أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 09 آب 2016

 

 

 

حشد لمعركة «متعددة الجنسية» في حلب

لندن، بيروت، نيويورك – «الحياة»، أ ف ب

استقدمت القوات النظامية السورية والفصائل المعارضة والمقاتلة تعزيزات تضم المئات من السوريين وحاملي الجنسيات العربية والآسيوية والإيرانية مع عتادهم إلى مدينة حلب وريفها استعداداً لـ «معركة مصيرية» بمشاركة عناصر متعددي الجنسية يسعى الطرفان من خلالها الى السيطرة الكاملة على المدينة، في وقت شن «جيش الإسلام» هجوماً مفاجئاً على القوات النظامية و «حزب الله» شرق دمشق. وأفيد بارتفاع حصيلة القتلى في سورية خلال 5 سنوات إلى أكثر من 290 ألفاً بينهم حوالى 15 ألف طفل و104 آلاف من القوات النظامية والميلشيات الموالية.

وجاءت هذه التعزيزات إلى حلب بعد إعلان الطرفين استعدادهما لمعركة قريبة بعدما حققت الفصائل المقاتلة تقدماً السبت في جنوب غربي حلب تمكنت إثره من فك حصار كانت القوات النظامية فرضته قبل ثلاثة أسابيع على الأحياء الشرقية للمدينة، كما قطعت طريق إمداد القوات النظامية إلى الأحياء الغربية في المدينة.

وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن: «الطرفان يحشدان العناصر تمهيداً لجولة جديدة من معركة حلب الكبرى»، مشدداً على أن «المعركة باتت مصيرية للطرفين وداعميهم». وأوضح أن «قوات النظام والمجموعات المسلحة الموالية أرسلت تعزيزات بالعديد والعتاد إلى مدينة حلب وريفها الجنوبي». وذكر أن «نحو ألفي عنصر من الموالين لقوات النظام، سوريين وعراقيين وإيرانيين وأفغان ومن حزب الله اللبناني، وصلوا تباعاً إلى حلب عبر طريق الكاستيلو (شمال المدينة) قادمين من وسط سورية».

وتلقت القوات النظامية ضربة قوية السبت بعد تمكن الفصائل المقاتلة من السيطرة على الكليات العسكرية في جنوب غربي حلب، وعلى الجزء الأكبر من حي الراموسة المحاذي لها والذي تمر منه طريق الإمداد الوحيدة إلى الأحياء الغربية.

وقال مصدر أمني سوري إن «القوات السورية استوعبت الصدمة وجلبت تعزيزات وثبتت مواقعها بشكل حصين»، لافتاً إلى أنها «تتعامل مع الوضع المتشكل بشكل يشمل كل السيناريوهات والاحتمالات».

واستقدمت الفصائل المعارضة والإسلامية بدورها تعزيزات عسكرية أيضاً، وفق «المرصد». وأضاف أن «المئات من عناصر الفصائل، وتحديداً من جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً قبل فك ارتباطها عن القاعدة) وعناصر تركستان (من الأيغور في الصين) يصلون تباعاً من محافظة إدلب (شمال غرب) وريف حلب الغربي إلى محيط حلب».

وأعلن تحالف «جيش الفتح» الذي يضم «جبهة فتح الشام» وفصائل إسلامية أخرى، في بيان ليل الأحد «بداية المرحلة الجديدة لتحرير حلب كاملة»، مضيفاً: «نبشر بمضاعفة أعداد المقاتلين ليستوعبوا هذه المعركة المقبلة. ولن نستكين بإذن الله حتى نرفع راية الفتح في قلعة حلب». وقدم تطمينات إلى المسيحيين في المدينة التي تضم حوالى 1.2 مليون شخص. وقال رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أنس العبدة في إسطنبول: «انطلقنا الآن من حالة حصار إلى حالة تحرير كامل حلب». وأضاف: «هناك فرصة حقيقية أمام الضباط والجنود الذين يقاتلون مع الجيش الأسدي للانشقاق».

وأعلن «جيش الإسلام» سيطرته على مواقع في الغوطة الشرقية بعدما أفاد «المرصد» بـ «معارك عنيفة بين القوات النظامية وحزب الله اللبناني والمسلحين الموالين من جهة، وعناصر جيش الإسلام من جهة أخرى في أطراف بلدة حوش الفارة ومنطقة حوش نصري ومحيط منطقة مطار مرج السلطان وصولاً إلى منطقة البحوث الزراعية في منطقة المرج بغوطة دمشق الشرقية، إثر هجوم عنيف لجيش الإسلام بعد إعلانه عن معارك لاسترداد المناطق التي خسرتها الفصائل في وقت سابق».

الى ذلك، قال «المرصد» إن النزاع الدامي الذي تشهده سورية تسبب بمقتل أكثر من 290 ألف شخص منذ اندلاعه في منتصف آذار (مارس) 2011، بينهم 84.472 ألف مدني كان بينهم 14.711 ألف طفل. وأشار إلى أن بين القتلى 104 آلاف «من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها والمتحالفين معها، بينهم 57.909 ألف جندي و1306 عناصر من حزب الله».

وشهد مجلس الأمن أمس سجالاً بين أطباء سوريين يعملون في حلب ومندوب روسيا خلال اجتماع خاص حول الوضع الإنساني في المدينة، أعرب فيه المندوب الروسي عن «القلق من محاصرة المدنيين غرب حلب».

وقدم المسؤول في «القبعات البيض» في حلب خالد حراح مداخلة مسجلة من داخل مستشفى في حلب، فيما شارك في الاجتماع الطبيبان السوريان زاهر سحلول وسامر عطار، اللذان يعملان في مستشفيات ميدانية في حلب.

وبعد مداخلة لنائب السفير الروسي في الأمم المتحدة فلاديمير سافرونكوف في الجلسة شدد فيها على «رفض تسييس الملف الإنساني، واستخدام المدنيين دروعاً بشرية في شرق حلب»، رد سحلول عليه بأن «سكان ستالينغراد تعرضوا للاتهامات نفسها من النازيين في الحرب العالمية الثانية».

وقالت السفيرة الأميركية سامنثا باور إن الوضع الحالي في حلب هو نتيجة «قصف النظام وروسيا المدنيين وقطع طريق كاستيلو»، معتبرة أنه «من الممكن أن يكون إيصال المساعدات الى المدنيين غرب حلب صعباً للغاية الآن». واضافت أنه «رغم القوة المفرطة للنظام السوري وحلفائه الروس والإيرانيين، فإن هذه القوة لن تسمح لأي طرف بحسم النزاع». ودعا ممثلو فرنسا وبريطانيا ونيوزلندا وإسبانيا وأوكرانيا الى وقف قصف المدنيين والمراكز المدنية وفتح الطريق أمام المساعدات الإنسانية دون معوقات.

كما شدد السفير السعودي عبدالله المعلمي على ضرورة أن يبادر مجلس الأمن الى «تقديم الحماية الفورية للمدنيين في حلب وكل المدن السورية، ومنع القصف الجوي وفرض منطقة حظر طيران ليتوقف القصف بالبراميل والأسلحة الكيماوية على المراكز الطبية والمواقع المدنية». وطالب المجلس بأن يعمل على «السماح بدخول المساعدات بشكل غير قابل للتقطع أو الإيقاف”.

وندد «بالدور الإجرامي للحرس الثوري الإيراني وحزب الله الإرهابي وغيرهما من الميليشيات الطائفية، وتعزيزها لما تقوم به قوات النظام السوري من استهداف للمدنيين».

وأكد التزام المملكة العربية السعودية العمل «وبذل كل جهد في سبيل رفع المعاناة عن الأطفال السوريين» مشيراً الى أن حلب «مهددة بمجزرة وتطهير عرقي من النظام السوري وحلفائه».

 

سورية «وجبة دسمة» في القمة الروسية – التركية اليوم

موسكو – رائد جبر أنقرة – يوسف الشريف برلين – رويترز

يسعى الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، خلال لقائهما اليوم، إلى وضع «خريطة طريق» ترسّخ تطبيع العلاقات بين البلدين، بعد مشكلة إسقاط سلاح الجوّ التركي مقاتلة روسية فوق الحدود السورية في 24 تشرين (نوفمبر) الماضي، وستكون سورية ومستقبلها «الوجبة الدسمة» في محادثات القمة التي تُعقد في قصر الأباطرة الذي شهد سابقاً بعض خطط الحرب ضد السلطنة العثمانية.

زيارة أردوغان ستكون الأولى له خارج تركيا بعد إحباط محاولة الانقلاب ليل 15- 16 تموز (يوليو)، وسط مرارة أنقرة بعد تعرّضها لانتقادات عنيفة من حلفائها الغربيين، احتجاجاً على حملة «تطهير» واسعة طاولت عشرات الآلاف من أنصار الداعية المعارض فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بتدبير المحاولة.

وعشية وصوله إلى سان بطرسبورغ، حرص أردوغان على التذكير بأن بوتين اتصل به معزياً بعد المحاولة الفاشلة، مشيراً إلى أنه «لم يوجّه انتقادات في شأن عدد العسكريين أو الموظفين الذين أُقيلوا».

ولم يخفِ أردوغان مرارته من موقف الولايات المتحدة بعد محاولة الانقلاب، إذ اعتبر أن زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري لأنقرة، المرتقبة في 24 الشهر الجاري، «متأخرة جداً، وهذا يحزننا». وسأل في حديث لصحيفة «لوموند» الفرنسية: «ماذا يتوجّب أكثر على الأميركيين؟ حليفهم الاستراتيجي يواجه محاولة انقلاب، وهم ينتظرون 40 يوماً لزيارته. هذا صدمنا».

واستعد أردوغان للقائه بوتين بخطوات عملية، إذ رفع حظراً عن وكالة «سبوتنيك» الرسمية الروسية في تركيا. وتوقّعت مصادر في الرئاسة التركية أن يدعو أردوغان بوتين إلى أنطاليا نهاية الشهر الجاري، من أجل مشاهدة لقاء بين المنتخبين التركي والروسي في كرة القدم.

وتتصدّر العلاقات الثنائية والشأن السوري جدول أعمال قمة سان بطرسبورغ، وسط تكهنات بإطلاق «مرحلة جديدة» من التعاون تشمل ملفات كثيرة. ورأت أوساط برلمانية روسية أن للقاء «أهمية استثنائية»، علماً أن الرئيس التركي كان وجّه إشارة إلى موسكو، بتأكيده أن «لا حلّ للأزمة في سورية من دون روسيا».

وقال يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، إن الجانبين سيوليان أهمية خاصة للعلاقات الثنائية وسبل تعزيز تعاونهما، بدءاً من استئناف التبادل التجاري، وإعادة تسيير الرحلات الجوية التي تنقل حوالى 4 ملايين سائح روسي سنوياً إلى تركيا، وصولاً إلى إحياء مشاريع استراتيجية، مثل مد أنبوب الغاز «تركستريم» إلى أوروبا، وتشييد محطة نووية روسية في تركيا.

وقال السفير التركي في موسكو أوميت يارديم، إن بوتين وأردوغان سيضعان «خريطة طريق» لتطوير العلاقات، وإطلاق مرحلة جديدة من التعاون.

ويشكّل الملف السوري أصعب اختبار أمام القمة، خصوصاً بعد التطورات الأخيرة في حلب. ولمّح معلقون روس أمس، إلى أن مطلب الكرملين إغلاق الحدود السورية – التركية سيكون اكثر تعقيداً بعد المستجدات في المدينة.

وعلى رغم ذلك، اعتبر ديبلوماسيون تحدثت اليهم «الحياة»، أن «مساحة الاتفاق أوسع بكثير من التباين في وجهات النظر»، في إشارة إلى أن العنصر الخلافي الأول المتعلق بدور الرئيس السوري بشار الأسد ومصيره، «يمكن تجاوزه بتأجيل طرح هذا الملف الآن، بالطريقة ذاتها التي أدت إلى التوصل إلى تفاهمات مع واشنطن».

ونقلت صحيفة «إزفيستيا» عن مسؤول عسكري، أن وزارة الدفاع الروسية أعدّت لبوتين رزمة اقتراحات لعرضها على أردوغان، بينها إقامة قنوات اتصال مباشرة بين الوزارتين، من أجل الحؤول دون وقوع حوادث مشابهة لإسقاط «سوخوي- 24» الروسية، كما تشمل إنشاء قنوات لتبادل المعلومات بين العسكريين الروس والأتراك، وعقد بروتوكولات تنظّم تصرّف المقاتلات الحربية أثناء تحليقها. ويضع الطرفان أيضاً نشرة تعليمات للطيارين «حول التصرّف لدى نشوب وضع خطر». وأشار معلقون إلى أن الرزمة المقترحة تكاد تكون نسخة حرفية عن اتفاقات أبرمتها موسكو مع واشنطن وتل أبيب.

في السياق ذاته، رجّحت مصادر عسكرية تركية أن تطرح موسكو إقامة خط ساخن للتنسيق بين الجيشين الروسي والتركي، فيما تأمل أنقرة بتنسيق مع موسكو في ما يتعلّق بمناطق الطيران، من أجل إبعاد سلاح الجوّ الروسي عن المناطق الحدودية.

واستعدت تركيا للقاء، من خلال العملية العسكرية التي نسّقتها ونظّمتها على الأرض في حلب، من أجل مناقشة الملف السوري من موقع نديّة مع الروس. وتتوقّع أنقرة أن يمنح نجاح المعارضة السورية في فك الحصار عن حلب، أردوغان دفعاً سياسياً ومعنوياً خلال اجتماعه ببوتين، علماً أن المصالحة الروسية – التركية بعد «اعتذار» أردوغان، واكبتها تصريحات تشير إلى استعداد أنقرة للبحث مع موسكو في الوضع السوري من دون تحفظات، وتصريحات أخرى عن استعدادها لتحسين علاقاتها مع سورية، إضافة إلى إشارات لقبول تركيا مسار حلّ سياسي، من دون أن يخلّ ذلك بنفوذها في سورية.

وكانت تصريحات رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) جون برينان عن احتمال تقسيم سورية، أقلقت أنقرة، التي تخشى تمدّد الفصائل الكردية في شمال سورية، وتسعى من التفاهم مع روسيا إلى تقليص الدورين الكردي والإيراني هناك، وإلى إتاحة دور عسكري تركي، ولو محدود، يدرأ خطر صواريخ «أس- 400» التي نشرتها موسكو في الساحل السوري، من أجل استئناف الطيران التركي تحليقه في أجواء شمال سورية.

اللافت أن الإشارات الروسية حول المحادثات مع تركيا لم تقتصر على ملفَّي التعاون الثنائي وسورية، إذ ربطت أوساط روسية أمس بين النشاط الزائد للكرملين إقليمياً، وموعد قمة سان بطرسبورغ. علماً أن بوتين عقد قمة ثلاثية في باكو أمس مع نظيريه الأذري إلهام علييف والإيراني حسن روحاني، وسيلتقي في موسكو غداً الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان.

ورأت مصادر روسية أن الكرملين الذي يشكّل الرابط الأساس بين جميع هذه الأطراف، لا يتطلع فقط إلى طرح ملفات إقليمية مهمة، مثل تسوية مشكلات حوض بحر قزوين والنزاع على إقليم ناغورنو قره باخ، بل يأمل في الوقت ذاته بإحياء مشروع «التكامل الأوراسي» تحت قيادة روسية، مع ضمّ تركيا المستاءة من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، إلى جهوده في هذا الصدد.

 

الأمم المتحدة تدعو إلى وقف عاجل للقتال في حلب لأغراض إنسانية

جنيف – رويترز

دعت الأمم المتحدة اليوم (الثلثاء)، إلى وقف عاجل لإطلاق النار في حلب، حيث قالت إن مليونين من سكان المدينة السورية يعيشون من دون ماء ولا كهرباء، بعدما أصابت هجمات البنية التحتية المدنية الأسبوع الماضي.

وقال بيان لمنسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سورية يعقوب الحلو، والمنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية في الأزمة السورية كيفين كنيدي: «تخشى الأمم المتحدة بشدة أن تكون العواقب وخيمة على ملايين المدنيين إذا لم يتم إصلاح شبكات الكهرباء والماء على الفور».

وحذرت «منظمة الأمم المتحدة للطفولة» (يونيسيف) من وجود أخطار على الأطفال في شكل خاص.

وقالت: «تتزامن هذه الانقطاعات مع موجة حارة، ما يعرض الأطفال بشدة لخطر الإصابة بالأمراض التي تنتقل من طريق الماء».

 

تعزيزات حلب تواكب قمة بوتين – أردوغان وواشنطن لا ترى حسماً سريعاً للمعركة

المصدر: (و ص ف، رويترز، روسيا اليوم)

استقدمت قوات النظام السوري والفصائل المعارضة والمقاتلة تعزيزات تضم المئات من المقاتلين مع عتادهم الى مدينة حلب وريفها في شمال سوريا، استعداداً لمعركة “مصيرية” يسعى الطرفان من خلالها الى السيطرة الكاملة على المدينة. وتتجه الأنظار اليوم الى اللقاء الذي يعقد في مدينة بطرسبرج الروسية بين الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي يتوقع ان يطوي صفحة التوتر التي سادت بين البلدين عقب اسقاط مقاتلات تركية مقاتلة روسية على الحدود السورية في 24 تشرين الثاني 2015 ويؤسس لمرحلة جديدة من التعاون بين البلدين في القضايا الاقليمية ومنها الازمة السورية.

وسجلت التعزيزات العسكرية في حلب بعد اعلان الطرفين استعدادهما لمعركة قريبة بعدما أحرزت الفصائل المقاتلة تقدماً السبت في جنوب غرب حلب. وتمكنت اثر ذلك من فك حصار كانت قوات النظام قد فرضته قبل ثلاثة اسابيع على الاحياء الشرقية للمدينة، كما قطعت طريق امداد رئيسية لقوات النظام الى الاحياء الغربية في حلب.

وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له: “كلا الطرفين يحشد المقاتلين تمهيداً لجولة جديدة من معركة حلب الكبرى”، مشدداً على ان “معركة حلب باتت مصيرية للمقاتلين وداعميهم”.

واوضح ان “قوات النظام والمجموعات المسلحة الموالية لها أرسلت تعزيزات بالعديد والعتاد إلى مدينة حلب وريفها الجنوبي”.

وأضاف ان “نحو الفي عنصر من المقاتلين الموالين لقوات النظام، سوريين وعراقيين وايرانيين ومن حزب الله اللبناني وصلوا تباعا منذ يوم أمس الى حلب عبر طريق الكاستيلو (شمال المدينة) قادمين من وسط سوريا”.

وتلقت قوات النظام ضربة قوية السبت بعد تمكن الفصائل المقاتلة من السيطرة على الكليات العسكرية في جنوب غرب حلب، وعلى الجزء الاكبر من حي الراموسة المحاذي لها والذي تمر منه طريق الامداد الوحيدة الى الاحياء الغربية.

وأكد مصدر أمني سوري ان “القوات السورية استوعبت الصدمة وجلبت تعزيزات وثبتت مواقعها بشكل حصين”، لافتا الى انها “تتعامل مع الوضع المتشكل على نحو يشمل كل السيناريوات والاحتمالات”.

ونقلت صحيفة “الوطن” السورية القريبة من السلطات عن مصدر ميداني ان “الجيش وحلفاءه استقدموا التعزيزات العسكرية اللازمة لانطلاق عملية استرجاع النقاط التي انسحب منها” جنوب غرب حلب. وقالت ان الجيش يسعى الى استرداد هذه المناطق “بعملية عسكرية وشيكة قد تنطلق في أي وقت”. كما اشارت الى اعلان “لواء القدس الفلسطيني الذي يؤازر الجيش العربي السوري عن وصول تعزيزات كبيرة له إلى معمل الإسمنت” حيث تتركز الاشتباكات حاليا بين الطرفين.

وفي موازاة ذلك، تمكنت قوات النظام منذ ليل الاحد حتى الفجر من ادخال عشرات الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والمحروقات إلى مناطق سيطرتها في غرب حلب عبر طريق الكاستيلو.

ويخشى سكان الاحياء الغربية ان يتمكن مقاتلو الفصائل من فرض حصار كامل عليهم، مما دفع قوات النظام الى استخدام طريق الكاستيلو الذي كان طريق الامداد الوحيد الى الاحياء الشرقية لسيطرة الفصائل، قبل تمكنها من قطعه في 17 تموز اثر معارك ضارية امتدت اسابيع.

وقال عبد الرحمن بأن هذه الطريق باتت “المنفذ الجديد الذي تعمل قوات النظام على تأمينه كبديل موقت من الطريق الرئيسي الذي كانت تعتمده ويمر عبر منطقة الراموسة”.

وبث تلفزيون “الاخبارية” السوري في شريط اخباري عاجل: “بدء دخول صهاريج المحروقات والمواد الغذائية والخضروات الى مدينة حلب”.

ودخلت هذه المساعدات غداة ارتفاع غير مسبوق لاسعار المواد الغذائية وندرة بعضها في الاحياء الغربية، للمرة الاولى منذ عام 2013.

ويقيم نحو مليون و200 الف نسمة في الاحياء الغربية لسيطرة النظام في مقابل نحو 250 الفاً في الاحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة الفصائل المقاتلة.

 

تعزيزات المعارضة

في المقابل، استقدمت الفصائل المعارضة والاسلامية تعزيزات عسكرية أيضاً. وقال عبد الرحمن ان “المئات من مقاتلي الفصائل وتحديدا من جبهة فتح الشام (“جبهة النصرة” سابقا قبل فك ارتباطها عن تنظيم “القاعدة”) ومقاتلي تركستان يصلون تباعا من محافظة ادلب وريف حلب الغربي الى محيط حلب”.

وأعلن تحالف “جيش الفتح” الذي يضم “جبهة فتح الشام” وفصائل اسلامية أخرى، في بيان ليل الاحد “بداية المرحلة الجديدة لتحرير حلب كاملة”، وقال: “نبشر بمضاعفة اعداد من المقاتلين ليستوعبوا هذه المعركة القادمة. ولن نستكين باذن الله حتى نرفع راية الفتح في قلعة حلب”.

وصرح رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” انس العبدة في مؤتمر صحافي باسطنبول: “انطلقنا الآن من حالة حصار إلى حالة تحرير كامل حلب… هناك فرصة حقيقية أمام الضباط والجنود الذين يقاتلون مع الجيش الاسدي للانشقاق”.

 

لقاء بوتين واردوغان

ومع الاستعدادات العسكرية في حلب، يلتقي بوتين واردوغان في بطرسبرج اليوم.

وصرح إردوغان في مقابلة مع وكالة “تاس” الروسية الرسمية بأنه يريد إعادة ضبط العلاقات مع روسيا على صفحة بيضاء ومعاودة التعاون في مجموعة من المجالات.

وأشار الرئيس التركي مراراً إلى بوتين باعتباره “عزيزي” أو “المحترم” فلاديمير كما وصفه بالصديق.

وقال :”هذه الزيارة تبدو بالنسبة الي معلماً مهماً جديداً في العلاقات الثنائية … بداية جديدة من صفحة بيضاء”.

وأضاف: “ستفتح صفحة جديدة في العلاقات الروسية – التركية. ستشمل هذه الصفحة الجديدة التعاون العسكري والاقتصادي والثقافي”.

وعشية القمة الروسية – التركية، دعت روسيا واذربيجان وايران الى التصدي “بشكل شامل” للارهاب في اعلان مشترك تم تبنيه في ختام قمة لرؤساء روسيا واذربيجان وايران في باكو.

 

واشنطن

وفي نيويورك، رأت المندوبة الاميركية الدائمة لدى الامم المتحدة السفيرة سمانتا باور أن حسم المعركة على مدينة حلب، لن يكون سريعاً، متخوفة على مصير المدنيين العالقين في القتال.

وقالت امام مجلس الامن الذي انعقد لمناقشة الازمة في حلب: “كلما طال أمد القتال، علق عدد أكبر من المدنيين في الوسط، ودفعوا ثمناً أكبر”.

ولاحظت أن “القتال خلال الايام الاخيرة يؤكد ما عرفناه منذ فترة طويلة جداً… وهو انه على رغم القوة الكبيرة لنظام (الرئيس السوري بشار) الاسد وروسيا وايران وحزب الله، فان اياً من الطرفين لن يتمكن من تحقيق نصر سريع وحاسم في المعركة على حلب”.

واستمع اعضاء المجلس الى شهادات من اطباء سوريين عرضوا صوراً صادمة لاطفال مصابين بهجمات بالبراميل المتفجرة، وقالوا انهم لم يتمكنوا من انقاذهم بسبب نقص الادوية.

 

منبج

وعلى جبهة أخرى، يطارد مقاتلو “قوات سوريا الديموقراطية” آخر فلول تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) داخل مدينة منبج في ريف حلب حيث لا يزال عشرات الجهاديين يقاتلون في جيب بوسط المدينة، متوقعين الانتهاء من “تحرير المدينة بالكامل” خلال ساعات.

 

للمرّة الأولى صور تظهر قوّات بريطانيّة في سوريا

عرضت شبكة “بي بي سي” الإخباريّة البريطانيّة عدداً من الصّور تُظهر تواجد قوّات بريطانيّة في سوريا، والّتي يُرجّح أن تكون الأولى من نوعها الّتي يتمّ التقاطها للقوّات البريطانيّة هناك.

وأظهرت الصّور عربات بريطانيّة تقوم بدوريّاتٍ قرب مسرحٍ تعرّض لهجومٍ من قبل تنظيم “داعش”. وأوضحت “بي بي سي” أنّ الصّور تمّ التقاطها خلال شهر تمّوز الماضي.

وأشارت صحيفة “الغارديان” البريطانيّة إلى أنّ هذه الصّور تُظهر قوّات خاصّة من الجيش البريطانيّ تسير في عرباتٍ تُسمّى “الثّعلب” بالقرب من الحدود السّوريّة- العراقيّة. و”الثّعلب” عرباتٌ مخصّصة لمهمّات الاستطلاع وعمليّات المراقبة لمسافاتٍ طويلة، وقد تمّ تطويرها بشكلٍ مُشترك، في النّصف الثّاني من العقد الماضي، من قبل شركة دفاع مدعومة من الحكومة الأردنيّة و شركة “جانكل” البريطانيّة.

وذكرت “الغارديان” أنّ الصّور تمّ التقاطها في “مخيّم التّنف” على الحدود السّورية- العراقيّة، والّذي كان تحت سيطرة “داعش”، وهو ليس بعيداً عن الحدود الأردنيّة.

وذكر عنصرٌ ممّا يُسمّى “جيش سوريا الجديد”، لـ”بي بي سي” أنّ “القوّات الخاصّة البريطانيّة أمّنت التّدريبات والأسلحة والمعدّات اللازمة له”. وتدور معلومات عن أنّ بريطانيا تقوم سرّاً بتسليح وتدريب هذا الفصيل لمقاتلة “داعش” في سوريا.

وكانت صحيفة “تايمز” البريطانيّة تحدّثت، الشّهر الماضي، عن دورٍ سرّيّ تقوم به القوّات البريطانيّة في سوريا.

ورفضت وزارة الدّفاع البريطانيّة، يوم الاثنين، التّعليق على الدّور البريطانيّ في توجيه ضرباتٍ جويّة ضدّ “داعش” في سوريا والعراق.

 

(“موقع السّفير”، “بي بي سي”، “الغارديان”)

 

تحالف فصائل معارضة سورية يعلن بدء معركة «تحرير كامل حلب»

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: أعلن تحالف يضم فصائل معارضة مساء الأحد بدء معركة «تحرير» كامل مدينة حلب في شمال سوريا، وذلك غداة تمكنه من فك الحصار عن الأحياء الشرقية في المدينة في ضربة كبيرة لجيش النظام السوري.

وفي بيان أصدره قال تحالف «جيش الفتح» الذي يتألف من فصائل عدة بينها جبهة فتح الشام «إننا في جيش الفتح وبعد أسبوع من المعارك المتواصلة (…) نعلن بداية المرحلة الجديدة لتحرير حلب كاملة».

وأضاف البيان «نبشر بمضاعفة أعداد من المقاتلين ليستوعبوا هذه المعركة القادمة، ولن نستكين بإذن الله حتى نرفع راية الفتح في قلعة حلب».

وأفاد قائد ميداني سوري معارض بأن فصائل المعارضة تمكنت أمس الاثنين من تفجير نفق للقوات الحكومية في حي الإذاعة في مدينة حلب.

وقال القائد في حديث لقناة «أورينت» بثته على موقعها الإلكتروني أمس، إن «الحسينية» التي تم تفجيرها كانت مقراً للحرس الثوري الإيراني، مؤكداً مقتل جميع العناصر في داخلها.

من جانبها، ذكرت قناة «الجزيرة» الفضائية على موقعها الإلكتروني أمس أن «جيش الفتح» في سوريا بدأ التمهيد الناري على أطراف حي الحمدانية في حلب بعيد إعلانه عن بدء هجوم جديد واسع النطاق يستهدف استعادة المدينة بالكامل من قوات النظام السوري والميليشيات الموالية لها التي باتت شبه محاصرة في مناطقها في الجزء الغربي من المدينة.

وقالت القناة إن مقاتلي «جيش الفتح» باشروا بقصف مواقع قوات النظام في مشروع «ثلاثة آلاف شقة» بحي الحمدانية.

جاء ذلك فيما استعادت فصائل من المعارضة السورية، سيطرتها على قلعة «شلّف» الواقعة في منطقة «جبل الأكراد»، في ريف اللاذقية الشمالي، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام السوري.

وأفادت مصادر محلية أمس الاثنين، أن قوات النظام السوري شنت ظهر أمس الأحد هجوما بريا على المنطقة، تمكنت خلاله من السيطرة على قلعة «شلّف» (قرب بلدة كنسبا)، التي تحظى بأهمية أستراتيجية لوقوعها في منطقة مرتفعة.

وأوضحت المصادر أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين الجانبين استمرت طوال الليلة الماضية، عقب تصدي المعارضة لقوات النظام التي حاولت التقدم نحو بلدة «كنسبا»(في جبل الأكراد)، بعد سيطرتها على قلعة «شلّف».

وأضافت المصادر أن قوات المعارضة شنت هجوما مضادا وتمكنت صباح أمس من استعادة السيطرة على قلعة «شلّف»، فيما تشهد المنطقة اشتباكات متقطعة، حيث أسفرت الاشتباكات عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف الجانبين، دون ذكر مزيد من التفاصيل.

 

ارتفاع قتلى الحرس الثوري الإيراني في حلب إلى 8

إسطنبول – الأناضول – ارتفع عدد قتلى الحرس الثوري الإيراني في سوريا إلى 8، بعد الإعلان عن مقتل الضابطين “سيد غلام حسين موسوي” و”علي نظري”، في معارك حلب (شمال سوريا) الأخيرة.

 

وأفادت، الثلاثاء، وکالات أنباء إيرانية، بينها “دفاع برس″ التابعة للقوات المسلحة الإيرانية، عن مقتل سيد غلام حسين موسوي وعلي نظري، الضابطين في الحرس الثوري في المعارك الأخيرة في حلب، وسيدفنان في مدينتي “يزد” و”جهرم”.

 

في غضون ذلك وصل جثمان “فريد کاوياني” أحد أعضاء الحرس الثوري أمس من سوريا إلي مدينة “أردبيل”، شمالي إيران.

 

وقبله تم الإعلان عن مقتل “محمد حسن قاسمي”، و”صادق محمد زاده”، عضوا الحرس الثوري في سوريا أيضاً.

 

وذكرت “دفاع برس″ أن مراسم دفن ثلاثة أعضاء من الميليشيات الأفغانية المعروفة باسم “الفاطميون”، وهم “رضا سلطاني” و”ميرزاجان حسيني” و”ناصر جليلي”، ستقام في مدينتي “کرمان” (وسط) و”مشهد” (شرق) الإيرانيتين.

 

ومطلع فبراير/شباط الماضي، قطعت قوات النظام السوري، طريق الإمداد بين ريف حلب الشمالي إلى الأحياء الشرقية للمدينة الواقعة تحت سيطرة المعارضة، بعد هجوم عنيف، بمساندة من سلاح الجو الروسي، لتعود (قوات النظام) مطلع يوليو/تموز الماضي وتقطع طريق الكاستيلو، شمال غربي المدينة، لتصبح بذلك مناطق سيطرة المعارضة في المدينة محاصرة بشكل كامل.

 

غير أنه، في 7 أغسطس/آب، أعلنت قوات المعارضة السورية، تمكنها من فك الحصار المفروض على الأحياء الخاضعة لسيطرتها في حلب، وذلك بعد 7 أيام من انطلاق عملية عسكرية واسعة للمعارضة، بدأتها انطلاقاً من ريف المدينة الجنوبي الغربي.

 

وارتفع عدد قتلى الحرس الثوري والقوات الخاصة الإيرانية والميليشيات الأفغانية والباکستانية؛ والمتمثلة في “جيش الفاطميين” و”لواء الزينبيين” الذين يقاتلون بجانب قوات النظام السوري بشکل ملحوظ.

 

إردوغان: صفحة جديدة تنفتح في العلاقات مع روسيا… وبوتين يرغب في اعادة الحوار

سان بطرسبرج – وكالات – قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الثلاثاء، إن بلاده تدخل “فترة مختلفة جداً” في العلاقات مع روسيا، وإن التضامن بين البلدين سيساعد في حل مشاكل إقليمية.

 

وفي حديثه في سان بطرسبرج قبيل اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، توجه إردوغان بالشكر لنظيره الروسي لاتصاله به هاتفياً بعد محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا في 15 يوليو تموز وقال إن هذه المحادثة “غمرت شعبنا بالسعادة”، حسب ما افادت وكالة رويترز للأنباء.

 

ومن جهته  شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الرغبة الروسية-التركية في “اعادة الحوار والعلاقات” الثنائية، لدى استقباله اردوغان، في أعقاب ازمة دبلوماسية استمرت تسعة أشهر، حسب وكالة الانباء الفرنسية.

 

وقال بوتين بعد مصافحة بين الرئيسين ان هذه الزيارة تؤكد “اننا جميعا نريد اعادة الحوار والعلاقات الروسية-التركية” التي تدهورت بعدما اسقط الطيران التركي مقاتلة روسية فوق الحدود التركية-السورية.

 

وتجئ زيارة إردوغان لروسيا في وقت تشهد فيه علاقات تركيا بأوروبا والولايات المتحدة توتراً، بسبب ما تراه أنقره اهتماماً غربياً بمحاولة الانقلاب التي سقط فيها أكثر من 240 قتيلاً.

 

طائرات التحالف الدولي تقصف بئراً نفطية في دير الزور شرق سوريا

دمشق- د ب أ- سقط عدد من القتلى والجرحى في قصف لطائرات التحالف الدولي لبئر نفط في دير الزور شرق سوريا.

 

وقال أحمد الرمضان عضو حملة /دير الزور تذبح بصمت/ إن “طائرات للتحالف الدولي وأخرى حربية سورية قصفت اليوم الثلاثاء عددا من المناطق في محافظة دير الزور شرق سوريا”.

 

وأضاف الرمضان في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية الثلاثاء إن ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من 12 آخرين بينهم خمسة أصيبوا بحروق شديدة واحتراق أكثر من 15 سيارة في غارات لطائرات التحالف على بئر نفطي قرب مدينة الميادين، مشيرا إلى أن عشرات الشاحنات تقوم بنقل النفط من هذا البئر.

 

وأكد الرمضان أن طائرات حربية يعتقد انها سورية قصفت ظهر الثلاثاء قرية حويجة صقر قرب مطار دير الزور العسكري، كما قصفت تلك الطائرات دوار المعامل ومحيط جسر السياسية شمال وشرق المدينة.

 

معارك حلب تجعل الأسعار في أحياء النظام تُحلق وتختفي

منار عبد الرزاق

حلب ـ «القدس العربي»: تزامن إعلان فصائل المعارضة السورية فك الحصار عن الأحياء الشرقية من مدينة حلب، ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية والمحروقات في الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام، فضلاً عن انعدام للمحروقات، بالإضافة لغياب الإنارة عن معظم بيوت الأهالي في تلك الأحياء، بسبب امتناع أصحاب مولدات (الأمبير) عن التشغيل، بحجة عدم وجود مادة المازوت، بالتزامن مع قيام الشبيحة بحملة «تعفيش» واسعة على منازل المدنيين في حي الحمدانية.

وحاول عدد من إعلاميي النظام في المدينة، تخفيف التوتر بين الأهالي، ودعوتهم إلى عدم القلق على المواد الغذائية، لأن طريق الإمداد لأحياء المدينة لم يُقطع، لكن تلك التطيمنات لم يكن لها أي تأثير على الأرض، حيث سجلت حالات ازدحام كبيرة جداً على الأفران و«الكازيات» بالأخص، فيما أغلق عدد من المحال أبوابها، بحجة فقدان المواد الغذائية، وسط دعوات لإجبار أصحابها على فتحها بالقوة.

وقالت ثناء أم محمد من حي شارع النيل في حلب لـ«القدس العربي» إنّ عدداً كبيراً من الخضروات والبقوليات ومادتي السكر والرز، اختفت من الأسواق عقب إعلان المعارضة على عدد من المواقع الاستراتيجية في الراموسة، في الوقت الذي بلغ فيه سعر كيلو الخبز 400 ليرة سورية، بعد أن كان سعرها 100 فقط، في الوقت الذي بلغ فيه سعر كيلو البندورة 400 ليرة.

وفيما يتعلّق بسعر ربطة الخبز، قال مصدر في مديرية المخابز في المدينة لـ«القدس العربي» إنّ الشبيحة سيطروا على الأفران، وأخذوا يبيعون بالأسعار التي يريدونها، مشيراً إلى وجود احتياطي من مادة الدقيق يكفي لأكثر من ثمانية أشهر، لكن سلطة الأمر الواقع التي يفرضها الشبيحة، يجعل أسعار المادة ترتفع بشكلٍ جنوني.

ويقول عمر أبو محمد وهو سائق على خط الجامعة لـ«القدس العربي» لم أستطع الحصول على مادة المازوت بالأمس، واضطررت لأن أحصل على المازوت من السوق السوداء بسعر 700 ليرة، ثلاثة أضعاف سعره الحقيقي، ومع ذلك لا يسمح لي بتقاضي أكثر من 40 ليرة عن الراكب الواحد، مشيراً إلى أنّ سعر جرة الغاز الواحدة بلغ 5000 آلاف ليرة واحدة.

كما أشار صاحب متجر لبيع اللحوم إلى أنّ أسعار كيلوغرام الغنم ارتفعت من 2500 ليرة إلى 4000 ليرة سورية، لافتاً إلى أن اللحوم تأتي إلى المدينة من ريف السفيرة.

وفي السياق ذاته، قالت مصادر أهلية في حي الحمدانية إنّ عدداً كبيراً من أسر الضباط في الحي فروا منه على وقع الاشتباكات، فيما قام عدد من الشبيحة بسرقة منازل المدنيين الهاربين من تأثير المعارك على منازلهم.

وأشارت المصادر إلى أنّ عدداً كبيراً من المدنيين في الحي يرفض الخروج من منازلهم، خوفاً من سرقة الشبيحة لمنازلهم تحت مسمى «التعفيش الممنهج لأملاك الأهالي».

ويعتبر حي الحمدانية المعقل الرئيس لضباط النظام، حيث يضم أربعة أحياء سكنية، بالإضافة لعدد من المشاريع السكنية التي تصل لحدود الأكاديمية العسكرية، وتسمى بضاحية الأسد.

وفي سياقٍ غير بعيد، قالت مصادر في الجيش الحر لـ«القدس العربي» إنّ الشبيحة قاموا بإفراغ محال الصناعيين من حي الراموسة، وتعفيشها قبل سيطرة الفصائل على الحي. تأتي تلك التطورات الدراماتيكة من سرقة لأرزاق الناس في الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام، بالتزامن مع اختفاء المواد الغذائية من الأسواق، مع إعلان غرفة عمليات فتح حلب بـ»أنها قادمة لتحرير المدينة بشكل كامل»، مطالبة الأهالي وكل من لم يثبت تورطها بحمل السلاح والتشبيح للالتزام في بيوتهم، حيث قالت في بيانها: «من التزم بيته فهو آمن، ومن دخل مسجداً فهو آمن، ومن دخل كنيسة فهو آمن».

 

سورية: حملة جديدة للتجنيد الإجباري من قبل النظام

ريان محمد

لا تكاد الحياة تعود إلى شوارع العاصمة السورية دمشق حتى يشن النظام حملة جديدة لاعتقال الشباب من عمر 18 عاما إلى 42 عاما، بهدف سوقهم للقتال مع القوات النظامية على الجبهات المنتشرة على طول البلاد، وخاصة جبهة حلب التي خسر فيها مئات المقاتلين، جراء انتصارات المعارضة الأخيرة.

 

ومن يسير في شوارع دمشق اليوم، يلحظ الازدحام على الحواجز، حيث يتم التدقيق بالبطاقات الشخصية، ووجود الحافلات والسيارات التي تتملئ بالشباب، إضافة إلى وجود الدوريات في مناطق الاكتظاظ والحركة، والتي تقوم بدورها بالتدقيق على الشباب وسوقهم إلى المراكز الأمنية.

 

وقال الناشط أبو عمر الشامي، في حديث مع “العربي الجديد”، “تشدد الحواجز والدوريات الأمنية، إضافة إلى المليشيات الموالية، المنتشرة في شوارع العاصمة على البطاقات الشخصية للشباب، حيث يتم توقيف معظم الشباب وتحويلهم إلى الشرطة العسكرية ليساقون عقبها إلى معسكر الدريج بريف دمشق التابع للقوات الخاصة، حيث يبقون فيه لنحو 7 أيام، في ظل أوضاع مأساوية جراء النقص في الطعام وشح المياه وعدم توفر أماكن للنوم، ليتم بعدها توزيعهم على الجبهات”.

 

ولفت إلى أن “عملية الاعتقال تتم بشكل عشوائي، حيث يطلب من الحواجز والدوريات أعداد محددة من الشباب يوميا، وفي بعض الأحيان يتم توجيههم إلى مناطق محددة يجب أن يحضروا منها عددا محددا، ما يدفع تلك الدوريات والحواجز إلى اعتقال كل الشباب الذين يقعون تحت يدهم، بغض النظر إن كانوا يحملون تأجيلا دراسيا عن الخدمة العسكرية أم لا، فالمهم أن يدخل العدد المطلوب إلى زنزانة الجهة التابع لها”.

 

 

وأضاف “تتسبب حملة النظام بامتناع الشباب عن الحركة والتنقل في الشوارع، ومن يضطر غلى التنقل فهو يتسلل سيرا على الأقدام مهما طالت المسافة، في حين تلتزم الغالبية منازلها، بانتظار أن تنتهي هذه الحملة، ما أدى إلى خسارة العديد منهم مصادر رزقهم أو إكمال تعليمهم”.

وبين أن “هناك نسبة جيدة من الشباب المطلوبين من قبل النظام للخدمة ضمن قواته النظامية، أو الذين يمكن أن يطلبوا، ورغم الوضع المادي السيئ، يحاولون مغادرة البلاد عن طريق مهربين، كانوا يقومون بنقلهم الى تركيا سابقا قبل توتر الأوضاع في حلب، وإغلاق الأتراك لحدودهم، وقام المهربون بعدها بتسهيل خروج الشباب الى لبنان مقابل مبالغ مالية كبيرة تراوح بين 3-4 آلاف دولار أميركي”، وتابع “أما شباب السويداء وغالبيتهم من طائفة الموحدين الدروز، وشباب اللاذقية وطرطوس ذات الغالبية العلوية والإسماعيلية، فإنهم يعودون إلى قراهم ومدنهم، حيث لا يشن النظام داخل تلك المناطق حملات اعتقال، بل يكتفي بتصيد الشباب أثناء خروجهم من مناطقهم”.

 

وتروى الستينية أم محمد، ما حدث مع نجلها، وتقول لـ”العربي الجديد”، “كان أصغر أبنائي يستعد للسفر وقد حصل على موافقة شعبة التجنيد، أي أنه غير مطلوب للخدمة الاحتياطية، ولكن قبل يومين من سفره قام أحد الحواجز باعتقاله، بحجة أنه مطلوب للخدمة الاحتياطية، ولم تشفع كل الأوراق الرسمية التي يحملها له بعدم اعتقاله، في أقل من أسبوع أخبرنا أنه نقل إلى ريف اللاذقية، وبعد نحو 15 يوما، وصلتنا برقية أنه مفقود، لكن دون جثة أو أي معلومات، بل كانت الجملة الوحيدة التي سمعتها أنك لست أول امرأة أو آخر امرأة تفقد ابنها”.

 

وأضافت “لقد سرقوا ابني مني دون أي سبب ليموت فقط، وكأنه لا قيمة لحياة شبابنا، حتى لم يبق منهم الكثير فهم إما قتلى أو معتقلون أو لاجئون أو سجناء منازلهم”.

 

من جهته، قال الثلاثيني نورس، وهو متزوج ولديه طفلان، لـ”العربي الجديد”، إنه “تم اعتقالي في الحملة الأولى التي شنها النظام في نهاية 2015، وتم وضعي بريف حلب لستة أشهر في قرى مدمرة، وكان هناك نقص في الطعام والماء، حتى إني لم أستلم سلاحا إلا بعد 3 أشهر، والمشكلة الأكبر أنه لم أستلم أي راتب، فوقعت عائلتي بعوز مادي شديد، رغم المساعدات التي تلقتها من أقاربي”.

 

وتابع “لم أعد أستطع التحمل، فالتعامل سيئ والحياة صعبة ولا قيمة لنا كسوريين، وقد كنا تحت إمرة ضباط إيرانيين، وكأننا لسنا في بلدنا، إضافة إلى أن لا الطعام ولا السلاح مناسب لجيش يريد الانتصار، لذلك تركت الخدمة وأعمل اليوم رغم التضييق الذي أعاني منه، لكن يبقى أفضل من الخدمة في ظل القوات النظامية”.

 

يشار إلى أن عشرات آلاف الشباب السوري يمتنعون عن الالتحاق بالخدمة العسكرية أو الاحتياطية، وتفيد تقارير محلية بأن العدد بلغ في مدن وقرى الساحل قرابة الـ60 ألفاً، وفي السويداء أكثر من 30 ألفاً، مع نهاية العام الماضي، في حين كانت مصادر موالية قد أفادت أن عدد عناصر وضباط القوات النظامية بلغ نحو 75 ألف عنصر، منتصف العام الماضي، في حين كان تعدادها عام 2010 نحو 450 ألف عنصر، تدعمها اليوم مليشيات محلية وأجنبية، إضافة إلى الطيران الروسي ومجموعات من قواته الخاصة.

 

“حرييت” تكشف تفاصيل المصالحة التركية – الروسية

اسطنبول – باسم دباغ

كشفت صحيفة “حرييت” التركية المعارضة، اليوم الثلاثاء، عن تفاصيل اتفاق إعادة تطبيع العلاقات التركية الروسية في نهاية يونيو/ حزيران الماضي، قبل إسبوعين من المحاولة الانقلابية الفاشلة في منتصف يوليو/ تموز.

 

وبحسب رئيس تحرير “ديلي حرييت” الناطقة بالإنكليزية، مراد يتكين، فقد كان لكل من رجل الأعمال التركي، جاويد جاغلار، ورئيس هيئة أركان الجيش، الجنرال خلوصي أكار، والمتحدث باسم رئاسة الجمهورية، ابراهيم كالن، دور محوري في الوصول إلى الاتفاق.

 

وبحسب الصحيفة، ونقلاً عن مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى، فقد أكد الجنرال أكار، للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إمكانية وجود قناة لإصلاح العلاقات مع موسكو، مشيراً إلى الدور الذي قد يستطيع أن يلعبه جاويد جاغلار، رجل الأعمال التركي وأحد المستثمرين في قطاع النسيج، والذي يمتلك علاقات عمل وصداقة قوية مع رئيس جمهورية داغستان الروسية رمضان عبد اللطيبوف، منذ أن كان جاغلار وزير دولة في التسعينات في حكومة رئيس الوزراء السابق سليمان دميريل، وبدوره يمتلك عبد اللطيبوف تواصلاً مباشراً مع بوتين عبر كبير مستشاريه يوري أوشاكوف.

 

وأكد الجنرال أكار لأردوغان بأن جاغلار لطالما كان مفيداً للدولة التركية، وبأنه كان القناة بين أنقرة وحيدر علييف الرئيس الأذربيجاني السابق عندما كان في إقليم ناخجيفان وبعد انتقاله للعاصمة باكو في منتصف التسعينات، وبأن جاغلار هو الذي قدم طائرته الخاصة للمخابرات التركية خلال العملية المشتركة التي قامت بها المخابرات بالتعاون مع نظيرتها الأميركية لإلقاء القبض على عبد الله أوجلان زعيم العمال الكردستاني في كينيا عام 1999.

 

وبعد اللقاء الذي جمع كلاً من جاغلار وأكار وأردوغان، في 30 إبريل/ نيسان الماضي، في مدينة إسطنبول، وافق أردوغان على البدء بمحاولة إصلاح العلاقات، وكلف المتحدث باسم الرئاسة بالإشراف على الأمر.

 

وكتب كالن، نص رسالة الاعتذار التي أخذت طريقها عبر كل من جاغلار وعبد اللطيبوف إلى أوشاكوف مستشار بوتين، حيث تم إجراء عدة تعديلات عليها، حتى اتصل السفير الكازاخي في أنقرة زانسيت تويمباييف بكالن، في 22 يونيو/حزيران، مبلغاً الأخير بأن الرئيس الأذربيجاني نزار باييف التقى الرئيس الروسي بوتين في مدينة سانت بطرسبورغ الروسية.

وعبر بوتين خلال اللقاء عن جهوزيته لقبول رسالة أردوغان، لكن الأخير كان يريد إعادة تطبيع العلاقات، وليس إرسال رسالة تتضمن الاعتذار أو منح التعويضات لمن اخترق المجال الجوي التركي.

 

وعاد السفير الكازاخي، في اليوم التالي، واتصل بمستشار الرئاسة التركية مرة أخرى، مبلغاً إياه بأن الرئيس الكازاخي سيلتقي الرئيس الروسي في العاصمة الأوزبكية طاشقند، يوم غد، قبل انتهاء قمة مجموعة شنغهاي الاقتصادية، مفضلاً أن تكون الرسالة جاهزة قبل اللقاء، لأنه “بقليل من التعديلات عليها من الممكن أن تنتهي الأزمة”، ليبلغ كالن أردوغان بالأمر، والذي عقد بدوره، مباشرة لقاءً مع الجنرال خلوصي أكار في القصر الرئاسي في العاصمة أنقرة.

 

في غضون ذلك، عاد كالن وعمل على نسخة جديدة للرسالة برفقة عدد من المترجمين عن الروسية ودبلوماسيين من السفارة الكازاخية في أنقرة، حيث تمكنوا من الوصول إلى كلمة “إزفينيتا”، والتي تعد كلمة أقوى من الأسف ولكنها لا تعني الاعتذار.

 

وقّع أردوغان الرسالة، ليستقل كل من كالن وجاغلار الطائرة متجهين إلى العاصمة الأوزبكية طاشقند، حيث كان الرئيس الكازاخي بانتظارهم، وقرأ الرسالة بنسختها الروسية، معلقاً عليها بالقول:”إنها جيدة”، ليعلم الأتراك في وقت لاحق بأن بوتين والهيئة المرافقة له كانا في الغرفة المجاورة، فوافق بوتين على الرسالة بعد الاطلاع عليها.

 

أم محمد.. حملت صفة لاجئة بعد السبعين

مخيم الزعتري – محمد الفضيلات

قبل أربع سنوات، اجتازت أم محمد الحدود الأردنية – السورية. وأصبحت، بعدما بلغت السبعين من عمرها، لاجئة. تعيش اليوم في مخيم الزعتري للاجئين السوريّين في الأردن، وقد اتخذت قراراً نهائياً بعدم العودة إلى بلادها لسببين: الأول خوفها من القصف، والثاني إحساسها بالخذلان بعدما تزوج زوجها من أخرى في سورية.

 

أم محمد التي اجتازت الحدود برفقة أولادها الثلاثة المتزوجين، تعيش وحدها في غرفة من الصفيح، فيما يقطن أولادها الثلاثة في أماكن أخرى داخل المخيم. تبدو راضية عنهم. يزورونها بشكل يومي، في وقت يمضي أحفادها وقتاً طويلاً عندها، وأحياناً ينامون في بيتها.

 

امتلكت غرفة الصفيح هذه قبل عام، بعدما أمضت ثلاثة أعوام في خيمة. “أشكر الله على النعمة، فالحياة في الخيمة صعبة. كنت أخاف أن تطير كلّما هبّت ريح. حدث ذلك في إحدى المرات وركضتُ وراءها. اليوم، أشعر بسعادة في الغرفة التي أعيش فيها”. إلا أن هذه ليست السعادة التي تتمنّاها، وقد فقدت الشعور بالاستقرار.

 

تستذكر اليوم الذي غادرت فيه بيتها في الصنمين في محافظة درعا. “كان يوم إثنين حين هربنا، وكان القصف شديداً. هربت وأولادي الثلاثة وزوجاتهم وأطفالهم، في ما بقي زوجي في سورية على أن يلحق بنا في وقت لاحق، إلا أنه لم يفعل. حين عبرت الساتر الترابي الذي يفصل بين البلدين، كنت أحمل في يدي رغيفين لإطعام أحفادي، وقد صورتني إحدى القنوات التلفزيونية التي كانت موجودة آنذاك لتغطية عبور اللاجئين”. تضحك بخجل: “شاهدني أهل البلد على التلفزيون، وقالوا إنني فضحتهم كوني إمرأة تظهر على الشاشة”.

 

تعتقد أمّ محمد أنّ ظهورها على الشاشة كان أحد الأسباب التي دفعت زوجها إلى الزواج من أخرى وعدم اللّحاق بها إلى الأردن. “ربّما شعر أبو محمد بالخجل حين رآني على الشاشة، فتزوّج ولم يأت إلى الأردن”. تجدر الإشارة إلى أنّ زوجها في الخامسة والثمانين من العمر، وقد تزوّج من إمرأة أربعينيّة. لا ترى أن فارق العمر بينهما كبير. تقول: “ربّما يقضيان القليل من الأيام الجميلة مع بعضهما بعضاً”.

 

حسمت اللاجئة السبعينيّة قرارها. لن تعود إلى سورية حتى لو عاد الجميع. ما زالت عاجزة عن نسيان أصوات القذائف. تقول إنها لا تستطيع العيش تحت القصف. كذلك، فإن زواج زوجها من أخرى يعدّ سبباً إضافياً لعدم العودة إلى بلدها. تضيف: “أرفض التواجد معه في بلد واحد”.

 

طائفية لؤي حسين على “فيسبوك” تثير غضب السوريين

لبنى سالم

هاجم رئيس “تيار بناء الدولة السوري”، لؤي حسين، إطلاق اسم ابراهيم اليوسف، على معركة فك الحصار عن مدينة حلب، واصفاً المشاركين فيها “بحثالات من السنّة”.

 

وقال في تدوينة عبر صفحته في “فيسبوك” “هم يدّعون أنهم سنّة، وأنهم ينهضون على هذا الأساس، ولكنهم كاذبون، فهم ليسوا السنّة وليسوا من السوريين، في المقابل هناك حثالات العلويين، أي الشبيحة الذين يستبدون بالعلويين ويدّعون أنهم يدافعون عنهم كعلويين، فليسوا هم العلويين وليسوا هم من السوريين”.

 

وأضاف “ابراهيم اليوسف لا يستطيع أحد حمل وزره إلا الحثالات، فحتى تنظيم الإخوان يتبرأ منه. أضيف أنه لم يكن نتاجاً للنظام، بل النظام في جوانب منه كان نتاجاً لأمثاله ولن نسمح بإعادة إنتاج نظام طائفي مقلوب، بحجة أنه رد فعل على هذا النظام. هذا كلام سخيف ينم عن فراغ رؤوس قائليه”.

 

وأثارت تدوينة لؤي حسين موجة غضب ضده، وردوداً كثيرة من ناشطين وسياسيين سوريين، اعتبروا الوارد في كلامه طائفياً، وهجوماً على الثوار الذين أنقذوا أكثر من 350 ألف مدني، كانت تحاصرهم قوات النظام وتمنع عنهم الطعام والشراب.

 

وكتب السوري بلال الدش، رداً على حسين أن “الحصار الذي فرضه النظام مستعيناً بشياطين الأرض هو الجريمة التي لا تغتفر، والمحاصر لا تهمه المسميات، ما يهمه فك الحصار. والكثير من الثوار الذين خاضوا معركة فك الحصار، لا يعلمون اسم المعركة أصلاً ولا يلقون للتسمية بالاً، ما يهمهم هو الخلاص من هذا الشيطان”.

 

وأضاف الدش “اختلافك مع تسمية المعركة لا يجعلك تنسى الجريمة الكبرى، لست وحدك من يختلف مع فكر البعض من الثوار، ولكن لا أعتقد أننا في مرحلة بناء وتصحيح فكري، وشلالات الدم تجري في بلدنا بسبب الشيطان وأتباعه من جميع الأطراف، القليل من التريث قبل إطلاق التعابير التي لا تجلب إلا الشقاق والنفور”.

 

بدوره، ردّ الكاتب السوري فؤاد حميرة، على حسين، فكتب على صفحته في “فيسبوك” “إذا كنت تظن أن الديمقراطية ستشيد قصورها فور سقوط الأسد، فأنت واهم، كي لا أقول ساذج سياسياً، إسقاط النظام هو الدرس الأول في منهاج الديمقراطية. وإن كنت تظن أن ثلاثمائة شاب قدموا أرواحهم في معارك حلب الأخيرة لأنهم حثالة، فهذا خلط مزدوج فكري وأخلاقي. وهنا أحب أن أطمئن مخاوفك من الإسلاميين، وهم أبناء البلد مثلك لهم الحق في طرح مشروعهم طالما أنهم يدحرون النظام وينتصرون عليه لوضع الكلمة الأولى في منهاج الديمقراطية في البلد”.

 

وأوضح حميرة “ليس مطلوباً من الثائر أن يحمل شهادة دكتوراه في العلوم السياسية تحت إبطه، يكفيه أنه يحمل روحه على كفه، وعلينا كسياسيين أن نجد التفاسير والتحاليل الدقيقة لتحولاته وتوجهاته سواء وافقت هوى في فكرنا أم لم توافق”.

 

وتساءل آخرون عن رأي حسين، فيما يفعله الطيران الروسي اليوم في سراقب، حيث يقصف المستشفيات والأسواق ويقتل المدنيين.

 

بدوره، وصف المعارض السوري محمد صبرا نفسه في تدوينته على “فيسبوك” قائلاً: “أنا من حثالات السنّة”، وسرد نموذجاً عما يتعرض له الثوار على أيدي قوات النظام، وأضاف: “أنا من حثالات السنة وسنبني وطناً ديمقراطياً حراً سيداً، لا مكان فيه لكل الكائنات الطائفية التي تسمي ثورتي بثورة حثالات السنة”.

 

في المقابل، دافع آخرون عن تدوينة حسين معتبرين أنه “من الطبيعي أن لا تروق له تسمية المعركة باسم ابراهيم اليوسف، الذي قتل مئات الضباط العلويين، وفجر مشاحنة طائفية في ثمانينيات القرن الماضي”.

 

ويبدو أن الجدل حول تسمية المعركة وصل إلى “وكيبيديا”، إذ حذف مدونون في الموسوعة الحرة، المحتوى الموجود عن شخصية ابراهيم اليوسف، خلال اليومين الماضيين، واستبدلوه بعبارة: “بطل وقف في وجه الظلم العلوي”.

 

حلب: الحرب لم تبدأ بعد

خالد الخطيب

تعتبر الهجمات العكسية التي تقوم بها قوات النظام والمليشيات، المتواصلة خلال الأيام الماضية، وسيلة لوقف زحف المعارضة، ومنعها من التوسع أكثر على جانبي طريق الراموسة الذي فكت به حصار حلب الشرقية. كما تهدف الهجمات العكسية المتكررة، والفاشلة، إلى حرمان المعارضة من فرصة التحضير للمرحلة الرابعة من معركتها التي أعلنت عنها مؤخراً. وفي الوقت ذاته تكون قوات النظام والمليشيات قد تجهزت لمعركتها وانتهت من تحشيد كل امكاناتها العسكرية.

 

وماتزال فصائل المعارضة السورية منهمكة في التصدي للهجمات المرتدة التي تنفذها قوات النظام والمليشيات بغرض استرداد المواقع التي خسرتها بين 31 حزيران/يونيو و6 آب/أغسطس.

 

وحاولت قوات النظام ومليشيات “حزب الله” و”الحرس الثوري” الإيراني، ومليشيات عراقية وأفغانية وفلسطينية، استعادة بعض النقاط والمواقع في مختلف المحاور الممتدة على مسافة 25 كيلومتراً جنوب غربي حلب، وشنّت هجماتها البرية في ظل قصف روسي عنيف استهدف مواقع المعارضة الحديثة والطريق الجديد الذي فتحته نحو الأحياء الشرقية. كما ضربت الهجمات الجوية بشكل عنيف طريق الامداد لحلب الشرقية من الجنوب الغربي.

 

المتحدث العسكري باسم “حركة نور الدين الزنكي” النقيب عبدالسلام عبدالرزاق، قال لـ”المدن”، إن النظام وحلفاءه من المليشيات الأجنبية والمحلية، واصلوا محاولاتهم الرامية لاستعادة مواقعهم، وبالتحديد في الكليات العسكرية والفنية الجوية في منطقة الراموسة، وفي المحاور الجنوبية في تلة المحروقات والشرفة والتلال المحيطة، وفي المحاور الشمالية العليا في محيط الأكاديمية العسكرية في منطقة المناشر والكرتون وجمعية الصحفيين.

 

وأوضح النقيب عبدالسلام أن المعارضة تمكنت من التصدي لكل الهجمات المعاكسة التي شنتها قوات النظام والمليشيات، وكبدتها خسائر كبيرة في صفوفها. وكان آخر تلك الهجمات الفاشلة في محاور الراموسة وتلة المحروقات، وخسرت المليشيات، وفق النقيب عبدالسلام، أكثر من 100 مقاتل من عناصرها، في معارك عكسية غير ناجحة، بعدما تمكنت المعارضة من فك الحصار.

 

النقيب عبدالسلام أكد بأن النظام وحلفائه، يواصلون حشد تعزيزاتهم العسكرية في حلب، بعدما مُنيوا بخسارات كبيرة خلال الأيام الماضية، وهم سيحاولون شنّ هجوم كبير بهدف استعادة ما خسروه على الصعيدين العسكري والسياسي، ولرفع معنويات جنودهم التي بدت منهارة وانهزامية أمام التقدم البطولي للمعارضة.

 

وتحاول قوات النظام إشغال المعارضة بشكل دائم، بحيث لا تترك لها فرصة تأمين طريقها الجديد الذي يمر من منطقة الراموسة. ففي الوقت الذي تشن فيه هجماتها البرية بهدف استعادة بعض مواقعها، تقوم بقصف مكثف بالأسلحة الثقيلة الصاروخية والمدفعية مستهدفةً بشكل مركز طريق المعارضة نحو الأحياء الشرقية.

 

من جانبها، تقول المعارضة إنها مستعدة لكل التطورات الميدانية القادمة، وهي تدرك تماماً أهمية حلب بالنسبة للنظام وحليفيه الروسي والإيراني، لذلك تعتقد أن خير وسيلة للدفاع هي الهجوم، ومواصلة المعركة، ولديها الآن الكثير من المقومات النفسية واللوجستية التي سوف تمكنها من إحراز تقدم إضافي رغم القوة التي تُحشد ضدها. كما أن المعارضة أدخلت في حساباتها إمكانية الإستفادة من جبهات جديدة فيما لو بدأت فعلياً بالمرحلة العسكرية القادمة للسيطرة على كامل حلب. فبعد فك الحصار أصبحت جبهات المدينة في متناول اليد ويمكن لـ”جيش الفتح” أن يستغلها بضربات موجعة في قلب المدينة، بالتزامن مع الهجمات التقليدية من المحيط الخارجي.

 

وفي السياق، أعلنت غرفتا عمليات “جيش الفتح” و”فتح حلب”، مواصلة المعركة وبدء مرحلة جديدة منها للسيطرة على الأحياء الغربية. ووجهت الغرفتان رسائل للمدنيين في القسم الخاضع لسيطرة النظام بأنهم في مأمن طالما لم يشاركوا في العمليات القتالية ضد المعارضة.

 

المتحدث العسكري باسم “حركة أحرار الشام الإسلامية” أبو يوسف المهاجر، أكد لـ”المدن”، أن “جيش الفتح” وفصائل المعارضة، مصممون، على “تحرير حلب” بالكامل من قوات النظام والمليشيات. فالمرحلة القادمة لن تكون سهلة، لكنها في الوقت ذاته ستكون أسهل بكثير من المراحل السابقة التي تكللت بالسيطرة على أكبر معاقل النظام العسكرية وحواجزه الدفاعية القوية التي طالما اعتمد عليها لتأمين الأحياء الغربية التي يسيطر عليها.

 

وأشار أبو يوسف المهاجر، إلى أن المعارضة رصدت استقدام تعزيزات إضافية للمليشيات إلى حلب. وبحسب المعلومات الأولية التي حصل عليها “جيش الفتح” فإن أكثر من 400 مقاتل وصلوا فعلياً إلى جبهات المدينة الغربية، ومن المحتمل أنهم انخرطوا في جبهات القتال ضد المعارضة.

 

أيام قليلة تفصل عن معركة كبيرة في حلب، في ظل تحشيد الطرفين لأعداد كبيرة من المقاتلين والعتاد الحربي. فالمعركة القادمة بالنسبة للمعارضة ربما تكون مختلفة عن سابقاتها من حيث الجبهات المفتوحة، وكذلك طبيعة المواقع المستهدفة في العملية العسكرية. كذلك تبدو المعركة حاسمة ومهمة للغاية بالنسبة للنظام وحلفائه وتقرر مصيرهم في حلب.

 

الجريمة تجتاح السويداء.. بلا عقاب

سالم ناصيف

بلغت معدلات انتشار الجريمة المرتكبة في محافظة السويداء حداً كبيراً ينذر باندلاع فوضى عارمة، قد تشعل حرباً مفتوحة بين جماعات مسلحة تمتهن الإجرام، بينما يدفع المدنيون وحدهم أثمان عجز السلطة القضائية عن كبح إجرام تلك الجماعات، التي تشكّلت بغطاء أمني.

 

وخلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، تمكن فريق من الحقوقيين من توثيق أكثر من 1000 عملية سرقة لسيارات، بالإضافة إلى مئات حالات الخطف والسلب. إلا أن جرائم القتل المتكررة تبقى الأخطر، حيث بدأت تلك الجماعات ترتكب جرائم القتل بشكل علني، ولا تخجل من الإفصاح عن هويتها لتثبت أنها قوة لا يمكن إزاحتها عن ساحة الجماعات المتنفذة الموجودة في السويداء.

 

القضاء العاجز والأمن المتواطئ

يقول المحامي مهند بركة، وهو من أبناء السويداء، لـ”المدن، إن “معظم مرتكبي الجرائم باتوا معروفين لأهالي المحافظة. فهم بالعموم مجموعات من المراهقين وأصحاب السوابق، سبق أن أطلق سراحهم من السجون واستخدمتهم أفرع الأمن بداية الأحداث لفض التظاهرات السلمية والاحتجاجات التي قام بها بعض من شباب المحافظة المتعاطف مع الثورة”. وأشار بركة إلى وجود العشرات من الأحكام الصادرة بحق أولئك الأشخاص لدى السلطات القضائية، فضلاً عن وجود العشرات من الدعاوى القضائية التي لم يتم الفصل بها بعد. ولكن القضاء لا يملك سلطة التنفيذ التي من المفترض أن تتولاها أجهزة الأمن والشرطة. وبالتالي، تبقى تلك الأحكام القضائية من دون أي جدوى، ويصعب تحقيق العدالة المفترضة والضرورية لطمأنة الناس نتيجة تواطؤ القوى الأمنية، التي كانت عرابة وجود تلك الجماعات الإجرامية وهيأت لها المناخ المناسب لصعودها على الساحة بهذا الشكل المقلق.

 

الإجرام من الخفاء إلى العلن

حصلت مؤخراً في محافظة السويداء سلسلة من جرائم القتل، كان الرابط المشترك بينها جميعاً إعلان مرتكبيها عن هويتهم، وارتكابهم للجرائم أمام العامة، متسلحين بدعم السلطات الأمنية لهم. وكان قتل الشاب ريان أبوفخر، آخر تلك الحوادث، وهو طالب في كلية الهندسة يعمل كحارس لأحد المنتزهات العائلية في مدينة السويداء، وقد أقدمت مجموعة من الشبان على قتله على مرآى من العامة، بعدما منعهم من الدخول إلى المنتزه.

 

تلك الجريمة أثارت الرأي العام في المحافظة، وأطلق أصدقاء وأقارب أبوفخر دعوة مفتوحة لاعتصام بدأ في اليوم التالي من تشييع جثمان الشاب ريان، في 3 آب/اغسطس، وتجمع المئات منهم أمام مبنى المحافظة، وطالبوا بإعدام الجناة بشكل فوري. وبحسب ما ذكر رائد اسماعيل، الذي تواجد في ذلك اليوم، فإن لقاء جرى بين رجال ووجهاء من آل أبوفخر، مع محافظ السويداء عامر ابراهيم العشي، أطلق الأخير وعوداً تقضي باعدام الجناة خلال 24 ساعة. وتوالت الاعتصامات بعد انقضاء المهلة التي أعلنها المحافظ، ما أدى إلى اقتحام المعتصمين لمبنى المحافظة، وكان المحافظ وعدد من المسؤولين قد خرجوا من أحد الأبواب الخلفية، لتتدخل لاحقاً قوات الأمن والمليشيات المحلية بفض التجمعات.

 

وبالتزامن من جريمة قتل الشاب ريان أبوفخر، كانت ملابسات اختفاء شابين من آل الأطرش وأبو حصاص تتضح، حيث وجد الأول مقتولاً في مدينة شهبا ورميت جثته من قبل خاطفيه في خزان مياة في إحدى الأراضي الزراعية، بينما وجد الثاني مقتولاً في بلدة سليم. وسبق أن تم اختطاف القتيلين على مرآى من العامة، من قبل مجموعات من العملاء الأمنيين.

 

المحاسبة للقاتل أم لصانعه؟

وفي ما يبدو أنها من المرات القليلة التي يلتقي فيها الموالون والمعارضون في السويداء على قضية واحدة، إلا أن خلافاً جوهرياً بينهما يقوم على مبدأ أولوية المحاسبة. ففي الوقت الذي ينادي به الموالون بضرورة محاسبة المجرمين بإنزال أقسى القصاص بهم، يعتبر المعارضون أن المحرضين على الإجرام وصناعة مرتكبيه، هم من قاموا بتنظيم الشبان وتسليحهم لجعلهم قوة محلية ضاربة يستخدمها الأمن حين يرغب.

 

يشير أبوأحمد، وهو أحد النشطاء، إلى ضرورة عدم الوقوع في فخ أن يكون “عراب الإجرام” هو “القاضي والحكم”، فمن شأن قيام النظام بمحاسبة قتلة الشاب أبوفخر أن يظهر السلطة بمشهد القاضي العادل. ويفضل أبوأحمد اتباع أسلوب “القضاء الاجتماعي” وتولي مجموعة من الوجهاء النزيهين أمر المحاكمة، والفصل في تلك الجرائم، فالسلطة الأمنية والتنفيذية في رأيه قد سقطت منذ أن شكلت تلك الميليشيات التي ارتكبت الجرائم.

 

ازدواجية أمنية فاضحة

في الوقت الذي تبدو فيه السلطات الأمنية عاجزة عن كبح جماح الجريمة والمجرمين الجدد في السويداء، تستمر السلطات الأمنية بمحاولة الظهور بموقف الحياد تجاه ما يُرتكب من جرائم يومية، بينما لاتزال تحرص على ملاحقة نشطاء المعارضة ودعاة السلم الأهلي.

 

في هذا السياق، يشير رضوان محمود، من أبناء السويداء، إلى وجود 130 مذكرة بحق شباب ورجال من دعاة السلم الأهلي والاجتماعي، قامت السلطات الأمنية باعتقال بعضهم، ولا زالت تلاحق الآخرين. ويقول لـ”المدن”: “نحن نعلم أن الدولة بمفهومها الوطني قد سقطت في السويداء، رغم وجود أفرع الأمن التي لم تتعدَ سلطتها حدود فرض القيود والتضييق على السكان، لكبح جماح أي احتجاجات قد تقود المحافظة إلى الثورة. وهاهم أهالي السويداء اليوم  يجمعون على تحميل  المسؤولية الرئيسة للإجرام المنتشر لقادة تلك الأفرع الأمنية، الذين شجعوا على الجريمة بشكل علني من خلال اتخاذ قرارات التسليح العشوائي، وكان أولئك القادة بمثابة العرابين الأساسيين لمجموعات من القتلة، وممتهني التهريب وتجارة السلاح والمخدرات”. واعتبر محمود أن ذلك السلوك الأمني يهدف إلى تفكيك مجتمع السويداء، من خلال خلق صراعات عائلية تجر الأهالي لحالة من الثأر غير المنتهية.

 

انتشار السلاح بيد مجموعات تتخذ من تسميات الدفاع الوطني وسواها من المليشيات المسلحة، وضع بيد تلك المجموعات قوة يصعب على الأهالي والهيئات الاجتماعية والدينية الوقوف بوجهها. وكان لدعم جماعات الأمن لها أن منحها الشعور بأنها تمتلك سلطة كبيرة، جعلتها المتحكمة بأمن المحافظة تحت مزاعم تهديد “الجماعات الإرهابية”.

 

وكان لمشهد القتل اليومي المرتكب في سوريا الدور الأكبر في استسهال الإجرام وانتشار ثقافة العنف على يد تلك الجماعات، فمعظم المشاكل وحالات التعرض للمدنيين كانت تحصل للأهالي أثناء مرورهم على حواجز التفتيش التي يعمل عليها عناصر من تلك المجموعات. وسجل العديد من حالات الاشتباك والقتل العمد لأشخاص على تلك الحواجز، وبقي مرتكبو الجرائم من دون أي محاسبة.

 

النظام وحلفاؤه في حلب.. تسريبات الفضح المتبادل

لم تؤد معركة تحرير حلب إلى فك الحصار عن الأحياء الشرقية من المدينة التي تسيطر عليها قوات المعارضة فقط، بل أفرزت نوعاً جديداً من التشنج بين النظام وحلفائه، تجلى في تبادل للاتهامات حول الهزيمة علناً، عبر مقاطع وتصريحات غاضبة انتشرت في الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

 

أول ردود الأفعال أتى من مراسلة التلفزيون السوري في حلب، كنانة علوش، التي اتهمت حزب الله وبقية الحلفاء بالانسحاب من المعركة، عبر صفحتها الرسمية في “فايسبوك”، مستجدية رئيس النظام السوري بشار الأسد “إيجاد حل للقيادة الخائنة في حلب” على حد وصفها، علماً أنها أبرز شخصية إعلامية رسمية تنتقد دور حزب الله في الشمال السوري وتعترف بالهزيمة من دون مواربة.

 

وكتبت علوش: “برسم الإجابة للقيادة العسكرية في حلب. لماذا تركت مجموعات حزب الله والقوات المساندة لها، من عصائب أهل الحق وأبو فضل العباس، جبهة كلية المدفعية؟ لماذا الأكاديمية العسكرية لم تطلق طلقة واحدة ولا قذيفة على تجمعات الإرهابيين؟ الإرهابيون يتقدمون ويحرقون كل شيء بطريقهم لم يعد الكذب ينفع؟؟”.

 

وتبدو عبارة “لم يعد الكذب ينفع” التي أوردتها علوش، أقرب إلى استهزاء مبطن بالمعلومات الكاذبة التي ينشرها مراسل التلفزيون السوري الآخر في حلب، شادي حلوة، الذي مازالت منشوراته الميدانية حتى اللحظة تتحدث عن تقدم النظام وحلفائه على كافة محاور حلب، بشكل يعاكس الواقع طبعاً، علماً أن علاقة عداء علنية تجمع المراسلَين منذ العام 2012.

 

في السياق، انتشر مقطع مسرب لأحد عناصر حزب الله اللبناني المقاتلين في سوريا، يتهم فيه الجيش السوري وبقية الميليشيات المقاتلة هناك، بالانسحاب من معركة حلب ما أدى للهزيمة وفك الحصار عن المدينة، قبل أن ينتقد طريقة سير المعارك والتنسيق على الأرض في كل معركة تجري، إضافة للهزيمة الداخلية لدى الجيش السوري الذي يهرب عناصره باستمرار رافضين الاستمرار في القتال!

 

إلى ذلك، انتشر مقطع صوتي مسرب لأحد الجنود السوريين، لا يُفاجأ فيه من الهزيمة الأخيرة في حلب، بسبب سوء إدارة المعركة على الأرض على مستوى الضباط السوريين أنفسهم طوال الشهور الثلاثة الماضية، والتي شهدت ارتفاعاً في مستوى التوتر بين النظام ومختلف الميليشيات الموالية له، وتحديداً مقاتلي حزب الله اللبناني.

 

والحال أن تبادل الاتهامات بهذه الطريقة ليس جديداً، بل هو أمر يتكرر عند كل انتكاسة عسكرية أو إنجاز عسكري على حد سواء، كما حصل في القلمون في آب/أغسطس 2015 من تقدم عسكري للنظام وحلفائه في عدد من النقاط الاستراتيجية هناك، ليحاول الإعلام الرسمي السوري حينها كسر نفوذ فرقة “الإعلام الحربي” كمصدر أول لمعلومات إعلام الممانعة، عبر تهميش دور جميع الميليشيات غير النظامية على الأرض وإعطاء الفضل في “تحقيق النصر” إلى الجيش السوري وحده.

 

وإن كانت تلك “المناوشات الإعلامية” بسيطة نسبياً، كونها تجري في مناطق سيطرة النظام نفسها، ولا تشكل سوى نوع من الصراع على النفوذ المحلي، فهي تأخذ منحىً آخر تماماً في المناطق العسكرية التي تشهد هزائم عسكرية (إدلب، حلب، ..)، ويتم التعتيم عليها كي لا تؤثر في معنويات المقاتلين والبيئة الحاضنة لهم أولاً، وكي لا تعطي انطباعاً بأزمة الثقة بين النظام وحلفائه، كجزء من الحرب النفسية ثانياً.

 

أبرز الأمثلة على ذلك، المشاكل التي حصلت بين جنود النظام وعناصر من حزب الله في حزيران/يونيو الماضي في ريف حلب، والتي أدت إلى مقتل ضابط سوري وسبعة من عناصره، بعد اتهام عناصر حزب الله للجيش السوري “بتسليمهم لقمة سائغة للمعارضة عبر انسحابات من مناطق استراتيجية في محيط حلب”. ورغم أهمية الموضوع تم التعتيم عليه حينها ولم يلق زخماً كبيراً في الإعلام ومواقع التواصل، وانتشر عبر مصادر المعارضة في شكل أقرب للشائعات.

 

التايمز: “معركة حلب الكبرى” ودور جبهة فتح الشام

بي. بي. سي.

اهتمت الصحف البريطانية بالعديد من الموضوعات ومنها: “معركة حلب الكبرى” وتسليط الضوء على دور جبهة فتح الشام المحوري، وقراءة في اللقاء المرتقب اليوم بين الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ونظيره الروسي فلاديمر بوتين، فضلاً عن دراسة تربط بين ممارسة الرياضة وتضخم عضلة القلب بشكل صحي.

 

ونطالع في صحيفة التايمز مقالاً تحليليا لكاثرين فيليب تلقي فيه الضوء على “معركة حلب الكبرى” والأطراف المتصارعة فيها.

 

وقالت كاتبة المقال إنه ” بغض النظر عن الفائز في هذه الحرب، فإن هناك فريق واحد لديه سبب للاحتفال”.

 

وأضافت أنه “بعد أيام من انشقاق جبهة النصرة عن القاعدة رسمياً، فإن الجبهة قادت معركة مع الفصائل السورية المعارضة ونجحت في كسر الحصار المفروض على شرق حلب من قبل النظام السوري”.

 

وأردفت أن ” توقيت شن عملية كسر حصار حلب من قبل المعارضة، ليس عبثياً، إذ أن نجاحها يوفر حملة دعائية مهمة في أعقاب إنشقاقها عن “القاعدة وتسميه نفسها ” جبهة فتح الشام”.

 

وأشارت كاتبة المقال إلى أن الجبهة أعادت تسمية نفسها “جبهة فتح الشام”.

 

وأوضحت أن جبهة فتح الشام لم تخجل من الدور الذي لعبته والطرق التي استخدمتها لكسر حصار حلب، بعد منع الإمدادات الغذائية والطبية عن 300 الف مواطن سوري هناك.

 

وتابعت بالقول إن ” جبهة فتح الشام نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً درامية توثق لحظة اختراق الشاحنتين المفخختين لمواقع الجيش السوري ، إضافة إلى نشرها صور الاحتفالات بكسر الحصار عن هذا الجزء من المدينة”.

 

وقالت كاتبة المقال إن “مؤيدي المعارضة السورية يرون أن جبهة فتح الشام نجحت فيما نظام الأسد ومناصروه فشلوا في تحرير المدنيين من عقاب الحصار “.

 

بوتين وأردوغان يتفقان على تطبيع العلاقات  

اتفق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان على تطبيع العلاقات بين بلديهما، والعودة بها إلى مستوى ما قبل الأزمة التي تفجرت إثر إسقاط سلاح الجو التركي مقاتلة روسية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

 

وقال بوتين وأردوغان في مؤتمر صحفي في مدينة سان بطرسبورغ الروسية إنه تم الاتفاق في مستهل المحادثات بينهما اليوم الثلاثاء على استئناف المشاريع الإستراتيجية بينهما، ومن بينها بناء محطة “أكويا” النووية في روسيا بواسطة شركات تركية، واستئناف مشروع خط الغاز الروسي نحو جنوب أوروبا عبر تركيا.

 

وأضاف بوتين أن بلاده تريد استئناف العلاقات مع تركيا “بشكل كامل”، وإنه يجري العمل على ذلك، وأضاف أنه تم خلال اللقاء مع أردوغان رسم أولى الخطوات لاستعادة المستوى الذي كانت عليه العلاقات بين البلدين قبل الأزمة الأخيرة.

 

وأشار إلى أن روسيا سترفع القيود عن الواردات الزراعية من تركيا، وعن شركات البناء التركية، فضلا عن استئناف الرحلات السياحية الروسية نحو تركيا.

 

وقال الرئيس الروسي إن عودة العلاقات التجارية إلى مستواها السابق تتطلب بعض الوقت حيث إنها انخفضت في الأشهر الماضية باكثر من 40%. وأضاف أن محادثات تفصيلية بين الجانبين الروسي والتركي بشأن تطبيع العلاقات التجارية ستعقد لاحقا.

 

وبشأن الأزمة السورية، ذكر بوتين أن لدى روسيا وتركيا هدفا مشتركا يتمثل في تسوية الأزمة، مضيفا أن مناقشة هذه القضية سيتم بعد المؤتمر الصحفي الذي عقد ظهر اليوم. وتابع أنه سيتم البحث عن “حلول ترضي الجميع”.

 

من جهته قال أردوغان في المؤتمر الصحفي إن المحادثات مع روسيا ستدفع بالبلدين إلى الأمام، وتحسن العلاقات بينهما، مشيرا إلى أن زيارته لروسيا هي الأولى للخارج بعد الانقلاب الفاشل منتصف يوليو/تموز الماضي.

 

وأضاف أن هناك إرادة سياسية لرفع مستوى العلاقات بين البلدين إلى أعلى مما كانت عليه قبل الأزمة الأخيرة. وأشار في هذا السياق إلى أن مفاوضات اليوم أفضت لاتفاق على استئاف الرحلات السياحية الروسية، وإلغاء العقوبات على المواد الزراعية التي تستوردها روسيا من تركيا.

 

كما قال إنه تم الاتفاق على تطوير التعاون في مجالات الدفاع والصناعة والطاقة النووية, مشيرا إلى المحطة النووية التي ستبنيها شركات تركية في روسيا. وأكد الرئيس التركي أن العلاقات بين البلدين باتت مستقرة أكثر من أي وقت مضى.

 

تركيا: علاقاتنا بإسرائيل وروسيا تخدم سلام المنطقة  

قال إبراهيم كالين كبير مستشاري الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن تطبيع بلاده علاقاتها الثنائية مع كل من إسرائيل وروسيا مؤخرا ستكون له آثاره الإيجابية على السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما في سوريا وفلسطين.

 

ففي مقال نشرته صحيفة “ديلي صباح” التركية، كتب المستشار قائلا إن أنقرة أطلقت في الآونة الأخيرة “مبادرتين دبلوماسيتين تاريخيتين” من شأنهما تحسين علاقاتها مع كل من إسرائيل وروسيا، وإن الأيام ستثبت أن لهما “تأثيرا إيجابيا” على المنطقة.

وأعرب عن احتمال أن تساعد المبادرتان في حل المشاكل “التي طال أمدها في فلسطين وسوريا فضلا عن مكافحة الإرهاب الذي يتسبب به تنظيم الدولة الإسلامية وحزب العمال الكردستاني”.

 

وكانت أنقرة وتل أبيب قد وقعتا يوم 29 يونيو/حزيران اتفاقا لتطبيع العلاقات. وقال كالين إن الاتفاق يلبي شرطين من شروط تركيا وهما تعويض إسرائيل لأسر ضحايا السفينة التركية (مافي مرمرة) وتخفيف الحصار الإسرائيلي على غزة، وهو ما سيفضي بدوره إلى تحسين الظروف المعيشية لسكان القطاع.

 

وكشف مستشار الرئيس أن فريقا من الخبراء التقنيين الأتراك سيتوجه إلى غزة لدراسة البنية التحتية للمياه والكهرباء، على أن يبدأ العمل في هذا المجال قريبا.

 

وقال أيضا إن تركيا ستفرغ من تنفيذ المشاريع القائمة، ومن بينها مستشفى غزة والسكن الاجتماعي للأسر التي تعرضت منازلها للتدمير إبان الهجوم الإسرائيلي الأخير على غزة.

 

وبشَّر كالين أهالي غزة بأنهم سيشهدون “نتائج ملموسة” في حياتهم اليومية بفضل الاتفاق التركي الإسرائيلي. فعلى الجانب السياسي -والحديث للمستشار- ستواصل تركيا دعم حقوق الشعب الفلسطيني في إنشاء دولته المستقلة وإنهاء الاحتلال، كما ستستمر في الاحتفاظ بعلاقاتها مع كافة الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

 

فصل جديد

وعلى صعيد العلاقات التركية الروسية، أشار كالين إلى أن تطبيع العلاقات جاء بمثابة “مفاجأة للكثيرين” مؤكدا أن المساعي الرامية لتجاوز أزمة إسقاط المقاتلة الروسية في نوفمبر/تشرين الثاني 2015 كانت ماضية لعدة أشهر.

 

وأشار الكاتب في مقاله في هذا الصدد إلى الرسالة التي بعثها أردوغان إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين وأعرب فيها عن “أسفه وحزنه” على مقتل الطيار الروسي، مضيفا أن الزعيمين اتخذا “خطوة شجاعة” لتطبيع العلاقات.

 

وأوضح كالين أن العلاقات التركية الروسية ستشهد “فصلا جديدا” يتعلق بمستقبل الحرب السورية ومكافحة “الإرهاب”. وفي هذا الصدد، اتفق أردوغان وبوتين على العمل في الاتجاهين وتوجيه فرق المتابعة الميدانية.

 

واعتبر الكاتب ذلك “تطورا هاما سيكون له تأثير كبير على الوضع المتدهور في سوريا” حيث يتعثر اتفاق وقف إطلاق النار، ويرفض النظام السوري إجراء محادثات بشأن عملية الانتقال السياسي.

 

وشدد على أن موقف تركيا من الحرب السورية ومستقبل الرئيس بشار الأسد “معروف” مشيرا إلى تجدد المساعي التركية الروسية لاحتواء الموقف هناك، وهو ما سيساعد أنقرة في “مكافحة أكثر فعالية ضد إرهاب تنظيم الدولة القادم من الأراضي السورية”.

 

ويرى كالين أنه “ليس من قبيل الصدفة أن الهجوم الإرهابي على مطار أتاتورك الدولي في إسطنبول جاء بعد يوم واحد من أعلن الاتفاقين مع كل من إسرائيل وروسيا”.

 

وقال كذلك إن تنظيم الدولة هو بالتأكيد ضد الاتفاقين كليهما، ومن ثم فهو يعتبر تركيا “هدفا إستراتيجيا” لهجماته.

 

وأكد كالين أن تركيا ستواصل اتخاذ ما سماها تدابير حازمة ضد “هذه المنظمة الإرهابية” وستظل تنسق جهودها مع الولايات المتحدة والآن مع روسيا.

 

وخلص إلى أن تحرك تركيا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل وروسيا يجيئ في الوقت المناسب وعلى أساس مبادئ المصالح المتبادلة والاحترام والتعاون الإقليمي والسلام والأمن.

 

وختم الكاتب بالقول إنه في ظل الوضع “المؤلم” في الشرق الأوسط وحول العالم، فإن “هذا المتنفس كان مطلوبا بالتأكيد لمعالجة عدد من القضايا الملحة والضاغطة”.

 

فايننشال تايمز: تركيا تسعى للخروج من عزلتها الدولية  

كتبت فايننشال تايمز في افتتاحيتها أن تركيا وجدت نفسها معزولة دوليا بشكل متزايد ومجردة من الحلفاء في منطقة تشتعل فيها النيران، ولذلك عدّت جهود أنقرة لرأب الصدع مع إسرائيل وروسيا مؤشرا على تحول مرحب به بعد سنوات من انتكاسات السياسة الخارجية الناجمة -جزئيا على الأقل- عن هيمنة مبالغ فيها.

 

وأشارت الصحيفة في ذلك إلى تحولين مهمين خلال بضعة أيام؛ الأول توقيع اتفاق مع إسرائيل ينهي النزاع الملتهب بشأن قتل ناشطين أتراك على أسطول المساعدات إلى قطاع غزة عام 2010، وما يتمخض عن الاتفاق من فوائد كبيرة للجانبين.

والثاني هو جهود أنقرة للتقارب مع روسيا عقب رسالة مفاجئة من الرئيس رجب طيب أردوغان عبّر فيها عن أسفه لإسقاط طائرة روسية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وما يمكن أن يعقب هذا التقارب من فوائد كبيرة للاقتصاد التركي الذي تأثر كثيرا من توتر العلاقات بين البلدين.

 

وأشادت الصحيفة بكسر الجمود بين تركيا وموسكو بأنه خطوة مبدئية نحو إصلاح أضرار جسيمة، وأنها إذا اتبعت بعناية فمن الممكن إزالة أحد مصادر عدم الاستقرار في منطقة تزخر بالكثير والمساعدة في تعزيز الجهود الدبلوماسية لإيجاد حل للصراع في سوريا.

 

وختمت الصحيفة بأن عودة البراغماتية للدبلوماسية التركية مشجعة لسوريا، وأنها لكي تلعب دورا أكثر إيجابية في البحث عن حل سياسي يجب على الحكومة أيضا أن تنظر في داخلها، وتبذل جهودا حقيقية لحل الصراعات الداخلية التي ساعدت هي في إعادة إشعالها.

 

وفي السياق، أشار مقال بالصحيفة نفسها إلى أن هذه الخطوة المفاجئة توحي بأن الرئيس أردوغان يتبنى نهجا جديدا أكثر ميلا للمصالحة في السياسة الخارجية بعد “الفترة المشؤومة” التي اتسمت بالعزلة والتوترات مع حلفاء سابقين.

 

ورأت الصحيفة أن العودة إلى فلسفة أكثر واقعية من قبل عضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) وقوة إقليمية تمتد في أوروبا والشرق الأوسط ستكون خطوة إيجابية نادرة في منطقة يشوبها عدم الاستقرار، وخطوة محتفى بها من قبل الدبلوماسيين والمستثمرين الأجانب.

 

المعارضة تصد محاولات لتقدم قوات النظام بمحاور حلب  

قالت غرفة عمليات فتح حلب وجيش الفتح إن قوات النظام السوري والمليشيات الموالية له منيت بخسائر كبيرة في محاولاتها التقدم لاستعاد السيطرة على المناطق التي خسرتها خلال معارك فك الحصار عن حلب، مؤكدة أنها صدت تقدمها في كل الاتجاهات رغم الغطاء الجوي الذي توفره الطائرات الحربية الروسية.

وأفاد مراسل الجزيرة في ريف حلب الغربي أدهم أبو الحسام أن قوات النظام لا تزال تحاول استعادة السيطرة على المناطق التي خسرتها الأيام الماضية في حلب، مشيرا إلى اندلاع اشتباكات في عدة محاور بين جيش الفتح وفصائل من المعارضة السورية وبين قوات النظام خصوصا بمناطق جنوب شرق الراموسة.

 

وقال المراسل إن قوات النظام تحاول استدعاء أرتال عسكرية من حماة عبر طريق خناصر، لتشتيت قوات المعارضة السورية على أكثر من محور، وقد حاولت التقدم عن طريق محور حندرات شمالي المدينة لكنها أيضا فشلت في ذلك.

 

وفي السياق ذاته، أفاد مراسل الجزيرة أن طائرات روسية وسورية شنت غارات كثيفة على مواقع مدنية في حلب وريفها صباح اليوم الثلاثاء، وأضاف نقلا عن مصادر في الدفاع المدني أن 13 شخصا قتلوا بقصف الطيران الحربي والمروحي على حيي كرم النزهة والصاخور وتل الزرازير بمدينة حلب.

 

المنفذ والمساعدات

في غضون ذلك تمكنت كاميرا الجزيرة من رصد كلية المدفعية وحي الراموسة في حلب، اللذين أصبحا الممر البري الوحيد للأهالي في حلب نحو الريف بعد حصار دام نحو ثلاثة أسابيع، ورغم فك الحصار فإن هذا المنفذ يبقى غيرَ سالك بسبب المعارك في محيط المنطقة، وبسبب القصف الروسي والسوري المكثف لتلك المناطق.

 

كما أفاد مراسل الجزيرة أنه تم تحضير قوافل إنسانية جديدة من إدلب، إلا أن جيش الفتح وفصائل المعارضة لم يعطوا الضوء الأخضر لانطلاقها لدخول حلب حتى يتم تأمين طريقها، تحسبا لتعرضها للقصف من قبل قوات النظام.

 

وكانت مصادر للجزيرة قد أفادت أن تسعين شخصا على الأقل سقطوا قتلى في صفوف قوات النظام خلال المعارك الأخيرة مع مقاتلي جيش الفتح وفصائل من المعارضة المسلحة جنوب حلب.

 

ووثقت المصادر أسماء قتلى قوات النظام، وبينهم 24 ضابطا، كما تضمنت القائمة أسماء ستة قتلى من الحرس الثوري الايراني، وأربعة من مقاتلي حزب الله اللبناني.

 

وأعلن جيش الفتح وفصائل المعارضة المسلحة بدء المرحلة الرابعة من معركته للسيطرة على مدينة حلب، وفق ما سماه “ملحمة حلب الكبرى”.

 

وأصدر جيش الفتح بعد فك الحصار عن حلب بيانا يعلن فيه استمرار معاركه ويطمئن فيه المدنيين ألا خوف عليهم وأنهم في مأمن وأن الهدف من معاركه هو دحر قوات النظام وتحرير المدينة.

 

كيف تم فك الحصار عن حلب؟  

فك الحصار عن حلب عملية كبرى أطلق عليها اسم غزوة إبراهيم اليوسف، انطلقت مع بداية أغسطس/آب 2016 ونجحت بعد نحو سبعة أيام في تحقيق أهدافها، في وقت أعلن جيش الفتح إطلاق عملية شاملة لتحرير المدينة بكاملها.

 

معركة التحرير

في الوقت الذي أعلنت فيه روسيا وقوات النظام وحلفاؤهما سيطرتهم على حلب المحاصرة وفتح ممرات آمنة للمدنيين للخروج من المدينة، نجحت قوات المعارضة المسلحة في توجيه ضربة نوعية لقوات النظام وحلفائه انتهت بفك الحصار عن المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حلب، بل وبإعلان فصائل المعارضة تدشين عملية لتحرير حلب كاملة.

أعلن عن بدء فك الحصار عن حلب بداية أغسطس/آب 2016، حيث شرعت فصائل المعارضة المسلحة في تنفيذ خطة محكمة لتحرير أجزاء واسعة جنوب المدينة يسيطر عليها النظام في مقدمتها كلية المدفعية الرئيسية.

 

وبدأت المرحلة الأولى من معركة فك الحصار عن حلب بتفجير عربتين مفخختين من قبل مقاتلي جبهة فتح الشام، تلاها انهيار متسارع في صفوف قوات النظام وسيطرة فصائل المعارضة على المناطق ذات الأهمية الكبيرة.

 

ثم ما لبث المقاتلون أن اقتحموا كتيبة الصواريخ وسط قصف جوي روسي مكثف لترجيح كفة النظام.

 

وشهدت المرحلة الثانية سيطرة جيش الفتح على نحو عشرة مواقع تابعة لقوات النظام ما بين تلال وتجمعات، في وقت دارت معارك عنيفة في المرحلة الثالثة بين قوات النظام وجيش الفتح بهدف السيطرة على الكلية المدفعية إحدى أهم قلاع النظام في حلب وريفها.

 

ومن أهم النتائج السريعة التي حققتها المعارضة المسلحة اقتحام مدرسة الحكمة، وتهاوي قلاع النظام بالمنطقة إلى جانب تقدم المقاتلين، وفي يوم واحد سقطت عشرة مواقع كانت تخضع لسيطرة النظام بينها تلة مؤتة وتل المحبة والجمعيات والعامرية.

جيش الفتح (ائتلاف مكون من سبعة فصائل عسكرية) تمكن من السيطرة على كلية التسليح ومبنى الضباط ومستودع للذخيرة في كلية المدفعية بمنطقة الراموسة جنوب حلب، وذلك بعد معارك مع قوات النظام السوري والمليشيات الداعمة له.

 

وقال في البداية إنه سيطر على نقاط عديدة داخل كلية المدفعية وقتل عددا من عناصر حزب الله اللبناني والجيش النظامي داخلها، قبل أن يحررها بالكامل لاحقا.

 

وشكل سقوط كلية المدفعية حدثا مفصليا في المعارك الدائرة بحلب بالنظر إلى أهميتها بالنسبة للنظام السوري الذي اعتمد عليها لعقود طويلة في ضرب معارضيه.

 

فهي تقع على تلة الراموسة جنوب حلب، وتطل على طريقي حلب الرقة وحلب حماة، وتمتد على مساحة تصل إلى سبعة كيلومترات طولا ومثلها عرضا، وتتحكم بقصف في جميع الاتجاهات وبعمق أربعين كيلومترا. كما أنها قريبة من مستودعات خان طومان المخزون الأساسي للجيش، وتستطيع تأمين الرمي المباشر حتى قلعة حلب ومطار النيرب ومعظم مناطق محافظة حلب.

 

وتضم أيضا مستودعات وملاجئ ومطاعم ومستوصفا عسكريا ومستشفى ميدانيا، وبإمكانها استيعاب ثلاثة آلاف مقاتل، وتعد المورد الرئيسي للنظام السوري من الضباط.

 

كل حلب

وبعد سبعة أيام من انطلاق المعارك، أعلن جيش الفتح وفصائل من المعارضة المسلحة فك الحصار عن الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في حلب، وشهدت مواقع بالمنطقة معارك لتثبيت سيطرة قوات المعارضة الساعية للتقدم باتجاه مناطق أخرى في حلب، حيث أعلنت المعارضة حي الحمدانية بحلب منطقة عسكرية تمهيدا لاستهدافه.

 

وأعلن جيش الفتح بعدها تدشين معركة جديدة للسيطرة على كامل مدينة حلب, ووعد بـ “مضاعفة أعداد المقاتلين ليستوعبوا هذه المعركة القادمة” وعدم التوقف بتحرير حلب ورفع راية النصر فوق قلعتها.

 

كما تعهد بعدم التعرض لكل “من لم يعن النظام المجرم ولم يتعرض لأهل الشام لن نتعرض له بالسوء، وله منا الأمن والأمان” داعيا عناصر جيش النظام للانشقاق قبل فوات الأوان.

 

وقد عمت الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة أجواء من الفرحة بعد الإعلان عن فك الحصار، وخرجت مظاهرات بعدد من المناطق، وعلت التكبيرات من المساجد تعبيرا عن الفرح بإنهاء الحصار الذي استمر لنحو 25 يوما.

 

بوتين: نناقش مع أردوغان كل ما يتعلق بالتسوية في سوريا

أردوغان: تركيا ستزيد من التعاون العسكري مع روسيا

العربية.نت

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا وتركيا لديهما هدف مشترك، يتمثل في حل الأزمة في سوريا، وإن من الممكن حل الخلافات بشأن كيفية التصدي لها.

وأضاف متحدثا عقب لقائه مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان في مدينة سان بطرسبرغ الروسية أن وجهات النظر الروسية والتركية بشأن سوريا لم تكن متوافقة دائما لكن الدولتين اتفقتا على إجراء مزيد من المحادثات والسعي إلى إيجاد حلول.

وتابع قوله للصحافيين “أعتقد أن من الممكن توحيد وجهات نظرنا وتوجهاتنا”.

وقال الرئيس التركي طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، إن تركيا وروسيا عازمتان على تطبيع العلاقات، وعبّر عن اعتقاده بأن العلاقات بين البلدين قد تحسنت وأصبحت أكثر مقاومة للأزمات.

وقال أردوغان في مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين إن المحادثات الثنائية كانت “شاملة ومفيدة” وإن الاتصال الهاتفي الذي أجراه معه بوتين بعد محاولة الانقلاب الفاشلة الشهر الماضي “كان له معنى كبير من الناحية النفسية”.

وأوضح أردوغان أن محادثاته مع بوتين كانت شاملة ومثمرة، حيث وصل التبادل التجاري مع روسيا

بنحو 35 مليار دولار.

 

بريطانيا للائتلاف: ندعم الانتقال السياسي في سوريا

تلقى رئيس #الائتلاف الوطني لقوى الثورة و #المعارضة_السورية أنس العبدة، رسالة من وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، اليوم الثلاثاء، يؤكد فيها التزام حكومة بلاده في دعم عملية الانتقال السياسي في #سوريا .

وشدد جونسون على أن الانتقال السياسي المستند إلى القرارات الدولية 2254 وبيان جنيف هو الطريق الوحيد لوضع حد لمعاناة الشعب السوري.

وتأتي هذه الرسالة رداً على رسالة سابقة بعث بها رئيس الائتلاف إلى وزراء خارجية مجموعة الدعم الدولية الخاصة بسوريا وللحكومة البريطانية، والتي طالب فيها باتخاذ خطوات حاسمة وفورية لإجبار نظام #الأسد على الالتزام بشروط وقف الأعمال العدائية، ورفع الحصار عن جميع المناطق المدنية، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل فوري وبدون عراقيل في أنحاء البلاد.

وقال وزير الخارجية البريطاني في رسالته: إن “من الأساسي تعزيز وقف حقيقي للأعمال العدائية في سوري، وتأمين ممرات كاملة ودائمة لإيصال المساعدات الإنسانية لمن هم في حاجة لها”.

وبخصوص الوضع المتدهور في مدينتي حلب وداريا، أكد الوزير أنهم يغتنمون كل فرصة في #مجلس_الأمن وفي المحافل الأخرى للتعبير عن قلقهم العميق من هجمات نظام الأسد، واعتبرها “هجمات غير مقبولة على هذه المناطق”، وكذلك أكد مطالبة بلاده بإنهاء هذه الهجمات على المدنيين.

وأكد جونسون في 19 من تموز/يوليو الماضي في أول تصريحاته بخصوص سوريا على ضرورة تنحي بشار الأسد عن السلطة، وقال: “سأكون واضحاً في التعبير عن رأيي بأن معاناة الشعب السوري لن تنتهي ما دام الأسد في السلطة. يجب على المجتمع الدولي، بما في ذلك روسيا، أن يكون متحدا في هذا”.

 

خبير بشؤون تركيا لـCNN: الدافع وراء زيارة أردوغان لروسيا ولقاء بوتين هو “اليأس”

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)— قال فادي هاكورا، الخبير بالشؤون التركية لدى مركز تشاثام، إن زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان إلى روسيا ولقائه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، جاءت بدافع اليأس.

 

وأوضح هاكورا في مقابلة لـCNN: “تركيا بحاجة لاستعادة الترابط الاقتصادي والتجاري مع روسيا، وتركيا بحاجة لاستعادة تدفع السياح الروس إلى منتجعاتها السياحية،” لافتا أيضا إلى أن تركيا “بحاجة أيضا إلى أن تسترجع روسيا نفوذها الذي كان سابقا في سوريا.”

 

وكانت العلاقات بين موسكو وأنقرة قد وصلت إلى ذروة توترها خلال الأشهر الماضية بعد قيام تركيا بإسقاط طائرة روسية بحجة اختراق مجالها الجوي عند الحدود مع سوريا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وقد أعلن الكرملين نهاية يونيو/حزيران الماضي عن اتصال هاتفي اعتذر خلاله الرئيس التركي عن الحادث.

 

دبلوماسي فاتيكاني: حماية المدنيين في سورية أثبتت فشلها

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 9 أغسطس 2016

المونسنيور ماريو تزيناري

الفاتيكان ـ قال دبلوماسي فاتيكاني إن “القنابل تستمر بالسقوط على المسيحيين في مدينة حلب”، شمال سورية.

 

وأضاف القاصد الرسولي في دمشق، المونسنيور ماريو تزيناري في تصريحات لإذاعة الفاتيكان، أن “حماية المدنيين أثبتت فشلها خلال خمس سنوات ونصف من الحرب الأهلية في سورية”، حيث “تتعرض المستشفيات والمدارس والأسواق الشعبية، بل ومخيمات اللاجئين والكنائس والمساجد أيضا الى القصف كل يوم”. وتابع، “على سبيل المثال يكفي التفكير بأن السكان المدنيين الأبرياء كانوا على مدى السنوات الثلاث الماضية ولمرات عديدة، ضحية للأسلحة الكيميائية”.

 

وأردف “لنفكر بحلب التي قطعت عنها مياه الشرب قبل بضعة أشهر”، وكذلك “الأدوية التي أصبحت تستخدم كسلاح أحيانا، حيث يمنع في بعض الأماكن الوصول الأدوية والأدوات الجراحية لعلاج المصابين من المدنيين، ومن بينهم الأطفال أيضا”، مبينا أن “الإحصاءات حتى سنة مضت، تتحدث عن نحو 14 ألف ضحية بين أطفال وقاصرين في سورية، يضاف إليهم من قضى في عبور البحر أو الموت جوعا”.

 

ومستشهدا بحديث البابا عن “غياب الرغبة بالسلام لدى المتسلطين”، ذكر المسؤول الفاتيكاني أن “هذا الأمر يمكن لمسه بكل وضوح هنا وللأسف، في سورية التي أصبحت ساحة حرب للمصالح الجيوسياسية الإقليمية والدولية”، بينما يزداد وضوح أننا إزاء حرب بالوكالة”، فـ”هي حرب معقدة جدا وتتطلب كما يقول البابا، إرادة أقوى وتصميما أكبر من قبل المسؤولين، للتمكن من إخماد هذه الحرب الرهيبة”.

 

أما عن وضع المسيحيين في البلاد، فقد أشار المونسنيور تزيناري الى أنه “يعتمد على مناطق تواجدهم”، فـ”هم يكابدون هذه المعاناة كغيرهم”. وبشأن مناطق سيطرة تنظيم (داعش)، فـ”ليس لدينا أية جماعات هناك، كما في دير الزور والرقة”، التي “تركها المسيحيون قبل وصول التنظيم إليها”.

 

وتابع “في إدلب (شمال غرب سورية) لدينا ثلاث رعايا تخضع لإشراف الرهبان الفرنسيسكان”، وهي “منطقة ساخنة تخضع لما كانت تسمى حتى أيام خلت (جبهة النصرة)”، مبينا أن “المنطقة تضم ألف مسيحي تقريبا، يمكنهم التردد على الكنائس والصلاة، لكن يُمنع عنهم التعبير عن إيمانهم علنا”.

 

أما في حلب، التي “زرت فيها المنطقة الخاضعة لسيطرة القوات النظامية السورية نهاية شهر أيار/مايو الماضي، ورأيت الدمار الذي تعرضت له الكنائس لوجودها على خطوط التماس”، واختتم القاصد الرسولي مذكراً بـ”سلاح هام يمكن استخدامه لوقف الحرب، هو الصلاة”، التي “لا بد أن يرافقها سلاح التضامن مع الأخوة والأخوات المتألمين في سورية”.

 

 

الاتحاد الأوروبي يجدد النداء لهدنة إنسانية في حلب

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 9 أغسطس 2016

UeFlag04

بروكسل – جدد الاتحاد الأوروبي دعوته إلى إقرار هدنة إنسانية لمدة 24 ساعة في مدينة حلب في شمال سورية، وذلك للسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى أكثر من مليوني شخص محاصر في المدينة والمناطق المحيطة بها.

جاء هذا النداء، من خلال بيان موقع من قبل كل من الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، والمفوض الأوروبي المكلف شؤون المساعدات الإنسانية كريستوفر ستايلانديس ، حيث أعلنا “ضم صوتنا إلى صوت الأمم المتحدة من أجل السماح بتفادي أزمة إنسانية أخرى”، حسب البيان.

وناشد المسؤولان الأوروبيان كافة الأطراف في المجموعة الدولية لدعم سورية العمل من أجل ممارسة النفوذ على أطراف الصراع، و”من أجل خلق مناخ يسمح بتوقف القتال”، وفق البيان.

واعتبر ستايلانديس وموغيريني أن الهدنة الإنسانية يجب أن تكون “خطوة أولى تسمح بوقف الأعمال العدائية في مختلف أنحاء البلاد وفق قرار مجلس الأمن 2254.

وجاء في البيان “لا ينبغي أن يتوقف العمل الدولي فقط عند محاولة تخفيف معاناة الناس في حلب، بل أن يمتد ليساهم في تمهيد الطريق أمام استئناف المحادثات بين الأطراف السورية”.

هذا وكان الاتحاد الأوروبي دأب على مناشدة أطراف الصراع في سورية السماح بدخول المساعدات والإغاثة لمدينة حلب، في الوقت الذي تتسارع فيه التطورات على الأرض، ويحشد كل طرف قوته لكسب المدينة.

 

معارض سوري: لن تُحدث قمة بوتين وأردوغان تغييرا بموقفهما من سورية

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 9 أغسطس 2016 منذر آقبيق

منذر آقبيق

روما ـ وصف معارض سوري أن لقاء القمة الذي سيجمع اليوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـ”الإيجابي”، واستبعد أن يحدث أي تغيّر “راديكالي” في موقف الرئيسين من الأزمة السورية، كما استبعد حدوث اختراق سياسي هام في القمة.

 

وعن موقع الملف السوري بهذه القمة، قال الناطق الرسمي باسم تيار الغد السوري المعارض، منذر آقبيق، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “تُعتبر هذه القمة ذات أهمية كبيرة لأنها تأتي بعد فترة توتر بين روسيا وتركيا أعقبت إسقاط الطائرة الروسية من قبل قوات الجو التركية واتخاذ روسيا في المقابل إجراءات عقابية ذات طابع اقتصادي. ومن الواضح أن اتصالات سرية بين الجانبين جرت لفترة من الزمن قبل أن تُعلن تركيا عن اعتذارها عن ذلك الحادث، الأمر الذي رطّب الأجواء لعقد هذه القمة بين الجانبين”.

 

وشدد على أن الملف السوري يسيطر على هذه القمة، وقال “إن التوتر الشديد في حلب يُلقي بظلاله على اللقاء، حيث يعلم الرئيس بوتين أن تركيا تُساعد المعارضة المسلحة التي استطاعت تحقيق تقدم استراتيجي في تلك المحافظة خلال الأيام القليلة الماضية، الأمر الذي من شأنه أن يُقوّي موقف الرئيس أردوغان”، الذي “يعلم من ناحيته أن التقدم السابق للنظام وحصاره للجزء الشرقي من المدينة كان بمساعدة القوات الجوية الروسية، لذلك فإن أجواء هذا اللقاء هي أجواء أطراف متحاربة بالوكالة، تسعى فيما بينها لإيجاد مشتركات ومصالح مشتركة يمكن أن تتفق عليها. وبالتالي فإن عقد اللقاء بحد ذاته يعتبر أمراً إيجابياً، لأنه يدل على أن الطرفان يريدان التهدئه بشكل أو بآخر”.

 

واستبعد آقبيق بشدّة أن يتراجع أي من الطرفين عن مواقفه بالنسبة للأزمة السورية، وقال “كل من بوتين وأردوغان ليس بتلك السذاجة كي يعتقد أن مُحاوِره الآخر سيتراجع عن مواقفه في سورية بشكل راديكالي، لكن أي طرف يستطيع انتزاع تنازلات معينه سوف ينعكس ذلك على ساحتي الصراع العسكرية والسياسية”،

 

وأردف “من المتوقع أن يسفر اللقاء على انفراج في الموضوع الاقتصادي وحرية السفر، خصوصاً السماح للسياح والمستوردين الروس الذين يساهمون في الاقتصاد التركي بإعادة التبادلات إلى ما كانت عليه قبل التوتر، أما بشأن سورية، فإذا اتفق الطرفان على التهدئه العسكرية تمهيداً لاستمرار المباحثات السياسية في جنيف بناء على الوثائق الدولية مثل بياني جنيف وفيينا وقرار مجلس الأمن 2245، فإن ذلك سوف يساهم في حقن الدماء”.

 

وتساءل آقبيق “لكن السؤال هو على أي أساس سوف يتم الاتفاق، إن حدث ذلك، هل هو على أساس قبول الروس برحيل الأسد في بداية المرحلة الانتقالية كما يريد أردوغان وصرح به مؤخراً لصحفية (لوموند)، أم على أساس بقاء الأسد خلال المرحلة الانتقالية ومشاركته في الانتخابات في نهايتها كما يريد بوتين، ومن جهتي أرى أنه في ظل تلك المواقف المتباعدة، فإن حدوث اختراق سياسي هام في هذه المرحلة مثل ذلك الاتفاق غير وارد”.

 

وبالنسبة لموقف تركيا من الأكراد السوريين ومدى إمكانية ليونة موقفها بضغط روسي، قال المعارض السوري “يُدرك الروس أن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري الذي يسيطر على مناطق واسعة شمال وشرق سورية، ذهب بعيداً في تحالفه مع الولايات المتحدة، لذلك فإن هناك مصلحة مشتركة للطرفين في تحجيم ذلك الحزب”.

 

وأضاف “على بعد آلاف الأميال في واشنطن، يُراقب المسؤولون الأمريكيون هذه القمة بتوتر، حيث يشاهدون حليفتهم تركيا العضو في حلف الأطلسي تستدير شرقاً، وسوف تحاول واشنطن في الفترة المقبلة استمالة أردوغان من جديد من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من تحالفهم”، مرجحا أن “من الوارد لذلك أن لا يُقدّم أردوغان الكثير لموسكو في انتظار العرض الأمريكي”.

 

وبالعودة إلى الملف السوري في القمة، قال “إن الوصول إلى السلام، وعقد اتفاق سياسي في جنيف غير ممكنان بدون اتفاق الأطراف الأساسية وهي روسيا وأمريكا وتركيا والسعودية، وإذا حدث ذلك، فإن إيران سوف تكون الخاسر الأكبر، والشعب السوري هو الرابح”.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى