أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 29 أذار 2014

خطة أميركية لدعم عسكري للمعارضة السورية

 واشنطن – جويس كرم

لندن، نيويورك، بيروت – «الحياة»، أ ف ب – أفيد امس بان 150 من القوات النظامية السورية والميليشيات الموالية لها قتلوا خلال المواجهات مع مقاتلي المعارضة في ريف اللاذقية منذ 21 الشهر الجاري، في وقت اتهمت المعارضة النظام باستخدام غازات سامة قرب دمشق.

في غضون ذلك، تحدثت صحيفة «واشنطن بوست» عن خطة من ست نقاط لـ «دعم سري» تقدمه ادارة الرئيس باراك أوباما الى المعارضة السورية، تشمل امكان تزويدها بعدد محدود من الصواريخ المضادة للطائرات. وقال دنيس روس المستشار السابق للرئيس الاميركي لـ «الحياة» أن لا شيئ سيتغير في سورية من دون تسليح المعارضة وأن خطوة كهذه ستعيد التوازن الاقليمي.

وكان «المرصد السوري لحقوق الانسان» افاد بان الطيران الحربي السوري قصف مناطق سقطت تحت سيطرة المعارضة في ريف اللاذقية واخرى تشهد اشتباكات عنيفة» بين القوات النظامية مدعمة بالميلشيات ومقاتلي المعارضة. وأكدت مصادر طبية ومحلية في مدينة اللاذقية لـ «المرصد» ان عدد عناصر القوات النظامية والميلشليات الذين قتلوا خلال الاشتباكات منذ 21 من الشهر الجاري تجاوز 150، بينهم 13 ضابطا. كما قُتل ضابط برتبة عميد في الحرس الجمهوري وخمسة من عناصره خلال اشتباكات في منطقة الليرمون بمدينة حلب شمالاً.

وقالت مصادر المعارضة ان قوات النظام «قصفت مدينة حرستا بغازات السامة ما أدى إلى إصابة ما يزيد عن 25 شخصا». وذكر «المكتب الطبي الثوري الموحد في الغوطة الشرقية» أن عددا من المصابين بدأوا بالوصول الى نقاط طبية في الغوطة الشرقية من مدينة حرستا «مصابين بأعراض تتوافق مع استنشاق غازات سامة من ضيق بالتنفس وإغماء».

في واشنطن، كتب الكاتب في صحيفة «واشنطن بوست» ديفيد أغناشيوس أن ادارة أوباما، وبعد «احباطات في أوكرانيا وسورية، قررت توسيع برنامجها السري لتدريب ودعم المعارضة السورية»، لافتا الى ان اوباما “أكثر ارتياحا ببرنامج سري بدل تدخل عسكري مباشر ولأن هذا البرنامج سيكون له شق لمحاربة الارهاب في سورية وشق لتدريب ومساعدة الجيش الحر لمواجهة جيش الأسد».

من جهته، اكد روس لـ ”الحياة”: «يجب قلب المعادلة على الأرض لأنه ما من شيئ سيتغير في سورية اذا لم يتغير التوازن على الأرض» وأضاف “أن تغيير التوازن لا يمكن أن يكون أسلحة خفيفة أو تدريب محدود بل بجهد مركز ومنسق». واعتبر أن “الوقائع على الأرض تعطينا اليوم خيارين: اما الأسد واما القاعدة، وهذا كارثي. يجب أن نبدأ بامتحان أي نوع من الأسلحة نرسل، ونصعد تدريجيا طبقا لمدى التزام المجموعات باستخدامها والهدف منها”.

وفي نيويورك، دعت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس مجلس الأمن الى «العمل على ضمان تطبيق القرار ٢١٣٩» المتعلق بالمرور الكامل للمساعدات الإنسانية الى سورية من دون معوقات. وقدمت آموس «صورة قاتمة عن مدى تقيد الحكومة السورية بتطبيق القرار ٢١٣٩» الى مجلس الأمن أمس، بحسب ديبلوماسيين شاركوا في جلسة مغلقة حول الوضع الإنساني في سورية. وقال السفير البريطاني في الأمم المتحدة مارك ليال غرانت إن دولاً في مجلس الأمن «بدأت بحث الخيارات للتحرك في المجلس في ضوء عدم تقيد النظام السوري بالقرار ٢١٣٩» المتعلق بمرور المساعدات الإنسانية. ونقل ديبلوماسيون عن آموس أنها أكدت أن «القوات الحكومية لا تزال تصادر المساعدات الطبية وتمنع مرورها الى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة». وأكدت أن «القوات الحكومية لا تزال تحاصر نحو ٨٠ في المئة من المحاصرين في مدن ومناطق عدة في سورية ويصل عددهم الى ٢٢٠ ألفاً، فيما تحاصر المعارضة القسم الباقي».

الجيش السوري يعلن السيطرة على رأس المعرّة وفليطة في القلمون

دمشق،بيروت ـأ ف ب،”الحياة”

صرح مصدر عسكري سوري ان القوات النظامية سيطرت صباح السبت على بلدتي راس المعرة وفليطة في منطقة القلمون شمال العاصمة السورية والمتاخمة للحدود اللبنانية.

وقال المصدر لوكالة فرانس برس ان “الجيش قام صباح اليوم بالسيطرة على بلدتي راس المعرة وفليطة بعد ان قضت على اخر فلول المجموعات الارهابية المسلحة فيها”، مشيرا الى ان “ذلك جاء استكمالا لعملية غلق الحدود مع لبنان بوجه الارهابيين وتدفق السلاح اليهم”، مؤكدا ان “اي انجاز يحقق في هذا المجال يساهم بتضيق الحدود بنسبة اعلى واقلها المعابر الرئيسية التي تمر منها الاليات”.

وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” في خبر عاجل ذكرت أن “وحدات من الجيش والقوات المسلحة تعيد الأمن والاستقرار إلى بلدتي رأس المعرة وفليطة في القلمون بريف دمشق بعد أن قضت على آخر فلول المجموعات الإرهابية المسلحة ودمرت أسلحتها وأدوات إجرامها” على حد تعبيرها.

لكن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن اكتفى بالحديث “عن تقدم كبير للقوات النظامية في المنطقة بدون ان يكون هناك سيطرة كاملة عليها”.

ويسعى النظام السوري الى تامين الحدود اللبنانية بشكل كامل واغلاق كل المعابر مع لبنان التي يتهم مقاتلي المعارضة باستخدامها كطرق امداد مع مناطق متعاطفة معهم في شرق لبنان. وبذلك، يكون الجيش السوري سيطر على غالبية المعابر التي تصل منطقة القلمون بجرود بلدة عرسال اللبنانية.

كما يقول حزب الله ان السيارات المفخخة التي استهدفت مناطق نفوذه في الاشهر الماضية، تم تفخيخها في يبرود وادخلت الى لبنان عبر بلدة عرسال الحدودية ذات الغالبية السنية.

وتعد رأس المعرة وفليطة الى جانب رنكوس وبعض المناطق الجبلية المحاذية للحدود اللبنانية، اخر المعاقل التي كان يتحصن فيها مقاتلو المعارضة بعد ان تمكنت القوات النظامية خلال الاشهر الماضية من السيطرة على الجزء الاكبر من منطقة القلمون وبخاصة يبرود.

وشهدت بلدة فليطة الخميس قصفا جويا بالبراميل المتفجرة ترافق مع اشتباكات عنيفة اسفرت عن مقتل رئيس المجلس العسكري في منطقة القلمون في ريف دمشق التابع للجيش السوري الحر احمد نواف درة مع خمسة مقاتلين آخرين، بحسب ما افاد المرصد وناشطون.

الغرب يبحث في “خطوات اضافية” لايصال المساعدات الانسانية لسوريا

نيويورك – علي بردى

باشرت الدول المتماثلة التفكير بقيادة الولايات المتحدة في مجلس الأمن البحث في اتخاذ “خطوات إضافية” عقب إحاطة قدمتها أمس وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والمعونة الطارئة البارونة فاليري آموس عن”الوضع الإنساني القاتم” في سوريا و”انعدام التقدم” في تنفيذ القرار ٢١٣٩.

وعقب الجلسة المغلقة، عبر ديبلوماسي غربي لـ”النهار” عن تشاؤمه بالوضع، قائلاً إن “آموس تحدثت بوضوح عن العراقيل التي يضعها النظام السوري. علينا القيام بعمل ما. غير أن (المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فيتالي) تشوركين أمضى الوقت يدافع عن تعاون الحكومة السورية في الموضوع الإنساني”، مضيفاً أن “مجلس الأمن مشلول بسبب الفيتو الروسي”.

وقال تشوركين: “يجب أن نواصل العمل من أجل تحسين الظروف الإنسانية للسوريين. نحن نواصل جهودنا في هذا الاتجاه”.

مجلس حقوق الإنسان يندّد بـ”الانتهاكات الجسيمة” للحكومة السورية ويستنكر عدم تعاونها مع لجنة التحقيق المستقلة

جنيف – موسى عاصي

تبنى مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان في نهاية دورته الـ25 في مقر الامم المتحدة بجنيف مشروع قرار يتعلق بانتهاكات حقوق الانسان في سوريا، بغالبية 32 عضواً في مقابل أربع دول هي روسيا والصين وفنزويلا وكوبا وامتناع 12 عن التصويت.

قالت أوساط الوفد الروسي لـ”النهار” إن معارضة مشروع القرار اعتمدت على خلفية “تخطي” المجلس مهماته كمنظمة انسانية تعنى بالحفاظ على حقوق الانسان ومنع الانتهاكات الى التدخل واتخاذ مواقف في مسائل سياسية خلافية كدعوة مشروع القرار الى دعم الحل السياسي في سوريا من خلال تشكيل هيئة حكم انتقالية تبعاً لوثيقة جنيف 1، وهذا ما اعتبرته الاوساط الرافضة لمشروع القرار سببا منطقياً لرفضها، مع اضافة سبب آخر يتعلق بما سماه الرافضون “الانتقائية” في تحميل المسؤوليات لانتهاكات حقوق الانسان في سوريا.

وندد القرار بعدم تعاون السلطات السورية مع لجنة التحقيق الدولية المستقلة، وطالب “الحكومة السورية بالتعاون الكامل مع هذه اللجنة عبر منحها فوراً فرصة الوصول الكامل وغير المقيد الى جميع أنحاء الجمهورية العربية السورية”. ولفت الى “التصريحات التي أدلى بها المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان والتي اشار فيها الى جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب من المرجح أن تكون قد ارتكبت في الجمهورية العربية السورية”، ودعوته الى إحالة الوضع على المحكمة الجنائية الدولية.

كما ندد القرار “بشدة باستمرار الانتهاكات الجسيمة والمنهجية الواسعة النطاق لحقوق الإنسان وجميع انتهاكات القانون الإنساني الدولي “على أيدي السلطات السورية والميليشيات التابعة لها، بما فيها القصف الجوي للمناطق المدنية، وخاصة الاستخدام العشوائي للبراميل المتفجرة والصواريخ الباليستية والقنابل العنقودية وغيرها من الإجراءات التي قد ترقى إلى “جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية”.

وأعرب “عن القلق البالغ من انتشار التطرف والجماعات المتطرفة، وطالب بنزع سلاح جميع الأطراف الموجودين في محيط المرافق الطبية والمدارس والمنشآت المدنية الأخرى، والى تجنب إقامة مواقع عسكرية في مناطق مأهولة والكف عن الهجمات الموجهة ضد الأهداف المدنية”، كما أعرب “عن قلقه البالغ من تقارير موثوقة تؤكد أن الآلاف من المعتقلين من السوريين وغير السوريين قد لقوا حتفهم في السجون الحكومية نتيجة المجاعة والتعذيب”.

هيئة حكم انتقالي

من جهة أخرى، أعرب القرار “عن تأييده للجهود التي يبذلها الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الأخضر الابرهيمي لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري من أجل دولة مدنية ديموقراطية وتعددية، حيث كل المواطنين سواسية، بغض النظر عن الجنس والدين والعرق، وحض الدول التي لها تأثير على الأطراف السوريين على اتخاذ جميع التدابير اللازمة من أجل تشجيع الأطراف على التفاوض بشكل بناء وعلى أساس الدعوة الواردة في بيان جنيف لتشكيل هيئة الحكم الانتقالية”.

كما طالب السلطات السورية بالإسراع في تدمير كامل ونهائي للأسلحة الكيميائية وإزالتها وفقا لالتزاماتها بموجب معاهدة حظر استحداث وإنتاج وتخزين واستعمال الأسلحة الكيميائية وفقا لقرارات مجلس الأمن.

“هيومان رايتس ووتش”

الى ذلك، قالت منظمة “هيومان رايتس ووتش” التي تتخذ نيويورك مقراً لها في بيان إن رفض الحكومة السورية السماح للمساعدات بدخول البلاد من المعابر الحدودية التي استولت عليها جماعات المعارضة يقوض جهود إيصال المساعدات إلى مئات الآلاف ممن هم في مسيس الحاجة إليها، وينتهك قوانين الحرب الدولية.

وكان مجلس الأمن طالب في قرار اعتمده بالإجماع في 22 شباط 2014 “الأطراف كافة، والسلطات السورية بوجه خاص، بأن يسمحوا للوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة وشركائها التنفيذيين بالوصول الى من هم في حاجة الى المساعدة بسرعة وأمان ودون معوقات، بما في ذلك عبر خطوط النزاع وعبر الحدود”.

ريف اللاذقية: الاستعداد لمعركة طاحنة

تحذير أممي من ترابط متشددي سوريا والعراق

يتجه ريف اللاذقية الشمالي، وخصوصاً بلدة كسب، الى معركة قاسية في الأيام المقبلة مع استمرار الحشد من طرفي الجيش السوري وفصائل المسلحين الذين تسللوا الى البلدة المحاذية تماماً للحدود مع تركيا قبل اسبوع، وذلك في وقت سيطر الجيش السوري على التلال المحيطة بفليطة في منطقة القلمون الإستراتيجية.

في هذا الوقت، حذرت الأمم المتحدة من أن تزايد التقارب بين المتشددين الإسلاميين عبر حدود سوريا والعراق، يؤجج التوتر الطائفي في المنطقة.

ومع انتهاء الأسبوع الأول من الاشتباكات والمعارك في كسب ومحيطها، ظل الغموض يكتنف الكثير من تفاصيل المعارك ومجرياتها ونتائجها.

إلا أن «غرفة العمليات المشتركة»، المكونة من «جبهة النصرة» و«أنصار الشام» و«شام الإسلام»، أصدرت أمس بياناً مصوراً أوجزت فيه أحداث الأسبوع الماضي وما حققته فيه، مؤكدة سيطرتها على «مدينة كسب وما حولها بشكل تام» بما في ذلك المعبر الحدودي ومنطقة نبع المر ومنطقة النبعين وجبل النسر وجبل الـ 45 ومخــفـــــر الصخـــــرة وقـــريــــة السمرا.

وكان لافتاً أن يعلن البيان أن «ما حصل في الأيّام الماضية هو تمهيد لخطّة رئيسيّة سيسمع صداها كل من ذاق المُرّ على أيديكم من المستضعفين»، ما يعني أن معركة كسب مرشحة لمزيد من التصعيد والتطورات، لا سيما في ظل المعلومات التي تتحدث عن تعزيزات بدأت تصل إلى المناطق المحيطة بالمدينة، سواء تعزيزات للجيش السوري أو للفصائل الإسلامية المتشددة.

ويتقاطع ذلك مع ما أفاد به مصدر ميداني لـ«السفير» من أن ما حدث حتى الآن ليس هو معركة كسب، وإنما هو تحضير لها، وأن التحركات التي جرت، سواء لجهة إخلاء مواقع أو إعادة انتشار في مواقع أخرى هي من قبيل الاستعداد لخوض المعركة الحقيقية التي من المتوقع أن تكون ساحتها الرئيسية التلال المحيطة بمدينة كسب، مؤكداً أن المعركة في تلك المنطقة هي معركة تلال، وأن الجيش السوري أثبت في القلمون عموماً، وفي يبرود خصوصاً، أنه يتقن هذا النوع من المعارك. ويأتي ذلك في ظل معلومات عن تحرك رتل من القوات السورية، التي شاركت في معركة يبرود، والتي تتمتع بخبرة كبيرة في معارك التلال والمرتفعات، وتوجهه نحو كسب للمشاركة في قيادة معاركها.

وقالت مصادر سورية إن الجيش سيطر على التلال المحيطة ببلدة فليطة، التي تعتبر مع رنكوس وعدد من القرى الصغيرة من آخر معاقل المسلحين في منطقة القلمون الإستراتيجية. ويوجد في فليطة مقاتلون لـ«جبهة النصرة». (تفاصيل صفحة 12)

وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، «قتل 6 مسلحين، بينهم قيادي حركة إسلامية، خلال الاشتباكات التي تدور بين مقاتلي جبهة النصرة وكتائب إسلامية من جهة وقوات الدفاع الوطني من جهة أخرى في محيط بلدة الفوعة في ريف ادلب التي يقطنها مواطنون من الشيعة».

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن «وحدات من الجيش أحرزت تقدماً كبيراً في بلدة المشرفة شمال غرب يبرود في سلسلة من العمليات النوعية، دمرت خلالها أوكاراً للإرهابيين وقضت على العديد منهم شمال غرب البلدة وفي رأس المعرة إلى الغرب من يبرود، معظمهم من جنسيات غير سورية». وأضافت «اوقع الجيش قتلى، بينهم لبنانيان، في الجبال الشرقية للزبداني».

من جهة أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي أن جنوده أطلقوا النار على رجلين، يشتبه أنهما مسلحان، تسللا الى الجولان السوري المحتل. وذكر، في بيان، أن «الجنود «فتحوا النار وتأكدت إصابتهما بعد اكتشاف المشتبه بهما وهما يتسللان عبر الحدود».

وفي نيويورك، حذرت الأمم المتحدة من أن الشبكات الإسلامية المتشددة تقيم علاقات على نحو متزايد عبر حدود سوريا والعراق. وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى العراق نيكولاي ملادينوف، لمجلس الأمن الدولي، إن «الصراع الدائر حالياً في سوريا أضاف بعداً إقليمياً إلى التوترات الطائفية، ويعطي لشبكات إرهابية الفرصة لإقامة روابط عبر الحدود وتوسيع قاعدة دعمها».

واعتبر أن «وجود قيادة منقسمة في العراق وقضايا دستورية من دون حل بين الطوائف، وتزايد خطر المتشددين القادمين من سوريا، خلق وضعاً هشاً ومتفجراً».

واعتبرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن «نشاط المتطرفين موجه لمنع استئناف المفاوضات بين السوريين، وحرمانهم من إمكانية التوصل إلى تسوية سياسية ديبلوماسية، وتعطيل عملية نزع الكيميائي السوري»، مؤكدة رفضها لمثل هذا السيناريو. وجددت «استعداد روسيا لمواصلة اتصالها بكل الأطراف ذات المصلحة من أجل وقف الصراع الداخلي الدموي في سوريا، استناداً إلى بيان جنيف 1».

(«السفير»، «سانا»، رويترز، ا ف ب)

حرب «داعش» و«النصرة» تقسم عشائر دير الزور

معركة كسب لم تنطلق بعد

عبد الله سليمان علي

رغم دخول معركة كسب في ريف اللاذقية الشمالي أسبوعها الثاني، إلا أن الطرفين، الجيش السوري من جهة، و«غرفة العمليات المشتركة» المكونة من «جبهة النصرة» و«أنصار الشام» و«شام الإسلام» من جهة ثانية، يتعاملان على ما يبدو وكأن المعركة الحقيقية في كسب لم تبدأ بعد، وهو ما ينذر بأن معارك الأسبوع الثاني ستكون أشد ضراوة وقسوة، لا سيما وأن كلا الطرفين يتحضّر ويحشد قواته وتعزيزاته لخوضها.

ومع انتهاء الأسبوع الأول من الاشتباكات والمعارك في كسب ومحيطها، ظل الغموض يكتنف الكثير من تفاصيل المعارك ومجرياتها ونتائجها. وإذا كانت الوقائع الميدانية التي تتبدل بسرعة بسبب معادلة الكرّ والفرّ، لعبت دوراً في تضارب الأنباء الواردة من أرض المعركة وتناقضها، فإن الحرب الإعلامية من كلا الطرفين، والتي لا تقلّ شراسة عن الحرب الدائرة، كان لها الدور الأكبر في إضفاء المزيد من الغموض على وقائع ما يجري في كسب ومحيطها، بسبب الكمّ الهائل من المعلومات المضللة والمغلوطة التي جرى ضخّها عبر وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي.

إلا أن «غرفة العمليات المشتركة» أصدرت أمس بياناً مصوراً أوجزت فيه أحداث الأسبوع الماضي وما حققته فيه من «فتوحات عظيمة»، مؤكدة سيطرتها على «مدينة كسب وما حولها بشكل تام»، بما في ذلك المعبر الحدودي ومنطقة نبع المر ومنطقة النبعين وجبل النسر وجبل الـ 45 ومخفر الصخرة وقرية السمرا. ويعدّ هذا البيان أول بيان رسمي تعلن فيه الفصائل الإسلامية المتشددة عن سيطرتها على كامل مدينة كسب والقرى والتلال المحيطة بها، الأمر الذي يثير تساؤلات حول صحة هذا الكلام، وهل هو جزء من الحرب الإعلامية أم أنه يعبر عن حقيقة ما أفضت إليه معركة «الأنفال»؟

وكان لافتاً أن يعلن البيان أن «ما حصل في الأيّام الماضية هو تمهيد لخطّة رئيسيّة سيسمع صداها كل من ذاق المُرّ على أيديكم من المستضعفين»، ما يعني أن معركة كسب مرشحة لمزيد من التصعيد والتطورات، لاسيما في ظل المعلومات التي تتحدث عن تعزيزات بدأت تصل إلى المناطق المحيطة بالمدينة سواء تعزيزات للجيش السوري أو للفصائل الإسلامية المتشددة.

ويتقاطع ذلك مع ما أفاد به مصدر ميداني لـ «السفير» من أن ما حدث حتى الآن ليس هو معركة كسب، وإنما هو تحضير لها، وأن التحركات التي جرت، سواء لجهة إخلاء مواقع أو إعادة انتشار في مواقع أخرى هي من قبيل الاستعداد لخوض المعركة الحقيقية التي من المتوقع أن تكون ساحتها الرئيسية التلال المحيطة بمدينة كسب، مؤكداً أن المعركة في تلك المنطقة هي معركة تلال، وأن الجيش السوري أثبت في القلمون عموماً، وفي يبرود خصوصاً، أنه يتقن هذا النوع من المعارك. ويأتي ذلك في ظل معلومات عن تحرك رتل من القوات السورية، التي شاركت في معركة يبرود، والتي تتمتع بخبرة كبيرة في معارك التلال والمرتفعات، وتوجّهه نحو كسب للمشاركة في قيادة معاركها.

في غضون ذلك، أكد مصدر عسكري سوري أن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة تواصل ملاحقة فلول الإرهابيين في ريف اللاذقية الشمالي، وتستهدف تجمّعاتهم في خربة سولاس وباب الأمانة ومحيط النقطة 45 وكسب وقرب قرية السمرا وتلحق بهم خسائر فادحة».

وعلى ما يبدو فإن ارتدادات معركة كسب وصلت إلى المنطقة الشرقية من سوريا، وتحديداً مدينة دير الزور، حيث اتهم مناصرو «جبهة النصرة» تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) بأنه استغلّ انشغال «النصرة» بمعركة كسب، كي يشن هجوماً على مقارها ومراكزها في مدينة دير الزور ويحكم سيطرته على بعض البلدات والقرى، ولاسيما البصيرة وجديد عكيدات وأبريهة التي كانت «النصرة» طردته منها قبل حوالي شهر ونصف الشهر.

وتفيد المعلومات الواردة من دير الزور أن «داعش» سيطر على غالبية البلدات القريبة من مدينة الشحيل، بينما استرجعت «جبهة النصرة» حقل «الجفرا» النفطي بعد ساعات من سيطرة «داعش» عليه، نافية أن يكون الأخير قد سيطر على حقل «كونيكو». ولا يخفي أنصار «النصرة» قلقهم من انتشار عناصر «داعش» حول مدينة الشحيل والحصار الذي بدأوا يطوّقون به هذه المدينة. وسبب القلق هو ما يُشاع من قبل مناصري «داعش» الإعلاميين حول وجود زعيم «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني ومسؤوله الشرعي أبو ماريا القحطاني في الشحيل وأن الغاية النهائية لـ«داعش» هي اعتقال الرجلين أو تصفيتهما.

الجدير بالذكر أن العديد من قيادات «جبهة النصرة»، وأبرزهما أبو فراس السوري وأبو سليمان الاسترالي، أكدا في تسجيلات صوتية صدرت خلال الأسبوعين الماضيين أن زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي ونائبه أبو علي الأنباري صرّحا أمامهما بوجوب قتل كل من الجولاني والقحطاني، وهو ما يزيد من قلق أنصار «النصرة» على حياة زعيمهم الجولاني.

وكانت بلدة البصيرة القريبة من الشحيل ومن حقول النفط، شهدت خلال اليومين الماضيين اشتباكات عنيفة بين الطرفين بسبب مقتل أخ وأخته جراء قصف «النصرة» للبلدة لمنع «داعش» من السيطرة عليها بعد تمكنه من قطع الطريق المؤدي إليها. وقد أفاد مصدر محلي لـ «السفير» أن القتيل هو علي كماز، أحد القيادات الميدانية المقربة من «والي داعش» على دير الزور عامر الرفدان، إضافة إلى كونه من أبناء عشيرته البكّير وأحد أهم المتخصصين في التفخيخ والمتفجرات، حيث تنسب إليه الكثير من السيارات المفخخة التي تفجرت في أنحاء دير الزور. وقد استطاع «داعش» فرض سيطرته على بلدة البصيرة وما يحيط بها بسهولة بسبب الدعم الذي تلقاه من أبناء عشيرة البكّير التي ينتمي إليها «الوالي» الرفدان.

وتشهد دير الزور انقساماً عشائرياً حادّاً على خلفية النزاع بين «النصرة» و«داعش»، وثمة مؤشرات جدية تنذر بإمكانية تطوره إلى حرب ضروس لا تبقي ولا تذر، حيث توالي عشيرة البكّير «داعش»، بينما يميل غالبية أبناء عشيرة العكيدات إلى «جبهة النصرة و«الجبهة الإسلامية»، مع وجود أفراد منها يميلون إلى «داعش»، وغالبية القتلى والجرحى منذ بدء الاشتباكات بين الطرفين ينتمون إلى هاتين العشيرتين. أما عشيرة الشعيطات فقد أعلنت أمس موقفاً منتقداً لـ «جبهة النصرة» وطريقة مداهمتها للبيوت والمنازل في بلدة البصيرة، معتبرة ذلك مساساً بالأعراف والتقاليد القبلية التي تمنع التعرض لحرمات المنازل والأشخاص بهذه الطريقة، لكن لم يصل بها الأمر إلى حد الوقوف مع «داعش» في حربها ضد «النصرة».

كل ذلك يضع المدينة على صفيح ساخن، لاسيما مع القلق المتزايد على مصير الجولاني وحياته، إضافة إلى كعكة النفط التي تمثلها الحقول الغنية والتي طالما كانت منبع الخلافات بين الطرفين.

غارة سورية على عرسال شرقي لبنان بالتزامن مع نزوح عشرات العائلات إليها

بيروت- الأناضول: أفادت مصادر ميدانية السبت، بأن الطيران الحربي السوري شن غارة على جرود بلدة عرسال، شرقي لبنان، في وقت يستمر نزوح عشرات العائلات السورية إلى البلدة اللبنانية الحدودية بعد سيطرة النظام السوري على منطقتي فليطة ورأس المعرة في القلمون في ريف دمشق.

وقالت المصادر لوكالة الأناضول إن الطيران الحربي السوري شن غارة على منطقة العجرم في جرود عرسال، لكن لم تتوفر معلومات عن وقوع اصابات أو اضرار.

وحصلت الغارة بالتزامن مع “حركة نزوح كثيفة لعائلات سورية هربت من فليطة وراس المعرة الى عرسال”، بحسب رئيس البلدية علي الحجيري.

وأشار الحجيري في اتصال هاتفي مع (الأناضول) إلى أن عرسال لم تعد تستوعب المزيد من النازحين بحيث باتت تسضيف لاجئين أتوا من 14 بلدة سورية مختلفة، وقد تخطى عددهم الـ106 ألفا مقابل 40 الف لبناني هم أبناء البلدة.

وقال أحمد رحال (25 عاما) الذي  نزح مع عائلته من فليطة مساء أمس الجمعة، أن قوات النظام قصفت البلدة بشكل “رهيب” و بأكثر من 17 صاروخ ارض – أرض، ما أدّى للسيطرة عليها ونزوح معظم سكانها الى عرسال.

وأفاد رحال (الأناضول) أن اكثر من 150 عائلة نزحت خلال الليل من بلدتي  فليطة وراس المعرة بعد سقوطهما بأيدي قوات النظام، وقال أن هناك أعدادا من النازحين لا يزالون “مفقودين في المنطقة الجردية لأنّهم اضطروا للنزوح مشيا على الاقدام”.

وأشار الى ضغط كبير تشهده عرسال نتيجة تضخم أعداد النازحين لافتا الى أن أكثر من ثلاث عائلات باتت تعيش في خيمة واحدة.

وكانت عرسال استقبلت في الأيام الـ10 الماضية حوالي 570 عائلة سورية نازحة من مناطق القلمون معظمهم من بلدات فليطا ورأس العين وصرخة.

ويبلغ عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى مفوضية الامم المتحدة في لبنان 990 ألفا، فيما تؤكد السلطات اللبنانية أن عددهم الإجمالي فاق المليون و300 ألف.

وكان الجيش اللبناني والقوى الأمنية عززوا من تواجدهم في عرسال قبل 10 أيام من أجل فك الطوق الذي فرضه عليها أهالي بلدة مجاورة، وللتأكد من خلوها من مسلحين من المعارضة السورية فروا اليها بعد سقوط مدينة يبرود في ريف دمشق.

وتتعرض بلدة عرسال ومنذ أكثر من عام لغارات ينفذها الطيران الحربي السوري عليها بحجة استهدافه لممرات المسلحين الذين يفرون من سوريا، فيما تستهدف صواريخ “جبهة النصرة” و”الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) عدة بلدات وقرى لبنانية شرقي البلاد لقصف بعد أن أعلن حزب الله عن دخوله رسميا بالحرب السورية الى جانب قوات النظام في العام 2012.

القوات النظامية تسيطر على بلدتين في القلمون والائتلاف يتهم قوات النظام باستخدام غازات سامة بريف دمشق

دمشق- (أ ف ب)- الأناضول: صرح مصدر عسكري سوري لوكالة فرانس برس أن القوات النظامية سيطرت صباح السبت على بلدتي راس المعرة وفليطة في منطقة القلمون شمال العاصمة السورية والمتاخمة للحدود اللبنانية.

وقال المصدر للوكالة إن “الجيش قام صباح اليوم بالسيطرة على بلدتي راس المعرة وفليطة بعد ان قضت على اخر فلول المجموعات الارهابية المسلحة فيها”.

واشار إلى أن “ذلك جاء استكمالا لعملية غلق الحدود مع لبنان بوجه الارهابيين وتدفق السلاح اليهم”، مؤكدا ان “اي انجاز يحقق في هذا المجال يساهم بتضيق الحدود بنسبة اعلى واقلها المعابر الرئيسية التي تمر منها الاليات”.

لكن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن اكتفى بالحديث “عن تقدم كبير للقوات النظامية في المنطقة بدون ان يكون هناك سيطرة كاملة عليها”.

ويسعى النظام السوري إلى تأمين الحدود اللبنانية بشكل كامل وإغلاق كل المعابر مع لبنان التي يتهم مقاتلي المعارضة باستخدامها كطرق امداد مع مناطق متعاطفة معهم في شرق لبنان.

كما يقول حزب الله إن السيارات المفخخة التي استهدفت مناطق نفوذه في الاشهر الماضية، تم تفخيخها في يبرود وادخلت الى لبنان عبر بلدة عرسال الحدودية ذات الغالبية السنية.

وتعد رأس المعرة وفليطة إلى جانب رنكوس وبعض المناطق الجبلية المحاذية للحدود اللبنانية، اخر المعاقل التي كان يتحصن فيها مقاتلو المعارضة بعد ان تمكنت القوات النظامية خلال الاشهر الماضية من السيطرة على الجزء الأكبر من منطقة القلمون وبخاصة يبرود.

وشهدت بلدة فليطة الخميس قصفا جويا بالبراميل المتفجرة ترافق مع اشتباكات عنيفة اسفرت عن مقتل رئيس المجلس العسكري في منطقة القلمون في ريف دمشق التابع للجيش السوري الحر أحمد نواف درة مع خمسة مقاتلين آخرين، بحسب ما افاد المرصد وناشطون.

ومن جهة أخرى، اتهم الائتلاف السوري المعارض السبت، قوات النظام السوري باستخدام غازات سامة في مدينة حرستا، جنوبي البلاد، ما أوقع ثلاثة قتلى.

وفي بيان أصدره، ووصل مراسل (الأناضول) نسخة منه، قال الائتلاف إن التقارير والأنباء الواردة من حرستا بريف دمشق تفيد بأن المدينة استهدفت من قبل قوات النظام، فجر أمس الجمعة، بالغازات السامة والمبيدات الكيميائية عالية التركيز، ما أسفر عن مقتل 3 مدنيين وإصابة 25 آخرين بحالات اختناق.

وأضاف البيان أن هذه “الجريمة” وقعت في الوقت الذي يفترض بالنظام أن يكون في صدد تسليم سلاحه الكيميائي وفقاً للاتفاق الأمريكي الروسي الذي تم العام الماضي.

وبعد تهديد الولايات المتحدة بشن عملية عسكرية ضد النظام السوري على خلفية اتهامه بارتكاب “مجزرة الكيماوي” بريف دمشق التي راح ضحيتها نحو 1400 قتيل، في أغسطس/ آب 2013 قرّر النظام السوري تلبيةً لدعوة من موسكو، تسليم ما بحوزته من أسلحة كيميائية.

وبدأت عمليات نقل تلك الأسلحة عبر ميناء اللاذقية على البحر المتوسط مطلع العام الجاري، إلا أن تسليم الدفعات من الأسلحة تأخر عن البرنامج الزمني المحدد.

وحذّر “الائتلاف” في بيانه من توسيع النظام استخدامه لهذه الأسلحة المحرمة وغيرها بشكل أكبر وعلى نحو ممنهج ما لم يبادر المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات حاسمة تضع حداً لـ”السياسات الإجرامية” التي يعتمدها نظام الأسد في مواجهة الشعب السوري، على حد قول البيان.

ولم يتسنّ حتى الساعة (10.30 تغ)، التأكد من مصدر مستقل مما ذكره “الائتلاف” حول استخدام النظام السوري غازات سامة في حرستا، كما لم يتسنّ الحصول على تعليق فوري من الأخير حول الموضوع.

قيادي بالجيش الحر: النظام السوري لن يسقط إلا بقطع “رأسي الأفعى” في الساحل ودمشق

علاء وليد- الأناضول: قال ناطق باسم المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر، السبت، إن النظام السوري لن يسقط إلا بقطع “رأسي الأفعى” في دمشق و”الساحل”.

وفي تصريحات لوكالة (الأناضول) عبر برنامج (سكايب)، قال العقيد قاسم سعد الدين، عضو المجلس العسكري الأعلى والناطق باسمه، إن النظام السوري “لن يسقط بسيطرة قوات المعارضة على حاجز لقواته هنا وهناك، وإنما سيسقط بقطع رأسي الأفعى في العاصمة دمشق (جنوب) والساحل (غرب”).

وأوضح سعد الدين بأن ذلك هو الحل الاستراتيجي لإسقاط النظام، بعد إنهاك قواته والميليشيات التي تدعمه مثل حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني، هو السيطرة على العاصمة والساحل، وبغير ذلك “لن يسقط حتى لو اتسعت المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة”.

ومنذ بداية الأسبوع الماضي، أعلنت قوات المعارضة عن إطلاق معركتين باسم “أمهات الشهداء”، و”الأنفال” تستهدف مناطق تسيطر عليها قوات النظام شمالي محافظة اللاذقية (غرب) ذات الغالبية العلوية، التي ينحدر منها رأس النظام بشار الأسد، ومعظم أركان حكمه وقادة أجهزته الأمنية.

واستطاعت قوات المعارضة السيطرة على مدينة كسب الاستراتيجية، ومعبرها الحدودي مع تركيا، وعلى قرية وساحل “السمرا” أول منفذ بحري لها على البحر المتوسط، وعدد من المواقع الأخرى القريبة منها.

وطالب الناطق من مختلف الفصائل التابعة للمعارضة بـ”النفير” إلى جبهة الساحل وقطع طرق الإمداد عن قوات النظام السوري فيها، معتبراً أن كل فصيل لا يشارك بنصف قواته وسلاحه يعد “متخاذلاً”، حسب تعبيره.

وتعهد سعد الدين باسم المجلس العسكري بعدم إيقاف معركة الساحل، لافتاً إلى أن أي جهة أو دولة تحاول إيقاف تلك المعركة ستكون “خائنة” لدماء الشعب السوري.

وقال أنس أبو مالك، القيادي في الجيش الحر-جبهة الساحل، في تصريحات سابقة لـ(الأناضول)، إن الهدف الاستراتيجي من معارك “الساحل” التي بدأها مقاتلو المعارضة الأسبوع الماضي، هو عدم تمكين النظام من الشعور بالاستقرار، بعد استعادة سيطرته، مؤخراً على مناطق جنوبي ووسط البلاد، وضرب مركز ثقله الطائفي.

وتأتي معركتي “أمهات الشهداء”، و”الأنفال” التي دخلت أسبوعها الثاني بعد خسارة قوات المعارضة مؤخراً لمناطق عديدة في القلمون بريف دمشق(جنوب)، وريف حمص الغربي (وسط).

وتعد منطقة الساحل الأكثر هدوءاً في البلاد منذ بداية الصراع قبل 3 أعوام، ولم تشهد معارك كبيرة فيها.

وتسيطر القوات الحكومية على أكثر من 95% من مساحتها، بحسب تصريحات سابقة لأحد قياديي الجيش الحر للأناضول.

ولمنطقة الساحل التي تضم محافظتي اللاذقية وطرطوس، أهمية استراتيجية كبيرة، كونها المنفذ الوحيد للبلاد على البحر المتوسط، كما أنها تحتضن القاعدة العسكرية الروسية في ميناء طرطوس.

الائتلاف السوري المعارض ينتقد بياناً للخارجية الروسية بخصوص كيماوي النظام

علاء وليد- الأناضول: انتقد الائتلاف السوري المعارض، بياناً للخارجية الروسية اعتبرت فيه تقدم قوات المعارضة في “الساحل”، غربي البلاد، بأنّه يعطّل عملية تسليم السلاح الكيماوي في الموعد المحدد، كما يقتل كافة الحلول السياسية للأزمة السورية.

وفي بيان أصدره الائتلاف، ووصل مراسل (الأناضول) نسخة منه السبت، قال هشام مروة، عضو اللجنة القانونية للائتلاف، إنّ “كلام الروس غير منطقي ويبيّن عدم جديتهم في السعي للوصول إلى منطقة خالية من الكيماوي”.

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان أصدرته، أمس الجمعة، أن تصاعد نشاط من أسمتهم بـ(المتطرفين) في سوريا يهدف إلى “عرقلة المفاوضات بين الأطراف السورية وتعطيل عملية نزع الكيميائي السوري”، في إشارة للمعارك الأخيرة التي بدأتها قوات المعارضة في منطقة الساحل السوري منذ بداية الأسبوع الماضي.

وقالت الوزارة إن “نشاط المتطرفين موجه لمنع استئناف المفاوضات بين السوريين وحرمانهم من إمكانية التوصل إلى تسوية سياسية دبلوماسية، وتعطيل عملية نزع الكيميائي السوري”، معلنة “رفضها لمثل هذا السيناريو”.

وأضاف مروة أن بيان الخارجية الروسية لا يتنبأ بالواقع أو يحلله، لكنه يعكس “الخطة السياسية التي سيتّبعها بشار الأسد مع حلفائه بالمنطقة بالنسبة لملف الكيماوي”.

واعتبر عضو اللجنة القانونية أن الملف الكيماوي يعد “جزءاً لا يتجزأ من ضمان وجود ديكتاتورية الأسد وحلفائه العسكريين داخل المنطقة”، حسب تعبيره.

وبعد تهديد الولايات المتحدة بشن عملية عسكرية ضد النظام السوري على خلفية اتهامه بارتكاب “مجزرة الكيماوي” بريف دمشق التي راح ضحيتها نحو 1400 قتيل، قرّر النظام السوري تسليم ما بحوزته من أسلحة كيميائية، وبدأت عمليات نقل تلك الأسلحة عبر ميناء اللاذقية على البحر المتوسط مطلع العام الجاري، إلا أن تسليم الدفعات من الأسلحة تأخر عن البرنامج الزمني المحدد.

واستدرك مروة بالقول: “ربما نسي الروس أنّه كان على بشار الأسد أن يسلّم السلاح الكيماوي منذ أشهر حسب الموعد المحدد، ولم يفِ بذلك، علماً أنه لم تكن توجد عمليات الساحل بعد”.

ومنذ بداية الأسبوع الماضي، أعلنت قوات المعارضة عن إطلاق معركتين باسم “أمهات الشهداء”، و”الأنفال” تستهدف مناطق تسيطر عليها قوات النظام شمالي محافظة اللاذقية(غرب) ذات الغالبية العلوية، التي ينحدر منها بشار الأسد، ومعظم أركان حكمه، والتي يتم عن طريقها نقل الأسلحة الكيميائية عبر البحر المتوسط لإتلافها خارج البلاد.

وأشار مروة إلى أن “تجاهل الروس لتوصيف الواقع السياسي في سورية كما هو، يؤخر الوصول إلى حلّ سياسي بعيداً عن القتل والدمار”.

واختتمت منتصف فبراير/ شباط الماضي الجولة الثانية من مفاوضات “جنيف2″، التي عقدت الجولة الأولى منها ما بين 22 و31 يناير/ كانون الثاني، دون التوصل إلى أي تقدم في سبيل إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، وذلك باعتراف الوسيط الأممي والعربي، الأخضر الابراهيمي.

الحكومة السورية المؤقتة: نصف مليون دولار لدعم جبهة الساحل

علاء وليد- الأناضول: قررت الحكومة السورية المؤقتة التابعة للمعارضة، صرف مبلغ نصف مليون دولار لدعم جبهة “الساحل” التي تخوض فيها قوات المعارضة معارك ضد قوات النظام منذ بداية الأسبوع الماضي.

وفي بيان أصدرته، ووصل (الأناضول) نسخة منه، أعلنت الحكومة المؤقتة أنها أقرت خلال اجتماعها الدوري، أمس الجمعة، تخصيص مبلغ نصف مليون دولار لدعم “صمود أهلنا في الساحل”، دون أن يحدد شكل هذا الدعم.

ومنذ بداية الأسبوع الماضي، أعلنت قوات المعارضة عن إطلاق معركتين باسم “أمهات الشهداء”، و”الأنفال” تستهدف مناطق تسيطر عليها قوات النظام شمالي محافظة اللاذقية(غرب) ذات الغالبية العلوية، التي ينحدر منها رأس النظام بشار الأسد، ومعظم أركان حكمه.

واستطاعت قوات المعارضة السيطرة على مدينة كسب الاستراتيجية، ومعبرها الحدودي مع تركيا، وعلى قرية وساحل “السمرا” أول منفذ بحري لها على البحر المتوسط، وعدد من المواقع الأخرى القريبة منها.

في سياق متصل، أقرّت الحكومة خلال اجتماعها، تشكيل لجنة من عدة وزارات تابعة لها لإعداد البرامج المشتركة مع دول الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة وبعض دول الخليج وتنظيم دعم تمويل وتنفيذ المشاريع التنموية في المناطق “المحررة”.

وعلى صعيد الخدمات الطبية، أقر اجتماع الحكومة صرف مبلغ 100 ألف دولار “لدعم مشفى مدينة إعزاز بريف حلب لمدة ثلاثة أشهر”.

كما وافقت الحكومة المؤقتة من حيث المبدأ على إنشاء مركز لتدريب المعلمين وتكليف وزارة التربية والتعليم التابعة لها بإعداد دراسة متكاملة عن هذا المركز، دون أن تعطي تفاصيل أكثر عنه.

وتتبع الحكومة المؤقتة التي تشكلت نهاية العام الماضي، للائتلاف السوري المعارض، وتعمل على تقديم الخدمات للسوريين في المناطق التابعة لسيطرة المعارضة داخل البلاد واللاجئين خارجها، وتنسيق الدعم الدولي المقدم لهم، وتتخذ من مدينة غازي عينتاب التركية مركزاً لها.

داعش يعلن بالأسماء والصور مقتل ثمانية قطريين وخمسة عرب كانوا مقيمين بالدوحة

عمان- (يو بي اي): نشر تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش)، صور وأسماء ثمانية قطريين، وأسماء خمسة عرب كانوا مقيمين في الدوحة، قتلوا جميعاً، من دون ذكر مكان مقتلهم.

وأورد التنظيم في تسجيل صوتي نشر على (منتدى حنين الجهادي) بعنوان “شهداء من قطر”، ليل الجمعة ـ السبت، صور وأسماء ثمانية قطريين قتلوا، وهم عبد الله بن عبد المحسن آل بصيص (أبو الزبير)، ومحسن بن حزام المري (أبو الدرداء)، ومطلق الهاجري (أبو عمر)، وحمد مقلد المريخي (أبو عبيدة)، وعلي عايد الأحبابي (أبو طالب)، وعلي سالم المري (أبو محجن)، وعمر الهزاع (أبو حمزة)، وصالح الكلدي.

كما نشر (داعش) أسماء خمسة مواطنين عرب قتلوا، مشيراً إلى انهم “تركوا العيش في قطر وهاجروا في سبيل الله”، وهم أبو البراء المصري (داعية وإمام مسجد في قطر)، وأبو قلب التونسي، وأبو عوف المصري، وأبو البراء التونسي، وأبو عبد الله الشامي.

ولم يشر التسجيل أين قتل هؤلاء.

ويذكر أن (داعش) ينشط في كل من سوريا والعراق.

متحدث باسم نتنياهو: الجيش قتل مسلَّحَيْن سوريَّين حاولا التسلل إلى إسرائيل

القدس المحتلة- الأناضول: قال متحدث إسرائيلي، إن الجيش الإسرائيلي، قتل في الساعات الأولى السبت، مسلحين سوريين، حاولا التسلل إلى إسرائيل، عبر مرتفعات الجولان.

وقال عوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي،بنيامين نتنياهو، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، “أطلق الجيش الإسرائيلي النار على مسلحين سوريين تسللا إلى أراضينا في الجولان، والحقا الضرر بالسياج الأمني الحدودي، وتم التأكد من إصابتهما”.

إلا أنه أضاف في تغريدة لاحقة أن “قوات الجيش الإسرائيلي قتلت المسلحين السوريين الذين حاولا التسلل إلى إسرائيل”.

ولم يتضح حتى الآن مصير جثتي السوريين.

بدورها، قالت الإذاعة الإسرائيلية إن “نقطة مراقبة تابعة للجيش الإسرائيلي، رصدت المسلحين وهما يصلان من جهة الأراضي السورية إلى السياج، ويحاولان إلحاق أضرار به، فتم إطلاق النار عليهما مما أدى إلى مقتلهما”.

وشهدت الحدود السورية – الإسرائيلية، عدة أحداث في الآونة الأخيرة، من بينها تفجير عبوة ناسفة بالقرب من دورية تابعة للجيش الإسرائيلي أدت إلى إصابة أربعة جنود إسرائيليين.

 ‘البيعة’ ضمنت لمتعب استلام العرش مستقبلا… وعبد الله استرضى الأمراء بالمناصب

أنباء عن رغبة العاهل السعودي في التنازل عن الحكم واوباما يبحث معه دعم المعارضة السورية باسلحة نوعية

لندن ـ ‘القدس العربي’ من احمد المصري : قالت مصادر مطلعة لـ’القدس العربي’ ان القرار الذي اتخذه العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز بتعيين الامير مقرن وليا لولي العهد، يأتي ضمن ترتيبات سيعلن عنها في الفترة القادمة لترتيب مسألة العرش في السعودية.

واضافت المصادر في مجمل حديثها لـ’القدس العربي’ بأن العاهل السعودي سيستنسخ التجربة القطرية، وانه بالفعل اتخذ القرار لكنه لم يحدد بعد موعد الاعلان عن تنازله عن العرش لاخيه سلمان بن عبد العزيز، وتباعا سيكون الامير مقرن وليا للعهد ثم يصعد للعرش، خاصة وان صحة الملك عبدالله لا تسمح له بإدارة شؤون البلاد.

واشارت المصادر الى ان ولي العهد الامير سلمان (79 عاما) يعاني من تدهور في صحته. وقالت مصادر مقربة من دوائر القرار في المملكة ان من المحتمل ان يطلب عدم توليه العرش.

وقالت المصادر ان العاهل السعودي يهدف ايضا من هذه القرارات التي وصفها مراقبون بـ’الجريئة’، لتثبيت ابنه مستقبلا للوصول الى العرش. واكدت المصادر في حديثها لـ’القدس العربي’ بان الملك السعودي طلب من هيئة البيعة الموافقة على تعيين الامير مقرن وليا للعهد بعد تولي الامير سلمان العرش على ان يحل الامير متعب مكان الامير مقرن نائبا ثانيا لرئيس الوزراء، وهو امر يضمن وصول متعب للعرش مستقبلا.

كما اضافت المصادر في مجمل حديثها لـ’القدس العربي’ ان الأمير سلمان ‘أصر على تعيين نجله الأمير محمد وزيرا للدفاع′.

واضافت المصارد لـ’القدس العربي’ ان العاهل السعودي استرضى اغلب الامراء من خلال تثبيت ابنائهم ايضا، حيث اوضحت المصادر بان هناك تغييرات جذرية ستحدث في اغلب الوزارات ومناصب امراء الامارات في الفترة القادمة.

وقال دبلوماسيون ان الامير مقرن (69 عاما) الذي تولى رئاسة جهاز الاستخبارات بين العامين 2005 و 2012 من المقربين جدا من الملك و’محل ثقته’.

وتأتي هذه التغييرات والقرارات بالتزامن مع وصول الرئيس الامريكي باراك اوباما الى الرياض. ويرى المعلقون الصحافيون الأمريكيون فيها أهمية خاصة لأنها جاءت بعد خلاف علني بين البلدين حول سوريا وإيران ومصر.

وفي هذا السياق، قالت مصادر دبلوماسية ان اوباما سيبحث مع الملك عبد الله خطوات ‘ترتيب انتقال سلس للسلطة دون مشاكل في ظل تقدم قادة المملكة في السن وما يعانونه من مشاكل صحية’.

واضافت ان الامريكيين ‘لا يحبذون المفاجآت في اول بلد مصدر ومنتج للنفط في العالم نظرا لانعكاساتها المحتملة على سوق الطاقة والامدادات النفطية’.

وقالت مصادر لـ’القدس العربي’ ان الرئيس اوباما بحث الجمعة مع العاهل السعودي كيفية دعم المعارضة السورية المعتدلة، وان واشنطن تهدف إلى إرضاء السعوديين عبر طرح برنامج سري لتدريب المعارضة في الأردن وشمالي سوريا، ودعم للمجالس المحلية، وتفكير في تقديم أسلحة ثقيلة. واسهبت المصادر بان الرئيس اوباما بات مقتنعا الان بان التصعيد العسكري هو وسيلة لدفع الأسد نحو التفاوض.

وقال مساعد مستشارة الامن القومي بن رودس للصحافيين ان احد المواضيع الرئيسية للمحادثات هو ‘كيف يمكننا تعزيز وضع المعارضة المعتدلة داخل سوريا سياسيا وعسكريا كثقل موازن للاسد وايضا بصراحة كوسيلة لعزل الجماعات المتطرفة داخل سوريا’.

وتابع ان العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية ‘تشهد تحسنا منذ الخريف’ بسبب التنسيق الافضل للمساعدات المقدمة للمعارضة السورية.

الا انه رفض في المقابل تأكيد مضمون تقارير امريكية اعلامية من ان اوباما يميل الى تأييد قيام السعودية بتسليم صواريخ ارض جو محمولة على الكتف من نوع مانباد واخرى مضادة للدبابات الى المعارضة.

وبحث العاهل السعودي وأوباما المسألة الإيرانية والتي تمكن أوباما من التوصل إلى إبرام اتفاق حولها مع طهران في شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي رغم مطالبات الملك السعودي بحسب تسريبات’ إلى قطع رأس الحية’.

ورفض ديبلوماسي في السفارة الأمريكية الإفصاح عما إذا كان الرئيس الأمريكي يحمل تعهدات من انه لن يأخذ من إيران ضمانات حول ملفها النووي، فيما يترك إيران تعبث في أمن المنطقة في ظل سعي إلى توسيع نفوذها وتهديد استقرار دول المنطقة عبر تحريك الطائفة الشيعية في هذه الدول.

واكتفى بالقول مع عدد محدود من الإعلاميين في الرياض ان ‘المفاوضات في المخيم الملكي ستكون شاقة… ولكن الرئيس اوباما مستعد لها’.

وكان الرئيس الأمريكي باراك اوباما وصل الجمعة إلى مطار الملك خالد الدولي في الرياض في ثاني زيارة له إلى السعودية بعد زيارته الأولى في حزيران/يونيو 2009 ثم جرى اصطحابه إلى مقر إقامة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في مخيمه الربيعي في روضه خريم (60 كيلو مترا شرقي مطار الرياض)، وعقدت القمة بين الطرفين مساء الجمعة، وسيجتمع الرئيس الامريكي مع اعضاء السفارة الامريكية في الرياض السبت ولا يوجد على جدول زيارته اي اجتماعات رسمية اخرى.

بعد انتصارات المعارضة في الساحل: أنصار النظام السوري يهددون بإبادة ‘التركمان’ واغتصاب نسائهم

عواصم ـ وكالات: رفض عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض، الدكتور أحمد جقل، تصريحات مؤيدي النظام السوري على مواقع التواصل الاجتماعي، بتهديد تركمان سوريا بالإبادة وطردهم خارج البلاد، جراء انتصارات المعارضة في منطقة ‘باير بوجاق’ التركمانية شمالي اللاذقية.

وأكد جقل العضو التركماني في الائتلاف، الجمعة، أن ‘الاتهامات التي أطلقها أنصار النظام ضد التركمان بالعمالة والتبعية لتركيا، هي مجرد افتراءات لا أساس لها من الصحة’، لافتا إلى أنها ‘تصريحات عدائية تعكس ذهنية النظام’.

وشدد جقل على أن ‘التركمان في سوريا وطنيون وشاركوا في الثورة ضد النظام منذ أيامها الأولى، وأنهم يعملون بالتوازي مع بقية أطياف الشعب السوري والمعارضة المسلحة في مختلف مناطق التراب السوري’، مؤكدا أن ‘التركمان مع وحدة التراب السوري، ومطالبهم هي الحصول على حقوقهم بالمساواة مع بقية أطياف الشعب’.

من ناحية أخرى، قال جقل إنه ‘بعد تحقيق الثوار التركمان مع الفصائل الإسلامية تقدما في بلدة كسب والسيطرة على المرصد45 وقرية السمرا، هاجم أنصار النظام التركمان، ومن بين ما طالبوا به، ذبحهم وطردهم خارج البلاد، واغتصاب نسائهم، لأنهم من البقايا العثمانيين، ويعملون لتنفيذ أجندة الحكومة التركية التي لها مطامع في سوريا’.

ونفى جقل كل ما ذكر من اتهامات، معتبرا بأن ‘هذه التصريحات تنسجم مع سياسة النظام التي تتهم الحكومة التركية بالتدخل ودعم المعارضة السورية، وتغطية هجومهم على كسب، وبشكل خاص عقب إسقاط طائرتها المقاتلة، لطائرة ميغ سورية الأحد الماضي’.

وفي نفس السياق، اعتبرت الكتلة الوطنية التركمانية، أن ‘تهديد النظام بتهجير التركمان ليس إلا لغة عرقية بغيضة يطلقها من نافق لعقود بحماية الأقليات بعد أن أصبح على هاوية البقاء’.

وفي بيان صدر عن الكتلة الجمعة، حمّلت الكتلة ‘النظام بمسؤولية حفظ أمن تركمان سوريا عموما والساحل خصوصا’، مشددة على أن ‘التهديد لن يردع الثوار أبدا في طريقهم’.

ودعت الكتلة ‘عقلاء الطائفة العلوية بأن يبدأ الحل من عندهم، من خلال إعمال مبضع الجراح في آل الأسد، لتخليص الطائفة من أفعالهم، والدخول في المصالحة الوطنية كطرف له من التمثيل ما يناسبهم ومن الأمان ما يكون للسوريين جميعا’، على حد وصفها.

وشددت الكتلة على أن ‘التركمان جزء لا يتجزأ من الشعب السوري الأصيل وثورته، وهم مسلمون يقاتلون بجانب أخوانهم المسيحيين ضد النظام إضافة إلى إخوانهم من العرب والأكراد والشركس والآشوريين، ويريدون إسقاط نظام الأسد والحفاظ على سوريا شعبا ودولة ووطنا آمنا للجميع′.

وحول الاتهامات المقدمة من قبل أنصار النظام بعمالة التركمان لتركيا، أكدت الكتلة أن ‘محاولات النظام بث الشائعات حول التدخل التركي عبر التركمان أمر مردود عليه’، لافتة إلى أن ‘ولاء التركمان الأول للعدل ولسوريا موحدة ولعلاقات طيبة مع تركيا’، مشيرة في الوقت نفسه إلى ‘ما قدمته تركيا من خدمات إنسانية للشعب السوري دون تمييز′.

كما دعت الكتلة ‘المجتمع الدولي والقوى الإقليمية، إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة للحفاظ على المدنيين في الساحل السوري من بطش النظام، وبشكل خاص التركمان’، مضيفة أن ‘التركمان عاشوا قرونا طويلة إلى جانب العلويين والمسيحيين في المنطقة، ولهم علاقات حسنة معهم، وصداقات لا تزال مستمرة، وأن صراعهم مع النظام فقط جراء ممارساته’.

ويوجد في سوريا نحو 3,5 مليون تركماني، حيث شارك التركمان في التظاهرات المناوئة للنظام، ومع تحول الصراع في البلاد إلى مواجهات مسلحة، حملوا السلاح ضد النظام أيضا

أوباما في الرياض لتطمين القادة السعوديين حول المحادثات مع إيران والحصول على دعمهم في مصر

إبراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ تعتبر زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي بدأت الجمعة مهمة ورمزية في الوقت نفسه. ويرى المعلقون الصحافيون الأمريكيون فيها أهمية خاصة لأنها جاءت بعد خلاف علني بين البلدين حول سوريا وإيران ومصر.

وتقول صحيفة ‘لوس أنجليس تايمز′ إن البعض ممن لهم علاقة بالعائلة الحاكمة في السعودية تحدثوا عن فك الشراكة التاريخية الطويلة بين البلدين. وبعد تصريحات مسؤول سعودي كبير قال فيها إن المملكة قد ‘تقرر المضي وحدها’ ظهرت محطة الرياض سريعا على جدول رحلة الرئيس أوباما.

وعلى خلاف زيارات الرئيس الخارجية فلن تشتمل على خطابات أو مؤتمرات صحافية كما فعل في الفاتيكان حيث التقى البابا فرانسيس الأول. وستشمل على لقاء مع الملك عبدالله في ‘روضة خريم’ الواقعة خارج العاصمة الرياض.

إستثمار

ويرى مستشارو الرئيس الكبار أن الزيارة هي ‘استثمار’ في أهم الأطراف التي تقيم معها السعودية علاقات في المنطقة. وبعيدا عن الأمور البروتوكولية فالزيارة تؤكد على ‘جوهر جدول الأعمال’ بين الرئيس أوباما والعاهل السعودي. وكانت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بيرناديت ميهان قالت يوم الخميس إن الزيارة تعطي الرئيس أوباما الفرصة لتعزيز العلاقات وبناء علاقات سياسية وأمنية واقتصادية مع السعودية.

وتشير الصحيفة إلى أن السعوديين يحاولون علنا التقليل من عمق الصدع الذي حدث بين البلدين لكن شيئا لم يتغير لتغيير مظاهر التوتر. فلا تزال الرياض قلقة من تطور العلاقات مع إيران، وتجد السعودية توافقا لا تريده مع إسرائيل في رفض علاقات أمريكية قوية مع طهران، كما أنها ليست راضية عن طريقة تعامل الولايات المتحدة مع سوريا، ولعل المقال الذي كتبه ديفيد إغناطيوس في ‘واشنطن بوست’ يهدف إلى وضع صورة عن محاولة إرضاء الولايات المتحدة للسعوديين حيث تحدث عن برنامج سري لتدريب المعارضة في الأردن وشمال سوريا وقطر، ودعم للمجالس المحلية، وتفكير في تقديم أسلحة ثقيلة.

ويرى إغناطيوس أن الرئيس أوباما توصل وإن متأخرا إلى أن التصعيد العسكري هو وسيلة لدفع الأسد نحو التفاوض.

كما أن جوهر المشروع هو نفسه الذي نصح به ديفيد بترايوس، مدير الإستخبارات السابق، ولقي دعما من وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون ووزير الدفاع في حينه ليون بانتيا والقاضي بتدريب مجموعات معينة من المعارضة ومساعدتها على الإطاحة بنظام بشار الأسد.

ويرى إغناطيوس أن التراجعات في سوريا وأوكرانيا تدفع أوباما لتناول ‘برشامة’ لم يكن يريدها وهي التصعيد العسكري. وفي الوقت الذي سيتم فيه التدقيق في هويات المقاتلين وملفاتهم وسيتم استبعاد كل من قاتل سابقا في صفوف جبهة النصرة وأحرار الشام أو الدولة الإسلامية في العراق والشام إلا ان التدقيق سيتواصل بعد التدريب، من أجل قلع أي جذور للتشدد في القوة التي ستشرف عليها الوكالة المركزية للإستخبارات ‘سي آيه إيه’، وسيتضاعف عدد المقاتلين من العدد القليل إلى 600 مقاتل في الشهر.

ولم يتقرر إدخال القوات الأمريكية الخاصة في التدريب على الرغم من تفضيل المعارضة لهم. كما لم تحزم الإدارة أمرها بشأن الصواريخ المضادة للطائرات ‘مانباد’ والتي تعهد المقاتلون باتخاذ إجراءات الحيطة وتصوير كل عملية استخدام لها بالفيديو، وطالبوا بتزويدها بأجهزة تحكم يسهل تتبعها ومعرفة من استخدمها، وحتى لو وافقت على تزويدهم بالأسلحة النوعية هذه فلن تزيد في البداية عن خمس راجمات صواريخ، مع أن السعودية تملك ترسانة كبيرة من هذه الصواريخ ومستعدة لنقلها للمقاتلين لكنها تحتاج إلى موافقة أمريكية. ويقول إغناطيوس إن توسيع برنامج الدعم هذا سيتم تقديمه ضمن إطار مكافحة الإرهاب، حيث سيقوم مقاتلو المعارضة بمواجهة القاعدة والجماعات المتشددة وقوات النظام في الوقت نفسه، وسيسهل هذا على إدارة أوباما تمرير أي قرار بدون انتقادات.

وتعهدت قطر بتمويل السنة الأولى من البرنامج مما يعني مئات الملايين من الدولارات ولكن لا يعرف إن كانت السعودية ستوافق على العرض القطري في ظل الخلافات الناشئة بينهما. وقد تفكر الولايات المتحدة ومجموعة ‘أصدقاء سوريا’ فتح معابر آمنة لإيصال المساعدات للمحتاجين، ولكن طبيعة وجاهزية الولايات المتحدة لحمايتها ليست واضحة ولم تحدد.

ولا يعرف بعد الدور التركي في البرنامج، خاصة أن الحدود بين سوريا وتركيا طويلة، وتطالب المعارضة الأمريكيين بتدريب مقاتليها على حماية الحدود.

تحول في التفكير

ويرى إغناطيوس تحولا في تفكير أوباما واستعدادا للتوقيع على مساعدة المعارضة بعدما اقتصرت المساعدات الأمريكية على المعدات غير القتالية، ويبدو أن هذا متعلق بحث السعوديين وأزمة القرم، وتقدم الأسد خلال العام الماضي.

وظل أوباما مترددا في دعم المعارضة لأنه لم يرغب في التورط العسكري أو المشي على منحدر منزلق، ولأن تجربة العراق وأفغانستان ماثلة أمامه.

ويحمل القرار إن تم إتخاذه مشاكل قد تعيق التعاون الأمريكي مع إيران وروسيا، ومع ذلك لامته السعودية على تخليه عن الضربة العسكرية العام الماضي حيث رأت السعودية وإسرائيل في قرار أوباما عدم تنفيذ تهديده تطورا خطيرا، حيث رأت فيه دليلا على غياب التصميم.

ومن ثم ردت السعودية بطريقتها على فشل واشنطن والغرب بدعم السوريين عندما رفضت مقعدا في مجلس الأمن الدولي. وفي السياق نفسه عبرت السعودية عن غضبها للموقف الأمريكي من حسني مبارك الذي أطاحت به ثورة عام 2011، وكانت الرياض أكثر دعما للإنقلاب الذي أطاح بمحمد مرسي من واشنطن، ودعمت قرار الحكومة المدعومة في مصر وحملتها ضد الإخوان.

وتنقل صحيفة ‘لوس أنجليس تايمز′ عن جون اولترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في معهد الدراسات الدولية والإستراتيجية ‘لا توجد أجوبة سهلة لهذه الأسئلة’.

ويضيف ‘يعتقد السعوديون أننا نتعامل بغير حكمة مع الشرق الأوسطـ ومنذ ستين عاما والإستراتيجية السعودية متحالفة مع الولايات المتحدة ولكنهم (السعوديون) يعتقدون أنه غير كاف’. ويحاول أولترمان تضييق دائرة المطالب أو القائمة التي يجب على إدارة أوباما عملها، لأن السعوديين يرون في قلة عناصر الأجندة محاولة لفك الإرتباط مع المنطقة. وفي مصر بدا الخلاف أوسع خاصة عندما خسرت السعودية حليفها القديم مبارك، ووصل الإخوان المسملون للسلطة حيث عملت غلى إفشالهم ودعم النظام الذي جاء بعدهم.

التعاون في مصر

وفي هذا نقلت صحيفة ‘نيويورك تايمز′ عن مصطفى العاني من مركز دراسات الخليج قوله إن السعوديين يرون أن تقييم إدارة أوباما للأوضاع في المنطقة غير صحيح، سواء تعلق هذا الأمر بسوريا، مصر، إيران أو الإخوان المسلمين. ويضيف أن السعوديين لا يثقون كثيرا في أوباما وسيطرحون عليه أسئلة صعبة.

وتضيف أن القادة السعوديين الذين يفضلون العمل من وراء الستار وحل المشاكل بالمال خرجوا عن صمتهم وبدأوا يبحثون بمفردهم عن حلول لمواجهة الأسد واحتواء إيران ومساعدة مصر في ضوء تراجع الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة بعد حرب الخليج. ومع ذلك ترى الصحيفة أن السعودية تظل محل اهتمام لأوباما الذي يعيد النظر في سياسته نحو سوريا وإيران.

وعليه فالهدف الرئيسي لزيارة أوباما هو التأكيد للسعوديين أن واشنطن لا تزال ملتزمة بحماية أمن بلادهم الذي لن يتم التنازل عنه حالة توصلت الولايات المتحدة لاتفاق مع إيران. وفي السياق نفسه سيحاول أوباما اقناع السعوديين باستخدام نفوذهم عل النظام الحاكم في مصر وإقناعه بوقف حملات القمع ضد المعارضة والمباشرة بإصلاحات سياسية وهي الصيغة التي ترى الدول الغربية فيها تحقيقا للإستقرار. وهذا نابع من دور السعودية في دعم الإنقلاب وتشجيعه على قمع الإخوان.

ونقلت عن مسؤول أمريكي قوله ‘يرى السعوديون أن الحكومة الإنتقالية في مصر بالغت في قمعها للإخوان المسلمين’ وأضاف’ شعر السعوديون أن المصريين تجاوزوا الحد بالقمع الكبير الذي طال الصحافيين والمعارضة العلمانية وموظفي السفارات الأجنبية’.

ولكن السعوديين الذين دعموا الإطاحة بمرسي يقودون حملة ضد الإخوان في المنطقة بشكل عام. ونقلت عن مسؤول سعودي سابق قوله ‘هذه حرب’، و’يتعاملون مع الإخوان باعتبارهم تهديدا على المنطقة، وهناك من يعتقد بإمكانية محوهم من المنطقة’. وحتى الآن دعمت السعودية والكويت والإمارات نظام مصر الجديد بـ 15 مليار دولار جديدة، وأعلنت شركة إعمار مرتبطة بالحكومة الإماراتية عن مشروع سكني كلفته 40 مليار دولار أمريكي.

وقالت إن الأمارات أرسلت أحد وزرائها هو سلطان أحمد الجابر كي يقضي وقته في القاهرة لمساعدة الحكومة المصرية في اقتصادها.

وتشير الصحيفة إلى موقف الحكومة السعودية من الإخوان حيث حملهم الأمير نايف وزير الداخلية وولي العهد فيما بعد مسؤولية كل المشاكل. وحذرت الصحيفة من سياسة الدعم المفتوح لقمع الإخوان في مصر وأنها لن تكون بدون مخاطر.

ويرى فردريك وهيري من معهد كارنيغي أن ‘السعودية تخسر أصدقاء في المنطقة شمالا ويمينا’. ويقول روبرت جوردان السفير الأمريكي السابق في الرياض’على الجنرالات إظهار أنهم أقدر على الحكم من الإخوان المسلمين وهو ما يقلق السعوديين’.

ويقول الصحافيون السعوديون إن الصحافة السعودية حريصة على حماية النظام المصري أكثر من النظام، فعندما أعلن جنرال مصري عن اكتشاف دواء لمرض التهاب الكبد الوبائي والإيدز أثار سخرية في العالم العربي إلا في السعودية التي تجاهل فيها الإعلام الأمر. ورغم الخلافات حول سوريا وإيران يأمل أوباما في الحصول على دعم السعوديين في مصر خاصة أنهم غير راغبين بدعم الإقتصاد المصري للأبد.

زيارة رمزية

ومن هنا فالزيارة الرئاسية في جوهرها رمزية مع أن مساعدي الرئيس يؤكدون أنها ‘جوهرية’ حيث أبقى الرئيس على الرحلة رغم إلغائه لخطة عقد مؤتمر كبير يجمع قادة دول الخليج هذا الإسبوع بسبب الخلافات السعودية- القطرية، ومن هنا فقرار أوباما التوقف في الرياض تعني أنه يكن احتراما كبيرا للملك السعودي.

ورغم رمزيتها التاريخية كونها بين دولتين تقيمان أقدم تحالف في المنطقة منذ عام 1945 إلا ان الخلافات ستظل كما هي. ويرى ديفيد بلير في تقرير له بصحيفة ‘دايلي تلغراف’ أن الولايات المتحدة والسعودية ستعيشان مع حقيقة هذه الخلافات.

فواشنطن والرياض تختلفان في كل قضية مهمة في الشرق الأوسط . ويشير هنا إلى سوريا التي تتعطش السعودية لإسقاط النظام فيها وتقوم منذ عام 2012 بتوفير السلاح للمقاتلين دون الأخذ بعين الإعتبار إمكانية وقوع هذه الأسلحة بيد المتطرفين. وفي الموضوع الفلسطيني يقول بلير إن الولايات المتحدة استثمرت كثيرا في خطة الإطار التي سيعلن عنها قريبا لكن السعوديين يشكون في أن تقوم إدارة اوباما بممارسة الضغط على إسرائيل حالة إعلان الخطة النهائية.

و الموقف نفسه واضح تجاه إيران حيث يرى أن العداء المستحكم بين البلدين عميق وله جذوره الدينية والعرقية. وترى السعودية في المشروع النووي الإيراني تهددا وجوديا.

ولهذا طالبت السعودية كما أظهرت وثيقة سربها موقع ويكيليكس عام 2008 بقطع رأس الأفعى. وبدلا من قطع الرأس اختارت الولايات المتحدة الحديث مع الأفعى. وأخفت الولايات المتحدة المحادثات التي جرت العام الماضي وقبل انتخاب حسن روحاني، حيث يعترف الدبلوماسيون الأمريكيون بصراحة اليوم إن عملية خداع مورست على السعودية وكانت الأولى على رأس قائمة الدول التي لم تخبر بالمحادثات السرية التي جرت قريبا من حدودها في عمان.

وبحسب دبلوماسي أمريكي فمعرفة السعودية بها كانت ستفشل كل شيء و ‘الإتفاق كان في مصلحة السعودية ويجب أن تعيش معه. ويرى بلير إن الخلافات والحالة هذه لن تحل لسبب واضح وهو كون السعودية يحكمها رجال عجزة، فالملك عبدالله في الـ 90 من عمره، ومن هنا تعاني السعودية من مشكلة ‘حكم العجزة’.

أما بالنسبة لأمريكا، فأوباما ليس بحاجة للقلق من المشاكل مع السعودية لأن التحالف بين البلدين قام ببساطة على تبادل مصالح النفط مقابل الأمن، وأمريكا في طريقها للإكتفاء الذاتي مما يعني أنها ليست بحاجة لنفط السعودية أو الخليج. واليوم تشتري الصين النفط السعودي الخام أكثر من الكميات التي تستوردها أمريكا.

عندما يعود مدرس سوري من الكويت ليلقى حتفه ببرميل متفجر في بيته

ياسين رائد الحلبي

عندان – ريف حلب الشمالي ‘القدس العربي’ كان الهدوء والحذر يعمّان مدينة عندان في الريف الشمالي لحلب بينما كانت المدينة شبه خاوية من سكانها بسبب تعرضها لقصف البراميل المتفجرة بين الحين والآخر . فجأة حلقت في سماء المدينة ثلاث طائرات مروحية وبدأت صفارات الإنذار للدفاع المدني تنذر من تبقى من سكان المدينة الذين عجزوا عن المغادرة بسب قلة الإمكانيات المادية .

المساجد بدأت بالتكبير وتحذير الأهالي من الطائرات المحلقة بالسماء ، حينها كان المدرس رياض حمشو أستاذ لغة عربية كان في فسحة المنزل يقوم بإخراج المياه من بئر منزله ليقوم باستخدامها بسبب عدم وجود الكهرباء في المدينة .

هنا يصمت حزينا مصطفى .ع الذي يروي لـ’القدس العربي’ ما حصل في المدينة ويكمل :عندما سمعنا صوت الطائرة أسرعنا بالدخول إلى الملجأ، والذي هو عبارة عن طابق أرضي لأحد الأبنية القريبة من الحي ومن خلال وجودنا كان هناك بعض الأهالي كالعادة لم يأتوا الى الملجأ تبعاً لقول ‘ملينا’ ومن بينهم الاستاذ رياض حمشو، وخلال ثواني سمعنا على قبضة الدفاع المدني شخص ينادي برميل متفجر سقط من الطائرة، انتبهو يا شباب’.

ويضيف ‘هنا بدأت النساء تصرخ والرجال بالتكبير بقوة والأطفال تبكي، وصوت البرميل متجه بشكل سريع نحونا على حيّنا، واذ بثواني قليلة يحدث ارتجاج كبير ونسمع أصوات الشظايا التي خرجت من البرميل المتفجر لتضرب بالجداران .. بالشوارع .. بالأعلى هنا وهناك .. والغبار بدأ يعم الحي منذراً بأن البرميل سقط قريبا من مكان الملجأ، ولكن لا أحد يدري أين بالتحديد، وما هي الا دقيقة واحدة خرجنا الى الأعلي لنعرف أين سقط، لكن الدفاع المدني مرة أخرى وعلى القبضة ‘انتبهو يا شباب الطائرة الثانية ألقت برميلين’ فعدنا سريعاً الى الملجأ، وانفجر برميلان آخران ببعد 200 متر عن الملجأ وعاد صوت الأطفال لتبكي والنساء تصرخ والرجال تكبر وأحدهم فقد وعيه من هول ما حصل، ومرة أخرى برميلان آخران يسقطان شرقي المدينة ولكن بعيدا عنّا قليلاً’.

ومن ثم يقول رجال الدفاع المدني لقد رحلت المروحيتان، هنا يخرج الجميع وننظر حولنا، واذا منزليين بالحي سقطا نهائياً، لكن شاء القدر أن يكونان فارغين من الأهالي فقد رحلوا قبل يوم واحد من القصف، وننظر الى المحلات لم يبق لها أبواب والمنازل تضررت وفجأة نسمع صوت أحد سكان الحي ‘يا شباب يوجد جثة في داخل أحد المنازل وقريبة على مكان القصف’ .

ويتابع مصطفى متحسراً ويبدو على وجهه تعابير ما حصل بذاكرة مؤلمة: لقد توجهنا فوراً الى المنزل واذ بنا في منزل الاستاذ رياض حمشو جاءته شظية من المنزل الذي قصف وقامت الشظية بقطع جزء كبير من جسدة.. يده وجسمه من الجهة اليسرى كاملة وأردته شهيداَ وهذا حصل وسط صراخ أطفاله وأبنائه وبناته وزوجته وبكاء الجميع .

يقول مصطفى ‘هنا انحنيت الى الأستاذ رياض الذي كانت دمائه قد شكلت بقعة كبيرة على الأرض وتأملت به .. يا الله هل هذا الاستاذ رياض إنها النهاية يا أستاذي نعم النهاية’.

ويقول مصطفى والدمعة في عينيه لقد كان الاستاذ رياض أستاذنا في الإعدادية والثانوية يدرسنا اللغة العربية وهو شاعر كبير وكان يكتب شعراً لجرائد كويتية شهيرة أثناء غربته في الكويت ، وأيضاً درسنا الشعر وعلمنا معنى الأصالة والكرامة وكنا نستقي منه كل ما هو غني وكان دائما يعطينا معلومات كثيرة بسبب غناه الفكري، وكان شخصية مثقفة، لقد أحببناه في ذاكرتنا، ويقول ضاحكاً ‘رغم أنه كان يوبخنا كثيراً لكن كنا نأخذها بصدر رحب ويبدو أن الأسد يريد أن يمحو تلك الذاكرة الجميلة’. مدينة عندان كبرى مدن الريف الحلبي استشهد فيها عشرة أشخاص نتيجة القصف المتفرق للبراميل المتفجرة في ذات اليوم، وبينهم نساء ورجل كبير بالسن، وما يزال استهداف مناطق الريف الشمالي مستمراً وذلك بعد انطلاق مرحلة جديدة في حصار المعارضة المسلحة لمحيط فرع المخابرات الجوية القريب من موقع القصف.

إنه العقاب الجماعي عندما يفشل النظام في المواجهة العسكرية.

جبهة جنوب دمشق.. انسحاب أم هدنة؟

مؤنس حامد

على مدى يومين، لم تهدأ التسريبات عن مفاوضات، يجري وضع اللمسات الأخيرة عليها، بين قيادات فصائل المعارضة في منطقة جنوب دمشق، وبين لجنة عسكرية من ضباط النظام، من أجل إنجاز اتفاق موسّع على هيئة هدنة، تمرّ كسابقاتها في مناطق كثيرة، من قدسيا والمعضمية وبرزة واليرموك، ليتم التغطية بها على أكبر عملية انسحاب طوعي لقوات المعارضة من جبهة رئيسية كجبهة جنوب دمشق.

الاتفاق الذي تشارك فيه “ألوية أبابيل حوران” و”جبهة النصرة” و”أحفاد الأمويين” و”شهداء الحجر الأسود”، و”داعش”، التي تقود وفد المعارضة في التفاوض حوله، يقضي بخروج قوات المعارضة من منطقة جنوب دمشق خروجاً نهائياً، بحيث يتم تسليم المنطقة لوحدات دفاع محلي مختلفة الولاء للنظام والمعارضة من أهالي المناطق، التي تتم المفاوضات حولها. كما يقضي بانسحاب مقاتلي المعارضة باتجاه درعا والقنيطرة مع استعداد النظام لتأمين طريق خروج آمن لهؤلاء المقاتلين.

تأتي هذه الخطوة في إطار جهود النظام لترتيب أوضاعه في العاصمة دمشق قبيل الاستحقاق الرئاسي المقبل، إضافة إلى حصاد ثمار الحصار الطويل على جنوب دمشق، الذي من المتوقع أن تكون آثاره كارثية على داريا والغوطة الشرقية، بعد فصلهما عن بعضهما فصلاً نهائياً.

بعض قادة الفصائل في جنوب دمشق كانوا قد أصدروا بيانات تكذيب لمحتوى التسريبات، ووصفوا الإتفاق بأنه هدنة طبيعية لإدخال المواد الغذائية إلى المناطق المحاصرة، في حين يتخوف الإعلاميون والنشطاء ومقاتلو المعارضة، من الحديث بأسمائهم الصريحة حول تفاصيل الإتفاق الذي يبدو أنه تم إنجازه فعلاً، ولم يبقَ سوى المباشرة بتنفيذه، وهذه المخاوف تزداد بفعل المنع الذي تفرضه قيادات الفصائل على أخبار الاتفاق.

ثلاثة أنواع من الضغوط، يقع تحتها مقاتلو هذه المناطق، أهمها وأكثرها تأثيراً هو تقاعس القوى المعارضة في الغوطة الشرقية عن إمداد منطقة جنوب دمشق بالمواد الإغاثية والذخائر، رغم المناشدات المتكررة لـ”جيش الإسلام”، الذي يمثل القوة الكبرى في الغوطة الشرقية التي تملك إمكانية إمداد جنوب دمشق، الأمر الذي يفسره كثير من الناشطين والعسكريين في جنوب دمشق على أنه حصيلة ضغط الممولين على “الجبهة الإسلامية” من أجل إهمال هذه المناطق.

مصدر إعلامي مقرّب من القيادات العسكرية في جنوب دمشق، قال في حديث لـ”المدن” طالباً عدم الكشف عن اسمه إن “ما حدث في جنوب دمشق هو مفاوضات جدّية، تمت بشكل مباشر، ولولا خروج تسريبات عنها للإعلام لكانت الآن قيد التنفيذ، وكثير من الفصائل التي نفت أنباء الهدنة كانت منخرطة في المفاوضات”.

وأضاف “الجوع والحصار دفع الكثير من الفصائل الكبيرة في المنطقة للقبول بالإتفاق، إضافة إلى تخاذل أكبر جيوش الثوار الذي لا يبعد أكثر من كيلو متر عن المنطقة، جيش الإسلام، والجبهة الإسلامية بشكل عام لم تقم بأي محاولة لفك الحصار عن المنطقة رغم توفر الإمكانية لديها “.

مقاتلو جنوب دمشق الذين ينحدر معظمهم من محافظتي درعا والقنيطرة، سينفذون بموجب الإتفاق انسحاباً باتجاه هاتين المنطقتين، وهو ما يعتبره المصدر ” أكبر نصر من الممكن أن يحققه النظام، وربما يفوق في آثاره، الاستيلاء على القصير ويبرود “.

ويتابع “نحن نتكلم عن مناطق في قلب العاصمة دمشق، ولها أكثر من سنتين خارج سيطرة النظام، وتأمين العاصمة أولوية بالنسبة له، بالإضافة إلى أنه سيصبح من السهل عليه دخول داريا والغوطة الشرقية بعد  تحويل قواته باتجاه هاتين المنطقتين، جنوب دمشق التي تتوسطهما وتستهلك جزءاً كبيراً من قوة النظام بحصارها ستصبح عازلاً عريضاً بينهما، أضف إلى ذلك  التسريبات عن بداية مشروع ضاحية في جنوب دمشق على غرار الضاحية الجنوبية في بيروت”.

جميع المناطق التي سيطر عليها النظام في الأشهر الأخيرة المنصرمة في جنوب دمشق، قام بتسليمها لمليشيات عراقية ولبنانية، ومنع سكانها الأصليين من العودة إليها، حتى ممن هم من الموالين له، وأبقاها مناطق فارغة بانتظار مشروعه الكبير، الذي من المتوقع أن يكون مركزاً لاستقطاب قوات متطوعين ذات طابع طائفي من إيران والعراق، مع الإشارة إلى أن هذه المناطق مثل  السبينة، حجيرة، البويضة، غزال، الذيابية، الحسينية، البحدلية، تحيط بمنطقة السيدة زينب، التي يتوسطها أكبر المقامات الشيعية في سوريا، أما المناطق التي يتم التفاوض عليها فهي المتممة لها في جنوب دمشق، بيت سحم، يلدا، ببيلا، الحجرالأسود، التضامن، القدم، العسالي، اليرموك، مما يدل على أن هذه الهدنة ستعني تأمين العاصمة دمشق بشكل نهائي في جيب النظام.

وتبدو سياسة التجويع والحصار والعقاب الجماعي أهم أسلحة النظام التي يستخدمها في حربه على السوريين، وحصاد هذه السياسة بالنسبة له أكثر سهولة وأقل كلفة بكثير من الجبهات المفتوحة التي تستنزف قواه البشرية، وهو ما جعل ضغط سكان جنوب دمشق على الفصائل المقاتلة فيها، يتزايد، من أجل إنجاز هذا الإتفاق، نظراً للحالة غير المسبوقة التي وصلوا إليها من الجوع، الذي راح ضحيته العشرات حتى الآن، ومعظمهم من الأطفال.

 ويأتي القصف المتواصل بالصواريخ والرشاشات الثقيلة من قبل النظام ليكون عاملاً إضافياً، حيث لم ينقطع عن المنطقة، حتى خلال الهدنة الجزئية في اليرموك وببيلا، لكنه يتجدد منذ ليل الأربعاء  الماضي بكثافة شديدة، بالتزامن مع اللمسات الأخيرة على الاتفاق، في محاولة لتسريع عقده وبدء تنفيذه.

 وتميل ردود فعل سكان المناطق المحاصرة، في معظمها، إلى تأييد هذا الاتفاق، ولا سيما تلك المناطق التي تقع تحت سيطرة الفصائل الإسلامية المتشددة، أو الفصائل غير المنضبطة في تعاملها مع المدنيين. وبخلاف هذا الصمت، الذي يحمل موافقة ضمنية على الاتفاق، خرجت تظاهرة يتيمة في منطقة الحجر الأسود، ترفض الانسحاب من جنوب دمشق، وتدعو الجيش الحر والكتائب الإسلامية إلى الثبات.

الجيش يسيطر على فليطا ورأس المعرة: طريق عرسال ـ القلمون غير سالكة

في وقت تتّجه فيه الانظار نحو معركة في ريف اللاذقية، استكمل الجيش السوري عملياته العسكرية في عدد من مناطق ريف العاصمة، ولا سيّما منها القلمون، محققّاً تقدّماً فيها، حيث أكّدت مصادر لـ «الاخبار» دخول الجيش بلدتي فليطا ورأس المعرة المحاذيتين لجرود عرسال اللبنانية

أحمد حسان

ريف دمشق | بعد تحريره مدينة يبرود وبلدة رأس العين القريبة منها (القلمون، ريف دمشق الشمالي)، استكمل الجيش السوري عملياته العسكرية في اتجاه فليطا ورأس المعرة خلال الأيام الماضية. وبالامس، سيطر الجيش ومقاتلون من «حزب الله» على المرتفعات المطلّة على فليطا ورأس المعرة، بحسب مصادر «الأخبار»، التي كشفت عن «فرار المسلّحين بسبب كثافة النيران».

وأكّدت المصادر الميدانية أن الجيش سيطر ابتداءً من ليل أمس على فليطا ورأس المعرة. ولفتت إلى ان القصف العنيف والمواجهات التي حصلت سابقاً في منطقة القلمون، دفعت المسلحين إلى الانسحاب من البلدتين. كذلك أسهم بعض أبناء فليطا في طرد المسلحين الغرباء من بلدتهم. وأكدت المصادر «عدم حصول أية مواجهات جدية، بسبب الفرار».

وكانت المصادر الميدانية قد كشفت لـ «الاخبار» عن «وقوع خلافات بين المسلّحين حول الانسحاب».

وبعد فليطا ورأس المعرة، يستكمل الجيش عملياته العسكرية في القلمون، لتتجّه الانظار نحو رنكوس التي لجأ اليها المسلّحون. واللافت، أنه منذ السيطرة على مرتفعات السحل ومزارع ريما، لم يواجه الجيش صعوبة تُذكر للسيطرة على أي بلدة قلمونية. وكانت مصادر ميدانية قد أكدت لـ«الأخبار» أن مسلحي منطقة القلمون مهزومون نفسياً، وباتوا يفضلون الفرار على القتال، نتيجة هزائمهم المتلاحقة في ريف دمشق وحمص وفي دير عطية والنبك وقارة. وتوقعت المصادر أن تنسحب اجواء الانكسار ذاتها على بلدات القلمون الجنوبية، كرنكوس والجبة وحوش عرب، وصولاً إلى معلولا والريف الدمشقي الأقرب إلى العاصمة.

وبسيطرته على فليطا ورأس المعرة، يكون الجيش السوري قد سيطر على غالبية المعابر التي تصل القلمون بجرود بلدة عرسال اللبنانية.

في موازاة ذلك، نشبت معارك في دوما المحاصرة، لترتفع وتيرتها في مزارع العب وعالية المحاذيتين. وميدانياً، تركّزت الاشتباكات في الريف الشمالي على الأطراف الغربية من حي جوبر، حيث يعتمد المسلحون على الغطاء الناري الذي توفّره قذائف الهاون التي يرميها المسلحون من جوبر على مناطق العاصمة، لتتزامن مع محاولات حثيثة للوصول إلى ساحة العباسيين وسط دمشق، غير أن القصف المروحي للجيش على الأطراف الجنوبية، بالتوازي مع المعارك على الأطراف الغربية، يمهدان لوضع حد لتحركات مسلحي جوبر.

وفي مخيم اليرموك، عاد الهدوء تدريجياً، بعد ليلة تخللتها معارك حامية، وقصف عنيف طاول العديد من مواقع المسلحين في شارع الثلاثين في المخيم. هدوء انعكس على تسهيل دخول المساعدات الإغاثية إلى المخيم، منذ ساعات الصباح الأولى، عن طريق شارع راما، خلف مخفر اليرموك.

إلى ذلك، تمكّن الجيش من إلحاق أضرار فادحة في صفوف «جبهة النصرة»، خلال المعارك التي شهدتها بلدتا الكرك الشرقي وصور في ريف محافظة درعا، كما أوقف عملية تسلل للمعارضة المسلحة من قرية الوردات، باتجاه قرية محجة في ريف المحافظة.

وعلى الجبهة الجنوبية لريف القنيطرة، أدت العمليات العسكرية للجيش، في الداوية الصغيرة والداوية الكبيرة والهجة، الى القضاء على أكثر من 60 مسلحاً من «النصرة». ونقلت وكالة «سانا»، أن أعداداً كبيرة من الجرحى جرى نقلهم إلى المستشفيات الصهيونية، لتلقي العلاج.

هجوم على الفوعة

على صعيد آخر، شنّ مسلّحو «جبهة النصرة» و«الجبهة الاسلامية» فجر أمس، هجوماً عنيفاً على بلدة الفوعة المحاصرة، التي تقع في ريف إدلب. الاشتباكات العنيفة بين الجيش والجماعات المسلّحة التي تبعها هجوم عدد من الانتحاريين، أدّت الى مقتل أحد قادة «حركة أحرار الشام»، الذي قاد الهجوم. وأمطر المسلّحون البلدة بقذائف الهاون طيلة يوم أمس. ونتج عن الهجوم تمكن المسلّحين من دخول الحي الجنوبي من الفوعة.

وأعلنت «النصرة» في بيان لها، تفاصيل الهجوم الذي شنّه عناصر التنظيم، إضافة الى عناصر أخرى في «الجبهة الاسلامية» و«أحرار الشام» من بلدة بنّش المعارضة. وفي التفاصيل، نفّذ المسلّحون «عملية انغماسية»، استطاعوا خلالها الدخول الى الحي الجنوبي للبلدة، بحسب ما أعلنوا. واستهدفت التفجيرات الانتحارية التي أقدّم عليها أربعة (هم أبو إسلام البنشي، وأبو الزهراء البنشي وأبو عدنان البنشي وأبو عمير البنشي)، مبنيين أدّيا الى «قتل العشرات من الرافضة» بحسب البيان. وبعد الهجوم، نشبت اشتباكات عنيفة بين الجيش والمسلّحين، الذين تسلّلوا الى الحي الجنوبي للبلدة، ما أدى إلى مقتل قائد «معركة الفوعة» من «أحرار الشام»، أبو عبد الله طعوم، الذي نعاه المسلّحون فيما بعد. في المقابل، استهدف المسلّحون البلدة بقذائف الهاون التي بلغ عددها العشرات.

وتجدر الإشارة إلى ان غالبية سكان الفوعة، وجارتها كفريا، مؤيدون للدولة السورية. وهما محاصرتان منذ حوالى سنتين. ويستهدف المسلّحون بين الحين والاخر البلدتين بقذائف الهاون.

انسحاب شامل للمسلحين من ريف دمشق الجنوبي؟

جنوب دمشق على موعد مع انعطافة كبيرة ومفاجئة. هذا ما تؤكده أوساط الناشطين المعارضين. وتتمثل الانعطافة وفقَ ما اكد ناشط معارض لـ «الأخبار» بـ«انسحاب وشيك وشامل تنفّذه كل المجموعات المسلحة من مناطق جنوب دمشق، وبموجب اتفاق مع الدولة السورية». ووفقاً للمصدر، فإن «مفاوضات طويلة جرت بين لجنة عسكرية سورية، وقادة المجموعات المسلحة في جنوبي دمشق.

ما أفضى إلى اتفاق يبدو تنفيذه وشيكاً». ووفقاً للمعلومات، سيضمن الاتفاق انسحاب المسلحين من بيت سحم، يلدا، ببيلا، الحجر الأسود، التضامن، القدم، العسالي، إضافة إلى اليرموك، بحيث يجري الانسحاب في اتجاه درعا والقنيطرة، اللتين ينحدر منهما معظم المسلحين المنضوين في المجموعات المشاركة في الاتفاق، فيما سيضمن الاتفاق للمسلحين من أبناء هذه المناطق تسوية أوضاعهم، لمن يختار ذلك. وقال المصدر إن الانسحاب سيجري عبر ممرات آمنة يوفرها الجيش السوري لمسلحي «جبهة النصرة»، «ألوية أبابيل حوران»، «أحفاد الأمويين»، و«كتيبة شهداء الحجر الأسود». ليجري تسليم المناطق إلى «وحدات دفاع محلي». عناصرها متنوعو الولاء. في صورة تستحضر ظاهرة «الحواجز المشتركة» التي انتشرت بعد تنفيذ المصالحة في برزة على وجه الخصوص. وأكد المصدر أن «هذا الاتفاق جاء في الدرجة الأولى نتيجة الضغوط التي مارسها سكان المناطق على المسلحين، بعدما ذاقوا ويلات الجوع والحصار، إضافة إلى عدم تمكن المسلحين من تحقيق إنجاز عسكري فعلي، ولا حتى عبر فك الحصار عن مناطقهم في ظل امتناع جيش الإسلام عن القيام بأي محاولة لفك الحصار عن المنطقة».

وإذا صحت هذه المعلومات، فإن هذا الاتفاق سيكون الأكبر من نوعه، إذ يشمل مناطق عدة وممتدة على مساحة كبيرة، خلافاً لاتفاقات المصالحة السابقة، التي اقتصر كلٌّ منها على منطقة بعينها.

(الأخبار)

أكثر من 600 عائلة أرمنية نزحت من كسب بعد سيطرة كتائب إسلامية عليها

النظام استهدف كنيسة المدينة.. والمعارضة سعت إلى طمأنتهم

بيروت: «الشرق الأوسط»

تواصل العائلات الأرمينية التي تقطن في كسب بريف اللاذقية ومحيطها، النزوح باتجاه مناطق أكثر أمنا، بعد سيطرة كتائب المعارضة الإسلامية على المدينة المحاذية للحدود التركية عقب معارك شرسة ضد القوات النظامية.

ورغم أن المعارضة سعت إلى طمأنة السكان المدنيين في المناطق التي تقتحمها عبر التعهد بعد التعرض لهم، إلا أن تلك التطمينات لم تلق استجابة لدى السكان الأرمن، الذي فروا خارج مدينتهم قبل دخول كتائب المعارضة الإسلامية إليها خوفا من عمليات انتقامية ترتكب ضدهم.

ويشكل الأرمن النسيج السكاني الأبرز في مدينة كسب يتوزع عملهم بين الزراعة والخدمات السياحية. ويقدر ناشطون معارضون «عدد العائلات الأرمينية الهاربة من كسب بنحو 600 بينهم الكثير من الأطفال والنساء».

وأشارت وكالة (أخبار أ – م) الأرمينية إلى أن «بلدة كسب السورية الحدودية وذات الأغلبية الأرمينية قد أفرغت تماما من سكانها بعد أن تعرضت لهجمات من قبل مجموعات مسلحة دخلت المنطقة عبر الحدود التركية بغية السيطرة على بعض النقاط التي تراها المعارضة استراتيجية». كما أوضحت صحيفة «هوريزون» الأرمينية أن «670 عائلة أرمينية، أي ما يعادل تقريبا غالبية سكان بلدة كسب، قد أخلوا مدينتهم متجهين إلى الجبال المحيطة، مشيرة إلى أنهم «يصلون تباعا إلى مدن اللاذقية ورأس البسيط وغيرها من المدن الساحلية».

وفي حين أعرب الرئيس الأرميني سيرج سركسيان الموجود حاليا في هولندا بزيارة عمل، عن قلقه بسبب الأحداث الحالية في كسب. وأعاد الرئيس للأذهان أن «سكان كسب الأرمن جرى تهجيرهم من الدولة العثمانية مرتين، الأولى عام 1909 والثانية عام 1915، مشيرا إلى تصرفات الجيش التركي آنذاك، معربا عن شكره للسلطات السورية لجهودها في حماية أرمن كسب.

أدان نواب في البرلمان الأرميني ما سموه «خرق جماعي لحقوق الإنسان في كسب»، وقالوا في بيان: «إننا ندين بشكل صارم تصرفات القوات المسلحة التركية التي تعتبر في جوهرها تحديا جديدا لعمليات الإبادة الجماعية السابقة بحق الجالية الأرمينية في الشرق الأوسط».

ونشرت مواقع إخبارية أرمينية صورا تظهر نزوح عدد من الأسر الأرمينية من مدينة كسب في ريف الساحل. كما أشارت هذه المواقع إلى أن «الرئيس السوري بشار الأسد قد أوعز إلى سفير سوريا لدى لبنان علي عبد الكريم بزيارة مقر بطريركية الأرمن لبيت كيليكيا لطمأنة كاثيليكوس عموم الأرمن لبيت كيليكيا آرام الأول كيشيشيان على أن «الحكومة السورية ستفعل كل ما بوسعها لاستعادة الأمن والاستقرار في بلدة كسب ذات الأهمية التاريخية بالنسبة للأرمن».

لكن المعارض الأرميني بهنان يامين، أشار إلى أن «سبب زيارة سفير سوريا إلى بطريركية الأرمن هو الطلب من القيادات الدينية الأرمينية تجنيد شباب أرميني للقتال في كسب كونها أرمينية بجانب القوات النظامية». وطالب يامين عبر صفحته على موقع «فيسبوك» من «القيادات الأرمينية عدم الانجرار وراء هذه الدعوات».

في المقابل، نفى وزير الطاقة والمياه اللبناني أرتور ناظاريان أن يكون السفير السوري عبد الكريم علي قد تطرق إلى موضوع إرسال عناصر أرمينية لتقاتل في سوريا بحجة حماية القرى والبلدات الأرمينية، خلال لقائه الكاثيليكوس الأرميني في مقر البطريركية الأرمينية في لبنان».

ووصف الوزير الذي يتحدر من أصول أرمينية في تصريحات إعلامية هذه الأخبار بـ«الملفقة التي تبقى في إطار الدس الإعلامي ولا علاقة لها بهذا الموضوع جملة وتفصيلا».

وكان لافتا إلى أن القوات النظامية استهدفت خلال قصفها مدينة كسب قبل يومين كنيسة الأرمن، مما استدعى إدانة من «الائتلاف الوطني المعارض»، حيث حمل أمينه العام المعارض، بدر جاموس «القوات النظامية المسؤولية كاملة عن استهداف دور العبادة في كسب وغيرها من المدن السورية»، مشيرا إلى أن ذلك الاستهداف يأتي في سياق «سياسته (سياسة النظام) الممنهجة في استهداف المدنيين والأماكن المقدسة، انتقاما من انتصارات الثوار على الأرض»، وفق تعبيره.

يذكر أن كسب بلدة حدودية تقع على سفوح جبل الأقرع، تبعد 65 كلم عن محافظة اللاذقية وثلاثة كلم عن الحدود التركية، يقطنها كثير من الأرمن. وهي بلدة أرمينية تاريخيا، حيث كانت تقع في مملكة كيليكيا. ويفخر الأرمن في سوريا بأن لهم الفضل في منع السلطات الفرنسية من ضم مدينة كسب إلى الجمهورية التركية الحديثة.

وتمكن مقاتلو المعارضة من السيطرة على كسب ضمن معركة «الأنفال» التي أعلنوها مطلع الأسبوع الحالي. وبث على موقع «يوتيوب» مقاطع فيديو تظهر مقاتلين إسلاميين في ساحة المدينة، كما تظهر المقاطع تمثالا للرئيس الراحل حافظ الأسد وقد جرى تحطيمه من قبل المعارضين.

تجدد الاشتباكات في حي جوبر بدمشق.. والائتلاف يتحدث عن استخدام «غازات سامة» بريفها

خسائر القوات النظامية في اللاذقية 150 قتيلا خلال أسبوع

بيروت: نذير رضا

تضاعف منسوب التوتر في العاصمة السورية، أمس، مع اندلاع اشتباكات في حي جوبر، وتصعيد القوات الحكومية من وتيرة قصفها للحي، إلى جانب استهداف حي زملكا بريف دمشق بالمدفعية، في حين تواصلت الاشتباكات في ريف اللاذقية حيث تتقدم المعارضة ببطء، بهدف التمدد في مناطق نفوذ النظام.

وأفاد ناشطون سوريون بقصف القوات النظامية مناطق في حي جوبر، باستخدام سلاح الجو والمدفعية. وقال ناشط من تنسيقية دمشق، إن الطيران الحربي السوري نفذ غارتين بالصواريخ شرق حي جوبر في العاصمة السورية، حيث اندلعت اشتباكات بين كتائب معارضة والقوات الحكومية على محور ثكنة كمال مشارقة من جهة دوار المناشر، بينما فجر الجيش النظامي ثلاثة أبنية مسبقة الصنع في حي جوبر بعد انسحابه منها.

وعلى مسافة قريبة من جوبر، استهدف الطيران الحربي منطقة المتحلق الجنوبي لجهة حي زملكا بريف دمشق، بغارة جوية أسفرت عن تدمير مبان يعتقد أن مقاتلي المعارضة يقيمون فيها. كما تعرضت مناطق في مدينة حرستا إلى قصف من القوات الحكومية.

وأدان الائتلاف السوري الوطني قصف القوات السورية مدينة حرستا بالغازات السامة. وقال بيان لرئيس الائتلاف أحمد الجربا إن «الائتلاف السوري يدين بأشد العبارات قصف قوات النظام مدينة حرستا في ريف دمشق بالمواد السامة اليوم (أمس)»، مشيرا إلى أن «العديد من الأهالي وسكان المنطقة قالوا إن مدينتهم تعرضت لقصف بمواد سامة ظهرت علاماتها على المصابين بعد نقلهم إلى المشافي الميدانية».

وطالب الائتلاف «المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته أمام آلة النظام السوري المجرمة التي تفتك بالمدنيين» وفق قوله، مضيفا: «هناك تحقق من وجود مواد سامة محملة بالصواريخ التي قصف بها النظام مدينة حرستا حيث بدأ قبيل الفجر ونقل نحو ثلاثين مصابا إلى المستشفيات وعليهم أعراض ضيق في التنفس، كما أصيب بعضهم بحالات إغماء».

وفي داريا، جنوب دمشق، اندلعت اشتباكات بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة على عدة جبهات، أعنفها على الجبهة الشمالية حيث كثف النظام قصفه للمنطقة بالمدفعية الثقيلة، كما دارت اشتباكات متقطعة على الجبهتين الشرقية والجنوبية.

في غضون ذلك، أفاد ناشطون بانفجار عبوة ناسفة في جامع الفقهاء الصالحين بمنطقة يلدا. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع جرحى بعضهم في حالة خطرة بينهم إمام وخطيب الجامع.

وأوضحت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) أن العبوة كانت مثبتة على المنبر أثناء أداء الخطيب لخطبة الجمعة مما أدى إلى إصابته بجروح متفاوتة وإلحاق أضرار مادية بالجامع، مشيرة إلى إصابة رئيس لجنة المصالحة الوطنية في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم بالريف الجنوبي لدمشق.

وذكر مصدر في شرطة دمشق أن عبوة ثانية انفجرت أمام جامع البراء في بلدة ببيلا مما أسفر عن أضرار مادية من دون وقوع إصابات بين المواطنين.

في هذا الوقت، تواصلت الاشتباكات في ريف اللاذقية، لليوم التاسع على التوالي، مع محاولة مقاتلي المعارضة السيطرة على بلدات في مناطق نفوذ النظام السوري. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بقصف الطيران الحربي مناطق في محيط قريتي السمرا والنبعين وتلة النسر، وسط اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعومة بقوات الدفاع الوطني و«المقاومة السورية لتحرير لواء إسكندرون»، من جهة، ومقاتلي جبهة النصرة وعدة كتائب إسلامية مقاتلة من جهة أخرى، تركزت في محيط بلدة كسب، وعلى الشريط الحدودي مع تركيا. وامتد القصف النظامي إلى محيط قرية السكرية بجبل التركمان وسط اشتباكات اندلعت في منطقة خربة سولاس ترافق ذلك مع قصف الطيران الحربي للمنطقة.

وأفاد ناشطون سوريون بأن رئيس فرع المخابرات العسكرية في محافظة اللاذقية تمكن من الفرار، بعد محاصرته خمسة أيام، في قرية النبعين، بريف كسب، من دون معرفة مقاتلي المعارضة.

وأشار المرصد إلى أن خسائر القوات النظامية والدفاع الوطني في اللاذقية، منذ بدء معركة اللاذقية، تجاوزت الـ150 قتيلا بينهم ما لا يقل عن 13 ضابطا، بينهم قائد قوات الدفاع الوطني في اللاذقية هلال الأسد.

وبموازاة ذلك، تصاعدت وتيرة العنف في محافظة حمص وسط البلاد، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة في محيط بلدة الدار الكبيرة، ترافق ذلك مع قصف الطيران الحربي الحكومي مناطق في البلدة، مما أدى إلى مقتل تسعة مقاتلين من المعارضة المسلحة، وفق ما ذكر ناشطون سوريون، بينما اندلعت اشتباكات على أطراف مدينة تلبيسة.

وقال ناشطون إن القوات الحكومية صعدت قصفها على بلدتي الغنطو والدار الكبيرة، إذ شن الطيران الحربي ست غارات جوية على البلدتين، وقد استخدمت المقاتلات الحربية في قصفها القنابل العنقودية والصواريخ.

وفي حلب، حيث يتواصل القصف الجوي لأحياء تسيطر عليها المعارضة، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل ضابط برتبة عميد في الحرس الجمهوري وخمسة من عناصره خلال اشتباكات مع جبهة النصرة والكتائب الإسلامية المقاتلة في منطقة الليرمون بمدينة حلب.

وأفاد المرصد باستهداف مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي مبنى المركز الثقافي الذي يتحصن بداخله مقاتلو تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المعروف بـ«داعش»، في أطراف مدينة جرابلس، في حين قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة الحاضر بالريف الجنوبي لمدينة حلب. وتعرضت مناطق في بلدة حريتان وحي مساكن هنانو لقصف من القوات النظامية.

أملٌ ضئيل في الهجوم المتجدّد على اللاذقية

الثوار ربما يحاولون أن تتوزّع قوّات النظام لإضعافها

مـايـا جبـيـلـي

بعد أسبوع واحد على معاناتها من هزيمة شعواء انتشر خبرها بشكل كبير في الإعلام، تدفّقت قوات الثوّار نحو محافظة اللاذقية الشمال شرقية، والتي توجد فيها “القرداحة”، مسقط رأس عائلة الأسد، حيث قامت قوات المعارضة بالاستيلاء على معبر كسب الحدودي، الذي كان النقطة الأخيرة التي يسيطر عليها النظام بين سوريا وتركيا، ومن ثم انتقلت الى نقاط استراتيجية محيطة.

وبالرغم من أنّ قوات المعارضة حاولت تنفيذ هجوم مشابه لهذا الهجوم في آب الماضي، فإن هذه الاندفاعة المتجدّدة قد تحقّق مكاسب غير متوقعة للثوّار في معقل العلويين.

“لديها أهمية استراتيجية كبيرة جداً بما أنها نقطة حدودية، ويمكن أن تسمح لنا بالوصول الى الطريق البحري”، قالت بنان الحسن، المتحدّثة الاعلامية باسم الثوّار والتي تأخذ من اللاذقية مقراً لها. أما أيمن جواد التميمي، الباحث والعضو في منتدى الشرق الأوسط، فقال لـNOW إنّ الثوّار سوف يحصلون “بدون شك” على دعم وعلى تعزيزات من تركيا عبر معبر كسب، وإنّ لديه أدلة على أنّ هذا الأمر بدأ فعلاً.

ويشهد الهجوم المستمر تعاوناً بين جبهة أحرار الشام الإسلامية، وجبهة النصرة التابعة للقاعدة، وأنصار الشام، وشام الإسلام، وهي مجموعة أخرى تنتمي عقائدياً الى منظمة القاعدة. وتشارك فيه أيضاً مكوّنات مصغّرة من الجيش السوري الحر، وفقاً لتميمي، الذي أضاف بأنّ قوّات مسلّحة شيشانية كانت تقوم بقيادة العمليات في هذه المحافظة.

هذا وقوات الثوّار منهمكة في معارك مشتعلة في كافة أنحاء سوريا، من إدلب، شمال حماه، الى محافظتي درعا والقنيطرة الجنوبيتين. ومع الخسائر الكبيرة التي تكبّدها الثوّار في يبرود والضواحي المحيطة بدمشق، أي في ظل وجود العديد من الجبهات الخطرة المفتوحة، يبرز السؤال: لماذا يفتحون جبهة جديدة؟

وفقاً لشارلز ليستر، الباحث في معهد بروكينكز، فإنّ وجود جبهة قتال جديدة هو بالضبط الغرض المطلوب. “الهجوم يضع قوات الدولة أمام معضلة”، قال لـNOW. ذلك أنّ الجيش النظامي السوري يتلقى ما يحتاجه من دعم من كل من “حزب الله”، ومن قوات الدفاع الوطنية السورية العسكرية، ومن الميليشيات الشيعية العراقية. وبالتالي فإنّ مجموعات المعارضة المدركة بأنّ النظام سوف يفعل ما بوسعه من أجل حماية علاقاته الطائفية والقبلية في اللاذقية، تحاول ربما أن تجعل قوات الأسد تتمّدد على أوسع رقعة ممكنة.

“بعد أن خاضوا قتالاً طويلاً وصعباً ليحققوا مكاسب لهم في القلمون، فإنّ الخيار الاستراتيجي المتاح أمامهم الآن هو إما باستقطاب الموارد من أي مكان من أجل صد هجوم اللاذقية أو الأمل بأنّ أي رد أبطأ على الهجوم، سوف يجعلهم في النهاية يستردون الأرض التي خسروها”، قال ليستر.

هناك أيضاً مكوّن رمزي قوي، حيث تعرّضت معنويات قوات المعارضة الى صفعة شديدة عقب الاستيلاء على يبرود في منتصف آذار، وتكبّدها العديد من الخسائر في ضواحي دمشق. فقد دلّ الهجوم المتجدّد والذي يحظى بحملة إعلانية مهمة على اللاذقية، على قدرة المعارضة على استهداف الأسد في عقر داره، كما قال ليستر. “الاستيلاء على آخر معبر مع تركيا تسيطر عليه الدولة، والوصول الى البحر المتوسط، كل ذلك يساهم في رفع معنويات المعارضة وفي تذكير الحكومة بأنها “لن تربح المعركة بأكملها”، أضاف قائلاً.

قد يكون الاندفاع هذه السنة باتجاه الساحل أكثر نجاحاً من آب الماضي. ففي المرة الماضية، وسط أخبار العنف الطائفي الذي نفّذه الثوار، استطاعت قوات الأسد أن تقلب مكاسب المعارضة الى خسائر في غضون أسابيع. إلاّ أنّ الناشطين والمحللين السوريين يقولون إنّه قد لا تكون هذه هي الحال في هذه المرة.

“في حين أنّ الخسائر كانت مرتفعة جداً بين المقاتلين، لا تزال هناك علامة ضئيلة جداً على وجود عنف ضد المدنيين كان في الهجوم الماضي أكثر وضوحاً”، قال ليستر. وعزا هذا الاختلاف الى غياب تنظيم داعش، المجموعة التابعة للقاعدة والتي وُصفت بأنها الأكثر وحشية وعدم رحمة من بين كافة المنظمات الجهادية. وقد شاركت مجموعات من الجيش السوري الحر، وكتائب من الجبهة الإسلامية في الاشتباكات مع تنظيم “داعش” في العديد من المناطق السورية، ما أدّى ربما الى إقصاء هذا الأخير عن هجوم اللاذقية.

هذا ويختلف الهجوم الجديد من الناحيتين الاستراتيجية  والتنفيذية أيضاً. “لقد جرى التحضير له جيداً على مدى عدة أشهر”، قالت الحسن لـNOW. وقال تميمي إنه لاحظ وجود حركات سلاح لمدة أكثر من أسبوع قبل بدء الهجوم، وإنّه من الواضح أنّ التحضير له جرى مسبقاً و”ليس مجرد قرار عفوي”.

“كما وأن الأهداف الاستراتيجية مختلفة أيضاً، مثل الهدف من الاستيلاء على معبر كسب” قالت الحسن. فعوضاً عن التوجّه مباشرة تجاه مرفأ طرطوس حيث يقول الثوار إن التعزيزات للنظام لا تزال تتدفّق، قرّرت مجموعات المعارضة استخدام النقطة الحدودية من أجل محاولة إنشاء ممر الى البحر، كما أضافت.

وقالت الحسن لـ NOW إنّ المعنويات كانت مرتفعة جداً هذا الأسبوع بين مقاتلي المعارضة. فبعد أن أحرزوا انتصارات كبيرة في كسب والسمرا، قام الثوار بمعاينة “مواقع مراقبة” في اللاذقية، التي تتميّز طبيعتها الجغرافية بالهضاب، مثل جبل التركمان وجبل أركاد.

وهناك آخرون كانوا أقل حماسة. حيث قال ليستر لموقع NOW إنّ مقاتلي المعارضة لديهم حظوظ أكبر هذا العام في إحراز انتصارات، ومع ذلك فهو يتوقّع بأن لا يحرزوا الكثير. أما تميمي فقال إنه يعتقد بأنّ الهجوم سوف يفشل في النهاية، على الرغم من أن أي ارتفاع في المعنويات سوف يكون له أثر كبير قبل الحسم.

“هذا مثال جيّد على الغرض من هذا الهجوم برمته”، قال تميمي. “الضرب في عقر دار النظام، وحتى إن لم ينجحوا في السيطرة الكاملة على المنطقة، يمكّنهم من تحقيق نصر معنوي وضرب معنويات النظام”.

هذا المقال ترجمة للنص الأصلي بالإنكليزية

(ترجمة زينة أبو فاعور)

اشتباكات باللاذقية وإدانة لقصف حرستا بمواد سامة

تواصلت الاشباكات بين قوات النظام السوري ومسلحي المعارضة بريف اللاذقية، وأدان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية قصف مدينة حرستا في ريف دمشق بالغازات السامة.

 وقال مراسل الجزيرة إن اشتباكات دارت أمس الجمعة بين قوات النظام ومسلحي المعارضة في عدة مناطق من بينها قسطل معاف وجبال البدروسية بريف اللاذقية.

وأكد مركز صدى الإعلامي أن النظام شن غارة جوية على برج الـ45 ومحيط قرية السكرية في جبل التركمان.

كما شن غارة مماثلة بمنطقة النبعين التي سيطرت عليها المعارضة مؤخرا، ودخل في اشتباكات مع الجيش الحر على محور تشالما في جبل التركمان بريف اللاذقية، أسفرت -حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان- عن مقتل 19 عنصرا من قوات النظام، بينما قتل عشرة أشخاص من فصائل المعارضة المسلحة.

وكانت كتائب المعارضة قد تمكنت خلال الأيام الماضية من السيطرة على بلدة كسب ومعبرها الحدودي مع تركيا، وبرج الـ45 وقرية السمرا التي هي عبارة عن ممر جبلي مع منفذ على البحر. وتتعرض هذه المناطق لقصف عنيف من القوات النظامية في محاولة لاستعادتها.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ناشط من تنسيقية اللاذقية قوله إن الخسارة التي تكبدها النظام في اللاذقية “موجعة”، وهو يسحب باستمرار جنودا من مناطق أخرى إلى اللاذقية.

مواد سامة

من جانب آخر أكد اتحاد تنسيقيات الثورة أن النظام السوري استهدف المدينة بصواريخ محملة بمواد سامة، مما أدى إلى سقوط ثلاثة قتلى اختناقا، كما أصيب عدد كبير باختناق وضيق تنفس.

وتبعد حرستا عن مدينة دمشق 17 كلم شمالا، وهي من أولى المناطق التي انخرطت في الثورة السورية.

وأدان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية هذا القصف، وطالب في بيان المجتمع الدولي “بتحمل مسؤولياته أمام آلة النظام السوري المجرمة التي تفتك بالمدنيين”.

وفي ريف إدلب شمالي البلاد قال مراسل الجزيرة إن 15 جنديا مما تُسمى قوات الدفاع الوطني قتلوا في اشتباكات مع مسلحين من جبهة النصرة، ونقل عن مصدر في جبهة النصرة قوله إن  الجنود الـ15 قتلوا خلال اشتباكات في بلدة الفوعة، عندما هاجم مسلحو جبهة النصرة مبنيين تتمركز فيهما قوات الدفاع الوطني.

كما قتل في الهجوم خمسة من عناصر جبهة النصرة، إضافة إلى القيادي في كتائب أحرار الشام أبو عبد الله طعوم.

وفي حمص -وسط البلاد- قتل تسعة أشخاص وجرح العشرات جراء استهداف قوات النظام بلدتي الغنطو والدار الكبيرة في ريف المدينة الشمالي، بست غارات جوية وقصف براجمات الصواريخ ومختلف الأسلحة الثقيلة.

إيران وسوريا تطغيان على مباحثات أوباما بالسعودية

طمأن الرئيس الأميركي باراك أوباما ملك السعودية عبدالله بن عبد العزيز بأن واشنطن لن تتخلى عن مسؤوليتها في الحفاظ على المصالح العربية ولن تتخذ موقفا متساهلا في صراعات الشرق الأوسط.

وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى إن أوباما أكد للملك عبد الله خلال لقائهما -الذي استمر أمس الجمعة لمدة ساعتين بروضة خريم القريبة من الرياض- أن انسحاب الولايات المتحدة من العراق وأفغانستان لن يؤثر على التزامها بالحفاظ على المصالح العربية.

وتحدث الرئيس الأميركي عن “علاقات مهمة على مدى عقود تتعلق بالأمن والطاقة والأمن الإقليمي والاقتصاد”، وعبر عن أمله في أن “تستمر هذه العلاقات كما هي”، وأكد أن المصالح الإستراتجية لأميركا والسعودية “تتماشى كثيرا”.

وذكر المسؤول الأميركي أن الزعيمين بحثا الملفين السوري والإيراني أكثر من أي مواضيع أخرى خلال اللقاء.

وأشار إلى أن البلدين يعملان معا “على نحو جيد جدا” لتحقيق الانتقال السياسي ودعم جماعات المعارضة المعتدلة.

وقالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أمس إن الولايات المتحدة مستعدة لزيادة المساعدات السرية للمعارضة السورية في إطار خطة جديدة تشمل تدريب المخابرات المركزية الأميركية مقاتلين من المعارضة السورية، وأوضحت الصحيفة أن واشنطن تدرس تزويد المقاتلين بقاذفات صواريخ مضادة للطائرات.

غير أن بن رودس -نائب مستشار الأمن القومي الأميركي- عبر عن تخوف لدى الولايات المتحدة بشأن تزويد المعارضين بمثل هذه الأسلحة، وقال للصحفيين على متن طائرة الرئاسة “أوضحنا أن أنواعا معينة من السلاح من بينها قاذفات الصواريخ المضادة للطائرات يمكن أن تشكل خطر الانتشار إذا أدخلت إلى سوريا”.

نووي إيران

وفي ما يتعلق بملف برنامج إيران النووي قال مسؤول أميركي للصحفيين بعد الاجتماع إن أوباما أوضح للملك عبد الله مدى إصرار الولايات المتحدة على منع إيران من امتلاك سلاح نووي.

وأوضح أن اللقاء كان فرصة لأوباما للتأكيد على أن واشنطن لن تقبل “باتفاق سيئ” مع إيران، في إشارة إلى المفاوضات الجارية للتوصل لاتفاق مع طهران بشأن برنامجها النووي، وذلك بعد التوقيع على اتفاق مرحلي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي يقضي بتجميد طهران أنشطة التخصيب ستة أشهر مقابل رفع جزئي للعقوبات الاقتصادية التي تثقل كاهلها.

وأكد المصدر أن أوباما أوضح أن التركيز على القضية النووية لا يعني أن بلاده غير مهتمة “بأنشطة إيران لزعزعة الاستقرار في المنطقة”، وعبر بن رودس عن قلق الولايات المتحدة من تصرفات إيران في المنطقة، مثل دعمها نظام الرئيس السوري بشار الأسد وحزب الله وزعزعة الاستقرار في اليمن والخليج.

من جانب آخر قال مسؤول أميركي إن أوباما لم يتطرق إلى مسألة حقوق الإنسان في المملكة خلال لقائه الملك عبد الله بن عبد العزيز، لكنه عبر عن قلق واشنطن “الشديد” بالنسبة لأوضاع حقوق الإنسان في السعودية، وأشار خصوصا إلى “حرية المرأة” و”بعض القوانين” التي أقرت أخيرا.

وسيلتقي أوباما اليوم في الرياض الناشطة الاجتماعية السعودية مها المنيف التي منحتها وزارة الخارجية الأميركية قبل أسابيع جائزة “أشجع امرأة”.

وأضاف المصدر -رافضا ذكر اسمه- إلى أن أوباما أكد للملك خلال لقاء في روضة خريم استمر ساعتين أنه “لن يقبل اتفاقا سيئا” مع إيران بشأن برنامجها النووي الذي يثير قلق الرياض.

الغرب يتهم النظام السوري بعرقلة وصول المساعدات

                                            اتهمت دول ومنظمات غربية النظام السوري بعرقلة وصول المساعدات الإنسانية، في حين تبنى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قراراً مدد بموجبه مهمة لجنة التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا لمدة عام.

فقد اعتبر السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة مارك ليال غرانت الجمعة أن الحكومة السورية تتحمل بوضوح مسؤولية كبرى عن عرقلة وصول المساعدة الإنسانية، مضيفا أنه “بدأ بحث إجراءات إضافية مع زملائه في مجلس الأمن يمكن أن تتخذ” لإرغام دمشق على التعاون، وقال “نقوم بجمع رزمة أدلة متينة”.

العائق الرئيسي

من جهتها اعتبرت السفيرة الأميركية لدى المجلس سامنثا باور أن “الحكومة السورية تبقى العائق الرئيسي أمام تسليم المساعدات الإنسانية”، متهمة دمشق “بتأخير القوافل وسحب المواد الطبية منها على الدوام”، لكنها رفضت التكهن بطبيعة القرارات التي قد يتخذها المجلس، وقالت “لا أستطيع إعلان التزامات.. إنها مفاوضات”.

بدورها، اعتبرت البعثة الفرنسية لدى الأمم المتحدة أن القرار 2139 الصادر يوم 22 فبراير/شباط الماضي “لم يطبق، وأن النظام السوري يعرقل المساعدات الإنسانية وخصوصا الأدوية ويكثف القصف”.

وأعلنت سفيرة لوكسمبورغ سيلفي لوكاس التي تترأس مجلس الأمن الشهر الجاري أن “غالبية الدول الأعضاء أسفت لعدم إحراز أي تقدم ملحوظ في أي مجال”، لافتة إلى استمرار قصف المدنيين بالبراميل المتفجرة من جانب الطيران السوري وكذلك عرقلة مسار القوافل أو المعوقات الإدارية.

وفي المقابل رفض مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري الانتقادات الغربية، معتبرا أن التقرير الأممي “تنقصه معلومات تتمتع بمصداقية”.

وكان أعضاء مجلس الأمن الدولي اختتموا الجمعة مشاورات مغلقة لبحث تقرير الأمم المتحدة حول إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا.

واستمعت الدول الأعضاء الـ15 في المجلس إلى عرض للوضع قدمته مسؤولة العمليات الإنسانية لدى الأمم المتحدة فاليري آموس.

ووصفت آموس أمام المجلس بعض القرارات التي اتخذتها دمشق حول توزيع المساعدات الإنسانية بأنها “عشوائية وغير مبررة”. وأضافت أن “الوضع لم يتحسن بالنسبة إلى ملايين الناس”، بدليل أن 6% فقط من المدنيين في مناطق يحاصرها الجيش النظامي السوري أو مقاتلو المعارضة تم إسعافهم في فبراير/شباط الماضي.

والتقرير الذي سلم الاثنين الماضي إلى المجلس يؤكد أن إيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري “لا يزال صعبا جدا”، وحث الحكومة السورية والمعارضة على تسهيل تسليم مواد الإغاثة لا سيما الأدوية إلى 9.3 ملايين سوري بحاجة إلى مساعدة إنسانية.

وفي فبراير/شباط الماضي دعا المجلس في قرار كل الأطراف للسماح بوصول المساعدات إلى المدنيين عبر الحدود البرية، طالبا بالخصوص رفع الحواجز في عدة مدن سورية ووقف إلقاء “البراميل المتفجرة” على المدنيين من قبل سلاح الجو السوري.

إجراءات فورية

وفي سياق متصل دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الجمعة إلى اتخاذ إجراءات فورية بشأن الأزمة الإنسانية في سوريا، وطالب حكومتها بتأمين وصول المساعدات بشكل فوري.

وقال هيغ في بيان إن “من غير المقبول أن النظام السوري فشل في تحقيق التقدم اللازم بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 2139، وكما ذكرت الأمم المتحدة قام بتكثيف الاستخدام العشوائي للقصف الجوي بما في ذلك استخدام البراميل المتفجرة، واستمر في استعمال تكتيكات الحصار لتجويع 175 ألف شخص من شعبه، ومنع وكالات الإغاثة لفترات طويلة من الوصول إلى ملايين السوريين الذين هم بحاجة ماسة للمساعدات”.

من جهة أخرى اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان النظام السوري بإعاقة إدخال المساعدات الإنسانية من معابر خاضعة لسيطرة المعارضة، مما يقوض عملية تسليمها إلى آلاف المتضررين.

تمديد وانتقاد

يأتي ذلك في وقت تبنى فيه مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الجمعة قراراً مدد بموجبه مهمة لجنة التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان بسوريا لمدة عام.

وحصل القرار الذي طرحته السعودية وبريطانيا على 32 صوتاً في المجلس المؤلف من 47 دولة، وعارضته أربع دول هي روسيا والصين وكوبا وفنزويلا، بينما امتنعت 11 دولة عن التصويت.

وأدان القرار المنع المتعمد للمساعدات الإنسانية عن المدنيين أيا كان القائمون بذلك، لكنه شدد على مسؤولية النظام في هذا الإطار.

من جهة أخرى، ندد القرار بالانتهاكات المستمرة والشاملة والمنهجية والمتناقضة مع حقوق الإنسان وكل انتهاكات القانون الدولي الإنساني التي ارتكبتها السلطات السورية والمليشيات التابعة لها.

من جهته، دعا ممثل المجموعة العربية في المجلس ومندوب السعودية فيصل بن حسن طراد إلى دعم دولي للقرار الذي تبناه مجلس حقوق الإنسان، محذرا من أن غياب الدعم الدولي سيؤدي إلى تدهور الأوضاع الإنسانية في سوريا.

من جهة ثانية، وجه مندوب سوريا لدى مجلس حقوق الإنسان فيصل الحموي انتقادات حادة للقرار، واتهم تركيا وقطر والسعودية -وهي من بين الدول التي رعت القرار- بدعم ما سماه الإرهاب في سوريا.

دمشق تؤكد السيطرة على آخر معاقل المعارضة في القلمون

دبي – قناة العربية

فيما تستمر المعارك في منطقة القلمون على الحدود مع لبنان والتي سيطرت قوات النظام مدعومة بميليشيا حزب الله على معظمها، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر عسكري رسمي أن قوات بشار الأسد سيطرت على بلدتي راس المعرة وفليطة.

وأكد المصدر أن هذه العملية جاءت استكمالا لعملية غلق الحدود مع لبنان لمنع تدفق السلاح إلى قوات المعارضة.

إلا أن المرصد السوري لحقوق الإنسان نفى سيطرة النظام على البلدتين مشيرا إلى تقدم لقوات المعارضة في المنطقة.

مصادر المعارضة تحدثت عن بدء الجيش الحر انسحابا من بلدتي رأس المعرة وفليطة منذ ليل أمس الجمعة، وسط عمليات كر وفر واشتباكات في بعض مناطق البلدتين.

وإلى ذلك، خلف قصف قوات النظام دمارا كبيرا في حي القابون الدمشقي، فيما نفذ الجيش الحر هجوما على مواقع النظام في الجبهة الشمالية لمدينة داريا بريف دمشق.

مصادر المعارضة تحدثت عن استهداف قوات النظام داخل مشفى حرستا العسكري، فيما تجدد القصف المدفعي على بلدة الحولة بريف حمص.

وفي حماة، تصدى مقاتلو المعارضة لطيران النظام بصواريخ كوبرا المحمولة على الكتف، كما صد الجيش الحر هجوما آخر على الجبهة الجنوبية الشرقية لمدينة مورك في الريف.

وأظهرت صور بثها ناشطون تصدي الجيش الحر لغارات طيران النظام وحجم الدمار جراء القصف بالبراميل المتفجرة على بلدة خان شيخون في ريف ادلب.

أوباما: ضربة سوريا لم تكن ستمنع معاناة الشعب

واشنطن – فرانس برس

دافع الرئيس الأميركي باراك أوباما، الجمعة، عن قراره عدم توجيه ضربة عسكرية إلى النظام السوري رداً على استخدامه السلاح الكيمياوي في الخريف الماضي، مؤكداً أن قدرات الولايات المتحدة لها حدود.

وقال أوباما في مقابلة مع شبكة “سي بي أس”، التلفزيونية الأميركية أجريت معه في روما قبيل توجهه إلى السعودية: “أظن أنه من غير الصحيح الاعتقاد بأننا كنا في موقف نستطيع فيه – من خلال توجيه بضع ضربات محددة الأهداف – أن نمنع حصول ما نراه اليوم حاصلاً في سوريا”.

وأضاف أوباما: “ليس لأن الأمر لا يستحق العناء، ولكن بعد عشر سنوات من الحرب فإن الولايات المتحدة لها حدود”.

وأكد الرئيس الأميركي أن توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري ما كانت لتفيد كثيراً ما لم يتورط الجيش الأميركي في تدخل عسكري طويل الأمد في هذا البلد.

وقال إن: “جنودنا الذين يتناوبون على الخدمة، وعائلاتهم، وتكاليف هذا الأمر، والقدرة على أن نتوصل بشكل مستدام إلى حل قابل للحياة من دون وجود التزام أكبر من جانبنا، ربما لعشر سنوات أخرى، هذه هي الأمور التي كانت الولايات المتحدة ستجد صعوبة في تنفيذها”.

وتابع أنه حتى في ظل سيناريو التدخل العسكري ليس مؤكداً أن النتيجة كانت في الواقع ستكون أفضل بكثير.

وأكد أوباما أنه: “عندما ترى بلداً مثل سوريا، كيف تم تقطيع أوصاله، وترى الأزمة الإنسانية الحاصلة، بالطبع هذا لا يتفق مع أي تفسير منطقي لما هو عليه الإسلام، أن ترى أطفالاً يجوعون أو يقتلون أو ترى عائلات مضطرة لمغادرة منازلها”.

وبعيد ساعات من تسجيل هذه المقابلة، حاول أوباما لدى وصوله إلى السعودية، طمأنة المملكة إلى سياسة الولايات المتحدة إزاء ملفي سوريا وإيران، مؤكداً أن المصالح الاستراتيجية لواشنطن والرياض ستبقى متوافقة.

الجيش السوري يسيطر على قريتين قرب لبنان

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قالت وسائل إعلام رسمية إن القوات السورية فرضت سيطرتها على قريتين قرب الحدود مع لبنان، السبت، بعدما طردت مقاتلي المعارضة منهما، مما يساعدها على تأمين طريق يربط دمشق بحلب وساحل البحر المتوسط.

وسيدفع سقوط قريتي فليطة ورأس المعرة، وهما من أواخر معاقل المعارضة في المنطقة، المقاتلين واللاجئين على الأرجح إلى عبور الحدود إلى لبنان، مما يهدد بتفاقم زعزعة الاستقرار في لبنان.

وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) “أعادت وحدات من الجيش والقوات المسلحة اليوم الأمن والاستقرار إلى بلدتي رأس المعرة وفليطة في القلمون بريف دمشق.. تم القضاء على آخر فلول المجموعات الإرهابية المسلحة وتدمير أسلحتها وأدوات إجرامها في رأس المعرة وفليطة.”

وتحرز الحكومة السورية مكاسب مطردة على طول الطريق السريع، وحول دمشق وحلب، في الشهور القليلة الماضية وتستعيد زمام المبادرة في صراع دخل عامه الرابع هذا الشهر.

وتحتاج القوات الحكومية إلى تأمين الطريق لنقل المواد الكيماوية إلى خارج سوريا عبر الساحل في إطار اتفاق مع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية للتخلص من ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية.

في المقابل أعلنت قوات المعارضة المسلحة تصديها، بالمدفعية الثقيلة، لأرتال عسكرية لقوات الجيش السوري المتمركزة عند حواجز قرب إدلب، تحاول التقدم نحو ريف اللاذقية.

وتسعى القوات الحكومية لإرسال هذه التعزيزات العسكرية من إدلب القريبة، لمحاولة تعويض الخسائر البشرية والجغرافية التي منيت بها في ريف اللاذقية، حيث تواصل الكتائب المعارضة معركة بدأتها قبل نحو أسبوع، وسيطرت من خلالها على عدد من المناطق الاستراتيجية.

وذكرت مواقع معارضة سورية أن الجيش الحر قصف مراكز وأبنية حكومية على الطريق الدولي قرب مورك بريف حماة وسط سوريا.

وأسفر القصف عن مقتل وجرح عدد من القوات الحكومية، وسط اشتباكات بين الطرفين.

ويأتي هذا ضمن قصف مروحي  بالبراميل المتفجرة على كفر زيتا بريف حماة الشمالي، مما أسفر عن حرق مبان سكنية ومحال تجارية. وأضاف معارضون أن القوات الحكومية تحتجز عشرات المدنيين، بينهم نساء وأطفال، من قريتي زور السوس وزيادة بريف حماة.

الأمم المتحدة: حكومة الأسد المسؤول الرئيسي عن عرقلة وصول المساعدات لملايين السوريين

اموس تقول إن الحكومة السورية رفضت بشكل تعسفي وغير مبرر وصول المساعدات لبعض المناطق النائية

قالت الأمم المتحدة إنه لم يطرأ أي تحسن على تقديم المساعدات الإنسانية لملايين السوريين منذ أن تبنى مجلس الأمن الدولي الشهر الماضي قرارا بزيادة المساعدات الإنسانية الطارئة للسوريين الذين يعانون بسبب الصراع الدائر في بلادهم منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وأكدت منسقة شؤون الإغاثة في الأمم المتحدة فاليري اموس أن جزءا كبيرا من اللوم يتحمله الرئيس السوري بشار الأسد وحكومته.

واتهمت اموس الحكومة السورية باتخاذ قرارات رفض “تعسفية وغير مبررة” لإيصال قوافل الإغاثة للمناطق النائية.

وأضافت البارونة اموس أن ارتكاب أعمال العنف بما فيها العنف الجنسي في تزايد مستمر.

اتهمت اموس الحكومة السورية باتخاذ قرارات رفض “تعسفية وغير مبررة” لإيصال قوافل الإغاثة للمناطق النائية.

ولم يصدر بعد رد من الحكومة السورية على اتهامات اموس غير أنها طالما أكدت أنها تقدم كل ما في وسعها لإيصال الغذاء والمساعدات الطبية للسوريين في المناطق التي يصعب الوصول إليها.

وكان مجلس الأمن الدولي تبنى قرارا في فبراير / شباط الماضي يدعو الأطراف كافة بضرورة السماح لقوافل الإغاثة بعبور خطوط القتال ومناطق الصراع.

وأوضحت آموس أن ” الوضع بالنسبة لملايين السوريين اليائسين لم يتحسن. بل أن القتال وأعمال العنف تزايدت، خصوصا خلال الأسابيع الماضية وهو ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى”.

دخل الصراع في سوريا عامه الرابع ولا يوجد ما يشير إلى قرب انتهائه

وأشارت آموس إلى أنه منذ 22 فبراير / شباط الماضي سجلت نحو 300 واقعة عنف جنسي في دمشق وحدها.

وجاءت تعليقلات آموس بعد خمسة أسابيع من مطالبة مجلس الأمن، في موقف موحد نادر الحدوث بشأن سوريا، بالحصول على امكانية اكبر لتوصيل الامدادات الانسانية إلى السوريين.

وانتقدت اموس الحكومة السورية قائلة إنها أخرت السماح بوصول المساعدات التي لم يفد منها سوى 6 في المئة ممن يعيشون في المناطق الواقعة تحت الحصار حيث قدر عدد السكان المحاصرين من قبل القوات الحكومية بنحو 175 ألف شخص، بينما يخضع 45 ألف آخرون لحصار المعارضة المسلحة.

وقالت آموس أنه على الرغم من قرارات مجلس الأمن، لاتزال الحكومة تستخدم البراميل المتفجرة وتقصف المدنيين.

وسمح لقافلة اغاثة واحدة بعبور الحدود السورية من تركيا ولكن يقدر ان هناك 3.5 مليون شخص في حاجة الى معونات وإغاثة في مناطق يصعب الوصول إليها.

يخضع 45 ألف سوري لحصار المعارضة المسلحة

وتبحث بريطانيا والولايات المتحدة اتخاذ خطوات جديدة لعقاب النظام السوري لما وصفتاه بعدم “الامتثال” لقرارات مجلس الأمن.

ويقول مراسل بي بي سي في الأمم المتحدة نك بريانت إن تلك الخطوة تتطلب تحركا من مجلس الأمن بموافقة روسيا وهو أمر يصعب تحقيقه في الوقت الحالي بسبب أزمة شبه جزيرة القرم.

BBC © 2014

أوباما يسعى لطمأنة السعودية بشأن إيران وسوريا

الرياض (رويترز) – سعى الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى طمأنة العاهل السعودي الملك عبد الله يوم الجمعة بأنه سيدعم مقاتلي المعارضة السورية المعتدلين وسيرفض إبرام إتفاق سيء مع إيران خلال زيارة تهدف إلى تهدئة مخاوف المملكة من تداعي التحالف القائم بين البلدين منذ عقود.

وأكد أوباما الذي طار بالهليكوبتر إلى مخيم الملك بالصحراء أهمية علاقة واشنطن بأكبر مصدر للنفط في العالم خلال إجتماع إستمر ساعتين ركز على الشرق الأوسط ولكنه لم يتناول الطاقة أو حقوق الإنسان.

وفي العام الماضي حذر مسؤولون سعوديون كبار من “تحول كبير” عن واشنطن بعد خلافات شديدة بشأن استجابتها لانتفاضات “الربيع العربي” وسياستها إزاء ايران وسوريا حيث تريد الرياض دعما امريكيا أكبر لجماعات المعارضة.

وقال مسؤول أمريكي للصحفيين بعد الاجتماع إنه على الرغم من أن الزعيمين ناقشا “الاختلافات التكتيكية” فقد إتفقا على أن المصالح الاستراتيجية للبلدين لاتزال متوافقة.

وقال المسؤول “اعتقد أنه كان من المهم الحصول على فرصة للقدوم لرؤيته (الملك عبد الله) وجها لوجه وتوضيح مدى إصرار الرئيس على منع ايران من امتلاك سلاح نووي.”

وأضاف أن الاجتماع كان فرصة للتأكيد للملك “أننا لن نقبل باتفاق سيء وأن التركيز على القضية النووية لا يعني أننا غير مهتمين بأنشطة ايران لزعزعة الاستقرار في المنطقة أو لا نركز كثيرا على المسألة.”

وتابع المسؤول أن الزعيمين اجريا مناقشة شاملة حول سوريا حيث قتل 140 ألف شخص خلال الصراع الدائر منذ ثلاث سنوات.

وقال إن البلدين يعملان معا “على نحو جيد جدا” لتحقيق الانتقال السياسي ودعم جماعات المعارضة المعتدلة.

وقالت صحيفة واشنطن بوست الامريكية الجمعة إن الولايات المتحدة مستعدة لزيادة المساعدات السرية للمعارضة السورية في إطار خطة جديدة تشمل تدريب المخابرات المركزية الأمريكية لمقاتلين بالمعارضة السورية وأنها تدرس تزويدهم بقاذفات صواريخ مضادة للطائرات.

ولم يغلق البيت الأبيض الباب أمام احتمال القيام بهذه الخطوة في المستقبل لكن مسؤولا قال إن موقف واشنطن لم يتغير.

وقال بن رودس نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي للصحفيين على متن طائرة الرئاسة “أوضحنا أن أنواعا معينة من السلاح من بينها قاذفات الصواريخ المضادة للطائرات يمكن أن تشكل خطر الإنتشار إذا أدخلت إلى سوريا.

“مازال لدينا هذه المخاوف.”

ولم يصدر تعليق على الفور من المسؤولين السعوديين بشأن الاجتماع لكن وسائل اعلام حكومية قالت إن المحادثات تركزت على جهود السلام في الشرق الأوسط والأزمة السورية.

وقال شهود إن عددا من أمراء الأسرة الحاكمة كانوا حاضرين وإن أنبوب أكسجين فيما يبدو كان موصولا بأنف الملك عبد الله في بداية اجتماعه بأوباما في روضة خريم إلى الشمال الشرقي من العاصمة الرياض.

وعرض التلفزيون الرسمي السعودي أوباما الذي كان بصحبته وزير الخارجية جون كيري ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس يصغي بإهتمام للملك عبد الله وهو يتكلم.

ورغم أن إمدادات النفط السعودية للولايات المتحدة أقل مما كانت عليه من قبل لايزال تأمين الحصول على موارد الطاقة من السعودية -أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم- يمثل أهمية بالنسبة لواشنطن إضافة إلى تعاون البلدين في مواجهة تنظيم القاعدة.

في الوقت نفسه يريد السعوديون مزيدا من التأكيدات بشأن النوايا الأمريكية فيما يتعلق بالمحادثات بشأن البرنامج النووية الإيراني التي يمكن أن تفضي إلى إتفاق يرفع العقوبات عن طهران مقابل تنازلات بشأن منشأتها النووية.

وتخشى الرياض أن يأتي هذا الإتفاق على حساب السنة العرب في الشرق الأوسط والذين يخشى بعضهم أن تستغل إيران الشيعية أي خفض في الضغوط الدولية لنشر نفوذها .

وإلى جانب الملك شارك في المحادثات مع أوباما ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز والأمير مقرن الذي عين يوم الخميس وليا لولي العهد إضافة الى وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل.

(إعداد أحمد صبحي خليفة للنشرة العربية)

من جيف ماسون وستيف هولاند

الأمم المتحدة تدعو سوريا إلى إنهاء القيود “المعقدة” على المعونات

الأمم المتحدة (رويترز) – حثت فاليري اموس مسؤولة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة الحكومة السورية يوم الجمعة على إنهاء القيود التي لا داعي لها على الوصول إلى المناطق التي تشتد فيها حاجة السوريين إلى المعونات بعد ثلاث سنوات من الحرب الأهلية.

كما عبرت عن قلقها بشأن جماعات المعارضة خاصة جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي تقول إنها لن تسمح للأجانب بالعمل في سوريا.

وقالت اموس لرويترز في مقابلة بعد إطلاع مجلس الأمن على أن المساعدات التي تشتد الحاجة إليها لا تزال لا تصل إلى الكثيرين في سوريا “الترتيبات الإدارية التي وضعت للتصريح لقوافلنا في غاية التعقيد.”

وأضافت أن الإجراءات المختلفة التي تطبق على قوافل المساعدات والتي تشمل وكالات تعمل بشكل جماعي وأخرى بشكل فردي تجعل من الصعب على عمال الإغاثة تسليم إمدادات الإغاثة. وحتى عندما توافق الحكومة السورية على الشحنات فلا يزال من الصعب وصولها إلى المناطق المحاصرة.

وتابعت المسؤولة الدولية “حتى إذا حصلنا على موافقة الحكومة في دمشق فإن لدينا أمثلة لأفراد على الأرض يؤيدون الحكومة …سيمنعوننا من عبور نقاط تفتيش معينة أو سيمنعوننا من تسليم المساعدات.”

وفي حين تقع على الحكومة المسؤولية الأساسية فيما يتعلق بتسليم المساعدات في أنحاء سوريا قالت اموس إن جماعات المعارضة أيضا لعبت دورا في جعل توصيل المعونات عملية صعبة ومعقدة.

وذكرت اموس أن عدد الجماعات التي تعمل في سوريا تكاثر وهو يتراوح بين معتدلة إلى متطرفة مرتبطة بالقاعدة. وأضافت أن بعضها “صغير لكنه مؤثر فيما يتعلق بمواقعها.”

وساقت أمثلة عن المفاوضات الطويلة على الدخول إلى المدينة القديمة في حمص لتسليم المساعدات وإجلاء المدنيين. واضطرت الأمم المتحدة للتفاوض مع 33 من جماعات المعارضة المختلفة 11 منها صغير جدا.

كما قالت إن فتح ما يصل إلى معبرين على الحدود السورية مع تركيا يمكن أن يؤدي إلى الوصول إلى 1.1 مليون شخص في حاجة للإغاثة الإنسانية.

وبعد شهر من توصل أعضاء مجلس الأمن الخمس عشرة إلى توافق نادر لإقرار مشروع قرار يطالب بسرعة الوصول بصورة آمنة دون عراقيل للمعونات في سوريا بما في ذلك عبر الحدود قال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون في تقرير الأسبوع الماضي إن الوضع “لا يزال بالغ الصعوبة”.

وانتقد تقريره الذي سلم إلى اعضاء المجلس يوم الأحد الماضي لكنه لم يصدر رسميا كلا من الحكومة والمعارضة لعرقلتهما الوصول إلى المدنيين.

وانتقد السفير السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري تقرير بان لعدم توضيحه إنجازات الحكومة.

وقال للصحفيين إن الآلاف من عبوات الطعام وزعت في مختلف أنحاء سوريا خاصة في المناطق المضطربة وكذلك في مخيم اللاجئين الفلسطينيين في ريف دمشق مضيفا أن التقارير التي تتهم الحكومة بقتل شبعها كاذبة.

وقالت الولايات المتحدة إن التقرير يشير بوضوح إلى تحمل الحكومة السورية المسوؤلية عن الوضع.

وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سامانثا باور للصحفيين بعد إفادة اموس التي أدلت بها في جلسة مغلقة “اموس كانت واضحة جدا كعهدها دائما – بشأن أن 3.5 مليون شخص لا يمكن الوصول إليهم إلا …بإعطاء الموافقة (الحكومية) وحرفيا بجرة قلم للسماح للأمم المتحدة باستخدام المعابر الحدودية.”

ولم تقل اموس صراحة أن الحكومة تتحمل القدر الأكبر من اللوم لكنها أشارت إلى أنه “من الصعب للغاية القول أن هناك تكافؤا بين الحكومة وهذه الجماعات (المعارضة) المختلفة على الأرض.

“جميعنا ينظر إلى الحكومات ..إلى أولئك الذين يقودون الجهود.”

وقال السفير البريطاني مارك ليال جرانت إن اموس وصفت قرارات الحكومة السورية بأنها “كثيرا ما تكون تعسفية وغير مبررة.”

وأضاف “استخدام النظام للبراميل المتفجرة مستمر دون هوادة وله آثاره المدمرة على المدنيين حيث يتجاوز العدد اليومي للقتلى 200.”

وقال هو وباور إنهما يفكران في خطوات محتملة بعد تقرير بان وإفادة اموس لكنهما لم يقدما أفكارا محددة.

وأبلغ العديد من دبلوماسيي المجلس رويترز أنه من غير المرجح أن توافق روسيا على إعلان ان حكومة الرئيس بشار الأسد غير ملتزمة بقرار 22 فبراير شباط وهو تحرك قد يتسبب في ظهور دعوات جديدة للعقوبات.

ويحتاج نحو 9.3 مليون شخص في سوريا للمساعدة الإنسانية بينما فر 2.6 مليون شخص آخرين من الحرب الأهلية المستمرة منذ ثلاث سنوات والتي اندلعت شرارتها في 11 مارس آذار 2011 بتمرد ضد الأسد. ويعتقد أن أكثر من 140 ألف شخص قتلوا في الحرب.

من لويس شاربونو

(اعداد علي خفاجي للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى