أحداث الثلاثاء 20 أيار 2014
معلولا بلدة مهجورة من أهلها…ومليئة بصور الأسد
معلولا – أ ف ب
تبدو بلدة معلولا الأثرية المسيحية في ريف دمشق بعد اكثر من شهر على دخول الجيش النظامي اليها مقفرة الا من الجنود، وتغرق في اجزاء واسعة منها في صمت لا يقطعه الا تغريد السنونو بين وقت وآخر.
في الساحة الرئيسية للبلدة، يجلس بعض الجنود يتبادلون الحديث او يتمشون تحت اشعة الشمس، بينما صور الرئيس بشار الأسد منتشرة في المكان، الى جانب شعارات تشيد به. لكن في انحاء اخرى من البلدة المعروفة بمغاورها التاريخية التي تعود الى القرون الأولى للمسيحية، المنازل والمحال التجارية مهجورة، معظمها خلعت ابوابه وتعرض للنهب، بينما آثار القصف والرصاص ظاهرة في عدد منها.
وقال احد الجنود لفريق وكالة «فرانس برس» الذي زار البلدة بعد الحصول على اذن من السلطات السورية: «يأتي بعض السكان احياناً لساعة من الوقت لتفقد ممتلكاتهم، ثم يرحلون».
وإذا كان حجم الدمار في البلدة الواقعة على بعد اكثر من خمسين كيلومتراً من دمشق لا يعادل ذاك الموجود في مناطق دمرتها الحرب تماماً مثل حمص، الا ان الأبنية تحمل آثار المعارك التي جرت، عنيفة حيناً وبتقطع احياناً، على مدى سبعة اشهر بين القوات النظامية مدعومة من «حزب الله» اللبناني من جهة ومقاتلي المعارضة وبينهم «جبهة النصرة» من جهة اخرى: منازل محروقة، نوافذ محطمة، ابواب مخلوعة، وشرفات منهارة.
وتقع معلولا في منطقة القلمون الجبلية على طريق استراتيجي يربط لبنان بدمشق. واندلعت فيها المعارك في ايلول (سبتمبر) الماضي وانتهت بسيطرة المقاتلين المعارضين، قبل ان تستعيدها قوات النظام بعد وقت قصير. ثم انسحبت هذه القوات مجدداً في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، ودخلها مقاتلون غالبيتهم اسلاميون. وسيطرت عليها القوات النظامية مجدداً طاردة المعارضة المسلحة في منتصف نيسان (ابريل) الماضي. لكن سكانها الخمسة آلاف، ومعظمهم من الكاثوليك الذين لا يزالون يتكلمون اللغة الآرامية التي هي لغة المسيح، والذين نزحوا منها هرباً من اعمال العنف، لم يعودوا اليها بعد.
وفي 20 نيسان، زارها الأسد مؤكداً ان معلولا «ستبقى مع غيرها من المعالم الإنسانية والحضارية السورية صامدة في وجه همجية وظلامية كل من يستهدف الوطن».
ويطرح النظام السوري نفسه حامياً للأقليات لا سيما المسيحية، الأمر الذي تدرجه المعارضة في اطار «الدعاية السياسية». الا ان شريحة واسعة من مسيحيي سورية تتعاطف مع النظام لا سيما في مواجهة خطر الإسلاميين المتطرفين.
وقال فصيح، الشخص الوحيد من سكان معلولا الذي التقاه فريق «فرانس برس» خلال جولته، قرب دير مار تقلا للروم الأورثوذكس: «نحتاج الى مساعدات، لأن الناس هنا فقدوا كل شيء».
وكان فصيح يتفقد محله التجاري لبيع الكحول الذي بني في محيط احدى المغاور المحفورة في الصخر. وبدا المحل محروقاً، والبراد في داخله محطماً. وقال الرجل بحسرة: «كانت لدي بضاعة بقيمة 66 الف دولار داخل المحل. (…) منزلي ايضاً احرق ونهب، لم يبق فيه اي اثاث. كيف تريدون ان يعود الناس؟».
داخل دير مار تقلا المقفل من جانب الجيش، صور وأيقونات للسيدة العذراء والمسيح والقديسين مبقورة عند مستوى العينين. كان مقاتلون جهاديون استخدموا الدير مقراً لهم بعد اخراج الراهبات منه واحتجازهن مدة ثلاثة اشهر في بلدة يبرود القريبة. كذلك تبدو غرف الراهبات محروقة. وفي الأرض، بقايا زجاج وآنية محطمة، وكتب تحولت الى رماد. كذلك المشهد محزن في الميتم التابع للدير حيث تبعثرت الدمى والرسوم وملابس الأطفال وقد غطاها الغبار.
على الطريق المؤدي الى دير مار سركيس وباخوس، يمكن رؤية اكياس من الرمل على مداخل المغاور، كدسها مقاتلو المعارضة الذين تحصنوا على ما يبدو في الداخل. وكانوا انتشروا في بداية المعركة على رأس المنحدر الصخري حيث يقع فندق «السفير» المدمر بشكل كبير بسبب قصف من قوات النظام.
وتظهر آثار القذائف المدفعية والصاروخية في دير مار سركيس الذي يعود الى نهاية القرن الخامس، وهو من اقدم الأديرة في الشرق الأوسط. وغطى الركام ارض كنيسته.
على جدران الدير، اختفت ايقونات نادرة. في محل بيع التذكارات، تبعثرت على الأرض نسخ من الإنجيل باللغة الآرامية او العربية، وصور ومسبحات وغيرها من القطع التي كانت تباع في المكان.
وقال سائق تاكسي في طريق العودة من معلولا: «من سيعود الى البلدة الآن؟ على الأرجح لا احد، سينتظر الجميع ان تنتهي الحرب».
حشد دولي لإحالة سوريا على المحكمة الجنائية اللاجئون في لبنان 1٫5 مليون نهاية السنة!
نيويورك – علي بردى
كشفت الأمم المتحدة أمس أن زهاء 50 ألف لاجىء جديد من سوريا يسجلون كل شهر في لبنان، محذرة من وصول العدد الى 1,5 مليون بحلول نهاية السنة الجارية.
ونقل الناطق بإسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك عن المنسق الانساني للمنظمة الدولية الإنساني للبنان روس ماونتن أن هذا البلد “يحتاج بالحاح الى دعم المجتمع الدولي للتعامل مع التدفق المتزايد للاجئين من سوريا”. وأوضح أن “أكثر من مليون لاجىء سجلوا في لبنان وزهاء 50 ألف لاجىء جديد لا يزالون قيد التسجيل كل شهر بواسطة وكالة الأمم المتحدة للاجئين”، كما أعلن ماونتن من جنيف. وأضاف أنه “على هذا المنوال، يتوقع أن يصل عدد اللاجئين في لبنان الى 1,5 مليون بحلول نهاية السنة الجارية”. وإذ ذكر بالنداء الذي وجهته الأمم المتحدة لتقديم 1,7 مليار دولار للبنان كي يتحمل هذه الأزمة، أن “17 في المئة فقط من التمويل وصل حتى الآن”، مشدداً على أن “أحداً لا يتوقع أن يتمكن لبنان من مواصلة التصرف من دون دعم خارجي أكبر”.
على صعيد آخر، نددت 58 دولة من الـ193 الاعضاء في الامم المتحدة بـ”الانتهاكات الواسعة النطاق” لحقوق الانسان والقانون الدولي الانساني من السلطات السورية والميليشيات الحكومية فضلاً عن جماعات المعارضة المسلحة، مطالبة الدول الـ15 الاعضاء في مجلس الامن بالتصويت، وهو المتوقع بعد غد الخميس، على مشروع القرار الذي اقترحته فرنسا لاحالة الوضع في سوريا على المحكمة الجنائية الدولية.
وفي ظل مخاوف من أن تستخدم روسيا – وربما الصين ايضا – حق النقض “الفيتو” لاسقاط المشروع، نسقت سويسرا عملية توقيع رسالة تعرب فيها هذه الدول الـ58 عن تأييدها “القوي” لهذه “المبادرة باعتبارها الخيار الافضل المتاح كي يجلب الى العدالة مرتكبو الجرائم المروعة”، مشجعة “كل الدول الاعضاء على الانضمام الى الجهود وتوجيه اشارة سياسية قوية من طريق المشاركة في تبني القرار”، لان “الافلات من العقاب على الجرائم الاخطر بموجب القانون الدولي غير مقبول”، ولأنه “من دون محاسبة لن يكون ثمة سلام مستدام في سوريا”.
الى ذلك، لا تزال النقاشات جارية لدى الامانة العامة للامم المتحدة في شأن تعيين وسيط جديد خلفاً للممثل الخاص المشترك للمنظمة الدولية وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي، في ظل “تباينات” بين المنظمتين المعنيتين. وترغب الامم المتحدة في أن يكون الوسيط الجديد خاصاً بها، غير ان جامعة الدول العربية لا تريد التخلي عن دورها.
استقالة «وزير دفاع الائتلاف»
الجيش يتقدم في نوى ودرعا
حقق الجيش السوري تقدماً نوعياً على الجبهة الجنوبية، أمس، مواصلاً عملية تقطيع أواصر مواقع المجموعات المسلحة، بمحاذاة القنيطرة، وذلك عبر اقتحامه مدينة نوى في ريف درعا بعد محاصرتها من كل الجهات، وبسط سيطرته الكاملة على حي سجنة القديمة، الذي يربط بين عدد من الأحياء ويعتبر خط إمداد لمناطق المواجهات.
في هذا الوقت، تعرض «الائتلاف الوطني السوري» المعارض إلى انتكاسة جديدة، مع إعلان «وزير دفاع الحكومة المؤقتة» أسعد مصطفى استقالته اثر خلافات مع رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا، الذي يلتقي الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اليوم لمطالبته بأسلحة متطورة.
وقال مصدر معارض إن مصطفى، المقرب من السعودية وعُيّن في منصب «وزير الدفاع» في تشرين الثاني الماضي، استقال أمس الأول، «احتجاجا على نقص الأموال المقدمة من الجربا إلى مقاتليه»، لكن مصدراً في «الائتلاف» قال، لوكالة «رويترز»، إنه استقال بعدما رفض الجربا تعيينه «رئيس وزراء مؤقتا»، وهو منصب يشغله أحمد طعمة. وأضاف ان «مصطفى لم يحقق شيئاً. فقدنا سوريا. فقدناها للجهاديين و(الرئيس السوري بشار) الأسد».
وواصل الجيش السوري، لليوم الرابع على التوالي، عملياته على الجبهة الجنوبية بهدف استعادة مواقع سيطرت المجموعات المسلحة عليها، وتقطيع أواصر مواقع المجموعات المسلحة.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن «الجيش بات يطبق على مدينة نوى من مختلف المحاور، وأن وحدات راجلة وأخرى مدرعة تتقدم في عدد من أحيائها، وقد بسطت سيطرتها الكاملة على الحي الشرقي، فيما تواصل وحدات أخرى من الجيش التقدم باتجاه المستشفى الوطني في نوى على الطرف الشمالي الغربي من المدينة».
وكانت وحدات من الجيش قد استعادت قبل يومين تل الجابية الواقع بين جنوب وغرب نوى، التي تعد أكبر مدن محافظة درعا، وكانت تؤوي نحو 135 ألف نسمة. كما سيطرت على قرية أم العوسج في منطقة الصنمين في ريف درعا. وتحاذي نوى الريف الجنوبي الغربي للقنيطرة، كما تتصل بالريف الشمالي لحوران عبر مدينتي انخل وجاسم، وهما بمثابة خط الدفاع الأول بالنسبة إلى الفصائل المسلحة، كما تتصل بمدينة الشيخ مسكين التي لا تبعد كثيراً عن ازرع، البلدة الإستراتيجية التي تعد بمثابة الحصن المنيع للجيش السوري، والتي تحيط بها مجموعة تلال.
وكان مصدر عسكري قد قال للوكالة «استطاعت وحدات من القوات المسلحة العاملة على اتجاه سجنة – درعا البلد إحكام سيطرتها على حي سجنة القديمة، بعد القضاء على عشرات الإرهابيين». ويربط حي سجنة القديمة بين إحياء درعا البلد وضاحية درعا، وهو خط إمداد إلى حي المنشية الذي يعتبر أحد خطوط المواجهات بين القوات السورية والمسلحين.
وأشار مصدر ميداني معارض إلى «معركة كان من المقرر إطلاقها في حيي المنشية وسجنة في درعا بهدف تخفيف الضغط على جبهة نوى، غير أن حجم الضحايا الكبير في صفوف جبهة النصرة والنيران الكثيفة من قبل القوات السورية أدت إلى تأجيل المواجهة، على اعتبار أن الأهمية اليوم تكمن في الحفاظ على نوى».
وفي ريف دمشق، ذكر «المرصد السوري لحقوق الانسان»، في بيان، «شن الطيران الحربي 10 غارات على بلدة المليحة ومحيطها، بينما استهدفت الطوافات بالبراميل المتفجرة داريا». وأضاف «سقطت 10 قذائف هاون على مناطق في حي القصاع وحي العمارة ومنطقة الزبلطاني، من دون ورود معلومات عن سقوط ضحايا». وتحدثت «سانا» عن «اقتحام الآلاف من أهالي مدينة دوما مقارّ المجموعات الإرهابية المسلحة في المدينة، مطالبينها بالخروج من المدينة التي تئن تحت وطأة إجرامها وإرهابها».
وفي حلب، تحدث «المرصد» عن «اشتباكات عنيفة بين القوات السورية مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومسلحين من جنسيات عربية ومقاتلي حزب الله من جهة ومقاتلي جبهة النصرة والكتائب الإسلامية في منطقة البريج قرب الشيخ نجار، بالإضافة إلى حي الراشدين».
«داعش»: قادة «الجبهة الإسلامية» وأتباعهم.. مرتدّون
عبد الله سليمان علي
أمراء الجبهة الإسلامية» زهران علوش وحسان عبود وأبو عيسى الشيخ، مرتدّون عن الإسلام. هذا ما خلص إليه البيان الصادر عن «الهيئة الشرعية في الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش).
ولم يكتف البيان بردة «الأمراء»، بل أطلق حكم الردّة على جميع أتباع هؤلاء «الأمراء» ومقاتليهم بعد العلم بحال ردتهم، وهو ما أصبح ـ أي العلم ـ مثبتاً من خلال صدور هذا البيان المفصّل عن «الهيئة الشرعية»، وبالتالي لا عذر بالجهل بعد صدوره.
ويعتقد أن هذا البيان قديم، رغم صدوره أمس الأول بالتزامن مع صدور «ميثاق الشرف الثوري»، ذلك لأن البيان تحدث عن «هيئة الأركان» بقيادة سليم إدريس من دون الإشارة إلى الرئيس الجديد للهيئة عبد الإله البشير النعيمي. وكأن «داعش» رأت في الإعلان عن الميثاق، وما صاحبه من جدل حول غاياته الحقيقية، وخصوصاً لجهة موقف الموقعين عليه من «المقاتلين الأجانب» أو من إقامة «الدولة الإسلامية وتحكيم الشريعة»، فرصة للإعلان عن فتوى «هيئتها الشرعية» بخصوص ردّة «الأمراء» الثلاثة.
كما أن الجهد البحثي والتوثيقي اللافت المبذول في إعداد البيان من قبل «الهيئة الشرعية للدولة الإسلامية»، يرجح أن يكون البيان قد أعدّ في وقت سابق. فقد تضمن البيان ذكر وقائع تفصيلية وتواريخ محددة، ونصوص تصريحات واقتباسات من مواثيق وبيانات، مع هوامش توضيحية موثقة، استغرقت جميعها أكثر من 33 صفحة، ما يجعله أقرب إلى الدراسة منه إلى مجرد بيان أو حتى فتوى.
ومع ذلك برّر البيان التأخير في إصداره متعللاً بـ«تداخل الساحات وخفاء المناطات التي تتعلق بها الأحكام، خصوصاً راية الجبهة الإسلامية، التي ظاهرها الإسلام وتدّعي أنها تسعى لتحكيم الشريعة»، إلا أن الأحوال التي استجدت في ساحة الشام جعلت من بيان موقف «الدولة الإسلامية» من بعض الجماعات الموجودة في الساحة «واجباً» لا يجوز تأخيره. لذلك اجتمعت «الهيئة الشرعية في الدولة الإسلامية» ونظرت في «المناطات» التي احتفَّت بـ«أمراء» «الجبهة الإسلامية» وأصدرت هذا البيان. و«المناطات» هو ما يتعلق بالأحكام.
ويستند البيان إلى علاقة «الجبهة الإسلامية» بكل من «الائتلاف» و«الأركان» للتقرير بدايةً أن «الأمراء» الثلاثة تلبّسوا «بمناطات» كفريّة قبل تأسيس جبهتهم وبعده، مشيراً إلى أن هذه العلاقة تعني «تصحيح مذهب الكفار» و«تولّي المرتدين في هيئة كفرية».
وما دام الأمر يتعلق بالعلاقة مع «الائتلاف» و«الأركان»، فقد جهد واضعو البيان في إثبات كفر الجهتين السابقتين، مستدلين بدلائل أهمها إيمانهما بالتعددية والديموقراطية التي «يعتبر من يتبناها كافراً حتى لو صلّى وصام»، وبتبعيتهما للدول الغربية وطواغيت العرب، خصوصاً في السعودية وقطر.
وبحسب البيان فقد توافر بذلك ناقض من نواقض الإسلام وهو «تولي أمراء الجبهة للمرتدين وموافقتهم لما هم عليه من الكفر، وذلك لعضويتهم في هيئة الأركان، سواء بالعمل المباشر مثل زهران علوش أو أبو عيسى الشيخ، أو بالوكالة مثل حسان عبود الذي كان يمثله في الأركان قائد لواء الإيمان». ولا ينفع «الأمراء» الثلاثة، بحسب البيان، التذرع بأنهم يوافقون «هيئة الأركان» في الظاهر لكنهم يخالفونها في الباطن.
كما أن ترك العمل مع «الأركان» لا يكفي لإعادتهم إلى دائرة الإسلام، إلا باستيفاء شروط التوبة. وشروط التوبة المطلوبة هي: اعتراف «الأمراء» الثلاثة بما كانوا عليه من الكفر والندم عليه، ومجانبة أهل الكفر والفساد الذين كانوا معهم حال ردتهم، وعدم إحداثهم ردة جديدة.
وينتهي البيان إلى تقرير أن «الأمراء» لم يستوفوا أي شرط من شروط التوبة، داحضاً الحجج التي يستندون إليها لإثبات فك علاقتهم بـ«الأركان» كالبيان «رقم 1»، وميثاق «الجبهة الإسلامية»، حيث اعتبر أن البيان «رقم 1» ليس فيه ما يشير إلى اعترافهم بكفرهم والندم عليه، بل ليس فيه ما يشير إلى انتهاء علاقتهم بـ«الأركان»، منوهاً إلى أن «لواء أجناد الشام»، التابع لـ«أحرار الشام»، ما زال مرتبطاً تنظيمياً بـ«المجلس العسكري» في حماه، مستنداً في ذلك إلى المذكرات التي صادرها عند اعتقال «رئيس المجلس» السابق العميد أحمد بري.
أما بالنسبة للميثاق، فإنه على العكس «لم يتضمن أي إشارة إلى التوبة، بل جاء فيه ما يشير إلى نقيضها»، ولا سيما البند الذي يتحدث عن التحالف مع كل الفصائل التي تريد إسقاط النظام بغض النظر عن سياستها، سواء كانت ديموقراطية أم إسلامية.
وبعد أن يثبت البيان ردة «الأمراء» الثلاثة، وعدم توافر شروط التوبة فيهم، فإنه ينتقل إلى تقرير الحكم الأهم، وهو أن «كل من التحق بهؤلاء المرتدين بعد العلم بحالهم، وقاتل تحت رايتهم، فحكمُه حكمُهم سواء بسواء»، مؤكداً أن حكم الردة لا ينطبق على الأتباع والمقاتلين إلا بعد علمهم بحال «أمرائهم». ثم يوجه البيان نصيحة إلى هؤلاء الأتباع قائلاً «وانَّ من النصيحة لكم كشف أحوال القائمين على أمر هذه الجبهة من أمراء وقيادات، لتكونوا على بصيرة من أمركم وتقفوا على زيف دعواهم».
وبذلك، تتضح صورة القتال الدائر بين الفصائل المتشددة ضد بعضها البعض من وجهة نظر «داعش». فهو لا يعتبر القتال من قبيل «الفتنة ولا البغي ولا رد الصائل» وإنما هو «حرب ردة»، ومعنى ذلك أنه لا سبيل لانتهائها إلا بإعلان «أمراء الجبهة الإسلامية» كفرهم وتوبتهم عن هذا الكفر، وكما هو متوقع فإن ذلك لا بد أن يكون أمام قادة «الدولة الإسلامية»، لذلك يمكن القول إن هذه الحرب لن تتوقف بل سوف تشهد المزيد من التصعيد، خصوصاً بعد صدور «ميثاق الشرف الثوري» الذي اعتبره قادة «داعش» مثالاً جديداً على تمسك أمراء الجبهة بالكفر وإصرارهم عليه.
قبول استقالة وزير الدفاع في الحكومة السورية المعارضة
علاء وليد- الأناضول: قال مصدر في الحكومة السورية المؤقتة التابعة للائتلاف المعارض الثلاثاء، إن رئيس الحكومة أحمد طعمة قبل استقالة وزير الدفاع أسعد مصطفى التي تقدم بها رسمياً في وقت متأخر من مساء الاثنين.
وفي تصريح لوكالة (الأناضول)، قال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، إن طعمة أصدر قراراً أعلن فيه قبول استقالة مصطفى، وتكليف نائبه، اللواء محمد نور خلوف، بتسيير شؤون وزارة الدفاع لحين انتخاب وزير دفاع جديد من قبل الهيئة العامة للائتلاف.
وتوجه طعمة في قراره بالشكر لمصطفى على قيادته وزارة الدفاع في ظل “ظروف قاسية”، لم يبيّنها.
وكان مصدر في الحكومة السورية المؤقتة، صرح في وقت سابق الثلاثاء للأناضول، أن مصطفى لم يقدم استقالته مكتوبة وأن الحكومة سمعت بها عبر الإعلام.
وتعد استقالة مصطفى الثالثة من نوعها التي يتقدم بها للائتلاف ولرئاسة الحكومة، حيث رفضت في المرتين الأوليين، قبل أن يتم قبولها هذه المرة من قبل رئيس الحكومة.
وبرّر مصطفى قرار استقالته، في رسالة وجهها لرئيس الائتلاف أحمد الجربا ولرئيس الحكومة المؤقتة، أمس الإثنين، بـ”قلة الامكانيات المقدمة لوزارة الدفاع (المؤقتة) والتي لا تتيح لها القيام بالحد الأدني من واجباتها لتلبية مستلزمات الثوار”، وأيضاً لكي لا يكون “شاهد زور” على استمرار تدمير سوريا.
وشكلت الحكومة المؤقتة التابعة للائتلاف، نهاية العام الماضي، وتتخذ من مدينة غازي عينتاب، جنوب شرقي تركيا مقراً مؤقتاً لها، وتعمل على تأمين الخدمات المختلفة لسكان المناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام من خلال الدعم الدولي الذي يصلها.
وزير دفاع الحكومة السورية المؤقتة يستقيل احتجاجا على نقص الدعم
أكد لـ’القدس العربي’ احترامه للجربا ونفى انباء التلاسن معه
ريف دمشق ـ ‘القدس العربي’ من هبة محمد: قدم وزير الدفاع في حكومة المعارضة السورية أسعد مصطفى استقالته، مشيراً إلى أنه ‘لا يريد أن يكون شاهد زور على استمرار تدمير سورية فوق رؤوس مواطنيها من قبل نظام تجاوز في طغيانه كل مجرمي التاريخ’ على حد قوله، وألا يكون غطاء للفرقة بين تشكيلات الجيش الحر ووحداته تحت مسميات مختلفة’.
وعين أسعد مصطفى في منصب وزير الدفاع في تشرين الثاني / نوفمبر في اطار خطة للائتلاف الوطني السوري لإدارة المناطق التي سيطرت عليها قوات المعارضة في البلاد التي تمزقها حرب أهلية.
لكن حكومة المعارضة في المنفى لم تتمكن من السيطرة على جماعات المعارضة المتناحرة ومنها جماعات تابعة لتنظيم ‘القاعدة’ ولم تتلق سوى مساعدات هامشية من داعميها.
وفي تصريح لـ’القدس العربي’ نفى مصطفى انباء تم تداولها امس بانه استقال بعد ان رفض الجربا تعيينه رئيس وزراء مؤقتا وهو منصب يشغله الان أحمد طعمة الاسلامي المعتدل.
وكان القيادي في المعارضة المسلحة العميد المنشق أنور سعد الدين قال لـ’القدس العربي’ ان مصطفى استقال بعد خلافات مع الجربا وجدال طلب فيه اسعد مصطفى ان يعينه بدلاً من طعمة كرئيس للوزراء مع احتفاظه بحقيبة الدفاع، وأتى ذلك بعد نقاش حاد بين طعمة والجربا وشتم فيه الاخير احمد طعمة. وهو ما نفاه مصطفى وقال لـ’القدس العربي’ ان القصة بأكملها غير صحيحة واعتبرها اختلاقاً وتلفيقا وأكد أنه لم يلتق بالجربا خلال الفترة المذكورة بسبب سفر الأخير الى عواصم عديدة، وأكد وزير دفاع الحكومة المؤقتة السورية أن السبب الوحيد لاستقالته هو عدم وجود دعم مادي حقيقي لوزارة الدفاع المؤقتة وأن صداقة قوية واحتراما يجمعانه برئيس الائتلاف.
وجاء في نص الاستقالة المقدمة من مصطفى الى رئيس الائتلاف ورئيس الحكومة المؤقتة ان الامانة فرضت عليه ان لا يكون شاهد زور على استمرار تدمير سوريا فوق رؤوس رجالها ونسائها وأطفالها من قبل نظام طاغِ، وانه لا يستطيع ان يكون غطاء للفرقة بين تشكيلات الجيش الحر تحت مسميات مختلفة، واصفاً الكتائب بالوحدات التي قاتلت معا على مدى ثلاث سنوات وقدمت مئات آلاف الشهداء واضعافهم من الجرحى في مواجهة نظام الاسد وحلفائه.
وذكّر كلا من حزب الله وتنظيم داعش بأنهم الاطراف ‘الغاشمة’ الداعمة للأسد، ونوه لضعف وزارة الدفاع التي لا تملك أي إمكانية للقيام بالحد الأدنى من واجباتها لتلبية مستلزمات الثوار الواجبة التنفيذ فورا، وقد نفدت الأجوبة أمامه لتحقيق مطالبهم واحتياجاتهم.
وفي الختام، توجه بنداء الى أصدقاء الشعب السوري وأشقائه في المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا والإمارات والكويت والأردن الذين وقفوا مع الشعب السوري لإنقاذ ما تبقى من سوريا ورجالها ونسائها وأطفالها.
وعمل مصطفى وهو في الستينيات وزيرا للزراعة في حكومة والد بشار الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد لكنه انشق بعد اندلاع الانتفاضة المناهضة لحكم أسرة الاسد الممتد منذ 40 عاما في مارس آذار عام 2011 والتي تحولت الى حرب أهلية.
الإبراهيمي كان يعرف أن مهمته ستنتهي لو رشح الأسد نفسه للرئاسة
إبراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’: هل تعلمت حكومة نوري المالكي من بشار الأسد تبني سياسة الأرض المحروقة ضد المعارضين لكلا النظامين؟ فقد نقل عن ضابط أمن عراقي قوله إن البراميل المتفجرة استخدمت ضد مدينة الفلوجة العراقية وقال ‘إنها سياسة الأرض المحروقة، تدمير كامل المنطقةـ فالجيش لا خبرة لديه في حروب الشوارع، من بيت لبيت والتي يتقنها المقاتلون ولهذا السبب تم اللجوء لهذا’ أي الغارات الجوية وإسقاط البراميل المتفجرة.
ويقول تقرير لصحيفة ‘اندبندنت’ البريطانية أن المدنيين يفرون من الفلوجة ويخشون من هجوم شامل عليها من قبل الجيش العراقي لإخراج المقاتلين المرتبطين بالقاعدة الذين سيطروا على المدينة في قلب محافظة الأنبار السنية.
ويقول باتريك كوكبيرن كاتب التقرير إن حوالي 42.000 من القوات الأمنية العراقية تشارك في العمليات في منطقة الفلوجة والتي يقاتلون فيها منذ أربعة أشهر. ونقل عن لاجئين من الفلوجة توقعهم عملية مكررة لما قامت به قوات المارينز عام 2004 حيث تم تدمير معظم المدينة بهجوم جوي وبالدبابات.
واضطرت حوالي 60.000 عائلة أو 300.000 نسمة للفرار من المدينة مشيا على الأقدام. ونظرا لعدم قدرة القوات العراقية على مواجهة المقاتلين المتحصنين داخل المدينة أصبح الجيش يعتمد على القصف المدفعي و’البراميل المتفجرة’ والتي ترميها المروحيات.
مع أن المتحدث باسم الحكومة العراقية في بغداد قد نفى استخدامها لان هذا النوع من المتفجرات يستخدم بكثرة في سوريا حيث ترميه القوات النظامية على مناطق المقاتلين والمعارضة. ويحتفظ الجيش العراقي بخمس فرق في منطقة الأنبار أي ما يقارب 100.000 جندي لكن الرقم أقل بسبب القتلى في صفوف الجيش العراقي والهاربين منه حسب مصادر عراقية. فقد قتل حوالي 6.000 جندي عراقي وفر 12.000 جندي أثناء المواجهات في الأنبار.
وبحسب الضابط الأمني ‘يقوم الضباط بإخبار القادة ما يحبون سماعه وليس ما يجب أن يعرفوه، للحفاظ على مراكزهم وزيادة في الجشع′.
ويقول كوكبيرن إن الفلوجة تخضع لسيطرة الدولة الإسلامية في العراق والشام واستطاعت السيطرة على المدينة من خلال تحالف مع ثوار العشائر في بداية كانون الثاني/ يناير ومنذ ذلك الوقت زادت قوة داعش ووسعت من قوتها ومجال سيطرتها في المساحات التي تضم غرب العراق وشرق سوريا، ولقوتها قامت بتنظيم استعراض عسكري في منطقة أبو غريب الواقعة غرب بغداد.
وقامت بسلسلة من الهجمات المفخخة في بغداد، عشرة منها أدت لمقتل 21 شخصا وجرح 73 آخرين، ويقول التنظيم إنها بداية حملة ‘الإنتقام للفلوجة’ وتستهدف هذه العمليات ‘مقرات الحكومة الكافرة والتجمعات والأحزاب والميليشيات’.
ويقول مواطنون إن داعش تعاملت مع سكان الفلوجة باعتدال واحترام خاصة أنها دخلت المدينة في تحالف مع مقاتلي العشائرـ لكنهم يقولون الآن انها الطرف الأقوى مع الجماعات الأخرى وبيدها منع بقية الأطراف من التفاوض مع الحكومة.
ويتسم القتال بالشراسة حيث تم خطف 22 جنديا قبل عشرة أيام وقتلوا، وسمحت داعش لعناصر الشرطة العراقية ممن أعلنوا ولاءهم لها الإحتفاظ بأسلحتهم.
إعادة بناء نفسها
ويرى كوكبيرن أن داعش التي ضعفت وتراجعت في عام 2010 استطاعت بناء قواعدها وقوتها العسكرية خلال الأعوام الثلاثة الماضية.
ويعتقد الكاتب أن هناك سببان لتزايد قوة داعش هي الثورة السورية التي بدأت عام 2011 واندلاع الإنتفاضة السنية، حيث احتج السنة على التهميش والإهمال الإقتصادي لمناطقهم والتمييز ضدهم، وبعد قيام الجيش العراقي بمهاجمة معسكر احتجاج سلمي في بلدة الحويجة في نيسان/ إبريل 2013 وقتل 50 متظاهرا فيها، تطورت الإحتجاجات إلى عمليات مسلحة.
ويقول إن الجماعات المقاتلة مرتبطة بداعش وهو وضع لم يكن حاضرا في جماعات المقاومة ما بين 2006- 2007 وتعتمد على ضباط سابقين في الجيش العراقي الذي حله بول بريمر عام 2003 ممن يملكون خبرات عسكرية في حرب العصابات.
واستطاعت داعش العام الماضي القيام بحملات لتحرير سجنائها في سجون الحكومة حيث خططت بدقة وهاجمت سجن أبو غريب والتاج وهرب من حررتهم لسوريا، كما قامت بسلسلة من الهجمات الإنتحارية، بمعدل هجوم في اليوم.
ويعتقد كوكبيرن إن تصعيد الحرب في الأنبار تعود إلى الكمين الناجح الذي نصبته في 21 كانون الأول/ ديسمبر العام الماضي وقتل فيه عدد من الضباط الكبار في الجيش العراقي بمن فيهم الجنرال محمد الراوي، قائد الفرقة السابعة. ومنه استطاعت داعش السيطرة على الفلوجة وكذلك سد الفلوجة على نهر الفرات، مما ساعدها على إغراق مناطق لمنع تقدم الجيش العراقي. كما أن تفجير انبوب النفط في باجي ادى لتلويث مياه نهر دجلة مما يجعل من تنظيفه حتى تستفيد منه بغداد. ويعتقد كوكبيرن أن داعش ستجد صعوبة في التوسع رغم النجاح الذي حققته حيث تعتمد الحكومة وبشكل متزايد على الميليشيات الشيعية التي أرسلت مقاتلين لسوريا خاصة ‘عصائب الحق’.
وما دام الحديث عن ‘عصائب الحق’ وسوريا فمقتل قائد القوات الجوية السورية بحسب صحيفة ‘نيويورك تايمز′ فهي من قتل الجنرال حسين يعقوب الذي يعتبر من أعلى الضباط الذين يقتلون في الحرب السورية رتبة.
ضربة معنوية
وكان يعقوب يقود 60.000 جندي من قوات الدفاع الجوية حسب البريغادير اللبناني المتقاعد هشام جابر.
ولكن لا يعرف أثر مقتله على القوات السورية خاصة أن قوات المعارضة لا تملك طائرات. وتساءل جابر ‘هل سيترك هذا أثرا على عمليات الجيش؟ لا’ مشيرا إلى أن ضباطا مثله عادة ما يحضرون خليفة لهم. ولا ينفي جابر أن يكون لمقتله أثر على معنويات الجيش ولكن ‘ليس على العمليات الميدانية خاصة أن هناك الكثيرون ممن هم مستعدون لتولي القيادة مكانه’.
وكان قد مات متأثرا بجراحه اثناء معارك شديدة بين قوات الجيش والمعارضة في منطقة المليحة قرب دمشق، ولم تقم وكالة الإنباء السورية بالإعلان عن نبأ وفاة اللواء يعقوب. ويقول الجنرال جابر إنه لم يعرف الطريقة التي جرح فيها اللواء إسحق، وربما كان الأخير يقوم بتوجيه المعركة من غرفة عمليات ولم يشارك مباشرة فيها، وربما تعرضت غرفة العمليات لقذيفة أر بي جي أو صاروخ.
وتقول الصحيفة إن المعارضة المسلحة قامت بضرب الكثير من البطاريات المضادة للطائرات حول دمشق من أجل الحصول على أسلحة يمكن استخدامها لضرب طائرات النظام. وتحاول الحكومة تنظيف المنطقة من الجماعات المسلحة ولهذا دعت ضباطها الكبار للمشاركة في العمليات.
وكان اربعة من كبار مسؤولي الأمن والجيش قد قتلوا في انفجار استهدف مركز الأمن القومي في دمشق في صيف عام 2012. وقتل عدد من ضباط الجيش الكبار كان آخرهم هلال الأسد وهو ابن عم الرئيس بشار الأسد والذي كان يقود ميليشيا موالية للنظام تعرف بقوات الدفاع الشعبي. ولم يؤد مقتل كبار القادة في معظم الأحيان لحرف ميزان الحرب وتغييرها لصالح المقاتلين.
وفي الوقت الذي حققت فيه الحكومة تقدما في وسط البلاد إلا أنها تواجه ضغطا عسكريا من المعارضة في شمال وجنوب وشرق البلاد. وكان يعقوب قد عمل قبل توليه قيادة القوات الجوية، مديرا للأكاديمية العسكرية في حلب. وحصل على وسام من الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد بعد أن اسقط مقاتلة إسرائيلية أثناء الإجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982.
الغرب يبتلع كلامه
في موضوع متصل كتب روبرت فيسك تعليقا على استقالة الأخضر الإبراهيمي من مهمته كمبعوث دولي لسوريا قائلا إنها كانت ‘متوقعة وحتى من الإبراهيمي نفسه، فقد قال لزملائه إنه لو قرر الأسد ترشيح نفسه للإنتخابات الرئاسية فسيكون قراره نهاية لعملية جنيف الإنتقالية مما يعني نهاية مهمته’.
ويرى فيسك في تقرير له بصحيفة ‘إندبندنت’ البريطانية ‘في الحقيقة كانت لدى الإبراهيمي شكوكه من أن الأسد سيقاتل لتحقيق النصر لا الهزيمة’. مشيرا إلى أن الكثير من الصحافيين الذين توقعوا قبل 18 شهرا إلى جانب الحكومات الغربية وخبراء ‘الإرهاب’ الذين تستضيفهم قنوات التلفزيون أن رحيل الاسد بات محتوما، كان عليهم كما قال أحد الصحافيين ‘ابتلاع كلامهم’.
فاعتقاد المعارضة أنها يجب أن تربح لانها تقاتل نظاما ديكتاتوريا هي مشكلة قديمة، وهي نظرية خطيرة تقوم على العواطف أكثر من التحليل. مشيرا إلى التحولات التي حدثت في ليبيا، حيث كان من المتوقع ان يقدم المقاتلون حرية مشعة لبلادهم بعد الإطاحة بالرئيس القذافي، وليس الحرب نصف القبلية التي تجري الآن هناك.
و’لكننا سنبتلع كلامنا’ حيث يقول إن الرئيس محمد مرسي كان رئيسا مملا ولكنه في النهاية كان رئيسا منتخبا ‘ولم اتخيل أبدا أن يقوم المصريون بالتصرف بطريقة طفولية ويدعمون رجلا عسكريا سيتولى الحكم بدون أي شك الإسبوع المقبل، وهو الرجل الذي قاد انقلابا أطاح وسجن سلفه المنتخب ‘ومضى مقتل الاف من مؤيدي مرسي كما أنه لم يحدث أبدا، وأصبح الشبان الذين قادوا الثورة ضد مبارك خارجين عن القانون’.
ويقول ‘في عام 2011 تحدثت مستخدما الكليشيه القديمة من أن الثورة تأكل أبناءها’ وهو كلام لا يدعو للضحك’ على ما يبدو…
‘القدس العربي’ تكشف تفاصيل إختطاف الصحافيين البريطانيين في ريف حلب
الجبهة الإسلامية: الخاطف حكيم عنزة مفصول ولا ينتمي إلينا
تل رفعت- ريف حلب ـ خاص ـ ‘القدس العربي’: اصدرت الجبهة الاسلامية بيانا بخصوص الكادر الصحافي المختطف و قالت فيه ان المدعو حكيم عنزة مفصول من الجبهة الإسلامية ولا ينتمي اليها.
وكان الفريق الصحافي البريطاني الذي اختطف قبل ايام في تل رفعت في الريف الشمالي قال انه كان مختطفا عند مجموعة في الجبهة الإسلامية بقيادة حكيم عنزة قبل ان يفروا هاربين حتى الحدود التركية.
الفريق التابع لجريدة ‘التايمز′ اللندنية المؤلف من بريطانيين ومرافق سوري يدعى محمود باشا تجول داخل مدينة حلب لعدة أيام وقام بجولة صحافية في المدينة.
وفي طريق العودة نحو الأرضي التركية مروا في مدينة تل رفعت ذهب محمود باشا الى شخص يدعى حكيم عنزة وهو احد قادة مجموعات الجبهة الاسلامية في المدينة ومن ثم ذهب محمود باشا لجلب مرافقة امنية، لكن هذا ما لم يوافق عليه حكيم عنزة حين قال له انك في مقر في مجموعة تابعة للجبهة الاسلامية وتبحث عن مرافقة امنية اخرى.
بعدها ارسل حكيم مرافقة عسكرية مؤلفة من اربعة عناصر مع الكادر الصحافي وغادر الكادر الصحافي الى الحدود التركية وفي الطريق عند بلدة عين دقنةـ القريبة من تل رفعت ـ توقفت سيارة بمنتصف الشارع واغلقت الطريق وترجل منها عناصر بدأوا التكلم باللهجة الليبية وهم ملثمون وقالوا نحن من جبهة النصرة وسيتم اعتقالكم للتحقيق معكم وانتم كفار ومرتدين ومن هذه العبارات الرائجة والتي كررتها ‘داعش’ مراراً في الماضي ولكن هذه المرة بأسم ‘النصرة’.
وتم اقتيادهم بسيارة مغلقة نحو مقر الى خارج تل رفعت وتم التحقيق معهم وسألوهم عن مدى جدية حكومتهم في دفع ملايين الدولارات وهل هناك من يستبدلكم بالمال وهل رواتبكم ذات قيمة وموقعكم الصحافي ومن هذه الاسئلة، ومن ثم قامت المجموعة بتغطية عيون الكادر وتكبيل ايديهم بشريط البلاستيك ونقلهم إلى سيارة مغلقة الى مقر داخل تل رفعت.
وفي الطريق استطاع محمود باشا ان يفك قيده ويتخلص منه وتظاهر بانه مقيد حتى وصلت السيارة الى وسط تل رفعت حيث قامت المجموعة بفتح الباب وبقي عنصر يراقب السيارة ودخل البقية الى داخل المنزل لتحضيره لنزولهم وليتم تفريغه من قاطنيه حتى لا يتم كشف الأمر.
في هذه اللحظة قام محمود باشا برفع الغطاء عن عينيه ورأى العنصر الذي يقف عليهم حارسا هو ذات العنصر الذي شاهده في مجموعة حكيم عنزة من المجموعة الاسلامية ما يثبت تورط المجموعة بقيادة حكيم بحادثة الخطف، وذلك بهدف تبديل الكادر بمبالغ مالية من ذوي المختطفين أو من الحكومة البريطانية ‘كما حصل مع داعش حينما قامت بتسليم صحافيين مقابل ملايين الدولارات’.
فقام محمود باشا بالهجوم على العنصر المتواجد امام السيارة وضربه بمفتاح حديدي ادى الى سقوطه ودخوله بحالة اغماء تامة وهنا خرج احد العناصر وصرخ على الكادر الصحافي حيث رأت الأهالي ما حصل وحضرت الهيئة الشرعية وسط الصراخ في داخل سوق تل رفعت.
بعد قدوم الهيئة الشرعية خرج حكيم التابع للجبهة الأسلامية وقال للهيئة الشرعية بالحرف الواحد ‘هؤلاء من داعش والقينا القبض عليهم يحاولون تفجير انفسهم بالسوق’ وهنا بدأت عناصر الهيئة الشرعية وبعض العناصر الأخرى بضرب الكادر دون ان يعلموا الحقيقة وذلك بعد اتهامات حكيم عناصر الهيئة وليزيد من جو التوتر والفوضى.
لكن بعد شرح الكادر ما حصل قامت الهيئة الشرعية بنقلهم إلى معبر باب السلامة، وفي المعبر طلبت الجبهة الاسلامية من الكادر الصحافي اصدار بيان يتضمن ان الجبهة الاسلامية قامت بتخليصهم من مجموعة لصوص وخاطفين حيث تم تصوير واصدار البيان ومن ثم دخل الكادر الى الأراضي التركية.
يذكر ان الجبهة الإسلامية اصدرت بياناً توضح فيه ملابسات أختطاف الكادر الصحافي حيث قالت ان مجموعة من اللصوص قامت بخطف الكادر وذلك للمقايضة عليهم بمبلغ مالي وتم تحريرهم على يد الكتيبة الأمنية في تل رفعت.
‘جبهة النصرة’ ترفض ميثاق الشرف الثوري للفصائل الإسلامية
محمد إقبال بلو
انطاكيا ـ ‘القدس العربي’ أعلنت جبهة النصرة رفضها لما جاء في ميثاق الشرف الثوري الذي وقعت عليه كبرى الفصائل الاسلامية المعارضة التي تقاتل قوات النظام السوري، وجاء رفضها على لسان الدكتور سامي العريدي الذي يعتبر الزعيم الشرعي الثاني في جبهة النصرة بعد أبو ماريا القحطاني.
وفي سجال جرى بين العريدي وحسان عبود رئيس الهيئة السياسية في الجبهة الإسلامية على موقع ‘تويتر’ قال العريدي ‘الحياة في الجبال والكهوف في ظل حاكمية الشريعة خير من الحياة في القصور في ظل غيرها، ولنا في حركة طالبان آية’.
جاء ذلك في رد منه على ما نشره العبود على حسابه ‘سوف نمضي في دربنا ولا نلتفت إلى من يريد بنا الانتهاء في شعف الجبال والغابات وقفار البوادي لنخوض جهاد النخب’.
وعبر الدكتور سامي العريدي الشرعي الثاني في النصرة عن رفضه لما جاء به الميثاق الذي لقي قبولاً في الأوساط السورية الشعبية والعسكرية بشقيها الإسلامي والعلماني، عبر تغريدات له على حسابه في توتير تضمت العديد من النقاط الرئيسية.
وأكد أن ‘كل أمر أو ميثاق يخالف شرع الله ولا يقوم على حاكمية الشريعة بكل وضوح فهو مردود’، حسب قوله، وأضاف أن ‘اللجوء إلى الجبال ونحو ذلك عند الابتلاء أو الخوف على الدين هو سمة يختص بها الرسل والصالحين’.
كما أوضح أنه ‘لن يقول إلى الحق حول ما ورد في الميثاق وأنه لن يخاف مصطلحات الإرهاب الفكري الذي يمارسه من وصفهم بــ( أهل التنازلات والغلو)’، كما قال أن ‘من يرغب أن يسير في مشرع أمة أو جهاد أمة لا يجوز له أن يتنازل عن ثوابت ومبادئ الامة’.
كما دافع العريدي عن ما سماه ‘النخبة’ وشرح أن ‘جهاد الأمة يبدأ بتضحيات وجهاد النخبة القائم على منهج السنة دون أي تنازل أو انبطاح، ثم ينتشر في الأمة، فالنخبة بمثابة الصاعق’، من وجهة نظره.
ويرفع شرعي النصرة وتيرة الهجوم في تغريداته الأخيرة ليقول ‘أقول للسائرين في درب التنازلات والانبطاح (ودوا لو يدهنوا فتدهنون)’، ويضيف أن من وقعوا على الميثاق يقولون أنهم لا يريدون تكرار مأساة العراق لكنهم يسيرون بأنفسهم على طريق مأساة ما وصفه ‘بوسنة جديدة على أرض الشام’ ويضيف ‘فالنجاة النجاة من طوام الماضي’.
ويشتد هجوم العريدي ليقترب من تكفير من وقعوا على البيان بقوله ‘لا بد من الوضوح والصراحة فالكل يزعم أنه يريد دولة الحق والعدالة والقانون حتى عباد النار يزعمون ذلك’، وشرح أن من خجل من التصريح بإرادة حاكمية الشريعة في الميثاق والكلام لن يستطيع أن يحكمها عملاً بين الناس وسيبقى ذلك في عداد الأحلام حسب قوله.
يسأل العريدي الفصائل التي وقعت على الميثاق عن الإكراه الذي وقع عليهم ليوقعوا هكذا ميثاق، ويؤكد لهم أن حالتهم تختلف عن حالة عمار وابن السهمي بقوله ‘فعمار مكره وابن السهمي على فرض صحة الرواية لم يتنازل عن الثوابت’.
ويختم العريدي بأنه لن يساوم فــ ‘إما شريعة وإما شهادة’.
والجدير بالذكر أن الجولاني أمير جبهة النصرة نصح في مقابلته على قناة ‘الجزيرة’ أن يتابع المهتمون مقابلة الدكتور سامي العريدي التي أجرتها معه قناة ‘المنارة البيضاء’ الخاصة بإعلام جبهة النصرة، حيث وصف العريدي الكتائب المقاتلة في سوريا والتي لا تحمل طابعاً إسلامياً أنهم قلة ودعاهم للعودة إلى رشدهم والاتعاظ بما جرى في مصر وليبيا حسب تعبيره.
ولدى سؤاله عن هدف جبهة النصرة بعد إسقاط النظام أجاب: ‘سوف نعمل بعد إسقاط النظام مع أهل الشام على تحكيم شرع الله وإقامة الدولة الإسلامية حتى ينتشر العدل والرخاء في هذه البلاد’.
كما أكد في اللقاء المذكور أن منهج جبهة النصرة هو المنهج الوسطي ومنهج أهل السنة والجماعة، وأن النصرة لا تكفر الشعب السوري كما يدعي البعض ممن لم يرق لهم أن يخرج الشعب السوري في جمعة سماها كلنا جبهة النصرة حسب قوله.
ميدانياً: تقاتل كتائب جبهة النصرة جنباً إلى جنب مع الجبهة الإسلامية في مختلف معاركها التي جرت مؤخراً في حمص والقلمون وحلب وغيرها من الجبهات المشتعلة، بل نشرت شائعات ـ قبل صدور الميثاق- تقول أن جبهة النصرة ستعلن انضمامها إلى الجبهة الإسلامية وتعتبر نفسها فصيلاً مثله كباقي الفصائل المقاتلة.
الأسد لم يعلن برنامجه الانتخابي بعد والإعلام الرسمي يسخر من منافسيه
النظام حوّل خيم الإغاثة التابعة للأمم المتحدة إلى مراكز دعائية للرئيس السوري
بيروت: «الشرق الأوسط»
تبدو اللوحات الإعلانية التي رفعت في المدن السورية الخاضعة لسيطرة النظام السوري لدعم مرشحي الرئاسة حسان النوري وماهر حجار «خجولة جدا» قياسا بالصور واللافتات واللوحات التي تدعم حملة الرئيس السوري بشار الأسد، المرشح الأساسي للانتخابات المقررة إجراؤها في الثالث من يونيو (حزيران) المقبل.
فالنظام السوري يستغل الساحات العامة والطرق الرئيسة والأزقة الضيقة للترويج لترشيح الأسد، لدرجة أنه حوّل الخيم التي توزعها الأمم المتحدة كمساعدات، لإيواء النازحين من المناطق المتضررة، إلى مراكز انتخابية لدعم حملة الأسد التي يقودها تحت شعار «سوا» أي «معا».
هذا الاستغلال لمساعدات المدنيين من قبل النظام، دفع «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» إلى دعوة مفوضية الأمم المتحدة كي «تكون أكثر مسؤولية في تقديم المساعدات للشعب السوري المتضرر من أعمال العنف التي تمارسها قوات الأسد عليه بدلا من استخدامها من قبل شبيحة (ميليشات) النظام وأعوانه». ونشرت مواقع مؤيدة للنظام السوري صورا لمراكز انتخابية في بعض مناطق دمشق لدعم ترشح الأسد وبدا شعار الأمم المتحدة واضحا عليها، فيما وضع داخلها منبر ألصقت عليه صورة الرئيس السوري إضافة إلى لافتات وأعلام سورية.
وقال اتحاد «تنسيقيات الثورة» إن «القوات النظامية تستولي على المساعدات المقدمة من منظمة الأمم المتحدة في تلك الأحياء»، كما ذكرت المصادر ذاتها أن هذه المساعدات وزعت أيضا في مناطق موالية للنظام بأحياء العاصمة دمشق، ما يسهل استخدامها لأغراض انتخابية.
وعلى الرغم من أن حملة الأسد الانتخابية اقتصرت على كلمة واحدة هي «سوا»، لكن ملصقات هذه الحملة انتشرت بكثافة في شوارع العاصمة دمشق، إضافة إلى حمص وحماه وطرطوس واللاذقية وبانياس والسويداء وجميعها خاضعة لسيطرة النظام. وارتفعت يافطات في شوارع هذه المدن مقدمة من جهات شعبية وأهلية ومن رجال أعمال، ومن مؤسسات رسمية أيضا تُعلن تأييدها للأسد ولبقائه في السلطة، علما أنّ وكالة الأنباء الرسمية (سانا) تحرص على نشر أخبار يومية حول خروج مسيرات شعبية لتأييد ترشح الأسد لمنصب الرئاسة.
في المقابل، فإن الحملات الانتخابية الخاصة بمنافسي الأسد على منصب الرئاسة تبدو «باهتة». إذ يصعب ملاحظة صور المرشح الأول وهو الوزير السابق حسان النوري في ظل سيل اللافتات والصور الداعمة للأسد، كذلك الحال بالنسبة إلى المرشح الثاني عضو مجلس الشعب ماهر حجار.
وبدا لافتا، أن النوري وحجار قدما برامج انتخابية على عكس الأسد الذي لم يقدم حتى الآن على هذه الخطوة. وفي حين ركز النوري في برنامجه على الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي، صب المرشح الثاني ماهر حجار تركيزه على التغيير، واستخدم على لوحاته الإعلانية عبارة «التغيير ضرورة».
وعلى الرغم من أن رئاسة الجمهورية السورية، دعت في أحد بياناتها إلى «احترام الحملات الإعلانية والمنشورات الخاصة بالمرشحين إلى منصب الرئاسة»، لكن الإعلام الرسمي السوري سعى إلى السخرية من المرشحين المنافسين للأسد، وسعى إلى تحجيمهما، وهذا ما بدا واضحا في ظهورهما خلال مقابلات لهما في الإعلام الرسمي السوري.
واستضافت قناة الإخبارية السورية الحجار، وهو أول المتقدمين للترشح لمنصب رئيس الجمهورية، وكان ضحيّة لسخرية المذيعة التي استضافته عبر طرح أسئلة خارج سياق الترشيح والحملة الانتخابية.
كذلك، كان المرشح حسان النوري، ضيفا على الفضائية السورية ضمن برنامج «حوار اليوم» لمناقشة بيانه الانتخابي، وكان واضحا سخرية المذيعة من مواقفه خلال المقابلة محاولة إثبات عدم أهليته لتولي منصب الرئاسة. وكان لافتا أن النوري أشاد بطريقة الأسد في إدارة الأزمة الأخيرة، مؤكدا أنه «سيتخذ القرارات والخطوات نفسها، لو كان في مكانه، منوّها كذلك بعظمة والده القائد الخالد حافظ الأسد».
النظام يكثف هجماته في درعا لقطع خطوط إمداد المعارضة إلى القنيطرة
«داعش» تواصل تقدمها في دير الزور.. و162 ألف قتيل منذ اندلاع الأزمة
بيروت: نذير رضا
تضاربت الأنباء، أمس، حول سيطرة القوات الحكومية السورية على المشفى الوطني في مدينة نوى، الواقعة في محافظة درعا، وسط تصعيد عسكري وقصف عنيف، تنفذه القوات الجوية السورية منذ ثلاثة أيام، بهدف استعادة السيطرة على تلال المدينة الاستراتيجية، وقطع خطوط إمداد قوات المعارضة بين درعا والقنيطرة. وبينما يشهد الجنوب أعنف المعارك، تصاعدت وتيرة الاشتباكات في المليحة بريف دمشق، غداة مقتل مسؤول الدفاع الجوي السوري. وجاء ذلك في وقت وسّع فيه تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام – داعش» نفوذه في دير الزور.
وبينما تتصاعد حدة الاشتباكات في البلاد، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 162 ألف شخص على الأقل قتلوا في الصراع السوري المستمر منذ ثلاث سنوات وأن آلافا آخرين في عداد المفقودين بعد أن احتجزتهم قوات الرئيس بشار الأسد أو مسلحون يحاولون الإطاحة به. وقال المرصد إن الخسائر في صفوف المقاتلين التابعين للحكومة أعلى من خسائر الجماعات المسلحة المؤيدة للمعارضة، مشيرا إلى أن ما يقدر بنحو 54 ألف مدني على الأقل قتلوا منذ بدء الصراع.
وكثفت قوات النظام السوري من عملياتها في درعا، حيث نفت مصادر المعارضة السورية سيطرة القوات النظامية على المشفى الوطني في مدينة نوى، قائلة لـ«الشرق الأوسط» إن المنطقة شهدت اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية مدعومة بمقاتلين عراقيين. وجاءت هذه المعلومات ردا على ما نُقل بأن المعارضين نقلوا الكادر الطبي من المشفى الوطني إلى المشافي الميدانية، ما يشير إلى أن قوات النظام السوري سيطرت عليه. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» إن المعلومات «متضاربة عن استعادة السيطرة على المشفى»، مشيرا إلى أن «مصادر محايدة ومعارضة، لم تؤكد سيطرة النظام عليه بعد»، في حين تسعى القوات الحكومية للتقدم من نوى بهدف استعادة السيطرة على كامل الريف الغربي لمحافظة درعا.
وأوضح عبد الرحمن أن بلدة نوى، «تشهد اشتباكات عنيفة منذ يومين، في محاولة من القوات الحكومية لاستعادة السيطرة على تلال استراتيجية كانت المعارضة سيطرت عليها قبل أسبوعين»، مشيرا إلى أن النظام لم يتمكن حتى الآن من استعادة سيطرته على تل «الجموع» الذي يشهد اشتباكات عنيفة، تتخللها ضربات جوية. وقال إن القوات الحكومية «تحتفظ بمواقع عسكرية هامة في المنطقة تمكنها من قصف مواقع المعارضة، فضلا عن استخدام سلاح الجو»، مشيرا إلى أنه قبل يومين «نفذ سلاح الجو التابع للنظام 15 غارة جوية، وقصف أحياء نوى بمائة صاروخ».
ويحاول النظام السوري في حملته العسكرية، فك ارتباط درعا بالمدن الواقعة غربها، بهدف منع المعارضة في المحافظة من الاتصال مع جنوب القنيطرة الحدودية مع إسرائيل، وبالتالي توسيع رقعتها باتجاه ريف دمشق الجنوبي، عبر بلدة كناكر. وأوضح عبد الرحمن أن النظام «يحاول استعادة السيطرة على المنطقة الممتدة من جنوب القنيطرة إلى ريف درعا الغربي، وبسط نفوذه على التلال الاستراتيجية لتحقيق سيطرة نارية في وقت تتعذر فيه عليه السيطرة الميدانية، وكما الضغط على بلدتي إنخل وجاسم الواقعتين أيضا غرب درعا، لمنع تقدم المعارضة باتجاه القنيطرة».
وتعد نوى، حاضنة النازحين من بلدات وأرياف درعا، وبقي عدد سكانها، حتى انطلاق حملة النظام فيها قبل يومين، نحو 80 ألف نسمة، قبل أن تبدأ موجة النزوح مجددا منها. وقال ناشط من درعا لـ«الشرق الوسط» إن «عدد سكانها الأصليين قبل الثورة، كان يقارب العشرة آلاف، لكنها استقطبت النازحين، بعد سيطرة المعارضة عليها، والتوصل إلى اتفاق غير معلن عن النظام على تحييدها من القتال». وانكسرت الهدنة قبل ثلاثة أسابيع حين أطلقت المعارضة حملة عسكرية للسيطرة على التلال الاستراتيجية المحيطة فيها. وعرفت المدينة مشكلات داخلية، كان أبرزها اشتباكات مع «جبهة النصرة» على خلفية مقتل أمير النصرة في المدينة.
في غضون ذلك، تصاعدت حدة المعارك على أطراف الغوطة الشرقية لدمشق المحاذية للعاصمة السورية، حيث شهدت المليحة وجوبر اشتباكات عنيفة، بحسب ما أكده ناشطون، وذلك بعد مقتل قائد الدفاع الجوي السوري اللواء حسين إسحاق.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان باستمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومسلحين من جنسيات عربية ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة، ومقاتلي جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) ومقاتلي الكتائب الإسلامية من جهة أخرى في بلدة المليحة في محاولة من قوات النظام والمسلحين الموالين لها استعادة المباني التي سيطرت عليها جبهة النصرة والكتائب الإسلامية وسط استقدام الكتائب الإسلامية والنصرة تعزيزات عسكرية إلى المنطقة.
ونفذ الطيران الحربي ثلاث غارات على مناطق في حي جوبر، بالتزامن مع قصف مدفعي من قبل قوات النظام على مناطق في الحي. كما تعرضت المليحة وعين ترما لقصف جوي، بالتزامن مع اشتباكات اندلعت على أطراف المليحة. كما أشار ناشطون إلى قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في مدينة داريا وأطراف مخيم خان الشيح بالغوطة الغربية، في حين قصف الطيران الحربي مناطق في بلدة عربين.
وإلى دير الزور، أكد مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» سيطرة قوات «داعش» على جزء كبير من ريف المدينة، باستثناء شرقها، «ما أتاح لها إحكام السيطرة على كامل الضفة الشرقية لنهر الفرات ومدّ مناطق نفوذها إلى الرقة والحسكة». وتزامن ذلك مع تواصل الاشتباكات بين قوات المعارضة وبينها كتائب إسلامية ومقاتلون تابعون لجبهة النصرة من جهة، وقوات «داعش» من جهة أخرى.
وفي حلب، أفاد ناشطون بأن الطيران المروحي التابع للنظام، قصف مناطق في محيط مبنى المخابرات الجوية، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في الجهة الغربية من حي الراشدين.
وفي المقابل، قتل طفلان اثنان جراء سقوط قذائف هاون على حي صلاح الدين، فيما سقطت قذيفتا هاون على مناطق في مخيم النيرب وحي الأشرفية الخاضعَين لسيطرة قوات النظام، كما قتل مواطن جراء سقوط قذائف هاون أطلقتها الكتائب المقاتلة على حي الميدان كما أفاد المرصد.
وفي حماه، أفاد ناشطون بمقتل نحو 30 عسكريا من قوات النظام في قرية الملح، إثر تفجير حاجز في القرية، واندلاع اشتباكات مع قوات المعارضة.
58 دولة تؤيد إحالة ملف سوريا للجنائية الدولية
أيدت مجموعة من 58 بلدا تقودها سويسرا مشروع قرار فرنسي في مجلس الأمن الدولي بإحالة الجرائم التي ترتكبها أطراف النزاع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية. ومن المقرر أن يصوت مجلس الأمن الخميس القادم على مشروع القرار الفرنسي رغم توقعات دبلوماسية بعرقلة جديدة من قبل الصين وروسيا اللتين تمتلكان حق النقض (فيتو).
وفي رسالة باسم دول هذه المجموعة كتبها السفير السويسري لدى الأمم المتحدة بول سيغر أعرب عن تأييد تلك البلدان “بقوة للمبادرة الفرنسية”.
ودعا سيغر مجلس الأمن إلى تبني مشروع القرار الذي تقدمت به فرنسا والدول الأخرى الأعضاء في الأمم المتحدة، سواء كانت عضوا في المحكمة الجنائية أم لا، إلى رعاية المشروع بهدف ما وصفه توجيه رسالة دعم سياسي قوية.
واعتبرت الرسالة أن مبادرة فرنسا تشكل الفرصة الأفضل لينبثق على الأقل منها وعد بالعدالة بعد ثلاثة أعوام من بدء الحرب في سوريا، وفي الوقت نفسه “للمساهمة في تجنب فظائع جديدة”.
وكانت الدول الـ58 نفسها، وبينها دول الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية والعديد من دول أميركا الجنوبية وأفريقيا، طالبت في يناير/كانون الثاني 2013 مجلس الأمن بإحالة ملف الجرائم في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن دبلوماسيين قولهم إن الولايات المتحدة غير المنضمة إلى المحكمة الجنائية لم توقع الرسالة، لكنها تدعم المبادرة الفرنسية.
وكون سوريا ليست عضوا في المحكمة الجنائية الدولية، فإن الأمر يتطلب قرارا من مجلس الأمن لرفع جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب في سوريا إلى هذه المحكمة.
نص المشروع
وينص مشروع القرار الفرنسي على أن “تحال الجرائم التي ارتكبها طرفا النزاع منذ 2011 وفقا للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة إلى المحكمة الجنائية”.
وكانت فرنسا طرحت الأسبوع الماضي مسودة قرار على المجلس، معربة عن أملها بأن تسهل الإشارة إلى طرفي النزاع موافقة جميع أعضاء مجلس الأمن -بينهم روسيا- على مشروع القرار.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس خلال اجتماع “أصدقاء سوريا” في لندن مؤخرا “ليس لأن هناك احتمالا باستخدام حق الفيتو أن يكون علينا تأييد إفلات بشار الأسد من العقاب”.
ويتوقع العديد من الدبلوماسيين في الأمم المتحدة الفيتو من قبل الصين وروسيا التي وصفت مشروع القرار الفرنسي بأنه سلبي ولا يساعد على الحل السياسي.
وقد ألمح المندوب الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين إلى رفض بلاده مثل هذه الخطوة عندما أشار إلى ضرورة عدم “تصعيد الاختلافات” في وجهات النظر.
وترى موسكو أن رفع الأمر إلى الجنائية الدولية لن يكون مفيدا في الوقت الذي تقوم فيه سوريا بإزالة ترسانتها من الأسلحة الكيميائية، وتضيف أن ذلك سيضر بفرص استئناف مفاوضات جنيف للسلام المجمدة منذ فبراير/شباط الماضي.
يذكر أن روسيا والصين رفضتا في وقت سابق صدور ثلاثة قرارات عن مجلس الأمن كان من شأنها إدانة الحكومة السورية، أو التهديد بفرض عقوبات، أو الدعوة إلى المساءلة بشأن ارتكاب جرائم حرب.
وارتفعت حصيلة القتلى في النزاع السوري المستمر منذ انطلاق الانتفاضة الشعبية منتصف مارس/آذار 2011 وتحوّلها لاحقا لنزاع مسلح، إلى أكثر من 162 ألف شخص، بحسب حصيلة ضحايا جديدة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
المصدر : الجزيرة + الفرنسية
تقدم للنظام بدرعا وقتيلان واختناقات بالكلور في حماة
واصلت قوات النظام السوري استهدافها مناطق في درعا (جنوب البلاد) على الحدود مع الأردن، كما استهدف الطيران الحربي بالقصف أكثر من عشرين منطقة في حلب وريفها، فيما سجل ناشطون سقوط قتيلين وحالات اختناق كثيرة جراء قصف قوات النظام بغاز الكلور مدينة كفرزيتا وبلدة الزوار بريف حماة.
وقد سيطرت قوات النظام السوري أمس الاثنين على بلدة أم العوسج قرب مدينة الصنمين بدرعا، وبعد ذلك شنّت هجوما على مدينة نوى، حيث قال التلفزيون الرسمي إن قوات النظام كبّدت مقاتلي المعارضة خسائر كبيرة.
وذكرت شبكة سوريا مباشر أن الطيران الحربي شن 13 غارة على مدينة نوى، وتحدثت شبكة شام عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام أثناء المعارك الدائرة في المنطقة.
وتسعى قوات النظام من خلال توسيع عملياتها العسكرية في درعا إلى السيطرة على المفاصل الحيوية والمهمة في المحافظة المحاذية للحدود مع الأردن.
وفي حلب، قال مراسل الجزيرة إن قوات النظام استهدفت بالقصف أكثر من عشرين منطقة في المدينة وريفها، وتحدث عن استخدام القنابل العنقودية في بعض هذه العمليات.
واستهدفت قوات النظام أحياء الحيدرية والأشرفية وبني زيد وحندرات والمدينة الصناعية في الشيخ نجار، وأعلنت المعارضة المسلحة استهدافها بعض المباني التابعة لقوات النظام في حيي الخالدية والراشدين.
وأوضح المراسل أن مسلحي المعارضة سيطروا على غرفة عمليات تابعة لما يسمى لواء أبو الفضل العباس الموالي للنظام بعد اشتباكات مع قوات النظام في حي الراشدين، بينما نفذ الطيران الحربي غارات على مدينتي تل رفعت وحريتان وبلدة بيانون وطريق الكاستيللو ودوار الجندول وبلدة بيانون بريف حلب الشمالي.
وأشار إلى أن قوات المعارضة صدت هجوما على قرية البريج في ريف حلب، أما وكالة الأنباء السورية (سانا) فقالت إن قوات الجيش السوري قتلت عددا ممن سمتهم “الإرهابيين” في مدن وبلدات المنصورة والأتارب وحريتان ومارع وخان العسل في ريف حلب.
اختناق بالكلور
وسجل ناشطون سقوط قتيلين وأكثر من عشرين حالة اختناق جراء قصف قوات النظام بغاز الكلور مدينة كفرزيتا وبلدة الزوار بريف حماة.
وذكر الناشطون أن قتلى وجرحى من صفوف قوات النظام سقطوا إثر استهدافهم بعبوة ناسفة شرقي قرية العزيزية بريف حماة، بينما أصاب قصف قوات النظام قريتي لحايا وحصرايا، كما شن النظام حملة اعتقالات بريف حماة.
وفي دمشق قال ناشطون إن مسلحي المعارضة استهدفوا بالصواريخ تجمعات لقوات النظام في حي جوبر، وتحدثت وكالة مسار برس عن استهداف مسلحي المعارضة الهيئة العامة للأركان في ساحة الأمويين بقذائف هاون، وأشارت إلى سقوط قتلى من قوات النظام في اشتباكات مع مسلحي المعارصة في محيط بلدة المليحة بريف دمشق.
وذكر ناشطون أن قذائف هاون سقطت اليوم في محيط ساحة الريجة بمخيم اليرموك وحي باب توما وشارع الملك فيصل بدمشق، بينما طالت غارات قوات النظام حي جوبر وبلدة المليحة ومدينة عربين.
وقال ناشطون في دير الزور إن غارات جوية استهدفت أحياء سكنية في المدينة، وأصاب القصف أحياء العمال والحويقة، ودكت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، بينما قالت قوات المعارضة إنها قصفت بقذائف الهاون حاجزا لقوات النظام في مدينة دير الزور.
وذكرت شبكة شام أن قوات النظام قصفت بالدبابات والرشاشات الثقيلة حي الوعر بحمص، بينما رصد ناشطون اشتباكات بين مسلحي المعارضة وقوات النظام بمحيط قمة تشالما بريف اللاذقية الشمالي، وأكدوا سقوط جرحى جراء إلقاء الطيران المروحي أربعة براميل متفجرة على مصيف سلمى بريف اللاذقية.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014
كفرزيتا تحت الغازات السامة وأكثر من 21 طفلاً يختنقون
العربية.نت
أفاد مركز حماة الإعلامي بأن حصيلة حالات الاختناق جراء قصف النظام لكفرزيتا بالغازات السامة ارتفعت إلى أكثر من 130 شخصاً، بينهم 21 طفلاً حالاتهم حرجة.
يأتي هذا في وقت تمطر فيه البراميل المتفجرة مدينة نوى في محافظة درعا لليوم الثاني على التوالي. كما تحاول قوات النظام استرجاع مناطق واقعة تحت سيطرة الجيش الحر في درعا.
وفي حين يشهد العديد من المناطق السورية – بشكل يومي – مآسي ومجازر، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان المؤيد للمعارضة أن 162 ألف شخص على الأقل قتلوا في الصراع السوري المستمر منذ ثلاث سنوات، وأن آلافا آخرين في عداد المفقودين بعد أن احتجزتهم قوات الأسد أو مسلحون يحاولون الإطاحة به.
سوريا.. “الحر” يهاجم قاعدة عسكرية بحماة
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
شن الجيش الحر المعارض، الثلاثاء، هجوما عسكريا على قاعدة تل عثمان العسكرية بريف حماة شمال غربي سوريا، حيث تم تدمير وإعطاب بعض آليات الجيش السوري.
وتكمن أهمية تل عثمان العسكرية كونها تطل على معظم قرى ريف حماة، وبعض قرى ريف إدلب، حيث يستطيع الجيش الحكومي من خلاله قصف هذه القرى، كما أنه يقطع الطريق الواصل بين قرى سهل الغاب وقرى الريف الشمالي.
ويعتبر تل عثمان مركزاً اساسيا لحماية طريق الإمداد العسكري للقوات الحكومية في ريف حماة الغربي.
هذا فيما دارت اشتباكات عنيفة في أنحاء متفرقة من ريف حلب بين القوات الحكومية ومقاتلو المعارضة المسلحة، حسبما ذكرت مصادر للمعارضة السورية.
وسقط عدد من الجرحى بينهم أطفال جراء غارات جوية على مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي، بينما قصف الطيران الحربي بـ4 براميل متفجرة الطيران المروحي المدينة الصناعية بالقرب من قرية الشيخ نجار شمال شرق مدينة حلب.
إلى ذلك، قتل حوالي 40 عنصرا من القوات الحكومية في كمين محكم نفذه الثوار قرب جبال تشالما ضمن معركة “الأنفال” بريف اللاذقية، وقصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة قرى جبل الأكراد بريف اللاذقية ولا أنباء عن سقوط إصابات.
وفي درعا، ارتفعت عدد الغارات الجوية على مدينة نوى بريف درعا الغربي إلى 13 غارة، بينما فجر الجيش الحر إحدى مقرات القوات الحكومية في حي المنشية بدرعا البلد، واستهدف مقاتلو الجيش الحر بالهاون القوات الحكومية في مطار دير الزور العسكري.
أسقف سوري: المسيحيون يفرون من حلب المحاصرة
الفاتيكان (20 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قال أسقف سوري إن “الأسابيع الأخيرة شهدت موجة جديدة من هجرة المسيحيين من مدينة حلب” المحاصرة من قبل الميليشيات المناهضة للنظام
وفي تصريحات لوكالة أنباء (فيدس) الفاتيكانية، أضاف رئيس أساقفة حلب للأرمن الكاثوليك المطران بطرس مراياتي أن “الأسر انتظرت نهاية العام الدراسي ثم حملت أمتعتها وأغلقت منازلها وهربت إلى الساحل وإلى لبنان، عبر الطريق الوحيد المؤدية الى العالم الخارجي التي لا تزال سالكة، وربما ستعود بعد أربعة أشهر، أو قد لا تعود أبدا” وفق ذكره
وأضاف المطران مراياتي أن “إمدادات المياه قد عادت الآن بعد انقطاع دام أكثر أسبوع، لكن الطاقة الكهربائية ما تزال مقطوعة”، مبينا أن “العملية تتم بالتناوب، فإما الماء أو الكهرباء”، فـ”المدينة تحت الحصار والمناطق التي توجد فيها محطات الطاقة الكهربائية وإمدادات المياه كلها بأيدي الثوار، الذين يفتحون الصمامات ويغلقونها لإرغام النظام على التفاوض”، ونحن “لا نعرف الى ماذا تهدف هذه المفاوضات”، بالنسبة “لنا نحن نبقى الى جانب الناس لنعاني كل هذا، لكننا لا نفهم جيدا ما يجري من حولنا” حسب قوله
ورأى الأسقف الكاثوليكي أن “الانتخابات الرئاسية المقرر أن تجري في الثالث من حزيران/يونيو ستؤدي في نهاية المطاف الى زيادة الشعور بعدم اليقين وانتشار الخوف”، وتابع “لقد بدأت الحملة الانتخابية، لكن كثيرين يخشون من تصاعد العنف، ولا سيما على ضوء الانتخابات، فيمكن أن يحدث أي شيء”، وأردف أن “الأخبار الواردة من حمص غير مطمئنة أيضا، فحصار الجيش الحكومي على المتمردين قد ضاق، والذين لجأوا الى اخلاء وسط المدينة”، واختتم بالقول “لكن انتشرت منذ ذلك الحين عصابات اللصوص التي تنهب كل شيء من المنازل المهجورة، وحتى في الحي الذي كان المسيحيون يعيشون فيه” على حد تعبيره
انترفاكس: روسيا ستستخدم حق النقض ضد إحالة سوريا إلى المحكمة الجنائية
موسكو (رويترز) – نقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف قوله يوم الثلاثاء إن بلاده ستستخدم حق النقض (الفيتو) ضد مسودة قرار للأمم المتحدة يحيل ملف الحرب السورية إلى المحكمة الجنائية الدولية إذا طرحت للتصويت في مجلس الأمن.
ووزعت فرنسا مسودة القرار على أعضاء مجلس الأمن في 12 مايو أيار ويطالب بإحالة ملف الحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة محتملة للمسؤولين عن جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية.
(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)