أحداث الثلاثاء 17 أذار 2015
باريس: إبقاء الأسد «هدية لداعش»
باريس – رندة تقي الدين
تفاعل الجدل أمس حول تأكيد وزير الخارجية الأميركي جون كيري اضطرار واشنطن لـ «التفاوض في نهاية المطاف» مع الرئيس السوري بشار الأسد لإنهاء الحرب في بلاده والتي دخلت عامها الخامس. وعلى رغم مسارعة الإدارة الأميركية إلى «توضيح» أن كلام كيري لا يعني تغييراً في موقفها الذي لا يرى مستقبلاً للأسد في سورية، كان واضحاً أن حلفاء واشنطن الغربيين وفي دول المنطقة متمسكون برفض الدخول في مفاوضات مع الرئيس السوري الذي نقل التلفزيون الرسمي السوري أمس قوله: «ما زلنا نستمع إلى تصريحات وعلينا أن ننتظر الأفعال وعندها نقرر». وأضاف: «أي شيء أتى من خارج الحدود كان مجرد كلام وفقاعات تذهب وتختفي بعد فترة، فلا يهم».
وأكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في بروكسيل أمس، أن «حل (النزاع السوري) هو في (مرحلة) انتقالية سياسية تحافظ على مؤسسات النظام ولكن ليس على بشار الأسد». وأضاف: «أي حل يعيد الأسد الى الواجهة سيكون بمثابة هدية مشينة وهائلة لإرهابيي داعش».
وفي باريس، قال الناطق باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال: «فرنسا تتمنى حلاً سياسياً بين الأطراف السورية، لكن بشار الأسد لا يمكنه أن يكون ضمن هذا الحل». وأضاف: «موقف فرنسا معروف وقائم على أساس بيان جنيف الأول في ٢٠١٢ والذي يؤدي إلى حكومة وحدة وطنية ويجمع بين عدد من مؤسسات النظام الموجودة والائتلاف السوري المعارض وعدد من مكوّنات المعارضة التي لديها رؤية لسورية معتدلة، تتضمن كل الطوائف في البلد».
وسألت «الحياة» مصدراً فرنسياً رفيع المستوى عن تصريح كيري فأجاب بأن الإدارة الأميركية ليست لها استراتيجية في سورية، لافتاً إلى أن كيري كان يتحدث قبل أسبوع فقط عن تسليح المعارضة ودعمها للتدخل على الأرض. وتابع المصدر أن رسالة فابيوس للمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، عندما التقاه أخيراً في باريس، كانت تنص على ضرورة أن يعمل الأخير «من أجل عقد اجتماع جنيف٣… ولا تضيّع وقتك في مبادرة تجميد القتال في حلب، لأن النظام أفشلها». وشدد المصدر الفرنسي على أن «المهم الآن هو العمل للتحضير لجنيف٣ وهذا ما تعمل عليه باريس».
وذكر المصدر أن «الجميع، من موسكو إلى القاهرة فباريس، يريد عقد جنيف٣… ولكن إذا كانت موسكو تريد العمل فعلاً من أجله، فعليها أن تعمل من أجل إنجاحه»، في إشارة إلى ضرورة الضغط على النظام السوري. وأضاف أن «باريس كانت في طليعة من أراد منذ البداية عقد اجتماع جنيف٣ بعدما أفشل الأسد جنيف٢ (مطلع العام الماضي)»، موضحاً أن «باريس تعمل لوضع خطة انتقالية» في سورية. لكن الأوساط المسؤولة في فرنسا تكشف عن أنه «لا يمكن عقد جنيف٣ إلا في إطار اتفاق بين الجميع على التحاور حول المسألة الأساسية، وهي هيئة الحكم الانتقالية ذات الصلاحيات التنفيذية الكاملة. ولكن لا يمكن عقد جنيف٣ من أجل إتاحة الفرصة للأسد لتقديم حكومة وحدة وطنية» عوض هيئة الحكم الانتقالية.
إلى ذلك، قالت المصادر إن مصر «جمعت المعارضة السورية (في كانون الثاني/ يناير) وكان الاجتماع ناجحاً وإنما غاب عنه ممثلو «الإخوان المسلمين». وزادت أن «القاهرة وموسكو تستضيفان اجتماعات للمعارضة… وباريس تبحث مع الجانب السعودي كيف يمكن الجمع بين المواقف المختلفة». وتابعت المصادر الفرنسية المسؤولة، أن «أجندة باريس تنص على أن تتيح للمعارضة السورية أن تعيد بناء نفسها وأن تكون متجانسة ولديها مشروع جاهز لتقديمه عندما يحين الوقت لعقد مؤتمر جنيف٣. ولكي يكون ذلك عملياً ينبغي أن يكون من الممكن التحاور حول الأساس، وهو الجسم الانتقالي الكامل الصلاحيات التنفيذية». وأضافت: «ترى باريس أن الكرة ليست في ملعب المعارضة ولا في ملعبها، بل في ملعب موسكو والأسد».
الأسد يرد على كيري: ننتظر الأفعال بعد التصريحات
دمشق – أ ف ب
علق الرئيس السوري بشار الأسد اليوم (الإثنين) على تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأخيرة بأنه «ينتظر الأفعال» بعد التصريحات.
وقال الأسد رداً على سؤال للتلفزيون الإيراني حول إقرار كيري بوجوب الحوار معه: «لا زلنا نستمع إلى تصريحات، وعلينا ان ننتظر الأفعال وعندها نقرر».
وكان كيري صرح في مقابلة بثتها شبكة «سي بي اس» الأميركية السبت رداً على سؤال حول احتمال التفاوض مع الأسد بأن «علينا التفاوض في النهاية. كنا دائماً مستعدين للتفاوض في اطار مؤتمر جنيف 1». وتابع: «الأسد لم يكن يريد التفاوض. (…) اذا كان مستعداً للدخول في مفاوضات جادة حول تنفيذ جنيف 1، فبالطبع. نحن نضغط من اجل حضّه على فعل ذلك».
وعما اذا كانت هناك تغيرات في المواقف الدولية، قال الأسد في التصريحات التي نقلتها وكالة الأنباء الرسمية (سانا): «لا يوجد لدينا خيار سوى ان ندافع عن وطننا. لم يكن لدينا خيار آخر منذ اليوم الأول بالنسبة الى هذه النقطة»، مضيفاً ان «اي تغيرات دولية تأتي في هذا الإطار هي شيء ايجابي ان كانت صادقة وإن كانت لها مفاعيل على الأرض».
وشدد على ان هذه التغيرات يجب ان «تبدأ اولاً بوقف الدعم السياسي للإرهابيين ووقف التمويل ووقف ارسال السلاح والدعم اللوجستي والمالي وأيضاً العسكري لهم. عندها نستطيع ان نقول ان هذا التغير اصبح تغيراً حقيقياً».
وطالبت واشنطن منذ بدء النزاع السوري في منتصف آذار (مارس) 2011، برحيل الأسد، وأعلن كيري قبل اسابيع ان «الأولوية» المطلقة لبلاده في سورية اصبحت القضاء على تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).
تفاؤل إيراني بجولة لوزان وأميركا تريد قرارات «صعبة»
لوزان (سويسرا)، طهران، بروكسيل، موسكو – «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب –
بعد 5 ساعات من المحادثات في سويسرا بين وزيرَي الخارجية الأميركي جون كيري والإيراني محمد جواد ظريف، حضت واشنطن طهران على اتخاذ «قرارات صعبة جداً» لإبرام اتفاق يطوي ملفها النووي، فيما أشارت إيران إلى «ثغرات» تعرقل التوصل إلى اتفاق إطار سياسي بحلول نهاية الشهر.
وواجه الوفد الإيراني نظيره الأميركي في شأن رسالة وجّهها 47 عضواً جمهورياً في الكونغرس إلى القيادة الإيرانية تهدد بإلغاء أي اتفاق «نووي» بعد انتهاء الولاية الثانية للرئيس باراك أوباما عام 2016. وقال ظريف: «على رغم أننا نعتبر الرسالة مجرد تحرّك سياسي، فإن توضيح موقف الإدارة الأميركية منها ضروري».
وحذر مسؤول روسي بارز من أن الكونغرس يشكّل «التهديد الأساسي الآن»، لافتاً إلى أنه «يدير معركة انتخابية ضد أوباما». وأضاف: «على رغم أن الصفقة (النووية) لا تتطلب مصادقة الكونغرس، لكن الأغراض الانتخابية والحملات على أوباما قد تعرقلها، ما يؤدي إلى سنوات من البحث عن تسوية». ونبّه إلى أن «هذا الوضع سيمنح أطرافاً في إيران لا يرغبون في إبرام اتفاق، ورقة ضغط إضافية» لإحباطه، في إشارة إلى المتشددين.
في مدينة لوزان السويسرية، التقى كيري ظريف مع الوفدين المرافقين لهما، في اجتماع تخلّلته خلوة ثنائية دامت 20 دقيقة. وتوجّه الوزير الإيراني إلى بروكسيل للقاء نظرائه الأوروبية فيديريكا موغيريني والألماني فرانك فالتر شتاينماير والفرنسي لوران فابيوس والبريطاني فيليب هاموند، قبل أن يعود إلى لوزان لإجراء مزيد من المحادثات مع كيري اليوم.
وقال ظريف: «اقتربنا اكثر من التوصل إلى حلّ في بعض القضايا، وعلى هذا الأساس يمكننا القول إن الحلول في المتناول، ولكن ما زالت هناك ثغرات في مسائل». وسأل صحافيون ظريف هل هناك تسوية في شأن منشأة فردو المحصنة لتخصيب اليورانيوم، فأجاب: «أخيراً سنحصل على شيء».
رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي الذي شارك في محادثات لوزان، أعرب عن «تفاؤل شديد»، لافتاً إلى تحقيق «تقدّم».
لكن ديبلوماسياً أميركياً بارزاً اعتبر أن «على إيران اتخاذ قرارات صعبة جداً وضرورية لتهدئة المخاوف الكبرى المتبقية في شأن برنامجها النووي». وأضاف: «ما زلنا نأمل بأن نتمكن من ذلك، ولكن بصراحة ما زلنا لا نعلم هل سنتمكن… لا نعلم بعد هل التوصل إلى الأجزاء (النهائية من اتفاق محتمل) صعب جداً».
في بروكسيل، أشارت موغيريني إلى «فجوات تجب معالجتها»، وزادت: «ندخل أسبوعين حاسمين من المفاوضات، يجب التوصل خلالهما إلى قاعدة مشتركة من أجل اتفاق جيد». أما فابيوس، فلفت إلى «نقاط مهمة بلا حلّ»، وقال: «نريد اتفاقاً، لكن فقط إذا كان قوياً جداً».
في طهران، اعتبر رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني أن «العالم لن ينتهي إذا لم نتوصل إلى اتفاق شامل… نتابع أمورنا الآن من دون اتفاق، علماً أننا سننتهج سبلاً أخرى أيضاً في حال عدم التوصل إليه». وأقرّ بأن البرلمان الإيراني لن يصادق على أي اتفاق نووي، مذكراً بأن «الملفات الموجودة تحت تصرف المجلس الأعلى للأمن القومي، خاضعة لإشراف قائد الثورة» علي خامنئي.
إلى ذلك، أعلن وزير النفط الإيراني بيجان نمدار زنكنة، أن بلاده مستعدة لزيادة صادراتها النفطية نحو مليون برميل يومياً بعد أشهر من رفع العقوبات عليها، معتبراً أن الأمر لن يؤدي إلى تراجع الأسعار عالمياً.
المفاوضات النوويّة تمضي “أسرع من المتوقّع” وواشنطن تُطالب طهران باتّخاذ “قرارات صعبة“
لوزان – موسى عاصي
تمضي المفاوضات بين ايران ومجموعة 5+1 في السعي الى اتفاق الخطوط العريضة قبل نهاية آذار الجاري، الى خطواتها النهائية. وقد اختصر وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، في موقف لافت جداً قبل أن يتوجه الى بروكسيل للقاء نظرائه الفرنسي والبريطاني والالماني والممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية فيديريكا موغيريني بعد لقاء استمر خمس ساعات مع نظيره الاميركي جون كيري، نتيجة المفاوضات بقوله: “أخيرا سنتوصل الى شيء”. وتقاطع هذا الموقف مع معلومات حصلت عليها “النهار” من الجانب الاميركي مفادها أن “الأمور تسير بسرعة أكبر مما كنا نتوقع” وأن الاتفاق قد يخرج في غضون أيام، وأن موقف ظريف “واقعي”.
وقال ظريف: “اقتربنا اكثر في بعض القضايا من التوصل الى حل وعلى هذا الاساس يمكننا القول ان الحلول في المتناول، ولكن لا تزال ثمة ثغرات وفواصل باقية في بعض القضايا” . وأوضح انه “يتعين علينا حتى الجمعة التفاوض مع جميع الاطراف كي نرى في نهاية المطاف الى ماذا ستؤول النتائج”، مشيراً الى ان الخلافات المتبقية كانت المحور الاساسي لمفاوضات أمس التي تناولت قضايا كثيرة من الحظر الى رسالة اعضاء الكونغرس.
لكن مصدرا ديبلوماسيا أميركيا في لوزان ذهب عكس التيار التفاؤلي، إذ رأى أن “على ايران أن تقدم على خيارات صعبة اذا ارادت التوصل الى اتفاق مع القوى الكبرى حتى نهاية آذار الجاري”، وعزت أوساط تابعت التصريح الاميركي لـ”النهار” هذا الموقف الى استمرار وجود خلافات وفجوات في شأن العقوبات على ايران، اذ يستند الموقف الاميركي المبدئي من آلية رفع العقوبات الى تجزئةٍ خطوتُها الاولى برفع الحظر الذي فرضته الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي اولا، وفي مرحلة ثانية ترفع عقوبات مجلس الامن “بعد أن يتم التأكد من سلمية برنامج ايران النووي ومن التزامها بنود الاتفاق النهائي من حيث تجميد هذا البرنامج، على أن تمتد فترة التأكد من التزام ايران سنتين كاملتين قبل رفع عقوبات الامم المتحدة. وفي المقابل تصر ايران على رفعٍ كامل للعقوبات بمجرد توقيع الاتفاق، لكن الموقف الايراني تطور في وقت لاحق ليوافق على عدم رفع العقوبات الدولية فور التوقيع شرط تضمين الاتفاق النهائي جدولا زمنيا واضحا بتواريخ محددة”.
وصرح كبير المفاوضين الايرانيين عباس عراقجي، بأن اجتماع أمس كان مرضيا في الاجمال على رغم وجود ثغرات “لان التفاصيل مسهبة ومعقدة”، لكنه أبرز ضرورة البحث عن حلول لكل القضايا قبل تدوينها مع تفاصيلها و”عندها فقط يمكننا القول اننا اقتربنا من الاتفاق”.
وسُربت معلومات في لوزان مفادها أن الفريق الغربي يقترح مذكرة مشتركة أو تفاهما سياسيا شفهيا حتى نهاية اذار الجاري . لكن هذه المعلومات لم تلق أي اهتمام من الاطراف المشاركين، وقال عراقجي انها “عبارات ليست لها أدنى اهمية”.
وبعيداً من الخلاف المستمر على آلية رفع العقوبات عن ايران، تتقدم البنود المتعلقة بتقنيات البرنامج النووي يوماً بعد يوم. وعبّر المسؤول عن الملف التقني الايراني رئيس الوكالة الايرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي الذي يعقد اجتماعات مكثفة مع وزير الطاقة الاميركي أرنست مونيز عن أجواء هذا التقدم قائلاً إن المفاوضات تسير الى الامام و”هذا دليل ايجابي”.
لقاءات بروكسيل
وفي بروكسيل، استبق وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لقاءه الوزير الايراني بالقول ان “نقاطا مهمة” لا تزال من دون حل في المحادثات مع ايران . وأوضح: “اننا نريد اتفاقا ولكن فقط إذا كان الاتفاق قويا جدا”.
وتحدثت موغيريني بدورها عن وجود عراقيل ينبغي التغلب عليها مع طهران للتوصل الى اتفاق.
وقالت أوساط ايرانية إن لقاء بروكسيل خصص، بشكل اساسي، للبحث في مسألة العقوبات المفروضة على ايران “كون الملف التقني يجري الحوار في شأنه مع الجانب الاميركي في لوزان”، وخصوصا العقوبات التي فرضها الاتحاد الاوروبي والتي تشكل حيزاً مهماً من الحظر، خصوصا أن الدول الاوروبية كانت تستورد 20% من الصادرات الايرانية قبل عام 2012، تاريخ فرض العقوبات الاوروبية. كما يفرض الاتحاد الاوروبي عقوبات تتعلق بالاصول التي يملكها المصرف المركزي الايراني وعلى جميع التعاملات التجارية للذهب والمعادن النفيسة وأيضا على التحويلات المصرفية.
وفي باريس، قال مصدر ديبلوماسي أوروبي بعد محادثات بروكسيل، إن المحادثات بين وزير الخارجية الايراني والوزراء الاوروبيين في بروكسيل لم تضيق الخلافات وانه ليس مؤكداً ما إذا كان يمكن حل تلك القضايا في الايام المقبلة.
طهران
وفي طهران، اعلن رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني ان النواب الايرانيين لن يحبطوا الاتفاق النووي الذي يوقع مع القوى الكبرى اذا وافق عليه مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي، مندداً بالتهديد الذي لوح به الجمهوريون في مجلس الشيوخ الاميركي.
الأسد ينتظر أفعالاً من واشنطن لا أقوالاً وفرنسا وبريطانيا وتركيا لا ترى له مستقبلاً
المصدر: (و ص ف، رويترز)
علق الرئيس السوري بشار الأسد امس على تصريح وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأن واشنطن ستضطر الى التفاوض معه في شأن تحول سياسي في سوريا، بأن الكلام في هذا الموضوع يبقى للشعب السوري، بينما كررت باريس ولندن ان لا مكان للاسد في مستقبل سوريا، أما انقرة فنددت بكلام الوزير الاميركي.
وقال الاسد عقب اجتماعه مع وزير الاقتصاد والمال الايراني علي طيب نيا في دمشق: “سواء قالوا يبقى أو لا يبقى، الكلام في هذا الموضوع هو للشعب السوري فقط… لذلك كل ما قيل على هذه النقطة تحديدا منذ اليوم الأول للأزمة حتى اليوم بعد أربع سنوات لم يكن يعنينا لا من قريب ولا من بعيد. في هذا الاطار كنا نستمع الى الشعب السوري. نراقب ردات فعل الشعب السوري. رداته، تطلعاته، طموحاته وكل ما له علاقة بهذا الشعب. أي شيء أتى من خارج الحدود كان مجرد كلام وفقاعات تذهب وتختفي بعد فترة. فلا يهم من قالوا يذهب أو يبقى. غيروا أم لم يغيروا. المهم الواقع كيف كان يسير”.
وأضاف: “ما زلنا نستمع الى تصريحات. علينا أن ننتظر الأفعال وعندها نقرر”. وشدد على أن أي تغير دولي لن يعتبر إيجابيا إلا في حال وقف الدول الأجنبية دعمها “الارهابيين” في سوريا. وأوضح أنه: “أولا بالنسبة الى الوضع في سوريا لا يوجد لدينا خيار سوى أن ندافع عن وطننا. لا يوجد خيارات ولم يكن لدينا خيار منذ اليوم الأول… آخر… بالنسبة الى هذه النقطة. أي تغيرات دولية تأتي في هذا الإطار فهي إيجابية إن كانت صادقة وإن كان لها مفاعيل على الأرض ولكنها تبدأ أولا بوقف الدعم السياسي للارهابيين…وقف التمويل… وقف إرسال السلاح. وبالضغط على الدول الأوروبية… على الدول التي تسمى الدول التابعة لها في منطقتنا والتي تقوم بتأمين الدعم اللوجيستي للارهابيين والمالي وأيضا العسكري. عندها نستطيع أن نقول بأن هذا التغير أصبح تغيرا حقيقيا”.
وتجدر الاشارة الى ان كيري لم يكرر في مقابلته مع شبكة “سي بي إس” الأميركية موقف واشنطن المعتاد بأن الأسد فقد كل شرعية وعليه أن يرحل. وقال في إشارة إلى مؤتمر عُقد عام 2012 ودعا إلى انتقال سياسي للسلطة عبر التفاوض سعيا الى إنهاء الصراع “علينا أن نتفاوض في النهاية. كنا دوماً مستعدين للتفاوض في إطار عملية جنيف 1”.
فرنسا وبريطانيا وتركيا
ورداً على موقف كيري، ذكَرت وزارة الخارجية الفرنسية بتعليقات أدلى بها وزير الخارجية لوران فابيوس في نهاية شباط وجاء فيها أن المحادثات يجب أن تضم عناصر من النظام الحالي وأعضاء المعارضة تمهيدا لتأليف حكومة وحدة.
ونقلت عن فابيوس أن “من الواضح لنا أن بشار الأسد لا يمكن أن يكون داخل هذا الإطار”.
وفي لندن، صرحت ناطقة باسم وزارة الخارجية البريطانية بأن “الاسد ليس له مكان في مستقبل سوريا”، واضافت: “كما اعلن وزير الخارجية (البريطاني فيليب هاموند) الاسبوع الماضي، فإننا مستمرون في ممارسة الضغوط على هذا النظام عبر العقوبات الى ان يضع حداً لاعمال العنف ويدخل في مفاوضات جدية مع المعارضة المعتدلة”.
وفي اسطنبول، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو لوكالة “انباء الاناضول” التركية شبه الرسمية ان مشاكل سوريا الحالية مع حلول الذكرى الرابعة لنشوب النزاع في آذار 2001 سببها نظام الاسد. ونقلت عنه خلال زيارة لكمبوديا: “ماذا هناك كي يتم التفاوض حوله مع الاسد؟” أي مفاوضات ستجري مع نظام قتل اكثر من 200 الف شخص واستخدم اسلحة كيميائية… حتى الان، اي نتيجة تحققت (مع النظام) عبر المفاوضات؟” وخلص الى ان كل الاطراف يجب ان يعملوا من اجل “انتقال سياسي” في سوريا.
موسكو
■ في موسكو، نقلت وكالة “إنترفاكس” الروسية المستقلة عن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، أن موسكو دعت المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا إلى الجولة الثانية من المحادثات بين الحكومة السورية وقوى المعارضة المقررة مطلع نيسان المقبل.
وقال إن موسكو أرسلت دعوات إلى دو ميستورا و”عدد كبير من الجماعات والهيئات المعارضة”.
وأضاف أن المحادثات الجديدة في موسكو التي كان من المفترض أن تجرى بعد شهر من الجولة الأولى ستنطلق أوائل نيسان. وقد “أطلقنا التحضيرات للجولة الثانية التي ستجرى خلال الأيام العشرة الأولى من نيسان”.
الخناق يشتد على «جبهة النصرة»: انتقادات واعتقالات.. واستعدادات للحرب
عبد الله سليمان علي
يشير ازدحام المواقف الرافضة لـ «جبهة النصرة» والمنتقدة لسلوكها وأدائها، سواء من قبل قادة بعض الفصائل أو من بعض السياسيين المعارضين، إلى أن كلمة السر للبدء بقتالها قد وصلت إلى هؤلاء من مرجعياتهم الاستخباراتية، وبالتالي العمل جارٍ على تمهيد الأجواء لوضع القرار موضع التنفيذ.
وتؤكد أجواء العزلة التي تحيط بـ «جبهة النصرة»، وتصاعد الانتقادات الموجهة إليها بانتظام، إلى أنها قد تلاقي مصيراً مشابهاً لمصير عدوّها اللدود تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش»، الذي اجتمعت معظم الفصائل الإسلامية وغير الإسلامية على محاربته أوائل العام الماضي، وكانت «النصرة» آنذاك رأس الحربة في هذه الحرب، من دون أن تحسب حساباً أنها قد تؤكل يوم أكل الثور الأبيض.
وتتزايد المؤشرات إلى أن معظم الدول الداعمة والممولة قد نفضت يدها نهائياً من «جبهة النصرة في الشمال السوري»، أما في الجنوب فإن الأمر يخضع لاعتبارات مختلفة، وخاصة بعد رفض «جبهة النصرة» الانصياع إلى ضغوط هذه الدول، بخصوص فك الارتباط مع تنظيم «القاعدة» العالمي.
لكن مع ذلك، هناك بعض الدول، وعلى رأسها قطر، لا تزال تحافظ على خطوط اتصال قوية مع «جبهة النصرة»، وهو ما ظهر جلياً من خلال أمرين، الأول استمرار قيادتها المفاوضات بشأن العسكريين اللبنانيين المختطفين لديها في القلمون، والثاني أداء قناة «الجزيرة»، الذي يتضمن أكثر من غزل بـ «النصرة» وقادتها.
وكان لافتاً أن هذا الأداء أثار مؤخراً غضب قادة الفصائل والنشطاء، لجهة تضخيم دور «جبهة النصرة» ومحاولة إبرازها على أنها الفصيل الوحيد الذي يقاتل على الأرض، وهو ما دفع بالنشطاء إلى شن حملة كبيرة ضد «الجزيرة» لمطالبتها بتغطية أكثر موضوعية. والجدير بالذكر أن القناة تستضيف على شاشتها عدداً من كبار قادة «جبهة النصرة»، أبرزهم أبو ماريا القحطاني المسؤول الشرعي السابق، وأبو خديجة الأردني قائد الهجوم على بلدتي نبل والزهراء وسواهما، مع أن هؤلاء مصنفون على أنهم إرهابيون بموجب قرارات دولية.
وكان لافتاً أن رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض خالد خوجة وصف «جبهة النصرة» بأنها «تشكل خطراً علينا وعلى مستقبل سوريا، وهي تتوسع الآن في مناطق سيطرتها»، وهو ما يعتبر انقلاباً جذرياً في موقف المعارضة الخارجية من الجبهة، حيث كانت تعتبرها «جزءاً من الحراك الثوري» كما قال رئيس «المجلس الوطني» جورج صبرا في تصريح شهير جاء رداً على تصنيف الولايات المتحدة لـ «جبهة النصرة» كتنظيم إرهابي، بل إن العديد من الهيئات والأحزاب المعارضة، وعلى رأسها جماعة «الإخوان المسلمين»، طالبت الإدارة الأميركية بإعادة النظر في هذا التصنيف.
وجاءت تصريحات خوجة، في مؤتمر صحافي عقده أمس الأول في مدينة غازي عنتاب التركية، تحدث فيه عن المساعي التي يبذلها «الائتلاف» لتشكيل ما أسماه «جيشاً وطنياً». وكشف عن تواصل قيادة «الائتلاف» مع «قادة الجبهة الشامية وفصائل أخرى ليكونوا نواة هذا الجيش»، وذلك في تأكيد غير مباشر لما رشح خلال الفترة الماضية حول الدور الذي يمكن أن يوكل إلى «الجبهة الشامية»، وأنها قد تكون رأس الحربة في قتال «جبهة النصرة»، وخاصة بعد توقيع «الشامية» على اتفاق مع «وحدات حماية الشعب» الكردية حول إدارة «المناطق المحررة» الشهر الماضي، الأمر الذي اعتبر بمثابة تحدّ لـ «جبهة النصرة» بسبب عداوتها مع المقاتلين الأكراد.
وبالرغم من أن خوجة وضع تشكيل «جيش وطني» في سياق إقامة «مناطق عازلة» بحسب مخطط تركي ـ فرنسي، إلا أن ذلك لا ينفي احتمال الصراع مع «جبهة النصرة» وذلك لسبب بسيط، وهو أن الأخيرة هي المهيمنة الفعلية على معظم الأراضي التي يمكن أن تقام عليها مثل هذه المناطق، على فرض أن المخطط يمكن أن يرى النور.
في هذه الأثناء، كانت «حركة أحرار الشام» ترسم حدوداً واضحة بينها وبين «جبهة النصرة»، في ما يشبه سياسة «النأي بالنفس» عن تصرفات الأخيرة، أو على الأقل التنصل من المسؤولية عنها، مخافة أن يصيب الحركة بعض ردود الأفعال التي يمكن ألا تميز بين الطرفين بسبب تحالفهما العسكري. ومن هذا القبيل أعلنت «أحرار الشام» أنها «اتخذت موقفاً محايداً في الأحداث التي جرت في جنوب دمشق»، في إشارة إلى القتال بين «جبهة النصرة» و «لواء شام الرسول». وأكد البيان، الذي صدر عنها أمس الأول، أنها «كانت حريصة أشد الحرص على دماء المسلمين من كلا الطرفين». ويأتي هذا البيان استمراراً لسياسة «أحرار الشام» التي اتبعتها في مختلف النزاعات المسلحة التي خاضتها «جبهة النصرة» مؤخراً، سواء ضد «جبهة ثوار سوريا» أو «حركة حزم»، وهو ما يؤكد حقيقة أن التحالف بين الطرفين أكثر هشاشة مما يعتقد البعض، وأنه مستمر فقط بسبب الضرورات الميدانية التي يمكن أن تتغير في أي وقت.
وكرسالة إقليمية موجهة إلى «جبهة النصرة» بأن الخناق سيُضيَّق عليها، جرى تسريب خبر اعتقال «صقر الجهاد» وتسليمه إلى السلطات السعودية، لا سيما أن المعطيات تشير إلى أن أكثر من دولة إقليمية معروفة بتقديمها تسهيلات لتحركات مقاتلي «النصرة» شاركت في هذا الاعتقال.
وصقر الجهاد هو السعودي إبراهيم البواردي، أحد أبرز قادة الأفغان العرب، حيث قاتل مع زعيم «القاعدة» الراحل أسامة بن لادن في أفغانستان، ومع القائد خطاب (ثامر سويلم) في الشيشان، وكان من أوائل الأفغان العرب وصولاً إلى الأراضي السورية في العام 2011، حيث شكل سراً كتيبة مسلحة باسم «صقور العز» لعبت دوراً كبيراً في استقبال «المقاتلين الأجانب» وتأمين انتقالهم إلى مختلف المحافظات السورية.
وجاء اعتقال البواردي، الذي بايع «جبهة النصرة» العام الماضي، بعد اضطراره في كانون الثاني الماضي إلى الخروج من الأراضي السورية لتلقي العلاج في أحد المستشفيات التركية، حيث أمضى عدة أسابيع قبل أن يُنقل إلى «دولة آمنة» لم يكشف عن اسمها بذريعة استكمال العلاج، حيث اعتُقل وسُلِّم إلى سلطات بلاده التي زجت به في سجن حائر.
خطة دي ميستورا تراوح مكانها
زياد حيدر
لم تحقق خطة المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا ما يكفي من التقدم، وما زالت تنتظر موافقة أطراف المعارضة السورية، لكي يشرع المبعوث الأممي، من دمشق، بإعلان هدنة تمتد إلى ستة أسابيع في حي صلاح الدين في حلب، على أن تقتصر هذه الهدنة على تجميد القصف الجوي، وإدخال المساعدات الإنسانية، وتأمين خدمات الدولة المدنية للتجمع السكاني المتبقي في الحي، والذي يقدر بعدة آلاف.
واتفقت بعثة الأمم المتحدة مع دمشق على وجود 41 حياً في مدينة حلب يمكن تطبيق الهدنة عليها، على أن تبدأ المهمة في صلاح الدين، بحيث يكون أنموذجا يمكن البناء عليه.
وفيما يطمح دي ميستورا إلى تدشين الخطوة رقم واحد من خطته، متأملاً أن تكون حجر أساس لمشروع التسوية السياسية الكبرى مستقبلاً، تأمل دمشق أن تشجع عودة الحياة الطبيعية، المتمثلة بالخدمات المدنية والمساعدات الإنسانية، تجمعات أخرى على إتباع ذات الآلية بحيث تقود إلى جملة مصالحات جديدة.
واشترطت دمشق لنجاح تسوية صلاح الدين أن يخرج كل المقاتلين الأجانب خارج الحي، كما وضعت ثلاثة خيارات للمقاتلين المحليين، تمثلت إما بمنحهم «جيبا صغيرا آمنا» يمكنهم المغادرة منه إلى مناطق يختارونها، أو «تسليم سلاحهم مقابل تسوية أوضاعهم»، بالطريقة التي حصل فيها هذا الأمر في مناطق أخرى، أو «انضمام المقاتلين إلى هيئات الدفاع الوطني أو لجان الحماية المحلية تحت إشراف الدولة» في مناطقهم.
وتبدو الشروط السورية، شبيهة بتلك التي طبقت في تسويات سابقة شهيرة، كتسوية حمص القديمة، وإن بقيت هذه الشروط متداولة من قبل الجانب السوري من دون تعليق من بعثة دي ميستورا الموجودة في دمشق، والتي لم تتمكن من الاتصال بقادة المجموعات المسلحة تمهيداً لرغبتها بدخول حي صلاح الدين، وذلك بعد زيارة استمرت أسبوعاً إلى حلب وفقا لما أكدته مصادر ديبلوماسية غربية لـ «السفير». واقتصر نشاط البعثة على جولات استطلاعية في المدينة، وإجراء لقاءات مع «وسطاء» محتملين.
ولا يوافق الطرفان، بكل الأحوال، على التبني العلني لمقولة أن «المبادرة وصلت إلى طريق مسدود»، كما لا يتكاشفان في لقاءاتهما بهذه الحقيقة»، إذ تتجنب دمشق أي إعلان من هذا النوع، مفضلة أن يتم عن طريق الأطراف الأخرى، سواء انتمت إلى البعثة الأممية أو للمعارضة وحلفائها، ولا سيما أن دي مستورا أكد لمحاوريه السوريين أنه سيعلن بنفسه مسؤولية الطرف الذي عطل مهمته، في حال وصلت إلى أفق مغلق، وهو يرغب في تأجيل هذه اللحظة قدر الإمكان، مانحا الوقت للأطراف الأخرى لدراسة موقفها، بما في ذلك البناء على تغير موازين القوى التي يمكن أن تمنح المعارضة الشجاعة لقبول المقترح.
من جهتها، تنظر دمشق إلى قبولها بالخطة باعتباره «تكتيكاً ناجحاً»، ولا سيما أنه نقل القلق من المشروع الأولي باعتباره شكلا من أشكال «تحويل حلب لمنطقة نفوذ خارج السيادة السورية»، إلى تقليص التجميد نحو وقف القصف الجوي، وتقديمه باعتباره «خطوة صغيرة رمزية، ذات بعد إنساني يمكن البناء عليها سياسياً».
ولا تشكل الحرب، التي تمتد من ريف دمشق إلى المناطق السورية البعيدة، عامل ضغط على الحكومة السورية لقبول اختراقات سياسية من هذا النوع، في الوقت الذي تتجرع فيه تفاؤلاً نسبياً عبر الوفود البرلمانية التي تحقق الاختراقات الأولى للحصار الدولي، وهو أمر سبق واختبرت مفعوله دمشق بتجارب سابقة عديدة تمتد لعقود.
وثمنت مصادر سورية رفيعة المستوى، لـ «السفير»، أهمية الزيارة التي قام بها الوفد البرلماني الفرنسي إلى دمشق، كما أكدت حصول اجتماع بين أحد مرافقي الوفد مع شخصية أمنية سورية كبيرة، وفقا لما ذكرته صحيفة «فيغارو» الفرنسية، علما أن الطرف الفرنسي في الاجتماع، أكد «من دون مواربة على حاجة الفرنسيين الماسة للتعاون الأمني مع سوريا، لمواجهة خطر أية هجمات إرهابية مستقبلا»، لكن من دون أن تتعدى التوافقات بين الطرفين، الشرط السوري المتمثل بـ «التعاون الأمني عبر البوابة السياسية»، وهو شرط يرى البعض أنه يمكن التلاعب به، إن شجعت فرنسا (التي تقود الحملة على سوريا أوروبيا)، أو تغاضت، عن نشاطات مشابهة لزيارة وفد برلمانها.
ويصل في هذا السياق، إلى دمشق وفد من مجلس الشيوخ البلجيكي أواخر آذار الحالي، كما تتم التحضيرات لزيارة وفد من البرلمان الأوروبي في نيسان المقبل، يمثل عدة دول، وذلك لـ «تبيان إمكانية العمل على مد الجسور مجددا مع دمشق» و «الإطلاع عن كثب على الوضع فيها»، علما أن سفارة الاتحاد الأوروبي في دمشق ستبدأ هذا الصيف باستعادة دوام نصف شهري لبعثتها، بعد أن كان نشاطها، كسائر البعثات الأوروبية التي استمرت في الاتصال مع الخارجية السورية، يأتي عبر زيارات متقطعة لا تتعدى المرتين في الشهر.
متحدث عراقي: تنظيم الدولة الاسلامية فخخ “كل شيء” في تكريت
سامراء – (أ ف ب) – عمد تنظيم الدولة الاسلامية الى تفخيخ “كل شيء” في تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، ما ادى الى عرقلة العملية التي تشنها القوات العراقية منذ اسبوعين لاستعادتها، بحسب ما افاد متحدث الثلاثاء.
وقال جواد الطليباوي، المتحدث باسم “عصائب اهل الحق”، وهي فصيل شيعي يقاتل الى جانب القوات الامنية، “زرعوا العبوات في جميع الشوارع والمباني والجسور… (فخخوا) كل شي”.
اضاف “توقفت قواتنا بسبب هذه الاجراءات الدفاعية”، متابعا “نحتاج الى قوات مدربة على حرب المدن”.
ولجأ التنظيم في مواجهة القوات المتقدمة، الى سلاح القنص والهجمات الانتحارية، اضافة الى العبوات الناسفة المزروعة في المنازل وعلى جوانب الطرق. وتعتمد القوات العراقية على العنصر البشري لتفكيك هذه العبوات، في غياب التجهزيات الآلية او كاسحات الالغام.
وشدد الطلباوي على ان “معركة استعادة تكريت ستكون صعبة بسبب التحضيرات التي قام بها داعش”، الاسم الذي يعرف به التنظيم الذي يسيطر على مساحات واسعة من البلاد منذ حزيران/يونيو.
وفي حين اشار الى ان الجهاديين محاصرون في احياء المدينة (160 كلم شمال بغداد)، اقر بان “الشخص المحاصر يقاتل بشراسة”.
وانطلقت عملية استعادة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، في الثاني من آذار/مارس، بمشاركة نحو 30 الف عنصر من الجيش والشرطة والفصائل الشيعية وابناء بعض العشائر السنية.
وتمكنت القوات العراقية من استعادة مناطق محيطة بتكريت، واقتحمت منتصف الاسبوع الماضي حي القادسية في الجزء الشمالي منها، دون ان تتمكن من استعادته بالكامل. وتراجعت حدة الاشتباكات خلال الايام الماضية، مع استمرار القصف المدفعي وتدخل سلاح الطيران العراقي.
واعلن وزير الداخلية محمد سالم الغبان الاثنين، “توقف” العملية، للحد من خسائر القوات العراقية في مواجهة العبوات الناسفة وعمليات القنص، من دون ان يحدد السبل التي ستسمح باستئناف العمليات الهجومية.
وفي حين يشرف الغبان على قوات الشرطة، لم يتضح موقف القيادات العسكرية الاخرى المشاركة في العملية.
وكان قائد عمليات صلاح الدين الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، اكد الاحد ان مشاركة التحالف الدولي في عملية تكريت “ضرورية”، مؤكدا انه طلب “منذ بداية العملية” عبر وزارة الدفاع العراقية، توفير اسناد جوي من التحالف، الا ان ذلك “لم يتم”.
ولم يشارك التحالف الذي تقوده واشنطن، وينفذ ضربات جوية ضد التنظيم في سوريا والعراق، في عملية تكريت، في مقابل دور ايراني بارز.
أمريكا تحذف إيران و”حزب الله” من قائمة التهديدات الإرهابية
الأناضول: استبعد تقرير التقييم الأمني السنوي، الذي قدمه إلى مجلس الشيوخ الأمريكي، مدير جهاز الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر، إيران و”حزب الله” اللبناني من قائمة التهديدات الإرهابية لمصالح الولايات المتحدة، على الرغم من إدراج كل منهما باعتبارهما مصدر تهديد في تقارير سنوات سابقة.
وأشارت النسخة غير السرية من التقرير، الذي أصدره كلابر في 26 فبراير/ شباط الماضي، بعنوان “تقييم التهديدات حول العالم لأجهزة الاستخبارات الأمريكية”، إلى جهود إيران في محاربة المتطرفين السنة، ومن بين هؤلاء مقاتلي “داعش”، الذين لا يزالون يشكلون أبرز تهديد إرهابي على المصالح الأمريكية في العالم.
وفي تقرير سابق صدر في يناير/ كانون الثاني عام 2014، أدرج كلابر إيران وحزب الله في قسم “الإرهاب’”، وكتب أن كلا منهما “يواصل تهديد مصالح حلفاء الولايات المتحدة بشكل مباشر. حزب الله زاد نشاطه الإرهابي العالمي في السنوات الأخيرة إلى مستوى لم نشهده منذ التسعينيات (من القرن العشرين)”، كما ورد ذكر إيران أيضا في عناوين فرعية في قسم “الإرهاب” في تقييمات عام 2011 و2012 و2013.
غير أنه في أحدث تقرير، حذف كلابر كلا من إيران وحزب الله من هذا القسم، وذكر الجماعة الشيعية مرة واحدة في إشارة إلى التهديد التي تواجهه من الجماعات السنية المتطرفة – مثل “داعش” و”جبهة النصرة” على حدود لبنان.
وفيما يتعلق بإيران، فقد ذكرها التقرير باعتبارها مصدر تهديد سيبراني (إلكتروني)، وإقليمي للولايات المتحدة بسبب دعمها لرئيس النظام السوري بشار الأسد.
وأشار التقرير إلى مساعدة طهران في منع “داعش من الحصول على مساحات واسعة من الأراضي الإضافية” في العراق.
وأضاف أن الجمهورية الإسلامية لديها “نوايا لكبح الطائفية، وبناء شركاء متجاوبين، وتخفيف وطأة التوترات مع المملكة العربية السعودية”.
المرصد السوري: ستة قتلى في هجوم بغاز سام شنته القوات السورية
بيروت- (رويترز): قال المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء إن ستة أشخاص قتلوا في هجوم بغاز سام شنته قوات الحكومة السورية بشمال غرب البلاد وبث مسعفون تسجيلات مصورة لأطفال قالوا إنهم تعرضوا للاختناق.
ونفت الحكومة السورية من قبل اتهامات بأنها استخدمت أسلحة كيماوية في الصراع الممتد منذ أربع سنوات. وقال مصدر عسكري سوري إنه ليست لديه أي معلومات عن الهجوم المزعوم بقرية سرمين في محافظة إدلب.
وذكر المرصد الذي يتابع الصراع أن القتلى الستة كان من بينهم رجل وزوجته وأطفالهما الثلاثة. ونقل عن مصادر طبية قولها إن القتلى سقطوا نتيجة استنشاق غازات منبعثة من براميل متفجرة وإن المادة الكيماوية المستخدمة كانت الكلور على الأرجح.
وأضاف أن العشرات أصيبوا في الهجوم.
ولم يتسن لرويترز التأكد من التقرير على نحو مستقل.
رئيس الائتلاف السوري: إيران تحتل سوريا وواشنطن لا تبالي
تركيا تندد بتصريحات كيري… وباريس تؤكد أن لا مكان للأسد
لندن ـ «القدس العربي»: قال رئيس الائتلاف الوطني السوري خالد خوجة إنهم يتعاملون «مع كل قادة الجيش السوري النظامي الذين لم يصدروا أوامر بالقتل»، مضيفا: «سنحافظ على الجيش السوري النظامي ومؤسسات الدولة ولن نرتكب خطأ العراق بحل الجيش»، ومنوها بأن «الجيش السوري قبل الثورة كان 350 ألف جندي، والآن 70 ألفا لذلك يستعين بشار بإيران».
ورأى خوجة أن طلب المعارضة للدعم الخارجي لم يكن «خيانة بل كان لوقف قتل الشعب السوري»، واصفا جبهة النصرة بأنها «منظمة إرهابية».
وهاجم خوجة الولايات المتحدة في أكثر من موضع، بشكل مباشر وغير مباشر، حيث شكك في نجاح «الخطط الأمريكية لتدريب 15 ألف معارض عسكريا خلال 3 سنوات»، كما وصف سياسة الرئيس الأمريكي حيال سورية بأنها «لامبالية».
وجاءت تصريحات خوجة في إطار مقابلة أجرتها معه الإعلامية زينة يازجي، وبثت مساء الأحد على شاشة «سكاي نيوز عربية»، وخلال المقابلة، قال خوجة إن لدى الائتلاف «اتصالات مستمرة مع موسكو، وروسيا غير متمسكة ببقاء الأسد»، وهي ستميل للتخلي عنه إذا «شعرت أن تسوية يمكن أن تنجح». أما فيما يتعلق بإيران، فتركزت تصريحات خوجة على محورين أساسيين، أولهما أن بشار لم يعد سوى «مدير تنفيذي» لدى طهران، وأن الأخيرة «تدعم عائلة الأسد لأنها استثمرت فيها سنين طويلة، ولا تدعم النظام ككل»، وأنها تحتل سوريا.
والمحور الآخر أن التفاوض مع الإيرانيين مرهون بقبولهم اتفاق «جنيف والقرارات الدولية والعملية السياسية في سوريا».
ورغم اعتباره أن «النظام فقد حاضنته الشعبية، ولا يسيطر إلا على 28 ٪ من الأراضي السورية»، فقد جدد رئيس الائتلاف التأكيد موقفه الذي لا يضع رحيل بشار الأسد كشرط للحوار مع النظام، قائلا إنهم يقبلون «شخصيات وطنية من غير المعارضة والنظام لتشكيل هيئة للحكم الانتقالي في البلاد».
وكشف خوجة عن وجود «مصاريف إدارية وهدر في مؤسسات الائتلاف تصل إلى مليون دولار شهريا»، أي 12 مليون دولار سنويا.
الى ذلك أعلن الرئيس السوري بشار الأسد أمس الاثنين، ردا على إبداء وزير الخارجية الأمريكي جون كيري استعداد بلاده للتحاور معه، انه ينتظر اقتران التصريحات بالأفعال، في وقت أبدى ناشطون ومعارضون خيبة أملهم من الموقف الأمريكي الأخير.
وأكدت فرنسا الاثنين أنها ترغب «بتسوية سياسية متفاوض عليها بين مختلف الأطراف السورية»، مشيرة الى أن الرئيس السوري «لا يمكن ان يكون ضمن هذا الإطار».
ونددت تركيا الاثنين بتصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي اعتبر أنه على واشنطن أن تتفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد لإنهاء النزاع في سوريا.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو إن مشاكل سوريا الحالية مع حلول الذكرى الرابعة لاندلاع النزاع في آذار/مارس 2001 سببها نظام الأسد، مضيفا «ماذا هناك لكي يتم التفاوض حوله مع الأسد؟».
وقال «اي مفاوضات ستجري مع نظام قتل أكثر من 200 ألف شخص وأستخدم اسلحة كيميائية». وتساءل وزير الخارجية التركي «حتى الآن، أي نتيجة تحققت (مع النظام) عبر المفاوضات؟».
وقف العمليات في تكريت يطرح أسئلة حول قدرات الحكومة.. ومن دمر ضريح صدام؟
على الجمهوريين والديمقراطيين حل خلافاتهم وتشريع الحرب ضد تنظيم الدولة
إعداد إبراهيم درويش:
لندن ـ «القدس العربي»: منذ سبعة أشهر والولايات المتحدة تخوض عملية عسكرية – حربا ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وبدون تشريع من الكونغرس ولا توجد إشارات قريبة حول إمكانية تشريعه للغارات الجوية وإرسال قوات أمريكية لتقديم الاستشارة للجيش العراقي.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد طلب في شباط/ فبراير من الكونغرس الموافقة على استخدام القوة العسكرية ضد الجماعة الجهادية التي حققت في الصيف الماضي انتصارات عسكرية في الوقت الذي تتعامل فيه الإدارة الأمريكية مع موافقة الكونغرس كأولوية. وفي الوقت الذي تستند فيه الإدارة على قراري غزو أفغانستان عام 2001 والعراق عام 2003 كمبرر للمشاركة وضرورة استخدام القوة بسبب ما سماه جورج بوش «التهديد المستمر من العراق»، إلا أن الإدارة ترى في صدور قرار جديد من ناحية رمزية.
لا بد
وأشارت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» إلى شهادة وزير الخارجية جون كيري أمام لجنة الشؤون الخارجية في الأسبوع الماضي حيث قال إن المصادقة على الصيغة التي قدمتها الإدارة «ستبدد الشكوك التي قد توجد وأن الأمريكيين متحدون في هذا الجهد».
وعليه ترى الصحيفة أهمية في تحرك الكونغرس والمصادقة على قانون جديد يشرع الحرب لأن اعتماد الإدارة على قوانين عمرها أكثر من عقد غير صحيح سياسيا وقانونيا، خاصة أن القانونين السابقين ولدا في ظروف مختلفة مع أنها قد تقدم رافعة قانونية للمشاركة في الحرب الحالية لأن الكونغرس لم يتفق بعد على قانون جديد.
ووجه الخلاف حول الصيغة الجديدة التي تنتهي مدتها بعد 3 أعوام وتمنع شن حرب طويلة الأمد هو أن الجمهوريين يرون أن ما تقدمت به الإدارة هو صيغة جبانة ـ فيما تحفظ الديمقراطيون على اللغة المقترحة حيث يتحدث الرئيس عن شن حرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية ليس في العراق وسوريا وحدهما بل في أماكن أخرى.
وتعلق الصحيفة إن هناك مفارقة تدعو للسخرية في مواقف الجمهوريين الذين يحاولون التدخل في المفاوضات مع إيران – وهي شأن يتعلق بالرئيس – ولا يريدون تأكيد سلطتهم الدستورية وتشريع قرار جديد للحرب. وترى الصحيفة أيضا أن الديمقراطيين القلقين من قرار يعطي الرئيس تفويضا أوسع في القرار الجديد سيكونون متواطئين إن استمر الرئيس بشن حرب تقوم على تفويض ضعيف يمت لمرحلة ما بعد 9/11 والتي شرعنت حربا «ضد أولئك الذين خططوا أو ساعدوا منفذي الهجمات التي وقعت في 11 إيلول/ سبتمبر 2001».
ولهذا فيجب على الديمقراطيين والجمهوريين حل خلافاتهم ومع البيت الأبيض والقيام بواجبهم.
تكريت
وفي الوقت الذي يواصل فيه المشرعون الأمريكيون مماحكاتهم ويسجلون مواقف سياسية ضد بعضهم البعض، توقفت العملية العراقية التي خرجت بدفع إعلامي وطائفي عند تكريت. ويقول مسؤولون عسكريون عراقيون الآن إنهم بحاجة لإسناد جوي من القوات الأمريكية. ويتناقض الموقف العراقي الحالي مع الحملة التي انطلقت في بداية شهر آذار/ مارس وأكدوا فيها أنهم لا يحتاجون مساعدة أمريكية.
ونقلت وكالة أنباء «رويترز» عن نائب وزير الدفاع قوله «نحتاج إلى أي دعم يمكن أن يساعد ضد داعش».
ولم تشارك طائرات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة في الحملة نظرا لسيطرة القوى المعروفة بالحشد الشعبي التي تتلقى دعما وإشرافا إيرانيا الحملة. فهناك ما يقرب من 20.000 من أفراد الميليشيات المدعومة من قوة صغيرة تابعة للجيش العراقي تشارك في العملية التي مضى عليها أسبوعان.
وبحسب المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية رياض الجبوري «قلنا إننا بحاجة لدعم جوي لكل العمليات» و «نرحب بالدعم الجوي لحملتنا ضد داعش». وفي تقرير أعدته آن بيرنارد لصحيفة «نيويورك تايمز» أشارت فيه إلى أن تنظيم الدولة لا يزال يسيطر على تكريت. وقالت إن وقف قوات الحشد الشعبي العمليات جاء في وقت تحدثت فيه تقارير عن تدمير قبر الرئيس العراقي السابق صدام حسين في بلدة العوجة. واظهرت صور الضريح وقد سقط سقفه ودمر بالكامل. وتحدثت الكاتبة عن المسؤولين العراقيين الذين يقولون منذ الأسبوع الماضي إنهم قد سيطروا على المدينة، وأنهم يحاصرون مجموعة صغيرة من المقاتلين الذي لا يزالون في المدينة وأن السيطرة الكاملة ستنجز في مدى أيام.
ويتساءل مراقبون ونقاد للحكومة عن سبب توقف قوة من 20.000 مقاتل وفيما إن كان البطء علامة على فشل الحملة وإشارة عما سيحدث في قابل الأيام. فقد رآى المراقبون في سقوط تكريت وخسارة مقاتلي التنظيم لها ضربة معنوية له ومفتاحا لاستعادة الموصل الأكثر أهمية خاصة أن الجيش العراقي انهار فيها العام الماضي وهزم أمام مجموعة من المقاتلين لا تتعدى الآلاف. ونقلت الصحيفة عن نائب سابق في البرلمان وهو علاء مكي قوله «هناك عدد قليل من مقاتلي داعش في تكريت» و «يسيطرون على الوضع، مدهش».
ويعلل وزير الداخلية محمد سالم الغبان التوقف بأنه مقصود ومؤقت، حيث قال «نريد منح سكان المدينة فرصة للخروج منها وحماية أرواحهم، كما أننا نريد الحفاظ قدر الإمكان على البنية التحتية للمدينة». وأشار في تصريحات لقناة «العراقية» «لا نريد تدمير المدينة ونريد تقليل الخسائر في صفوف القوات الأمنية».
وتحدثت الصحيفة في هذا السياق عن ضريح صدام حسين الذي بدا أمامه أحد الجنود العراقيين. ولا يعرف متى وكيف دمر؟ وهناك من يقول إنه دمر العام الماضي في أثناء الحملة الفاشلة التي قام بها الجيش العراقي، لكن السكان يقولون إن الدمار الذي حدث في حينه كان سطحيا.
وتتحدث الكاتبة عن عودة بعض سكان العلم لبيوتهم حيث يطالبون الحكومة بإعادة الخدمات لبلدتهم لكن قلة من مواطني بلدة أبو عجيل عادوا إليها حيث تعرضت البلدة للحرق وبقربها حدثت مجزرة معسكر سبايكر. ويكشف بطء عملية استعادة تكريت عن حجم المشاكل التي تواجه الحكومة العراقية فهناك شكوك من السنة حول وجود قوات معظمها شيعية في مناطقهم.
ماذا يجري في الداخل؟
وكان الوجود الشيعي والممارسات التي ارتكبتها حكومة نوري المالكي السابق السبب في دعم بعض السكان السنة للتنظيم.
وبعد عام على بروز تنظيم الدولة لا تزال المناطق الخاضعة له محاصرة ولا يعرف الكثير عما يجري فيها. وفي هذا السياق يحاول الصحافي البريطاني باتريك كوكبيرن تقديم صورة عن الواقع الداخلي في العراق الجهادي.
ويقول «إنها واحدة من أغرب الدول التي انشئت. فالدولة الإسلامية تريد أن تجبر كل البشر على اتباع نموذجها الديني واليوتيوبيا الاجتماعية التي كانت موجودة في أيام الإسلام الأولى، وسيتم التعامل مع النساء كبضاعة محرم عليها الخروج من البيت إلا بمحرم، ويحق استرقاق من يعتبرون وثنيين مثل الإيزيديين. وأصبحت العقوبات مثل قطع الرؤوس وقطع الأطراف والجلد سلوكا عاديا. ويعتبر الذين لا يقدمون البيعة لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي الذي أعلن عن الخلافة في 29 حزيران/ يونيو 2014 أعداء».
ويضيف أن العالم قد راقب بنوع من الدهشة والرعب ممارسات التنظيم الذي يسيطر على مناطق واسعة في العراق وسوريا ويعيش فيها أكثر من 6 ملايين نسمة.
ويعتقد أن أفعال القتل والتدمير التي يتم نشرها إعلاميا وتشمل قتل الرهائن وحرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة وتدمير الأماكن الأثرية محاولة من التنظيم لتصوير قوته وتحديه. ويشير للتناقض الظاهري الواضح في تصرفات الحركة التي من المفترض أنها تنهل من تعاليم الدين الذي نشأ في القرن السابع الميلادي وتتبنى أساليب حديثة تشمل التلاعب بالرأي العام وقدرة على العلاقات العامة.
ويعتقد أن ما يفعله التنظيم ليس تعبيرا عن حركة دينية محاصرة بل عن دولة وآلة حرب. ويشير لانتصارات التنظيم الحاسمة العام الماضي على الجيش العراقي، البيشمركة، الجيش السوري والمعارضة السورية. وأظهر الجهاديون قوة من خلال حصارهم لبلدة عين العرب/ كوباني مدة 134 وصمدوا أمام 700 غارة جوية.
ومع أن نقاد تنظيم ينكرون أنها دولة بالمعني الحقيقي للدولة إلا أن الكاتب يرى أنها دولة منظمة جيدا قادرة على جمع الضريبة وفرض الجندية وحتى التحكم بإجور البيوت.
ويعترف الكاتب أن الحياة في داخل «الدولة» لا تزال لغزا للعالم الخارجي، وهذا الوضع لا يثير الدهشة نظرا لملاحقة التنظيم الصحافيين المحليين والأجانب، خطفهم وقتلهم.
ورغم صعوبة رسم صورة كاملة عن الوضع داخل مناطق التنظيم إلا أن الصحيفة – أي مراسلها- حاول تشكيل الصورة عبر مقابلات مع عرب سنة عاشوا في الموصل والفلوجة والرمادي. ويهدف الكاتب من تحقيقه هو البحث عن طبيعة الحياة في داخل اراضي تنظيم الدولة وتحديد حجم الدعم الشعبي له، وإن كان هناك دعم من نوع ما فلماذا لا يزال الناس يتمسكون به رغم ما قام به من ممارسات وحشية. كما يريد الكاتب البحث عن طبيعة الدور الذي يلعبه المتطوعون الأجانب وما هي تصرفاتهم. وما هو موقف السكان من مطالب تنظيم الدولة تزويج بناتهم للمقاتلين. وأكثر من هذا ماذا يأكل الناس ويشربون وكيف يحصلون على الكهرباء؟
وتظهر من خلال الإجابات صورة عن تنظيم وحشي وفي الوقت نفسه يكافح من أجل تأمين الخدمات للمواطنين وتوفير المواد بأسعار مخفضة.
لن تنهار
ويتفق جميع من قابلهم الكاتب حتى من يمقتون التنظيم على فكرة واحدة وهي أن «الدولة» لن تنهار قريبا رغم حجم الأعداء المحيطين بها. وهم كثر، عرب سنة وشيعة وأكراد وإيران وتحالف تقوده الولايات المتحدة. وفي هذا السياق يرى الكاتب أن هناك مبالغة في تصوير أثر سقوط تكريت على التنظيم.
وهو وإن اعتبر ما يقوم به واجبا دينيا إلا أنه هذا لا يعني شعوره بالحاجة للقتال حتى آخر رجل. وتقوم استراتيجيتها على فكرة «الثعبان الذي يتحرك بين الصخور».
ويعتمد على أسلوب حرب العصابات المدعوم بالعمليات الانتحارية والهجمات العسكرية الخاطفة والمفخخات والقنابل البدائية المزروعة على الطرقات. ويدعم الاستراتيجية الحرب حملة دعائية تشمل على أفلام عالية الجودة يصور فيها مغامراته ومذابحه لبث الرعب في قلوب أعدائه. وقد يعيش التنظيم حالة من التراجع وخسارة المناطق لكنه يستطيع تحمل الخسائر خاصة أنه سيطر في العام الماضي على مساحة من الأراضي بحجم بريطانيا العظمى.
ولا تنبع قوة التنظيم من القدرات العسكرية أو المساحة الجغرافية ولكن من الناحية السياسية. وهي نقطة أثارها معظم الذين قابلهم حتى أعداؤه. فالكراهية والمقت الذي يبرز من العرب السنة توازيه كراهية مماثلة وخوف من قوات الحكومة العراقية.
وفي قلب معادلة تنظيم الدولة أنه سيطر في العام الماضي على مناطق السنة وبالتالي قيادتهم سواء في العراق وسوريا.فحتى هذا الوقت لم تظهر ولا قيادة سنية واحدة يجتمع حولها الناس. ويقول الكاتب إن هجوما على الموصل تشارك فيه القوات الكردية والميليشيات الشيعية سيجد مقاومة من العرب السنة إلى جانب مقاتلي تنظيم الدولة. ونقل الكاتب ما قاله فؤاد حسين رئيس طاقم مسعود البارزاني، حاكم إقليم كردستان «لا يمكن للأكراد القتال وحدهم في الموصل لانهم ليسوا عربا».
و «لا اعتقد أن الميليشيات الشيعية مستعدة هي الأخرى للقتال هناك، وعلى أية حال لن يقبل السكان المحليون وجودهم».
ويرى الكاتب أنه في حالة عدم ظهور بديل عن تنظيم الدولة فكل العرب السنة أو الستة ملايين الذين يحكمهم التنظيم سيتم استهدافهم واتهامهم بالتعاطف معه. وفي المحصلة النهائية فقد يتحول تنظيم الدولة كمقبرة للسنة في العراق.
ويشير الكاتب إلى حالة النكران التي أصابت العالم بعد ظهور التنظيم وإعلانه عن «الخلافة» حيث استفاقت الدول الجارة والقوى الغربية للخطر الذي يمثله هذا المخلوق الجديد. ويكتب كوكبيرن هنا عن تاريخ صعود تنظيم الدولة ودور البغدادي في صعوده السريع. وكانت النقطة المحورية في نجاح مشروع البغدادي هي السيطرة على مدينة الفلوجة في 3 كانون الثاني/ يناير 2014 ولم يستطع الجيش العراقي استعادتها. وكانت هذه هي المرة الأولى التي يحكم فيها البغدادي مدينة بالكامل. ومن الضروري فهم الطريقة التي تصرف فيها التنظيم ولماذا تبنى الخيار العنيف بعد أن عزز من سيطرته.
فتح جديد
وينقل عن عباس وعمر أبو علي وصفهما دخول التنظيم للفلوجة. ويتذكر عباس وهو مزارع من الفلوجة حالة النشوة التي اعترت السكان «في البداية شعرنا بالفرح ووصفناه بـ «الفتح الإسلامي» وأقام الناس الضيافة ورحبوا بحرارة بالمقاتلين وقيادتهم».
ويقول إن كل شيء كان يسير بطريقة جيدة حتى سيطرة التنظيم على الموصل حيث بدأت القيود «وتم استبدال الأئمة في المساجد بأشخاص من دول عربية أخرى أو من أفغانستان».
ويضيف التنظيم شجع في البداية السكان على ارتياد المساجد في الستة أشهر الأولى من سيطرته على الفلوجة لكن الأمر أصبح فرضا بعد دخول الموصل ومن لم يفعل يعاقب بالجلد 40 جلدة.
وعندما احتج قادة في المدينة تلقوا إجابة إن القيود في بداية الحكم النبوي لم تكن شديدة وسمح بتناول الخمر لمدة ثلاثة أعوام ومن ثم نزل التحريم. والرسالة هي أن التشديد في الأحكام حصل عندما قويت الدولة.
ولم يفكر عباس في مغادرة الفلوجة رغم القيود الشديدة والأوضاع المعيشية الصعبة من نقص الكهرباء وارتفاع الأسعار لكن ما دفعه للرحيل في بداية كانون الثاني/ يناير أمران هما فرض الجندية على الأولاد دون سن الثامنة عشرة حيث لم يكن راغبا في إرسال ابنه محمد للجندية، أما الأمر الثاني فيتعلق ببناته حيث ذكر أن مقاتلا أجنبيا لحق ابنته عندما كانت تتسوق مع والدتها في السوق وتبعها حتى البيت حيث طلب يدها من والدها. وعندما رفض عباس الطلب مبررا أن عادات القبيلة تمنع تزويج البنات لغرباء أخذ المقاتل بالتحرش بابنته وهو ما دفعه للمغادرة حيث يعيش في كردستان العراق اليوم. ويشعر عباس بالمرارة من عدم التزام التنظيم برؤيته المعتدلة التي التزم بها حتى سيطرته على الموصل.
ويقول «نريد تنظيم الدولة كي يحمينا من الحكومة ولا يعني أننا ندعمه بالكامل».
و الموقف نفسه عبر عنه عمر أبو علي من الكرامة حيث قال إن ابناءه رحبوا بالمقاتلين «ولكنني لم أكن متفائلا». فلم تتحسن الأوضاع مع وصول تنظيم الدولة. ولم يصدق الدعاية التي تحدثت عن «جنود الله الذين سيهزمون قوات نوري المالكي الشيطان» ومع ذلك كان عدد من سكان الكرامة يؤمنون بها.
ولكنه كان يرى أن صدام والمالكي وتنظيم الدولة لم يفعلوا شيئا جيدا لبلدته «لقد حولوا بلدتنا إلى ساحة معركة وكنا الخاسرين».
ويقول «البلد في حالة مريعة بسبب نقص المياه». عمل عمر مع تنظيم الدولة لخمسة أشهر، ومن ثم قرر مغادرة البلد لتجنب تجنيد ولديه.
وهو الآن في كردستان العراق ويقول إن الأمريكيين والحكومة العراقية وتنظيم الدولة كلهم جلبوا الكوارث وحروبا غمرت بلده طوال الـ10 الماضية «كلهم مارسوا القتل علينا» و «لم يعد لنا أصدقاء».
جنبلاط غاضب ويحتقر موقف كيري ولم يراهن يوماً على الموقف الأمريكي ونائب المستقبل: أمريكا قررت بيع سوريا لإيران ولسنا هنودها الحمر
سعد الياس:
بيروت ـ «القدس العربي» : لم تتلق قوى 14 آذار ولا رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط تصريح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري حول التفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد بإرتياح بل تعاملت معه بازدراء واستهجان.
وقال الزعيم الدرزي وليد جنبلاط «لا أجد الكلمات المناسبة للتعبير عن الغضب إن لم أقل الاحتقار لموقف كيري الأخير»، وعاد جنبلاط ليتهم ضمناً النظام السوري باغتيال والده كمال جنبلاط قائلاً «يبدو أن البعض يتناسون وقائع أساسية تتصل مباشرة بالسادس عشر من آذار رغم أنهم افتراضاً من الذين عايشوا تلك الحقبة بكل تفاصيلها السياسية والأمنية ولم يخف عليهم من خطّط ونفذ اغتيال كمال جنبلاط سنة 1977».
وتابع في موقفه الأسبوعي لجريدة «الأنباء»، «فللتذكير، كان كمال جنبلاط شهيد العروبة والقضية الفلسطينية التي دافع عنها حتى الرمق الأخير، وشرفٌ لنا أن نكون في خانة فلسطين والدفاع عنها. وللتذكير ايضاً أن الدخول العسكري إلى لبنان سنة 1976 حصل نتيجة غطاء امريكي واضح حدده هنري كيسنجر لضرب المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية واليسار اللبناني الذي كانت تعتبره الولايات المتحدة الامريكية أنه بمثابة الإرهاب». وأضاف «لقد رفض كمال جنبلاط دخول السجن العربي الكبير الذي رفع جدرانه حافظ الأسد، وهو ذاته السجن الذي يدافع عنه اليوم جون كيري. لم أراهن يوماً على الأمريكيين لتغيير النظام في سوريا، بل على العكس، نصحتُ كل الذين راهنوا على ذلك بالتوقف عن ذلك الرهان. فأمريكا لا تكترث إلى مصالح الشعوب بل إلى مصالحها».
وختم «فهل أصبح معيباً استهجان كلام وزير الخارجية الامريكية الذي يمس تضحيات الملايين من الشعب السوري الذين إما قتلوا أو هجّروا أو شردوا من بيوتهم وأملاكهم وأرزاقهم لمجرد أنه قال بضرورة معاودة التفاوض مع بشار الأسد؟ من هنري كيسنجر إلى جون كيري ومن حافظ الأسد إلى بشار الأسد، تغير اللاعبون ولكن السياسة واحدة!».
وتعليقاً على موقف وزير الخارجية الامريكية جون كيري بأن التفاوض مع رئيس النظام السوري بشار الأسد يبدو أمراً لا مفر منه لإنهاء الحرب الأهلية، غرّد رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع قائلاً:Mr. Kerry, don’t beat a dead horse. @JohnKerry وهو مثل يعني أنه «لا يجب ضرب أو جلد حصان ميّت لأن ذلك لن يؤدي إلى أي نتيجة أو بالأحرى لن يوصل إلى أي مكان».
كما علّق عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد كبارة على ما قاله وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من توجّه للتفاوض مع بشار الأسد، محذراً في تصريح من أن «تكون أمريكا بصدد بيع سوريا لإيران»، داعياً العرب إلى «إعلان موقف صريح وواضح من هذه المؤامرة كي لا نشهد نكبة جديدة بعد نكبة ضياع فلسطين». وقال: «يبدو أن أمريكا قررت أن تبيع سوريا لإيران لقاء توقيع اتفاق معها ينقذ ماء وجه باراك أوباما ويخرجه من ورطته مع الكونغرس، لذلك أفلتت وزير خارجيتها جون كيري ليعلن عما تعتبره واشنطن ضرورة التفاوض مع قاتل الشعب السوري بشار الأسد لإيجاد حل سياسي للثورة السورية التي تدخل عامها الخامس وقد قتل التحالف الإيراني – الأسدي 250 ألف شهيد من أهلها، وهجّر أربعة ملايين إلى خارج أرضها ودمّر اقتصادها».
وتابع كبارة «إنها لحظة حقيقة زلّ خلالها لسان كيري بالصدق وبوقاحة سمحت له أن يذل العرب من أرض العرب، من مصر، من دون أي اعتبار للإحراج الذي يتسبب به هذا الموقف للعرب الذين شاركوا في مؤتمر شرم الشيخ».
ورأى أن «ما تقرره أمريكا لا يعنينا، فنحن لسنا هنودها الحمر كي تأسرنا في محميات كما المخلوقات المنقرضة ثم تبيدنا تحت عنوان أنها تطورنا وتحدثنا. ما يعنينا تحديداً هو أن نطالب القادة العرب الذين تقاطروا إلى مؤتمر شرم الشيخ قبل أن يحوله كيري إلى منبر لإذلالهم، بأن يقولوا لشعوبهم بصراحة ما هو موقفهم من صفقة بيع سوريا لإيران في سوق النخاسة الامريكية؟».
وقال: «لم يفاجئنا ما قاله كيري وكنا نتوقعه ونحذر منه منذ انطلاق ثورة الشعب السوري ضد الطاغية بشار الأسد. كما لم يفاجئنا رئيسه أوباما عندما رفض ضرب الأسد، وكما لم يفاجئنا المجتمع الدولي عندما تسلم الأسلحة الكيميائية من نظام الأسد من دون محاسبة الأسد، كما يتسلم شرطي مغمور سلاح جريمة من قاتل ولا يوقفه. لم يفاجئنا صدق كيري بعد طول كذب امريكا، ونسأل الله ألا يفاجئنا موقف عربي يوقع على بيع سوريا لإيران ويسقطنا في نكبة ثانية بعد نكبة التخلي عن فلسطين». أضاف «إن القادة العرب مطالبون بموقف واضح، صريح، لا لبس فيه مما قد يتطور إلى مؤامرة القرن الحادي والعشرين التي ستقضي على ما تبقى من عرب وتلقي بهم في تاريخ الأمم حفاة عراة من أي كرامة».
شبكة «الجزيرة» تفرد مساحة وتغطية خاصة للأزمة السورية في ذكراها السنوية
سليمان حاج إبراهيم
الدوحة ـ «القدس العربي» انطلقت على شاشة قناة «الجزيرة» تغطية خاصة بمناسبة الذكرى السنوية الرابعة للثورة السورية. وتشمل التغطية التي تحمل عنوان «سوريا: الثورة اليتيمة» تقارير إخبارية ونوافذ يومية، وبرامج خاصة بالشأن السوري، بالإضافة إلى مجموعة من المواد التفاعلية على موقع «الجزيرة نت».
ويوافق الخامس عشر من آذار/ مارس مرور أربع سنوات على اندلاع المظاهرات المناهضة لحكومة الرئيس بشار الأسد. وقد تطورت الانتفاضة السورية من مظاهرات سلمية مناهضة للنظام في بدايتها إلى ثورة مسلحة عمت أرجاء الأرض السورية، ثم تدخل عسكري دولي تقوده الولايات المتحدة في حربها الجوية على تنظيم الدولة الإسلامية. وقد تخطى عدد الضحايا حاجز الـ220 ألف قتيل، وعدد اللاجئين يزحف نحو الـ4 ملايين، ناهيك عن تدمير مئات القرى وعشرات المدن والبلدات، في مشهد يبدو قاتماً لـ22 مليون سوري داخل الوطن وخارجه. «الجزيرة» تسلط الضوء من خلال هذه التغطية الفريدة على مختلف جوانب المعاناة الإنسانية والتحديات التي تواجه مستقبل هذا الشعب المكلوم.
وقال مدير قناة «الجزيرة» ياسر أبو هلالة: «تقدم الجزيرة في الذكرى الرابعة للثورة السورية تغطية تعتمد على الانتشار الواسع والمعمق لمراسليها في الداخل السوري وخارجه، فهي تمتلك أوسع شبكة من المراسلين على الأرض في أسخن الجبهات».
الأخبار:
على صعيد الأخبار وضمن تقارير خاصة من شبكة مراسليها داخل الأراضي السورية وفي دول الجوار، تتناول تغطية الجزيرة تفاصيل معاناة الإنسان السوري والظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها. وتمر هذه التقارير على أبرز محطات الثورة السورية منذ انطلاقتها. يجول مراسلو الجزيرة من مدينة درعا وبلدة درعا البلد مهد الثورة، مروراً بدمشق وريفها، ومدن إدلب وحلب والقرى المحيطة بهما، وصولاً إلى حمص التي شهدت تغييراً ديموغرافياً كغيرها من البلدات السورية الأخرى، مع الإطلالة على بعض مخيمات اللجوء السوري. كما تنفرد «الجزيرة» بنشر صور خاصة مسربة من أقبية التعذيب للذين قضوا ووثقت أجهزة الأمن صورهم.
وتشمل التغطية كذلك تقارير بيانية وخرائط تشرح أماكن سيطرة النظام والفصائل المعارضة ومناطق تنظيم الدولة وجبهة النصرة ومناطق سيطرة الأكراد، وتقارير أخرى عن توزيع اللاجئين في دول الجوار، وقصصاً حول قوارب الموت التي تحمل اللاجئين السوريين الهاربين من ويلات الحرب إلى حتفهم. كما تسلط التقارير الضوء على معاناة الأطفال السوريين والظروف الصحية والتعليمية والاجتماعية القاسية ومشاكل التغدية التي يمرون بها.
وتستضيف «الجزيرة» خلالها مجموعة من الخبراء والمسؤولين والمعنيين بالشأن السوري للشرح والتعليق وإضافة المزيد من العمق والتحليل، علاوة على شهود الثورة وأصحاب المعاناة أنفسهم داخل سوريا وخارجها.
البرامج:
خصصت «الجزيرة» كذلك باقة من برامجها الخاصة والدورية لمواكبة ذكرى الثورة السورية. تتناول حلقة من برنامج «تحت المجهر» بعنوان «اغتيال حلب» تفاصيل الحياة في المدينة تحت وقع البراميل والقصف والموت، حيث يتحدث أبطال العمل حول واقع أكبر مدينة في سوريا.
وضمن برنامج «عالم الجزيرة» تبث الجزيرة الفيلم الوثائقي «أطفال سوريا المصدومون» حول حالات الصدمة التي يعاني منها كثير من الأطفال السوريون في مخيمات الشتات، كما يبث البرنامج حلقة «مسعفون تحت النار» الذي يركز على عمل رجال الإسعاف والأطقم الطبية في إنقاذ الناس وعلاجهم وسط ظروف صعبة ونقص هائل في المعدات الطبية والآليات.
أما برنامج «الصندوق الأسود»، فقد خصص للذكرى فيلماً وثائقياً استقصائياً بعنوان «الموت في صيدنايا» يتحدث عن مجزرة وقعت داخل سجن صيدنايا العسكري أثناء أكبر تمرد نفذه السجناء الإسلاميون في سوريا عام 2008، ويعرض الفيلم صوراً حصرية تبث للمرة الأولى من داخل السجن.
«سوريا.. شقيقان في الجبهة» ضمن سلسلة «الجهات الأربع» يتناول قصة عائلة استقرت في حلب وانخرط أبناؤها الصغار في العمل العسكري ضد نظام بشار الأسد. وفي ذات السلسلة تبث حلقة بعنوان «الطريق من هولندا إلى سوريا»، الذي يحكي عن الشباب المسلمين الذين يعيشون في الدول الغربية ويجدون طريقهم في الحياة من خلال هجرتهم إلى القتال في سوريا.
«الجزيرة نت»:
أفرد موقع «الجزيرة نت» مساحة لمواكبة الذكرى الرابعة للثورة تتميز بخصوصية تفاعلية وخرائط معلوماتية عن انتشار أطراف الصراع وتوزع اللاجئين السوريين في دول الجوار. كما ينشر الموقع تغطية بعنوان: «فقيدا الجزيرة نت» وتركز على تكريم شهيدي الموقع الزميلين الراحلين مهران الديري، مراسل درعا، ومحمد القاسم، مراسل إدلب.
أما الجزء الأخير من مواكبة الذكرى، فهو نشر النسخة العربية من سلسلة «حياة مع وقف التنفيذ».
النظام السوري يشن هجوماً جديداً بالغازات السامة بريف إدلب
إدلب ــ هيا خيطو
أصيب عشرات المدنيين بحالات اختناق مساء اليوم الإثنين، من جرّاء قصف جوي بالبراميل المتفجرة، المحمّلة بالغازات السامة على مدينة سرمين في ريف إدلب الجنوبي الشرقي.
وأفاد الناشط الإعلامي شريف الشيخ من إدلب، لـ “العربي الجديد” بأنّ “طيران النظام المروحي ألقى مساءً برميلين محمّلين بالغازات على محيط مدينة سرمين، ويُتوقّع أنهما يحتويان على غاز “الكلور” السام، مما أدى لوقوع عشرات الإصابات بحالات اختناق، أسعفوا إلى مستشفيات ميدانية قريبة”، مشيراً إلى أنّ “الوضع في سرمين حالياً يرثى له، في ظل حالة الرعب والهلع التي تسود بين المدنيين، بينما يملأ الدخان المكان”.
من جهته أكّد مراسل وكالة “قاسيون” قاسم الخطيب، لـ “العربي الجديد”، “تسجيل الكثير من حالات الاختناق في سرمين، 17 حالة منها خطيرة وتمت السيطرة عليها، في حين تعاني المستشفيات الميدانية من نقص في الأوكسجين، وذلك في ظل استنفار كامل لفرق الدفاع المدني والإسعاف في المنطقة، بالتزامن مع إطلاق تحذيرات للأهالي لإغلاق نوافذ وأبواب منازلهم بقماش مبلل بالمياه”.
وتقصف قوات النظام بين الحين والآخر مدينة سرمين التي تقع تحت سيطرة فصائل المعارضة المسلّحة ومن أبرزها، “كتائب أحرار الشام الإسلامية”، وكتائب “بيان جند الأقصى”، ووفقاً لمصادر محلية، فإنّ “قصف قوات النظام بالغازات السامة اليوم على المنطقة، إمّا قد جاء بسبب الأخبار التي تواردت عن نية المعارضة اقتحام إدلب المدينة، أو أن النظام استبق ذلك وقام بهجوم عكسي”.
“حماة الثورة” تشكيل عسكري جديد لإسقاط النظام السوري
إسطنبول ــ عبسي سميسم
أعلنت مجموعة من كتائب وألوية الجيش الحر في كل من ريف إدلب الجنوبي وريفي حماة الشمالي والشرقي وريف اللاذقية، اليوم الإثنين، عن تشكيل عسكري جديد، يضم 1300 مقاتل، باسم “تجمع حماة الثورة”، لإسقاط النظام من دون “التبعية لأي جهة دولية أو إقليمية أو حزبية”.
ويتبنّى التجمع المبادئ التي قامت عليها الثورة، ويركز على هدف عسكري وحيد هو إسقاط النظام. كما يتبع سياسة تقوم على عدم التدخّل في الحياة العامة للمدنيين.
وأوضح رئيس الهيئة السياسية في التجمع، معن قنطار لـ “العربي الجديد”، أن “حماة الثورة هو أحد فصائل الجيش الحر العاملة على الأرض منذ عام 2012 لكنه توقف عن العمل بسبب شبه انعدام الإمكانات، وتم أخيراً اللقاء بين عدد من الألوية والكتائب والشخصيات الفاعلة على الأرض لإعادة تشكيله في كل من ريف حماة الشمالي والشرقي وريف إدلب وريف اللاذقية”.
وأشار إلى أن “قوام هذا التجمع نحو 1300 مقاتل، جميعهم من ذوي السمعة الحسنة وممن لم يدخلوا بصراعات جانبية، وهما الشرطان اللذان تم اعتمادهما للانتساب للتجمع”.
ولفت قنطار إلى أن التجمع الذي شكّل هيئة سياسية تتخذ القرارات الاستراتيجية، ومجلساً عسكرياً ينفذ الخطط العسكرية، لن يتبع “لأي جهة دولية أو إقليمية أو حزبية بل يتعاون مع كافة الجهات المهتمة والراغبة في دعم ثورة الشعب السوري وإسقاط عصابة الأسد الذي يعتبر التجمع إسقاطه هدفه الأول والأخير”.
وشدد على أن “السلاح الذي يمتلكه التجمع هو سلاح متوسط وخفيف في الغالب، وهو سيعتمد في تمويله بالدرجة الأولى على الموارد الذاتية من خلال ما يغتنمه من جيش النظام” .
ويرى قنطار أن “سبب فشل الكثير من التجمعات العسكرية هو عدم وجود هيئة سياسية، وفي حال وجدت تكون تابعة للسلطة العسكرية، فيما التجمع الجديد يعتمد على هيئة سياسية هي المخولة برسم السياسة العامة واتخاذ القرارات الاستراتيجية، وهناك مجلس عسكري يشكل السلطة التنفيذية لها”.
وأضاف رئيس الهيئة السياسية في التجمع، أن “حماة الثورة يتبنّى مبادئ الثورة الأولى ويسعى لرفع علمها في مناطق تواجده، وهو يتبع سياسة تعتمد على عدم التدخل في شؤون الناس، حتى إن التجمع لا يسمح لعناصره بحمل السلاح بين المدنيين، موضحاً أن “التجمع يعمل الآن على إعداد نظام داخلي ومكتب تنظيمي، ومكتب ذاتية ومكتب تسليح، ومكتب رقابة مالية مهمته الرقابة على كل المكاتب”.
والجدير بالذكر أن المناطق التي تم اعلان التجمع فيها، تخضع لسيطرة تنظيمي “جبهة النصرة” و”حركة أحرار الشام الإسلامية”.
“الائتلاف” يحصر تداعيات زلزال كيري
اسطنبول ــ ألكسندر أيوب
أثارت تصريحات وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، يوم الأحد، في شأن التفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد، جدلاً دولياً واسعاً، دفعت الأسد إلى الظهور في مقابلة صحافية مع التلفزيون الإيراني، مستغلاً التصريحات الأميركية لتعزيز موقفه، ومؤكداً أنه “ينتظر أفعالاً، لا تصريحات من الولايات المتحدة”.
لم تكن تصريحات كيري جديدة، بالمعنى الحرفي، بل إن سفير الولايات المتحدة السابق في سورية، روبرت فورد، ألمح إليها سابقاً، كما جاء كلام مدير الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي إيه”، جون برينان، يوم الجمعة، حول “عدم رغبة واشنطن في انهيار السلطة بسورية”، في السياق.
وربما أعطت تلك التصريحات مؤشرات على احتمال تغيّر السياسة الأميركية في الملف السوري، واستدعت تبريرات دولية سريعة للردّ على ما طرحه كيري. فكان الرد الأول من وزارة كيري نفسها، بعد نفي المتحدثة باسم الخارجية، ماري هارف، أن “يكون التصريح بداية تغيير في السياسة الأميركية في الملف السوري”. وأوضحت في تغريدة على موقع “تويتر”، أن “كيري جدد التأكيد على سياسة راسخة تُشدّد على حاجتنا إلى عملية تفاوضية، مع وجود النظام على الطاولة، ولم يقل إننا سنتفاوض مباشرة مع الأسد”. ولم يمرّ تصريح كيري مرور الكرام على حلفاء الولايات المتحدة، بريطانيا وفرنسا وتركيا، الذين أكدوا على عدم “جواز بقاء الأسد في منصبه”.
واعتبر نائب رئيس “الائتلاف” المعارض، هشام مروة، في حديثٍ لـ”العربي الجديد” أن “تصريحات كيري لا تقلقنا إذا كانت في إطار التقاطع مع أهدافنا برحيل الأسد، في إطار تسوية جنيف”. وأضاف أن “تصريحات مدير الاستخبارات الأميركية، تصبّ في عدم خسارة مؤسسات الدولة، وهذا ما يسعى إليه الائتلاف من خلال العملية التفاوضية”.
وشدد على أن “الائتلاف لا يهدف إلى تدمير الدولة، بل الحفاظ على ما تبقى من مؤسساتها”. وأكد أن “للائتلاف والثورة مطالبهم، وبالقدر الذي تتقاطع فيه المطالب مع سياسة الدول الكبرى سنعمل. أما موضوع بقاء الأسد لغير تسليم السلطة فلا يمكن أن يجبرنا أحد عليه”. ووصف الأسد بـ”رئيس مليشيا مقاتلة على الأراضي السورية”، مؤكداً أن “رحيله مسألة ثابتة لا يمكن التخلي عنها”.
ولا يبدو “الائتلاف” قلقاً حيال التصريحات الأميركية، بقدر قلقه من التصريحات الداخلية التي أطلقها أحد أعضائه في القاهرة، والتي تزامنت مع تصريحات كيري، وكشفت عن وجود تنسيق روسي مصري للخروج بحلٍّ للأزمة السورية، ربما يتجلّى في مؤتمر القاهرة المقبل.
وكان عضو “الائتلاف” المقيم في القاهرة، بسام الملك، أعلن أن “مؤتمر القاهرة المقبل سيدرس نقطتين مهمتين، تتعلقان بحلٍّ توافقي، يُمكن أن يقبل بهما النظام السوري، لطرحهما خلال الحوار مع النظام في موسكو”.
وأفاد بأن “النقطة الأولى تتمحور حول بقاء الأسد رئيساً لمدة عامين، مع وجود هيئة حكم انتقالية تدير شؤون الدولة، على أن تتم الدعوة بعد هذين العامين إلى انتخابات رئاسية مبكرة”.
أما النقطة الثانية، بحسب الملك، فهي “الاتفاق على أن تُحكم سورية خلال هذه الفترة بإعلان دستوري انتقالي أو العودة إلى دستور 1950”. وقال إن “مؤتمر الحوار الثاني بين المعارضة السورية والنظام، الذي تستضيفه موسكو في أبريل/نيسان المقبل، سيُعقد بعد المؤتمر الثاني للمعارضة السورية الذي تستضيفه القاهرة الشهر ذاته”. ويبدو أن تصريحات الملك أثارت حفيظة “الائتلاف” الذي سارع إلى نفيها، بل والتوضيح بأنه سيتخذ إجراءات لمحاسبة من أطلقها.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم “الائتلاف”، سالم المسلط، أنه “لا بدّ من التذكير بأن الائتلاف لم يحضر مؤتمر القاهرة في يناير/كانون الثاني الماضي، ولم يشارك في اللجنة التحضيرية التي انبثقت عنه، وأن مشاركة أعضاء من الائتلاف لم تتم بصفتهم ممثلين عنه، بل بشكل شخصي، وأن الائتلاف بدأ بدراسة الإجراءات التي سيتم اتخاذها بحقهم حسب النظام الأساسي”.
وأضاف المسلط، أنه “رغم وضوح مواقف الائتلاف تجاه كل ما يتعلق بالحل السياسي، فإن بعض المستجدات تستدعي التأكيد مجدداً أن إسقاط رأس النظام وجميع المسؤولين عن الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري، هدف رئيسي للائتلاف، وسيضمن الانتقال إلى نظام ديمقراطي مدني تعددي، يؤمن حريات جميع المواطنين وحقوقهم”.
من جهة أخرى، نفى ممثل الائتلاف المعارض في القاهرة، عادل الحلواني، تصريحات نسبتها إليه صحيفة “اليوم السابع” المصرية، تفيد بأن “المبادرة المصرية لحل الأزمة السورية تتضمن بقاء الأسد في الحكم لمدة عامين”. وذكر أن “ما نشرته الصحيفة صرح به عضو الائتلاف بسام الملك، اعتماداً على مصادره الخاصة، التي لا تُمثل وجهة نظر الائتلاف”.
اقرأ أيضاً: واشنطن تتّجه لمفاوضة الأسد… والنظام السوري يقابلها بمجزرة جديدة
“عمل قرطبة” تواصل لمّ شمل مكونات الشعب السوري
محمد برمو: اجتماعنا رسالة تطمين للطائفة العلوية
بهية مارديني
تواصل مجموعة “عمل قرطبة” السورية المعارضة، عقد اللقاءات مع ممثلي أطياف المجتمع السوري المتنوعة، على غرار المكونات الكردية، الازيدية، التركمانية، الاشورية، الدرزية، العلوية والاسماعيلية، على أمل الاتفاق على شكل النظام المدني الديمقراطي الذي سيخلف نظام بشار الأسد الديكتاتوري.
بهية مارديني: قال محمد برمو، رئيس اللجنة المنظمة لمجموعة عمل قرطبة، وهي تجمع سوري معارض، لـ”إيلاف”، إنّ المجموعة سوف تنظم عددًا من المؤتمرات للمكونات السورية.
وأوضح برمو أنه من “بين هذه المؤتمرات القادمة، مؤتمر للشباب في اسطنبول، واجتماع للطائفة الاسماعيلية في مدريد الشهر المقبل بعد انتهاء المجموعة بنجاح تنظيم واختتام اجتماع للطائفة العلوية في 13-14 الشهر الجاري”.
وأشار الى أن “الهدف هو السير نحو مؤتمر وطني جامع لتوحيد رؤية المعارضة السورية لاقامة دولة مدنية ديمقراطية تعددية في سوريا الموحدة، وألا يكون للنظام الأسدي أي دور في المرحلة القادمة، اضافة الى محاربة التطرف والارهاب بكل أشكاله”.
وكانت مجموعة عمل قرطبة قد نظمت العديد من الاجتماعات للمكونات السورية، وهي ستة اجتماعات توالت عبر المكونات الكردية، الازيدية، التركمانية، الاشورية، الدرزية، العلوية، والاجتماع القادم سيكون للمكون الاسماعيلي.
وعلمت “إيلاف” أن المجموعة تنوي اطلاق تجمع أو تكتل اثر انتهائها من كافة الاجتماعات التشاورية.
واعتبر برمو “أن الاجتماع الاخير في مدريد هو رسالة تطمين للطائفة العلوية داخل سوريا بأنها ليست جزءًا من العصابة الحاكمة المافياوية للنظام السوري، وأن المعارضة السورية تنظر إلى الطائفة العلوية على أنها ليست هي الخصم على الاطلاق وانها تميز بين النظام والطائفة، ولا تعتبر، كما تحاول تصويره بعض القوى الدولية واعلام النظام والمجموعات الموالية له، بأن ما يجري في سوريا حرب بين الطوائف، بل هي ثورة على الديكتاتورية بكل أشكالها ورغبة شديدة لدى كل المكونات، دون استثناء، بالتخلص من الجلاد”.
واعتبرت أمانة عمل “مجموعة قرطبة” أن هذه المشاركة في الاجتماع التشاوري لصوت الساحل “بداية لجهد وطني جاد في سبيل بناء خطة عمل وطنية واعية تصل بنا إلى ما يلبي رغبات أهلنا في سوريا، وما يرضي الشعب السوري وثورته الجبارة في طريق الخلاص من نظام الاستبداد والانتقال الى الدولة الديمقراطية التعددية المنشودة المتوافقة مع مكارم الأخلاق ومع تقاليد شعبنا الحضارية”.
ورأى البيان الختامي للاجتماع، الذي تلقت “إيلاف” نسخة منه، أن الحل السياسي في سوريا يجب أن يستند الى بيان جنيف وانه لابد من وقف نزيف الدم برعاية الامم المتحدة وبضمانات دولية وتشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات دون أن يكون للأسد ورموزه دور فيها.
كما أكد البيان “على وحدة سوريا ارضًا وشعبًا، وان سوريا المستقبلية دولة القانون والحق تعددية مدني ولا بد من استعادة القرار الوطني واخراج كافة المقاتلين والميليشيات الدخيلة واعادة بناء الجيش والمؤسسات الأمنية وتطبيق العدالة الانتقالية”.
واختتم الأحد الماضي في البيت العربي بالعاصمة الاسبانية في مدريد أعمال “اللقاء التشاوري لصوت الساحل السوري”، الذي حضره ممثلون من أبناء الطائفة العلوية.
وافتتح اللقاء، محمد برمو، ثم ألقت أرانثاتو باينون، مديرة شؤون الشرق الأوسط في الخارجية الاسبانية، كلمة، رحبت فيها بالمشاركين باسم وزارة الخارجية الاسبانية ، وبجهود مجموعة عمل قرطبة.
وأكدت على “دعم الحكومة الإسبانية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، يقوم على أساس بنود اتفاق جنيف 2012”.
وقالت “من هذا المنظور دعمنا مسارات قرطبة، بغية مدّ الجسور والتفاهم بين تشكيلات المعارضة السورية المعتدلة، ونأمل بأن يكون هناك لقاء جامع لكافة المكونات السورية، لرسم خارطة طريق للحل ولمستقبل سوريا”.
وأشارت الى ” ضرورة دعم المجتمع الدولي لسوريا التي تدخل هذه الأيام في السنة الخامسة للأزمة، التي تعصف بها، “من أجل وضع حدّ لهذه المأساة الإنسانية، وبهذه المناسبة نؤكد التزام إسبانيا من أجل مستقبل سوريا، وعليه ندعم هذا اللقاء للعلويين السوريين”.
وحضر اللقاء حوالي ستين شخصية، اغلبهم من الشباب والناشطين، الذين يمثلون شرائح متعددة للعلويين من أبناء الساحل السوري، كما حضر أعضاء في مجموعة عمل قرطبة، التي تنظم هذه السلسلة من اللقاءات التشاورية للمكونات السورية، الاثنية والمذهبية والاجتماعية.
وأعلنت “مجموعة قرطبة” في الأول من كانون الثاني (يناير) 2015 عن تأسيس كيانها السياسي، بوصفها كياناً سياسيًا سوريًا معارضاً، و”جزءاً من الثورة السورية، وقالت إنها تتطلع إلى “تشكيل تنظيم سياسي ديمقراطي، يهدف إلى تأطير قطاعات واسعة من الشعب السوري بكافة مكوناته، من عرب وأكراد وتركمان وسريان وآشوريين وشركس وإيزيديين وأرمن باختلاف دياناتهم ومذاهبهم، كي يكون له ثقل حقيقي بين قطاعات الشعب السوري على الأرض، ويتوجه إلى تعزيز وجوده في الداخل وفي دول المهجر، بغية العمل معاً من أجل دعم ثورة الشعب وتحقيق أهدافها، وحمايتها وتصحيح مسارها، واستعادة السيادة والسلطة للشعب السوري”.
وكان مؤتمر قرطبة قد عقد في 9 – 10 كانون الثاني (يناير) 2014، لقاء تشاوريّاً لقوى الحراك الثوري وقوى وتنظيمات سياسيّة وشخصيات وطنيّة سورية ومنظّمات المجتمع المدنيّ، وأصدر وثيقة، عرفت باسم “إعلان قرطبة”، أكدت على وحدة الشعب والتراب السوري، وعلى وجوب استعادة القرار الوطني، وعلى سعي مجموعة الإعلان إلى عقد مؤتمر وطني سوري ينشأ عن تحالف وطني للقوى السياسية والحراك الثوري.
بعض الدول ستستلم اسماء مشبوهين بجرائم حرب في سوريا
جنيف: اعلن محققو الامم المتحدة حول سوريا الثلاثاء انهم سينقلون الى الانظمة القضائية لبعض الدول “اسماء ومعلومات” متعلقة باشخاص يشتبه بارتكابهم جرائم حرب من اجل محاكمتهم.
ومنذ ان بدأوا وضع لائحة سرية بمرتكبي جرائم حرب مع تعاقب تقاريرهم، اعلن محققو الامم المتحدة الذين باشروا عملهم في ايلول/سبتمبر 2011 على الدوام انهم يريدون ابقاءها سرية والحفاظ على المعلومات لنقلها الى المحكمة الجنائية الدولية حين تكلف النظر في هذه القضايا.
وقال رئيس لجنة التحقيق البرازيلي باولو بينييرو الثلاثاء عند عرضه تقريره الاخير امام مجلس حقوق الانسان ان المحققين قرروا الكشف عن لائحة الاسماء ومعلومات حول مرتكبي الجرائم لكن بطريقة محددة الهدف.
واضاف “لن ننشر اليوم لائحة الاسماء (…) سننقل اسماء ومعلومات متعلقة ببعض الاشخاص الذين يشتبه في ارتكابهم جرائم حرب الى سلطات قضائية” لدول تحضر لمحاكمتهم. وتابع بينييرو “نشجع تلك السلطات على الاتصال بنا مع طلب معلومات”.
وفي حال عدم اللجوء الى المحكمة الجنائية الدولية وهو امر تعرقله روسيا خصوصا في مجلس الامن، هددت اللجنة بنشر المعلومات التي جمعتها. لكن الدبلوماسيين وبينهم من دول تدعم المعارضة السورية حذروا من خطوة تعتبر مخالفة للقانون الدولي كما قال مصدر دبلوماسي في جنيف.
واجهت واشنطن، أمس، عاصفة من الانتقادات بعد تصريحات مثيرة للجدل، أدلى بها وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، لمح خلالها إلى انفتاح أميركي على الرئيس السوري بشار الأسد وضرورة التفاوض معه بشأن انتقال سياسي لإنهاء الحرب.
وتصدرت فرنسا الدول المنتقدة، إذ رد وزير خارجيتها، لوران فابيوس، بلهجة حادة على نظيره الأميركي، بالقول إن «أي حل يمكّن الأسد من البقاء في السلطة، سيكون بمثابة هدية فاضحة وضخمة لإرهابيي تنظيم داعش».
وعبر رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس عن أسفه لتصريحات كيري. وقال «لن يكون هناك حل بالنسبة لسوريا طالما بقي بشار الأسد.. وجون كيري يعرف ذلك».
من جانبها، جددت بريطانيا التأكيد على أن الأسد «ليس له مكان» في مستقبل سوريا، بينما تساءل وزير الخارجية التركي، مولود تشاويش أوغلو، عن جدوى أي نتيجة تحققت عبر المفاوضات مع النظام.
بدورها، عبرت المعارضة السورية عن استيائها من التصريحات الأميركية، وجدد الائتلاف الوطني السوري المعارض تأكيده على ضرورة تنحي الأسد، معتبرا أن في تصريح كيري تأكيدا على الموقف الأميركي الداعي إلى الحوار الذي بدأ في مؤتمر جنيف.
في المقابل، رحب الأسد بتصريحات كيري، وقال إنه ينتظر «أفعالا» من الإدارة الأميركية بخصوص التفاوض على حل سياسي.
قتلى وحالات اختناق أكثرها بغاز الكلور بريف إدلب
قتل 13 شخصا -بينهم ستة أطفال- وجرح عشرات آخرون، جراء قصف طائرات النظام السوري مدينة تخاريم في ريف إدلب، بينما سقط ستة آخرون من عائلة واحدة وأصيب العشرات بحالات اختناق جراء قصف بلدتين بريف إدلب ببراميل متفجرة تحوي غاز الكلور السام.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية -من أكبر التنسيقيات الإعلامية التابعة للمعارضة- إن عائلة مكونة من ستة أفراد -بينهم ثلاثة أطفال- توفوا اختناقا نتيجة استنشاقهم غاز الكلور السام الذي قصفت به قوات النظام السوري بلدة سرمين بريف إدلب في وقت متأخر من مساء أمس.
وقد استهدف القصف عدة أبنية سكنية بتخاريم، مما أدى إلى انهيارها فوق رؤوس ساكنيها، في حين تواصل فرق الإنقاذ عمليات البحث عن مفقودين تحت الأنقاض.
يذكر أن معظم ريف إدلب يخضع لسيطرة المعارضة المسلحة، والتي تتعرض لغارات مكثفة يومياً من قبل النظام السوري.
براميل وقتلى
ونقلت وكالة الأناضول عن الهيئة قولها -في بيان اليوم- إن طيران النظام المروحي ألقى عددا من البراميل المتفجرة في وقت متأخر من مساء الاثنين على بلدتي سرمين وقميناس بريف إدلب، مما أدى إلى مقتل العائلة وإصابة العشرات من المدنيين بحالات اختناق غصت بها المستشفيات الميدانية في المنطقة.
وأشارت إلى احتمال ارتفاع ضحايا “المجزرة” في ظل ندرة معدات الوقاية من الغازات السامة، وعدم وجود كوادر طبية كافية تستوعب أعداد المصابين في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وبث ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي تسجيلات مصورة لأفراد العائلة المتوفين وعشرات المصابين بالاختناق الذين يتلقون الإسعافات الأولية في المشافي الميدانية.
قصف وضحايا
يأتي ذلك في وقت واصل فيه النظام السوري الاثنين غاراته على مدينة دوما بـريف دمشق، مما تسبب في سقوط عشرات الضحايا.
وأكد ناشطون مقتل طفلين وجرح عشرات المدنيين جراء قصف جوي ومدفعي من قوات النظام السوري، أصاب أحياء سكنية في مدينة دوما بغوطة دمشق الشرقية، علما بأن المدينة تتعرض منذ ثلاثة أيام لقصف جوي وصاروخي كثيف راح ضحيته نحو ستين مدنيا، معظمهم نساء وأطفال.
كما ألقت مروحيات النظام ثمانية براميل متفجرة على مدينة داريا (غرب دمشق)، فتسببت في تدمير أبنية سكنية، بينما أكدت وكالة مسار برس سقوط قتيلين وعدد من الجرحى بغارات على بلدة حمورية قرب دمشق.
ناشطو سوريا.. سنوات أربع من الحزن مرّت
عمر أبو خليل-ريف اللاذقية
“بينما كنت أهتف للثورة في إحدى مظاهرات حي القدم الدمشقي، اتصل بي قريب لي يعمل في إحدى القنوات التلفزيونية طالبا مني التحدث في نشرة الأخبار عن هذه المظاهرة، وعما يحدث في دمشق”، بهذا بدأت مسيرة الناشط الإعلامي ماجد الميداني.
تكررت اتصالات القناة، وكان الميداني يتحدث باسم مستعار خوفا من بطش النظام، وقال “أعطيت رقم صديقي للقناة للتحدث إليها إن لم أكن موجودا”.
بداية ماجد وصديقه مع الإعلام تتشابه مع بداية الكثير من الناشطين الذين عملوا في الثورة السورية، حيث كانت وسائل الإعلام تلجأ غالباً لاستخدام أقارب أحد العاملين فيها لتغطية النشاطات السلمية التي كان يقوم بها السوريون طلباً للحرية والعدالة.
لم يلبث أن اكتشف النظام أمر ماجد، فاعتقله لأكثر من عامٍ قبل أن يطلق سراحه فينتقل للغوطة الشرقية التي بدأت تخرج عن سيطرة النظام، وأحصى الناشط ماجد اعتقال النظام أكثر من ستين ناشطا إعلامياً في دمشق وريفها خلال السنة الأولى من الثورة، سقط 23 منهم تحت التعذيب.
بدأ عمل الناشطين الإعلاميين بأدوات بسيطة، ووسائل اتصال تعتمد على شبكات هاتف النظام، ولكن ما لبث أن تغير الوضع مع وجود مناطق تخضع لسيطرة الجيش الحر، ودخول الناشطين إليها، فتمّ اعتماد الكثيرين منهم كمراسلين ميدانيين لوسائل إعلام مختلفة، زودتهم بمعدات متطورة ووسائل اتصال فضائية آمنة.
وسائل بدائية
لكن ما زال هناك حتى اليوم نشطاء يستخدمون هواتفهم النقالة لنقل الصوت والصورة إلى العالم، ولم يخف ناشطون تعرضهم لحالات ابتزاز من جهات إعلامية تدعي الثورية.
وأكد ذلك الناشط مجد الحسن من ريف إدلب، حيث أشار إلى أنه عمل مع أكثر من جهة إعلامية، بناء على وعود منها بإعطائه حاسوبا وكاميرا وتزويده بإنترنت فضائي، إضافة إلى مبلغ صغير، وهو ما لم يتحقق.
“أعمل خدمةً للثورة، لا أريد مقابلا لعملي، كل ما أطلبه هو نفقات الاتصال والتصوير” هذا ما قاله الناشط أحمد اللاذقاني، وأضاف بأنه عمل في التعليم والإغاثة والمساعدة في معالجة الجرحى وكله مجانا.
الشكوى نفسها تحدثت عنها الناشطة الإعلامية جهان حاج بكري، التي أكدت أن ناشطي ريف اللاذقية لا يزالون يعانون بعد أربعة أعوام من الثورة من صعوبة توفير الكهرباء ووسائل الاتصال.
دور فعال
تعمد النظام خلال سنوات الثورة الأربع ملاحقة الناشطين الإعلاميين فاعتقل وقتل كثيرين منهم، وقد وثقت شبكة إعلام الساحل مقتل واعتقال 1312 ناشطاً إعلامياً خلال سنوات الثورة الأربع.
وقال مدير تحرير شبكة إعلام الساحل طارق عبد الهادي للجزيرة نت إن الدور الذي لعبه الناشطون الإعلاميون في الثورة كان كبيرا وفعالا، وكان له أثر بارز في نقل صورة مجريات الثورة، ابتداء من الحراك السلمي، وصولاً إلى التسلح والعسكرة، مروراً برصد الواقع الإنساني والحقوقي حتى يومنا هذا.
وقال إنه رغم تسجيل بعض الملاحظات على أداء الناشطين الإعلاميين، لا سيما تلك المتعلقة بقلة خبرتهم، فإنهم كانوا ثوارا حقيقيين ورجال كلمة وكاميرا، في ظل تردد الإعلاميين المحترفين في مغادرة صف النظام والانضمام لمدرسة الثورة.
خطر مستمر
تنوعت الأخطار التي تعرض لها الناشطون واختلفت بين منطقة وأخرى، ففي السنة الأولى اقتصر الخطر على ذلك القادم من النظام، وفي السنوات الثلاث اللاحقة، بات الناشطون هدفاً للفصائل المتطرفة إضافةً للنظام، وفي بعض الحالات استهدفهم الجيش الحر.
هناك عشرات الناشطين ممن قتلوا واعتقلوا على أيدي هذه الجهات، ولا يزال الكثير منهم مخفياً، لا تعرف الجهة المسؤولة عن اختفائهم، كما هو الحال مع طارق شيخو بريف اللاذقية وعبود العتيق وعبود حداد في إدلب، إضافةً لأعداد وأسماء أخرى من المختفين بمحافظات حلب ودير الزور والرقة ودرعا.
الناشط أبو جود الحلبي وصف ما يتعرص له الناشطون بأنه خطير جدا، لافتا إلى أنهم يعملون في ظروف صعبة للغاية، حيث لم يعودوا يأمنون على حياتهم بعدما تعددت الجهات التي تستهدفهم.
الضغوطات والملاحقات التي عانى منها الناشطون الإعلاميون دفعت الكثيرين منهم لترك العمل الإعلامي ومغادرة سورية إلى دول اللجوء في أوروبا، ودول النزوح المجاورة لسورية.
أمنستي تتهم دمشق باقتراف مجزرة في الرقة
قدم تقرير جديد لمنظمة العفو الدولية (أمنستي) أدلة دامغة على أن قوات الحكومة السورية قتلت 115 مدنيا -بينهم 14 طفلا- في قصف جوي على مدينة الرقة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بينما قال محققون أمميون إن لديهم خمس قوائم لمجرمي الحرب في سوريا.
وقال مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية فيليب لوثر إن قوات الحكومة السورية أظهرت استخفافاً صارخاً بقواعد الحرب خلال تلك الضربات الجوية الوحشية، معتبرا أن ذلك يمثل جرائم حرب.
وأضاف لوثر أن “الحكومة تبدو غير مبالية بالمذبحة التي سببتها تلك الضربات، بل وترفض حتى الإقرار بما أوقعته من خسائر بشرية في صفوف المدنيين”.
وفي المقابل، قالت السلطات السورية إن الهجمات كانت تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية، إلا أن الأدلة التي جمعتها العفو الدولية تظهر أن الغارات استهدفت مسجدا وسوقا تجارية مكتظة على الخصوص، إضافة إلى أبنية أخرى غير عسكرية.
ونقلت المنظمة عن شاهد عيان أن الغارة التي استهدفت السوق التجارية الرئيسية في المدينة أدت إلى تدمير حوالى أربعين مبنى، وأضاف الشاهد “كانت كارثة، رأيت أشلاء في كل مكان”.
وقال شاهد آخر للمنظمة إن إحدى الغارات استهدفت مسجدا مكتظا بالمصلين، وإن بين القتلى الذين سقطوا في الغارة “جهاديين”، ولكنهم كانوا في المسجد بوصفهم مصلين إلى جانب عدد كبير من المدنيين.
وقال لوثر في التقرير إن “مجرد وجود أعضاء في تنظيم الدولة لا يجيز للقوات السورية إلقاء وابل من القنابل على المنطقة وعدم الأخذ في الحسبان إمكانية سقوط ضحايا مدنيين”.
وأكدت العفو الدولية أن “هذه الأعمال تجسد عادة القوات الحكومية في السعي لمعاقبة السكان المدنيين في المناطق التي توجد فيها مجموعات مسلحة معارضة”.
قوائم سرية
وفي الأثناء، أعرب محققون أمميون عن استعدادهم لتقديم قائمة سرية بأسماء مشتبه بارتكابهم جرائم حرب بسوريا إلى أي سلطة ادعاء تعمل على إعداد القضايا.
وحثّ رئيس لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة باولو بينيرو السلطات الوطنية على التواصل مع المحققين المستقلين الذين جمعوا خمس قوائم سرية في الأعوام الأربعة الأخيرة.
وقال “يمكننا أن نقدم أفضل مساعدة في تحقيق العدالة في هذا الوقت من خلال الكشف المستهدف”.
وتابع “سوف نقدم الأسماء والمعلومات عن جناة مشتبه بهم محددين لسلطات الادعاء الحكومية التي
تعد القضايا لطرحها أمام قضاء مختص ونزيه”.
أميركا تقلل من تصريحات كيري حول التفاوض مع الأسد
واشنطن – بيير غانم
تسبب كلام وزير الخارجية جون كيري عن “التفاوض” بزوبعة عمدت الإدارة الأميركية إلى تهدئة مضاعفاتها، وأخذ الأمر 36 ساعة تقريباً.
وخلال حديث مسجّل في شرم الشيخ، قال الوزير كيري لشبكة “سي بي إس”: “إننا نعمل بجدّ مع أطراف أخرى مهتمة ونعمل على التوصل الى حلّ دبلوماسي. لماذا؟ لأن الكل يقرّ أنه لا وجود لحل عسكري بل حل سياسي”.
تحدث الوزير كيري عن ممارسة الضغوط على نظام الأسد للتفاوض: “ونوضح له أن الجميع مصرّ على التوصل إلى حلّ سياسي ونريد تغيير حساباته”، وبعد قليل أشار إلى زيادة الضغوط على الأسد قريباً.
لكنه أشار ردّاً على سؤال استيضاحي حول التفاوض مع الأسد: “حسناً، يجب أن نفاوض في النهاية”.
أوحى كلام الوزير كيري بمجمله أن المقصود هو التوصل إلى حل سياسي مع الأسد والتفاوض معه، وتسببت الجملة الأخيرة أي “حسناً، يجب أن نفاوض في النهاية” بتساؤلات الصحافيين المرافقين للوزير كيري في رحلته من شرم الشيخ إلى لوزان في سويسرا.
حاولت المتحدثة المرافقة للوزير كيري إيضاح تصريح الوزير، وقالت ماري هارف إن كيري لم يقصد التفاوض مع الأسد عندما قال “حسناً، يجب أن نفاوض في النهاية”.
لكن عناوين الأخبار كانت أقوى من إيضاح المتحدثة، فغالبية العناوين مثل وكالة “رويترز” قالت: “كيري: واشنطن ستضطر للتفاوض مع الأسد على انتقال سياسي للسلطة”، كما أن النظام السوري استغل الموجة.
إيضاحات
عمد المتحدثون باسم الإدارة الأميركية على إيضاح الموقف الأميركي وظهرت جين ساكي الناطقة باسم وزارة الخارجية على شاشات التلفزيون لتؤكد أنه لا تغيير في الموقف الأميركي، وقالت خلال الإيجاز اليومي في وزارة الخارجية: “إننا نستغرب وجود اللغط”. وأوضحت ساكي “أن الطريق الوحيد لوضع نهاية لمعاناة الشعب السوري هو من خلال حلّ سياسي يتطابق مع مبادئ جنيف”.
والمقصود طبعاً هو صيغة مؤتمر جنيف التي تتحدث عن جلوس “ممثلين” من النظام السوري وعن المعارضة السورية والتفاوض على حلّ ومرحلة انتقالية بدون بشار الأسد في السلطة.
المتحدث باسم البيت الابيض جوش إرنست كان شديداً لدى سؤاله عن الأسد، وبعدما أوضح أن “ممثلين” عن نظام الأسد، وليس بشار الأسد نفسه، يجب أن يجلسوا إلى الطاولة ويتفاوضوا مع المعارضة السورية، عدّد إرنست ما ارتكبه الأسد بحق شعبه من إسقاط البراميل المتفجّرة والتسبب بتمزيق نسيج الشعب السوري “والسماح لداعش بالسيطرة على مناطق كبيرة من البلاد التي يجب أن يكون حاكمها، وأيضاً قتله مواطنين يجب أن يكون خادمهم”.
الأهم في تصريحات إرنست الذي يعد الناطق الأقرب الى الرئيس الأميركي باراك أوباما هو الإشارة إلى أن بلاده ستعمل مع الأسرة الدولية للتوصل إلى حل سياسي للمشكلة السورية، وأشارإلى “أن أولويتنا هي التعاطي مع الخطر الذي يمثله المتطرفون الذين يستغلون الفوضى في سوريا”.
واشنطن تتراجع عن تصريح كيري والأسد ليس جزءاً من الحل
الأسد أعلن أنه في انتظار أن تقترن التصريحات الأميركية بالأفعال
واشنطن – فرانس برس، رويترز
قللت الخارجية الأميركية، الاثنين، من مضمون التصريحات التي أدلى بها الوزير جون كيري، مؤكدة أن الرئيس السوري بشار الأسد لن يكون “أبداً” طرفاً في مفاوضات السلام في سوريا.
وكان كيري صرح في مقابلة بثتها شبكة “سي بي إس” الأميركية السبت رداً على سؤال حول احتمال التفاوض مع الأسد، “حسناً.. علينا أن نتفاوض في النهاية”.
وإذ أسفت لعدم إجراء مفاوضات سلام بهدف “وضع حد لمعاناة الشعب السوري”، كررت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر ساكي: “كما كنا نقول منذ وقت طويل، ينبغي أن يكون ممثلون لنظام الأسد جزءاً من عملية” السلام.
لكنها تداركت أن “الأسد بنفسه لن يكون أبداً” طرفاً في هذه العملية و”لم يكن الوزير كيري يقصد ذلك”.
وعلى وقع ردود الفعل التي أثارها كلام كيري في الخارج، أوضحت ساكي أن وزير الخارجية “استخدم الأسد كمختصر” للنظام السوري برمته.
وذكرت بأن الولايات المتحدة ترد بذلك على رغبة المعارضة السورية المعتدلة التي أعلنت مراراً أنها لن تتفاوض أبداً مع الأسد.
وأضافت “بالتأكيد لا يمكن للمرء أن يتفاوض مع نفسه. ثمة حاجة إلى ممثلين في الوقت نفسه للمعارضة وللنظام حول الطاولة”.
لكنها أكدت أن “ليس هناك عملية قائمة ولا عملية على وشك أن تبدأ. إنها إذن مرحلة نظرية حالياً”.
وأعلن الرئيس السوري الاثنين، رداً على إبداء الوزير كيري استعداد بلاده للتحاور معه، أنه ينتظر أن تقترن التصريحات بالأفعال، في وقت أبدى ناشطون ومعارضون خيبة أملهم من الموقف الأميركي الأخير.
وتزعمت الولايات المتحدة جهوداً لعقد محادثات بدعم من الأمم المتحدة في جنيف العام الماضي بين المعارضة السورية ووفد حكومي. وانهارت المحادثات بعد جولتين. وعقدت روسيا محادثات ضمت بعض شخصيات المعارضة والحكومة في يناير لكنها لم تثمر عن تقدم يذكر وقاطعها تحالف المعارضة الرئيسي.
وقالت وكالة “انترفاكس” الروسية للأنباء إن روسيا وجهت الاثنين دعوة إلى مبعوث الأمم المتحدة بشأن سوريا لجولة ثانية من الاجتماعات من المقرر أن تبدأ في أبريل.
الائتلاف يرد على كيري: رحيل الأسد هدف رئيسي
العربية.نت
أكد سالم المسلط الناطق الرسمي باسم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية على أن رحيل الأسد هدف رئيسي للمعارضة السورية. وذلك رداً على التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي قال فيها إن واشنطن ستضطر في النهاية للتفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال المسلط في تصريح صحافي إنه “رغم وضوح مواقف الائتلاف تجاه كل ما يتعلق بالحل السياسي، فإن بعض المستجدات تستدعي التأكيد مجدداً بأن إسقاط رأس النظام وجميع المسؤولين عن الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري هدف رئيسي للائتلاف الوطني، حيث يضمن ذلك الانتقال إلى نظام ديمقراطي مدني تعددي يضمن حريات جميع المواطنين وحقوقهم”.
وشدد المسلط على ضرورة التذكير بأن “الائتلاف الوطني لم يحضر المؤتمر الذي عقد في القاهرة نهاية يناير المنصرم، كما لم يشارك في اللجنة التحضيرية التي انبثقت عنه، وأن مشاركة أعضاء من الائتلاف لم تتم بصفتهم ممثلين عنه بل بشكل شخصي”، مشيرا إلى أن الائتلاف بدأ بدراسة الإجراءات التي سيتم اتخاذها بحقهم حسب النظام الأساسي”.
أندرو تابلر لـCNN: المعارضة تشعر بالإهانة من كيري.. وروسيا القلقة من تمدد إيران بسوريا تفاوض أمريكا سرا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — قال أندرو تابلر، المتخصص في دراسات الشرق الأوسط وأبحاث السياسة العربية في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى وصاحب كتاب “عرين الأسد”، إن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، ارتكب هفوة بالحديث عن التفاوض مع الرئيس السوري، بشار الأسد، مضيفا أن المعارضة السورية تشعر بالإهانة، وكشف وجود معلومات على تقدم بمفاوضات تجري تحت الطاولة بين أمريكا وروسيا القلقة من تمدد النفوذ الإيراني في سوريا.
وحول رأيه بتصريحات كيري توضيحات الخارجية الأمريكية بعد ذلك قال تابلر: “أظن أنها كانت هفوة أو زلة لسان، فالجميع يعرف أن أمريكا تدعم الانتقال السياسي للسلطة في سوريا وألا يكون الأسد على رأس البلاد في نهاية المطاف، وأظن أن القضية التي يتحدث عنها تتعلق بالمفاوضات ومدى قدرتها على تخفيف الاحتقان بالبلاد بين السلطة والمعارضة، ولا أظن أن الموقف السياسي الأمريكي قد تبدل بشكل كبير.”
واستغرب تابلر أي إمكانية للتفاوض مع الأسد قائلا: “الأسد في مرحلة إنكار، وهو متصلب إلى أبعد درجة وليس لديه قدرة على تعديل مواقفه السياسية. هو يصر على عدم وجود معارضة في سوريا، وإنما مجموعات من المتمردين فلماذا يتفاوض المجتمع الدولي معه في ظل الوضع السوري الذي لا يسيطر معه الأسد إلا على جزء من البلاد؟”
وأضاف: “سوريا باتت دولة مفككة ولم تعد موجودة كأمة موحدة ولدينا العديد من التنظيمات المتصارعة ولدينا داعش وأذرع تنظيم القاعدة ومناطق أخرى خاضعة للمعارضة، فالوضع مضطرب جدا وهناك أمل أمريكي بأن تؤدي المفاوضات إلى تخفيف حدة الصراع بعض الشيء.”
ولدى سؤاله حول ما إذا كان جلوس الأسد إلى طاولة المفاوضات يعني إقرار أمريكا بشرعيته قال المحلل السياسي: “بالتأكيد، ولذلك اعتبر تصريح كيري المتزامن مع الذكرى الرابعة للثورة السورية بمثابة إهانة كبيرة للمعارضة السورية، وبات من الصعب القول بأن السياسة الأمريكية في سوريا ستكون كفيلة فعلا بتحقيق الانتقال السياسي، وأرى أن أمريكا هنا قد خسرت كثيرا.”
وختم تابلر بالقول: “أظن أن كيري – تحت ضغط الأسئلة الإعلامية – كان يحاول التشديد على ضرورة العودة إلى مسار المفاوضات، وهناك شائعات حول تقدم يجري في مفاوضات تحت الطاولة مع روسيا، وهنا يثور السؤال، هل لدى الروس بعض المصالح المشتركة مع الأمريكيين في سوريا؟ هناك شائعات بأنهم يشعرون بالقلق حيال تزايد النفوذ الإيراني في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام بنفس السرعة التي ينتشر فيها نفوذ داعش في مناطق المعارضة.”
حملة على تويتر ضد تلميح كيري عن الحوار مع الأسد: “محاورة مجرم القرن جريمة حرب“
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — شنّ نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي حملة ضد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بعد إعلانه، الذي أثار ضجة كبيرة، أن على الولايات المتحدة أن تتفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد، لازاحته عن السلطة ووضع نهاية للحرب الأهلية في سوريا.
وقد أنشأ المغردون على موقع تويتر وسم (#KerryNoNegoWithKiller) رفضوا من خلاله التفاوض مع الأسد، كما وجهوا العديد من تغريداتهم الى حساب كيري على تويتر.
يذكر أن الأسد كان قد رد على تلميحات كيري بالحوار، قائلا: “مازلنا نستمع لتصريحات وعلينا ان ننتظر الافعال وعندها نقرر.”
وفيما يلي بعض التغريدات التي جاءت ضمن هذه الحملة:
فقد قال @Ahmadmuaffaq إن “الحل بسوريا لا بد أن يحفظ مؤسسات الدولة وليس أسد وكأنه يذبح ويقتل لوحده على مدى سنوات طرزان لوحده دمر البلد والعباد.”
فيما علق @HadiAlabdallah قائلا: “أيها المقامرون على حياتنا.. المتاجرون بدمائنا.. اللاعبون بأرواحنا أنتم شركاء الأسد في الجريمة.”
وكتب @khaledabosalah: “المجرم أسد يتفاعل مع تصريحات كيري ويقصف قرى ريف إدلب بالكلور ..!”
أما @mareb_alward فقال: “سيسقط طاغية الشام طال الزمن أو قصر وما يجب أن يعرفه هو وداعميه ومواليه أن جرائمهم لن تسقط بالتقادم.”
@BassamJaara غرّد قائلا: “النووي لاسرائيل والمنطقة لإيران .. هل يستيقظ العرب؟”
وشارك @mshinqiti قائلا: “أحرار #الثورة_السورية هم درع الأمة ضد الهمجية الإيرانية، والبلادة الروسية، والنفاق الغربي. فلا تبخل عليهم بـ140 حرفا”
من جهته، قال @anwarmalek: “جريمة حرب يا كيري @JohnKerry محاورة مجرم القرن #الأسد الذي بعنقه الملايين من قتلى وجرحى ومهجرين ومفقودين ومعتقلين!”
أما @awadhalabdan فقال: “على كيري والادارة الامريكية ان تدرك ان الغول الايراني سيكبر يوما بعد يوم وربما سيجرح المارد الامريكي في يوم من الايام.”
علماً أن CNN بالعربية لا يمكنها التأكد من صحة المعلومات المتناقلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
آخر تحديث على الخريطة.. مناطق عمليات ونفوذ داعش
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)—نشر مركز دراسات الحرب، خارطة توضيحية تبين مناطق عمليات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ”داعش،” والمناطق التي تقع تحت نفوذها.
وبحسب الخريطة يظهر اللون الأصفر مناطق دعم تنظيم داعش، واللون الأحمر يظهر المناطق الخاضعة تحت سيطرة التنظيم، واللون البرتقالي يظهر المناطق التي ينفذ فيها التنظيم هجماته.
وتقاتل القوات العراقية وقوات الأمن، مدعومة بمقاتلي الحشد الشعبي، ورجال العشائر، تنظيم “داعش في العراق”، فيما تواجه القوات الكردية التنظيم في الجبهة الشمالية، لمنع تقدم داعش باتجاه المناطق الكردية، واستعادة المناطق التي يسيطر عليها “داعش”.
كما تتولى الولايات المتحدة وعدد من الدول المتحالفة قصف أهداف تابعة للتنظيم، بهدف تدمير قدراته وإنهاء وجوده في المناطق التي يسيطر عليها. وأعلن العراق عن استعادة عدد من المناطق في محافظة الأنبار، غرب البلاد، فيما يستعد لمعركة استعادة مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، التي يحتلها “داعش”، ويسعى لقطع خطوط الإمداد والتواصل بين مناطق سيطرته في العراق، وتلك التي يسيطر عليها في سوريا.
المنسق الاوروبي لمحاربة الارهاب: لا نجاح بعد في معالجة ظاهرة المقاتلين الأجانب ولا نستبعد هجمات محدودة
بروكسل (17 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
يعي الأوروبيون تماماً أن معركتهم مع الإرهاب، القادم من الجنوب، صعبة ومعقدة وطويلة الأمد، وتمر أساساً عبر عمل دبلوماسي وسياسي وداخلي متعدد الأطياف.
ويبدو جيل دو كيركوف، في قلب هذا التحرك ، فهو المنسق الأوروبي لشؤون محاربة الإرهاب، المعني بتقديم الدلائل وإطلاق الإنذارات وتنبيه المسؤولين الأوروبيين إلى الخطر الذي يتهددهم من الداخل والخارج ، ولم تكن هجمات باريس وكوبنهاغن، أوائل العام الحالي، أقل دلائله.
بعد سنوات من العمل خلف الستار، يظهر جيل دوكيركوف حالياً على كافة الجبهات، يتحدث امام المسؤولين على مختلف مستوياتهم ، يجري اتصالان أمنية الطابع، مع العديد من الأطراف الدولية ، يقدم دراسات واقتراحات في محاولة لتطوير أدوات “المعركة” الأوروبية ضد الإرهاب والتطرف.
وفي حديث مع وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، في مكتبه في بروكسل، اعترف المنسق الأوروبي لشؤون محاربة الإرهاب بأن القارة العجوز لم تتمكن بعد من القضاء على ظاهرة استمرار ذهاب الشبان والشابات للالتحاق بتنظيمات إرهابية في سورية والعراق، رغم ما يتم اعلانه من إجراءات وقيود هنا وهناك في الدول الأعضاء. وقال “لم نستطع منع هذه الظاهرة، الأمر واضح لم ننجح حتى الآن، يجب العمل بشكل أفضل وأسرع “، وفق تعبيره
وتحدث دوكيركوف باسهاب عما يجب عمله، خاصة لجهة ضبط الحدود، تبادل المعلومات بين الدول الأعضاء ودول الجوار ومحاربة التجارة غير القانونية للأسلحة، ومواجهة الدعاية المتطرفة عبر الانترنت، وأيضاً تحسين أداء المؤسسات القضائية في أوروبا وتزويدها بالترسانة التشريعية اللازمة لمعالجة القضايا المتصلة بالإرهاب و التطرف.
ويتواجد في سورية والعراق حالياً ما بين ثلاثة آلاف إلى خمسة آلاف شاب أوروبي يحاربون في كل من سورية والعراق خاصة إلى جانب ما يعرف بتنظيم الدولة الاسلامية (داعش)، وهذا بحسب، دو كيركوف، “رقم كبير”.
أما ما يعطي دو كيركوف، رجل القانون البلجيكي، بعض الاطمئنان، هي تلك المؤشرات التي تقول أن معدلات التوجه إلى سورية والعراق لم تسجل ارتفاعاً ، خلال الأشهر الأخيرة، على الأقل في كل من بريطانيا وبلجيكا، وهو ما يعني، أن هناك “من يسير على الطريق الصحيح”، على حد وصفه.
كما سألته (آكي) عن التعاون الإقليمي والثقة التي يوليها الاتحاد لشركائه المتوسطيين، فأكد أن أوروبا تعمل في أطر شديدة الصعوبة مع بلدان لا تمتلك بالضرورة التوجهات والرؤى نفسها، وقال “لا يبدو الأمر واقعياً تماماً ولكن لا خيار لدينا، فعلينا الاستمرار في الحوار معهم واقناعهم للوصول إلى أجندة مشتركة “، على حد تعبيره
ويوحي كلام دو كيركوف أن هناك وعياً متزايداً لدى أوروبا أن هوامش مناوراتها محدودة وأن العمل على درء الإرهاب وما يدور في فلكه من ظواهر ليس معركة رابحة بالضرورة. وفي هذا الصدد، قال “هناك دول ذات سيادة تمتلك قرارها وتختلف عنا جذرياً في معاينة المشكلة، كما أن هناك صراعات متجذرة في المنطقة لا يمكن حلها بسرعة، فالتوتر السني- الشيعي يفسر أمور كثيرة أكثر عمقاً “، وفق كلامه.
كما تحدث دو كيركوف عن العمل الداخلي على محاربة الإرهاب ، خاصة عندما يتعلق الأمر باندماج الأقليات وتحسين البنى التحتية والسياسات الاجتماعية الأوروبية، ورأى أن “المعركة طويلة ولكن العالم يحتاج لحلول سريعة” ، على حد تعبيره بصوت مشوب بالمرارة.
ويبدو أن الأكاديمي السابق لا يستغرب ما يحدث في العالم العربي حالياً، فهو يرى أن التحرك الشعبي ضد ديكتاتوريات، عملت على مدى عقود على قمع المعارضة والحريات، لا بد أن يتبعه حالة عدم استقرار واضطراب، وضرب على ذلك مثال الثورة الفرنسية.
وأقر دو كيركوف أن على الاتحاد الأوروبي، كمؤسسة “الاستثمار أكثر سياسياً ودبلوماسياً في العلاقة مع دول الخليج”، رافضاً في الوقت نفسه ، توجيه انتقادات لسياسيين أوروبيين سابقين. واعتبر أن “التحدي الأهم هو الخيارات الصحيحة وأنا أرى أنه من الصواب العمل مع جوارنا المباشر رغم التعقيدات “، حسب رؤيته.
وعن التعاون مع دول الجوار وإمكانية التعاون الإستخباري مع نظام الأسد في ظل إرادة متزايدة لدى أجهزة أمن أوروبية لسلك هذا الطريق، وحديث سياسي جديد مفاده أن الأسد هو جزء من الحل، أجاب “رد الفعل جاء مباشراً ، مع علامات واضحة على الارتباك، لم نكن نتوقعها ، بان هذا الموضوع سياسي بحت”، على حد وصفه
واستطرد “السؤال صعب ولا يمكنني الإجابة عليه، ولكني أتفهم رؤية بعض الأجهزة الأمنية في دولنا، لا أريد الدفاع عن أي خيار، ولكني أقول أنه من الأفضل التركيز حالياً على دعم جهود المبعوث الدولي ستافان دي ميستورا، بدل إنتظار حدوث مزيد من الدمار والموت”، على حد تقديره
وأضاف “خلال السنوات الماضية، لم ينجح الاتحاد الأوروبي في بلورة سياسة مشتركة واضحة تجاه الأسد، في ظل دعم سياسي وإيراني غير محدود له، إذن الواقعية السياسية تقول أنه علينا وضع الجميع حول طاولة مفاوضات”. وجدد “أعود وأقول النقاش دقيق ومعقد، و لا بديل عن التحرك نحو حل تفاوضي سياسي”.
وبشأن حجم الخطر الإرهابي في الدول الأوروبية ، فأشار دوكيركوف إلى أنه لا يمتلك من الصلاحيات التنفيذية التي تؤهله لمنع وقوع أعمال إرهابية في أي مدينة أوروبية، وقال “الخطر موجود، ولكنه محدود”. وفسر وجهة نظره بالتأكيد على أن “الأمر يتعلق بأفراد، تبنوا الارهاب والتطرف عبر شبكة الانترنت، وقد يقومون بأعمال متفرقة صغيرة”، واضاف “لا يمكننا التكهن بأن هناك شخصاً متطرفاً يسير في شوارعنا حاملاً سكين وينوي مهاجمة أحد المارة”، وفق كلامه.
ولفت النظر أن الأمر يتعلق بـ”المنافسة القائمة بين تنظيم القاعدة ، الذي يريد إثبات استمرار قوته، عبر السعي، إفتراضياً على شبكة الانترنت، للحصول على مريدين متفرقين يتحمسون لأعمال تخريبية غير منظمة، وبين داعش التي تعمل على إدارة أراضي محددة جغراقياً والقيام بحرب لتثبت أقدامها”
موغيريني: أعتقد أن كيري كان يقصد النظام السوري وليس الأسد
بروكسل (16 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
حاولت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، التقليل من وقع التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، بشأن إمكانية “إضطرار” واشنطن إلى التفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد، على انتقال السلطة في سورية
جاء ذلك في معرض ردها على سؤال يتعلق بالملف السوري، خلال مؤتمر صحفي عقدته في نهاية اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي اليوم في بروكسل.
وفسرت المسؤولة الأوروبية الموقف بالقول أن الأمر يتعلق بعملية التفاوض التي من المفترض أنها ستجمع أطراف المعارضة والنظام حول طاولة الحوار، “ومن هنا أعتقد أن السيد كيري كان يقصد نظام الأسد وليس الأسد نفسه”، وفق تعبيرها
ووصفت موغيريني الموقف الأوروبي بـ”الثابت”، وقالت “نحن مع حل سياسي يديره السوريون أنفسهم، وهذا يعني الحوار بين مختلف الأطراف حسب بيان جنيف”، على حد وصفها
وكان وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قد أصدورا بياناً حول سورية أكدوا فيه أن الرئيس الأسد “لن يكون شريكاً” في الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية، محملين الأسد مسؤولية ما يحصل خاصة لجهة إزدهار تنظيم الدولة الاسلامية وباقي الجماعات الارهابية.
ودعا الوزراء مختلف الأطراف السورية إلى الانخراط في حوار جدي يؤمن خفض العنف والتوجه نحو حل سياسي حسب بيان جنيف الاول الصادر في الثلاثين من حزيران/يونيو 2012.
إلى ذلك، كان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، قد أكد أنه لا مجال للحوار مع الأسد
تقرير: أطفال سورية وقود لجبهات القتال
روما (16 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قبل نحو أربع سنوات، اعتقل الأمن السوري أربعة عشر طفلاً دون الثالثة عشرة من العمر، وعذّبهم لأنهم كتبوا شعارات ضد النظام على جدارن مدارسهم في درعا جنوب سورية متأثرين بالثورات العربية، فكانت قضيتهم السبب المباشر لبدء انتفاضة سلمية تحوّلت إلى مسلحة تحت ضغط عنف النظام وانتهاجه الحل العسكري.
قتل النظام السوري، وفق إحصائيات مراكز حقوقية سورية، أكثر من 18 ألف طفل، واقتاد مئات الأطفال إلى السجون، كما قَتل أمام أعين الأطفال الآخرين آباؤهم وأخوتهم وأصدقاؤهم، وما عاد ممكناً للبعض منهم إلا أن يقتدوا بالآخرين فحملوا السلاح بعمر مبكّر.
تقول المنظمات الحقوقية السورية إن أجهزة الأمن السورية وميليشيات النظام اعتقلت أطفال وعذّبتهم للوصول إلى أفراد من أسرهم، ثم طوّر طرق القضاء عليهم بالجملة، فقتل العام الماضي أكثر من 400 طفل بالسلاح الكيماوي في يوم واحد في غوطة دمشق، ووفق المراصد الحقوقية أيضاً فإن أكثر من 98% من الضحايا الأطفال قضوا على يد قوات النظام، وبلغت نسبة القتلى الأطفال نحو 6% من إجمالي ضحايا الحرب والبالغ عددهم أكثر من 300 ألف قتيل كحد أدنى، في حين أن النسبة في حالات الحروب النظامية بين جيشين هي 2%، أي أن النظام السوري قتل ثلاثة أضعاف ما يمكن أن تقتله أي حرب.
الانتهاكات الهائلة بحق الطفولة خلفت آثاراً نفسية مريعة، صدمات ناجمة عن فقدان الأهل والأصدقاء، وتدمير المنازل، والتشريد، والحرمان من التعليم، إضافة إلى مشاهدة أعمال العنف وعمليات القتل والإعدام والرجم، فضلاً عن عشرات آلاف الأيتام وذوي الإعاقة من الحرب.
من أخطر النتائج التي أفزرتها مشاهد العنف والسلاح في سورية ظهور معارك حقيقية بين الأطفال الذين باتوا يمتشقون في الشوارع مسدسات وبنادق بلاستيكية يطلقون النار على بعضهم في مشهد يُحاكي الواقع الذي يعيشونه.
كل الأطراف في سورية شاركت وتورّطت بتجنيد الأطفال، لكن بنسب متفاوتة، أبرز هذه الأطراف هو النظام، يليه تنظيم الدولة الإسلامية، ثم قوات الحماية الكردية، وأخيراً كتائب المعارضة المسلحة، ولكل من هذه الأطراف خصوصيته.
لا توجد إحصائيات دقيقة تقدر أعداد الأطفال المقاتلين في صفوف ميليشيات النظام أو الجماعات المسلحة الأخرى، لكن بعض التقديرات غير الرسمية تشير إلى انخراط الآلاف من الأطفال بالحرب إلى جانب النظام وإلى جانب الأطراف الأخرى، تم استغلالهم في عمليات القتال المباشرة وغير المباشرة، واستعملوا لأغراض الوقوف على الحواجز، مراقبة ورصد، توصيل معلومات وتجسس، حراسة في نقاط الأمن، وكذلك نقل الذخائر وإمدادات أخرى إلى الجبهات.
وعبثاً طالبت منظمة (هيومن رايتس ووتش) جميع الجماعات المسلحة في سورية بالتعهد علناً بحظر تجنيد واستخدام الأطفال، وبتسريح جميع المقاتلين أو المساعدين تحت 18 عاماً في صفوفها. كما طالبت المانحين بتجميد جميع المبيعات والمساعدات العسكرية المقدمة للقوات التي تستخدم الأطفال كجنود.
على رأس الجهات التي تُجنّد أطفال في سورية هي النظام السوري، فجيش الدفاع الوطني، واللجان الشعبية، والشبيحة وكتائب البعث، وغيرها من الميليشيات تقبل كل من يرغب بالتطوع، حتى لو قل عمره عن 18 سنة، نتيجة الخسائر التي يتلقاها الجيش ويؤدي لنقص في المقاتلين، ويقوم بعضهم بتلقي تدريبات سريعة لا تتجاوز الأسبوع ثم يُزجّ بهم في الصفوف الأمامية لجبهات الحرب.
الصبغة الطائفية لهذه الميليشيات تدفع الكثير من الأطفال للحماسة للدفاع عن طائفتهم، وفي اعتبارهم أن ما يقومون به هو حرب وجود، متأثرة بتحريض وسائل الإعلام وبعض رجال الدين، ويقول بعض الناشطين إن 40% من اللجان الشعبية مادون 18 سنة من العمر.
تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) يعمد إلى تجنيد الأطفال من خلال زجهم في معسكرات تدريب تسمى (دورات الأشبال)، بإغراء الأهالي مقابل مبالغ مالية بين 100 و200 دولار حسب عمر ومهارة الطفل، وأحياناً يلجأ لتجنيدهم قصراً دون موافقة أهاليهم في حالة تشبه الاختطاف.
وللتنظيم عدة معسكرات لتدريب الأطفال في الرقة ودير الزور والبوكمال وريف حلب، يلتحق بها الأطفال ونشر أكثر من فيديو تُظهر أطفالاً، سوريين وغير سوريين، وبعضهم من روسيا، يقومون وبتوجيه من المسلحين بإعدام آخرين بالرصاص أو بجز عنقهم.
وتقول منظمات وناشطون إن الكثير من الأطفال دون سن الـ 18 يُقاتلون في صفوف وحدات حماية الشعب الكردية، و(الأسايش)، التابعان لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، الذي أعلن إدارة ذاتية لمناطق ذات غالبية كردية شمال سورية، واللافت أن هذا الحزب تورط ليس فقط في تجنيد الأطفال الذكور فقط وإنما الإناث أيضاً، واتّهمه أكراد أنه اختطف فتيات من بيوتهن ليُلحقهن بقواته المسلّحة، في مهام غير قتالية أحياناً كالرصد وتذخير الأسلحة، وفي أعمال قتالية مباشرة في الجبهات.
للحزب الكردي معسكرات تدريب للمتطوعين وزادت نسبة المتطوعين دون سن 18 بعد هجوم تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة عين العرب (كوباني)، ووثقت المراصد وجود أسماء 20 قاصرا وقاصرة من الأكراد دون الثامنة عشر قضوا في اشتباكات وهم يحملون السلاح. وكان الحزب قد اتهم بإختطاف همرين عيدي (13 عاما)، وحزبية شيخموس (15 عاما)، حيث أرسلهما “رغماً عن أهاليهما إلى معسكر للتدريب في جبال قنديل معقل حزب العمال الكردستاني شمال العراق”، ودائماً وفق مصادر كردية.
لم يسلم الطفل السوري من انتهاكات أطراف المعارضة المسلحة السورية الأخرى، فقد قالت مراصد حقوقية إن المعارضة المسلحة تقبل ضمّ أطفال إلى صفوفها، لنقل المؤن أو لاستطلاع المناطق وتهريب الأسلحة، وأخفقت في حماية الأطفال بشكل ملائم بسبب تنفيذها أعمالاً حربية داخل مناطق مأهولة، لكنّ الأمم المتحدة حمّلت المسؤولية الكاملة للنظام الذي مارس عنفاً مفرطاً أدى لمثل هذه الظواهر.
يدافع أحد قادة كتائب المعارضة المسلحة عن الاتهامات الموجهة لهم بتجنيد الأطفال، ويؤكد على أنهم لا يُلزمون أحداً بالقتال في صفوفهم، وأنهم، حتى لو قبلوا بعض المراهقين ما دون 18 عاماً، فإنهم يشترطون عليهم العمل بالشق التقني أو الإعلامي فقط، ويرفضون تسليمهم أي سلاح حتى لو مسدس، لكن ليس هذا ما تقوم به كل كتائب المعارضة المسلحة.
أحد قادة معسكر (أشبال التوحيد) التابع لكتيبة (بيت المقدس) في ريف دمشق ينفي أن يكون هناك تجنيد للأطفال، يقول إنها ليست ظاهرة إطلاقاً، فالمعارضة بالمحمل لا تُجنّد الأطفال، فهم لا ينقصهم مقاتلون شباب، لديهم الكثير وغالبيتهم ممن لديهم خبرات عسكرية، من المنشقين عن الجيش أو ممن خدموا الخدمة العسكرية الإلزامية، وينقصهم السلاح، لا سلاح للكبار، فكيف للصغار، ويشرح أن بعض الكتائب تقبل أطفال دون الـ 18 لتعلّمه كيف يدافع عن نفسه إن تعرّض لظرف يدعوه لذلك في بيئة حرب مفتوحة.
المسؤولية الأخلاقية تحتم على السوريين وعلى المجتمع الدولي العمل على وصف الأطراف التي تُجبر الأطفال على الانخراط في الصراعات الداخلية والحروب على أنهم مجرمو حرب، ويُرتب على هذا الوصف عقوبات رادعة، وأن لا يكتفي فقط بالدعوة إلى احترام حقوق الطفولة، بل أن يستخدم كل أدواته المُلزمة لمنع استخدام الأطفال في الصراع السوري تحديداً
رئيس الوزراء الفرنسي يأسف لتصريحات جون كيري بشأن سوريا
باريس (رويترز) – قال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس يوم الاثنين انه يأسف لتصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن الحاجة للتفاوض مع الرئيس السوري بشار الاسد.
وقال فالس لتلفزيون كانال بلوس الفرنسي ردا على سؤال عما إن كان يأسف للتصريحات “نعم.. بالطبع.” واضاف أن الاسد “مسؤول عن مقتل عشرات الالاف.”
وتابع “لن يكون هناك حل سياسي.. لن يكون هناك حل بالنسبة لسوريا طالما بقي بشار الاسد.. وجون كيري يعرف ذلك.”
وأوضحت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية في وقت لاحق تصريحات كيري يوم الاحد عن أن الولايات المتحدة سيكون عليها التفاوض مع الاسد قائلة إنه لم يكن يشير للأسد بالتحديد وانما لحكومته.
(اعداد عماد عمر للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)