أحداث الثلاثاء 17 كانون الثاني 2017
مفاوضات عسكرية مباشرة في آستانة
لندن، نيويورك، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
تمكنت أنقرة من إقناع معظم الفصائل السورية المعارضة بتسمية أعضاء وفدها إلى مفاوضات آستانة وموافقة «الهيئة التفاوضية العليا» على تقديم دعم فني لها، في انتظار تسمية الحكومة السورية وفدها، في وقت تسعى موسكو إلى عقد مفاوضات مباشرة بين الوفدين بين ٢٣ و٢٥ الجاري. وطالبت خمس هيئات إنسانية دولية بتأمين منفذ فوري وآمن لوصول المساعدات إلى الأطفال والأسر وكل من لا يزال يعيش في مناطق محاصرة في سورية، في موازاة جهود تنفيذ وقف النار، فيما تمكن تنظيم «داعش» من قطع خطوط إمداد القوات النظامية في دير الزور، فاصلاً المطار العسكري عن المدينة.
وناقش وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في اتصال هاتفي الترتيبات الأخيرة لمفاوضات آستانة، ويتوقع أن يجري نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في موسكو اليوم محادثات مع رمزي عز الدين رمزي نائب المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا حول برنامج المفاوضات وإجراءاتها.
وبعد أيام من اللقاءات المكثفة بين قادة فصائل المعارضة في أنقرة مارس فيها مسؤولون أتراك ضغوطاً هائلة، توصلت أمس تسعة فصائل إلى قرار المشاركة في مفاوضات آستانة، مقابل رفض خمسة فصائل بينها «أحرار الشام الإسلامية». وعلى رغم أن محمد علوش القيادي في «جيش الإسلام» و «كبير المفاوضين» في مفاوضات جنيف سابقاً، قال إنه سيشارك في مفاوضات آستانة، فإن قائمة سُلّمت إلى أنقرة أمس، لم تضم اسمه وضمت خبراء قانونيين من «الهيئة التفاوضية» وممثلي الفصائل المعارضة وقادتها، إضافة الى سياسيين بينهم مسؤول «المجلس الوطني الكردي» عبدالحكيم بشار، باعتبار أن تركيا رفضت مشاركة «الاتحاد الديموقراطي الكردي» منافس «المجلس الوطني».
وقالت مصادر إن تركيا أبلغت الفصائل بأن مفاوضات آستانة ستركز على اتفاق وقف النار وآلية الرد على خروقاته، من دون بحث الأمور السياسية، في وقت تسعى موسكو إلى عقد مفاوضات مباشرة بين ممثلي الفصائل المسلحة والجيش النظامي السوري.
وبالتزامن مع تسارع التحضيرات لآستانة، برز أمس نفي طهران أن هناك اتفاقاً مع موسكو وأنقرة علی دعوة الجانب الأميركي إليها. وقال مصدر قريب من الخارجية الإيرانية إنه لم يتم أي توافق بين الدول الثلاث (تركيا وروسيا وإيران) علی دعوة الأميركيين، في رد علی حديث عن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عن وجود اتفاق على دعوة واشنطن. كما كان لافتاً أيضاً قول أمین المجلس الأعلى للأمن القومي الإیراني علي شمخاني، إن اتخاذ أي قرارات «نيابة» عن الشعب السوري يتعارض مع مبادئ الدیموقراطیة وحق الشعوب في تقریر مصیرها. واعتبر أن الرئيس بشار الأسد یتمتع «بشعبیة واسعة»، مضيفاً: «إذا كان الغربیون یعتقدون أن الرئیس السوري لا یتمتع بشعبیة، فلماذا یساورهم القلق من ترشّحه مرة أخرى لرئاسة الجمهوریة؟».
في غضون ذلك، نقلت وكالة «فرانس برس» عن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ومصدر عسكري سوري، أن «داعش» تمكن أمس من عزل مطار دير الزور العسكري عن الأحياء التي تسيطر عليها الحكومة في دير الزور (شرق سورية). واضاف: «تمكن تنظيم داعش من تحقيق الهدف الرئيسي من هجومه في مدينة دير الزور، وهو قطع الطريق بين المدينة والمطار العسكري المجاور». وأشار إلى «عزل مطار دير الزور عن المدينة وبالتالي فصل مناطق سيطرة النظام إلى جزأين، ليضيق بذلك الخناق بشكل كبير على الأحياء السكنية في المدينة».
وأكد مصدر عسكري سوري لـ «فرانس برس»، أن «تنظيم داعش هاجم مواقع للجيش غرب المطار ما أدى إلى انقطاع الطريق الواصلة بين المدينة والمطار»، وهو ما أكده التلفزيون السوري الرسمي في شريط عاجل. وذكر أن «وحدات الجيش تشن في هذه الأثناء هجوماً معاكساً على المواقع التي سيطر عليها المسلحون لاستعادتها».
لافروف: هدف مفاوضات آستانة «تثبيت» وقف النار
موسكو، دبي – أ ف ب، «الحياة»
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم، أن أحد أهداف مفاوضات آستانة في 23 الشهر الجاري برعاية روسيا وايران وتركيا، هو «تثبيت» الهدنة الهشة في سورية، إضافة إلى ضمان المشاركة الكاملة الحقوق للقادة الميدانيين في التسوية السياسية.
وقال لافروف، خلال المؤتمر الصحافي السنوي لوزير الخارجية حول نتائج الديبلوماسية الروسية لعام 2016، إن «بعض الدول الأوروبية تحاول إفشال المفاوضات لأنها حست بنوع من التهميش من دون تحديد هذه الدول».
وأضاف أن اللقاء الذي سيشارك فيه ممثلون عن الفصائل المعارضة والنظام السوري سيسمح بمشاركة «قادة للمقاتلين على الأرض في العملية السياسية»، مشيراً إلى أن «أحد أهداف لقاء آستانة هو أولاً تثبيت وقف اطلاق النار».
وأكد لافروف، وفق ما نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية، أن منظمي مفاوضات آستانة يدعون الإدارة الأميركية الجديدة إلى المشاركة فيها، مشيراً إلى أن مشاركة الوفد الأميركي في مفاوضات آستانة ستمثل فرصة مهمة لمناقشة «تفعيل مكافحة الإرهاب في سورية».
وعبّر عن أسفه «لعدم تمكن المجتمع الدولي من تشكيل الجبهة العالمية لقتال الإرهاب» والوقوف يداً واحدة في التعامل مع هذا الخطر. وبخصوص التحديات التي واجهت روسيا بالذات، قال لافروف إن الولايات المتحدة الأميركية قامت بأعمال «غير ودية» تجاه روسيا، وإن «النشاط غير الودي» تصاعد في شكل خاص في الأعوام القليلة الماضية في فترة الرئيس الأميركي باراك أوباما الرئاسية الثانية.
وكشف الوزير الروسي أن الاستخبارات الأميركية حاولت في نيسان (ابريل) 2016 تجنيد ثاني أكبر مسؤول في السفارة الروسية لدى الولايات المتحدة «بدس عشرة آلاف دولار في سيارته حينما لم يكن موجوداً فيها». وباءت المحاولة بالفشل. أما بالنسبة إلى المبلغ المالي الذي حاولت الاستخبارات الأميركية «شراء» مسؤول السفارة الروسية به، فجرى إيداعه في خزانة السفارة الروسية، وهو يعمل لمصلحة الدولة الروسية الآن، وفق تعبيره.
ميدانياً قالت ناطقة باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن «البرنامج أوقف موقتا إنزال مساعدات الإمدادات الحيوية جوا إلى مدينة دير الزور شرق سورية بسبب القتال الشرس هناك».
وقالت الناطقة باسم البرنامج بيتينا لوشر إن آخر عملية إسقاط للمساعدات هناك كانت أول من أمس مضيفة أنه نفّذ «177 عملية إنزال جوي لما يصل إلى 110 آلاف شخص في المدينة منذ بدء العملية في نيسان (أبريل) الماضي».
وكان تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) شن أشرس هجوم له منذ عام على جيب محاصر تسيطر عليه قوات النظام في المدينة لمحاولة عزله عن قاعدة جوية عسكرية قريبة في معركة قتل فيها العشرات.
«داعش» يشن هجوماً شرساً لعزل مطار دير الزور
بيروت ـ رويترز
شن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) أشرس هجوم له منذ عام ضد منطقة حكومية محاصرة في مدينة دير الزور في محاولة لعزلها عن قاعدة عسكرية قريبة في معركة أدت إلى سقوط عشرات القتلى.
وذكر مصدر عسكري سوري إن القتال ضار، موضحاً أن «الهجوم هو من أقوى المحاولات التي بدأها داعش على المطار وعلى المنطقة. المعارك عنيفة حتى الآن..المعارك قوية جداً.. يبدو أن داعش حشد قوة كبيرة».
ووصف «المرصد السوري لحقوق الإنسان» القتال بأنه «الأشرس في المدينة الواقعة في شرق سورية منذ عام وقال إن ما لا يقل عن 82 شخصا قتلوا». وأكد أن «داعش» قطع الطريق الذي يصل القاعدة الجوية ببقية المنطقة التابعة للحكومة وهو ما يعني أن الجيش لن يستطيع تزويد المدينة بالإمدادات إلا من طريق الجو فقط، ما يضيق الخناق أيضاً على الأحياء السكنية في المدينة».
وأكد مصدر عسكري سوري أن «تنظيم داعش هاجم مواقع للجيش غرب المطار ما أدى الى انقطاع الطريق الواصلة بين المدينة والمطار» وهو ما أكده التلفزيون السوري الرسمي في شريط عاجل.
وذكر أن «وحدات الجيش تشن في هذه الأثناء هجوماً معاكساً على المواقع التي سيطر عليها المسلحون لاستعادتها».
ويسيطر التنظيم منذ العام 2014 على أجزاء كبيرة من محافظة دير الزور النفطية والحدودية مع العراق.
فصائل تؤكد ذهابها إلى استانا و”داعش” يعزل مطار دير الزور
المصدر: (و ص ف، رويترز)
اكدت فصائل سورية معارضة مشاركتها في محادثات استانا الاسبوع المقبل برعاية روسيا وايران الداعمتين لدمشق وتركيا الداعمة للمعارضة، مشددة على ان جدول الاعمال سيقتصر على وقف الاعمال القتالية بما يمهد الطريق الى البحث في العملية السياسية بجنيف.
وبعد يومين من بدئه هجوما هو الاعنف منذ عام، تمكن تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) من عزل مطار دير الزور العسكري عن بقية الاحياء تحت سيطرة قوات النظام في المدينة التي يسيطر على اكثر من 60 في المئة منها.
الى استانا
وتستضيف استانا في 23 من الشهر الجاري ممثلين عن الفصائل والنظام السوري استكمالا لتنفيذ اتفاق وقف النار الذي تشهده الجبهات الرئيسية في سوريا منذ نهاية الشهر الماضي على رغم الخروق المتكررة خصوصاً قرب دمشق.
وقال محمد علوش القيادي البارز في “جيش الاسلام”، احد ابرز الفصائل الاسلامية النافذة في ريف دمشق، ردا على سؤال لـ”وكالة الصحافة الفرنسية”: “كل الفصائل ستذهب. الكل موافق”.
واكد احمد عثمان القيادي في فرقة “السلطان مراد”، وهو فصيل معارض تدعمه انقرة وينشط في شمال سوريا، ان “الفصائل أخذت قرارها بالذهاب الى المحادثات ضمن ثوابت الثورة”.
ويستثني وقف النار المستمر منذ 30 كانون الاول التنظيمات المصنفة “ارهابية” وعلى رأسها “داعش”. كما يستثني وفق موسكو ودمشق “جبهة فتح الشام” (جبهة النصرة سابقا) التي تسيطر مع فصائل موافقة على الهدنة على محافظة ادلب.
وقال المستشار القانوني للفصائل المعارضة اسامة ابو زيد ان وفد استانا يمثل “جميع الفصائل المعتدلة باستثناء تلك المرتبطة بتنظيم القاعدة اي جبهة فتح الشام”. واوضح انه “على رغم الخروق الوقحة المرتكبة خصوصا من الميليشيات الايرانية في وادي بردى وريف دمشق فان ما دفعنا للموافقة على الذهاب الى استانا هو ان اجندة المرحلة الاولى تتضمن تثبيت وقف اطلاق النار حصرا”، مضيفاً انه “من الطبيعي ان يكون الوفد عسكريا فقط” على ان يرافقه “وفد تقني” من الهيئة العليا للمفاوضات.
وعلى رغم ابدائه استعداد الوفد لـ”طرح العملية السياسة في استانا”، شدد على ان بحث ذلك “بالعمق يحتاج الى حضور مكونات اكبر من المعارضة، ونحن لن نعطل مسار جنيف المستمر منذ سنوات”.
وتأمل الامم المتحدة باستئناف مفاوضات جنيف في 8 شباط وقت اكدت روسيا وانقرة ان محادثات استانا ليست بديلا من جنيف.
وبحسب رئيس الدائرة الاعلامية في “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” احمد رمضان، فإن البحث في “تفاصيل العملية السياسية متروك لمفاوضات جنيف”.
وتبذل موسكو وطهران مع انقرة جهودا حثيثة لانجاح محادثات استانا بين ممثلي النظام والفصائل الذين سيجلسون وجها لوجه حول طاولة واحدة، وفق ما رجحت مصادر معارضة واخرى قريبة من النظام، بعدما كانت مفاوضات جنيف عبارة عن محادثات غير مباشرة.
وقال رئيس تحرير صحيفة “الوطن” القريبة من دمشق وضاح عبد ربه ان “المقاربة الروسية الايرانية- التركية هي العكس تماما لما حصل سابقا في جنيف، حيث تنطلق الامم المتحدة من مبدأ انه اذا توصلنا الى حل سياسي، فسينعكس ذلك توقفا للمعارك”.
اما في استانا، فسيتم الانطلاق وفق عبد ربه من وجوب “تسوية الوضع الميداني تمهيدا لفتح الطريق امام المفاوضات السياسية”.
وبحسب الباحث المتخصص في الشؤون السورية توماس بييريه، فإن “طرفي النزاع سيناقشان المسائل العسكرية لانها النقاط الوحيدة التي في امكانهما التوافق حولها”.
وأمس، بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في الاستعدادات للمحادثات مع نظيريه التركي مولود جاويش أوغلو والإيراني محمد جواد ظريف.
استثناء الاكراد
وبعد استثنائهم من قائمة المدعوين الى استانا، قالت الادارة الذاتية الكردية في بيان ان “محاولة اقصائنا من أي مبادرة للحل يجعل منها مبادرة غير كاملة”.
وخرج المئات من المتظاهرين الاكراد في مدينة القامشلي احتجاجا، ورفعوا شعارات عدة ابرزها “حينما نكون موجودين في محاربة الارهاب يجب ان نكون موجودين الى طاولة الحوار”.
واثبت الاكراد الذين يتلقون دعما من واشنطن وتصفهم انقرة بـ”الارهابيين”، انهم قوة رئيسية في قتال الجهاديين.
الميدان
وبعيدا عن الهدوء النسبي على الجبهات الرئيسية، كثف “داعش” هجماته ضد قوات النظام المحاصرة في مدينة دير الزور شرق البلاد وتمكن من التقدم غرب المطار العسكري وعزله عن بقية الاحياء تحت سيطرة قوات النظام في المدينة.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له ان التنظيم “قسم مناطق سيطرة النظام الى جزأين”.
وأفاد مصدر عسكري سوري أن تقدم التنظيم جاء اثر “مهاجمته مواقع للجيش غرب المطار مما ادى الى انقطاع الطريق الواصلة بين المدينة والمطار”. وأضاف ان “الجيش يشن هجوماً معاكساً” لاستعادة المواقع التي خسرها.
ويعد المطار المتنفس الوحيد المتبقي لقوات النظام التي تحصل عبره على الامدادات العسكرية والمستلزمات والمساعدات الغذائية للسكان المحاصرين والذين تقدر الامم المتحدة عددهم بمئة الف شخص.
ويحاصر التنظيم المدينة بشكل مطبق منذ عامين، لتقتصر امكانية الوصول اليها عبر الجو وتصير المدينة الوحيدة التي يحاصر فيها الجهاديون قوات النظام.
وفي وقت سابق الاثنين، قال مصدر عسكري سوري ان التنظيم الذي “يعتمد على عدد كبير من الانغماسيين” استقدم “تعزيزات كبيرة من ريف دير الزور الغربي ومن الرقة”، معقله الابرز في سوريا.
واحصى المرصد منذ بدء الهجوم مقتل 28 عنصرا من قوات النظام واربعين جهاديا، الى مقتل 14 مدنيا على الاقل.
دفن ضحايا الطائرة الروسية
وفي موسكو وضواحيها وبعض المقاطعات جرت أمس مراسم تشييع جثامين معظم ضحايا تحطم طائرة “تو-154” الروسية في البحر الأسود.
وكانت الطائرة التابعة لوزارة الدفاع الروسية المتوجهة من موسكو إلى سوريا قد تحطمت صباح 25 كانون الأول الماضي في البحر الأسود قرب مدينة سوتشي، التي هبطت فيها قبل ذلك للتزود بالوقود. وكان على متن الطائرة 92 شخصا، بينهم 64 من أعضاء فرقة ألكسندروف الفنية العسكرية و9 صحافيين.
فرنسا تعلن دعمها لأهداف محادثات استانة وتصر على وجود حقيقي للمعارضة السورية
باريس – رويترز – قالت فرنسا الثلاثاء، إنها تدعم هدف التوصل لوقف إطلاق نار في عموم سوريا في محادثات مقترح عقدها في استانة عاصمة قازاخستان في وقت لاحق من هذا الشهر لكنها قالت إن المحادثات تحتاج إلى تمثيل حقيقي وموسع للمعارضة.
وقال المتحدث رومان نادال في إفادة صحافية يومية إن وزير الخارجية جان مارك إيرو قال لنظيره التركي إن باريس “تؤكد دعمها للأهداف المعلنة… وتصر على أهمية التمثيل الموسع والحقيقي للمعارضة.”
وأضاف أن المفاوضات يجب أن تتم في إطار قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254 وميثاق جنيف بما يؤدي لانتقال سياسي.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في وقت سابق إن لديه معلومات عن أن بعض الدول الأوروبية تبحث تقويض محادثات السلام السورية لأنها شعرت بأنها همشت منها.
تعزيزات لقوات النظام الى دير الزور والامم المتحدة تعلق القاء المساعدات
بيروت – أ ف ب – استقدمت قوات النظام السوري الثلاثاء، تعزيزات الى مطار دير الزور العسكري غداة تمكن الجهاديين من عزله عن المدينة، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، في وقت علقت الامم المتحدة القاء المساعدات جواً الى السكان المحاصرين.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان “قوات النظام استقدمت تعزيزات عسكرية جواً الى مطار دير الزور ودعت سكان المدينة الى المشاركة في القتال على الجبهات الرئيسية ضد الجهاديين، رغم ان بعضهم لم يخضع لأي تدريبات عسكرية”.
وافاد المرصد أن “معارك متقطعة تدور بين قوات النظام والجهاديين في مدينة دير الزور، تتزامن مع شن الطيران الروسي والسوري غارات على مواقع الجهاديين”.
وتمكن تنظيم الدولة الاسلامية الذي بدأ السبت هجوماً، هو “الاعنف” على المدينة منذ عام، من فصل مناطق سيطرة قوات النظام في المدينة الى جزءين وعزل المطار العسكري عن المدينة.
واحصى المرصد منذ بدء الهجوم السبت مقتل 116 شخصاً، هم 21 مدنياً و37 عنصراً من قوات النظام و58 مقاتلاً جهادياً خلال المعارك وجراء الغارات.
ويعتمد التنظيم بشكل خاص على ارسال انغماسيين في الهجمات التي يشنها من محاور عدة، وفق المرصد ومصدر عسكري.
ودفعت المعارك الامم المتحدة الى تعليق القاء مساعدات جواً الى السكان المحاصرين داخل المدينة.
وقالت المتحدثة باسم برنامج الاغذية العالمي بتينا لوشر للصحافيين في جنيف الثلاثاء، “علقنا عملية القاء المساعدات جوا في دير الزور لأسباب امنية” مشيرة الى “معارك عنيفة مستمرة في منطقة القاء المساعدات ومحيطها”.
واضافت “من الخطر جداً ان نفعل ذلك” موضحة ان آخر مرة القيت فيها المساعدات كانت السبت، يوم بدء الجهاديين هجومهم.
ويسيطر التنظيم منذ العام 2014 على اكثر من ستين في المئة من مدينة دير الزور ويحاصرها بشكل مطبق منذ مطلع العام 2015، لتصبح بذلك المدينة الوحيدة التي يحاصر فيها الجهاديون قوات النظام.
ويقوم برنامج الاغذية العالمي منذ نيسان/ابريل 2016، بإلقاء مساعدات جواً الى السكان المحاصرين في المناطق تحت سيطرة النظام فقط في دير الزور والذين يقدر عددهم بمئة الف، وفق الامم المتحدة.
ويعد المطار العسكري ايضاً المتنفس الوحيد الذي كان متبقيا لقوات النظام وتحصل عبره على الامدادات العسكرية والمستلزمات والمساعدات الغذائية.
مستشار روسي لدي ميستورا يقول إنه ما زال يعتبر محادثات جنيف مجدية
موسكو – رويترز – قال فيتالي نومكين المستشار الروسي لستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا الثلاثاء، إنه ما زال يعتبر محادثات جنيف بشأن الصراع الدائر في سوريا مجدية.
وقال للصحافيين “أنا واثق أن يوم الثامن من فبراير شباط ستجرى محادثات في جنيف وعملية التركيز على إيجاد حل سياسي ستستمر.”
وبدأت روسيا في الفترة الأخيرة مسعى لإجراء محادثات سلام منفصلة بشأن سوريا في استانة عاصمة قازاخستان في وقت لاحق هذا الشهر.
وتدعم تركيا كذلك محادثات استانة التي لا تشمل الولايات المتحدة التي قادت محادثات جنيف.
كيري يندد بتصريحات ترامب “غير اللائقة” تجاه ميركل والاتحاد الأوروبي
لندن – الأناضول – ندد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، بـ”التصريحات غير اللائقة” التي أدلى بها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، قبل يومين تجاه الاتحاد الأوروبي والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل.
وقال كيري في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” الإخبارية، الإثنين، إن “ميركل شجاعة جداً، وسياستها لا تتطابق نهائياً مع توصيف ترامب”.
وتابع متحدثاً من لندن، في إطار رحلته إلى منتدى دافوس، “أعتقد أنه يجب أن نكون حذرين جدًا، قبل أن نطلق حكماً بأن أحد القادة الأقوياء في أوروبا، ارتكب خطأ”.
وتنطلق اليوم، أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع دافوس الشتوي بسويسرا، بمشاركة قرابة 3 آلاف من القادة السياسيين ورجال أعمال من أكثر من 100 دولة حول العالم.
وذكّر كيري خلال حديثه، أن الرئيس الأمريكي (المنصرف) باراك أوباما، كان ضد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وحول علاقات بلاده مع روسيا، ألقى كيري، باللائمة على الرئيس الروسي فلادمير بوتين، في تردي هذه العلاقات، خلال فترة إدارة أوباما.
وأشار إلى “وجود مشاكل بين واشنطن وموسكو، ولكن في الوقت نفسه من غير الصحيح القول أن علاقات البلدين سيئة”.
ورأى كيري أن “بوتين فضل تحويل قضايا مثل أوكرانيا والقرم وسوريا إلى مشاكل (…) وكما تحدث ترامب، فقد وجدنا طريقة للعمل مع روسيا في الأمور التي نستطيع العمل عليها”.
وأضاف “روسيا دعمت الاتفاق المتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، وأنا عملت مع سيرغي لافروف (وزير خارجية روسيا) من أجل التوصل لاتفاق للمساعدة في إزالة الأسلحة الكيميائية من سوريا، وكان لنا تعاون في القضايا الإنسانية والبيئية”.
والأحد، انتقد ترامب، في مقابلة أجرتها معه صحيفتي “بيلد” الألمانية، و”تايمز″ البريطانية، سياسة ميركل بخصوص اللاجئين، مهدداً بفرض جمارك عقابية على صادرات السيارات الألمانية في الولايات المتحدة، حسب إذاعة صوت ألمانيا.
وبهذا الشأن قالت ميركل “إن الإرهاب يشكل تحدياً لنا جميعا (..) ولكن نحن نريد أن نفصل ملف اللاجئين عن هذه القضية”.
ولفتت إلى أن “العديد من السوريين لم يهربوا من الحرب الأهلية في بلادهم فحسب، بل من الإرهاب أيضاً”.
ومن المقرر أن يجري تنصيب ترامب رئيساً للولايات المتحدة رسمياً في 20 يناير/كانون الثاني الجاري.
لافروف: مفاوضات أستانة ستضمن للمعارضة المسلحة “مشاركة كاملة” بالعملية السياسية
إسطنبول- الأناضول- قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الثلاثاء، إن المفاوضات المرتقبة في أستانة الشهر الجاري ستضمن للمعارضة السورية المسلحة “مشاركة كاملة الحقوق في العملية السياسية”.
جاء ذلك خلال مؤتمره الصحفي السنوي المخصص للحديث عن نتائج عمل الدبلوماسية الروسية في عام 2016، حسب ما نقل عنه الموقع الإلكتروني “روسيا اليوم”.
لافروف أكد أنه بإمكان أي فصائل مسلحة أخرى (بالإضافة إلى الفصائل التي وقعت على اتفاق الهدنة) أن تنضم لعملية المصالحة في سوريا، مضيفا أن الجانب الروسي تلقى طلبات بهذا الشأن من عدد من مجموعات المعارضة المسلحة (لم يذكرها).
واعتبر أن ما كان ينقص المفاوضات السورية حتى الآن هو مشاركة أولئك الذين يؤثرون فعلا على الوضع الميداني.
واستطرد قائلا: “أما الآن، عندما طرحت روسيا وتركيا مبادرة لإشراك أولئك الذين يحملون السلاح في وجوه بعضهم البعض، ما فتح الطريق أمام توقيع الحكومة السورية (النظام السوري) على اتفاقيات بهذا الشأن مع القادة الميدانيين للجزء الرئيسي من المعارضة المسلحة، فتمكنا من التقدم خطوة مهمة جدا إلى الأمام”.
وتابع: “أحد أهداف اللقاء في أستانة يكمن في التوصل إلى اتفاق حول مشاركة هؤلاء القادة الميدانيين في العملية السياسية”.
وأكد لافروف أن مشاركة هؤلاء القادة الميدانيين في العملية السياسية يجب أن تكون كاملة الحقوق، بما في ذلك دورهم في صياغة الدستور الجديد وملامح المرحلة الانتقالية.
وأضاف: “أعتقد أنه لا يجوز اقتصار نطاق المشاركة على تلك الفصائل التي وقعت يوم 29 ديسمبر/ كانون الأول على اتفاقية وقف إطلاق النار. بل يجب أن تكون لأي تشكيلات مسلحة تريد الانضمام لهذه الاتفاقيات إمكانية لذلك”.
وفي 4 يناير/ كانون الثاني الجاري أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن موعد مؤتمر أستانة بالعاصمة الكازاخستانية سيكون في 23 يناير/ كانون ثانٍ الجاري في حال نجاح وقف إطلاق النار في سوريا.
واعتباراً من 30 ديسمبر/ كانون أول الماضي، دخل اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا حيز التنفيذ، بعد موافقة النظام السوري والمعارضة عليه، بفضل تفاهمات تركية روسية، وبضمان الدولتين.
نصر الحريري عضو وفد المفاوضات للأستانة: سنطالب بخروج إيران وميليشياتها من سوريا
أكد لـ«القدس العربي» أن المحادثات محطة ضمن مسار جنيف
عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي» من احمد المصري: قالت مصادر من المعارضة السورية، أمس الاثنين، لـ»القدس العربي» إن فصائل المعارضة المسلحة ستذهب إلى المفاوضات التي ستجرى في العاصمة الكازاخية أستانة برعاية تركية ـ روسية، موضحة أن هذه المفاوضات مع النظام السوري ستكون محطة ضمن مسار عملية جنيف وليست منفصلة، مؤكدة أنها اتفقت على اختيار محمد علوش رئيسا لوفدها المفاوض إلى الأستانة.
وقال نصر الحريري عضو الوفد إلى الأستانة في تصريحات لـ»القدس العربي»، «شكلت الهيئة العليا للمفاوضات وفدا استشاريا وقانونيا للذهاب إلى الأستانة، ومن ضمن الأسماء أسامة أبو زيد ونزيه الحكيم وحكيم بشار ومحمد علوش وياسر عبد الرحيم ويحيى العريضي»، مضيفا «سيتم التفاوض على تثبيت وقف إطلاق النار وحل القضايا الإنسانية، وهذا سيفتح المفاوضات للوصول إلى خارطة طريق لحل سياسي».
وأضاف الحريري في مجمل حديثه لـ»القدس العربي»، «إيران والنظام السوري لم يلتزما باتفاق وقف إطلاق النار، وإيران غير معنية بإنجاح أي مفاوضات، ونجاحنا في الجانب الإنساني وغيره من الأمور، سيعزز صمود الشعب السوري ويجبر النظام على إدخال المساعدات، وفي حال تم نجاح المفاوضات سيطلب من إيران وميليشياتها مغادرة سوريا، خاصة وأن مشروع طهران في سوريا هو مشروع استيطاني كما فعلت في العراق».
وحول رفض بعض الفصائل المسلحة الذهاب إلى الأستانة ورفضها أن تكون جزءا من الوفد قال الحريري: «الفصائل والائتلاف المعارض والهيئة العليا للمفاوضات في حالة توافق تام حول الذهاب إلى الأستانة، وليست العبرة بمن سيذهب، فالجميع ملتزم بوقف إطلاق النار». وحول موعد المباحثات في الأستانة قال الحريري «على الأغلب في الموعد نفسه الذي أعلن عنه 23 الشهر الحالي ما لم يحدث تأجيل».
من جانبه قال أسامة أبو زيد إنه «على رغم الخروقات الوقحة المرتكبة خصوصا من الميليشيات الإيرانية في وادي بردى وريف دمشق فإن ما دفعنا للموافقة على الذهاب إلى أستانة هو أن اجندة المرحلة الأولى تتضمن تثبيت وقف إطلاق النار حصرا».
وأضاف «انطلاقا من ذلك، من الطبيعي أن يكون الوفد عسكريا فقط» على أن يرافقه «وفد تقني» من الهيئة العليا للمفاوضات و»يعمل تحت مظلته».
وأبدى ابو زيد الذي شارك سابقا في المفاوضات التي ادت الى تطبيق الهدنة، استعداد الوفد لـ»طرح العملية السياسة في الأستانة». لكنه أوضح ان الفصائل أبلغت وجهة نظرها للأتراك الذين نقلوها للروس ومفادها أن «بحث العملية السياسية بالعمق يحتاج حضور مكونات أكبر من المعارضة ونحن لن نعطل مسار جنيف المستمر منذ سنوات».
وفي الإطار ذاته، شدد رئيس الدائرة الاعلامية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد رمضان على أن «الشق العسكري المتعلق بالهدنة سيبحث في أستانة في حين أن تفاصيل العملية السياسية متروكة لمفاوضات جنيف».
وقررت الفصائل (الراغبة في الحضور) إرسال مندوبين عنها للمشاركة في المفاوضات من بينها، وفق موقع شبكة «شام»، «فيلق الشام»، «فرقة السلطان مراد»، «الجبهة الشامية»، «جيش العزة»، «جيش النصر»، «الفرقة الأولى الساحلية»، «لواء شهداء الإسلام»، «تجمع فاستقم»، «جيش الإسلام»، في حين رفضت فصائل أن تتمثل في الأستانة ومن أبرزها «أحرار الشام» و»صقور الشام» و»فيلق الرحمن» و»ثوار الشام» و»جيش إدلب» و»جيش المجاهدين».
من جانبه رأى رئيس تحرير صحيفة «الوطن» السورية القريبة من دمشق وضاح عبد ربه أمس الاثنين، أن «المقاربة الروسية الإيرانية التركية هي العكس تماما لما حصل سابقا في جنيف، حيث تنطلق الأمم المتحدة من مبدأ إنه إذا توصلنا إلى حل سياسي، فسينعكس ذلك توقفا للمعارك».
أما في أستانة فسيتم الانطلاق وفق عبد ربه من وجوب «تسوية الوضع الميداني تمهيدا لفتح الطريق أمام المفاوضات السياسية، لأن روسيا أدركت أن ممثلي المعارضة الذين شاركوا في المفاوضات السابقة لم يكن لهم أي تأثير في الميدان».
وأضاف «أما الذين سيذهبون إلى أستانة فيملكون نفوذا على الأرض وهم قادرون بالتالي على بحث الاتفاقات السياسية من دون العودة الى السعودية او فرنسا او بريطانيا ودول أخرى لاتخاذ القرار».
وتأمل الأمم المتحدة باستئناف مفاوضات جنيف في الثامن من شباط/فبراير في وقت أكدت روسيا وانقرة ان محادثات أستانة ليست بديلا عن مسار جنيف.
وفشلت المفاوضات السابقة في جنيف في تسوية النزاع الذي تشهده سوريا منذ اذار/ مارس 2011 وتسبب بمقتل أكثر من 310 آلاف شخص ودمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
خلافات داخل تنظيم «الدولة» جنوب دمشق تنتهي بطرد قيادات حرضت على إعلان تمرد
غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: أكدت مصادر ميدانية من جنوب العاصمة السورية على الأزمة الداخلية التي شهدها فرع تنظيم «الدولة» جنوب دمشق يومي الجمعة والسبت، بعد سلسلة من قرارات عزل كوادر امنية وشرعية، عقب عزل أمير التنظيم أبو هشام الخابوري.
وفي اتصال مع «القدس العربي» أكد قائد سابق في «جبهة فتح الشام»، يقيم جنوب دمشق، «ان الخلافات داخل فرع تنظيم الدولة تم تضخيمها في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام الأخرى لتعميق الخلاف الذي نتج بعد قرار قيادة التنظيم عزل أمير جنوب دمشق أبو هشام الخابوري وتعيين أمير جديد للفرع يوم الجمعة».
وأضاف، ان قرار عزل الخابوري رافقته قرارات عزل أخرى لعدد من القيادات الشرعية والأمنية التي تعمل مع الأمير المعزول، من بينهم الشرعي فراس غنام المعروف باسم أبو مريم الفلسطيني ورفيقه أبو جولان الفلسطيني.
وقال المصدر، ان العشرات من مقاتلي التنظيم «رفضوا قرار عزل الخابوري بتحريض مباشر من ابي مريم الفلسطيني، الذي هدد بإعلان التمرد على التنظيم».
ورفض أبو مريم الفلسطيني «قبل قرار عزله، الاحد، إعطاء البيعة للامير الجديد الذي اختارته قيادة التنظيم خلفا لابي هشام «، على حد قول المصدر.
لكن المقاتلين، حسب ما قاله المصدر، «الذين رفضوا تعيين الأمير الجديد بحجة انه ليس من سكان الحجر الأسود وهذا يعني أنه ليس من العوائل النازحة من الجولان، تراجعوا عن موقفهم بعدما أعلن الفلسطيني شبه تمرد على قيادة التنظيم، وهو خط أحمر في منهج عمل التنظيم».
وأشار المصدر إلى أن قيادة تنظيم الدولة «تراجعت عن قرار عزل الخابوري لعدم اعطاء فرصة لإنشاء اي تكتلات لا سيما وأن هناك مغالطات كانت تصلها عن القيادات كأبو صياح الأمير الأول وخلفه عن طريق تقارير مغرضة وغير دقيقة تستهدف النيل من أي قيادي يخالف توجهات فراس غنام الذي عقد هدنة مع المعارضة وطرح فكرة تغيير مسمى الدولة الاسلامية كتمويه لتجنب اي حرب تشن عليهم».
وكشف، عن ان قرارات العزل «النافذة شملت الشرعي المكلف بالامور الدعوية أبو جولان الفلسطيني، بالإضافة إلى الشرعي أبو مريم الفلسطيني ومنعهما من الحديث في اي شأن يخص التنظيم وعدم مغادرة المنطقة دون اذن» وأضاف، ان «أبو جولان» هو واحد من كبار الدعاة في الحجر الأسود الذي «تم عزله قبل يومين حيث بدأ يحرض على قيادة الأمير الذي خلف الخابوري قبل اعادته، مطالباً ان تكون الامارة والمناصب المهمة بيد اشخاص ينتمون للتنظيم من سكان الحجر الأسود وهذا دليل ان المناطقية تسللت للتنظيم بسبب الحصار والمصالحات التي ابرمت مع فصائل عدة جنوب العاصمة»، على حد قوله.
من جهة اخرى، أكد المصدر على ان «وسطاء يمثلون النظام حاولوا استغلال المستجدات الأخيرة في فرع التنظيم وعرضوا على القيادات المتمردة الخروج من جنوب دمشق مع الاستجابة للشروط كافة التي يضعها التنظيم».
لكن قيادة التنظيم، حسب المصدر، «رفضت عروض النظام مجدداً رغم وجود رغبة كبيرة لدى عدد ليس بقليل من عناصره للخروج وطالما ان الخلافات داخل الفرع قد تمت تسويتها في أقل من يومين وعودة الأمور إلى وضعها الاعتيادي فمن المتوقع الشروع بمفاوضات حول خروجه من جنوب دمشق الى الرقة»، كما أكد على ان «قيادة التنظيم في جنوب العاصمة تسلمت الأسلحة والمقرات كافة من القيادات والكوادر المعزولة».
«الجندرما» التركية تقمع مظاهرة احتجاجية للاجئين السوريين في مخيم مرعش
من عبد الرزاق النبهان
الحسكة ـ «القدس العربي»: قمعت عناصر «الجندرما» التركية منذ أيام مظاهرة للاجئين السوريين في مخيم مرعش الواقع داخل الأراضي التركية، وذلك اعتراضاً على القرار الصادر بترحيل بعض العائلات السورية من المخيم، حيث اشتبك مئات المتظاهرين مع «الجندرما»، بعدما حاولوا فض المظاهرة، مما أدى إلى حملة اعتقلات ضمن صفوف المتظاهرين وسقوط بعض الجرحى.
وأكد الناشط الإعلامي يحيى شاكر لـ «القدس العربي»: أن قوات الجندرما التركية هاجمت مظاهرة احتجاجية في مخيم مرعش للاجئين السوريين، وأطلقت قنابل الغاز تجاه المتظاهرين وفرقتهم بالقوة، ما أدى لإصابة بعضهم بحالة الاختناق، كما اعتقلت عشرات المشاركين في داخل المخيم.
وأضاف، أن هذه المظاهرة تأتي بعد «فرض السلطات التركية قراراً يقضي بدمج العائلات الصغيرة المكونة من أربعة أشخاص مع بعضهم سواءً كانت توجد صلة قرابة بينهما أم لا، أو خروج هذه العوائل من الخيم لإفساح المجال أمام لاجئين تركمان عراقيين للسكن مكانهم»، وفق كلامه. وأشار شاكر إلى أن السلطات التركية تسعى لإفراغ الجزء الأكبر من اللاجئين السوريين في مخيم مرعش ونقلهم إلى مخيمات العثمانية والإصلاحية بغية استبدالهم باللاجئين التركمان العراقيين الذين يقدر عددهم بنحو خسمة آلاف عائلة، بسبب عدم توفر كرفانات إيواء لجميع اللاجئين، حيث يقدر عدد الكرفانات الفارغة حالياً بما يقارب 1500 فقط. من جهته عبر صبري جمعة وهو أحد قاطني مخيم مرعش عن استهجانه من منع الاحتجاج للاجئين السوريين ضد القرار الجائر الصادر بحقهم، فالاحتجاجات لم تكن سوى «محاولة للتعبير عن غضبهم من أجل انصافهم للعدول عن هذه القرار الذي يحرم قاطني المخيم من أبسط حقوقهم في العيش بكرامتم»، على حد قوله.
وأوضح جمعة أن عشرات العائلات السورية اجتمعوا داخل المخيم من أجل التظاهر للاحتجاج على قرار ترحيلهم نحو أماكن أخرى، إلا أنهم تفاجأوا بوجود أعداد كثيرة جدا من عناصر «الجندرما» التركية الذين شكلوا سلاسل بشرية وقاموا بضرب عشرات اللاجئين قبل أن يتم اعتقال العشرات منهم.
ووصف تدخل «الجندرما» التركية بأنه تكميم للأفواه، مؤكداً أن اللاجئين السوريين لا يريدون سوى البحث عن الأمان لأبنائهم والحفاظ على كرامتهم التي باتوا يفتقدونها بعد خروجهم من بلدهم وفق تعبيره. وتساءل جمعة عن الأسباب التي دفعت الحكومة التركية للتضييق الكبير على السوريين بعدما فتحت أبوابها في بداية الحراك الشعبي في سوريا، وتابع قائلاً «يبدو أن الجميع تخلى عنا فلم يبق لنا إلا الله».
يشار إلى أن الحكومة التركية افتتحت مخيماً جديداً مزوداً بتجهيزات حديثة يتسع لـ 25 ألف شخص في ولاية كهرمان مرعش في جنوب تركيا في منتصف كانون الأول/ ديسمبر لعام 2016، الذي يعد من أحد أكبر المخيمات التي تضم اللاجئين السوريين الذين هجروا بيوتهم بسبب القصف.
النّظام يهدّد إدلب… والمعارضة تجهز وفدها لمحادثات أستانة
جلال بكور
في وقت تواصل فيه المعارضة السورية نقاشاتها في تركيا لإنهاء تشكيل وفد محادثات أستانة، ألقت طائرات النظام السوري مناشير ورقية فوق ريف إدلب الجنوبي مكتوباً عليها عبارات تهديد بالقصف بأنواع مختلفة من الذخائر التدميرية اليوم الثلاثاء.
وأفاد الناشط جابر أبو محمد من ريف إدلب “العربي الجديد” بأن طيران النظام السوري ألقى بمناشير ورقية فوق ريف مدينة جسر الشغور بريف إدلب الجنوبي هدد فيها أهالي المنطقة بقصف بأنواع مختلفة من القذائف التدميرية.
وأضاف أبو محمد: كتب على المناشير: “أربعون نوعا من الذخائر تنتظركم.. قادرة على تدمير الأهداف.. “الأرضية ، تحت الأرضية، الملاجئ، والمناطق المحصنة.”
كما ألقت الطائرات مناشير كتب عليها: “ربع ساعة الأخيرة، أيها المسلح: حان وقت الحقيقة.. العالم يتغير بسرعة.. الجيش قادم.. فكر بنفسك.. لا تتردد.. الانتظار يكلفك حياتك.. سارع إلى إلقاء السلاح لتحافظ على حياتك ومستقبلك.. القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة.”
ويرى مراقبون أنّ إلقاء مناشير من هذا النوع وفي هذا التوقيت فوق مناطق المعارضة يثير شكوكا حول قدرة روسيا على الإمساك بتعهداتها كضامن لالتزام النظام السوري بوقف إطلاق النار وما سينتج عن اجتماعات أستانة.
وفي سياق متّصل، قال القيادي في فيلق الشام “منذر سراس” لـ”العربي الجديد”: “إنّه لم يتم بعد تحديد أعضاء وفد المعارضة إلى أستانة بشكل نهائي، هناك أسماء تم تثبيتها، بانتظار أن تقوم فصائل من المعارضة لم يتم تحديد مندوبيها بعد بتثبيت ممثليها.”
وأضاف أنه: “تم تثبيت اسم القيادي محمد علوش كرئيس للوفد، وعند إتمام أعضاء الوفد سيتم بدء مناقشة الملفات التي سوف يتم التفاوض حولها في أستانة.”
وفي السياق، قالت مصادر مقربة من المعارضة السورية إنّ اجتماعات تدور بين ممثلي المعارضة السورية المسلحة السياسية والعسكرية في مدينة إسطنبول بتركيا برعاية حكومتي تركيا وقطر، لتنسيق وتحديد الملفات التي سيتم التفاوض عليها، وكيفية التعامل معها في اجتماع أستانة المزمع عقده في الثالث والعشرين من الشهر الجاري.
وأوضحت المصادر أنّ من أهم تلك الملفات، تثبيت وقف إطلاق النار وعدم تكرار خرق الهدنة، وإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة.
وادي بردى… الموت تحت القصف أو لنقص الدواء
ريان محمد
يعايش أكثر من 100 ألف مدني محاصرين في وادي بردى في ريف دمشق كل أنواع الموت، فمن لا يموت منهم جراء القذائف والصواريخ التي لم تنقطع عن المنطقة طوال فترة الحملة العسكرية الأخيرة التي تشنها ميليشيا “حزب الله” اللبناني والقوات النظامية، يُقتل جراء نقص الأدوية والمواد الغذائية والبرد القارس.
وقال الناشط الإعلامي معاذ القلمون لـ”العربي الجديد”: “فقد نحو 10 أشخاص حياتهم بينهم أطفال وكبار في السن جراء النقص الحاد في الأدوية والرعاية الطبية والمواد الغذائية، الأمر الذي يضعف أجسام المحاصرين ويفقدهم المناعة”.
ولفت إلى أن “المئات من المدنيين المحاصرين في بلدات وادي بردى يعانون من أمراض مزمنة منها القلب والسكري والضغط وغيرها التي تحتاج إلى أدوية دائمة. وتلك الأدوية غير متوفرة حاليا الأمر الذي يتسبب بتدهور حالتهم الصحية ويجعل حياة كثيرين منهم في خطر. كما يستمر الحصار الخانق، مع وجود عشرات الإصابات جراء القصف العنيف للمناطق السكنية، بينها حالات خطرة”.
وأكد عضو الهيئة الإعلامية في بردى، طارق أبو جيب، لـ”العربي الجديد”: “فقدان عدد من المدنيين حياتهم لعدم توفر الأدوية والرعاية الطبية”، مشيراً إلى “توثيق الحالات ما يصل إلى 10 حالات، والعدد قابل للزيادة في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية”.
وأضاف “نعاني حيال أوضاع الخدج، الذين يحتاجون إلى حاضنات أطفال وهي غير متوفرة في الوادي، الأمر الذي يهدد حياة من ولد منهم أخيرا، ناهيك عن الرعاية الطبية المطلوبة للأمهات”.
ولفت إلى أن “العديد من الجرحى بترت أطرافهم بينهم حالات خطرة، في حين لا يتوفر الدواء أو الرعاية الطبية اللازمة، بسبب نقص الكادر الطبي وقصف المشفى الطبي الميداني والنقاط الطبية في الأيام الأولى من الحملة العسكرية”، مضيفا أن “في الوادي يوجد طبيب واحد اختصاص عظمية وبقية الكادر الطبي الذي لا يتجاوز العشرة هم ناشطون واكتسبوا خبرتهم الطبية من الممارسة، ويعتمدون على أدوات بسيطة جدا”.
وقال أبو جيب “إضافة إلى أزمة المرضى والجرحى، لدينا عشرات آلاف المدنيين الذين يعانون من نقص المواد الغذائية، وعدم توفر حليب الأطفال، إضافة إلى شح مواد التدفئة مع اشتداد برد الشتاء”.
يشار إلى أن العديد من المناشدات والنداءات أطلقت الفترة الماضية تطالب بتحييد المدنيين عن العمليات العسكرية، وفتح ممرات إنسانية لإدخال المساعدات الإنسانية.
قتلى وجرحى بقصف للنظام على وادي بردى وريف حماة
جلال بكور
واصلت قوات النظام السوري مدعومة بـ”حزب الله” اللبناني، عملياتها العسكرية في منطقة وادي بردى بريف دمشق، موقعة جرحى بين المدنيين، في وقت سقط فيه قتلى وجرحى بقصف جوي من طيران النظام على ريف حماة الشرقي، ليلة الإثنين الثلاثاء.
وذكرت مصادر محليّة لـ”العربي الجديد” أنّ قوات النظام السوري، بدعم من “حزب الله” اللبناني، واصلت محاولة اقتحام قرية عين الفيجة في وادي بردى بريف دمشق من عدة محاور، لكنّ المعارضة المسلحة تمكّنت من صدّ الهجوم، فيما تتواصل الاشتباكات بين الطرفين.
وفي السياق، أفاد الدفاع المدني في ريف دمشق بأنّ عدداً من المدنيين بينهم خمسة عناصر من الدفاع المدني أصيبوا بجروح، جرّاء القصف على وادي بردى من قبل النظام السوري بالبراميل المتفجرة، وصواريخ أرض – أرض، والمدفعية والرشاشات الثقيلة، وقذائف الهاون، فضلاً عن عمليات القنص.
إلى ذلك، قالت مصادر لـ”العربي الجديد” إنّ الطيران الحربي التابع للنظام السوري استهدف قرية عنيق باجرة في ريف حماة الشرقي وسط سورية، ما أسفر عن مقتل ستة مدنيين من عائلة واحدة بينهم ثلاثة أطفال، ووقوع عدد من الجرحى.
من جانب آخر، ذكر “مركز حلب الإعلامي” أنّ الجيش التركي استهدف بالمدفعية الثقيلة مواقع مليشيا “وحدات حماية الشعب” الكردية في قرية عين دقنة، ومدينة تل رفعت في ريف حلب الشمالي، شمال سورية.
وتحدثت تنسيقية مدينة الباب عن مقتل عنصر من “الجيش السوري الحر” في معارك مع تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في محيط مدينة الباب، ضمن عمليات “درع الفرات”.
على صعيد آخر، قال الدّفاع المدني السوري في حلب إنّ امرأة وطفلتين من عائلة واحدة قضَين جرّاء حريق اندلع بسبب مدفأة، في مكان إقامتهم في مخيم الإيمان للنازحين في ريف حلب الشمالي.
وفي تطورات ميدانية أخرى، واصل تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) هجومه في مدينة دير الزور ومحيطها شرق سورية، حيث سيطر التنظيم على كتيبة المدفعية في جنوب مطار دير الزور العسكري، تزامناً مع استهداف مواقع لقوات النظام في حي الصناعة بعربة مفخخة، موقعاً قتلى وجرحى.
كذلك ذكرت مصادر أنّ “داعش” أسر عشرين عنصراً من قوات النظام السوري، في منطقتي الجبل والمقابر بدير الزور، وذلك إثر سيطرته على المنطقتين، فيما فرّ العشرات من عناصر النظام نحو مناطق أخرى.
جرابلس السورية المحررة: تمارين لعودة الحياة
عمار الحلبي، عدنان علي
نفضت مدينة جرابلس شمالي سورية، غبار الحرب عنها، بعد أن استمرت لسنوات تحت حكم تنظيم “الدولة الإسلامية”، وذلك إثر سيطرة فصائل المعارضة السورية المقاتلة ضمن عملية “درع الفرات” عليها في 24 أغسطس/آب من العام الماضي. اليوم وبعد أكثر من ثلاثة أشهر من طرد “داعش” من المدينة، دخلت “العربي الجديد” إليها، لترصد أوضاع المدنيين فيها والبالغ عددهم حوالي 40 ألفاً، وأبرز احتياجاتهم، وما تم ترميمه بعد الحرب.
حركة شبه طبيعية
تبدو المدينة قد تعافت على الرغم من وجود بعض المنغّصات، فشوارعها ووجوه العابرين فيها تعطي انطباعاً بأن أهلها ودّعوا الحرب إلى غير رجعة، وكأن كل شيء على ما يرام. أحد أسباب العودة المقبولة نسبياً إلى الحياة في المدينة، هو رغبة السلطات التركية بأن تكون جرابلس نموذجاً للإدارة المحلية الرشيدة وللمناطق الآمنة في الأجزاء السورية المحررة من سلطة النظام السوري. هذه المناطق الآمنة التي تقترح تركيا منذ بداية الحرب السورية إقامتها، ورفض الغرب السير بها، تبدو تجربتها في جرابلس مقبولة جداً، بدعم تركي طبعاً، لكن أيضاً بإدارة محلية ذاتية لا تزال نواقصها محدودة بعد كل هذه الأشهر.
السوق الرئيسي في المدينة يعمل بطاقاتٍ لم يشهدها منذ سنوات، والحركة التجارية أخذت نحو التحسن بعد أن عاد جزء كبير من أبناء المدينة، وأُبعدت الآلة الحربية إلى أقصى حدٍّ ممكن. أسعار السلع داخل جرابلس انخفضت بعد توفّرها، وبينما بلغ ثمن الدولار الواحد حوالي 500 ليرة سورية، بلغ ثمن كيلو السكر 525 ليرة، والزيت 650 ليرة، والبندورة 275 ليرة، واللحوم الحمراء 2750 ليرة، والمازوت 200 ليرة، والبنزين 300 ليرة، وفقاً لما شاهد مراسل “العربي الجديد” في الأسواق.
ولكن على الرغم من عودة أعداد كبيرة من سكان جرابلس إلى منطقتهم بعد أن كانوا نازحين في تركيا ومناطق أخرى، فإن القطاع التعليمي ليس على ما يرام اليوم، فعدد المدارس لا يكفي لعدد الطلاب، إضافة إلى أنه لا توجد مناهج تعليمية واضحة لتدريسها إلى الطلاب. وقال رئيس المكتب التعليمي التابع للمجلس المحلي في مدينة جرابلس علي محمد لـ”العربي الجديد”، إنه تم تأهيل مدرستين في مدينة جرابلس وإعادة افتتاحهما لاستقبال الطلاب مجدداً، الأولى مدرسة صادق هنداوي بطاقةٍ تدريسية تبلغ 1200 طالب، والثانية مدرسة أحمد سليم ملا بطاقةٍ استيعابية تبلغ حوالي 800 طالب، مشيراً إلى أن جرابلس تحتوي على 104 مدارس إضافية لم يتم تأهيلها بعد.
وحول كفاية هاتين المدرستين لعدد الطلاب في المدينة، أجاب محمد: “رفعنا طاقتهما وجعلناهما تدرّسان بدوامين اثنين، لنصل إلى طاقة استيعابية قدرها نصف طلاب المدينة، في حين يبقى النصف الثاني من أبناء جرابلس خارج العملية التعليمية، إضافةً إلى أن النسبة الأكبر من المدرّسين دون رواتب حتى الآن”. لكن هاتين المدرستين تلقّنان الطلاب بلا وجود منهج تعليمي واضح. وفي هذا الصدد، أوضح محمد أنه يتم تدريس الطلاب حالياً “التحليل والتركيب” بسبب عدم اعتماد منهاج محدّد حتى الآن، لافتاً إلى أن هذا الأمر بانتظار الحصول على دعم لتزويد المدارس بمنهج تدريسي. في المقابل، قال مدرّس في مدرسة صادق هنداوي لـ”العربي الجديد”: “بدأت العمل بعد تحرير جرابلس بفترةٍ قصيرة، وحتى الآن لم أتقاضَ ولا ليرة”. وأضاف المدرّس الذي رفض ذكر اسمه، أن الراتب ليس المشكلة الوحيدة، لأن العملية التعليمية تحتاج إلى تأهيل مزيدٍ من المدارس، وإجراءاتٍ إدارية أكثر تنظيماً، يأتي على رأسها تحديد الكادر المؤهّل وتحديد عمله إدارياً وتحديد منهجٍ واحد، وعدد الطلاب في الصف الواحد ليُصار إلى تلقين المعلومات وفق المعايير المعروفة عالمياً.
خدمات صحية متوفرة
بعد السيطرة على جرابلس بشهرٍ كامل، افتتحت وزارة الصحة التركية مستشفى في مدينة جرابلس، لينضم إلى المستوصف السوري الوحيد داخل المدينة، إضافة إلى أن الوزارة حوّلت مدرسة غير فعّالة في جرابلس إلى مستشفى صغير يتسع لأربعين سريراً، وذلك تماشياً مع الحالات الصحية التي بقيت فتراتٍ طويلة من دون علاج. المستوصف السوري الذي تم افتتاحه بعد تحرير المدينة بأيام، وفيه 70 موظفاً بين طبيب وممرّض وإداري، وقدّم خدماتٍ إلى سكّان المدينة وريفها، وتمكّن من إجراء 9 آلاف معاينة وأكثر من مئة عملية جراحية، جرى إغلاقه منتصف شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بأمرٍ من الوالي التركي، إذ تم إبلاغ رئيس المنطقة الصحية بإخلاء المستوصف خلال ساعاتٍ من دون توضيح سبب الإغلاق، لتتركّز كل الخدمات الصحية في المستشفى التابع للصحة التركية.
واعتبر مدير المكتب الإعلامي لمدينة جرابلس وريفها، أبو قصي، أن المستشفى التركي يكفي لتغطية كل الحالات الطبية في مدينة جرابلس وريفها، كونه من المستشفيات الضخمة، التي تحتوي على أجهزة ومعدّات متطورة ويعمل على مدار 24 ساعة يومياً، ويقدّم العلاج والدواء بشكلٍ مجاني للمرضى. ولفت أبو قصي في حديث لـ”العربي الجديد” إلى أنه “لم يتم تحديد سبب إغلاق المستوصف السوري أو تحديد موعد لإعادة فتحه حتى الآن”.
مشاكل مستمرة
يغيب التيار الكهربائي عن المدينة لفترات طويلة، وينقطع في بعض الأحيان لمدة تزيد عن 24 ساعة متتالية من دون مبرر أو سبب واضح، وهو ما دفع بعض المؤسسات الاقتصادية للاعتماد على مولدات التيار الكهربائي لتسيير عملها. وأعاد أبو قصي السبب في هذا الانقطاع إلى الضغط الكبير على شبكة الكهرباء التي تم تخصيصها من تركيا للمدينة بشكلٍ مجاني بعد التحرير. وأوضح في حديثه لـ”العربي الجديد” أن “معظم المواطنين اتجهوا لاستخدام المدافئ التي تعمل على الكهرباء، وتحتاج لكمياتٍ كبيرة من التيار”، لافتاً إلى أن استخدام هذه المدافئ زاد الضغط على الشبكة وأدى لانقطاعها في أحيانٍ كثيرة. من جهته، لم ينكر عبد الهادي، وهو أحد سكّان جرابلس الذين عادوا من تركيا بعد تحريرها، أن معظم السكان يستخدمون المدافئ الكهربائية، لكنه عبّر عن استيائه من استمرار الانقطاع. وقال عبد الهادي لـ”العربي الجديد” إن “الكهرباء تستمر بالانقطاع لمدة أربعة أيام متواصلة، وهو ما جعل الأهالي يبحثون عن مصادر أخرى للكهرباء”، لافتاً إلى أن معظم السكان كانوا قد اعتادوا على انقطاع التيار لساعاتٍ طويلة في اليوم، لكن المنغّص أن تنقطع لمدة ثلاثة أو أربعة أيام متواصلة.
الرأي ذاته يتبنّاه المواطن أبو يحيى، الذي أوضح أنه عندما أوصلت تركيا التيار الكهربائي إلى المدينة بعد تحريرها، كان وضع التيار جيداً جداً ولا ينقطع إلا في أحوالٍ نادرة، غير أنه بعد شهرٍ واحد بدأت ساعات الانقطاع تزداد شيئاً فشيئاً حتى باتت تنقطع لأيامٍ متواصلة من دون سابق إنذار.
من جهة أخرى، تشكّلت في جرابلس محكمة مؤلّفة من قضاة ومحامين باقتراحٍ من “المجلس الأعلى للقضاء الحر” في حلب، وبتعاون بين الفصائل والمجالس المحلية، بغية إخماد حالة الفوضى التي تلت تحرير المدينة من تنظيم “داعش”. لكن الخلافات بين الفصائل أثّرت على عمل القضاء بشكلٍ واضح، وإن كان تأثيرها في جرابلس أقل مما هو عليه في مناطق أخرى، إلا أن بعض الخلافات بدأت تنشب بين الفصائل داخلها لتنتهي بسرعة من دون أن يكون لها تأثير كبير على حياة المدنيين. قبل أيام، اندلع خلاف بين فصيلين داخل مدينة جرابلس وتطوّر إلى اشتباكاتٍ امتدت لنصف ساعة، وأُغلق على إثرها عدد من مداخل الشوارع، لينفضّ الاشتباك لاحقاً. وعلى الرغم من أن هذه الحوادث نادرة الحصول، إلا أنها تتناقض مع إخلاء المدينة من المظاهر المسلّحة باستثناء الشرطة والأمن.
وتعليقاً على هذا الأمر، قال رئيس المكتب السياسي في “لواء المعتصم” مصطفى سيجري: “لا ننكر حدوث بعض التجاوزات الفردية، وقلنا سابقاً إننا نعمل على ترتيب الصفوف وتلافي أي أخطاء”. وأضاف في حديث لـ”العربي الجديد”: “كنا قد اتخذنا قرارات سابقة وجرى تنفيذها لإخراج جميع الفصائل خارج المدينة، ومثل هذه الأمور تحتاج إلى تكاتف جميع القوى الموجودة لتفعل دورها”، مؤكداً أنه “إذا قورن ما حدث من أخطاء مع مناطق ثانية فإنها لا تتعدّى 1 في المائة، لكن على الرغم من ذلك يجري العمل للتخلّص من كل الأخطاء الفردية أو تدخّل العسكريين في الشأن المدني”.
وناشد سيجري عبر “العربي الجديد” جميع السوريين أصحاب الخبرة والكفاءات والعلماء للعودة إلى جرابلس قائلاً: “تم تحرير عشرات القرى في ريف حلب الشمالي الشرقي، ولكن لا يمكننا كجهة عسكرية تخطي العقبات من دون تعاون مع الكفاءات في الاختصاصات المختلفة”، داعياً جميع النخب وأصحاب الكفاءات للتوجه إلى جرابلس وباقي القرى لممارسة دورها الطبيعي. ولفت إلى أنه تم استقبال رئيس الحكومة المؤقتة جواد أبو الحطب سابقاً، وتسليم الحكومة المؤقتة مقرات لممارسة عملها داخل جرابلس، حتى يتسنّى للعسكريين التفرّغ بشكلٍ كامل للجبهات وترك الإدارة المدنية للحكومة المؤقّتة والمجالس المحلية.
الدور التركي
وعن الدور التركي في إعادة الحياة إلى جرابلس، فقد أعطى الرئيس رجب طيب أردوغان تعليمات لرئاسة بلدية غازي عنتاب من أجل تنفيذ مشاريع البنية التحتية في مدينة جرابلس وإنشاء حدائق ألعاب للأطفال. وفي هذا السياق، رممت السلطات التركية حديقة أطفال في جرابلس، تستوعب نحو مائة طفل ووضعتها في الخدمة قبل عيد الأضحى. وكان رئيس بلدية كركميش الحدودية المحاذية لجرابلس في ولاية غازي عنتاب التركية، نوح قوجه أصلان، قال إن السلطات تبذل قصارى جهدها للانتهاء من مشكلة غياب المياه والكهرباء عن المدينة، فضلاً عن تجهيز فرن لتلبية احتياجات المنطقة من الخبز. وقامت شركة تركية خاصة تعمل في كركميش بتزويد مدينة جرابلس بالطاقة الكهربائية، حيث جرى حفر خط تحت الأرض، بطول 3 كيلومترات، لمدّ أسلاك الكهرباء من منطقة كركميش إلى جرابلس. ونقلت وسائل إعلام تركية عن مسؤول في الشركة قوله إن مركز توزيع منطقة كركميش قام بتوليد 31.5 كيلوواط من الطاقة الكهربائية، وإرسالها عبر خط التوتر العالي إلى مخازن لتخفيض جهدها إلى 20 كيلوواط، ونقل التيار الكهرباء المخفض عبر كابلات تتحمل جهداً عالياً إلى مدينة جرابلس. يُذكر أن تركيا كانت تزود سورية، عبر شركة خاصة، بحوالى 20 في المائة من الطاقة الكهربائية، غير أنّ الجانب السوري قرر في أكتوبر/تشرين الأول 2012، وقف التزود بالكهرباء من الشركة التركية.
وفي إطار المشاريع التركية لمناطق الشمال السوري، التي تم انتزاعها من تنظيم “داعش” ومن المليشيات الكردية في إطار عملية “درع الفرات”، أعلن نائب رئيس مجلس الوزراء التركي، نور الدين جنكلي، أن بلاده بصدد بناء مدن جديدة في تلك المناطق، وأنها ستعمل على توفير جميع مقومات الحياة للمناطق السورية المتاخمة للحدود التركية، وذلك بطول 95 كيلومتراً وبعمق 45 كيلومتراً. وقد أحيا النجاح الذي حققته عملية “درع الفرات” الآمال لدى الأتراك بإقامة منطقة آمنة في الشمال السوري خالية من تنظيم “داعش” والمليشيات الكردية. وقال مسؤولون أتراك، في وقت سابق، إن هذه المنطقة ستمتد في الوقت الحاضر من مدينة جرابلس الى بلدة الراعي بطول نحو 70 كلم وبعمق 20 كلم.
وكانت جرابلس، قبل خروجها عن سيطرة قوات النظام منتصف العام 2012، بوابة حدودية رسمية مع تركيا، ويقابلها في الطرف التركي بلدة كركميش، ويقطنها نحو 25 ألف نسمة. ومن غير المعروف اليوم بدقة عدد المقيمين فيها من سكانها الأصليين والنازحين إليها من المناطق الأخرى. وكان قال، في وقت سابق، إن عدد سكان المدينة ارتفع بعد نجاح عملية “درع الفرات” من 3500 إلى 20 ألف شخص.
العربي الجديد
الموت يحاصر 65 ألف مدني في تلبيسة بريف حمص
ريان محمد
بات أكثر من 65 ألف مدني، هم سكان مدينة تلبيسة بريف حمص، وسط سورية، شبه أحياء، بعد مرور نحو 4 سنوات على حصار قوات النظام السوري لهم، حيث أصبحت المدينة بالنسبة لقوات النظام والمليشيات الموالية لها بمثابة حقل رماية، أهدافه المتحركة هم سكان المدينة.
وقال الناشط الإعلامي، محمد العلي، المقيم في تلبيسة، في حديث لـ”العربي الجديد”، إن “مدينة تلبيسة من أكبر مدن ريف حمص الشمالي المحاصر، وتتعرض لقصف مدفعي شبه يومي من قبل معسكر ملوك جنوب المدينة، وعدة قرى أخرى حولها النظام إلى ثكنات عسكرية ضخمة مثل جبورين وأكراد الداسنية، وتعاني المدينة من نقص كبير في المواد الغذائية، خاصة مادة الخبز”.
ولفت العلي إلى أن “أزمة الخبز تفاقمت نتيجة احتراق أكبر الأفران في المدينة، ما تسبب بارتفاع أسعار رغيف الخبز لدرجة يعجز الأهالي معها عن شرائه، إضافة إلى نقص الطحين الذي تسبب في إيقاف أغلب الأفران في تلبيسة عن العمل، حيث يعجز المجلس المحلي في مدينة تلبيسة عن تأمين مادة الطحين وتقديم الخبز للأهالي، نظراً لقلة الإمكانيات وارتفاع أسعار الطحين ومادة الديزل، التي يُدفع ثمنها أضعافا مضاعفة بسبب الحصار، حيث يتم الاعتماد بشكل أساسي على الدعم من قبل بعض المغتربين من أبناء المدينة وبعض المنظمات الخيرية، ما يجعل هذا الدعم غير مستقر”.
وبين العلي أن “غالبية العائلات تعتمد على وجبتين في اليوم، تكلفة الوجبة تقدر بـ1500 ليرة سورية تقريبا، إضافة إلى اعتمادهم على عدة مؤسسات إنسانية عاملة في ريف حمص تقوم بتقديم المساعدة”.
ولفت العلي إلى أن “جميع الأعمال متوفرة في مدينة تلبيسة، وأغلبية المهن لا تزال فعالة، لكنها تعرضت للتضرر نتيجة نقص وارتفاع أسعار المواد المستخدمة في هذه المهن، مثل العمل بالمواد المعدنية والزراعة وتربية الحيوانات وغيرها، إضافة إلى العمل ضمن الهيئات الإغاثية، ووجود عدد كبير من الموظفين في الدوائر الحكومية لدى النظام في حمص”.
تجدر الإشارة إلى أن وتيرة القصف الجوي والمدفعي في المنطقة ارتفعت مؤخراً، مما تسبب في سقوط قتلى وجرحى، ويعني ذلك خرق النظام السوري وقف إطلاق النار الذي ضمنته روسيا مؤخراً.
“داعش” يطبق الحصار على مطار ديرالزور العسكري
محمد حسان
تمكن تنظيم “الدولة الإسلامية”، ليل الإثنين-الثلاثاء، من إطباق الحصار على مطار ديرالزور العسكري، من جميع الجهات وعزله عن بقية مناطق سيطرة قوات النظام في مدينة ديرالزور، بعدما تمكن مقاتلوه من السيطرة على نقاط عسكرية غربي المطار.
سيطرة التنظيم جاءت بعد ثلاثة أيام من المعارك العنيفة مع النظام، تمكن خلالها مقاتلو التنظيم من السيطرة على كل من “كتيبة التأمين” ومباني “جمعية المهندسين” و”معامل البلوك والقرميد” غربي مطار ديرالزور العسكري. وتعتبر تلك المواقع خط إمداد للنظام ومليشياته في المطار، والطريق الوحيد الذي كان يصلها ببقية مناطق سيطرتها في القسم الغربي من مدينة ديرالزور. كما تمكن مقاتلو التنظيم، أيضاً، من السيطرة على الكراج ومنطقة المقبرة و”كتيبة المدفعية” والجبل المطل على مدينة ديرالزور، من جهة حيي الرصافة والعمال جنوبي المدينة.
واستخدم التنظيم في هجومه كافة أنواع الأسلحة الثقيلة، من مدفعية ودبابات وعربات عسكرية وصواريخ مضادة للدروع، كما استعان بمقاتلين قادمين من محافظة نينوى العراقية، لخوض هذه المعارك.
هجوم التنظيم جنوبي ديرالزور وغربي مطارها العسكري، كان متزامناً مع هجمات موازية شنها مقاتلوه على تلة الرواد ومحيط “اللواء 137” غربي المدينة، وعلى محيط “حاجز البانوراما” جنوباً، وعلى قرية الجفرة شمالي المطار، وعلى حيي العمال والموظفين داخل المدينة واللذين تتحصن فيهما مليشيات النظام. وتم قصف تلك المواقع بمختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة.
سيطرة التنظيم على هذه النقاط، تسببت بعزل مطار ديرالزور العسكري وحيي هرابش والطحطوح الواقعين شرقي المدينة، عن مناطق سيطرة قوات النظام في الجهة الغربية منها؛ حيي الجورة والقصور و”المربع الأمني” و”مركز الطلائع” و”اللواء 137″. التنظيم تمكن من قطع طرق الأمداد والتواصل بين جزئي المدينة.
تقدم “داعش” غربي مطار ديرالزور العسكري وجنوبي مدينة ديرالزور، رافقه أيضاً تقدم لمقاتلي التنظيم داخل أحياء المدينة، وخاصة في حي العمال والموظفين، الذي تشهد جبهاته أعنف المعارك بين الطرفين. كما تمكن مقاتلو التنظيم من السيطرة على أربع نقاط لقوات النظام، داخل قرية الجفرة الواقعة شمالي المطار العسكري.
الناشط الإعلامي مصطفى العلي، قال لـ”المدن”، إن المعارك المستمرة بين “داعش” وقوات النظام، تسببت بسقوط ما يقارب 200 عنصر من قوات النظام والمليشيات الموالية لها بين قتيل وجريح وأسير، فيما خسر التنظيم أكثر من 100 عنصر بين قتيل وجريح، بينهم أجانب من الشيشان وأوزبكستان والسعودية وتونس. وأشار العلي إلى أن معظم قتلى قوات النظام، هم من عناصر “الحرس الجمهوري” ومليشيا “الدفاع الوطني” ومعتقلين سابقين في سجن عدرا، كان النظام قد أطلق سراحهم قبل مدة مقابل القتال إلى جانبه شرقي سوريا.
واغتنم مقاتلو التنظيم، خلال المعارك، مجموعة من الأسلحة والذخائر، بينها عربات مدرعة وقواعد صواريخ مضادة للمدرعات ومدافع ميدانية من عيار 130 ميلليمتر، ودمروا دبابة وعربة شيلكا ومدفعاً من عيار 57 ميلليمتر في منطقة معامل البلوك والقرميد غربي المطار.
الطيران الروسي ومروحي البراميل، كثفا من قصفهما على مدينة ديرالزور وريفها، منذ اندلاع المعارك بين الطرفين، وتركز القصف على حي البغيلية ومحيط “اللواء 137” غربي المدينة ومحيط حاجز البانوراما وجبل الثردة ومنطقة المقابر جنوباً ومحيط المطار وقرية الجفرة. وشنّ الطيران عشرات الغارات الجوية على أحياء الصناعة والحميدية والعرضي في المدينة، ما تسبب في مقتل 6 مدنيين في حيي الحميدية والعرضي. كما قتل خمسة مدنيين بينهم نساء وأطفال، نتيجة قصف طيران النظام، لمدينة موحسن في ريف ديرالزور الشرقي.
التنظيم ردّ على قصف الطيران الحربي لمناطق سيطرته، بقصف أحياء الجورة والقصور وهرابش الخاضعة لسيطرة قوات النظام، بعشرات قذائف الهاون وقذائف الدبابات، ما تسبب بسقوط 6 قتلى بينهم طفلين وامرأة.
تقدم التنظيم يأتي في ظل خلافات داخل معسكر قوات النظام، بين قائد العمليات في مطار ديرالزور العسكري عصام زهرالدين، ورئيس فرع الأمن العسكري، وخلافات أخرى بين مليشيات “الدفاع الوطني” و”أسود القائد”. وكل طرف يلقي باللوم على الآخر، ويعتبر تخاذله سبباً في تقدم تنظيم “داعش”.
ويعيش نحو 100 ألف مدني، داخل الأحياء الخاضعة لسيطرة قوات النظام، حالة تخبط وذعر بسبب قصف تنظيم “الدولة الإسلامية” لتلك الأحياء بشكل عشوائي، كما يتخوف الأهالي ونشطاء المحافظة، من حدوث مجازر دامية قد يرتكبها التنظيم بحق المدنيين داخل تلك الأحياء في حال سيطرته عليها، خاصة أنه يعتبر كل شخص متواجد فيها “مرتداً” وخارجاً عن “ملة الإسلام”، في حين يتخوف الأهالي في مناطق سيطرة التنظيم، من اشتداد الغارات الجوية، والقصف بالبراميل المتفجرة، وتدمير المدينة على رؤوس أصحابها، بحجة “مكافحة الإرهاب”.
تقدم التنظيم السريع وحجم القوة والتعزيزات البشرية والعسكرية التي يستقدمها إلى جبهات القتال، تؤكد نيته مواصلة الهجوم حتى السيطرة على كامل ديرالزور، التي يريد أن يجعلها عمقاً استراتيجياً له خالياً من أي تواجد لقوات النظام، في ظل خساراته في مدينة الموصل العراقية وريف حلب الشرقي وريف الرقة.
لافروف يقترح إشراك القادة الميدانيين في العملية السياسية
قال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، الثلاثاء، إنه “من المناسب” دعوة إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب للمحادثات السورية التي تستضيفها كازاخستان في 23 من الشهر الحالي، معرباً عن أمله في أن تقبل الإدارة الأميركية الجديدة تلبية الدعوة.
وقال لافروف في المؤتمر الصحافي السنوي المخصص للحديث عن نتائج عمل الدبلوماسية الروسية في عام 2016، إنه يأمل في أن تتعاون موسكو وواشنطن “بشكل أكثر فاعلية بشأن سوريا”، عما كان عليه الوضع مع إدارة الرئيس باراك أوباما. واعتبر أنه في حال وافقت إدارة ترامب على حضور المفاوضات، فسيكون ذلك أول اتصال رسمي بين موسكو والإدارة الجديدة بشأن سوريا، مما “سيتيح الشروع في زيادة فعالية محاربة الإرهاب في سوريا”.
في غضون ذلك، نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن مصدر مقرّب من إدارة ترامب قوله، إن فريق الرئيس الأميركي سيدرس الدعوة لمفاوضات الأستانة بعد تسلمها رسمياً. وأكد المصدر إن إدارة ترامب “لن تشارك في أي مفاوضات قبل بلورة رؤية واضحة للحل في سوريا”.
في السياق، قال لافروف إن محادثات الآستانة تهدف إلى تعزيز وقف إطلاق النار في سوريا، وضمان مشاركة المعارضة السورية المسلحة في العملية السياسية. وأشار إلى أن بإمكان أي فصائل مسلحة أخرى، بالإضافة إلى الفصائل التي وقعت على اتفاق الهدنة، أن تنضم “لعملية المصالحة” في سوريا، مرجّحاً أن تتلقى موسكو طلبات بهذا الشأن من عدد من مجموعات المعارضة المسلحة.
وقال لافروف إن ما كان ينقص المفاوضات السورية حتى الآن “هو مشاركة أولئك الذين يؤثرون فعلا على الوضع الميداني”، وأضاف “أما الآن، عندما طرحت روسيا وتركيا مبادرة لإشراك أولئك الذين يحملون السلاح في وجوه بعضهم البعض، ما فتح الطريق أمام توقيع الحكومة السورية على اتفاقيات بهذا الشأن مع القادة الميدانيين للجزء الرئيسي من المعارضة المسلحة، فتمكنا من التقدم خطوة مهمة جدا إلى الأمام”.
وأكد لافروف على ضرورة أن تكون مشاركة القادة الميدانيين في العملية السياسية “كاملة الحقوق، بما في ذلك دورهم في صياغة الدستور الجديد وملامح المرحلة الانتقالية”. وتابع “أعتقد أنه لا يجوز اقتصار نطاق المشاركة على تلك الفصائل التي وقعت يوم 29 ديسمبر/كانون الأول على اتفاقية وقف إطلاق النار. بل يجب أن تكون لأي تشكيلات مسلحة تريد الانضمام لهذه الاتفاقيات إمكانية لذلك”.
إلى ذلك، أكد وزير خارجية كازاخستان خيرات عبدالرحمنوف، أن بلاده جاهزة لاستضافة المفاوضات السورية، وقال إن الاستانة “تنتظر من المبادرين إلى عقد هذا الاجتماع معلومات حول المشاركين”.
الجبير:الاستانة لا تعني تخلي السعودية عن المعارضة السورية
أعربت الخارجية السعودية عن “تفاؤلها” إزاء الإدارة الأميركية المقبلة، ورؤية الرئيس المنتخب دونالد ترامب لقضايا المنطقة والعالم، لاسيما الطريقة التي تريد أن تستعيد بها النفوذ الأميركي في العالم و”احتواء إيران”، ومحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وقال وزير الخارجية عادل الجبير، إن الرياض تتطلع للعمل مع إدارة ترامب في “جميع المجالات محل الاهتمام المشترك”. وأشار إلى أن مصالح المملكة “تتفق” مع مصالح الولايات المتحدة، سواء من الناحية الجيوسياسية في سوريا والعراق واليمن وإيران، أو في قضايا الطاقة والقضايا المالية.
وأضاف الوزير السعودي أمام الصحافيين في باريس، ليل الإثنين، إن الأهداف التي تريد الرياض وواشنطن تحقيقها “هي الأهداف نفسها”، لكنه أشار إلى أنه “ربما تكون هناك خلافات بشأن كيفية تحقيق ذلك لكن لا يوجد خلاف بين البلدين بشأن ما ينبغي القيام به”.
ورداً على سؤال حول علاقة السعودية مع إيران، جدد الجبير اتهام طهران بزعزعة استقرار المنطقة، مضيفاً أن العلاقات المتوترة بين الرياض وطهران هي “نتيجة سياساتها العدوانية والعدائية”.
في سياق آخر، قال الجبير إن المحادثات السورية المقترحة في الأستانة، بهدف التوصل إلى وقف إطلاق النار في سوريا، “تستحق التجربة” لكنه شدد على “ضرورة ألا تُفسّر بأنها تخلٍ من الرياض عن جماعات المعارضة” التي تقاتل الرئيس السوري بشار الأسد.
الجعفري يرأس وفد النظام إلى أستانة والمعارضة تسمّي علوش
تبحث المفاوضات تثبيت الهدنة وتسوية لا تعوق مسار جنيف
إيلاف- متابعة
اختارت دمشق سفيرها في الأمم المتحدة بشّار الجعفري لترؤس وفدها إلى محادثات أستانة، وفق ما ذكرت صحيفة “الوطن” السورية الثلاثاء، في وقت سيرأس القيادي في “جيش الإسلام” محمد علّوش وفد ممثلي الفصائل المعارضة، بحسب قيادي معارض.
إيلاف – متابعة: ذكرت صحيفة “الوطن”، القريبة من دمشق، في عددها الثلاثاء، أن الوفد السوري الرسمي “سيكون مماثلًا للوفد الذي ذهب سابقًا إلى جنيف”، وسيكون “برئاسة الدبلوماسي السوري والمندوب الدائم في الأمم المتحدة بشّار الجعفري”.
يتضمن الوفد وفق الصحيفة، “شخصيات تمثل المؤسسة العسكرية وشخصيات تمثل القانون السوري، بحيث يكون الوفد ممثلًا للدولة السورية مجتمعة”.
عسكري بمعاونة تقنية
في المقابل، سيرأس محمد علوش، القيادي في “جيش الإسلام”، وهو فصيل نافذ في ريف دمشق، وفد الفصائل المعارضة إلى أستانة، وفق ما أكد رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني لقوة الثورة والمعارضة السورية أحمد رمضان لوكالة فرانس برس الثلاثاء. وقال إن وفد الفصائل سيضم قرابة عشرين شخصًا.
وأعلنت الفصائل الاثنين أن وفدها سيكون عسكريًا، على أن يعاونه فريق تقني يضم مستشارين سياسيين وقانونيين من الهيئة العليا للمفاوضات، الممثلة لأطياف واسعة في المعارضة السورية.
وعلى غرار الجعفري، الذي ترأس وفد دمشق إلى مفاوضات جنيف، شغل علوش منصب كبير المفاوضين في وفد المعارضة إلى جنيف، حيث تبادل الرجلان الاتهامات أكثر من مرة.
طرح حلول
غالبًا ما كان الجعفري يصف كبير مفاوضي المعارضة بـ”الإرهابي”، ويرد الأخير باتهام قوات النظام بارتكاب “المجازر” في سوريا، داعيًا إلى الاستمرار في قتالها ورحيل الرئيس السوري بشار الأسد.
وأعلنت موسكو، أبرز حلفاء دمشق، وأنقرة الداعمة لفصائل المعارضة، في 29 ديسمبر، وقفًا لإطلاق النار في سوريا، بدأ تطبيقه في اليوم التالي. ودعتا إلى محادثات تعملان مع طهران الداعمة لدمشق على عقدها في 23 يناير في أستانة.
غداة تأكيد الفصائل أن المباحثات ستتناول حصرًا “تثبيت” وقف إطلاق النار، مبدية استعدادها لطرح مسألة التسوية السياسية للنزاع من دون “تعطيل مسار جنيف”، نقلت صحيفة “الوطن” أن دمشق ذاهبة إلى بحث “الحل السياسي”.
وأوردت في تقريرها الثلاثاء “لا يتوهم أحد أن دمشق ذاهبة إلى أستانة للبحث في وقف للعمليات القتالية، كما يريد البعض أن يروّج، أو لتثبيت ما سمّي بوقف لإطلاق النار، بل دمشق ذاهبة في إطار رؤيتها لحل سياسي شامل للحرب على سوريا… ولإعادة فرض هيمنة وسيادة الدولة على كامل الأراضي السورية”.
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء أن “أحد أهداف لقاء أستانة هو أولًا تثبيت وقف إطلاق النار”. وفشلت جولات تفاوض سابقة عقدت في جنيف خلال السنوات الماضية في التوصل إلى تسوية للنزاع بسبب الخلاف الكبير حول مصير الأسد، الذي كانت المعارضة تطالب برحيله، فيما تعتبر دمشق أن المسألة غير قابلة للنقاش.
تنظيم الدولة يهاجم بدير الزور والنظام يقصف وادي بردى
قالت مصادر للجزيرة إن ثلاثة مدنيين على الأقل قتلوا في قصف لتنظيم الدولة الإسلامية على مناطق سيطرة النظام غربي دير الزور شرقي سوريا، كما أحبط التنظيم هجوما للنظام شرقي مطار “تي فور” بريف حمص وسط البلاد، فيما قصف النظام السوري بلدة عين الفيجة بالبراميل المتفجرة.
وذكرت مصادر الجزيرة أن ثلاثة مدنيين قتلوا في قصف لتنظيم الدولة على مناطق سيطرة النظام غربي دير الزور. وأضافت أن التنظيم استهدف بسيارة ملغمة مواقع للنظام في حي الصناعة. وأشارت إلى أن مقاتليه سيطروا في الساعات الأخيرة على منطقتي المقابر ومدفعية الجبل جنوبي المدينة.
وكان تنظيم الدولة أطبق الحصار على مطار دير الزور العسكري، وقطع طرق إمداد قوات النظام المتمركزة فيه بعد معارك طاحنة بين الطرفين.
وكان تنظيم الدولة اقتحم دير الزور والمنطقة المحيطة بها في العام 2015 وتمكن من حصارها العام الماضي، لكن الجيش النظامي استعاد السيطرة على المطار والأحياء المجاورة في المدينة التي تقع على نهر الفرات.
أسرى وغارات
وقال ناشطون إن تنظيم الدولة أسر أكثر من عشرين فردا من قوات النظام والمليشيات المساندة له في منطقتي المقابر والجبل عقب السيطرة على المنطقتين.
وقصفت المقاتلات الحربية الروسية بالقنابل الفسفورية والعنقودية الأحياء التي يسيطر عليها تنظيم الدولة بدير الزور، بالتزامن مع قصف جوي مماثل على بلدة الحسينية في غرب المدينة.
وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الجيش النظامي اشتبك مع “مجموعات إرهابية تابعة لتنظيم داعش عند المدخل الجنوبي للمدينة وعلى جانبي الطريق المؤدي إلى المطار العسكري”.
وأضافت وكالة سانا أن قوات النظام والقوات الرديفة واصلت تصديها لهجوم تنظيم الدولة على محور ثردة 2 واتجاه المدينة، وخاضت اشتباكات عنيفة في محيط المطار لاستعادة بعض النقاط التي تسلل إليها مسلحو التنظيم.
وفي ريف حمص، قالت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة إن الأخير أحبط هجوما لقوات النظام السوري على جبل تياس شمال شرق مطار تي فور.
وأضافت الوكالة أن التنظيم استهدف بسيارة ملغمة تجمعا لقوات النظام والمليشيات الموالية له أثناء الهجوم، مما أسفر عن مقتل عدد من أفراد النظام وإصابة آخرين.
وادي بردى
وفي ريف دمشق الغربي، قالت مصادر محلية إن طائرات النظام ألقت براميل متفجرة على بلدة عين الفيجة بمنطقة وادي بردى بالتزامن مع قصف صاروخي ومدفعي للنظام وحزب الله اللبناني استهدف بلدات وقرى المنطقة، مما أسفر عن سقوط جرحى ودمار واسع في الممتلكات.
وأضافت المصادر أن قوات النظام وحزب الله جددا هجماتهما على المنطقة من عدة محاور، مما أدى إلى تجدد الاشتباكات مع المعارضة السورية المسلحة.
وفي درعا جنوبي البلاد استهدفت قوات النظام والمليشيات المساندة لها أحياء درعا البلد بقذائف الدبابات والهاون.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
لافروف: لولا تدخلنا لسقطت دمشق خلال أسبوعين
العربية.نت
قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن “دمشق كانت ستسقط خلال أسبوعين أو ثلاثة في يد الإرهابيين عندما تدخلت روسيا في سوريا”. وعن أستانة قال إن المفاوضات ستضمن للمعارضة السورية المسلحة الحقوق السياسية، مضيفا أن روسيا تحضر لمحادثات أستانة، وتعمل على دعوة ممثلي الأمم المتحدة وواشنطن.
وقال لافروف يقول إن هدف مفاوضات أستانا “تثبيت” وقف اطلاق النار في سوريا .
وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي أن اللقاء الذي سيشارك فيه ممثلون عن الفصائل المعارضة والنظام السوري سيسمح بمشاركة “قادة للمقاتلين على الأرض في العملية السياسية”، مشيرا إلى أن “أحد أهداف لقاء أستانا هو أولا تثبيت وقف اطلاق النار”.
وأضاف أن محادثات أستانة حول سوريا ستكون أول اتصال رسمي مع إدارة ترمب، وأنه يجب توجيه دعوة لإدارة ترمب لحضور المحادثات، وأعرب عن أمله أن تلبي إدارة ترمب دعوتنا لمحادثات أستانة.
وأشار إلى إمكانية متاحة لانضمام فصائل مسلحة أخرى إلى وقف إطلاق النار في سوريا، وقال إن مسألة فيدرالية الدولة السورية يمكن أن يحسمها السوريون فقط.
وانتقد لافروف أوباما وإدارته، وقال إن إدارة أوباما “كذبت” في فصل المعارضة السورية المعتدلة عن النصرة، واتهم واشنطن بتزايد محاولاتها تجنيد دبلوماسيين روس مؤخرا.
وأكد أن الإرهاب الدولي يشكل الخطر الأكبر ليس بالنسبة لروسيا فحسب، بل للمجتمع الدولي برمته.
وقال في مؤتمره الصحافي السنوي المخصص للحديث عن نتائج عمل الدبلوماسية الروسية في عام 2016، إن لقاءات أستانة هدفها تعزيز الهدنة في سوريا، والاتفاق على الحل السياسي. وأضاف أن موسكو ترحب بتصريحات ترمب حول وضع محاربة الإرهاب ضمن أولوياته.
وتابع عن رأي موسكو بتصريحات ترمب أن هذه التصريحات توحي بعدم استخدام معايير مزدوجة في محاربة الإرهاب.
وأعرب عن أمله أن يكون التعاون مع واشنطن حول سوريا خلال ولاية ترمب أكثر فعالية.
وقال: “المخاطر في العام الماضي لم تتراجع، أما خطر الإرهاب فاكتسب طابعا شاملا. وعجز المجتمع الدولي عن تضافر الجهود استجابة لدعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الأمم المتحدة، من أجل تشكيل جبهة موحدة لمحاربة الإرهاب، يثير قلقنا البالغ والأسف العميق”.
لماذا “أستانة” تستضيف مفاوضات السلام السورية؟
العربية.نت
يتبادر إلى ذهن الكثيرين لماذا تم اختيار أستانة عاصمة كازاخستان مكاناً للمحادثات السورية برعاية روسية تركية في 23 من الشهر الجاري، بدلاً من جنيف أو إحدى العواصم العربية.
وهناك عدة أسباب وراء اختيار العاصمة الكازاخستانية أستانة، فكازاخستان هي دولة صديقة لتركيا وروسيا على حد سواء، ولعبت دوراً هاماً لرأب الصدع في العلاقات التركية الروسية بعد إسقاط الجيش التركي للمقاتلة الروسية قرب الحدود السورية
وتعتبر كازاخستان قريبة جغرافيا من تركيا والشرق الأوسط، لكن بنفس الوقت يهمين عليها النفوذ الروسي وكانت في ما مضى جزءاً من الإمبراطورية الروسية ثم الاتحاد السوفيتي بعد ذلك.
وأستانة بعيدة عن جنيف وباريس والعواصم الأوروبية التي استضافت غالبية الاجتماعات والمحادثات بشأن الصراع السوري عندما كانت الولايات المتحدة تلعب الدور الرئيسي.
لكن ذلك تغير في الآونة الأخيرة لتصبح روسيا صاحبة اليد العليا في اختيار موعد وموقع وظروف عقد المفاوضات السورية.
وأيضاً تحاول أستانة جاهدة لعب دور المدينة الهادئة التي تشكل مركزا مثاليا للحوار بين الثقافات والأديان بشكل دوري وفعلا فازت أستانة بلقب “مدينة من أجل السلام” في مسابقة لليونيسكو عام 99.
برنامج الأغذية يوقف مؤقتاً إسقاط مساعدات إلى دير الزور
جنيف- رويترز
قالت متحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، إن البرنامج أوقف مؤقتا إنزال مساعدات الإمدادات الحيوية جوا إلى مدينة دير الزور بشرق سوريا بسبب القتال الشرس هناك.
وقالت بيتينا لوشر، المتحدثة باسم البرنامج، إن آخر عملية إسقاط للمساعدات هناك كانت يوم الأحد، مضيفة أن البرنامج نفذ 177 عملية إنزال جوي لما يصل إلى 110 آلاف شخص في المدينة منذ بدء العملية في أبريل/نيسان.
وكان تنظيم الدولة الإسلامية شن أشرس هجوم له منذ عام على جيب محاصر تسيطر عليه قوات الحكومة السورية في مدينة دير الزور، في محاولة لعزله عن قاعدة جوية عسكرية قريبة في معركة قتل فيها العشرات.
خلافات بين فرق جيش النظام على “تعفيش” قرى بردى
العربية نت
شهدت قرى وادي بردى “بسيمة وعين الخضراء” عملية سرقة و”تعفيش” ضخمة من قبل قوات الأسد والميليشيات الموالية له خلال الأيام القليلة الماضية، وسط خلافات بين الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري على “أحقية التعفيش”، حسب ما ذكر المكتب الإعلامي لقوى الثورة السورية.
وذكرت الهيئة الإعلامية في وادي بردى أن قوات الأسد المتواجدة في الوادي قامت بسرقة وتعفيش ما تبقى من المنازل التي لم يطلها القصف والتدمير.
ونقلت الهيئة عن شهود عيان: “حتى النوافذ والأبواب لم تسلم، حيث لم تكتف ميليشيات الأسد بسرقة وتعفيش الأثاث والممتلكات، بل قامت بفك النوافذ والأبواب من المنازل أيضاً.
إلى ذلك، أشار الناشط كمال جمال الدين إلى أن عناصر الفرقة الرابعة هم من قاموا بسرقة وتعفيش أثاث المنازل غير المدمرة من القصف في قريتي بسيمة وعين الخضرة.
وأكد أنه بعد عملية التعفيش، حصل شجار بين عناصر الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري على “أحقية التعفيش”، ومن هو أولى بالسرقة”، واعتبر عناصر الحرس الجمهوري أنهم الأحق بالسرقة والتعفيش “بما أنهم يقاتلون على الخطوط الأولى وقتلاهم وجرحاهم بالمئات”.
وتشهد منطقة وادي بردى حملة شرسة من قوات الأسد والميليشيات المحلية والأجنبية الموالية له، منذ أكثر من ٢٥ يوماً، في محاولة للسيطرة على المنطقة، ولكن مقاتلي الجيش السوري الحر يتصدون للمحاولات بشكل متواصل.
لافروف: نأمل أن تلبي إدارة ترمب دعوتنا إلى أستانة
قال ان المحادثات ستكون أول اتصال رسمي مع الإدارة الأميركية الجديدة
في مؤتمر صحفي حول ملخص السياسة الخارجية الروسية لعام 2016، كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لافروف ان دمشق كانت ستسقط خلال أسبوعين أو ثلاثة في يد من وصفهم بالإرهابيين عندما تدخلت روسيا في سوريا.
وعلى الصعيد السياسي أعرب لافرورف عن أمله ان يلبي فريق الرئيس المنتخب دونالد ترمب الدعوة الى محادثات أستانة.
معتبرا ان هذه المحادثات ستكون اول اتصال رسمي مع الادارة الاميركية الجديدة و أنّ دعوة فريق ترمب الى محادثات أستانة أمر جيد.
وفي هذا الاطار جدد لافروف التأكيد على ان محادثات استانة ستعمل على وقف النار كاشفا انها ستضمن للمعارضة المسلحة حقوق العملية السياسية، كما أعرب عن أمل موسكو في أن تكون إدارة ترمب اكثر تعاونا مع روسيا في مكافحة الارهاب.
في وقت اتهم وزير الخارجية الروسي ادارة أوباما بالـ”كذب” حين قالت إنّ جبهة النصرة تنضوي تحت المعارضة السورية المعتدلة.
“النظام” يستنجد بسكان دير الزور.. وتعليق إلقاء المساعدات
دير الزور مقسمة بين داعش والقوات الحكومية منذ 2014.
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
علقت الأمم المتحدة إلقاء المساعدات جوا إلى السكان المحاصرين في دير الزور، وسط استمرار الاشتباكات بين داعش والقوات الحكومية السورية التي استقدمت تعزيزات إلى المطار العسكري غداة تمكن المتشددين من عزله عن المدينة.
ونقلت فرانس برس عن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، قوله إن “قوات النظام استقدمت تعزيزات عسكرية جوا إلى مطار دير الزور ودعت سكان المدينة إلى المشاركة في القتال على الجبهات الرئيسية..”.
وأضاف المرصد أن “معارك متقطعة تدور بين قوات النظام والجهاديين في مدينة دير الزور، تتزامن مع شن الطيران الروسي والسوري غارات على مواقع” داعش الذي كان قد شن قبل أيام هجوما واسعا على مناطق الحكومة بالمدينة.
في هذه الأثناء قال ناشطون سوريون إن محافظ دير الزور وقائد الشرطة أصيبا بجروح جراء قصف لتنظيم داعش على مبنى المحافظة.
وتمكن تنظيم داعش، الذي بدأ السبت هجوما هو “الأعنف” على المدينة منذ عام، من فصل مناطق سيطرة “قوات النظام” في دير الزور الى قسمين، وعزل المطار العسكري عن المناطق التي لاتزال خاضعة لسيطرة الحكومة.
وعلى وقع استمرار المواجهات، قالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي، بتينا لوشر، للصحفيين في جنيف الثلاثاء “علقنا عملية إلقاء المساعدات جوا في دير الزور لأسباب أمنية”، مشيرة إلى “معارك عنيفة مستمرة في منطقة إلقاء المساعدات ومحيطها”.
ويسيطر التنظيم المتشدد منذ 2014 على أكثر من ستين في المئة من مدينة دير الزور، ويحاصرها بشكل مطبق منذ مطلع العام 2015، لتصبح بذلك المدينة الوحيدة التي يحاصر فيها المتشددون قوات النظام.
ويقوم برنامج الأغذية العالمي منذ أبريل 2016، بإلقاء مساعدات جواً إلى السكان المحاصرين في المناطق تحت سيطرة النظام فقط في دير الزور، والذين يقدر عددهم بمئة الف، وفق الأمم المتحدة.
ويعد المطار العسكري أيضا المتنفس الوحيد الذي كان متبقيا للقوات الحكومية، وتحصل عبره على الإمدادات العسكرية والمستلزمات والمساعدات الغذائية.
لافروف: بعض الدول الأوروبية تفكر في إفساد محادثات سلام سوريا
موسكو (رويترز) – قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الثلاثاء إن لديه معلومات بأن بعض الدول الأوروبية تفكر في إفساد محادثات سلام سوريا لأنها شعرت أنه جرى تهميشها.
وأضاف لافروف في مؤتمر صحفي أنه يأمل ألا تأتي دول أوروبية بهذه الخطوة.
(إعداد أمل أبو السعود للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)
الاتحاد الأوروبي يطرح نفسه وسيط نوايا حسنة في سورية
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 16 كانون الثاني/يناير 2017 فيديريكا موغيريني
فيديريكا موغيريني
بروكسل – يطرح الاتحاد الأوروبي نفسه كوسيط نوايا حسنة في مجال العمل على حل الصراع في سورية.
جاء هذا التوصيف على لسان الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، خلال مؤتمر صحفي عقدته عقب انتهاء أعمال اجتماع وزراء خارجية دول أوروبا الدوري اليوم في بروكسل.
وحاولت المسؤولة الأوروبية التسويق لفكرة مفادها أن الاتحاد الأوروبي يتمتع بقدر كاف من المصداقية لدى كافة الأطراف السورية والإقليمية والدولية، “باعتبار أننا لم نكن جزءاً من الصراع العسكري في هذا البلد”، حسب كلامها.
وضمن هذا التفكير، اقترحت موغيريني استضافة مؤتمر دولي سياسي في بروكسل خلال الربيع القادم لبحث مستقبل سورية السياسي واستكمال مؤتمر المانحين الدوليين الذي عقد العام الماضي في لندن.
وأشارت الى أن الهدف هنا مزدوجاً، فبالدرجة الأولى التأكيد على الالتزام الإنساني تجاه السوريين وكذلك البدء بإطلاق عملية مصالحة شاملة، وإعادة إعمار ضمن الاحترام الكامل لقرارات الأمم المتحدة.
وأعربت عن أملها بأن تتمكن الأطراف السورية والإقليمية من فتح صفحة جديدة بعد مؤتمر جنيف المقرر في شباط/فبراير القادم والمقرر عقده برعاية الأمم المتحدة بين الأطراف السورية المتحاربة.
وأكدت موغيريني أن العمل الأوروبي يتمحور حول المشاركة في تسهيل الحوار بين الأطراف السورية، دائماً تحت راية الأمم المتحدة، وكذلك الانخراط في مرحلة ما بعد الصراع.
ورداً على سؤال حول مستقبل سورية، أكدت موغيريني أن الاتحاد يريد أن تكون بلدا موحدا يعيش ضمن علاقات حسن جوار واستقرار مع الدول المحيطة، وتشعر فيه كافة مكونات الشعب السوري بأطيافه العرقية والدينية بإمكانية العيش المشترك.
وشددت على أن المصالحة وإعادة الإعمار لن تتم إلا بواسطة عملية انتقال سياسي.
هذا وقد غاب عن كلام المسؤولة الأوروبية أي إشارة لمستقبل أو مصير الرئيس السوري بشار الأسد.
هذا وكانت المسؤولة الأوروبية قد أجرت سلسلة تحركات دبلوماسية خلال الأيام الماضية في محاولة لحشد الدعم لما تسميه مبادرة “أوروبية – إقليمية” لمرحلة ما بعد الصراع في سورية.
يذكر أن الاتحاد الأوروبي لم يُدع لمؤتمر استانة المقرر في 23 الشهر الحالي، برعاية روسية – تركية، ما يؤكد أن بروكسل ليست طرفاً مؤثراً في أي حل مستقبلي للصراع السوري، من وجهة النظر الدولية.
هذا ولا يزال الاتحاد الأوروبي يترقب ما ستفعله الإدارة الأمريكية الجديدة في مجالات السياسة الخارجية الدولية، خاصة لجهة العلاقات مع روسيا والملفات المتصلة بها مثل سورية وأوكرانيا.