أحداث الثلاثاء 11 أذار 2014
النظام يستأنف القصف بعد إطلاق الراهبات
لندن، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
استأنفت قوات النظام السوري قصف أحياء في مدينتي حمص ويبرود في القلمون بعد استكمال صفقة إطلاق راهبات معلولا، التي شملت الإفراج عن أربعة أطفال وعشرات المعتقلات من سجون النظام. واتهمت منظمة «العفو الدولية» النظام بارتكاب «جرائم حرب» في مخيم اليرموك، واستخدام «سلاح الجوع» وحصار المدنيين. (للمزيد)
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس عن «قصف القوات النظامية مناطق في حي الوعر في حمص وأماكن في منطقة الحولة ومدينة تلبيسة ومنطقة عنق الهوى في المخرم في ريف حمص»، في وقت اندلعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات «الدفاع الوطني» من جهة ومقاتلي «جند الشام» و»الكتائب الإسلامية المقاتلة» في محيط بلدة الحصن في ريف حمص الغربي.
وفي دمشق، دارت مواجهات بين القوات النظامية مدعمة بقوات «الدفاع الوطني» ومسلحي «حزب الله» اللبناني من جهة ومقاتلي كتائب اسلامية من جهة أخرى في منطقة ريما وأطراف بلدة السحل، وسط تنفيذ الطيران الحربي خمس غارات جوية على مناطق الاشتباكات ومناطق في يبرود ترافق مع قصف القوات النظامية على المنطقة ومداخل المدينة، وفق «المرصد».
وتوقف الطيران عن قصف بعض مناطق يبرود وريف حمص مساء اول من امس، لاستكمال تنفيذ صفقة إطلاق 13 راهبة وثلاث مساعدات لهن من دير مار تقلا في معلولا السورية بعد ثلاثة اشهر على احتجازهن. ووصلن صباح امس الى دمشق بموجب وساطة لبنانية – تركية – قطرية شملت اطلاق 148 معتقلة وأربعة أطفال من سجون النظام.
وأثار حديث إحدى الراهبات في شكل ايجابي عن طريقة تعامل «جبهة النصرة» الكثير من الجدل خصوصاً في أوساط مؤيدين للنظام السوري. وكانت رئيسة الدير الأم بيلاجيا سياف قالت للصحافيين لدى وصولها الى الطرف السوري من الحدود مع لبنان ليل الأحد – الاثنين، ان أياً من المفرج عنهن لم تتعرض الى سوء خلال فترة احتجازهن منذ مطلع كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وأوضحت «جميعنا، الأشخاص الـ 16 الذين كنا هناك، لم نتعرض لأي مساس بنا او سوء. المعاملة كانت جيدة، حسنة والجبهة (النصرة) كانت معاملتها جيدة معنا وكانت توفر لنا كل طلباتنا». وقوبل هذا الكلام بانتقاد من موالين للنظام الى حد ان بعضهم اتهم الراهبة سياف بـ «الخيانة».
ونفى «أبو مالك الكويتي» وهو «أمير جبهة النصرة في القلمون» تسلم التنظيم أموالاً مقابل إطلاق الراهبات. وكتب على الإنترنت انه طلب اطلاق 950 امرأة معتقلة، لكن تم الإفراج عن 152 منهن فقط.
الى ذلك، اتهمت «منظمة العفو الدولية» أمس قوات الأسد باستخدام الجوع كـ «سلاح حرب» ولا سيما في حصارها لمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق. وقالت» في تقرير بعنوان «خنق الحياة في اليرموك: جرائم حرب ضد مدنيين محاصرين»، إن حوالى 200 شخص فارقوا الحياة في المخيم الفلسطيني بسبب نقص الغذاء والدواء، بينهم 128 جوعاً، منذ شدد الجيش النظامي حصاره على المخيم في تموز (يوليو) 2013 مانعاً بذلك إدخال الأغذية والأدوية إلى آلاف المدنيين. وأضاف التقرير أيضاً إن «القوات السورية ترتكب جرائم حرب باستخدامها جوع المدنيين كسلاح حرب»، مشيراً إلى «شهادات لعائلات اضطرت إلى أكل قطط وكلاب، ومدنيين أصيبوا برصاص قناصة بينما كانوا يبحثون عن شيء يأكلونه».
إلى ذلك، قالت جمعية «انقذوا الأطفال» الخيرية أمس إن أطفالاً حديثي الولادة يتجمدون حتى الموت في حضانات المستشفيات ويقطع أطباء الأطراف للحيلولة دون نزيف مرضى حتى الموت بالإضافة إلى ارتفاع حالات شلل الأطفال.
المعارضة السورية: شروط الترشح للرئاسة فُصّلت على مقاس الأسد
دمشق – الاناضول
اعتبرت مصادر في المعارضة السورية ان الشروط التي تضمّنها مشروع الانتخابات العامة الذي يناقشه البرلمان منذ أيام، تقصي غالبية أعضاء المعارضة من الترشح لرئاسة الجمهورية، وفُصلّت لتناسب رئيس النظام بشار الأسد.
وأضافت المصادر أن ما تسّرب من شروط الترشح لرئاسة الجمهورية، في مشروع قانون الانتخابات العامة، تعني “إقصاء غالبية أعضاء المعارضة كون غالبيتهم لا تنطبق عليهم، وبخاصة في ما يتعلق بالإقامة داخل البلاد لمدة عشر سنوات متواصلة عند تقديم طلب الترشيح، وغير محكوم بجناية كون النظام أصدر أحكاماً جائرة على معارضيه وفق محاكمات صورية وأخرى عسكرية”.
ولفتت المصادر إلى أنها ترفض إجراء الانتخابات أصلاً في ظل الأوضاع الجارية في البلاد “حيث نصف الشعب السوري نازحون أو لاجئون في الدول المجاورة، والقصف والحصار لا يتوقف على غالبية المدن والبلدات في مختلف أنحاء البلاد”.
ورأت المصادر أن على الأسد “الرحيل وتسليم السلطة وليس إعداد مشروع انتخابات على مقاسه ليستمر جلوسه على كرسي الحكم”.
وأضافت أن غالبية أطياف المعارضة ترفض الخوض في الانتخابات الرئاسية المقبلة، في مقابل الأسد الذي تنتهي ولايته في تموز (يوليو) المقبل.
الأمم المتحدة: المجاعة تهدد محافظات الرقة ودير الزور
الامم المتحدة – اف ب، رويترز
أصدرت منظمات دولية تحذيراً جديداً حول تردي الأوضاع الإنسانية في سورية، وحذر التقرير الذي نشره برنامج “الأغذية” التابع للأمم المتحدة من خطر المجاعة التي تهدد حياة السكان، لا سيما في المناطق الشمالية الشرقية من سورية، والتي تضم محافظات الرقة ودير الزور والحسكة.
وأشار التقرير إلى أن القتال والقيود المفروضة من نظام الأسد ما زالت تعرقل إيصال المساعدات في 12 محافظة من محافظات سورية، والبالغ عددها 14 محافظة، ولا سيما في المحافظات الثلاث شمال شرقي البلاد.
وأكد التقرير ان الامم المتحدة، وعلى رغم عدم إمكان الحصول على أعداد مؤكدة للوفيات بسبب الجوع، فإن هناك مؤشرات على نطاق واسع تبعث على القلق في ما يتعلق بالتغذية.
وأضافت المنظمة الدولية إنها لم تتمكن في شباط (فبراير) الماضي من الوصول إلى نصف مليون شخص كانوا في حاجة إلى مساعدات غذائية، مؤكدة أن الأوضاع الإنسانية في دير الزور “تتدهور بسرعة” وسط نقص في المواد الغذائية وارتفاع الأسعار في الأسواق، ما يجعل أكثر من 550 ألف شخص “عرضة لخطر انعدام الأمن الغذائي”.
لكن البرنامج أكد انه استطاع للمرة الأولى منذ أشهر توصيل مساعدات غذائية إلى أكثر من سبعين ألف شخص في مناطق كان يتعذر الوصول إليها، وهي إدلب ودرعا ودير الزور وريف دمشق، كما استطاع البرنامج خلال الأيام القليلة الماضية توصيل المساعدات الغذائية إلى 20 ألف شخص في الحولة في ريف حمص للمرة الأولى منذ أيار (مايو) الماضي.
ووصلت شاحنات تحمل حصصاً غذائية تكفي 20 ألف شخص إلى محافظة الرقة للمرة الأولى منذ ستة أشهر، وسلم البرنامج مواد غذائية إلى 17500 شخص في مخيمات النازحين في منطقة حارم، شمال إدلب.
صفقة راهبات معلولا تتضمن إطلاق النظام 148 معتقلة و4 أطفال
لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب
وصلت الى دمشق أمس 13 راهبة وثلاث مساعدات لهن من دير مار تقلا في معلولا السورية، بعد اطلاقهن بموجب وساطة لبنانية – تركية – قطرية شملت اطلاق 148 معتقلة وأربعة أطفال، في سجون نظام الرئيس بشار الاسد.
وأثار حديث إحدى الراهبات، اللواتي حررن بعد ثلاثة اشهر من الخطف، في شكل ايجابي عن طريقة تعامل «جبهة النصرة» الكثير من الجدل خصوصاً في اوساط مؤيدين للنظام السوري.
وبث ناشطون معارضون صباح الاثنين شريطاً مصوراً أظهر نقل راهبات دير مار تقلا، وهن لبنانيات وسوريات، من مكان احتجازهن الى جرود بلدة عرسال الحدودية في شرق لبنان، حيث تسلمهن الامن العام اللبناني. ووصلت الراهبات بعد منتصف الليل الى معبر جديدة يابوس الحدودي مع لبنان حيث أقيم لهن حفل استقبال قصير في صالون الشرف، وبدا عليهن الارهاق. وقال مراسل وكالة «فرانس برس» ان إحداهن لم تستطع السير ما استدعى حملها لانزالها من السيارة. وكانت «النصرة» بثت فيديو، اظهر قيام احد قادتها في القلمون بحمل هذه الراهبة الى السيارة.
ودخلت الراهبات وسط جمع من الصحافيين والرسميين والمدير العام للامن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم. وصافحن مستقبلينهن، وبدت الابتسامة على وجوههن، وارتدين اللباس الديني القاتم اللون، وعلقن صلباناً حول أعناقهن.
وقالت رئيسة الدير الأم بيلاجيا سياف للصحافيين: «نشكر الله تعالى الذي يسر الامور وسيدنا (بطريرك الروم الارثوذكس لانطاكيا وسائر المشرق) يوحنا العاشر والاسد وتواصله مع أمير قطر (الشيخ تميم بن حمد آل ثاني) ومساعدتهما لنا. نشكرهما فوق الحدود». وشكرت «الوسيط الكبير (…) اللواء عباس ابراهيم» الذي قاد المفاوضات مع مدير الاستخبارات القطري غانم الكبيسي الذي زار بيروت الاحد.
واكدت الراهبة ان اياً من المفرج عنهن لم تتعرض لسوء خلال فترة احتجازهن منذ مطلع كانون الاول (ديسمبر) الماضي. وقالت: «جميعنا، الاشخاص الـ 16 الذين كنا هناك، لم نتعرض لأي مساس بنا او سوء». واضافت: «المعاملة كانت جيدة، حسنة، حتى ان شخصاً يدعى جورج حسواني (أحد وجهاء يبرود) وضع في تصرفنا كل البناية» التي احتجزن فيها في يبرود، ابرز معاقل المعارضة في القلمون قرب الحدود اللبنانية.
وقالت مصادر ان حسواني، أحد رجال الاعمال المقربين لنظام الاسد ولديه استثمارات في مجال النفط والغاز ضمن التعاون السوري – الروسي.
وتقع معلولا على بعد 55 كيلومتراً شمال دمشق، وهي بلدة غالبية سكانها من المسيحيين معروفة بآثارها ومقدساتها وخصوصاً دير مار تقلا، ويتقن سكانها الارامية لغة المسيح.
ودخلها مقاتلون في ايلول (سبتمبر) الماضي قبل ان تستعيدها القوات النظامية، الا انهم سيطروا عليها مجدداً في كانون الاول الماضي.
وكان مصدر مقرب من ملف التفاوض افاد ان الراهبات كن محتجزات لدى مجموعة من «جبهة النصرة» يقودها شخص معروف باسم «أبو مالك الكويتي».
وقالت الأم سياف ان «الجبهة كانت معاملتها جيدة معنا (…) كانت توفر لنا كل طلباتنا». واضافت رداً على سؤال عن سبب عدم وضعهن الصلبان اثناء الاحتجاز، ان الخاطفين لم يطلبوا ذلك، بل ان الراهبات فضلن عدم وضعه لأنه رأين ان وضعه لم يكن مناسباً نظراً لظروف الاحتجاز.
وأكد اللواء ابراهيم ان ما جرى «عملية متكاملة»، مشيراً الى وجود «موقوفات وسجينات تم اطلاق سراحهن»، وان «العدد اكثر من 150». وشدد على انه «لم يتم دفع أي بدل مادي».
وكانت عملية الافراج تأخرت ساعات طويلة. وقال ابراهيم ان «الخاطفين حاولوا في اللحظة الاخيرة التغيير وتحقيق مكتسبات اكبر، لكننا قلنا لهم اننا ننفذ ما اتفقنا عليه، وإلا نوقف العملية».
ووصلت الراهبات الى جرود بلدة عرسال المقابلة لمدينة يبرود التي تشن القوات السورية منذ اسابيع حملة لتطويقها، بدعم من «حزب الله» اللبناني. وتسلم الامن العام اللبناني الراهبات في المنطقة الجردية، ونقلهن الى الاراضي اللبنانية، ومنها الى جديدة يابوس عبر نقطة المصنع الحدودية.
واظهر شريط بثه ناشطون على موقع «يوتيوب» عملية التبادل. وبدت الراهبات يغادرن منزلا في منطقة غير محددة. وقالت راهبة للمصور: «هذا الشهر الرابع. لا ناقة لنا ولا جمل… معليش (لا بأس)، لا شيء يضيع عند الله».
وسمع احد المقاتلين يقول لها «اذكرونا بالخير»، في حين بدا مسلح آخر ملثم يحمل راهبة غير قادرة على المشي، قبل ان يضعها في سيارة رباعية الدفع، وهي تقول له «الله يقويك (يمنحك القوة)».
وصعدت الراهبات في سيارات رباعية الدفع يقودها ملثمون، رفع احدهم علم «جبهة النصرة». واظهرت اللقطات السيارات وهي تعبر منطقة جردية وسط ظلام دامس، قبل الوصول الى نقطة الالتقاء تحت المطر الغزير.
وسلم عناصر الامن العام المقاتلين سيدة وثلاثة أطفال، قبل ان يتسلموا الراهبات. وسمع المقاتلون يهتفون «الله اكبر» بعد التسليم والتسلم.
واوضح «المرصد السوري لحقوق الانسان» انه تم اولاً الافراج عن هذه المرأة واولادها وتسليمهم الى المقاتلين كـ «عربون حسن نية»، مشيراً الى وجود «149 معتقلة اخرى في عهدة الامن العام اللبناني بعدما اطلق سراحهن من السجون السورية بموجب الصفقة». واشار الى ان بنود الصفقة تقضي بتسليم السجينات المفرج عنهن بعد الافراج عن الراهبات.
وبعد ظهور شهادات الراهبات عن الخاطفين على الهواء مباشرة، سارع مؤيدو النظام لانتقادهن. واتهم بعضهم احدى الراهبات بـ «الخيانة».
إلى ذلك، نفى «أبو مالك الكويتي» وهو» أمير جبهة النصرة في القلمون» تسلم التنظيم اموالاً مقابل اطلاق الراهبات. وكتب على الانترنت انه تم تقديم طلب بإسم 950 امرأة معتقلة لكن تم الإفراج عن 152 منهن فقط. وعلم ان «ابو عزام السوري» الذي حمل الراهبة المريضة، كان احد الوسطاء بين «النصرة» والجانب اللبناني.
دمشق نَفَت أيّ اتصال مع قطر وقانون جديد للانتخابات الرئاسية
(“النهار”، و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)
واصل الجيش السوري قصفه لمدينة يبرود في منطقة القلمون بريف دمشق الغربي قرب الحدود مع لبنان، فيما اعلنت دمشق انها اطلقت 26 شخصاً فقط في مقابل اطلاق الراهبات المحتجزات لدى “جبهة النصرة” الموالية لـ”القاعدة” الاحد ونفت اجراء اي اتصالات مع قطر من اجل انجاز صفقة التبادل.
وكثف سلاح الجو السوري غاراته على يبرود. وقال الجيش إنه يحرز تقدما نحو المدينة، وقت أظهرت صور بثها ناشطون على الإنترنت تمركز مقاتلي المعارضة على جبال دنحا، في محاولة لمنع القوات النظامية من التقدم في اتجاه يبرود.
وأوردت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” أنه “تم تدمير أوكار بما فيها من أسلحة وذخيرة في محيط يبرود ومداخلها من الجهتين الشمالية والشرقية وإيقاع إصابات مباشرة بين الإرهابيين ومن القتلى وائل بيطار ومحمد الهوى”.
وغداة اطلاق “جبهة النصرة” 13 راهبة وثلاث مدرسات خطفن من دير في معلولا قبل ثلاثة اشهر، أكد وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أن “لا إتصالات سورية- قطرية في خصوص إطلاق راهبات دير مار تقلا في معلولا”، مشيراً الى ان “الحديث عن اتصالات قطرية مباشرة او غير مباشرة غير صحيح وكله محض خيال”.
وصرّح لـ”الإخبارية” السورية بأن 26 شخصاً فقط خرجوا من السجن في عملية فك أسر راهبات معلولا، وان “كل ما يقال عن اعداد اخرى ليس صحيحا”. وشدد على ان “كل من خرج لم تتلطخ يداه بالدماء بل فقط كان لهم علاقة بالاحداث الجارية”.
وأفاد ناشطون ان السلطات أفرجت عن 15 من الناشطات كن محتجزات بسبب اتهامات تتعلق بالإرهاب في سجن عدرا على مشارف دمشق.
وقال المحامي الحقوقي البارز في دمشق أنور البني إن إحدى السجينات كانت تنفّذ عقوبة بالسجن 20 سنة. وأضاف: “نسمع عن مبادلة تجري. تأكدنا أن 15 امرأة أطلقن حتى الآن لأنهن كن محتجزات في سجن رسمي. ولم يتضح حتى الآن ماذا حدث للبقية”.
وتحدث ناشطون عن أكثر من 100 امرأة أخرى محتجزات في مقار للشرطة السرية والمخابرات وبعضهن مع أطفالهن لا يزلن ينتظرن الإفراج عنهن.
وقال وزير الخارجية القطري خالد العطية إن المبادلة تشمل الإفراج عن 153 سجينة سورية من السجون الحكومية.
على صعيد آخر، أعلن تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام “(داعش) مقتل أحد قيادييه العسكريين أبو صهيب الليبي في مدينة الرقة بوسط سوريا ليصل الى اربعة عدد من قتل من قيادييه خلال أقل من 24 ساعة.
وقتل الصحافي الكندي علي مصطفى في غارة جوية على أحد أحياء مدينة حلب في شمال سوريا، استناداً الى ناشطين في المدينة.
قانون جديد للانتخابات
في غضون ذلك، عقد مجلس الشعب السوري جلسة ناقش خلالها مشروع قانون للانتخابات الرئاسية يستبعد عمليا اي مرشح للمعارضة.
وأوضحت “سانا” ان مشروع القانون “يهدف الى مواكبة المتغيرات واجراء بعض التعديلات على مواده للتوافق مع الدستور الجديد وتطوير العملية الانتخابية والاشراف القضائي عليها”. وينهي الرئيس السوري بشار الاسد ولايته الثانية في حزيران 2014.
ونشرت صحيفة “الوطن” السورية القريبة من السلطات ان المرشح لرئاسة الجمهورية بموجب مشروع القانون الجديد يجب ان يكون سكن سوريا خلال السنين العشر الأخيرة، ولا بد من ان يحصل على دعم 35 نائبا على الاقل من النواب الـ 250 الذين يضمهم مجلس الشعب. ويجعل هذان الشرطان من المستحيل على اي مرشح من معارضة الخارج الترشح، كما ان ترشح اي من معارضي الداخل يصير صعبا للغاية في هذه الحال. وقالت الصحيفة ان القانون الجديد سيكون مطابقاً للدستور الجديد الذي اقر في شباط 2012.
واذا كانت المادة 88 من الدستور تقضي بعدم امكان انتخاب الرئيس لأكثر من ولايتين، فان المادة 155 تنص على ان هذا الاجراء لن يطبق الا ابتداء من الانتخابات الرئاسية المقبلة اي انه سيحق للرئيس الاسد نظرياً تولي الرئاسة لولايتين اضافيتين مدتهما 14 سنة اخرى.
الابرهيمي في نيويورك
والى نيويورك، وصل الممثل الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي في زيارة يطلع خلالها أعضاء مجلس الأمن على الجهود التي بذلت حتى الآن في إطار مؤتمر جنيف الثاني. بيد أنه تجاهل طلباً قدمته دول عربية لتقديم إحاطة الى الجمعية العمومية للمنظمة الدولية.
وجاء الابرهيمي الى نيويورك في عطلة نهاية الأسبوع الماضي لعقد اجتماعات أبرزها مع الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي – مون، ولتقديم احاطة الى مجلس الأمن بعد غد الخميس. وطلبت دول عربية مثل السعودية والإمارات العربية المتحدة أن يقدم الابرهيمي احاطة مماثلة الى الجمعية العمومية. لكن هذا “لا يزال مستبعداً”. وأمل ديبلوماسي دولي أن تكون التقارير عن احتمال تقديم الابرهيمي استقالته “مجرد تكتيك منه للضغط على أطراف النزاع”.
دمشق تحتفي بحرية الراهبات
اليازجي: نتوق لأمان عرفناه في سوريا
نعمت راهبات معلولا المحررات بأول يوم من الحرية، بعد حوالي 3 أشهر من الأسر لدى عناصر «جبهة النصرة» في يبرود. وقضت المحررات هذا اليوم باستقبال المهنئين والصلاة من أجل أن يعود الأمن والسلام إلى سوريا، فيما اغتنم بطريرك إنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر اليازجي المناسبة للتشديد على صورة «سوريا التي نعرف، هي التي تتشابك فيها مآذن المساجد وأجراس الكنائس مرضاة لساكن السماء»، مضيفا أن «من حقنا في سوريا أن نتوق لأمان عرفناه».
في هذا الوقت، كانت معركة إعلامية تندلع بين «جبهة النصرة» والسلطات السورية. ففيما احتفت «النصرة» بما يمكن أن تعتبره دليلا على عدم غلوّها في مقابل مجموعات متشددة أخرى، سارع وزير الإعلام السوري عمران الزعبي إلى التأكيد أن الصفقة تشمل الإفراج عن 25 شخصاً فقط، رافضاً الاشارة الى وجود وساطة قطرية مباشرة أو غير مباشرة مع دمشق.
ووسط إجراءات أمنية مشددة حول مقر إقامة الراهبات قرب كنيسة الصليب المقدس في حي القصاع في دمشق، حيث أقيم القداس الحاشد، أعربت الحاجة مريم، وهي راهبة لبنانية محررة، في حديث لـ«السفير»، عن أملها أن تنسحب المبادرة التي أفضت إلى خروجهن إلى باقي المناطق القلمونية التي تتمنى لها عودة السلام والمحبة.
وقدمت الراهبة اغاس الشكر إلى أهالي يبرود ومن عمل على حمايتهن، وكذلك إلى الجيش السوري، آملة العودة بأقرب وقت إلى معلولا التي تركتها في حضرة القصف والدمار، ومتفائلة بعودة قريبة إلى منطقة لم تعرف سوى المحبة والهدوء. (تفاصيل صفحة 13)
وقال اليازجي، في كلمة تلاها الوكيل البطريركي أفرام معلولي خلال قداس احتفالي لمناسبة تحرير الراهبات، «الشكر لسوريا، قيادة وشعباً وجيشاً، والتي رسمت وترسم اليوم، في يوم تحرير أخواتنا، صورة صادقة عن عيش واحد، ووحدة حال تنبذ كل عنف وإرهاب وتكفير وخطف. سوريا التي نعرف، هي التي تتشابك فيها مآذن المساجد وأجراس الكنائس مرضاة لساكن السماء».
وأضاف «الشكر أيضاً للبنان ولأجهزته الأمنية للدور الذي لعبوه في تفعيل جهود الوساطة. والشكر أيضاً لكل ذوي النيات الحسنة الذين تعبوا كي تعود أخواتنا إلى الأحضان الكنسية».
وتابع اليازجي «أما لأخوينا المطرانين يوحنا (إبراهيم) وبولس (اليازجي)، وللكهنة ولسائر المخطوفين فنقول إن كنيسة الصليب المقدس في دمشق، كما رعيّتكما في حلب، تتوقان لوطء أقدامكما. وقلوبنا ومسامعنا تاقت وتتوق لملاقاتكم في عرس وطني كالذي نعيشه اليوم. صلاتنا اليوم أن نراكم بيننا. ودعوتنا نقولها للعالم أجمع، أوقفوا المأساة في سوريا. كفى اقتتالاً وخطفاً ومتاجرة بإنسان هذه الديار. لقد سئمنا لغة التنديد والشجب من الآخرين تجاه ما يجري في بلادنا، فمن حقنا في سوريا أن نتوق لأمان عرفناه».
وبثت «جبهة النصرة» شريط فيديو لعملية الإفراج عن الراهبات، ظهرت فيه رئيسة دير مار تقلا بيلاجيا سياف تدعو فيه الله إلى حماية عناصر الجبهة. وقد ظهر في الشريط نائب قائد «النصرة» في القلمون أبو عزام الكويتي، وهو ملثم بينما يحمل إحدى الراهبات بين يديه بسبب عدم قدرتها على السير نظراً إلى كبر سنها، وذلك لوضعها في السيارة المخصصة لنقل الراهبات. ولم تكن قيادة «جبهة النصرة» تريد أكثر مما حصلت عليه من خلال تصوير مقطع الفيديو هذا، فهو سيشكل إثباتاً على حسن معاملتها للراهبات، وبالتالي دليلاً على عدم غلوّها.
ولم يتضح عدد السجينات اللائي أطلق سراحهن. وقال نشطاء إن 15 امرأة على الأقل أفرج عنهن من سجن عدرا شمالي دمشق وهو عدد لا يمثل سوى جزء بسيط من 153 امرأة كان بعض المسؤولين قد أعلنوا أن اتفاق المبادلة سيشملهن.
وقال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، في مقابلة مع التلفزيون، إن «العدد الحقيقي للذين أطلق سراحهم مقابل الإفراج عن راهبات دير مار تقلا في معلولا، واللواتي كانت العصابات الإرهابية التكفيرية المسلحة قد اختطفتهن من الدير، هو 25 شخصاً ممن لم تتلطخ أيديهم بدماء الشعب السوري»، مشدداً على أن «كل ما يقال خلاف ذلك غير صحيح وهو من قبيل التكهنات والمبالغات».
وأضاف ان «عملية تحرير الراهبات جرت من دون أي اتصالات سورية – قطرية مباشرة أو غير مباشرة على الإطلاق، بل كانت الجهات الأمنية اللبنانية، التي مثّلها المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم، على اتصال مع الأجهزة المختصة في سوريا».
ونقلت وكالة الأنباء القطرية (قنا) عن وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية ان «الوساطة القطرية نجحت في إطلاق سراح 13 راهبة أرثوذكسية تم اختطافهن من دير مار تقلا في مدينة معلولا بسوريا، كما شهدت العملية إطلاق سراح أكثر من 153 معتقلة سورية من سجون النظام السوري».
وأضاف «بتوجيهات من الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قامت الأجهزة المعنية في الدولة بجهود حثيثة منذ كانون الأول الماضي للتوسط من أجل إطلاق سراح راهبات معلولا، إيماناً من الأمير بمبادئ الإنسانية وحرصه على حياة الأفراد وحقهم في الحرية والكرامة».
ورحبت واشنطن بالإفراج عن الراهبات. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جين بيساكي «نحن مرتاحون للتقارير التي تشير إلى الإفراج عن الراهبات. ندعو إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين جوراً في سوريا».
(«السفير»، «سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز)
معارك ضارية بين «النصرة» و«داعش»
الجيش يضغط على يبرود والحصن
واصلت القوات السورية، أمس، ضغطها على يبرود في القلمون وبلدة الحصن في ريف حمص، عبر شن هجمات على مناطق محيطة بهما، فيما اندلعت اشتباكات ضارية بين «جبهة النصرة» وكتائب إسلامية من جهة وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) من جهة أخرى في بلدة مركدة في الريف الجنوبي للحسكة.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن «وحدات من جيشنا ألحقت خسائر في صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة، ودمرت لها آليات وأوكارا فيها كميات من الأسلحة والذخيرة خلال سلسلة عمليات نوعية نفذتها في محيط يبرود ومداخلها من الجهتين الشمالية والشرقية وإيقاع إصابات مباشرة بين الإرهابيين».
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيانات، «تدور اشتباكات عنيفة بين القوات السورية، مدعمة بعناصر من الدفاع الوطني، من جهة، ومقاتلي جند الشام والكتائب الإسلامية في محيط بلدة الحصن بريف حمص الغربي»، فيما قال مصدر في محافظة حمص لوكالة «سانا» إن «19 مسلحا في حمص القديمة سلموا أنفسهم وأسلحتهم للجهات المختصة».
وأضاف «المرصد» «أسفرت الاشتباكات الضارية بين مقاتلي الكتائب الإسلامية وجبهة النصرة من جهة وداعش من جهة أخرى في منطقة مركدة بالريف الجنوبي لمدينة الحسكة، عن مقتل مسلح من الدولة الإسلامية وعدة مقاتلين من النصرة والكتائب الإسلامية». وتابع «دارت اشتباكات عنيفة بين وحدات حماية الشعب الكردي ومقاتلي كتائب محلية إثر هجوم الكتائب على مراكز وحدات حماية الشعب الكردي في قريتي الفويضة ورقبة ومحيطها في ريف مدينة تل تمر في الحسكة».
وذكرت الوكالة السورية «دمرت وحدات من الجيش أوكارا للمجموعات الإرهابية وآليات مزودة برشاشات ثقيلة ومدافع في مورك بريف حماه، وقضت على عشرات الإرهابيين وأصابت آخرين»، مشيرة إلى «تدمير تجمعات للمجموعات الإرهابية في درعا البلد ومدينة الحراك بريف درعا».
(«سانا»، «المرصد»)
رفع جهوزية ‘حزب الله’ في الضاحية بعد وصول 56 جثة من يبرود وصحافية ترثي أخاها ‘أعذرني لأنني لم أزفك شهيداً كما يفعل الجميع′
سعد الياس
بيروت ـ ‘القدس العربي’ من : لوحظ رفع مستوى الجهوزية لدى عناصر ‘حزب الله’ في الضاحية بشكل مضاعف في اليومين الماضيين وشوهد العناصر يرتدون خـــوذات وسترات مضادّة للرصاص، بينما توسّع نطاق الأمكـــنة التي يحظّر فيها ركن السيارات.
وكانت قناة ‘العربية’ تحدثت عن وصول 56 جثة لعناصر من حزب الله الى لبنان بعدما سقطوا في معارك يبرود في سوريا. ونقلت مواقع التواصل الإجتماعي ‘أن كتابات ظهرت على جـــــدران في الضـــاحية الجنوبية تندد بالقتال في ســــوريا وتطالب بعودة الشباب الى أهاليهم’.
وكانت الصحافية في جريدة ‘النهار’ فاطمة عبدالله التي سقط لها أخ في معارك سوريا قد كتبت عنه في الجريدة تحت عنوان ‘الى أخي الذي مات في سوريا’ ما يلي ‘لم أكن أعرفُ أنّ الموت حقيرٌ ونذلٌ الى حدّ الانهيار قبل رحيلكَ. عرفته قطّاع قلوب، خطّاف ابتسامات، لكنني لم أعهده مُحطِّماً يُكبِّرُ الألم، ويدسّ الملحَ في الجرح، ويجعلُ الوقتَ وحشاً، قبل أن أراكَ جثة. أخبرتكَ أنني إذا دنت لحظةُ موتكَ سأقعُ أرضاً ولن يقوى أحباؤكَ على جعلي مُتزنة. إنني يا أخي هشّة وعاجزة، تخذلني دموعي كلّما احتجتها. يخذلني الكون من حولي لأنكَ ترحل. أتُدركُ معنى أنْ ترحل؟ أنْ تُخلِّف وراءك أماً عجوزاً وأباً تائهاً وأختاً تتصنّع القوة فيما هي تتفتت، وأخوةً يُعزّون أنفسهم بأنّك الآن في الجنّة؟ أما أنا، فمنذ رحيلك مُدمَّرة. مذهولة. خَرِس لساني.ظلّت الصور في رأسي مشوّشة. أشهرٌ مضت وأنت فيّ جثّةً كلّ ليلة. لم أتخيّلكَ إلا ميتاً. ولكن إنْ جاء موتكَ اشتدّت القسوة. موتكَ يستولي على النفس فيُضيّق عليها، ويجعل اللحظة كابوساً أبدياً. اعذرني إن عجزتُ الآن عن وصفه. أو ملامسته. أو الصراخ في وجهه.اعذرني لأنني لم أزفّك شهيداً كما الجميع يفعل. اعذرني لأني يا أخي لا أقرأ الفاتحة. وأعبس في وجه كل مَن يصوّرك مُرتاحاً بموتك. ثم أنهارُ وأنهارُ وأريدُ ألا أنهض’.
وأضافت ‘ لن أحدّثك الآن عن موقفي من خوضكَ الحرب لظنٍّ أنكَ تعرفه أو تشكّ به. أترككَ حراً في اختيار المصير المُناسب. لكني سأخبركَ عن أمنا كيف تتحطّم وكيف يتمزّق الفؤاد. أحبّكَ من دون مقابل، ومن دون أن يكون لكلينا أي نظرة مُشتركة. سامحني إذ لم أكن أقلّد سلوك الجميع في التبرّك منكَ وتهنئتكَ. سامحني لأني لا أحملُ تطلعات الأخت التي تتمنى.
ذنبي تجاهكَ يقتلني، فأزدادُ حاجةً لأن أخرس. لا أملكُ إلا أن أكتبَ اليكَ كلاماً لا يعنيكَ ولن تقرأه البتة. أخشى أنكَ تراقبني فتُدركَ بأني لستُ كالجميع أحبّكَ. قلْ أنّكَ تفعل وسأتوقّفُ عن البوح وأصمتُ الى الأبد. أقبّلُ وجهكَ المُحطَّم وقدميك اللتين اختارتا طريقهما. أقبّلُ روحكَ التي توجِعُ روحي وحذاءكَ الذي تركوه لنا وكل صوركَ’.
النظام السوري: 25 شخصاً فقط أطلق سراحهم مقابل راهبات معلولا
علاء وليد- الأناضول: قال عمران الزعبي وزير إعلام النظام السوري، إن العدد الحقيقي للذين أطلق سراحهم مقابل الإفراج عن راهبات “دير مارتقلا” في معلولا، هو 25 شخصاً فقط، مشيراً إلى أن كل ما يقال خلاف ذلك “غير صحيح وهو من قبيل التكهنات والمبالغات”.
ونقلت وكالة أنباء النظام (سانا) الثلاثاء، عن الزعبي قوله إن العدد الحقيقي للذين أطلق سراحهم مقابل الإفراج عن راهبات “دير مارتقلا” في مدينة معلولا بريف دمشق، اللواتي كانت “العصابات الإرهابية التكفيرية المسلحة” قد اختطفتهن من الدير هو 25 شخصاً ممن لم تتلطخ أيديهم بدماء الشعب السوري، دون أن يقدم معلومات عن هوية المفرج عنهم.
وشدد الزعبي على أن كل ما يقال خلاف ذلك “غير صحيح وهو من قبيل التكهنات والمبالغات”.
وأشار إلى أن عملية تحرير الراهبات جرت من دون أي اتصالات سورية قطرية مباشرة أو غير مباشرة على الإطلاق، بل كانت الجهات الأمنية اللبنانية، والتي مثلها اللواء عباس ابراهيم المدير العام للأمن العام اللبناني على اتصال مع الأجهزة المختصة في سوري.
ونفى كل حديث عن اتصالات سورية قطرية مباشرة أو غير مباشرة، واعتبره محاولة لـ”ترويج بعض الأفكار وتسميم الأجواء وتحريض الرأي العام”.
وكانت مصادر في المعارضة السورية، قالت إن النظام أطلق الاثنين، سراح أكثر من 150 معتقلة في سجونه، مقابل إطلاق قوات المعارضة سراح “راهبات معلولا” الثلاثة عشر وثلاث مرافقات لهن، وذلك بوساطة قطرية، وهو ما أكدته الراهبات في تصريحات أطلقنها عقب إطلاق سراحهن.
واحتجزت راهبات “دير مارتقلا” ببلدة معلولا الأثرية المسيحية بمنطقة القلمون جنوبي سوريا، مطلع ديسمبر/ كانون الأول، بعد سيطرة جبهة النصرة وفصائل إسلامية أخرى على البلدة من قوات النظام.
ونفت مصادر في المعارضة السورية أن تكون الراهبات “مختطفات” وإنما هنّ في “ضيافة” قوات المعارضة التي أجلتهن عن “دير مارتقلا” خوفاً على حياتهن من قصف قوات النظام على معلولا، وهو ما أكدته الراهبات في تسجيل مصور لهن بثته فضائية (الجزيرة) القطرية بعد أيام من احتجازهن.
اليونيسف: سوريا من “أخطر الأماكن على الأرض” بالنسبة للأطفال
الامم المتحدة- (رويترز): قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إن عدد الاطفال الذين أثرت عليهم الحرب الأهلية في سوريا زاد أكثر من المثلين خلال العام الاخير مع تقطع السبل بمئات الالاف من السوريين الصغار في المناطق المحاصرة.
وذكر تقرير اليونيسف إنه”بعد ثلاث سنوات من الصراع والاضطرابات فإن سوريا تعد الان أحد أخطر المناطق في العالم بالنسبة للاطفال.
“وفقد آلاف الاطفال حياتهم وأطرافهم إلى جانب كل أوجه طفولتهم بالفعل… لقد فقدوا فصولهم الدراسية ومدرسيهم وأشقاءهم وشقيقاتهم وأصدقاءهم ومن يقدمون لهم الرعاية ومنازلهم واستقرارهم.. وبدلا من التعلم واللعب اضطر كثيرون منهم للذهاب للعمل أو يجري تجنيدهم للقتال”.
وقالت اليونيسف إن معدل الضحايا من الاطفال كان أعلى معدل سجل في أي صراع وقع في المنطقة في الاونة الاخيرة. وأشار التقرير إلى احصاءات الامم المتحدة بأن ما لا يقل عن عشرة الاف طفل قتلوا في الحرب السورية ولكنها أشارت إلى أن العدد الحقيقي ربما أعلى من ذلك.
وكان المرصد السوري لحقوق الانسان قد قال إن أكثر من 136 ألفا قتلوا منذ تفجر الاضطرابات احتجاجا على حكم الرئيس السوري بشار الاسد في مارس أذار 2011.
وقالت اليونيسف إن “الاخطار بالنسبة للاطفال تتعدى الموت والاصابة.. تم تجنيد أطفال صغار في سن 12 عاما لدعم القتال بعضهم في معارك فعلية وآخرون للعمل كمرشدين أو حراس أو مهربي سلاح”.
وقال تقرير اليونيسف إن مليوني طفل بحاجة لشكل ما من الدعم أو العلاج النفسي في حين إن الصراع أثر على 5.5 مليون طفل في المجمل بعضهم داخل سوريا وآخرون يعيشون في الخارج كلاجئين.
ويزيد هذا مرتين عن عدد الاطفال الذين أثر عليهم الصراع في مارس أذار 2013 عندما قدرت اليونيسف أن الحرب أثرت على 2.3 مليون طفل سوري.
وارتفع عدد الاطفال النازحين داخل سوريا إلى نحو ثلاثة ملايين بعد أن كان 920 ألفا قبل عام. وقالت اليونيسف إن عدد الاطفال اللاجئين ارتفع إلى 1.2 مليون من 260 ألفا منذ العام الماضي منهم 425 ألفا تقل أعمارهم عن خمس سنوات.
وقال التقرير إن “التراجع في حصول الاطفال السوريين على التعليم مذهل.
“اليوم نحو ثلاثة ملايين طفل في سوريا والدول المجاورة غير قادرين على الذهاب للمدارس بشكل منتظم. وهذا يمثل نحو نصف عدد من هم في سن الدراسة في سوريا”.
وقالت اليونيسف إنه يوجد 323 ألف طفل تحت سن الخامسة في المناطق المحاصرة أو المناطق التي يصعب على موظفي الاغاثة الانسانية الوصول إليها.
ويأتي تقرير اليونيسف بعد أن نشرت جمعية (إنقذوا الاطفال) الخيرية تقييما لنظام الرعاية الصحية المنهار في سوريا.
وقال تقرير اليونيسف إن الاطفال السوريين يجبرون على أن يكبروا قبل سنهم بالمقارنة مع الاطفال الاخرين حيث يعمل الان طفل من بين كل عشرة أطفال لاجئين سوريين في حين تجبر واحدة من بين كل خمس فتيات سوريات في الاردن على الزواج المبكر.
وقال انطوني ليك مدير اليونيسف “لابد من انتهاء هذه الحرب حتى يتمكن الأطفال من العودة لديارهم لإعادة بناء حياتهم بأمان مع عائلاتهم وأصدقائهم.
“هذا العام الثالث المدمر بالنسبة للاطفال السوريين يجب أن يكون الاخير”.
المعارضة السورية المسلحة تشكل ‘فيلقا’ بحلب يضم 19 لواء مسلحا
قيادي في ‘جبهة النصرة’: حمينا الراهبات ولم نستلم مبالغ مالية مقابل الافراج عنهنّ
يبرود ـ ‘القدس العربي’ من محمد الزهوري: صرح قيادي في ‘جبهة النصرة’ لم يرغب الكشف عن هويته لـ ‘القدس العربي’ بان جبهة النصرة لم تتسلم اي مبلغ مالي مقابل أي راهبة، وان الشائعات عن وجود مبالغ مالية ضمن صفقة التبادل غير صحيحة، واضاف ‘حاولنا طوال مكوث الراهبات لدينا تأمين الحماية لهن فنظام الاسد كان يحاول بشكل دؤوب استهداف اماكن تواجدهن لقتلهن والصاق التهمة بنا’.
وكشف القيادي بالجبهة انه كان من المفترض أن تتم عملية تبادل الراهبات بالسجينات منذ اسابيع لكن نظام الاسد كان يرفض ايقاف اطلاق النارعلى الطريق الواصل بين يبرود ودمشق ولم نتمكن من تأمين خروجهن، حتى ان قررنا ان تتم العملية عن طريق لبنان حيث نسلم الوفد القطري الراهبات في جرود عرسال ويسلم النظام له
المعتقلات السوريات في نقطة المصنع الحدودية ‘.
وقد تم تسليم الراهبات بالإضافة الى العاملات الـ3 عند احد المعابر غير الشرعية مع لبنان بمنطقة عرسال حيث سلمن للوفد القطري بحماية الامن اللبناني مع تسلم المعارضة فورا عائلة كانت معتقلة ومكونة من ام واب واربعة اطفال، وعلى إثر ذلك تم نقل الراهبات من عرسال عبر اللبوة الى منطقة المصنع حيث كان الانتظار من قبل بطريركين لبنانيين ومسؤولين رفيعي المستوى منذ ساعات الصبح الاولى ليوم الاحد، وفي المكان ذاته أخبر الوفد القطري المعارضة المسلحة أنه تسلم باقي المعتقلات السوريات في نقطة المصنع الحدودية، حيث وصلت الـ151 معتقلة الى نقطة المصنع في تمام الساعة 6 مساء يوم الاحد لنقلهن الى منطقة عرسال اللبنانية وقد تمكن الوسيط القطرية من نقلهم عندما تمت عملية التبادل في الساعة 3 صباح يوم أمس الاثنين عند نقطة المصنع الحدودية اللبنانية.
الى ذلك أعلن في مدينة حلب امس الاثنين عن تشكيل مجموعة عسكرية سورية جديدة معارضة باسم ‘فيلق الشام’، باتحاد 19 لواء من الفصائل الإسلامية العاملة في كل من محافظة حلب، وإدلب، وحمص، وحماة، إضافة إلى ريف دمشق.
وفي بيان مصور نشر عبر موقع ‘يوتوب’ على الانترنت من قبل المكتب الإعلامي التابع للتشكيل الجديد، قرأ أحد القادة بياناً يعلن فيه تشكيل الفيلق وأسماء الألوية العاملة تحته، مؤكداً أن الألوية ‘تعاهد على أن تعمل من أجل الدفاع عن دينهم وأهلهم، واستعادة كامل الأراضي من النظام المجرم’، على حد تعبيره.
وأوضح القائد – الذي لم يذكر اسمه – أن الألوية الموقعة هي كالتالي: لواء الحمزة – لواء أبو عبيدة بن الجراح – لواء التمكين – لواء هنانو – لواء حطين- لواء عباد الرحمن – لواء الفرقان – تجمع صقور الإسلام – لواء المجاهدين – كتائب الأمجاد – لواء نصرة الإسلام – لواء أشبال العقيدة – لواء مغاوير الإسلام – لواء أسود الإسلام – لواء سهام الحق – لواء الفاتحين – لواء مغاوير الجبل – لواء الإيمان – لواء أنصار إدلب.
هذا ويعتبر اسم ‘فيلق الشام’ بديلاً عن كتائب كانت تعمل تحت راية هيئة حماية المدنيين.
وشهدت الآونة الأخيرة إعلان اندماج عدد من الفصائل تحت مسمى واحد، وتجمع مجموعة كبيرة من الكتائب المسلحة، من بينها الجبهة الإسلامية وغرفة عمليات أهل الشام وجيش المجاهدين وغيرهم.
الإفراج عن راهبات معلولا المحتجزات في صفقة شملت إطلاق أكثر من 150 سجينة شكرن الرئيس الأسد وأمير قطر واللواء عباس إبراهيم وأكدن أن الخاطفين عاملوهن باحترام
سعد الياس ومحمد الزهوري
بيروت ـ يبرود ـ ‘القدس العربي’ من : بعد إنجاز عملية الإفراج عن راهبات معلولا في ساعة متأخرة من ليل الأحد الإثنين بعد تعثر في عملية التفاوض في ساعات المساء كاد يطيح الأمل بتحريرهن، فإن تحليلات في بيروت ركّزت على أهمية الدور القطري في هذه العملية الذي أعاد الدوحة الى الواجهة بعد الأزمة مع بعض دول الخليج العربي، حيث ردّت قطر من خلال الدخول بقوة على الخط اللبناني السوري والنجاح في إتمام عملية تبادل الراهبات الـ 13 بـ 153 معتقلة في السجون السورية. وبذلك تكون قطر خطفت الأضواء ، وأكدت بحسب التحليلات ‘أنها لا تزال قوة ذات نفوذ على الصعيد الإقليمي على الرغم من محاولات الحصار التي تُفرض عليها من قبل السعودية، وهي سعت إلى القيام بذلك من خلال لعب دور ‘الوسيط’ الذي نجحت فيه على مدى سنوات طويلة ‘. ورأى اللواء المتقاعد جميل السيّد ‘أن القيادتين السورية والقطرية قد بذلتا الكثير من الجهود والتضحيات متجاوزتين الخلافات والإعتبارات السياسية في سببيل تحقيق هذا الهدف الإنساني النبيل ‘، آملاً ‘أن يكون هذا التعاون فاتحة خير لعودة التواصل الأخوي بين الدول العربية، مما يؤدي الى وقف الحرب المجنونة والعبثية على سوريا والتي باتت تطال بأخطارها المنطقة العربية بأسرها من دون استثناء’.
وكانت حركة الإتصالات أعيد تفعيلها بعد تعثر العملية قرابة التاسعة والنصف ليل الأحد بين الأمن العام اللبناني وجبهة النصرة بفعل الضغوط التي مارسها الخاطفون في اللحظات الأخيرة لتعديل شروط الصفقة ما كاد يهدد مصير الإتفاق، لكنهم عادوا وتقيّدوا به بعد رفض اللواء عباس ابراهيم أي محاولة لتجزئة العملية من خلال الإفراج عن 8 راهبات بدل 13 في المرحلة الاولى وزيادة عدد المعتقلات اللواتي يطالبون بإطلاق سراحهن. وعلى هذا الأساس، عاد وفد الأمن العام للقاء الخاطفين بعدما كان انسحب خالي الوفاض في وقت سابق.وتسلّم الراهبات المحررات عند جرود عرسال ونقلهنّ الى جديدة يابوس في نقطة تقع داخل الحدود السورية.
وأوضح اللواء ابراهيم ‘أن العراقيل التي أخّرت عملية التسليم في الساعات الأخيرة، كانت بقصد تحسين الشروط من قبل الخاطفين، والحصول على مكتسبات جديدة، لكننا أصرينا على الإلتزام بكل شروط المفاوضات السابقة وبينها اللائحة’، نافياً ‘أن يكون قد تمّ دفع أي مبلغ للخاطفين’، مشيراً إلى ‘أن الوسيط القطري كان داعماً للمهمة، وانه بدأ منذ اللحظة اتصالاته بشأن ملف المطرانين، آملاً التوصّل الى خواتيم سعيدة لهذا الملف، على غرار ما حصل بملف راهبات معلولا’، واعداً ‘بالتفرغ لهذه المسألة إلى جانب اللبنانيين المخطوفين في نيجيريا، وكذلك الصحافي اللبناني سمير كساب المخطوف في سوريا’.
وبث ناشطون معارضون صباح أمس شريطا مصورا يظهر نقل راهبات دير مار تقلا، وهن لبنانيات وسوريات، من مكان احتجازهن الى جرود بلدة عرسال الحدودية في شرق لبنان، حيث تسلمهن الأمن العام اللبناني، وسلم المقاتلين في المقابل سيدة وثلاثة أطفال كانوا محتجزين في سوريا.
ووصلت الراهبات بعد منتصف الليل الى معبر جديدة يابوس الحدودي مع لبنان حيث أقيم لهن حفل استقبال قصير في صالون الشرف، وبدا عليهن الإرهاق.وإحداهن لم تستطع السير ما استدعى حملها لإنزالها من السيارة.
ودخلت الراهبات وسط جمع من الصحافيين والرسميين والمدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم. وصافحت الراهبات مستقبلينهن، وبدت الإبتسامة على وجوههن، وارتدين اللباس الديني القاتم اللون، وعلقن صلبانا حول أعناقهن.
وقالت رئيسة الدير الأم بيلاجيا سياف للصحافيين ‘نشكر الله تعالى الذي يسر الأمور وسيدنا (بطريرك الروم الأرثوذكس لأنطاكيا وسائر المشرق) يوحنا العاشر (…) والسيد الرئيس بشار الأسد وتواصله مع أمير قطر (الشيخ تميم بن حمد آل ثاني) ومساعدتهما لنا…نشكرهما فوق الحدود’. وشكرت ‘الوسيط الكبير (…) اللواء عباس ابراهيم’ الذي قاد المفاوضات مع مدير المخابرات القطرية غانم الكبيسي الذي زار بيروت الأحد.
وأكدت الراهبة أن ايا من المفرج عنهن لم تتعرض لسوء خلال فترة احتجازهن منذ مطلع كانون الأول/ديسمبر الماضي. وقالت ‘جميعنا، الأشخاص ال16 الذين كنا هناك، لم نتعرض لأي مساس بنا أو سوء’. أضافت ‘المعاملة كانت جيدة، حسنة، حتى أن شخصا يدعى جورج حسواني (أحد وجهاء يبرود) وضع في تصرفنا كل البناية’ التي احتجزن فيها في يبرود، أبرز معاقل المعارضة في القلمون قرب الحدود اللبنانية.
وتقع معلولا على بعد 55 كلم شمال دمشق، وهي بلدة غالبية سكانها من المسيحيين معروفة بآثارها ومقدساتها وخصوصا دير مار تقلا، ويتقن سكانها الآرامية لغة المسيح. ودخلها مقاتلون في أيلول/سبتمبر قبل أن تستعيدها القوات النظامية، إلا أنهم سيطروا عليها مجددا في كانون الأول/ديسمبر.
وكان مصدر مقرب من ملف التفاوض أفاد أن الراهبات كن محتجزات لدى مجموعة من ‘جبهة النصرة’ يقودها شخص معروف باسم ‘أبو مالك الكويتي’.
وقالت سياف إن ‘الجبهة كانت معاملتها جيدة معنا (…) كانت توفر لنا كل طلباتنا’.وأضافت ردا على سؤال عن سبب عدم وضعهن الصلبان أثناء الإحتجاز، أن الخاطفين لم يطلبوا ذلك، بل أن الراهبات فضلن عدم وضعه لأنه رأين أن وضعه لم يكن مناسبا نظرا لظروف الإحتجاز.
وأكد ابراهيم أن ما جرى ‘عملية متكاملة’، مشيرا الى وجود ‘موقوفات وسجينات تم إطلاق سراحهن’، وأن ‘العدد أكثر من 150′.وشدد على أنه ‘لم يتم دفع أي بدل مادي’.
وكانت عملية الإفراج تأخرت ساعات طويلة. وقال ابراهيم إن ‘الخاطفين حاولوا في اللحظة الأخيرة التغيير وتحقيق مكتسبات أكبر، لكننا قلنا لهم إننا ننفذ ما اتفقنا عليه، وإلا نوقف العملية’.
ووصلت الراهبات الى جرود بلدة عرسال المقابلة لمدينة يبرود التي تشن القوات السورية منذ أسابيع حملة لتطويقها، بدعم من حزب الله اللبناني.
وتسلم الأمن العام اللبناني الراهبات في المنطقة الجردية، ونقلهن الى الاراضي اللبنانية، ومنها الى جديدة يابوس عبر نقطة المصنع الحدودية.
وأظهر شريط بثه ناشطون على موقع ‘يوتيوب’ عملية التبادل. وبدت الراهبات يغادرن منزلا في منطقة غير محددة. وقالت راهبة للمصور ‘هذا الشهر الرابع.لا ناقة لنا ولا جمل…معليش (لا بأس)، لا شيء يضيع عند الله’. وسمع أحد المقاتلين يقول لها ‘اذكرونا بالخير’، في حين بدا مسلح آخر ملثم يحمل راهبة غير قادرة على المشي، قبل أن يضعها في سيارة رباعية الدفع، وهي تقول له ‘الله يقويك (يمنحك القوة)’.
وصعدت الراهبات في سيارات رباعية الدفع يقودها ملثمون، رفع أحدهم علم جبهة النصرة. وأظهرت اللقطات السيارات وهي تعبر منطقة جردية وسط ظلام دامس، قبل الوصول الى نقطة الإلتقاء تحت المطر الغزير.
وسلم عناصر الأمن العام المقاتلين سيدة وثلاثة أطفال، قبل أن يتسلموا الراهبات.وسمع المقاتلون يهتفون ‘الله أكبر’ بعد التسليم والتسلم.
وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه تم أولا الإفراج عن هذه المرأة وأولادها وتسليمهم الى المقاتلين كـ ‘عربون حسن نية’، مشيرا الى وجود ’149 معتقلة أخرى في عهدة الأمن العـــام اللبناني بعدما أطلق سراحهن من السجون السورية بموجب الصفقة’.
وأشار الى أن بنود الصفقة تقضي بتسليم السجينات المفرج عنهن بعد الإفراج عن الراهبات.
وفي الدوحة أعلن وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية أن الوساطة القطرية نجحت في إطلاق سراح 13 راهبة أرثوذكسية تم اختطافهن من دير مار تقلا في مدينة معلولا في سوريا في كانون الأول الماضي’، وقال ‘إن العملية تمت بتوجيهات الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، وأن الأجهزة المعنية في الدولة قامت بجهود حثيثة منذ شهر كانون الأول/يناير الماضي للتوسط من أجل إطلاق سراح راهبات معلولا إيماناً من سموه بمبادئ الإنسانية وحرصه على حياة الأفراد وحقهم في الحرية والكرامة’.
وبعد وصولهن الى قاعة الشرف في نقطة جديدة يابوس، شكرت إحدى الراهبات كل من ساهم في الإفراج عنهن، وقالت ‘عوملنا بطريقة جيدة ولم نتعرض لأي أذى’.
ولفتت راهبة أخرى الى أن عدم ظهور علامة الصليب خلال التصريحات الإعلامية ‘كان بإرادة ذاتية لا بضغط من جبهة النصرة التي عاملنا مقاتلوها جيدا’.
الى ذلك، توالت ردود الفعل والمواقف المرحّبة بتحرير راهبات معلولا من كبار المسؤولين في لبنان والأحزاب السياسية، وشكر الرئيس اللبناني ميشال سليمان لأمير قطر جهوده لإتمام العملية.
نشطاء: حصار سجن حلب المركزي أدى إلى موت 200 سجين جراء الإشتباكات والجوع
معتز نادر
غازي عنتاب ‘القدس العربي’ من : يعيش سجن حلب المركزي منذ أكثر من عام حصارا قاسيا على خلفية استمرار الصراع بين الجيش النظامي وفصائل المعارضة المسلحة ، وتشير الوقائع إلى أن الحصار المفروض تسبب نتيجة الجوع والقصف بموت ما يقارب الـ 200 سجين، بينما يعيش السجن هذه الأيام حالة هدوء حذر، وكانت السلطات السورية قد أفرجت العام الفائت عن أكثر من 800 سجين بينهم 62 سجينا سياسيا، ولا تزال فصائل من المعارضة المسلحة تتواجد هناك بنية شن هجوم واسع وقريب الأمد على السجن بحسب نشطاء، بينما يتمترس هناك مئات من عناصر القوات النظامية مع عشرات الدبابات لصد أي هجوم محتمل.
في غضون ذلك تستمر الإشتباكات والمعارك بين جذبٍ ورد على أطراف السجن، وكانت قد أشيعت أنباء بداية الشهر الفائت عن سيطرة فصيلي جبهة النصرة وأحرارالشام الإسلاميتين على السجن بعد القيام بثلاث تفجيرات متتالية أسفرت عن مقتل ثلاثة من عناصر أحرارالشام وقيادي من جبهة النصرة، وفك أسر ما يقارب 3000 سجين كما قيل، فيما نفى مراسل شبكة شام أبو يزن الحلبي في حديثٍ لـ’القدس العربي’ صحة هذه الأنباء، وقال ‘الأنباء عن تحرير السجن غير صحيحة، والواقع أنه كان هناك عملية استشهادية نفذها مقاتل من أحرار الشام بواسطة سيارة محملة بـ 20 طنا من المواد المتفجرة (تي إن تي) في حرم السجن قرب مبنى العظم المكون من ستة طوابق’.
يُذكر أن فصائل المعارضة المسلحة المتمركزة هناك تشمل بالإضافة لجبهة النصرة وحركة أحرارالشام ، حركة فجر الشام والجبهة الإسلامية ولواء التوحيد، وقد تبع ذلك رد عنيف من قوات النظام حسب أبو يزن والتي كان لها كبير الأثر لعدم تقدم كتائب المعارضة بسبب التساقط الكثيف لقذائف المدفعية والفوزديكا من اللواء 80.
ويشير سيرالأحداث أيضا أن الخاسر الأكبر لمعارك سجن حلب المركزي هم النزلاء، إذ غالبا ما يصب النظام جام غضبه عليهم عبر قرارات قمعية ومحاربتهم بلقمة الخبز تزيد مأساتهم كارثية يضيف أبو يزن ‘بعد ذلك توفي 30 سجينا’.
ومن ناحيته يريد النظام أن يكرس نظرية وجود الإرهابيين وأن قيامهم بعمليات التفجير قرب حرم السجن يعرقل وصول الإمداد والغذاء للمساجين، وحصول تفجير ثانٍ على أطراف السجن ربما سرّع بمقايضة جرت بين النظام والهلال الأحمر لإدخال بعض المساعدات إلى السجن خوفا من استمرارالعمليات التفجيرية وكذلك القصف المستمر على أطراف السجن مما يزيد من احتمال تعرض المساجين للأذى.
يقول أبو يزن ‘بعد أسبوع نفذت الفصائل تفجيرا ثانيا دون اقتحام ، وبعدها أدخل الهلال الأحمر 10 آلاف ربطة خبز وبعض الموز′.
ويُنظر إلى سجن حلب بوصفه ذا أهمية استراتيجية للنظام وللمعارضة على حد سواء لأنه يمثّل صلة الوصل بين الريف الشرقي والريف الغربي ،والسيطرة عليه بالنسبة للمعارضة يفتح الطريق الممتد على منطقة الشيخ نجار التي يُعتبر السيطرة عليها حصار لمدينة حلب بأكملها،
يقول محمود أبو الشيخ من مركز نور الإعلامي ‘إنه نقطة تمركز لقوات الريف الشمالي التابعة للنظام ، وهو آخر معقل بالريف الشمالي’.
وفي الوقت الذي ينفي فيه نشطاء وجود أي خلافات على مستوى الفصائل المقاتلة يرى آخرون أن الخلافات والتناحرات التي حدثت مؤخرا والتي أسفرت بعضها عن اشتباكات أوقعت قتلى، بالإضافة لقلة الدعم لعبتا دورا مهما في تأخر سقوط السجن بيد الفصائل المقاتلة ، يقول الناشط زيدان من حلب ‘إن الخلافات التي نشبت بين الجيش الحر وتنظيم الدولة الإسلامية كان لها الأثر الأكبر بتأخر السيطرة على السجن ، وكذلك نقص الذخيرة كان له دور الأمر الذي أُستعيض عنه بعمليات تفجيرية قامت بها جبهة النصرة والجبهة الإسلامية’.
وبينما يؤكد بعض النشطاء بضرورة تغيير فصائل المعارضة المسلحة لاستراتيجيتها بقتال النظام يعترف آخرون أن الغذاء يدخل لـ 400 سجين و3000 عنصر بشكل دوري إلى السجن عبر سيارات منظمة الهلال الأحمر.
صواريخ صينية مضادة للدبابات وصلت للجيش الحر.. والجبهة الإسلامية تتفكك
إبراهيم درويش
لندن ‘القدس العربي’ قالت صحيفة ‘التايمز′ البريطانية إن مقاتلي المعارضة السورية حصلوا على صواريخ متقدمة تعطيهم اليد العليا في الحرب ضد الرئيس بشار الأسد ونظامه.
وقالت إن الجماعات المعتدلة حصلت على شحنات من الأسلحة في وقت تنهار فيه الجماعات الإسلامية.
واستندت الصحيفة إلى أفلام أظهرت صواريخ مضادة للدبابات، حيث كان يقوم مقاتلو الجيش الحر بتفريغها من الشاحنات في منطقة القلمون القريبة من الحدود اللبنانية.
وتقول الصحيفة إن هذه الصور تقدم دليلا أوليا عن التقارير التي قالت الأسبوع الماضي إن شحنات من دول الخليج أرسلت لمقاتلي الجيش الحر في جنوب سوريا عبر الأردن.
وكانت الأسلحة في صناديق تم تمويهها بدهان أبيض. لكن تشارلس ليستر المحلل في الشؤون الأمنية في معهد بروكينغز قال إن اللون الأبيض يظهر أن هذه الأسلحة هي صناعة صينية ‘صواريخ أتش جي-8.
ويقول إن هذا النوع شوهد بأعداد لا تزيد عن مئة تم شحنها للمقاتلين ووصلت الربيع الماضي، وقيل إنها شحنت من السودان عبر وسيط يعمل مع الحكومة القطرية.
ويتزامن وصول الأسلحة المتقدمة للجيش الحر في وقت بدأت فيه الجبهة الإسلامية التي أعلن عنها تشرين الثاني/نوفمبر بدأت في التشرذم مع أنها تحدثت عن 70.000 مقاتل يعمل تحت لوائها. واعتبرت الجبهة واحدة من أهم القوى التي ظهرت على الساحة السورية في حينه، خاصة أن الجيش الحر كان يعاني من مشاكل داخلية، ولكنها الآن تعاني من مشاكل وتناحرات داخلية.
ونقلت الصحيفة عن منذر آقبيق، المتحدث باسم الجناح السياسي للجيش الحر قوله ‘ لم تعد الجبهة متماسكة أو مجموعة قوية من الفصائل’.
ويقول إن بعض الفصائل الأقل تشددا في الجبهة تقوم بمفاوضات للإنضمام مرة أخرى للجيش الحر.
ويقول ليستر ‘لم تعد الجبهة الإسلامية موحدة ومتحدة كما كانت عندما شكلت’. ويضيف أن السعودية التي كانت وراء تشكيل الجبهة يبدو أنها راغبة في العمل مع الولايات المتحدة أكثر من السابق ودعم الجماعات المعتدلة.
مصالحة في تل كلخ
وسيساعد السلاح على الحد من التراجعات التي أصابت صفوف المقاتلين ودفعت بعضهم لقبول اتفاقيات هدنة مع النظام.
وهنا يشير باتريك ماكدونيل من صحيفة ‘لوس أنجليس تايمز′ إلى التفاهمات التي جرت في عدد من المناطق التي حاصرها النظام ومنها تل كلخ التي قرر مقاتلون فيها تسليم أسلحتهم للنظام.
ويشير إلى حالة غسان عيد الذي قاطع ابنه خالد بعد تركه وظيفته في الشرطة وانضامه للمقاتلين. ويقول الأب الذي لم يتحدث مع ابنه مدة عام ‘شعرت بالخجل’، و’لم يعد إبني’، وقد تغير الوضع الآن في العلاقة بينهما حيث قرر خالد التخلي عن السلاح وبدأ الدراسة ليصبح محاميا.
وينقل عن خالد (31 عاما) ‘كنت مخطئا، فقد خدعني البعض’، ‘وعدت لنفسي اليوم’. ويضيف التقرير إن خالد هو واحد من بين عدد من المقاتلين السابقين في تل كلخ الذين قرروا التخلي عن القتال. وبحسب شروط الإتفاق يوافق المشاركون فيها على تسليم أسلحتهم ويعلنون الولاء للحكومة.
ومقابل هذا يسمح لهم المسؤولون بالعودة للحياة المدنية أو وحداتهم العسكرية التي فروا منها. وتقول الصحيفة إن عمليات المصالحة تتنوع في أشكالها ويضطر الكثير من المحاصرين للقبول بها. وتظل عمليات تحقيق الهدنة محفوفة بالمخاطر وأحيانا ما تفشل بسبب اتهامات متبادلة بين الطرفين بخرقها. ومع ذلك ترى الحكومة فيها بديلا عن محادثات جنيف التي فشلت الشهر الماضي.
ويرى المقاتلون الذين يواصلون الحرب ضد نظام الأسد والداعمون الدوليون لهم أن هذه ‘المصالحة’ لم تتم إلا بالإكراه ونتيجة القصف المتواصل على الأحياء والتجويع والإعتقالات الجماعية.
ويتهم الجيش بتراجعه عن وعوده واعتقال المشاركين فيها أو منع دخول المساعدات الإنسانية لبعض المناطق المحاصرة بعد توقيع الهدنة. ويتفق الطرفان على أن الهدنة عادة ما تفشل. وينقل عن إليا سمعان، مساعد لعلي حيدر الذي عينه الأسد كوزير للمصالحة الوطنية قوله ‘هذا وضع هش’ و ‘لا توجد ثقة بين الطرفين، وما نحتاجه هو بناء الثقة’.
تحقيق إنجازات سياسية
ويرى الكثير من المعارضين للنظام في ‘المصالحة’ محاولة من النظام للحصول على إنجازات سياسية وتحييد المقاتلين الذين يعودون للجيش أو ينضمون للميليشيات المؤيدة للنظام. ويرى علي دندشي، وهو معارض للحكومة في الخارج أن ما جرى في تل كلخ ليس مصالحة ولكن ‘احتلالا’، ويضيف ‘لا ألوم الناس على قبولهم العيش في ظل الإحتلال بعد تعرضهم للقصف والتجويع′ ويضيف إنها ليست نموذجا للسلام في سوريا.
وهناك من يرى أن البلاد التي تعيش حالة من الإنقسام بحاجة للخروج من الوضع السيء. فمع دخول الحرب الأهلية السورية عامها الرابع يرى هؤلاء في تل كلخ التي كانت حتى وقت قريب مركزا للتهريب لقربها من لبنان، نسخة مصغرة للصراع الذي تطور من تظاهرات سلمية إلى مواجهة عسكرية.
ويقول يعقوب الحلو ممثل الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا ‘الناس متعبون من الحرب’ وهم ‘يريدون السلام مرة أخرى’.
وكان الحلو قد ساهم في عملية خروج أكثر من 500 شخص تتراوح أعمارهم ما بين 15- 55 عاما من البلدة القديمة في حمص بعد حصار استمر لأكثر من عام. لكن الكثيرين ممن خرجوا أو وافقوا على المصالحة يتوقعون السجن أو المحاكمة بقضايا إرهاب، ومع ذلك يقولون إنهم تعبوا من الحرب ومن نقص الطعام والمصاعب التي واجهوها.
ويقول بلال (18 عاما) ‘لم نعد قادرين على التحمل’، ويضيف ‘لم يكن هناك أي معنى لمواصلة القتال، وفضلت انتهاز الفرصة والعودة لنوع من الحياة العادية، وقد انتهت الحرب بالنسبة لي’.
بداية الإنتفاضة
وتقول السلطات إن الهدنة التي عقدت في تل كلخ لا تزال صامدة منذ ثمانية أشهر، وتعتبر البلدة من المناطق الإستراتيجية الواقعة على الطريق السريع بين دمشق- حمص- طرطوس. ومع ذلك لا يزال الزائر يشعر بأن الحرب لم تغادرهاـ فنقاط التفتيش أقيمت على كل مدخل من مداخلها. ولم يبق من سكانها سوى النصف مع أن عددهم قبل الحرب كان حوالي 40.000 نسمة.
ولم يبق من المقاتلين أحد بعد أن كانوا يسيطرون عليها وعلى مداخلها. وبحسب حلاق في البلدة ‘كل شيء عاد لطبيعته’.
ويصف الكاتب البلدة أنها تشبه مدينة أشباح ومكان مهجور. وفي واحد من الأيام ظلت نسبة 80% من المحلات مغلقة. ودفعت شهور من الحرب معظم السكان للهروب إلى لبنان. ويصف البلدة أنها كانت مركزا لتهريب المواد الغذائية والوقود ثم تحولت إلى تهريب الأسلحة والمقاتلين بعد الثورة.
ويشير التقرير إلى الطريقة التي تطورت بها الأزمة في تل كلخ من تظاهرات غاضبة ضد الحكومة في نيسان/إبريل 2011 ثم تحولت لحرب طائفية ومسلحة لام كل طرف فيها الآخر على التصعيد. وتشير الصحيفة إلى أن السنة هم الأغلبية في تل كلخ، لكن يعيش علويون في القرى المجاورة لها، إضافة لأقلية مسيحية وكلاهما موالية للنظام.
ويقول السكان إن تاريخ سوريا هو عن التعايش والإجتماع حول فنجان قهوة. ويقول أكرم رشيد كاليش، وهو علوي من البلدة ‘عشنا معا جيلا بعد جيل بدون أي تمييز طائفي.
فيما يقول آخرون إن المشاعر ومظاهر الحنق ظلت تغلي تحت السطح، خاصة بين السنة الذين شعروا بالمرارة من إهمال الحكومة في دمشق لمطالبهم، وظلت تحابي العلويين في الوظائف.
وبدأت فكرة المصالحة بمبادرة من كبار البلدة الذين لم يكونوا يريدون أن يؤول مصير تل كلخ لما آلت إليه القصير التي دمرت بشكل شبه كامل في العام الماضي بعد أن ساعد حزب الله الجيش السوري على إخراج المقاتلين منها. ويقول وليد الزعبي، الذي أسهم في تحقيق الهدنة ‘لم نكن راغبين في رؤية بيوتنا مدمرة، وواجهنا خسارة كل شيء’.
وبدأت هدنة هشة في حزيران/يونيو العام الماضي عندما سلم 30 مقاتلا أنفسهم وأسلحتهم للحكومة، ويقول قائد ميداني في الجيش الحر سلم سلاحه ويطلق عليه أبو عدي أنه وافق على المصالحة وراض عنها مع أن البعض قال ‘إنني حصلت على 5 ملايين ليرة سورية’ ويقول أبو عدي ‘تمنيت لو كان هذا صحيحا’. ويواجه أبو عدي وآخرون تهديدات من زملائهم السابقين.
ويقول خالد عيد ‘يصفوننا بالخونة’. ولا يزال المقاتلون يقاتلون على حدود البلدة في قلعة الحصن الصليبية. لكن القتال في الوقت الحالي قد توقف في داخل البلدة وتراجع القتل قي داخل تل كلخ المحصنة من كل جانب بنقاط التفتيش.
عن الصورة
في موضوع مختلف، يتذكر جيرمي بوين، محرر شؤون الشرق الأوسط في هيئة الإذاعة البريطانية كيف عبر غضبه من عدم نشر’ بي بي سي’ صور الأطفال السوريين الذين ضربوا بغاز السارين في الغوطة الشرقية العام الماضي، وكيف قامت هيئة التحرير بحذف الصور من تقريره الذي أرسله من دمشق.
ويقول بوين في تصريحات لصحيفة ‘اندبندنت’ البريطانية ‘كانت لدينا نسخة تلفزيونية من تلك الصورة وأردت استخدامها ووضعناها من طرفنا ثم قاموا بتغييرها من طرفهم’ أي في النسخة الأخيرة.
وقال إنه تلقى العديد من الشكاوى من المشاهدين ل’بي بي سي’ في الشرق الأوسط الذي قالوا إن التقارير لا تظهر الجثث والقتلى ضحايا الصراع. ‘وقلت نحاول مراعاة مشاعر المشاهدين، ويقولون أنتم تقوموم بالتغطية على الحقيقة، والحقيقة هي أن الأطفال يقطعون أشلاء’.
ويقول بوين إنه قاتل معركة طويلة ضد ما سماه ‘هولودة’ (من هوليوود) الصورة حيث تظهر في الأفلام صور الحرب وإطلاق النار بدون الإنتباه لآثار الحرب وتداعياتها. ولكنه يقول ‘في بعض الأحيان تحتاج إلى عرض الجثث جثثت القتلى من الأطفال’.
ويناقش الصحافي الذي أصيب العام الماضي برصاصة في رأسه عندما يقوم بتغطية التظاهرات المعارضة للإنقلاب في مصر، وحاز على جائزة صحافي العام التي قدمتها له الجمعية الملكية للتلفزيون أنه يجب أن تكون هناك حدود على عرض صور القتلى. ويتذكر بوين المشاجرات المتعددة بينه وبين المحررين في التلفزيون، خاصة عندما أظهر جثثا لقتلى الإعصار الذي ضرب بنغلاديش عام 1991 وإن ظهرت الصور عن بعد، كما يتذكر جداله المستمر حول عدم إظهار صور القتلى في حرب البوسنة.
ويعتقد بوين إن مدخل ‘بي بي سي’ يتغير نتيجة لتغير مستوى العنف في العالم، مشيرا لاستخدام صورة قتل الجندي البريطاني لي ريغبي العام الماضي على يد متشددين إسلاميين. ويقول إن الظروف التي يعمل فيها الصحافيون ومنذ 2005 خطيرة، ومعادية للغرب خاصة في الشرق الأوسط.
ويتذكر كيف حاول اللجوء إلى مقهى شعبي في القاهرة عندما بدأ رواده يهاجمونه وفريقه ‘لقد تم استهدافنا لأننا أجانب’.
وفي سوريا يقول فالخطر أعظم لأن الأجنبي يعتبر هدفا ثمينا للإختطاف ‘الكثير من السوريين يتعرضون للإختطاف لكن الأجانب هم صيد ثمين’. ويضيف أن الصحافيين كانوا يعتبرون في الماضي غير مقاتلين ومحايدين أما الآن فهم عرضة لهجمات الغوغاء ومن جماعات اللوبي. ففي عام 2009 انتقد تحقيق داخلي في ‘بي بي سي’ بوين تقريرا أعده عن المستوطنات.
ويرى بوين أن النتائج التي توصل إليها التحقيق لم تكن صحيحة وكانت ناقصة، وجاءت بناء على نصيحة من مصدر اعتبر في حينه مستقلا لكنه عين لاحقا كسفير لإسرائيل في الأمم المتحدة.
المعارضة السورية: الشروط الجديدة للترشح فُصّلت لتناسب الأسد
اعتبرت مصادر في المعارضة السورية، اليوم، أن الشروط التي تضمّنها مشروع الانتخابات العامة الذي يناقشه البرلمان منذ أيام، «تقصي غالبية أعضاء المعارضة من الترشح لرئاسة الجمهورية وفُصّلت لتناسب رئيس النظام بشار الأسد».
وأضافت المصادر إن «ما تسرّب من شروط الترشح لرئاسة الجمهورية في مشروع قانون الانتخابات العامة يعني إقصاء غالبية أعضاء المعارضة كون غالبيتهم لا تنطبق عليهم، وخاصة في ما يتعلق بالإقامة داخل البلاد لمدة عشر سنوات متواصلة عند تقديم طلب الترشح، وغير محكوم بجناية كون النظام أصدر أحكاماً جائرة على معارضيه وفق محاكمات صورية وأخرى عسكرية».
ولفتت المصادر إلى أنها ترفض إجراء الانتخابات أصلاً في ظل الأوضاع الجارية في البلاد، «حيث نصف السوريين نازحون أو لاجئون في الدول المجاورة، والقصف والحصار لا يتوقفان على غالبية المدن والبلدات في مختلف أنحاء البلاد». ورأت المصادر نفسها أن «على بشار الأسد الرحيل وتسليم السلطة وليس إعداد مشروع انتخابات على مقاسه ليستمر جلوسه على كرسي الحكم».
يذكر أن البرلمان السوري وافق في جلسته، أمس، على الانتقال لإقرار مشروع قانون الانتخابات العامة «مادة مادة» بعد عرضه للمداولة العامة ومناقشته من قبل لجنتي الداخلية والإدارة المحلية والشؤون الدستورية والتشريعية، بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا».
وذكرت «سانا»، اليوم، أن مشروع القانون وفقاً لأسبابه الموجبة يأتي «نظراً لصدور قانون الانتخابات العامة النافذ بالمرسوم التشريعي رقم 101 لعام 2011 قبل نفاذ الدستور الجديد، تمت المصادقة عليه عام 2012 وعدم تضمنه أحكام انتخاب رئيس الجمهورية واقتصاره على انتخابات مجلس الشعب والمجالس المحلية».
كذلك، برّرت الوكالة مشروع القانون بـ«الحاجة إلى تعزيز الرقابة القضائية والعمل الديموقراطي، إضافة إلى إعادة النظر في قانون الانتخابات العامة النافذ وتضمينه أحكاماً تفصيلية لانتخاب رئيس الجمهورية».
ويشترط مشروع القانون في المرشح لمنصب رئيس الجمهورية، بحسب نص المشروع الذي نشرته صحيفة «الوطن» الأسبوع الفائت، أن يكون «متمّاً الأربعين من عمره في بداية العام الذي يجرى فيه الانتخاب ومتمتعاً بالجنسية السورية بالولادة من أبوين متمتعين بتلك الجنسية بالولادة، وأن يكون متمتعاً بحقوقه السياسية والمدنية وغير محكوم بجناية أو جنحة شائنة أو مخلة بالثقة العامة ولو رد إليه اعتباره».
كما يشترط في المرشح «ألا يكون متزوجاً بغير سورية وأن يكون مقيماً في سوريا مدة لا تقل عن 10 سنوات إقامة دائمة متصلة عند تقديم طلب الترشح، وألا يحمل أي جنسية أخرى غير الجنسية السورية، وألا يكون محروماً من ممارسة حق الانتخاب». كذلك، «يعد باب الترشح لمنصب رئيس الجمهورية مفتوحاً من اليوم التالي للدعوة، وتشرف المحكمة الدستورية العليا على انتخابات رئيس الجمهورية وتنظّم إجراءاتها فيقدم طلب الترشح من المرشح بالذات أو وكيله القانوني إلى المحكمة ويسجل في سجل خاص وفق تسلسل وروده، خلال مدة 10 أيام من اليوم التالي للدعوة إلى انتخاب رئيس الجمهورية»، حسب ما ذكرت الصحيفة.
وأشارت الصحيفة أيضاً، إلى أن مشروع القانون «لا يقبل طلب الترشح إلا إذا كان طالبه حاصلاً على تأييد خطي لترشحه من 35 عضواً على الأقل من أعضاء مجلس الشعب، ولا يجوز لأي من هؤلاء الأعضاء أن يؤيد أكثر من مرشح واحد لرئاسة الجمهورية».
يذكر أيضاً أن سوريا تترقب انتخابات رئاسية عقب انتهاء المدة الرئاسية لبشار الأسد في تموز/ يوليو المقبل، وسط توقعات وتأكيدات من مسؤولين في النظام السوري بترشحه لولاية جديدة.
(الأناضول)
داعش تهدم أماكن صوفية وتترك المقدسات الشيعية
هدمت الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) أماكن دينية صوفية في محافظة الرقة منذ بسط سيطرتها عليها، فيما تركت المقدسات الشيعية.
الغالبية من سكان الرقة ريفا ومدينة “في القسم الشمالي الشرقي لسوريا على ضفة نهر الفرات، تبعد مسافة 195 كيلومتراً عن مدينة حلب و560 كيلومتراً عن مدينة دمشق “الغالبية ينتمون ويقدسون الرموز الصوفية مقام اويس القرني، وعمار بن ياسر، والصحابي ابي بن كعب، كان رزما صوفيًا لمدة عقود إلى أن جاء نظام البعث وتحول المقام إلى مثابة حسينية تابعة لإيران لما يحمل من قداسة عن الطائفة الشيعية أيضًا.
بعد سيطرة دولة العراق والشام على المدينة لم تهدم هذه الرموز الدينية التي تخالف عقيدة التنظيم، إنما قامت بهدم المقامات الدينية في الريف فقط، حيث قامت بهدم مقام النبي ابراهيم الخليل وهدمت مؤخرًا مقام رجل صالح (ابو العيش) في تل ابيض. وهذه الرموز الدينية لها قداسة خاصة عند اغلبية سكان المنطقة ولهم معتقداتهم الخاصة بها.
وتساءل ناشطون سوريون “لماذا تترك داعش مقام اويس القرني وعمار بن ياسر الحسينية الايرانية سابقًا وتهدم بقية المقدسات الدينية الصوفية؟”.
ارتباط مع ايران
مصطفى من شباب تل ابيض قال لـ”إيلاف” “اذا افترضنا جدلاً أنّ “داعش” كما تدّعي جاءت لتطبّق المنهج النبوي على حذافيره، كما يدافع عن ذلك أنصار التيار السلفي بشقيه الجهادي والدعوي، والذي يأخذ من أحد الأحاديث النبوية الشريفة ضرورة عدم قيام مقامات على قبور الأولياء والصالحين، ولو أنه يوجد الكثير من الاختلافات بالآراء حول هذه القضية، فالذي يهدم مقاماً يُحسب أنه أحد أماكن الزيارة والتبرك لأتباع المذهب الصوفي بدعوى وجود قبور داخل تلك المقامات، فالواجب عليه أن يتعامل بسواسية ويهدم أيضاً المقامات المقدسة لدى أتباع المذهب الشيعي لاحتوائها على قبور”.
ونوه مشددًا: “أنا لا أبرر هدم كل المقامات والأماكن المقدسة، لكن أفعال داعش تؤكد بشكل أو بآخر ارتباطها المباشر وغير المباشر بالنظام الإيراني وأدواته”.
وبحسب موقع خاص للمقامات تشتهر البقعة المطهرة التي بنيت عليها المقامات المشرفة عند أهالي محافظة الرقة بإسم (سيدي ويس) أو (الشيخ ويس) أو (جدنا ويس) نسبةً الى التابعي الجليل أويس بن عامر القرني رضوان الله عليه الذي لاقى إهتماماً كبيراً في هذه المنطقة بسبب قدم الطرق الصوفية المنتشرة فيها، بحيث تعتبر طريقة الأويسيات أو الأويسات إحدى هذه الطرق الهامة، والتي تنتشر في مختلف المناطق السورية ومركزها في سهل الغاب بقرية الحويجة بالقرب من حلب، بالإضافة إلى انتشارها في شتى أنحاء العالم الإسلامي، لذلك فقد حظي أويس بإهتمامٍ خاص من قبل سكان المنطقة فبنوا عليه غرفة صغيرة تعلوها قبة، بينما تركت بقية القبور على حالها وسوّر بعضها الآخر بسياج حديدي، وقد ذكر الرحالة الألماني “أرنست هرتزفيلد” أثناء زيارته “للرقة” عام 1907 أنه وجد على قبة “أويس القرني” كتابة بالعربية مفادها: بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين.
قام بتجديد هذا المقام “مسلم الرقي بن علي آغا بن المرحوم إسماعيل آغا العام 1737 م جرى ذلك في زمن “رضوان باشا” وإلى “الرقة” و”الرّها” المقيم في “أورفا”، ثم جرى تجديد آخر للقبة في زمن السلطان العثماني “عبد المجيد خان”.
وفي سنة 1983م قررت محافظة الرقة إزالة القبور القديمة والحديثة من مقبرة عمار بن ياسر وأويس القرني، كي تشيد على أنقاضها حديقة ومنتزهًا عامًا، فاقترحت ايران على سوريا تبني بناء مسجد يجمع بداخله مقامات هؤلاء الصحابة والتابعين، وبالفعل بدأ العمل بهذا المشروع العام 1986، وتم الإنتهاء منه وافتتاحه العام 2004.
ويتألف المقام من ثلاثة أبنية تتوسطها أضرحة للصحابي عمار بن ياسر والتابعيين أويس القرني وأبي بن قيس النخعي رضي الله عنهم، كما يحوي الطابق العلوي للمقام غرفاً وصالات ومطابخ لاستقبال الزوار.
وقد كُتب على الجدار الداخلي لمقام عمار بن ياسر من جهة القبلة سورة التوحيد وسورة الكوثر بخط الثلث.
الجربا يدعم المجلس العسكري في حلب وحماة بإشراف البشير
بهية مارديني
أكد مصدر سياسي في الائتلاف الوطني السوري المعارض لـ”إيلاف” أنّ أحمد الجربا رئيس الائتلاف “قدّم دعمًا لمدينة حلب ومورك، والمجلس العسكري في حلب وحماة، وثوار دير الزور المرابطين “.
وأشار المصدر الى أنّ “رئيس هيئة الأركان الجديد عبد الاله البشير هو من يشرف على هذا الأمر “دون أن يوضح المصدر مزيدًا من التفاصيل حول نوعية هذا الدعم”.
هذا، وقال مقاتلون من قوات المعارضة السورية إنهم سيطروا على بلدة مورك وسط محافظة حماة، بعد اشتباكات استمرت أسبوعين.
وهذه البلدة التي كانت تحت سيطرة القوات الحكومية، مهمة بسبب موقعها الاستراتيجي الذي يمكن قوات الأسد، من استخدام طرقها لنقل الإمدادات والتعزيزات العسكرية.
ومع استمرار الاشتباكات، قال مقاتلو المعارضة إنهم يسيطرون حالياً على مواقع أساسية في البلدة.
ووصف ضابط منشق عن الجيش السوري برتبة نقيب ويعمل حالياً في صفوف الجيش السوري الحر، الطريق في مدينة مورك في تصريحات صحافية بأنها عبارة عن خط إمداد للمنطقة الشمالية ووادي الضيف وحلب، والمناطق المركزية فيها جيش قوي. ولاقى أكثر من 140 ألف شخص حتفهم منذ تفجر الحرب الأهلية في سوريا قبل نحو ثلاث سنوات.
هذا ودارت الاثنين اشتباكات عنيفة في محيط مدينة مورك بين حركة احرار الشام وتجمع الوية كتائب العزة والمرابطين على الجبهات، وطالت الاشتباكات حاجز العبود حيث قصف الجيش الحر تجمعات لقوات النظام بصواريخ محلية الصنع وال سي 7 والهاون، حيث تمكن تجمع الوية وكتائب العزة من اغتنام عربة ب م ب .
استشهاد قائد كتيبة الحق المبين
كما اعلنت الجبهة الاسلامية عن استشهاد الحاج ابو طارق شحود، قائد كتيبة الحق المبين، ضمن الاشتباكات الدائرة في محيط مدينة مورك .
واستهدفت كتيبة درع المصطفى تل عثمان بالهاون والرشاشات الثقيلة ضمن معركة “وأمرهم شورى بينهم “محققة اصابات مباشرة، بحسب مصادر في الجيش الحر تحدثت لـ”إيلاف” .
بينما قامت قوات النظام باقتحام حي الحميدية في مدينة حماة وشن حملات اعتقال، حيث اعتقلت اكثر من 50 شخصاً بينهم عائلات بأكملها.
وأما في السفيرة في ريف حلب فقامت جبهة النصرة بقنص عنصر لقوات النظام على جبهة الصبيحية.
وفي خناصر، فقد تم تفجير ثلاث سيارات تابعة لألوية أبو الفضل العباس الموالية للنظام من الرتل العسكري القادم من حماة بإتجاه خناصر، مما أدى الى مقتل عدد كبير منهم، وذلك بعد تفجير ثلاث عبوات ناسفة زرعتها جبهة النصرة بالقرب من قرية الحمام على طريق السلمية خناصر بالتزامن مع إشتباكات متقطعة .
وفي الريف الجنوبي لحلب، فقد أعلنت الفصائل المشاركة في غرفة عمليات “الفتح المبين” (النصرة – جيش المجاهدين – الجبهة الإسلامية – حركة حزم ) مقتل ستة عناصر لقوات النظام وإعطاب شاحنة ذخيرة باشتباكات في قرية عزيزة جنوب حلب، كما تمكن الثوار من تدمير مبنى لقوات النظام على جبهة الشيخ نجار.
وفي مطار كويرس، أفاد مصدر في الجيش الحر لـ”ايلاف” أن طيران النظام يقصف محيط مطار كويرس بالبراميل المتفجرة لتخفيف الضغط عن مقاتليه الذين يشتبكون مع الثوار من لواء التوحيد وجبهة النصرة ولواء السلطان محمد الفاتح على اطراف المطار.
وفي الريف الشرقي دارت اشتباكات عند جسر قره قوزاق بين لواء التوحيد ولواء ثوار الرقة وجبهة تحري الفرات مع دولة العراق والشام، كما تمكن تنظيم الدولة اليوم من السيطرة على ناحية صرين وقريتي الحية والخرفان وتتقدم بجهة الشيوخ في ريف مدينة منبج، بينما تراجع الثوار باتجاه الجبال المحيطة وما زالوا منتشرين من قبر ايموا الى اطراف صوامع صرين مع استمرار الاشتباكات التي سقط فيها 12 قتيلاً من تنظيم الدولة و4 قتلى في صفوف لواء التوحيد، كما قام تنظيم الدولة بتفجير منزل ابو صادق في مدينة ” صرّين ” بقذائف الـ RBG وقتله هو وعائلته ويذكر ان ابو صادق هو احد قادة كتائب جبهة تحرير الفرات الاسلامية.
ومن جهة أخرى، وفي حي الراشدين، والذي يحوي نقطة لتمركز النظام في البحوث العلمية المحاصرة، منذ ما يقارب السنة وحتى الآن، لم يقتحمها الجيش الحر المرابط حولها، فقد أفادوا لـ”ايلاف” بأنّ سبب عدم الاقتحام هو قلة الذخيرة التي تصل من الداعمين بالاضافة للانشغال الذي حصل في مقاتلة تنظيم “داعش” في الفترة الأخيرة ، فيما أفاد بعض المقاتلين على تلك الجبهة بأنهم يشتبكون مع قوات النظام يوميًا بالسلاح الخفيف ويرمون عليهم القنابل، فيما يتعرضون لنفس الأمر.
فيلق الشام
وفي ادلب تم تشكيل فيلق الشام من 19 لواء، والذي يضم ألوية الحمزة ولواء أبي عبيدة بن الجراح ولواء التمكين ولواء هنانو ولواء حطين ولواء عباد الرحمن ولواء الفرقان وتجمع صقور الإسلام، ولواء المجاهدين وكتائب الأمجاد ولواء نصرة الإسلام ولواء أشبال العقيدة ولواء مغاوير الإسلام ولواء أسود الإسلام و لواء سهام الحق ولواء الفاتحين ولواء مغاوير الجبل ولواء الإيمان و لواء أنصار إدلب .
بوادر تقارب بين دمشق والدوحة بعد إطلاق راهبات معلولا
رئيسة الدير أشادت بالاتصالات القطرية ـ السورية .. وخبراء تحدثوا عن مساعٍ للانفتاح
بيروت: ليال أبو رحال ونذير رضا لندن: «الشرق الأوسط»
فتحت عملية إطلاق سراح راهبات معلولا المختطفات في سوريا منذ ثلاثة أشهر, أبواب الاتصالات بين دمشق والدوحة، وسط تساؤلات بشأن دور قطر في تقديم نفسها كوسيط في الملف الإنساني، في ظل عزلتها الخليجية بعد سحب المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين سفراءها من الدوحة.
ووجهت رئيسة دير مار تقلا في بلدة معلولا الأم بيلاجيا سياف، بعد لحظات من وصولها وراهبات الدير المختطفات إلى معبر جديدة يابوس الحدودي السوري مع لبنان، الشكر إلى جبهة النصرة، الجهة الخاطفة، كما شكرت «السيد الرئيس بشار الأسد وتواصله مع أمير قطر ومساعدتهما لنا». وأضافت «نشكرهما فوق الحدود». ووصلت الراهبات الـ13 فجر أمس إلى معبر جديدة يابوس الحدودي حيث أقيم لهن حفل استقبال قصير في صالون الشرف.
وأفرج عن الراهبات مقابل إطلاق سراح 152 معتقلة في السجون السورية، وسط تقارير أكدت دفع قطر مبلغا ماليا كبيرا للجهة الخاطفة تراوح بين 4 و16 مليون دولار.
وتحدث خبراء ومحللون سياسون لـ«الشرق الأوسط» عن مساع قطرية للانفتاح بعد عزلتها الخليجية.
وأشار الخبير الاستراتيجي العميد اللبناني المتقاعد أمين حطيط، لـ«الشرق الأوسط»، إلى «المصلحة المشتركة بين الجهة الخاطفة (جبهة النصرة)، وقطر، التي تمولها وتشكل مرجعيتها السياسية». وأضاف أن قطر تسعى من وراء العملية إلى «كسر عزلة فرضتها عليها قرارات السعودية والإمارات والبحرين».
من جهته، قال الباحث اللبناني أستاذ العلاقات الدولية سامي نادر، لـ«الشرق الأوسط»، إن «هدف قطر من خلال مساعيها مع الخاطفين التأكيد على أنها لا تزال تتمتع بنفوذ».
بدوره، قال مدير عام الأمن العام السابق في لبنان، جميل السيد، إن «القيادتين السورية والقطرية بذلتا الكثير من الجهود والتضحيات متجاوزتين الخلافات والاعتبارات السياسية في سبيل تحقيق هذا الهدف الإنساني النبيل (الإفراج عن الراهبات)».
راهبات معلولا يفتحن قنوات اتصال بين دمشق والدوحة
خبراء لـ («الشرق الأوسط»): قطر تسعى للانفتاح على سوريا بعد عزلتها الخليجية
بيروت: ليال أبو رحال
حدد تصريح رئيسة دير مار تقلا في بلدة معلولا الأم بيلاجيا سياف، بعد لحظات على وصولها وراهبات الدير إلى معبر جديدة يابوس الحدودي مع لبنان، ملامح الدور الذي لعبته دولة قطر في إتمام صفقة إطلاق سراح الراهبات السوريات واللبنانيات مقابل خروج 152 معتقلة من سجون النظام السوري. إذ أن سياف، لم تتردد فجر أول من أمس، في توجيه الشكر إلى من ساهم بإطلاق سراحهن، لا سيما «السيد الرئيس بشار الأسد وتواصله مع أمير قطر (الشيخ تميم بن حمد آل ثاني) ومساعدتهما لنا». وقالت: «نشكرهما فوق الحدود».
وكان وصول رئيس الاستخبارات القطرية غانم الكبيسي إلى بيروت بشكل مفاجئ، صباح أول من أمس، وتوجه مسؤولين أمنيين قطريين برفقة موكب اللواء عباس إبراهيم، المدير العام للأمن العام اللبناني، إلى جرود بلدة عرسال الحدودية لتسلم الراهبات من منطقة يبرود المجاورة، والإشراف على عملية التبادل، أثار تساؤلات كبيرة حول مصلحة قطر من تقديم نفسها كوسيط في ملف إنساني، في ظل عزلتها الخليجية الأخيرة بعد سحب المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين سفراءها من الدوحة، علما بأنه سبق أن بذلت السلطات القطرية جهودا مماثلة أثمرت عن إطلاق سراح 48 إيرانيا مقابل أربعة طيارين أتراك وأكثر من ألفي معتقل سوري يناير في (كانون الثاني) 2013، إضافة إلى إطلاق سراح اللبنانيين التسعة من أعزاز في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
ورغم نفي اللواء إبراهيم الذي قاد المفاوضات مع مدير المخابرات القطرية غانم الكبيسي ووصفته رئيسة دير معلولا بـ«الوسيط الكبير»، أن تكون أي مبالغ مالية دفعت لإتمام صفقة التبادل، لكن تقارير إعلامية عدة أكدت دفع قطر مبلغا ماليا كبيرا للجهة الخاطفة التي تولت التنسيق معها، وتراوحت التقديرات بشأنه بين أربعة إلى 16 مليون دولار أميركي، علما بأن الراهبات كن محتجزات لدى مجموعة من جبهة النصرة يقودها شخص معروف باسم «أبو مالك الكويتي».
وأفرج عن 13 راهبة وثلاث مساعدات لهن من دير مار تقلا في معلولا السورية، بعد احتجازهن لأشهر. وبث ناشطون معارضون شريطا مصورا يظهر نقل راهبات دير مار تقلا، وهن لبنانيات وسوريات، من مكان احتجازهن إلى جرود بلدة عرسال الحدودية في شرق لبنان، حيث تسلمهن الأمن العام اللبناني، وسلم المقاتلين في المقابل سيدة وثلاثة أطفال كانوا محتجزين في سوريا. ووصلت الراهبات فجر أمس إلى معبر جديدة يابوس الحدودي مع لبنان حيث أقيم لهن حفل استقبال قصير في صالون الشرف، وبدا عليهن الإرهاق. ودخلت الراهبات وسط جمع من الصحافيين والرسميين واللواء إبراهيم، وصافحت الراهبات مستقبلينهن، وبدت الابتسامة على وجوههن، وارتدين اللباس الديني القاتم اللون، وعلقن صلبانا حول أعناقهن. وأكدت رئيسة الدير أن أيا من المفرج عنهن لم تتعرض لسوء خلال فترة احتجازهن منذ مطلع ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وقالت: «جميعنا، الأشخاص الـ16 الذين كنا هناك، لم نتعرض لأي مساس بنا أو سوء».
أضافت: «المعاملة كانت جيدة، حسنة، حتى أن شخصا يدعى جورج حسواني (أحد وجهاء يبرود) وضع في تصرفنا كل البناية» التي احتجزن فيها في يبرود، أبرز معاقل المعارضة في القلمون قرب الحدود اللبنانية.
وقالت سياف بأن «الجبهة (النصرة) كانت معاملتها جيدة معنا.. كانت توفر لنا كل طلباتنا». وأضافت ردا على سؤال عن سبب عدم وضعهن الصلبان أثناء الاحتجاز، أن الخاطفين لم يطلبوا ذلك، بل إن الراهبات فضلن عدم وضعه لأنهن رأين أن وضعه لم يكن مناسبا نظرا لظروف الاحتجاز.
وكانت عملية الإفراج تأخرت ساعات طويلة، وقال اللواء إبراهيم إن «الخاطفين حاولوا في اللحظة الأخيرة التغيير وتحقيق مكتسبات أكبر، لكننا قلنا لهم بأننا ننفذ ما اتفقنا عليه، وإلا نوقف العملية».
وشكر الرئيس اللبناني ميشال سليمان في اتصال هاتفي أمس «أمير قطر والدولتين السورية والقطرية والأطراف المعنية بهذا الملف للمساعي التي ساهمت في إطلاق الراهبات».
ويوضح الخبير الاستراتيجي العميد اللبناني المتقاعد أمين حطيط، لـ«الشرق الأوسط» أن عملية إطلاق الراهبات جاءت نتاج ثلاثة عوامل، أولها «الضغط العسكري الميداني الذي مارسه الجيش السوري وحلفاؤه في يبرود، ما جعل إمكانية استمرار تحكم الجهة الخاطفة بمصير الراهبات غير مضمون، ودفعها إلى الموافقة على المضي بالصفقة».
ويتمثل العامل الثاني، وفق حطيط، بـ«المصلحة المشتركة بين الجهة الخاطفة، أي جبهة النصرة، وقطر، التي تمولها وتشكل مرجعيتها السياسية»، لافتا إلى أن «مصلحة النصرة هي في التخلص من العبء ومصلحة قطر في أن تنقذ جبهة النصرة من تداعيات هذا العبء». وفي إطار شرحه للعامل الثالث، يرى حطيط أن «من مصلحة قطر أن تظهر نفسها فاعلة في عملية إنسانية، بما يخرجها من المسؤولية المباشرة عن الجهة الخاطفة إلى موقع الوسيط مع هذه الجهة»، عادا أنها تسعى من وراء ذلك إلى «كسر عزلة فرضتها عليها قرارات السعودية والإمارات والبحرين وإلى منافسة السعودية على محاربة الإرهاب، بمعنى أنها تقدم نفسها وكأنها تضغط لتخفف مفاعيل الأعمال الإرهابية».
ويشير حطيط في الوقت ذاته، إلى أنه «لم يكن ممكنا لقطر القيام بدور الوساطة لولا إيجاد الطرف المفاوض وتمثل بلبنان من خلال اللواء عباس إبراهيم، الذي أنجح العملية بموازاة الدور السوري العسكري».
في موازاة ذلك، يشرح الباحث اللبناني أستاذ العلاقات الدولية سامي نادر في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، القرارات المتخذة في عدد من الدول العربية التي تكرس سقوط الرهان على «الإخوان المسلمين» أو «الإسلام السياسي»، انطلاقا من تجربة مصر مرورا بالمشهد السياسي القائم حاليا في تونس ولبنان والعراق وصولا إلى قرارات دول في مجلس التعاون الخليجي وحظر السعودية للمجموعات الإرهابية. ويقول نادر «هناك خيار مشترك سقط في هذه الدول مقابل طغيان الخيار البديل»، ليستنتج أن «هدف قطر من خلال مساعيها مع الخاطفين التأكيد على أنها لا تزال تتمتع بنفوذ»، وإن كان يعتقد أن ما قامت به «لا يتخطى مجرد تلميع لصورتها إزاء تراجع نفوذ الإسلام السياسي».
ويعرب نادر عن اعتقاده بأن السؤال الأساس يبقى «هل تسعى قطر إلى النفوذ بأي ثمن؟ وهل يتطلب منها هذا النفوذ السير على حافة الهاوية أم الانتقال إلى الضفة الأخرى؟». ويضيف: «أين يبدأ دور الوسيط وما هي حدوده؟ وهل يمكن أن يصل إلى حد التضحية بالاستقرار والمصالح العربية».
وفي موازاة إشارة نادر إلى أن «قطر أمام خيارين: إما أن تلعب دور الوسيط وبناء الجسور أو أن تلعب النفوذ بأي ثمن وإن كان على حساب الحقوق العربية»، يعرب حطيط، الخبير الاستراتيجي المقرب من حزب الله، عن اعتقاده بأنه لا يزال من المبكر توقع نتائج الجهود القطرية وتداعياتها على علاقتها بالنظام السوري.
ويقول حطيط في هذا السياق: «من السابق لأوانه أن تنتقل قطر إلى الخانة الإيجابية مباشرة لكنها بالتأكيد تسعى للانفتاح على دمشق، وإذا التزمت بالشروط السورية لفتح الباب ستسرع الأمور بطبيعة الحال». ويحصر هذه الشروط بثلاثة: «تغيير أداء مؤسساتها الإعلامية والانتقال إلى الموقع المحايد على الأقل؛ وقف عمليات الجهات الإرهابية التي تمولها وتحديدا (داعش) و(النصرة)، إضافة إلى وقف العدائية في الجامعة العربية، علما بأن قطر لم تكن رأس حربة ضد سوريا». ويرى أن «اختبار الانفتاح على سوريا يلزمه فترة تجريبية تتراوح بين أسبوعين وشهر»، متوقعا أن «تقدم قطر تنازلات عدة خلال الفترة المقبلة، خصوصا أن صراعها مع بعض الدول العربية بات متقدما ودخل إلى منطقة اللاعودة».
وفي غضون ذلك، عد مدير عام الأمن العام السابق في لبنان جميل السيد، في بيان، أمس، أن «القيادتين السورية والقطرية بذلتا الكثير من الجهود والتضحيات متجاوزتين الخلافات والاعتبارات السياسية في سبيل تحقيق هذا الهدف الإنساني النبيل (الإفراج عن الراهبات)»، آملا «أن يكون هذا التعاون فاتحة خير لعودة التواصل الأخوي بين الدول العربية، ما يؤدي إلى وقف الحرب المجنونة والعبثية على سوريا التي باتت تطال بأخطارها المنطقة العربية بأسرها من دون استثناء».
منظمات دولية تتهم دمشق باستخدام الجوع كـ«سلاح حرب»
الائتلاف يؤكد حالات اختناق من غازات سامة بجوبر.. ومقتل رابع قيادي في «داعش» خلال يومين
بيروت: نذير رضا لندن: «الشرق الأوسط»
اتهمت منظمات دولية، أمس، النظام السوري بارتكاب «جرائم حرب» في ظل حصارها لمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق، وانهيار نظام الرعاية الصحية، ما تسبب بموت أطفال حديثي الولادة، بينما سجل تقدم ميداني للقوات السورية في حماه ودرعا، تمثل باستعادة السيطرة على منطقتين، في ظل القصف الجوي الذي تتعرض له مناطق متفرقة في حلب وريف دمشق. وفي غضون ذلك، نعى تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) مقتل أحد قيادييه في مدينة الرقة، ليكون هذا القيادي الرابع في التنظيم الذي يلقى حتفه خلال أقل من يومين.
وبرز تطور لافت في ريف دمشق أمس بإعلان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إصابة خمسة مدنيين أول من أمس بحالات اختناق «نتيجة استهداف قوات النظام لحي جوبر، شرق العاصمة دمشق، بغازات سامة». ونقل الائتلاف، في بيان نشر على موقعه الإلكتروني، عن أحد الأطباء الموجودين في النقطة الطبية، أن المصابين «فور وصولهم كانت تظهر عليهم أعراض تعرق وتضيق في حدقة العين وضيق في التنفس».
وطالب الائتلاف «الأمم المتحدة بالقيام بواجباتها في حماية المدنيين السوريين، والتدخل الفوري والعاجل لحماية السلم والأمن الدوليين وفقا لميثاق الأمم المتحدة»، داعيا «منظمة حظر الأسلحة الكيماوية بالتحقيق في الحادثة واتخاذ الإجراءات اللازمة في حال جرى التأكد من نقض النظام وانتهاكه للاتفاق المتعلق بتسليم أسلحته الكيماوية».
واتهمت منظمة العفو الدولية، أمس، القوات النظامية باستخدام الجوع كـ«سلاح حرب»، بحصارها حي اليرموك الذي تسبب بمقتل نحو 200 شخص، معظمهم ماتوا من الجوع. وقالت منظمة العفو إن «مئات الآلاف من السكان المدنيين في اليرموك قتلوا أو أصيبوا أو هلكوا نتيجة للتجويع المتعمد وتدمير وسائل دعمهم أو نتيجة الهجمات المباشرة على المدنيين والهجمات العشوائية». وقال كريس جونيس، المتحدث باسم الأونروا، إن الاشتباكات والقصف استمرا في اليرموك خلال مطلع الأسبوع وإن الوكالة لم تتمكن من إيصال المساعدات الإنسانية طوال الأيام التسعة الماضية.
ووصف المدير الإقليمي لمنظمة العفو فيليب لوثر حصار اليرموك بأنه «يصل إلى حد العقاب الجماعي للسكان المدنيين»، داعيا الحكومة السورية لأن تنهي حصارها «فورا وأن تسمح لوكالات المساعدات الإنسانية بالدخول دون أي قيود لمساعدة المدنيين المعذبين».
ولم يبقَ في اليرموك سوى 20 ألفا يعيشون تحت حصار بدأ أواخر عام 2012، قبل أن يتضاعف في يوليو (تموز) الماضي حين اشتبك مقاتلون من جبهة «النصرة» و«الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) مع القوات النظامية. وأحصت منظمة العفو مقتل 194 مدنيا في اليرموك منذ ذلك الحين، مشيرة إلى أن ثلثي هذا العدد مات من الجوع.
وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) وزعت الطعام على من بقوا من سكان اليرموك بموجب اتفاق أبرم في منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي برعاية فلسطينية. ويعاني الآن 60 في المائة من المدنيين المحاصرين في مخيم اليرموك من سوء تغذية، في حين لم تدخل إلى المخيم من أشهر عدة الفواكه أو الخضار.
وذكرت منظمة العفو، في تقريرها، أن «حصار اليرموك ليس إلا الأكثر فتكا في سلسلة عمليات حصار مسلحة تفرضها القوات المسلحة السورية أو مجموعات مسلحة تابعة للمعارضة» على مناطق آهلة بالمدنيين في أنحاء مختلفة من سوريا، مشيرا إلى أن عدد هؤلاء المحاصرين في سائر أنحاء البلاد «يبلغ 250 ألف شخص». ورغم الظروف الإنسانية البالغة الصعوبة، تواصلت أمس العمليات العسكرية في مختلف أنحاء البلاد. وقال ناشطون إن القصف على منطقة مخيم خان الشيخ في ريف دمشق «تضاعف خلال الأسبوع الأخير قبل أن تحاول القوات النظامية التدخل لاقتحام الحي». وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة في محاولة من القوات النظامية اقتحام المدينة من الجهة الشرقية.
وشهدت جبهة القلمون هدوءا نسبيا، بحسب ما أفاد به ناشطون، قالوا إن المنطقة «خيم عليها هدوء حذر اخترقته اشتباكات متقطعة في جبهة ريما مع بعض القصف المتقطع على جبهة ريما ومداخل يبرود، غداة قصف عنيف تعرضت له أحياء في يبرود رنكوس وجيرود وبخعة ومضايا».
بموازاة ذلك، أفاد ناشطون بتقدم القوات النظامية من أطراف مدينة كرناز في ريف حماه الشمالي بعد مقتل أكثر من 20 عنصرا من الكتائب خلال اشتباكات عنيفة وقعت مساء السبت واستمرت حتى صباح أمس. كما تقدمت القوات النظامية في منطقة السوق في درعا، بعد اشتباكات اندلعت قبل شهر، شهدت عمليات كر وفر، أسفرت عن سيطرتها على سوق درعا، المتمثلة بشارعي هنانو والقوتلي وساحة بصرى. من جهة أخرى، أعلن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) مقتل أحد قيادييه في مدينة الرقة، ليكون هذا القيادي الرابع في التنظيم الذي يلقى حتفه خلال أقل من يومين.
ونعت «مؤسسة الفرقان» التابعة لـ«داعش» القيادي «أبو صهيب الليبي» في الرقة، دون تفاصيل حول ظروف ومكان وفاته، بينما أفاد ناشطون بـ«وقوع انفجار في الرقة استهدف فندق (أوديسا) الذي تتخذه (داعش) مقرا لها، ما تسبب بمقتل عدد من مقاتليها».
وجاء ذلك غداة إعلان «داعش» مقتل ثلاثة من قيادييها وهم أبو عوف الليبي الملقب بـ«الأسد الهمام»، وأميره العسكري أبو مكرمة الأنصاري، إضافة إلى من وصفته بـ«المساعد الأول للقائد أبو وهيب».
وكانت «داعش» أعلنت أيضا مقتل «أبو بكر الحلبي»، مسؤولها المالي العام، وأحد أهم مؤسسي «الإدارة الإسلامية للخدمات في مدينة الرقة شمال وسط سوريا على يد النصيرية»، في إشارة إلى قوات النظام.
الغموض يلف هويات المعتقلات المفرج عنهن ضمن صفقة راهبات معلولا
تسع على الأقل عرفت أسماؤهن.. واستياء علوي
بيروت: «الشرق الأوسط»
لم يعرف من المعتقلات السوريات الـ152 اللواتي أطلق سراحهن في صفقة مقابل الإفراج عن راهبات دير معلولا أول من أمس، سوى تسع فقط، أفرج عنهن من سجن عدرا في العاصمة دمشق بعد أن أحلن على محكمة الإرهاب. وفي حين برز اسم زوجة أحد قياديي تنظيم «جبهة النصرة» كواحدة من المعتقلات المفرج عنهن مع أولادها الأربعة، ظلت أسماء البقية مجهولة.
وعلى الرغم من أن «جبهة النصرة» التي احتجزت الراهبات لمدة ثلاثة أشهر قدمت قائمة بأسماء ما يقارب 1000 امرأة معتقلة في السجون النظامية لتبادلهن مع راهبات دير معلولا ضمن الصفقة التي جرت بوساطة لبنانية – قطرية، إلا أن «السلطات الرسمية في دمشق لم توافق على الإفراج سوى على 152 سجينة»، بحسب ما أكد رئيس «الرابطة السورية لحقوق الإنسان»، عبد الكريم ريحاوي لـ«الشرق الأوسط»، موضحا أن «النظام السوري نفى وجود بعض الأسماء في سجونه، ما يعني أن هؤلاء قد تعرضن للموت تحت التعذيب». وأشار الريحاوي إلى «وجود شهادات موثقة تؤكد موت أكثر من 10 سجينات بشكل يومي في سجن الفرع 215 في دمشق، نتيجة التعذيب وسوء الأوضاع الإنسانية».
ولفت الحقوقي السوري إلى «صعوبة الحصول على معلومات حول هوية المعتقلات المفرج عنهن ضمن صفقة التبادل مع الراهبات في الوقت الحالي بسبب عدم وجود ممثل عن المعارضة يمكن التواصل معه». وأشار في الوقت نفسه إلى توثيق أسماء تسع معتقلات أفرج عنهن أول من أمس، من سجن عدرا في دمشق، هن رويدة كنعان وقمر الخطيب ورندا الحاج عواد وزاهية عبد النبي وياسمين البلشي ودلال الكردي وحورية عياش وهنادي الحسين ومجدولين الباير. ورجح الريحاوي أن «تكون معظم المعتقلات المفرج عنهن قد خرجن من الفروع الأمنية الموجودة في العاصمة دمشق».
وكانت وكالة الأنباء الألمانية نقلت عن مصدر حقوقي أمس تأكيده إطلاق سراح معتقلات من سجون النظام السوري.
وأوضح المصدر وهو محام وناشط في حقوق الإنسان، فضل عدم الكشف عن اسمه، أنه أطلق «سراح الكثير من المعتقلات اللواتي تتم محاكمتهن أمام محكمة الإرهاب في إطار عملية تبادل». ولفت إلى أن «المعتقلات اللواتي أفرج عنهن في محكمة الإرهاب لسن الوحيدات ضمن المفرج عنهن بإطار الصفقة».
ونشر الناشط الإعلامي، هادي العبد الله الذي واكب عملية التبادل صورة على صفحته على «فيسبوك» قال إنها تعود لبعض المعتقلات المفرج عنهن. كما نشر صورة ثانية لطفلة تدعى هاجر (7 سنوات) قال إنها كانت محتجزة في السجون النظامية منذ ستة أشهر وأطلق سراحها ضمن الصفقة، ما يثبت أن من بين المفرج عنهن عددا من الأطفال.
ويحتجز النظام السوري في سجونه، بحسب تقارير حقوقية أكثر من سبعة آلاف امرأة بتهم تتعلق بمشاركتهن بنشاطات لدعم المعارضة. وبث ناشطون مقطعا مصورا على موقع «يوتيوب» يظهر جانبا من عملية تبادل الراهبات مع الأمن اللبناني في منطقة عرسال شرق لبنان، وتسلم عدد من المعتقلات من قبل مقاتلي المعارضة.
وبحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أفرج عن امرأة وأبنائها الأربعة كانوا معتقلين لدى النظام ووصلوا إلى يبرود، واصفا الإفراج عن هؤلاء الخمسة بأنه كان «عربون حسن نية» من جانب السلطات السورية، في حين أشارت تقارير إعلامية إلى أن هذه «المرأة هي زوجة قيادي في جبهة النصرة». وأوضح المرصد أن «أربع حافلات تقل 150 معتقلة وصلت الحدود اللبنانية – السورية في إطار صفقة التبادل».
وفي سياق متصل، ظهر استياء شديد داخل أوساط الطائفة العلوية التي تدعم النظام السوري ويتحدر منها الرئيس بشار الأسد بعد عملية التبادل التي أفضت إلى الإفراج عن راهبات معلولا، بسبب موافقة النظام على عمليات تبادل مختطفين إيرانيين أو لبنانيين، مقابل الإفراج عن معتقلين ومعتقلات في سجونه، ورفضه عمليات تبادل مختطفين مدنيين من أبناء الطائفة العلوية، بحسب ما أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، ناقلا عن أحد أهالي الأسرى العلويين قوله: «على ما يبدو أن حزب الله والإيرانيين، هم أهم من أبنائنا لدى النظام».
وتحتفظ كتائب المعارضة لا سيما الإسلامية منها بعدد كبير من الأسرى العلويين الذي كانوا يقاتلون ضمن الجيش النظامي أو قوات الدفاع الوطني الموالي له، إلا أن بعض الأسرى هم من المدنيين العلويين احتجزتهم كتائب المعارضة خلال معاركها مع القوات النظامية في مناطق عدرا العمالية بريف دمشق وقرى ريف اللاذقية.
قتلى بالبراميل المتفجرة بحلب وقصف على يبرود
قالت شبكة شام إن قتلى وجرحى سقطوا الثلاثاء جراء إلقاء البراميل المتفجرة على حي حندرات في حلب، بينما قصف الطيران الحربي مدينة يبرود والتلال المحيطة بها في منطقة القلمون في ريف دمشق.
ويوضح ناشطون أن الطيران الحربي ألقى ما لا يقل عن سبعة براميل متفجرة على حي حندرات، بينما تم استهداف حي مساكن هنانو ببرميلين متفجرين.
في المقابل، قال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن مقاتلي الجيش الحر استهدفوا مقار قوات النظام في حي الراشدين بحلب، وسط قصف نظامي بالمدفعية الثقيلة على المدينة الصناعية ومنطقة الشيخ نجار بحلب.
وفي ريف حلب، ذكرت شبكة سوريا مباشر أن مقاتلي المعارضة قصفوا بقذائف الهاون مقار قوات النظام في اللواء 80 القريب من مطار النيرب العسكري بريف حلب الشرقي، في حين قصفت قوات النظام قرية بيانون بريف حلب الشمالي. كما أدى قصف مصنع في بلدة حيان بريف حلب إلى سقوط جرحى.
وفي ريف دمشق، قالت شبكة شام إن الطيران الحربي قصف صباحا مدينة يبرود والتلال المحيطة بها في منطقة القلمون، مشيرة إلى أن اشتباكات عنيفة تدور في يبرود بين الجيش الحر وقوات النظام المدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني.
من جهتها، قالت القيادة العسكرية الموحدة في القلمون إن الجيش الحر قتل ثلاثين عنصرا من قوات النظام وحزب الله في جبهة العقبة بريف مدينة يبرود.
وقد كثّف الجيش النظامي المدعوم بعناصر من حزب الله عملياته العسكرية على منطقة يبرود بالقلمون، وهي منطقة إستراتيجية للنظام من أجل تأمين الطريق إلى ساحل البحر المتوسط.
تصاعد سحب الدخان بأحياء درعا
قصف ومعارك
في الأثناء، شن الطيران الحربي ثلاث غارات على منطقة رأس المعرة بالقلمون في ريف دمشق، كما ألقى براميل متفجرة على مدينة داريا بريف دمشق.
كما قصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة أحياء مخيم اليرموك وجوبر في دمشق تزامنا مع اشتباكات دارت على مداخل حي مخيم اليرموك.
وفي درعا، ألقى سلاح الجو براميل متفجرة على بلدة أم المياذن ومنطقة غرز في ريف درعا وسط اشتباكات بين كتائب الجيش الحر وقوات النظام.
كما ألقى الطيران المروحي عدة براميل متفجرة على أطراف بلدة النعيمة بريف درعا، في المقابل استهدف مسلحو المعارضة تجمعات الأمن والشبيحة داخل مبنى صوامع الحبوب في ريف المدينة.
وقال مراسل الجزيرة في درعا إن قوات النظام أرسلت أمس تعزيزات إلى المحافظة استعدادا لفك حصار الجيش الحر عن حواجز قوات النظام في منطقة غرز، مشيرا إلى أن اشتباكات عنيفة تدور منذ الصباح على أطراف بلدة النعيمة.
وفي حمص، قامت قوات النظام بقصف حي الوعر بالرشاشات والمدفعية الثقيلة، في حين أدى قصف قذائف الهاون إلى سقوط قتلى وجرحى بمدينة الرستن في ريف حمص.
في غضون ذلك، تدور اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام بالقرب من مدينة مورك بريف حماة بالتزامن مع قصف الطيران الحربي للمدينة، وفقا للمؤسسة الإعلامية في حماة.
اشتباكات وغارات
وكانت اشتباكات عنيفة قد اندلعت أمس بين الجيش الحر وقوات النظام عند حاجز المغير بريف مدينة حماة بالتزامن مع استهداف الحاجز بقذائف الهاون.
كما استهدف قصف مدفعي للقوات النظامية مدينة كفرزيتا بريف حماة الشمالي.
واقتحمت قوات النظام حي الحميدية بمدينة حماة، واعتقلت أكثر من خمسين شخصا بينهم عائلات بأكملها.
وتواصلت الاشتباكات العنيفة للشهر الثاني على جبهة مورك بالريف الشمالي لحماة في محاولة من النظام لاقتحام المدينة. وتكمن أهمية مورك في موقعها الإستراتيجي على الطريق الدولي بين دمشق وحلب.
وفي اللاذقية، شن الطيران الحربي عدة غارات على قرى جبل التركمان بريف المحافظة واستهدف مستشفى ميدانيا.
وفي القنيطرة، قالت شبكة شام إن قصفا عنيفا بالمدفعية الثقيلة هز البلدات والمناطق المحررة بريف القنيطرة الجنوبي، بينما جرت اشتباكات بين كتائب الجيش الحر وقوات النظام.
وأفادت شبكة شام بأن الجيش الحر استهدف بالأسلحة الثقيلة سرية زبيدة التابعة لقوات الأمن والشبيحة بريف المدينة. وأضافت أن تلك العملية جاءت بعد اشتباكات متقطعة بين الطرفين خلال الأيام الماضية.
وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قد وثقت لمقتل67 شخصا أمس الاثنين في جميع أنحاء سوريا، منهم 13 من الجيش السوري الحر واثنان تحت تعذيب.
اليونيسيف ترصد وضعا كارثيا لأطفال سوريا
قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن آلاف الأطفال قتلوا في سوريا، وأكدت أن الإصابات التي لحقت بالسوريين الصغار تعد الأعلى في أي صراع وقع بالمنطقة في الآونة الأخيرة، ورصدت المنظمة عددا من الأخطار التي تحدق بالأطفال السوريين وخاصة ما تعلق منها بتجنيدهم في الحرب.
وذكر تقرير لليونيسيف صدر تحت عنوان “الحصار، الأثر المدمر للأطفال”، أنه وبعد ثلاث سنوات من بدء الأزمة في سوريا فقد آلاف الأطفال حياتهم، وأشار إلى أن إحصائيات الأمم المتحدة تؤكد مقتل ما لا يقل عن عشرة آلاف طفل في الحرب السورية، وأكد أن العدد الحقيقي ربما أعلى من ذلك.
وقال التقرير إن معدل الإصابات بين الأطفال كان أعلى معدل سجل في أي صراع وقع بالمنطقة في الآونة الأخيرة.
وأوضح أن عدد الأطفال الذين أثرت عليهم الحرب الأهلية في سوريا زاد أكثر من المثلين خلال العام الأخير، وأشار إلى أن الأزمة أثرت على نحو 5.5 ملايين طفل سوري بينهم نحو ثلاثة ملايين نازح داخل البلاد و1.3 مليون لاجئ.
وتقول اليونيسيف في تقريرها إن نحو ثلاثة ملايين طفل في سوريا والدول المجاورة غير قادرين على الذهاب إلى المدارس بانتظام، وأوضحت أن هذا الرقم يشكل نحو نصف سكان سوريا ممن هم في مرحلة الدراسة، وأن ما يقدر بمليون طفل سوري محاصرون أو في مناطق يصعب الوصول إليها, وأن الملايين مهددون بأن يكونوا جيلا ضائعا.
وأكدت المنظمة الأممية أن الأخطار التي تحدق بالأطفال السوريين تتعدى الموت والإصابة، فقد “تم تجنيد أطفال صغار في سن 12 عاما لدعم القتال، بعضهم في معارك فعلية وآخرون للعمل كمرشدين أو حراس أو مهربي سلاح”.
وأكدت أن الظروف الحالية أرغمت الأطفال على دخول سوق العمل مبكرا، وقالت إن طفلا من بين عشرة أطفال سوريين بمخيمات اللاجئين اضطروا للعمل المبكر، في حين أرغمت طفلة من بين خمس على الزواج مبكرا.
وأشارت المنظمة إلى أن الحرب حرمت صغار سوريا من كل أوجه طفولتهم، وجاء في التقرير “لقد فقدوا فصولهم الدراسية ومدرسيهم وأشقاءهم وشقيقاتهم وأصدقاءهم ومن يقدمون لهم الرعاية ومنازلهم واستقرارهم”.
زوجة قيادي بالنصرة وأطفالها مقابل الراهبات
دبي – العربية.نت
لا تزال التفاصيل تتكشف عن صفقة تبادل راهبات معلولا بالسجينات السوريات. فعلى الرغم من أهمية الإفراج عن الراهبات السوريات، غابت التفاصيل عن المعتقلات اللواتي أفرج عنهن، كما غابت تغطية فرحة خروجهن للحرية أو لقاء أسرهن. لكن اسماً برز بين هؤلاء المعتقلات.
فقد تداول العديد من النشطاء السوريين فيدو يظهر امرأة مع أطفالها الأربعة تم تسليمها إلى “جبهة النصرة” إثر تسليم الراهبات.
وفي تطابق للمعلومات التي راجعتها “العربية نت”، تبين أن تلك المرأة “اللغز” هي سجينة عراقية تدعى سجى حميد الدليمي، وهي زوجة مسؤول في “القاعدة”، كان النظام السوري قد اعتقلها مع أطفالها، في إحدى العمليات بريف دمشق.
ورجحت العديد من المعلومات المتداولة أن يكون اسم تلك المعتقلة من ضمن الأسباب العديدة الأخرى التي أخرت الصفقة وعرقلتها، بعد تمنع النظام السوري عن الإفراج عنها بحجة أنها غير سورية.
يذكر أنه بعد تداول الفيديو المذكور على مواقع التواصل الاجتماعي، رسمت العديد من علامات الاستفهام حول “خصوصية” تسليم تلك المرأة وأطفالها الأربع.
وكان أفرج فجر الاثنين عن 13 راهبة من مدينة معلولا السورية وثلاث سيدات يعملن في دير مار تقلا، بعد احتجازهن لأشهر على أيدي مجموعة مسلحة من جبهة النصرة. وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أن صفقة الإفراج عن الراهبات تتضمن أيضاً إطلاق سراح حوالي 150 امرأة معتقلة لدى النظام السوري.
من جهته، أكد المدير العام للأمن اللبناني اللواء عباس إبراهيم، الذي توسط لإطلاق سراح الراهبات، أن السيدات بخير، وأن عدد المفرج عنهن 16، أي الراهبات ومساعدات لهن.
سوريا غارقة في الدمار.. والأسد يتحدث عن السكن اللائق
دبي – العربية.نت
يبدو أن نظام الأسد انفصل تماماً عن الواقع. وكأن كل التصريحات والتقارير الأممية التي تكلمت عن أن الشعب السوري بات أكبر كتلة لاجئة في العالم، لم تصل إلى آذانه.
فبعد أن شردهم قصف النظام الذي لم يترك منزلاً أو زاوية أو حياً إلا ودكته مدافعه وبراميله المتفجرة، حتى سوته بالأرض، ها هو الأسد يتحدث عن تأمين السكن.
فقد وزع ناشطون سوريون على مواقع إخبارية صوراً للدمار الهائل في سوريا، فيما الأسد يتحدث عن تأمين المنازل للمواطنين وعن العدالة الاجتماعية. لا بل إن الأسد، وفي معرض اطلاعه على مشاريع سكنية، في المزة وكفرسوسة واللوان والقدم الغربي والشرقي وعسالي ونهر عيشة وبيادر نادر والدحاديل، أكد على ضرورة تأمين السكن اللائق للمواطن وتحقيق العدالة الاجتماعية وتحسين الوضع الاقتصادي.
لربما أراد بتأمين السكن، المزيد من البيوت التي ستشكل مرمى لمدافع النظام، عله يحطم رقماً قياسياً بتدمير المنازل وتشريد البشر. أما عن تحسين الوضع الاقتصادي، فقد غاب عن بال النظام ما قالته بالأمس فقط منظمة العفو الدولية عن استخدام الجيش السوري الجوع كـ”سلاح حرب”، لا سيما في حصاره لمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق. يأتي هذا الاتهام ليعزز العديد من التقارير التي تحدثت عن المجاعة، وآخرها ما نشره برنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة، الذي حذر من خطر المجاعة التي تهدد حياة السوريين، لا سيما في المناطق الشمالية الشرقية من سوريا، والتي تضم محافظات الرقة ودير الزور والحسكة.
يذكر أن تقريراً صادراً السنة الماضية عن “لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا” (الاسكوا)، أشار إلى أن ما يقارب من مليون ونصف المليون منزل تعرضت للدمار في سوريا، تضاف طبعاً إلى دمار البنى التحتية من مياه وكهرباء وصرف صحي.
كما لفت تقرير حديث للشبكة السورية لحقوق الإنسان، إلى أن الانتهاكات المتعلقة بتشريد السوريين، احتلت الصدارة، حيث شردت القوات الحكومية داخل سوريا أكثر من 6.395 مليون مواطن سوري. وأحصى التقرير أكثر من 4.5 مليون مواطن سوري بحاجة إلى مساعدات غذائية، في حين لجأ أكثر من 3.6 مليون مواطن سوري إلى دول العالم. ولجأ النظام السوري، حسب التقرير، إلى الحصار كسلاح حرب فتاك، حيث حوصرت المدن والأحياء الثائرة، وتم منع الطعام والدواء، مما تسبب بمقتل أكثر من 846 شخصاً بسبب الحصار والجوع.
أسلحة نوعية جديدة تصل إلى الجيش السوري الحر
دبي – قناة الحدث
قالت صحيفة “ذي تايمز” البريطانية إن الجيش الحر في سوريا تسلم أسلحة نوعية جديدة من شأنها أن تدعم موقفه في المواجهات مع النظام ولا سيما على الجبهة الجنوبية.
وقالت الصحيفة إن الأسلحة الجديدة تتضمن صواريخ صينية الصنع مضادة للدبابات وتأتي هذه الصفقة بدعم عربي بعد خسارة الجيش الحر للكثير من مواقعه على الأرض مع تراجع الدعم الدولي ورفضه تزويدهم بأسلحة نوعية.
وأوردت الصحيفة في وصفها للدفعة الجديدة من الأسلحة التالي: “شحنة جديدة من الأسلحة تصل إلى أيدي الثوار في سوريا قد تلعب دورا هاما في تغيير الواقع على الأرض”، مؤكدة أن الجيش السوري الحر قد تلقاها مؤخرا.
وبحسب الصحيفة فإن الأسلحة التي تلقتها المعارضة السورية لعبت دورا هاما في إحراز المعارضة تقدما نوعيا خلال المواجهات التي شهدتها الأجزاء الجنوبية من البلاد ولا سيما ما شهدته جبهة القنيطرة مؤخرا.
ووجدت الأسلحة النوعية الجديدة طريقها أيضا إلى مقاتلي المعارضة في منطقة القلمون ولاسيما في يبرود التي تشهد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام المدعومة بعناصر حزب الله. حيث تبين تسجيلات مصورة 13 صاروخا موجها مضادا للدبابات خلال إنزالها في منطقة جبال القلمون قرب لبنان.
وأكد خبراء عسكريون للصحيفة أن العلامات على الصواريخ أظهرت أنها من طراز “إتش جيه-9” صينية الصنع وهو الطراز الأكثر تقدما مقارنةً بما شوهد في سوريا، ويعتقد بأنه وصل بأعداد أقل من 100 الى الجيش السوري الحر.
وقالت مصادر مطلعة إن الأسلحة الجديدة تمثل قرارا من دول عربية بدعم المعارضة السورية بعد الموقف المتأرجح من قبل الغرب والذي جعلها تخسر الكثير من مواقع كانت كسبتها من النظام، وهو ما يشكل التحرك الفعلي الأكثر إذا ما أعطت هذه الأسلحة دفعا عسكريا للجيش الحر على جبهتي درعا جنوبا والقلمون شمالا، بما يشكل ضغطا عسكريا كبيرا على مقر قيادة النظام في دمشق.
اليونيسيف: 5.5 مليون طفل سوري في خطر
عمان – فرانس برس
حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” الثلاثاء في تقرير من أن مستقبل 5,5 مليون طفل سوري بات “معلقا في الهواء”، منهم نحو مليون طفل يتعرضون للأذى الأكبر بسبب النزاع الدائر منذ نحو ثلاث سنوات في سوريا.
وحذر التقرير الذي حمل عنوان “تحت الحصار، الأثر المدمر على الأطفال خلال ثلاثة أعوام من النزاع في سوريا” من أن “مستقبل 5,5 مليون طفل في داخل سوريا ولاجئين في دول الجوار معلق في الهواء بينما يسبب العنف وانهيار الخدمات الصحية والتعليمية والضيق النفسي الشديد وتدهور الوضع الاقتصادي للعائلات في تدمير جيل كامل”.
وقالت المنظمة في التقرير إنه “بينما يقترب النزاع في سوريا من نقطة تعيسة أخرى، أصبح عدد الأطفال المتأثرين نتيجة الأزمة ضعف ما كان عليه قبل عام”.
وأوضحت أن “الأطفال الذين يتعرضون للأذى الأكبر هم مليون طفل داخل سوريا عالقين في المناطق المحاصرة أو في مناطق من الصعب الوصول إليها أو تقديم المساعدات الإنسانية فيها بسبب استمرار العنف”.
ونبه التقرير إلى “معاناة الأطفال وعائلاتهم العالقين في المناطق الخاضعة للحصار على مدى شهور طويلة، إذ ينقطع أولئك الأطفال عن الإغاثة ويعيشون بين دمار المباني ويعانون للحصول على الطعام”.
وأضاف أن “الأطفال في تلك المناطق يعيشون بدون أي نوع من الحماية أو الرعاية الصحية أو الدعم النفسي والوصول المحدود للغاية الى المدارس”.
وأوضح أنه “في بعض الحالات، تعتبر هي الأسوأ، تم استهداف الأطفال والنساء الحوامل عمداً من قبل القناصة مما تسبب بمقتلهم أو إصابتهم بجراح”.
تحذيرات أممية من مجاعة تهدد شرق سوريا
دبي – قناة العربية
أصدرت منظمات دولية تحذيراً جديداً حول تردي الأوضاع الإنسانية في البلاد، وحذر التقرير الذي نشره برنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة من خطر المجاعة التي تهدد حياة السكان، لا سيما في المناطق الشمالية الشرقية من سوريا، والتي تضم محافظات الرقة ودير الزور والحسكة.
وأضاف التقرير أن القتال والقيود المفروضة من قبل نظام الأسد ما زالت تعرقل إيصال المساعدات في 12 محافظة من محافظات سوريا والبالغ عددها أربع عشرة محافظة، ولا سيما في المحافظات الثلاث شمال شرقي البلاد.
وقال برنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة إنه، وبالرغم من عدم إمكانية الحصول على أعداد مؤكدة للوفيات بسبب الجوع إلا أن هناك مؤشرات على نطاق واسع تبعث على القلق فيما يتعلق بالتغذية.
وقالت المنظمة الدولية إنها لم تتمكن في شهر فبراير من الوصول إلى نصف مليون شخص كانوا بحاجة إلى مساعدات غذائية.
وأضاف البرنامج أن الأوضاع الإنسانية في دير الزور “تتدهور بسرعة” وسط نقص في المواد الغذائية وارتفاع الأسعار في الأسواق، وهو ما يجعل أكثر من 550 ألف شخص “عرضة لخطر انعدام الأمن الغذائي”.
لكن البرنامج قال إنه استطاع للمرة الأولى منذ أشهر توصيل مساعدات غذائية إلى أكثر من سبعين ألف شخص في مناطق كان يتعذر الوصول إليها، وهي إدلب ودرعا ودير الزور وريف دمشق، كما استطاع البرنامج خلال الأيام القليلة الماضية توصيل المساعدات الغذائية إلى 20 ألف شخص في الحولة في ريف حمص للمرة الأولى منذ مايو.
ووصلت شاحنات تحمل حصصا غذائية تكفي لعشرين ألف شخص إلى محافظة الرقة للمرة الأولى منذ ستة أشهر، وقام البرنامج بتسليم مواد غذائية إلى 17500 شخص في مخيمات النازحين في منطقة حارم شمالي إدلب.
ورغم هذا التقدم الطفيف في إيصال المساعدات إلى المناطق المتضررة إلا أن تقرير منظمة الغذاء العالمي ينقل صورة غير مبشرة عن الواقع الغذائي في سوريا، ولا سيما في مناطق الشمال الشرقي والتي كانت في يوم من الأيام سلة الغذاء لسوريا.
ناجية من مجزرة الزارة بريف حمص تروي المأساة
العربية.نت
روت امرأة ناجية من مجزرة الزارة بريف حمص بخوف شديد ما حصل في البلدة التي دخلتها قوات الأسد والشبيحة بعد محاصرتها، وظهرت السيدة في فيديو متداول على الهاتف النقال، وهي تقول إنها الناجية الوحيدة رفقة زوجها من هذه المجزرة.
وقالت هذه المرأة إن “الشبيحة والعساكر ضربوهم بعنف، وكان عدد الضحايا 17 شخصاً كلهم ماتوا”، وكانت آثار ضرب أو حرق بالخد الأيمن للمرأة بارزة في الفيديو، كما أخبرت محدثيها أنها مصابة بجروح في صدرها أيضاً.
وقال ناشطون إن النظام السوري ربما ارتكب مجزرة في بلدة الزارة، وتسربت مخاوف حقيقية من ارتكابه مجزرة كبيرة في من تبقى من أهل بلدة الزارة بريف حمص وعددهم أكثر من 150 شخصاً بينهم نساء وأطفال.
وكان قد اقتحم جيش النظام السوري المدعوم بما يسمى بجيش الدفاع الوطني قرية الزارة بعد أن حاصرها، كما نفذ فيها إعدامات ميدانية بحق مدنيين، حسب معلومات أولية بثها ناشطون.
وجاءت عمليات الاقتحام بعد حملة عسكرية دامت قرابة شهر ونصف، وقال الناشطون: “إن النظام استخدم فيها مختلف أنواع الصواريخ وعشرات البراميل المتفجرة وقذائف الهاون”.
سوريا.. عشرات القتلى والجرحى بالقامشلي
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قتل 25 شخصا وأصيب العشرات من حزب العمال الكردستاني، في تفجير فندق بمدينة القامشلي السورية قرب الحدود مع تركيا، حسبما أفادت مصادر “سكاي نيوز عربية”.
ويعتقد أن من بين الضحايا الدار خليل القائد العسكري لحزب العمال في سوريا.
وقالت مصادرنا إن التفجير تم بواسطة أحزمة نفذها 3 انتحاريين في فندق هدايا، الذي يقع في السوق التجاري وسط القامشلي ويتخذه حزب العمال الكردستاني مقرا له.
ومن جهة أخرى، ذكرت مصادر في المعارضة السورية أن القوات الحكومية أطلقت صاروخين محملين بقنابل عنقودية على بلدة تسيل في ريف درعا، كما شنت قصفا مدفعيا على بلدة كفر شمس.
وفي ريف إدلب استهدف صاروخ أرض أرض، محمل بقنابل عنقودية، مدينة خان شيخون، وسط انفجارات هزت المدينة، كما ألقت القوات الحكومية قنابل عنقودية على بلدة عين لاروز، في جبل الزاوية بريف المحافظة.
وفي الرقة، سقط صاروخ سكود على المدخل الجنوبي للمدينة، أطلقته القوات الحكومية من القلمون شمالي دمشق، في حين هز انفجار ضخم مدينة تل أبيض بريف الرقة.
وفي حمص، قال ناشطون إن القوات الحكومية مستمرة في استهداف حي الوعر في المدينة بالقصف المدفعي.
من جانب آخر، استهدف مقاتلو الجيش الحر، نقاطا للقوات الحكومية قرب سجن غرز في ريف درعا الشرقي، وسط اشتباكات عنيفة بين الطرفين، كما استهدف مقاتلو الحر القوات الحكومية في مناطق أخرى بريف درعا.
فيما لا تزال المعارك مستمرة، بين القوات السورية الحكومية ومقاتلي المعارضة في محيط مدينة يبرود بالقلمون بريف دمشق الشمالي.
وشنت القوات الحكومية غارات جوية على أحياء في المدينة، وقال ناشطون إن القوات الحكومية أطلقت صاروخ سكود من مقر لها في بلدة حفير الفوقا بالقلمون باتجاه الشمال السوري.
وفي العاصمة دمشق، شنت القوات الحكومية قصفا مدفعيا على حي القابون ومخيم اليرموك.
وفي حماة، قصفت القوات الحكومية، المتمركزة في مطار حماة العسكري بالصواريخ مدينة مورك وبلدات أخرى في ريف حماة الشمالي.
من جهته، دمر الجيش الحر مبنى حكوميا، في مدينة طيبة الإمام بالريف الحموي، واستهدف مقار للقوات الحكومية في مناطق عدة، وذكر الناشطون أن قوات الأمن السورية، شنت حملة دهم لمنازل المدنيين في بعض أحياء مدينة حماه.
إطلاق راهبات “معلولا”.. وساطة لبنانية ودمشق والدوحة تتنازعان البطولة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– سعت الحكومة القطرية ونظام الرئيس السوري، بشار الأسد، إلى أن ينسب كل منهما لنفسه “دور البطولة” في إطلاق سراح 13 راهبة، تم اختطافهن في هجوم على أحد الأديرة بمدينة “معلولا”، شمال غربي دمشق، أواخر العام الماضي.
وبينما ذكر وزير الخارجية القطري، خالد بن محمد العطية، أن “الوساطة القطرية” نجحت في إطلاق سراح 13 راهبة أرثوذكسية، تم اختطافهن من دير “مار تقلا”، فقد نفى وزير الإعلام السوري، عمران الزعبي، أي دور مباشر أو غير مباشر لقطر، بإطلاق هؤلاء الراهبات.
وقال العطية، في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء القطرية الاثنين: “بتوجيهات من أمير البلاد.. الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.. قامت الأجهزة المعنية في الدولة بجهود حثيثة، منذ شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، للتوسط من أجل إطلاق سراح راهبات معلولا.”
وأضاف الوزير القطري أن هذه الجهود جاءت “إيماناً من (أمير قطر) بمبادئ الإنسانية، وحرصه على حياة الأفراد، وحقهم في الحرية والكرامة” ، مشيراً إلى أن إطلاق سراح هؤلاء الراهبات تم مقابل الإفراج عن “أكثر من 153 معتقلة سورية من سجون النظام السوري.”
إلا أن وزير الإعلام السوري أكد أن “العدد الحقيقي للذين أطلق سراحهم، مقابل الإفراج عن راهبات دير مار تقلا في معلولا، واللواتي كانت العصابات الإرهابية التكفيرية المسلحة قد اختطفتهن من الدير، هو 25 شخصاً، ممن لم تتلطخ أيديهم بدماء الشعب السوري.”
وشدد الزعبي على أن “عملية تحرير الراهبات جرت من دون أي اتصالات سورية قطرية، مباشرة أو غير مباشرة على الإطلاق.. بل كانت الجهات الأمنية اللبنانية، والتي مثلها اللواء عباس إبراهيم، المدير العام للأمن العام اللبناني، على اتصال مع الأجهزة المختصة في سوريا.”
واعتبر وزير الإعلام، في تصريحاته للتلفزيون السوري، والتي أوردتها وكالة الأنباء الرسمية “سانا”، أن “كل حديث عن اتصالات سورية قطرية، مباشرة أو غير مباشرة، ليس صحيحاً على الإطلاق.. بل هو محاولة لترويج بعض الأفكار، وتسميم الأجواء، وتحريض الرأي العام.”
وأضاف الزعبي أن “عملية تحرير الراهبات لم تكن لتحدث لولا الجهود الكبيرة التي بذلت من قبل المراجع المختصة في سوريا، بناء على توجيهات من الرئيس بشار الأسد”، وتابع أن “كل كلام بأن أحداً من الذين أطلق سراحهم قد غادر سوريا ليس صحيحاً”، على حد قوله.
مصدر عسكري سوري منشق: 124 ألفاً قتلى مقاتلي الطائفة العلوية
روما (11 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أعلن مرجع عسكري سوري رفيع من المنشقين عن النظام قبل سنتين، “سقوط نحو 124 ألفاً من أبناء الطائفة العلوية معظمهم من رجال الأمن والمخابرات والجيش والميليشيات المسلحة غير النظامية”.
وقال المرجع العسكري من الضباط الأمراء في الجيش السوري سابقاً والذي طلب عدم ذكر اسمه لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “هناك معلومات من ضباط ومسؤولين علويين من داخل النظام تؤكد سقوط أكثر من 124 ألف قتيل من أبناء الطائفة العلوية خلال الحرب التي شنها النظام على الشعب والتي دخلت عامها الرابع، وهي أرقام تتقاطع مع أرقام تقديرية تقدّمها بعض الكتائب المسلحة والنشطاء”، وفق تقديره
وأضاف “النسبة العظمى منهم من ضباط الجيش ورجال الأمن والميليشيات المسلحة التابعة للنظام والتي تحمل تسميات مختلفة كاللجان الشعبية والشبيحة وقوات النخبة وغيرها من التسميات، ويحاول النظام التعتيم على هذه الأرقام حتى لا تجر له المزيد من المشاكل، ووفق علاقاتنا مع بعضاً ممن مازال داخل المؤسسة العسكرية فإن ضباطاً من الطائفة وصلوا لقناعة بأن الحرب لن تجر سوى المزيد من الضحايا لطائفتهم ويبحثون عن مخارج توقف نزيف الدم لديهم”، حسب قوله.
وكانت آخر إحصائية صدرت نهاية العام الماضي عن الجيش السوري الحر المعارض وقيادته المركزية تشير إلى “توثيق سقوط نحو 68 ألفاً القتلى من رجال الأمن والاستخبارات والميليشيات غير النظامية من الطائفة العلوية” التي ينتمي لها الرئيس السوري بشار الاسد
سلسلة انفجارات تستهدف مقراً لحزب كردي شمال شرق سورية
روما (11 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أكّدت مصادر في مدينة القامشلي حصول “سلسلة من التفجيرات الانتحارية المتتالية قرب فندق يتخذه حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي مقراً له، وهو الحزب الذي يرأسه صالح مسلّم العضو المتحالف مع هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي. ووفق المعلومات الأولية سقط العديد من الجرحى والقتلى.
ووفق مصادر أهلية من المدينة فقد “تسببت سلسلة من التفجيرات نفذها انتحاريون مجهولون منتصف نهار اليوم وسط مدينة القامشلي استهدفت فندق (هدايا) الذي يشغله مركز تطوير البلديات والبيئة التابع للحزب الكردي”، وقالت المصادر إن “ثلاثة انتحاريين فجورا أحزمتهم الناسفة فيما لم يستطع رابع تفجير نفسه وفر” من المكان.
وأوضح الناشط السوري المعارض سليمان يوسف من القامشلي لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لقد فجّر إرهابي محمل بالقنابل اليدوية وحزام ناسف نفسه في فندق هدايا، والفندق يقع وسط الأسواق التجارية على شارع الوحدة، وأوقع التفجير العديد من القتلى والجرحى ممن كانوا داخل الفندق وحوله”، ووصفه بـ “العمل الإرهابي المدان والمستنكر”.
ووفق المصادر الأهلية فإن قوات أمن سورية وقوات الأسايش تقوم بعمليات البحث عن الانتحاري الذي لم يستطع تنفيذ هجومه.
العملية هذه ضد الحزب الكردي الذي قام خلال الأشهر الأخيرة بإعلان إدارات محلية وشكّل وزارات للمناطق الكردية الخارجة عن سلطة النظام شمال وشمال شرق سورية، تأتي بعد أيام من تفجير انتحاري آخر في أحد مقرات ذات الحزب في بلدة (القحطانية) قبور البيض والتي تبعد نحو 30 كم شرق مدينة القامشلي. كما تأتي بعد أيام من استعادة قوات وحدات الحماية الشعبية الكردية وجهاز (آسايش) المقربة من الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني قرية “تل معروف” من تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام
الازمة السورية تدخل عامها الرابع والنظام يحاول استعادة الميدان
بيروت (أ ف ب)
تدخل الازمة السورية عامها الرابع وقد غرقت البلاد في أزمة انسانية غير مسبوقة ودمار هائل، مع تواصل المعارك بين المعارضة المنقسمة، ونظام الرئيس بشار الاسد الذي يحاول استعادة السيطرة على الميدان.
ولا يلوح في الافق اي حل قريب للازمة التي تحولت الى نزاع دام، لا سيما وسط تباين كبير بين روسيا والولايات المتحدة، الجهتين الراعيتين لمفاوضات السلام في جنيف، اضيف اليه في الاسابيع الماضية الخلاف حول الازمة في اوكرانيا.
ويقول توما بييريه، الخبير في الشؤون السورية والاستاذ في جامعة ادنبره، انه “من دون تدخل غربي، ستستمر الحرب سنوات اضافية. وهذا التدخل غير مرجح طالما ان الرئيس باراك اوباما في البيت الابيض. يمكن للامور ان تتغير بعد 2016” مع انتهاء ولايته.
وبعد اربعة اعوام على النزاع الذي ادى الى مقتل اكثر من 140 الف شخص وحول نصف سكان البلاد لاجئين في دول اخرى او نازحين داخل سوريا، لا يبدو اي من الطرفين المتنازعين قادرا على حسم المعركة.
وبدأت الازمة منتصف آذار/مارس 2011 بتظاهرات احتجاجية ضد النظام، تحولت بعد اشهر الى نزاع دام اتسع بشكل كبير منذ شباط/فبراير 2012، لا سيما مع بدء المعارك في حمص (وسط).
ومنذ ربيع العام 2013، وبعد سلسلة من التراجعات امام هجمات مقاتلي المعارضة، انتقل النظام السوري الى الهجوم، بعدما تلقى دعما حاسما من عناصر من حزب الله اللبناني ومقاتلين عراقيين شيعة مدربين على يد الحرس الثوري الايراني.
واكتسب النظام ثقة اضافية بعد ابتعاد شبح الضربة العسكرية التي هددت بها واشنطن اثر الهجوم الكيميائي الذي ادى الى مقتل المئات قرب دمشق في 21 آب/اغسطس، والذي اتهمت المعارضة والدول الغربية الرئيس الاسد بالوقوف خلفه.
وتقضي استراتيجية النظام بالاحتفاظ بسيطرته على “المناطق ذات الاهمية” في البلاد، لا سيما المناطق الساحلية حيث الثقل العلوي والموانىء التجارية، اضافة الى المدن الكبرى والطرق الرئيسية.
وتسيطر المعارضة المسلحة على مناطق واسعة لا سيما في الشمال والشرق والارياف، في حين لا زال النظام يسيطر على مراكز المحافظات باستثناء الرقة (شمال)، ومناطق في الوسط والغرب.
وتقدم النظام في الاسابيع الماضية على ثلاثة محاور اساسية: جنوب دمشق حيث عقد مصالحات مع مقاتلي المعارضة بعد حصار خانق على المناطق التي يسيطرون عليها، وفي منطقة القلمون الاستراتيجية شمال دمشق قرب الحدود مع لبنان حيث يتقدم لفرض طوق كامل على مدينة يبرود آخر معاقل المعارضة، وعلى اطراف مدينة حلب (شمال).
في الوقت نفسه، تخوض تشكيلات اساسية في المعارضة المسلحة منذ مطلع كانون الثاني/يناير معارك مع جهاديي الدولة الاسلامية في العراق والشام، الذين يتهمونهم بممارسات “مسيئة للثورة” وتطبيق معايير اسلامية صارمة. وشاركت جبهة النصرة التي تعد ذراع القاعدة في سوريا، الى جانب المعارضة في بعض هذه المعارك.
ويقدر الخبراء ان النظام غير قادر على استعادة سيطرته الكاملة على الميدان، مشيرين الى وجود ما بين 100 ألف و150 الف مقاتل معارض، بينهم 10 آلاف الى 20 ألفا من المقاتلين الاجانب الموزعين على اكثر من الفي مجموعة مقاتلة. وابرز هذه التشكيلات “الجبهة الاسلامية” التي تشكلت منذ اشهر، وتضم ابرز الكتائب الاسلامية.
وتشير التقديرات الى ان عديد القوات النظامية قبل النزاع كان يقارب 300 الف عنصر، يضاف اليهم آلاف المسلحين الموالين. وبحسب ارقام المرصد السوري لحقوق الانسان، لقي نحو 50 الف جندي ومسلح موال، مصرعهم خلال الاعوام الثلاثة الماضية.
ويقول فولكر بيرتيس، مدير المعهد الالماني للسياسة الخارجية وشؤون الامن، ان “اي طرف ليس في صدد الربح. يمكن للرئيس الاسد ربما الاحتفاظ بالسيطرة على الجزء الاكبر من الميدان وتطبيق سياسة الارض المحروقة في المناطق الخارجة عن سيطرته، الا انه لن يكون قادرا على اعادة كامل اراضي البلاد تحت سلطته”.
ويضيف مؤلف كتاب “سوريا من دون بشار”، ان تفكك سوريا “ليس احتمالا لكنه امر واقع، وفي حال توقفت الحرب غدا، ستتطلب عودة الامور الى طبيعتها اكثر من عقد من الزمن”.
ويرى الخبير في الجغرافيا السورية فابريس بالانش انه “في ظل عدم وجود انتصار لطرف على الآخر، ثمة انقسام بحكم الامر الواقع في سوريا، بين المنطقة الكردية في شمال شرق البلاد، ومناطق سيطرة المعارضة في الشمال، والمناطق الواقعة تحت سيطرة النظام في الوسط”.
يضيف “في الواقع ليس ثمة سيناريو جيد لسوريا. يمكن للرئيس الاسد استعادة السيطرة بطريقة بطيئة، لكن الثمن سيكون هائلا. البلاد في حاجة الى وقت طويل للعودة الى وضع طبيعي، لان اعادة الاعمار ستضاف الى المشاكل البنيوية التي سبقت اندلاع الازمة”.
ويرى ان “اعادة تثبيت النظام سلطته ستترافق مع قمع يجعل مئات الآلاف من الذين غادروا البلاد، غير راغبين بالعودة اليها”، مبديا شكوكه في “تلقي سوريا تدفقا من رؤوس الاموال كالتي دخلت لبنان بعد حرب العام 2006 (مع اسرائيل)، كما انها لا تملك كميات نفط ضخمة كالعراق”، والتي ساعدت هذا البلد المجاور على توفير استثمارات ومداخيل بعد الحرب الاميركية في العام 2003.