أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة، 22 حزيران 2012


إنشقاق أول طيار سوري والأردن يمنحه اللجوء السياسي

دمشق، بيروت، نيويورك، موسكو – «الحياة»، ا ف ب

طغى امس على التطورات السورية خبر انشقاق الطيار السوري العقيد حسن مرعي الحمادة الذي فر بطائرته الحربية، وهي من طراز «ميغ 21»، الى الاردن حيث قرر مجلس الوزراء الاردني منحه حق اللجوء السياسي «بناء على طلبه». والحمادة من ادلب، وهو اول ضابط طيار ينشق عن الجيش السوري منذ بدء الانتفاضة. وبينما رحبت الولايات المتحدة بانشقاق الطيار، وقالت انه لن يكون الاخير الذي «يفعل الصواب»، اعتبرت وزارة الدفاع السورية الحمادة «فاراً من الخدمة وخائناً لوطنه وشرفه العسكري» وطالبت السلطات الاردنية باستعادة الطائرة.

ودعا السفير الاميركي في دمشق روبرت فورد ضباط الجيش السوري وجنوده ان يعيدوا التفكير في دعمهم للرئيس بشار الاسد، محذرا من انه ستتم مطاردة مرتكبي الفظاعات ومحاكمتهم. واضاف فورد، في رسالة مفتوحة الى الجيش على صفحته على «الفايسبوك»، ان الولايات المتحدة والمجتمع الدولي «سيعملان مع الشعب السوري للعثور على العناصر العسكرية المسؤولة عن اعمال العنف ومحاسبتهم. وسندعم جهود الحكومة السورية المستقبلية في محاكمة هؤلاء الاشخاص».

واكد امس وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان «خطة تتضمن وجوب مغادرة الرئيس الاسد قبل حصول اي شيء من حيث وقف اعمال العنف وعملية سياسية، هذه خطة لا تعمل منذ البداية، انها غير قابلة للتطبيق لانه لن يرحل». وقال انه «يجب ان ندرك ان بشار الاسد يعتقد انه ايا تكن الاراء حول الانتخابات السابقة، فقد صوت لحزبه وسياسته نصف السوريين على الاقل، لانهم يرون فيه لاسباب مختلفة مستقبلهم وامنهم».

في مقابل ذلك، قالت مصادر ديبلوماسية رفيعة في نيويورك أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون في المكسيك «أن ليس من علاقة شخصية تجمعه بالرئيس السوري بشار الأسد، وأنه التقاه بالكاد مرة أو اثنتين، وأن روسيا لا تريد التدخل في من يحكم سورية، وهو أمر يقرره السوريون بأنفسهم». وأضافت أن بوتين «كان واضحاً في الوقت نفسه أنه يرى أن البديل عن الأسد في السلطة في سورية سيكون الإسلام المتشدد، وهو ما لا تريده روسيا». وقالت المصادر إن «دولاً غربية أعدت استراتيجية لعملية انتقالية في سورية وعرضتها على روسيا خلال قمة العشرين في المكسيك لكن روسيا رفضت أحد بنودها الأساسية وهو تنحي الأسد، ولكن ثمة بنوداً أخرى لا يزال العمل جارياً لإقناع روسيا بها».

وقالت مصادر غربية في مجلس الأمن إن «البحث جار بين الدول الغربية وموسكو وسيستمر، لأن أي عملية سياسية في سورية لن تبدأ من دون مشاركة روسية، وإلا فإننا سنتجه الى فيتو جديد في مجلس الأمن». وأضافت أن مسار الإعداد لاجتماع دولي لما أسماه المبعوث الخاص المشترك كوفي أنان «مجموعة الاتصال» يتقاطع مع العمل في مجلس الأمن على مشروع قرار «يهدد بفرض عقوبات خلال مهلة قصيرة في حال عدم التقيد بخطة أنان وقرارات المجلس المتعلقة بسورية». وقالت إن «إنهاء بعثة المراقبين سيكون إنهاءً لخطة أنان، وهذا يعني أن تمديد عمل البعثة لا يزال مطلباً وحاجة لجميع الأطراف حتى الآن». لذلك «ينبغي التمديد لبعثة المراقبين بالتوازي مع قرار يصدر عن المجلس يضع خطة أنان بكاملها تحت الفصل السابع ويهدد بفرض عقوبات ضد كل الأطراف التي تعرقل تطبيق الخطة وقرارات مجلس الأمن». وبالنسبة الى «مجموعة الاتصال» فإن الدول الغربية تضغط باتجاه إصدار قرار في مجلس الأمن «أو على الأقل الاتفاق على عناصر القرار الأساسية مع روسيا» قبل اجتماع «مجموعة الاتصال» المتوقع نهاية الشهر الحالي. وفي إشارة الى عدم وجود فيتو على مشاركة إيران في اجتماع «مجموعة الاتصال» قالت مصادر غربية «هذا أمر سيترك اتخاذ القرار في شأنه لكوفي أنان».

ونقلت مصادر ديبلوماسية عن روبرت مود قوله أن «قوة المعارضة المسلحة في سورية في ازدياد مضطرد بسبب الخبرة التي اكتسبتها خلال عام ونصف، رغم عدم وجود قيادة منظمة لها على المستوى الوطني». وأضافت أن مود أكد «أنه لم يلاحظ وجود عناصر غير سوريين بين صفوف المعارضة المسلحة باستثناء حالات فردية، وأن غالبية عناصر المعارضة المسلحة هم من المنشقين». وقالت إن «المعارضة السورية تتلقى أسلحة من طريق العراق وهي لم تحصل بعد على أسلحة مضادة للدروع أو المروحيات».

وفي اكثر المواقف العربية حدة في انتقاد الموقف الروسي طالبت امس جامعة الدول العربية على لسان نائب الامين العام احمد بن حلي موسكو بالتوقف عن تسليم الاسلحة الى النظام السوري و»المساعدة على قتل الناس». وصرح بن حلي في مقابلة مع وكالة «انترفاكس» الروسية ان «كل مساعدة على العنف يجب ان تتوقف، لانكم عندما ترسلون معدات عسكرية فانتم تساعدون على قتل الناس. هذا الامر يجب ان يتوقف». وأعلن بن حلي تأييده لحضور ايران اجتماع مجموعة الاتصال حول سورية المرتقب في جنيف في 30 الشهر الجاري، مشيرا في الوقت نفسه الى ان مشاركة طهران لا تزال في مرحلة البحث. والتقى بن حلي امس مسؤولين في وزارة الخارجية الروسية وعرض معهم تطورات الوضع السوري والمحاولات التي تبذلها الجامعة العربية لحل الازمة. ويعقد انان ورئيس بعثة المراقبين الجنرال روبرت مود اليوم مؤتمراً صحافياً مشتركاً في جنيف ينتظر ان يتطرقا فيه الى مستقبل عمل المراقبين.

ميدانياً، استمرت الهجمات التي تشنها القوات السورية على المواقع التي يتحصن فيها المسلحون من المعارضة وخصوصاً في احياء حمص وريف حلب ودرعا ودوما. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان 93 شخصاً على الاقل قتلوا امس، والقتلى هم 52 مدنيا وثلاثة مقاتلين معارضين و38 عسكريا، وبين القتلى 10 في حي دير بعلبة في حمص الذي شهد اطلاق نار وسقوط قذائف. وذكر المرصد أن اكثر من 15 الف شخص غالبيتهم من المدنيين قتلوا في اعمال العنف التي اندلعت في سورية قبل 15 شهرا.

ودفعت حدة المواجهات امس اللجنة الدولية للصليب الأحمر الى عدم ارسال مندوبيها الى داخل احياء المدينة القديمة في حمص لاجلاء المرضى والجرحى بعد ان اعلنت عن ذلك اول امس.

روسيا تعيد شحن أسلحة إلى سورية وأميركا تراقب تسليح الثوار

موسكو – «الحياة»، أ ف ب، رويترز

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لإذاعة «صدى موسكو» إن أي خطة سلام في سورية تتضمن فكرة رحيل الرئيس بشار الأسد لحل الأزمة «غير قابلة للتطبيق». وتحدثت أنباء صحافية أميركية عن أن «الاستخبارات الأميركية تراقب شحنات الأسلحة إلى الثوار السوريين.

وقال لافروف إن «خطة تتضمن وجوب مغادرة الرئيس قبل وقف أعمال العنف وعملية سياسية، خطة لا تعمل منذ البداية، إنها غير قابلة للتطبيق لأنه لن يرحل».

ونقلت وكالة «إنترفاكس للأنباء» عن لافروف قوله إن سفينة شحن كانت متجهة إلى سورية ثم عادت إلى روسيا كانت تحمل ثلاث طائرات هليكوبتر تم إصلاحها إضافة إلى أنظمة دفاع جوي.

وقال لافروف للإذاعة «كانت السفينة تحمل أنظمة دفاع جوي لا يمكن استخدامها إلا لصد عدوان خارجي وليس ضد المتظاهرين المسالمين… وكانت تحمل ثلاث طائرات هليكوبتر تم إصلاحها».

وأعلن الناطق باسم وزارة الخارجية ألكسندر لوكاشيفيتش أن سفينة الشحن «أم في الايد»، التي أرغمت على العودة إلى روسيا، قبالة سواحل اسكتلندا تنقل فعلاً مروحيات وسترفع العلم الروسي لتجنب اعتراضها خلال توجهها إلى سورية.

وقال الناطق خلال مؤتمر صحافي إن «السفينة أبحرت في 11 حزيران (يونيو) وتنقل مروحيات من نوع «مي – 25» تعود ملكيتها إلى الجانب السوري ومن المفترض تسليمها إلى سورية بعد أعمال إصلاح».

وذكر لوكاشيفيتش بأن مجموعة «فيمكو» الروسية وهي الجهة المالكة للسفينة أبلغت «خلال المرور من بحر الشمال إلى الأطلسي» بإلغاء عقد تأمينها من جانب الشركة البريطانية المتعاقدة معها وبأن سفينة الشحن التي ترفع علم كوراساو «عليها أن ترسو في مرفأ من اجل التفتيش».

وأضاف «لتجنب احتمال اعتراض السفينة، تقرر أن تُعاد إلى مورمنسك حيث ينتظر وصولها السبت لكي ترفع العلم الروسي.

وكانت السلطات البريطانية أشارت الثلثاء إلى أن السفينة اضطرت إلى أن تعود أدراجها قبالة سواحل اسكتلندا مؤكدة أنها كانت تنقل مروحيات هجومية من طراز مي-25 متجهة إلى سورية.

وتم استخدام مروحيات من هذا النوع في قمع المعارضين السوريين من جانب نظام الرئيس الأسد خلال الأشهر الماضية.

وأكدت الشركة الروسية المشغلة للسفينة من جهتها أنها كانت تقوم بـ «مهمة تجارية عادية» في إطار من الاحترام الكامل للقانون.

وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عبرت عن قلقها مطلع الشهر الجاري من معلومات أشارت إلى احتمال نقل مروحيات من روسيا إلى سورية. وردت روسيا بأن كل ما فعلته هو إصلاح مروحيات سلمتها قبل سنوات إلى سورية وأشارت إلى أنها لا تسلم دمشق أي معدات يمكن استخدامها لقمع متظاهرين «مسالمين».

وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأن عملاء لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) يراقبون في تركيا شحنات الأسلحة المرسلة إلى مسلحي المعارضة السورية للتأكد من عدم وصولها إلى ايدي عناصر القاعدة.

وأشارت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين اميركيين وعناصر في أجهزة استخبارات عربية إلى أن الأسلحة يتم شراؤها من دول في المنطقة وتنقل عبر الحدود بواسطة شبكة تابعة للمعارضة السورية.

وتشمل هذه الشحنات بنادق أوتوماتيكية وقاذفات قنابل وذخائر وبعض الأسلحة المضادة للدبابات التي سمحت لمسلحي المعارضة بمقاومة قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد التي تتفوق عليها قوة.

وبحسب «نيويورك تايمز» فإن عناصر في «سي آي إيه» متمركزين في جنوب تركيا يراقبون شحنات الأسلحة ويجمعون معلومات عن المعارضة السورية التي تعاني تشرذماً ظاهراً.

وأوضحت الصحيفة نقلاً عن مسؤول استخباري عربي على تواصل مستمر مع نظرائه الأميركيين أن «عملاء السي آي إيه موجودون على الأرض ويحاولون الحصول على مصادر جديدة للمعلومات والاستعانة بخدمات أشخاص» جدد.

كما نقلت نيويورك تايمز عن مسؤولين اميركيين قولهم إن الولايات المتحدة قد تزيد مساعداتها لمقاتلي المعارضة من خلال تزويدهم بصور عبر الأقمار الاصطناعية ومعلومات حساسة أخرى. إلا أن القرار النهائي لم يتخذ بعد.

انشقاق أول في سلاح الجو السوري

طيّار فرَّ بطائرة “ميغ 21” إلى الأردن

في خطوة من شأنها دعم الروح المعنوية لحركة المعارضة السورية التي تقاتل الرئيس بشار الاسد وقت تكثف القوات الحكومية جهودها لسحق الانتفاضة مع تعثر جهود السلام الدولية، فر قائد مقاتلة سورية من طراز “ميغ 21” العقيد حسن مرعي الحمادة بطائرته عبر الحدود إلى الأردن حيث حصل على اللجوء السياسي. وهذه العملية الاولى من نوعها منذ بدء الاحتجاجات في سوريا قبل اكثر من 16 شهراً. واعتبرت السلطات السورية الحمادة “خائناً” وبدأت اتصالات مع الاردن لاستعادة الطائرة. الى ذلك، أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقرا له ان 120 شخصاً معظمهم مدنيون قتلوا في اعمال العنف في اكثر الايام دموية في سوريا، واستمر قصف مدينة حمص، الامر الذي حال دون دخول اللجنة الدولية للصليب الاحمر لاجلاء المدنيين العالقين وسط القتال.

ورحبت الادارة الاميركية بانشقاق الطيار السوري. وصرح الناطق باسم مجلس الامن القومي في البيت الابيض: “نرحب بالقرار الذي اتخذه الطيار بأن يفعل الصواب”. واضاف: “لقد دعونا دوماً الجيش وأفراد النظام السوري الى الانشقاق والتخلي عن مواقعهم عوض ان يكونوا ضالعين في الفظائع التي يرتكبها النظام”. ولفت الى ان هذا الطيار “واحد من امثلة لا تعد ولا تحصى عن سوريين، بينهم عناصر من قوى الامن، يرفضون الاعمال الفظيعة التي يقوم بها نظام الاسد، وبالتاكيد لن يكون الاخير”.

 هكذا تبدأ الامور

وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فكتوريا نيولاند :”هكذا تبدأ هذه الامور… انها بالتأكيد لحظة مهمة عندما يأخذ شخص طائرة قيمتها 25 مليون دولار ويطير بها الى بلد آخر”. وأعلنت ان مسؤولين اميركيين على اتصال مع الحكومة الاردنية، التي منحت الطيار اللجوء السياسي بناء على طلبه. وقالت ان الولايات المتحدة تعتقد ان مئات من الجنود انشقوا عن الجيش النظامي، وأن ما قام به الطيار “شجاع جدا”.

وقال السفير الاميركي في سوريا روبرت فورد ان على الجيش السوري بجنوده وضباطه ان يعيد التفكير في دعمه للاسد، محذرا من ان مرتكبي الفظاعات سيطاردون ويحاكمون.

ووجه فورد، الذي عاد الى واشنطن في شباط الماضي بعد اقفال السفارة بسبب تزايد المخاوف الامنية، رسالة مفتوحة الى الجيش في صفحته بموقع “فايسبوك”. فيها: “ان دور جيش اي دولة هو الدفاع عن البلاد وحماية الناس لا ايذاؤهم”. وأشار الى ان الولايات المتحدة ترى “دورا ثمينا ومهما” للجيش السوري في مستقبل سوريا ديموقراطية، ولكن “لسوء الحظ معظم أفراد الجيش السوري يتصرفون كقوة رئيسية في زعزعة الاستقرار”. وأوضح انهم كذلك “دعموا مجازر الشبيحة في مدن الحفة والحولة من طريق اصدار التعليمات الى الشبيحة المسلحين وتقديم الغطاء لهم بالمدافع ومدافع الهاون”. وبناء على ذلك فان على الجيش السوري ان “يعيد التفكير في دعمه للنظام الذي اخذ يخسر المعركة. لا يمكن نظام الاسد ان يتغلب على رغبة الشعب السوري في الحصول على دولة ديموقراطية”.

وجددت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون رفضها مشاركة ايران في مجموعة الاتصال التي اقترحها المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي انان.

في غضون ذلك، اوردت الصحف البريطانية تقارير عن ان بريطانيا والولايات المتحدة ناقشتا عرضا يمكن تقديمه للاسد يمنحه الحصانة من الملاحقة القضائية اذا ما تنحى في اطار اتفاق على اجراء عملية انتقال سياسي.

وردا على ما جاء في هذه التقارير، قالت وزارة الخارجية البريطانية انه “لا عرض جديدا” مطروحا على الطاولة. كما نفت وزارة الخارجية الاميركية وجود مثل هذا العرض.

 ونشرت صحيفة “الغارديان” ان مناقشة هذه المبادرة المحتملة جرت بعدما تلقى الرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تشجيعاً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في محادثات في قمة مجموعة العشرين التي انعقدت في المكسيك.

“السي أي إي” في تركيا

على صعيد آخر، نشرت صحيفة “النيويورك تايمس” الاميركية أن عدداً قليلا من المسؤولين في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي إي” يعملون سرا في جنوب تركيا لمساعدة حلفاء واشنطن على تقرير أي مقاتلين في المعارضة السورية سيحصلون على أسلحة لمحاربة النظام.

 ونسبت الى مسؤولين أميركيين وآخرين استخباريين عرب أن الأسلحة التي تضم بنادق آلية وقذائف صاروخية وذخائر وبعض الأسلحة المضادة للدبابات تهرّب في أكثريتها عبر الحدود التركية من خلال شبكة من الوسطاء بينهم “الأخوان المسلمون”، وتدفع ثمنها تركيا والسعودية وقطر.

وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى إن المسؤولين في “السي آي إي” موجودون في جنوب تركيا منذ بضعة أسابيع، وهم يعملون للمساعدة في تفادي وصول السلاح إلى مقاتلين متحالفين مع تنظيم “القاعدة” أو غيره من المنظمات الإرهابية.

الولايات المتحدة تعزّز انخراطها في المعركة السورية:

الـ«سي آي إيه» على الحدود التركية لمراقبة التسليح

يوماً بعد آخر، تخرج التقارير لتؤكد على انخراط غربي متزايد في دعم المعارضة السورية المسلّحة، يختلف عما أعلنته من دعم «إنساني» فقط بـ15 مليون دولار. آخر التقارير يشير إلى تواجد استخباراتي أميركي على الأراضي التركية هدفه الإشراف على شحنات الأسلحة التي يستلمها المقاتلون السوريون. وأكثر من ذلك، يدرس الأميركيون مدّ المقاتلين بصور من الأقمار الاصطناعية عن مواقع القوات السورية ومساعدة المعارضة على تشكيل جهاز بدائي للاستخبارات… وصولاً إلى التواجد مباشرة على «أرض المعركة».

وفي هذا السياق، كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أن مجموعة من عملاء الاستخبارات الأميركية تنشط بسرية في جنوب تركيا بهدف مراقبة شحنات الأسلحة التي ترسل إلى المقاتلين السوريين، والحرص على تحديد الوجهة التي تسلكها هذه الشحنات خوفاً من وقوعها في يد «القاعدة»، وذلك نقلاً عن مسؤولين استخباراتيين أميركيين وعرب.

وأفاد المسؤولون بأن الأسلحة، بما فيها البنادق الآلية والقذائف الصاروخية والأسلحة المضادة للدبابات، يتم شراؤها من قبل كل من تركيا والسعودية وقطر، وتنقل عبر الحدود بواسطة شبكة غامضة من الوسطاء بمن فيهم «الإخوان المسلمون».

وبحسب مراسل الصحيفة الأميركية إريك شميت فإن عملاء الـ«سي آي إيه» يتمركزون في جنوب تركيا منذ أسابيع عدة، لمراقبة شحنات الأسلحة وضمان وقوعها في أيدي المجموعات الصحيحة وعدم وصولها إلى المجموعات الإرهابية.

وفيما اعتبرت «نيويورك تايمز» أن ما كشفه المسؤولون بمثابة مثال جديد وواضح على انخراط أميركا في العملية العسكرية، لفتت إلى أن واشنطن تستغل وجود الـ«سي آي إيه» على الأرض هناك لتجمع معلومات عن المعارضة وتعلم أكثر عن خفايا شبكة المعارضة المتنامية والمتغيّرة، كما تجهد في نسج علاقات جديدة. وتنقل، في هذا الإطار، عن مسؤول استخباراتي عربي، يطلع بشكل منتظم من نظرائه الأميركيين على نشاطهم، كشفه عن أن الـ«سي آي إيه يسعى وراء مصادر جديدة كما وراء وجوه جديدة يقوم بحشدها».

وبالإضافة إلى ما تقدّم، صرّح مسؤول سابق في جهاز الاستخبارات الأميركية أن إدارته تدرس تقديم مساعدات إضافية للمقاتلين كمدّهم بصور من الأقمار الاصطناعية وببيانات مفصّلة عن مواقع القوات السورية وتحركاتها. كما يدرس الجهاز كذلك مساعدة المعارضة على تشكيل جهاز بدائي للاستخبارات، علماً بأن القرار لم يتخذ بعد، ولا حتى القرارات الأخرى التي تعتبر أكثر جرأة كإرسال عناصر الاستخبارات الأميركية إلى الداخل السوري مباشرة. وتلفت الصحيفة إلى ازدياد تدفق الأسلحة إلى مسلحي المعارضة منذ آذار الماضي، وقد أدت آليات الجيش التركي دوراً مهماً في نقل الأسلحة المضادة للدبابات إلى الحدود السورية وذلك بالتنسيق مع الولايات المتحدة، وفقاً لمسؤولين. مع العلم أن أنقرة كانت تصر على رفض ضلوعها في نقل أي معدات غير إنسانية الى الداخل السوري.

وتشير «نيويورك تايمز» إلى الجدل المثار حول ما إذا كانت الأسلحة التي يتزود بها المقاتلون تجاري في مزاياها تلك التي يمتلكها الجيش السوري، وتنقل عن المسؤول السابق في الاستخبارات الأميركية جوزف هوليداي قوله إن «المقاتلين بدأوا يتقنون فك شيفرات الدبابات». يذكر أن هوليداي يتابع شؤون «الجيش السوري الحرّ» عن كثب ضمن إطار عمله كباحث في «معهد دراسات الحرب» التابع للكونغرس الأميركي.

من جهته، يقول المحلل الدفاعي في «معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى» جيفري وايت إن هناك أكثر من 100 تنظيم مقاتل في سوريا اليوم، فيما كان العدد لا يتجاوز السبعين قبل شهرين، تتراوح في عددها بين عدد محدود من المقاتلين وصولاً إلى أن تضم مئات المقاتلين.

في المقابل، يضيف وايت، الذي يتتبع التسجيلات المصوّرة والبيانات التي تبثها الجماعات المقاتلة، مؤكداً «عندما يود النظام أن يوجّه ضربة لهذه القوات في مكانها فهو قادر على ذلك، لكن لا يمكن أن ننكر أنها قد رفعت تكلفة عمليات مماثلة».

وفي تقرير نشره معهد «ستراتفور»، المعروف بصلاته الوثيقة مع الاستخبارات الأميركية، حاول الباحث سكوت ستيوارت أن يسلّط الضوء على مسألة «تلقي المقاتلين السوريين مساعدات خارجية وما هي درجتها» عبر محاولة تحليل «عدد من المؤشرات» تدل «إلى أي درجة يبلغ حجم المساعدات من خلال رصد تسجيلاتهم المصورة ونوع الأسلحة التي يسـتخدمونها ومدى فعاليتها».

ويشير ستيوارت إلى تسجيل مصور عرض مؤخراً يدّعي فيه «لواء الصقور» المسؤولية عن إحدى الهجمات التي استهدفت القوات السورية، حيث يكشف اللواء عن استخدامه لنوع من العبوات الناسفة التي تسمى المخترق متفجر التكوين، معلقاً بأن هذا النوع من المتفجرات يعدّ أداة «منطقية» يستخدمها المقاتلون ضدّ القوات النظامية التي تتفوق عليهم.

ويوضح أن «المخترق المتفجر التكوين يشكّل تهديداً حقيقياً على الآليات العسكرية».

من هنا، يعتبر المحلل الدفاعي أن «دراسة المخترق المتفجر التكوين وسيلة مهمة لتحديد وضع المجموعة اللوجستي، كما لتحديد ما إذا كانت المجموعة تتلقى مساعدة تدريبية ولوجستية من الخارج». ويشير ستيوارت إلى أن هذا النوع من التفجيرات، التي توصف بـ«الشحنة شديدة الانفجار شرسة الفعالية»،استخدم في العديد من البلدان من قبل الجماعات المتطرفة، واستخدمته أميركا في مرحلة من المراحل كما اسـتخدمته الجماعات المتطرفة ضـدها في العـراق، لافتاً إلى أهمية مراقبة عدد المخترقات المتفجرة التكوين بين أيدي المقاتلين والطريقة التي يسـتخدمونها بها، فإذا كانت تسـتخدم بطريقة منهجـية وموسعة سيحمل ذلك دلالة، وليس بالضرورة ان تكون نهائية، على أن المقاتلين السوريين يتلقون الدعم الخارجي. فضلاً عن أن دقة وفعالية الأجهزة تشير إلى أي حدّ قد تلقى الدعم والتدريب الخارجي.

ويختم باحث «ستراتفور» بالقول إن هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها الحكم على «درجة الدعم الخارجي التي تتلقاها أي مجموعة مقاتلة»، مردفاً إن هذه المؤشرات يمكن أن تتضمن كل شيء بدءاً من الزي المعتمد والبنادق المستخدمة والهجمات المنفّذة كما عدد الأسلحة الثقيلة والصواريخ المضادة للدبابات. ولكن المؤشرات الأكثر دقة التي تنطوي على عدد العبوات الناسفة ومهارات صنعها ومصادرها لا ينبغي تخطيها البتة.

(«السفير»)

واشنطن تغتنم انشقاق الطيار إلى الأردن لتتوعد الجيش

موسكو: النظام العالمي تحدّده التسوية في سوريا

استفاضت التصريحات الروسية أمس، في التأكيد على موقف موسكو من رفض أي خطة لسوريا تشترط التنحية المسبقة للرئيس بشار الأسد، على أساس ان الانتخابات الأخيرة في سوريا أثبتت أن نصف السوريين صوّتوا للأسد وسياسته. كما كان لافتا الموقف الروسي القائل إن نتيجة الازمة السورية، ستحدّد شكل «النظام العالمي» المقبل.

لكن انشقاق طيار سوري مع طائرته الروسية الصنع وفراره إلى الأردن الذي منحه اللجوء السياسي، غذيا الخطاب الاميركي الذي استفاد من هذا التطور اللافت ليدعو الجيش السوري إلى التمرد، مهددا عناصره ضمنيا بملاحقات مستقبلية اذا ظلوا على ولائهم. أما دمشق فاعتبرت الطيار «خائنا» وطالبت السلطات الاردنية باستعادة الطائرة.

كما علمت «السفير» ان تشكيلة الحكومة السورية الجديدة ستعلن خلال اليومين المقبلين، وستضم قدري جميل نائبا لرئيس الحكومة، وعلي حيدر وزيرا لشؤون المصالحة الوطنية.

وبينما يعقد المبعوث الدولي والعربي كوفي أنان مؤتمر صحافيا مشتركا اليوم مع رئيس بعثة المراقبين الدوليين إلى سوريا الجنرال روبرت مود، بحسب ما اكدت الامم المتحدة، أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان 120 قتيلا معظمهم من المدنيين سقطوا في سوريا أمس، حيث دارت اشتباكات عنيفة في مناطق عدة أبرزها ريف الشام وادلب، في ظل قصف شديد تشهده مناطق محافظة حمص ودرعا وريف حلب ودير الزور.

روسيا

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي أجرى اتصالا هاتفيا مع المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا كوفي أنان، خلال لقاء مع اذاعة «صدى موسكو» إنه «من الواضح ان الآلية التي تنص، قبل ان يحدث اي شيء من حيث وقف العنف، على رحيل الرئيس الاسد، منذ البداية غير قابلة للتنفيذ، لانه لن يذهب، اذ كيفما كان الموقف من الانتخابات الماضية، فقد انتخب نصف السوريين على الاقل ـ وهم الذين لاسباب مختلفة يربطون به (الاسد) مستقبلهم وامنهم ـ الاسد وشخصه وحزبه وسياسته».

وشدد لافروف على «انهم (السوريين) يتخوفون من… مجيء متطرفين اسلاميين الى السلطة… ومصير العلويين والدروز والاكراد والمسيحيين بالاخص يقلقنا». وشدد لافروف مجددا على ان روسيا لا تتمسك بالاسد وانما تنطلق من ان «مصيره يجب ان يحل من خلال حوار سوري عام».

واعتبر لافروف ان الاسد لن يجلس بنفسه الى طاولة المفاوضات مع المعارضة قائلا: «لا اعتقد ان الاسد سيجلس بنفسه الى طاولة المفاوضات، اذ انه في شباط الماضي، حين زرت مع مدير هيئة الاستخبارات الخارجية ميخائيل فرادكوف دمشق، قال انه فوض نائبه فاروق الشرع اجراء اتصالات من اي نوع مع المعارضة وحـول اي مسائل»، مضيفا انه «لم يتم سحب هذا التفويض، اذ اكد لنا السوريون مجددا هذا منذ فترة قريبة».

واشار الى «ان غالبية المجموعات المعارضة (السورية) التي نتصل بها، قالت لنا ان هذه الشخصية (الشرع) مقبولة لهم ايضا لذا لا ارى هنا اي تعارضات». ونوه لافروف بأن «ما نجري الآن حوله نقاشا مع شركائنا الغربيين والاقليميين هو حول كيفية تفعيل العامل الخارجي لانهاء الازمة، فذلك موقف واقعي (قاصدا المؤتمر الدولي حول سوريا الذي دعت إليه روسيا)، وان كان لا يضمن نجاحا كاملا، الا انه يشكل فرصة واقعية تقدر ان تأتي بنتيجة».

وعلق الوزير الروسي على اجتماع مجموعة الاتصال المقرر انعقاده في في جنيف في 30 حزيران الحالي، قائلا إنه يجب ان تشارك في المؤتمر دول عربية محورية مثل السعودية وقطر، وكذلك ايران.

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش «من الواضح تماما أن الوضع السوري مرتبط بأسس النظام العالمي المستقبلي، وكيفية تسوية الوضع في سوريا ستحدد إلى حد كبير كيف سيكون هيكل نظام الأمن الدولي الجديد والوضع في العالم عموما». وقال المتحدث الروسي إن وزارة الخارجية الروسية تنصح الروس بعدم السفر إلى سوريا للسياحة أو لأي غرض آخر.

وأعلن لوكاشيفيتش أن السفينة التي ارغمت على العودة الى روسيا، قبالة سواحل اسكتلندا تنقل فعلا مروحيات وسترفع العلم الروسي لتجنب اعتراضها خلال توجهها الى سوريا. وقال ان «سفينة الشحن ابحرت في 11 حزيران الماضي وتنقل خصوصا مروحيات من نوع ام-25 تعود ملكيتها للجانب السوري ومن المفترض تسليمها الى سوريا بعد اعمال اصلاح».

في المقابل، ذكرت تقارير صحافية ان بريطانيا والولايات المتحدة ناقشتا عرضا يمكن تقديمه للاسد يمنحه الحصانة من الملاحقة القضائية اذا ما تنحى في اطار اتفاق حول اجراء عملية انتقال سياسي. وردا على ما جاء في تقارير الصحف البريطانية نقلا عن مسؤولين في الحكومة البريطانية لم تكشف عن هوياتهم، قالت وزارة الخارجية البريطانية انه «لا يوجد عرض جديد» مطروح على الطاولة.

وقالت صحيفة «الغارديان» ان مناقشة هذه المبادرة المحتملة جاءت بعد ان تلقى الرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تشجيعا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في محادثات في قمة مجموعة العشرين التي جرت في المكسيك.

الطيار

وفر قائد مقاتلة سورية من طراز «ميغ 21» بطائرته عبر الحدود إلى الأردن وحصل على اللجوء السياسي في اول عملية فرار بطائرة من سوريا منذ اندلاع الاحتجاجات. وقال مسؤولون ان الطيار هبط بالطائرة في قاعدة الملك حسين الجوية العسكرية على بعد 80 كيلومترا إلى الشمال الشرقي من عمان وطلب اللجوء السياسي. وقال وزير الدولة الأردني للإعلام سميح المعايطة إن بلاده منحت حق اللجوء السياسي للطيار السوري.

وقال التلفزيون الحكومي السوري ان الطيار المنشق هو العقيد حسن الحمادة. وقال ان الاتصال انقطع مع طائرته عندما كان في مهمة تدريب قرب الحدود مع الاردن. وقال بيان صادر عن الوزارة إنها «تعتبر الطيار المذكور فارا من الخدمة وخائنا لوطنه ولشرفه العسكري وستتخذ بحقه العقوبات التي تترتب على مثل هذه الأعمال بموجب الأنظمة والقوانين العسكرية المتبعة.» وتابع البيان الذي نشرته وكالة الأنباء العربية السورية «يتم التواصل مع الجهات المختصة في الأردن من أجل ترتيب استعادة الطائرة».

وقالت مصادر في المعارضة ان الحمادة (44 عاما) من محافظة ادلب وانه قام بتهريب أسرته إلى تركيا قبل انشقاقه. وقال نشطاء معارضون تحدثوا إلى اسرته ان بلدته كفر تخاريم تعرضت لهجمات متكررة على مدار الاشهر الماضية وعانت من قصف مكثف بالمدفعية والمروحيات في الايام القليلة الماضية.

في المقابل، قال السفير الاميركي في سوريا روبرت فورد ان الولايات المتحدة ترى «دورا ثمينا ومهما» للجيش السوري في مستقبل سوريا ديموقراطية. واضاف «لسوء الحظ فان معظم عناصر الجيش السوري يتصرفون كقوة رئيسية في زعزعة الاستقرار». وقال انه اضافة الى ذلك فإن «عناصر رئيسية محددة» في الجيش لعبت في اوقات كثيرة دورا كبيرا في «حملة التعذيب والرعب التي يقوم بها الاسد»، واضاف انهم كذلك «دعموا مجازر الشبيحة في مدن الحفة والحولة».

واضاف فورد ان على الضباط والجنود ان «يختاروا: هل يريدون تعريض انفسهم للمقاضاة الجنائية بدعمهم الاعمال الهمجية التي يقوم بها نظام الاسد، ام هل يريدون المساعدة على الحفاظ على دور الجيش المحترف في سوريا ديموقراطية عن طريق دعمهم الانتقال الى ديموقراطية شاملة ومتسامحة تمثل الجميع وتحترم حقوق الانسان والمعاملة المتساوية والعادلة لجميع شرائح الشعب السوري؟». واشار فورد الى دعم واشنطن للمحكمة الدولية التي تنظر في قضايا في نزاعات البلقان وقال «نحن مستعدون ان نفعل نفس الشيء بالنسبة لسوريا».

خطة أنان ومجموعة الاتصال

وبينما طالب روسيا بالتوقف عن تسليح سوريا، أعلن نائب الامين العام للجامعة العربية احمد بن حلي ان الجامعة العربية طلبت تعزيز مهمة كوفي انان، مبعوثها المشترك مع الامم المتحدة الى سوريا، بشكل يتيح للاسرة الدولية «التأكد» من ان اطراف النزاع في هذا البلد تطبق خطة السلام. واضاف «لكن من اجل تطبيق هذه الخطة، يجب القيام بخطوة جديدة من قبل مجلس الامن، وقد يكون ذلك عبر تعزيز الضغط على النظام السوري». واعتبر ان على مجلس الامن الدولي «عاجلا ام آجلا» ان يلجأ، كما ترغب الولايات المتحدة وفرنسا خصوصا، الى الفصل السابع.

وعبر بن حلي من جهة ثانية عن «تأييده» حضور ايران اجتماع مجموعة الاتصال حول سوريا في جنيف، مشيرا في الوقت نفسه الى ان مشاركة طهران لا تزال في مرحلة التباحث، بينما أوضح الامين العام للجامعة نبيل العربي ان أهمية اجتماع جنيف تكمن في تميزه بمشاركة القوى الخمس الكبرى. كما كشف العربي عن بدء الاجتماعات التحضيرية لعقد مؤتمر موسع للمعارضة السورية في القاهرة يومي الثاني والثالث من تموز المقبل.

(«السفير»، أ ف ب،

رويترز، أ ش ا، أ ب)

قياديين في نظام الأسد يخططون للإنشقاق إذا اشتد الخطر عليه

لندن- (يو بي اي): قال مسؤولون أمريكيون لصحيفة (ديلي تلغراف) البريطانية إن قياديين سوريين مقربين من الرئيس بشار الأسد يخططون للإنشقاق إذا أصبح النظام مهدداً بشكل خطير من قِبل المعارضة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين لم تذكر أسماءهم، أن مسؤولين من الدائرة الضيقة للأسد يضعون “استراتيجيات خروج” وأنهم يقيمون قنوات اتصال مع المعارضة لمناقشة كيف سيتم استقبالهم إذا انشقوا.

ورغم الضغوط المستمرة على النظام السوري منذ 15 شهراً، فإنه لم يشهد انشقاقات دبلوماسية أو سياسية على غرار نظام الزعيم الراحل معمر القذافي.

ولكن مسؤولاً أمريكياً في واشنطن وصفته الصحيفة بأنه رفيع المستوى، قال إن بعض المقرّبين من الأسد يتحضّرون للهروب، وقال “نرى أعضاء في الدائرة الضيقة للأسد يضعون خططاً للمغادرة”.

وأوضحت الصحيفة أن هذه الخطط تضمنت نقل مبالغ كبيرة من المال إلى الخارج وخاصة المصارف اللبنانية والصينية وإجراء اتصالات مع عناصر بالمعارضة وحكومات غربية.

ونقلت عن مصادر سورية معارضة ان هذه المجموعات تسعى للحصول على مساعدة الأمريكيين لتشجيع المزيد من الإنشقاقات.

وقال مصدر معارض آخر “أعرف بالتأكيد أن هناك بعض الضباط من رتب عالية ينتظرون الفرصة المناسبة للانشقاق”، وأضاف “لدينا أسماء في القصر الرئاسي.. وهناك إشاعات أن من بينهم شخص مقرّب جداً من الرئيس ونتوقع أن نراه خارج البلاد قريباً”.

ويأتي تقرير الصحيفة بعد يوم من لجوء طيار سوري بطائرة ميغ 21 إلى الأردن، ونقلت عن ناشط في المعارضة أن 3 طيارين يقودون هذا النوع من الطائرات خططوا للهروب ولكنهم خافوا من أن تتم إعادتهم إلى بلادهم.

واضاف الناشط أنه “كان الطيار الفار و3 آخرين في طائرات ميغ في مهمة لقصف درعا.. ولكن هو خاطر بحياته، وكان هناك حديث عن انشقاقات ولكن الطائرات الـ 3 الأخرى لم تفعل ذلك لأن الطيارين خافوا ولأنهم لم يكونوا واثقين من كيفية استقبال الأردن لهم”.

وقالت مصادر بالمعارضة إن انشقاق عنصر بالقوات الجوية السورية التي تعتبر الأكثر ولاء للأسد، يؤشر على أن الضغط الدولي بدأ يؤثر على ولاء عناصر الجيش.

وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي التابع للبيت الأبيض، تومي فيتور، رحّب الخميس، بلجوء طيار سوري إلى الأردن، وذلك بعد يوم من توجيه السفير الأمريكي روبرت فورد رسالة مفتوحة إلى عناصر الجيش السوري يدعوهم فيها إلى إعادة النظر بدعمهم للنظام في بلادهم.

وقال فيتور إن هذا الانشقاق لن يكون الأخير.

الخارجية السورية تتهم المجموعات المسلحة في حمص بمنع خروج المدنيين من أحياء المدينة

دمشق- (يو بي اي): اتهم مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية المجموعات المسلحة بافشال اخراج المدنيين من بعض أحياء مدينة حمص التي تشهد مواجهات.

وقال المصدر في تصريح نقلته وكالة الانباء السورية (سانا) الخميس، ان “وزارة الخارجية والجهات المعنية الأخرى في سورية والسلطات المحلية في مدينة حمص بذلت جهودا لم تتوقف طيلة اليومين الماضيين لتمكين الصليب الأحمر الدولي، والهلال الأحمر العربي السوري من الدخول إلى المناطق التي تتواجد فيها المجموعات الإرهابية المسلحة في حمص، وذلك بهدف إخراج الجرحى والمرضى وكبار السن والأطفال والنساء واصحاب الاحتياجات الخاصة والمواطنين المدنيين الآخرين، وادخال المعونات الطبية والغذائية إلى أهلنا هناك، إلا أن المجموعات الإرهابية المسلحة أسفرت عن وجهها الإجرامي مرة أخرى وافشلت كل هذه الجهود بما في ذلك الإجراءات اللازمة التي اتخذت من قبل الصليب الأحمر الدولي”.

وأشار إلى أن “المجموعات الإرهابية المسلحة لم تنكث بوعودها في إدخال المساعدات وإخراج المواطنين الذين وقعوا ضحايا لها لتلقي العلاج والعناية الطبية والغذائية فحسب، بل ارتكبت جريمة موصوفة تتمثل بقيامها بإطلاق النار على وفدي الصليب الأحمر والهلال الأحمر وأعلنت رفضها لخروج أي مواطن جريح أو مريض”.

وقال المصدر إن “هذه الممارسات الإرهابية التي تتناقض مع القانون الدولي الإنساني تظهر مرة أخرى الطبيعة الإجرامية الإرهابية لهذه المجموعات المسلحة ومن يدعمها عربيا وإقليميا ودوليا”.

وأضاف أن “سورية تدعو الأمين العام للأمم المتحدة والمفوضية السامية لمجلس حقوق الإنسان وبعثة مراقبي الأمم المتحدة في سورية لتحمل مسؤولياتهم وممارسة أقصى الضغوط لالزام هذه المجموعات للانصياع للمنطق الإنساني وفضح ممارساتها الإجرامية وتزوير الحقائق”.

وأكد المصدر أن “الحكومة السورية تعيد التأكيد على التزامها بأمن وسلامة وصحة مواطنيها وتعاونها مع المجتمع الدولي لبذل كل جهد من أجل انهاء محنة أهلنا في المناطق التي تتواجد فيها المجموعات الإرهابية بحمص والاستمرار في بذل مساعيها لانهاء مأساة هؤلاء المواطنين الذين أجبرتهم هذه المجموعات كي يكونوا دروعا بشرية ورهائن لديها لممارسة إرهابها ووحشيتها”.

ويشار إلى ان الجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري يجريان اتصالات مع جميع الأطراف لتأمين ممر آمن لإخلاء الواطنين من بعض احياء مدينة حمص القديمة.

السفير الامريكي في دمشق يدعو الجيش إلى اعادة التفكير في دعمه للاسد

بيروت- (ا ف ب): قال السفير الامريكي في سوريا روبرت فورد إن على الجيش السوري بجنوده وضباطه أن يعيدوا التفكير في دعمهم للرئيس السوري بشار الاسد، محذرا من انه ستتم مطاردة مرتكبي الفظاعات ومحاكمتهم.

ووجه فورد، الذي عاد الى واشنطن في شباط/ فبراير الماضي بعد اغلاق السفارة بسبب تزايد المخاوف الامنية، رسالة مفتوحة الى الجيش على صفحته على الفيسبوك.

وقال فورد “ان دور جيش أي دولة هو الدفاع عن البلاد وحماية الناس وليس ايذاؤهم”، مضيفا ان الولايات المتحدة ترى “دورا ثمينا ومهما” للجيش السوري في مستقبل سوريا ديموقراطية.

واضاف “لسوء الحظ فان معظم عناصر الجيش السوري يتصرفون كقوة رئيسية في زعزعة الاستقرار. والصور التي نراها للمباني المدمرة بسبب القصف المدفعي الثقيل في حمص هي مجرد مثال واحد على ذلك، حيث تعرضت احياء سكنية في مناطق مثل دوما في ريف دمشق لقصف مدفعي مماثل”.

وقال انه اضافة الى ذلك فان “عناصر رئيسية محددة” في الجيش لعبت في اوقات كثيرة دورا كبيرا في “حملة التعذيب والرعب التي يقوم بها الاسد، بما في ذلك شن هجمات على حمص وحماة واللاذقية وحلب ودير الزور والعديد من الاماكن الاخرى في سوريا”.

واضاف انهم كذلك “دعموا مجازر الشبيحة في مدن الحفة والحولة عن طريق اصدار التعليمات للشبيحة المسلحين وتقديم الغطاء لهم بالمدافع ومدافع الهاون”.

وتابع ان “دورهم في هذه الهجمات والمجازر مقيت، ويتنافى مع القانون الدولي والاخلاقيات المهنية العسكرية” ويمكّن النظام من محاولة تدمير اية منطقة ترفض “حكم الاسد الدكتاتوري”.

وقال فورد إن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي “سيعملان مع الشعب السوري للعثور على العناصر العسكرية المسؤولة عن هذه العنف ومحاسبتهم. وسندعم جهود الحكومة السورية المستقبلية في محاكمة هؤلاء الاشخاص”.

وقال انه بموجب القانون الدولي فان على الجنود مسؤولية الحفاظ على الحقوق الانسانية الاساسية وان لا يتملصوا من المسؤولية عن الانتهاكات لمجرد انهم خاضعون للاوامر.

وقال انه بناء على ذلك فان على الجيش السوري ان “يعيد التفكير في دعمه للنظام الذي اخذ يخسر المعركة. لا يمكن لنظام الاسد ان يتغلب على رغبة الشعب السوري في الحصول على دولة ديموقراطية”.

واضاف ان على الضباط والجنود ان “يختاروا .. هل يريدون تعريض انفسهم للمقاضاة الجنائية بدعمهم للاعمال الهمجية التي يقوم بها نظام الاسد .. ام هل يريدون المساعدة على الحفاظ على دور الجيش المحترف في سوريا ديموقراجطة عن طريق دعمهم .. الانتقال الى ديموقراطية شاملة ومتسامحة تمثل الجميع وتحترم حقوق الانسان والمعاملة المتساوية والعادلة لجميع شرائح الشعب السوري”.

واشار فورد الى دعم واشنطن للمحكمة الدولية التي تنظر في قضايا في نزاعات البلقان وقال “نحن مستعدون ان نفعل نفس الشيء بالنسبة لسوريا”.

قرار سريع لمجلس الوزراء بمنح العقيد المنشق حق اللجوء السياسي

ازمة بين عمان ودمشق وارتفاع هواجس الخوف من خلايا بشار النائمة بعد لجوء طيار سوري الى الاردن

عمان ـ ‘القدس العربي’ ـ من بسام البدارين: دخلت العلاقات الأردنية السورية في ‘متاهة’ سياسية وأمنية بمجرد اتخاذ مجلس الوزراء الأردني لقرار سريع بقبول طلب اللجوء السياسي وليس الانساني الذي تقدم به الطيار السوري المنشق حسن مرعي.

وخمس ساعات فقط فصلت أمس بين هبوط الطائرة المقاتلة السورية على نحو مباغت في الاراضي الاردنية، وبين اجتماع خاص وطارىء عقده مجلس الوزراء الذي لا يجتمع يوم الخميس بالعادة لبحث أزمة الطائرة السورية المقاتلة قبل اتخاذ قرار رسمي بمنح اللجوء السياسي للطيار المنشق.

معنى ذلك دبلوماسيا وسياسيا واضح، فعمان تجاهلت مذكرة سورية سريعة تطالب بتسليم الطيار المنشق واعتمدت معايير اتفاقية جنيف في مسألة الطيار بحيث يستحيل تسليمه إطلاقا للحكومة السورية التي طالبت من جانبها بتفعيل اتفاقية ثنائية بين البلدين تسمح بتبادل المطلوبين.

والسرعة كانت واضحة وفائقة في قرار مجلس الوزراء الأردني استجابة لضغوط وصفها أحد الوزراء بأنها عاصفة من السفارات الغربية التي طالبت بالتحفظ على الطيار المنشق وحمايته لما لذلك من أهمية على صعيد تشجيع المزيد من ضباط الجيش السوري على الانشقاق.

والهدف من السرعة الأردنية كان خلق أمر واقع سريع ودفع السوريين للتفاوض خلف الكواليس على الطائرة وطي صفحة الطيار.

ومصير الطائرة وفقا للعرف العسكري والبروتوكول الدبلوماسي لم يتحدد بعد، وإن أظهر الجانب الاردني إهتمامه بأن لا تتسبب الحادثة بانهيار القانون المسكوت عنه منذ انطلقت الثورة السورية وهو القانون الذي حكم علاقات متوترة جدا ومفتوحة على كل الاحتمالات بين البلدين.

واليوم بعد حادثة الطائرة التي حطت في قاعدة الملك حسين الجوية في مدينة المفرق شمالي الأردن وقرب الحدود مع سورية تغيرت معطيات هذا القانون، وأغلب التقدير ان العلاقة مع سورية أصبحت مفتوحة فورا على احتمالات أخرى أقرب الى الغموض والمتاهة كما يرى محللون خبراء.

وليس سرا في العاصمة الأردنية أن السلطات كانت تستطيع تجاهل نداء وطلب الطيار السوري المنشق خصوصا وأن المنطقة الفاصلة ما بين حدود بلاده والقاعدة الأردنية التي حط بها لا تزيد عن 7 كم حسب الخبراء.

وليس سرا بالمقابل أن رسالة سريعة أرسلت الى عمان من الرئيس السوري بشار الأسد وعبر سفيره الجنرال بهجت سليمان تقول ضمنيا: حسنا.. أظهروا حسن نواياكم وأعيدوا الطائرة والطيار فورا.

الرد الأردني كان أيضا مباشرا عبر الإسراع في اتخاذ قرار شرعي من مجلس الوزراء يمنح الطيار المنشق صفة اللاجىء السياسي بمعنى استحالة تسليمه مع ترك ملف الطائرة نفسها الى مستوى التطورات في الساعات القليلة المقبلة.

ومع حادثة الطائرة المقاتلة كان طبيعيا أن يتقافز الى ذهن مؤسسات القرار الأردنية هاجس قديم طالما تحدث عنه بعض المسؤولين في الغرف المغلقة وأمام ‘القدس العربي’ وهو الهاجس المتمثل بما تسميها الدوائر الأمنية الأردنية بـ’خلايا المخابرات السورية النائمة’.

هذه التسمية يتردد صداها منذ أشهر في جميع جلسات السياسيين والأمنيين الأردنيين كلما تضاعف التوتر وتزايدت حركة الناس من سورية بإاجاه الاردن، وهو الوضع الذي دفع السلطات الأردنية منذ اسبوعين للتدقيق أكثر وإغلاق المطارات وأحيانا الحدود أمام السوريين، فوسط بؤرة الاشتباك السياسي الإقليمي عموما تؤكد بعض المستويات التنفيذية الأردنية عدم وجود ما يمنع النظام السوري من إرسال موفدين مخربين وعملاء له للعبث في الداخل الأردني بهدف الضغط سياسيا على عمان، أو بهدف موازاة الضغط المقابل وتحديدا من السعودية وقطر والكويت على الأردنيين لدفعهم لسياسات أكثر خصومة مع نظام بشار الأسد، لذلك انطلقت أجراس الإنذار وهي تحذر عدة مرات من خلايا نائمة في الأردن تتبع النظام السوري أو تنتظر توجيهاته في اللحظة المناسبة.

ويبدو أن ارتفاع مستوى الهواجس بعد انشقاق الطيار وهبوط الطائرة يسمح بالكشف عن تفاصيل محددة في هذا الاتجاه، فسبق لأوساط أردنية أن تحدثت عن القبض على سوري دخل البلاد بصفة لاجىء وحاول تسميم خزانات المياه الرئيسية في منطقة شمال الأردن، وعن شبكة دعارة ألقي القبض عليها فعلا موجهة من جهة ما في دمشق، وكذلك عن أدوية وبضائع فاسدة ضبطتها الاستخبارات الأردنية وكانت موجهة للاجئين السوريين بطريقة مضللة.

وهذه المعطيات كانت بحد ذاتها مقلقة للجانب الأردني الذي أدار طوال حالة الاضطراب علاقته مع سورية وفقا لقواعد اشتباك غير حاسمة لا تغضب النظام السوري، ولا تغضب بنفس الوقت خصومه الاشداء سواء في الجزيرة العربية او في العالم الغربي.

وعليه أبقت عمان على اتصالات خاصة مع بشار الأسد ونصحته عدة مرات، وأعلنت رفضها للخيار العسكري ضده، وأوفدت له مبعوثين، ومنعت التنظيمات الجهادية من تهريب السلاح عبر محافظة درعا وأبقت بنفس الوقت على العلاقات الدبلوماسية والحدودية والتجارية ,وسمحت لسفير دمشق فيها برعاية تشكيل جبهة عريضة من مثقفين ونقابين أردنيين يناصرون بشار الأسد.

ووفقا للقواعد المشار اليها سالفا أظهرت عمان قدرا من الحرص على عدم القطع مع نظام بشار، بالمقابل فتحت حدودها لأكثر من 130 الف لاجىء سوري، ولم تسلم أي عسكري منشق حتى وصل عدد المنشقين في الأردن لنحو 600 عسكري، كما حرصت عمان على البقاء لأقرب مسافة ممكنة من المنظومة الخليجية والدولية التي تناصر الشعب السوري ضد النظام، وفوق كل ذلك استضافت مناورات الأسد المتأهب وشاركت في اجتماعات استشارية أمنية واستخباراتية في بعض العواصم العربية وفي تركيا.

لكن ثمة في الواقع السياسي اليوم ما يشير إلى أن المعطيات تغيرت خصوصا بعد حادثة الطائرة والطيار أمس حيث أصبح من الصعب على عمان الاحتفاظ بملامح علاقتها القديمة بسورية وفقا لنفس قواعد اللعبة التي تغيرت الآن فدخل الطرفان في متاهة.

دمشق تعتبر الطيار الفار ‘خائنا’ وتطالب باستعادة الطائرة

دمشق ـ ا ف ب: اعتبرت دمشق ان الطيار الذي حط بطائرته العسكرية من طراز ‘ميغ-21’ الخميس في الاردن حيث حصل على اللجوء السياسي بناء على طلبه، ‘فار من الخدمة وخائن’، مطالبة السلطات الاردنية باستعادة الطائرة.

وبث التلفزيون السوري بيانا صادرا عن وزارة الدفاع جاء فيه ان ‘الطيار (حسن مرعي) الحمادة يعد فارا من الخدمة وخائنا لوطنه ولشرفه العسكري وستتخذ بحقه العقوبات التي تترتب على مثل هذه الاعمال بموجب الانظمة والقوانين العسكرية المتبعة’.

واكدت وزارة الدفاع في بيانها انه ‘يتم التواصل مع الجهات المختصة في الأردن من اجل ترتيب استعادة الطائرة’.

وعبر المجلس الوطني السوري في بيان عن ‘تقديره لقرار حكومة المملكة الأردنية الهاشمية منح اللجوء السياسي للعقيد الطيار حسن مرعي الحمادة الذي اختار ان ينحاز الى شعبه وثورته ويقود طائرته الى احدى القواعد العسكرية الاردنية رافضا ان يكون أداة للقتل والتدمير’.

وحيا المجلس الطيار السوري وجميع ‘الشرفاء في الجيش الذين انحازوا الى صف الثورة’، داعيا العسكريين ‘وخصوصا الطيارين الذين يدفعهم النظام الى قصف المناطق المدنية الى رفض تلك الأوامر وقيادة طائراتهم الى الدول الشقيقة التي تدعم شعبنا وثورته’.

فريق ‘سي اي ايه’ يعمل جنوب تركيا لاختيار الطرف المناسب للتسلح وخطة امريكية بريطانية تعطي الاسد خروجا آمنا من السلطة وتدعو لاقامة حكومة موسعة تحضر للانتخابات

مهمته جمع معلومات وتجنيد عملاء سوريين واقامة اتصالات مع الداخل.. ومؤتمر دولي للحل تشارك فيه تركيا والسعودية وتستبعد ايران منه

لندن ـ ‘القدس العربي’: تقول تقارير بريطانية ان المحادثات التي اجراها كل من الرئيس الامريكي باراك اوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش مؤتمر مجموعة العشرين في المكسيك، شجعتهم على المضي قدما في تقديم مبادرة تتضمن تفاوضا حول المرحلة الانتقالية تؤدي لحل الازمة السورية ولكن بدون بشار الاسد، الذي سيسمح له بالخروج مقابل عفو شامل. وبحسب مسؤول بريطاني نقلت عنه صحيفة ‘الغارديان’ انه من الصعب التفاوض مع طرف في النزاع متهم بارتكاب جرائم حرب وقد يذهب الى المحكمة الجنائية.

ويقول مسؤولون ان امريكا وبريطانيا متفقتان على الحل، لكن كاميرون لم يتخذ بعد قراره النهائي. وسيكون شكل الحل قائما على خطة كوفي عنان التي اصبحت في حكم الميتة وتغيير شكلها ويعقد مؤتمر في جنيف يترأسه عنان نهاية الشهر الحالي، يبحث فيه تحقيق حل قريب من الحل اليمني، بدلا من انشاء مجموعة اتصال دولية. ومن المتوقع دعوة كل من الحكومة السورية ووفد من ممثلي المعارضة السورية البارزين اضافة الى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وكل من السعودية وتركيا، واستبعاد ايران حيث ترى بريطانيا وامريكا دعوتها ‘خطا احمر’ ونقل عن مسؤول بريطاني قوله انه من غير المناسب ‘دعوة ايران لانه لا يوجد لدينا وهم من امكانية انعقاد المؤتمر ونحن واقعيون من امكانية حدوثه وقد ينقلب رأسا على عقب بدعوة ايران او عدم دعوتها’. ويظل نجاح المؤتمر مرهون بدعم روسيا خاصة انها تدفع باتجاه مشاركة ايران. وبموجب الخطة الجديدة سيتم الاتفاق على حكومة موسعة تضم كل الاطراف تقوم خلال 18 شهرا بالاعداد للانتخابات وتقود الى خروج الاسد من الحكم.

ومن هنا فقد تم تصميم الخطة لكي تدفع الاسد للموافقة على الجلوس الى طاولة المفاوضات. والجديد فيها هي انها تمنح الاسد ‘جزرة’ كي يشارك في مؤتمر جنيف مما يعني الغاء حظر السفر الذي فرضه الاتحاد الاوروبي على المسؤولين السوريين. ولا يعرف ان كان الاسد سيبلع الطعم ويقبل التفاوض.

ويقول المسؤولون ان البديل في حالة فشل المبادرة هو الذهاب الى الامم المتحدة وتشديد العقوبات وبحث اقامة منطقة آمنة والذي سيواجه برفض روسي.

اسلحة ومساعدة امنية للمعارضة

وتزامن الحديث عن حل سياسي مع الكشف عن مساعدة المخابرات الامريكية للمعارضة السورية مما يعني ان واشنطن تدعو لحل سياسي في العلن وتقوم بمساعدة المعارضة السورية لمواصلة الحل العسكري من جهة اخرى، وفي نفس الوقت تتهم فيه روسيا بارسال الاسلحة لسورية مما يعيق اي توصل لحل للازمة، فقد كشفت صحيفة ‘نيويورك تايمز’ عن وجود فريق صغير من ‘سي اي ايه’ في جنوب تركيا يقوم بتقييم الوضع هناك ودراسة وضع المعارضة من اجل تحديد الطرف الاحسن منها كي يتلقى المساعدات العسكرية، اضافة لانشاء اتصالات مع المقاومة في الداخل وتجنيد عملاء لها لجمع المعلومات. وتضم المساعدات العسكرية التي تصل للمقاومة اسلحة اتوماتيكية وقنابل يدوية وذخيرة وبعض الصواريخ المضادة للدبابات والتي يتم تهريب معظمها عبر الاراضي التركية وعبر طرق سرية وباستخدام وسطاء سريين منهم عناصر من جماعة الاخوان المسلمين وتشترى بمال سعودي وقطري وتركي، حسبما نقلت عن مسؤولين امريكيين.

منذ اسابيع

وتقول الصحيفة ان وحدة ‘سي اي ايه’ الصغيرة تعمل في جنوب تركيا منذ اسابيع وان من مهامها التأكد من عدم وقوع الاسلحة في ايدي عناصر تنظيم القاعدة التي يعتقد انها دخلت سورية ولديها خلايا ناشطة. وتقول الصحيفة ان الخلية السرية للمخابرات الامريكية هي اول دليل عن الدعم ‘المحدود’ من امريكا للمعارضة والتي ينظر اليها كمحاولة لزيادة الضغط على النظام السوري.

وينظر الى الاستراتيجية الجديدة على انها رد فعل على مواصلة رفض كل من روسيا والصين اي حل يدعو لتنحي الاسد او تغيير النظام بالقوة، ومن هنا تقوم امريكا وحلفاؤها بوضع الدبلوماسية وتعزيز قوة المعارضة العسكرية لاجبار الاسد على الخروج من السلطة.

وبحسب مسؤولين متقاعدين من الاستخبارات الامريكية والادارة فالحكومة الامريكية تدرس امكانية تزويد المعارضة بصور فضائية وتفاصيل عن تحركات الجيش السوري واماكن وجوده وكذا مساعدة المعارضة السورية لانشاء وكالة مخابرات بسيطة.

ويرى معلقون ان تلقي المعارضة اسلحة جديدة وثقيلة نوعا ما يعني تصاعد المواجهات القتالية في الاشهر القادمة، حيث سيكون لدى المقاتلين هناك الفرصة لمواجهة جيش منظم وضارب ومسلح بأحدث التكنولوجيا. وتضيف الصحيفة ان واشنطن تعمل على زيادة الضغط على موسكو للتوقف عن تزويد النظام السوري بمروحيات عسكرية. وبحسب بنجامين رودس نائب مستشار الامن القومي للاتصالات الاستراتيجية ان الايام القادمة ستشهد توقفا في ارسال بعض الاسلحة لانه تبين ان النظام يستخدمها ضد المدنيين.

خطط امريكية

ومن المتوقع ان تلتقي وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف على هامش مؤتمر وزراء خارجية دول المحيط الباسيفكي الاسيوية والذي سيعقد الاسبوع المقبل في سانت بطرسبرغ وسيخصص جزء من الاجتماع لبحث الازمة الروسية كما يتوقع مسؤولون. وظلت ادارة اوباما تؤكد على اهمية الحل الدبلوماسي ومواجهة الازمة الانسانية، فيما كشفت تقارير امريكية عن قيام وزارة الدفاع ‘البنتاغون’ بأعداد خطط ودراسة خيارات عسكرية تتعلق بالازمة السورية. وقال المسؤولون الامريكيون انها اجراءات روتينية تقوم بها الوزارة لمواجهة ازمة، لكن مارتن ديمبسي، قائد هيئة الاركان المشتركة اكد على ان امريكا لا تخطط لحل عسكري مع انه لم يستبعد اي خيار. وقال ديمبسي امام الكونغرس في اذار (مارس) ان الخيارات التي تدرس تضم عمليات انزال جوي لاغاثة المنكوبين وتشديد المراقبة الجوية على الجيش السوري واقامة منطقة آمنة شمال سورية. وما يهم الولايات المتحدة وحلفاءها هي الترسانة الكيماوية التي تملكها روسيا ولهذا اعدت خططا لتأمين هذه الترسانة وبالتعاون مع حلفاء واشنطن. ويعتقد ان تشديد القوات الحكومية قصفها واستخدامها الآليات العسكرية الثقيلة والطائرات جاءت كرد على تطور الاساليب القتالية لدى المقاتلين وتوفر الاسلحة المتقدمة التي بدأت تتدفق وبشكل كبير.

وفي الشهر الماضي نقلت تقارير بريطانية وامريكية عن ناشطين قولهم ان عربات تركية قامت بنقل اسلحة ثقيلة للجيش الحر وافرغت الشحنات قرب الحدود مع سورية، على الرغم من نفي تركيا الدائم بدعم المعارضة عسكريا واقتصار الدعم على الجانب الانساني. ولا يعرف ان كانت هذه المساعدات ستغير المعادلة على الارض ولكن ما تقوم به المعارضة التي بدأت تنظم نفسها وتوحد القيادة العسكرية لعشر مجالس في الداخل هو انهاك الجيش وتشتيت جهوده. ولهذا يبدو الحل الدبلوماسي والمفاوضات السياسية الطريق الاسلم لحل الازمة. وما اوردته صحيفة ‘الغاريان’ نقلا عن مسؤولين في الحكومة البريطانية يؤشر لهذا الطريق.

امكانيات فشله اكثر من نجاحه

ولكن الحل الدبلوماسي الجديد مرهون بروسيا وهناك فرص ضئيلة لكي توافق عليه فهي لا زالت غاضبة من ما حدث في ليبيا وظلت تمانع اي حل يقوم على ‘تغيير النظام’، وقد تجد نفسها مضطرة للموافقة ان تم الاتفاق على خروج الاسد بمظلة دولية تكون روسيا جزءا منها. وفي الوقت الحالي لم يتغير الموقف الروسي على الرغم من تصريحات كاميرون، الذي قال ان الموقف الروسي تغير حول بقاء الاسد في السلطة. وفي تحليل للخطة الجديدة كتب ايان بلاك في ‘الغارديان’ قائلا ان ما يميز المبادرة هي تضمنها لكلمة ‘عفو’ والتي لن تكون مناسبة مع ان الاسد على خلاف الرئيس الليبي معمر القذافي لم تتم احالته للمحكمة الدولية على الرغم من مقتل اكثر من 15 الفا منذ اندلاع الانتفاضة العام الماضي. ويشير الى مشكلات الحل اليمني المطروح، واقلها الاختلاف بين البلدين، فموافقة صالح على تسليم السلطة جاء بعد الحصانة التي حصل عليها ولعائلته التي لا تزال في مواقع السلطة، كما ان الحل لم يؤد الى تحقيق الاستقرار في البلاد، اضافة الى ان الدولة الرئيسية الراعية للمبادرة كانت السعودية، وعليه فان الحالة السورية تلعب السعودية دور الداعي لتغيير النظام وبقية دول الجوار ليست لديها القدرة على تمويل الحل. وهناك امر اخر يثير شكا حول نجاعة الحل اليمني هو ان المسؤولين الامريكيين والبريطانيين لديهم امل ضعيف في دعم روسيا له.

وهناك مشكلة اخرى ومرتبطة بالاسد الذي قد لا يبتلع الطعم بسهولة، خاصة ان عدد الذين يؤمنون بانه سيتفاوض معهم بحسن نية خاصة من داخل المعارضة يتناقص، وان اخذنا بعين الاعتبار الطابع الطائفي للازمة الآن وتسيد الاسد وشلته كل مؤسسات الدولة فهذه الطبقة خائفة من حل يعني خسارتهم لمميزاتهم وتعرضهم بالتالي الى الانتقام.

ومع ذلك فعنان قد يدعم هذه المبادرة الجديدة لانه من الخطورة الاعلان عن موت خطته، ولكن الحقيقة المرة هي ان كل بنود خطته تم تجاهلها، حتى بعثة المراقبين الدوليين يرون انها فقدت الامل. ويرى بلاك ان سوء الاوضاع على الارض وزيادة تدفق الاسلحة للمعارضة تعزز من امكانيات فشل المبادرة الاخيرة لان الاسد يصر على انه يواجه ‘ارهابيين’ تدعمهم دول عربية تتدخل في الشأن السوري اضافة لاسرائيل وهي اتهامات ترفضها المعارضة. ويختم بلاك بالقول ان مسؤولا عربيا قال هذا الاسبوع ان الاسد منفصل عن الواقع وفي ضوء هذا هل ما زال للدبلوماسية دور.

علاقات الأردن وسورية تحت إختبار حساس بعد هبوط طائرة مقاتلة وطلب قائدها اللجوء السياسي

بسام البدارين

عمان ـ ‘القدس العربي’: التطورات التي شهدتها الاردن ااخكيس بعد لجوء الطيار السوري المنشق العقيد حسن مرعي الذي فاجأ الجميع بالهبوط في قاعدة عسكرية أردنية ثم المطالبة باللجوء السياسي، والتلميحات الصادرة عن وزارة الخارجية الأردنية عصر الخميس تفيد بأن الجانب الأردني لا يملك خيارا إلا الإحتكام لإتفاقية جنيف.

وإتفاقية جنيف تقول بوضوح بأن السلطات الأردنية مضطرة لتأمين سلامة الطيار الشخصية على الأقل مما يعني الإمتناع عن تسلميه رسميا للحكومة السورية التي سارع سفيرها في العاصمة الأردنية كما علمت القدس العربي لإجراء إتصالات وتقديم مذكرة رسمية تطالب بتسليم الطائرة والطيار معا.

بالنسبة للطائرة يرجح أن تختلف المسألة فبعض الأوساط الأردنية تتحدث عن إحتمالية قوية لإعادة الطائرة وفقا لترتيب سابق متفق عليه مع الجانب السوري تحدثت عنه صحيفة عمون الأردنية, الأمر الذي أعلن الجيش السوري الحر بأنه يعارضه عندما تمنى على الحكومة الأردنية الإحتفاظ بطائرة الميغ 21 لإنها ستستخدم في قصف الشعب السوري لاحقا لو تم تسليمها.

عمان وبمجرد الإعلان عن الحادث إشتعلت بالإتصالات الرفيعة على أعلى المستويات حيث أجرت السفارات الغربية وتحديدا الأمريكية والبريطانية والفرنسية إتصالات سريعة جدا مع وزارة الخارجية الأردنية قوامها كما أفاد مصدر مطلع الضغط على الأردن لمنع تسليم الطائرة والطيار والإحتفاظ بهما معا.

وحسب الناطق بإسم الجيس السوري الحر كانت الطائرة متجهة لمهمة قتالية قوامها قصف بلدات بأكملها في منطقة درعا المحاذية للأردن وهو ما أكدته وكالة الأناضول التركية أيضا عندما بثت تقريرا حددت فيه خريطة القصف التي كانت الطائرة موكله بها وهي بلدة الحراك في محافظة درعا.

ورغم غابة الإتصالات والسيناريوهات تحاول الحكومة الأردنية التعامل بهدوء مع هذا التطور المفاجيء واللافت في الملف السوري حيث تخشى دمشق أن يشكل الأردن (ملاذا مفضلا) للمزيد من المنشقين بحكم قربه الجغرافي وبحكم الموقف السياسي الأردني المعلن الذي يعارض العمل العسكري ضد النظام السوري ويرفض المشاركة العلنية في نشاطات حدودية ذات طبيعة سورية لكنه بنفس الوقت يستقبل أعضاء الجيس السوري الحر كلاجئين ويرفض تسليمهم.

بعض التقارير في عمان تحدثت عن إتفاقيات عسكرية سورية أردنية تمنع عمان من الإحتفاظ بالطائرة والأردن لا زال يحسب خياراته الأمنية في مسألة الطائرة اللاجئة سياسيا وإن كان بضغط السفارات والسعودية تحديدا قد حسم خياراته الدبلوماسية لصالح معايير جنيف فيما يتعلق بالطيار العقيد ومساعده النقيب كما طالب الجيش السوري الحر عبر الجزيرة.

أما الطائرة نفسها فستكون على الأرجح (أداة القياس) الأخطر لتحديد مسار العلاقات بين البلدين خلال الأيام القليلة المقبلة.

هنا حصريا دائرة الخيارات ضيقة جدا فالإمتناع عن تسليم الطائرة السورية يعني عدم الإلتزام بإتفاق سابق بين الجانبين والإستعداد لحملة (عدائية) من نظام دمشق لا يمكن توقع أين ستنتهي وهو خيار لا يبدو أن عمان متهيئة فعلا له وإن كان مليئا بالهواجس وخصوصا الأمنية في ظل التسريبات عن خلايا نائمة تابعة للمخابرات السورية وجاهزة للعمل عند الضرورة إذا ما تخاصمت عمان مع دمشق وإنقلبت عليها.

أما تسليم الطائرة إستجابة لمذكرة السفير السوري بهجت سليمان وبسرعة فيعني الصدام مع التحالف الباطني الذي يدير الحرب من وراء الكواليس ضد الرئيس بشار الأسد وجيشه وقواته وهو تحالف لا تستطيع عمان مواجهته دوما إلا بشكل جزئي خصوصا وهي بإنتظار حزمة مساعدات مالية تنقذ الإقتصاد المحلي.

لذلك يبدو الموقف معقدا تماما فموقف عمان حتى إعداد هذا التقرير الإحتفاظ بالطيار ومنحه اللجوء السياسي حسب معايير جنيف والتفكير بتسليم الطائرة أما موقف دمشق فتريد الطائرة والطيار وبسرعة وتستطيع التغاظي مؤقتا عن مسألة الطيار إذا ما سارعت عمان لتسليم الطائرة.

المفاوضات إشتعلت فورا خلف الكواليس تحت العناوين سالفة الذكر والبوصلة لم تتقرر بعد خصوصا وان القيمة الإستخبارية لجسم الطائرة ومعلومات الطيار تشكل بالتأكيد (صيدا ثمنيا) من الواضح أن بعض الأطراف تسعى إليه فيما عمان وقفت محتارة قليلا إلى أن ينقضى الأمر.

وفي وقت سابق قدم الناطق الرسمي بإسم الحكومة الأردنية سميح المعايطة رواية سياسية للحدث كما حصلت من وجهة نظر حكومة بلاده حيث إقتربت طائرة ميغ 21 سورية مقاتلة من الحدود المشتركة تقريبا وحلقت فوق قاعدة الملك حسين الجوية في مدينة المفرق شمالي البلاد ووجه قادئها نداء إستغاثة للسلطات الأردنية التي وافقت له على الهبوط.

وعند الهبوط فاجأ العقيد السوري السلطات الأردنية بطلب اللجوء السياسي فورا وبأن المسألة لم تكن تتعلق بخلل فني أو هوط إضطراري كما أوحت التسريبات الأولى للخبر.

المفاجأة الأبرز برأي المحللين السياسيين تمثلت في أن الحكومة الأردنية سارعت لتسييس المسألة التي كان يمكن إخفاء تفاصيلها عبر الإعلان عن تقدم الطيار السوري وسط ظروف وملابسات غامضة بطلب اللجوء السياسي وهو إعلان يعني ضمنيا بأن الطلب سيجاب سياسيا ما دامت أجهزة الدفاع الجوي قد تغافلت عن حركة الطائرة المقاتلة وسمحت لها بالهبوط.

وليس سرا هنا أن الطيار السوري حصل على إذن الهبوط في قاعدة هي الأقرب للحدود بين الأردن وسورية وهي قاعدة الملك حسين الجوية التي كانت دوما منطقة أساسية في تأمين الدفاع الجوي الأردني والتي يقال أنها شهدت أحداث مهمة في حالات الإحتقان الأمني والعسكري المشترك بين البلدين على خلفية أحداث الأردن الداخلية عام 1970.

وقبل الإعلان عن طلب الطيار السوري بـ24 ساعة فقط نشرت في عمان تقارير صحافية عن تزويد الولايات المتحدة للأردن بمساعدات عسكرية مخصصة لحالات الطوارىء وفقا لتصريح أصدرته السفارة الأمريكية في عمان لصالح صحيفة ‘الغد’ المحلية.

الحادث سيفتح سياسيا وإعلاميا صفحة جديدة في عمق العلاقة الحالية بين البلدين مهما كانت نتائجة ومحللون سياسيون يتوقعون أن تبادر الحكومة السورية لطلب تسليم الطائرة والطيار لدمشق أما مستقبل ومستوى التوتر السياسي بين البلدين فمرتهن عمليا الأن بالرد الأردني الرسمي على الطلب السوري عندما يتعلق بإستعادة الطائرة والطيار.

والحادث بنفس الوقت يفتح العلاقة بين البلدين المتجاورين على إحتمالات أسوأ مستقبلا أو إحتمالات محرجة وضيقة خصوصا بعد مناورات الأسد المتأهب التي جرت في الأردن وقيل بأن هدفها تأمين مخازن السلاح السوري الكيميائي والصاروخي في حال حصول فوضى في سورية وإنهيار النظام.

ميدانيا وعسكريا يزيد الحادث من تعقيدات موقف معقد أصلا في الميدان فجميع الأجهزة الأمنية والعسكرية الأردنية منشغلة أصلا بتأمين الوضع الحدودي شمالا مع سورية ومصدر أردني رفيع المستوى سبق أن أخبر ا لقدس العربي بأن مشكلة العمل العسكري ضد سورية أن (منطقة الإشتباك) الجوية إذا ما حصل عمل عسكري ستكون معقدة جدا وحساسة للغاية، الأمر الذي يثبته اليوم حادث الطائرة التي يبدو أن قائدها سيحظى بصفة اللاجيء السياسي ما دامت الحكومة الأردنية قد سيست الموضوع وصرحت به ولم تتركه ملفا عسكريا وأمنيا فقط.

وكانت الحكومة الأردنية قد أعلنت الخميس إن قائد الطائرة الحربية السورية التي هبطت في قاعدة عسكرية جوية شمال المملكة طلب اللجوء السياسي.

وقال سميح المعايطة، وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة إن قائد الطائرة الحربية السورية التي هبطت شمال المملكة ‘طلب اللجوء السياسي’.

الولايات المتحدة: لسنا مستعدّين لمنح ملجأ وحصانة لبشار الأسد

أ. ف. ب.

شددت الولايات المتحدة على أنها غير مستعدة لمنح الرئيس السوري بشار الاسد الذي يواجه ثورة تستهدف الاطاحة بنظام حكمه، ممرا امنا وحصانة من الملاحقة القضائية اذا ما تنحى في اطار اتفاق حول اجراء عملية انتقال سياسي في سوريا.

واشنطن: نفت الولايات المتحدة الاحد ان تكون مستعدة مع بريطانيا لمنح الرئيس السوري بشار الاسد ممرا امنا وحصانة من الملاحقة القضائية اذا ما تنحى في اطار اتفاق حول اجراء عملية انتقال سياسي في سوريا التي تشهد اضطرابات منذ اذار/مارس 2011، حسب ما ذكرت صحف بريطانية.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند ان المعلومات التي تحدثت عن امكانية منح الرئيس السوري ممرا امنا للتوجه الى جنيف هذا الشهر للمشاركة في اجتماع مع المعارضة “ليست صحيحة”.

واضافت ان “مسائل المسؤولية في حالات مثل هذه الحالة، عندما تشاهدون انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان ضد شعب، هي اختصاص الشعب… لا ندعي اننا نتكلم باسمه”.

ومن ناحيته، قال المتحدث باسم الرئاسة الاميركية جاي كارني انه لا يوجد اي مؤشر على ان بشار الاسد مستعد للخروج من البلاد والقبول بالتخلي عن السلطة كما تطلب الولايات المتحدة.

وذكرت تقارير صحافية ان بريطانيا والولايات المتحدة ناقشتا عرضا يمكن تقديمه للرئيس السوري بشار الاسد يمنحه الحصانة من الملاحقة القضائية اذا ما تنحى في اطار اتفاق حول اجراء عملية انتقال سياسي.

وردا على ما جاء في تقارير الصحف البريطانية نقلا عن مسؤولين في الحكومة البريطانية لم تكشف عن هوياتهم، قالت وزارة الخارجية البريطانية انه “لا يوجد عرض جديد” مطروح على الطاولة.

وقالت صحيفة “الغارديان” ان مناقشة هذه المبادرة المحتملة جاءت بعد ان تلقى الرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تشجيعا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في محادثات في قمة مجموعة العشرين التي جرت في المكسيك.

وذكرت التقارير ان بريطانيا ابدت استعدادا لمناقشة منح حصانة للاسد اذا كان ذلك يعني امكانية الترتيب لعقد مؤتمر، ربما في سويسرا، لانتقال السلطة على غرار ما حدث في اليمن.

وقالت صحيفة “ديلي تلغراف” انه يمكن ان يقدم للاسد ممر آمن للمشاركة في المحادثات في سويسرا.

اما صحيفة “الاندبندنت” فقالت ان مؤتمر السلام هذا يمكن ان يجري في جنيف في نهاية الشهر، وقال ان عرض العفو يمكن ان يعني كذلك السماح للاسد بالفرار الى بلد اخر مثل روسيا او ايران.

الا ان متحدثا باسم وزارة الخارجية البريطانية قال “لا يوجد اي عرض جديد. وكلما طالت فترة ممارسة عمليات القتل، كلما قلت خيارات الاسد”.

واضاف “ولكن الشعب السوري، بما في ذلك المعارضة، هم من يقرر تفاصيل العملية الانتقالية بما في ذلك الخيارات المتاحة للاسد”.

وتابع “نحن نواصل بذل كل ما بوسعنا لانهاء العنف في سوريا. والخطة المستقبلية هي تطبيق خطة انان، وتقديم الدعم الدولي لها لخفض عدد القتلى وتقليل العنف”.

النموذج اليمني في انتقال السلطة قد لا يصلح في سوريا

لميس فرحات

تعمل كل من الولايات المتحدة وبريطانيا على ايجاد حل دبلوماسي لايقاف مسلسل العنف المستمر في سوريا منذ أكثر من عام، والذي يودي بحياة المئات، بالاعتماد على جزء واحد فقط من خطة الست نقاط التي يروج لها كوفي أنان نيابة، وهو الانتقال السياسي في سوريا وتنحي بشار الأسد.

بيروت: بريطانيا والولايات المتحدة تعملان على مبادرة ديبلوماسية جديدة لايجاد وسيلة للخروج من المأزق السوري، في الوقت الذي تغرق فيه البلاد في روتين من العنف اليومي الذي يهدد بتداعيات إقليمية خطيرة.

 تبدو هذه المحاولة بمثابة تسديدة بعيدة المدى، تعتمد كلياً على موافقة روسيا  ولا خيار آخر يلوح في الأفق.

في هذا السياق، اعتبرت صحيفة الـ “غارديان” أن التفاصيل ما زالت غير واضحة، لكن هذه الخطة تتم بالاتفاق بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، وتعتمد على جزء واحد فقط من خطة الست نقاط التي يروج لها كوفي أنان، نيابة عن الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية. هذه النقطة الأساسية هي الانتقال السياسي في سوريا وتنحي بشار الأسد.

وعلى الرغم من أن هذه المحاولة قد لا يكون نصيبها النجاح، إلا أن الأيام الاخيرة التي شهدت عنفاً غير مسبوق، جعلت أي اقتراح يستحق المحاولة.

منذ أيام قليلة، كانت منظمة الصليب الأحمر الدولية تتوسل السماح لها بالدخول لمساعدة المدنيين المحاصرين في مدينة حمص بعد 10 ايام من القصف المتواصل. وقال أنصارالمعارضة إن معارك ضارية تدور بين الثوار والقوات الحكومية منذ ليلة امس الاربعاء.

ونقلت الصحيفة عن الناشط أبو يزن، قوله: “انهم يطلقون قذائف الهاون والصواريخ في المدينة، وهناك قتال عنيف”.

وسط الكآبة من تعميق الأزمة، صممت الولايات المتحدة وبريطانيا على اتخاذ هذه الخطوة لإغراءالأسد بالتوجه نحو المفاوضة، والعرض الجديد الذي سيقدم له هو “ممر آمن” لحضور مؤتمر ترعاه الأمم المتحدة في جنيف لمناقشة تشكيل حكومة جديدة وخروجه من السلطة. وهذا يتطلب على الأقل تعليق حظر السفر المفروض عليه من قبل الاتحاد الأوروبي.

واعتبرت الصحيفة أن العنصر الأكثر اهمية في هذا الاقتراح هو “العفو”، فالأسد –على عكس الزعيم الليبي معمر القذافي– لم يطلب من قبل المحكمة الجنائية الدولية – كما يعتقد كثيرون انه يجب أن يكون بعد أن تسببت قواته بمقتل نحو 15000 شخص.

حتى أن كلمة “حصانة من الملاحقة القضائية” تبدو جريئة بعض الشيء، ومن الواضح أن النموذج الذي يتم اتباعه هو المرحلة الانتقالية في اليمن التي تعتبر دولة مختلفة جداً عن سوريا.

ويرى مسؤولون بريطانيون أن الإحتمال ضئيل بأن تقوم روسيا بالضغط على الأسد للتنحي، وعلى الرغم من محاولاتها الديبلوماسية السابقة، فإنها فشلت في إقناع حليفها.

أما العقبة الأخرى في سياق التوصل إلى اتفاق، هي أن الأسد من غير المحتمل أن يوافق على هذا الإقتراح، في الوقت الذي يستبعد فيه المعارضون أن يتفاوض الأسد بحسن نية.

وفي ظل الجو الطائفي المشحون، فمن غير المرجح أن يؤدي تنحي الأسد إلى ايجاد حل لأقرب مستشاريه والدائرة الضيقة المحيطة به، فضلاً عن المجتمع العلوي الأوسع الذي يهيمن على قوات الامن والمخاوف من الانتقام من جانب الغالبية السنية.

واعتبرت الـ “غارديان” أن انان قد يوافق على هذه المحاولة، لأن الإعلان عن “وفاة خطة السلام” سيكون خطوة خطيرة للغاية. لكن الحقيقة المرة هي أن جميع أجزاء خطة السلام قد تم تجاهلها: لا النظام ولا المعارضة احترمت وقف اطلاق النار النظري، لم يكن هناك أي سحب للأسلحة الثقيلة من المدن، لا توجد حرية لوصول المنظمات الإنسانية ووسائل الإعلام، ولم يتم الإفراج عن السجناء. وإضافة إلى ذلك، انسحب المراقبون الدوليون من سوريا بعدما وجدوا أن مهمتهم تقتصر فقط على الإبلاغ عن المجازر وليس منعها من الحصول.

ازداد الصراع سوءاً في الاسابيع الاخيرة مع الاستخدام الروتيني للقصف المدفعي وطائرات الهليكوبتر الحربية والهجمات. ويقول المقاتلون من الجيش السوري الحر إنهم يتمكنون من الحصول على الأسلحة من الدول المجاورة، لكنها ليست كافية لهزيمة قوات الرئيس الأسد.

ونفذ ارهابيون غير معروفين تفجيرات تحمل بصمات القاعدة في سوريا، وحذّر مسؤولون في الامم المتحدة من أن أحداث الثورة السورية باتت أشبه بـ “حرب اهلية”.

ويصر نظام الأسد على مقولة أنه يقاتل “عصابات إرهابية مسلحة” مدعومة من العرب والغرب واسرائيل، فيما ترفض المعارضة تسمية الثورة بالحرب الأهلية.

وقال أحد كبار المسؤولين العرب في الأسبوع الماضي إن الأسد “فقد الارتباط بالواقع والسؤال هو ما إذا كان هناك وقت كافٍ ومجال للديبلوماسية الدولية”.

مئات الآلاف ينزحون من ريف دمشق.. وواشنطن: لا حل إلا برحيل الأسد

الأردن يمنح اللجوء لطيار سوري فر بطائرته والنظام يعتبره خائنا.. وواشنطن: لن يكون الأخير * 100 قتيل على الأقل أمس

عمان: محمد الدعمة واشنطن: إيريك شميت وهبة القدسي بيروت: بولا أسطيح وكارولين عاكوم موسكو: سامي عمارة

أكدت واشنطن أمس أن أي «عملية تحول سياسي في سوريا لا يمكن أن تبدأ دون أن يتنحى (الرئيس السوري بشار) الأسد عن منصبه»، في الوقت الذي واصلت فيه قوات من الوحدات الخاصة السورية قصف عدة أحياء في ريف دمشق مما أدى لنزوح الآلاف من السكان، بينما أعلن عن مقتل أكثر من 100 شخص. وأشار المتحدث الصحافي باسم البيت الأبيض جاي كارني إلى أن الولايات المتحدة تعمل مع المعارضة السورية ومع الشركاء الدوليين للدفع لبدء عملية تحول سياسي في سوريا. وقال: «نؤمن أن عملية تحول سياسي في سوريا لا يمكن أن تبدأ دون أن يتنحى الأسد عن منصبه، لكن ليس لنا أن نقرر مصيره». وأضاف أن «الأسد لم يقدم أي مؤشرات إلى أنه راغب في بدء عملية سياسية، بل يبدو واضحا أنه راغب في الاستمرار في قمع شعبه، والتمسك بالسلطة».

لكن رئيس المجلس الوطني السابق برهان غليون استهجن تعامل الدول الكبرى مع الأزمة السورية، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نتألم حين نرى الدول الكبرى تجتمع في 30 يونيو (حزيران) لتعطي الأسد فرصة للخروج، بدل أن تجتمع في موعد أقرب لوضع حد لآلة القتل السورية».

من جهته، دعا السفير الأميركي السابق لدى سوريا روبرت فورد في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أمس, الجيش السوري لأن يلعب دوره بـ«حماية الشعب وليس إيذاءهم» ودعاهم للتخلي عن الأسد, محذرا من المحاسبة.

. بينما قال السفير أحمد بن حلي، نائب الأمين العام للجامعة العربية في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» خلال الزيارة التي يقوم بها لموسكو، إنه بحث مع المسؤولين الروس المسائل المتعلقة بعقد المؤتمر الخاص ببحث الأزمة السورية في جنيف في 30 يونيو الجاري، مشيرا إلى عدم حضور إيران.

في غضون ذلك، أعلن المجلس الوطني السوري أنه نتيجة الاتصال الذي جرى بين كل من رئيس المجلس عبد الباسط سيدا وقائد الجيش السوري الحر رياض الأسعد، تم الاتفاق على تمتين التنسيق والعمل المشترك بين الطرفين. إلى ذلك، أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية أمس، أن مجلس الوزراء قرر منح الطيار السوري اللاجئ إلى الأردن حق اللجوء السياسي بناء على طلبه, وذلك بعد أن فر من سوريا بطائرته الحربية من طراز «ميغ 21» إلى الأردن، بينما أعلنت وزارة الدفاع السورية اعتباره خائنا, فيما علقت واشنطن بأنه لن يكون الأخير.

انشقاق طيار سوري وفراره بطائرته الحربية إلى الأردن حيث منح اللجوء السياسي

السلطات تعتبره خائنا للوطن والمعارضة تراه بطلا رفض قتل أهله * واشنطن ترحب بفراره وتقول إنه لن يكون الأخير

عمان: محمد الدعمه لندن: «الشرق الأوسط»

هبط العقيد طيار حسن مرعي حمادة من سلاح الجو السوري بطائرته الحربية من طراز «ميغ 21» إلى الأردن أمس طالبا اللجوء السياسي من السلطات الأردنية.

وقال وزير الإعلام والاتصال الأردني الناطق باسم الحكومة سميح المعايطة، إن الطائرة الحربية هبطت عند الساعة العاشرة و45 دقيقة بالتوقيت المحلي، الثامنة و45 بتوقيت غرينتش، وإن قائد الطائرة طلب اللجوء السياسي.

ولاحقا أعلن وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية سميح المعايطة أن مجلس الوزراء قرر أمس «الخميس» منح الطيار السوري اللاجئ إلى المملكة حق اللجوء السياسي بناء على طلبه. وكانت مصادر مطلعة قد قالت لـ«الشرق الأوسط» إن «الأردن تعامل مع طلب لجوء الطيار السوري وفق قاعدة جنيف».

وردا على سؤال عما إذا كانت السلطات الأردنية ستقوم بإعادة الطائرة إلى سوريا أم ستبقى أمانة لدى الأردن حتى تنتهي أعمال العنف، قال الوزير المعايطة إن السلطات السورية لم تخاطبنا، وفي حال طلبت ذلك فإننا سندرس طلبها في حينه.

وأشار الوزير المعايطة إلى أن عددا من العسكريين السوريين قد فروا من بلادهم خلال المدة الماضية منذ اندلاع أعمال العنف في سوريا على شكل مجموعات صغيرة من دون سلاح، وأن السلطات الأردنية وفرت لهم الحماية والرعاية الإنسانية.

وكانت مصادر مطلعة قالت إن عدد العسكريين الذين وصلوا إلى الأردن بلغ أكثر من 245 عسكريا من مختلف الرتب العسكرية، وإن السلطات الأردنية توفر لهم الإقامة في منطقة السلطات القريبة من العاصمة عمان.

وكان مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، قد صرح بأنه في تمام الساعة العاشرة و45 دقيقة من صباح أمس (الخميس) دخلت الأجواء الأردنية طائرة «ميغ 21» تابعة لسلاح الجو السوري.

وأشار المصدر إلى أن الطائرة هبطت بسلام في إحدى قواعد سلاح الجو الملكي وقد طلب قائد الطائرة منحه حق اللجوء السياسي.

على صعيد متصل، أكدت مصادر أردنية مطلعة أن الطائرة السورية كانت ضمن سرب مكون من أربع طائرات عسكرية ينفذ طلعة تدريبية فوق محافظة درعا السورية، وأن قائد الطائرة انفصل عن السرب وهبط بطائرته العسكرية في قاعدة الحسين الجوية بمدينة المفرق التي تبعد عن الحدود الأردنية – السورية 16 كيلومترا.

وأشارت المصادر إلى أن قائد الطائرة كان يقود طائرته على ارتفاع منخفض نحو 50 مترا فوق الأرض كي لا تضبطه الرادارات العسكرية والدفاعات الجوية السورية والأردنية، وأنه استغرق نحو 45 ثانية من الحدود الأردنية – السورية حتى هبط على مدرج المطار العسكري.

وأوضحت المصادر أن سلاح الجو الأردني والدفاعات الجوية الأردنية قد استنفرت ووضعت في حال تأهب قصوى تحسبا لعمليات قصف أو غارات جوية من قبل الطيران السوري، حيث شوهد الطيران العسكري الأردني يقوم بطلعات جوية في المنطقة. وقالت المصادر إن الطيار حمادة قد صلى ركعتين لله عند هبوطه بسلام وقد خلع جميع الرتب المثبتة على البزة العسكرية وقد تم نقله إلى عمان من أجل التحقيق معه.

وتوقعت المصادر أن يقدم الطيار حمادة معلومات عسكرية عن وضع الجيش السوري وعن سلاح الجو السوري في ظل استمرار أعمال العنف في سوريا والانشقاقات التي تحدث يوميا في صفوف الجيش السوري النظامي.

من جهتها أعلنت وزارة الدفاع السورية بعد عدة ساعات من فرار العقيد الطيار حسن مرعي حمادة بطائرة ميغ 21 إلى الأردن وطلبه اللجوء. أنه «يتم التواصل مع الجهات المختصة في الأردن من أجل ترتيب استعادة الطائرة» وذلك بعد اعتبرت الطيار المذكور «فارا من الخدمة وخائنا لوطنه ولشرفه العسكري» وقالت في بيان صدر يوم أمس إنها «ستتخذ بحقه العقوبات التي تترتب على مثل هذه الأعمال بموجب الأنظمة والقوانين العسكرية المتبعة»، وأوضحت الوزارة أن البيان جاء «بعد أن تم التأكد من خروج الطائرة خارج الأجواء السورية وهبوطها في الأردن» وقال البيان «بتمام الساعة 10.34 من صباح يوم أمس فقد الاتصال مع طائرة ميغ 21 يقودها العقيد الطيار حسن مرعي الحمادة أثناء قيامه بطلعة تدريبية اعتيادية. وآخر نقطة رصدت فيها الطائرة قبل فقدان الاتصال بها هي فوق الحدود الجنوبية السورية».

وتباينت ردود الأفعال في الشارع السوري حيال نبأ فرار ولجوءه إلى الأردن مع طائرة ميغ 21، فبينما بدا الارتباك واضحا على النظام السوري من خلال الأنباء التي نقلتها وسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية، وصف الموالون للنظام فرار الطيار بأنه «خيانة» ومنهم من جزم بأن «الأمر تم بالتآمر مع إسرائيل وأن الطائرة لم تحط بالأردن وإنما في إسرائيل». بحسب طالب جامعي ساءه انشقاق الطيار السوري.

من جانبهم عبر المعارضون والثوار عن فرحة عارمة بهذا النبأ ومنهم من رأى فيه «بطلا شجاعا رفض قتل أهله، وانشقاقه جرعة أمل بقرب التخلص من نظام الأسد» كما قالت إحدى السيدات في دمشق لدى سماعها النبأ. ويشار إلى أن العقيد حسن مرعي حمادة من الفرقة 20 اللواء 73 مطار خلخلة العسكري الواقع في محافظة السويداء – جنوب – وحمادة من أبناء محافظة إدلب من قرية ملس هو قائد سرب البحوث العلمية في مطار خلخلة، ويعد من الطيارين أصحاب الخبرة والمهارة والشجاعة المتميزة.

ومن جهتها، رحبت الولايات المتحدة الخميس بانشقاق طيار حربي سوري وفراره إلى الأردن، وقالت إنه لن يكون الأخير الذي «يفعل الصواب» وينشق عن قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقال توني فيتور، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي «نرحب بالقرار الذي اتخذه الطيار بأن يفعل الصواب». وأضاف «لقد دعونا دائما الجيش وأفراد النظام السوري إلى الانشقاق والتخلي عن مواقعهم بدلا من أن يكونوا ضالعين في الفظائع التي يرتكبها النظام»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أن هذا الطيار «واحد من أمثلة لا تعد ولا تحصى عن سوريين، بينهم عناصر من قوات الأمن، يرفضون الأعمال الفظيعة التي يقوم بها نظام الأسد، وبالتأكيد لن يكون الأخير».

سلاح الجو ـ وسيلة النظام «الجديدة القديمة» لقمع الثورة

بدأ استخدامه ضد المحتجين للمرة الأولى بمحافظة إدلب

بيروت: «الشرق الأوسط»

رغم ظهور سلاح الجو بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة في عمليات النظام العسكرية ضد الشعب السوري، فإن استخدام هذا النوع من الأسلحة ليس بالجديد، فدخول القوات الجوية العربية السورية على خط قمع الثورة للمرة الأولى كان خلال اجتياح قوات النظام مدينتي جسر الشغور ومعرة النعمان الواقعتين في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، بحسب ما أكد ناشطون سوريون لـ«الشرق الأوسط»، لافتين إلى أن المروحيات العسكرية استخدمت في إطلاق النار على المتظاهرين بمدينة جسر الشغور خلال شهر يونيو (حزيران) 2011، وأسفر القصف حينها عن مقتل 38 مدنيا خلال يومين، ثم تلاه وبعد أيام قليلة، تفريق عشرات آلاف المتظاهرين في مدينة معرة النعمان بإطلاق نار من رشاشات ثقيلة داخل مروحيات تحلق في الجو وتطلق النار، أودى بحياة أربعة متظاهرين وإصابة العشرات.

أما الاستخدام الثاني لسلاح الجو التابع للجيش النظامي، وفقا للناشطين، فقد كان في مدينة حمص في منتصف شهر فبراير (شباط) الماضي، أثناء الحملة الشرسة ضد حي بابا عمرو، حيث شاركت المروحيات العسكرية في قصف أبنية الحي للمرة الأولى.

وفي شهر مارس (آذار) الماضي، أعلن قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد عن إسقاط مروحية كانت تشارك في الحملة على مدينة إدلب، فيما أكد ناشطون أن «المروحيات استخدمت للمرة الأولى في قصف أحياء عدة بالمدينة في اليوم نفسه، بعدما شوهدت مرات عدة تحلق في الأجواء».

وفي ريف حلب، استهدفت طائرات الجيش النظامي في شهر مارس (آذار) الماضي، مدن عندان وحريتان وأعزاز، مما أدى إلى سقوط الكثير من القتلى وهدم منازل عدة، بحسب مصادر المعارضة، كما استخدمت المروحيات في اليوم ذاته خلال اجتياح الجيش مناطق اللجاة في محافظة درعا بعد أن تحصن بها عدد من المنشقين ودخلت المروحيات العسكرية في حملة ريف حماه بعد ذلك بأسبوعين؛ إذ شاركت في قصف بلدة كفرزيتا في 9 أبريل (نيسان) الماضي.

ويلفت الناشطون إلى أن انشقاق العقيد طيار حسن مرعي حمادة من سلاح الجو السوري ليس الأول من نوعه، فقد وردت أنباء عن انشقاق ضابط كبير في سلاح الجو السوري في 3 فبراير الماضي. وقد تبعه بأسابيع قليلة، في 22 فبراير انشقاق العقيد عبد العزيز كنعان من سلاح الجو السوري أيضا بعدما عمد إلى قصف مقر الأمن العسكري في مدينة إعزاز الواقعة شمال محافظة حلب وذلك بعد أن رفض أوامر تلقاها بقصف المدينة جوا، ثم توجه بعد نفاد ذخيرته إلى تركيا وهبط بمروحيته في أراضيها، وهذا ما أكده آنذاك المجلس الوطني السوري، مشيرا إلى أنها أول حادثة من نوعها في ريف حلب، لكن النظام السوري نفى نفيا قاطعا حدوث مثل هذا الانشقاق، ونقلت وكالة «سانا» الرسمية عن مصدر مسؤول أن خبر الانشقاق عار عن الصحة.

يذكر أن القوات الجوية العربية السورية تأسست رسميا عام 1948، بعد استقلال سوريا عن فرنسا وتم تخريج الدفعة الأولى من الطيارين السوريين من مدارس الطيران البريطانية في المملكة المتحدة، لتتحول في ما بعد إلى قيادة مستقلة عن الجيش العربي السوري، وتطور عملها وقدراتها في ما بعد، لا سيما بعد اتحاد مصر وسوريا في «الجمهورية العربية المتحدة» في الخمسينات.

أكثر من 100 قتيل في درعا ودوما وحمص.. ونزوح مئات الآلاف من ريف دمشق

السوريون يواصلون احتجاجاتهم ضد قمع النظام في جمعة «إذا كان الحكام متخاذلين فأين الشعوب؟»

بيروت: بولا أسطيح

أعلنت لجان التنسيق المحلية أن ما لا يقل عن 100 شخص قتلوا يوم أمس الخميس معظمهم في درعا ودوما وحمص جراء القصف العشوائي المتواصل على هذه المدن منذ أيام. وبالتزامن، تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن أن ما لا يقل عن 15 ألف شخص، غالبيتهم من المدنيين، قتلوا في أعمال العنف التي تشهدها سوريا منذ بدء الانتفاضة ضد نظام الرئيس بشار الأسد قبل 15 شهرا.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «15026 شخصا قتلوا في سوريا هم 10480 مدنيا، و3716 عنصرا من القوات النظامية و830 من المنشقين». وأضاف عبد الرحمن أن «عمليات القتل في تصاعد مستمر منذ شهرين، وإذا بقي المجتمع الدولي على صمته، مكتفيا بمراقبة الوضع، فلا شيء يدل على أن القتل سيتوقف».

وعشية المظاهرات التي دعت لها قوى المعارضة السورية يوم غد بإطار جمعة «إذا كان الحكام متخاذلين، فأين الشعوب؟»، ذكرت الشبكة السورية ومركز دمشق لحقوق الإنسان، أن قتلى الخميس سقطوا في محافظات مختلفة، وأنهم قتلوا على أيدي قوات الأمن والجيش السوري النظامي، بينهم ستة أطفال وسيدة بالإضافة إلى ثلاثة قتلى تحت التعذيب ومجندين منشقين.

وفي ريف دمشق أفادت شبكة «شام» بأن وحدات من القوات الخاصة تقصف بالهاون عدة أحياء في مدينة دوما مما أدى لحركة نزوح كبيرة من أحياء العب وجسر مسرابا والقوتلي وخورشيد.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القصف وإطلاق النار من رشاشات ثقيلة مستمر منذ أكثر من أسبوع على مدينة دوما ومناطق محيطة بها، حيث تسمع أصوات الانفجارات في البلدات المجاورة.

وتحدث محمد السعيد، عضو مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق لـ«الشرق الأوسط»، عن سقوط ما لا يقل عن 70 قتيلا خلال 5 أيام في دوما كان آخرهم 24 يوم أمس. وأوضح السعيد أن القصف العنيف يطال كل الأحياء في دوما دون استثناء فيما يختبئ الأهالي في الأقبية، وأضاف: «لقد نزح اليوم نحو 150 ألفا من مجمل سكان دوما الـ550 ألفا باتجاه دمشق أو قُرى الغوطة الشرقية وباقي قرى الريف».

وإذ أكّد السعيد أن الجيش الحر يتصدى وبقوة لقوات النظام التي تسعى لاقتحام دوما، لفت إلى أنّه نجح حتى الساعة بذلك على الرغم من دخول هذه القوات إلى بعض الأحياء، وأضاف: «الوضع الطبي في المدينة سيئ للغاية وقد وجهنا نداءات استغاثة للأطباء في العاصمة والريف لنجدتنا».

ومن حمص، حذر الناطق باسم الهيئة العامة للثورة هادي العبدالله من مجازر ترتكب إذا لم يتدخل المجتمع الدولي لإنقاذ الأهالي المحاصرين، مكررا تحذيره من تكرار سيناريو حي بابا عمرو ولكن هذه المرة في أكثر من عشرة أحياء.

وقال المرصد إن «13 مواطنا قتلوا في مدينة حمص يوم أمس بينهم عشرة سقطوا في حي دير بعلبة الذي يشهد إطلاق نار وسقوط قذائف والذي تحاول القوات النظامية السيطرة عليه، وثلاثة في حيي الخالدية وجوبر إثر إطلاق نار وسقوط قذائف». كما سقط قتيلان في مدينة القصير وريفها في محافظة حمص «التي تنفذ القوات النظامية عمليات عسكرية فيها».

إلى ذلك، أعلنت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري أن المحاولة الثانية التي قامت بها مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أجل إجلاء المدنيين من حمص باءت بالفشل بعد ظهر أمس الخميس، مؤكدة أنها ستتابع جهودها اليوم.

وأعلن مدير العمليات في المنظمة خالد عرقسوسي، في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية، أن «المحاولة الثانية التي قمنا بها بعد ظهر اليوم بالتعاون مع فريق اللجنة الدولية باءت للأسف بالفشل». وأضاف عرقسوسي أن «فرق اللجنة الدولية غادرت المدينة، وهي في طريقها إلى دمشق، فيما ستحاول المنظمة متابعة المهمة مرة أخرى غدا لتأمين الدخول الآمن وإجلاء المدنيين».

وكان عرقسوسي أفاد في وقت سابق من أمس الخميس عن محاولة ثانية لإجلاء المدنيين من حمص. ولم يكن من الممكن الاتصال باللجنة لاستيضاح موقفها.

وكانت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر رباب الرفاعي، ذكرت لوكالة الصحافة الفرنسية أن فريقا من الهلال الأحمر والصليب الأحمر «حاول صباح اليوم الدخول إلى حي الحميدية في حمص من أجل البدء بعملية الإجلاء، لكنه اضطر إلى العودة بعد أن سمع صوت إطلاق نار وحاول إعادة الاتصال مع المعنيين».

وكان المتحدث باسم الصليب الأحمر الدولي في جنيف هشام حسن أكد في وقت سابق أن فريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري «اضطر إلى أن يعود أدراجه ويغادر بسبب القصف»، بعد محاولته دخول حمص، وأنه ستكون هناك محاولة أخرى. وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أبدت الأربعاء استعدادها لدخول مدينة حمص لإجلاء مدنيين بعدما تلقت موافقة السلطات والمعارضين.

وفي درعا، قال الناشط عبد الرحمن الحوراني إن مدينة إنخل تشهد قصفا مكثفا استهدف منازل مواطنين في المدينة مع انتشار للقناصة الذين يطلقون النار على كل ما يتحرك رغم عدم وجود عناصر الجيش الحر في المدينة، لافتا إلى أن «منازل عدة دمّرت جراء القصف على قاطنيها، فقُتل 4 أفراد من أسرة العيد بينهم أب وابنه، ومن أسرة العاصي ثلاثة بينهم أم».

وفي هذه الأثناء، تواصل «إضراب الكرامة» في أحياء دمشق، وشمل مناطق أخرى كشارع بغداد وحي السويقة والقابون، وانتقل إلى ريف دمشق وشمل مناطق في بيلا وبيت سحم ويَلْدَا.

وبينما تحدثت شبكة «شام» عن أن حريقا هائلا اندلع صباح يوم أمس في حي القابون بالعاصمة دمشق حيث هرعت سيارات الإطفاء والإسعاف دون معرفة سبب الحريق بعد، قالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن ضابطا برتبة عميد قتل في دمشق عند تفجير سيارته بعبوة ناسفة، متهمة المجموعات الإرهابية بتنفيذ العملية. ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان فإن مقاتلين سوريين اقتحموا ثكنة عسكرية في محافظة اللاذقية شمال غربي البلاد وقتلوا عشرين جنديا على الأقل، وأسروا من الجيش عناصر بينهم ضابط برتبة عقيد واستولوا على بنادق آلية وقذائف صاروخية.

من جانبها أفادت الهيئة العامة للثورة السورية، بأن عشرة أشخاص على الأقل سقطوا جراء قصف على أحياء جنوب الملعب وطريق حلب في حماه التي تشهد انفجارات وإطلاق نار من مختلف أنواع الأسلحة.

وفي دير الزور تحدثت شبكة «شام» الإخبارية عن قصف بالطيران المروحي السوري، على قرية الشحيل بشكل عنيف وسط حركة نزوح لأهالي القرية، مع وجود دبابات تتجه إلى القرية تمهيدا لاقتحامها.

وفي محافظة حلب، قال ناشطون إن مواطنا قتل في قصف تعرضت له بلدة الأتارب. كما قتل ضابط منشق في اشتباكات في قرية دار عزة.

وفي إدلب، قتل مقاتل معارض في اشتباكات مع القوات النظامية في ارمناز، بحسب الهيئة العامة للثورة.

اتصالات دولية مكثفة لعقد «مؤتمر جنيف»

واشنطن تساند عقد اجتماع لمجموعة الاتصال في جنيف بشرط التركيز على مرحلة ما بعد رحيل الأسد

باريس: ميشال أبو نجم واشنطن: هبة القدسي موسكو: سامي عمارة القاهرة: سوسن أبو حسين

حتى الآن، كان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الوحيد الذي كشف عن مكان وزمان اجتماع مجموعة الاتصال التي يسعى المبعوث الدولي – العربي كوفي أنان لتشكيلها، حيث أكد أنها ستنعقد في جنيف في 30 الشهر الحالي. غير أن مصادر الخارجية الفرنسية التي سألتها «الشرق الأوسط» أمس عن جديد المؤتمر والجهات التي ستشارك فيه، تحاشت الإجابة المباشرة، معتبرة أن أي تصريح بهذا الشأن يجب أن يصدر عن أنان نفسه الذي لم يعط حتى الآن تفاصيل عن الاجتماع.

غير أن المصادر الفرنسية لا تبدو «واثقة» من صحة المعلومات المتداولة إعلاميا بشأن صورة «الصفقة» التي يجري الحديث عنها للمرحلة الانتقالية في سوريا، خصوصا بعد تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي أكد أمس أن موقف بلاده «ما زال على حاله» من النظام السوري.

لكن باريس ما زالت تؤكد أنها مستمرة في دعم خطة أنان التي تنص في بندها السادس على عملية «الانتقال السياسي»، وهو ما تفهمه على أنه رحيل نظام الأسد. وقبل الوصول إلى هذا الهدف، تطالب باريس بوقف العنف والقتل في سوريا الذي ترى فيه شرطا للوصول إلى الانتقال السياسي.

وتدور اتصالات عالية المستوى في أكثر من عاصمة ومدينة لتحديد ما يمكن انتظاره من اجتماع جنيف الذي كان غرضه أصلا توفير الدعم لخطة أنان المكونة من ست نقاط. بيد أن البلبة التي تحيط بحقيقة الموقف الروسي من مستقبل النظام السوري، وتحديدا إزاء استعداد موسكو للتخلي عن الرئيس الأسد والبحث في مرحلة ما بعد رحيله والنفي المكرر الذي صدر عن موسكو تؤدي إلى تضارب التحليلات والتوقعات وتطرح علامات استفهام حقيقية إزاء اجتماع جنيف الموعود وما سيتمخض عنه.

وتقول المصادر الفرنسية إن الإشكالية الأولى التي تعوق التوصل إلى تفاهم مع موسكو تكمن في أن الجانب الروسي «يريد أن يرى بوضوح شكل السلطة التي ستحل محل الأسد»، فضلا عن أنه يريد «ضمانات» للمحافظة على مصالحه في سوريا والمنطقة بشكل عام.

وتربط المصادر الفرنسية بين التصريحات المتضاربة الصادرة عن المسؤولين الروس إزاء مستقبل النظام السوري وبين استمرار القيادة الروسية في البحث عن أفضل السبل التي يمكن عبرها تحقيق الأهداف الروسية. وتميل الأوساط الفرنسية التي ترى أن ثمة حاجة «ماسة» للتعاون مع روسيا، إلى الاعتقاد أن القيادة الروسية ما زالت «مترددة» ولم تحسم موقفها لجهة اعتبار أن الوقت قد حان «للتفاوض على حل» في سوريا. وفي أي حال، تدعو أوساط سياسية أخرى إلى «عدم المغالاة» في تصوير أهمية الدور الروسي في سوريا، إذ تؤكد أنه ليس مؤكدا أن نظام الأسد «سيكون مطواعا» أو «قابلا» لصورة الحل الذي قد يتبلور بالتفاهم مع موسكو رغم الدعم المادي والعسكري والسياسي الذي يوفره الجانب الروسي لدمشق.

والى جانب اجتماع جنيف، ينشغل الجانب الفرنسي بمؤتمر أصدقاء الشعب السوري الذي وجهت الدعوات لعقده في 6 يوليو (تموز) المقبل في باريس الذي يراد له أن يضم ما بين 140 و150 بلدا ومنظمة وهيئة. ورغم امتناع الصين وروسيا عن المشاركة في اجتماعين سابقين لأصدقاء الشعب السوري في تونس ثم في إسطنبول، فإن المصادر الفرنسية ذكرت أن موسكو وبكين دعيتا إلى مؤتمر باريس. غير أنه من غير المؤكد مشاركتهما خصوصا أنهما تعتبران أن المؤتمر غرضه «دعم المعارضة» السورية وليس السعي إلى حل.

ويتساءل المراقبون في باريس عن كيفية «التوفيق» بين اجتماع جنيف من جهة، ومؤتمر باريس من جهة ثانية.

وكان لافتا حتى الآن أن فرنسا التي أعلن وزير خارجيتها أنها ترغب بوضع تنفيذ خطة أنان تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة لم تطرح بعد في مجلس الأمن مسودة مشروع بهذا الشأن.

ويوم الاثنين القادم سيعمد وزراء الخارجية الأوروبيون الذين سيجتمعون في بروكسل إلى فرض سلة عقوبات جديدة على سوريين ليسوا بالضرورة من الصف الأول، خصوصا من العسكريين الذين يعدون من الداعمين لنظام الأسد.

أعلنت واشنطن مساندتها لعقد اجتماع لمجموعة الاتصال في العاصمة السويسرية جنيف في الثلاثين من الشهر الحالي لبحث الأزمة السورية، ووضعت واشنطن بعض المعايير والشروط لنجاح الاجتماع من أهمها التركيز على مناقشة مرحلة ما بعد الأسد وشكل التغيير السياسي.

وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند، أن الولايات المتحدة تساند عقد اجتماع لمجموعة الاتصال، إذا كان ذلك يمكن أن يحرز تقدما، وقالت «إننا ندعم عقد هذا الاجتماع، إذا كان يمكن أن يحرز تقدما في تشكيل وصياغة عملية التحول السياسي لما بعد نظام الأسد، ويمنح السوريين من مختلف الأطياف الثقة في مستقبلهم». وأضافت «نحن نواصل المشاورات حول العناصر المتعلقة بهذا الاجتماع مع الدول الأخرى التي ستشارك في الاجتماع للتأكد من أنه يمكن أن يكون ناجحا».

وحول معايير واشنطن لنجاح الاجتماع قالت نولاند «نعتقد أنه يلزم على كل الأطراف التأكد من تضييق الفجوة في المواقف التي لدينا الآن، ونحن نريد أن يشارك الروس والصينيون، وأن نصل إلى نقطة اتفاق قبل أن يبدأ عقد الاجتماع». وأشارت نولاند إلى تصريحات الرئيس أوباما بأن هناك اختلافا في المواقف الأميركية والروسية وفجوة لا بد من تضييقها.

وأكدت نولاند خلال المؤتمر الصحافي اليومي، أنه «لكي ينجح الاجتماع فإنه يجب أن يركز على فترة الانتقال لمرحلة ما بعد الأسد، وأن يقدم شكل هذا الانتقال، ويضع له المبادئ وأن يتفق المجتمع الدولي على مساندته». وأضافت «خلال اليومين الماضيين كان لدينا اجتماعات رفيعة المستوي لمحاولة توضيح المواقف في سوريا، وهناك حاجة لترجمة ذلك إلى نتائج ملموسة وخطة ملموسة يمكن أن يدعمها المجتمع الدولي ولم نصل إلى ذلك تماما».

وأوضحت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، أنه «في أي يوم يعلن فيه نظام الأسد توقف المروحيات ووقف إطلاق النار والانسحاب من المدن والبلدات والمساح للمراقبين للعودة، هنا سيكون لنا وضع مختلف على الأرض، لكن لم يحدث شيء من هذا، بل على العكس ضاعف الأسد من قوات الأمن في مختلف أنحاء سوريا».

ونفت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند قيام الولايات المتحدة بأي عمليات لتسليح المعرضة السورية، وأكدت أن دور بلادها هو التوسط والعمل مع خطة كوفي أنان للسلام، وقالت خلال المؤتمر الصحافي اليومي «إن الرئيس الأسد أهدر كل الفرص لقيادة بلاده نحو مستقبل أفضل، ونحن نركز كثيرا على جانب التحول السياسي في خطة كوفي أنان التي لم تحظ بالاهتمام الكافي». وأضافت نولاند «إن المجتمع الدولي يمكن أن يساعد السوريين على إدارة عملية الانتقال السياسي بعد الأسد، بما يحافظ على المجتمع السوري والمؤسسات السورية، ويوقف النزيف يوقف الضرر وإلا سوف يستمر العنف إلى حرب أهلية ثم حرب بالوكالة».

وأكدت المتحدثة باسم الخارجية على المحادثات التي تعقدها واشنطن مع روسيا والصين والمبعوث الأممي كوفي أنان للتوصل إلى حل مفيد السوريين، وقالت «نحن نعمل بشكل مكثف مع كوفي أنان، ونعمل مع مجموعة أصدقاء سوريا لتشديد العقوبات، ونواصل مشاوراتنا مع المعارضة السورية لمساعدتهم ليكونوا أكثر اتحادا، والاستعداد لليوم الذي يتمكنوا فيه من المشاركة في المرحلة الانتقالية». وأضافت «لدينا اتفاق عام مع الصينيين حول الوضع النهائي الذي نريده وهو أن نرى نهاية للعنف، و تحولا سياسيا وتنفيذا لخطة أنان ذات النقاط الست، وسنستمر في العمل لنصل إلى ذلك لأن من الواضح أن الأسد لا يستمع».

ولم يتقرر بعد مصير مشاركة إيران في اجتماع مجموعة الاتصال في جنيف، في الوقت الذي أعلن فيه مارتن نيسيركي، المتحدث باسم الأمم المتحدة، أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أجرى مباحثات في ريو، على هامش قمة التنمية المستدامة، مع الرئيس الإيراني محمدي أحمدي نجاد صباح الخميس حول الوضع السوري والبرنامج النووي الإيراني، وأبدى مون أمله أن تشارك إيران في الاجتماع الدولي المخصص لبحث الأزمة السورية.

من جانب آخر، يعقد مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان مؤتمرا صحافيا صباح اليوم (الجمعة) مع رئيس بعثة الأمم المتحدة روبرت مود في جنيف للتعلق حول مستقبل بعثة فريق المراقبين في سوريا وسط أعمال العنف المتصاعدة. وتنتهي مدة عمل بعثة المراقبين وفق قرار مجلس الأمن في العشرين من يوليو.

ومن جهتها، قالت وزارة الخارجية الروسية، إن سيرغي لافروف، وزير الخارجية، بحث في اتصال هاتفي مع كوفي أنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا سبل تسوية الأزمة السورية، وكيفية دعم المجتمع الدولي للمسائل المتعلقة بالتسوية السياسية والدبلوماسية للأزمة الراهنة. وحول ذات القضايا جرت مباحثات ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسية المسؤول عن ملف البلدان العربية مع أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية والوفد المرافق له، والذي كان وصل في زيارة خاصة إلى موسكو بدعوة من الجانب الروسي. وقالت مصادر الخارجية الروسية إن بوغدانوف بحث مع بن حلي «فكرة إعداد آلية فعالة تضمن تنفيذ خطة المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا كوفي أنان لمعالجة الأزمة السورية على أسس تضمن للسوريين إمكانيات تحديد مصيرهم بأنفسهم في أطر الحوار السياسي بين الحكومة والمعارضة». وقالت المصادر إن بوغدانوف «دعا الشركاء العرب إلى توحيد جهودهم بهدف إنشاء آلية فعالة لتطبيق خطة كوفي أنان، والتي من الممكن أن تساعد على الخروج من الأزمة الراهنة عبر الحوار السياسي على أساس ترك تأمين إمكانية ليقرر السوريون مستقبلهم في إطار حوار سياسي بين السلطات السورية والمعارضة كما جاء في الخطة». وأضافت الخارجية الروسية في بيانها الصادر بشأن هذا اللقاء «إن بن حلي أعرب من جهته عن تأييده للمبادرة الروسية لعقد مؤتمر دولي حول سوريا لتسوية الأوضاع هناك».

وفي تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» قال بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية، إنه بحث مع المسؤول الروسي المسائل المتعلقة بعقد هذا المؤتمر الخاص ببحث الأزمة السورية في جنيف في الثلاثين من الشهر الحالي من دون حضور أي من الدول المجاورة لسوريا. وأشار إلى أنه من الممكن بعد ذلك الاتفاق حول الدول الأخرى التي يمكن أن تشارك في المرحلة المقبلة وهي البلدان التي قال «إن مشاركتها يمكن أن تكون عاملا عائقا في المرحلة الراهنة»، في إشارة غير مباشرة إلى كل من تركيا وإيران حسبما كانت موسكو تقترح في اقتراحها الذي أعلنه سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية حول عقد المؤتمر. وقال: «إن الجانبين اتفقا حول التحرك سوية لإنجاح فكرة عقد المؤتمر الخاص بسوريا والذي أطلقنا عليه اسم (مجموعة الاتصال) في جنيف في الثلاثين من هذا الشهر والذي يجرى الإعداد له بمشاركة الجامعة العربية والأمم المتحدة تحت إشراف كوفي أنان ومساعديه وفي مقدمتهم الأخ القدوة الذي يقود هذا العمل إلى جانب أطراف أخرى من مجلس الأمن». وأضاف أن الجامعة العربية طرحت على الجانب الروسي فكرة انعقاد هذا المؤتمر بحضور مجموعة الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن وممثلي المنظمات الدولية الأربع وهي الجامعة العربية، والأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، ومنظمة التعاون الإسلامي. وقال مبعوث الجامعة العربية إنه من المفترض أن تقوم الأطراف المشاركة بتقييم عمل مجموعة المراقبين الدوليين برئاسة روبير مود التي هي بصدد الانتهاء من مهمتها إلى جانب نتائج عمل بعثة المبعوث الأمم كوفي أنان. وكشف بن حلي عن أن الاجتماع المقبل مدعو إلى بحث الورقة الروسية التي تطرحها موسكو حول تفعيل التزامات كل الأطراف في دعم مبادرة كوفي أنان، وكذلك ورقة الولايات المتحدة والتي تستمد الكثير من عناصرها من المبادرة العربية التي صدرت في 22 يناير (كانون الثاني) 2012 حول وضع خطة طريق لعملية انتقالية حول تشكيل حكومة وحدة وطنية في سوريا تضم المعارضة وممثلي الحكومة السورية ويكون لها اختصاصات تحضير دستور يتوافق عليه، وكذلك إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في إطار توافق بين المعارضة والحكومة حول أن أحداث التغيير والإصلاح لا بد أن ينطلق من قناعة سوريا، سواء حكومية أو معارضة بدعم دولي، فضلا عن الاتفاق على أن التدخل العسكري الخارجي ليس مطروحا حتى لا تتعقد الأزمة. وكشف نائب الأمين العام للجامعة العربية عن أنه طرح خلال حديثه بشكل عرضي دون الإغراق في التفاصيل مع الجانب الروسي ما يسمى «السيناريو اليمني»، لكن ليس بنفس العناصر والمراحل التي تمت مع الحالة اليمنية وعلى أساس أن المبادرة العربية تتناول مسألة المرحلة الانتقالية مع تأكيد أن الموضوع لا يزال يتعلق بالسوريين أنفسهم. وقال إن الجامعة العربية في سبيلها إلى إعداد مؤتمر المعارضة بتشكيل لجنة من 15 شخصية معارضة تبدأ عملها يوم 22 يونيو (حزيران) الماضي وحتى آخر الشهر، على أن يعقد المؤتمر المقترح في 2 – 3 يوليو (تموز) المقبل بحضور ممثلي أكثر من 10 تيارات وفي مقدمتها المجلس الوطني السوري وشخصيات أخرى من ذوي المكانة من أجل التوصل إلى وقف أعمال العنف والبحث عن السبل السياسية للخروج من الأزمة الراهنة.

ومن جانبه، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، إنه لا توجد قرارات من الجامعة تشير إلى دعم الجامعة العربية للجيش السوري الحر بالسلاح. وأضاف أن اللقاءات التي جرت مع المعارضة السورية مؤخرا تهدف للنظر في الرؤية المستقبلية للخروج من الأزمة.

وتابع العربي قائلا، إن اجتماع مجموعة الاتصال المقرر نهاية الشهر الحالي في جنيف سوف يقرر مستقبل خطة كوفي أنان. وأكد العربي أن اجتماع الدول الخمس الكبرى سيضع آليات لحل الأزمة في سوريا. وأضاف أنه لا يوجد في قرارات الجامعة العربية إشارة إلى دعم الجيش السوري الحر بالسلاح وأن المطلوب منا كجامعة عربية هو عقد اجتماع مع المعارضة السورية لبحث تصورهم للرؤية السياسية لمستقبل سوريا.

ولم يحسم العربي مسألة مشاركة إيران في الاجتماع المقبل بجنيف. وشارك أمين الجامعة العربية أمس بمقر الجامعة في الاجتماعات التحضيرية لمؤتمر توحيد المعارضة السورية المقرر أن تستضيفه وتنظمه الجامعة بعد إقرار ذلك بمؤتمر وزراء الخارجية العرب الأخير، يومي الثاني والثالث من الشهر المقبل.

وحضر الاجتماع ممثلون عن القوى الثورية بالمعارضة السورية لاستكمال ما تمت مناقشته خلال الاجتماعات التي تمت بمدينة إسطنبول التركية الأسبوع قبل الماضي، حيث تم مناقشة الأفكار والمقترحات، التي تتعلق بسبل توحيد موقف المعارضة، خصوصا خلال المرحلة الراهنة، وفى ظل ما تشهده سوريا من تحديات كبيرة، بالإضافة إلى تصاعد وتيرة وأعمال العنف من جانب النظام السوري ضد المدنيين العزل. كما بحث الاجتماع في جدول أعمال المؤتمر الشامل ما يمكن أن يخرج به المؤتمر من قرارات وخطة عمل لكيفية التعامل مع المواقف المختلفة التي من الممكن أن تصدر عن النظام السوري، حيث تطرق الاجتماع إلى مناقشة تطورات الأوضاع الخطيرة في سوريا.

واتفق الحاضرون على دعم أي مبادرة دولية تهدف إلى وقف القتل وحقن دماء الشعب السوري، وضمان رحيل نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وبدء التفاوض على عملية سياسية تفضي إلى الانتقال السلمي للسلطة.

وأكد المشاركون في اللقاء على ضرورة الوفاء بالتزامات جميع أطراف المعارضة السورية تجاه الشعب السوري والمجتمع الدولي والعمل على تقريب وجهات نظرها وتوحيد مواقفها إزاء تحديات المرحلة الراهنة ووضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته فيما يتعلق بالمجازر المستمرة في المدن والأحياء السورية.

تقارير عن توافق أميركي ـ بريطاني على منح الأسد العفو مقابل التنحي

غليون لـ«الشرق الأوسط»: نتألم حين نرى الدول الكبرى تجتمع في 30 يونيو لتعطي الأسد فرصة للخروج

واشنطن: هبة القدسي بيروت: بولا أسطيح موسكو: سامي عمارة

أفادت صحيفة «الغارديان» البريطانية بأن بريطانيا والولايات المتحدة على استعداد لتقديم ممر آمن للأسد ومنحه العفو، كجزء من جهود دبلوماسية لعقد مؤتمر ترعاه الأمم المتحدة في مدينة جنيف حول التحول السياسي في سوريا.

وقالت الصحيفة إن هذه المبادرة تأتي بعد حصول رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الأميركي باراك أوباما على مؤشرات مشجعة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال محادثات ثنائية منفصلة على هامش قمة مجموعة العشرين في المكسيك. وأضافت أن بريطانيا مستعدة لمناقشة منح عفو عن الرئيس الأسد إذا كان ذلك سيفضي إلى عقد مؤتمر حول العملية الانتقالية في سوريا، وضمان حصوله على ممر آمن لحضور المؤتمر.

ونسبت الصحيفة إلى مسؤول بريطاني وصفته بالبارز قوله «من حضر منا اللقاءات الثنائية مع الرئيس الروسي يخرج بانطباع بأن ما رشح عن تلك اللقاءات يستحق متابعة الهدف من التفاوض على عملية انتقالية في سوريا، لكن تم التأكيد على أن كاميرون لم يتخذ قرارا نهائيا بشأن هذه المسألة».

لكن المسؤول أضاف «من الصعب رؤية حل عن طريق التفاوض يبدي فيه أحد المشاركين استعداده للذهاب طوعا إلى المحكمة الجنائية الدولية».

‎ورد وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف، على ما نشرته «الغارديان» مشددا على أنّ أي خطة سلام حول سوريا تتضمن فكرة رحيل الأسد لحل الأزمة في سوريا «غير قابلة للتطبيق». وقال لافروف: «إن أي خطة تتضمن وجوب مغادرة الرئيس الأسد قبل حصول أي شيء من حيث وقف أعمال العنف والشروع في عملية سياسية جديدة، لا تعمل منذ البداية وهي غير قابلة للتطبيق لأنّه لن يرحل».

وأضاف وزير الخارجية الروسي: «يجب أن ندرك أن بشار الأسد يعتقد أنّه أيا تكن الآراء حول الانتخابات السابقة، فقد صوَّت لحزبه وسياسته نصف السوريين على الأقل، لأنهم يرون فيه لأسباب مختلفة مستقبلهم وأمنهم»، وتابع: «منطقنا لم يتغير» حيال سوريا.

ومن جانبه رفض المتحدث الصحافي باسم البيت الأبيض جاي كارني التعليق على التقارير الصحافية التي أشارت إلى محادثات تعقدها كل من بريطانيا والولايات المتحدة لمنح الأسد عفوا وحصانة من الملاحقة القانونية. وقال كارني خلال المؤتمر الصحافي بالبيت الأبيض الخميس «لن أعلق على تقارير صحافية، وليس للولايات المتحدة أن تقرر مصير الأسد، فهذا أمر يرجع للسوريين، وهم الذين يقررون مصير الأسد».

وأكد كارني أن الولايات المتحدة تعمل مع المعارضة السورية ومع الشركاء الدوليين للدفع لبدء عملية تحول سياسي في سوريا وقال «نؤمن أن عملية تحول سياسي في سوريا لا يمكن أن تبدأ دون أن يتنحي الأسد عن منصبه، لكن ليس لنا أن نقرر مصيره» وأضاف كارني «الأسد لم يقدم أي مؤشرات أنه راغب في بدء عملية سياسية، بل يبدو واضحا أنه راغب في الاستمرار في قمع شعبه، والتمسك بالسلطة». وأكد كارني أنه لن يناقش النتائج التي يمكن أن يسفر عنها اجتماع مجموعة الاتصال في جنيف، مشددا أن موقف الولايات المتحدة هو أن الأسد ليس له مكان في مستقبل سوريا وقال «الأسد أهدر كل فرصة له ليقوم بعملية السلام في سوريا بتصرفاته وبتمسكه بالسلطة». وأشار إلى أن الرئيسين أوباما وبوتين يتشاركان في ضرورة إنهاء العنف في سوريا.

ومع ملاحقة الصحافيين بأسئلة حول مصير الأسد إذا قرر التنحي عن السلطة، كرر المتحدث الصحافي للبيت الأبيض أنه ليس للولايات أن تقرر مصير الزعماء الذين يتنحون عن السلطة. ونفي كارني تقديم الولايات المتحدة لأي مساعدات قتالية وأسلحة إلى المعارضة السورية رافضا التعليق على تقارير صحافية تتحدث عن دور للمخابرات الأميركية في مساندة المعارضة السورية.

بينما رفضت الخارجية الأميركية التعليق على التقارير التي أشارت إلى فكرة منح عفو وحصانة من الملاحقة القضائية للرئيس السوري بشار الأسد إذا انضم إلى محادثات سلام. وقال مصدر مسؤول بالخارجية الأميركية «إننا نواصل الضغط على نظام الأسد من الناحية المالية، بحيث لا يستطيع تمويل حملته الوحشية، وكان للعقوبات الأميركية والدولية تأثير كبير على إضعاف احتياطيات الأسد وفي الوقت نفسه أصبح النظام غير قادر على كسب المال، ويقوم الأسد بإنفاق كل الأموال الموجودة في سوريا من أجل قتل الشعب السوري». فيما رفض البيت الأبيض التعليق على تقارير إخبارية تنشرها الصحف البريطانية.

وكانت تقارير بريطانية قد أفادت أن كلا من بريطانيا والولايات المتحدة مستعدة لمنح العفو للأسد خلال اجتماع مجموعة الاتصال في جنيف نهاية الشهر الجاري، إذا كان ذلك يعني إمكانية ترتيب عملية انتقال سياسي للسلطة على غرار النموذج اليمني. وأشارت الصحف البريطانية إلى إمكانية مشاركة الأسد في الاجتماع، ودراسة عدد من الخيارات منها فرار الأسد إلى بلد آخر. وتقول التقارير الصحافية إن الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لقيا تشجيعا في هذا المجال من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء حضور الثلاثة لقمة دول العشرين في المكسيك مؤخرا.

واستهجن غليون تعامل الدول الكبرى مع الموضوع وكأن المشكلة هي في كيفية إنقاذ حياة أحد أكبر مجرمي العالم وليس في كيفية إنقاذ الشعب السوري منه، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نتألم حين نرى الدول الكبرى تجتمع في 30 يونيو (حزيران) لتعطي الأسد فرصة للخروج، بدل أن تجتمع في موعد أقرب لوضع حد لآلة القتل السورية».

وإذ شدّد غليون على وجوب محاكمة الأسد ومحاسبته كونه لم يكتف بقتل عشرات آلاف السوريين بل دمّر سوريا بالكامل، لفت إلى أن الشعب السوري لن يقبل بالعفو عن الأسد وأن القرار النهائي في هذا الإطار سيبقى بيد الشعب.

واعتبر غليون أن المجتمع الدولي يدور اليوم في حلقة مفرغة لأنّه يأبى التعاطي مع المشكلة الحقيقية، معتبرا أنّه وحتى لو عُرض على الأسد العفو مقابل التنحي فهو لن يقبل لأنّه «سكران بالدم ويفضّل الاستمرار بإبادة شعبه ليبقى على رأس السلطة»، وأضاف: «نحن نستغرب ما طرحته الغارديان إذ لم يُعرض علينا أي مبادرة جدية في هذا الشأن، علما أن ما يهمنا ويستوقفنا في أي مبادرة هو أن تكون تطرح آليات فورية وعملية لوقف القتل».

وعمّا رشح عن اللقاء الأخير الذي جمع الرئيسين الروسي والأميركي، لفت غليون إلى أنّها بداية مفاوضات بين الطرفين بإطار العمل لإيجاد مخرج للأزمة السورية، على أن تستكمل في المؤتمر المزمع عقده نهاية الشهر الجاري في جنيف.

وفي المقال عينه الذي نشرته «الغارديان» قالت إن المسؤولين البريطانيين والأميركيين «كانوا مقتنعين خلال محادثات قمة مجموعة العشرين بأن بوتين لم يكن متشبثا ببقاء الأسد في السلطة إلى أجل غير مسمى، على الرغم من أن هذا التنازل المحدود متنازع عليه في موسكو».

ولفتت «الغارديان» إلى أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون واستنادا إلى هذه المناقشات «ستسعى الآن لإقناع المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا كوفي أنان بتغيير صيغة خطته ذات النقاط الست وجهوده لتشكيل مجموعة اتصال بشأن سوريا، والقيام بدلا من ذلك باستضافة مؤتمر دولي على غرار النموذج اليمني»، والذي أدى إلى تنحي الرئيس السابق علي عبد الله صالح ونقل صلاحياته إلى نائبه مقابل منحه الحصانة.

وفي موسكو شغلت المسائل المتعلقة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد حيزا كبيرا من اهتمامات وسائل الإعلام الروسية من منظور تأكيد ما سبق وقاله الرئيس بوتين في أعقاب لقائه مع نظيره الأميركي حول «أن لا أحد يملك الحق في أن يقرر بدلا من الشعوب الأخرى من يجب أن يتم إيصاله إلى السلطة ومن يجب تنحيته». وكان بوتين قال أيضا: «نعم، نحن نعلم أن هناك جزءا من الشعب السوري، الممثل بالمعارضة المسلحة، يريد أن يرحل الرئيس الأسد، ولكن، أولا، هذا ليس كل الشعب السوري، وثانيا، وهو الأهم في الأمر، من المهم ألا يحصل تغيير النظام فحسب – وحصول ذلك ممكن فقط بطريقة دستورية – بل والتوصل إلى إيجاد وضع يسمح بعد تغيير السلطة، إذا تم بالفعل، بأن يحل بعد ذلك سلام في البلاد وتتوقف إراقة الدماء». وفي تصريحاته التي نقلتها وكالة أنباء «إنترفاكس» اعتبر أفغيدور ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلية أن «رحيل الرئيس السوري بشار الأسد لن يحل الأزمة القائمة في البلاد».

الجيش الحر والمجلس الوطني يتفقان على تمتين التنسيق والعمل المشترك

العقيد الكردي لـ«الشرق الأوسط»: تسليح الجيش الحر يجب أن يكون أساسيا في عمل رئيس المجلس الوطني

بيروت: كارولين عاكوم

أعلن المجلس الوطني السوري أنه نتيجة الاتصال الذي جرى بين كل من رئيس المجلس عبد الباسط سيدا وقائد الجيش السوري الحر رياض الأسعد، تم الاتفاق على تمتين التنسيق والعمل المشترك بين الطرفين. وأكد المجلس في بيان له على «ضرورة دعم الجيش السوري الحر ليتمكن من تصعيد رده على الجرائم والمجازر البشعة التي يرتكبها النظام الأسدي ضد الشعب السوري»، لافتا إلى لقاء عقد بين الدكتور سيدا وأعضاء مكتب الارتباط العسكري في المجلس الوطني السوري، مع ممثلين عن قادة الكتائب العسكرية في مدينة حمص، عاصمة الثورة السورية، وأنه تم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة من مكتب الارتباط العسكري وقادة الكتائب العسكرية في حمص تحقق أقصى درجات التنسيق بين المجلس الوطني السوري والكتائب العسكرية ودعم هذه الكتائب.

وفي هذا الإطار، أكد العقيد مالك الكردي، نائب قائد الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» أن هذا الاتفاق الذي أتى نتيجة الاتصال الأول بين سيدا والأسعد، هو للتأكيد على عمل اللجنة المشتركة بين الطرفين التي سبق لها أن أنشئت خلال عهد الرئيس السابق للمجلس برهان غليون. وفي حين لفت الكردي إلى أن عمل هذه اللجنة لم يكن فاعلا في السابق وذلك نظرا لمعوقات عدة ومشكلات كان يعاني منها المجلس تمنع التواصل المستمر بينه وبين الجيش الحر الذي ارتكب بدوره بعض الأخطاء، أمل أن «تشهد المرحلة المقبلة تفعيلا لهذا العمل وتعاونا مع الأطراف السياسية كافة ودعم الحراك الثوري».

وعن أبرز مهمات مكتب الارتباط، أوضح الكردي: «ترتكز على العمل لتأمين الدعم المالي للجيش الحر، وتذليل العقبات، وتبادل المعلومات بشكل مستمر». أما في ما يتعلق بتسليح الجيش الحر، فقد اعتبر الكردي أن «هذا الأمر يجب أن يكون أساسيا في عمل الرئيس الجديد وعلاقاته الدولية، وهذا ما يظهره سيدا الذي لن نحكم عليه من اليوم الأول، ونتمنى أن يكون أكثر قدرة على تذليل الصعاب التي حاول غليون أيضا جاهدا العمل عليها، والنشاط السياسي هو الأهم في هذا الإطار، والتواصل مع الدول المعارضة للتخلي عن الأسد وإقناع الدول المؤيدة للثورة بتسليح الجيش الحر». وعما إذا كان تم الاتفاق بين الطرفين على طبيعة العمليات العسكرية، أكد الكردي أن الجيش الحر لا يزال ملتزما بخطة أنان، ولا يقوم بأي عمليات هجومية، «بل هي دفاعية للرد على استهداف قوات النظام للعناصر والشعب».

وعن صحة المعلومات التي أشارت إلى نشاط للاستخبارات الأميركية في تركيا للمساعدة في تسليح الجيش الحر، قال الكردي: «هذا الكلام ليس دقيقا. ليس لنا أي لقاء مع أي استخبارات عالمية. علاقتنا فقط مع الحكومة التركية التي نطالبها بشكل واضح بتسليح الجيش الحر». مضيفا: «تنشط الاستخبارات العالمية وليس فقط الأميركية، في كل مكان. وسوريا لم تكن يوما بعيدة عن مسرح عملها، وبالتالي ليس بعيدا أن يبرز هذا النشاط، لا سيما في هذه المرحلة، بشكل أكبر وأوسع، لكن ليس على صعيد تسليح الجيش الحر أو مده بالمساعدات العسكرية».

من جهته، اعتبر بشار الحراكي، عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري، أن الاتصال الذي جرى بين الأسعد وسيدا، نتيجة طبيعية بعد تولي الأخير رئاسة المجلس، وللتأكيد على الدعم المستمر الذي يقدمه المجلس للجيش الحر من خلال تأمين الرواتب لعناصره، إضافة إلى بعض المساعدات كوسائل الاتصال وأجهزة الإشارة، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لا نزال نعمل على تأمين الدعم للجيش الحر وتسليحه، لكن للأسف لغاية الآن كل الوعود التي نتلقاها لم تجد طريقها إلى التنفيذ، ولا يزال التجاوب معها بطيئا».

إلى ذلك، دعا السفير الأميركي السابق لدى سوريا روبرت فورد في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» الجيش السوري لأن يلعب دوره بـ«حماية الشعب وليس إيذاءهم»، وقال إن «الولايات المتحدة تؤمن بأن الجيش السوري يجب أن يلعب دورا أساسيا وجذريا في سوريا الديمقراطية الجديدة إذا وقفوا الآن إلى جانب الشعب السوري».

وأشار إلى دور الجيش في القمع والتعذيب، خاصة ضد حمص وحماه واللاذقية ودوما، وأن عناصر أساسية في الجيش ساعدت الشبيحة على ارتكاب جرائمهم في الحفة والحولة، وأن دعمهم يعتبر خرقا لقوانين وأخلاقيات المهنة العسكرية.

وأوضح أن بلاده والمجتمع الدولي سيعملان مع الشعب السوري من أجل تحديد العناصر المسؤولة في الجيش عن أعمال العنف ضد المدنيين، وقال إنهم سيدعمون جهود الحكومة السورية المقبلة ليحاكموا.

وقال فورد إن عناصر الجيش السوري يجب أن يتخلوا عن دعمهم للنظام الذي هو بصدد خسارة المعركة، وإن عليهم الاختيار بين أن يلعبوا دورا في سوريا الجديدة ودعم شعبهم في مرحلته الانتقالية، وأن يحاكموا بعد رحيل النظام.

مسؤولون وضباط: الاستخبارات الأميركية تساعد في توجيه الأسلحة إلى المعارضة من تركيا

حرصا على عدم وصول هذه الأسلحة إلى أيدي مقاتلي «القاعدة» وإرهابيين.. وسعيا لتجنيد عملاء جدد

واشنطن: إيريك شميت*

يقوم عدد قليل من ضباط وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بالعمل بصورة سرية في جنوب تركيا لتقديم المساعدة لحلفاء الولايات المتحدة الأميركية في تحديد أي من مقاتلي المعارضة السورية المنتشرين عبر الحدود ينبغي أن يحصلوا على الأسلحة لمحاربة الحكومة السورية، وذلك وفقا لبعض المسؤولين الأميركيين وضباط استخبارات عرب.

يؤكد المسؤولون أنه غالبا ما يتم نقل هذه الأسلحة، والتي تشمل البنادق الأوتوماتيكية وقذائف الصواريخ والذخائر وبعض الأسلحة المضادة للدبابات، عبر الحدود التركية عن طريق شبكة غامضة من الوسطاء، بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، بينما تتحمل تركيا والمملكة العربية السعودية وقطر تكاليف هذه الأسلحة.

ويوجد ضباط وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في جنوب تركيا منذ عدة أسابيع، وهو ما يعزى جزئيا للمساعدة في عدم وصول هذه الأسلحة إلى أيدي المقاتلين المتحالفين مع تنظيم القاعدة أو الجماعات الإرهابية الأخرى، حسب ما أفاد به مسؤول أميركي بارز. أكدت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أنها لا تقوم بتزويد المتمردين بالأسلحة، ولكنها اعترفت في الوقت عينه أن جيران سوريا سوف يقومون بهذا الأمر.

وتعد هذه الجهود السرية لجمع المعلومات الاستخباراتية هي أبرز مثال تفصيلي معروف عن دعم الولايات المتحدة الأميركية المحدود للحملة العسكرية ضد الحكومة السورية، وتعتبر أيضا جزءا من محاولات واشنطن لزيادة الضغط الذي يتم ممارسته على الرئيس السوري بشار الأسد، الذي قام في الآونة الأخيرة بتصعيد الحملات الحكومية الوحشية ضد المدنيين والميليشيات المناهضة لحكمه.

ومع إصرار روسيا على عرقلة القيام بخطوات أكثر قوة ضد حكومة الأسد، تحولت الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها إلى المسار الدبلوماسي والمساعدة في الجهود الرامية إلى تسليح الثوار لإرغام الأسد على التنحي عن السلطة.

ومن خلال المساعدة في تسليح الجماعات المناهضة لحكم الأسد، يأمل عملاء الاستخبارات الأميركية في تركيا في معرفة المزيد عن شبكة المعارضة المتغيرة المتنامية الموجودة داخل سوريا وإقامة علاقات جديدة معها.

يقول مسؤول استخباراتي عربي على اتصال دائم مع نظرائه الأميركيين: «يوجد مسؤولو الاستخبارات الأميركية في هذه المنطقة، حيث يحاولون التواصل مع مصادر جديدة للمعلومات وتجنيد المزيد من الأشخاص».

ويؤكد بعض المسؤولين الأميركيين والضباط المتقاعدين في وكالة الاستخبارات المركزية أن الإدارة الأميركية تدرس تقديم مساعدات إضافية للثوار، مثل تزويدهم ببعض صور الأقمار الاصطناعية وغيرها من المعلومات الاستخباراتية المفصلة حول أماكن وجود القوات السورية وتحركاتها، فضلا عن دراسة مساعدة المعارضة السورية في إنشاء جهاز استخبارات غير متطور، ولكن لم يتم بعد التوصل إلى قرار واضح في أي من هذه الأمور أو غيرها من الخطوات الأكثر حسما، مثل إرسال ضباط الاستخبارات المركزية الأميركية إلى سوريا نفسها.

ومن المحتمل أن تتزايد وتيرة الصراع في سوريا بصورة كبيرة في الأشهر القليلة القادمة، حيث تتدفق الأسلحة المتطورة الجديدة على مقاتلي الحكومة والمعارضة في سوريا على حد سواء.

وصرح بنيامين رودس، نائب مستشار الأمن القومي الأميركي للاتصالات الاستراتيجية، عقب اجتماع الرئيس الأميركي أوباما مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في المكسيك يوم الاثنين الماضي، قائلا «نرغب في وضع نهاية لمبيعات الأسلحة لنظام الأسد، لأننا نعتقد أنه قد ثبت أن النظام السوري سوف يستخدم هذه الأسلحة ضد مواطنيه المحليين فقط».

وفي الوقت نفسه، يرفض المتحدثون باسم البيت الأبيض ووزارة الخارجية ووكالة الاستخبارات الأميركية التعليق على أي عمليات استخباراتية لدعم الثوار السوريين، والتي قامت صحيفة «وول ستريت جورنال» بالكشف عن بعض تفاصيلها في الأسبوع الماضي.

وحتى الوقت الراهن، فالوجه العام للسياسة الأميركية تجاه سوريا يتمحور في الجهود الدبلوماسية والمساعدات الإنسانية.

وأكدت وزارة الخارجية الأميركية أول من أمس أن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون سوف تجتمع بنظيرها الروسي سيرغي لافروف، على هامش اجتماع وزراء خارجية دول آسيا والمحيط الهادي المزمع إقامته في سانت بطرسبرغ بروسيا يوم الخميس المقبل، حيث من المرجح أن تركز هذه المحادثات الخاصة، بصورة جزئية على الأقل، على الأزمة في سوريا.

وصرحت وزارة الخارجية الأميركية بصرف ما قيمته 15 مليون دولار من المساعدات غير القتالية، مثل الإمدادات الطبية ومعدات الاتصال، لجماعات المعارضة المدنية في سوريا.

ويستمر البنتاغون في دراسة مجموعة من الخيارات العسكرية، بناء على طلب من الرئيس الأميركي أوباما في أوائل شهر مارس (آذار) الماضي حول إعداد خطط للطوارئ. أخبر الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، أعضاء مجلس الشيوخ في ذلك الوقت أن الخيارات التي يتم دراستها تتضمن عمليات النقل الجوي للمساعدات الإنسانية والمراقبة الجوية للجيش السوري وإنشاء منطقة حظر جوي.

وقام الجيش الأميركي أيضا برسم بعض المخططات حول كيفية قيام قوات التحالف بتأمين المخزون الكبير الذي تمتلكه سوريا من الأسلحة الكيماوية والبيولوجية في حالة اندلاع حرب أهلية شاملة تهدد سلامة تلك الأسلحة.

وشدد كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية في الأيام القليلة الماضية على أنهم لا يقومون بدراسة الخيارات العسكرية بصورة كبيرة، حيث صرح ديمبسي للمراسلين الصحافيين في الشهر الجاري، بأنه «سوف تكون أي خطوة لمواجهة سوريا في هذه المرحلة غير مضمونة العواقب إلى حد بعيد من الناحية النظرية».

ولكن الأمر الذي تغير منذ شهر مارس هو عمليات تدفق الأسلحة والذخيرة على الثوار السوريين، حيث تزايد وتيرة الهجمات الجوية والمدفعية الشرسة التي تشنها الحكومة السورية، وذلك لمواجهة التحسن الملحوظ في مجالات التنسيق والتخطيط والأسلحة بين قوات المعارضة، حسب ما أفاد به أعضاء «المجلس الوطني السوري» وغيرهم من النشطاء.

وأكد هؤلاء الناشطون في الشهر الماضي أن مركبات الجيش التركي قد حملت بعض الأسلحة المضادة للدبابات إلى الحدود السورية، حيث تم تهريبها بعد ذلك إلى داخل سوريا، في الوقت الذي تنفي فيه تركيا قيامها بتزويد المعارضة السورية بأي شيء خلاف المساعدات الإنسانية، والتي تتجه معظمها إلى مخيمات اللاجئين الواقعة قرب الحدود. شدد الناشطون على أنه قد تم التشاور مع الولايات المتحدة الأميركية حول عمليات نقل الأسلحة هذه.

وتتضارب وجهات نظر المحللين العسكريين الأميركيين حول ما إن كانت تلك الأسلحة تعوض جزءا من التفوق العسكري للجيش السوري أم لا، حيث يقول جوزيف هوليداي، وهو ضابط استخبارات سابق في الجيش الأميركي في أفغانستان ويعمل حاليا باحثا في شؤون «الجيش السوري الحر» في «معهد دراسات الحرب في واشنطن»: «بدأ الثوار للتو في معرفة الطريقة المثلى لتدمير الدبابات».

بينما وصف ضابط أميركي رفيع المستوى، تلقى بعض التقارير الاستخباراتية السرية من المنطقة، الأسلحة التي توجد في أيدي الثوار بـ«أنابيب الرماية»، مقارنة بالأسلحة الثقيلة وطائرات الهليكوبتر الهجومية التي تملكها الحكومة السورية.

وفي الآونة الأخيرة بدأ «المجلس الوطني السوري» محاولة تنظيم الوحدات المبعثرة الموجودة في أماكن متفرقة في سوريا لدمجها في قوة موحدة أكثر تماسكا.

وفي الوقت الراهن، يقوم نحو 10 مجالس تنسيق عسكرية موجودة في مختلف المناطق السورية بالتنسيق التكتيكي والمعلوماتي المشترك، ولكن مدينة حمص هي استثناء واضح لهذه الجهود، حيث إن المدينة ينقصها مثل هذا المجلس نظرا لغياب التنسيق بين الجماعات العسكرية الثلاث الرئيسية في المدينة، وذلك وفقا لمسؤولي المجلس.

يقول جيفري وايت، محلل سياسي في «معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى»، حيث يقوم بمتابعة مقاطع الفيديو والتصريحات الخاصة بمن يصفون أنفسهم بـ«كتائب المتمردين»، إنه يوجد الآن نحو 100 كتيبة، مقارنة بنحو 70 منذ شهرين فقط، مضيفا أن هذه الكتائب تتنوع في الحجم ما بين مجموعة صغيرة إلى بضع مئات من المقاتلين.

* ساهم في كتابة هذا التقرير نيل ماكفاركوهار من بيروت وسعاد ميخانت.

* خدمة «نيويورك تايمز»

الأب الإيطالي باولو دالوليو لـ«الشرق الأوسط»: خرجت بجثتي من سوريا لكن روحي بقيت فيها

قال إن المسيحيين اعتادوا أن يكونوا درجة ثانية وشاكرين للسلطة على كل نعمة

الأب الإيطالي باولو دالوليو

بيروت: ليال أبو رحال

من دمشق إلى بيروت، انتقل الأب الإيطالي باولو دالوليو بعدما أنهت الكنيسة التي يتبع لها مهمته في سوريا، مقدمة بذلك الغطاء للنظام السوري من أجل إبعاده بعد قضائه أكثر من ثلاثين سنة متنسكا في دير مار موسى الحبشي في ريف دمشق. في دير للآباء اليسوعيين في قلب العاصمة بيروت، يقيم الأب باولو في انتظار سفره في الأيام المقبلة إلى كردستان العراق، حيث تتأسس رهبانية جديدة تعنى بالحوار المسيحي – الإسلامي، يغادر بعدها إلى روما، مسقط رأسه، للاطمئنان على عائلته، قبل عودته مجددا إلى بيروت في سبتمبر (أيلول) المقبل.

بكثير من الحزن يتحدث الأب باولو عن الوضع في سوريا وعن كيفية مغادرته إياها قسرا «أنا حزين للغاية، خرجت بجثتي من سوريا لكن روحي بقيت فيها، وقريبا القيامة إن شاء الله». ويقول في حوار خاص لـ«الشرق الأوسط»: «النظام السوري ضغط على الكنيسة لتجبر على إبعادي، وبادر بعدها إلى التطبيق السريع للقرار وترحيلي من سوريا».

ويسهب الأب باولو في الحديث عن سوريا «ما قبل الثورة». ويوضح أن «سوريا عاشت سلاما مشبوها لعشرات السنين، فالمعتقل كان ممتلئا وغرفة التعذيب (شغالة)، والخوف مسيطرا، والناس يخافون الحديث عن الحكومة حتى في (فراش العرس)»، على حد تعبيره. ويلفت إلى أن «الناس اعتادوا عدم سيلان الدم في الشوارع والعودة إلى منازلهم مساء بأمان، وهذا ما أصبح مفقودا اليوم في ظل الثورة والحرب الأهلية والانفلات الأمني».

الشعب السوري اليوم «يطلب حرية ويطلب ديمقراطية ويطلب كرامة»، لكن «أسبابا جغرافية موضوعية خاصة بسوريا تجعل تحقيق ذلك صعبا»، وفق الأب باولو الذي يتحدث بأسف شديد عن «حرب أهلية قائمة في سوريا وعن صراع سني – شيعي، وعن عدم ممارسة المسؤولية الدولية تجاه سوريا»، من دون أن ينسى التأكيد على أن «لإسرائيل مصلحة في ما يحصل، وكل ذلك يسهم في أن يذبح الشعب السوري (بالرخص)».

بتأثر عميق وبلغة عربية تزاوج بين الفصحى والعامية مطعمة بلكنة إيطالية، يسأل الراهب اليسوعي «ما العمل أمام ذلك كله؟»، ليسارع بعدها إلى الإجابة بأن «الرجاء يبقى في أن يثمر العمل الميداني والإعلامي، لعل الله ينظر إلينا»، مضيفا «ما إلنا غيرك يا الله». يشمئز الأب باولو لدى سؤاله عن اعتبار النظام السوري أن ما يحصل ليس بحراك شعبي وإنما فوضى تفتعلها «جماعات إرهابية مسلحة»، ويجيب بانفعال «ثمة كذبة كانت مضحكة لو لم تكن نتائجها كارثية بالنسبة لحقوق الناس. أعرف شخصيا الشباب والشابات، هم لا يرغبون في العنف وحمل السلاح، وخرجوا عراة الأيدي إلى الشوارع مطالبين بالحرية، لكنهم باتوا أعداء النظام الحقيقيين لأنهم يريدون توطيد الحق مكان الباطل»، معتبرا أن «النظام محق في ترحيله وفق هذا المنظار»، ومحذرا في الوقت عينه من أنه «كلما طالت الحرب فتح المجال أمام مزيد من التعصب والجهل وممارسة الحرام والانفلات الأمني الذي يظلم الجميع على حد سواء». زيارة الأب باولو إلى مدينة القصير على خلفية أحداث طائفية شهدتها المدينة شكلت القشة التي قصمت ظهر البعير، وجعلت النظام السوري يدفع أكثر باتجاه ترحيله، خصوصا أنه سبق أن أصدر مذكرة بإبعاده مطلع ديسمبر (كانون الأول) الفائت. ويؤكد أن «ثمة مسيحيين اصطفوا مسلحين مع النظام وهم يحاربون مع الجيش السوري الحر وكتيبة الفاروق والفئات المسلحة، وفي المقابل هناك الجيش والأمن والشبيحة على أشكالها والمدنيون المسلحون»، مشددا على أن ما يحصل في سوريا «حرب أهلية، ويمكن لمن يريد من الطرفين أن يعطيها لونا طائفيا أن ينجح بسرعة». لا ينكر دالوليو أن مدينة القصير في محافظة حمص شهدت «ظواهر من العنف الطائفي، لكن معظم سكانها والمجتمع المدني فيها يرفضون المنطق الطائفي في الحراك الثوري»، موضحا أن «هناك مسيحيين يشاركون في الثورة لكن لا أحد قادر على ضبط الفئات الفاعلة ميدانيا ولجم تصرفاتها». ويضيف «ذهبت للقصير من أجل البحث عن بعض المخطوفين والمخفيين المفقودين منذ أشهر. عاد المخطوفون إلى بيوتهم، لكن الحاجة اليوم لجنة مصالحة أهلية». ويؤكد الأب باولو لدى سؤاله عن مدى مشاركة مسيحيي سوريا في الحراك الشعبي، أن «معظم السكان باتوا يلزمون منازلهم خوفا أمام العنف الممارس في الشارع، والمسيحيون من جملتهم»، متسائلا «من هم الأبطال الذين سيخرجون تحت الرصاص، فهذا يحتاج إلى تربية وفكر وعقيدة، فيما المسيحيون معتادون أن يكونوا دائما درجة ثانية وتابعين ومأمورين وشاكرين للسلطة على كل نعمة، فمن أين سيأتون بالعزم للنزول إلى الشارع؟». لا يخفي الراهب اليسوعي الذي ترك روما، حاضنة الكاثوليكية في العالم، حاملا إيمانه ورسالته إلى دير سوري عتيق، رافعا راية الحوار المسيحي – الإسلامي، أن «الكنيسة هي الشعب المؤمن بالله، ولا يجب أن ننتظر كثيرا من الأحبار والرؤساء الروحيين»، من دون أن يمنعه ذلك من الإشارة إلى أنهم «لهم دور بلا شك، وللأسف كان مؤيدا إجمالا للنظام السوري». ويعرب عن اعتقاده بأنهم (رؤساء الكنيسة السورية) قد «اعتادوا منذ عشرات السنين على دعم النظام كونه يشكل الغطاء المريح لممارستهم الدينية وليس الإنجيلية التي تتطلب حرية وحرية رأي وحياة». ورغم تأثر الأب باولو، الذي لم يتردد في التبرع بدمه للجرحى في القصير والصلاة من أجل المعتقلين والشهداء، فإنه متصالح مع نفسه ومع كنيسته. يقول «لا عتب لدي على أحد، لكني أتأسف على كثيرين ممن يكذبون ويعرفون أنهم يكذبون ويقنعون أنفسهم بالكذب ويرددونه خوفا من أشباح». ويضيف «أصلي لكل من أساء لي، وأدعو لكل من اضطهدني، وأطلب لهم البركة والتوفيق والنعمة والتغيير حتى يفرحوا بحرية الإنسان وكرامته».

ويشدد الأب باولو مرارا وتكرارا على أهمية «العمل للمصالحة الإسلامية – الإسلامية في سوريا، وعلى أن يكون المسيحيون الغضروف في ركبة النزاع السني الشيعي في المنطقة».

أوغليو: الحرب الأهلية بدأت في سوريا وعلينا إيقافها

                                            طالب بتأمين ضمانات للخائفين من النظام

أكد الراهب الايطالي المستشرق باولو دال اوغليو ان “سوريا تمر في مخاض أليم”، معتبراً ان “الشعب السوري خلق للتعايش والتحابب، شعب الشام له بركة خاصة من الله، الحرب الاهلية بدأت، علينا ان نوقفها وان نقدم للخائفين من الضمانات ما يكفيهم ليؤمنوا ان هناك سوريا واحدة تعددية قد تبدأ وتزدهر”.

ولفت في حديث مع الزميل شربل عبود لـ”أخبار المستقبل” يبث اليوم، الى أن “الشعب السوري يطالب بكرامته، وأن الشبيبة يريدون مجتمعا ديموقراطيا ناضجا يحترم حقوق الجميع وهناك أشراف يخسرون حياتهم وممتلكاتهم لكي يدافعوا عن الحق”. وقال إن “في سوريا نزاعا محليا اسمه ثورة ديموقراطية، ونزاعا اقليميا اسمه وللاسف نزاع سني ـ شيعي، وهناك نزاع بين ايران والخليج وتركيا، ونزاع جيو-استراتيجي بين روسيا والناتو”. وأكد ان “سوريا تضحي”، سائلا “لماذا لا يأتي المجتمع الدولي الى سوريا ويجعلها مركز مصالحة بين كل هذه العناصر؟”.

واعتبر أن “الابرياء والناس في سوريا يُقتلون بفعل القصف من قبل من يملك الاسلحة الثقيلة. منذ بداية الثورة الناس يريدون ان يجاهدوا باللاعنف، وهم المستهدفون بالدرجة الاولى من عنف النظام”.

وردا على سؤال لماذا لم يستطع ان ينزل الشعب السوري الى الشارع ويطالب بحقوقه بالسلم؟ أجاب: “لأن النظام لا يريد هذه المطالبة اللاعنفية بالحقوق وهو اراد ان يدفع الشعب السوري الى العنف”.

وعن قول رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون ان النظام السوري يحمي الاقلية المسيحية، اوضح اوغليو في رده انه “لم يلتق مع الجنرال عون”. وقال: “اتمنى ان اتحدث معه ونتساءل، هل هناك شيء يحمي المسيحيين والانجيل واي شيء مسيحي وتكون اساليبه القمع التعذيب والكذب والفظاعة؟ كيف يتفق هذا مع اي شيء مسيحي الاّ اذا كان المسيحيون شلّة او قبيلة، عندها يتحالفون مع اي كان”، مؤكداً أن “هذه الحقيقة تراها العين في حمص، الكنائس تخربت بفعل قصف الجيش السوري، والمسيحيون هناك والمسلمون يعرفون ذلك ومن لا يريد ان يرى فلأنه متمسك بموقف معين، فهو لا يرى”.

وأكد أن “المسيحيين الارثوذكس الاعزاء من روسيا، لم يتمكنوا ان يمارسوا شيئا من التأثير على الحكومة الروسية حتى تطلب من الجيش السوري، اقلّه احترام كنائس مسيحية موجودة من مئات السنوات والقرون، وفيها فن وجمال وكرامة البلد وتراث مسيحي عام معظمه ارثوذكسي، حتى هذا لا قيمة له”.

وعن الموضوع المسيحي وبعد ظهور احدى الراهبات السوريات على الشاشة بموقف داعم للنظام، رأى اوغليو انه “من الافضّل ان لا اتكلم عن اشخاص، هناك عدد من الاخوة والاخوات المسيحيين، يسمحون لانفسهم ان يتبنوا اكاذيب النظام، ويعتقدون انهم هكذا يدافعون عن بقاء الكنيسة في هذه المنطقة، ونقول لهم بصراحة اخوية: تسلكون طريق الضلال. من يمشي مع الكذب يسقط فيه ولا يدافع عن الكنيسة والمسيحيين، بل يحفر لهم حفرة”.

ووجه رسالة الى الرئيس السوري بشار الأسد، داعياً اياه الى “احترام الجرحى والمعتقلين والاطفال والاطباء والممرضين والممرضات الذين يهتمون بالجرحى”، وقال متوجها الى الاسد في كلامه: “لك فرصة ان ترجع الى الانسانية، وتعيد لشعبك حقه في الحرية وتحديد المصير والديموقراطية، وأعتقد ان هناك مكانا في العالم يستقبلك مع اهلك لتعيش فيه بسلام وتحمي نفسك من نهاية سيئة لا نتمناها لك”، معتبراً ان “الشعب السوري خلق للتعايش والتحابب. شعب الشام له بركة خاصة من الله. الحرب الاهلية بدأت، علينا ان نوقفها وان نقدم للخائفين من الضمانات ما يكفيهم ليؤمنوا ان هناك سوريا واحدة تعددية قد تبدأ وتزدهر”.

الصليب الأحمر يفشل في دخول حمص و”نيويورك تايمز” تؤكد أن الـ “سي أي أيه” تساعد المعارضة سراً

روسيا قلقة من الوضع في سوريا والجامعة العربية تتهمها بالمساعدة على قتل المدنيين

                                            أعربت وزارة الخارجية الروسية امس عن القلق من الوضع القائم في سوريا، مجدّدة تحذير رعاياها من السفر إلى هناك ومؤكدة ان السفينة التي تحمل مروحيات قتالية الى سوريا تعود الى روسيا بعدما رفضت بريطانيا السماح لها بالإبحار، وفيما طلبت الجامعة العربية من موسكو التوقف عن “المساعدة في قتل السوريين”، قالت صحيفة نيويورك تايمز” أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي أي أيه” تساعد سرا المعارضة السورية.

قلق روسي

وسائل إعلام روسية نقلت عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفتيش، قوله إن “الوضع ما زال يدعو للقلق الجدي”، لافتاً إلى أنه بسبب تردي الوضع توقفت مهمة المراقبين الدوليين في سوريا. وأضاف أنه في بعض مناطق الإشتباكات هناك مدنيون محتجزون.

وقال ” نعتبر أنه من الضروري تأمين حياة مواطني الجمهورية العربية السورية والقيام بالإجراءات الضرورية لإجلائهم بمساعدة الصليب الأحمر”.

وقال إن “وزارة الخارجية الروسية تجدّد توصيتها للمواطنين الروس بعدم السفر إلى سوريا لا بغرض السياحة أو بشكل عام”.

سفينة المروحيات

لوكاشيفتيش، قال أيضا إن السفينة الروسية التي تحمل مروحيات إلى سوريا تعود أدراجها الى البلاد وستصل إلى ميناء مورمنسك غدا، فيما أوضح وزير الخارجية سيرغي لافروف ان السفينة تحمل 3 طوافات قديمة خضعت للصيانة في روسيا.

ونقلت وكالة “نوفوستي” الروسية عن لوكاشيفتيش، قوله إن سفينة “أم في ألايد” التي تحمل شحنة من مروحيات “ميل مي 25” الروسية الصنع إلى سوريا، سترسو في ميناء مورمنسك السبت.

وأوضح انه “أثناء الإنتقال من بحر الشمال إلى الأطلسي، أبلغت الشركة المالكة للسفينة (فيمكو الروسيو) أنه تم سحب التأمين من السفينة، وأن الشركة التي تتبع لها السفينة ـ على الرغم من أنها مسجلة تحت علم كوراكاو ـ طلبت أن تعود إلى المرفأ للتفتيش”. وأضاف أنه “من أجل تفادي التأخير، اتخذ قرار بالرسوّ في مورمنسك حيث يتوقع أن تصل السبت لإعادة تسجيلها تحت العلم الروسي”.

وكانت شركة “ستاندرد كلوب” البريطانية للتأمين، أبلغت “فيمكو” أنها ألغت بناء على طلب الحكومة البريطانية تأمين سفينة الشحن الروسية بسبب معلومات أنها كانت تنقل أسلحة إلى سوريا في انتهاك لحظر التسلح الذي يفرضه الإتحاد الأوروبي على سوريا.

واشارت السلطات البريطانية الثلاثاء الى ان السفينة اضطرت الى ان تعود ادراجها قبالة سواحل اسكتلندا مؤكدة انها كانت تنقل مروحيات هجومية من طراز |”مي 25″ متجهة الى سوريا.

واعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في حينه أن روسيا تزوّد سوريا بأسلحة يمكن أن تستخدم لقتل المدنيين، وهو ادعاء نفاه لافروف، الذي قال إن المروحيات صنعت في فترة الإتحاد السوفياتي السابق وخضعت للصيانة في روسيا وتتم إعادتها إليها الآن.

وتم استخدام مروحيات من هذا النوع في قمع المعارضين السوريين من جانب نظام الرئيس السوري بشار الاسد خلال الاشهر الماضية.

الجامعة العربية

في القاهرة، طالبت جامعة الدول العربية على لسان نائب الامين العام احد بن حلي امس روسيا بالتوقف عن تسليم الاسلحة الى النظام السوري و”المساعدة على قتل الناس”.

وصرح بن حلي في مقابلة مع وكالة “انترفاكس” الروسية ان “كل مساعدة على العنف يجب ان تتوقف، لانكم عندما ترسلون معدات عسكرية فانتم تساعدون على قتل الناس. هذا الامر يجب ان يتوقف”.

وتأتي هذه التصريحات في وقت كثف فيه الغربيون الضغط على روسيا لكي توقف تسليم الاسلحة لحليفها السوري.

وتركزت الانظار في الايام الماضية على سفينة الشحن الروسية “ام في الايد” التي يشتبه في انها كانت تنقل مروحيات هجومية من نوع ام آي-25 الى دمشق.

بن حلي اعلن ان الجامعة العربية طلبت تعزيز مهمة كوفي انان، مبعوثها المشترك مع الامم المتحدة الى سوريا، بشكل يتيح للاسرة الدولية “التأكد” من ان اطراف النزاع في هذا البلد تطبق خطة السلام.

وقال بن حلي انه “لتنفيذ خطة (السلام) علينا ايجاد آلية جديدة. بالنسبة الى تفويض المبعوث الخاص (انان) يجب ان يعاد النظر فيه كي يكون في وسعنا التأكد من ان كل الاطراف تحترم الخطة”. واضاف “لكن من اجل تطبيق هذه الخطة، يجب القيام بخطوة جديدة من قبل مجلس الامن، وقد يكون ذلك عبر تعزيز الضغط على النظام السوري”.

واعتبر ان على مجلس الامن الدولي “عاجلا ام آجلا” ان يلجأ، كما ترغب الولايات المتحدة وفرنسا خصوصا، الى الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي ينص على اجراءات تتراوح من عقوبات اقتصادية وصولا الى استخدام القوة العسكرية في حال وجود تهديد للسلام.

وعبر بن حلي عن تأييده لحضور ايران اجتماع مجموعة الاتصال حول سوريا المرتقب في جنيف في 30 حزيران الجاري، مشيرا في الوقت نفسه الى ان مشاركة طهران لا تزال في مرحلة التباحث.

وقال ردا على سؤال حول مشاركة ايران في هذا الاجتماع “برأيي ان كل الاطراف الفاعلين في الازمة السورية يجب ان يشاركوا في مجموعة الاتصال هذه”. واضاف ان “المهمة الاساسية في الوقت الراهن هي الاتفاق على جدول اعمال الاجتماع الاول. وبعد ذلك يتخذ قرار حول من يشارك في المؤتمر”.

العربي

الى ذلك، وصف الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربى ما يجري في سوريا حاليا بأنه مأساة أسبابها داخلية، موضحا أن معالجة هذا الموضوع يجب أن يكون من خلال تدخل دولي خاصة وأن جميع المنازعات الدولية بالنظام المعاصر تتم بتدخل دولي.

وأوضح العربي فى مؤتمر صحافي عقده بمقر الجامعة امس أهمية الاجتماع المقرر للجنة الاتصال الدولية التي ستجتمع قريبا لبحث تطورات الاوضاع في سوريا وبمشاركة الجامعة العربية، معتبرا أن هذا الاجتماع يتميز عما سبقه من اجتماعات بأنه سيعقد بمشاركة الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن الدولي في حين أن الاجتماعات السابقة لم يكن تشارك بها جميع هذه الدول.. كما سيتم الاجتماع أيضا بمشاركة المنظمات الإقليمية والدولية مثل الأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.

وردا على سؤال حول ما اذا كانت مجموعة الاتصال الدولية ستبحث اتباع خطوات بديلة لخطة أنان أو ستقرر مواصلة دعمها، رد الأمين العام قائلا: “هذا سيتقرر خلال الاجتماع ولا نريد أن نستبق الاحداث”.

وحول هدف زيارة وفد الجامعة العربية إلى روسيا حاليا برئاسة نائب الأمين العام السفير أحمد بن حلي أوضح العربي أن الزيارة تستهدف التحضير للاجتماع الوزاري الأول للمنتدى العربي الروسي المقرر عقده في موسكو نهاية العام الجاري وأن الزيارة ليست مرتبطة بالوضع في سوريا.

وردا على سؤال حول ما اذا كانت إيران ستحضر اجتماع مجموعة الاتصال الخاصة بسوريا أم لا قال الامين العام لجامعة الدول العربية انه لم يتقرر بعد أي من الدول المجاورة التي ستحضر هذا الاجتماع، وما تم الاتفاق عليه حضور منظمات الامم المتحدة والجامعة العربية والتعاون الاسلامي والدول الخمس الكبرى الاعضاء في مجلس الامن.

وردا على سؤال حول إمكانية تسليح المعارضة السورية والسماح بالتدخل العسكري لوقف الجرائم في سوريا قال العربي: “نحن كجامعة عربية تحكمنا قرارات المجالس الوزارية العربية، ولا يوجد أي قرار صادر عن مجلس الجامعة ينص على دعم التدخل العسكري”.

وكشف العربى عن بدء الاجتماعات التحضيرية لعقد مؤتمر المعارضة السورية المقرر في القاهرة يومي الثاني والثالث من الشهر المقبل.

الصليب الأحمر

اللجنة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر العربي السوري اعلنت ان محاولة للدخول امس الى البلدة القديمة في حمص باءت بالفشل بسبب القصف.

وقال المتحدث باسم الصليب الاحمر الدولي في جنيف هشام حسن لفرانس برس ان “فريقا من اللجنة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر العربي السوري حاول صباح اليوم (امس) دخول المدينة في حمص بهدف اجلاء الاشخاص الجرحى والمرضى واشخاص اخرين هم بحاجة لاجلائهم”. واضاف “لسوء الحظ، اضطر الفريق الى ان يعود ادراجه ويغادر بسبب القصف”.

الـ “سي أي أيه” وسلاح المعارضة

صحيفة “نيويورك تايمز” ذكرت أمس أن عدداً صغيراً من المسؤولين في وكالة الاستخبارات الأميركية “سي أي إيه” يعملون بشكل سري في جنوب تركيا لمساعدة حلفاء واشنطن على تقرير أي مقاتلين في المعارضة السورية سيحصلون على أسلحة لمحاربة النظام.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين وآخرين استخباراتيين عرب إن الأسلحة التي تضم بنادق آلية وقذائف صاروخية وذخائر وبعض الأسلحة المضادة للدبابات تهرّب بمعظمها عبر الحدود التركية من خلال شبكة من الوسطاء بينهم الأخوان المسلمون، وتدفع ثمنها تركيا والسعودية وقطر.

وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى إن المسؤولين في الـ”سي أي أيه” يتواجدون في جنوب تركيا منذ عدّة أسابيع، ويعملون للمساعدة في تفادي وصول السلاح إلى مقاتلين متحالفين مع تنظيم القاعدة أو غيرها من المنظمات الإرهابية.

وكانت إدارة الرئيس باراك أوباما أعلنت أنها لن تزود المعارضة بالسلاح ولكنها أقرت أن جيران سوريا سيقومون بذلك.

ويسعى عملاء الاستخبارات الأميركية في تركيا إلى جمع المزيد من المعلومات حول شبكات المعارضة في سوريا وإقامة علاقات جديدة معها، وقال مسؤول استخباراتي عربي يتلقى معلومات من الأميركيين بشكل منتظم إن “عملاء السي أي إيه هناك، وهم يحاولون الحصول على مصادر جديدة وتجنيد المزيد من الأشخاص”.

وقال مسؤولون أميركيون وآخرون متقاعدون في الـ”سي أي أيه” إن واشنطن تدرس تقديم مساعدة أكبر للمعارضة من خلال توفير صور أقمار صناعية لهم وغيرها من المعلومات الاستخباراتية المفصلة حول أماكن تواجد القوات السورية وتحركها، ولكن لم يتم حسم هذه الخيارات بعد، كما لم يتم التوصل إلى خطوات أكثر شدّة كإرسال عملاء “سي أي إيه” إلى سوريا.

ورفض متحدثون باسم البيت الأبيض و وزارة الخارجية وال”سي أي إيه” التعليق على التقرير.

(يو بي أي، أ ف ب، رويترز، أ ش أ)

128 قتيلا وفشل إجلاء المحاصرين بحمص

                                            قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 128 مدنيا على الأقل قتلوا أمس بنيران الجيش النظامي معظمهم في دوما ودرعا وحمص. بينما أضاف المرصد السوري لحقوق الإنسان نحو 50 قتيلا من الجنود النظاميين و10 من المنشقين لحصيلة القتلى. وفي الأثناء، لم يتمكن الصليب الأحمر من إجلاء الجرحى المحاصرين في حمص. ويخرج الثائرون اليوم في جمعة عنوانها “إذا كان الحكام متخاذلين فأين الشعوب؟”.

فقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان سقوط 128 قتيلا بنيران الجيش النظامي معظمهم في حمص ودوما بريف دمشق وإنخل في درعا، وسط استمرار القصف المكثف لمدن وبلدات في ريف دمشق ودرعا وحمص وإدلب ودير الزور.

وطبقا للشبكة فقد سقط في محافظة حمص 33 قتيلا معظمهم بحي دير بعلبة في المدينة، إضافة لقتلى في مدن الرستن وتلبيسة والقصير بريف المحافظة. كما قتل 29 شخصا في ريف دمشق 24 منهم في دوما، وسجلت الشبكة سقوط 38 قتيلا في درعا منهم 18 في بلدة إنخل.

كما قتل ثمانية أشخاص في كل من إدلب ودير الزور، وأربعة في حماة، وثلاثة في بيانون والأتارب في حلب. وبين القتلى -وفق الشبكة- ستة أطفال وأربع سيدات, بالإضافة إلى ملازمين ومقدم ومجندين منشقين وقتيل تحت التعذيب. وسقط معظم قتلى حمص جراء قصف استهدف مدرسة يقيم فيها نازحون بحي دير بعلبة.

يوم دام

من جهته، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حصيلة أعمال العنف والمواجهات أمس ارتفعت إلى نحو 170 قتيلا معظمهم من المدنيين، في ما وصفه بأنه “أكثر الأيام دموية” منذ التوصل في 12 أبريل/نيسان الماضي نظريا إلى وقف إطلاق النار.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية “إنه أكثر الأيام دموية منذ وقف إطلاق النار، ومن أكثر الأيام دموية منذ بدء الانتفاضة على النظام”. وأوضح أن بين القتلى 104 مدنيين على الأقل، و54 جنديا، وعشرة من المقاتلين والعسكريين المنشقين، استنادا إلى شهادات ناشطين في مناطق المواجهات.

وفي السياق ذاته، قال عبد الرحمن إن عدد القتلى في سوريا تجاوز 15 ألفا منذ بداية الثورة. وأضاف أن بين القتلى نحو عشرة آلاف وخمسمائة مدني، ونحو 3700 عنصر من القوات النظامية.

اشتباكات وانفجارات

وتحدثت الهيئة العامة للثورة السورية عن اشتباكات بين الجيشين النظامي والحر في حي كفر سوسة بالعاصمة، في حين أعلن أربعة ضباط انشقاقهم عن الجيش النظامي وانضمامهم إلى الجيش الحر، ودعا الضباط جنود الجيش النظامي إلى الانشقاق والالتحاق بالجيش الحر. يذكر أن الضباط هم عميدان وعقيدان إخوة.

وتضم قائمة القتلى 18 شخصًا سقطوا بقصف لقوات النظام وبإطلاق نار على مشيعين في إنخل بدرعا، في ما وصفه ناشطون بأنه مجزرة جديدة ترتكبها قوات النظام.

وفي حديث لمراسل شبكة شام الإخبارية عبد الرحمن الحوراني مع قناة الجزيرة قال إن مدينة إنخل بدرعا تشهد قصفا مكثفا استهدف منازل مواطنين في المدينة، مع انتشار قناصة يطلقون النار على كل ما يتحرك، رغم عدم وجود عناصر الجيش الحر في المدينة.

ومن جهته، قال مجلس قيادة الثورة في دمشق إنه سمع خلال الليل دوي انفجارات ضخمة هزت العاصمة، وسمعت بوضوح في كل من شارع بغداد وجوبر والعدوي والقصور والمزة وكفرسوسة وبرزة والقدم والعسالي والمهاجرين وركن الدين، وتبعها إطلاق رصاص متفرق يرجح أنه من الجهة الشمالية الشرقية من دمشق.

كما تحدث المجلس عن انتشار أمني كثيف في أحياء العاصمة السورية. وأظهرت صور بثها ناشطون على الإنترنت مظاهرات مسائية انطلقت من مناطق مختلفة في دمشق وريفها، وذلك عشية الجمعة التي دعا النشطاء إلى التظاهر فيها تحت عنوان “إذا كان الحكام متخاذلين فأين الشعوب؟”.

وتأتي هذه المظاهرات ردا على الحملة العسكرية الأمنية التي تتعرض لها مناطق سورية، خاصة مدينتيْ دوما والمعضمية في ريف دمشق اللتين شهدتا قصفا بالطيران المروحي على المنازل والمدنيين وفقاً للناشطين.

جرحى حمص

وفي هذه الأثناء، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن عمال الإغاثة الذين كانوا يأملون إجلاء المدنيين والجرحى المحاصرين لم يتمكنوا من دخول المناطق الأشد تضررا بمدينة حمص السورية أمس، بسبب “غموض” الموقف الأمني، مضيفة أنهم عادوا إلى دمشق.

ووافقت القوات الحكومية والقوات المعارضة الأربعاء على طلب اللجنة الدولية للصليب الأحمر بعقد هدنة لأسباب إنسانية، بعد أكثر من عشرة أيام من القتال المكثف.

لكن متحدثا قال إنه عندما توجه فريق من الصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري إلى مدينة حمص القديمة صباح الخميس سمع أفراده طلقات رصاص. وقال سكان إن الجيش السوري قصف أحياء وسط المدينة أمس الخميس.

وقال المتحدث باسم اللجنة هشام حسن لرويترز في جنيف مساء الخميس “بعد محاولة دخول المدينة القديمة في حمص صباح الخميس قرر الفريق العودة إلى دمشق بسبب إطلاق النار، لم نتمكن من تحديد مصدر إطلاق النار”.

وفي المقابل، اتهم مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية -في تصريح نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) الخميس- “المجموعات المسلحة” بإفشال إخراج المدنيين من بعض أحياء حمص.

دمشق تتوعد الطيار والأردن يمنحه اللجوء

                                            توعدت السلطات السورية بمعاقبة الطيار الذي انشق وهبط بطائرة “ميج 21” في الأردن ووصفته بأنه “خائن”، وأكدت أنها تجري اتصالات لاستعادة الطائرة، في حين أعلن الأردن منحه حق اللجوء السياسي، ورحبت واشنطن بالخطوة قائلة إنه واحد من عديدين يرفضون “فظاعة نظام بشار الأسد”.

وقالت وزارة الدفاع  في بيان بثه التلفزيون السوري إن العقيد الطيار حسن مرعي الحمادة يعد “فارا من الخدمة وخائنا لوطنه ولشرفه العسكري وستتخذ بحقه العقوبات التي تترتب على مثل هذه الأعمال بموجب الأنظمة والقوانين العسكرية المتبعة”.

وأكد البيان أنه “يتم التواصل مع الجهات المختصة في الأردن من أجل ترتيب استعادة الطائرة”.

وكان الأردن قد أعلن في وقت سابق اليوم الخميس أنه منح اللجوء السياسي للحمادة، وأكد وزير الدولة لشؤون الإعلام الأردني سميح المعايطة للجزيرة نت أن مجلس الوزراء قرر في جلسة عقدها اليوم منح الطيار السوري اللجوء السياسي بناء على طلبه.

ونفى المعايطة وجود أي اتصالات من الجانب السوري مع الأردن، لكن مصادر أردنية كشفت للجزيرة نت عن اتصالات تجريها جهات سورية مع أطراف رسمية أردنية للتعامل مع أزمة الطائرة.

ترحيب أميركي

وفي أول رد دولي رحبت الولايات المتحدة الخميس بانشقاق الطيار الحربي السوري وفراره إلى الأردن، قائلة إنه لن يكون الأخير الذي ينشق عن قوات نظام الرئيس بشار الأسد.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي توني فيتور “نرحب بالقرار الذي اتخذه الطيار وهو قرار صائب”.

وأضاف “لقد دعونا دائما الجيش وأفراد النظام السوري إلى الانشقاق بدلا من أن يكونوا ضالعين في الفظائع التي يرتكبها النظام”.

وأضاف أن هذا الطيار “واحد من أمثلة لا تعد ولا تحصى من سوريين بينهم عناصر من قوات الأمن يرفضون الأعمال الفظيعة التي يقوم بها نظام الأسد، وبالتأكيد لن يكون الأخير”.

ومن جهته عبر المجلس الوطني السوري في بيان عن “تقديره لقرار الأردن منح اللجوء السياسي للعقيد الطيار الذي اختار أن ينحاز إلى شعبه وثورته ويقود طائرته إلى إحدى القواعد العسكرية الأردنية رافضا أن يكون أداة للقتل والتدمير”.

وحيا المجلس الطيار السوري و”جميع الشرفاء في الجيش الذين انحازوا إلى صف الثورة”، داعيا العسكريين “وخصوصا الطيارين الذين يدفعهم النظام إلى قصف المناطق المدنية إلى رفض تلك الأوامر وقيادة طائراتهم إلى الدول الشقيقة التي تدعم شعبنا وثورته”.

هبوط الطائرة

وكان التلفزيون السوري قد أعلن في وقت سابق اليوم عن فقدان الاتصال مع الطائرة قبل أن يعلن هبوطها اضطراريا، وأكد مصدر أردني هبوط الطائرة في قاعدة الملك حسين العسكرية الجوية في منطقة المفرق (70 كلم شمال شرق عمان) قرب الحدود الأردنية السورية.

وأفاد ناشطون سوريون تحدثوا للجزيرة نت من محافظة درعا أنهم شاهدوا الطائرة وهي تحلق على علو منخفض فوق منطقة نصيب السورية على الحدود مع الأردن وأنها دخلت الأراضي الأردنية من هناك.

وأكدت مصادر رسمية أردنية للجزيرة نت أن الطائرة السورية كانت ضمن سرب مكون من أربع طائرات عسكرية ينفذ طلعة تدريبية فوق محافظة درعا السورية، وأن قائد الطائرة انفصل عن السرب وهبط بطائرته العسكرية في قاعدة الحسين الجوية بمدينة المفرق في الساعة 10.45 بالتوقيت المحلي ونزل منها مع مساعد له وطلبا اللجوء السياسي إلى الأردن.

وكان أستاذ القانون الدولي في الجامعة الأردنية أنيس القاسم قد قال إن الأردن ملزم بتوفير الحماية للطيارين وبأن لا يعيدهما إلى سوريا بأي حال من الأحوال.

وأضاف للجزيرة نت أن قواعد القانون الدولي تلزم الأردن بالحفاظ على سلامة الطيار وأن يقبل لجوءه السياسي أو السماح له بالمغادرة إلى دولة ثالثة في حال رغبته في ذلك.

وهذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها عن انشقاق قائد طائرة عسكرية سورية منذ اندلاع الثورة على نظام الرئيس بشار الأسد في مارس/آذار عام 2011، حيث أعلن عن انشقاق آلاف العسكريين السوريين من مختلف الوحدات وانضمامهم إلى الجيش الحر الذي يقاتل قوات الجيش الموالية للأسد.

دعم عربي للمعارضة السورية

                                            أكدت الجامعة العربية دعمها اللجنة التحضيرية لمؤتمر المعارضة السورية، وطالبت روسيا بالتوقف عن المساعدة على قتل سوريين، بينما اعتبرت موسكو أن شكل النظام العالمي المقبل سيكون مرهوناً بكيفية تسوية الوضع في سوريا، التي تعقد منظمة التعاون الإسلامي مؤتمرا بشأنها الأحد المقبل، في وقت حذر فيه الفاتيكان من انتقال أزمتها إلى المنطقة.

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إن المعارضة السورية تمكنت -بفضل اجتماعات تركيا- من اختيار 16 شخصية تمثل كافة الأطياف السورية لعقد اجتماع في القاهرة مطلع الشهر المقبل. وتحدث العربي كذلك عن محاولات أخرى يقوم بها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة كوفي أنان إضافة إلى مبادرته الحالية، مضيفا أن الدول الخمس الكبرى ستشارك في مجموعة الاتصال الخاصة بسوريا.

وبحث المشاركون في اجتماع اللجنة التحضيرية لمؤتمر المعارضة السورية الخميس بحضور العربي، المهمات الملقاة على عاتق اللجنة والمتعلقة بإعداد قائمة المشاركين وجدول الأعمال، ومشاريع الوثائق المختلفة التي ستعرض على مؤتمر المعارضة السورية المقرر عقده يوميْ الثاني والثالث من شهر يوليو/تموز المقبل بالقاهرة.

وذكر بيان صادر عن الجامعة العربية عقب الاجتماع أن العربي أكد حرص الجامعة العربية على دعم جهود اللجنة التحضيرية، وتوفير كل ما يلزم لإنجاز أعمالها في أسرع وقت، مشيرا إلى حجم المسؤولية التنظيمية والسياسية التي سيضطلعون بها تحضيرا لاجتماع القاهرة.

وأوضح البيان أن أعضاء اللجنة التحضيرية أبدوا انفتاحهم وحرصهم على التواصل مع جميع مكونات المعارضة السورية، داعين جميع أطراف المعارضة إلى الاتصال باللجنة التحضيرية للتعرف على آرائهم والتشاور معهم حول مختلف الترتيبات المتعلقة بانعقاد مؤتمر المعارضة في القاهرة.

وعلى الصعيد الدولي، أجرى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الخميس مباحثات حول الوضع في سوريا مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، وذلك على هامش قمة التنمية المستدامة في ريو دي جنيرو بالبرازيل التي تختتم غدا الجمعة.

 وأعرب بان كي مون وكوفي أنان عن أملهما في مشاركة إيران في اجتماع دولي مخصص لبحث الأزمة السورية قد يعقد في جنيف في 30 يونيو/حزيران الجاري، لكن الولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية تعارض اشتراك طهران في هذه المحادثات.

الموقف الروسي

وفيما يتعلق بالموقف الروسي، طالبت جامعة الدول العربية -على لسان أحمد بن حلي نائب الأمين العام- روسيا بالتوقف عن تسليم الأسلحة إلى النظام السوري وعن “المساعدة على قتل الناس”. وصرح -في مقابلة مع وكالة إنترفاكس الروسية- بأن “كل مساعدة على العنف يجب أن تتوقف، لأنكم عندما ترسلون معدات عسكرية فأنتم تساعدون على قتل الناس، وهذا الأمر يجب أن يتوقف”.

واعتبر بن حلي أن على مجلس الأمن الدولي “عاجلا أم آجلا” أن يلجأ -كما ترغب الولايات المتحدة وفرنسا خصوصا- إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي ينص على إجراءات تتدرج من عقوبات اقتصادية وصولا إلى استخدام القوة العسكرية في حال وجود تهديد للسلام.

ومن جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم إن أي خطة سلام حول سوريا تتضمن فكرة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد  لحل الأزمة في سوريا “غير قابلة للتطبيق”.

أما المتحدث باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش فقال إنه “من الواضح تماماً أن الوضع السوري مرتبط بأسس النظام العالمي المستقبلي، وكيفية تسوية الوضع في سوريا وما إذا كانت ستتحقق بمراعاة أحكام القانون الدولي أو خلافا لها، ستحدد إلى حد كبير كيف سيكون هيكل نظام الأمن الدولي الجديد والوضع في العالم عموما”.

وشدّد على أن “لا أحد يحق له فرض أي نماذج على السوريين لحل الأزمة من الخارج وإرغام الشعب على التعاطي مع القضايا وفق نماذج معينة”، مؤكداً “ضرورة استخدام الوسائل السياسية والدبلوماسية من دون غيرها في ما يخص الوضع في سوريا، مع الالتزام بأحكام ميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية بحذافيرها”. وأكد “أن مجلس الأمن الدولي لن يمنح أبداً تفويضاً بالتدخل العسكري في سوريا”.

إسلامي ومسيحي

في هذه الأثناء، أعلنت منظمة التعاون الإسلامي أن اللجنة التنفيذية للمنظمة ستعقد يوم الأحد المقبل اجتماعا طارئا في جدة لمناقشة تطورات الوضع في سوريا. وأعرب الأمين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان أوغلو عن أسفه إزاء العجز الدولي تجاه الأحداث الدامية التي تشهدها سوريا, مشددا على أن الحاجة باتت ماسة لتحرك جماعي لإيجاد صيغة حل تلبي طموحات الشعب السوري وتضع حدا لمعاناته.

من جانبه حذر بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر اليوم من انتقال النزاع في سوريا إلى المنطقة، ودعا المجتمع الدولي إلى ألاّ يألو جهداً لإخراج سوريا من دوامة العنف والأزمة، مؤكداً في الوقت ذاته زيارته المقبلة إلى لبنان في منتصف أيلول/سبتمبر.

وأضاف أطلق “نداء ملحّاً وصادراً من القلب، بأن يتم ضمان المساعدة الإنسانية الضرورية لسد الاحتياجات الملحة للسكان وللعديد من الأشخاص الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم ولجأ بعضهم إلى دول الجوار، فقيمة الحياة البشرية من أثمن الموارد التي يتعين حمايتها دائما”.

توقعات بانشقاقات جديدة عن الأسد  بعد فرار طيار بطائرته إلى الأردن

توقعت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية -نقلا عن مسؤولين أميركيين لم تسمهم- انشقاقات جديدة بصفوف الطيارين في الجيش السوري وأفراد من حاشية الرئيس بشار الأسد, وذلك بعد ساعات من فرار عقيد طيار بطائرته “ميغ 21” والهبوط بها في الأردن.

وأفاد المسؤولون الأميركيون بأن ثلاثة طيارين آخرين يرغبون في الانشقاق أيضاً لكنهم يتوجسون من إعادتهم إلى النظام.

وأضافوا أن أعضاء بارزين في الدائرة المحيطة بالرئيس السوري بشار الأسد يعدون خططاً سرية للانشقاق على النظام والانضمام للمعارضة. وأشاروا إلى أن مسؤولين عسكريين سوريين وضعوا بالفعل إستراتيجية خروج من البلاد, وأقاموا خطوط اتصال مع الثوار لمناقشة كيفية استقبالهم إذا قرروا التخلي عن النظام.

ونقلت الصحيفة عن هؤلاء المسؤولين قولهم إن استعداد بعض أعضاء الدائرة الداخلية لنظام الأسد سرا للالتحاق بالمعارضة يعني أن الحكم السوري أصبح مهددا بشكل خطير من قبل الحركة الثورية المقاتلة.

وأشارت الصحيفة إلى أن تحويل مبالغ كبيرة إلى المصارف اللبنانية والصينية وإجراء اتصالات مع قيادات من المعارضة وبعض الحكومات الغربية جزء من هذا المخطط للانشقاق.

وكانت الولايات المتحدة -وفي أول رد دولي- قد رحبت أمس الخميس بانشقاق الطيار الحربي السوري وفراره إلى الأردن، قائلة إنه لن يكون الأخير الذي ينشق عن قوات نظام الرئيس الأسد.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي توني فيتور “نرحب بالقرار الذي اتخذه الطيار وهو قرار صائب”. وأضاف “لقد دعونا دائما الجيش وأفراد النظام السوري إلى الانشقاق بدلا من أن يكونوا ضالعين في الفظائع التي يرتكبها النظام”. كما اعتبر المتحدث أن “هذا الطيار واحد من أمثلة لا تعد ولا تحصى من سوريين بينهم عناصر من قوات الأمن يرفضون الأعمال الفظيعة التي يقوم بها نظام الأسد، وبالتأكيد لن يكون الأخير”.

النظام يتوعد

جاء ذلك بينما توعدت السلطات السورية بمعاقبة الطيار الذي انشق وهبط بطائرة “ميغ 21” في الأردن ووصفته بأنه “خائن”، وأكدت أنها تجري اتصالات لاستعادة الطائرة، في حين أعلن الأردن منحه حق اللجوء السياسي.

وقالت وزارة الدفاع في بيان بثه التلفزيون السوري إن العقيد الطيار حسن مرعي الحمادة يعد “فارا من الخدمة وخائنا لوطنه ولشرفه العسكري وستتخذ بحقه العقوبات التي تترتب على مثل هذه الأعمال بموجب الأنظمة والقوانين العسكرية المتبعة”.

وأكد البيان أنه “يتم التواصل مع الجهات المختصة في الأردن من أجل ترتيب استعادة الطائرة”.

وكان الأردن قد أعلن في وقت سابق أمس الخميس أنه منح اللجوء السياسي للحمادة، وأكد وزير الدولة لشؤون الإعلام الأردني سميح المعايطة للجزيرة نت أن مجلس الوزراء قرر في جلسة عقدها اليوم منح الطيار السوري اللجوء السياسي بناء على طلبه.

ونفى المعايطة وجود أي اتصالات من الجانب السوري مع الأردن، لكن مصادر أردنية كشفت للجزيرة نت عن اتصالات تجريها جهات سورية مع أطراف رسمية أردنية للتعامل مع أزمة الطائرة.

ومن جهته عبر المجلس الوطني السوري في بيان عن “تقديره لقرار الأردن منح اللجوء السياسي للعقيد الطيار الذي اختار أن ينحاز إلى شعبه وثورته ويقود طائرته إلى إحدى القواعد العسكرية الأردنية رافضا أن يكون أداة للقتل والتدمير”.

وحيا المجلس الطيار السوري و”جميع الشرفاء في الجيش الذين انحازوا إلى صف الثورة”، داعيا العسكريين “وخصوصا الطيارين الذين يدفعهم النظام إلى قصف المناطق المدنية إلى رفض تلك الأوامر وقيادة طائراتهم إلى الدول الشقيقة التي تدعم شعبنا وثورته”.

وكان التلفزيون السوري قد أعلن في وقت سابق أمس عن فقدان الاتصال مع الطائرة قبل أن يعلن هبوطها اضطراريا، وأكد مصدر أردني هبوط الطائرة في قاعدة الملك حسين العسكرية الجوية في منطقة المفرق (70 كلم شمال شرق عمان) قرب الحدود الأردنية السورية.

وأفاد ناشطون سوريون تحدثوا للجزيرة نت من محافظة درعا بأنهم شاهدوا الطائرة وهي تحلق على علو منخفض فوق منطقة نصيب السورية على الحدود مع الأردن وأنها دخلت الأراضي الأردنية من هناك.

وأكدت مصادر رسمية أردنية للجزيرة نت أن الطائرة السورية كانت ضمن سرب مكون من أربع طائرات عسكرية ينفذ طلعة تدريبية فوق محافظة درعا السورية، وأن قائد الطائرة انفصل عن السرب وهبط بطائرته العسكرية في قاعدة الحسين الجوية بمدينة المفرق في الساعة 10.45 بالتوقيت المحلي ونزل منها مع مساعد له وطلبا اللجوء السياسي إلى الأردن.

وكان أستاذ القانون الدولي في الجامعة الأردنية أنيس القاسم قد قال إن الأردن ملزم بتوفير الحماية للطيارين وبأن لا يعيدهما إلى سوريا بأي حال من الأحوال. وأضاف للجزيرة نت أن قواعد القانون الدولي تلزم الأردن بالحفاظ على سلامة الطيار وأن يقبل لجوءه السياسي أو السماح له بالمغادرة إلى دولة ثالثة في حال رغبته في ذلك.

يشار إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها عن انشقاق قائد طائرة عسكرية سورية منذ اندلاع الثورة على نظام الرئيس بشار الأسد في مارس/آذار عام 2011، حيث أعلن عن انشقاق آلاف العسكريين السوريين من مختلف الوحدات وانضمامهم إلى الجيش الحر الذي يقاتل قوات الجيش الموالية للأسد.

المصدر:وكالات,الصحافة البريطانية

دبلوماسي سوري حالي ينقل معلومات “خطيرة” لإسرائيل

العربية.نت

كشفت القناة العاشرة الإسرائيلية أن “دبلوماسيا سوريا رفيع المستوى” ما زال جزءا من النظام ويعمل في إحدى العواصم الأوروبية نقل مؤخراً معلومات استخباراتية خطيرة لإسرائيل، تتعلق بخطوط تهريب أسلحة إيرانية لحزب الله براً عبر سوريا وبحرا، وذلك عن طريق شخصية يهودية أوصلت الرسالة الى أحد الوزراء الإسرائيليين وإلى نائب في الكنيست.

كما ذكرت أنه من بين المعلومات أن إيران قامت بتزويد النظام السوري أسلحة متطورة ومتقدمة إلى حد كبير، وذلك من خلال الممرات البحرية والبرية بين البلدين، ووفقاً للقناة فإن المسؤول السوري ينتظر أن تقوم إسرائيل بفتح قناة تواصل معه مباشرة من أجل تزويدها بمعلومات أمنية إضافية أخرى.

واشنطن تنفي منح الأسد حصانة

من جهة أخرى نفت الولايات المتحدة أن تكون مستعدة هي أو بريطانيا لمنح الرئيس السوري بشار الأسد ملجأ آمنا أو حصانة من الملاحقة القضائية إذا ما تنحى في إطار اتفاق انتقال سياسي في سوريا.

وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند أن الحديث عن إمكانية منح الأسد ممرا آمنا إلى جنيف للاجتماع مع المعارضة ليس صحيحا، مضيفة أن المحاسبة عند حدوث انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان هي من اختصاص الشعب ولا ندعي أننا نتكلم باسمه.

وكانت صحف أجنبية نقلت معلومات عن عرض ناقشته كل من واشنطن ولندن لمنح الحصانة للرئيس السوري بشار الأسد إذا ما تنحى، إلا أن روسيا وعلى لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف رفضت أي فكرة تتضمن رحيل الأسد معتبراً أنها غير قابلة للتطبيق.

الصليب الأحمر يفشل في الدخول إلى حمص

أما على الصعيد الميداني، فقد أعلن الصليب الأحمر الدولي أن فريقه عاد إلى دمشق بعد أن فشل في الدخول إلى حمص القديمة من أجل إجلاء المدنيين، في حين ارتفع عدد القتلى أمس إلى أكثر من 130 قتيلاً.

وقال هشام حسن المتحدث باسم اللجنة الدولية من جنيف، إن الفريق لم يتمكن من تنفيذ مهمته.

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أبدت استعدادها لدخول مدينة حمص لإجلاء مدنيين بعدما تلقت موافقة السلطات والمعارضين، من ناحيتها حملت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الجماعات الإرهابية مسؤولية عدم تمكن أعضاء المنظمة من دخول حمص.

العربي: معالجة الوضع السوري تحتاج إجماعاً دولياً

أكد أن اجتماع مجموعة الاتصال يقرر مستقبل خطة عنان

العربية.نت

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في مؤتمر صحافي أنه تم الاتفاق على تأليف مجموعة اتصال بهدف التوصل إلى حل في سوريا.

وأضاف أن المجموعة ستضم الدول الكبرى الخمس والجامعة العربية، في حين وصف ما يجري في سوريا بالمأساة، مشدداً على أن المعالجة تتطلب إجماعاً دولياً.

ولفت إلى أن مجموعة الاتصال هذه تختلف عن مجموعة أصدقاء سوريا والمؤتمر الذي عقدته مؤخراً في إسطنبول، لأن ما تصدره من ترتيبات سينتج عنها آليات عملية وليس مجرد بيانات.

كما أعلن أن المجموعة ستلتقي في نهاية الشهر الجاري في جنيف، لافتاً إلى أنه حصل اتفاق بين أمريكا وروسيا على مشاركة الأخيرة، ولكنه أكد أنه لم يتم الاتفاق بعد ما إذا كانت إيران ستحضر مجموعة الاتصال. وقال إن اجتماع مجموعة الاتصال هذا سيقرر مستقبل خطة عنان.

وفي إجابة عن سؤال حول إمكانية فرض الحل العسكري أو دعم الجيش الحر، لفت إلى أن الجامعة العربية لا تتضمن قوانينها أو نظامها ما يتيح فرض التدخل العسكري.

كما أعلن أن الأعمال التحضيرية للاجتماع التي تتم بين الجامعة والمعارضة ما هي إلا لتوحيد الرؤيا بين أطيافها ولرسم صورة موحدة للمستقبل.

أما عن الوضع المصري، فقال إنه لن يعلق على نتائج الانتخابات الرئاسية، مضيفاً أن وفد الجامعة في مصر كان هدفه مراقبة حسن سير العملية الانتخابية ونزاهتها، وليس النتائج وما سيسفر عنها.

الأردن يمنح الطيار السوري المنشق حق اللجوء السياسي

عبدالباسط سيدا يخطط لزيارة الأردن بعد انشقاق أول طائرة حربية سورية

الأردن – غسان أبو لوز، العربية.نت

منحت الحكومة الأردنية الطيار السوري المنشق حق اللجوء السياسي، وكان مصدر في المجلس الوطني السوري المعارض أكد انشقاق أول طائرة حربية سورية من طراز “ميغ 21″، وهبوطها في مطار المفرق الأردني اليوم الخميس.

وذكر مراسل “العربية” في الأردن أنه بحسب أحد أعضاء المجلس الوطني السوري، قال أن رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا بصدد زيارة الأردن، و بأنه يرتب لهذه الزيارة.

واضاف “أبلغني أحد أعضاء المجلس الوطني السوري أن عائلة الطيار السوري منشق حسن مرعي موجودة حاليا في إحدى الدول المجاورة لسوريا”.

و أكد المصدر الذي فضل عدم الإفصاح عن اسمه أن زوجة العقيد الطيار المنشق و أولاده الـ 5 خرجوا من سوريا تهريبا بمساعدة الجيش الحر، و بأنهم بأمان حاليا.

والعقيد الطيار حسن مرعي حمادة هو من الفرقة 20 اللواء 73 مطار خلخلة العسكري في السويداء ، وهو قائد سرب البحوث العلمية في مطار خلخلة ، وكان من الطيارين أصحاب الخبرة والمهارة وهو من أبناء محافظة إدلب، و هو من قرية ملس في ريف ادلب..

وكان الطيار السوري قد طلب اللجوء السياسي للأردن وتخلّص من شارته العسكرية قبل الخروج من الطائرة.

قضية عسكرية لها خصوصية

ومن جانبه كان وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية قد قال إن الحكومة لم تتلق أي اتصالات من السلطات السورية فيما يتعلق بانشقاق العقيد حسن مرعي الحمادة قائد الطائرة العسكرية السورية.

وقال المعايطة إن الحكومة الأردنية ستدرس طلب اللجوء الذي تقدم به العقيد حسن مرعي وتتخذ القرار المناسب، وأضاف أن الحكومة تتعامل مع هذه القضية ضمن السياسة الأردنية العامة تجاه الأزمة السورية ووفق المعايير والقوانين الدولية.

وأوضح المعايطة أن طلب الحمادة باللجوء السياسي له خصوصية كونها قضية عسكرية لضابط عسكري دخل البلاد بطائرته، مؤكداً أنهم يحتاجون إلى مزيد من التعامل الهادئ والحكمة في هذا الملف.

وجدد في ذات الوقت التزام الأردن بالقوانين الدولية والأبعاد الإنسانية بالإضافة إلى السياسية الأردنية تجاه الأزمة السورية.

وحول مصير الطائرة العسكرية وهي من طراز ميغ 21 روسية الصنع قال المعايطة إنه سيتم الإعلان عنه في حينه، موضحاً أن تفاصيل هذه القضية مربوطة بتشريعات وقوانين دولية.

هبوط إضطراري

إلى ذلك، أفاد مصدر حكومي أردني بأن طائرة حربية سورية هبطت اضطرارياً في قاعدة عسكرية جوية شمال المملكة الأردنية.

وقال المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إن “طائرة حربية سورية من طراز “ميغ 21″، روسية الصنع، هبطت اضطرارياً في قاعدة الملك حسين العسكرية الجوية في منطقة المفرق (شمال المملكة) قرب الحدود الأردنية السورية”، بحسب وكالة فرانس برس.

وفي دمشق، أعلن التلفزيون السوري الرسمي، نقلاً عن مصدر رسمي لم يكشف عنه في شريط إخباري عاجل، أن السلطات فقدت الاتصال مع طائرة حربية كانت في طلعة تدريبية.

وأضاف المصدر أن “الطائرة التي كان يقودها العقيد الطيار حسن مرعي الحمادة، كانت بالقرب من الحدود الجنوبية لسوريا، قبل فقدان الاتصال بها في تمام الساعة العاشرة و34 دقيقة” صباحاً بالتوقيت المحلي.

رصاص وقذائف الأسد تودي بحياة 120 شخصاً

المرصد السوري يقول إن عدد القتلى وصل منذ بدء الثورة إلى 15 ألف قتيل

العربية.نت

أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حصيلة أعمال العنف والمواجهات ارتفعت إلى نحو 120 قتيلاً، معظمهم من المدنيين في سوريا الخميس، ويعد هذا اليوم من الأيام الأكثر دموية منذ التوصل في 12 أبريل/نيسان نظريا إلى وقف إطلاق النار.

وقال المرصد إن بين القتلى 66 مدنياً على الأقل و43 جندياً و5 من المقاتلين والعسكريين المنشقين و5 أشخاص لم تعرف هوياتهم بعد، استنادا إلى شهادات ناشطين في مناطق المواجهات.

ومن جانبها أفادت الهيئة العامة للثورة السورية، بتعرض كل من دوما وحمص وحماة إلى قصف بالآليات العسكرية.

كما طال القصف الوحشي منطقة إنخل درعا، التي شهدت عملية إعدام طالت أربعة من عائلة واحدة أعدموا بالقرب من المسجد العمري داخل المدينة.

ومن جانبها قالت لجان التنسيق إن المجازر التي وقعت اليوم، لاسيما في مدينة دوما يصعب بث صورها، لأنها تعد واحدة من أقسى المجازر.

وفي حمص أفادت لجان التنسيق بأن جيش النظام واصل قصفه على العديد من الأحياء، خاصة الرستن الذي بث منه ناشطون شريطاً وجه فيه الأهالي نداءات استغاثة بعد القصف العنيف، الذي طال بيوتهم، كما تعاني حماة من تواصل القبضة العسكرية على المدينة جراء تعرضها للقصف بالآليات الثقيلة.

وفي السياق ذاته قتل أكثر من 15 ألف شخص، غالبيتهم من المدنيين، في أعمال العنف التي تشهدها سوريا منذ بدء الانتفاضة ضد نظام الرئيس بشار الأسد قبل 15 شهراً حتى اليوم، وفقاً لما أعلن اليوم الخميس المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لـ”فرانس برس” إن “15026 شخصاً قتلوا في سوريا، وهم: 10480 مدنياً، و3716 من القوات النظامية و830 من المنشقين”. يأتي ذلك غداة يوم دامٍ سقط فيه 88 قتيلاً في أعمال عنف في البلاد.

إلى ذلك، دعت جامعة الدول العربية الخميس إلى تعزيز مهمة كوفي عنان، مبعوثها المشترك مع الأمم المتحدة إلى سوريا، بشكل يتيح للأسرة الدولية “التأكد” من أن أطراف النزاع في هذا البلد تطبق خطة السلام.

وبحسب حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس الماضي، فإن أعمال القمع والمعارك بين الجيش والمعارضة أوقعت 3353 قتيلا منذ 12 أبريل/نيسان تاريخ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، والذي كان من المفترض أن يشرف المراقبون عليه.

المرصد: 6 قتلى في أنحاء سوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 6 أشخاص قتلوا على الأقل الجمعة في أنحاء متفرقة من سوريا، فيما واصلت القوات السورية قصف مدينة الكرك التي شهدت نزوحا باتجاه البلدات الأخرى.

وقال ناشطون إن القوات السورية قصفت بلدة الكرك الشرقي بعد منتصف ليل الخميس وصباح الجمعة، ما أسفر عن مقتل سيدة وإصابة عدد من المواطنين بجروح. وتسبب القصف أيضا بنزوح عدد من السكان باتجاه البلدات المجاورة.

وفي بلدة جاسم، هاجم مسلحون من مقاتلي المعارضة فجر الجمعة حواجز ومقار القوات النظامية في البلدة واشتبكوا مع عناصرها.

وأشار المرصد إلى وقوع قتلى وجرحى بصفوف القوات النظامية، دون تفاصيل.

وكانت مدينة إنخل في المنطقة نفسها شهدت الخميس قصفا عنيفا أسفر عن مقتل 17 شخصا.

وخرجت تظاهرات ليلية في بلدات وقرى عدة بريف درعا.

وفي حلب، قتل عنصرا أمن على الأقل وأصيب 4 آخرون بجروح في هجوم شنته مجموعات مقاتلة على حاجز للقوات النظامية في المدينة.

ولفت المرصد إلى مقتل مواطن من بلدة عندان في ريف حلب، بكمين نصبته له قوات نظامية سورية في وقت متأخر من ليل الخميس.

كما أشار إلى مقتل مواطن في مدينة دوما التي تقع في ريف العاصمة، وتشهد منذ أيام قصفا عنيفا أسفر الخميس عن مقتل 30 شخصا فيها.

يأتي ذلك غداة مقتل نحو 170 قتيلا معظمهم من المدنيين، فيما وصف بأنه “أكثر الأيام دموية” منذ التوصل في 12 أبريل نظريا إلى وقف لإطلاق النار.

ولا يزال المجتمع الدولي عاجزا عن وقف دوامة العنف بسبب انقسامه، إذ أعلنت موسكو أنها لا تؤيد رحيل الرئيس بشار الأسد، ودافعت عن حقها في إرسال أسلحة إلى دمشق.

ويأمل المبعوث المشترك لحل الأزمة في سوريا كوفي أنان في إقناع واشنطن وموسكو وقوى أخرى بالتفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد على مستقبل البلاد، وعرض خارطة طريق لعملية الانتقال السياسي خلال اجتماع جنيف في 30 يونيو، كما قال دبلوماسيون في الأمم المتحدة.

وقتل منذ بداية حركة الاحتجاج في منتصف مارس 2011 على نظام الأسد في أعمال القمع والمواجهات بين الجيش والمنشقين والمسلحين أكثر من 15 ألف شخص في سوريا، معظمهم من المدنيين، وفق آخر حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

تقرير: 1.5 مليون سوري بحاجة لمساعدات

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أعلنت الأمم المتحدة الجمعة أن عدد من يحتاج إلى مساعدات إنسانية فورية في سوريا ارتفع إلى 1.5 مليون شخص، مشيرة إلى أن تصاعد أعمال العنف يعرقل جهود المنظمات الدولية لتوسيع نطاق عمليات الإغاثة.

فقد قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الجمعة إن عدد المحتاجين للمساعدات في الاحتجاجات المستمرة في سوريا منذ 15 شهراً، وأسفرت عن مقتل أكثر من 10 آلاف شخص ونزوح نصف مليون على الأقل، يصل إلى 1.5 مليون شخص، بعدما كان مليونا في التقديرات السابقة.

وقال مسؤولون إن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة وزع غذاء على 461 ألف سوري بحلول منتصف يونيو، ويسعى إلى زيادة العدد إلى 850 ألفا في يوليو.

وفي وقت سابق، قال مسؤول بالأمم المتحدة إن تصاعد أعمال العنف في سوريا يعرقل جهود المنظمة الدولية لتوسيع نطاق عمليات الإغاثة ومساعدة المنكوبين والمحاصرين في مناطق مختلفة من البلاد.

وقال ممثل برنامج الامم المتحدة الإنمائي في لبنان روبرت واتكنز إن المنظمة الدولية مازالت توصل المساعدات، لكن خطط إنشاء مكاتب ميدانية في 4 من أكثر المناطق تضرراً في سوريا تواجه عقبات، مضيفاً أن تزايد أعمال العنف “جعل من الصعب للغاية تحقيق حضور ميداني، وهو مهم جدا لضمان توصيل المساعدات الإنسانية” وفقاً لرويترز.

ومنعت أغلب منظمات الأمم المتحدة من العمل في سوريا خلال الانتفاضة على حكم الرئيس بشار الأسد، التي بدأت باحتجاجات شعبية في مارس من العام الماضي.

وقبل أسبوعين وافقت سوريا على السماح للأمم المتحدة والمنظمات الدولية بتوسيع نطاق عملياتها الإنسانية في البلاد، لمواجهة الاحتياجات المتزايدة.

وبموجب الاتفاق تعتزم المنظمة الدولية فتح مكاتب ميدانية في المحافظات الأربع الاكثر تضرراً من أعمال العنف، وهي درعا ودير الزور وحمص وإدلب.

واشتد القتال في المناطق الأربع، رغم التوصل إلى اتفاق هش لوقف إطلاق النار، أبرم في ابريل بوساطة المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا كوفي أنان.

المراقبون الدوليون مع ضباط من الجيش السوري الحر

واضطر مراقبو الامم المتحدة الذين أرسلوا الى سوريا لمراقبة وقف إطلاق النار لتعليق عملهم يوم السبت، بسبب أعمال العنف والهجمات على قوافلهم.

ولم يستطع عمال الإغاثة الذين يأملون في إجلاء المدنيين والمصابين المحاصرين من مدينة حمص دخولها الخميس، نتيجة استمرار القصف وإطلاق النيران، رغم اتفاق الحكومة وقوات المعارضة على هدنة أخرى.

وعاد الفريق المكون من اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري إلى دمشق في نهاية المطاف، بعد أن فشل في دخول أحياء المدينة القديمة في حمص.

جندي أمريكي سابق يداوي جراح السوريين في لبنان

طرابلس، لبنان (CNN) —  وسط إحدى الغرف بمستشفى في طرابلس بلبنان، يقف بيتر كاسيغ، الجندي السابق في الجيش الأمريكي والبالغ من العمر 24 عاما، للمساعدة في مداواة جراح لاجئين سوريين هاربين من جحيم العنف في بلادهم.

فهذا الشاب يقول إن هناك قناعة بعدم وجود أي أمل، ولهذا دوره هو وغيره من الشباب هو محاولة تغيير ذلك وإحداث الفرق.

رحلة البحث عن الذات أوصلت كاسيغ إلى هنا، فهذا الشاب التحق بالجيش الأمريكي في 2006، وأرسل إلى العراق لفترة قصيرة، وأعيد إلى موطنه لاحقا لأسباب طبية، ومن ثم التحق بالجامعة ليدرس العلوم السياسية.

يقول كاسيغ: “جميعنا نحظى بالحياة مرة واحدة، ولا نحصل على فرص لإصلاح أخطائنا، وبالنسبة لي لم يكن لدي أي خيار آخر، فأنا أرى في نفسي شخصية رومانسية حالمة تبحث عن الكمال وتؤمن بالحالات الميؤوس منها.”

من أجل ذلك، قرر كاسيغ حزم أمتعته والقدوم إلى لبنان، إذ يقول: “أنا لست طبيبا أو ممرضا، ولكنني أستطيع المساعدة في تغيير الضمادات، وتقديم الدواء للمرضى، وتحسين حياتهم حتى لو كان ذلك بصورة بسيطة.”

ورغم الاختلاف الثقافي وصعوبة التواصل اللغوي، تربط كاسيغ علاقة قوية بجميع من يعمل معهم، ومعظمهم من اللاجئين السوريين الأطباء والممرضين الذين فروا من بلادهم للمساعدة في علاج مواطنيهم في لبنان.

ويقول بيتر إن المآسي التي شاهدها في العراق أثناء الحرب، تعود لتتكرر هنا. فبعض المصابين هم من المقاتلين، والبعض الآخر ضحايا أبرياء لأزمة تتعقد يوما بعد يوم، فلوليا تقول إن سيارة عسكرية دهستها وأولادها الثلاثة أثناء فرارهم من قريتهم، لتصاب بكسر في عمودها الفقري.

ويبدو أنه من الصعب على لوليا الحديث لسوء وضعها الصحي، فهي تبكي طوال الوقت وتقول إنها تتمنى لو تحمل أطفالها بين ذراعيها وتسير معهم عائدة إلى الوطن.

وفي الغرفة المجاورة، تضحك الطفلة ياسمين وهي تخبرنا أن عمرها سبع سنوات، بينما عمرها الحقيقي هو خمس، فياسمين وعائلتها كانوا يحاولون الهرب من قريتهم عندما استُهدفت السيارة التي كانت تقلهم، ما أدى إلى إصابة ياسمين بجروح في رجليها.

وبعد قضائه بعض الوقت هنا في لبنان، بدأ كاسيغ يفهم طبيعة الصراع الذي كان في الماضي غريبا عليه، ويقول: “علينا التفكير في الأسباب التي تدفعنا كدولة إلى مساعدة شعوب دون الأخرى، كما أن علينا ألا نرسخ فكرة جهلنا بمنطقة الشرق الأوسط كون الناس هنا مختلفون عنا، ففي النهاية هم بشر مثلنا.”

من جهته يقول مروان، وهو ممرض من حمص، إن على الأمريكيين في النهاية أن يفهموا ذلك، ويضيف بالقول: “نحن لسنا كما يصفنا النظام، إرهابيون ننتمي للقاعدة، فبيتر يعلم أننا أشخاص عاديون نمزح ونضحك ونسعى من أجل أن نعيش.”

وفي غرفة مجاورة، يجلس العاملون للحصول على قسط من الراحة، ويؤكد بيتر أن على بلاده إعادة اكتشاف الجانب الإنساني لديهم، فيقول: “عليهم الاختيار، فكل ما حولنا واقع تحصل فيه أمور محزنة ومخيفة، ولكن في بعض الأحيان علينا اتخاذ موقف محدد.”

مصدر بالجامعة العربية: ترجيح انعقاد مؤتمر المعارضة السورية بداية الشهر المقبل ونحرص على إنجاحه

روما (21 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

رجّح مصدر دبلوماسي في الجامعة العربية أن يُعقد مؤتمر توحيد قوى المعارضة السورية في القاهرة في الأسبوع الأول من تموز/يوليو المقبل، وأكّد على أن الجامعة العربية ستبذل ما بوسعها لإنجاح المؤتمر والوصول إلى نتائج عملية وملموسة لتوحيد رؤى المعارضة وفق وثيقة سياسية أساسية يُعتمد عليها في أي حل سياسي للأزمة السورية

ويعتبر المؤتمر تتويجاً لجهود عربية ودولية استمرت أشهراً بناء على توصيات مجلس الجامعة العربية ومباركة من الأمم المتحدة، ومن المفترض أن تشارك به كافة قوى وتيارات المعارضة السورية التي تطالب بإسقاط النظام السوري

وقال المصدر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لم يتم تحديد موعد نهائي للمؤتمر ولكن على الأرجح أن يُعقد في الأسبوع الأول من الشهر المقبل وليس قبل ذلك”. وحول حيثيات التحضير للمؤتمر أضاف المصدر “الأمر المؤكد الوحيد هو أن الأمين العام للجامعة العربية سيبذل ما بوسعه لإنجاح مؤتمر القاهرة، وللخروج بوثيقة توافق عليها قوى المعارضة الرئيسية في سورية، وعلى رأسها المجلس الوطني وهيئة التنسيق بالإضافة إلى قوى ميدانية وتيارات سياسية أصغر، تحدد من خلالها رؤيتها الموحدة للمستقبل، وستكون وثيقة أساسية يُعتمد عليها في أي حل سياسي يظهر في الأفق للأزمة” السورية

وبالنسبة للأطراف المشاركة في المؤتمر واختيارهم ونسبة تمثيلهم قال المصدر “ستكون الدعوات هذه المرة مرضية في الغالب لمختلف تيارات المعارضة السورية وقواها” وفق تأكيده

وكانت الجامعة العربية قد دعت لعقد مؤتمر منتصف أيار/مايو الماضي في العاصمة المصرية، إلا أن قوى بالمعارضة السورية اعتذرت عن حضور هذا المؤتمر بسبب عدم وجود برنامج وعدم التحضير الكامل والمناسب له.

وتؤكد الجامعة العربية والمجتمع الدولي بما فيها روسيا على ضرورة تكوين جبهة موحدة للمعارضة السورية لتشكيل فريق للمفاوضات يكون مقنعاً ومؤثراً ويتمتع بالصدقية، وأن تتحدث المعارضة السورية بلغة واحدة بشأن موقف موحد من الحوار مع الحكومة فيما لو أُطلقت العملية السياسية

ومن المعروف أن المعارضة السورية تعاني من انقسامات، وهو الأمر الذي يخشى المجتمع الدولي أن يؤدي إلى فشل توحيد رؤى هذه المعارضات تجاه الأوضاع في سورية، وأن ينعكس سلباً على الثورة السورية عموماً

ويرى بعض المراقبين أن توحيد المعارضة السورية وفق هيكل تنظيمي هو أمر غير منطقي بسبب اختلاف منطلقاتها، ففيها قوى يسارية واشتراكية وإسلامية وقومية وغيرها، ويؤكدون على ضرورة أن ينصبّ الاهتمام الدولي على توحيد رؤى هذه القوى وأن يكون لها برنامج عمل موحّد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى