى المحكمة حتى من قبل أفراد السرية الأمنية الذين يتركون أسلحتهم في الخارج، حتى لو كان دخولهم لأسباب تتعلق بالعمل وتنفيذ الأحكام.

كما أكد القضاة العاملون بالمحاكم أن عملهم سينتهي بعد انتهاء الثورة، وأن دورها سينتهي عندما تقام الدولة المدنية العادلة، وفقا لأحد قضاة المحكمة من علماء الشريعة.

آثار سوريا.. من الإهمال إلى الدمار

                                            محمد النجار-معرة النعمان

رغم التركيز الإعلامي على الدمار الذي تتعرض له معالم تاريخية هامة في سوريا لا سيما السوق الأثري في مدينة حلب وقلعتها وقلعة حماة وغيرها من المعالم التي تزخر بها سوريا، فإن جولة على بعض الآثار بشمال البلاد تظهر أنها انتقلت من مرحلة الإهمال إلى الدمار.

في معرة النعمان -وهي أهم مدن ريف إدلب والواقعة على الطريق الدولي بين حلب ودمشق على بعد 40 كلم إلى الجنوب من مدينة إدلب وتحاصرها قوات النظام من جهة هذا الطريق بينما يسيطر الجيش الحر على بقية المدينة- يطلع الزائر لها على واقع مدينة سورية أثرية فتك الدمار والإهمال على مدى عقود بعدد من معالمها التاريخية.

في وسط المدينة -الذي شهد معركة ساخنة بين القوات الموالية للرئيس بشار الأسد والجيش الحر وانتهت بسيطرة الأخير عليه- يشاهد الزائر معاناة التاريخ الذي تجسده المعالم هناك.

ثنائية

فعلى جانبي تمثال الشاعر العربي أبي العلاء المعري وسط المدينة، تقع ثنائية المدينة التاريخية وهي خاني مراد باشا الذي يضم المتحف التاريخي في المدينة، وخان أسعد باشا الذي لحق به الخراب من كل ناحية بعد أن أكد ناشطون للجزيرة نت أن قوات النظام السوري كانت تتخذه مقرا لها قبل انسحابها بعد معارك شرسة.

أما المتحف فيضم آثارا تاريخية من حقب زمنية مختلفة من العصور الرومانية إلى الإسلامية وصولا للآثار الأكثر ظهورا وهي العثمانية.

تحرس قوات من ألوية الجيش الحر المتحف والخان بعد أن قام نشطاء في المدينة بإغلاق المتحف انتظارا لما ستؤول إليه الأمور في المعرة، وتمنع الدخول إليه، لكنها سمحت لنا بالتصوير بداخل ساحاته دون فتح المتحف الذي تشرف عليه لجنة من نشطاء المعرة.

وفي السوق الرئيسي في المدينة والمحاذي لوسطها التاريخي، يشاهد المرء مبنى البلدية الأثري الذي يقول نشطاء المعرة إن الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر زاره في ستينيات القرن الماضي.

وفي شارع الكورنيش -أهم الشوارع التجارية بالمعرة- يتوقف الزائر في ساحة المسجد التاريخي بالمدينة والذي يعتبر لوحة معمارية ناطقة من الخارج والداخل وخاصة مأذنته التي يراها أبناء المعرة من كل أطراف المدينة.

دمار

في السوق يلاحظ المتجول مدى الدمار الذي لحق بالدكاكين التراثية التي يعود عمر البعض منها لأكثر من قرن من الزمان، كما يلاحظ مدى تأثر السوق بالمواجهات التي شهدها، فرغم الازدحام البادي عليه فإن النشطاء شرحوا أنه لا يمثل ربع الحركة الطبيعية في المدينة التي يقطنها 120 ألف نسمة وتعتبر مركزا لريفها المكون من نحو 70 قرية.

في وسط السوق يقع مقر المركز الثقافي العربي الذي يضم ضريح الشاعر العربي الشهير أبي العلاء المعري ويظهر مدى الإهمال في الضريح والمبنى المحيط به والذي كتب على أحد جدرانه بيت الشاعر الشهير “هذا ما جناه أبي علي.. وما جنيت على أحد”.

في ريف المعرة يطلع الزائر على كنوز أثرية عنوانها الرئيسي الإهمال رغم جمالها وكثرتها.

زارت الجزيرة نت آثارا في مناطق جرادة والرويحة والغدفة وإيبلا وغيرها الزاخرة بالآثار الرومانية والإسلامية من عصور مختلفة، شمل بعضها القصف، لكن المتجول لا يجد أي مركز في مناطق هذه الآثار، وهو ما يعزز رواية النشطاء المعارضين من أن هذه الآثار ظلت عنوانا للإهمال من قبل الحكومات السورية المتعاقبة إلى أن وصل الدمار أجزاء منها بفعل القصف.

تحولت بعض هذه الآثار لمساكن لمهجرين من مناطق عدة، لكن بعضها تحول أيضا لزرائب للأغنام، بينما يقول نشطاء معارضون إنهم شكلوا لجانا لحفظ هذه الآثار وتنظيفها والمحافظة عليها، ويعدون بزمن سيتم فيه الاهتمام بالآثار وخاصة بمحافظة إدلب التي يتهمون النظام السوري بتعمد إهمالها.

اتهام

عضو المجلس الوطني السوري وأحد نشطاء معرة النعمان الدكتور عثمان بديوي قال للجزيرة نت إن أضرارا كبيرة لحقت بوسط مدينة معرة النعمان وخاصة تمثال أبي العلاء المعري وخاني مراد باشا وأسعد باشا والمتحف التاريخي بالمعرة والسوق الذي يعتبر كنزا تاريخيا مهما وذلك بسبب تمركز “الجيش الأسدي هناك”

وقال بديوي “لا ندري حقيقة ماذا بقي وماذا سرق من المتحف من قبل العناصر والضباط الذين تمركزوا بالمتحف التاريخي لأنه لا يوجد لدينا قوائم ولم يعد الموظفون العاملون لإحصاء محتويات المتحف”.

واتهم بديوي النظام السوري بأنه أهمل الآثار التاريخية في معرة النعمان وريفها عوضا عن مناطق سوريا الأخرى “لأنه لم يكن يهتم إلا ببقائه في الحكم وتزوير تاريخ سوريا ليبدأ من عنده ومن عند آل الأسد”.

وتساءل بديوي عن موقف المنظمات الدولية المعنية بالآثار من القصف المتواصل على الأماكن الأثرية في طول سوريا وعرضها، وتابع “النظام أهمل الآثار سابقا وقصفها لاحقا فدمر تاريخنا كما يريد أن يدمر مستقبلنا”.

أول انشقاق جماعي لضباط علويين بسوريا

لارا حسن- أبوظبي – سكاي نيوز عربية

كشف الجيش السوري الحر عن انشقاق عدد من الضباط العلويين وتوجههم إلى الأردن، في أول عملية انشقاق جماعي لعسكريين من طائفة الرئيس السوري بشار الأسد عن النظام منذ بدء الاحتجاجات في مارس 2011.

وقال المنسق العام للمجلس العسكري في مدينة حمص وريفها، خالد بكّار، لسكاي نيوز عربية إن”الضباط الـ 7 انشقوا عن النظام وهم في طريقهم إلى الأردن”.

وتحفظ بكّار على رتب الضباط وأسمائهم ريثما “يتم تأمينهم وتأمين عائلاتهم خلال الـ 48 ساعة المقبلة”، حيث أن “صعوبات مضاعفة تواجه المنشقين من الطائفة العلوية أكثر من أي منشق آخر”.

وتتم عملية تغطية الانشقاق للضباط وتأمين أسرهم بالتنسيق مع قائد المجلس العسكري في مدينة حمص وريفها، قاسم سعد الدين.

وفيما ذكرت مصادر عن وصول الضباط المنشقين إلى الأردن، نفى مصدر مطلع في مركز استقبال الضباط المنشقين في الأردن لسكاي نيوز عربية هذه الأنباء.

كما أكد بكّار أن “العلويين مشاركين بالحراك الثوري في سوريا منذ البداية إلى جانب عدد من الضباط من الطائفة الدرزية، وأنه من بين صفوف المجلس العسكري العديد من الضباط العلويين المنشقين”.

وأضاف “يوجد عسكريين علويين متعاونين مع الجيش الحر، بالإضافة إلى رجال دين من الطائفة نفسها ينتظرون الوقت المناسب للإعلان عن موقفهم المناهض للنظام”.

ويتم التعتيم عن المشاركين بـ”الثورة السورية” من الطائفة العلوية بناءا على طلب منهم وهم “أدرى بظروفهم”، حسب بكّار.

وأضاف المنسق العام للمجلس العسكري في مدينة حمص وريفها أن “الكثير من طائفة التي ينتمي لها الأسد تريد الانشقاق، والكثير منهم يحاول الخروج عن الصمت لأنهم يدركون أن النظام راحل والبقاء للشعب فقط، وهم جزء من هذا الشعب”، مؤكدا أن “التعايش هو مستقبل سوريا”.

وتأتي عملية الانشقاق بعد انطلاق أولى الاحتجاجات المناهضة للأسد في مسقط رأسه القرداحة، والتي أعقبها خطف شبيحة الأسد لفتيات من العائلات المحتجة في المدينة.

وشهدت عدة قرى في الساحل السوري توزيع مناشير ضد النظام،إلى جانب بيان لناشطين علويين يدعون فيه أبناء طائفتهم للمشاركة في الثورة.

روسيا: الحظر الجوي بسوريا قابل للنقاش

عمرو عبدالحميد- رودس – سكاي نيوز عربية

اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن إقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا أمرا “قابلا للنقاش”، شريطة الاتفاق على تفاصيل واضحة والالتزام بها.

ففي مقابلة خاصة مع سكاي نيوز عربية، قال بوغدانوف ردا على سؤال حول إمكانية موافقة موسكو على إقامة منطقة حظر جوي، وهو أمر طالما عارضته:” كل شيء صالح للنقاش والاتفاق في نهاية المطاف .. ونحن نعرف التجربة السابقة في العراق (في التسعينات). وقداتفقنا على الحظر الجوي هناك. ولكن كانت القرارات واضحة ومتفق عليها بتفاصيلها”.

وأشار إلى أن بلاده رفضت إقامة حظر جوي في سوريا، لأنها تخشى تكرار السيناريو الليبي وهو أن يحدث تدخل عسكري خارجي.

وحول إذا ما كان هناك ضمانات  تطليها روسيا من أجل الوصول لاتفاق على الحظر الجوي، قال :” نتمنى من شركائنا في الغرب أن نطبق كل ما نتفق عليه حرفيا في إطار الأمم المتحدة”.

ومن جهة أخرى، أشار بوغدانوف إلى أن بقاء الرئيس السوري بشار الأسد ليس شرطا لحل الأزمة السورية، مؤكدا على عدم تمسك بلاده بالأسد.

وأردف: “لسنا متمسكين ببشار،  فهو ليس رئيسا لروسيا الحمد لله”. وأوضح أن بلاده مع الشرعية الدولية ولا تتدخل في الشأن السوري.

واعتبر أن دعم الكثير من السوريين، بمن فيهم قطاع من الطائفة السنية، هو سبب بقاء نظام الرئيس بشار الأسد وليس دعم موسكو وبكين له.

ونفى المسؤول الروسي أن تكون بلاده قد شكلت هيئة تنسيق عسكرية مع ايران لدعم الجيش السوري في عملياته ضد المعارضة. وقال نحن ” خارج الأزمة وليس لنا تنسيق عسكري مع أحد”.

وفي رده على سؤال حول ما إذا كانت روسيا ستتعامل مع الإخوان المسلمين إذا وصلوا للسلطة، فقال:” نعم بطبيعة الحال.. طالما أن الشعب السوري يوافق على هذا”.

وكشف بوغدانوف عن أن موسكو و وواشنطن والأوربيون حصلوا على تأكيدات وضمانات من النظام السوري بشأن عدم استخدامه للأسلحة الكيماوية ضد مقاتلي المعارضة.

وقال:” حصلنا على تأكيدات بأنه لن يفكر حتى في استخدامها”.

لكنه أعرب عن قلق بلاده من إمكانية وقوع أسلحة كيماوية في يد قوى متطرفة كتنظيم القاعدة، مؤكدا في الوقت ذاته بأن الحكومة السورية تتخذ الإجراءات المطلوبة لضمان سلامة السلاح الكيماوي.

وفيما يتعلق بالتوتر التركي السوري على الحدود، قال بوغدانوف إن “السلطات السورية لم تسع لتصدير الأزمة إلى الخارج، بحسب رؤيتي الشخصية، فليس من مصلحة سوريا تصدير الأزمة”.

وقال إن بلاده لا تمانع في إقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية ” إذا اعتقد الجانبان (سوريا وتركيا) أن هذا الإجراء سيساعد في تخفيف التوتر وتجنب الأحداث المريرة مثل سقوط قذيفة على قرية تركية، ما أسفرت عن مقتل أبرياء”.

42 قتيلا والحر يهاجم حواجز بدمشق

الجيش السوري الحر , انفجارات في سوريا , العنف في سوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

هاجم مقاتلو المعارضة السورية، فجر الثلاثاء، حواجز تابعة للجيش النظامي في الأحياء الجنوبية للعاصمة دمشق فيما تواصلت أعمال العنف في مدن سورية عدة ما أسفر عن مقتل 42 شخصا ، حسب ما أفاد ناشطون في المعارضة.

وكشفت لجان التنسيق المحلية أنه “تم العثور على 25 جثة محروقة لمواطنين مجهولي الهوية بين داريا والقدم” في ريف دمشق، فيما قتل شخصان في إدلب وآخر في حلب.

من جانبه، قال المركز الإعلامي السوري في بيان إن “مجموعة من كتائب الجيش الحر قامت بضرب عدّة حواجز في الأحياء الجنوبية للعاصمة دمشق”.

وأشار المركز إلى اندلاع “اشتباكات عنيفة في العاصمة بين الجيش الحر و عناصر الأمن و الشبيحة استمرت لأكثر من ساعة”.

كما وقعت اشتباكات بين الجيشين السوري والحر عند الحاجز الموجود على اوتوستراد درعا، وتمكن الجيش الحر من تدمير 5 دبابات.

وفي ريف دير الزور، تعرضت مدينة موحسن لقصف بالمدفعية الثقيلة مع الساعات الأولى من الفجر الثلاثاء، فيما اندلعت في حمص اشتباكات عنيفة بين الجيشين السوري والحر في شارع القاهرة، طبقا لناشطين.

ويأتي هذا غداة يوم دام آخر في سوريا قتل فيه 183 برصاص الجيش السوري النظامي في مناطق عدة بسوريا، حسب المركز الإعلامي السوري.

في غضون ذلك، أعلن صندوق الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” عن التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية على توسيع الأعمال الإنسانية في أنحاء البلاد، في خطوة يمكن أن تنقذ حياة عشرات الآلاف من الأشخاص.

وقال المدير التنفيذي للصندوق إن الاتفاق سيسمح ليونيسيف بتوسيع عملياتها إلى خارج دمشق لتصل إلى السوريين في مناطق الصراع.

ويستهدف عمل المنظمة تطعيم مليون طفل معرضين لمخاطر أمراض مثل الحصبة في غضون شهرين.

يشار إلى أن اقتراب فصل الشتاء يشكل تهديدا كبيرا لا يقل عن تهديد العنف المتواصل في سوريا مع وجود نحو مليون مشرد في مختلف مدن البلاد.

مخطط سوري لصرف الأنظار بزعزعة استقرار الأردن

الوثائق: زرع خلايا وتزويد عناصر غير سورية بالأسلحة في المناطق المتوترة

دبي – العربية الحدث

كشفت “العربية الحدث”، في حلقة الاثنين، النقاب لأول مرة عن المخططات السرية السورية الرامية لزعزعة الاستقرار الأردني، كما وردت في المجموعة الجديدة من الوثائق السرية المسربة.

وانطلاقاً من أن الأردن أقرب دول الجوار السوري وأكثرها استيعاباً للاجئين السوريين، لذا تحولت بعد اندلاع الاحتجاجات السورية إلى الهدف الأول للمؤسسة الأمنية السورية بهدف تصدير الأزمة الداخلية وخلق البلبلة للتخفيف من الضغوط على النظام السوري.

وتنطوي الوثيقة الأولى والمؤرخة في الثالث من ديسمبر/أيلول من عام 2011 والمرسلة من اللواء ذو الهمة شاليش ابن عمة الرئيس بشار الأسد إلى فؤاد فاضل منسّق العمليات الخارجية وضباط الارتباط بالعملاء السوريين، على الطرق التي ينصح باتباعها لزعزعة الأمن الأردني، ومن بينها زرع خلايا تساعد على تنظيم التحرك في مناطق التوتر داخل الأردن، فضلاً عن تزويد عناصر غير سورية بالأسلحة في المناطق المتوترة وربط كل الخلايا بأشخاص أردني الجنسية معروفين بمعارضتهم للنظام القائم كواجهة لهم.

وفي نفس الوثيقة يأمر شاليش فؤاد فاضل بالعمل على دعم الناشطين السلميين الأردنيين بالأموال والسلاح اللازم لتأجيج الأوضاع في المملكة عند الحاجة لذلك.

كما أمر شاليش أيضاً بإنشاء مكتب للعمليات في الأردن لتنفيذ عمليات نوعية ضد الأردنيين الذين يساعدون الهاربين من الأراضي السورية على دخول الأردن.

كما أصدر أوامره بإرسال عملاء المخابرات السورية إلى المناطق التي يتواجد فيها المنشقون العسكريون عن نظام الأسد ويأمر بتصفية أشخاص محددين لإحراج النظام الأردني وإرسال رسالة للمجتمع الدولي تنذر بالقدرات الأمنية السورية.

وبالتأمل في الوثائق المتعلقة بزعزعة الاستقرار في الأردن، نسلّط الضوء على وثيقة أخرى مرسلة من وليد عبدالرحمن، رئيس فرع الاستطلاع في المخابرات الخارجية السورية، وتحوي تقريراً للقيادة المشتركة للمؤسسات الأمنية السورية، وتتضمن معلومات وفيرة عن وجود احتقان وتوتر غير مسبوق في الشارع الأردني، حيث تقع المسؤولية الأكبر على لجنة التنسيق العليا الأردنية، وهي تضم أكبر أحزاب المعارضة في الداخل والخارج.

وتتركز غالبية مطالب هذه اللجنة في حل مجلس النواب وتقليل صلاحيات الملك من ممثلون عن الحركات الشعبية والوطنية الأردنية كانوا معتقلين لدى الأجهزة الأمنية سابقاً وحاقدون على النظام القائم.

ومن جهة أخرى توضح وثيقة ثالثة من بين مجموعة وثائق اطلعت عليها “العربية.نت” خرائط لخطط عسكرية صادرة من القيادة العسكرية للعاصمة السورية دمشق وريفها.

رجال أعمال سوريون يفرون بأموالهم إلى مصر والخليج

الكويفي: 70% من الاستثمارات المحلية هربت إلى عدة دول عربية

القاهرة – وكالة الأناضول

تحت وطأة نيران الهجوم الغاشم لنظام بشار الأسد ضد السوريين، هربت الاستثمارات السورية من داخل سوريا إلى دول عربية عديدة، وكان لبورصات وأسواق دول الخليج العربي ومصر النصيب الأكبر من هذه الأموال الهاربة.

وفضل المستثمرون السوريون ضخ أموالهم في عدد من البورصات العربية والعالمية حتى لا تتوقف استثماراتهم عن الدوران، أما في مصر ففضلوا الصناعات النسيجية والغذائية والأعمال التجارية مجالا لاستثماراتهم.

وقال أحمد غنام عضو غرفة الصناعة بدمشق والقيادي السوري اللاجئ في مصر إن أعدادا كبيرة من رجال الأعمال والمستثمرين السوريين فروا بأموالهم إلى خارج سوريا عقب التوقف الكامل لحركة الاقتصاد السوري وأن معظم هذه الأموال توجهت نحو الاستثمارات السريعة وقصيرة الأجل التي تحقق أرباحا سريعة في عدد من الدول العربية وعلى رأسها مصر.

وأوضح القيادي السوري أن معظم استثمارات رجال الاعمال السوريين الهاربة باتت تتركز في الأسهم المدرجة في بورصات الخليج العربي نظرا للتسهيلات التي تقدمها هذه الدول لهم.

ومن جانبه رصد باسل الكويفي رئيس الغرفة التجارية السابق بدمشق وعضو المجلس الانتقالي السوري وأحد مستثمري قطاع الالومنيوم في مصر زيادة ملحوظة في عدد المستثمرين والتجار السوريين في مصر عقب اندلاع الثورة السورية.

وأضاف أن الاستثمارات السورية هربت من سوريا عقب تأثرها بشكل كبير بعد أحداث الدمار الممنهج للمؤسسات الاقتصادية والمصانع من قبل قوات الأسد، وصعوبة الحصول على المواد الاولية والطاقة لتشغيل المصانع ،وكذا صعوبة وصول البضائع من المصانع للمخازن ومن المخازن للأسواق.

وأوضح الكويفي أن هناك شبه توقف لحركة التجارة الداخلية داخل سوريا، وهناك أيضا توقف لحركة التجارة الخارجية السورية، وعدم ثقة المستورد الخارجي في المستثمر السوري في ظل الأحداث الجارية، وهو ما دفع التجار السوريون للبحث عن بدائل أخرى.

وأوضح أن هناك عددا من المصنعين السوريين انتقلوا إلى مصر عقب قيام الثورة السورية بمعداتهم وبدأوا العمل في مجالات مختلفة خاصة الصناعات النسيجية والالومنيوم والصناعات الغذائية.

وقدر الكويفي نسبة المستثمرين السوريين الذين هربوا إلى مصر بحوالي 20% من إجمالي عدد المستثمرين داخل سوريا، مشيرا إلي أن نسبة الاستثمارات التي فرت من سوريا تقدر بأكثر من 70% من إجمالي الاستثمارات الموجودة بالسوق السورية، وأن هذه الاستثمارات توجهت لدول عربية عدة في مقدمتها مصر ولبنان والاردن ودول الخليج العربي.

أما محمد صباغ وشهرته “ابو عبيدة “، أحد من السوريون الذين فروا من سوريا بعد الثورة السورية وقرر الاستثمار في مصر، فقال أن عددا كبيرا من السوريون الذين هربوا من قتال قوات الأسد إلى مصر، ويسكن معظمهم بمدينة السادس من اكتوبر غرب القاهرة الكبرى.

وأشار أبو عبيدة الذي أقام مطعماً كبيراً للمأكولات السورية والشامية بمدينة السادس من اكتوبر ان اكثر السوريين الذين وصلوا مصر أقاموا أعمالا استثمارية مثل المطاعم السورية والشامية والحلويات وورش صناعة الأثاث والمفروشات ومعامل الألبان.

وقال إنه فضل افتتاح مطعم داخل مصر نظرا للإقبال على المأكولات السورية، بعد أن لاحظ زيادة كبيرة في أعداد السوريين قائلا “أعداد السوريين في مصر زادت بنسبة 100% بعد الثورة السورية”.

وفيما يتعلق بدور مجلس الأعمال المصري السوري في توفير التسهيلات للاستثمارات السورية الهاربة قال أحمد الوكيل رئيس المجلس ورئيس الاتحاد العام للغرف التجارية في مصر أن نشاط المجلس معلق تماما ولا يمارس أي أعمال منذ بداية الثورة المصرية وبعدها اندلاع الثورة السورية .

وقال: “عقب قيام الثورتين انقطعت الاتصالات بين رجال الاعمال المصريين والسوريين كما توقف تدفق البيانات الاقتصادية بين الجانبين المصري والسوري”.

وقدر الوكيل حجم الاستثمارات السورية في مصر بنحو 400 مليون دولار في عام 2011، موضحاً أن هذه الارقام تخص استثمارات ما قبل قيام الثورة المصرية ولم يتم بعدها رصد أي بيانات جديدة حول الاستثمارات السورية التي دخلت مصر عقب اندلاع الثورة في سوريا.

وكانت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، قد أعلنت اليوم أن عدد اللاجئين السوريين في مصر يقدر بأكثر من 40 ألف لاجئ.

قيادة “الحر” تهدد حزب الله بنقل المعركة إلى ضاحيته

نائب لبناني أكد أن الحزب ملتزم بفتوى شرعية تحرم القتال في سوريا

العربية.نت

هددت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل حزب الله “بنقل المعركة الحاصلة في سوريا إلى قلب الضاحية الجنوبية إذا لم يكف عن دعم النظام السوري القاتل”.

وقال فهد المصري مسؤول إدارة الإعلام المركزي في القيادة لصحيفة “الشرق الأوسط” إنه “لدى الجيش الحر في إحدى قرى ريف حمص 13 معتقلا من الحزب اعترفوا بالقيام بعمليات قتل وذبح في سوريا، ومنهم من أقر بارتكاب خطأ فادح باعتبار أنهم كانوا يعتقدون أنهم يقومون بعمل جهادي ضد مؤامرة دولية على سوريا”، لافتا إلى “أن معظم هؤلاء الأسرى من منطقة بعلبك الهرمل”.

وفيما أكد المصري أن الوثائق والتحقيقات التي لدى الجيش الحر تثبت أن هؤلاء عناصر من حزب الله، لفت إلى أن مصير الأسرى بيد القادة الميدانيين. وقال: “حزب الله متورط حتى أذنيه في الأزمة السورية وبقتل الشعب السوري وبمحاولة قمع الثورة وخاصة في دمشق وريفها وحمص وريفها”، مشيرا إلى أن حزب الله يركز عمله في دمشق على منطقة الزبداني باعتبار أن هناك معسكرا للحرس الثوري الإيراني، كما أن الأنفاق التي تربط سوريا بالبقاع اللبناني تقع في منطقة قريبة من المدينة. ولفت المصري إلى أنه “في الأسابيع القليلة الماضية رصدت تحركات وتنقلات مريبة في تلك المنطقة يعتقد أن يكون قد تم خلالها تهريب أسلحة محرمة دوليا إلى لبنان عبر تلك الأنفاق”.

وتحدث المصري عن تواجد كثيف لعناصر من حزب الله في ريف حمص وبالتحديد في القصير وتلبيسة، لافتا إلى أن الحواجز التي في المنطقة يسيطر عليها عناصر من حزب الله، وقال: “حزب الله بات اليوم يلعب على المكشوف في تلك المنطقة بعدما أعلن رسميا مقتل قائد عملياته في سوريا”. وتوجه المصري لمن سماهم “أهلنا من الشعب اللبناني ومن لون طائفي معين”، قائلا: “افتحوا عيونكم وانظروا جيدا إلى الخارطة لتعلموا أن سوريا معبركم الوحيد والرئة الاقتصادية التي تتنفسون منها، وبالتالي لا يصح أن تحرموا أنفسكم من دخول سوريا بعد سقوط الأسد”.

في المقابل، جدد عضو كتلة حزب الله النيابية كامل الرفاعي التأكيد على أن “كل عناصر الحزب الذين أعلن عن استشهادهم مؤخرا قضوا إما في تفجير مخزن الأسلحة في النبي شيت أو في مخيم للتدريب موجود في لبنان”، جازما بأن أيا منهم لم يقتل في سوريا”.

كما تحدث عن «قاعدة وفتوى شرعية يلتزم بها عناصر حزب الله وتحرم القتال في سوريا»، وقال: “يتهمون الحزب بإرسال مقاتلين إلى سوريا فيما الحقيقة أن لبنانيين من فريق المعارضة يشاركون في المعارك الحاصلة في القصير، وقد قتل عدد كبير منهم هناك ودفنوا في مناطق البقاع الشمالي وعكار”.

وأوضح الرفاعي أن 5 أفراد أصيبوا في مخيم للتدريب مؤخرا توفي منهم 2 (أحدهم أبو عباس) وأصيب 3 وأحد منهم في العناية الفائقة، موضحا أن «الشهيد المجاهد» حسين النمر، والذي تحدثت وسائل إعلام بالأمس عن أنه قضى في حمص خلال قتاله إلى جانب النظام السوري، استشهد في التفجير الذي وقع مؤخرا في مخزن الأسلحة في النبي شيت.

مناشدات وصلوات سورية لمساعدة أهل حمص والجيش الحر

قصف عنيف على الخالدية منذ 4 أيام في محاولة لاقتحام الحي

دمشق – جفرا بهاء

يتعرض حي الخالدية في محافظة حمص لأعنف قصف منذ ساعات الصباح “من قبل القوات النظامية السورية التي تستخدم الطائرات الحوامة وقذائف الدبابات والهاون وتحاول اقتحام الحي من عدة محاور”، بحسب المرصد الذي أكد وجود “مقاومة شرسة” من قبل مقاتلي الجيش الحر.

وتعد العملية التي بدأت قبل 4 أيام على حمص الأعنف من نوعها منذ بدء العمليات عليها، حيث يستخدم النظام كافة أنواع الأسلحة في محاولة لاجتياح حي الخالدية بحسب ما قال ناشطون من حمص للعربية نت، وما زالت محاولات الاجتياح تلك تبوء بالفشل، وتدور معارك طاحنة على أطراف الحي للتصدي لقوات الأسد.

ويحلق الطيران المروحي في سماء حي الخالدية، وتتساقط البراميل في الحي لتهز الانفجارات الحي بالكامل تزامنا مع قصف عنيف من الدبابات المتمركزة حول حي الخالدية ما جعل أعمدة الدخان التي تتصاعد طوال الوقت من الحي تغطيه بالكامل.

السوريون يصلّون لحمص

تبدو الثورة السورية وكأنها ربطت السوريين بعقد واحد، ليتحول كل من هو معارض للنظام ويقف مع ثورة بلاده يشعر بأن كل رصاصة تسقط على حمص كأنها تسقط في قلبه وحيه.

وتحولت صفحات الإنترنت السورية إلى طريقة أخرى للدعاء لحمص ولأهل حمص، خصوصاً أن معظم السوريين مقتنعون أن حمص عاصمة الثورة السورية، وإن استطاع النظام اقتحامها من جديد فكأنه اقتحم سوريا كلها، وانتشرت الآيات القرآنية بكثرة على صفحات الفيس البوك، داعية الجميع للدعاء من أجل حمص.

وأقامت بعض المدن في ريف دمشق الصلوات للدعاء لحمص وأهلها لشدة قساوة القصف هناك.

لا اتصالات مع حمص حالياً، ولا يمكن الاطمئنان على الناس في حي الخالدية والقصور، فالإنترنت غائبة والكهرباء مقطوعة.

ولا يزال الناس موجودون في الحي، إذ يتجمع عدد من العوائل في بيت واحد لتأمين الطعام والشراب في الحدود الدنيا، إذ يعاني الحي خصوصاً وحمص عموماً من نقص شديد في الطعام والدواء والأساسيات الضرورية لحياة الإنسان.

لماذا الخالدية

يقول أحد الناشطين من حمص إن سبب تركيزهم على حي الخالدية أن هذا الحي يعتبر بوابة الدخول إلى باب تدمر والبياضة، وبالتالي لن يبقى من خط دفاعي في حال سقوط الخالدية، وعلى الرغم من المعارك الشرسة الدائرة طوال الوقت بين الجيش الحر وجيش الأسد فإن الخالدية لا تزال خارج نطاق سيطرة الأسد.

وتعتبر حمص، ثالث كبرى مدن سوريا، معقلا أساسيا للجيش الحر، وشهدت معارك عنيفة استمرت أشهرا، ولا تزال مناطق فيها تحت الحصار، وتخرج المناشدات والأصوات لدعوة الجيش الحر في كل سورية للوقوف مع نظيره في حمص للتخفيف عنه ومساندته بأي طريقة.

سوريا: القوات الحكومية تسيطر على أغلب مناطق حمص وانسحاب “تكتيكي” للمعارضة

أقرت المعارضة السورية المسلحة بأن القوات الحكومية حققت تقدما على الأرض في مدينة حمص بوسط البلاد والتي كان عدد من أحيائها يخضع لسيطرة قوات المعارضة على مدى شهور.

وقال العقيد عارف الحمود نائب رئيس أركان الجيش السوري الحر لـبي بي سي إن قوات المعارضة نفذت ما وصفه بانسحاب “تكتيكي” من مناطق كانت تفرض سيطرتها عليها في المدينة.

وأشار إلى أن القوات الحكومية باتت موجودة في ثلثي مناطق حمص بعدما دفعت بتعزيزات كبيرة مدعومة بالآليات المدرعة. لكنه أوضح أن مقاتلي المعارضة لا يزالون منتشرين في المناطق التي استعادت القوات النظامية السيطرة عليها ومن بينها حيا الخالدية والبياضة.

استمرار الاشتباكات

وتجددت الاشتباكات بين القوات الحكومية السورية والمعارضة المسلحة في عدد من المناطق السورية بعد منتصف الليلة الماضية، وفجر اليوم، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض.

وأفاد المرصد، ومقره بريطانيا، بتعرض عدد من الأحياء في بعض المحافظات للقصف لا سيما في حلب ودرعا وادلب وحماة واللاذقية وحمص.

كما قال المرصد ان مئة وسبعين شخصا على الاقل قتلوا يوم الاثنين في قصف واعمال عنف.

ولم يتسن لبي بي سي التأكد من صحة تلك الانباء من مصادر مستقلة.

“شحنات سلاح”

وكشفت بي بي سي عما يبدو أنه دلائل تشير الى ان اسلحة كانت متوجهة الى الجيش السعودي تم تحويلها للمسلحين المعارضين للنظام السوري في حلب.

وشاهد مراسل بي بي سي إيان بانيل ثلاثة صناديق شحن، قادمة من شركة سلاح كان يُفترض تسليمها للسعودية، في قاعدة يستخدمها المسلحون المعارضون لنظام الرئيس السوري بشار الاسد في مدينة حلب.

ولم يتسن لبي بي سي معرفة كيفية وصول هذه الصناديق إلى حلب، كما لم يُسمح لمراسلها بالاطلاع على محتوياتها.

وقد شاهد مراسل بي بي سي شحنات الذخيرة في أحد مساجد حلب، ولوحظ أنها قادمة من شركة داستان الأوكرانية، المتخصصة في صناعة الأسلحة التي تستخدم بحراً والقذائف الصاروخية.

وتسعى بي بي سي للحصول على تعليق من السلطات السعودية حول هذا الموضوع.

“جهة خليجية ما تساعد”

وقال إيان بانيل، الذي كان موجوداً في حلب، إنه من غير المعروف ماذا كانت تحتوي هذه الصناديق ولا كيفية وصولها إلى المدينة التي تشهد معارك عنيفة بين الجيش النظامي وعناصر الجيش الحر.

وأضاف بانيل أنه “من الواضح أن جهة خليجية ما تساعد وبجدية المسلحين الذين يسعون للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد”.

وعلم بانيل من مصادر معارضة أنهم يتسلمون مساعدات “لم تُكشف عن طبيعتها” من المملكة العربية السعودية وقطر.

وكان المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية مت رومني قد تعهد الاثنين بدعم من وصفهم “العناصر الصديقة للغرب” في المعارضة السورية.

وقال رومني “سأعمل مع حلفائنا وشركائنا من أجل التعرف على أعضاء المعارضة السورية، الذين يشاركوننا قيمنا وسأعمل على تزويدهم بالسلاح الذي يحتاجونه من أجل هزيمة دبابات وطائرات الأسد الحربية”، وذلك وفق ما أعلنت حملته الرئاسية.

وكانت الأمم المتحدة قد نبهت إلى زيادة التوتر وحضّت الدول التي تزود طرفي الصراع في سوريا على التوقف عن ذلك.

BBC © 2012

نشطاء: انفجاران يهزان مجمعا أمنيا سوريا

عمان (رويترز) – قال نشطاء إن انفجارين هزا مجمعا أمنيا على أطراف العاصمة السورية دمشق الليلة الماضية في أحدث هجوم يشنه مقاتلو المعارضة ضد وحدات موالية للرئيس السوري بشار الأسد.

وأعلنت جماعة جبهة النصرة الإسلامية المتشددة في بيان على فيسبوك مسؤوليتها عن الهجوم الانتحاري على مجمع للمخابرات الجوية في ضاحية حرستا قائلة أن المسؤولين العاملين بالمجمع كان لهم دور رئيسي في الحملة التي تشنها الحكومة على الانتفاضة المستمرة منذ 18 شهرا.

وقال سكان ونشطاء لرويترز إن الهجوم أحدث انفجارا ضخما وأعقبه تبادل لإطلاق النار. وأوضحت تغطية بالفيديو لنشطاء لم يتسن التأكد منها بشكل مستقل وقوع انفجار كبير.

وقالت جبهة النصرة الإسلامية في البيان “تم اتخاذ القرار بضرب فرع المخابرات الجوية في حرستا الواقع على اتستراد حمص وهو فرع سيء السمعة إلى درجة مزرية وقلعة من الطغيان والمظالم التي لا يعلمها غير الله تعالى.”

ويقود المخابرات الجوية اللواء جميل حسن وتتشكل أساسا من أفراد الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد. ولم ترد أنباء عما إذا كان حسن موجودا وقت الهجوم.

ويقول نشطاء المعارضة إن مئات من معارضي الاسد سجنوا دون توجيه اتهامات لهم وتعرضوا للتعذيب في مجمع حرستا. واتهمت جماعات مدافعة عن حقوق الانسان قوات المعارضة بتعذيب سجناء أثناء الانتفاضة.

(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى