أحداث الثلاثاء 10 أذار 2015
التنظيم يسعى إلى استئصال سورية من السوريين… والنظام يأتي على ما تبقى
ريف حلب – جلال زين الدين
يصعب على الآخرين إدراك طبيعة الحياة التي يعيشها السوريون في الداخل السوري على اختلاف المناطق، بل قد يصعب على سوريي الداخل أنفسهم إدراك وفهم الحياة التي يعيشها السوري في المنطقة الأخرى، إذ هناك دولة النظام، ودولة التنظيم، ودولة الثوار، ودولة قوات الحماية الكردية. يقول أبو فيصل (سائق): «عندما ننتقل من منطقة سيطرة الحر إلى التنظيم أو النظام أو الأكراد، نجد الآخرين ولا سيما الذين لم يغادروا مناطقهم يجهلون كيفية سير الحياة في الطرف الآخر، ويسألوننا عن الأوضاع الأمنية والمعيشية وكأننا في دول مختلفة». وهناك سوريون منذ بداية الأزمة لم يغادروا أماكن سكنهم، ولا يدركون التفاصيل الدقيقة للحياة في المناطق الأخرى.
فالمواطن السوري يعيش حيوات مختلفة من حيث طبيعة السلطة الحاكمة أو المسيطرة، ولكل حياة ظروفها، وقوانينها، وشروطها، ومتطلباتها، وعليه أنْ يتأقلم معها جميعاً، ولعل المواطن السوري في مناطق سيطرة التنظيم أكثرهم معاناة نتيجة حجم الضغوط النفسية والأمنية والمادية عليه.
يعيش المواطن في (الدولة الإسلامية) في دولة لا يَعْتَرف بها، ويتمنى زوالها، وهي من جانب آخر لا تَعْترِفُ بدولته (سورية) التي ينتمي إليها، وتَعْتَبِر هذا المواطنَ من رعايا الدولة الإسلامية لا الجمهورية العربية السورية، ولعل هذه أبرز مشكلة يعانيها المواطن السوري في مناطق التنظيم. يقول المحامي حسن من ريف حلب: «عمل التنظيم أخيراً على طمس ومحو كل ما يشير للدولة السورية، بل وعمد إلى تغيير أسماء المناطق والمنشآت، ووصل به الأمر الى إتلاف الوثائق والمستندات الصادرة عن الدولة السورية، فقامت حواجز التنظيم بتمزيق دفاتر خدمة العلم للشباب، كما قامت أيضاً بإحراق كل الشهادات والوثائق والمستندات في المدارس وغيرها» وعليه فالمواطن في مناطق التنظيم مُلزم بالتأقلم مع تنظيم الدولة بحكم الأمر الواقع، ومُلزم بالتعامل والرجوع للدولة السورية المعترف بها دولياً من حيث الأوراق الثبوتية (جواز السفر، رخص القيادة، البطاقة الشخصية…) ومن حيث الشهادات العلمية، والوثائق الرسمية (الشهادات الدراسية، عقود الزواج، إثبات الملكية) مما جعله عرضة للاستغلال والابتزاز من مسيّري المعاملات والسماسرة. يقول المدرس ياسر من ريف حلب الشرقي: «عدا المعاناة الأمنية والمادية على الطريق نضطر الى دفع أموال مضاعفة من أجل إنجاز معاملتنا بالسرعة المطلوبة، لأننا مضطرون للنوم في المساجد خلال فترة إنجاز المعاملة أو السكن في فندق ونكون حينها عرضة للاعتقال لأن كل الفنادق ترسل أسماء المقيمين لديها إلى فروع الأمن ويعتقل كثير من الشباب لتشابه الأسماء وحصلت حالات اعتقال كثيرة للتشابه» وأحياناً يتجاوز الأمر عمليات الابتزاز والاستغلال المادي ليصل للوقوع ضحية عملية نصب واحتيال. يقول ابو أكرم من ريف حلب الشرقي: «دفعت 220 ألف ليرة سورية للحصول على جواز سفر، وفي النهاية حصلت على جواز مزور، ولا أستطيع الذهاب الى مناطق النظام، وحتى لو استطعت الذهاب لا أستطيع تقديم شكوى ضد المحتالين». ولكن رغم رفض التنظيم للدولة السورية هم يعترفون بها في شكل غير مباشر، يقول المحامي حسن: «عناصر التنظيم يثبتون ملكيتهم للعقارات من خلال حكم محكمة مكتوب في أعلاه باسم الشعب العربي في سورية، فهم غير قادرين فعلياً على الانسلاخ عن الدولة السورية».
كما يعيش المواطن في مناطق التنظيم صراعاً نفسياً عميقاً بسبب تنازع الولاءات، فهو مضطر للعيش مع سلطة تعمل على مسخ هويته، وتغيير منظومة حياته الدينية والفكرية وحتى الاجتماعية، وفي الوقت ذاته مضطر للتعامل مع الدولة الرسمية المعترف بها دولياً وربما قلبه وفكره مع الثورة السورية، وشهدت مناطق التنظيم كثيراً من الحوادث المؤلمة نتيجة هذا الصراع، فأبو حسن من مدينة الباب خسر ولده الذي قتل على يد التنظيم، ولم يستطع دفنه في مقابر المسلمين لأنه –في نظر التنظيم- مرتد كافر، والتاجر يحيى سلال من مدينة منبج استولى التنظيم على كل أمواله لاتهامه بدعم الثوار (الكفار المرتدين)، ناهيك عن سيطرة التنظيم على بيوت وأرزاق الثوار، وكل من له صلة بالنظام حتى وصل الأمر الى مصادرة أموال عضو متوفى في مجلس الشعب من أولاده بدعوى الحكم عليه بالكفر، وبالتالي لا يحق لأولاده المسلمين أن يرثوا كافراً، وبهذه البساطة السوداء تذهب أموال وتزهق أرواح، وتُعاش قصص الصراع، والقهر في مناطق التنظيم.
ولا يقتصر الصراع على الذين يحملون نَفَسَاً ثورياً بل يمتد للجميع سواء أكانوا مؤيدين للنظام السوري أو معارضين، إذ يعمل التنظيم على محو كل ما يمت للدولة السورية، وبناء دولته، وتَدَخَلَ بأدق تفاصيل الحياة، فأغلق المدارس والمحاكم وأعاد فتحها وفق منظومته الجديدة، وامتد الأمر الى كل الدوائر. يقول المهندس محمد من ريف حلب الشرقي: «عيّن التنظيم على رأس كل منشأة رسمية أو خدمية من بلدية أو هاتف أو كهرباء أو تربية أميراً من قبله بيده الحل والعقد، وبدأ أخيراً بتوظيف عناصر موالين له، وعلى الكادر القديم –مجبراً- التعاون والامتثال للدولة الجديدة ربما أكثر من عناصرها أنفسهم، في حين يقبض الموظفون رواتبهم من النظام الذي خرجوا عليه، والذي يقطع رواتب من يشاء في شكل كيفي».
ولاحَقَ التنظيم العنصر البشري الذي كانت تقوم عليه الدولة السورية من قضاة ومحامين ومعلمين وألزمهم بإعلان التوبة والخضوع لدورات شرعية، وفك ارتباطهم مع الدولة السورية. يقول المحامي مصطفى من ريف حلب: «أعدم التنظيم أحد الزملاء المحامين بتهمة التعامل مع المحاكم الوضعية الكفرية» وكانت نشاطات المحامي مقتصرة على تسيير الأمور العادية من نقل ملكية، وعقود زواج وما شابه، ويتابع: «كما قام التنظيم بتسليم جثة المحامي أبو كامل من مدينة من منبج وادعى أنه مات بنوبة قلبية».
وتضاف الى معاناة المواطن في مناطق التنظيم المعاملة السيئة على الحواجز، لا سيما إذا كان في سن الشباب، فيقوم المواطن بعدة إجراءات أمنية قبل عبور الحواجز بعد أن استفاد من أخطاء الآخرين، يقول غسان وهو طالب جامعي من مدينة منبج: «هناك أشياء أساسية قبل الرحلة إذ أقوم بتخفيف لحيتي، ولبس البنطال، وترك جوالي الحديث في البيت» ومنهم من يقوم بإزالة كرت الذاكرة، أو مسح المحتوى، بل ومسح الأسماء والاقتصار على الأسماء الضرورية، والسلاح الأبرز هو الصمت.
وتجري كثير من الحوادث المؤلمة الطريفة بسوداويتها على الحواجز، فيقول المدرس عمران من ريف حلب: «نضطر أحياناً الى تحميل بعض الصور والمقاطع على أجهزتنا لنحمي أنفسنا من حواجز التنظيم، وأثناء عبوري مع زوجتي وأولادي مناطق سيطرة الأكراد فتشوا جوال ابني ليجدوا صوراً وعمليات للتنظيم نسي ابني مسحها، فاتهموا العائلة كلها بأنها داعشية، ولا سيما أنَّ زوجتي وبناتي يرتدين اللباس الأسود الفضفاض الذي لا يسمح رؤية شيء منهن، ولم يصدقوا أنَّ اللباس الشرعي إجباري، وأنّ الصور ضرورة، وكدنا نتعرض للاعتقال لولا أني أعرف صديقاً من الحزب كان معي أيام الجامعة».
ويحدث السائق قاسم من ريف حلب الشرقي عن قصة أخرى قائلاً: «بعد أن عبرنا آخر حاجز للتنظيم باتجاه النظام أنبه الركاب كالعادة لأننا مقبلون على مناطق وحواجز النظام لأخذ الاحتياطات اللازمة سواء في جوالاتهم أو كلامهم، وأثناء مرورنا بأحد الحواجز كان معي رجل ممتقع اللون من خوفه، إذ كانت المرة الأولى التي يمر بها في مناطق النظام، وغالباً ما يتسلى العساكر والشبيحة بالركاب، فلما رآه أحد الشبيحة على هذه الحال طلب هويته، فزاد خوفه. وسأله أتحب الدولة والقائد (وقصد سورية وبشار)؟ فأجاب المسكين الذي فهم أنّ المقصود الدولة الإسلامية، والبغدادي، فالمواطنون في مناطق سيطرة التنظيم لا يجرؤون على أن يسموا التنظيم بداعش أو تنظيم الدولة: أعوذ بالله، أنا أكرههما كرهاً شديداً، واسأل الركاب. فانهال على المسكين بالضرب والشتائم. ولم أستطع إفهام الشبيح حيثيات الموضوع إلا بعد جهد جهيد، ولولا العلاقة التي نشأت بيننا –نحن السائقين- وبين الشبيحة نتيجة الرشوة التي يأخذونها منا لقتل المسكين».
في مناطق النظام أنت مضطر للصمت، والسكوت والامتثال لكل إجراءات النظام الأمنية، والرضا بالمظالم والاعتقالات التي يقوم بها، كي تستطيع العيش، وتعليم أبنائك، وحماية نفسك من القصف والمجازر التي تتعرض لها المناطق الأخرى، وإن كنت في مناطق الثوار فعليك دفع ضريبة باهظة من قصف جوي ومدفعي وصاروخي لكنك في المقابل تعيش نوعاً من الحرية، والقدرة على التنقل والحركة.
ديمبسي يتوقّع قرب هزيمة “داعش” والعبادي يؤكد “الهوية العراقية” لمعركة تكريت
تنظيم “الدولة الإسلامية” سيهزم، توقّع رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي خلال زيارة لبغداد أكد فيها دعم بلاده لعملية تحرير تكريت التي يطغى عليها العامل الإيراني وقد حرص وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي على تبريره والإشادة به.
وصرّح ديمبسي في مؤتمر صحافي مشترك مع العبيدي بأن تنظيم “الدولة الاسلامية”، “داعش” سابقاً، “سيهزم… وسيهزم بفضل الائتلاف الدولي الذي ينظم نفسه لمواجهة هذا التهديد المشترك”، لكنه شدد على أنه لا يكفي هزيمة التنظيم المتشدد في العراق وحده.
ودافع العبيدي عن اعتماد بغداد القوي على طهران. ومع اقراره بأن إيران قدمت معظم دعمها للميليشيات، اعتبر هذا المصطلح مضللاً ووصفها بأنها “قوى شعبية”. وقال إن بلاده “في حال حرب، ووضع الجيش العراقي في الفترة السابقة ليس سراً على أحد، وخصوصاً من حيث الأسلحة والمعدات العسكرية”. ولكن “حين يحتاج الجيش الى شيء لدى ايران، فإنه يستفيد منه، وكذلك الحال بالنسبة إلى الولايات المتحدة”.
وفي كلمة وجهها إلى العراقيين والمقاتلين، أبرز العبادي أهمية “الهوية العراقية” في معركة تكريت، في إشارة إلى الدور الإيراني، مشدداً على وجوب أن تكون “العزيمة عراقية والهوية عراقية والغيرة عراقية”.
وتوقعت مصادر أمنية تمكن القوات العراقية وميليشيات “الحشد الشعبي” من تحرير ناحية صباح العلم اليوم الثلثاء.
مجلس الأمن يناقش حماية المسيحيين والأقليات في الشرق
المصدر: العواصم – الوكالات
نيويورك – علي بردى
في ظل عمليات الخطف والتهجير والقتل التي تتعرض لها الاقليات في كل من سوريا والعراق على أيدي التنظيمات الجهادية، باشرت البعثة الفرنسية الدائمة لدى الأمم المتحدة اتصالات مع الأعضاء الـ193 في المنظمة الدولية بغية إجراء نقاش مفتوح في مجلس الأمن في نهاية الشهر الجاري في شأن أوضاع المسيحيين وغيرهم من أبناء الأقليات في الشرق، كما أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس وناطقون بإسم البعثة في نيويورك.
وأبلغ الناطق بإسم البعثة الفرنسية تيري كابوش “النهار” أن فابيوس سيرئس هذه الجلسة في 27 آذار الجاري على الأرجح، مشيراً الى اتصالات مع الدول الـ14 الأخرى الأعضاء في مجلس الأمن في شأن مستوى المشاركة في هذه الجلسة التي ستخصص للسبل الفضلى لحماية المسيحيين وأبناء الأقليات في الشرق الأوسط.
ورداً على سؤال عما إذا كان مجلس الأمن سيصدر أي قرار أو بيان، اكتفى بأن المشاورات لا تزال في بدايتها، وأن أي مقترح لم يقدم حتى الآن في هذا الشأن. وقال فابيوس إنه يعتزم اطلاق نداء الى العالم من أجل مسيحيي الشرق الأوسط.
30 قتيلاً
في غضون ذلك، أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان 30 قتيلاً غالبيتهم عناصر في تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) سقطوا في غارتين شنتها طائرات تابعة للائتلاف الدولي على مصفاة للنفط في محافظة الرقة بشمال سوريا على مقربة من الحدود التركية.
ووزع المرصد شريط فيديو يظهر كتلة نار كبيرة تندلع ليلاً في المصفاة عقب الغارة.
“النصرة” و”القاعدة”
من جهة أخرى، اكدت “جبهة النصرة” في سوريا ارتباطها بتنظيم “القاعدة “، نافية تقارير عن نيتها الانفصال عنه لكسب دعم الغرب ودول الخليج.
وقالت في بيان على حسابها في موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي “ان جبهة النصرة كانت ولا تزال رأس حربة المجاهدين على أرض الشام، سباقة في النزال، حريصة على جمع الكلمة وتوحيدها على أسس شرعية واضحة، تنشد الشريعة وترفع الظلم وتنصر المستضعفين وتدافع عنهم بكل ما تستطيع”.
ونفت عقد “أي اجتماع مع المخابرات القطرية او أمثالها أو البحث عن تمويل قطري أو خليجي، فكل هذا يتنافى مع الأسس التي قامت عليها جبهة النصرة منذ البداية”.
و كان المسؤول الشرعي السابق في “النصرة” أبو ماريا القحطاني المعروف بتجسيده الجناح المعتدل داخل الجبهة دافع عن فكرة الانفصال. واستبدلت الجبهة القحطاني الموجود حاليا في درعا بالاردني سامي العريدي، ليزداد موقف الجبهة تشدداً.
“داعش” يواجه صعوبات في العالم الافتراضي:
“خلافة بوك” لم يصمد طويلاً
في مؤشر على التحديات التي يواجهها مؤيدو تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” – “داعش” في نشر رسائلهم والتجنيد عبر الإنترنت، توقف موقع “خلافة بوك “، أمس الاثنين، بعد يوم واحد فقط من إطلاقه، وتم تعليق حسابه أيضاً على موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي، وذلك بعد حملة إقفال واسعة لحسابات للتنظيم الإرهابي على مواقع عدة، دفعت به مؤخراً إلى تهديد موظفي “تويتر” بالقتل، على غرار تهديدات أخرى أطلقها ضد العالم الغربي، لاسيما منذ بدء “التحالف الدولي” بقيادة واشنطن حربه المعلنة ضده.
وعرضت صفحة الموقع خريطة للعالم مزودة بشعار تنظيم “داعش”، صممها برنامج “سوشيال كيت” الذي يسمح لمستخدميه بتصميم مواقع للتواصل الاجتماعي بأنفسهم.
وفي حين لم يعرف مصدر نشأة هذا الموقع أو عدد الأعضاء الذين اجتذبهم، ذكرت رسالة في الصفحة أن الموقع “علق عمله مؤقتاً حفاظاً على بيانات الأخوة وسلامتهم.”
وأضافت الرسالة: “نكرر مرة أخرى أن موقع خلافة بوك مستقل غير تابع للدولة الإسلامية، وكان الهدف من إنشاء الموقع أن نوضح للعالم أننا لسنا حملة سلاح فقط نعيش في الكهوف كما تتخيلون.. الإسلام أسلوب حياة أراده الله لعباده، فإننا نتطور مع العالم ولكن دين الله لا يتطور، فأنتم تطالبون الإسلام أن يتطور ونحن نريد التطور أن يسلم.”
من جهة أخرى، وفي ظل الحرب المضادة التي يسعى الغرب إلكترونياً لشنها في مواجهة “داعش”، ذكر موقع “سايت” الذي يرصد مواقع الجماعات الإسلامية على الإنترنت أن أنصار التنظيم المتطرف تساءلوا في ندوة عبر الشبكة العنكبوتية عما إذا كانت مواقع مثل “خلافة دوت كوم” يمكن أن تكون “محل ثقة”، أو ما إذا كان بإمكان أعداء التنظيم الكثيرين استخدامها لجمع معلومات.
يذكر أن متشددي “داعش” يعتمدون في شكل كبير على شبكات التواصل الإجتماعي للتنسيق والإتصال، كما يستخدمها التنظيم أيضا لنشر تسجيلات مصورة مروعة عن قطع رؤوس وأعمال عنف أخرى ضد أعدائه.
وكان معهد “بروكينغز” للأبحاث نشر الأسبوع الماضي دراسة تفصيلية بالأرقام حول حجم تواجد “داعش” على موقع “تويتر” ، كاشفاً أن التنظيم أن “90 ألف حساب إلكتروني على موقع للتواصل الاجتماعي تروج للتنظيم الإرهابي وتتواطأ معه”.
وأوضحت الدراسة التي أعدها المعهد أن “داعش” تمكن من نشر دعايته واستخدام الانترنت كأداة للتجنيد ونشر التطرف في جميع أنحاء العالم، مشيرة إلى أن العدد الإجمالي للحسابات الالكترونية المرتبطة بالتنظيم الإرهابي على موقع “تويتر” والتي تروج له وتبث حملاته الدعائية تراوح بين 46 ألف و90 ألف حساب بين شهري أيلول وكانون الثاني من العام الماضي، مؤكدة في المقابل أن “تويتر” قام بإغلاق ألف حساب مؤيد لـ”داعش” خلال تلك الفترة.
وأوضحت الدراسة أن واحداً من كل خمس حسابات مؤيدة للتنظيم المتطرف اختار اللغة الإنكليزية كلغة رئيسية، فيما اختار الأغلبية اللغة العربية، مضيفة أن معظم حركة التنظيم القوية على مواقع التواصل الاجتماعي ناجمة عن مجموعة تابعة له نشطة جداً، ويتراوح عددها بين 500 وألف شخص.
(“موقع السفير”، رويترز)
«موسكو 2» السوري: تعويل على الميدان.. والانفراد بالحل
محمد بلوط
اتصالات لضم المسار المصري للحصول على غطاء عربي
«موسكو التشاوري السوري» الثاني يعود سادس أيام نيسان المقبل، لينصرف كسلفه «موسكو واحد»، بعد أربعة أيام في العاشر من نيسان.
التشاوري الثاني لن يكرر ما سبق، والذي كان يعاني من انخفاض سقف التوقعات، وتواضع الطموح في إحداث أي اختراق سياسي. ورغم أنه لم تقم حملة اتصالات واسعة، حتى الآن، تعبّر أولاً عن تمسك موسكو بمواصلة العملية بوضوح، إلا أن الاتصالات من اجل انعقاد الاجتماع الثاني، تقتصر على الوسيط فيتالي ناومكين.
وخلال الأيام الماضية تلقى المدعوون إلى موسكو رسائل بالروسية على عناوينهم الإلكترونية، تطلب منهم تزويد ناومكين، بملاحظاتهم على الاجتماع الأول، واقتراحاتهم من أجل تطوير الاجتماع الثاني، ومواصلة النقاش.
وتلقى ناومكين رسائل ركّزت على انتقاد ورقة مبادئ موسكو، وناقشت بعض النقاط فيها التي ترجّح كفّة الدولة السورية، خصوصا ما يتصل بتخويلها الحق الحصري في قبول أو رفض القوى الأجنبية في سوريا، وعدم اتصالها بعملية جنيف صراحة.
والغالب أن يعمل الروس على إغلاق ثغرة انعدام أي جدول أعمال في الجولة الأولى، والعمل على تحضير ورقة جديدة تستند إلى خلاصة نقاشات كانون الثاني الماضي، والاقتراحات الجوابية، التي حملتها الاتصالات الإلكترونية، للوسيط الروسي.
ويقول معارض سوري إن الروس قد استخلصوا نتائج «موسكو واحد»، والسجال الذي أثارته طريقة إدارة المنتدى التشاوري، التي لن تطرح على النقاش، ولن يعود المنتدى إلى الفقرات التي أشعلت الخلافات، في اليوم الأخير للقاء.
وقد لا تعوّض الورقة، التي يعدّها الوسيط الروسي، النقص في التواصل بين الجولتين، وحالة الاسترخاء الطويلة التي فرضها الاكتفاء بنقاشات موسكو، لكن الروس لا يزالون يعوّلون على عامل الوقت الميداني الذي يعمل لصالح دمشق، وخروج حليفهم السوري من دائرة الخطر، والإجماع على بقاء الرئيس بشار الأسد في منصبه في كل الصيغ المطروحة، بعد أن قلب تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» – «داعش» أولويات كل الأجندات.
كما يعوّلون على انفرادهم باحتلال ساحة الديبلوماسية من دون أي منافسة أميركية أو أممية، إذ يسلّم الأميركيون قيادتها لهم كاملة منذ إخفاق محاولتين متكررتين في «جنيف واحد واثنين» قبل عام. ويكتفي معاونو المسؤول الأميركي دانيال روبنشتاين، المشرف على ملف المعارضة، بتسقّط أخبار المشاورات بين المعارضين، ولقاءات «هيئة التنسيق» و «الائتلاف»، ونشاط الديبلوماسيين الروس، عبر من يلتقيهم من هؤلاء من السوريين العائدين من موسكو. ويبدو الانفراد الروسي مرشحاً للاستمرار لأشهر، قبل أن يعود الأميركيون إلى استئناف نشاطهم الديبلوماسي.
فمع خروج روبنشتاين من منصبه نهاية آذار الحالي، ودخول روبيرت ماليه في فريق الرئيس باراك أوباما، مستشاراً رئاسياً للشرق الأوسط، قد يكون للأميركيين قريباً سياسة «سورية» أكثر وضوحاً، وأكثر واقعية ومرونة في التعاطي مع الأزمة السورية، تعكس الاتجاه المائل إلى تسوية في الملف الإيراني. وبعكس روبنشتاين، الذي لم يترك أثراً يذكر في مسيرته التي دامت عاماً، اثر خلافته لروبرت فورد التدخلية العسكرية في سوريا، قد تحمل خبرة روبرت ماليه في الشرق الأوسط، وعمله في مجموعة الأزمات الدولية، الأميركيين على مقاربة مختلفة، تعزز وتوسع الاتجاه الجديد، لضرب وإضعاف الفصائل الإرهابية، وإطلاق العملية السياسية، في ركاب التفاهم على الملفات الإقليمية، الذي تحمله التسوية المرتقبة على النووي الإيراني، إذا ما تحققت.
وفي «موسكو 2»، تستقبل قاعة الاجتماعات في قصر ضيافة الخارجية الروسية، عددا من السوريين المدعوين إلى التشاور، يقلّ عمن حضروا الجولة الأولى. إذ من المرجح ألا يزيد المدعوون عن 25 في الجولة المقبلة، فيما حضر 34 من ممثلي المعارضة في الجولة الأولى.
وبخلاف «موسكو واحد»، يعدّل الروس في لقائهم التشاوري الثاني عن دعوة المتشاورين بصفتهم الشخصية، إلى انتدابهم عن أحزاب وتجمعات سياسية بالاسم. والأرجح ألا يتلقى «الائتلافيون» أكثر من دعوات ثلاث بدلا من خمس دعوات، ومثلها لـ»هيئة التنسيق»، و «جبهة التحرير والتغيير»، وممثلان للأكراد في «حزب الاتحاد الديموقراطي»، فيما تدعى الأحزاب الأخرى والشخصيات بما لا يتجاوز الدعوة الواحدة.
ويساعد الروس على ملء الفراغ الديبلوماسي الأممي، بقاء الوسيط الدولي ستيفان دي ميستورا في مربع تجميد العمليات القتالية، بمنأى عن العملية السياسية، وعن مهمته الأصلية كوسيط في تحقيق حلّ سياسي يقوم على بيان جنيف.
وقد يطول الوقت قبل أن يقرر احد ما إعلان انتهاء المهمة في وجهتها الحالية، وإخراجها من المأزق الذي وصلت إليه. فهي التي لم تستطع الحصول على الدعم الخليجي الضروري لضبط سلاح الشمال السوري المعارض والتركي. فالمقابلة اليتيمة التي حظي بها الوسيط الأممي مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، قبل شهرين، لم تحمل أي نتائج يعتدّ بها، ولم تتكرر على الإطلاق. وتبدو وحدة دي ميستورا أقسى، في اللامبالاة التركية، إلى حد عدم استقباله من قبل وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو حتى الآن، واستمرار الجماعات المسلحة التي يديرها الأتراك بترجمة موقف اسطنبول، برفض أي تعاون في ملف التجميد، بل في الاستنكاف عن استقبال مبعوثيه في حلب، خلال الأيام الماضية.
ويقول الروس إنهم دعوا دي ميستورا إلى «موسكو 2»، التي قد يلبيها أو يقاطعها، ليعكس في النهاية حقيقة التوافق الأميركي – الروسي على ترك الروس يختبرون الصيغة المطروحة للحل، في غياب أي مبادرة أميركية. فمن دون ضوء اخضر أميركي لن يذهب دي ميستورا إلى موسكو.
ويحاول الروس تقوية منتداهم التشاوري السوري، بغطاء عربي. ويفكّر الروس بضم المسار المصري، الذي يرتكز إلى أعمال مؤتمر القاهرة السوري في 24 نيسان المقبل، إلى المسار التشاوري في موسكو. ويقول معارضون سوريون، عادوا من لقاءات تشاورية في موسكو مؤخراً، إن الروس يفكرون في ضم مسارهم إلى المسار المصري، لمنحه البعد العربي، الذي يفتقده.
فمنذ الزيارة التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى القاهرة الشهر الماضي، ترتفع التوقعات بأن يعمل الطرفان على تقاسم مبادرة ديبلوماسية في سوريا، ودعوة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى منتدى «موسكو 2» تكريساً لشراكة روسية ـ مصرية في التعامل مع الأزمة السورية.
ولا يبدأ المصريون العمل على بلورة مبادرة تجاه سوريا، من نقطة الصفر. ويحضر أكثر من ديبلوماسي مصري في قلب البعثة الدولية العاملة في سوريا. ويصرف الديبلوماسي المصري رمزي عز الدين، مساعد دي ميستورا، جهداً كبيراً في بناء شبكة علاقات واسعة داخل المعارضة السورية، تذهب ابعد من مجرد خدمة مهمة دي ميستورا، إلى مساعدة مصر على الدخول في العملية السياسية في سوريا، عندما تحين اللحظة المناسبة لذلك.
ويقول معارض سوري بارز إن «هيئة التنسيق» اقترحت على نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، في لقائهما الأخير قبل أسبوعين في موسكو، المزاوجة بين لقاء القاهرة، والتشاور في روسيا.
ويبدو أن الروس، بحسب المعارض السوري، يفكرون في عقد منتدى «موسكو 2»، بعد فراغ المعارضة السورية من عقد مؤتمرها الجديد في القاهرة في 24 نيسان المقبل، وتأجيل المنتدى إلى ما بعد هذا الموعد، لتسهيل ضم المسارين، ولكن مصادر سورية مطلعة تقول إن الروس سيواصلون العمل في مبادرتهم، من دون أن يسمّوها كذلك، والبقاء على مسافة من محاولات تشكيل جسم سياسي سوري جديد، ومواصلة التشاور مع المصريين، للتفاهم على عمل مشترك، لم ينضج بعد.
حلب: الريف الشمالي يستعر من جديد
علاء حلبي
عمليات عسكرية في ريف حمص
على الرغم من سخونة الريف الشمالي في حلب، المشتعل منذ أكثر من ثلاثة أسابيع إثر تقدم الجيش السوري وسيطرته على قرى عدة سعياً لإتمام الطوق العسكري الذي يحيط بالمدينة، وفك الحصار عن قريتي نبّل والزهراء المحاصرتين من قبل الفصائل المتشددة، إلا أن وتيرة المعارك ارتفعت بشكل كبير على جبهة جديدة، إثر تحرك لـ «جبهة النصرة» نحو بلدة حندرات، في محاولة للسيطرة على نقاط استراتيجية بهدف فصل قوات الجيش السوري والفصائل التي تؤازره، وتشتيتها في الريف المفتوح على تركيا، في محاولة لإفشال الطوق العسكري.
الجبهة الجديدة التي استعرت في بلدة حندرات، وعند تلة المضافة الاستراتيجية، بدأها مسلحو «جبهة النصرة» بتكتيكهم المعتاد، حيث فجر انتحاري آلية في محاولة لفتح ثغرة في تحصينات الجيش، تبعها هجوم عنيف مازال مستمراً، يؤازره ضغط إعلامي معتاد مع كل تحرك مسلح.
ووصل صدى المعارك إلى مدينة حلب نفسها، والتي شهدت بدورها تفجير نفق جديد في منطقة السويقة في المدينة القديمة، تبعه محاولة تقدم عبر محور السبع بحرات، انتهى بفشل الفصائل المسلحة. وقال مصدر عسكري، لـ «السفير»، إن تفجير النفق لم يؤثر على نقاط تمركز الجيش السوري، لكونه انفجر في منطقة يسيطر المسلحون عليها، وذلك نتيجة عملية دقيقة نفذها الجيش لاعتراض النفق نجحت بالحدّ من خطورته بعد اكتشافه.
وبالعودة إلى الاشتباكات في ريف حلب الشمالي، قال مصدر ميداني إن انتحارياً، يقود عربة «بي ام بي» مصفحة، اخترق بلدة حندرات وقام بتفجير العربة، تبعها سقوط عشرات القذائف على البلدة، كمقدمة لهجوم مسلح، الأمر الذي استدعى انسحاب عناصر الجيش والفصائل التي تؤازره من بعض النقاط في البلدة إلى نقاط خلفية محصنة، في وقت تسلل فيه مسلحون متشددون إلى تلة المضافة الاستراتيجية في محاولة للسيطرة عليها، قبل أن ينسحبوا بعد أقل من ساعتين إثر الرد العنيف من الجيش، الذي كثف قصفه المدفعي والغارات الجوية على نقاط تمركزهم.
وشدد المصدر الميداني، الذي وصف الهجوم بـ «الأعنف» على هذه النقاط، على الأهمية الاستراتيجية للتلة، التي يمكن لمن يسيطر عليها من رصد معظم المناطق المحيطة بها، كما تشكل نقطة إسناد وارتكاز مهمة على طول طريق إمداد الجيش السوري في الريف الشمالي الأبعد نحو الحدود التركية المفتوحة، وهو أمر «يعرفه المسؤولون عن العملية العسكرية للجيش في الريف الشمالي، لذلك جاء الرد عنيفاً وتم استرجاع التلة ومنع تمركز المسلحين بشكل سريع».
وشدد مصدر عسكري على أن «الأنباء التي يقوم العدو بنشرها عن سيطرته وتقدّمه في حندرات غير صحيحة، ولا تعدو كونها جزءاً من المعارك»، مؤكداً أن «الاشتباكات مازالت تدور بشكل عنيف في المنطقة، وأن قوات الجيش السوري تقوم بالتصدي لجميع محاولات تقدّم العدو».
وفي الحسكة شرق سوريا، عاد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» إلى محاولة فرض ثقله على الأرض، بعد خسارته أكثر من 33 قرية على امتداد نحو 40 كيلومتراً في الريف الشرقي للحسكة، إضافة لخسارته قريتي تل براك وتل حميس في الشمال الشرقي للحسكة.
وتمكّن «داعش»، الذي كثّف هجماته على قرى عدة في محيط بلدة تل تمر غرب الحسكة، من السيطرة على قرى تل نصري والعصفورية وتل مغاص والخريطة والركبة، ما أدى لقطع الطريق الواصل بين بلدة تل تمر ومدينة الحسكة، في وقت مازالت فيه الاشتباكات مستمرة بين وحدات الحماية الكردية وقوات حرس الخابور والمجلس العسكري السرياني من جهة وعناصر التنظيم من جهة أخرى.
وفي ريف اللاذقية الشمالي، غرب سوريا، تمكن الجيش السوري، والفصائل التي تؤازره، من تثبيت سيطرتهم على مواقع سيطر عليها الأسبوع الماضي، إثر تقدمه نحو بلدة دورين وتلتها الاستراتيجية، في حين كثف الطيران الحربي غاراته على بلدة سلمى المحاذية لدورين، إضافة إلى ارتفاع وتيرة القصف المدفعي لمراكز المسلحين في البلدة التي تعتبر مركز عمليات الفصائل المتشددة في ريف اللاذقية الشمالي. واعتبر مصدر ميداني ما يحصل «تمهيداً لتقدم متوقع للجيش نحو سلمى».
إلى ذلك، بدأ الجيش السوري هجوماً عنيفاً على مراكز لتنظيم «داعش» قرب حقل الشاعر في ريف حمص، وذلك ضمن عملية عسكرية تهدف لاستعادة السيطرة على البئر 105، وذلك بعد أن سيطر الجيش على منطقة جزل وبئر جزل والبئر 101، بالإضافة إلى الآبار التي استرجعها في تشرين الثاني الماضي.
الآثار الاقتصادية ـ الاجتماعية للصراع السوري:
نتائج متشائمة.. بين قوى التسلط والعنف
زياد حيدر
توصل تقرير أطلقه «المركز السوري لبحوث السياسات» في دمشق إلى نتائج اقتصادية واجتماعية متشائمة، لا تخالف طبيعة الواقع المستند إلى حرب السنوات الأربع، والتي تدخل عامها الخامس هذه الأيام أيضاً، وتعزز حالة الاغتراب القائمة بين المواطن السوري، في ضائقته الاقتصادية والأمنية والاجتماعية، وقوى العنف والتسلط المنتشرة بكثافة.
واستند «المركز السوري لبحوث السياسات»، الذي يصف نفسه بأنه «مؤسسة مستقلة غير ربحية مقرها دمشق»، إلى جداول وأرقام ونتائج إحصائية على المستويات التنموية والاقتصادية والاجتماعية، وذلك بالتعاون مع «برنامج الأمم المتحدة الإنمائي» و «وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (الأونروا).
ويغطي التقرير، الذي يطلق رسميا اليوم آثار الحرب خلال العام 2014 على أساس فصلي.
ويقدم التقرير، في مقدمته، توصيفاً للحالة العامة خلال العام 2014، مع اشتداد وتيرة المعارك، وإعادة تخصيص الموارد ورأس المال في خدمة آلة الحرب، و «ترافق ذلك مع توسّع في الأسواق السوداء، وتراجع في السيادة وحكم القانون، وتزايد في الاعتماد على الدعم الخارجي، وتعمّق الانكشاف الاقتصادي، وخسارة الأمن الاقتصادي».
ووفقا للتوصيف «يعاني الاقتصاد السوري من هيمنة قوى التسلّط التي تعمل على مأسسة سيطرتها من خلال العنف»، من دون اهمال العامل الخارجي المتمثل «بالشبكات العابرة للحدود، والعصابات المجرمة المرتبطة بالنزاع التي ظهرت إلى حيّز الوجود، وراحت تنخرط في الاتجار بالبشر والإساءة إليهم، وفي أعمال السلب والنهب، والخطف والابتزاز، وتجنيد المقاتلين، والاتجار بالآثار التاريخية»، والذي يعيده التقرير إلى «الضعف الذي أصاب سيادة الدولة».
وفي التقديرات الاقتصادية، يسجل تقرير المركز رقما مهولاً «لحجم الخسائر الاقتصادية منذ بداية النزاع حتى نهاية العام الماضي، قدّره بمبلغ 202.6 مليار دولار أميركي، معادلاً حوالى أربعة أضعاف الناتج المحلي الإجمالي للعام 2010 بالأسعار الثابتة. وانكمش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 9.9 في المئة في 2014».
ومن صور هذه الخسائر «تراجع الاستثمار العام بمعدّل 17 في المئة في العام 2014 في مقابل تحسن طفيف في الاستثمار الخاص».
كما «سجّلت تغطية الصادرات للمستوردات تدهوراً حادّاً من 82.7 في المئة في العام 2010 إلى 29.7 في المئة في 2014، ما عكس العجز التجاري الهائل الذي وصل إلى 42.7 في المئة في 2014»، ما يعكس انكشاف الاقتصاد على الاقتصادات الخارجية، واعتماده إلى حدّ كبير على المستوردات المُموّلة بصورة رئيسية من خلال القروض الخارجية والتسهيلات المالية.
وتابع التقرير: «بلغ عجز الموازنة العامة، كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي، 40.5 في المئة في 2014، وهو ما ألقى عبئاً إضافياً على الدين العام الذي ازدادت نسبته إلى الناتج المحلي الإجمالي الجاري ازدياداً هائلاً، من 104 في المئة في 2013، إلى 147 في المئة».
ويستعرض التقرير قرارات الحكومة السورية التي بدأت سياسة تحرير اقتصادي غير معلنة، من خلال «التقليل من عمليات الدعم، عبر رفع أسعار العديد من السلع والخدمات الأساسية»، الأمر الذي يهدد بترك «تبعات اجتماعية واقتصادية كبيرة على معيشة الأسر، وتحديداً الفقيرة منها، وعلى تكلفة الإنتاج المحلي، بما أن الزيادة في الأسعار تشمل السلع الأساسية مثل الخبز والطاقة».
وعلى صعيد فرص العمل، بلغت البطالة 57.7 في المئة مع نهاية 2014، وفقد 2.96 مليون شخص عملهم خلال الأزمة، الأمر الذي أدى إلى فقدان المصدر الرئيسي لدخل 12.22 مليون شخص. ويشير التقرير إلى انه «مع توسّع اقتصاد العنف، انخرط كثير من الشباب السوريين في شبكات وفعاليات ذات صلة مباشرة بالنزاع المسلح وغيرها من الأنشطة غير المشروعة».
كما أسفر النزاع المسلّح والتدهور الاقتصادي والتفكك الاجتماعي عن تحوّل في الجغرافيا البشرية في سوريا. وأورد التقرير أن «أكثر من نصف السكّان غادروا أماكن سكنهم المعتادة طلباً للأمان وظروف معيشة أفضل»، كما تفاقمت «مستويات التفاوت وعدم العدالة ومعدلات الفقر خلال العام 2014، إذ أصبح حوالى أربعة من كل خمسة أشخاص فقراء. كما أن ثلثي السكّان تقريباً يعيشون حالة الفقر الشديد، إذ لا يستطيعون تأمين الحد الأدنى من احتياجاتهم الأساسية، الغذائية وغير الغذائية. وبات 30 في المئة من السكّان يعيشون في حالة من الفقر المدقع، أي إنهم لا يستطيعون تأمين حاجاتهم الغذائية الأساسية».
وتراجع الحديث بطبيعة الحال عن التنمية الإنسانية التي سجلت «حالة من التقهقر». وسجل في هذا السياق «وصول نسبة الأطفال غير الملتحقين بالتعليم الأساسي من إجمالي عدد الأطفال في هذه الفئة العمرية إلى 50.8 في المئة خلال العام الدراسي 2014 ـ 2015، في حين أن نصف الأطفال تقريباً خسروا ثلاث سنوات من التعليم.
وأمنياً، يشير التقرير إلى «تعرض ما يُعادل 6 في المئة من السكّان المقيمين للقتل أو الإصابة أو التشوّه». ورأى أن «الإنسان السوري بات عاجزاً عن المشاركة الحقيقية في تمثيل أولوياته وتطلعاته في النظام الاجتماعي والسياسي والاقتصادي القائم، وغريباً عن الأهداف والسياسات والعلاقات التي يتم تشكيلها في ظل المؤسسات القائمة».
واستنتج خبراء المركز أن الشعب السوري بات «مُجبراً على العيش ضمن حالة متفاقمة من الاغتراب والاستلاب، مع تعاظم الشرخ الاجتماعي والسياسي والاقتصادي بينه والمؤسسات العنفية». وأضاف «ما زالت غالبية الناس تعيش حالة من الاغتراب عن قوى التسلّط، التي تمكّنت من تطويع البعض في آلة الحرب والاضطهاد والترهيب، التي أدّت أصلاً إلى هدر القيم الإنسانية للسوريين، وأرواحهم البشرية، وحياتهم».
الشبكة السورية: قصف التحالف يخلف 103 قتلى في البلاد
إسطنبول- الأناضول: أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أن قصف قوات التحالف الدولي على تنظيم داعش، ضد مواقع التنظيم ومواقع أخرى لتنظيمات أخرى، خلف مقتل 103 مدنيين منذ 23 أيلول/ سبتمبر الماضي، تاريخ بدء عمليات التحالف في سوريا.
وفي تقرير صدر عن الشبكة الثلاثاء، وصل الأناضول نسخة منه، أوضحت الشبكة أنه “منذ بدء العمليات قتل 103 أشخاص، من بينهم 11 طفلا، و11 امرأة، بينهن أميركية”، وذلك بحسب توثيقها بالاسم والصورة والمكان والزمان. وأضاف تقرير الشبكة، التي تصف نفسها منظمة حقوقية مستقلة، أن قوات التحالف الدولي، تستمر “منذ 23 أيلول/ سبتمر 2014، بشن هجمات جوية مستمرة ضد تنظيم داعش، على مواقع ومراكز ومشاريع البنية التحتية التي من الممكن أن يستفيد منها التنظيم، وتلك الهجمات لم تخلف ضحايا من المقاتلين فحسب، بل طالت عدداً من المدنيين، بينهم نساء وأطفال”.
من ناحية أخرى، أوضح التقرير أنهم سجلوا في تقرير سابق “مقتل ما لا يقل عن 40 مدنياً، حتى 14 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وبعد ذلك التاريخ تواصلت عمليات القصف، ليقتل حتى تاريخ صدور التقرير اليوم ما لا يقل عن 63 مدنياً، بينهم 3 أطفال، و5 نساء، ليصبح المجموع الكلي للضحايا المدنيين 103 قتلى”.
وكان التنظيم، بحسب الشبكة، قد “أعلن في 6 شباط/ فبراير الماضي، عن مقتل الرهينة الأميركية كايلا جين مولر، البالغة من العمر 26 عاماً، نتيجة قصف الطيران الأردني التابع لقوات التحالف، لأحد مواقع التنظيم العسكرية في ريف الرقة الشرقي، وأكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، مقتل مولر بعد 4 أيام من إعلان التنظيم مقتلها”.
من جانبه ذكر فضل عبد الغني، رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان في التقرير إنه “من المؤسف أن القيادة المركزية لقوات التحالف تُنكر وقوع ضحايا مدنيين، على الرغم من جميع التقارير السابقة المزودة بتحقيقات تحتوي شهادات وصور وفيديوهات وأسماء الضحايا، وإن الشبكة على استعداد لإثبات ذلك من ذوي الضحايا أنفسهم، لذا يجب أن تكون هناك تحقيقات ومتابعة جدية، من أجل المحاسبة والمساءلة، وأيضاً تعويض المتضررين”. وأضاف عبد الغني: “لا تستطيع الشبكة السورية لحقوق الإنسان، تسجيل أو توثيق الضحايا الذين قتلوا ضمن صفوف تنظيم داعش، ولا يستطيع أحد أن يدعي ذلك، إلا ضمن البروبوغندا الإعلامية للتنظيم، ذلك لأن داعش لا ينشر أبداً أسماء، أو صور، أو فيديوهات، أو أي معلومات عنهم، ولا توجد مصادر معلومات أو مراسلين ضمن صفوف تنظيم داعش تنقل الأخبار، وصور، وأعداد الضحايا”.
يذكر أن تنظيم داعش تمكن، في يونيو/ حزيران الماضي، من السيطرة على مساحات واسعة بسوريا والعراق، معلنا ما اسماه “دولة الخلافة الإسلامية” على هذه المناطق ومبايعاً “البغدادي” خليفة للمسلمين، فيما تخوض قوات حكومية عراقية وسورية أخرى كردية معارك ضارية مع التنظيم، مدعومة بغطاء جوي من تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة، لاستعادة هذه المناطق.
وتشن طائرات التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، منذ أيلول/سبتمبر الماضي، غارات على مواقع تنظيم “داعش”، كما تستهدف مقرات لجبهة النصرة وتنظيمات أخرى في شمال وشرق سوريا، حيث تنتشر تلك التنظيمات.
وقد اقترب الصراع في سوريا من دخول عامه الخامس، حيث خلّف نحو 200 ألف قتيل، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة، وأكثر من 300 ألف قتيل، بحسب مصادر المعارضة السورية، فضلًا عن أكثر من 10 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها.
ومنذ منتصف مارس/آذار (2011)؛ تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من (44) عامًا من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سوريا إلى دوامة من العنف، ومعارك دموية بين القوات النظام والمعارضة، لا تزال مستمرة حتى اليوم.
فرار العشرات من سجن تابع لتنظيم الدولة الاسلامية في شمال سوريا
بيروت- (رويترز): قال المرصد السوري لحقوق الانسان الثلاثاء إن نحو 95 سجينا فروا من سجن تابع لتنظيم الدولة الاسلامية في شمال سوريا من بينهم نحو 30 مقاتلا كرديا.
وذكر المرصد الذي يتابع الحرب السورية ومقره بريطانيا ان عملية الهروب من السجن حدثت في بلدة الباب على بعد نحو 30 كيلومترا إلى الجنوب من الحدود التركية.
ويسيطر التنظيم المتشدد الذي انشق على القاعدة على مساحات في شمال سوريا وله سجون ومحاكم تابعة له ومنشآت اخرى في مناطق من سوريا والعراق اعلن فيها ما يسمى بالخلافة الاسلامية.
وذكر المرصد انه من بين الفارين من السجن أيضا مدنيون سوريون وأعضاء فصائل اسلامية معارضة للدولة الاسلامية.
ونقل المرصد عن مصادر على الارض قولها ان الدولة الاسلامية اعلنت حالة التأهب في البلدة واستخدمت مكبرات الصوت لتطلب من السكان الامساك بالهاربين.
وشهدت بلدة الباب اقتتالا داخل الدولة الاسلامية في مطلع الاسبوع حين فر عدد من اعضاء التنظيم من سجن آخر في البلدة واتجهوا صوب الحدود التركية.
وقال المرصد ان هذه المجموعة التي ضمت مقاتلين غالبيتهم من اوروبا تصدى لها أعضاء في الدولة الاسلامية في اشتباكات أوقعت تسعة قتلى على الأقل.
فصيل معتدل يلتحق بميليشيات «الدفاع الوطني» الموالية لبشار الأسد
30 قتيلا في غارة لقوات التحالف على مصفاة نفط في شمال سوريا
ريف دمشق ـ «القدس العربي» ـ من سلامي محمـد: شهدت الساحة السـورية تقلباً هو الأول من نوعه على مستوى البلاد قاطبة، حدثا معاكسا لما عهدته الثورة السورية ضد النـظام الحاكم مع اقترابها من دخول عامها الخامـس، حيث قام أحد التشكيلات التابعة للمعارضة السورية بتركها والاندماج مع ميليشيات «الدفاع الوطني» التي تقاتل إلى جانب القوات الحكومية جنوب العاصمة السورية ـ دمشق.
«لواء الأنفـال» الذي يترأسه عبد الله الرفاعي التابـع لـ «جبهة ثوار سوريا» التي يتزعمها جمال معروف انشق عن الجيش السوري الحر، والتجأ إلى القوات السورية النظامية بعتاده الميداني الكامل، وذلك في منطقة «الذيابية» جنوب العاصمة السورية دمشق.
وكشف قائد ميداني في المعارضة السورية المسلحة لـ «القدس العربي» خلال حديث خاص معه قائلاً: كان لدينـا دراية كاملة بعقد قائد الفصيل العسكري التابع لجبهة ثوار سوريا اتفاقاً مع النظام السوري للخروج وتسوية أوضاعهم وعقد مصالحة، وقمنا بمحاربته عدة مرات للحيلولة دون هذا الأمر، مضيفاً «فعلا بعد مواجهات عدة مع هذا التشكيل، عقدنا اتفاقاً معه على الكف عن تسليم أنفسهم للنظام السوري، ووضعت إثر ذلك شروط نهائية، فإن كانوا يريدون الخروج إلى جانب النظام عليهم وضع أسلحتهم والخروج كمدنيين أو ما شابه، ولكنهم استغلوا الظروف الأخيرة عقب نشوب معارك بين «جبهة النصرة و»شام الرسول» جنوب دمشق، ليهرب التشكيل العسكري مع قادته وعناصره بسلاحهم الكامل «الخفيف والثقيل» عبر شارع 30 في جنوب دمشق، والالتحاق بقوات الدفاع الوطني المقاتلة إلى جانب النظام السوري».
قوات الدفاع الوطني والجيش السوري النظامي هللت لانشقاق الفصيل التابع للمعارضة السورية، واستقبلت المقاتلين المقدر عددهم بما يزيد عن ستين مقاتلاً، وقالت مصادر النظام إن العملية جرت سراً عقب تنسيق عالي المستوى استغرق تطبيقه عدة أشهر، وكللت العملية بالنجاح، وأضافت أن قوات الدفاع الوطني استغلت بنجاح منقطع النظير حال الاقتتال الداخلي الدائرة بين «جبهة النصرة والمعارضة السورية»، في منطقتي «بيت سحم وبيبلا» جنوب العاصمة السورية.
كما أوضحت مصادر النظام السوري أن العملية قام بها جهاز المخابرات في فرع «فلسطين» بدمشق، بتنسيق كامل مع قائد اللواء من جهة، وقوات الدفاع الوطني من جهة أخرى، وأنه تم نقل العناصر وأسلحتهم الثقيلة والخفيفة إلى مساكن «الحسينية» الملاصقة لمنطقة «السيدة زينب» جنوب العاصمة، ريثما يتم دمجهم مع قوات الدفاع الوطني في دمشق وريفها.
وكشـف الناشط الميداني «أبو عبيدة» لـ «القدس العربي» خلال اتصال خاص معه: أن قائد اللواء «الرفاعي» هو شخص مشهور بسرقة منازل المدنيين، وكان أول من رفع سلاحه بوجه الأهالي في فترات سابقة، وثبت تورطه بتسليم بلدة «البحدلية» جنوب العاصمة للواء «أبو الفضل العباس» الشيعي العراقي.
كما أنه وبحسب الناشط الميداني قام القيادي بتفريغ منطقة «الذيابية» من الأسلحة قبيل اقتحام الميلشيات العراقية، حيث تمت محاصرة بقية التشكيلات العسكرية للمعارضة السورية، والقضاء على عدد كبير منهم، وسقوط البلدة بيد القوات المهاجمة آنذاك.
الصراعات التي تجري بين فينة وأخرى بين قوات المعارضة السورية والتنظيمات الجهادية، غالبا تعود بربح كبير ووفير للنظام السوري وحلفائه الذين يقطفون ثماره على امتداد البلاد، من هجمات مباغتة لكتائب المعارضة، أو الاستفادة منها بتنفيذ عمليات اغتيال ضد القيادات الميدانية المشهورة، أو استعادة مناطق كانت قد خسرتها خلال جولات سابقة.
جاء ذلك فيما قتل ثلاثون شخصا غالبيتهم عناصر في تنظيم «الدولة الاسلامية» في غارتين نفذتهما طائرات تابعة لقوات التحالف على مصفاة نفط في شمال سوريا على مقربة من الحدود التركية، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين.
وقال المرصد في بريد الكتروني «نفذت طائرات التحالف العربي الدولي ضربتين متتاليتين على مصفاة نفط عند الأطراف الشمالية الغربية لمدينة تل أبيض في محافظة الرقة قرب الحدود السورية – التركية، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن ثلاثين من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية وعمال في مصفاة النفط».
ووزع المرصد شريط فيديو يظهر كتلة نار كبيرة تندلع ليلا في المصفاة بعد حصول الغارة.
وكانت طائرات التحالف نفذت امس غارات على مقر لجبهة النصرة في منطقة أطمة الحدودية مع تركيا في محافظة ادلب (شمال غرب)، ما تسبب بمقتل تسعة عناصر من الجبهة، بحسب المرصد.
واستهدفت الغارات معسكرا للجبهة مؤلفا من مساكن وأبنية عدة، يقع على تلة على بعد أكثر من خمسمئة متر من وسط أطمة.
وأفاد سكان في أطمة ان الصواريخ التي القتها الطائرات استهدفت ثلاثة ابنية «دمرت تماما».
على صعيد آخر، قتل اليوم سبعة مدنيين، بينهم طفلان، في قصف جوي ومدفعي لقوات النظام استهدف مناطق في مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي.
وأوضح المرصد ان ستة قتلى قضوا في قصف بالبراميل المتفجرة، لافتا الى أن عدد القتلى «مرشح للارتفاع لوجود جرحى في حالات حرجة»، بينما قتلت امرأة في قصف مدفعي على المدينة.
وتسيطر قوات النظام على مجمل مدينة ومحافظة حمص (وسط)، باستثناء حي الوعر في المدينة، وبعض المناطق في الريف وبينها مدينتا الرستن وتلبيسة المحاصرتان.
في ريف دمشق، ارتفع إلى 13 قتيلا بينهم طفلان عدد الذين قتلوا الأحد جراء قصف من طائرات النظام الحربية على مناطق في مدينة عربين.كما اصيب في الغارات أكثر من خمسين شخصا آخرين بجروح، بحسب المرصد الذي كان أفاد في حصيلة أولية عن مقتل 11 شخصا.
وتعرضت مناطق اخرى في الغوطة الشرقية الاحد لقصف من طائرات حربية او بالبراميل المتفجرة التي يتم القاؤها من مروحيات عسكرية.
وتحاصر قوات النظام السوري الغوطة الشرقية منذ حوالى سنة ونصف وتستهدفها بالقصف الجوي بشكل شبه يومي، وتسعى الى السيطرة عليها بهدف القضاء على معاقل المعارضة المسلحة فيها، وابعاد خطر مقاتلي المعارضة عن العاصمة.
وتعاني مناطق عدة في ريف دمشق من نقص في المواد الغذائية والطبية، ما تسبب بعشرات الوفيات كان آخرها أمس في مدينة دوما حيث توفي طفل نتيجة «نقص العلاج والغذاء اللازم»، وفق المرصد.
تقارير غير مؤكدة عن خلافات داخلية بين الجهاديين.. حنق محلي وفشل في تقديم الخدمات وتراجع عسكري… ولا أحد يعرف دوافع المتطوعين الأجانب في سوريا
هل يقود المقاتلون الأجانب إلى تفكك تنظيم الدولة ونهاية حلم «الخلافة»؟.. وعلى الإنترنت النساء أكثر حماسا للجهاد
إعداد إبراهيم درويش:
لندن ـ «القدس العربي»: حقق تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا انتصارا دعائيا في نهاية الأسبوع عندما أعلن أبو بكر الشكوي، زعيم تنظيم بوكو حرام عن مبايعته لأبو بكر البغدادي. وجاءت بيعة الشكوي في وقت يواجه فيه تنظيم الدولة الإسلامية حملة عسكرية في مدينة تكريت تقودها ميليشيات شيعية مدعومة من الحرس الثوري الإيراني، بالإضافة لغارات جوية يقوم بها التحالف الدولي أوقفت زخم تقدم التنظيم على الجبهات العراقية، فيما يواصل توسعه في الساحة السورية.
وتواجه جماعة بوكو حرام تحالفا إقليميا مكونا من بينين وتشاد والنيجر ونيجيريا حيث خسرت الجماعة سلسلة من القرى والبلدات التي سيطرت عليها في حملاتها الشرسة وعمليات الاختطاف التي تطال المدنيين.
صرخة استغاثة
ويرى سايمون تيسدال في صحيفة «الغارديان» أن بيعة الشكوي تعتبر نصرا دعائيا لتنظيم البغدادي وهي بمثابة صرخة استغاثة لكن لن ينتج عنها تعاون عملياتي بين الطرفين بسبب الظروف التي يعيشها التنظيم في سوريا والعراق.
ويظل تحرك الشكوي مفيدا له إذ يسمح له القرار ببناء صلات مع الجماعات الجهادية المنضوية تحت لواء البغدادي، خاصة أن بعضها ينشط في مصر وليبيا التي يحصل منها على أسلحته التي يتم تهريبها عبر الحدود. ويعتقد تيسدال أن بوكو حرام قلدت، واستفادت من، طريقة استخدام تنظيم الدولة لوسائل التواصل الإجتماعي. وتظل الجبهة الدعائية هي الأقوى التي يتحكم بها التنظيم وتخفي وراءها الخلافات الداخلية بين قادته.
خلافات داخلية
وترى ليز سلاي في تقرير لصحيفة «واشنطن بوست» أن هناك تقارير تشير لتعرض التنظيم لحالة صدع من الداخل أو هكذا يبدو. فقد أسهمت حالات من التمرد والانشقاق والانتكاسات في ساحة المعركة لإضعاف التنظيم وبددت فكرة التنظيم الخارق الذي لا يقهر بين من يعيشون تحت سيطرته.
وتشير الصحيفة إلى تقارير تحدثت عن توتر بين المقاتلين الأجانب المعروفين بقسوتهم والمقاتلين المحليين.
وكذا عجز التنظيم عن تجنيد مقاتلين من المناطق الخاضعة لسيطرته، كل هذا تزامن مع زيادة في الهجمات التي يتعرض لها أفراد التنظيم من جماعات مقاتلة في سوريا والعراق وهو ما يشير إلى أنه يكافح للحفاظ على صورته كجماعة مقاتلة خارقة للعادة.
واستندت الكاتبة سلاي على تقارير شفوية وروايات سمعتها من مواطنين يعيشون في ظل التنظيم ولا تعطي في النهاية أية إشارة عن قرب انهيار مشروع «الخلافة» التي أعلن عنها أبو بكر البغدادي في مناطق السنة من العراق وسوريا.
وحتى الآن اقتصرت خسائر الجهاديين على المناطق الهامشية أو الواقعة على أطراف المراكز الرئيسية التي أكدوا فيها حضورهم منذ العام الماضي بعد الهزيمة التي كبدوها للجيش العراقي بالموصل وتكريت.
وتعتقد الكاتبة أن أهم مشكلة تواجه التنظيم ستكون نابعة من الداخل وفشله في تقديم الخدمات والوفاء بالوعود الكبيرة التي قطعها على نفسه لخدمة المواطنين الذين يحكمهم.
وتنقل عن لينا الخطيب، مديرة مركز كارنيجي الشرق الأوسط في بيروت إن «التحدي الرئيسي الذي يواجه تنظيم الدولة في الوقت الحالي هو داخلي أكثر منه خارجي»، مشيرة إلى أن التنظيم فشل في تحقيق أسس أيديولوجيته التي تقوم على توحيد أناس من أصول مختلفة وجمعهم تحت مظلة «الخلافة»، «هذا لا يحدث على الأرض، كما أنه يحقق إنجازات قليلة في مجال الحكم ويبدو أقل فاعلية في المجال العسكري».
ولعل أهم ملامح الأزمة في داخل التنظيم التوتر الدائم بين المقاتلين الأجانب والمتطوعين المحليين والذي يشعرون بالسخط على الطريقة التفضيلية التي تتم فيها معاملة المقاتلين الأجانب في الراتب والسكن والعلاوات.
وفي الوقت الذي يسمح فيه للمقاتلين الأجانب الإقامة في المدن حيث تقل مخاطر الغارات الجوية بسبب التجمعات المدنية يطلب من المقاتلين السوريين العمل وحراسة المواقع الأمامية في الريف.
وقد تطور الحنق على هذه المعاملة إلى اشتباكات في البوكمال، الأسبوع الماضي عندما رفض مقاتلون سوريون تنفيذ أوامر قائد كويتي السفر إلى العراق والقتال هناك.
ونقلت الصحيفة عن ناشط من المدينة قوله إن الفصيل السوري كان بقيادة صدام جمال وهو قيادي سابق من الجيش السوري الحر.
وفي كانون الثاني/ يناير اندلع قتال في مدينة الرمادي بين حلفاء محليين للتنظيم ومقاتلين أجانب معظمهم من الشيشان قرروا العودة إلى سوريا. بحسب حسن الدليمي وهو جنرال متقاعد في الشرطة العراقية يعمل مع القوى المضادة لتنظيم الدولة. وقال إن سبب القتال هو شعور العراقيين بتخلي المتطوعين الأجانب عنهم.
وسجلت حالات عن محاولات مقاتلين أجانب في الرقة ودير الزور البحث عن طرق للهرب بمساعدة السكان المحليين. فقد عثرت على 30-40 جثة لأشخاص بملامح آسيوية في بلدة الطبقة ـ محافظة الرقة يعتقد أنهم قتلوا وهم يحاولون الهرب إلى تركيا وتم اكتشاف خطتهم حسب ناشطين في مجموعة «الرقة تذبح بصمت».
ولوحظ فرض المقاتلين قيودا على السفر في مناطقهم، بما في ذلك منع سائقي الشاحنات نقل رجال معهم بدون أن تكون لديهم تصاريح للخروج.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بريطانيا أن عمليات الإعدام طالت في ألآونة الأخيرة 120 عنصرا من عناصر التنظيم.
ووجهت تهم لبعضهم بالتجسس والقي القبض على أحدهم متلبسا وهو يدخن أما البقية فقد كانوا يحاولون الهرب. ويضاف إلى هذا نكسات التنظيم العسكرية ـ فالجهاديون الذين أدهشوا العالم بانتصاراتهم السريعة أصبحوا في حالة دفاع ويحاولون البحث عن استراتيجية متماسكة للرد على التهديدات العسكرية من كل مكان.
ويقاتل تنظيم الدولة معارك على ثلاث جبهات كبرى- جبهة ضد الأكراد في شمال كل من سوريا والعراق والميليشيات الشيعية المدعومة من الحرس الثوري في وسط العراق.
ورغم تقدم التنظيم في مناطق الحسكة – شرق سوريا وحمص ودمشق إلا أن انتصاراته ليست باهرة مثل العام الماضي.
وتظل التراجعات في الميدان الحربي متركزة على المناطق الكردية كما حدث في كوباني والمناطق المختلطة السنية ـ الشيعية كما في محافظة ديالي.
ويواجه مقاتلو التنظيم امتحانا كبيرا في مدينة تكريت التي تعيش فيها غالبية سنية. وتعتبر المدينة امتحانا للقوى الطائفية وقدرتها على التحكم بمناطق للسنة.
وتقول الصحافية إن التنظيم خسر عددا من القرى حول كوباني/عين العرب وجبل سنجار في شمال العراق وقد أسهمت الخسائر بين جنوده للتأثير على قوته حيث يعتقد أن هناك 20.000 مقاتل أجنبي إضافة لأعداد أخرى من المقاتلين المحليين من العراق وسوريا.
هجمات مستمرة
وزعمت وزارة الدفاع الأمريكية أن طيران التحالف الدولي قد قتل 8.500 من مقاتلي التنظيم رغم أنه لم يتم التأكد من صحة هذه الأرقام. وفي السياق لم يعد التنظيم قادرا على تجنيد مقاتلين جدد كانوا يتسابقون للدخول في صفوفه طمعا في الرواتب المغرية. ويقول رجل أعمال في الرقة إن التنظيم بدأ يركز على الصبيان ممن هم في عمر الـ15 أو أقل للقتال في صفوفه.
وعرض التنظيم على المقاتلين المحليين راتب 8.000 دولار أمريكي في الشهر مقابل ذهابهم إلى العراق. ونقلت عن ناشط هرب إلى تركيا قوله إن السكان لم يحبوا يوما تنظيم الدولة. وجاء الدعم بسبب الخوف منه أو لحاجتهم المالية. وفي الوقت الحالي لا يستجيب الناس لمطالب الجهاديين ويهربون حالة تعرضهم للضغوط.
وشهدت مدينة دير الزور سلسلة من الحوادث التي قتل فيها مقاتلون للتنظيم بمن فيهم 12 شخصا قتلوا يوم الأحد.
ورغم النكسات الأخيرة لا يزال الأوروبيون يتدفقون عبر تركيا إلى مدينة الرقة حيث يقدر عددهم بالألوف، ويضمون أوروبيين وآسيويين وعربا وأفارقة. وحال وصولهم يمنحون شققا للسكن وسيارات ويتجولون في المقاهي والأسواق.
ويقول ناشط أن قلة من الأجانب لديهم رغبة بالسفر إلى جبهات القتال «فقط يريدون أن يعيشوا في ظل الدولة الإسلامية»، «لا يأتون من أجل القتال».
دوافع
وتظل مسألة المقاتلين الأجانب محلا للتساؤل، كم عددهم وما هو تمثيلهم في التنظيم، أعمارهم ودوافعهم.
وترى جيسكا ستيرن وجي أم بيرغمار في مقال نشرته مجلة «أتلانتك مونثلي» حللا فيه الاستراتيجية الدعائية للتنظيم والتي تستهدف الأجانب إما بأشرطة تدعو فيها المتطوعين للهجرة إلى أرض «الخلافة» وتمنيهم عبرها بالوعود أو تبث أشرطة تظهر فيها متطوعين وهم يقومون بقطع رؤوس الرهائن.
ويعترف الكاتبان بصعوبة تحديد عدد المتطوعين الأجانب. فبحسب راديو أوروبا الحر فالعدد يصل إلى 19.000 مقاتل أجنبي وهو رقم يعود إلى عام 2013 وهناك من يضع العدد بـ 20.000 متطوع أو أكثر.
ومعظم هؤلاء جاءوا من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خاصة تونس والسعودية، أما البقية فقد جاءوا من مناطق مختلفة تضم جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابقة والأمريكيتين وأوروبا وجنوب شرق آسيا مثل أندونيسيا والفلبين وأفريقيا خاصة الصومال.
ويقول الكاتبان إن تقدير الوكالات الأمنية البريطانية أن تعداد المتطوعين من أمريكا ظل متباينا لأنه قام على تحليل للمصادر المتوفرة على الإنترنت وروايات شفوية.
والعدد الحالي المقترح هو مابين 30 – 40 متطوعا من الولايات المتحدة وقد يكون أعلى بالتأكيد. وينطبق الأمر على بريطانيا التي يقدر عدد المقاتلين في سوريا منها بحوالي 500، ومن ألمانيا يقدر العدد بحوالي 550 ولكنه أعلى من فرنسا بحوالي 1.000 متطوع، وهناك عدد لا بأس به من كندا أوجد حضورا له على وسائل التواصل الإجتماعي.
وبحسب مركز صوفان في نيويورك فالمتطوع في سوريا عادة ما يكون من الفئة العمرية 18- 29 عاما وهناك بعض المقاتلين ممن تجاوزت أعمارهم الثلاثين عاما.
وبعيدا عن المستوى العمري والتناسب بين الذكور والإناث هناك عدد لا بأس به من المتطوعين ممن اعتنقوا الإسلام وليسوا من أبناء المهاجرين في أوروبا أو أمريكا. ويتساءل الكاتبان عن سبب سفر الأفراد والمشاركة في نزاعات حربية؟ ولا يوجد جواب واضح على السؤال، فليس هناك عامل مشترك أو خلفية اجتماعية – اقتصادية ولا حتى تنشئة دينية معينة وراء السفر والقتال مع الجهاديين. ويقول جون هورغان، مدير مركز دراسات الأمن والإرهاب في جامعة ماساسوشيتس «بعد أربعة عقود من البحث النفسي حول من يصبح إرهابيا ولماذا، لم تقدم صورة كاملة بعد».
فقد ركز البحث حول دوافع توجه أشخاص للعنف على عوامل داخلية أو خارجية، فالخارجية تتعلق برؤية الشخص للأحداث العالمية الكبرى حوله، خاصة أحداث جرت فيها مجازر وعمليات قتل على قاعدة واسعة.
ومن هنا نرى تركيز الدعاية الجهادية على أحداث مثل الغزو الأمريكي في أفغانستان والحرب في البوسنة، ومع ذلك فأحداث كهذه لا تقدم تفسيرا واضحا حول دوافع الشبان للسفر. وبالنسبة للعوامل الداخلية فتتركز في معظمها على محاولة الشبان الشعور بالانتماء.
ويرى سكوت أتران الباحث في شؤون الإرهاب أن العوامل الدينية والشعور بتلبية النداء الديني والحصول على ثواب قد تكون مهمة في تحليل دوافع الشبان الداخلية لكنها ليست كافية لفهم الأسباب وراء انضمامهم للجماعات الجهادية.
ويعترف الكاتبان أن ظهور جيل من «النجوم» الجهاديين على وسائل التواصل الإجتماعي ساعد في فهم طبيعة وأفكار المقاتلين. ومن أشهر هؤلاء كان يلماز، وهو مقاتل هولندي وافتكار جامان من بريطانيا قتل عام 2012.
ويكشف تقرير الكاتبين أن أشد المتحمسين للدفاع عن تنظيم الدولة في وسائل التواصل الإجتماعي هم من النساء مثل أقصى محمود التي يعتقد أنها كانت وراء هرب ثلاث فتيات من شرق لندن الشهر الماضي.
ويضيفان أن تنظيم الدولة بدأ حملة مختلفة بعد إعلان «الخلافة» عام 2014 حيث بدأ يقدم المناطق الواقعة تحت سيطرته بأنها أرض الهجرة والمختارة.
وجمعت استراتيجية تنظيم الدولة في التجنيد بين ثلاث عناصر، العنف الوحشي والإيهام بالاستقرار واللعب على فكرة الكرامة.
والتحدي هو فيما إن كان التنظيم قادرا على الحفاظ على هذه العناصر معا بدون أن تؤدي إلى تهميش من هم يدعمون التنظيم.
«جبهة النصرة» تسمح لفريق شبكة محمول يملكها ابن بشار الأسد بدخول «سلقين» لإصلاح أحد أبراجها مقابل مليوني ليرة سورية
حازم داكل
ريف إدلب ـ «القدس العربي» شيد فريق شركة «سيرياتيل» برجا ناشرا لشبكتها على ظهر مبنى البريد في مدينة سلقين غربي محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة تنظيم»جبهة النصرة» فرع القاعدة في سوريا، ذلك بعد تدخل وسيطين بين شركة المحمول (سيرياتل) من جهة، وتنظيم النصرة من جهة أخرى، هما عضوا وزارة المصالحة السورية التابعـــة لنظام بشار الاسد القاضي أحمد عربو، ورئيس بلدية مدينة سلقين محمد وتي.
قام تنظيم جبهة النصرة بتأمين حماية كاملة للفريق التقني التابع لشركة سيرياتل التي يملكها ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد، فقد أرسلت قوة خاصة مدعمة بسيارتين تحمل رشاشات مضادة للطائرات، لتقلهم من أمام السجن المركزي التي تسيطر عليه المعارضة المسلحة غربي مدينة إدلب ورافقتهم أثناء تشيد البرج حتى خروجهم من المدينة.
وكانت كتائب تابعة للجيش السوري الحر قد قامت بتفجير البرج السابق في أوائل عام 2012 بعد سيطرتها على المدينة، وبررت تلك الكتائب هذا الفعل بأن المدينة ليست بحاجة لشبكة سورية يديرها النظام، وأن أهالي المدينة والمناطق المجاورة يستخدمون شبكة المحمول التركية لقربها من الحدود السورية التركية.
رد أبناء المدينة على تصليح برج شركة «سيرياتيل» بغضب شعبي كبير ضد جبهة النصرة التي سمحت بتصليح برج لشركة يملكها ويديرها رامي مخلوف ابن خال بشار الأسد في الرقعة الجغرافية التابعة لهم، وأطلق بعض الناشطين المدنيين في مدينة سلقين وعلى رأسهم رئيس مجلس الثورة في سلقين زياد السيد أحمد حملة مناهضة لقرار جبهة النصرة، أسموها بـ «معآ لاجتساس البرج»، وقال أحد أعضاء الحملة الناشط شادي طعمة في تصريح خاص لـ «القدس العربي»:
ان منظمي تلك الحملة أبلغوا النصرة بها وطالبتهم بإلغاء القرار الذي اتخذوه بالسماح بتشغيل تلك الشبكة، وأنذر منظمو الحملة جبهة النصرة باقتلاع هذا البرج وإلا سوف يقومون باقتلاعه بأنفسهم، وأكد الناشط «طعمة» أن جبهة النصرة لم تستجب لمطالبهم ووعد أن منظمي تلك الحملة سوف ينظمون مظاهرات مناهضة للتنظيم في حال استمرت بالتجاهل.
وقال أحد الناشطين الإعلاميين في المدينة، فضل عدم ذكر اسمه، ان جبهة النصرة باتت تنقسم إلى قسمين: قسم يدافع عن السوريين ويقاتل النظام على الجبهات، وقسم آخر بات يعتقلــــنا ويقتلنا في معتقلاته ويقيم اتفاقيات مع النظام السوري، واتهم ذات المصدر جبهة النصرة بأنها أخذت من مدير شركة سيرياتل في إدلب مبلغاً وقدره مليوني ليرة ســــورية عبر الوسطاء محمد وتي، وأحمد عربو مقابل السماح لهم بتركيب الــبرج وتأمين الحماية لهم».
توقفت شركتا المحمول في سوريا عن العمل في أغلب المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في أوائل عام 2012 بعد أن تعرضت أبراج شبكتها إلى القصف المتبادل بين قوات النظام والمعارضة، ويستخدم النظام شبكة «إم تي ان» لتزويده بالاشارة لأجهزة الاتصال العسكري في أغلب المناطق التي يسيطر عليها في مدينة إدلب ومدينة جسر الشغور وأريحا.
النظام السوري يستنفر كامل قواه لحسم معركة الساحل
اللاذقية ــ أنس الكردي
بعد تفجير سيارة مفخخة في قلب مدينة القرداحة، التابعة لمحافظة اللاذقية (شمال غربي سورية)، ومسقط رأس الرئيس السوري بشار الأسد، وإمطار المعارضة العسكرية لمقرات النظام في مدينة اللاذقية، والقرى الموالية له في ريفها بالصواريخ، بدا كأن النظام السوري لم يعد يحتمل مزيداً من الإحراج هناك، على الرغم من إدراكه صعوبة فتح معركة تتطلب دعماً عسكرياً كبيراً، في ظل النقص البشري الحاصل في قواته، وانشغاله في عدد من المعارك في حلب وحمص وإدلب ودرعا، وعجزه عن اقتحام مناطق سيطرة المعارضة منذ بدايات الثورة السورية.
مع هذا، قرر النظام فتح معركة في الساحل السوري، واختار جبل الأكراد هدفاً له، لكنه قبل ذلك عمد إلى تغطية النقص البشري لديه، عبر زجّ القوات البحرية في المعركة، والاعتماد على العنصر الإيراني، لإظهار تفوّقه.
ويشير رئيس ديوان فرع المدفعية والصواريخ البحرية والساحلية، المنشق عن النظام عثمان أسبرو، في حديث مع “العربي الجديد”، إلى أن “أغلب من قُتلوا في معركة الساحل كانوا من القوات البحرية، إذ لم يعد لدى النظام سوى البحرية وقوات الدفاع الوطني”.
ويلفت أسبرو الذي وثّق بالاسم مقتل 21 عنصراً في الكلية البحرية في معركة الساحل الأخيرة، إلى أن “البحرية لم يعد فيها مشاة، وأضحت عبارة عن اختصاصات إدارية وبحرية وإشارة ولاسلكي وملاحة وصواريخ بحرية ومدفعية ساحلية وزوارق، باستثناء الكتيبة 509 ضفادع بشرية والتي يتواجد فيها نحو 200 متدرب على الرماية الحقيقية، والفوج 99 مدفعية ساحلية في قرية عرب الملك جنوب مدينة جبلة”.
ويبدو أن قوات النظام تُعدّ العدة للذهاب بعيداً في المعركة هذه المرة، ولم يكن الاعتماد على العنصر الإيراني مفاجئاً، إذ يؤكد المتحدث باسم لجان التنسيق المحلية أبو ملهم الجبلاوي لـ “العربي الجديد”، “توافد عناصر غريبة إلى مدينة جبلة جنوبي اللاذقية قبل نحو شهر من معركة الساحل، عبر مطار حميميم العسكري”، مشيراً إلى أن هؤلاء “يتجولون في المدينة كيفما يشاؤون”.
ويقول الجبلاوي إنه “لوحظ على هؤلاء العناصر بشرتهم القاسية وطولهم الفارع وأجسادهم العريضة، ولباسهم الأسود والشعارات الغريبة المطرزة على ثيابهم”، مرجحاً أنهم “مقاتلون تابعون للحرس الثوري الإيراني، إذ اختفوا من المدينة قبل نحو ثلاثة أيام من بدء معركة الساحل”، لافتاً في الوقت ذاته، إلى أن “النظام سحب جميع عناصر قطعاته العسكرية إلى المعركة، بمن فيهم قوات الدفاع الوطني، ولم يعد في المدينة سوى عناصر تابعة لاستخبارات الأمن العسكري”، موضحاً أن “يوم الجمعة الفائت شهد أول غياب للاستخبارات الجوية والسياسية من أمام المساجد، وهم الذين اعتادوا الوقوف على الأبواب عقب كل صلاة، تفادياً لخروج أي تظاهرة”.
أهداف النظام
يسعى النظام من خلال إطلاق معركة “لبيك يا سورية” إلى تحقيق أهداف قصيرة المدى وأخرى استراتيجية، فهو أولاً سيضمن عدم تكرار حادثة تفجير السيارة المفخخة التي ضربت القرداحة، وسيحاول لجم القصف المتكرر على معاقله في مدن الساحل والقرى الموالية، وبالتالي تعزيز مكانته في صفوف أنصاره، والتي اهتزت كثيراً على خلفية القصف المتكرر، وحماية مراصده في جبل النوبة وما وراءها من القرى المؤيدة له.
أما من الناحية الاستراتيجية، فالنظام وبسيطرته على جبل دورين الذي كان عصياً عليه منذ شهر يوليو/تموز 2012، فإنه سيعمد إلى توجيه ضربة للمعارضة المسلّحة هناك، إذ تُعتبر دورين خط الدفاع الأول عن بلدة سلمى، أبرز معاقل قوات المعارضة، وهي من أولى المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام في الساحل السوري.
وتبعد سلمى عن مدينة اللاذقية نحو 48 كيلومتراً، وترتفع عن سطح البحر 850 متراً، وبالتالي فإنها تكشف مساحة واسعة من جبل الأكراد، وفي حال تقدّم النظام أكثر في هذا الجبل فإن ذلك يعني أن طريق اللاذقية حلب ستكون في خطر، وبالتالي سينجح النظام بقطع طريق الإمداد على المعارضة.
وفي هذا السياق، يرى النائب السابق لـ “الجيش السوري الحر” العقيد مالك كردي، أن “النظام يستغل ضعف الإمكانات على جبهتي جبل الأكراد والتركمان، ويسعى إلى التقدّم على هذه الجبهات وفق خطة زحف الخط الدفاعي له، ويهدف من خلالها إلى الوصول لنقاط تُمكّنه من استعادة السيطرة على طريق اللاذقية جسر الشغور، وتمنع أي التفاف خلف الخط الدفاعي الجديد”.
ويلفت الكردي إلى أن “تحقيق مكاسب في هذه المنطقة يعطي معنويات لأنصاره، إذ يعتبرها جزءاً من دولته المستقبلية، أو في حدها الأدنى جزءاً من فيدرالية في حال فرض الأمر الواقع ذلك، وفي أحسن الأحوال هي تقوّي موقعه على الساحة الدولية، لاستعادة السيطرة على بقية المناطق انطلاقاً منها”.
جاهزية المعارضة
في المقابل، تبدو المعارضة العسكرية جاهزة ومدركة لخطورة المرحلة المقبلة، وأهداف النظام في كسب الخارطة الجغرافية لمصلحته. وعلى الرغم من انسحابها من دورين تحت وطأة القصف العنيف واتباع النظام لسياسة الأرض المحروقة، إلا أن هذا الانسحاب بحسب قادة المعارضة جاء للحفاظ على سلامة المقاتلين، والانسحاب إلى خطوط أفضل يستطيعون من خلالها المناورة، وقد عمدوا إلى تحصين مواقعهم في سلمى، وتشكيل غرفة مكوّنة من معظم فصائل المعارضة العاملة هناك.
وفي هذا الإطار، يؤكد عقيل جمعة، قائد لواء “النصر” التابع لـ “الفرقة الساحلية الأولى” (التشكيل الأقوى حالياً في ريف اللاذقية التابع للجيش الحر)، بأن النظام “اختار الدخول عبر جبل الأكراد، لأن القرى المحيطة به هي قرى علوية، في حين أن القرى المحيطة بجبل التركمان قرى سنّية، ولهذا اختار الدخول عبر جبل الأكراد لإبعاد المعارضة عن القرى الموالية له، ونتيجة الخسائر التي مُني بها في حلب، وهو يريد أن يرفع معنويات مؤيديه باقتحام مصيف سلمى”.
ويضيف القائد العسكري في حديث لـ “العربي الجديد”، أن “سلمى تُعتبر مفتاح سيطرة النظام على جبل الأكراد، ومن خلالها يتقدّم ليسيطر على جبل النوبة وبرج القصب، ثم يمكنه فصل الجبلين عن بعضهما (الأكراد والتركمان)”.
ويؤكد جمعة أن “دورين لم تسقط في يوم، وإنما على مدى سنتين من القصف العنيف والاستنزاف، أما بالنسبة لمصيف سلمى، فنحن مستعدون لمواجهة النظام وقوات حزب الله التي تستعد لاقتحامها، وستكون سلمى مقبرة لهم”، معلناً أنه “سيتم تغيير المعادلة في الساحل في اليومين المقبل”.
في السياق نفسه، يعتقد العقيد كردي أنه “لن يتسنى للنظام قلب المجريات في الساحل، لأن قوى المعارضة المسلحة لديها من الخطط الاستراتيجية ما يمكّنها من التكيّف مع واقع شح الإمكانات، والانتقال إلى حرب العصابات الخاطفة، بالأسلوب نفسه الذي انتهجه الجيش الحر في البدايات الأولى لانطلاق الثورة”.
حلب: ماذا تعني سيطرة المعارضة على حندرات؟
خالد الخطيب
شهدت الجبهات شمالي مدينة حلب، معاركاً عنيفة خلال اليومين الماضيين، بين المعارضة المسلحة وقوات النظام تدعمها مليشيات “لواء القدس” الفلسطيني و”حزب الله” اللبناني. أشد تلك المعارك وقعت خلال الـ24 ساعة الأخيرة، بعد سيطرة المعارضة على تلي حندرات والمضافة.
السيطرة على هذه التلال الإستراتيجية جعلت المعارضة المسلحة أكثر ثقة بعد أن أضحت على مشارف بلدة حندرات؛ ما ساعدها على استهداف بوابة حندرات الجنوبية، مساء الأحد، بسيارة مفخخة، محملة بعشرين طناً من المتفجرات، في إعلان عن بدء معركة السيطرة على البلدة واقتحامها.
وتعتبر حندرات من المناطق الاستراتيجية المهمة، حيث تقع على تلة مرتفعة، ما يوفر للمعارضة إمكانية التغطية النيرانية باتجاه مواقع متأخرة للنظام كالسجن المركزي، بإلاضافة إلى كونها عقدة مواصلات تربط الريف الشمالي بمدينة حلب.
يقول القائد في الفوج الأول من قوات المعارضة المسلحة المقدم أبو يوسف، لـ”المدن” بإن السيطرة على حندرات تعني “قطع طريق الإمداد إلى بلدتي سيفات وباشكوي، المواقع المتقدمة للنظام باتجاه بلدتي نبل والزهراء”.
وتكمن أهمية حندرات بالنسبة للمعارضة باعتبارها الخاصرة الأخطر من الناحية العسكرية، وتمنح من يسيطر عليها التحكم بمجمل المناطق المحيطة بها، بنصف قطر 15 كيلومتراً. وتقع البلدة في عمق مناطق سيطرة النظام، فهي إلى الجنوب الشرقي من باشكوي وسيفات، وإلى شرقها تقع الكندي، ثم البريج التي سيطرت عليها المعارضة مؤخراً. ولا تفصل حندرات عن سجن حلب المركزي سوى بضعة كيلومترات.
عضو المكتب الإعلامي في “الجبهة الشامية” أنس ليلى، توقع في حديثه لـ”المدن” أن تشهد مواقع قوات النظام المتقدمة انهياراً متسارعاً على خلفية التطورات الأخيرة، وسيطرة المعارضة على نقاط حيوية. ويضيف ليلى أنه و”بسيطرة المعارضة على حندرات، يكون شبح حصار حلب قد ابتعد أكثر، وفتح طريق إمداد آخر للمعارضة، يصل الريف بالمدينة، ويوازي طريق الكاستيلو”.
كما حُرمت قوات النظام من التقدم باتجاه مخيم حندرات القريب من البلدة، والذي يشرف على دوار الجندول. ولو تقدمت قوات النظام إلى المخيم لكانت أطبق الحصار على حلب دون الحاجة لوصولها إلى بلدتي نبل والزهراء؛ حيث يؤمن المخيم إمكانية رصد الطريق الوحيد الواصل بين الريف وحلب، والذي يمر حصراً من دوار الجندول.
العمليات العسكرية للمعارضة شمالي حلب، اتسمت بأنها ردود أفعال على عمليات النظام الذي يبدو مصراً على تطبيق خطته بحصار حلب، حاشداً لها كل إمكاناته العسكرية والإعلامية. وتتبع قوات النظام تكتيكات منظمة، عبر السيطرة على مواقع جديدة وتحصينها، دون اكتراث بخسائرها البشرية. وهذا ما يميز كل المراحل التي قطعتها قوات النظام؛ من خناصر مروراً بالسفيرة وتلة الشيخ يوسف والمدينة الصناعية، حتى باشكوي.
يقول القائد في الجبهة الشامية العقيد أبو فراس لـ”المدن”: “على المعارضة أن تغير من تكتيكاتها بما يتناسب مع الحشد النوعي للنظام في حلب، ومن الضروري أن توظف انتصاراتها الأخيرة وتنتقل من الدفاع إلى الهجوم، وبأن تستدرج قوات النظام إلى معركتها”. ويؤكد أبو فراس: “التمسك بالمواقع المسيطر عليها حديثاً من قبل المعارضة هو الأهم، والذي يمهّد لفرض الإيقاع المناسب للمرحلة القادمة من المعركة”.
في السياق، أكدت “غرفة عمليات حلب” مقتل العشرات من عناصر النظام ومقاتلين من “حزب الله” خلال المعارك الأخيرة في حندرات، والتي اشتركت فيها أغلب فصائل المعارضة بحلب ومنها “جبهة أنصار الدين” و”الجبهة الشامية” و”جبهة النصرة”.
وتزامنت المعارك شمالي حلب مع نسف المعارضة المسلحة لعدد من المباني في حلب القديمة والسبع بحرات، كانت تتحصن فيها قوات النظام. وتلت التفجيرات اشتباكات متقطعة، تخللها قصف مدفعي وصاروخي عنيف من قبل قوات النظام، على مناطق المعارضة في باب الحديد والبياضة. كما نفذ الطيران الحربي والمروحي أكثر من عشر غارات على مواقع متفرقة بالقرب من محاور الاشتباك، وعلى بلدات عندان وحريتان. بالتزامن مع قصف عشوائي مكثف بالمدفعية والصواريخ على بلدات حيان وحريتان وكفر حمرة.
في ظل حالة متفاقمة من الاغتراب والاستلاب: الاقتصاد السوري خسر 203 مليارات دولار في 4 أعوام
تستمر الأزمة السورية دون أمل بتوقفها قريبًا، ويستمر النزف الاقتصادي السوري حتى وصلت خسائره إلى أرقام مهولة.
إيلاف – متابعة: أطفأت الأزمة السورية شمعتها الرابعة، من دون أي أفق أو إشارات إلى أنها لن تطفئ شمعة خامسة وسادسة… وحدها الاشارات المدعمة بالأرقام تشير إلى أن الاقتصاد السوري يسجل خسائر يصعب تصورها أو تعويضها، ما يزيد من الاعباء المترتبة في مرحلة ما بعد الأزمة، ولو كان الحديث عن “ما بعد الأزمة” إفراط في التفاؤل إن لم نقل جنونً
أربعة أضعاف الناتج المحلي
مع الاجماع الاقليمي والدولي على أن لا حل في سوريا إلا الحل السياسي، يصير الكلام عن تدبّر امر الاقتصاد شبه منطقيًا، رغم أن أرقام القتلى والجرحى من شمال سوريا إلى جنوبها مستمرة في التصاعد، على عداد لا يريد التوقف. يقول “المركز السوري لبحوث السياسات” إن سوريا خسرت أكثر من 202,6 مليار دولار منذ 11 آذار (مارس) 2011 حتى نهاية العام 2014، أي ما يعادل أربعة أضعاف الناتج المحلي الإجمالي المحقق في العام 2010 بالأسعار الثابتة، وبزيادة قدرها 58,8 مليار دولار عن الخسائر المقدرة بنهاية العام 2013.
هذا التقرير، الصادر بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين UNRWA، يروم تحليل الآثار التنموية الكارثية للنزاع المستمر في سوريا، فيقول إن معدل البطالة وصل في نهاية العام الماضي إلى 57,7 بالمئة، إذ فقد نحو 2,96 مليون شخص عملهم خلال الأزمة، ما أدى إلى فقدان المصدر الرئيسي لدخل 12,22 مليون سوري، وهذا ساهم في انخراط نسبة عالية من الشباب السوري في فعاليات ذات صلة مباشرة بالنزاع المسلح وغيرها من الأنشطة غير المشروعة، مدفوعين باتساع نطاق المعارك وتدهور الأوضاع الاقتصادية.
كارثة صامتة
ولهذين السببين، اضطر نحو نصف عدد سكان سوريا إلى مغادرة منازلهم، ما سبب تداعيات سلبية موازية لتفاقم مستويات التفاوت وعدم العدالة ومعدلات الفقر خلال 2014، “والتقديرات الحديثة تؤكد أن من بين كل خمسة أشخاص هناك أربعة فقراء، كما أن ثلثي السكّان تقريبًا يعيشون حالة الفقر الشديد، إذ لا يستطيعون تأمين الحد الأدنى من احتياجاتهم الأساسية الغذائية وغير الغذائية”.
وبحسب التقرير، 30 بالمئة من السوريين يعيشون في حالة من الفقر المدقع، لا يستطيعون تأمين حاجاتهم الغذائية الأساسية، “فيبدو طبيعيًا حينها أن تقود مثل هذه الظروف إلى ارتفاع نسبة الأطفال غير الملتحقين بالتعليم الأساسي لتصل إلى مستويات خطيرة”. ويحذر التقرير من “كارثة صامتة لا تقل فظاعة” تتمثل في تعرض ما يُعادل 6 بالمئة من السكّان المقيمين للقتل أو الإصابة أو التشوّه، ما يسبب تراجع العمر المتوقع عند الولادة من 75,9 سنة في العام 2010 إلى ما يُقدّر بـ 55,7 سنة بحلول نهاية العام 2014.
عجز الموازنة 40%
كشفت البيانات التي قدمها التقرير انكماش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 9,9 بالمئة في العام الماضي، وتراجع الاستثمار العام بمعدّل 17 بالمئة مقابل تحسن طفيف في الاستثمار الخاص، وتدهور الصادرات للمستوردات من 82,7 بالمئة في 2010 إلى 29,7 بالمئة في 2014، مع عجز تجاري هائل وصل إلى 42,7 بالمئة، “ما يعكس انكشاف الاقتصاد على الاقتصادات الخارجية، واعتماده إلى حدّ كبير على المستوردات المموّلة بصورة رئيسية من خلال القروض الخارجية والتسهيلات المالية”.
وبلغ عجز الموازنة العامة كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي 40,5 بالمئة في 2014. وألقى هذا العجز عبئًا إضافيًا على الدين العام، الذي استمر في الارتفاع إلى مستويات قياسية، إذ ازدادت نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي الجاري من 104 بالمئة في 2013 إلى 147 بالمئة بنهاية 2014.
اقتصاد العنف
وبحسب التقرير، تفاقم اقتصاد العنف خلال 2014 مع اشتداد وتيرة المعارك، ما أنتج إعادة تخصيص الموارد ورأس المال في خدمة آلة الحرب، “وقد ترافق ذلك مع توسّع في الأسواق السوداء، وتراجع في السيادة وحكم القانون، وتزايد في الاعتماد على الدعم الخارجي، وتعمّق الانكشاف الاقتصادي، وخسارة الأمن الاقتصادي، وانخراط الشبكات العابرة للحدود والعصابات المجرمة المرتبطة بالنزاع في الإتجار بالبشر والإساءة إليهم، وفي أعمال السلب والنهب، والخطف والابتزاز، وتجنيد المقاتلين، والإتجار بالآثار التاريخية”.
ورأى التقرير أن السوري عاجز عن المشاركة الحقيقية في تمثيل أولوياته وتطلعاته في النظام الاجتماعي والسياسي والاقتصادي القائم. كما استنتج خبراء “المركز السوري لبحوث السياسات” أن الشعب السوري بات مُجبرًا على العيش ضمن حالة متفاقمة من الاغتراب والاستلاب، “مع تعاظم الشرخ الاجتماعي والسياسي والاقتصادي بينه والمؤسسات العنفية، وما زالت غالبية الناس تعيش حالة من الاغتراب عن قوى التسلّط، التي تمكّنت من تطويع البعض في آلة الحرب والاضطهاد والترهيب، التي أدّت أصلًا إلى هدر القيم الإنسانية للسوريين، وأرواحهم البشرية، وحياتهم”.
الأسد يقصف اللاجئين الفلسطينيين في ريف درعا بالكلور
سيطر الجيش الحر والفصائل الاسلامية وجبهة النصرة على بلدة حندرات بشكل كامل بريف حلب الشمالي، بعد اشتباكات ضارية دامت أكثر من 12 ساعة. وتستمر المعارك للسيطرة على معمل عمريت للأدوية وكتيبة الدفاع الجوي قرب البلدة. ومعمل عمريت للأدوية نقطة إستراتيجية مهمة في المنطقة، إذ يطل على حندرات بشكل مباشر. وما لم تتم السيطرة عليه، فإن الفصائل المعارضة لا تستطيع الثبات داخل البلدة.
وأكد ناشطون أن قوات النظام تنسحب ببطء تحت ضربات الثوار، كما أعلنت الجبهة الشامية تحرير حندرات بالكامل بعد معارك وصفتها بـ”الأسطورية ضد الاحتلال الإيراني”. وقالت الجبهة إن جثث القتلى تملأ المكان. وقالت الطبابة الشرعية إن 12 جثة وصلت إليها من قتلى النظام في حندرات، بينهم مقاتلون يمنيون شيعة.
طريق جديد
وكانت فصائل المعارضة سيطرت الاثنين على أجزاء واسعة من حندرات، بعدما فجر أحد مقاتلي جبهة النصرة ويدعى أبو سند الأنصاري نفسه بعربة مفخخة على المدخل الجنوبي للبلدة، ما أتاح تسلل المقاتلين إلى داخلها، حيث دارت حرب شوارع عنيفة.
وحندرات من أبرز نقاط تمركز النظام بريف حلب الشمالي، وبتحريرها تفتح المعارضة طريقًا جديدًا لحلب المدينة من جهة الشمال، يضاف إلى طريق كاستيلو، الذي أراد النظام السيطرة عليه لإحكام الطوق حول حلب، كما يحاصر عناصر النظام الموجودين في الريف الشمالي، خصوصًا في سيفات وباشكوي.
تشارك في هذه العملية عدة فصائل عسكرية منها جبهة النصرة وجبهة أنصار الدين والجبهة الشامية وحركة أحرار الشام، بالإضافة إلى مجموعات وكتائب أخرى تعمل على الخط الثاني للتغطية النارية والرصد والمرابطة.
بالطائرات إلى حماه
أشارت التقارير السورية إلى هبوط 6 طائرات في مطار حماه العسكري الأحد، تحمل عددًا كبيرًا من عناصر حزب الله ومقاتلي الحرس الثوري، وهذا ما أكده ناشطون معارضون في حماه، قالوا إن النظام اضطر إلى مصادرة عدد كبير من الحافلات المدنية المتوسطة والكبيرة على الحواجز التي نصبها في شوارع حماة، بعدما أجبر “شبيحة النظام” ركابها على مغادرتها، وقادوها إلى المطار لنقل هؤلاء العناصر اللبنانية والإيرانية فيها إلى جبهات القتال.
وقال موقع “السورية نت” إن أعدادًا كبيرة من هذه القوات وصلت إلى حماه في الفترة الأخيرة لمساندة قوات النظام ودعمها في جبهات حلب وحمص وحماه وإدلب، بسبب النقص الكبير في صفوف قوات النظام على خطوط المواجهات.
وتأتي هذه التعزيزات بعد زيارة قام بها ماهر الأسد، شقيق رأس النظام السوري، إلى حماه، وبعد أنباء عن تحضيرات في المحافظة لفتح جبهات القتال، من خلال عملية عسكرية كبيرة في ريفي إدلب وحماه.
“بالكلور جيناكم”
قضى 7 مدنيين في قصف من الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة المحملة بغاز الكلور السام، استهدفت ظهر اليوم تجمعًا للاجئين الفلسطينيين في بلدة مزيريب بريف درعا، بالإضافة إلى عددٍ من حالات الاختناق.
واستهدف الطيران المروحي البلدة ظهر الاثنين ببرميلين متفجرين يحملان غاز الكلور السام والمحرم دوليًا، الأمر الذي أدى إلى استشهاد 7 مدنيين على الأقل، بالإضافة إلى حالات اختناق نقلت إلى المشافي الميدانية.
قوات الأسد اعترفت بقصف مزيريب وقرى وبلدات أخرى. وقالت سانا إن وحدات من الجيش والقوات المسلحة تقضي على عدد من الإرهابيين في مزيريب وطيسيا وجملة. يشار إلى أن مجلس الأمن تبنى في 6 آذار الجاري قرارًا يدين فيه استخدام الكلور من أي طرف في النزاع السوري، وهدد بإجراءات تحت البند السابع في حال عدم احترام القرارات الأممية مستقبلًا.
البراميل مستمرة
سقط 8 قتلى على الأقل، بينهم 3 أطفال، وعشرات الجرحى جراء قصف الطيران المروحي مدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي بالبراميل المتفجرة، بعد يومين على مجزرة مماثلة كان حصيلتها 5 قتلى. تزامن ذلك مع قصف مدفعي من قبل ميليشيات الدفاع الوطني في القرى المحيطة الموالية استهدف أحياء المدينة.
وشهدت قرية السعن إلى الشرق من تلبيسة قصفًا مماثلًا بالبراميل المتفجرة والقذائف المدفعية، ما تسبب بسقوط طفل وعدة جرحى.
واستهدفت طائرات النّظام المروحية مناطق من حلب وريفها بالبراميل المتفجّرة، حيث سقط برميل متفجّر على قرية الشيخ نجّار القديمة، وآخر غربي حي مساكن هنانو، أسفرا عن أضرار مادية. إلى جانب ذلك، سقطت ثلاثة صواريخ فراغيّة قرب المصرف الزراعي، وقرب القوس، وقرب ذي قار في مدينة مسكنة في ريف حلب الشرقيّ، ما أدّى الى سقوط طفلتين.
هل تحقيق الدولة الكوردية في سوريا ممكن؟ ما بين الحق في دولة مستقلة واستحالة تحقيق الهدف
بهية مارديني
يتواتر الحديث عن مشروع دولة كوردية في سوريا برعاية دولية، ولكن هل هناك امكانية فعلية لتحقيق هذا المشروع؟ وكيف ينظر العرب والكورد اليه؟
الكاتب السياسي السوري المعارض، محمد خليفة، رأى خلال حديث لـ “إيلاف “، أن “مشروع الدولة الكوردية يجري العمل على نقله من صعيد الفكرة إلى الواقع والتطبيق برعاية وحضانة دولية مستترة اسوة بالنموذج العراقي “.
فيما اعتبر شلال كدو، سكرتير حزب اليسار الديمقراطي الكردي في سوريا، استحالة ذلك حاليًا نظرًا للظروف الداخلية، وقال في تصريح لـ”إيلاف” أنه “لاشك أن للكرد كغيرهم من شعوب العالم الحق في تقرير مصيرهم بأنفسهم، لكن الظروف الحالية المحيطة بهم في مختلف اجزاء وطنهم الممزق لا تسمح لهم السعي من اجل تحقيق هذا الهدف”.
وأوضح أن “المعطيات بمجملها تشير إلى استحالة تحقيق هذا الأمر في الظرف الراهن مع العلم أن الكرد لا يسعون إلى تقسيم البلدان التي يتعايشون فيها مع الشعوب الأخرى العربية والتركية والفارسية، بل يسعون كما نرى الى ارساء قيم المساواة والعدالة واحقاق حقوق الشعب الكردي في كل جزء من كردستان حسب ظروفه الخاصة”.
المسألة قد تكون اكثر تعقيداً
ولكن الدكتور زارا صالح، عضو اللجنة السياسية لحزب يكيتي الكردي في سوريا، اعتبر أنه “من حيث المبدأ وحسب المواثيق الدولية يحق للكورد إقامة دولة مستقلة، ولكن نظرًا لتداخل الأوضاع في الدول التي تقتسم كردستان، فإن المسألة تصبح أكثر تعقيداً من جهة انشاء كردستان موحدة على كامل أراضيها”.
ولكنه أشار الى أنه “هنا يبرز إمكانية حل جزئي في كل قسم على حدة.” وطرح مثلاً كردستان العراق أو إقليم كردستان اليوم الذي “يمتلك ظروفًا ذاتية وموضوعية لإقامة دولته المستقلة، وهو عمليًا قائم بحكم الفيدرالية والاعتماد الذاتي والظرف الدولي السياسي المساعد خاصة بعد فشل الدولة المركزية في احتواء المكونات التي دفعت الكورد وغيرهم للبحث عن حلول أخرى، علماً أن العامل الكوردي ورئاسة إقليم كردستان يشكلان السبب الرئيسي لبقاء العراق موحدأ بعد أن احتلت إيران القسم الشيعي وداعش غزت القسم السني مع رحابة صدر للطرفين،، إذا ماذا بقي للكورد مع هكذا دولة مركزية؟ “.
تنامي القوة الكردية
الا أن شلال كدو أشار في هذا الصدد إلى “أن تنامي قوة القضية الكردية العادلة في سوريا لا تعني بأي شكل من الأشكال بأنها تشكل خطرًا على وحدة الأراضي السورية.”.
فيما رأى صالح انه “أن الآوان للوقوف بجدية حول إقامة الدولة الكوردية إن لم يكن (الكبرى) على الأقل في كل جزء على حدة وعلى الدول التي تغتصب كردستان أن تبادر أولاً، والا فإن هناك مصلحة دولية ملحة اليوم في إقامة كردستان خاصة بعد تجربة إقليم كردستان الناجحة، حرية وديمقراطية، وكذلك الدور الكوردي الهام للتوازن في المنطقة ومحاربة كافة أشكال وتنظيمات التطرف ودور البيشمركة والقوات الكوردية مع التحالف الدولي في هزيمة داعش. اعتقد أن فشل الدول الإقليمية في ذلك سوف يدفع بدول القرار قريباً إقامة الدولة الكوردية مع العلم أن ذلك من حق الكورد الذين ظلموا على مر التاريخ، وقد حانت اللحظة التاريخية لانصافهم أخيراً، وهذا عامل خير واستقرار لكل المنطقة، فليس من المعقول أن يبقى حوالي 50 مليوناً دون دولة في حين هناك دول تعدادها ليست أكثر من مدينة كوردية”.
وشدد أن “كل الظروف سواء السياسية أو الاقتصادية مهيئة لتحقيق الحلم الكوردي، وهذا هو نبض الشارع الكوردي عامة، رغم أن طروحات الأحزاب الكوردية لا تدعو إلى ذلك بسبب عوامل عدة أو أجندات سياسية إلا أن إقامة دولة كوردستان، هو شعور ومطلب في صميم القلب الكوردي المفعم بشجاعة كاوا وسلالة أبناء الجن”.
الدولة الكردية مصلحة دولية
أما حول آلية المشروع، فقد لفت محمد خليفة الى أنه “سيبدأ بمرحلة اولى بالحكم الذاتي، ومع الوقت يتحول هذا الى دولة تنفصل عن سوريا وقد تلتحم بالدولة الكوردية في العراق، لأن هذه اصبحت نقطة جذب، والاقليم المركزي لمشروع الدولة – الامة الكوردية تدريجيًا، وعبر مراحل تعمل على بلورة الهوية اولاً والانفصال التدريجي”.
وقال خليفة إن “اميركا ترعى المشروع ضمن رؤيتها للشرق الاوسط الجديد، وفرنسا وبريطانيا تحاولان التكفير عن ذنبهما في حرمان الأكراد من دولة قبل مائة سنة، اسرائيل ضالعة في دعم المشروع منذ خمسينيات القرن الماضي, وروسيا ايضًا تسانده بناء على تعهد سابق صدر عن الاتحاد السوفياتي منذ اربعينيات القرن المنصرم. اما تركيا فتقاوم بقوة، لكنها لا تستطيع الحيلولة، والدول العربية غائبة عن الوعي وفي حالة يتمٍ وتفتتٍ وتشرذم، إيران يمكن أن تقبل وتدعم بشرط ألا يقترب المشروع من حدودها، الاكراد في سوريا مختلفون ومنقسمون ومتصارعون ولكنهم جميعًا موحدون على حلم الاستقلال، ولذلك قد يتحدون في اي لحظة برعاية برزاني واقليمه”.
واضاف: “أهم نقطة الآن في المشروع وضمن الدائرة السورية، هي أن اللاعبين المحليين والدوليين ربطوا بين مشروعي الكيان الكوردي والكيان العلوي، وعهد النظام الى صالح مسلم وحزبه أن يبدأ بفرض الامر الواقع ليكون مدخلاً للإعلان عن الكيان العلوي إذا فشلت محاولات ابقاء النظام حاكمًا ومسيطرًا على سوريا كاملة، ولذلك فالمشروع الكوردي ونظيره العلوي توأمان سيريان النور معًا. هذا اذا جرى التقسيم وفق الخطة المرسومة ووفق الإرادة الراعية, ولكن اذا انهارت سوريا بشكل عشوائي فقد يتصرف الأكراد من طرف واحد مدعومين من الدول الكبرى”.
واختتم حديثه قائلا: “اذن مشروع الدولة أو الكيان الكوردي قائم ويستند إلى مرتكزات قوية جرى الاعداد لها وتهيئة الظروف لها منذ وقت طويل”.
أما شلال كدو فشدد أن” الكرد يعتبرون وحدة الاراضي السورية خطاً أحمر لا يجوز المساس به البتة، لذلك لا داعي من طرح هذه المخاوف بين الفينة والاخرى”.
فيما انتهى زارا صالح الى اعتبار أن “هناك سيناريوهات عدة للمستقبل الكوردي، عدا عن إقامة كوردستان مستقلة في العراق، فهناك طرح يتم تداوله أيضا وهو إمكانية دمج إقليم كردستان مع الجزء الموجود في سوريا لإقامة الدولة الكوردية خاصة بعد ظهور الخلافة البغدادية -الداعشية بين سوريا والعراق، والذي فرض ظروفاً جديدة، والتي تفرض أيضاً إمكانية الدولة الكوردية كعامل جيوسياسي وتوازن وستكون مصلحة دولية أولاً رغم معاداة دول مثل تركيا وإيران”.
قائد «جبهة ثوار سوريا»: نقاتل من دون تسمية تحاشياً من استهداف «القاعدة» لنا
بيروت: بولا أسطيح
دحض جمال معروف قائد «جبهة ثوار سوريا» كل المعلومات التي أفادت باعتزاله العمل العسكري وانكفائه في تركيا منذ سيطرة «جبهة النصرة» على المعقل الرئيسي لمجموعاته في ريف إدلب شمال سوريا في أكتوبر (تشرين الأول) 2014، مؤكدا في حديث لـ«الشرق الأوسط» استمراره في قيادة المعارك ووجوده ما بين سوريا وتركيا.
وقال معروف إن «كل ما يحكى في الآونة الأخيرة يندرج في إطار الشائعات التي يبثها النظام السوري و(القاعدة) اللذين ليسا إلا وجهين لعملة واحدة»، مؤكدا أنه سيقاتل النظام في سوريا «حتى آخر رجل وآخر نفس».
وأوضح معروف أن عناصر «جبهة ثوار سوريا» يتوزعون حاليا في الجنوب والشمال، فيقاتلون في الجبهة الأولى تحت لواء «الجيش الأول»، بينما يقاتلون في المنطقة الشمالية من ريف إدلب إلى ريف حماه وريف حلب الجنوبي، من دون تسمية، وبإطار مجموعات مؤلفة من 40 أو 50 عنصرا خوف استهدافهم من قبل مجموعات «القاعدة».
واحتدمت المعارك الصيف الماضي ما بين مقاتلي «ثوار سوريا» و«النصرة» في ريف إدلب حتى نجحت الأخيرة في نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بالسيطرة على معاقل «ثوار سوريا»، ما أدى إلى انكفائهم تلقائيا.
واعتبر معروف أن الجبهة التي يقودها عالقة ما بين كماشتَي النظام و«القاعدة»، مؤكدا أنه سيعيد تجميع الكتائب المقاتلة تحت اسم «ثوار سوريا» في الوقت المناسب. وقال: «نحن لا نزال نعترف بكيانَي الجيش الحر كمرجعية عسكرية، والائتلاف المعارض كمرجعية سياسية، لكننا لا نتلقى الدعم المطلوب». وأشار إلى أن كل مجموعاته ستشارك في التدريبات العسكرية المرتقبة في تركيا، نافيا أن تكون هذه التدريبات انطلقت بعد.
وأفيد أخيرا باعتزال معروف العمل العسكري وانضمام مقاتليه إلى «الجبهة الشامية» بعدما كانت «جبهة ثوار سوريا» تعتبر القوة العسكرية الأساسية المعتدلة التي يعول عليها الغرب لمواجهة نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وتردد قبل أيام أن ضغوطا تمارس على قادة «جبهة النصرة» في سوريا لحثهم على الانفصال عن تنظيم القاعدة، وأفيد بأن اجتماعات مكثفة تعقد في المناطق السورية المحررة بين شخصيات سياسية وعسكرية في الجيش السوري الحر وجبهة النصرة لتحقيق الهدف المذكور.
وأوضح معروف أن عناصر «القاعدة» الذين يقاتلون في سوريا إن كانوا تحت اسم «النصرة» أو «داعش» هم 3 مجموعات، مجموعة تميل إلى الجيش الحر وهي بصدد الرضوخ لأي ضغوطات للعودة إلى صفوفه، ومجموعة انضمت إلى القاعدة من أجل المال وبالتالي لن تمانع هي الأخرى من الانفصال عن التنظيم المتطرف، أما المجموعة الثالثة فتبايع التنظيم عقائديا وسيكون مصيرها الفرار إلى المناطق النائية مع تفكك كيان «القاعدة» في سوريا.
وانتقد معروف بشدة خطة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا لوقف القتال في حلب، معتبرا أنها «لا ترتقي إلى مستوى الرد عليها»، وقال: «كيف يطرح تجميد القتال في حي واحد؟ ماذا عن باقي المدنيين المنتشرين في أنحاء سوريا؟». وشدد على أن أي خطة للحل يجب أن تبدأ بإقناع النظام بوقف طلعاته الجوية.
وتشكلت جبهة «ثوار سوريا» في عام 2014 من كتائب من «الجيش السوري الحر»، أبرزها «المجلس العسكري» في محافظة إدلب، وتجمع ألوية وكتائب «شهداء سوريا»، وألوية «النصر القادم»، و«الفرقة التاسعة بحلب»، و«لواء أحرار الشمال»، وكتائب «فاروق الشمال»، وكتائب «رياض الصالحين» في دمشق، وتجمع «أحرار الزاوية»، وألوية «الأنصار»، وكتائب «فاروق حماه»، و«الفرقة السابعة»، وألوية «ذئاب الغاب»، وفوج «المهام الخاصة» بدمشق، ولواء «شهداء إدلب».
وكانت الجبهة قبل شهر أكتوبر الماضي تكتسب قوة ميدانية في المناطق الشمالية، ويقدر عدد مقاتليها بنحو 40 ألفا ينتشرون أيضا في مدن سورية أخرى.
وتخضع مدينة إدلب لسيطرة القوات النظامية، وتستضيف نحو نصف مليون نازح من مدن وبلدات ريف إدلب الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة. واتخذت فصائل الجيش السوري الحر قرارا في السابق بتحييد المدينة عن القتال، بهدف حماية النازحين فيها. وتتمتع «النصرة» بنفوذ في المنطقة، تمكنت من توسيعه في يوليو (تموز) الماضي، وطردت مقاتلي معروف من أجزاء في ريف إدلب الغربي إثر المعارك.
هيئة التنسيق السورية لـ 24: سنشارك في مؤتمر القاهرة بشروط على أن تتم دعوتها بشكل مناسب
24 – القاهرة – محمد فرج
قال المتحدث باسم هيئة التنسيق السورية، أحد أبرز فصائل معارضة الداخل، منذر خدام، إن هيئته تشارك في حوار القاهرة بشرط إذا دعيت بشكل مناسب.
وأضاف، في تصريحات خاصة لـ 24 “أنه كان ثمة اتفاق على توزيع قوائم المشاركين مثالثة بين الهيئة والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية والمستقلين، فإذا احترم هذا الاتفاق سوف نذهب”.
وتابع: “مصر اتخذت قراراً بمنع بعض قيادات الهيئة من الدخول إليها، فإذا لم تلغ هذه القرارات من المشكوك أن نشترك في حوار القاهرة”.
وأوضح خدام أنه “لا يجوز منع أي سوري من المشاركة في مؤتمر يخصهم وحدهم”، مشيراً إلى أن أبرز قيادات الهيئة الذين منعوا من دخول مصر، هم أحمد العسراوي وصفوان عكاش.
يذكر أن الهيئة كانت أحد الأطراف المشاركة في حوار القاهرة، الذي انعقد في الفترة من 22 وحتى 24 يناير (كانون الثاني) الماضي، بمقر المجلس المصري للشؤون الخارجية، بالقاهرة، وهو الاجتماع الذي صدر عنه بيان القاهرة المكون من 10 بنود رئيسية، أسست لمشروع اتفاق على رؤية سياسية لتوحيد صف أطراف المعارضة، لحل الأزمة السورية.
والتقى وزير خارجية مصر سامح شكري، قبل أيام، وفداً من المعارضة السورية، يشكلون نواة حوار القاهرة، وتم خلال اللقاء الحديث حول الأزمة السورية، والاستعدادات الخاصة بمؤتمر القاهرة المرتقب.
ديمبسي: الطائفية والتدخل الإيراني بالعراق يهددان التحالف
حذر رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي من احتمال تفكك الائتلاف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية إذا لم تقم الحكومة العراقية بتسوية الانقسامات الطائفية في البلاد، مشيرا إلى أن النفوذ الإيراني المتزايد في العراق يثير قلقا لدى أعضاء التحالف الدولي.
وقال ديمبسي في العاصمة البحرينية المنامة الاثنين بعد عودته من زيارة خاطفة لبغداد دامت ساعات “ينتابني بعض القلق إزاء صعوبة إبقاء الائتلاف للمضي في مواجهة التحدي ما لم تضع الحكومة العراقية إستراتيجية وحدة وطنية سبق أن التزمت بها”.
وأضاف أن الائتلاف بقيادة الولايات المتحدة يضم دولا سنية بشكل خاص والعلاقات بين بغداد وطهران باتت تثير القلق، مشيرا إلى أنه “تلقى كل الضمانات” من المسؤولين العراقيين بشأن التزامهم المصالحة مع السكان السنة، لكنه تساءل عن مدى “صدقية” هذه الالتزامات من قبل المسؤولين العراقيين.
وتساءل ديمبسي مؤكدا أن هدف واشنطن وبقية دول الائتلاف هو التأكد من أن حقوق كل المجموعات من سنة وشيعة وأكراد وغيرهم ستكون مصانة.
وفي تعليق على الحملة العسكرية التي تقوم بها القوات العراقية في صلاح الدين وأماكن أخرى قال ديمبسي إنه بالإمكان رؤية الكثير من الأعلام والشعارات التابعة لمليشيات شيعية مرفوعة من قبل القوات التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية، في حين أن الأعلام الوطنية العراقية نادرة.
وأكد المسؤول العسكري الأميركي في الوقت نفسه قلق دول المنطقة إزاء العلاقات الوطيدة بين السلطات العراقية وإيران التي تسلح وتدرب المليشيات الشيعية، مؤكدا أن على العراقيين “أن يكونوا واعين للتحدي المتمثل بضرورة إبقاء الائتلاف موحدا”.
وكان ديمبسي قام الاثنين بزيارة مفاجئة لبغداد حيث التقى رئيس الوزراء حيدر العبادي، كما عقد مؤتمرا صحفيا مع وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي، وجاءت زيارة ديمبسي بعد أسبوع من بدء نحو ثلاثين ألف عنصر من الجيش والشرطة وفصائل شيعية مسلحة عملية واسعة لاستعادة مدينة تكريت (110 كلم شمال بغداد) ومحيطها.
وبقي طيران التحالف خارج العملية، في مقابل دور إيراني كبير ظهر من خلال نشر وسائل إعلام إيرانية صورا لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني في محافظة صلاح الدين إضافة إلى الدور البارز للفصائل الشيعية المدعومة من طهران.
وأثارت عملية تكريت مخاوف من عمليات انتقام بحق السكان السنة، وسبق لمنظمات حقوقية دولية أن اتهمت الفصائل الشيعية بارتكاب عمليات إساءة وقتل جماعي بحق العائلات السنية في المناطق المستعادة.
سوء السمعة يجمع “الأنفال”بالنظام السوري
سلافة جبور-دمشق
يفسر قياديون في المعارضة السورية المسلحة تسليم ستين شخصا من مسلحي الجيش الحر أنفسهم وأسلحتهم للنظام بأن هذه العناصر “مفصولة من جبهة ثوار سوريا، كما أنها سيئة السمعة ومعروفة بأعمال السرقة والنهب والتشبيح”.
وأوردت عدة مصادر إعلامية وصفحات معارضة على شبكات التواصل الاجتماعي، الأحد، خبر تسليم العناصر التابعين لـ”لواء الأنفال” بجنوب دمشق أنفسهم مع قائدهم لقوات النظام بشكل خفي، مستغلين التوتر السائد بالمنطقة نتيجة الاشتباكات التي حدثت خلال الأيام الأخيرة بين “جبهة النصرة” و”لواء شام الرسول” سقط فيها عدد من القتلى والجرحى.
وأبرزت العديد من المواقع المقربة من النظام السوري الخبر، وقالت إن هؤلاء سلموا أنفسهم “بمحض إرادتهم وبكامل عدتهم” وإنهم سينضمون إلى “قوات الدفاع الوطني” للقتال إلى جانب الجيش السوري، وذلك بعد تنسيق وتواصل سري استمر عدة أشهر بين قائد اللواء من جهة وقوات النظام من جهة أخرى.
استبعاد
وفي اتصال مع الجزيرة نت، قال الناطق الرسمي باسم الجبهة الجنوبية الرائد عصام الريس إن اللواء المذكور انضم لـ “جبهة ثوار سوريا” منذ أكثر من عام “إلا أن سمعته السيئة وأعماله المشينة أدت لفصله من جبهة ثوار سوريا”.
وأضاف الناطق الرسمي أن الجبهة “منعت التعامل مع لواء الأنفال منذ ثمانية أشهر بسبب ورود العديد من الشكاوى بحقه وبشكل خاص بحق قائده عبد الله الرفاعي، كما أن وجوده بمنطقة هدنة بين الفصائل المقاتلة وقوات النظام أدى لتوقفه عن أداء المهام المنوطة به بشكل كامل”.
ووفق الريس، حاول عناصر لواء الأنفال -وهم جميعا من بلدتي الذيابية والحسينية جنوب دمشق- الخروج من المنطقة وتسوية وضعهم مع النظام السوري منذ حوالي شهر، إلا أن الفصائل المقاتلة بالمنطقة منعتهم مشترطة عليهم عدم إخراج الأسلحة، الأمر الذي لم يقبله قائد اللواء وعناصره.
وأوضح أن الاشتباكات التي وقعت خلال الأيام الماضية بين “جبهة النصرة” و”لواء شام الرسول” إثر مطالبة أهالي بيت سحم وببيلا بانسحاب جبهة النصرة “سمحت لقائد لواء الأنفال وعناصره باستغلال البلبلة الحاصلة والخروج على دفعتين من شارع الثلاثين في مخيم اليرموك باتجاه ثكنة سفيان الثوري التابعة لقوات النظام، مصطحبين معهم بعض الأسلحة المتوسطة والخفيفة”.
وقال مراسل “الهيئة الإعلامية العسكرية” بجنوب دمشق، آدم الشامي، إن هذه العناصر من لواء الأنفال “خرجت من المنطقة على دفعات كان أولها سبعة عناصر خرجوا من حي العسالي مطلع الشهر الحالي عن طريق التظاهر بالإصابة والمرض وادعاء اضطرارهم للخروج، أما الدفعة الثانية والثالثة فخرجتا ليلة السبت الماضي بشكل خفي عبر التسلل من خطوط الجبهة في شارع الثلاثين إلى الطرف المقابل التابع للنظام، مستغلة انشغال جبهة النصرة وبقية الفصائل بالاقتتال الداخلي”.
ويضيف ذلك المراسل للجزيرة نت “عُرف لواء الأنفال وبالأخص قائده عبد الله الرفاعي (أبو مازن) بأعمال السرقة والنهب والتشبيح، كاستخدامه لدبابة اغتنمها من لواء أحفاد الرسول سابقا في ترويع الأهالي إثر مشكلة حصلت بمنطقة الذيابية قبل سقوطها منذ أكثر من عام، إضافة لاعتقال العديد من الناشطين الذين حاولوا فضح تجاوزاته، ومنهم مراسل شبكة شام الإخبارية وأحد أعضاء تنسيقية الذيابي”.
سوريا..مقتل وإصابة العشرات بالغازات السامة بالمزيريب
دبي – قناة العربية
أفادت الهيئة العامة للثورة السورية أن انفجاراً ضخماً وقع الاثنين في مستودع للذخيرة تابع لقوات النظام في حي القدم الدمشقي، كما أفادت الهيئة بمقتل وإصابة عدد من المدنيين بحالات اختناق في بلدة المزيريب جراء براميل تحتوي على غازات سامة.
من جانبها أفادت لجان التنسيق بمقتل 12 عنصراً من قوات الأسد على الطريق العام في منطقة السبع بحرات في حلب، في حين تصدى الثوار لمحاولة قوات الأسد اقتحام حي التضامن جنوب العاصمة، حيث أسفرت الاشتباكات عن مقتل وجرح عدد من قوات الأسد.
وفي العاصمة أيضاً، سقطت عدة قذائف في منطقتي باب توما والقيمرية، ما أوقع جرحى في صفوف المدنيين. أما في ريف دمشق، فقد شنت طائرات النظام عدة غارات على قرية نولة، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى.
كما سيطرت المعارضة السورية على قرية حندرات بعد معارك طاحنة مع قوات النظام والميليشيات الموالية لها فيما تتواصل المواجهات في محيط كتيبة الدفاع الجوي.
اشتباك بين داعش ومقاتلين أجانب حاولوا الفرار
العربية.نت
لقي 9 عناصر من تنظيم داعش مصرعهم بينهم 5 من جنسيات غربية، خلال اشتباكات بين مجموعتين من عناصر التنظيم قرب مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي السبت، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوقو الانسان.
وفي التفاصيل أن 10 عناصر من داعش، أحدهم تونسي الجنسية والبقية من جنسيات غربية، حاولوا الفرار عبر الحدود السورية التركية للعودة إلى بلدانهم، عبر منطقة بريف حلب، وأثناء فرارهم، تمكن عناصر آخرون من التنظيم من اعتقالهم، وأودعوا في سجن عند أطراف مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي.
وبحسب المرصد فإن العناصر العشرة تمكنوا من إقناع شرعي من التنظيم، وهو أحد المسؤولين عن السجن، فتعاطف معهم وسلمهم أسلحة ليتمكنوا من الفرار من السجن.
ودارت اشتباكات بين العناصر الـ 10 الفارين وبين عناصر آخرين من التنظيم قرب مدينة الباب، وأسفرت الاشتباكات عن مصرع 5 من العناصر الذين حاولوا الفرار ومصرع 4 آخرين من عناصر التنظيم الذين حاولوا اعتقالهم واشتبكوا معهم، فيما تم اعتقال العناصر الـ 5 المتبقين ومن المتوقع أن يلقوا مصيراً مشابهاً لمصير أكثر من 120 عنصراً من التنظيم أعدموا في أشهر أكتوبر ونوفمبر وديسمبر من العام 2014، لدى محاولتهم ترك التنظيم والعودة إلى بلدانهم.
وكانت مصادر متقاطعة من عدة مناطق حدودية، قد أبلغت في أواخر نوفمبر من العام الفائت، المرصد السوري لحقوق الإنسان أن التنظيم منع المواطنين من العبور والدخول إلى الأراضي التركية عبر المعابر غير الرسمية، من مناطق سيطرته، إلا بعد مراجعتهم للتنظيم، واستلام وصل منه يسمح لهم بموجبه، الدخول إلى الأراضي التركية، وذلك في خطوة لتشديد الإجراءات على الحدود السورية – التركية، ومنع عناصر التنظيم غير الراغبين بالبقاء في التنظيم من الهروب إلى الأراضي التركية أو العودة إلى بلدانهم.
الائتلاف السوري: إيران تحتل سوريا
دبي – قناة العربية
طغى الوجود الإيراني مع حلفائه في سوريا على كل القوى المقاتلة فيها، ووضع هذه الدولة بمصاف الدول المحتلة والفاشلة، مما استدعى تحركاً من الائتلاف الوطني السوري المعارض لإعلان الوجود الإيراني احتلالاً، أعلن ذلك في بيانٍ له صرّح فيه: أن سوريا بلد محتل.. والاحتلال هذه المرة ليس من قوة انتداب غربية كما حدث في القرن الماضي بل هو احتلال من قبل قوات إيرانية.
فكان الرد أن بدأ الائتلاف السوري تحضير مذكرة ليعرضها على القادة العرب في القمة العربية المقبلة بمصر، للمطالبة بالمساعدة في تخليص سوريا مما سماه الاحتلال الإيراني، بحسب ما نقلت وكالة الأناضول عن بسام الملك، عضو الائتلاف.
واعتبر إيران وبحسب القوانين الدولية قوة احتلال بسبب سيطرتها العسكرية على عدد من المناطق من بينها العاصمة دمشق، إضافة إلى وجود مجموعات مسلحة تساعدها في سيطرتها من لبنان والعراق وأفغانستان.
إلى ذلك بدأ معارضون سوريون باستخدام مصطلح “الاحتلال الإيراني” لوصف الوجود الإيراني في سوريا، وأطلق ناشطون حملة “دمشق لن تكون فارسية”، في إشارة لما وصفوه بأنه سيطرة إيرانية على العاصمة.
فيما تحدثت صحيفة الشرق الأوسط عن تغيير الإيرانيين لنمط وجودهم في بعض مناطق سوريا، حيث نشرت خبراً عن فتح مراكز لتدريب مقاتلين عرب من العراق ودول الخليج واليمن، لينقلوا في وقت لاحق إلى بلدانهم تجربة قتالية عالية .
هذا.. ونقلت وكالة آكي الإيطالية عن مصادر دبلوماسية أوروبية تأكيدها وجود مراكز لتدريب مقاتلين من الحوثيين اليمنيين ميدانياً في جنوب سوريا يُشرف عليها إيرانيون، وقالت إن هؤلاء يخضعون لدورات تدريب عملية ويشاركون في المعارك قبل أن يعودوا إلى التحضير للحرب في اليمن.
داعش يبدأ إعدام المثليين في العراق عبر قطع الرأس بعد “الرمي من الأسطح” و”الرجم” بسوريا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — كثّف تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا بـ”داعش” من حملته القمعية ضد المثليين، فقام أنصاره في العراق بقطع رأس شابين بتهمة الدخول في علاقة مثلية، وذلك بعد موجة من عمليات القتل المماثلة في مناطق نفوذه بسوريا اعتمدت على “الإلقاء من شاهق”.
ونشر التنظيم ما وصفها بـ”الأحكام القضائية” الصادرة عن “المحكمة الشرعية” التابعة له، والتي تقضي بقتل الشابين، إلى جانب ثالث متهم بـ”سب الله” ويُظهر نص الحكم الصادر في “ولاية نينوى” التي تشكل مدينة الموصل عاصمتها، أن الشابين “فعلا فعل قوم لوط مرات كثيرة بإقرارهما.”
ويعتقد أنها المرة الأولى التي ينشر فيها التنظيم صورا لعملية قطع رأس مثليين، إذ أن العقوبات السابقة التي كان ينفذها بحقهم في سوريا كانت تشمل رميهم من أبنية مرتفعة ورجمهم بالحجارة.
يشار إلى أن التنظيم ينشر بشكل دوري تغطيات مصورة لما يصفها بعمليات “تطبيق الحدود الشرعية” وتشمل قطع اليد للسارق ورجم المدانين بعلاقات جنسية غير شرعية وعقوبات أخرى تصفها منظمات حقوق الإنسان بالوحشية.
الاسد بمساعدة حلفائه…يبدو انه باق
من توم بيري وليلى بسام
بيروت 10 (رويترز) – يبدو ان فرص نجاة الرئيس بشار الاسد من الازمة السياسية سالما باتت أكبر من أي وقت مضى منذ بدئها قبل أربع سنوات.
فقد تلاشت الأيام عندما كان ظهوره الاعلامي يعد حدثا إخباريا حيث توجد يوميا الان اخبار عن لقاءاته. ومن ضمن الوفود التي زارته مؤخرا أربعة نواب فرنسيين خالفوا سياسة حكومتهم.
ومما لا شك فيه أن الحرب أضعفته لكنه لا يزال أقوى من المجموعات التي تقاتل من أجل الاطاحة به. ولا تزال هناك دول قوية ترغب برحيله لكنهم لم يظهروا العزيمة التي يظهرها حلفاؤه الذين يستمرون بالوقوف إلى جانبه.
ومع إقتراب الذكرى السنوية الرابعة للازمة فان دعوات خصومه الغربيين التي كانت تدعو بإستمرار إلى رحيله باتت قليلة. وبدلا من ذلك تحول إنتباههم إلى محاربة تنظيم الدولة الاسلامية الذي يعتبر عدوا مشتركا.
وفي حين أن الولايات المتحدة واعداءها العرب يقصفون المسلحين المتشددين في الشمال والشرق شن الاسد وحلفاؤه هجوما كبيرا في منطقة أكثر أهمية لهم وهي منطقة الحدود الجنوبية بالقرب من إسرائيل والاردن.
وفي الوقت نفسه خاض الاسد بثقة عالية حملة من نوع آخر حيث أجرى خمس مقابلات منذ ديسمبر كانون الاول. وكانت ثلاث منها مع وسائل إعلامية مقراتها في الدول الغربية الأكثر معارضة لحكمه وهي فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة.
ولا تبدو أن محاولته تلك ستضع حدا لعزله في دول الغرب وأعدائه العرب. وتقول تقارير الامم المتحدة أن الجيش استخدم العنف بما في ذلك استخدام البراميل المتفجرة.
وكثيرا يصفه المسؤولون الامريكيون بأنه القائد الذي يستخدم الغاز ضد شعبه وهي تهمة تنفيها الحكومة السورية.
ويستبعد المسؤولون الغربيون فكرة إعادة طرح الاسد كشريك في القتال ضد الدولة الاسلامية.وهم يأملون ان تصل ايران وروسيا ابرز حلفاء الاسد الى الخلاصة نفسها في وقت أدى فيه الانخفاض الحاد في سعر النفط إلى زيادة عبء الاقتصاد السوري المدمر.
لكن لا يبدو هناك أي علامة على تحول موقف طهران أو موسكو تجاه قائد اصبح جزءا من الصراع بين المملكة العربية السعودية السنية من جهة والجمهورية الاسلامية الايرانية الشيعية من جهة اخرى والولايات المتحدة وروسيا من طرف آخر.
ويبدو ان التزام إيران تجاه الاسد يتعمق مع إقتراب ذروة المباحثات مع الولايات المتحدة بشأن الاتفاق النووي.
وقال مسؤول رفيع في الشرق الاوسط على اطلاع بالسياسة السورية والايرانية”الايرانيون ما زالوا يعتبرون الاسد الرجل الاول.”
وأضاف المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته لان تقييمه استند الى محادثات خاصة “ان الاسد نقطة الارتكاز في علاقتهم مع سوريا”
الحرب طويلة
ويشكل الدور البارز الذي لعبه حزب الله اللبناني المدعوم من ايران في المعركة بالجنوب أحدث مثال على عزم حلفاء الاسد الوقوف الى جانبه. كما ان المستشارين الايرانيين على أرض المعركة وهذا ما يتماشى مع الوضع في العراق حيث يساعد الايرانيون في الاشراف على العمليات ضد تنظيم الدولة الاسلامية.
وقال المسؤول “النظام سيبقى منشغلا وستبقى الخروقات هنا وهناك.المعركة في سوريا ما زالت طويلة جدا لكن من دون تهديدات وجودية على النظام”
ويقدر الآن عدد القتلى بحوالي 200 ألف شخص إضافة الى تشريد ما يقرب من نصف السكان وفقا لأرقام الأمم المتحدة ووصفها رئيس وكالة الامم المتحدة للاجئين بأنها أسوأ أزمة إنسانية في هذا العصر.
وقد تقلصت سيطرة الدولة لكن لا تزال تدير المناطق الأكثر اكتظاظا بالسكان. وينقسم الباقي بين المسلحين السنة المتشددين ومقاتلين آخرين والأكراد الذين ظهروا كشريك مهم في الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد الدولة الاسلامية.
ومني الجيش السوري والقوات المتحالفة معه بخسائر كبيرة في العام الماضي. وحتى مع القوات الجوية فان الجيش لم يستطع توجيه ضربة قاضية للمسلحين في بعض المعارك المهمة مثل حلب.
وقد صد المسلحون هجوم الجيش الاخير الذي كان يهدف الى تطويق اجزاء يسيطر عليها المقاتلون في حلب. ووفقا للمرصد السوري لحقوق الانسان فان 150 جنديا على الاقل قتلوا من الجيش والقوات المتحالفة معه في هذه العملية.
ولكن لا حلب ولا أجزاء من البلاد التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في الشرق تهم الاسد بقدر أهميته بالممر الارضي الذي يمتد من دمشق الى الشمال عبر مدينتي حمص وحماة ومن ثم غربا الى الساحل.
والمعركة لسحق المسلحين التي تمتد من دمشق الى الجنوب الى الحدود مع الاردن واسرائيل من شأنها القضاء على واحدة من آخر التهديدات الكبيرة لحكم الاسد في حال فوز الجيش وحلفائه.
وفي حال قررت الولايات المتحدة وحلفاؤها العرب زيادة الضغط على الاسد فانها يمكن ان تزيد الدعم العسكري لما تسميه “المعارضة المعتدلة” في الجنوب عبر الاردن.
وبالنسبة للاسد فان استعادة الجنوب تقضي على ذلك الخطر وهو ما من شأنه أيضا ان يحافظ على الحدود مع اسرائيل وهذا هو احد الاعتبارات الكبيرة لكل من دمشق وحزب الله وايران الذين سعوا الى بناء مشروعية شعبية استنادا الى الصراع مع اسرائيل.
وفي دمشق فان المراقبين يرون ان الحملة الجنوبية تشكل بداية هجوم استراتيجي مضاد من شأنه انهاء الحرب بشروط الحكومة.
وقال سليم حرباالباحث والخبير في الشؤون الاستراتيجية والعسكرية السورية “بدأ الآن ما يسمى بالهجوم المعاكس الاستراتيجي على أكثر من اتجاه لتطهير وتحرير كل المناطق التي تتواجد فيها المجموعات الارهابية.”
اضاف ان عملية الجنوب “تعتبر تحولا نوعيا في اطار الحرب”.
وقال محمد كنايسي رئيس تحرير صحيفة البعث التي تديرها الدولة في مقابلة اجريت معه مؤخرا في مكتبه بدمشق “الظروف الموضوعية والتطورات في المنطقة تدعو الى تغيير الموقف الامريكي لكن المشكلة ان امريكا لا تغير بالسرعة المطلوبة لا زالت تلعب على أكثر من حبل”.
وفكرة الانتصار العسكري تتعارض مع الرأي السائد على نطاق واسع بان الحرب يمكن فقط ان تنتهي بتسوية سياسية. فالجهود الدبلوماسية الرامية الى تعزيز مثل هذه النتيجة لم تستطع ان تحقق شيئا منذ انهيار محادثات جنيف للسلام عام 2014.
ويبحث مسؤولون غربيون عن سبل لدعم ما يسمونه “معارضة معتدلة” لتقويتها في أي مفاوضات مستقبلية.
والولايات المتحدة على وشك البدء بتقديم التدريب والعتاد للمسلحين لمحاربة الدولة الاسلامية. ولكن لا يبدو أن حجم وهدف البرنامج سيغير من موازين القوى.
وحتى بعض معارضي الاسد أبدوا مرونة في مسألة توقيت رحيله في المرحلة الانتقالية التي يأملون ان تنهي حكمه. ويبدو ان الاسد يراهن على ان الحملة ضد تنظيم الدولة الاسلامية ستجبر في نهاية المطاف الولايات المتحدة على فتح قنوات إتصال معه خاصة وان القوات العراقية تستعد لاستعادة الموصل.
ويتم ابلاغ الاسد بالضربات الجوية التي يشنها التحالف في سوريا عبر أطراف ثالثة بما فيها العراق.
ولكن هناك إنعدام عميق للثقة حيث يرى معارضو الاسد أنه إستغل موضوع التهديد الذي يمثله تنظيم الدولة الاسلامية لصالحه.
وقال مسؤول غربي “لا مفر من فكرة ان سوريا مع الاسد في سدة الحكم لن تكون موحدة. هو لا يستطيع إعادة توحيد سوريا .ولو تراجعنا فهذا لن يحل المشكلة.”
(إعداد ليلى بسام للنشرة العربية- تحرير أحمد صبحي خليفة)
قوات التحالف تنفذ 12 ضربة جوية في العراق وسوريا
واشنطن (رويترز) – قال الجيش الأمريكي يوم الثلاثاء إن القوات الأمريكية وحلفاءها نفذوا ثماني ضربات جوية ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق خلال أربع وعشرين ساعة كما قادت القوات الأمريكية أربع ضربات جوية في سوريا.
وقال بيان الجيش إن كل الضربات في سوريا وقعت قرب كوباني وقصفت أربع وحدات تكتيكية للدولة الإسلامية ودمرت تسعة مواقع قتالية ومركبة.
وفي العراق نفذت أربع ضربات قرب كركوك ودمرت مواقع قتالية ومباني ومركبات ورشاشا ثقيلا وسيارة ملغومة محتملة كما قصفت وحدات تكتيكية.
وأضاف البيان أن ثلاث ضربات نفذت قرب الفلوجة ودمرت مركبات ووحدات تكتيكية كما شن هجوم قرب الموصل واستهدف مركبة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية.
(إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)
الشبكة السورية لحقوق الإنسان: 19074 امرأة سورية قتلن منذ بداية الاحتجاجات في سوريا
فراس حسن
أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أمس الأحد، بالتزامن مع اليوم العالمي للمرأة تقريرًا عن الانتهاكات التي تعرضت لها المرأة السورية منذ انطلاق الحراك الشعبي ضد نظام الحكم في سوريا في آذار/مارس 2011 من قبل قوات النظام، أو المعارضة، أو الجماعات المتشددة، أو فصائل كردية.
التقرير الذي حمل عنوان “جرف الياسمين” قال إن ما لا يقل عن 18457 امرأة قتلن منذ آذار/مارس 2011 على يد القوات النظامية، عبر عمليات القصف العشوائي بالصواريخ، والمدفعية، والقنابل العنقودية، والغازات السامة، والقنابل البرميلية، والقنص، وصولا إلى عمليات الذبح بالسلاح الأبيض، في “مجازر حملت طابع تطهير طائفي، آخرها كان في شهري كانون الثاني/يناير، وشباط/فبراير 2015 في ريف كل من دمشق وحلب”.
ووثقت الشبكة ـ حسب التقرير ـ 6580 حالة اعتقال تعسفي بحق نساء سوريات منذ بدء الاحتجاجات ضد نظام بشار الأسد التي تحولت على نزاع مسلح، وحسب تقديرات تقرير الشبكة أن هناك ما لا يقل عن 2500 امرأة محتجزات في السجون النظامية الآن، بينهن “ما لا يقل عن 450 حالة في عداد المختفيات قسريًا، تُنكر السلطات السورية احتجازهن لديها، رغم أن روايات الأهالي تؤكد مسؤولية القوات الحكومية عن ذل”ك.
وفي اللاعتداءات ذات الطابع الجنسي، وأشارت الشبكة إلى ارتكاب القوات الحكومية ما لا يقل عن 7500 حادثة عنف جنسي، بينهن 850 حادثة حصلت داخل مراكز الاحتجاز، وبين الضحايا ما لا يقل عن 400 فتاة دون سن الـ 18.
فيما يخص الأطراف الأخرى، وثقت الشبكة مقتل ما لا يقل عن 31 امرأة على يد القوات التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (كردي سوري) منذ آذار/مارس 2011 قُتل أغلبهن عبر عمليات القصف العشوائي، مشيرة إلى أن “قوات حماية الشعب” التابعة للحزب اعتقلت نحو 43 امرأة، و24 طفلة دون سن 18 عامًا في عام 2014 فقط، وبين المعتقلات نساء جندن قسرا حسب التقرير في صفوف “قوات حماية الشعب الكردية”.
وأوضح التقرير أن عمليات القصف العشوائي والاشتباكات، أو الإعدامات التي نفذها تنظيم “داعش” منذ بداية عام 2014 أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 159 امرأة، بينهن أربع نساء قُتِلنَ رجمًا بالحجارة حتى الموت، على خلفية اتهامهن بالزنا، وذلك في كل من دير الزور، والرقة، وريف حماة الشرقي.
وذكرت الشبكة أن التنظيم اعتقل حوالي 520 سيدة منذ بداية عام 2013 بينهن عدد كبير من الناشطات، بالإضافة إلى فرضه “قوانين خاصة تخرق حقوق المرأة في حرية الفكر، والاعتقاد، والخصوصية، واللباس، والتنقل، والعمل والتعليم، وتُميِّز بشكل صارخ بين المرأة والرجل”.
واتهمت الشبكة “جبهة النصرة” بقتل ما لا يقل عن 60 امرأة، عبر عمليات القصف العشوائي أو الإعدام منذ تأسيسها في 24 كانون الثاني/ديسمبر 2012، وحتى صدور التقرير.
وذكر التقرير أن ما لا يقل عن 427 امرأة قتلن على يد فصائل مختلفة تتبع للمعارضة المسلحة، “سقطت معظمهن بالقصف العشوائي الذي تُنفذه فصائل المعارضة على المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية، وبشكل خاص عبر عمليات القصف باستخدام قذائف الهاون”.
وذكر التقرير أن فصائل المعارضة المسلحة اعتقلت ما لا يقل عن 875 امرأة، في مناطق سواء كانت خاضعة لسيطرة القوات الحكومية، أو مناطق تخضع لسيطرة المعارضة، بينهن 235 امرأة تحت سن 18 عامًا.