أحداث الثلاثاء 13 كانون الثاني 2015
واشنطن تؤيد لقاء القاهرة للمعارضة السورية وتنأى بنفسها عن التخطيط لاجتماع موسكو
واشنطن – هشام ملحم
جددت وزارة الخارجية الاميركية تأييدها للحل السياسي للحرب في سوريا، وكررت ان أي مفاوضات تجري لهذا الهدف يجب ان تشمل نظام الرئيس بشار الاسد للوصول الى المرحلة الانتقالية، لكنها اكدت مجدداً انه “يجب الا يكون الرئيس الاسد جزءا من مستقبل سوريا”.
جاء هذا الموقف في سياق اجوبة نائبة الناطقة باسم الوزارة ماري هارف من لقاءات قوى المعارضة السورية قريبا في القاهرة، وفي موسكو. واثنت في هذا السياق على جهود مصر. وعما وصف بالمبادرة الروسية، قالت هارف ان حكومتها غير مشاركة في التخطيط للاجتماع، “لكننا نعتقد ان أي جهود يمكن ان تقربنا من الحل السياسي الحقيقي وتحقق التقدم الحقيقي لمعالجة القضايا الجوهرية، ستكون امرا مساعدا”.
وسئلت هل توافق واشنطن على مشاركة نظام الاسد، فأجابت: “نحن نعلم ان نظام الاسد يجب ان يكون جزءا من المفاوضات للوصول الى الهيئة الانتقالية الحاكمة. من الطبيعي ان يجلسوا الى الطاولة، ولهذا شارك (النظام) في مؤتمري جنيف”. واضافت: “كيف سيكون الاتفاق النهائي؟ ليست لدينا فكرة في هذا الوقت، الا اننا كنا واضحين بالنسبة الى ضرورة رحيل الاسد، وهو خسر كل شرعيته. ولكن كما رأينا من الجولات السابقة في جنيف، من الطبيعي ان يجلس النظام الى الطاولة، لكننا لم نصل الى هذه المرحلة حتى الان”.
وعما اذا كانت واشنطن تشجع المعارضة السورية على المشاركة في لقاء موسكو، قالت انها سوف تتحقق من الجواب، و”نعتقد ان أي شيء يؤدي الى تقدم حقيقي هو امر جيد”.
وعن بدء برامج تدريب المعارضة السورية، اشارت هارف الى ان وزارة الدفاع كانت اعلنت انها ستبدأ مطلع الربيع المقبل، وان تركيا والسعودية وقطر قد وفرت مراكز لتدريب المعارضة فوق اراضيها.
الى ذلك، قال رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي ان دعم المعارضة السورية المسلحة يتعرض “لضغوط ضخمة، وخصوصاً في الشمال، وقلقي الاكبر يتركز بالتحديد على الشمال وخصوصاً من حيث تجنيد الافراد والتحقق من خلفياتهم لتشكيل المعارضة المعتدلة”. واعترف ان واشنطن تتعامل بصعوبة مع هذه المسألة.
ولدى سؤاله خلال مقابلة الاحد مع شبكة “فوكس نيوز” الاميركية للتلفزيون عما اذا كانت الولايات المتحدة ستضطر الى مواجهة هجمات نظام الاسد على المعارضة، أجاب: “نعم، عسكريا وظيفتي هي ان اوفر للرئيس وقادتنا المنتخبين، خيار مواجهة الاسد، اذا قرروا اعتماده. وهذا القرار لم يتخذ حتى الان”. وسئل: “هل انتم قادرون على ذلك اذا صدر الامر؟” اجاب ديمبسي: “بالطبع قادرون”.
العبادي
وفي القاهرة، صرح رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي السبت بأنه ناقش معه “اقتراحات” عراقية لحل سلمي في سوريا، مشيرا الى ان هذه الافكار طرحت على دول عدة اخرى في المنطقة. واوضح ان الاقتراحات العراقية تتركز ضرورة “ملء الفراغ” الذي سينشأ في المناطق التي يمكن تحريرها من سيطرة “داعش” في سوريا من خلال انشاء “ادارة مشتركة بين الحكومة والمعارضة في مرحلة انتقالية”. واكد ان هدف الاقتراح العراقي هو منع تشكل “مجموعات ارهابية جديدة” في المناطق التي يطرد تنظيم “الدولة الاسلامية” منها مستقبلا.
الائتلاف الدولي يشنّ 27 غارة على “داعش” في سوريا والعراق دمشق نفت معلومات مجلة “در شبيغل” عن بنائها مفاعلاً نووياً
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)
نفت دمشق أمس أن تكون في صدد بناء مجمع نووي كما نشرت مجلة “در شبيغل” الالمانية، معتبرة ان هذه الانباء “أكاذيب لا صدقية لها” و”تضليل إعلامي”.
نقلت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” عن مصدر اعلامي ان “مجلة در شبيغل الالمانية دأبت على نشر أكاذيب وادعاءات سخيفة لا صدقية لها على الاطلاق عن سوريا حيث نشرت في عددها الاخير اكذوبة ان سوريا تقوم ببناء محطة نووية”. واضاف: “ان سوريا تنفي هذه الادعاءات جملة وتفصيلا وتؤكد انها تأتي كجزء من المؤامرة التي تستهدفها شعبا وارضا من خلال حملة التضليل الاعلامي والضغوط التي تمارسها بعض القوى الاقليمية والدولية عبر بعض وسائل الاعلام المأجورة والشريكة في العدوان على سوريا”. وخلصت الى ان “هذه الاكاذيب تتناقض مع أبسط مبادئ وقواعد واخلاقيات العمل الاعلامي”.
وكانت “در شبيغل” اوردت في عددها السبت ان الرئيس السوري بشار الاسد يعمل سراً على بناء مجمع تحت الارض يمكنه تصنيع أسلحة نووية. وقالت ان المصنع يقع في منطقة جبلية وعرة المسالك في غرب البلاد على مسافة كيلومترين من الحدود اللبنانية قرب القصير، مستندة، على حد قولها، الى “وثائق حصرية” وصور التقطتها الاقمار الاصطناعية ومحادثات اعترضتها اجهزة الاستخبارات.
وأشارت الى ان الاسم الرمزي للموقع هو “زمزم”، ويمكن استخدامه في بناء مفاعل أو مصنع لتخصيب الاورانيوم كما قال “خبراء غربيون” للمجلة.
11 وفاة برداً
على صعيد آخر، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ لندن مقراً له ان 11 شخصا توفوا في مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في سوريا بينهم سبعة اطفال خلال اسبوع بسبب البرد الناتج من العاصفة الثلجية التي ضربت دولا عدة في الشرق الاوسط.
وقال إن عدد الذين توفوا الاحد في سوريا بسبب تدني درجات الحرارة ارتفع الى ستة، بعدما كان اشار الى مقتل طفلة ورجل الاحد.
وجاء في بريد الكتروني للمرصد ان “الأحوال الجوية السيئة والعاصفة الثلجية التي تضرب مناطق واسعة في سوريا اسفرت عن مفارقة ستة مواطنين الحياة أمس، نتيجة سوء أوضاعهم الصحية وسوء الأحوال الجوية وانعدام التدفئة… والضحايا هم: طفل من مدينة البوكمال ورجل من مدينة الميادين في ريف دير الزور، وطفلتان توأمان لم تتجاوزا اليومين من عمرهما في حي الفردوس في مدينة حلب، ورجل من حي المغاير في مدينة حلب، وطفل من منطقة بيت سحم في ريف دمشق الجنوبي، وطفل في ريف درعا… وتوفي هؤلاء نتيجة سوء الأحوال الجوية والنقص الحاد في التدفئة”.
وتعاني المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة نقصاً كبيراً في الوقود ووسائل التدفئة والادوية. كما أفيد في دول أخرى مجاورة لسوريا عن وفيات في صفوف اللاجئين السوريين الذين يعيشون في معظمهم في خيم وفي ظروف مزرية، نتيجة البرد، بينهم اثنان في لبنان الاربعاء.
غارات الائتلاف
ميدانياً، قالت قوة المهمات المشتركة في بيان إن الولايات المتحدة وحلفاءها استهدفوا قوات تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في 27 غارة جوية في العراق وسوريا خلال 24 ساعة. وأضافت أنه في سوريا أصابت الغارات الجوية منذ صباح الأحد حتى صباح الاثنين وحدات التنظيم المتشدد ودمرت مواقع قتالية ومباني قرب مدينة كوباني في حين أصابت غارة قرب دير الزور مصفاة للنفط ودمرت غارة أخرى قرب البوكمال حفارا من المعدات الثقيلة.
ودمرت 16 غارة في العراق مواقع قتالية وعربات ونظام مدفعية وقاذفة صواريخ ومباني. وكانت الأهداف قرب مدن بيجي والتاجي والقائم والرمادي وتلعفر والأسد وسنجار والموصل.
النزاع السوري يضاعف عدد اللاجئين في البرازيل 3 مرات في 2014
ريو دي جانيرو – إفي
أعلنت وزارة العدل البرازيلية، اليوم (الثلثاء)، أن عدد طلبات اللجوء التي قبلتها البرازيل تضاعف ثلاث مرات في العام 2014 حيث استقبلت ألفين و320 لاجئاً، غالبيتهم من سورية مقابل 651 في العام السابق.
وأوضحت الوزارة أن الزيادة ترجع بشكل رئيسي إلى منح اللجوء لمواطنين سوريين فروا من الحرب الأهلية، وباتوا يشكلون أكبر جالية من اللاجئين في البرازيل.
وتستضيف البرازيل في الوقت الراهن ستة آلاف و492 لاجئاً يحملون 80 جنسية، منهم ألف و739 سورياً، وألف و71 أنغولياً، و834 كولومبياً، و799 مواطناً من جمهورية الكونغو.
وبلغ عدد طلبات اللجوء على مدار العام المنصرم ثمانية آلاف و302 مقابل خمسة آلاف و882 في العام 2013 بحسب بيانات اللجنة الوطنية للاجئين التابعة لوزارة العدل.
فرنسا لن تغير أجندتها السورية
عبد الله سليمان علي
تشعر دمشق بالراحة الممزوجة بالأسى، فهي أدت واجبها وحذرت من إمكانية تفشي الارهاب جراء سياسة بعض الدول الداعمة له. لكن تحذيراتها لم تلق آذاناً صاغية.
ومع ذلك، من غير المتوقع أن تؤدي عملية «شارلي إيبدو» إلى إزالة الصمم الفرنسي، لأن هناك أصواتاً أخرى ما زالت تُغطي على الصوت القادم من دمشق.
وثمة إجماع على أن فرنسا بعد العملية لن تكون نفسها قبلها، فالصدمة التي أصيبت بها من خلال الاستهداف السهل لقلبها الباريسي تحتاج إلى إجراء تغييرات جذرية لاستيعاب تداعياتها الخطيرة، سواء داخلياً أو خارجياً.
غير أن طبيعة هذه التغييرات وأبعادها، والمدى الذي يمكن أن تصل إليه، تظل عصية على التكهن، لأنها تخضع لجملة معقدة من العوامل الأمنية والسياسية.
ومما لا شك فيه أن الثلاثي كواشي ــ كوليبالي وضع منعطفاً حادّاً أمام العربة الفرنسية سيضطر الساسة الفرنسيون إلى أخذه في الاعتبار لدى دراسة الخيارات المتاحة لمواجهة ما فرضته عملية «شارلي إيبو» من تحديات مستقبلية، لكن هذا لا يعني عدم وجود منعطفات أو إمكانية خلق منعطفات أخرى يمكن أن تلج إليها عربتهم المترنحة.
لذلك، فإنّ الشكوك حول طبيعة الانعطافة الفرنسية المرتقبة هي شكوك مشروعة، طالما أن الأزمة السورية تحولت إلى عقدة متشابكة من المعارك والحروب التي لا يستطيع طرف واحد أن يقرر عدم خوضها.
وقد دأبت فرنسا منذ بداية الأزمة السورية على دعم «المعارضة» والمطالبة بإسقاط النظام السوري، وهي لم تكتف بالدعم السياسي أو الإعلامي، بل انخرطت جهاراً نهاراً في تمويل وتسليح بعض الجماعات التي تقاتل الجيش السوري بذريعة أنها تدعم «الاعتدال».
ويعود أول تصريح علني رسمي بخصوص هذا الدعم إلى منتصف العام 2012، عندما أعلن وزير الخارجية الفرنسي آنذاك لوران فابيوس أن «بلاده تبحث تزويد المسلحين السوريين بأجهزة اتصال لتقويض حكم الرئيس بشار الأسد، وكلما كان تنحيه أسرع كان أفضل» كما قال «إن المعارضة يمكن أن تحقق انتصارا واضحا على الأرض لكن ذلك سيكون من خلال مواجهات عنيفة للغاية».
وسبق ذلك قرار من الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي بإغلاق سفارة بلاده في دمشق، ثم أعقبه اعتراف فرنسي بـ «الائتلاف السوري» المعارض كممثل شرعي للشعب السوري. وكانت فرنسا من أول دول العالم التي انجرت وراء بدعة تعيين سفراء للمعارضة السورية في عاصمتها، حيث استقبل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند منذر ماخوس في قصر الاليزيه في نهاية العام 2012.
هذا الانخراط الفرنسي جعل من باريس رأس حربة في إشعال الأزمة السورية.
وبغض النظر عن التوجيه الأميركي أو التأثير الخليجي، وخصوصاً القطري، لدفع فرنسا للقيام بهذا الدور المبالغ فيه، فقد كان طبيعياً أن تزداد احتمالات التأثر الفرنسي باللهيب السوري. وكان من قبيل العمى ألا يرى الساسة الفرنسيون شرارات النار، وهي تتطاير باتجاه بلادهم، لاسيما في ضوء الإشارات الكثيرة التي كانت تصل إليهم، وأهمها عملية محمد مراح في مدينة تولوز، والتي مارست السلطات الفرنسية خلالها ضغوطاً على قناة «الجزيرة»، لكي لا تذيع مقطع الفيديو الخاص به، وعملية مهدي نموش فرنسي الجنسية، العائد من سوريا والذي هاجم أحد المتاحف في مدينة بروكسل في بلجيكا، وكذلك الرسائل المصوّرة التي كانت تظهر «جهاديين» غربيين من بينهم فرنسيون، وهم يهددون حكومات وشعوب بلادهم بالقتل والعمليات الانتحارية، وكان آخرها رسالة من متطرف فرنسي دعا فيها المسلمين إلى «قتال فرنسا في داخلها إذا لم يستطيعوا الهجرة إلى الدولة الإسلامية»، وذلك في منتصف كانون الأول الماضي، أي قبل أسابيع فقط من عملية «شارلي إيبدو».
تجاهل الإشارات السابقة، برغم وضوحها وعدم إمكانية تأويلها، يدفع إلى الاعتقاد بأنّ فرنسا ستستمر في سياسة التجاهل والإنكار، ليس لأنها لا تجيد قراءة هذه الإشارات، وإنما لأن لديها أجندة سياسية في المنطقة العربية لا تبالي كثيراً بالثمن الذي يمكن أن يدفعه مواطنوها بسببها.
ومن المتوقع أن تبذل الطبقة الحاكمة في فرنسا ما تستطيع من جهود من أجل استغلال عملية «شارلي إيبدو» وتوظيفها بما يخدم هذه الأجندة، التي لا تخرج بأي حال من الأحوال عن الأجندة الأميركية.
وقد تكون المسيرة المليونية التي شهدتها باريس، وترأسها خمسون من قادة العالم، من بينهم رؤساء دول معروفة بدعم الارهاب وتصديره، ومن أبرزهم رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، أهم مؤشر على أن التوظيف الفرنسي لأحداث باريس الأسبوع الماضي سيتجاهل المنعطف الذي وضعه الثلاثي كواشي ــ كوليبالي، والذي يفترض إعادة فرنسا النظر في سياستها السابقة، وتصحيح الأخطاء التي ارتكبتها، وعوضاً عن ذلك ستدخل إلى منعطف جديد لكن برعاية أميركية إسرائيلية.
ولا يعني هذا أن الثلاثي سيخرج نهائياً من اللعبة، لأن استثمار الدماء التي سفكها سيكون ضرورياً لإضفاء مشروعية شعبية على الانعطافة الفرنسية المرتقبة من خلال استخدام عنوان «مكافحة الارهاب» للتغطية على المشروع الحقيقي الذي يستهدف تقسيم دول المنطقة وإعادة رسم حدودها.
وليس من قبيل المصادفة أن تجري هذه التطورات، بينما حاملة الطائرات الفرنسية «شارل ديغول» تمخر عباب البحر، وهي تشق طريقها إلى الشواطئ الخليجية للمشاركة في القصف الذي يشنه التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) منذ حوالي أربعة أشهر.
ولا شك في أن قدوم حاملة الطائرات ينطوي على نية فرنسية واضحة بتوسيع مشاركتها في عمليات التحالف الدولي، علماً أن المشاركة الفرنسية اقتصرت حتى الآن على قصف معاقل «داعش» في الداخل العراقي فقط.
وفي ضوء الشكوك الكثيرة حول فاعلية قصف التحالف الدولي لمعاقل «داعش» سواء في سوريا أو العراق، يغدو من المشروع التساؤل عن طبيعة الهدف الحقيقي الذي يسعى إليه هذا التحالف الذي ينبغي ألا نغفل أنه أضخم من التحالف الذي قام عام 2003 لاحتلال العراق بذريعة تورط قيادته بدعم الإرهاب وامتلاك أسلحة نووية، فهل الهدف هو القضاء على «داعش» أم اتخاذ ذلك ذريعة للوصول إلى أهداف أكبر من شأنها أن تبرر ضخامة التحالف؟
وهل يمكن اعتبار التهديد المبطن الذي أطلقه رئيس الأركان الأميركي مارتن ديمبسي حول «قدرة القوات الأميركية على تنفيذ هجوم على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، في حالة صدور الأوامر إليها بذلك من الرئيس الأميركي باراك أوباما مفتاحاً أولياً للتنبؤ بالتحولات التي يمكن أن تطرأ على مهمة التحالف، ونقلها من النقيض إلى النقيض بحسب الإمكانات والظروف؟
السعودية مقبلة على معركة طويلة لخلافة الملك.. والمشكلة ليست حكم سلمان أم مقرن
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي» ترى مجلة «إيكونوميست» في عددها الأخير أن الملك السعودي القادم قد يجد السياسة الخارجية الجزء الأسهل من عمله مقارنة مع المشاكل الداخلية التي تنتظره، فالليبراليون غاضبون من بطء عجلة الإصلاح في البلد، فيما لا تزال المرأة ممنوعة من قيادة السيارات، وتتحفظ المؤسسة المحافظة على تعيين 30 إمرأة في مجلس الشورى وتواجه الدولة غضبا بين سكان المنطقة الشرقية الشيعة، وفوق كل هذه المشاكل يرغب الشباب الذين يشكلون غالبية السكان البالغ عددهم 30 مليون نسمة في الحصول على وظائف، وهذا يعني تخفيض المساعدات والمعونات التي تقدمها الدولة وفطم الدولة عن اعتمادها المستمر على النفط. وترى المجلة أن الملك عبدالله يرى فيه السعوديون رجلا كريما معطاء لكن خليفته قد لا يكون محظوظا مثله.
وتواجه السعودية حسب الصحيفة أوقاتا صعبة، فبالإضافة للتحديات الداخلية، تواجهه السعودية مخاطر من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام- داعش، والرياض عضو فاعل في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وهناك مخاوف متزايدة داخل البلاد من انتقال عدوى المشاكل التي تشهدها سوريا والعراق إلى الأراضي السعودية.
وكان التفجير الانتحاري الذي قتل فيه جنرال سعودي واثنان آخران من الجنود في 4 كانون الثاني/يناير تذكيرا بما تعرضت له السعودية من هجمات نظمها تنظيم القاعدة في الفترة ما بين 2003- 2005، ولا تواجه السعودية مخاطر مقبلة من حدودها مع العراق وسوريا بل من اليمن الذين لم يعدا بلدا ينعم بالأمن والإستقرار.
تحديات الخارج
وهناك تحديات مرتبطة بالتوجهات الأمريكية التوصل لصفقة مع إيران حول ملف الأخيرة النووي. وتظل إيران بلدا منافسا للسعودية.
فقد فشلت محاولات الرياض الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد ولم تؤد إلا إلى لتقوية حلفائه الإيرانيين وإلى ظهور تحد جهادي سني خبيث، أي تنظيم الدولة الاسلامية. لكل هذا شعر السعوديون بالترقب والخوف عندما تم إدخال الملك عبدالله إلى المستشفى في 31 كانون الأول/ديسمبر الماضي.
فقد أثار قرار نقله للمستشفى حالة القلق لأن الملك عادة ما يعالج من الوعكات الصحية التي تصيبه في المراكز الطبية التي تتوفر في قصوره الملكية.
وقد تحسنت حالته الصحية بعدما أعلنت الحكومة عن إصابته بالتهاب رئوي، وفي السابع من الشهر الحالي أعلن عن أن الملك بدأ باستقبال الزوار، ومع ذلك فليس سرأ أن الملك لن يكون بيننا لمدة طويلة.
والرجل المرشح لخلافته هو الأمير سلمان، ولكن ولي العهد ليس في شبابه أيضا فعمره 78 عاما وهناك تقارير تتحدث عن مرضه.
وبناء على نظام الوراثة في المملكة فالعرش ينتقل للإخوة من أبناء مؤسس المملكة عبدالعزيز بن سعود الذي أنشأ الدولة عام 1932 وتوفي عام 1953.
ولم يبق من أبناء الملك الكثير، فقد رحل عدد منهم عن الدنيا ومن بقي فهو في سن متقدمة. وهذا الوضع كان حافزا للملك عبدالله في آذار/مارس عام 2014 لتعيين الأمير مقرن (69 عاما) مدير الاستخبارات السابق وأمير المدينة المنورة سابقا نائبا لولي العهد.
وتنقل «إيكونوميست» عن خالد المعينا، الصحافي السعودي البارز قوله إن «نقل السلطة عادة ما يكون منظما وحامل المضرب القادم هو الأمير سلمان» وأضاف ان «كل شيء قابل للحدوث فيما بعد».
مشكلة ولي العهد
ويتفق معظم المراقبين للشأن السعودي أن المشكلة التي تواجه السعودية اليوم ليست فيمن سيخلف الملك عيدالله سواء كان سلمان أم الأمير مقرن لكن فيمن سيقود البلاد في المستقبل. ويتركز السؤال حول أي من أحفاد الملك المؤسس سيحرس العرش ويقود البلاد.
وهنا تتردد عدة أسماء مرشحة من الأحفاد، ومنها الأمير محمد بن نايف، وزير الداخلية الحالي وعضو الجناح المؤثر في العائلة المالكة أي السديريين.
وهناك أيضا شائعات تقول إن الملك عبدالله يقوم بتحضير نجليه للخلافة وهما الأمير متعب قائد الحرس الوطني والأمير مشعل أمير مكة.
وقد حاول بعض المحللين التكهن في مآلات الحكم السعودي. ومن هؤلاء سايمون هندرسون، مسؤول برنامج الخليج والطاقة في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، حيث كتب مقالا في مجلة «فورين بوليسي» تكهن فيه أن معركة نقل السلطة في السعودية لن تكون سلسة، فيما توقع تقرير صحافي آخر أن حكم الأمير سلمان أو مقرن لن يكون طويلا قبل أن يتم نقل الشعلة للجيل القادم من الأحفاد.
ولم يستبعد هندرسون إمكانية تولي السلطة الأمير أحمد بن عبد العزيز، وزير الداخلية السابق. وقال هندرسون إن الملك عبدالله استبعده من ترتيبات الخلافة رغم حقه بها. ولهذا لأن الغرب المعني بما يجري في الرياض عليه التحضير لمعركة طويلة على الملك بين الأبناء والأحفاد.
ويقول عن الملك الذي تجاوز الأزمة الصحية بحاجة لفترة نقاهة طويلة لاستعادة عافيته وليعود كما كان قبل الوعكة الصحية ويدير أمور الملك كما فعل قبل المرض.
فقد لعب دورا شخصيا في حل الأزمة الدبلوماسية مع دولة قطر واستقبل الملك عبدالله الثاني، عاهل الأردن وتباحثا في موضوع سوريا، وأجرى كذلك تعديلا وزاريا وأعفى ستة من وزراء حكومته.
هل سيحكم سلمان؟
ويرى هندرسون أن عودة سريعة للملك مستبعدة في الظرف الحالي، وهنا يتساءل إن كان الأمير سلمان سيحل محله في تدبير شؤون المملكة، ويجيب «من المحتمل لا». خاصة أن هناك أسئلة تطرح حول قدرة ولي العهد على الحكم.
وأستشهد بما كتبه أحد مسؤولي وكالة الاستخبارات الأمريكية بروس ريدل قبل عامين من أن الأمير سلمان «مريض دائما ولا يستطيع ممارسة مهامه»، وبنفس السياق أشار تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» إلى تقارير غير مؤكدة عن معاناة الأمير سلمان من مشاكل صحية.
ويتساءل هندرسون في ظل هذا هل سيكون للملك عبدالله دور في اختيار خليفته. ويجيب أن الجواب على هذا السؤال لا علاقة له بمن يأتي بعد الملك عبدالله بل بالظروف التي ستختار فيه المملكة قائدها.
ويرى الكاتب أهمية التعامل مع هذا الأمر بجدية لأن عملية نقل السلطة لن تكون سهلة رغم أن آل سعود يريدون إعطاء صورة أخرى.
ويعتقد هندرسون أن البلاد تقف على منعطف طرق مهم حيث تتنافس على السلطة في البلاد جماعتان.
وسينتج عن هذا الصراع بروز رموز جديدة على مشهد القيادة في السعودية، وقد تغيب أو تتوارى عن الأنظار القيادة المحنكة والمجربة تاركة الباب مفتوحا أمام القيادات الشبابية الطامحة، مما يعني نهاية لتجربة الإصلاح الحذرة التي بدأها الملك عبدالله. وسيناريو كهذا يجب أن يثير قلق الولايات المتحدة.
ويتحدث الكاتب عن آلية نقل السلطة التي تذهب تقليديا لأبناء المؤسس فاللاعبون الحاليون من الملك عبدالله والأمير سلمان والأمير مقرن هم أبناء إبن سعود. ويحدد مستوى النزاع بين جناح السديرين القوي وهم أبناء حصة السديري.
وسيطروا على الحكم منذ وفاة والدهم، الملك فهد (توفي عام 2005) ولي العهد الأمير سلطان (توفي عام 2011) والأمير نايف (توفي عام 2012) وكذا الأمير سلمان.
والأخوة الباقون هم الأمير عبدالرحمن، نائب وزير الدفاع السابق والأمير تركي والأمير أحمد نائب وزير الداخلية السابق».
وجاء صعود الملك عبدالله للحكم في عام 2005 رغم محاولات السديريين منعه، لكن كان عليه التعايش مع ثلاثة منهم وهم سلطان ونايف وسلمان.
ويعلق هندرسون أن الغرب ربما رغب بتنحي الملك عبدالله عن الحكم، وتم تجاوز الأمير سلمان بسبب حالته الصحية وتولي الأمير مقرن الحكم. لكن وجهة النظر السعودية ترفض هذا.
والسبب متعلق برفض العائلة المالكة التخلي عن أحد أبنائها حتى ولو كان مريضا، وترفض حدوث الفرقة بين أفرادها ولا تريد خروج خلافاتها للعلن، فهي تذكر كيف تم إجبار الملك سعود على التنحي لعجزه عن القيادة. وبناء عليه فالأمير سلمان هو الملك القادم للبلاد. ويقتضي هذا تعيين الأمير مقرن وليا للعهد، مع أن وصول الأمير سلمان للسلطة يعطيه الحق في تعيين ولي عهد له يختاره.
وبناء على هذا فتعيين الملك عبدالله نائبا لولي العهد لا يضمن ترفيع مقرن لمنصب ولي العهد، لأن خطوة الملك عبدالله العام الماضي لم تحظ بدعم من كبار الأمراء.
وهنا يمكن للأمير سلمان إلغاء ترتيبات الملك عبدالله ويعيين الأمير أحمد كولي للعرش بدلا من الأمير مقرن. وخطوة كهذه ستفسر بأنها استئثار بالسلطة من الجناح السديري.
كل هذا لا يجيب على السؤال حول مصير العرش السعودي وإلى أين سيذهب بعد الأمير مقرن؟ فاللعبة ستكون بعده هي بين الأحفاد.
ويرى أهمية ممارسة واشنطن والعواصم الغربية ضغطا على العائلة الحاكمة في السعودية كي تسمح بتولي السلطة من هو أكفأ ومن لديه صفات قيادية بارزة. ويرى الكاتب أهمية في نقاش مستقبل الحكم في السعودية لأن أي قرار غير موفق حول القائد قد يعرض مستقبل آل سعود للخطر.
انقسام
وما دام الأمر متعلق بالجيل الثاني من أحفاد المؤسس ناقشت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية السيناريوهات المستقبلية.
ويقول تايلور لاك كاتب التقرير إن هناك نقاش متزايد داخل العائلة المالكة لتجاوز الأمير سلمان وتعيين الأمير مقرن خليفة للملك عبدالله.
وحتى لو حكم سلمان أو مقرن ففترة حكم كل منهما ستكون قصيرة مما يفتح المجال أمام تغيرات جيلية.
ونقل الكاتب عن دبلوماسي سعودي في العاصمة الأردنية عمان قوله «من الناحية العملية، هناك اتفاق على أهمية التقدم للأمام سواء تولى عرش البلاد الأمير سلمان أو الأمير مقرن». ويقترح الكاتب إمكانية دخول السعودية مرحلة من الإضطرابات في وقت تفرض التحديات الإقليمية تأثيراتها على المملكة خاصة النابعة من إيران وتلك التي تفرضها المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. ويخشى الداعون للإصلاح أن تؤدي عملية نقل السلطة لتقييد الحريات وعدم التسامح مع مطالبهم.
ويشير الكاتب في هذا السياق لما قاله سليمان الشيخ الباحث في معهد بروكينغز – الدوحة من أن الخلافة بعد الملك عبدالله آمنة لكن السؤال يتعلق بالتحدي الناشئ فيما بعد. ويرى الشيخ أن «ولي العهد القادم سيسلم الشعلة للجيل القادم، والسؤال من سيحملها؟».
ويرى الكاتب أن الآلية التي استحدثها الملك عبدالله عام 2007 وهي «هيئة البيعة» لترتيب الخلافة وتسلم السلطة مؤقتا في حالة مرض أو عجز الملك صحيحة نظريا لكن من الناحية العملية لم يمارس المجلس سلطته وقد تجاوزه الملك عبدالله مرتين عندما عين ولي العهد ونائبه.
ولا يعرف أحد الكيفية التي سيتم فيها نقل السلطة، فالمجلس يترأسه الأمير مشعل بن عبدالعزيز
ويقتضي تعيين الملك موافقة ثلاثة أرباع اعضائه الذين يمثلون كل أجنحة العائلة المالكة.
ومثل مجلة «إيكونوميست» يشير لاك إلى حظوظ الأمير متعب (62 عاما) قائد الحرس الوطني الحالي كمرشح من الجيل الجديد للعرش.
ويلعب الأمير متعب منذ مرض والده دورا مهما وينوب عنه في المناسبات العامة حيث قاد وفودا إلى الدول الجارة والأجنبية. ويرى مراقبون أن تولي الأمير متعب الحكم سيضفي على البلاد استقرارا واستمرارية في الإصلاح الذي بدأه والده خاصة أن الامير لديه خبرة عسكرية عمرها 30 عاما.
وهناك الأمير محمد بن نايف (59 عاما) وزير الداخلية، فهو شخصية تحظى بعلاقات واسعة في منطقة الخليج.
واعتبر البعض زيارته لواشنطن في كانون الأول/ديسمبر العام الماضي واجتماعه مع مدير المخابرات الأمريكية (سي آي إيه) جون برينان، ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس ووزير الخارجية جون كيري بمثابة «ختم رسمي» من الولايات المتحدة عليه.
ويرى الكاتب أن أكثر من يدعمون الأمير محمد بن نايف هم من المعارضين للأمير متعب والذي يتهمون الملك عبدالله بأنه يريد توريث الملك لأبنائه. وبحسب دبلوماسي سعودي آخر فهناك اليوم جناحان داخل العائلة المالكة»، «فإما إنك مع الأمير متعب أو الامير محمد ولا توجد منطقة وسطى».
وأيا كان الشخص الذي ستختاره هيئة البيعة إلا أن السعودية مرشحة للدخول في مرحلة خلاف طويل على السلطة حيث ستنقل الشعلة للجيل الثاني من أحفاد الملك عبدالعزيز.
ويقول الشيخ إن «هذه الفترة تأتي في وقت غير مناسب للمملكة تواجه فيها تحديات من إيران والدولة الإسلامية»، فقد نفذ اتباعها عملية في 5 كانون الثاني/يناير في بلدة على الحدود السعودية مع العراق. كما يخشى الناشطون والداعون للإصلاح من تأثير الصراع على السلطة على ما تبقى لديهم من حريات». ويضيف الكاتب مسألة أخرى لها علاقة بانخفاض أسعار النفط وفشل السعودية في التحكم بأسعاره.
وفي هذا السياق ترى دراسة نقلت عنها صحيفة «فايننشال تايمز» أن السعودية ستعاني من بطء في النمو الاقتصادي في العامين القادمين ما سيؤدي لعجز في الميزانية ولأول مرة منذ عام 2011. وجاء في تقرير أعده بنك «جدوى للاستثمار» توقع فيه انخفاض الناتج المحلي بنسبة 3.7% لعام 2014 إلى 2.5% لعام 2015 و1.8% لعام 2016.
ويعتقد ان عام 2015 سيكون عام التغيرات في السعودية، ففي هذا العام ستجري أول انتخابات محلية تشارك فيها المرأة السعودية.
فرغم أن المجالس المحلية تتمتع بسلطات محدودة إلا أن مشاركة المرأة فيها تعتبر تطورا جيدا في بلد لا يسمح لها بقيادة السيارات. وتأتي المشاركة بعد وعد العاهل السعودي عام 2011.
الأزمة السورية تجعل من القاصرات «زوجات» يطلبن المعونة من الجمعيات الإغاثية
انطاكيا ـ «القدس العربي» «لبنى» ابنة الأربعة عشر ربيعاً حملت طفلها من زوجها الشهيد إلى بيت زوجها الجديد الذي تركها هو الآخر إلى جهة تجهلها للبحث عن عمل، وأصبحت من رواد الجمعيات الإغاثية التي توزع القوت وحليب الأطفال.
تقول أم أحمد مسؤولة التوزيع في إحدى الجمعيات الإغاثية لـ «القدس العربي» إن: «لبنى منذ أشهر قريبة كانت تلهو وتلعب خلف أمها على باب الجمعية، قبل ان تتحول إلى أم مسؤولة عن عائلة تطلب لها المساعدة «.
وتابعت حديثها: «كنت قد نصحت عائلات عدة بعدم تزويج بناتهن الصغيرات كوني أرى النتائج على باب جمعيتنا، لكن الوضع المادي الصعب يجعل الأسر تتخلى عن بعض أفرادها تحت مسوغ الزواج والستر»، مضيفة وفي نبرتها حسرة ومرارة، أن فتيات صغيرات جديدات أرامل ومطلقات وأمهات ينضممن كل فترة للوقوف في طابور الإغاثة. كان صوت أم أحمد يرتجف عندما قالت: «أشعر بالخزي والعار لما وصلت إليه حال الأسرة السورية المعروفة بتوازنها ومحافظتها ولوضع المرأة والفتاة فيها في ظل حرب شرسة لم تبق ولم تذر، وإنني أتخوف من كارثة اخلاقية واجتماعية وإنسانية رهيبة لن تندمل آثارها عبر أجيال قادمة ستشكل جرحاً نازفاً في عمق المجتمع السوري، وأناشد الشرفاء وكل من له تأثير أن يمد يده لإنقاذ الأسرة السورية والمرأة السورية». فهل من مستجيب لنداءات أم أحمد وأخواتها في إنقاذ بنيات بريئات لولا ظروف عائلاتهن كن يتسابقن بكتابة وظائفهن في المدرسة وتضفير شعورهن للاندفاع للعب؟، فامام تلك الظاهرة يحتار المرء في إيجاد الضحية هل هي الأم الكبيرة أم الأم الصغيرة أم طفلها، وكثيراً ما يصدمك الشارع بمشهد بصورة طفلة تحمل طفلها.
يشار إلى أن الأوضاع السياسية والعسكرية المتأزمة تشهد الأسرة السورية حالة من الاضطراب الرهيب نتيجة التدني الحاد والمفاجئ في الدخل الأسري، وهبوط نسبة كبيرة من تلك الأسر إلى مادون خط الفقر، لذا أصبح تزويج الفتاة حلاً لتخفيف العبء فظهرت مشكلة تزويج الفتيات الصغيرات في الرابعة عشرة والخامسة عشرة من العمر والتي لم تكن موجودة إلا فيما ندر في بعض الأرياف.
أما اليوم فقد باتت تطرق أبواب المدن والأرياف ومخيمات اللجوء بشدة حاملة معها حملها الثقيل من المشاكل المعروفة وغير معروفة سابقاً كاستشهاد الزوج في العمليات الحربية أو نتيجة القصف أو رحيله بكل بساطة كون الزواج لم يبن على أسس متينة كما في السابق.
شابان سوريان يغرقان خلال عملية تهريب للأبقار على الحدود التركية.. ومأساة إغلاق المعابر الإنسانية
سليم العمر
ريف اللاذقية ـ «القدس العربي» أفادت مصادر خاصة أن شابين سوريّين غرقوا في نهر «غواتشي» التركي خلال عملية تهريب أبقار، حيث سحبت السلطات التركية جثة أحدهما خلال اليومين الماضيين، فيما لم تعثر على جثة الآخر.
وقالت المصادر لـ «القـــــدس العــــربي» إن: «الشابين قضيا غرقا عندما كانا يحاولان الهرب من عناصر (الجندرما) التركية، فقد حاول أحد هما العبور من النهر، الا ان شدة التيار كانت قوية مما تسببت في سحبه، وحاول زميله إنقاذه الا انه مات غرقا هو أيضا خلال محاولة الإنقاذ».
وبين المصدر أن الشابين غرقا في مياه جليدية نتيجة انخفاض درجات الحرارة في الايام الماضية إلى «-3» تحت الصفر، ما تسبب بطبقة من الجليد فوق المياه.
وهناك العشرات من النازحين السوريين الذين يعبرون طريق التهريب إلى تركيا، ويعاني هؤلاء السوريون من ظروف قاسية في فصل الشتاء، حيث قال أحمد وهو أحد الشبان الذين عبروا إلى الأراضي التركية: «غرقنا في الوحل مترا كاملا، وبقينا فيه لأكثر من ساعة، وكان الجليد يحيط بنا حيث لم نستطع الحركة أو الهمس خوفا من أن يتم كشفنا من قبل الجيش التركي، لكي لا يعيدنا إلى الأراضي السورية».
وروى أحمد طريق عبورهم «القاسي»، قائلا: «كانت معنا عجوز تريد العلاج في الأراضي التركية، وعتمة الليل كانت كافية كي تمنع عنا رؤية الطريق الترابي طوال الرحلة، حيث وقعت العجوز أكثر من ثلاث مرات على الطريق وتلوثت ملابسها بالوحل والطين، وهي تردد عبارة «ساعدوني ساعدوني».
يستدرك «مشينا لأكثر من ساعتين في الوحل والطين، وإخراج أقدامنا منه لا يكون بالأمر السهل، وانا الشاب كنت أعاني فكيف بتلك العجوز والنساء والأطفال الذين كانوا بصحبتي، وكانوا أكثر من عشر نساء وأربع أطفال بينهم رضيع، حيث كان أبواه يتناوبان حمله حتى أننا خفنا أن يكشف أمرنا بسبب بكاء هذا الطفل، الذي لم يكن بمقدور أبويه فعل شيء».
يبين أحمد «كانت ساعة الانطلاق في الساعة السادسة مساء فوصلنا عند الساعة الثامنة، وكان الوحل يغطي ملابسنا، بتكلفة ألف ليرة سورية لكل شخص أي ما يعادل عشر ليرات تركية، ومعظم من عبر هذا الطريق والذي يجدر تسميته بطريق الموت هم إما لجأوا طلبا للأمان أو للعلاج».
وكانت السلطات التركية أغلقت دون سابق إنذار معبري خربة الجوز واليمضية اللذين يمر عبرهما عشرات العائلات السورية النازحة ممن تقطعت بهم السبل باتجاه الأراضي التركية، في حين أن العديد من العائلات النازحة كانت تنتظر الشرطة التركية أي «الجندرما» للسماح لها بالعبور إلى قرية ياي لاداغي التركية منذ تاريخ الخامس عشر من شهر كانون الأول/ ديسمبر وحتى الآن.
ويسمح معبر خربة الجوز الواقع في قرية الخربة يوميا بمرور ما يقارب المئة من المدنيين ممن يمتلك هوية منظمة «افاد» للطوارئ، وكان هذا المعبر يفسح المجال أمام من لا يمتلك جواز سفر ويتم الدخول بموجب موعد محدد ومسبق.
ويتم تسجيل أسماء الأشخاص الذين يريدون الدخول إلى تركيا، وبعد أن ترفع أسماؤهم إلى مسؤولي الحدود من الجانب التركي، يتم تحديد موعد لدخولهم تركيا، دون أي رسوم مالية على اعتبار ان هذا المعبر هو انساني.
وإحدى الحالات الإنسانية التي رأيناها على هذا المعبر، امرأة عجوز قادمة من إدلب قرية المغارة تقطعت بها السبل، وقالت لنا «أنا نازحة في مخيمات أورفة التركية، وأجبرت على المجيء لوحدي إلى سوريا لأرى جثمان ابني الذي يقاتل في صفوف قوات المعارضة، الا انني لم أستطع بعد ان تم دفنه في مقبرة القرية».
تقول: «ياليتني مت مع ولدي ولم أعش لأرى ما يحصل، فأنا أعيش في خيمة صغيرة، وابني بعيد عني ومات ولم اره، وليس لي غيره في الداخل، فما الذي سيبقيني، تحت القصف.. راحوا الغوالي».
ولم تعبر هذه العجوز مباشرة بل تم تسجيل اسمها قبل يوم من رحيلها، ومن ثم استطاعت العبور في الأول من شهر تشرين الثاني، وكان الطين يغطي حذاءها وقليلا من قدميها ولم تكن تمتلك الا خمسين ليرة تركية تريد الوصول بها إلى مدينة أورفا التركية، التي تبعد اكثر من 400 كيلو متر في جنوب شرقي تركيا.
أما أبو علي المختار كان برفقة زوجته فاطمة، ولم يسمح لهما بالعبور لعدم حوزتهما على الهوية التركية «الهوية التي تصدرها منظمة افاد التركية للسورين الذين نزحوا إلى المدن التركية».
والمسؤول عن المعبر من الجانب السوري كتيبة من كتائب المعارضة المسلحة، وتدعى كتيبة جند الملاحم التي كان يترأسها عبدالسلام دلول، وهو من أول الألوية التي أعلنت تشكيلها وحملها للسلاح في سوريا.
معبر اليمضية الحدودي ويقع بالقرب من قرية اليمضية الحدودية مع تركيا وقريبة جدا من المركز الأمني التركي (مخفر بيسون)، ويسمح هذا المعبر بدخول أربعين شخصا يوميا من أبناء المنطقة، ويشترط أيضا ان يكون بحوزة من يدخل إلى تركيا هوية تركية تعرف عن نفسه باللغة التركية.
والمسؤول عن هذا المعبر من الجانب السوري، المجلس المحلي لقرية اليمضية، ويدعـــــى المسؤول عنه رياض العلي وهو من القومية التركمانية، وهذا المعبر هو الأكثر ازدحاما منذ أربعة أشهر تقريبا في كلا الاتجاهين من تركيا وإليها.
وقد تحولت هذه المعابر إلى مكان يقصد من كافة مناطق سوريا سيما الأشخاص الذين لا يمتلكون وثائق سفر رسمية تخولهم الدخول من المعابر النظامية كمعبر باب الهوى في ريف إدلب وباب السلامة في ريف حلب.
وفي نفس السياق، تبدي تركيا خشيتها دخول متفجرات إلى الأراضي التركية، حيث يتم مراقبة الحدود من قبل الجيش التركي، وتنتشر الحواجز على طول الطرق المؤيدة لمدينة انطاكيا، ويتم التدقيق على السيارات السورية بشكل خاص.
ومن يود الدخول من الأراضي التركية باتجاه سوريا يخضع لإجراءات امنية مشددة، ويتم تفتيشه على الحدود بشكل دقيق، ويتم يوميا تصوير الداخلين مساء الساعة السابعة والنصف من المعبرين السابقين.
وسجلت العديد من حالات الاعتداء على سوريين من قبل جنود اتراك بحجة مخالفة القوانين ومن ضمن هذه القوانين يجب عدم رفع الصوت على الجندي التركي، وفي حال رفعت صوتك عليه يتوجب محاكمتك على ذلك.
مراقب إخوان سوريا: الأسد هو الإرهابي الأكبر
أكد المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين بسوريا، د. محمد وليد، ألا دور لبشار الأسد في مستقبل سوريا، معتبرا أي محاولة لإعادة تأهيله تنتهك حرمة الثورة السورية وتطيل أمد معاناة الشعب السوري.
وأضاف، في حوار مع الجزيرة نت، أن سياسة التحالف الدولي في محاربة الإرهاب بسوريا “مشبوهة وغير مفهومة، وانتقائية ترى جزءا من الإرهاب، وتتغاضى عن الأجزاء الأخرى”.
كما وصف الأسد بأنه “الإرهابي الأكبر” الذي يكتم ونظامه على أنفاس الشعب السوري منذ عدة عقود.
وأضاف المراقب العام، الذي انتخب أوائل نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أن غض الطرف من قبل النظام الدولي عن “إرهاب الأسد” يطيل من عمر هذا النظام ويعطيه الإشارات الخاطئة والضوء الأخضر لاستمرار جرائمه ضد الشعب السوري.
وفي موضوع العلاقة مع المعارضة المسلحة على الأرض وخصوصا جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية، تجنب وليد الإجابة ودعا جميع القوى الفاعلة على الأرض للتوقف عن الاقتتال البيني والتوجه لقتال “النظام الباغي الذي انتهك حرمات الشعب السوري”.
وبالنسبة لعلاقة الإخوان المسلمين مع الائتلاف الوطني السوري المعارض، يرى د. وليد أن الإخوان مكون مؤسس بالائتلاف ولا تزال علاقتهم مع الائتلاف علاقة تعاون لما فيه مصلحة الشعب السوري، رغم أنه يعتقد أن أداء الائتلاف يعتريه القصور ويحتاج لتلاحم أكبر مع القوة الفاعلة على الأرض السورية، والنزول لساحات العمل داخل سوريا، ولعل الحكومة المؤقتة تستطيع بما يتوفر لها من إمكانيات القيام بجزء كبير من هذه المهمة.
ورأى المراقب العام أن جماعة الإخوان تدعو للإسلام الوسطي، وأن وصمها بالإرهاب لا يعبر عن حقيقة فكر الجماعة ومواقفها.
وختم وليد بالقول “شعبنا في سوريا يميز الصح من الخطأ ولن يتأثر بالمواقف التي تحاول تشويه صورة الإخوان في العالم، ونحن نحاول شرح مواقفنا وأفكارنا لجميع أصدقائنا ولكل الجهات الإقليمية والدولية”.
سوريا.. انقسامات في صفوف “داعش” تطفو على السطح
دبي – إسلام عبدالكريم
بدأت تظهر عمليات قتل ومواجهات مسلحة بين عناصر تنظيم “داعش” في سوريا، الذي يتنافس قادته على قيادة التنظيم، بحسب تقارير استندت على شهادة منشقين عن التنظيم. وأبرز صور الخلاف تجلت في رفض عدد من قادة التنظيم ترك مناصبهم لصالح آخرين الأمر الذي أشعل فتيل المواجهة.
وقد بدأت الحكاية قبل شهر عندما طالب عناصر من التنظيم بتعيين والٍ للتنظيم في محافظة دير الزور السورية ليجابه ذلك برفض أحد أبرز عناصر التنظيم التخلي عن منصبه، وهو عامر رفدان الوالي السابق وصاحب النفوذ العسكري القوي والذي يحظى بتأييد عدد كبير من أفراد التنظيم، لتندلع المواجهات المسلحة وعمليات القتل بين أنصار رفدان وباقي عناصر التنظيم.
أما في مدينة الرقة عاصمة التنظيم المتطرف، فيبدو المشهد أكثر سخونة. فالمحاولات المتكررة والفاشلة لعزل مسؤول التنظيم هناك، موسى الشواخ والمعروف بأبي لقمان الرقاوي، تسببت في عمليات إعدام بالجملة لعدد من المتطرفين، لا سيما الأجانب، بعد أن فقد سيطرته عليهم بسبب رغبة بعضهم بالعودة إلى بلادهم أو بسبب تسلطهم على المواطنين، مما دفع بموسى الشواخ إلى عقد تحالفات مع عدو الأمس الذي طالما اشتبك معه، وهو “جبهة النصرة”.. تحالف يهدف من ورائه إلى السيطرة على مدينة الرقة وفصلها عن التنظيم المتطرف.
صور أخرى للخلاف بين أفراد التنظيم عكسته الطريقة التي تعامل بها التنظيم مع حادثة احتجاز الطيار الأردني معاذ الكساسبة. فريق من التنظيم من أصول شيشانية أراد قتل الطيار فيما رفض مقاتلون عراقيون ذلك وفضلوا إبقاءه على قيد الحياة.
ويبدو أن الخلافات باتت تخضع لميزان المصالح الشخصية التي قد تطيح بهذا التنظيم قبل الغارات الجوية التي يشنها التحالف الدولي على مواقع التنظيم.
“الحر” يقتل العشرات من جنود النظام ويدمر طائرة بحلب
دبي – قناة العربية
أكد الجيش الحر مقتل وجرح العشرات من جنود النظام في مواجهات مباشرة وقعت بحي بستان الباشا في حلب، كما دمر إحدى طائرات النظام الرابضة في مطار حلب الدولي، بصاروخ مضاد للدروع من نوع “تاو”.
وأفاد الجيش الحر بأن الطائرة من نوع “ميغ 23” استهدفت في عملية نوعية، لم يكشف عن تفاصيلها، إلا أنه كشف عن تحقيق الفرقة 16 التابعة له نجاحات في مواجهات بحي بستان الباشا في حلب، حيث تمكن من قتل وجرح العشرات من الجنود النظاميين.
وقال إنه استولى خلالها على أسلحة وذخائر، فضلاً عن تحقيق تقدم في الحي، الذي يعد خط مواجهة على طريق الدائري الشمالي وسط مدينة حلب.
وتنشط الفرقة 16 في أحياء الخالدية، والليرمون، والسكن الشبابي، وبني زيد، والأشرفية، وبستان الباشا، وتتصدى بشكل مستمر لمحاولات قوات الأسد التقدم في تلك الأحياء.
من جهته، تحدث مجلس قيادة الثورة في دمشق عن اندلاع مواجهات متقطعة على أطراف حي جوبر الدمشقي، بالتزامن مع قصف جوي متقطع على عدة مناطق مجاورة، فيما تعرضت أحياء الحجر الأسود في دمشق والطيبة وكناكر في ريف العاصمة إلى قصف جوي وترافق مع ذلك اشتباكات ومواجهات عسكرية.
وهاجم طيران النظام عدة بلدات في دير الزور، وكذلك محيط المطار العسكري في المحافظة، بحسب الهيئة العامة للثورة.
أما درعا فالقصف الجوي والمدفعي سيد الموقف، والحصيلة خسائر بالأرواح والممتلكات في بلدات المعربة والجيزة وابطع بريف درعا، بالتزامن مع اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام على أطراف حي المنشية بدرعا البلد وكذلك الحال في بصرى الشام. بينما استهدف الطيران المروحي جبل الأكراد في اللاذقية بالبراميل المتفجرة.
من جانبه، وجه المجلس المحلي لمدينة الحارة في درعا نداء استغاثة بسبب توقف المخابز في المدينة عن العمل بعد نفاذ موادها الأساسية.
20 علوياً أمام حكم الإعدام ونظام الأسد غير مهتم
العربية.نت
هدد أحد قادة كتائب الثوار في سوريا بتسليم 20 من أسرى جيش النظام للمحكمة الشريعة، لتنفيذ حكم الإعدام بحقهم في حال لم يتم مبادلتهم بأسرى من الثوار المأسورين في سجون وأقبية نظلم الأسد، وفق ما ذكرته شبكة سوريا مباشر.
وقال العقيد أبو محمد القائد العسكري في لواء أنصار الحق التابع لألوية الفرقان – القطاع الشمالي – إن مفاوضات مع النظام بدأت من تاريخ 18 فبراير من عام 2013، وهو تاريخ أسر 20 من صف ضباط جيش النظام من الكتيبة “546” وهي كتيبة هجانة من الفوج الخامس “حرس حدود” في منطقة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي.
وأضاف العقيد أن كل المفاوضات من أجل مبادلة الأسرى عن طريق أشخاص أو من خلال اللجنة الأهلية لمبادلة الأسرى باءت بالفشل، وكان آخرها رد أحد رموز النظام، وهو العميد محسن محمد من غرفة عمليات جيش النظام في حلب، والذي جاء سلبياً بعد شهر من الحديث معه، وتعتبر مهلة الشهر الفرصة الأخيرة للنظام في حال يوجد لديه أي إرادة في مبادلة الأسرى، وأنه لا شروط لدى اللواء سوى مبادلة الأسرى العلويين بأسرى لدى جيش النظام.
وأكد العقيد أنه على ثقة بأن معاملتهم لأسرى جيش النظام أفضل بكثير مما يلقاها أسراهم لدى النظام.
وسبق أن حاول جيش النظام قصف أحد مقرات لواء أنصار الحق، والذي كان يتواجد فيه الأسرى.
وأظهر المكتب الإعلامي لألوية الفرقان تسجيلاً مصوراً أعلن فيه العقيد أبو محمد مهلة الشهر، وتحدث فيه الأسرى عن هروب الضباط وخيانتهم لكل من تم أسره من صف ضباط وعناصر جيش النظام، واتهم الأسرى أيضاً تفضيل النظام للميليشيات الشيعية والأجنبية على أبناء الطائفة العلوية وتميزهم عن أبناء العائلات المقربة من النظام.
وقال أحد الأسرى إنه لا توجد أي استجابة من النظام أو نية لتحرير هؤلاء المأسورين في مبادلة بدأت مفاوضاتها منذ سنتين، وذكر آخر أن العميد “سالم العلي”، هو من تتوقف عليه أي مفاوضات تتعلق بمبادلتهم من طرف النظام.
الجدير بالذكر أن مفاوضات عدة كان أحد أطرافها من الأسرى الإيرانيين وغيرها سعى النظام إلى إتمامها، أما فيما يتعلق بأبناء طائفته من الأسرى لدى كتائب الثوار في عدة مناطق من سوريا فعدم الاكتراث هو الموقف الذي يتخذه.
دمشق ترد على تقرير منشأة “زمزم” النووية المحروسة من حزب الله: أكذوبة ضمن المؤامرة علينا
دمشق، سوريا (CNN) — ردت دمشق الثلاثاء على تقرير ألماني حول قيامها ببناء منشأة نووية سرية بمساعدة إيرانية وعلى مقربة من الحدود مع لبنان بالقول إن تلك المعلومات “أكذوبة” واضعة إياها بسياق “المؤامرة” عليها، وذلك بعد ساعات على نفي طهران التورط في الموضوع.
ونقلت وكالة الأنباء السورية عن مصدر إعلامي في دمشق قوله إن صحيفة “ديرشبيغل” الألمانية التي نشرت التقرير “دأبت على نشر أكاذيب وادعاءات سخيفة لا مصداقية لها على الإطلاق عن سوريا” بينها “أكذوبة أن سوريا تقوم ببناء محطة نووية.”
وأضاف المصدر الإعلامي الذي لم يكشف اسمه أن دمشق “تنفي هذه الادعاءات جملة وتفصيلا وتؤكد أنها تأتي كجزء من المؤامرة التي تستهدفها شعبا وأرضا من خلال حملة التضليل الإعلامي والضغوط التي تمارسها بعض القوى الإقليمية والدولية عبر بعض وسائل الإعلام المأجورة والشريكة في العدوان على سوريا.
وكانت إيران قد نفت الاثنين صحة ما نشرته تقارير صحفية ألمانية عن مشاركة طهران في مشروع سري سوري ربما يهدف إلى بناء مفاعل نووي تحت الأرض، قائلة إن ما ذُكر حول القضية “مزاعم سخيفة” مرجحة أن يكون الهدف منها “تمهيد الأرضية لتمرير سياسات خاطئة في سوريا” دون توضيح لطبيعة تلك “السياسات.”
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن وزير الخارجية، جواد ظريف، قوله إن ما أوردته صحيفة “ديرشبيغل” الألمانية الواسعة الانتشار حول الموضوع “مزاعم سخيفة تهدف إلى بث الخوف من برنامج إيران النووي وتمهيد الأرضية لتمرير السياسات الخاطئة في سوريا.”
ونفى الوزير الإيراني أن تكون بلاده بصدد دعم سوريا لإنتاج أسلحة غير تقليدية قائلا “إثارة مثل هذه المزاعم، تأخذ طابعا مثيرا للسخرية في بعض الأحيان” وأضاف: “أعلنا، وفي العديد من المناسبات رفضنا للسلاح النووي سواء في إيران أو أي مكان آخر ونعتقد بضرورة تدمير كافة الأسلحة النووية.”
وكان صحيفة “ديرشبيغل” وهي إحدى أبرز الصحف الألمانية وأوسعها انتشارها، قد نشرت على صدر صفحتها الأولى صورة لما قالت إنها منشأة سرية سورية يهدف من خلال نظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى محاولة بناء قنبلة نووية، مرجحة أن ذلك يجري بمساعدة من إيران وكوريا الشمالية، بعد الغارة الإسرائيلية التي دمرت عام 2007 ما كان يعتقد أنه مشروع مفاعل نووي سوري قرب دير الزور، الأمر الذي نفته دمشق، معتبرة أن الغارة استهدفت منشأة مدنية.
وبحسب الصحيفة الألمانية، فإن المنشأة السرية الجديدة موجودة تحت الأرض، وأقيمت بالتعاون مع إيران غرب مدينة القصير المجاورة للحدود اللبنانية، والتي سبق أن نجحت القوات السورية بالسيطرة عليها بالتعاون مع حزب الله اللبناني، وجرى نقل 8 آلاف قضيب وقود إليها. وتلفت الصحيفة إلى أن أجهزة الاستخبارات الغربية اعترضت مكالمة هاتفية أجراها قيادي كبير في حزب الله، تحدث خلالها عن “المفاعل النووي” وذكر كلمة “القصير”، وذلك خلال اتصالات كان يجريها مع إبراهيم عثمان، رئيس هيئة الطاقة النووية السورية، مستخدما كلمة السر “زمزم” بالحديث عن المنشأة.
هكذا مرّت “زينة- هدى” على السوريين.. من جحيم الحرب إلى الموت بردا
دمشق، سوريا (CNN)– بدأت الحياة للعودة إلى طبيعتها تقريباً في شوارع دمشق، الاثنين بعد نحو أسبوع على بدء تأثيرات المنخفض القطبي الذي ضرب منطقة الشرق الأوسط، تساقطت خلاله الثلوج بكثافة على عدة مدنٍ سوريّة، خاصّة العاصمة؛ العاصفة مرّت من هنا بلا اسم “لا زينة، ولا هدى”، بل كان عنوانها الأبرز المزيد من الشقاء بالنسبة للسوريين الذين تأكل الحرب أرواحهم، وبلادهم، بينما لازال يبيت معظم مهجريّها في مخيّماتٍ للجوء أعدّت بدول الجوار، أو مراكز الإيواء داخل البلاد.
التدفئة من البرد القارس، كانت الهاجس الأكبر، بالنسبة للعائلات السورية، وسط ندرة مصادرها، وغلاء أسعارها؛ هكذا عمل أبو خليل -من سكّان حي الميدان- أوّل أيام العاصفة، لتأمين عشرين ليتر “ديزل” بمبلغٍ يعادل 25 دولار تقريباً، لكي يتسنى له إشعال “صوبة المازوت” التقليدية لعائلته، والتي أصبحت بالنسبة للعائلة، ومنذ زمن “مجرد قطعة ديكور لا أكثر”، بدا الأب الأربعيني منهمكاً باعتصار خرطوم مضخة سيارة الوقود حتى آخر نقطة، وسعيداً نوعاً ما بإنجازه.
وعبّرأبوخليل عن ذلك لـ CNN بالعربية قائلاً: “يكتّر خيره جارنا أبو وليد صاحب السيّارة ماخجلنّا، بركي بيدفوا هالولاد، لأنه ما في أي وسيلة تدفئة تانية بالبيت، معلومك الكهربا عم تنقطع كتير، ولولا هيك بيموتوا من البرد، لابسين أكتر من قطعة، ومتغطيين بالبطّانيات، ومع هيك عم يرجفوا.”
عدم توفرّ “المازوت” تسبب بكارثة، لعائلةٍ أخرى، في حي “المجتهد” الدمشقي؛ حيث استعاضت بالغاز للتدفئة، ما أدى لوفاة الجد، وحفيديه اختناقاً، بينما أصيبت والدتهما، وأختهما بحروقٍ كبيرة، أواخر الأسبوع الفائت.
مشهد الارتجاف برداً، حدّ التجمد، لم يُلحظ فقط وراء جدران البيوت بدمشق، فحسب، بل في شوارعها أيضاً، فهناك مَنْ افترش نواصي الشوارع متدثراً بغطاء صوفي مُبْتَل، يحاول حماية أطفاله، مستعيناً بـ “تنكةٍ” أشعل فيها ما تيّسر من أخشابٍ، ورق، أو أي شيءٍ قابلٍ للاشتعال، كذلك بدت آثار برودة الطقس بوضوح، على الجنود في نقاط التفتيش المنتشرة بالعاصمة، بينما جابت سيّارات الهلال الأحمر الطرقات، بحثاً عن حالاتٍ تستدعي التدخّل السريع، كما ازدحمت المشافي بالأطفال الذين نقلوا إليها بحالاتٍ إسعافيه، نتيجة التهاباتٍ حادّة بالجهاز التنفسي.
أخبار اللاجئين، وما يعانونه بسبب “زينة أو هدى”، ووفاة أطفالٍ سوريين بسبب البرد؛ حفزّت الكثير من منظمات المجتمع المدني السوريّة، لتكثيف جهودها من أجل تأمين الملابس، والأغطية الشتوية، لمهجري الحرب داخل البلاد وخارجها، هكذا فعل “فريق ملهم التطوعي” من خلال حملة “طوارئ” نظمّها بالأردن، ولبنان، وتركيا، وجددت حملّة “كف وطاقية- عيرني دفاك” في سوريا نداءاتها للسوريين لتأمين ملابس الشتاء للمهجرين، وولدت مباردة “دفانا محبتنا” للغرض ذاته، تلك الحملات وغيرها، اعتمدت بصورةٍ رئيسية على مواقع التواصل الاجتماعي، وسعت لاستقطاب دعم شخصيّاتٍ فنيّة، واجتماعية سوريّة بارزة، ونجحت إلى حدٍ كبير بتحقيق مبتغاها.
ثمةّ حملةٌ أخرى، استخدمت وسم “عطلّونا”، عبر فيسبوك كان همّا الرئيسي إقناع وزارة التربية السوريّة، بتأجيل امتحانات مرحلتي التعليم الأساسي، والثانوي، بسبب برودة الطقس، وتعثّر الوصول إلى المدارس، لكنّ تلك الجهود لم تفلح بذلك، إلّا ليومٍ واحد بضغطٍ من وسائل الإعلام المحليّة، كإذاعة “شام إف إم”، واسعة التأثير هنا، لتستأنف يوم الاثنين، وسط خيبة أمل المنضمين للحملة، والذين تجاوز عددهم الـ 1700 طالب.
بالتوازي مع مرارة ما يحدث؛ حفل موقع فيسبوك، ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، كالعادة بتعليقات السوريين الساخرة، حيث كان طول أيّام العاصفة القطبية، واستمرار تهاطل الثلوج لأيّام، مصدر إلهام الكثيرين، فبعضهم وجد أن الجنسيّة الروسية باتت مستحقّة بالنسبة لهم، بعد كل هذا الثلج، وآخرون كانوا يسألون عن اسم الشيخ الذي صلى “صلاة الاستسقاء”، ورأوا أن بركات دعائه “كانت أكثر من اللازم”، وسط مخاوف أشاعها حديث متنبئين جويين، حول احتمال تجدد فعالية المنخفض، أو وقوع البلاد تحت تأثير منخفضٍ جديد الأربعاء المقبل.
كما حرص معظم روّاد العالم الافتراضي من السوريين، على نشر صور تبرز كثافة الثلوج في مناطقهم، وصورهم وهم يلعبون بالثلج، ما أثار حفيظة البعض، وهو ما رأى فيه آخرون “استراحةً من لون الدم، واشتياقاً للسلام.”
وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ “زينة، أو هدى”، أو تلك التي لا اسم لها في سوريا؛ ربمّا نجحت في انتزاع هدنةٍ غير معلنة، بين الأطراف المتصارعة على الأرض السوريّة، لكنها تسببت بمقتل ما يقدّر بستّة عشر سورياً في مخيمات اللجوء، والداخل السوري.
دعوات إضافية من موسكو لمعارضين سوريين لاجتماع مع النظام
روما (13 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قالت مصادر من المعارضة السورية إنها علمت أن روسيا وجّهت دعوات لشخصيات سورية معارضة إضافية لحضور اجتماعات موسكو نهاية الشهر الماضي، والتي تتضمن اجتماعاً بين المعارضين أنفسهم ثم يليها اجتماع آخر بين المعارضين وممثلين عن النظام السوري
وعلمت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء من هذه المصادر أن الروس وجّهوا دعوة لشخصيات إضافية من أجل محاولة إقناع وجذب أكبر عدد من الشخصيات المعارضة لاجتماعات موسكو، وأشارت إلى أن أهمها المعارض البارز ميشيل كيلو، ونائب المراقب العام للإخوان المسلمين في سورية محمد فاروق طيفور، بصفتهما الشخصية، وهما قياديان في التجمع الوطني السوري المعارض، وفي الائتلاف في نفس الوقت
وكان معارضون سوريون انتخبوا للتجمع الوطني السوري الذي يُعتبر أكبر كتلة في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، قيادة له تشمل ميشيل كيلو رئيساً للمكتب السياسي ومحمد فاروق طيفور نائباً له، وبعضوية أنس العبدة، سهير الأتاسي، نصر الحريري، رياض سيف، موفق نيربية وعقاب يحيى