أحداث الثلاثاء 21 أذار 2017
قوة روسية قرب الحدود التركية
الرياض – «الحياة» لندن، موسكو، بيروت – «الحياة»، رويترز
برزت ملامح توتر جديد بين موسكو وأنقرة لدى إعلان قيادي كردي سوري نية الجيش الروسي إقامة قاعدة عسكرية في عفرين، الأمر الذي نفته موسكو في محاولة لطمأنة أنقرة، لكنها أكدت انتشار عناصر ومدرعات روسية وفتح «مركز مصالحة» في مناطق «وحدات حماية الشعب» الكردية، التي تعتبرها تركيا تنظيماً إرهابياً. وتواصلت المعارك بين القوات النظامية وفصائل إسلامية بينها «النصرة» في حي جوبر شرق دمشق، وشن الطيران السوري غارات عدة على أطراف العاصمة.
وجدد مجلس الوزراء السعودي إدانة استهداف القوات الجوية السورية القوافل الإنسانية التابعة للأمم المتحدة ما أدى إلى تعليق المساعدات، معرباً خلال جلسته أمس، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عن القلق إزاء النتائج التي توصل إليها تقرير اللجنة الدولية الخاصة بسورية الذي عرضته أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وما تضمنه من جرائم حرب ترتكبها دمشق وحلفاؤها بحق الشعب السوري، خصوصاً في حلب، «ما تسبب في تدمير المدارس والمستشفيات ومصادر المياه والطعام، وراح ضحيتها الأبرياء».
وقال الناطق باسم «وحدات حماية الشعب» الكردية ريدون خليل، إنه تم الاتفاق مع روسيا على إقامة قاعدة عسكرية في عفرين شمال سورية، وإن قوات روسية وصلت مع ناقلات جند وعربات مدرعة بالفعل إلى عفرين. وأضاف: «الوجود الروسي في منطقة جنديرس في عفرين جاء بعد اتفاق مع القوات الروسية العاملة في سورية في إطار التعاون ضد الإرهاب وتقديم القوات الروسية المساعدة لتدريب قواتنا على أساليب الحرب الحديثة وبناء نقطة اتصال مباشرة مع القوات الروسية». وأضاف: «هذا (الاتفاق) هو الأول من نوعه».
وأوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «حوالى 100 عنصر من القوات الخاصة الروسية دخلت رفقة عربات ومدرعات إلى مقاطعة عفرين، باتفاق بين القوات الروسية والقوات الكردية، وهذه القوات ستتمركز في معسكر في كفر جنة في ريف عفرين، على أن تحضّر لإنشاء قاعدة عسكرية روسية ستقوم بدورها في مهمتين رئيسيتين: منع الاحتكاك بين القوات الكردية والقوات التركية في حدود مقاطعة عفرين ومناطق سيطرة القوات الكردية، وتدريب القوات الكردية».
ومن المرجح أن تثير هذه الخطوة غضب تركيا المجاورة، إذ تعتبر أنقرة «وحدات حماية الشعب» الكردية امتداداً لـ «حزب العمال الكردستاني»، الذي يشن تمرداً داخل تركيا، وتعتبره تنظيماً إرهابياً.
وقال نعمان قورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي، إن أنقرة لن تقبل بوجود «منطقة إرهاب» شمال سورية، وإن التركيبة العرقية في المنطقة ينبغي أن تبقى من دون تغيير، وذلك رداً على تصريحات خليل.
ونفت وزارة الدفاع الروسية وجود أي خطط لإنشاء قاعدة عسكرية جديدة في الأراضي السورية، مشيرة إلى أنها ستنقل جزءاً من «مركز المصالحة» التابع لها في قاعدة حميميم إلى منطقة قرب عفرين.
وهذا أول انتشار عسكري روسي في إقليم عفرين غرب نهر الفرات، علماً أن الجيش الأميركي نشر ألف عنصر في إقليمي الجزيرة وعين العرب (كوباني) شرق نهر الفرات. وأعلنت أنقرة أكثر من مرة رفض الأقاليم الكردية الثلاثة وقيام «كردستان سورية».
إلى ذلك، شهدت الأطراف الشمالية الشرقية لدمشق معارك ضارية أمس بين القوات النظامية وحلفائها من جهة، وفصائل معارضة وإسلامية بينها «هيئة تحرير الشام» التي تضم فصائل بينها «فتح الشام» (النصرة سابقاً) من جهة ثانية. وبعدما أعلنت الحكومة السورية أن قواتها استعادت كل المواقع التي سيطر عليها المعارضون في هجومهم المفاجئ الأحد، أفاد «المرصد» بأن الفصائل شنت هجوماً جديداً أمس بعد الهجوم المضاد الذي بدأته القوات النظامية. وأشار شاهد من «رويترز» إلى أن طائرات حربية حلّقت في سماء دمشق في الصباح الباكر، وأُغلقت شوارع في مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة قرب الاشتباكات. وقال «المرصد» إن الطائرات الحربية شنت أكثر من 100 غارة منذ الأحد على حي جوبر ومحيطه وأماكن في منطقة القابون القريبة منه.
روسيا تنفي خططاً لإقامة قواعد عسكرية جديدة في سورية
موسكو، اسطنبول، دبي، بيروت، بروكسيل ـ رويترز، «الحياة»
نفت وزارة الدفاع الروسية اليوم (الإثنين) نية روسيا إقامة قواعد عسكرية جديدة في سورية وذلك بعدما ذكرت «وحدات حماية الشعب الكردية» أنها أبرمت اتفاقاً مع موسكو لإقامة قاعدة عسكرية جديدة شمال غربي سورية. يأتي ذلك فيما فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على أربعة مسؤولين عسكريين سوريين متهمين باستخدام أسلحة كيماوية ضد مدنيين.
وقال بيان لوزارة الدفاع «لا توجد خطط لنشر قواعد عسكرية روسية جديدة على الأراضي السورية»، وأضافت «جزء من مركز المصالحة سينقل إلى محافظة حلب قرب عفرين لمنع انتهاكات وقف إطلاق النار».
وكان الناطق باسم «وحدات حماية الشعب الكردية» ريدور خليل أعلن عزم روسيا إقامة قاعدة عسكرية شمال غربي سورية بالاتفاق مع الوحدات التي تسيطر على المنطقة، موضحاً أن موسكو ستدرب مقاتلي الوحدات في إطار مكافحة الإرهاب. وتابع أن القوات الروسية وصلت بالفعل إلى الموقع في عفرين مع ناقلات جند وعربات مدرعة.
من جهته، قال نائب رئيس الوزراء التركي في مؤتمر صحافي إن تركيا لن تقبل بوجود «منطقة إرهاب» في شمال سورية وإن التركيبة العرقية في المنطقة ينبغي أن تبقى من دون تغيير. وتعتبر تركيا «وحدات حماية الشعب» منظمة إرهابية وامتداداً لحزب «العمال الكردستاني» المحظور في تركيا.
وفي وقت سابق، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف أن المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، سيزور موسكو خلال اليومين المقبلين، وأن الزيارة ستكون قبل جولة محادثات جنيف المقررة 23 آذار (مارس) الجاري، تزامناً مع رفض دمشق استقبال دي مستورا، الذي كان يخطط لزيارة سورية قبيل انعقاد الجولة الخامسة من محادثات جنيف من دون ذكر الأسباب، وفق ما أفادت وكالة «سبوتنيك» نقلاً عن مصدر مطلع.
والتقى المبعوث الأممي أول من أمس مع ممثلي «الهيئة العليا للمفاوضات» السورية، في العاصمة السعودية الرياض، حيث جرى نقاش التحديات المطروحة أمام الجولة الخامسة من المفاوضات السورية -السورية، وتمثيل المعارضة، وسبل التعاطي مع العملية السياسية.
يذكر أن الجولة الرابعة من المفاوضات حول تسوية الأزمة السورية بين الحكومة السورية وقوى المعارضة، برعاية الأمم المتحدة، اختتمت في جنيف، في الرابع من آذار (مارس) الجاري.
من جهة ثانية، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات اليوم على أربعة مسؤولين عسكريين سوريين كباراً اتهموا باستخدام أسلحة كيماوية ضد مدنيين بعد أن عطلت روسيا والصين إجراء مماثلاً في الأمم المتحدة.
والخطوة هي الأولى التي يضع فيها الاتحاد الأوروبي مسؤولين سوريين في قائمة سوداء بسبب مزاعم عن استخدام قوات الحكومة لغاز الكلور أثناء الحرب الدائرة منذ ستة أعوماً على رغم أنه اتهم من قبل اللواء طاهر حامد خليل أحد قادة الجيش بنشر أسلحة كيماوية في إطار إجراءات قمعية في 2013.
واستهدف الاتحاد أيضاً شركات سورية لتصنيعها أسلحة كيماوية.
وأفاد بيان للاتحاد الأوروبي بأن المسؤولين العسكريين الأربعة الذين لم يورد الاتحاد أسماءهم سيمنعون من السفر إلى دول الاتحاد ولن يكون بمقدورهم الوصول إلى أي أصول لهم داخل دول أو بنوك الاتحاد.
وبهذا الإجراء يصل عدد الأشخاص السوريين الخاضعين إلى عقوبات الاتحاد الأوروبي إلى 239 شخصاً إلى جانب 67 شركة.
وأظهر تحقيق أعدته الأمم المتحدة ومنظمة حظر انتشار الأسلحة الكيماوية أن الحكومة السورية كانت مسؤولة عن هجمات بغاز الكلور وأن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) استخدم غاز الخردل، لكن الروس قالوا إن النتائج لم تكن حاسمة.
وفي شباط (فبراير) عطلت روسيا والصين مسعى للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا داخل الأمم المتحدة لفرض عقوبات على استخدام أسلحة كيماوية في الحرب السورية وقالتا إن ذلك يضر بفرص محادثات السلام.
وأدرجت الولايات المتحدة بالفعل 18 مسؤولاً في قائمة سوداء في كانون الثاني (يناير) الماضي بسبب اتهامات مرتبطة بالأسلحة الكيماوية.
ميدانياً، شن الجيش السوري هجوماً مضاداً شمال شرقي دمشق، لكن تضاربت الروايات على صلة بحجم الأراضي التي استعادها بعد هجوم نفذه مقاتلو المعارضة أمس. وقال مصدر في الجيش السوري و«المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن الجيش استعاد كل المواقع التي خسرها لكن مقاتلي المعارضة قالوا إنهم ما زالوا يحتفظون ببعض مكاسبهم على رغم القصف الجوي العنيف الذي أجبرهم على التراجع.
وأشار المرصد إلى أن الاشتباكات العنيفة مستمرة وأن الجيش نفذ أكثر من 500 ضربة جوية ومدفعية. ولا يزال مقاتلو المعارضة يسيطرون على جيب كبير مكتظ بالسكان في منطقة الغوطة الشرقية شرقي دمشق بالإضافة إلى بعض المناطق في جنوب وشرق وشمال شرق المدينة.
وتركزت الاشتباكات الأخيرة على المناطق المحيطة بالقابون وبرزة اللتين عزلهما الجيش عن باقي الغوطة الشرقية والمناطق الشرقية من دمشق.
المعارضة السورية تشن هجوماً جديداً في دمشق
عمّان – رويترز
قال ناطق باسم المعارضة السورية المسلحة أن مقاتلي المعارضة شنوا هجوماً جديداً على المشارف الشمالية الشرقية لدمشق اليوم (الثلثاء) واستعادوا مواقع كانوا فقدوها أمام الجيش في مطلع الأسبوع.
وأضاف الناطق أن المقاتلين يجتازون الآن تقاطعاً برياً رئيسياً يؤدي إلى قلب المدينة.
وقال وائل علوان الناطق باسم جماعة «فيلق الرحمن»، وهي الجماعة الرئيسية التي شنت الهجوم في تصريحات: «الساعة الخامسة صباحاً بدأنا المرحلة الثانية واستعدنا كل النقاط التي انسحبنا أمس منها».
وقالت وسائل إعلام رسمية سورية أن الجيش اشتبك مع مقاتلي المعارضة الذين شنوا هجوماً فجر اليوم على مواقع للحكومة على طريق رئيسي يؤدي إلى دمشق.
وقال مراسل على قناة «الإخبارية» التلفزيونية الحكومية أن مقاتلي المعارضة اقتحموا مناطق في حي جوبر الخاضع لسيطرة الحكومة بعد يوم من طردهم من مناطق قريبة من المدينة القديمة في هجوم مضاد.
ولم يرد تعليق من الجيش السوري الذي قال أمس أنه استرد كل المناطق التي خسرها في شمال شرقي دمشق إثر هجوم مباغت للمعارضة عند المدخل الاستراتيجي المؤدي لقلب العاصمة.
سياسياً، قالت ناطقة إن مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا دعا الأطراف السورية المتحاربة إلى الاستعداد لمناقشة قضايا سياسية جوهرية خلال الجولة المقبلة من المحادثات التي ستبدأ الخميس ومن المتوقع أن تستمر حتى الأول من نيسان (أبريل).
وقالت الناطقة أليساندرا فيلوتشي في بيان قرأته في إفادة صحافية بمقر الأمم المتحدة في جنيف إن المحادثات ستركز على أربع قضايا «بالتوازي» هي أسلوب الحكم والتعديلات الدستورية والانتخابات وإجراءات مكافحة الإرهاب.
وأضافت أن دي ميستورا الذي عقد للتو محادثات في الرياض سيجري مشاورات مع مسؤولين في موسكو وأنقرة قبل أن يعود إلى جنيف بعد يوم من بدء المحادثات تحت رعاية نائبه رمزي رمزي.
ميليشيات أفغانية وترسانة إيرانية وشرطة روسية رافقت المهجرين السوريين إلى «الهلال التركي»
لندن – ابراهيم حميدي
«التغريبة» التي عاشها حوالى ألفي شخص خلال 12 ساعة من حي الوعر في حمص مروراً بـ «وادي العذاب» شرق حلب إلى ريف جرابلس، تختصر المأساة السورية في الوقت الراهن: شرطة عسكرية روسية رافقت المهجرين وحرص عناصرها الشيشان على أداء الصلاة لمرات متكررة كلما تعطلت إحدى الحافلات أو لدى التوقف عند أحد حواجز الميليشيات الأفغانية قرب ترسانة عسكرية إيرانية… حتى الوصول مخيمات يدعمها «الهلال التركي» ضمن منطقة «درع الفرات».
والشيء المشترك على جانبي الطرق الترابية والسريعة التي سلكتها 40 حافلة من حمص إلى السلمية ثم إثريا- خناصر وصولاً إلى تادف قرب مدينة الباب أو مخيمات جرابلس، هو الدمار وغياب اثر الحياة والبشر… ومعارك بين القوات النظامية و «داعش»، وضعت فريق الوسطاء وسط تبادل إطلاق النار في طريق عودته إلى حمص لنقل الدفعة الثانية من مهجري الوعر بموجب اتفاق رعته موسكو بين القوات النظامية والمعارضين في الوعر.
ظهر السبت، خرجت 400 عائلة تضم حوالى 2000 شخص معظمهم من النساء والأطفال والجرحى ممن يحتاجون إلى علاجٍ فوريّ، وضمت نحو 300 عنصر من فصائل المعارضة، على أن تخرج دفعات أخرى إلى إدلب وريف حمص بموجب «تسوية» تضمن خروج حوالى 15 ألف شخص من آخر معاقل المعارضة في حمص، التي سميت بـ «عاصمة الثورة».
وبعث أحد مرافقي المهجرين إلى «الحياة» انطباعات فقط لما رأه على الطريق و «ليس ما شعرت به، لان شعور القهر لا يمكن وصفه». وأضاف: «فجر السبت بدأ تجمع الناس في ساحة وسط حي الوعر للتأكد من سجلاتهم أمام ضباط روس ومدرعة عسكرية كتب عليها باللغتين العربية والروسية «شرطة عسكرية»، قرب ضباط من فرعَي الاستخبارات العسكرية والعامة السوريَّين. وكان هناك حرص على التفتيش الدقيق والبطيء للناس لتصويرهم من وسائل الإعلام».
وما أن تحركت الحافلات بعد ظهر السبت، حتى تعطلت إحداها قبل أن يصلحها عناصر «الهلال الأحمر السوري». وأضاف: «توجهنا من تحويلة مصياف إلى طريق حماة ثم إلى خلف السجن المركزي. وفي شارع الستين كانت البيوت مهدمة من الطرفين بسبب اشتباكات حصلت قبل سنتين ونصف السنة لدى محاولة المعارضة فك الحصار على الوعر. المنطقة فارغة تماماً. دخلنا في حي دير بعلبة، حيث الدمار على يسار الطريق ويمينه. حاولنا رؤية السكان، حاولنا تلمس بعض الضوء، كانت الساعة الخامسة لكن لا أضواء في المنازل تدل على الحركة… لكن كل عشرين متراً هناك حاجز للجيش النظامي أو الأمن مع وجود وحدات عسكرية».
تكرر المشهد ذاته لدى التوجه إلى طريق سلمية في ريف حماة، حيث «لا نرى مدنيين، هناك فقط عسكر. ليس هناك شيء يدل على أن القرى مسكونة، حتى قرية الجابرية التي أعرفها جيداً وكانت تعج بالحياة قبل الثورة، لم أر فيها مؤشرات إلى الحياة، بل رأينا أرتالاً عسكرية. لا أعرف أن «داعش» جاء إلى هذه المناطق، لكن شاهدت المزارع مهدمة على طريق المشرفة- السلمية».
وقرب مدينة السلمية، زادت القافلة، التي تضم 40 حافلة تتقدمها سيارة أمنية سورية وتحميها مدرعة روسية في آخر الموكب، سرعة السير إلى 60 كيلومتراً، لكن تعطلت ثلاث حافلات واضطرت الورش إلى إصلاح بعضها أو تبديل الركاب، بل إزالة سواتر ترابية بوسائل بدائية. وقال: «وصلنا إلى السلمية وتعطلت سيارة للأمن السوري، فجاء ضابط استخبارات إلى سيارتنا… وبعد ربع ساعة أوقفنا حاجز قال الضابط إنه لأفغان» تابعين لإيران. وأشار آخر إلى أنهم أوقفوا سيارة سورية، فتدخل الروس، لكن المشكلة كانت عدم وجود لغة للتواصل وضرورة اللجوء إلى ترجمة ركيكة.
خلال التوقف، بحسب شهادة الراوي، اندلعت اشتباكات، فقال ضابط روسي إنها بين «داعش» والقوات النظامية في منطقة تقع بين السلمية وإثريا، حيث وجدت سيارات القافلة نفسها وسط تبادل النار لمسافة حوالى ألفي متر وتم فقدان الاتصال مع إحدى الحافلات التي أصيبت جراء إطلاق النار.
«إثريا يفترض أنها مدينة كان فيها قبل الثورة 20 ألفاً، لكن لم نجد فيها أي إنسان»، بحسب الراوي. ونقل عن الضابط المرافق لدى رؤية ترسانة عسكرية: «إنهم إيرانيون، هم المسؤولون عن المنطقة، فيها نقاط لتجمع الجيش الرديف. وكان أفغان وإيرانيون ومن «حزب الله» والشباب لاحظوا أعلاما صفراء على حاجز قريب».
استطراداً على بعد عشرات الكيلومترات، هناك آلاف العناصر الذين يقاتلون ضمن «الجيش الإسلامي التركستاني» من أويغور الصين، مع فصائل إسلامية معارضة جنوب غربي حلب وفي ريف حماة. وهناك أيضاً شرق هذه الطريق آلاف من العناصر الأجانب الذي يقاتلون مع «داعش» ويتمركزون في الرقة معقل التنظيم في سورية.
وبعد رحلة طويلة من العذاب التي لم تخل من الاستعانة بطلقات ضوئية من الجيش الروسي لإنارة الطريق بين السواتر الترابية مع حلول الظلام، وصل المهجرون إلى المنفى داخل البلاد. بعضهم استقر في تادف قرب مدينة الباب، فيما ذهب آخرون إلى مخيمات جهزت على عجل بدعم من «الهلال الأحمر» التركي أو المجلس المحلي لجرابلس، ضمن مناطق سيطرة فصائل «درع الفرات» شمال حلب، الذي يدعمها الجيش التركي.
أوصل الوسطاء الدفعة الأولى وركبوا طريق العودة إلى الوعر لنقل بقية المهجرين، لكن المفاجأة أنهم وقعوا مرة أخرى بين تقاطع نيران ثقيلة جراء معارك بين القوات النظامية و «داعش» بين إثريا وخناصر. وقال الراوي: «هناك منطقة وادي العذاب سيطر عليها «داعش» أمس… ونحن عالقون بانتظار النجاة للعودة إلى الوعر».
الحياة
تراجع القتال في دمشق والنظام استعاد نقاطاً في جوبر
المصدر: (و ص ف، رويترز)
تراجعت المعارك مساء أمس في دمشق بعدما تمكن الجيش السوري من صد هجوم لفصائل مسلحة معارضة وجهادية استهدف اختراق مناطق في قلب العاصمة السورية.
وأفاد مراسلو “وكالة الصحافة الفرنسية” ان المحال التجارية فتحت أبوابها مجدداً في شرق العاصمة، وعادت حركة السير وان بشكل خجول.
وقبل تراجع المعارك مساء، تحدث “مدير المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له عن “اشتباكات مستمرة” بين الطرفين في شرق دمشق تتركز في المنطقة الصناعية الفاصلة بين حيي جوبر والقابون، وتترافق مع غارات كثيفة تستهدف منذ الفجر مواقع الفصائل، من غير أن يتمكن من تحديد ما اذا كانت الطائرات سورية ام روسية.
وشنت الفصائل ، وفي مقدمها “جبهة فتح الشام” (“النصرة” سابقاً) و”فيلق الرحمن” فجر الاحد، هجوما مباغتاً على مواقع قوات النظام في حي جوبر الذي تتقاسم وقوات النظام السيطرة عليه. وتمكنت من التقدم الى اطراف حي العباسيين حيث سيطرت ساعات على اجزاء من كاراجات العباسيين، وهي عبارة عن موقف للاوتوبيسات والسيارات. وهذه المرة الاولى يتقدم مقاتلو الجهاديين والمعارضة الى هذه النقطة منذ أكثر من سنتين.
وقال مصدر عسكري سوري: “نجحنا في استعادة كل النقاط التي حاول المسلحون التقدم اليها يوم أمس بشكل شبه كامل”، مضيفاً :”نعمل على ابعاد التنظيمات المنتمية الى القاعدة كجبهة النصرة”.
وأكد عبد الرحمن أن قوات النظام تمكنت في هجومها المعاكس من “استعادة السيطرة على 70 في المئة من النقاط التي خسرتها” وانها تواصل “هجومها المعاكس لاستعادة بقية النقاط التي لا تزال تحت سيطرة الفصائل”.
وأحصى المرصد مقتل 26 رجلاً من قوات النظام و21 مقاتلاً من الفصائل في الساعات الـ24 الاخيرة جراء المعارك والقصف.
وأشار “المكتب الاعلامي في جوبر”، وهو شبكة اعلام محلية معارضة، الى شن الطائرات “أكثر من 40غارة منذ ساعات الفجر الأولى”. وبث مشاهد تظهر أعمدة دخان كثيفة تتصاعد من الحي اثر احدى هذه الغارات.
وسجل مراسلون ان الحركة عادت الى طبيعتها تدريجياً في ساحة العباسيين مع فتح الطرق.
واصابته احدى القذائف الاحد، كما أوردت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” الاثنين، مبنى السفارة الروسية في منطقة المزرعة في دمشق، متسببة باضرار مادية.
وقال المرصد إن الفصائل لا تزال تحتفظ بسيطرتها على مواقع رئيسية عدة، أبرزها في المنطقة الصناعية الواقعة بين حيي جوبر والقابون في شرق العاصمة، حيث تتركز الاشتباكات الاثنين.
وأوضح عبد الرحمن ان الفصائل تمكنت في هجومها الاحد من أن “تفتح الطريق بين الحيين مدة ساعات، لكن المنطقة تشهد اشتباكات عنيفة ولم يعد ممكناً العبور من القابون الى جوبر”.
وتشكل احياء برزة وتشرين والقابون في شرق دمشق هدفاً لهجوم تشنه قوات النظام منذ شهر ويهدف الى فصل برزة، وهو منطقة مصالحة، عن الحيين الاخرين لمنع انتقال مقاتلي الفصائل بينها. كما يهدف الى الضغط على الفصائل في القابون وتشرين لدفعها الى توقيع اتفاقات مصالحة على غرار ما شهدته مناطق عدة في الاشهر الاخيرة في محيط دمشق.
وفي تطور بارز ، أعلنت “وحدات حماية الشعب” الكردية توقيعها اتفاقاً هو “الاول من نوعه” مع روسيا يقضي بتدريب مقاتليها في شمال سوريا، في اطار “التعاون ضد الارهاب”.
وصرح الناطق باسم الوحدات ريدور خليل بأن الاتفاق “بين وحداتنا والقوات الروسية العاملة في سوريا في اطار التعاون ضد الارهاب، يقضي بتلقي قواتنا تدريبات على اساليب الحرب الحديثة”. وأضاف ان هذا الاتفاق “هو الاول من نوعه بهذا الشكل مع روسيا” رغم وجود تنسيق سابق على بعض الجبهات في حلب.
وكشف أن “الوحدات” تستهدف زيادة قواتها بواقع الثلثين إلى أكثر من 100 ألف مقاتل هذه السنة في خطة ستعزز الجيوب الكردية ذات الحكم الذاتي والتي تثير قلق تركيا بشدة.
موسكو
وفي موسكو، أعلنت وزارة الخارجية الروسية استدعاء السفير الاسرائيلي غاري كورين الجمعة بعد الغارات التي شنتها مقاتلات اسرائيلية على أهداف قرب تدمر في سوريا قالت الدولة العبرية انها مرتبطة ب”حزب الله”.
وصرح نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف: “نعم، سألناه عن الموضوع”، مشيراً ان اللقاء “شمل التطورات الاخيرة في سوريا وجوارها”.
الاسد
ورأى الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة مع صحافيين روس، ان في امكان روسيا “ان تلعب دورا مهما” بين سوريا واسرائيل، بعيد اطلاق صواريخ سورية على طائرات اسرائيلية. وقال “أعتقد أنه يمكن روسيا أن تقوم بدور مهم في هذا الصدد”.
واضاف: “سياسة روسيا برمتها تستند إلى القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن، وبالتالي يمكنهم مناقشة القضايا نفسها مع الإسرائيليين طبقاً لهذه المعايير، كما يمكنهم لعب دور لمنع إسرائيل من مهاجمة سوريا مرة أخرى في المستقبل”.
يونيسيف: أطفال اللاجئين يقضون وقتاً طويلاً في ألمانيا في حالة انتظار
برلين – د ب أ – كشفت دراسة حديثة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف”، أن أطفال اللاجئين يقضون في ألمانيا وقتاً طويلاً للغاية في حالة انتظار.
وجاء في الدراسة التي تحمل اسم “الطفولة في حالة انتظار” والتي تم عرضها الثلاثاء بالعاصمة الألمانية برلين: “إنهم ينتظرون قراراً بشأن طلبات لجوء أسرهم، فينتظرون زيارة الطبيب والالتحاق بالمدرسة ورياض الأطفال ولا سيما المأوى الدائم المناسب”.
وقال كريستيان شنايدر المدير التنفيذي للمنظمة بألمانيا إن الأسر اللاجئة لا تتمنى أكثر من “الوصول والبدء من جديد”.
وتأكد القائمون على الدراسة خلال سؤال عاملين ومتطوعين في مؤسسات لاجئين بألمانيا أن أكثر من خُمس اللاجئين القصر اضطروا للسكن في مؤسسات الاستقبال الأولية للاجئين لمدة تزيد على ستة أشهر.
وبحسب الدراسة، هناك إشكالية أيضاً في التسكين المشترك للأسر مع رجال وافدين بمفردهم.
وفي هذا السياق قالت سيدة نيجيرية للقائمين على الدراسة إن لديها شعوراً بأنه “يتعين عليها دائما حماية ابنتها ذات السبعة أعوام”، منذ أن أصبح يتعين عليها مشاركة استخدام المرحاض ذاته مع ثلاثة شباب.
وقالت أم أخرى: “هناك بعض الأشخاص في النزل قاموا بتحسس الأطفال”، وأوضحت أنه لهذا السبب لم يعد مسموحاً لأطفالها باللعب بالخارج.
وبحسب الدراسة، أعرب الأطفال والمراهقون وآباؤهم عن استيائهم بصفة خاصة من ضيق المساحة والضوضاء ونقص الخصوصية وسوء معايير النظافة والرعاية الصحية في مراكز إيواء اللاجئين.
وقال صبي سوري (15 عاماً) للقائمين على الدراسة: “إن المذاكرة لم تكن ممكنة على الإطلاق هناك”.
وخلصت دراسة أخرى تم عرضها اليوم في مستشفى “شاريتيه” بالعاصمة برلين إلى أن وضع السكن يعد بالنسبة للنساء اللاجئات أحد كبرى المشكلات منذ وصولهن إلى ألمانيا.
وأوضح خمس النساء اللائي تم سؤالهن في الدراسة ويزيد عددهن على 600 سيدة، أنهن يواجهن مشكلات معينة- من بينها نقص الخصوصية والتعرض لاعتداءات جنسية وعدم نظافة مرافق الصرف الصحي والضوضاء وكذلك مناخ عام مهين لهن.
وأظهرت هذه الدراسة أن اضطرار الأسر للإقامة لفترات طويلة غالباً، في مراكز الإيواء الجماعية يرتبط أيضاً بأن كثير من الألمان لا يرغبون في التأجير للاجئين.
وكانت أوفه لوبكينج، من اتحاد المدن والبلديات بألمانيا، قالت أمس الاثنين في اجتماع بلجنة الشؤون الداخلية بالبرلمان الألماني “بوندستاج: “إن القطاع الخاص أكثر تحفظاً في التأجير”.
يشار إلى أن نحو 350 ألف طفل جاءوا إلى ألمانيا خلال العامين الماضيين بصحبة آبائهم من أجل البحث عن حماية من الحرب والعنف والبحث عن مستقبل أفضل.
كما تهتم المراكز المعنية بأمور الشباب في ألمانيا حالياً بنحو 48 ألف لاجئ قصر غير مصحوبين بذويهم.
المعارضة السورية تشن ثاني هجوم على دمشق في ثلاثة أيام
عمان – رويترز – قالت مصادر من الحكومة السورية والمعارضة، إن مقاتلي المعارضة اجتاحوا منطقة خاضعة لسيطرة الحكومة في شمال شرق دمشق الثلاثاء للمرة الثانية في ثلاثة أيام ليواصلوا أجرأ هجوم لهم على العاصمة منذ عدة سنوات.
وقال وائل علوان المتحدث باسم جماعة فيلق الرحمن إحدى الجماعات الرئيسية المشاركة في الهجوم، “الساعة 5 صباحاً بدأنا المرحلة الثانية واستعدنا كل النقاط التي انسحبنا أمس منها.”
وذكر مصدر عسكري سوري، إن مقاتلي المعارضة دخلوا المنطقة وفجروا سيارة ملغومة في بداية الهجوم. وذكر المصدر أن مجموعة من مسلحي المعارضة الذين دخلوا المنطقة تمت محاصرتهم “والآن يتم التعامل مع هذه المجموعة”.
وشنت جماعات المعارضة الهجوم من معقلها في الغوطة الشرقية التي تقع إلى الشرق من العاصمة. وصعدت قوات الحكومة عملياتها ضد الغوطة في الأسابيع القليلة الماضية وتسعى إلى إحكام حصار على المنطقة. ويهدف هجوم المعارضة جزئياً إلى تخفيف هذا الضغط.
ويتركز القتال حول منطقة العباسيين في حي جوبر بشمال شرق دمشق والذي يقع على بعد نحو كيلومترين شرقي أسوار البلدة القديمة على تقاطع طرق رئيسي يؤدي للعاصمة.
وسمع أحد السكان قرب المنطقة انفجارات من الساعة الخامسة صباحاً تقريباً أعقبتها اشتباكات وأزيز طائرات.
وقال علوان المتحدث باسم فيلق الرحمن “أطلقنا هجوماً جديداً واستعدنا كل النقاط التي انسحبنا منها أمس. سيطرنا نارياً على كراج العباسيين وبدأنا باقتحامه.” وكراج العباسيين محطة رئيسية للحافلات.
وقال المصدر العسكري السوري “هم دخلوا ضمن جيب ضيق بنفس منطقة الخرق أول أمس والآن يتم التعامل مع هذه المجموعة”.
* قصف
وتقول الحكومة إن الهجوم يشنه مقاتلو جبهة النصرة وهي جماعة جهادية كانت ذراع تنظيم القاعدة في الحرب السورية قبل أن تعلن أنها قطعت صلتها بالتنظيم العام الماضي. وحالياً جبهة النصرة جزء من تحالف إسلامية يسمى تحرير الشام.
وأجبرت شدة الهجوم المضاد الذي شنه الجيش السوري المعارضة على الانسحاب من معظم المناطق التي سيطرت عليها في الهجوم الأول.
وتكبدت المعارضة خسائر في منطقتي القابون وبرزة المجاورتين.
وقال قيادي في المعارضة إن الجيش يكثف قصفه على مناطق تقدمت فيها المعارضة في حي جوبر وبلدات في أنحاء الغوطة الشرقية.
وقال أبو عبده وهو قيادي ميداني من فيلق الرحمن إن القصف على جميع الجبهات وإنه لا يوجد مكان لم يتعرض للقصف وتابع أن “النظام حرق” المنطقة بالطائرات والصواريخ.
ويبدو أن الحكومة السورية تستخدم نفس الاستراتيجية التي اتبعتها لفرض اتفاقات استسلام على مقاتلي المعارضة في أماكن أخرى حول العاصمة عبر تصعيد القصف والحصار.
وبموجب هذه الاتفاقيات يمنح مقاتلو المعارضة ممرات آمنة إلى مناطق خاضعة لسيطرتهم في شمال سوريا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجيش السوري شن ما لا يقل عن 143 ضربة جوية على مناطق خاضعة للمعارضة شرقي دمشق مستهدفاً في الأساس حي جوبر منذ أن بدأ المقاتلون هجومهم.
روسيا تتجاوز النظام وتتفق مع الأكراد على إنشاء قاعدة عسكرية في حلب
خلافات بين الائتلاف والهيئة العليا للمفاوضات عشية مؤتمر جنيف
عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي» من احمد المصري: بعد رفض دمشق استقبال المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، الذي كان يخطط لزيارتها قبيل انعقاد الجولة الخامسة من محادثات جنيف المرتقبة، قال مصدر لـ«القدس العربي» ان زيارة دي ميستورا أن الزيارة ألغيت بسبب تصريحات نسبت له قال فيها «انه لا يمكن عمل دستور جديد لسورية في ظل النظام الحالي»
وفيما يبدو على أنها وساطة روسية لحل الخلاف بين دمشق ودي ميستورا أعلن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشوف أن روسيا تحاول حل الخلاف القائم بين دي ميستورا والسلطات السورية، مشيرا إلى أن «تعامل السلطات السورية مع مبعوثي الأمين العام للأمم المتحدة يجب أن يبقى بكل الأحوال».
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله «إن ممثلين عن الحكومة السورية سيحضرون محادثات السلام المقبلة» في جنيف.
وقال الدبلوماسي الروسي إن بلاده «تأمل أن تتمكن المعارضة السورية المسلحة من حضور محادثات السلام»، مضيفا أن دي ميستورا سيزور موسكو ويلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبل انطلاق الجولة الجديدة من مفاوضات جنيف في 23 آذار/ مارس قبل محادثات جنيف.
والتقى المبعوث الأممي السبت مع ممثلي الهيئة العليا للمفاوضات السورية، في العاصمة السعودية الرياض، حيث جرى نقاش التحديات المطروحة أمام الجولة الخامسة من المفاوضات، وتمثيل المعارضة، وسبل التعاطي مع العملية السياسية.
وفي ختام الجولة السابقة، أكد المبعوث الدولي إلى سوريا ضرورة تشكيل وفد موحد للمعارضة يضم منصتي القاهرة وموسكو إضافة الى وفد الهيئة العليا للمفاوضات.
جاء ذلك فيما كشفت مصادر عن وجود خلافات كبيرة بين الهيئة العليا للمفاوضات والائتلاف الوطني، وصلت إلى حد وجود نية شبه نهائية لانفصال الطرفين عن بعضهما، وسط ضبابية عن الوضع الذي ستكون عليه المفاوضات المقررة في 23 من الشهر الجاري في جنيف.
ونقلت «شبكة شام الإخبارية» المحسوبة على المعارضة السورية عن المصدر قوله إن الخلاف يعود إلى رفض الهيئة تنفيذ قرار الائتلاف المتعلق باستبدال اثنين من ممثليه في الهيئة بآخرين، حيث قرر الائتلاف في 16 الشهر الجاري (خلال اجتماع الهيئة السياسية للائتلاف في 15 و16 آذار الجاري) استبدال كل من سالم مسلط ومنذر ماخوس بعبد الإله فهد وبدر جاموس، الأمر الذي لم يلق قبولاً من هيئة المفاوضات التي تتخذ من الرياض مقراً لها.
وأشار المصدر إلى أن هذا الاستبدال هو خطوة أولى قد تليها خطوات تالية تتمثل باستبدال كل أعضائه الممثلين بالهيئة العليا في اجتماع الهيئة العامة المقبل بتاريخ 7/5/2017 حسب ما ذكرت «شام».
واعتبر المصدر «أن اجتماع الهيئة السياسية للائتلاف، المقرر اليوم الثلاثاء، يتضمن بندا أساسيا ورئيسيا يتمثل بدراسة قرار الانسحاب من الهيئة العليا للمفاوضات، بشكل جدي»، منوهاً أن هذا البند قد أبلغ لجميع أعضاء الائتلاف ليتم تنفيذه في اجتماع الهيئة العامة للائتلاف المقبل.
وأرجع المصدر سبب تصاعد حدة المشاحنات بين هيئة المفاوضات والائتلاف، إلى عدة أمور أولها اعتبار الائتلاف أن رفض هيئة المفاوضات الاستبدال هو تدخل في شؤونه الداخلية. ويرى الائتلاف أنه الجسم السياسي الأكبر في المعارضة السورية ويضم أهم المكونات والأقليات الكردية والتركمانية والآشورية، بالإضافة إلى الحراك العسكري والثوري والمجالس المحلية، الأمر الذي يؤهله للمشاركة في المفاوضات المقبلة كمنصة مستقلة، حسب «شبكة شام».
الى ذلك أعلن متحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية عن التوصل إلى اتفاق مع موسكو حول إنشاء قاعدة عسكرية روسية في ريف حلب وتدريب مقاتلين أكراد.
ولم تؤكد وزارة الدفاع الروسية النبأ الذي نقلته وكالة «رويترز» عن ريدور خليل، المتحدث باسم وحدات حماية الشعب، الذي قال إن الاتفاق تم إبرامه الأحد 19 مارس/آذار. وأوضح خليل أن جنودا روسا وصلوا إلى المنطقة المحددة قرب عفرين مع ناقلات جند ومدرعات.
وأوضح أن الوجود العسكري الروسي في هذه المنطقة يأتي في إطار اتفاق بين وحدات حماية الشعب والقوات الروسية العاملة في سوريا بغية محاربة الإرهاب وتدريب القوات الكردية على استخدام أساليب القتال الحديثة.
معارك شرق دمشق: للتحرير أم للتحريك؟
هبة محمد
دمشق ـ «القدس العربي»: رأى مصدر عسكري في المعارضة السوري فضل حجب هويته، في تصريح خاص لـ «القدس العربي» أنه لا توجد معارك حاسمة في العاصمة السورية دمشق الآن، إنما هي فعلياً معركة مناورة للحفاظ على بعض المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، وفتح معابر لهم في تلك المناطق شرق المدينة.
وأضاف «إذا ثبتت الجبهات المشتعلة الآن، بيد الفصائل المهاجمة من المعارضة المسلحة، فيمكن اعتبار العملية العسكرية في جوبر والقابون، عملية صغيرة ولا تمثل معركة دمشق، غايتها فك الحصار عن القابون المحاصر منذ ثلاثة أعوام وإيجاد طرق وصل بين أحياء دمشق الخاضعة لسيطرة الثوار في القابون وجوبر».
وأردف «إذا لم يتم الإعداد اللازم لثبـات الجـبهات بيـد فصـائل المعـارضة، فـإنه سيـحرض جيـش النظـام للإعداد لمعـركة قويـة يسترجع فيها ما خسره ويعيد حصار المناطق التي كانت محاصرة، مرجعاً السبب بأن «النظام يملك من القوى والعتاد ما لا يملكه الثوار، وقادر على التخطـيط والتنـظيم أكـثر من قدرة الثوار، وسوف يستغل الزمن بشكل محسوب وصحـيح لمصـلحته، وبينما تهدأ جـبهات الثوار وتسـترخي، يستعيد النظـام نشـاطه ويسـتعيد مـا كان قـد خسر، إن لم يـكن أكـثر من ذلـك».
لم تتحرك الجبهات البعيدة لإشغال قوات النظام، عن تركيز جهودها في إيقاف تقدم فصائل المعارضة، شرق دمشق، برغم من أهمية عملهم العسكري، الذي يهدف إلى فتح كتلة أحياء شرق العاصمة «القابون وبرزة وتشرين» على أحياء «جوبر وحرستا والغوطة الشرقية».
وقال مصدر ميداني معارض شرق دمشق «المنطقة التي تحررت هي منطقة مكشوفة، ان كان الأوتوستراد الدولي أو كراجات العباسيين أو المنطقة الصناعية، كلها مواقع مكشوفة تماماً أمام قوات النظام، ومن الطبيعي التراجع عنها حسب القصف والمعطيات، بهدف التمركز ضمن مواقع أكثر أماناً وحماية».
ولمح إلى أن «المعارك لها أهداف معينة لم يتم التصريح بها»، ما يعني أنه لن يكون «هناك إنهاء للحصار بفتح طريق مكشوف لقناصي النظام وقواته والطيران الحربي على الأوتوستراد الدولي» حسب تقديره.
وأضاف «ان السيطرة على هذه المناطق الاستراتيجية ومحيطها، ولو كان بخطوط خلفية، هو السيطرة في الوقت نفسه على مناطق ثانية نارياً، وقطع طرق استراتيجية كـثيرة ضـمن المنـطقة المذكــورة».
وكانت قوات المعارضة السورية، قد سيطرت على مواقع استراتيجية، شرقي العاصمة دمشق بعد اشتباكات مع قوات النظام أدّت إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين، ضمن معركة أطلقها كل من «هيئة تحرير الشام، و»أحرار الشام»، و«فيلق الرحمن» شنّوا خلالها هجوماً أسفر عن انتزاع السيطرة على معامل الغزل والنسيج وشركة ساـدكوب (شركة حـكومية لتوزيع المواد البترولية) ومحطة كهرباء، فـي المنطقة الصناعية، الواقعـة بين حيي جوبر والقابون، وقطعوا طريق «حمص ـ دمشق» الاستراتيجي.
ميستورا: الأطراف السورية أكدت مشاركتها في جنيف 5
أعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي مستورا، اليوم الثلاثاء، أنّ كل الأطراف السورية أكدت مشاركتها في مفاوضات جنيف 5 حول السلام، والمقررة في 23 مارس/آذار الحالي.
وقال دي ميستورا، والذي عقد محادثات في الرياض مع الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية، إنه “سيجري مشاورات مع مسؤولين في موسكو وأنقرة قبل أن يعود إلى جنيف بعد يوم من بدء المحادثات تحت رعاية نائبه رمزي رمزي”.
وذكرت المتحدثة باسمه اليساندرا فيلوتشي، أنّ “جميع المشاركين في الجولة السابقة في فبراير/ شباط الماضي، أكدوا على المشاركة في محادثات جنيف التي تركّز على الدستور والحكم والانتخابات ومكافحة الإرهاب”، وفق ما نقلت “رويترز”.
وسجّل، في الجولة السابقة، غياب الطرف الأميركي، في مقابل حضور قوي للطرف الروسي، جسّده حضور وفد ترأسه نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، والذي التقى جميع الوفود، ومارس ضغطاً قوياً على دي ميستورا لكي يدرج مسألة مكافحة الإرهاب، إلى ما يعرف بـ”السلال الأربع”.
وحثّ دي ميستورا، بحسب المتحدثة، “كل الأطراف السورية على القيام بالاستعدادات الضرورية للمشاركة بموضوعية في المحادثات، المتوقع أن تستمر حتى أول أبريل/ نيسان المقبل”، وفق قولها.
وكان عضو “الهيئة العليا للمفاوضات” التابعة للمعارضة السورية أحمد العسراوي، قد كشف لـ”العربي الجديد”، أمس الإثنين، أنّ “الهيئة ستشارك في مفاوضات جنيف المقبلة”.
ووفقاً لمصادر إعلامية، فإنّ وفد المعارضة سيترأسه نصر الحريري، وسيكون بالتركيبة ذاتها التي كانت ممثّلة للمعارضة السورية في جنيف الماضي.
وتؤكد المعارضة أنّ موقفها لن يتغيّر حيال تراتبية التفاوض، وأنّ الإنجاز في مسألة الانتقال السياسي هو المدخل الحقيقي إلى التفاوض حول قضايا الدستور، والانتخابات، والإرهاب.
وليس من المتوقع حدوث انفراج دراماتيكي في الجولة المقبلة لمفاوضات جنيف، إذ يصرّ النظام السوري على اعتبار حكومة وحدة وطنية بمثابة هيئة حكم انتقالي، وأنّ مناقشة مصير بشار الأسد “أعلى من التفاوض”، لكنّه يبدي انفتاحاً على إمكانية كتابة دستور جديد، يسمح للأسد بالترشح مرة أخرى إلى منصب الرئيس.
المعارضة السورية تسقط طائرة للنظام وتتقدم شرقي دمشق
عمار الحلبي
استعادت فصائل المعارضة السورية، اليوم الثلاثاء، معظم النقاط التي كانت قوات النظام قد تقدّمت فيها شرقي دمشق، أمس الإثنين، كما تمكنت من إصابة طائرة للنظام وإسقاطها من سماء حي جوبر.
وقال “فيلق الرحمن”، وهو أحد أكبر الفصائل العسكرية المشاركة في المعركة إنه “تمكّن من استعادة معظم النقاط التي تقدّمت فيها قوات بشار الأسد، أمس، ومنها كراج العباسيين والمنطقة الصناعية وشارع فارس خوري”، وذلك في مستهل عمليات المرحلة الثانية من معركة “يا عباد الله اثبتوا”.
وذكرت مصادر في المعارضة، لـ”العربي الجديد”، أنّها تمكّنت من إصابة طائرة حربية تابعة لسلاح الجو في جيش النظام، خلال تحليقها في سماء حي جوبر بدمشق.
وأكّدت المصادر، أن “فصائل المعارضة استهدفت الطائرة التي كانت تقصف الحي بالمضادات الجوية الأرضية، ما أسفر عن إصابتها بشكل مباشر”.
وبثّت وكالة “قاسيون” المحلية، مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، يُظهر لحظة استهداف الطائرة، وتصاعد ألسنة الدخان الأسود منها.
ومُنذ صباح اليوم، شنّت طائرات النظام الحربية أكثر من 20 غارة جوية على حي جوبر، في محاولة لكبح تقدّم فصائل المعارضة على محور كراجات العباسيين وعقدة البانوراما المتاخمتين لحي جوبر بدمشق.
في هذا السياق، أعلن “فيلق الرحمن” بمنشورٍ على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، أنّه دمّر دبابة تابعة لقوات النظام، على جبهة المعارك في حي جوبر، وذلك ضمن معركة “يا عباد الله اثبتوا”.
وقالت مصادر ميدانية لـ”العربي الجديد” إن “معارك اليوم بدأت بتفجير سيارة مفخّخة بمواقع قوات النظام في حي جوبر وذلك في الساعة الخامسة صباحاً”.
وأضافت أن التفجير تلاه هجوم وُصف بالمركّز والدقيق على المنطقة الصناعية وكراج العباسيين، موضحةً أن المعارضة سيطرت على أجزاء واسعة من الكراجات ورصدت كورنيش التجارة نارياً، فيما وصلت الاشتباكات إلى منطقة عقدة البانوراما، التي تُعتبر بداية الأوتستراد الدولي دمشق-حمص.
وكانت الفصائل قد تراجعت، أمس الاثنين، في عدّة مواقع بعد قصفٍ عنيف تعرّضت له النقاط التي سيطرت عليها ليستأنفوا الهجوم اليوم.
وذكرت مصادر محلية، لـ”العربي الجديد”، أن قوات النظام قصفت حي تشرين في العاصمة بستة صواريخ ثقيلة “أرض أرض” ما أدّى لدمارٍ واسع في المباني وأنباء عن سقوط جرحى.
ولفتت إلى أن حي جوبر وحده تعرّض لقصفٍ هستيري من قبل طائرات النظام الحربية بأكثر من 15 غارة جوية.
من جهةٍ أخرى، أغلقت قوات النظام شارع فارس خوري وأوتوستراد العدوي وساحة العباسيين وجميع الطرق المؤدية إلى كراجات العباسيين.
ووفقاً لشهود عيان، فإن أحياء العاصمة، لا سيما الشرقية، تعيش حالة هلع، ومعظم شوارع باب شرقي وفارس خوري والتجارة والعدوي شبه خالية من المارة.
إلى ذلك، أكّدت مصادر متطابقة في المعارضة أنها تمكّنت من طرد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) من تلال مهمّة في ريف دمشق.
وأعلنت “حركة أحرار الشام”، أنها سيطرت على سلسلة جبال الأفاعي وسهل بئر الأفاعي في القلمون الشرقي بريف دمشق، وذلك بعد اشتباكات مع التنظيم انتهت بانسحابه.
وبيّن “جيش الإسلام” أنه “تمكّن بالاشتراك مع فصائل من المعارضة من السيطرة على النقاط ذاتها”، مضيفاً أنه “تم تمشيط المناطق المحررة بمساحة تقدر بـ 12 كيلومترا، بعدما كان “داعش” قد سيطر على هذه المناطق في الأشهر الأخيرة”.
ذكرى الثورة في خطاب الفصائل الإسلامية
عقيل حسين
في الوقت الذي اقتصر فيه تفاعل القادة العسكريين والسياسيين لقوى المعارضة والجيش الحر، مع الذكرى السادسة لانطلاقة لثورة السورية، على تغريدات مختصرة في مواقع التواصل الاجتماعي، سجّلت كبرى الفصائل الإسلامية حضوراً بارزاً على هذا الصعيد، من خلال كلمات قادتها التي استحوذت على اهتمام كبير. وكان واضحاً في تلك الكلمات التماهي مع خطاب الثورة، ولهجة التصالح مع الحاضنة الشعبية، إضافة إلى العديد من القواسم المشتركة الأخرى التي حملتها هذه الكلمات، إلى حد بدت معه هذه القواسم أنها لم تأت من قبيل المصادفة، بل من دافع المنافسة على أغلب تقدير.
التسابق على استخدام مصطلحات تمجيد الثورة، من قبل فصائل كانت في ما سبق، تتنافس في ميدان التمايز عن الثورة لصالح الخطاب الجهادي، كان محط تركيز قادة فصائل “أحرار الشام” و”تحرير الشام”، و”جيش الإسلام” الذي سجل في هذا السياق أقوى النقاط، حين ظهر قائده أبو همام بويضاني خلال خطابه في مناسبة “ذكرى الثورة”، وإلى جانبه علم الثورة للمرة الأولى. بويضاني أعطى بذلك إشارة رسمية لتبنى العلم من قبل “جيش الإسلام” في استجابة على ما يبدو للمطالب الكثيرة والضغوط المستمرة من جانب قوى الثورة وناشطيها من أجل القيام بهذه الخطوة.
مبادرة استحوذت على أكبر الاهتمام في تعليقات المتابعين لخطاب البويضاني، الذي ركز، مثل القائدين الآخرين أيضاً، وبشكل يبدو أنه استراتيجي، على مخاطبة الشعب السوري وحاضنة الثورة الشعبية، في مختلف فقرات كلمته. وكان لافتاً في كلمته كذلك، مهاجمته لرعاة المفاوضات بين المعارضة والنظام، على الرغم من أن “جيش الإسلام” هو المكون الأبرز بين القوى العسكرية في “الهيئة العليا للمفاوضات”، الممثلة لقوى الثورة والمعارضة.
وكما هو معلوم، فإن مشاركة “جيش الإسلام” في هيئة التفاوض، تسببت له بانتقادات حادة واتهامات كثيرة، وهو الأمر الذي رد عليه قائده البويضاني في خطابه هذا بالقول إنه “ورغم المزاودات والتجني الذي مورس بحقنا، إلا أننا قررنا خوض ميدان السياسة”، وهو الميدان الذي لم يكن سهلاً بالفعل على فصيل إسلامي أن يتصدى له، في ظل رفض “هيئة تحرير الشام” هذا الخيار بالمطلق، وتجنب “حركة أحرار الشام” المغامرة بالمشاركة فيه.
لكن البويضاني كان في النهاية كمن ينعى المسار السياسي، حين أكد “أننا لم نلمس يوماً إرادة دولية صادقة لإنهاء مأساة الشعب السوري، سوى وعود لا طائل منها، ومؤتمرات يستغلها النظام المجرم وحلفاؤه لكسب الوقت، وتنفيذ مخططات القتل والتدمير ولتهجير والتغيير الديمواغرافي، تحت ضغط واشراف من يقدمون أنفسهم رعاة للحل المزعوم”.
“التخفيف من معاناة الشعب” كانت أيضاً إحدى أهم النقاط التي ركز عليها قائد “حركة أحرار الشام الإسلامية”، علي العمر “أبو عمار”، الذي أكد في كلمته بمناسبة دخول الثورة عامها السابع، على “أن الحركة لن توفر أي جهد، ولن ترفض أي خطة تؤدي إلى وقف نزيف الدم واسقاط النظام، حتى لو كان ثمن ذلك حل الحركة”.
كما كان لافتاً في خطاب العمر، إقراره بـ”الإخطاء والتجاوزات” التي حصلت من الحركة وغيرها من الفصائل خلال السنوات الست الماضية. وهي اعترافات ليست الأولى من نوعها التي تصدر عن قادة في المعارضة، إلا أن اللافت فيها هذه المرة، هو المباشرة غير المسبوقة في تقديمها، في ما بدا واضحاً أنها جزء من السعي لكسب الحاضنة الشعبية والتصالح معها، خاصة مع تأكيد العمر على “أن الحركة في هذه المرحلة الحساسة، أقرب من أي وقت مضى إلى الإصلاح والتصويب وتجاوز الهفوات والزلات”.
وأضاف العمر: “مع اختيارنا السلاح، إلا أننا لن نمانع في سلوك الطرق الأخرى التي توصلنا إلى حقوقنا، وتحقق أهدافنا، وتخفف المعاناة عن شعبنا”. واستدرك بالقول: “إن ما يتم الكلام عنه من حلول سياسة بحالتها الراهنة، نراها عديمة الجدوى، فاقدة المضمون، تساوي بين المجرم والضحية”، وهي النقطة التي اشترك فيها العمر مع ما جاء في كلمة قائد “جيش الإسلام”، وكذلك قائد “هيئة تحرير الشام” المهندس هاشم الشيخ.
قواسم مشتركة ثلاثة أخرى حضرت في خطاب قائد “أحرار الشام” مع كلمة قائد الهيئة، وأهمها الاستخدام المستفيض لكلمة الثورة ولمصطلحي “البناء والحضارة”، إلى جانب الدعوة لتوحد الفصائل بطبيعة الحال.
“هذه الثورة العظيمة” كما كرر العمر “كانت بالأصل ثورة بناء وعطاء، هدفها إعمار بلدنا وتتقاسم خيراتها.. لكن النظام قابلها بالقتل والتدمير وتخريب البنى التحتية..”. ومع ذلك، يضيف قائد “أحرار الشام”: “إننا عازمون على جمع الكلمة على ما يحقق أهداف الثورة دون تمييز او إستثناء أو إقصاء، وأدعو نخب هذه الثورة للاجتماع العاجل لمناقشة الوضع الراهن للثورة، والخروج بها من مستنقع المزاودات وفخ التنازلات”، وهي الدعوة التي كانت أهم النقاط العملية في ما جاء بكلمة العمر، باعتبارها الدعوة الأولى من نوعها التي تصدر عن فصيل إسلامي رئيسي تحت هذا العنوان.
أما النقطة الثالثة التي ركز عليه قائد “حركة أحرار الشام”، فكانت تشديده على ضرورة توفير ظروف أفضل للعيش في المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل، وتعهده بالدفاع عنها، وهي نقطة ركز عليها وبالقدر نفسه، المهندس هاشم الشيخ، قائد “هيئة تحرير الشام”، المنافس الرئيس لـ”حركة أحرار الشام”.
الشيخ خاطب سكان “المناطق المحررة” بكثير من التودد، مشدداً على ضرورة توفير الحماية والأمن والخدمات لهذه المناطق، فـ”نحن منكم ولكم، ولن نتوانى عن حفظ التضحيات والتخفيف عنكم”، يقول الشيخ مخاطباً المقيمين في مناطق سيطرة المعارضة.
كما دعا “الثوار الذين خرجوا من سوريا لأسباب مختلفة، بما في ذلك الخلافات مع الفصائل وبينها”، للعودة إلى الداخل “لكي نضع أيدينا بإيدي بعض، ولنفتح صفحة جديدة في سجل ثورتنا وبناء بلدنا” حسب قوله. كما وجه الشيخ دعوة مماثلة إلى المؤسسات الإعلامية والصحافيين المستقلين، طالباً منهم زيارة المناطق المحررة “للاطلاع على حقيقة الوضع من أرض الحدث، ولكي تسمعوا منا ولا تكتفوا بالسماع عنا” كما قال.
انتقاد الفصائلية، والدعوة للتوحد كانت أيضاً من أهم المشتركات التي عبر عنها قائد “هيئة تحرير الشام” في خطابه، ولكن مع ملاحظة الدعوة الضمنية إلى أن يكون ذلك ضمن مشروع “الهيئة”، الذي جاء حسب قائدها: “تلبية لمطالب الشعب بالتوحد الذي تحقق عبر الفصائل المكونة للهيئة، التي حلت نفسها وذابت في التشكيل الجديد، لتكون نواة لتحرير الساحة، وقد اكتمل بناء الهيئة الإداري والتنظيمي بما يؤهلها لخوض معركة التحرير”.
ولم تكن نقطة “الترويج للتوحد ضمن مشروع الهيئة”، هي الملاحظة الوحيدة التي تم تسجيلها على ما جاء في كلمة هاشم الشيخ، بل كانت الدعوة للإعلام وبقية الثوار من الفصائل والأطياف الأخرى، المختلفة مع مكونات “هيئة تحرير الشام”، من أجل العودة والعمل في الداخل، كانت وكما هو متوقع، إحدى أبرز النقاط التي سجل حولها الكثيرون ملاحظاتهم.
الكاتب والناشط أحمد أبا زيد، أبدى استغرابه من هذه الدعوة، مذكراً باستمرار اعتقال “جبهة فتح الشام”، المكون الرئيس لـ”هيئة تحرير الشام”، للمئات من الكوادر والنخب والصحافيين في سجونها، بعضهم اعتقل منذ أن كان اسمها “جبهة النصرة”.
وأهم ما تركز الانتقاد حوله في ما يتعلق بكلمة قائد “حركة أحرار الشام”، لم يكن مضمون الكلمة بحد ذاته، بل غياب علم الثورة عن مرافقتها، على عكس ما بدا عليه الحال في كلمة قائد “جيش الإسلام”، الأمر الذي شكل خيبة أمل كبيرة بالنسبة للمطالبين بتبني العلم من قبل الفصائل الإسلامية، كدليل على مصداقية هذه الفصائل في تبنيها لخطاب الثورة ومشروعها.
“حركة أحرار الشام” كانت ومنذ أكثر من عامين، الفصيل الأكثر مطالبة بين الفصائل الإسلامية باتخاذ هذه الخطوة، التي سبقها إليها “جيش الإسلام” في النهاية، وهو الأمر الذي حظي بثناء كبير حتى لدى بعض مكونات التيار الإسلامي، حيث أكد رامي دالاتي، الكاتب والناشط المعروف في الحركة الإسلامية السورية، على أهمية هذه المبادرة من قبل الجيش.
وفي تعليقه على الكلمات الثلاث لقادة الفصائل الإسلامية الرئيسية، بمناسبة الذكرى السادسة للثورة السورية، اعتبر دالاتي أيضاً، أن أهم ما أشار إليه قائد “جيش الإسلام” في كلمته، هو تأكيده على البندقية كرديف للعمل السياسي.
وفي تغريدات له في “تويتر” وصف دالاتي كلمة قائد “هيئة تحرير الشام” بأنها كانت موفقة، وخاصة لجهة دعوته النخب السورية من أجل العودة للداخل والمشاركة في القرارات المصيرية.
أما أهم ما جاء في كلمة قائد “حركة أحرار الشام” حسب دالاتي، فهما نقطتان، وهما الدعوة للقيام بعمل عسكري مشترك ضد النظام “يعيد الاعتبار للثورة”، ودعوة النخب الثورية لاجتماع عاجل “يحدد مسارات الثورة ومآلاتها بعد انسداد الأفق السياسي”، مشدداً على ضرورة أن تجد هذه الدعوة آليات تنفيذية وآذاناً صاغية.
لكن وضع الآليات التي تضمن تحويل هذه الدعوات، التي وجهها قادة الفصائل الإسلامية الرئيسية الثلاثة، التي تعتبر الأكبر اليوم بين القوى العسكرية، إلى واقع عملي، يجب ألا يقتصر، حسب الكثير من ناشطي الثورة ممن علقوا على خطابات هؤلاء القادة، على هذه النقطة وحسب، بل لا بد من ترجمة جميع الدعوات والرسائل التي تم توجيهها من قبلهم، إلى خطوات عملية.
ويرى هؤلاء الناشطون، أن السعي الواضح للتقرب إلى الحاضنة الشعبية للثورة، ومحاولة التعبير عن هموم الشعب السوري وتبنى مطالبه، كما هو واضح في خطاب هذه القوى اليوم، يبدأ بترجمة هذا الخطاب عملياً بخطوات باتت واضحة، طالما تم الاتفاق على أن الخطاب الجديد يشكل أول مبادرة للقطع مع فكر التمايز عن الثورة الذي مارسته هذه الفصائل، وتسبب بالضرر للجميع.
لكن إلى أي حد يمثل تطور خطاب هذه الفصائل، وتماهيه أكثر فأكثر مع خطاب الثورة، خطوة حقيقية في الاتجاه الصحيح الذي يطمح إليه مشجعو هذا الخطاب؟
سؤال تبقى معظم الإجابات المتوفرة عنه اليوم حذرة جداً، خاصة في ظل ما يبدو أنه مرحلة إعادة تشكل وإنتاج هوية جديدة تعيشها هذه القوى الثلاث، أو على الأقل “هيئة تحرير الشام” و”حركة أحرار الشام”، بعدما قطع “جيش الإسلام” خطوات أكثر جرأة في هذا الطريق، لم يكن رفع علم الثورة أولها بالطبع. بينما يبقى التعاطي من قبل هذه الفصائل مع مختلف القضايا على الأرض، هو معيار الحكم الأكثر تعبيراً في النهاية، بحسب جميع المتابعين.
المعارضة تتحدى إعلام النظام.. باستعادة الماضي
في مقطع الفيديو القصيرالذي بثه حول معركة دمشق، استعاد الائتلاف المعارض جملة شهيرة كانت قبل خمسة أعوام (2012) عنواناً لأحد أيام الجمعة الحاشدة التي ميزت الثورة السورية كعلامة يتجمع من حولها المعارضون في الشوارع وعبر مواقع التواصل الاجتماعي.
يحمل المقطع عنوان “غضبة دمشق” (29 ثانية)، وتظهر عبارة “سننتصر وسيهزم الأسد” في نهايته بعد استعراض سريع للمعركة التي أتت رداً على شهور من الحصار والقصف الجوي بالصواريخ والبراميل المتفجرة على الغوطة الشرقية، فيما يؤكد الفيديو مقتل 75 من قوات الأسد والميليشيات المساندة لها بينهم 13 ضابطاً، إضافة إلى أسر 55 آخرين وتدمير عشرات الأليات العسكرية.
في السياق، يتداول ناشطون بكثافة مقطع فيديو نشره “فيلق الرحمن”، وهو فصيل الجيش الحر الذي أطلق المعركة أساساً، يتضمن لقطات جوية تاريخية للمعركة تظهر بدقة عالية امتداد المعارك على نطاق واسع داخل العاصمة دمشق، بداية من أحيائها الشرقية نحو ساحة العباسيين، بما يكذب إعلام النظام الذي كان يكذب وجود اشتباكات أصلاً، بينما تتردد نداءات الحرية والكرامة مع تقدم الفيديو المترافق بموسيقى وإيقاعات ملحمية.
إلى ذلك أطلق ناشطون وصفحات ثورية وسم (هاشتاغ) #اشعلوا_الجبهات يدعون فيه كل الفصائل “لفتح الجبهات ومؤازرة الغوطة، بالتزامن مع انطلاق معارك الشرف والإباء في دمشق تحت اسم “ياعباد الله اثبتوا”، ومؤازرة اخوانهم في درعا مهد الثورة بمعركة الموت ولا المذلة”، معتبرين الفرص مواتية من أجل إعادة الزخم للثورة السورية.
ويتناقل الناشطون منشوراً موحداً جاء فيه: “نداﺀ إلى جميع الفصائل في الشمال السوري هاهم أخوتكم في العاصمة فتحوا جبهة ومعركة اثبتوا ياعباد الله فزلزلوا أركان عصابات النظام وحلفائه، فماذا تنتظرون وما لكم تتفرجون. إذا كنتم ايها القادة قد خرجتم لنصرة دين الله والمستضعفين من عباد الله فهبوا هبة رجل واحد؟ واذا كنتم خرجتم لبناﺀ أرصدة في بنوك الغرب على دماﺀ الشهداﺀ من مدنيين ومجاهدين فخذوا ما جمعتم واذهبوا لغير رجعة”.
بموازاة ذلك الضخ الإعلامي المعارض مازال النظام السوري يحاول القول أنه لا توجد معارك في دمشق رغم أنه نشر عدداً من مراسليه، الرسميين التابعين للقنوات التلفزيونية وغير الرسميين الناشطين عبر السوشيال ميديا، في عدد من محاور الاشتباكات شرقي العاصمة، وفيما يحاول أولئك المراسلون القول أنه لا صحة للأنباء “المغرضة” التي تبثها فصائل المعارضة حول تقدمها في أحياء دمشق الشرقية، بما فيها شارع فارس الخوري، تقدم التغطية الموازية في الاستوديوهات إنكاراً للمعركة من أساسها.
المثير للسخرية في التغطية الرسمية هو مقدار الذعر الذي يصيب المراسلين مع كل قذيفة تسقط أو انفجار يحدث في اللحظة التي يجري فيها الحديث عن الهدوء والحياة الطبيعية وهو أمر تكرر مع مراسلتي النظام ليمونة صالح ورانيا الذنون المتواجدتين في كراج العباسيين وساحة العباسيين على التوالي.
وكانت الذنون بطلة لمسرحية إعلامية جديدة خلال لقائها مع أحد ضباط النظام، المرتبك بدوره، في ساحة العباسيين، حيث تريد القناة إيصال فكرة الاحتفالات بانتصارات جيش النظام في المنطقة نفسها التي تدور فيها اشتباكات، بعرض مسيرة من سيارة واحدة تحمل أعلام النظام وتدور حول الساحة مع “أغاني وطنية” مع شخص واحد وطفل صغير يمشيان خلف السيارة مع علم النظام أيضاً.
المشهد نفسه وثقه أحد مراسلي إذاعة “شام إف إم” الموالية، في تكامل لصناعة البروباغندا على ما يبدو، من أجل القول أن تلك “المسيرة الحاشدة” خرجت بشكل عفوي من أجل دعم الإعلام السوري في معركة الحقيقة ضد إعلام القوى الظلامية التي تريد زعزعة الأمن المنتشر في العاصمة هذه الأيام.
“داعش” يكافح “الغزو الثقافي”: قناة تلفزيونية في الرقة
في إصداره المرئي الجديد “عروة الدين” كشف تنظيم “داعش”، الاثنين، عن صور تعرض للمرة الأولى من قناته التلفزيونية الأرضية “البيان” التي تبث في مدينة الرقة، معتبراً أن القناة رد من التنظيم المتشدد على ما اسماه “الإعلام الكافر” الذي يقوم “بغزو الأسرة المسلمة وافتراسها عبر جهاز التلفاز”.
وكان وجود قناة “البيان” في الرقة مجرد شائعات غير مؤكدة قبل الإصدار الجديد، فيما يقول ناشطون إن القناة نفسها ظهرت لفترة قصيرة عبر القمر الصناعي “نايل سات” قبل أن تحذفها إدارة القمر، علماً أن التنظيم يمتلك قناة أرضية مشابهة في مدينة الموصل العراقية تحمل اسم “قناة الخلافة الإسلامية”.
ومنذ سنوات يعادي “داعش” التلفزيون ويحرم على المدنيين في مناطق سيطرته متابعة التلفزيون واقتناء أجهزة الاستقبال الفضائي، عبر سلسلة من الفتاوى والعقوبات التي طبقها بحق المخالفين، فضلاً عن تحطيمه مئات أجهزة الاستقبال والصحون اللاقطة في مناطق سورية وعراقية كدير الزور والرقة، وهو مشهد ظهر من جديد في سياق الإصدار الجديد، كدليل فعلي أن التنظيم يكافح “الغزو الثقافي الذي يقوم به الكافرون لاستهداف عقيدة التوحيد لدى الأسرة المسلمة، وتشبهاً بموسى الذي حطم عجل بني إسرائيل”، كما قال عناصر التنظيم الذين ظهروا في الإصدار.
وأظهر الإصدار لقطات من بث القناة والشعار البصري الخاص بها وعرضاً لمجموعة من برامجها ونشرات أخبارها، مهاجماً في الوقت نفسه الإعلام العربي والعالمي الذي يقلب الموازين، وهي نقطة كانت تحدثت عنها بيانات داعشية سابقة هاجمت الإعلام والتلفزيون.
يتزامن ذلك مع اقتراب معركة تحرير الرقة التي تستعد لها قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. ويبدو الفيديو في هذا السياق مجرد تحدٍ أجوف يردد شعار “باقية وتتمدد” أمام نهاية التنظيم الوشيكة. إلا أن تركيز الإصدار على الأطفال تحديداً كجمهور يتلقى تنشئته من مصادر عديدة بينها التلفزيون الداعشي الجديد، يجعل الفيديو يرتبط بفكرة “الجيل الثاني من تنظيم داعش”.
بناء عليه لا يشكل الإصدار تباهياً من “داعش” بالقوة والاستمرارية فقط، بل يحمل أيضاً رسائل تهديد كثيرة للدول الغربية، تفيد بأن الحرب مستمرة لأجيال قادمة، خصوصاً وأن عدد الأطفال الداعشيين يعتبر كبيراً وقابلاً للزيادة، رغم أنه لا توجد أرقام دقيقة بهذا الخصوص، ومن دون أن تتوفر عنهم أي معلومات حول أسمائهم وأشكالهم وتاريخ نشاطهم وأماكن تواجدهم الفعلية. وهو ما يتجسد في الإصدار الجديد بمقاتل داعشي فرنسي لديه 9 أطفال يحيطون به خلال حديثه الدموي.
شعار جيش الإسلام..لم يتغير
استبدل “جيش الإسلام”، أحد أكبر فصائل المعارضة المسلحة، شعاره الرسمي بشعار جديد مشكل من ألوان علم الثورة السورية، لساعات محدودة قبل العودة لشعاره القديم.
ويتناقل ناشطون معارضون منذ يوم الأحد صورة للشعار الجديد، من دون أن يتم استبدال الشعار في حسابات “جيش الإسلام” وقادته في كل من “تويتر” و”تيليغرام”، قبل أن يتم استبدال تلك الشعارات لفترة محدودة الاثنين.
الخطوة على الأغلب لا تعني تغييراً جذرياً لدى “جيش الإسلام” وماهية الثورة بين المدنية والإسلامية، بل هي محاولة رمزية من الجيش للقول أنه نتيجة للثورة السورية عسكرياً وسياسياً أيضاً، وليس فصيلاً إرهابياً حسب رؤية النظام السوري والتي تجلت بشكل واضح في مفاوضات السلام الأخيرة في جنيف وأستانة.
والحال أن “جيش الإسلام” تبنى العلم رمزياً خلال كلمة ألقاها قائد الجيش عصام بويضاني، الأحد بمناسبة الذكرة السادسة للثورة السورية، وظهر إلى جانبه للمرة الأولى علم الثورة السورية. كما ظهر المتحدث الرسمي باسم هيئة الأركان في الجيش، حمزة بيرقدار عبر حسابه في “تويتر” بصورة تظهر على طاولته علم الثورة السورية بالإضافة إلى تثبيت العلم على بزته العسكرية أيضاً.
ويطالب ناشطون سوريون منذ سنوات عبر حملات متكررة جميع الفصائل المعارضة باعتماد علم الثورة السورية كعلم موحد ورفض الرايات الأخرى التي يتم رفعها واعتمادها مثل الرايات الإسلامية، كما كان كثير من الفصائل تقوم بحرق أعلام الثورة التي تعتبرها رمزاً للعلمانية الكافرة، بما فيها حركة “أحرار الشام” التي أحرقت أعلام الثورة في حي بستان القصر بمدينة حلب العام في شهر آب/أغسطس 2015.
معركة دمشق تتجدد.. والمعارضة تسترجع ما فقدته
رائد الصالحاني
أعلن “فيلق الرحمن” صباح الثلاثاء، بداية المرحلة الثانية من معركة “يا عباد الله اثبتوا”، من خلال استهداف مواقع وتحصينات قوات النظام بسيارة مفخخة، تلاها تقدم عناصره باتجاه المنطقة الصناعية وشركة الغزل والنسيج وحاجز سيرونكس، بعدما كانت المعارضة قد انسحبت منها الإثنين. تقدم المعارضة في أحياء دمشق الشرقية، يأتي تحت القصف العنيف، إذ نفذت طائرات النظام عشرات الغارات منذ الصباح الباكر، فيما أعلنت الفصائل إصابة طائرة من طراز “ميغ” أثناء تنفيذها غارة على حي جوبر الدمشقي.
مصدر مقرب من النظام قال لـ”المدن”، إن الطيران الروسي لا يشارك في معارك الأحياء الشرقية، ما قد يشير إلى تصاعد الأزمة بين طهران وموسكو، إذ إن قوات النظام والمليشيات الإيرانية كانت قد بدأت هجمات عسكرية على أحياء دمشق الشرقية، من دون غطاء روسي، بغرض عزلها نهائياً عن الغوطة الشرقية، والاستفراد بها في اتفاقيات تهجير وتطهير عرقي.
المتحدث الرسمي باسم “فيلق الرحمن” وائل علوان، أعلن الثلاثاء السيطرة نارياً مجدداً على كراجات العباسيين وشارع فارس خوري. وهذا ما ظهر بشكل واضح في إعلام النظام، إذ يقوم مراسلوه بتصوير المنطقة من ساحة العباسيين فقط، من دون الاقتراب من الكراجات، على خلاف ما جرى الإثنين، بعدما بثت القنوات الرسمية فيديوهات تظهر بوضوح سيطرة قوات النظام على كراجات العباسيين. واستقدم النظام سيارات من مناطق الصناعة وشارع نسرين، تحمل مكبرات صوت، لإذاعة الأناشيد “الوطنية” في الأحياء المجاورة لمناطق الاشتباك، وسط تساقط للقذائف والصواريخ طال محيط ساحة العباسيين وشارع فارس خوري وشارعي حلب والملك العادل، ما خلّف إصابات بشرية. فضلاً عن سقوط ثلاث قذائف في مساكن برزة، عدا عن الرصاص المتفجر الذي طال أحياء التجارة والصور والعدوي.
وبث “فيلق الرحمن” مقطعاً مصوراً بواسطة طائرة من دون طيار، يُظهر مشاهد للمعركة في أول أيامها، وظهرت فيها معظم الشوارع الملاصقة لمنطقة كراجات العباسيين والطريق الدولي دمشق-حمص خالية تماماً من أي تواجد مدني أو عسكري، فيما أصدر “الفيلق” صباح الثلاثاء بياناً رسمياً حول المعركة، تحدث فيه عن استمرارها حتى تحقيق أهدافها، مؤكداً الالتزام بقانون النزاعات المسلحة وجميع الأعراف المتعلقة بالمعارك، من تحييد المدنيين من كافة الطوائف والانتماءات عن النيران المباشرة وغير المباشرة، واحترام دور العبادة والقائمين عليها، خاصة أن منطقة الاشتباك كانت تقطنها أغلبية مسيحية.
وتبدو المعارك في يومها الثالث أعنف مما سبق، إذ استقدم النظام تعزيزات كبيرة مؤلفة من 40 دبابة تم نشرها على اتوستراد العدوي، فضلاً عن مئات العناصر من مليشيا “الدفاع الوطني” وعناصر “المعارضة” المسلحة سابقاً من مناطق “التسويات”، وحشدهم على جبهات جوبر والقابون وبرزة. اقتحام النظام لأحياء دمشق الشرقية، كان من المفترض أن يبدأ صباح الثلاثاء، إلا أن هجوم المعارضة الجديد حال دون تنفيذ الخطة، بحسب ما قالته مصادر مقربة من النظام لـ”المدن”.
الناشط عبد الوهاب أحمد، قال لـ”المدن”، إن مليشيا “حزب الله” سحبت عناصرها من محيط وادي بردى، وأرسلتهم إلى جبهة جوبر، إلا أن مصادر أخرى أكدت لـ”المدن” عدم وجود فعلي للحزب في المعارك الجارية في المنطقة حتى اللحظة، رغم وجود مليشيات عراقية أبرزها “لواء أبو الفضل العباس” الذي يقوده “أبو عجب”.
ورغم سيطرة المعارضة نارياً على شارع فارس خوري وكراجات العباسيين، إلا أن التقدم إليهما قد يكون أصعب مما حدث في يوم المعركة الأول، الأحد، بسبب التحصينات التي أقامها النظام، والتعزيزات التي استقدمتها إلى محيط فارس خوري والشوارع الفرعية التي تصل منطقة الكراجات بساحة العباسيين، واشتداد القصف على مناطق الاشتباك بشكل كبير.
وشارع فارس خوري هو عبارة عن رقعة جغرافية تمتد من كراجات العباسيين إلى ساحة العباسيين، وتتفرع عنه شوارع وأزقة تنتهي بالقرب من مجمع العباسيين. والسيطرة على فارس خوري بالكامل تتطلب السيطرة على كامل المنطقة.
من جهة ثانية، بدأت قوات النظام ظهر الثلاثاء هجوماً جديداً استهدف بساتين برزة من جديد، واستقدمت خمس دبابات على جبهة “الوسائل التعليمية” إضافة إلى مدرعات وعناصر من المشاة في نية لعزل حي برزة عن البساتين، بحسب “المكتب الإعلامي لحي بزرة”. وتدور اشتباكات عنيفة في المنطقة، وقصف مكثف استهدف البساتين في محاولة من النظام لاقتحامها، مع استمرار إغلاق كافة المنافذ المؤدية إلى حي برزة من دمشق للأسبوع الثاني تقريباً.
وكانت الفصائل قد شنت هجوماً الإثنين في حي القابون استهدف أبنية تتمركز فيها النظام ومليشياته في عمق الحي، إلا أن العمل توقف بعد ساعة من انطلاقه لأسباب مجهولة، بحسب مصادر عسكرية معارضة. وأعلن رئيس الهيئة السياسية في “جيش الإسلام” محمد علوش، ليل الإثنين، مؤازرة الجيش للفيلق من جهة القابون، وهذا هو التدخل الأول لـ”جيش الإسلام” في تلك الجبهة.
وشهدت مدينة دمشق خلال الساعات الـ24 الماضية، استنفاراً أمنياً غير مسبوق، وتدقيقاً على الحواجز، وانتشاراً عسكرياً كبيراً للنظام والمليشيات، وسط إشاعات عن تسلل انتحاريين إلى دمشق. وأخلت قوات الأمن، الإثنين، مبنى الشؤون العقارية، بعد الاشتباه بوجود قنبلة فيه، كما قامت بإخلاء أبنية وأجرت عمليات تفتيش مكثف شرقي حي المزة، للاشتباه بوجود انتحاريين.
المعارضة تطرد “داعش” من كامل القلمون الشرقي
قال المسؤول الإعلامي العام في “قوات الشهيد أحمد العبدو” لـ”المدن”، إن الهدف من عمليات المعارضة الحالية في غرفتي عمليات “صد البغاة” و”سرجنا الجياد” هو وصل القلمون الشرقي بالبادية السورية، المحاصرتين من قبل “داعش” والنظام.
وسيطرت غرفة عمليات “طرد البغاة” في مرحلتها الثانية على جبل زبيدة وتلة الضبعة وبئر الأفاعي والمنقورة، ليصبح كامل القلمون الشرقي تحت سيطرة المعارضة، التي تقترب بذلك من المحسة والقريتين في ريف حمص.
وكانت “قوات الشهيد أحمد العبدو” قد بدأت في 16 آذار/مارس 2017، هجوماً ضمن المرحلة الأولى من معركة “صدّ البغاة”، على محاور جبال القلمون الشرقي التي يسيطر عليها تنظيم “الدولة الإسلامية”، وتمكنت من التقدم في محور جبل الأفاعي، واستعادت نقاطاً في أعلى سلسلة الجبل. ورغم كثافة المعارك، لم تتمكن “قوات العبدو” من الاستيلاء على بئر الأفاعي الذي تحصن “داعش” فيه.
في 20 آذار/مارس أعلنت المعارضة المرحلة الثانية من معركة “طرد البغاة” في القلمون الشرقي، وانضم إلى “قوات العبدو” كلاً من “فيلق الرحمن” و”جيش الإسلام”. وسيطرت المعارضة على كامل الجبل الشرقي وجبل النقب.
وتنضوي “قوات العبدو” في تحالف “الجبهة الجنوبية” من الجيش السوري الحر. وتنشط في البادية السورية والقلمون الشرقي، وتحاول استعادة تلك المناطق من تنظيم “الدولة الإسلامية”، وتمكنت خلال الأيام الماضية من تطهير أكثر من 1800 كيلومتر مربع في القلمون الشرقي والبادية السورية.
في 19 آذار/مارس، بدأت المرحلة الأولى من معركة “سرجنا الجياد” في البادية السورية. وضمت غرفة عمليات المعركة، إلى جانب “قوات الشهيد أحمد العبدو”، كلاً من “أسود الشرقية” و”مغاوير الثورة” و”جيش أحرار العشائر”. وسيطرت المعارضة على منطقة سيس ومنطقة تيس وسرية البحوث العلمية وحاجز مكحول ومنطقة مكحول وسد أبو ريشة وحاجز ظاظا ومنطقة السبع بيار.
ويتخذ تنظيم “داعش” من البادية الشامية مكاناً جديداً بعد الخسائر التي تلقاها في شمال وشرق سوريا وكذلك في الموصل العراقية، ويستقدم تعزيزات عسكرية لها، من بادية السويداء باتجاه البادية الشامية، لاستعادة ما خسره مؤخراً. لكن غرفة عمليات “وسرجنا الجياد” تطبق إستراتيجية جديدة، تمكنت من خلالها من تدمير 6 آليات بينهما مدرعات، وقتلت وجرحت ما يزيد عن 40 عنصراً مسلحاً.
وبدأت معركة “سرجنا الجياد”، بقصف مكثف للمعارضة عبر راجمات صواريخ حديثة، وأحكمت السيطرة على كافة المواقع باستناء جبل مكحول، الذي تتحصن فيه مجموعة من “داعش”. وتحاول المعارضة حالياً التقدم من محاور السبع بيار باتجاه مناطق المحسة في بادية حمص. وكثّفت ضرباتها الصاروخية على مواقع التنظيم الرئيسية في الحماد الشامي وتحديداً في جبل دكوة، تمهيداً لاقتحامه.
الغارات الاسرائيلية على سوريا..تمس الخطوط الحمراء
احتلّ خبر سقوط طائرة إسرائيلية بدون طيار مساحة واسعة في عناوين الصحافة الإسرائيلية الصادرة، الثلاثاء، لكنها تقاطعت معظمها في معالجة الموضوع من الزاوية ذاتها، وذلك عبر الإشارة إلى رواية حزب الله والنظام السوري بأنهما من أسقطاها، وبين الرواية الإسرائيلية التي شددت تارة على سقوطها نتيجة “خلل فني”، وتارة أخرى بأن الأوساط العسكرية تواصل التحقيق في الأسباب.
الصحافي الإسرائيلي المتخصص بالشأن العسكري إيال عاليما، قال في حديث إذاعي إن التغيير الحاصل في الجبهة الشمالية تمثل في طريقة تعامل النظام السوري مع الأنشطة الإسرائيلية المعتادة منذ بدء الأزمة في سوريا قبل 6 سنوات، والتي تأتي في سياق “سياسة الخطوط الحمراء” التي وضعتها إسرائيل وتتمثل بنقطتين اساسيتين؛ أولاً: منع وصول أسلحة من إيران إلى حزب الله، وثانياً: الحفاظ على “السيادة الإسرائيلية” في الجولان السوري المحتل.
ويعتقد عاليما أن التغيير الذي حدث في الأيام الأخيرة لا يتمثل بطبيعة وكثافة الغارات الإسرائيلية، وإنما يعود الى تغيير النظام السوري لنهجه في التعامل معها، فانتقل من مرحلة “التحذيرات الفارغة” التي لازمت الفترة الماضية إلى شعوره بالقوة التي تجعله يضرب صواريخ مضادة اتجاه الطائرات الاسرائيلية بُغية نقل رسالة إلى إسرائيل “بأنها لا تستطيع مواصلة نشاطاتها كما ترتئي”. ويرجح عاليما أن دمشق حصلت على ضوء أخضر روسي حيال ذلك، ارتباطاً بالمعادلة الرامية إلى تعزيز نفوذ الرئيس السوري بشار الأسد في المشهد السياسي الحالي والقادم.
وبحسب التسريبات التي نقلتها مصادر فلسطينية قيادية داخل الخط الأخضر لـ”المدن”، فإن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تشعر بقلق كبير بسبب شعورها أن أموراً ومستجدات باتت تشكل “مصاعب” امام استمرارها في سياسة “الخطوط الحمراء”. وأوضحت أنه في حال نفذت اسرائيل ضربة جوية قادمة قد تدفع الوضع باتجاه التدهور الذي لا ترغب به اسرائيل ولا أي طرف من اللاعبين الأساسيين على الأرض في سوريا.
ويُقر محللون عسكريون إسرائيليون بغضب روسيا من الأنشطة الإسرائيلية في سوريا، ويقولون إن القلق الاسرائيلي الكبير يتمثل الآن في أن تُحشر اسرائيل في الزاوية وتنجر الى معركة في سوريا من دون أن ترغب بذلك أصلاً، لأن تل أبيب تريد أن تحافظ على الخطوط الحمراء ولكنها في الظروف الراهنة لا تستطيع ذلك، الأمر الذي يدفع هذه الأوساط إلى التساؤل: “إلى أي مدى سيتم اختبار الصبر الاسرائيلي من جهة، ومن جهة ثانية ما مدى استعداد اسرائيل للذهاب باتجاه المسار التصعيدي المُحتمل؟”.
ورغم تخوف هذه الأوساط من أن الأمور الحالية قد تجر المنطقة إلى سيناريو المواجهة المحتملة، إلا أنها تستدرك، وتقول: “الواقع يُظهر عدم رغبة اي طرف بالمواجهة، وقد يطرأ تفكير جديد ونشهد تدخلاً روسياً لتهدئة الامور وبمنحى يمنع نقل الاسلحة من ايران إلى حزب الله”. ثم تتابع: “هذه الأمور مفتوحة على الطاولة الآن”.
الوحدات الكردية تستثمر في المتناقضات على الساحة السورية
وحدات حماية الشعب الكردية تضع خطة لزيادة عدد قواتها إلى أكثر من 100 ألف مقاتل خلال هذا العام.
دمشق – تعمل وحدات حماية الشعب الكردي بشكل حثيث على الاستثمار في المتناقضات لتعزيز نفوذها في سوريا.
وتحرص الوحدات التي تشكل الفصيل الكردي الأبرز على الساحة السورية على كسب ود الجانبين الأميركي والروسي، في ظل الخلافات القائمة بينهما وتركيا.
وأعلنت وحدات حماية الشعب الذراع العسكرية للاتحاد الديمقراطي الكردي إنها تستهدف زيادة قواتها بواقع الثلثين إلى أكثر من 100 ألف مقاتل هذا العام في خطة ستعزز حضورها في شمال سوريا، حيث تسعى لتركيز إقليم حكم ذاتي، يثير قلق تركيا التي تشهد تمردا في جنوبها الشرقي يقوده حزب العمال الكردستاني ذو النزعة الانفصالية.
وقال المتحدث ريدور خليل إن وحدات حماية الشعب الكردية، التي تلعب دورا حاسما في الحملة المدعومة من الولايات المتحدة على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، أطلقت حملة كبيرة هذا العام لتحول نفسها إلى قوة أكثر تنظيما تماثل جيشا.
وأضاف أن الوحدات كانت بنهاية 2016 تضم 60 ألف مقاتل بما في ذلك وحدات حماية المرأة وأن الوحدات شكلت بالفعل عشر كتائب جديدة منذ بداية هذا العام كل كتيبة مؤلفة من نحو 300 مقاتل.
وقال خليل “نطمح إلى أن تتجاوز 100 ألف” ولدى سؤاله متى تريد وحدات حماية الشعب تحقيق هذا الهدف قال “النصف الثاني من العام 2017”. ووحدات حماية الشعب بمثابة جيش المناطق شبه المستقلة التي يقودها الأكراد وظهرت في شمال سوريا مع تراجع سلطة الدولة في 2011 الذي صاحب اندلاع الحرب الأهلية.
وتمول إدارات تلك المناطق وحدات حماية الشعب. وتواجه القوة وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي المرتبط بها رفضا ليس من تركيا فحسب وإنما أيضا من السلطات الكردية في العراق المجاور.
وعلى الرغم من العداء التاريخي فإن علاقتها بالحكومة السورية أهدأ نظرا لأن الجانبين تفاديا الدخول في صراع خلال الحرب المستمرة منذ سبع سنوات.
وتعتبر أنقرة أن وحدات حماية الشعب امتداد لحزب العمال الكردستاني وبالتالي مصدر تهديد كبيرا لأمن تركيا. وبدأ الجيش التركي توغلا عسكريا في سوريا العام الماضي بهدف منع توسع السيطرة الكردية بمنطقة من شمال سوريا يطلق عليها الأكراد روج آفا.
وقال خليل إن الوحدات الجديدة وكتائب جديدة غيرها من المزمع تشكيلها هذا العام ستتدرب على كل أشكال القتال والسلاح والأساليب بهدف تحويل وحدات حماية الشعب إلى قوة أكثر تنظيما تشبه جيشا تقليديا.
وذكر منشور لوحدات حماية الشعب تم توزيعه على مجندين للكتائب الجديدة في المنطقة ذات الأغلبية الكردية بشمال سوريا حيث يعيش نحو مليوني كردي “قوة عسكرية منضبطة ومتماسكة ومدربة جيدا على أساليب مختلفة للحرب… هي الضمان الحقيقي للدفاع عنا ولتأكيد وجودنا كدولة عظيمة تستحق الكرامة”.
وأكد خليل على أن كل مقاتل سيحصل على راتب شهري قيمته 200 دولار وهو ما يزيد 20 دولارا على أعلى أجر يحصل عليه مقاتلو وحدات حماية الشعب حاليا.
وتراهن الولايات المتحدة على الوحدات الكردية لتحرير الرقة من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية ، كما تقيم روسيا ايضا علاقات قوية معها ترجمتها بتحويل مركز المصالحات الذي يساعد في التفاوض على اتفاقات محلية لوقف إطلاق النار بين الأطراف المتحاربة في سوريا، إلى منطقة عفرين من محافظة حلب التي تسيطر عليها الوحدات.
حزب الله يستخدم طائرة بدون طيار في غارات جوية في سوريا.. و(إسرائيل) تراقب
ترجمة وتحرير أسامة محمد – الخليج الجديد
استخدم حزب الله حرب سوريا لتطوير استخدامه للطائرات بدون طيار. ويقول محللون أن هذه العمليات يجري رصدها عن كثب من قبل (إسرائيل).
يعمل حزب الله على إنشاء أسطول من الطائرات المسلحة بدون طيار رخيصة التكلفة، ويقوم باستخدامها للتأثير في سوريا، ويقول محللون أن هذه القدرة القتالية التي تعززها المجموعة يمكن في نهاية المطاف أن تتحول ضد (إسرائيل).
وفقا لأدلة الفيديو، فقد استخدمت الجماعة اللبنانية المسلحة، الطيارات الصغيرة الرخيصة بدون طيار، لإسقاط القنابل على المعارضين السوريين في شمال سوريا. وأظهر شريط فيديو على موقع يوتيوب ظهر في أغسطس/آب على ما يبدو قنابل من طائرة صغيرة بدون طيار يديرها حزب الله عن بعد.
وقد أشارت صحيفة تايمز أوف إسرائيل أن شريط الفيديو يظهر قنابل MZD-2 صينية الصنع و تحتوي ذخائر MZD-2 عموما على عبوة ناسفة، ملفوفة في كرات صغيرة من البلاستيك أو المعدن.
كما أن الدولة الإسلامية في الموصل قامت بتطوير استخدام الطائرات بدون طيار وتقوم بشن حملة من الهجمات الجوية على المناطق المدنية في شرق المدينة، من خلال إسقاط القنابل اليدوية والعبوات الناسفة من الطائرات الصغيرة التي يتم التحكم فيها عن بعد.
لكنه يظهر أيضا أن استخدام حزب الله للطائرات بدون طيار قد بدأ منذ مشاركته في الحرب السورية لدعم رئيس البلاد «بشار الأسد».
التكنولوجيا صارت متاحة
وقال «نيكولاس بلانفورد»، وهو خبير في المجلس الأطلسي ومتخصص في شؤون حزب الله أن التطورات الحديثة في التكنولوجيا جعلت الطائرات بدون طيار في نطاق إمكانيات جماعات مثل حزب الله.
وأضاف أن «التكنولوجيا أصبحت أرخص ومتاحة لمعظم الناس الآن. والطائرة بدون طيار الصغيرة المعدة للاستخدام التجاري يمكن شراؤها مقابل أقل من 600 دولار».
كان حزب الله قد سجل أول استخدام لطائرات بدون طيار في عام 2004، عندما أرسلت طائرة مرصاد الإيرانية في مهمة استطلاع وجيزة على (إسرائيل) استمرت لنحو 18 دقيقة قبل أن تعود إلى لبنان ولم يتم كشفها.
وقال «بلانفورد» إن الطائرات بدون طيار استخدمت أيضا من قبل حزب الله في الحرب مع (إسرائيل) في عام 2006، مشيرا إلى أن حزب الله أرسل ثلاثة من الطائرات بدون طيار على الأقل باتجاه أراضي العدو واحدة منها على الأقل تحمل متفجرات.
ومع ذلك باءت عملية الإطلاق بالفشل حيث تم إطلاق النار على الطائرات بدون طيار من سلاح الجو الإسرائيلي مما أدى إلى تحطمها قبل الوصول إلى الحدود الإسرائيلية.
ومع ذلك وبحلول أكتوبر / تشرين الأول عام 2012، كان الحزب قادرا على تسيير الطائرات بدون طيار إلى جنوب (إسرائيل)، على مسافة عدة مئات من الكيلومترات، أسفل الساحل الإسرائيلي قبالة قطاع غزة وصحراء النقب.
ويعتقد محللون أن الطائرة بدون طيار كانت طائرة «شاهد 129» الإيرانية بسبب المسافة المقطوعة حيث أن الطائرة أكثر تقدما وتشبه طائرات «ريبر» بدون طيار الأمريكية.
وقد قال الأمين العام لحزب الله، «حسن نصر الله» أن الطائرة كانت في مهمة وتم عرض جزء من مسار الرحلة على قناة المنار، وقامت (إسرائيل) بإسقاط هذه الطائرة أيضا.
2014: أول هجوم مسلح
وقال الخبير «أمين حطيط»، أنه بحلول عام 2014 بدأت أول عملية هجوم مسلح ناجحة بطائرة بدون طيار من حزب الله عندما هاجمت مقرا لجبهة النصرة على الحدود اللبنانية مع سوريا و أضاف أن الطائرات بدون طيار تستخدم للاستطلاع، ولكن زيادة قدرتها على حمل المتفجرات يجعلها تحديا أمنيا أكبر.
وفي الوقت نفسه يظهر أن المجموعة تسعى إلى تحسين قدراتها على استيعاب طائرات أكثر تقدما.
في البداية أطلق الحزب الطائرات بدون طيار من سلالم على الجزء الخلفي من شاحنة. في عام 2015 كشفت «ديفنس ويكلي» من المملكة المتحدة أنه يوجد للحزب مهبط للطائرات بطول 600 متر وبعرض 30 متر في منطقة نائية من وادي البقاع في لبنان، قالت إنه موقع لإطلاق الطائرات بدون طيار.
ونفى حزب الله أن يكون هناك مهبط للطائرات في ذلك الموقع.
ووفقا لمصادر محلية فقد تم تحديد موقع آخر لإطلاقها وهو إيعات في منطقة البقاع اللبناني وهو قرب قرية صغيرة إلى مدينة بعلبك.
النمو المتسارع
غير أن النزاع في سوريا المجاورة ساهم في توسيع استخدام المنظمة للطائرات بدون طيار.
خلال مقابلة الشهر الماضي في لبنان، قال مقاتل من حزب الله: «نحن بالتأكيد تعلمنا الكثير من خلال العمل مع الروس والإيرانيين في الحرب سوريا وبشكل أكثر تحديدا عندما يتعلق الأمر الطائرات بدون طيار».
وقال «بلانفورد» في الوقت نفسه إن حزب الله لا يطور فقط معرفته بالطائرات بدون طيار ولكن يمارس أيضا تطوير مجموعة جديدة من مهارات القتال في الحرب في سوريا. وهذا يشمل توجيه الضربات، وتحسين الخدمات اللوجستية لنشر القوات، وتحسين مهارات العمليات الهجومية والسيطرة على الأرض.
تدرب حزب الله في سوريا أيضا على الانتقال من قتال نفس العدو في نفس المكان (إسرائيل في جنوب لبنان) إلى عدة مسارح حرب جديدة، من الجبال الجرداء إلى مساحات زراعية مسطحة ومدن داخلية، والتي كانت غير مألوفة لكوادر المنظمة. وتعلم حزب الله أيضا القتال في أحجام وحدات كبيرة وجنبا إلى جنب مع الجيوش الأخرى وهو ما لم يفعله من قبل، حتى إن الحزب يفتخر اليوم بامتلاكه لواء مدرعا.
وتعلم الحزب أيضا كيفية استخدام الاستخبارات والاستطلاع لتطوير عمليات هجومية أكثر تعقيدا.
وقد انعكس هذا المستوى من الخبرة على تغيير في النظرة إلى حزب الله من قبل (إسرائيل). فوفقا للتقرير السنوي لمعهد دراسات الأمن القومي، تم تسليط للضوء على التطور الكبير لحزب الله، متجاوزا إيران «التي كانت تشكل أكبر خطر على إسرائيل».
يقول «بلانفورد» أن دخول حزب الله في تكنولوجيا الطائرات بدون طيار يمثل حربا نفسية ضد (إسرائيل). رغم أن هذا الاستخدام لا يزال في مراحله الأولى.
لا يوجد حد لاستخدام الطائرات بدون طيار عبر الحدود السورية بالنظر إلى أن السيطرة على الجو يكفلها حلفاء حزب الله، مما يعطي هامشا كبيرا من الحرية للحزب.
في المقابل، قال «آفي ميلاميد»، مسؤول الاستخبارات الإسرائيلي السابق والخبير في الشؤون الإسرائيلية: «إسرائيل لا تقلل من قدرات حزب الله العسكرية. تتابع إسرائيل حزب الله عن كثب في نواح كثيرة ويعد استخدام الطائرات بدون طيار هو بالطبع واحد من القضايا التي يتم مراقبتها عن كثب من قبل إسرائيل».
المصدر | ميدل إيست آي
الأطراف السورية تؤكد حضورها مفاوضات جنيف
أعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء أن وفدي الحكومة السورية والمعارضة أكدا حضورهما الخميس المقبل جنيف لاستئناف مفاوضات السلام التي من المتوقع أن تستمر حتى الأول من أبريل/نيسان المقبل، وذلك رغم تجدد القتال في شرق دمشق.
وقالت المديرة الإعلامية لمكتب الأمم المتحدة في جنيف أليساندرا فيلوتشي إن المبعوث الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا يلفت إلى أن “كل المدعوين الذين حضروا الجولات السابقة من المفاوضات في فبراير/شباط 2017 أكدوا مشاركتهم”.
وأوضحت أن مساعد المبعوث الخاص للأمم المتحدة رمزي عز الدين رمزي سيتولى مهمة استقبال وفدي الحكومة السورية والمعارضة الخميس لإطلاق هذه الجولة الخامسة من المفاوضات.
وأضافت أن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا دي ميستورا يزور عواصم عدة وسيكون في الساعات المقبلة في موسكو وأنقرة اللتين تشرفان على رعاية اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا وعملية السلام.
وبحسب المتحدثة ذاتها فإن دي ميستورا دعا الأطراف السورية إلى الاستعداد لمناقشة قضايا سياسية جوهرية خلال هذه الجولة.
قضايا رئيسية
وقالت فيلوتشي إن المحادثات ستركز على أربع قضايا هي: أسلوب الحكم، والتعديلات الدستورية، والانتخابات، وإجراءات مكافحة الإرهاب.
وذكرت أن دي ميستورا الذي عقد محادثات في الرياض سيُجري مشاورات مع مسؤولين في موسكو وأنقرة، قبل أن يعود إلى جنيف بعد يوم من بدء المحادثات تحت رعاية نائبه رمزي.
يذكر أنه لم يحدث أي تقارب خلال جولة المفاوضات الماضية التي انتهت في مطلع شهر مارس/آذار الجاري.
كما سبق أن نظمت أربع جولات من المفاوضات في جنيف تحت إشراف الأمم المتحدة منذ العام 2016 لكن دون التوصل إلى حل لهذا النزاع الذي دخل عامه السابع وأوقع أكثر من 320 ألف قتيل وتسبب في تشريد ملايين الأشخاص.
وينتظر أن تسفر مباحثات السلام السورية بجنيف عن التوصل لحل سياسي للنزاع في سوريا بعد نحو ستة أعوام من بداية الأزمة.
من جهة أخرى، أعلن رئيس لجنة مجلس الدوما الروسي للشؤون الدولية ليونيد سلوتسكي أن فريق عمل معني بتطوير العملية الدستورية في سوريا قد ينشأ خلال المحادثات السورية القادمة في جنيف.
وقال سلوتسكي خلال زيارة وفد برلماني روسي لقاعدة حميميم إن هذه الفكرة تمت مناقشتها يوم أمس مع الرئيس السوري بشار الأسد وإن الأسد عبر عن تأييده لها، مضيفا بأنه من المهم تنفيذ اقتراح آخر أيده أيضا الرئيس السوري وهو تطوير منصة للعملية الدستورية على قاعدة البرلمان السوري.
وأضاف النائب الروسي أن موسكو تأمل في أن يتم خلال الأشهر القريبة المقبلة إيجاد مثل هذه الآلية للجنة الدستورية وأن تباشر العمل في الساحة البرلمانية.
وفي سياق متصل أكد سلوتسكي أن منصة أستانا يمكن استخدامها ليس فقط لحل القضايا العسكرية للتسوية السورية، بل وأيضا لحل القضايا السياسية بما فيها الدستور، شأنها شأن منصة جنيف.
وقد وصل اليوم إلى قاعدة حميميم العسكرية الروسية وفد يضم نوابا من مجلس الدوما الروسي وعشرة برلمانيين من إسبانيا وإيطاليا والتشيك وصربيا وبلجيكا بينهم رئيس الجمعية العامة لمجلس أوروبا بيدرو أغرامونت، بعد أن التقى الوفد أمس بالأسد.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
المعارضة تسيطر على كامل كراجات العباسيين بدمشق
سيطرت قوات المعارضة السورية المسلحة على كراج العباسيين في العاصمة دمشق واستعادت السيطرة على معظم النقاط التي خسرتها أمس الاثنين في حي جوبر شرقي العاصمة، وذلك بالتزامن مع غارات جوية على مناطق الغوطة الشرقية أوقعت قتلى مدنيين، بينهم أطفال ونساء.
وقالت المعارضة إنها دمرت دبابة للنظام في حي جوبر وأصابت إحدى طائراته، وفرضت ما سمتها سيطرة نارية على شارع فارس الخوري الذي يربط حي جوبر بساحة العباسيين ثانية أهم ساحات دمشق.
وقال المتحدث باسم أحرار الشام منذر فارس إن تحرك الفصائل المعارضة بدأ منذ صباح اليوم الثلاثاء ضمن المرحلة الثانية من معركة “يا عباد الله، اثبتوا” التي أطلقتها قوات المعارضة قبل يومين لوصل حي القابون المحاصر بحي جوبر في محيط العاصمة.
وأكد فارس في اتصال مع الجزيرة أن المعركة تهدف إلى قطع الطريق على أي هجوم للنظام على الغوطة الشرقية ومنطقتي القابون وبرزة، متهما النظام بأنه لم يراع أي هدنة في تلك المناطق.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن الجيش السوري قوله اليوم الثلاثاء إنه يخوض قتالا ضاريا مع مقاتلين دخلوا مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة في حي إستراتيجي بشمال شرق دمشق.
وشنت عدة فصائل معارضة -على رأسها جبهة فتح الشام وفيلق الرحمن فجر أول أمس الأحد- هجوما مباغتا على مواقع قوات النظام في حي جوبر الذي تتقاسم فصائل المعارضة وقوات النظام السيطرة عليه.
ويعد حي جوبر -المتصل بالغوطة الشرقية لدمشق أبرز معاقل المعارضة في ريف دمشق- خط المواجهة الرئيسي بين الطرفين باعتباره أقرب نقطة إلى وسط دمشق تتمركز فيها المعارضة المسلحة.
قتلى بغارات
وبالتزامن مع هذه التطورات قال مراسل الجزيرة إن مدنيين قتلوا، وأصيب آخرون -بينهم أطفال ونساء- بجروح وذلك في غارات شنتها طائرات النظام على مدن وبلدات جسرين وحزرما وعين ترما وعربين وحمورية وسقبا في الغوطة الشرقية بريف دمشق.
وعلى جبهة أخرى، قالت المعارضة المسلحة في بيان إنها سيطرت على جبال الأفاعي وسهلة بئر الأفاعي في منطقة القلمون الشرقي بريف دمشق بعد معارك وصفت بالعنيفة مع تنظيم الدولة الإسلامية.
وأضاف بيان المعارضة أن المعارك في المنطقة انتهت بانسحاب تنظيم الدولة من تلك النقاط.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
المعارضة تتقدم باتجاه وسط دمشق.. والنظام يقصف الغوطة
الفصائل سيطرت على المنطقة الصناعية وتستعد لاقتحام كراج العباسيين
تقدمت #المعارضة_السورية اليوم الثلاثاء باتجاه وسط العاصمة #دمشق، وقالت مصادر لقناتي “العربية” و”الحدث” إن #فيلق_الرحمن سيطر نارياً وبشكل كامل على #كراج_العباسيين شرق العاصمة دمشق وباشر باقتحامه.
وسيطرت فصائل المعارضة كذلك على كامل #المنطقة_الصناعية ومعامل الغزل والنسيج وكذلك على تقاطع #جوبر المؤدي إلى وسط #دمشق.
من جهته، أعلن إعلام #النظام_السوري أن قواته اشتبكت مع مقاتلي المعارضة الذين شنوا هجوما فجر اليوم على مواقع للنظام على طريق رئيسي يؤدي إلى دمشق، مؤكداً أن مقاتلي المعارضة اقتحموا مناطق في حي جوبر الخاضع لسيطرة النظام. ورد النظام بقصف #الغوطة الشرقية بـ30 غارة أوقعت قتلى وجرحى بين المدنيين والدفاع المدني.
من جانبه، أفاد المرصد أن “المعارك العنيفة تجددت فجر اليوم في محاور المعامل وكراش والكهرباء ومحيط السيرونكس في #حي_جوبر. وتترافق الاشتباكات مع تنفيذ طائرات حربية غارات على محاور القتال، إضافة للقصف الصاروخي المتبادل والعنيف بين الطرفين”.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة “فرانس برس”، إنه “سمع دوي انفجار عنيف يرجح أنه ناجم عن هجوم بسيارة مفخخة على موقع لقوات النظام بين حي جوبر و #القابون”.
المنطقة الصناعية بين حي جوبر والقابون
من جهته، كشف #وائل_علوان المتحدث باسم #فيلق_الرحمن، وهو الفصيل الرئيسي الذي شن الهجوم على دمشق، أن مقاتلي المعارضة شنوا هجوما جديدا على المشارف الشمالية الشرقية لدمشق اليوم الثلاثاء، واستعادوا مواقع كانوا قد فقدوها أمام #قوات_الأسد في مطلع الأسبوع.
وقال #علوان لوكالة “رويترز”: “الساعة 5 صباحا بدأنا المرحلة الثانية واستعدنا كل النقاط التي انسحبنا أمس منها”، مضيفاً أن المقاتلين يجتازون الآن تقاطعا بريا رئيسيا يؤدي إلى قلب المدينة.
دي ميستورا يجري مباحثات في الرياض تمهيداً لـ”جنيف“
المبعوث الدولي سينتقل إلى موسكو وأنقرة في مسعاه لعقد جولة جديدة من المباحثات السورية
دبي – قناة العربية
أعلن نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة #فرحان_حق أن المبعوث الأممي #ستيفان_دي_ميستورا بدأ جولة جديدة تمهيداً للمباحثات السورية، وأولى محطاتها كانت اليوم الثلاثاء في #السعودية.
وبحسب الأمم المتحدة، فقد أجرى #دي_ميستورا مشاورات في #الرياض في إطار الجهود المبذولة من أجل عقد جولة جديدة من مباحثات #جنيف، وسيتوجه إلى #موسكو و #أنقرة لاحقاً.
من جهتها، أكدت الخارجية الروسية زيارة المبعوث الأممي إلى #موسكو غدا الأربعاء لإجراء مزيد من المشاورات مع المسؤولين الروس.
وفي سياق متصل، أعلنت الأمم المتحدة، الثلاثاء، أن وفدي النظام السوري والمعارضة أكدا حضورهما #مفاوضات_جنيف هذا الأسبوع رغم تجدد القتال في شرق دمشق.
وقالت الناطقة باسم الأمم المتحدة اليساندرا #فيلوتشي للصحافيين: “كل المدعوين الذين حضروا الجولات السابقة من المفاوضات في شباط/فبراير 2017 أكدوا مشاركتهم”.
وأوضحت أن مساعد المبعوث الخاص للأمم المتحدة رمزي عز الدين رمزي، سيتولى مهمة استقبال وفدي #النظام_السورية والمعارضة الخميس لإطلاق هذه الجولة الخامسة من المفاوضات.
وأضافت أن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى #سوريا دي ميستورا يزور عدة عواصم، وسيكون في الساعات الـ48 في موسكو و #أنقرة اللتين تشرفان على رعاية اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا وعملية السلام.
وقالت متحدثة إن دي ميستورا دعا كافة #الأطراف_السورية إلى الاستعداد لمناقشة قضايا سياسية جوهرية خلال الجولة المقبلة من المحادثات التي ستبدأ يوم الخميس، ومن المتوقع أن تستمر حتى الأول من أبريل/نيسان.
وقالت فيلوتشي في بيان قرأته في إفادة صحافية بمقر الأمم المتحدة في جنيف، إن المحادثات ستركز على أربع قضايا “بالتوازي”، هي أسلوب الحكم، والتعديلات الدستورية، والانتخابات، وإجراءات مكافحة الإرهاب.
“القيصر” السوري يزور البيت الأبيض.. لماذا؟
دبي – قناة الحدث
بعد نحو عامين ونصف من شهادته أمام #الكونغرس_الأميركي ، محاولات جديدة للضغط يمارسها #المصور_قيصر لحضّ الإدارة الجديدة في البيت الأبيض على اتخاذ إجراءات أكثر حزما بحق #نظام_الأسد في #سوريا.
قيصر الاسم المستعار للمصور الذي كان يعمل لدى استخبارات النظام السوري والتقط عشرات الآلاف من الصور لضحايا المجازر وعمليات التعذيب التي ارتكبت في السجون، ثم تمكن من تسريبها إلى الخارج معرضا حياته وحياة أفراد عائلته للخطر، لتكون دليلا على تورط النظام وإدانته في المحاكم #الجنائية_الدولية، بارتكاب جرائم حرب وانتهاك حقوق الإنسان الدولية، بشكل ممنهج.
ورغم أن مساعي قيصر لم تفلح بالضغط على الإدارة الأميركية السابقة في عهد أوباما من أجل اتخاذ خطوات أكثر صرامة في #سوريا ، يعكف قيصر حاليا مع منشق آخر اسمه المستعار سامي على إعادة المحاولة.
حيث من المقرر أن يزورا البيت الأبيض الأسبوع الحالي وفق ما كشفت صحيفة نيويورك تايمز للقاء عدد من مستشاري الرئيس ترمب، في مسعى لدفع إدارته من أجل الوفاء بتعهداتها حيال إقامة مناطق آمنة في سوريا، وتقديم مزيد من الدعم للمعارضة. ويأتي هذا بعد لقائهما بالمبعوث الأميركي السابق إلى سوريا مايكل راتني الاثنين، وعدد من نشطاء حقوق الإنسان في واشنطن.
مفكر يساري يكشف: هذه أسباب الجمود عند اليساريين
دبي – العربية.نت
اعتبر المفكر اللبناني اليساري كريم مروة، أن “اليسار العربي” وطوال السنوات الماضية لم يمارس “نقداً حقيقياً” أو مراجعة لأفكاره، محملاً قوى #اليسار مسؤولية ذلك.
وقال في حديث لـ”العربية”، إن “اليسار عانى طويلاً من عدم ممارسة #النقد الذاتي أو المراجعة الفكرية. وغياب النقد الذاتي كان أحد أسباب الفشل”، مضيفاً أنه “على اليسار أن يتوقف عن حالة الحقد التي يوجهها ضد #الرأسمالية”، ومشدداً على أنه “يجب أن نخرج من أفكار اليسار بمعناه القديم، ونعيد قراءة التجربة بشكل مختلف”.
مروة يعتقد أن الجمود الفكري سبب رئيس في عدم وجود مراجعة نقدية، وأن هذا #الجمود “يبدأ بأن يتحول أنصار التيارات الفكرية إلى مؤمنين متعصبين لها”.
وفي سبيل تحقيق رؤية أكثر عصرانية وحداثة، يرى مروة في حواره مع برنامج #منارات، أنه على النخب أن تتجه نحو تحقيق قيم “التقدم والحرية والعدالة الاجتماعية”، وأنه يجب أن “تتحد القوى المنتجة والرأسمالية، للوصول إلى مجتمع متكامل في ظل دولة”.
من جهة أخرى، يهتم المفكر كريم مروة بمفهوم “التجديد”، وتحديداً #التجديد_الديني، والذي برأيه “أصبح اليوم ضرورة مطلقة للتصدي لأفكار #داعش وغيرها”، حيث هنالك “حاجة لقراءة نقدية لكل التيارات الفكرية ولا سيما الدينية منها”، محذرا أننا “أمام ظاهرة خطيرة جداً على البشرية وعلى الدين بشكل خاص”، مطالباً المفكرين ورجال الدين أن “يساهموا في تحقيق الحراك الفكري والنقد المتجدد”.
رغم نفي روسيا.. صور تظهر تمركز قواتها في عفرين
دبي – قناة الحدث
أظهرت صور #قوات_روسية وهي تتمركز بمعداتها وآلياتها في قرية كفر جنة في #عفرين شمال #سوريا، على الرغم من نفي موسكو توسيع قواعدها في سوريا.
وكانت #وحدات_حماية_الشعب_الكردية قد كشفت أن روسيا بصدد إقامة قاعدة عسكرية شمال غرب البلاد بموجب اتفاق ثنائي وستساعد في تدريب مقاتليها.
وأشار المتحدث الرسمي باسم الوحدات، ريدور خليل، إلى “اتفاق بين وحداتنا والقوات الروسية العاملة في سوريا في إطار التعاون ضد #الإرهاب، يقضي بتلقي قواتنا تدريبات على أساليب الحرب الحديثة”.
هل يتم الإعلان عن إقليم شمال سوريا؟
دبي – رولا الخطيب
كشفت مصادر كردية سورية أنه قد يتم الإعلان عن إقليم جديد شمال #سوريا بعد هزيمة تنظيم #داعش في #الرقة و #دير_الزور، مؤكدة أنه يتم التحضير له بخطى ثابتة.
وسيكون إقليم شمال سوريا، بحسب العاملين على تأسيسه، جزءاً من الدولة الاتحادية، كما ستكون سياسته الخارجية ضمن الدولة الاتحادية، لكن هذه المصادر تؤكد أنه حتى الآن لا يوجد أي تنسيق مباشر مع #النظام_السوري لا عسكرياً ولا سياسياً، إنما عبر الروس.
وبعد تأسيس الإقليم سيتم انتخاب برلمان فدرالي يضم عرباً وآشوريين وكرداً وتركماناً.
أما قوات الحماية فسيتم زيادة عددها إلى 100 ألف، وتؤكد المصادر أن هذه القوات سيتغير دورها في سوريا الجديدة، وستتحول إلى قوة تحمي كل البلاد بعناصر سورية من كل الأطياف وليس من الأكراد فقط.
المعارضة السورية المسلحة تستخدم “تقنيات تشويش” بمعارك دمشق
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 21 مارس 2017
تستمر المعارك الضارية بين فصائل من المعارضة السورية المسلحة وبين قوات النظام السوري، تساندها قوات غير نظامية رديفة لها، في أطراف العاصمة، واستطاع مقاتلو المعارضة التقدّم في الأحياء الشرقية لدمشق أكثر مما تقدّموا بالأمس، وسط حالة من الكر والفر بين الطرفين، خاصة مع استخدام النظام السوري سلاح الطيران في قصف الأحياء والأبنية التي سيطرت عليها المعارضة أمس الاثنين، والعديد من البلدات والقرى شرق العاصمة.
ووفق شهود عيان، فقد سيطرت المعارضة السورية المسلح على “كراجات العباسيين”، وبات صعباً على قوات النظام إبعادها لأن المنطقة مكشوفة نوعاً ما، والتثبّت فيها صعب، وبسبب قصف الطيران للأبنية والأحياء المحيطة بـ “الكراج”.
ووفق مصادر من قوات النظام، فإن مسلحو المعارضة استعادوا صباح اليوم أربع نقاط، في هجوم شنوه في جوبر، ترافق مع عملية تشويش كبير على أجهزة تنصت النظام، وانقطاعات في أجهزة التواصل إلكترونية التي تمتلكها قوات النظام، ووسط تحويم طائرات مراقبة مُسيّرة عن بعد لم يكن يمتلكها مقاتلو المعارضة من قبل، وفق تأكيد هذه المصادر.
إلى ذلك، أكّد سكان من دمشق أن أصوات سيارات الإسعاف لم تتوقف منذ فجر اليوم، وسط انتشار استثنائي لحواجز قوات النظام، وقطع العديد من الطرق الرئيسية شرق العاصمة، وفرض النظام خحظر تجوّل في ساحة العباسيين وسوق الزبلطاني وشارع بشارة الخوري وحيي التجارة والعدوي، فضلاً عن انتشار الدبابات في العديد من شوارع دمشق وتمركزها على مفارق الطرق، فيما يوحي بتوتّر شديد يعم أمن العاصمة.
وأعلنت المعارضة المسلحة تكبيدها قوت النظام والميليشيات الرديفة له، “أكثر من 50 قتيلاً في حصيلة أولية لمعارك اليوم منذ ساعات الفجر الأولى وحتى الظهيرة”، مؤكدة وجود حالة من “الانسحاب العشوائي والتخبط في صفوف قوات النظام والميليشيات المرافقة لها”، كذلك أعلنت عن “تدمير دبابتين اليوم من طراز (تي 72)” على جبهة جوبر.
ورداً على قيام المعارضة المسلحة بهجومها على أحياء دمشق الشرقية، قام النظام بقصف مكثف بالصواريخ الباليستية على كراج العباسيين ومحيطه، واعترف التلفزيون السوري ووسائل الإعلام الرسمية باندلاع اشتباكات عنيفة عند تقاطع الطرق المؤدية إلى وسط العاصمة.
وتحدث معارضون عن “إسقاط مقاتلي المعارضة لطائرة حربية في سماء حي جوبر الدمشقي”، لكن المصادر الموثوقة أشارت إلى إصابتها بمضادات أرضية تقليدية قبل انسحابها من سماء المنطقة عائدة إلى قواعدها.
إلى ذلك، أكد (فيلق الرحمن)، المنضوي في صفوف الجيش السوري الحر، والذي يتحمّل الجزء الكبر من حمل المعارك، اليوم (الثلاثاء)، أنه ملتزم بـ”كافة القوانين والأعراف الدولية المتعلقة بالمعارك والنزاعات المسلحة”، ولا سيما “تحييد المدنيين في ودور العبادة عن المعارك”.
وقال الفيلق في بيان له إنه يلتزم “بتحييد المدنيين بكافة طوائفهم وانتماءاتهم، والبعثات الدبلوماسية، ودور العبادة والقائمين عليها، عن المعارك والنيران المباشرة وغير المباشرة”، كما التزم بـ “حسن معاملة الأسرى وجثث القتلى، وعدم إهانتهم وإيذائهم، وتأمين حماية الطواقم الطبية وطواقم الدفاع المدني، وكافة المجموعات الإنسانية والإعلامية”.
وتوافد لمنطقة شرق دمشق “أعداد كبيرة من مقاتلي حزب الله اللبناني، ومقاتلين من الحرس الجمهوري السوري، والفرقة الرابعة التي يُرشف عليها شقيق الرئيس السوري، فضلاً عن ميليشيات تابعة لإيران كالنجباء وغيرها”، فيما تُقاتل فصائل (فيلق الرحمن) و(حركة أحرار الشام الإسلامية) و(هيئة تحرير الشام) بغرفة عمليات موحّدة، والذين بدأوا الأحد فجراً معركة أطلقوا عليها تسمية “يا عباد الله اثبتوا”.
المعارضة السورية تشن ثاني هجوم على دمشق في ثلاثة أيام
من سليمان الخالدي وتوم بيري
عمان/بيروت (رويترز) – قالت مصادر من الحكومة السورية والمعارضة إن مقاتلي المعارضة اجتاحوا منطقة خاضعة لسيطرة الحكومة في شمال شرق دمشق يوم الثلاثاء للمرة الثانية في ثلاثة أيام ليواصلوا أجرأ هجوم لهم على العاصمة منذ عدة سنوات.
وبالنسبة للمعارضة يظهر الهجوم أنها مازالت قادرة على القيام بعمل هجومي رغم أن وضعها ما زال في غاية الصعوبة قرب دمشق وفي مختلف أرجاء البلاد.
ورجحت كفة الرئيس السوري بشار الأسد والجيش السوري والقوات الروسية والإيرانية والفصائل الشيعية المتحالفة معه في القتال في غرب سوريا في الأشهر الثمانية عشر الأخيرة وتوجت بالسيطرة الكاملة على مدينة حلب في ديسمبر كانون الأول.
وقال وائل علوان المتحدث باسم جماعة فيلق الرحمن إحدى الجماعات الرئيسية المشاركة في الهجوم في تصريحات لرويترز “الساعة 5 صباحا بدأنا المرحلة الثانية واستعدنا كل النقاط التي انسحبنا أمس منها.”
وذكر مصدر عسكري سوري لرويترز أن مقاتلي المعارضة دخلوا المنطقة وفجروا سيارة ملغومة في بداية الهجوم. وذكر المصدر أن مجموعة من مسلحي المعارضة الذين دخلوا المنطقة حوصرت “والآن يتم التعامل مع هذه المجموعة”.
وشنت جماعات المعارضة الهجوم من معقلها في الغوطة الشرقية التي تقع إلى الشرق من العاصمة. وصعدت قوات الحكومة عملياتها ضد الغوطة في الأسابيع القليلة الماضية وتسعى إلى إحكام حصار على المنطقة. ويهدف هجوم المعارضة جزئيا إلى تخفيف هذا الضغط.
ويتركز القتال حول منطقة العباسيين في حي جوبر بشمال شرق دمشق والذي يقع على بعد نحو كيلومترين شرقي أسوار البلدة القديمة على تقاطع طرق رئيسي يؤدي للعاصمة.
وقال شاهد في منطقة التجارة السكنية قرب موقع القتال إن عشرات الدبابات نشرت في مشهد غير معتاد لسكان قلب دمشق الذين نجت أحياؤهم من القتال المنتشر على أطراف المدينة.
وقال علوان المتحدث باسم فيلق الرحمن لرويترز “أطلقنا هجوما جديدا واستعدنا كل النقاط التي انسحبنا منها أمس. سيطرنا ناريا على كراج العباسيين وبدأنا باقتحامه.” وكراج العباسيين محطة رئيسية للحافلات.
وقال إن الهجوم يعزز موقف التيار الرئيسي المعارض قبيل محادثات سلام جديدة في جنيف من المقرر أن تبدأ يوم الخميس.
* رسالة لروسيا
وقال مسؤول معارض آخر سيحضر محادثات جنيف إن الهجوم يظهر أن الدعم العسكري الروسي الواسع له حدود.
وقال عصام الريس المتحدث باسم الجيش السوري الحر-الجبهة الجنوبية وهو تحالف من جماعات معارضة مدعومة من دول غربية وعربية إن هذه رسالة عسكرية وسياسية لروسيا بأن النظام ضعيف ولا يتمتع بالسيطرة الكاملة وغير قادر على أن يميل ميزان القوى بحسم لصالحه عسكريا.
وقال المصدر العسكري السوري “هم دخلوا ضمن جيب ضيق بنفس منطقة الخرق أول امبارح (أمس) والآن يتم التعامل مع هذه المجموعة”.
وقالت وسائل الإعلام الحكومية إن المعارضين الذين تسللوا إلى المدينة وحي جوبر فروا وألقي القبض على عشرات منهم أو قتلوا ولم تورد مزيدا من التفاصيل.
وبث التلفزيون الحكومي ما قال إنها لقطات صورت صباح يوم الثلاثاء في شارع فارس الخوري الذي يصل إلى كراج العباسيين وظهر فيها دخان داكن كثيف يتصاعد على مسافة.
وتقول الحكومة إن الهجوم يشنه مقاتلو جبهة النصرة وهي جماعة جهادية كانت ذراع تنظيم القاعدة في الحرب السورية قبل أن تعلن أنها قطعت صلتها بالتنظيم العام الماضي. وحاليا جبهة النصرة جزء من تحالف إسلامي يسمى تحرير الشام.
وخفف الهجوم الضغوط على المعارضين الذين خسروا أراضي في منطقتي القابون وبرزة المجاورتين حيث يقول الجيش إن المعارضين حفروا شبكة من الأنفاق تمدهم بالمؤن الأساسية التي ساعدت الغوطة الشرقية على مدى سنوات على تحمل الحصار.
وقال قيادي في المعارضة إن الجيش يكثف قصفه على مناطق تقدمت فيها المعارضة في حي جوبر وبلدات في أنحاء الغوطة الشرقية.
وقال أبو عبده وهو قيادي ميداني من فيلق الرحمن إن القصف على جميع الجبهات وإنه لا يوجد مكان لم يتعرض للقصف وتابع أن “النظام حرق” المنطقة بالطائرات والصواريخ.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجيش السوري شن ما لا يقل عن 143 ضربة جوية على مناطق خاضعة للمعارضة بشرق دمشق مستهدفا في الأساس حي جوبر منذ أن بدأ المقاتلون هجومهم.
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية – تحرير دينا عادل)