أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء، 19 كانون الأول 2012

 

زروقي بعد معاينتها الوضع ميدانياً في سورية:اللواء مملوك قال ان لا علم له بإنتهاكات جنسية

بيروت – ناجية الحصري

أمضت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون) لشؤون الأطفال والنزاع المسلح ليلى زروقي ثلاثة أيام في سورية (14 -17 الجاري) بناء على طلب كانت وجهته قبل ثلاثة أشهر (بعد تعيينها في منصبها الحالي) إلى السلطات السورية، وتلقت في ضوئه دعوة من الحكومة السورية للوقوف بشكل مباشر على اثر الصراع المسلح الدائر في سورية منذ 20 شهراً في الأطفال، على خلفية تقارير سابقة تؤكد هذا الأثر.

وقالت زروقي لـ «الحياة» إنها لم تلتق أطرافاً في المعارضة «لأسباب ميدانية واكتفيت بالتحدث اليهم هاتفياً». غير أنها في الجانب الآخر قابلت رئيس الاستخبارات السورية اللواء علي مملوك ووزير العدل نجم الدين أحمد، «وطرحت معهما مسألة الانتهاكات التي ترتكب من الجانب الحكومي ولا سيما الانتهاكات الجنسية، وقلت إن جزءاً من الحماية هو مكافحة الإفلات من العقاب». وقالت إن مملوك أجاب أنه «إذا حصلت مثل هذه الأمور فأنا لست على علم بها وأريد معلومات موثقة».

وكانت زروقي طلبت لقاءات مع كل المسؤولين السوريين بمن في ذلك الرئيس بشار الأسد، وقالت إن الذين اجتمعت معهم قابلتهم في دمشق «وكل من طلبت لقاءه التقيته باستثناء الرئيس الأسد».

وارتأت زروقي الخبيرة القانونية في مجال حقوق الإنسان وإقامة العدل وتعزيز سيادة القانون ومناصرة الاستراتيجيات لحماية الفئات المستضعفة ولا سيما النساء والأطفال، والتي تولت في بلادها الجزائر في تسعينات القرن الماضي مسؤوليات في الجهاز القضائي وفي الحكومة، أن تتحدث من بيروت عن مشاهداتها وخلاصة لقاءاتها واتصالاتها مع السلطات السورية والمخابرات وأطراف المعارضة والهيئات المدنية إلى جانب فرق الأمم المتحدة.

وقالت إن التقارير التي تصل إلى الأمين العام للأمم المتحدة «تتضمن معلومات عن انتهاكات تمارس من جانب ثلاثة أطراف من الجانب الحكومي: القوات النظامية، المخابرات والميليشيا أو ما يعرف بالشبيحة، والتي بحسب المعلومات تمارس القتل واقتحام مدارس ومستشفيات». وأشارت إلى أن هدف الزيارة كان «إجراء تقييم شخصي مباشر على الأرض في ضوء المعلومات التي نتلقاها، والوصول إلى الحكومة والمعارضة وكل المجموعات للطلب اليهم وقف الانتهاكات ضد الأطفال والالتزام بالقيام بكل ما يلزم لوقفها وحتى منعها، والهدف الثالث الرصد والإبلاغ، وهي آلية اعتمدها مجلس الأمن وإذا ما ثبتت الانتهاكات فعندها يتم إدراج هذه الأطراف في عملية الرصد والإبلاغ إن من جانب الحكومة أو المعارضة».

وأكدت زروقي أنها تمكنت من الوصول إلى «كل الأمكنة التي طلبت زيارتها، والقيد الوحيد كان الأسباب الأمنية، في المناطق التي يحتدم فيها القتال». وقالت إنها زارت حمص «وكان من المفترض أن ادخل إلى منطقة الخالدية لكن الوضع في حينه كان متأزماً لأن المعارضة تسيطر على المنطقة، وكان يفترض أن التقي أطراف المعارضة على الأرض لأقوّم ما يجري، لكن لسوء الحظ عندما وصلت كان الوضع متوتراً جداً ولم يكن بالإمكان الوصول اليهم بأمان، لكنني زرت المدينة بكاملها وشاهدت الدمار والخراب الحاصل، وفي دمشق كما في حمص زرت ملاجئ للنازحين ومدارس تعمل بشكل جزئي أو لا تعمل وقابلت الناس بشكل منعزل في ملاجئهم وعلمت من مجموعات مختلفة من النازحين أن بينهم أهالي مقاتلين في المعارضة إلى جانب نازحين من اللاجئين الفلسطينيين والعراقيين، واطلعت على نشاطات تقوم بها الأمم المتحدة والتقيت المعنيين بها وهم يواجهون صعوبات كثيرة في الوصول إلى المناطق غير الآمنة، وبالتالي تأمين ما يحتاجه الناس لا سيما المواد الطبية والمحروقات، وخصوصاً للأطفال الذين يشكلون أولوية، من اجل خفض تأثير حرب تدور في مناطق مأهولة حولت إلى ساحات معارك تستخدم فيها الأسلحة الثقيلة».

وتحدثت عن «مدارس دمرت وأخرى كانت تستخدم كقواعد وتعرضت للدمار»، ونقلت تأكيد الجانب الحكومي «عدم استخدام المدارس لغايات عسكرية». وقالت إن «طواقم الأمم المتحدة على الأرض زودت بأسماء المدارس التي بحسب المعلومات تستخدم عسكرياً وستتابع الأمر في ضوء التزام السلطات بألا تفعل».

الحاجة للوصول الى مناطق المعارضة

وأكدت أنها تواصلت «هاتفياً مع قيادات في المعارضة وأكدت الالتزام بما طلبنا وعلينا الانتظار لمعرفة مدى التزام الجانبين»، مشيرة إلى «الحاجة للوصول إلى مناطق المعارضة لرصد ما يحصل، وإلا فإننا نلجأ إلى مصادر أخرى وندقق فيها، وسنقيّم في النهاية ما لدينا عن جميع الأطراف وأنا شرحت لهم جميعاً مهمتي وتوقعات مجلس الأمن مما أقوم به وسأرفع تقريراً بكل الانتهاكات وعليهم الامتثال وإذا لم يفعلوا عليهم الخضوع للمساءلة».

وتحدثت زروقي عن تأثير الحرب في الخدمات والتقديمات التي توفرها وكالة «أونروا» للاجئين الفلسطينيين في سورية «بشكل كبير، فلا محروقات لديهم وتقدم لهم وجبة طعام واحدة في النهار بسبب قلة الإمكانات وارتفاع عدد المحتاجين».

والتقت زروقي فريق المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي «والذي يعمل لحل سياسي ونؤيده لأن المجتمع السوري مكون من طوائف عدة وإذا لم نتوصل إلى حل سليم سيؤثر في الطوائف والأقليات… الحل السلمي يسمح بالحفاظ على الطوائف أما الحل العنيف فسيضحي بالكثير»، معتبرة أن «الضغط على كل طرف يجبره على التفتيش عن حل».

ولفتت إلى أن «المهم الحد من الفظاعات، وهي وصلتنا على أنواعها، وعلى هذا الأساس وضعنا هيئة الرصد والإبلاغ لتوثيقها». وقال إنها كانت شاهدة على «الانفجار الإرهابي الذي وقع أمام مدرسة وراح ضحيته 20 طفلاً وفي منطقة مسيحية، وعلى ما حصل في مخيم اليرموك، وقالت: «إنها انتهاكات خطيرة، كلموني عن انتهاكات جنسية لكني لا استطيع القول اليوم إن لدي الإثبات ويمكنني أن اتهم هذا أو ذاك». وكشفت عن أنها «تكلمت أمام الأطراف عن المحكمة الجنائية الدولية وعن العقوبات لأن مجلس الأمن لديه هذه الوسائل ويقرر ما يريد فعله في ضوء تقريرنا الذي سنرفعه إليه، لذا علينا أن نوثق ونرى مدى نية الأطراف الالتزام بما طلبناه منهم».

إيران تستبعد سقوط الأسد و«الجيش الحر» يعتبرها «شريكة في القتل»

القاهرة – محمد الشاذلي

بيروت، موسكو، انقرة – رويترز، ا ف ب – كررت ايران امس دعمها للرئيس بشار الاسد وتأكيدها على قدرة نظامه على البقاء في الحكم. وقال حسين أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الايراني، بعد محادثات اجراها في موسكو، إن بلاده لا تعتقد بان الأسد وحكومته سيسقطان قريبا. واضاف: «لدينا شكوك قوية في هذا. فالجيش السوري وجهاز الدولة يعملان بسلاسة». واشار عبد اللهيان الى ان المحادثات التي اجراها مع المسؤولين الروس تؤكد ان موسكو لم تغير موقفها من الازمة السورية.

ورد ناطق باسم «الجيش السوري الحر» على المبادرة التي اعلنتها الخارجية الايرانية الاحد الماضي، ودعت فيها الى حوار وطني يؤدي الى حكومة انتقالية تحضر لانتخابات نيابية ورئاسية، فقال «ان إيران هي في موقع الشريك في إطالة عمر الأزمة والإيرانيون يريدون اليوم ان يأخذوا طاولة التفاوض من دمشق إلى طهران وهذا يدل على دورهم وتورطهم في الأزمة السورية». واضاف ان «الجيش الحر يرفض جملة وتفصيلاً المبادرة الإيرانية ولا يرى إيران إلا كما يراها الشعب السوري شريكة في القتل والتدمير ونؤكد مجدداً أن لا حل سياسيا في سورية قبل رحيل الأسد وعصاباته عن السلطة».

وفي القاهرة، بحث المبعوث العربي – الدولي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي أمس خطته بشأن المرحلة المقبلة من مهمته. ورفض الإدلاء بتصريحات عقب محادثاته، سواء في مقر الجامعة بالقاهرة مع أمينها العام نبيل العربي أو مع وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو. وبحسب مصادر مطلعة، فقد جرى خلال لقاء العربي والإبراهيمي البحث في أفق تطوير ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر جنيف في 30 حزيران (يونيو) الماضي، وإمكان البناء على نتائجه وصولاً إلى صيغة أطلق عليها نائب الأمين العام للجامعة أحمد بن حلي تسمية «جنيف 2». واتفق المسؤولان على استمرار العمل على إنهاء العنف والاقتتال، وذلك بعد عرض وتحليل المواقف الدولية المختلفة من هذه الأزمة، خصوصاً لجهة لقاءات الإبراهيمي مع المسؤولين في موسكو وواشنطن وكذلك مع عدد من وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، وجهود حل الأزمة وتفاصيل الأوضاع على الأرض، والجهود المبذولة لإغاثة المتضررين وتقديم المساعدات الإنسانية لهم. وقالت الخارجية المصرية ان لقاء الإبراهيمي وعمرو تناول التطورات على الساحة السورية وما تتطلبه من مضاعفة الجهود لدعم الإغاثة الإنسانية للشعب السوري، كما تطرقا إلى الجهد المصري والعربي والدولي الهادف إلى وقف إراقة الدماء في سورية بأسرع ما يمكن.

في هذا الوقت نقلت وكالة «إنترفاكس» عن مصدر في البحرية الروسية إن روسيا أرسلت سفنا حربية الى البحر المتوسط تحسبا لاحتمال اضطرارها لإجلاء رعاياها من سورية. فقد غادرت مجموعة من خمس سفن من بينها سفينتان هجوميتان وسفينة صهريج وسفينة مرافقة ميناء في بحر البلطيق اول من أمس الإثنين في طريقها الى البحر المتوسط وقد تبقى هناك لفترة غير محددة. وذكر المصدر الروسي ان الاستعدادات لنشر السفن تمت بشكل عاجل وبالغ السرية.

من جهة اخرى، رد وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو على الانتقادات الايرانية لنشر صواريخ «باتريوت» لحماية الاراضي التركية من هجمات سورية، ودعا طهران الى استخدام نفوذها وتوجيه رسالة واضحة الى النظام السوري لوقف العنف ضد شعبه، «بدلا من انتقاد نظام الصواريخ». وقال: «على ايران ان تقول كفى للنظام السوري المستمر في قمع شعبه واستفزاز تركيا من خلال الانتهاكات الحدودية». واضاف «اليوم اذا كان هناك عنصر في المنطقة يهدد السلام، فهو سياسات النظام السوري العدوانية».

وعلى الصعيد الميداني انسحبت القوات النظامية السورية من عدد من المراكز والحواجز في ريف حماة الشمالي امس، بعد الاشتباكات العنيفة التي بدأت قبل ثلاثة ايام مع مقاتلي المعارضة. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات النظام انسحبت من الحواجز والمقرات في مدن وبلدات وقرى كفرنبودة وحلفايا وحيالين والحماميات. كما سيطرت المعارضة على حاجز سوق الهال في بلدة كفرزيتا في المنطقة نفسها. وكان المرصد افاد اول من امس (الاثنين) عن انسحاب القوات النظامية من حواجز الشيخ حديد وباب الطاقة وحصرايا في ريف حماة. وجاء ذلك في الوقت الذي اعلن عضو القيادة المشتركة العسكرية العليا لـ «الجيش الحر» العقيد الطيار الركن قاسم سعدالدين عن «بدء عمليات تحرير مدينة حماة وريفها».

ونفذ الطيران الحربي السوري غارات جوية امس على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، بعد سيطرة مقاتلين فلسطينيين وسوريين معارضين للنظام على اجزاء كبيرة من المخيم. وذكرت لجان التنسيق المحلية والهيئة العامة للثورة السورية ان قصفا بالمدفعية والهاون استهدف المخيم الذي شهد خلال الايام الماضية موجات نزوح كثيفة في اتجاه احياء اخرى من دمشق وعبر الحدود مع لبنان. وتزامن القصف الجوي مع تعرض احياء دمشق الجنوبية المجاورة للقصف كما وقعت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام في حي التضامن.

وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) في بيان ان السوريين واللاجئين الفلسطينيين الذين يقطنون في مخيم اليرموك «عانوا على وجه الخصوص من اشتباكات مسلحة كثيفة اشتملت على استخدام الأسلحة الثقيلة والطائرات.

منّاع للمعارضة السورية: لماذا تدعمون الجهاديين؟

بريطانيا – يو بي اي

حذّر رئيس هيئة التنسيق الوطنية في المهجر، هيثم منُاع، من أن الحرب في سورية لن تنتهي بسقوط نظامها، بسبب ما اعتبره التحالف القائم بين الجهاديين الأجانب وبعض السوريين.

وكتب منّاع في مقال بصحيفة “الغارديان” اليوم الاربعاء، أن “الإنهيار الوشيك المفترض للنظام السوري لم يهيمن على الاجتماع الأخير لأصدقاء سوريا في مراكش بل موضوع جبهة النصرة، إحدى جماعات المقاومة المسلحة العاملة في سورية، والتي صنفتها الولايات المتحدة مؤخراً منظمة إرهابية أجنبية”.

وقال إن “رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” أحمد معاذ الخطيب “دعا الولايات المتحدة إلى إعادة النظر في قرارها، وأدان نائب المراقب العام لجماعة الأخوان المسلمين في سوريا محمد طيفور القرار الأميركي واعتبره خاطئاً واتخذته على عجل، فيما أصدرت شخصيات غير إسلامية من الائتلاف تصريحات داعمة لجبهة النصرة”.

وتساءل منّاع “ما تفسير دعم العديد من الذين حضروا مؤتمر أصدقاء سوريا في مراكش لمنظمة تعتقد الولايات المتحدة أنها مرتبطة بتنظيم القاعدة؟”.

غارات سورية جديدة على مخيم اليرموك

موسكو تُرسل سفناً لاحتمال إجلاء رعاياها

    (و ص ف، رويترز، أ ب، ي ب أ، أش أ)

للمرة الثانية هذا الاسبوع شنت مقاتلات للنظام السوري غارات جوية على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق بعدما سيطر مقاتلو المعارضة على اجزاء كبيرة من هذا المخيم في الايام الاخيرة وسط عملية نزوح كثيفة لسكانه داخل سوريا وخارجها. وانذر الجيش النظامي السكان بالخروج من المخيم بعد المكتسبات التي حققتها المعارضة ومقاتلون فلسطينيون موالون لها في مواجهة مقاتلين من “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة” الموالية للرئيس السوري بشار الاسد.

 ومع التقدم الذي تحرزه المعارضة في مناطق اخرى من ارياف دمشق وحماه وحلب وادلب ودير الزور، اعلنت وزارة الدفاع الروسية ارسال اسطول جديد الى السواحل السورية من اجل اجلاء محتمل للرعايا الروس عن سوريا، فيما اجرى الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي محادثات في القاهرة مع كل من وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو والامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي.

 ونقلت وكالة “إنترفاكس” الروسية المستقلة عن مصدر بحري إن موسكو أرسلت سفنا حربية الى البحر المتوسط تحسباً لاحتمال اضطرارها الى إجلاء رعاياها المحاصرين في الحرب الاهلية في سوريا.

 وقال إن مجموعة من خمس سفن  بينها سفينتا إنزال مسلحتان وسفينة صهريج أبحرت من ميناء في بحر البلطيق الإثنين وقد تبقى في المتوسط فترة غير محددة. واضاف: “إنها تتجه إلى الساحل السوري للمساعدة في أي عملية إجلاء للمواطنين الروس… جرت استعدادات نشرها بشكل عاجل وبالغ السرية” وأوضح أن أي شخص يجلى عن سوريا سينقل إلى موانئ على البحر الأسود.

 ولم تشأ وزارة الدفاع الروسية التعليق على الامر، لكنها أحالت الصحافيين على بيان في موقعها الإلكتروني جاء فيه إن ثلاث سفن ابحرت في طريقها الى المنطقة من ميناء سفرومورسك على بحر بارنتس وإنها “ستقوم بمهمات لحماية الملاحة المدنية”. ولم يتضح  ما إذا كانت هذه جزءاً من مجموعة السفن التي يشير إليها  الناطق البحري أم أنها مجموعة أخرى أرسلت لتوفير الحماية لأي عملية تشمل سوريا.

 ونقلت “انترفاكس” عن قائد قوات الدفاع الروسية المحمولة جوا  الكولونيل جنرال فلاديمير شامانوف وهو يعرض مساعدة قواته في أي اجلاء: “أعلن بمسؤولية كاملة أننا جاهزون”. وقال: “قوات الدفاع المحمولة جوا لديها خبرة في هذا النوع من العمليات وعلى سبيل المثال إجلاء موظفي السفارة في كابول ( خلال التدخل السوفياتي في أفغانستان)… نستطيع تنفيذ ذلك إذا تلقينا الأمر من وزير الدفاع أو الرئيس”.

 وأكد نائب رئيس مجلس الإتحاد الروسي الياس أوماخانوف لدى لقائه نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية حسين أمير عبد اللهيان في موسكو،  التزام بلاده موقفها القائل بأن مصير سوريا يجب أن يقرره الشعب السوري وحده، وأن أي تدخّل خارجي سيؤدي الى تصعيد الوضع.

 واستبعد أمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف  إمكان تحقيق السلام في سوريا من دون مشاركة السلطة الحالية. كما استبعد إمكان أن يسمح المحيطون بالرئيس السوري بشار الأسد بأن يترك الاخير منصبه.

 وأعلن المندوب الروسي الدائم لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيخوف أن الجانبين سيبحثان في الأزمة السورية خلال  قمتهما المقررة في بروكسيل في 21  كانون الاول الجاري.

 وأفاد مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشؤون السياسة الخارجية يوري أوشاكوف أن الرئيس الأميركي باراك أوباما  يتوقع أن يقوم بزيارة عمل لروسيا في النصف الأول من السنة المقبلة.

الابرهيمي

¶ في القاهرة، بحث الامين العام لجامعة الدول العربية في القاهرة مع الابرهيمي، في مستجدات الوضع في هذا البلد.

وقال مصدر في الجامعة ان الابرهيمي والعربي بحثا في “الجهود المبذولة حاليا للتعامل مع الوضع في سوريا في ضوء المشاورات والاتصالات التي يجريها الابرهيمي مع مختلف اطراف الازمة، ونتائج محادثاته الاخيرة مع مسؤولي وزارتي الخارجية في موسكو وواشنطن التي جرت في جنيف، وكذلك نتائج محادثاته مع عدد من وزراء الخارجية للاتحاد الاوروبي”.

كذلك قال مصدر في وزارة الخارجية المصرية ان الوزير محمد كامل عمرو استقبل الابرهيمي و”بحثا في آخر التطورات على الساحة السورية… والجهد المصري والعربي والدولي الهادف إلى وقف اراقة الدماء في سوريا في اسرع ما يمكن”.

 ولم يدل الابرهيمي اثر اللقاءين بأي تصريح.

 وكان نائب الامين العام للجامعة احمد بن حلي اشار في تصريحات الاثنين الى افكار متداولة مما  سماه (جنيف 2) تتعلق بمرحلة انتقالية في سوريا. وأوضح ان “هناك الان فكرة مطروحة حول +جنيف 2+ بمعنى ان هناك بياناً صدر في 30  حزيران الماضي عن اجتماع جنيف يحتوي على عدد من العناصر الاساسية التي يمكن ان تكون مرجعية لاي تحرك سياسي… وهناك مشاورات حاليا بين الولايات المتحدة  وروسيا وبحضور اما الممثل الاممي العربي المشترك في سوريا الاخضر الابرهيمي وأما مساعديه، وفي حال التوصل الى صياغة متفق عليها سيطلق عليها (جنيف2) ومن ثم تعرض على مجلس الامن باعتبارها خطة للحل، ولا تزال الافكار تتداول والمناقشات متواصلة”.

فرنسا

■ في باريس، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو بأن حكومته تعتقد أن تصريحات نائب الرئيس السوري فاروق الشرع الاخيرة بمثابة “علامة أخرى” على أن نظام دمشق يفقد نفوذه وتأثيره. وقال: “هناك دلائل على أن عدداً من المسؤولين بدأوا يدركون خطورة الوضع، لكن هذا لا يمنع النظام من مواصلة العنف والانتهاكات”.

 وسئل عما تتوقعه فرنسا من زيارة الإبرهيمي لسوريا، فأجاب لاليو أن باريس تدعم بشكل دائم مهمة الإبرهيمي كما تواصل الاتصالات معه.

معركة مخيم اليرموك طويلة

اكدت جهات سياسية لبنانية تتابع تطور الأحداث والمواجهات العسكرية في مخيم اليرموك في دمشق بين مسلحي “جبهة النصرة” من جهة والجيش السوري و “الجبهة الشعبية-القيادة العامة” من جهة أخرى.

وأفادت النهار أن “الجيش السوري ضرب طوقا محكما عند ثلاثة منافذ تؤدّي الى المخيم تحضيرا للهجوم وترك مسربا لخروج المسلحين من المخيم تحضيرا لمواجهات كبيرة. وإن العدد الأكبر من العائلات ولاسيما من النساء والأولاد غادروا المخيم، ووجه الجيش السوري في الساعات الأخيرة إنذارا نهائيا للمسلحين”.

وأضافت أن “معركة اليرموك طويلة بسبب مساحة المخيم وتغلغل مسلحي المعارضة في المنازل والمباني واقامتهم التحصينات والمتاريس وإن ما حصل في مخيم نهر البارد في شمال لبنان، سيكون نسخة مصغرة عن المواجهات المفتوحة التي ينتظرها اليرموك”.

 من جهة أخرى أوردت “وكالة الصحافة الفرنسية” ان مفاوضات تدور اليوم لاخراج المقاتلين من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق وتحييده عن النزاع السوري، بحسب ما ابلغ مصدر فلسطيني وكالة “فرانس برس”. وقال ان “تنظيمات فلسطينية محايدة تخوض حاليا في مفاوضات بين الجيش السوري الحر والقوات النظامية لابعاد النزاع عن المخيم”، مشيرا الى ان هذه المفاوضات “لم تصل حتى الساعة الى نتيجة”.

نازحون يدخلون لبنان بوثائق مزورة

ذكرت معلومات لـ”النهار” ان الأجهزة الأمنية المعنية بدخول النازحين السوريين والفلسطينيين عبر المرافق البرية ومطار رفيق الحريري، ضبطت في حوزة أعداد منهم جوازات سفر وبطاقات مزورة ووثائق جرى توليفها في المطابع والمؤسسات الأمنية في المناطق التي سيطرت عليها المعارضة السورية. واستفاد المزوّرون من التقنيات الموجودة لدى الأجهزة الأمنية السورية والتي خلفتها في مكاتبها واستولى عليها أفرقاء المعارضة، وخصوصا في حلب ومناطق أخرى.

وتؤكد معلومات أن “أعدادا كبيرة من النازحين دخلوا لبنان بأسماء مزورة وارتفع عدد هؤلاء مع تدفقهم الى لبنان في الأيام الأخيرة واقدام السلطات في العراق والأردن وتركيا على قفل معابرها في وجه النازحين ما عدا استقبال المرضى والحالات الطارئة”.

وتشدد اوساط لبنانية معنية بهذا الملف أن” لبنان سيواصل القيام بواجباته حيال النازحين واستقبالهم، لكنه سيعمل قدر الامكان على توقيف النازحين الذين يدخلون بوثائق غير شرعية”.

اليازجي لـ«السفير»: رفض الحوار.. إلغاء للآخر

                      «برغم الصعاب.. نحن أبناء هذه الأرض ونتمسك بها»

غسان ريفي

يعترف البطريرك الجديد لإنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر اليازجي، بأنه وصل الى العرش الانطاكي بـ«تدبير كنسي، وإلهام إلهي»، ويصف عملية انتخابه بأنها «رسالة من السماء» مضمونها «أن مخططات البشر غير مخططات الله».

لا يزال «يوحنا العاشر» تحت تأثير مفاجأة جلسة الانتخاب التي دخلها مطرانا لا يحق له الترشح بحسب القانون الكنسي لكونه لم يمض خمس سنوات في أبرشيته، وخرج منها بطريركا، لكن عوامل الارتياح والاطمئنان أرثوذكسيا ولبنانيا وعربيا، أعطته جرعة من الصلابة والقوة والمعنويات لخوض مسيرة «درب الصليب».

هدوؤه يعكس الروحانية التي يتميز بها، ويترجم سكينة يبثها مع كل تحية تبدد وطأة القلق العارم من المجهول الذي تتخبط به المنطقة العربية بأسرها.

مسالم هو «يوحنا العاشر»، يزن كلماته بميزان من ذهب، يضع نصب عينيه أن يبذل نفسه من أجل شعبه، ساعيا من أجل إيجاد شراكة أرثوذكسية كاملة في الكنيسة الأرثوذكسية بين المؤمنين عموما بلا تفريق بين إكليروس وعلمانيين، «لأنه بالشراكة تستمر نهضة الكنيسة الأرثوذكسية التي أرسى دعائمها مثلثا الرحمات إلياس الرابع وإغناطيوس الرابع».

يحرص «يوحنا العاشر» على أن يطلع على كل الملفات بتفاصيلها الدقيقة، وأن يدرسها بعناية، وأن يستمع لكل وجهات النظر، وأن يتشاور مع أصحاب الرأي، قبل أن يتخذ أي موقف من أي مسألة، دينية كانت أم سياسية، ويشدد على أن كل عمل أو موقف أو اجتهاد يجب أن يصب أولا وأخيرا في مصلحة الطائفة.

ثمة مسلمات ثلاث لدى رأس الكنيسة الأرثوذكسية هي: الشراكة والانفتاح والحوار، معتبرا أننا بالشراكة نبني، وبالانفتاح نتلاقى مسيحيين ومسلمين لتذليل الصعاب، وبالحوار نحل كل المشاكل، محذرا من أن رفض الحوار معناه إلغاء الآخر.

وعندما نسأله عن رأيه بطاولة الحوار، يقول اليازجي: «كلنا مع الحوار، لأنه بالحوار نحل كل المشاكل، ومن دونه يعم منطق إلغاء الآخر وهذا ما نرفضه جملة وتفصيلا».

في حديثه البطريركي الصحافي الأول مع «السفير»، يرى اليازجي أن المسؤولية كبيرة جدا، «لأن المجال الكنسي واسع جدا، خصوصا في هذه الأيام والظروف»، شاكرا الله على هذا الارتياح الذي شاهدناه على وجوه الشعب، مؤكدا أن انتخابه «تم بمحبة ضمن المجمع الانطاكي المقدس، وبتفاهم أخوي وودي كامل»، لافتا الانتباه الى أنه قبل مرحلة الانتخاب قيل وكتب الكثير، وبرغم ذلك كانت هناك رسالة من السماء لنا، أظهرت أن مخططات الناس غير مخططات الله، وهذا ما يعطينا الاطمئنان، مؤكدا أن الكنيسة ليست متصارعة مع بعضها البعض، والمطارنة ليسوا متصارعين مع بعضهم البعض، ونحن حقيقة أخوة في المسيح، والبرهان الحقيقي تجسد في نتيجة الانتخابات التي تمت بهذه الروح الأخوية.

عن نظرته للعلاقة الأرثوذكسية ـ المارونية، يقول اليازجي: «علاقة الكنيسة الأرثوذكسية بالكنيسة المارونية، وطيدة جدا ومنذ زمن على هذه الأرض وفي لبنان تحديدا، وهناك تعاون وثيق بين الكنيستين، لا سيما في عهد المثلث الرحمات البطريرك إغناطيوس الرابع، واليوم بوجود صاحب الغبطة الكاردينال بشارة الراعي، ووجودنا، نأمل أن نظهر هذا التعاون والمحبة بشكل أوضح وأفعل، وطبعا سيكون هناك عمل مشترك ولقاءات لترجمة هذه العلاقة».

وعن العلاقة المسيحة الاسلامية، يشير الى أن علاقتنا «مع أخوتنا المسلمين معروفة عبر التاريخ ولا داعي للتحدث عنها، وهي علاقة طيبة جدا، وفيها الكثير من التعاون، ونحن نفتخر بهذا الأمر، وطبعا هذه العلاقة ستستمر وستكون أقوى فأقوى من دون شك».

وعن العلاقة مع الكنيستين الروسية واليونانية، يرى اليازجي أن الكنيستين مستقلتان إداريا، «وهما أختان لبعضهما البعض، ونسمع في بعض الأحيان أن ثمة اختلافا في وجهات النظر، وهذا أمر طبيعي، لأن كل إنسان عنده رأي ووجهة نظر معينة، لكن العلاقات جيدة، وخصوصا في السنوات الأخيرة، وهناك سعي من صاحب القداسة البطريرك المسكوني أن يتم في القريب ما يسمى بالمجمع الارثوذكسي الكبير أو الموسع والذي سيجمع كل الكنائس الأرثوذكسية في العالم ومن ضمنها الكنيسة الروسية، ونحن وكل الكنائس».

وحول عتب العلمانيين على تهميشهم ضمن الكنيسة وعدم إنشاء المجالس التي أقرتها الأنظمة الانطاكية منذ العام 1973، يؤكد يوحنا العاشر «أننا في الكنيسة لا نفرق بين علماني أو إكليركي وفق التعابير «الدارجة» اليوم، وليس لأحد حصة في الكنيسة أكثر من غيره، بل هناك مشاركة وهذا ما نؤكده»، لافتا النظر الى أن قانون 1973 وما قبله «وضع لتفعيل دور المؤمنين ولا نقول العلمانيين، ودور الشعب المحب لله، كي تكون الكنيسة شعبا وإكليروسا وعائلة واحدة تسعى للنهضة الكنسية الروحية بكل أبعادها التربوية والتعليمية وحتى نكون كما يليق بنا في كنيسة المسيح».

ويضيف «القوانين قابلة للتبدل والدراسة والتغيير، وأمامنا عمل كبير في كنيستنا، لكن أؤكد أننا نؤمن بالشراكة وبتفعيل المواهبية في الكنيسة التي نرفض أن يكون أحد خارجها».

وعن نظرته الى الواقع الأرثوذكسي في سوريا، يقول اليازجي: «الكنيسة الأرثوذكسية في سوريا محترمة، ولها كل اعتبار، ونحن نمارس كل أمورنا وطقوسنا الروحية من دون أي مشكلة، والصعوبات الموجودة هي ناتجة عن الوضع العام القائم، لجهة أن بعض العائلات تهجرت من منازلها، أو لجهة الصعوبات الخدماتية التي تنسحب على الأرثوذكسي والمسيحي والمسلم وأي إنسان سوري، ونحن لا نميز ولا نحب أن نميز، فكلنا أولاد بلد واحد نحيا حياة واحدة فيها الفرح والخير والصعوبات، وما يجري على غيرنا يجري علينا».

وعن رسالته للمسيحيين الذي يخشون المجهول في سوريا وغير سوريا، يقول: «نحن أبناء هذا الأرض، ونتمسك بها، وفي الوقت نفسه نحن مرغوب فينا، ولا أحد يقول لنا غادروا، وبالتالي نحافظ على وجودنا، لكن هناك صعوبات تحصل تجعل الانسان يفكر بتساؤلات عن المستقبل، ونحن ندرك ذلك، وبرغم كل الصعوبات نحن نبقى على مبادئنا وأصالتنا، وحتى ان أحبتنا المسلمين لا يريدون أن يغيب وجه المسيح عن الأرض التي أتى إليها».

وعن إمكان نقل الكرسي الانطاكي من دمشق الى لبنان، يؤكد اليازجي أن الكرسي الانطاكي «مقره ومركزه في دمشق وسيبقى هناك، وهذا واضح، وأعتقد أن الموضوع غير مطروح للنقاش، وليس قيد أي تداول أو تشاور من قبل أي جهة رسمية أو شعبية، وهذا لا يعني ألا يكون هناك مقر بطريركي في لبنان حاليا وهو في البلمند، وفي إنطاكيا، ويمكن أن يكون هناك مقر بطريركي في مكان آخر، لكن المقر البطريركي والكرسي الرسولي الانطاكي هو في دمشق».

وعن مشروع «اللقاء الأرثوذكسي» الانتخابي، يقول اليازجي: «نحن نملك فكرة عن هذه الطروحات، وكنا نتابع من أبرشيتنا في أوروبا ما يجري، لكننا نريد أن نلتقي أبناءنا ونسمع آراءهم والله يقدم الخير، وحاليا لا يوجد موقف كنسي رسمي قبل أن نستمع للجميع».

وعما إذا كان راضيا عن الحضور الأرثوذكسي في الدولة اللبنانية، يقول: «أنا راض عن شعبي، والله يبارك فيه، والمهم أن نأتي ببركة السماء، ويمكن أن غيرنا من واجبه أن يهتم بكل هذه الأمور.. لا أدري، وهذا من المواضيع التي تحتاج الى نقاش والى دراسة وإن شاء الله نصل الى كل ما يخدم الطائفة».

وحول الانقسام السياسي الحاصل في لبنان، يدعو اليازجي الى أن نكون واحدا، وأن نتعاون ونتشارك مع بعضنا البعض لأن هذا الأمر أساسي، مؤكدا أن الحوار والتفاهم هو أساس كل شيء، وبسلام، لأن ذلك يأتي بنتيجة إيجابية على الجميع، وعلينا أن نجلس مع بعضنا البعض وأن نتحاور وأن نصمم على العمل لخير هذا البلد.

يختم: «رسالتي الأولى والأخيرة هي أن أبذل نفسي من أجل شعبي، وطبعا سنتعاون جميعا من أجل خير المسيحيين، وخير هذا الشعب والبلد والمنطقة والبشرية جمعاء وأن نكون جميعا دعاة سلام».

معاناة اليرموك تتواصل والجيش يحشد قواته

محاور القتال تتسع… إلى حماه

فتح مسلحو المعارضة جبهة جديدة ضد القوات السورية، حيث استطاعوا السيطرة على عدة مراكز وحواجز في ريف حماه الشمالي أمس، وذلك بعد ساعات من سيطرتهم على غالبية مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، مقتربين إلى مسافة كيلومترات قليلة من دمشق. وجاءت هذه التطورات الميدانية، بينما واصل الجيش السوري تقدمه في داريا في محاولة للسيطرة على المنطقة كلها للقضاء على معقل مهم للمسلحين ينطلقون منه في هجماتهم باتجاه العاصمة السورية.

في هذا الوقت، كان المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي يبحث مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ووزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو نتائج اجتماعاته مع مسؤولين أميركيين وروس وأوروبيين.

وقال مصدر في الجامعة العربية ان الإبراهيمي والعربي بحثا، في القاهرة، «الجهود المبذولة حاليا للتعامل مع الوضع في سوريا، في ضوء المشاورات والاتصالات التي يجريها الإبراهيمي مع مختلف أطراف الأزمة، ونتائج محادثاته الأخيرة مع مسؤولي وزارات الخارجية في موسكو وواشنطن التي جرت في جنيف، وكذلك نتائج مباحثاته مع عدد من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي». كما بحث الإبراهيمي مع عمرو «آخر التطورات على الساحة السورية، والجهد المصري والعربي والدولي الهادف إلى وقف إراقة الدماء في سوريا بأسرع ما يمكن».

وتعرض اللاجئون الفلسطينيون في سوريا لـ«نكبة» جديدة، حيث يتواصل فرار أهالي مخيم اليرموك في دمشق، الذي يؤوي حوالي 150 ألف شخص، بعد أيام من سيطرة المسلحين على أجزاء واسعة منه. ونفت مصادر رسمية سورية لمراسل «السفير» في دمشق زياد حيدر أن يكون الطيران الحربي قد تحرك حتى مساء

أمس، مشيرة إلى أن العملية العسكرية لم تبدأ بعد، وأن التواجد العسكري على مداخل المخيم يهدف إلى منع «تمدد الإرهابيين إلى خارج المخيم نحو مناطق أخرى في المدينة».

لكن ملامح عملية عسكرية كبرى بدأت التشكل، وذلك بعد يومين من الاستعدادات التي اتسمت بتواجد آليات عسكرية ثقيلة، بينها مدرعات وناقلات جند، على مداخل المخــيم، ولا سيمــا في الدوار المؤدي إلى شارعي المخيم الرئيسيين، ولكن من دون أن تتلقى أية تعليمات بالدخول، وفقا لما نقلته مصادر ميدانية واسعة الاطلاع لـ«السفير». واستنادا لهذا، تبقى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة هي الفصيل الأساسي المقاتل داخل المخيم.

وقال شهود عيان ان غالبية سكان مخيم اليرموك قد نزحت في الساعات الأخيرة، باتجاه مناطق محيطة به. وقامت وكالة غوث اللاجئين (الاونروا) بتعليق النشاطات الدراسية لاستقبال اللاجئين المتدفقين، مع حمولتهم الخفيفة من أغراض شخصية.

في هذا الوقت، استمرت الاشتباكات بين المسلحين والقوات السورية في ريف دمشق، لا سيما في داريا التي دخلتها القوات النظامية وتحاول السيطرة عليها كلها للقضاء على معقل مهم للمسلحين ينطلقون منه في هجماتهم في اتجاه دمشق. كما تعرضت مناطق عدة للقصف المدفعي من القوات النظامية والقصف بالطيران.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيانات، «انسحبت القوات النظامية من الحواجز والمقرات في مدن وبلدات وقرى كفرنبودة وحلفايا وحيالين والحماميات وكفرزيتا في ريف حماه الشمالي وذلك بعد اشتباكات عنيفة مستمرة منذ 48 ساعة».

وأشار إلى «سقوط قتلى في صفوف القوات النظامية اثر استهداف حاجز الغربال في كفرنبودة براجمات الصواريخ قبل أن تنسحب منه القوات النظامية، وقتل واسر عناصر حواجز في قريتي حيالين والحماميات، بالإضافة إلى الاستيلاء على آليات عسكرية». وكان أفاد عن «انسحاب القوات النظامية من حواجز الشيخ حديد وباب الطاقة وحصرايا في ريف حماه». وذكر «قتل 82 شخصا في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا».

روسيا وتركيا وإيران

وأعلن أمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف أنه «لا يرى إمكان إحلال السلام في سوريا إلا من خلال المحادثات بين الحكومة والمعارضة، وأنه لا يرى إمكان أن يسمح المحيطون بالرئيس بشار الأسد له بأن يترك منصبه».

وقال باتروشيف، لصحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية، ان «تحقيق السلام من دون مشاركة السلطة الحالية أمر مستحيل. وحتى إذا استطعنا أن نتخيل أن يترك الأسد منصبه فلن يسمح المحيطون به بأن يفعل هذا. ونرى مصلحة لنا في وقف إراقة الدماء في البلاد وتطبيع الوضع. ومن الضروري أن تجري محادثات بين القيادة العاملة للبلاد والمعارضة. أما ما يجري هناك الآن فيشبه ما جرى في ليبيا التي لا تزال تفتقر إلى الأمن وما زال احتمال تقسيم البلاد كبيرا. ويمكن أن تواجه سوريا أيضا نفس الاحتمال».

وفي أنقرة، قال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو «بدلا من انتقاد نظام (صواريخ باتريوت)، على إيران أن تقول كفى للنظام السوري المستمر في قمع شعبه واستفزاز تركيا من خلال الانتهاكات الحدودية». وأضاف «حان الوقت لتوجيه رسالة واضحة إلى النظام السوري. اليوم إذا كان هناك عنصر في المنطقة يهدد السلام، فهو سياسات النظام السوري العدوانية».

وردا على تحذير رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية الجنرال حسن فيروز ابادي من أن «كل صاروخ باتريوت هو علامة سوداء على خريطة العالم، وقد يكون سبباً في حرب عالمية»، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان فيروز ابادي «معروف بهذا النوع من الملاحظات غير المتجانسة». وأضاف «حين نسأل السلطات (الإيرانية) عن هذا الأمر، تجيب بأن هذه التصريحات تلزمه فقط».

ووافقت ألمانيا وهولندا والولايات المتحدة على تأمين بطاريات صواريخ «باتريوت» التي ستنشر تحت قيادة حلف شمال الأطلسي. ووصل نحو 40 جنديا ألمانيا لاستطلاع مواقع ممكنة في جنوب شرق تركيا لنشر «الباتريوت».

وقال نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في موسكو، ان طهران لا تعتقد أن الرئيس بشار الأسد وحكومته سيسقطان قريبا، موضحا «لدينا شكوك قوية في هذا. الجيش السوري وجهاز الدولة يعملان بسلاسة». وأضاف «خلال محادثاتنا مع نظرائنا الروس تبين لنا أنه ليس هناك تغير في الموقف الروسي تجاه سوريا».

وقال عبد اللهيان «إذا توقفت بعض الأطراف الخارجية عن تقديم الدعم للإرهابيين وبعض الميليشيات المسلحة غير المسؤولة في سوريا، فسنرى بسرعة عودة للهدوء، وعندها سيتم إيجاد الأرضية المناسبة لاستكمال إصلاحات الرئيس الأسد وتشكيل حكومة للوفاق الوطني ودعم طرق الحوار». وأضاف «نحن من جهتنا قدمنا مبادرتنا ذات البنود الستة، ونرجو العمل عليها كطريق لحل الأزمة في سوريا، وكذلك ندعم خطة الإبراهيمي».

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

مفاوضات لتحييد مخيم اليرموك في جنوب دمشق عبر إخراج المقاتلين منه

بيروت- (ا ف ب): تدور مفاوضات الاربعاء لإخراج المقاتلين من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق وتحييده عن النزاع السوري، بعدما شهد غارات جوية واشتباكات بين معارضين وموالين للنظام، بحسب ما ابلغ مصدر فلسطيني وكالة فرانس برس.

وقال المصدر إن “تنظيمات فلسطينية محايدة تخوض حاليا في مفاوضات بين الجيش السوري الحر والقوات النظامية لابعاد النزاع عن المخيم”، مشيرا إلى أن هذه المفاوضات “لم تصل حتى الساعة إلى نتيجة”.

وتهدف هذه المحادثات إلى اخراج المقاتلين المعارضين والمسلحين الفلسطينيين الموالين للنظام، على ان يعهد بأمن المخيم الى شخصيات فلسطينية “محايدة”، بحسب ما اشار المصدر وسكان وناشطون على علاقة بعملية التفاوض.

وقال المصدر الفلسطيني ان مخيم اليرموك “يعتبر مأوى للاجئين الفلسطينيين ولا يجب على أحد من الاطراف (في النزاع السوري) الدخول اليه”، مشيرا إلى أن الاطراف “المحايدين” هم ناشطون غير مؤيدين للنظام او مشاركين في القتال الى جانب المعارضين العاملين على اسقاطه.

من جهتها، افادت صحيفة (الوطن) السورية المقربة من النظام ان “الجيش السوري (النظامي) واصل استقدام التعزيزات إلى مشارف مخيم اليرموك استعدادا لدخوله، فيما قامت عناصره باغلاق الطرق المؤدية اليه حفاظا على ارواح المواطنين”.

وكان الطيران الحربي السوري شن الثلاثاء غارات جوية على المخيم الذي يضم نحو 150 الف فلسطيني، مع تحقيق المقاتلين المعارضين تقدما في احيائه، مع سعيهم الى طرد مسلحين فلسطينيين موالين للنظام، تنتمي غالبيتهم الى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال احد السكان لوكالة فرانس برس الثلاثاء ان “مئات من عناصر الجيش السوري الحر متواجدون” داخل المخيم الذي تعرض الاحد لغارة جوية هي الاولى تستهدفه، وادت الى مقتل ثمانية اشخاص.

وابلغ المصدر الفلسطيني وكالة فرانس برس الاربعاء ان المخيم يعيش “كارثة انسانية حقيقية”، معتبرا انها “نكبة ثانية بالنسبة للفلسطينيين”.

ودفعت اعمال العنف بالآلاف من سكان المخيم الى اللجوء للحدائق العامة والساحات في دمشق من دون سقف يأويهم في غياب قدرتهم على استئجار منازل للاقامة فيها.

وغادر عدد كبير من سكان المخيم الى لبنان المجاور، حيث ابلغ مصدر في الامن العام اللبناني وكالة فرانس برس ان قرابة 2200 فلسطيني عبروا الحدود السورية اللبناية ما بين السبت والاربعاء.

جرحى يتضورون جوعا يتوافدون على مستشفى دمشق الرئيسي

قصف عنيف لمخيم اليرموك ونزوح مكثف للفلسطينيين

روسيا ترسل سفنا حربية لإجلاء مواطنيها من سورية

دمشق ـ بيروت ـ جنيف ـ وكالات: نفذ الطيران الحربي السوري غارات جوية عدة على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بعد ظهر الثلاثاء، بعد ساعات من سيطرة مقاتلين فلسطينيين وسوريين معارضين للنظام على اجزاء كبيرة من المخيم الواقع في جنوب دمشق.

وترافق ذلك مع تواصل حركة النزوح الكثيف من المخيم الى احياء اخرى في دمشق وخارجها والى لبنان المجاور.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان عصرا ان ‘القوات النظامية نفذت عدة غارات جوية على مخيم اليرموك بمدينة دمشق (جنوب) رافقها تصاعد لسحب الدخان من المنطقة’.

وذكرت لجان التنسيق المحلية والهيئة العامة للثورة السورية ان قصفا مدفعيا وبالهاون استهدف ايضا المخيم.

واشار المرصد الى تزامن القصف الجوي مع تعرض احياء دمشق الجنوبية المجاورة للقصف من القوات النظامية واشتباكات عنيفة بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية في حي التضامن.

وكان مسلحو المعارضة السورية مدعومين من فلسطينيين من فصائل مناهضة للنظام السوري احرزوا في وقت سابق تقدما واضحا على الارض داخل مخيم اليرموك، بحسب ما ذكر المرصد وسكان من المخيم.

وقال احد السكان لوكالة فرانس برس ان ‘مئات من عناصر الجيش السوري الحر موجودون’ داخل المخيم.

وكتبت صحيفة ‘الوطن’ القريبة من السلطة من جهتها ان ‘الجيش يتهيأ لعملية عسكرية بمخيم اليرموك’ وان عددا كبيرا من الجنود تجمعوا الاثنين استعدادا لعملية عسكرية.

وتحدثت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) في بيان عن ‘موجات كبيرة من النزوح’ من مخيم اليرموك منذ ايام ‘في وقت يقوم سكان المخيم، بمن في ذلك موظفون لدى الأونروا وعائلاتهم، بالتدافع بحثا عن الامان’.

وذكرت الأونروا انها تقوم ‘حاليا بإيواء ما يزيد عن 2600 شخص نازح داخل منشآتها وفي مدارسها التابعة لمنطقة دمشق، ولا يزال الرقم آخذا في الازدياد بتسارع’.

واضافت ان لاجئين فلسطينيين آخرين ‘يفرون بعيدا خارج دمشق’، وان ‘بعضهم وجد طريقه إلى لبنان. وتفيد التقارير الأولية بأن عددهم أكثر من الفين’.

وشهد معبر المصنع الحدودي مع سورية في شرق لبنان الثلاثاء عبورا كثيفا لفلسطينيين نازحين من مخيم اليرموك هربا من العنف. وارتفع عدد الفلسطينيين النازحين من سورية الى لبنان خلال 21 شهرا من النزاع الى 12 الفا، بحسب الاونروا. وهم يعيشون في اوضاع مزرية.

وبحسب المرصد السوري، فإن مسلحي المعارضة يحاولون السيطرة على المخيم وطرد المقاتلين الفلسطينيين المؤيدين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد منه.

في هذا الوقت، تتواصل الاشتباكات بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية في ريف دمشق، لا سيما في داريا التي دخلتها القوات النظامية وتحاول السيطرة عليها كلها للقضاء على معقل مهم للمجموعات المعارضة تنطلق منه في هجماتها في اتجاه دمشق.

كما تعرضت مناطق عدة للقصف المدفعي من القوات النظامية والقصف بالطيران.

وقتل 23 شخصا في ريف دمشق هم 12 مدنيا و11 مقاتلا معارضا، ولم يعرف حجم الخسائر في صفوف القوات النظامية.

واحصى المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل 82 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية الثلاثاء، ويقول المرصد انه يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من المراسلين والناشطين في كل انحاء سورية وعلى مصادر طبية.

في محافظة حماة (وسط)، انسحبت القوات النظامية السورية من عدد من المراكز والحواجز في ريف حماة الشمالي الثلاثاء، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع مجموعات مقاتلة معارضة بدأت قبل اكثر من 48 ساعة، بحسب المرصد.

وكان المرصد افاد الاثنين عن انسحاب القوات النظامية من ثلاثة حواجز في المنطقة نفسها.

وقتل تسعة مقاتلين معارضين وستة عناصر من قوات النظام وخمسة مدنيين في معارك حماة الثلاثاء.

واكدت متحدثة باسم برنامج الاغذية العالمي الثلاثاء ان البرنامج التابع للامم المتحدة يلقى صعوبات متزايدة لمساعدة السوريين بسبب ‘تصعيد العنف’ و’نقص الشركاء’ الانسانيين على الارض.

من جهة اخرى نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن مصدر بحري قوله امس الثلاثاء إن روسيا أرسلت سفنا حربية للبحر المتوسط تحسبا لاحتمال اضطرارها لإجلاء رعاياها من سورية.

وقال المصدر إن مجموعة من خمس سفن من بينها سفينتان هجوميتان وسفينة صهريج وسفينة مرافقة غادرت ميناء في بحر البلطيق الإثنين في أوضح علامة على أن روسيا تقوم باستعدادات مؤكدة لإجلاء محتمل لرعاياها.

وقالت انترفاكس إن السفن في طريقها للبحر المتوسط وقد تبقى هناك لفترة غير محددة.

على صعيد آخر، افرج امس عن الصحافي الامريكي ريتشارد انغيل الذي كان خطف قبل خمسة ايام في سورية مع اعضاء فريقه، وصرح انغيل انه كان محتجزا لدى عناصر من الشبيحة الموالين للنظام.

وقال الصحافي الامريكي ريتشارد انغيل الذي يعمل لحساب شبكة ‘ان بي سي’ الامريكية الثلاثاء انه تمكن وفريقه من الفرار من قبضة ميليشيا موالية للنظام السوري بعد خمسة ايام من احتجازه في سورية واثر اشتباك بين خاطفيه ومعارضين مسلحين.

ويعتبر انغيل (39 عاما) احد ابرز الصحافيين الامريكيين الذين قاموا بتغطية الاحداث في سورية.

وقالت شبكة ان بي سي ان انغيل وعددا لم يحدد من الموظفين معه فقدوا بعد عبورهم الى سورية من تركيا الخميس، واوضحت انها لم تتمكن من الاتصال بهم حتى علمت بالافراج عنهم الاثنين.

وذكرت الشبكة ان اي جهة لم تعلن مسؤوليتها عن الخطف، كما لم يجر اي اتصال مع الخاطفين ولم تطلب فدية.

واعلنت ‘كتائب احرار الشام’ في بيان انها قامت بتحرير خمسة صحافيين اجانب بينهم انغيل.

في كييف، ذكرت وسائل اعلام اوكرانية ان خاطفي الصحافية الاوكرانية انهار كوتشنيفا في سورية اعلنوا انهم ارجأوا اعدامها الى الاحد واكدوا ان السلطات الاوكرانية لا تفعل شيئا للافراج عنها وذلك في مقابلة اجريت مع احد زعماء المجموعة الخاطفة عبر سكايب. وخطفت كوتشنيفا في تشرين الاول (اكتوبر).

واعلنت لجنة حماية الصحافيين التي تتخذ من نيويورك مقرا الثلاثاء ان العام 2012 كان من اكثر السنوات دموية بالنسبة الى الصحافيين، فقد قتل منهم 67 خلال قيامهم بعملهم بينهم 28 في سورية.

في انقرة، حث وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو ايران على استخدام نفوذها ‘وتوجيه رسالة واضحة’ الى النظام السوري لوقف العنف ضد شعبه.

وقال اوغلو للصحافيين ‘بدلا من انتقاد نظام (صواريخ باتريوت)، على ايران ان تقول كفى للنظام السوري المستمر في قمع شعبه واستفزاز تركيا من خلال الانتهاكات الحدودية’.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل أكثر من 90 سوريا الثلاثاء في حصيلة أولية في أنحاء متفرقة من سورية.

وقال المرصد، الذي يتخذ من لندن مقرا له في بيان وصلت نسخة منه لوكالة الأنباء الألمانية ‘ارتفع إلى 67 عدد الشهداء المدنيين الذين انضموا الثلاثاء إلى قافلة شهداء الثورة السورية’.

وأضاف المرصد ‘قتل ما لايقل عن 23 من القوات النظامية إثر تفجير آليات واشتباكات في عدة محافظات سورية بينهم 9 في حماة و3 في دير الزور و7 في دمشق وريفها و4 في درعا’.

الجوع يتفشى في سورية مع اشتداد الحرب

بيروت ـ من إريكا سولومون ـ (رويترز) – تشتد الحاجة إلى الغذاء في بعض مناطق سوريا حيث صار الاشتباك بالأيدي أو الركض في الخطوط الأمامية للحرب الأهلية جزءا من الكفاح اليومي لضمان الحصول على رغيف الخبز.

وتشهد مدينة حلب بصورة خاصة أوضاعا مروعة حيث يقول المدنيون الذين يعانون من الاشتباكات والغارات الجوية في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضين إن الجوع بات يشكل خطرا جديدا على حياتهم في الانتفاضة المستمرة منذ 20 شهرا ضد الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال أحمد أحد سكان منطقة صلاح الدين التي دمرتها المعارك “خرجت أمس ولم أستطع الحصول على أي خبز. ليت المشكلة كانت تقتصر فقط على نقص الغذاء – فهناك نقص كبير أيضا في الوقود اللازم لتشغيل المخابز.”

وأضاف “قبل أيام قلائل نفد الوقود لدى عمال المخابز ومن ثم حاولوا بيع أجولة الطحين (الدقيق).

“بدأ الناس في الاشتباك بالأيدي على الدقيق. وفي بعض الأيام يضطر مقاتلو المعارضة إلى إطلاق النار في الهواء لوقف المشادة.”

ومع دنو مقاتلي المعارضة من دمشق وتأييد دول عربية وغربية لائتلاف معارض جديد تبدو سوريا على شفا مرحلة حاسمة في الصراع. وأقر دبلوماسي بارز في روسيا وهي أحد أقرب حلفاء الأسد أمس الخميس بأن خصوم الرئيس السوري يكسبون أرضا جديدة وربما ينتصرون.

غير أن أعمال العنف لا تزال تحصد عددا كبيرا من الأرواح حيث عادة ما يتجاوز عدد القتلى يوميا مئة قتيل وبلغ مئتين في بعض الأحيان خلال الأسابيع الماضية. ولقي ما يزيد على 40 ألف شخص حتفهم بالفعل في الصراع.

ويقول برنامج الأغذية العالمي إن ما يصل إلى مليون شخص قد يعانون من الجوع هذا الشتاء في الوقت الذي يزيد فيه تردي الأوضاع الأمنية من صعوبة الوصول إلى مناطق الصراع.

وتقول منظمة “بيبول إن نيد” التشيكية التي تعمل في شمال سوريا إن الأزمة قد تتفاقم إذا لم تستطع أي منظمة إغاثة دولية أخرى استمرار تقديم المساعدة في المنطقة.

وقال ميشال برزيدلاكي من المنظمة التشيكية إن تقديرات المنظمة تشير إلى أن مليونا أو مليونين فقط من سكان حلب الأصليين البالغ عددهم أربعة ملايين باقون على قيد الحياة.

وقال لرويترز عبر سكايب “كان الوضع سيئا عندما بدأت العمل في حلب قبل شهر ولكن لم يكن هناك مثيل للأسبوع المنصرم. رأيت الوضع يتدهور بوضوح – فهناك مزيد من الأشخاص الذين يبدو عليهم الهزال ويمكنك أن ترى الجزع باديا على وجوههم.”

ومع حلول فصل الشتاء تبدو الصورة المستقبلية قاتمة في مناطق الحرب بسوريا خاصة تلك الخاضعة لسيطرة المعارضين التي يقول سكانها إن الدقيق والوقود المدعومين من الدولة لا يصلان إليهم.

وفر أكثر من 2.5 مليون شخص من منازلهم إلى مناطق أكثر أمانا داخل سوريا بينما جرى تسجيل ما يربو على نصف مليون آخرين لجأوا الى دول مجاورة.

وثمة الكثير من السوريين بلا عمل وغالبا ما يتعين عليهم المفاضلة بين شراء وقود التدفئة أو الغذاء. ويقول سكان إن بعض الأسر يقطعون الأشجار بل والأثاث للحصول على الحطب اللازم للتدفئة.

ويمكن أن تلتف طوابير الخبز حول مربعات سكنية بأكملها وتستمر لمدة ساعات. وقبل أسبوع شكل سكان مناطق يسيطر عليها المعارضون في حلب طوابير في الساعة الثانية صباحا أمام مخابز فتحت أبوابها بعد ثماني ساعات.

وقال برزيدلاكي إن هذا الأسبوع بدأ الناس الوقوف في طوابير قرب الساعة العاشرة مساء استعدادا للانتظار 12 ساعة للحصول على خبز.

وأضاف “الناس يخاطرون حتى بارواحهم – فقد رأينا أناس يركضون عبر الجبهات الأمامية سعيا للحصول على عبوة غذاء منا لأطفالهم.”

ويقول برنامج الأغذية العالمي إنه اضطر إلى تقليص حجم حصصه الغذائية بسبب نقص التمويلات. ويقدر البرنامج أن 2.5 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة ويقول إنه لم يتسن لهم الوصول سوى إلى 1.5 مليون منهم في نوفمبر تشرين الثاني.

ويعتمد البرنامج التابع للأمم المتحدة على منظمة الهلال الأحمر العربي السوري في توزيع مساعداته فيما يقول نشطاء إنهم نادرا ما يرون المنظمة توزع مساعدات في المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة. ويقول برنامج الأغذية ومنظمة الهلال الأحمر إن العنف يحد من قدرتهما على الوصول إلى المحتاجين.

ويتهم بعض السكان المحليين المنظمة السورية المرتبطة بالحكومة بالحد من توزيع المساعدات في المناطق التي يسيطر عليها المعارضون ومساعدةالجيش في الأساس على فرض عقاب جماعي. غير أن آخرين يلقون اللوم على المعارضين الذين يقولون إن المقاتلين يهاجمون قوافل الهلال الأحمر أحيانا لارتيابهم فيها.

وقال برزيدلاكي “ثمة نحو 30 بالمئة من الأسر بمناطق المعارضين في حاجة ماسة للمساعدات الغذائية بحلب. وهناك عشرة بالمئة آخرون وصلوا إلى الحضيض بالفعل. لم يتبق لديهم شيء لبيعه من أجل شراء الغذاء.”

ويقول سوريون إن الأسعار في بعض المناطق ارتفعت بنسبة تتراوح بين 300 و500 بالمئة. وقال نشطاء في حلب إن سعر رغيف الخبز المصنوع من الدقيق المدعم بلغ الآن 75 ليرة (دولار) مقابل 15 ليرة قبل أسابيع قليلة. أما الخبز غير المدعم فقد ارتفع من 120 ليرة الأسبوع الماضي إلى أكثر من 200 ليرة حاليا. ذلك مبلغ باهظ بالنسبة للكثيرين إن لم يكن مستحيلا.

وحتى في المناطق الأكثر هدوءا التي لا تزال خاضعة لسيطرة الحكومة تزداد المؤشرات على المعاناة. فطوابير الخبز في دمشق تستمر لساعات ويغادرها الكثيرون صفر اليدين. وانتشر المتسولون في المدينة أيضا.

والواقع في مناطق مثل المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضين في مدينتي حمص وحلب أكثر كآبة.

ورغم هذه الصعوبات يقول نشطاء في شمال سوريا إن الكثير من السكان الفقراء لن يذهبوا إلى معسكرات اللاجئين على الحدود. وأضافوا أن ظروف المعيشة في الخيام الباردة المقامة على أرض موحلة سيئة للغاية إلى حد يتعذر معه الإقامة فيها وسط طقس الشتاء الشمالي القارس. ويقول برزيدلاكي إن هناك آخرين لا يستطيعون مجرد تحمل تكلفة الذهاب بأسرهم إلى هناك.

وأضاف “السبب الوحيد في أننا لم نر الناس تموت من شدة الجوع بالفعل هو الدعم الهائل الذي يقدمه سوريون آخرون حيث يتقاسمون معهم المأكل والمأوى.”

المعارض السوري هيثم المالح: الروس في سورية هدف مشروع للثورة السورية

موسكو ـ يو بي آي: قال عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض هيثم المالح إن كل روسي في سورية هو هدف مشروع للثورة السورية.

وقال المالح في مقابلة مع قناة (روسيا اليوم) الثلاثاء تعليقاً على اختطاف مواطنيين روسيين ‘ان روسيا تحارب الشعب السوري وتمد العصابة الحاكمة بكافة انواع الاسلحة وتستعمل حق النقض من اجل ان يستمر النظام في قتل الشعب السوري’.

وتابع المالح القول انه ‘بفضل الفيتو قتل اكثر من 50 الف شهيد في سورية’، وقال ‘أنا أنظر لكل مدني روسي في سورية كهدف مشروع للثورة السورية’.

وقال إن مواطني الدول التي ‘تحارب الشعب السوري’ هدف مشروع، مثل الإيرانيين.

وفي ما يتعلق بالمختطف الإيطالي، قال المالح إنه لا يجوز اختطاف مواطني البلدان التي لا تدعم النظام.

ودعا المالح روسيا الى الاقلاع عن ‘محاربة الشعب السوري’.

معاناة المسيحيين ليست اسوأ من المسلمين ومستقبلهم سيكون اسوأ من ماضيهم مهما كانت نتيجة الحرب الاهلية

في بلدة معلولا ترقب وانتظار وغضب على الغرب لدعمه جماعات تستخدم السكاكين للقتل

لندن ـ ‘القدس العربي’: يجبر الصراع في سورية مئات المسيحيين على الهروب من سورية، حيث يسافر يوميا عدد من النازحين الارمن الى بلد ابائهم الام، ارمينيا، فيما يعبر المسيحيون عن مخاوفهم من المستقبل في مرحلة ما بعد الاسد.

ويواجه المسيحيون مثل بقية السوريين مخاطر يومية فهم عرضة للقتل بسبب مواقفهم السياسية وهدف للجماعات المسلحة من العصابات التي تنتشر في سورية وتنتهز فرصة الفوضى بسبب القتال الدائر، حيث يتم اختطاف وتهديد الاغنياء منهم اسوة بالاغنياء في سورية. وفي بلدة معلولا التي تقع في شمال – غرب دمشق يعيش المسيحيون فيها في خوف دائم. ويتحدث الاب متى حداد قسيس ديرالقديس تقلا عن محاولة اختطاف رجل اعمال في البلدة اسمه جورج علومة حيث حاول مسلحان بكلاشينكوفات اختطافه لكنه قاومهما وحاول استخدام مسدس كان في سيارته والهرب لكنهما لاحقاه وسيارته بزخات من الرصاص اصابته بالمعدة ويديه ورجله.

ويقول تقرير في صحيفة ‘اندبندنت’ البريطانية ان المسيحيين الذين يشكلون نسبة 10 بالمئة من سكان سورية يناقشون وبنوع من الذعر ما ستفضي اليه الحرب في سورية. ويقول كاتب التقرير باتريك كوكبيرن ان النذر ليست جيدة، خاصة في ظل تصاعد المد الاسلامي وظهور الجماعات الجهادية. ويشير الى ما حدث لمسيحيي العراق بعد احتلاله عام 2003 حيث اجبرت التفجيرات اعدادا كبيرة منهم على الرحيل، حيث كانوا هدفا لهجمات نفذها تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين. ويقدر عدد من هربوا من العراق بحوالي الفين، حيث لجأوا اولا لسورية والاردن ومنها الى دول اجنبية.

اربع حالات اختطاف

ويقول الكاتب ان المعارضة التي تحظى بدعم 130 دولة تعتبر جبهة النصرة التيار الرئيسي في المعارضة المسلحة على الارض، وهي الجماعة التي صنفتها الولايات المتحدة الاسبوع الماضي كتنظيم ارهابي وتعتنق ايديولوجية تشبه تلك التي تؤمن بها القاعدة وهو مما يخيف المسيحيين. ويسجل الكاتب في معلولا حسا من الانتظار، فهذه البلدة التي تسكنها غالبية مسيحية ولا تبعد عن دمشق سوى ساعة بالسيارة تعيش حالة من الخوف، خاصة ان اربع حالات اختطاف سجلت فيها حتى الان، حيث لم يكن موقع الجيش السوري خارج البلدة قادرا على منع هذه الاختطافات.

ومثل بقية المدن التي تعتمد على السياحة فقد اختفت في معلولا السياحة الدينية، ومن كان يبيع الكتب السياحية والتذكارات اصبح يبيع الخضار والفاكهة. ولاحظ كوكبيرن حالة من الغضب على الدول الاجنبية التي تسلح المعارضة الاسلامية، وتسائل سيدة الراهبات في الدير عن السبب الذي يجعل الدول الاوروبية تدعم جماعات تستخدم السكاكين للقتل، وزعمت الراهبة ان الكثير من سكان البلدة يغادرونها على الرغم من نفي بعض سكانها هذه المزاعم. وتقول الراهبة التي بدت متعبة، حيث تعمل في الدير منذ 23 عاما وتشرف على 14 راهبة و33 يتيما من مختلف انحاء الشرق الاوسط ان عيد الميلاد سيكون حزينا هذا العام فالعقوبات الاقتصادية لا تعاقب الا المواطنين وليس الحكومة. ويضيف التقرير ان المسيحيين يشعرون بالخوف ولكنهم ليسوا وحدهم فكل شخص يشعر بانه عرضة للخطر. ففي الوقت الذي لم يلاحظ فيه اية معارك بين دمشق ومعلولا الا ان اثار المعارك السابقة ظاهرة على البيوت المدمرة. كما ان الطريق من دمشق الى حمص والذي يزدحم بمحلات بيع السيارات كلها الان مغلقة ومحمية بقضبان حديدية وبكتل اسمنتية بنيت سريعا.

لا مال عندنا

وكما في حالة الاغنياء في عموم سورية، فالاغنياء من الاقلية المسيحية كان بامكانهم الفرار الى الخارج، ولكن ابناء الطبقة المتوسطة وان كان بامكانهم الهروب للبنان الا انهم غير قادرين على تأمين ضروريات الحياة فيه بسبب تكاليف الحياة الباهظة هناك وذلك بحسب سوري ارمني قال انه يقوم باجراءات للحصول على الجنسية الارمنية. وحالة المسيحيين المقيمين في دمشق لا تختلف عن مسيحيي معلولا من ناحية القلق، ولكن الوضع الامني يعتمد على المنطقة التي يقيمون فيها، فمن يسكنون في جرمانا يعيشون خطر التفجيرات والقناصة، فيما يتمتع الجزء المسيحي من دمشق بنوع من الامن ولكن الحياة فيه صعبة بسبب استمرار انقطاع الكهرباء ونقص الوقود. ويختم كوكبيرن تقريره بالقول ان معاناة المسيحيين في سورية ليست اسوأ من معاناة المسلمين لكنهم يشعرون ان مستقبلهم سيكون اسوأ من ماضيهم مهما كانت نتيجة الحرب الاهلية.

يقطعون خط الهرب على بشار

في الوقت الذي يتعرض فيه مخيم اللاجئين الفلسطينيين اليرموك قرب دمشق لقصف من الجيش السوري بشكل اجبر المئات على الهروب، يقوم مقاتلون في مناطق اخرى من البلاد بتضييق الخناق على النظام من خلال قطع خطوط الامدادات عن الجيش، والاهم من ذلك تضييق خيارات الهروب امام الاسد وذلك باستهداف المنطقة التي يقال ان الاسد قد يتخذها مركزا له حالة سقوط دمشق، وبحسب مراسل صحيفة ‘ديلي تلغراف’، الذي سافر الى المنطقة التي تعتبر معقل الطائفة العلوية والممتدة من جبالهم حتى البحر المتوسط وتضم مدينتي اللاذقية وطرطوس، فقد لاحظ ان المقاتلين يسيطرون على مناطق واسعة فيها مما يعقد من امكانية خلق دولة علوية فيها.

ويقول الكاتب ان المقاتلين الذين يتسللون من داخل الحدود التركية الى هذه المناطق يقومون بشن حرب لا يعرف بها احد حيث يزحفون من قرية الى قرية ومن بلدة الى اخرى، ويسيطرون الان على المناطق المحيطة بجبلي الاكراد والتركمان التي تشكل معظم المنطقة الشمالية في سورية. وكلما تقدم المقاتلون كلما جمع سكان هذه المناطق من العلويين حاجياتهم وهربوا على عجل.

وبحسب قائد مجموعة واسمه ابو ياسين ‘فنحن نسيطر على ست قرى في المنطقة ولم يعد هنا اي تواجد للعلويين، فهم يعتقدون انه ان ذهب بشار الاسد فسيقتلون وهو ما دعاهم للهروب الى المناطق التي لا تزال تحت سيطرة النظام’.

مهجورة ومقفرة

ويقول مراسل الصحيفة ان القرى العلوية التي زارها بدت مهجورة ومقفرة من السكان، وهناك اشارات تدل على انهم هربوا على عجل وتركوا ابواب بيوتهم مفتوحة، فيما تبعثرت الاشياء الشخصية من احذية وملابس وكتب على ارضية البيوت، وتظهر علامات القصف والرصاص على جدران البيوت الخارجية، اما المحلات التجارية فتبدو وكأنها تعرضت للحرق. ويقول التقرير ان معظم العلويين هربوا الى انطاكية واللاذقية والى مسقط رأس عائلة الاسد في القرداحة. والهروب ليس مقتصرا من هذه المناطق بل من معظم انحاء سورية حيث يخشى العلويون من تعرضهم لهجمات انتقامية، فحملوا امتعتهم وهربوا الى جبال العلويين معقلهم التقليدي. ومع ان مناطق العلويين تبدو ظاهرة من بلدة سلمة الا انها ليست بمأمن من القصف المستمر وتحليق الطائرات حيث سويت بناياتها بالتراب وفتحت القنابل حفرا في الشوارع، ومع ذلك لم يكن الجيش قادرا على استعادتها من ايدي المقاتلين. وبحسب ابو طاهر، قائد المقاتلين في سلمة فهم يخططون للهجوم على جبال العلويين وفتح جبهة في انطاكية والسيطرة عليها، وقال ‘لو سمحنا للدولة العلوية ان تكون واقعا فكل اقلية في سورية ستطالب بدولة مما سيؤدي الى تفكك سورية’.

لا نريد الانتقام

وينفي ابو طاهر اية نوايا للانتقام من العلويين حيث يؤكد ان من ستتم معاقبتهم هم فقط ‘من تلوثت ايديهم بالدماء’ حيث سيلقون جزاء جرائمهم، وان اية محاولة من المقاتلين المتشددين من الجهاديين لشن حرب طائفية ضد العلويين فستتم هزيمتهم من الجماعات المقاتلة في هذه المناطق. وحتى هذه التأكيدات تبدو غير كافية حيث يهمس السكان ويعبرون عن مخاوفهم من استهداف العلويين خاصة انه في ظل الفوضى التي ستتبع انهيار النظام فمن الصعوبة منع جماعات من القيام بعمليات انتقامية. وفي هذه المناطق عاش السنة والعلويون جيرانا وبسلام ولكن الحرب مزقت المجتمع وادت الى تعزيز الفروق الطائفية.

ويشير الى حالة قرية عين الشعرة في نفس المنطقة اي جبل الاكراد، حيث رفض عجوز وزوجته مغادرة القرية وبعد ان وعدهم قائد المقاتلين بان احدا لن يصيبهم باذى لكن عندما قتل القائد المحلي واسمه شيخ ايمن عثمان وحل محله قيادي بعقلية طائفية تحولت حياتهم الى جحيم.

ويقول العجوز الثمانيني واسمه احمد بركات ان المقاتلين ‘سرقوا كل شيء، اخذوا السيارات، داهموا بيوتنا، وبعدها شعر السكان ان حياتهم في خطر فهربوا للاذقية’. ويضيف ان المقاتلين جاءوا قبل ثلاثة اشهر واعتقلوا ابنه الذي لم يفعل شيئا. ويضيف ان رجلا منهم جاء وطلب 1.5 مليون ليرة سورية مقابل اطلاق سراحه واعطوه مهله ثلاثة ايام لتجهيزها وان لم يفعل فسيقتلون ابنه، وعندما عاد واخذ المال ولكنهم لم يطلقوا سراح ابنه.

ويحاول شيوخ الدين في جبل الاكراد توعية المقاتلين حول الطريقة المناسبة لمعاملة العلويين، حيث يقول الشيخ محمد رابح ‘نحاول وقف عمليات الانتقام’.

نازحون من اليرموك: «تركنا كل إشي وهربنا»

كأنّ قدر الفلسطيني أن «يترك كل إشي» ويهرب. أن يهرب من القتل والغدر، مرّة من أرضه فلسطين، ومرّات في النبطية وتل الزعتر وصبرا، واليوم في اليرموك. يحمل صرّته ومفتاح بيته، ويتأبط زوجته وأطفاله، ويهرب من الموت. قضيتهم كانت دوماً قميص عثمان، كل من أراد أن يدّعي الحق أمسك بها. وعند اقتتال الإخوة، نالوا نصيبهم من القتل. اليوم يهجرون من اليرموك من جديد، يروون حكايات عن مخيم بات «مدينة أشباح» بعد نزوح أهله، وعن قصف مجنون لطائرات وصواريخ، وعن حسرة وألم مما يجري في سوريا، ومما ينتظرهم من تهجير. معاناتهم لا تنتهي مع دخولهم الى لبنان، فهنا أيضاً دولة قررت «النأي بنفسها» حتى عن المساعدة الإنسانية

عفيف دياب, أسامة القادري

البقاع | لم تنم الحاجة أم محمود ملء جفنيها مذ غادرت أرض قريتها، الصفصاف، في الجليل الفلسطيني قبل 6 عقود من الزمن. زمن، لم تذق فيه أم محمود س. (74 عاماً) الا طعم حمل «صرّة» ثياب النزوح من فلسطين، الذي ورثته أباً عن جد، وأورثته مرّ التعب الى أولاد وأحفاد يجولون اليوم في أصقاع الأرض بحثاً عن مذاق طيب لا صواريخ طائرات فيه، ولا سكاكين «مالحة» تُمعن قتلاً في مخيمات أم محمود من النبطية الى تل الزعتر وصبرا وصولاً الى اليرموك في دمشق.

في حافلة الهروب من «مقتلة» اليرموك، روت أم محمود قصة «فلسطينها» في طبعتها الجديدة. غادرت المخيم قهراً وقسراً ووجعاً. صبت جام غضبها على «أمة العرب» من المحيط الى الخليج: «شو بدي خبرك يما… تركنا كل إشي وهربنا». منذ 3 أيام وأم محمود خارج «يرموكها». نامت على قارعة طريق قرب ساحة السبع بحرات في دمشق، قبل أن تصعد حافلة مع جيرانها الى حدود لبنان، فمخيم عين الحلوة في صيدا: «راح انزل عند بنتي بالمخيم». خرجت مع جارتها منى سيراً على الأقدام تحت وابل من القصف المدفعي «قصفوا المخيم بالطائرات… وقالوا لنا أن نغادر. وأنا ما عندي الا بنتي هون بعين الحلوة. وين بدي روح بالشام؟».

أكثر من ألف فلسطيني من مخيم اليرموك في دمشق، وصلوا أمس، الى الحدود اللبنانية، في محلة المصنع. منهم من استقل حافلات وسيارات أجرة ومنهم من وصل سيراً على الأقدام. يروون حكايات وحكايات عن المخيم، وعن القتل والقصف والرصاص وصراعات الإخوة وحروب الشوارع والأزقة. يعتب الحاج أبو علي ج. (69 عاماً) على كل من استهدف المخيم من داخله وخارجه «ما عرفنا كيف طلعنا». ويتابع «آخر إشي كنت افكر فيه أنو ارجع على عين الحلوة بعد هالعمر». ويردف «أصيب منزلي بقذيفة هاون، والله نجانا».

أبو علي، الذي وصل الى المصنع اللبناني ظهر أمس، مع أحفاده السبعة وأمهاتهم الثلاث، يقص علينا، وعلى من تجمهر من سوريين هاربين، قصة اليرموك «يمكن ما يظل مخيم. لأنو كل الناس طلبوا منها تفل». ويقول إن الجيش السوري الحر سيطر بالكامل على المخيم «وانضم اليه عناصر من القيادة العامة والجبهة الديموقراطية والجبهة الشعبية». ويتابع أنه «غادر المخيم قبل يومين الى حي المزة، الى أن وصل (أمس) الى المصنع، فمخيم الجليل في بعلبك».

من بقي اذاً في مخيم اليرموك في دمشق؟ يقول الشاب طه إن نحو 70 في المئة من السكان غادروا الى وسط دمشق، والأغلبية منهم ينوون التوجه الى لبنان، مشيراً الى أنّ المخيم تعرض صباح أمس لقصف عنيف من راجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة. وأضاف أن الدمار «لا يوصف، وهناك جثث في الشوارع لمقاتلين ومدنيين»، موضحاً أن «الجيش النظامي السوري يتمركز عند مداخل المخيم»، وأن اللجان الشعبيه فيه تلقت أوامر بإبلاغ السكان بمغادرة منازلهم ما بين الخامسة والتاسعة صباحاً (أمس وأول من أمس).

وليد هـ. (45 عاماً)، الذي غادر مخيم اليرموك مع زوجته وأولادهما الأربعة، يقول إن المياه والكهرباء مقطوعة عن المخيم منذ 4 أيام، لافتاً الى أن أغلبية السكان الفلسطينيين غادروا المخيم أو نزحوا الى أحياء أكثر أمناً في داخله. ويوضح وليد، الناشط في تنظيم فلسطيني داخل اليرموك، أن الجيش السوري النظامي أرسل اليهم قراراً بوجوب الابتعاد عن مسرح العمليات العسكرية أو الخروج من المخيم تمهيداً لـ«طرد المسلحين الغرباء منه».

وعند دخولهم الى نقطة المصنع الحدودية عانى النازحون إشكاليات إدارية منعتهم من الدخول الى لبنان، واضطر بعضهم الى المبيت أمام كافيتيريا الأمن العام اللبناني، الى أن أتت موافقة المدير العام للأمن بدخولهم، قبل أن يتوزعوا عند أقاربهم في المخيمات الفلسطينية في الجليل في بعلبك، وفي برج البراجنة في بيروت، وعين الحلوة في صيدا.

«رحلة التيه للعائلات الفلسطينية لم تتوقف عند مخيم اليرموك في دمشق. منذ 40 عاماً، تنقلت هذه العائلات في عمليات تهجير قسرية من مخيمي البرج في بيروت، وتل الزعتر. واليوم تعود الى ذاكرة الفلسطينيين، معاناة التهجير يشهد عليها جيل جديد ما كان بحسبانه أن يوماً سيأتي ويتهجرون منه من دمشق، الى لبنان»، يقول أنور الذي قضى ليلته برفقة عائلته المؤلفة من طفلتين وصبيين، إضافة الى زوجته، أمام مبنى كافيتيريا الأمن العام.

ويقول أنور إن السبب كان يتعلق في كون أوراق أطفاله الثبوتية ناقصة، «مع أنني حصلت على اذن موافقة مغادرة لي ولزوجتي من ادارة الهجرة والجوازات السورية، وعلى أساسه سمحوا لي بالخروج من سوريا»، فكان خياره المبيت في البرد القارس عوضاً أن يعود أدراجه خوفاً من الموت المتنقل في جميع المناطق السورية. يتابع وهو يوضب أغراضه في احدى السيارات المتجهة الى برج البراجنة «انتظرنا من الساعة السابعة مساءً حتى العاشرة صباحاً والحمد لله أتت الموافقة».

لم تنقطع دمعة ربى، ابنة العشرين ربيعاً، وهي تتحدث عن الخوف الذي يسيطر على المواطنين، تقول «الوضع أسوأ من اللي بتشوفوه بالتلفزيون، الخوف ملاحقنا من زاوية لزاوية». تروي كيف بدا المشهد الأخير للمخيم، بعدما تلقت، كما غيرها، عبر رسائل نصية على الهواتف الجوالة، وجوب ترك المخيم أول من أمس. من الساعة الخامسة فجراً حتى التاسعة صباحاً «أصبح المخيم متل مدينة أشباح. دمار وغبار، وصوت مدافع ورصاص». وتسرد حكايتها كيف انتقلت مع باقي أفراد أسرتها من المخيم الى منطقة السبع بحرات، ليتمكنوا من الحصول على موافقة مغادرة الى لبنان، باعتبار أن لديها أقارب لوالدتها في «الجنوب ولاد خالتي بمخيم عين الحلوة».

ومع تدفق النازحين الفلسطينيين برزت مشاكل متعددة لم تكن في حسبان الوافدين في مثل هذه الظروف الامنية والإنسانية السيئة، حيث إن السلطات اللبنانية لم تتخذ قرارات استثنائية لإزالة العراقيل أمام إدخال هذه العائلات في ظل واقع انساني يفرض نفسه يوماً بعد يوم.

لم يكن بحسبان جهاد وزوجته وأطفالهما الثلاثة، الآتين الى أقارب لهم في مخيم الجليل، أن تكون إحدى العراقيل ثمن دخوله الى لبنان، بحيث تقدر التأشيرة بـ25 ألف ليرة عن كل شخص، فكل ما يملكه من أموال، دفعها لسيارات الأجرة التي نقلته من مكان الى مكان داخل سوريا، الى أن نجح في الوصول الى كاراج السومرية، ما اضطره للانتظار ريثما يأتي قريبه من صيدا الى المصنع كي يدفع له 50 ألف ليرة ثمن تأشيرتين له ولزوجته. يقول «هين الانتظار ثلاث ساعات جنب اللي شفناه من الساعة الخامسة فجراً حتى الثالثة عصراً» ساعة وصوله الى نقطة المصنع الحدودية. حال أم طالب السبعينية، ليس أفضل، فهي تنتظر إنجاز معاملة دخولها مع أبنائها الى لبنان، الى مخيم عين الحلوة في صيدا، عند درج مبنى الأمن العام، تقول باكيةً «الله كاتب علينا النزوح، وان نُبقي مفاتيح ديارنا كي تذكرنا بالأيام الصعبة، الله يهدي البال ويرجع كل الناس على ديارهم».

اما أحمد العلي الذي عاد أدراجه هو وزوجته وأولادهما الأربعة، لأنه لم يتسن له الحصول على اذن مغادرة من ادارة الهجرة والجوازات في منطقة السبع بحرات، فيقول «رحت السبع بحرات، ومبنى الهجرة والجوازات مزدحم بالناس، يعني اذا وصل دوري انا وحظي يمكن يعطوني اذن ويمكن لأ، فما اتوقعت أن الأمن العام اللبناني يرجعنا في مثل هذا الظرف الاستثنائي».

كما برزت مشكلة أخرى تتعلق بالنازحين الذين يحملون جواز سفر فلسطينياً صادراً عن السلطة الفلسطينية، ويؤكد محسن أنه كان قد حصل على إذن مغادرة قبل اسبوع لكن «الأمن رجعنا لأننا نحمل جواز السلطة الفلسطينية، ومعي اذن مغادرة من سوريا، ايش السبب ما بعرف».

وفيما توزع بعض النازحين على أقارب لهم في لبنان، ملأ البعض الآخر ساحات البلدات في مجدل عنجر وبرالياس وتعلبايا وسعدنايل على أمل ايجاد مكان يؤويهم، بعدما أصبح إيجاد شقة أو سكن من سابع المستحيلات في تلك القرى.

لسان حال الفارين: نكبة عن نكبة بتفرق!

أنس زرزر

دمشق | أحدثت رواية «أم سعد ــ 1969»، التي أنجزها الكاتب الفلسطيني الشهيد غسان كنفاني قبل ثلاثة أعوام من اغتياله في بيروت، نقلة نوعية في مفهوم الأدب المقاوم، وتحولت عبارة أم سعد «خيمة عن خيمة بتفرق» إلى مثال وعبرة، يقتدي بها اللاجئون الفلسطينيون في رحلة شتاتهم ومعاناتهم الطويلة، المستمرة فصولها منذ نكبة عام 48 حتى اللحظة.

تلخص الرواية الفكرة القائلة: كانوا يقولون الفلسطيني اللاجئ، صاروا يقولون الفلسطيني الفدائي. وتتضح بوادر ثورة الفلسطيني على صورته كإنسان ضعيف سُلب وطنه منه في ليلة «ما فيها لا ضو قمر ولا ضمير عربي ولا من يحزنون»، كما تقول أم سعد في الرواية التي خلدت اسمها. ما يؤكد قسوة وتراجيدية كلمات كنفاني الأخيرة، هو استمرار مشهد نزوح آلاف العائلات الفلسطينية والسورية على حد سواء من مخيم اليرموك، في الليل الدامس وساعات الصباح الباكر من يوم أمس، عراة حفاة، لا يحملون معهم سوى «بقجهم» الفقيرة، قبل أن يصلوا إلى مخيمات لجوء أخرى لا تزال تعيش حالة هدوء نسبي، مثل مخيمات السبينة وجرمانا وخان الشيح الذي كان له النصيب الأكبر من أعداد النازحين.

«أحصينا 12500 عائلة نزحت إلى مخيم خان الشيح قبل أحداث اليرموك الأخيرة. أما الآن فمن الصعب حقاً تقديم إحصائية أولية تبين أعداد النازحين الواصلين إلى المخيم في الـ48 ساعة الماضية. حركة وصول النازحين مستمرة حتى الساعة، وبكثافة لا يمكن تصورها»، يقول لـ«الأخبار» أبو هاني (44 عاماً)، مسؤول المكتب الإعلامي في أحد فصائل المقاومة الفلسطينية، والذي تفرّغ حالياً بشكل كامل لتنظيم عملية إيواء ومساعدة آلاف الأسر النازحة. ويضيف «فتح مسجد الهدى أبوابه لاستقبال مئات النازحين، كما هي الحال مع الثانوية الشرعية التي فضّلنا أن تكون مكاناً لإيواء النساء والأطفال الصغار، لكونها المكان الوحيد الذي يحتوي على وسائل تدفئة لا تزال قادرة على العمل». كذلك يسارع شباب مخيم خان الشيح إلى تنظيم أنفسهم في مجموعات، للعمل على مساعدة النازحين، وتوزيع المساعدات المادية المختلفة من البطانيات، ومستلزمات الأطفال والرضع، التي قدمتها مؤسسة «عائدون» وعدد من فصائل المقاومة الفلسطينية.

لكن «مجمل المساعدات الواصلة إلى المخيم حتى اللحظة لا تلبي احتياجات 10 في المئة من أعداد النازحين الكبيرة جداً. ربما سنشهد أزمة إنسانية حقيقية في الأيام القليلة القادمة»، يؤكد نزار (27 عاماً)، أحد شباب التطوع الميداني، مشيراً الى وصول 1000 بطانية من إحدى المؤسسات الفلسطينية. ويضيف «ما الذي يمكن أن يفعله مثل هذا العدد مقابل آلاف النازحين الذين وصلوا إلى المخيم».

آلاف النازحين حشروا في مدارس خان الشيح التابعة لوكالة الأمم المتحدة بعدما علقت هيئتها التدريسية جميع أنشطتها إلى أجل غير مسمى. البعض من معلمي هذه المدارس فضّل عدم العودة إلى بيته، والمساهمة في العمل الإغاثي الميداني.

ويقول أحد المدرسين في مدرسة بئر السبع الإعدادية «أجرينا اتصالاتنا مع وكالة الأمم المتحدة، لإعلامها بالواقع الذي تحولت إليه مدارسنا، وحجم نزوح ومعاناة الواصلين من مخيم اليرموك، وطلبنا منها الإسراع في تقديم المساعدات العينية والإغاثية، لكن لم يصل شيء حتى الآن». ولم يستطع المدرس إخفاء غضبه وسخطه، أمام تجاهل إحدى أهم وأكبر المنظمات الإنسانية العالمية للمعاناة التي يعيشها آلاف النازحين.

فتحت عائلات مخيم خان الشيح أبواب بيوتها لاستقبال الأسر النازحة، «جميع النازحين هم إخوتنا وأهلنا، لكن الأفضلية أعطيت للعائلات من أصحاب أكبر عدد من الأطفال الصغار»، بحسب جهاد (29 عاماً) الذي تحول مع أفراد أسرته جميعاً إلى فريق عمل تطوعي منذ وصول أول النازحين من مخيم اليرموك. ويضيف جهاد «نتقاسم مع إخوتنا النازحين رغيف خبزنا، لكن في الغد لن نجد ما نسدّ به رمقنا جميعاً». فقبل وصول أعداد كبيرة من نازحي أرض مخيم خان الشيح، كانت أزمة رغيف الخبز تتفاقم تدريجياً، كما هي الحال مع غالبية المدن والمناطق السورية. لا وجود لكميات كافية من الطحين، وفي حال تأمينها لأحد أفران المخيم، فلن يجد أصحابه الوقود الضروري لتشغيل آلاته. أما الحلول البديلة مثل تأمين الطعام للنازحين من بيوت المخيم، فهي إجراء مرحلي من الممكن أن يستمر لأيام قليلة فقط.

لم يكن أحد يتوقع مثل هذا السقوط المدوي والسريع لمخيم اليرموك، وخضوعه لسيطرة شبه كاملة لكتائب الجيش الحر، مع كتائب التنظيمات الإسلامية المتشددة. البعض منها حاول الربط بين سقوط المخيم الفلسطيني وتصريحات خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، الذي تعرض لأحداث الحرب السورية في كلمته التي ألقاها في احتفال انتصار غزة الأخير، وبشكل خاص عندما رفع علم الثورة السورية بعد الانتهاء من خطابه. مهما اختلف المحللون والمعلقون السياسيون في قراءاتهم وتحليلاتهم للتطورات التي يشهدها مخيم اليرموك، تبقى مشاهد البؤس واللجوء المضاعف والجوع والبرد، أكثر صدقية وتعبيراً عن معاناة شعب كُتب عليه أن يقضي حياته في عتمة «ما فيها لا ضو قمر ولا ضمير عربي ولا من يحزنون»!

مخيمات لبنان: أهلاً باللجوء الجديد

قاسم قاسم

اعتاد الفلسطينيون في لبنان على مخيماتهم. اعتادوا العيش في الأزقة الضيقة. أحياء يحتاج الدخول الى بعضها السير «جنابياً». أجساد ابناء مخيمات لبنان أغلبها مصاب بالحساسية لقلة وصول اشعة الشمس الى بيوتهم. فالمنازل هنا متلاصقة و«الحيط ع الحيط»، وكل ما يقوله جيرانك تستطيع سماعه بسهولة. كل هذه الحالات سيعيشها الهاربون من مخيم اليرموك الى مخيمات لبنان. وهنا سيدركون معنى اللجوء الاصلي، وهنا سيعرفون كيف يكون الشكل الحقيقي للمخيم. إذ إن مخيم اليرموك بشوارعه الواسعة، والذي يعيش فيه ما يقارب 800 الف لاجئ فلسطيني، ليس مخيماً. فهو مدينة صغيرة يعيش فيها الفلسطينيون والسوريون معاً. كما ان اليرموك غير محاصر بجدران باطون مثل اغلب مخيمات لبنان. اما ربط لفظ «المخيم» باسمه فهو فقط للدلالة على اللجوء وللتذكير بحق العودة.

على الصعيد الاجتماعي، سيدرك الهاربون من سوريا معنى عدم الحصول على حقوق مدنية واجتماعية. اذ ان الرئيس السوري الراحل، شكري القوتلي، سنّ قوانين تعتبر الفلسطينيين في سوريا مثل السوريين. اما في لبنان فإن القوانين التي سنّت حرمت الفلسطينيين من كل شيء الا حق التنفس… ربما.

يوماً بعد يوم يزداد عدد الهاربين من النار السورية التي حرقت مخيم اليرموك. اذ تقول مصادر في الامن العام إن المعابر الحدودية، وخصوصاً نقطة المصنع، تشهد يومياً تدفق ما يقارب 2000 لاجئ فلسطيني. هذا العدد مرجح للازدياد يومياً وذلك بحسب حدة المعارك التي يشهدها المخيم. فقد ترك نصف ابناء اليرموك، بالاضافة إلى النازحين السوريين فيه، أماكن سكنهم وهربوا الى محيطه، مخيمي التضامن وفلسطين، بينما قرر جزء آخر اللجوء الى لبنان. هؤلاء دخلوا لبنان لكنهم لا يزالون في مخيمات الاطراف، ولم تصل غالبيتهم الى مخيمات العاصمة او الجنوب. وتمركزهم الرئيسي حالياً هو في منطقة البقاع وفي مخيمي البداوي ونهر البارد، على ان ينتقل الوافدون الجدد الى مخيمات صيدا وصور وبيروت.

لا تكمن أزمة اللجوء الجديدة فقط في ارتفاع الكثافة السكانية في المخيمات التي هي في الاصل مرتفعة. فازدياد عدد النازحين سيسبب أزمة اجتماعية واقتصادية بالاضافة الى زيادة التوتر السياسي الذي بدأ يظهر في مخيمات لبنان. هكذا، يمكن لمن يسير في المخيم ان يشعر بالتوتر الذي يملأ فضاءه. وعند سؤال أي شخص عن رأيه بما جرى في اليرموك في اليومين الماضيين تأتيك الاجابة، إما شتيمة للنظام او للجبهة الشعبية القيادة العامة، أو الصمت مع رفض الحديث بالسياسة. لكن برغم من كل هذا هناك فئة قليلة ألقت باللوم كله على المعارضة المسلحة التي سيطرت على المخيم وادخلته في الازمة السورية الداخلية «غصباً عنه»، كما يقول البعض.

ففي مخيم برج البراجنة، وبالقرب من مراكز القيادة العامة، ارتفعت صور كبيرة وكثيرة للرئيس السوري بشار الاسد. هذه الصور استفزت الفصائل الموجودة هناك، وخصوصاً في ظل الانقسام الموجود بينها حول الازمة السورية. فاتفق مسؤولو اللجان الشعبية على منع رفع صور او الشعارات المؤيدة او الرافضة للنظام السوري. لكن هذا الاتفاق لم تلتزم به القيادة العامة. هذه الحوادث الصغيرة زادت من حال التوتر بين المؤيدين للقيادة العامة والرافضين لها. اما على الصعيد السياسي فان التواصل بين الفصائل لا يزال على حاله، ولم يتأثر بما يجري في الشام او في المخيمات. ويقول مسؤول رفيع المستوى في تحالف القوى إن سيطرة المعارضة على مخيم اليرموك تمت من خلال خداع اللجان الشعبية التي استقبلت عناصر اعتقدوا انها ستساعدهم في الدفاع عن المخيم ضد الجيش الحر، لكنه تبين أنهم ينتمون الى المعارضة السورية. وبعد هرب غالبية سكان المخيم ولجوئهم الى لبنان، تجري حالياً وساطات داخل المخيم بين الجيش الحر والنظامي من قبل بعض مسؤولي الفصائل لتجنيب المخيم الدمار. اذ تطالب المعارضة المسلحة باستخدام المخيم ممراً لها، بينما يطالب الجيش السوري بالخروج من المخيم لتجنيبه القصف.

اما في لبنان وعلى الصعيد الانساني، فإن المنظمات المعنية باللاجئين الفلسطينيين اي الاونروا، تواجه ازمة في ازدياد اعدادهم في المخيمات. فالوكالة الاممية كانت في الاصل تعاني من عجز في ميزانيتها العامة المتعلقة بمساعدة الفلسطينيين في لبنان، فكيف الحال بها الان وهي ترصد يومياً تدفق ما يقارب الفي لاجئ اضافي الى منطقة عملها.

من جهته، يقول مسؤول كبير في الأونروا ان الوكالة «كانت قد اعدت دراسة عن وضع النازحين الفلسطينيين الى لبنان فتبين أن الوكالة بحاجة الى ما يقارب مليوني دولار لمساعدتهم، ولم يصل من المبلغ سوى 500 الف دولار تقريباً». يضيف الرجل ان التركيز الآن ينصب على «البقاع لأن موجة البرد القارس تساهم في زيادة الازمة». وقد قامت الاونروا في اليومين الماضيين بتوزيع مبلغ 50$ على العائلات النازحة في مخيمات البقاع لشراء ملابس. كما ستقوم الوكالة بحملة من أجل توزيع المازوت على سكان مخيمات البقاع الغربي والاوسط. اما في بيروت، فيتوقع ان يصل عدد النازحين في الاشهر المقبلة الى 20 الف لاجئ فلسطيني. هذا الرقم المخيف سيساهم في الازمة السياسية اللبنانية. وتقول مصادر في منظمة التحرير الفلسطينية إن التصريحات التي صدرت عن حزب الكتائب تظهر ان المرحلة المقبلة ستكون للهجوم على النازحين الى لبنان.

من جهتها، سهلت مديرية الامن العام غالبية حركة نزوح الهاربين من مخيم اليرموك، ولم تعرقل الدخول كما حصل خلال موجات النزوح الاولى.

تتحضر المخيمات الفلسطينية نفسها للاستقبال النازحين الجدد. الاهالي دعوا عبر مكبرات الصوت ومواقع التواصل الاجتماعي الى عدم استغلال الزوار وعدم تأجيرهم البيوت بمبالغ مرتفعة. اما الاونروا فتؤكد انها لن تفتح المدارس لاستقبال هؤلاء كي لا يضيع العام الدراسي على الطلاب. اما باقي ما تبقى من الخدمات التي تقدمها الوكالة فيمكن النازحين الاستفادة منها. هكذا، سيكون الفلسطينيون كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. واليوم الجسد الفلسطيني تداعى لاحتضان الزائرين الجدد، و«اليوم كلنا فلسطينيون من غير سوء»، كما يقول محمود درويش.

أشباح «حماس» تقاتل في اليرموك

أرخى دخول المعارضة المسلحة مخيّم اليرموك بثقله على حسابات النظام السوري العسكرية، وخصوصاً في ما يتعلّق بأمن العاصمة دمشق. في حين ظهر طيف حركة «حماس» من جديد في المخيّم الفلسطيني المنكوب بمعركة لم تتحدّد جميع معالمها بعد

ناصر شرارة

يطرح الانشقاق الذي حصل منذ أيام داخل الجسم العسكري لتنظيم الجبهة الشعبية _ القيادة العامة، في مخيّم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، تحدياً أمنياً جديداً يهدّد خطّة النظام السوري لتأمين «دمشق الكبرى»، كما قد يحول هذا التطور دون تنفيذ قرار سياسي حازم للنظام، كان قد أقرّ بعد معركة طريق المطار. والقرار يفيد أنّه، مع حلول العام الجديد، لن يسمح ببقاء أي مظهر للجيش السوري الحر والمجموعات المسلحة في دمشق وكلّ ريفها الملاصق لها.

فبعد معركة طريق المطار، قبل أسبوعين، وتراجع المجموعات المسلحة نحو مناطق مطوّقة عسكرياً في منطقة ريف دمشق، ظهرت استراتيجيتا قتال تتواجهان:

الأولى خاصة بالجيش السوري، وتسعى للسيطرة على بقايا مناطق لا تزال تسيطر عليها المعارضة المسلحة حول دمشق، وذلك على جبهتين؛ الأولى في الغوطة الشرقية، حيث الهدف إخراج تشكيلات الجيش الحر وجبهة النصرة ومجموعات أخرى من مناطق دوما، عربية، كفربطنة والمليحة. وضمن هذا المحور كان الجيش السوري قد أنجز في الجولات الأخيرة من معركة دمشق السيطرة على داريا والمعضمية، ما عدا عمليات «التمشيط».

الجبهة الثانية حول دمشق، وجّه الجيش السوري فيها ضغطه على منطقة جنوب دمشق، وتحديداً على بلدات القدم، والحجر الأسود، والتضامن. وتعامل الجيش معها بأسلوب القصف الذي يمهّد للاقتحام.

في المقابل، لدى «جبهة النصرة» النشطة في هذا القطاع، خطة معاكسة، هدفها ليس الدفاع عن معاقلها المتبقية في هذه المنطقة، فحسب، بل السيطرة على منطقة جنوب دمشق بكاملها. ومثل هذا الهدف، يحتاج بالأساس إلى إنهاء سيطرة اللجان الشعبية التي أنشئت بالتنسيق مع النظام في مخيّم اليرموك، إذ إنّ السيطرة عليه تعني السيطرة بالنار على طريق مطار دمشق الدولي، وأحياء داخل العاصمة، وإنشاء شريط «محرر» في جنوب دمشق.

وطوال الأسبوع الفائت، استهدفت جبهة النصرة، وتشكيلات مسلحة معها، مخيّم اليرموك بالقصف من منقطة وجودها في منطقة الحجر الأسود التي تملك فيها عمقاً لوجستياً، يتمثّل في بلدات ببيلا، ويلدا، وحيّي التضامن والقدم، وهي آخر معاقل تشكيلات المعارضة المسلحة في جنوب دمشق. ولكن استهداف اليرموك من هذه المناطق فشل في إحراز تقدم على الأرض لصالح حبهة النصرة.

ضمن هذه التطورات، حصلت حالات يأس داخل تشكيلات الجيش الحر والمعارضة المقاتلة على محاور دمشق الجنوبية، وخصوصاً أنّ معركة المطار كانت غالية الثمن للمعارضة بشرياً. وتجلّت أبرز مظاهرها بانسحاب ١٦ كتيبة من الجيش الحر في جنوب دمشق، كتعبير عن يأسهم من جدوى الاستمرار بالقتال. كذلك أسهم في تعميم حالة انحدار المعنويات بين تشكيلات المجموعات الأصولية المقاتلة في تلك المنطقة، شيوع معلومة تؤكد نجاح الجيش السوري في اعتقال شقيق أيمن الظاهري في منطقة دوما، ويدعى محمد الظواهري.

ولكن جبهة النصرة نجحت في إنجاز اختراق لحالة اليأس المتعاظمة هذه، عندما قامت بترتيب انشقاق لصالحها، داخل البنية التنظيمية للقيادة العامة في مخيّم اليرموك، والتي تعتبر القوة الصلبة بين تشكيلات اللجان الشعبية المدافعة عنه. وتراهن الجبهة على أن تؤدي حالة الانشقاق هذه إلى تداعيات داخله، تؤدي إلى إسقاط المخيّم من الداخل، ما يوفّر شريطاً جغرافياً كاملاً لانتشار المعارضة في منطقة جنوب دمشق.

البيئة المقاتلة في المخيم

ما كانت جبهة النصرة تستطيع أن تجد موطئ قدم لها في اليرموك لولا وجود بيئة فلسطينية بداخله حاضنة للحراك الشعبي السوري ضد النظام. وهذه البيئة تتكون من الفئات الآتية:

بشكل أساس «بيئة حماس الحائرة»، حسب ما يصطلح على تسميتها داخل المخيم، والتي تتماهى من دون أوامر مباشرة مع مواقف قياداتها المنحازة للحراك السوري ضد النظام، إضافة إلى بقايا فتح، خاصة أولئك الذين دخلوا السجون عندما وقع الخلاف بين فتح والنظام السوري في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، إضافة إلى كتيبة الأقصى التي سلّمت قبل ثلاثة أشهر سلاحها، معلنةً انسحابها من الحراك. وأبرز رموزها سمير برناوي وفايز ميداني، وكلاهما ينحدران من فتح. وأيضاً كتيبة أحرار فلسطين، وهي تشكيل سلفي. ويضاف إلى هؤلاء انشقاقات محدودة داخل جيش التحرير. وأبرز المنشقين الرائد محمد عاشور ومعه ٣٠ عنصراً. وأول انشقاق في جيش التحرير قام به عنصر من درعا. كذلك توجد في هذه البيئة خلايا فلسطينية نائمة غير مرئية، وأبرز مثال هو منفذ عملية القزّاز الانتحاري الفلسطيني حسن عمورة المنتمي إلى جبهة النصرة. وأيضاً التنسيقيات الفلسطينية في المخيّم وعملها التحريضي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تدعو اللاجئين الفلسطينيين للانضمام إلى إخوتهم السوريين في الحراك ضد النظام.

قصة الحراك في المخيم

آخر إحصائية عن عدد الفلسطينيين في سوريا أجرتها السلطات السورية عام ٢٠١١، حيث بلغ عددهم ٦٨٠ ألفاً. ويقيم منهم في مخيّم اليرموك وحده ٢٨٠ ألفاً. وحتى ما قبل شهر رمضان الماضي كان مخيّم اليرموك هادئاً، لكن مع بدء الاشتباكات في أحياء الحجر الأسود (يقطنه نازحون من الجولان) والميدان، والتضامن المتداخلة مع المخيم، بدأت هجرة هؤلاء الأهالي إليه، للاحتماء من عمليات المطاردة المتكررة للجيش السوري، داخل هذه الأحياء، بشكل يومي تقريباً. ومثّل دخول نازحي هذه الأحياء إلى المخيّم سبباً مهماً من جملة أسباب أخرى أدّت إلى انخراط المخيّم في حراك الانتفاضة السورية ضد النظام، ذلك أنّ القسم الأكبر من لاجئي المخيّم يعيشون وضعاً اقتصادياً صعباً. وهكذا حصل نوع من التضامن الاجتماعي بين الشريحتين، لكنّ الحافز الأهم لاشتراكهم في القتال مع أبناء محيطهم السوريين، هو البعد المذهبي المشترك بينهما.

«حماس»

عامل آخر بالغ الأهمية جعل المخيّم يدخل الحراك. اليرموك حافظ على صلته بحركة حماس. فمنذ الافتراق بين حماس والنظام السوري على خلفية انحياز الأولى للحراك السوري، أخلت الحركة مكاتبها في عملية هجرة منظمة نقلت خلالها كلّ قياداتها ومؤسساتها من سوريا. ورغم أنّ هذه العملية بدأت منذ مطلع العام الحالي، لم تظهر بوضوح سوى في شهر آب الماضي. لقد نظمت حماس عملية خروج فردي لقياديي صفّها الأول. وترك خروجهم تأثيراً نفسياً سيّئاً على قاعدة حماس داخل المخيمات، وبالأخص في اليرموك. وأسباب ذلك عديدة، أبرزها الفراغ الخدماتي الذي خلّفته. فأساساً، دخلت حماس إلى مخيم اليرموك عبر البوابة المادية، حيث قدمت الإعانات الغذائية ورعت عائلات الشهداء، ورعت تقليد الأعراس الجماعية المموّلة عبرها. وبعد انقضاء عام على وجودها، أصبح لديها في مخيّم اليرموك قاعدة اجتماعية ذات طابع عائلي، مرتبطة بها عبر شبكة مؤسسات خدماتية ودينية. كان مسجد «الوسيم»، التابع لحماس، الأشهر في المخيّم بين عشرين مسجداً آخر. كذلك سيطرت الحركة على مسجد عبد القادر الحسيني، وأنشأت جمعية الإسراء التي اهتمت بالخدمات الاجتماعية، وجمعية جنين، واهتمت بالرياضة.

واتبعت حماس في تلك الفترة أسلوباً تنظيمياً حديدياً داخل مخيّم اليرموك، كما في المخيمات الأخرى، وإن بدرجة أقل. وركّزت على تنظيم الشباب الفلسطيني فيه، وفرضت على أعضائها قوانين سلوكية صارمة، إذ منعتهم من التدخين، والاختلاط ببيئات اجتماعية وسياسية مغايرة لبيئة الحمساويين، أو التعاطي اجتماعياً أو عائلياً مع أبناء الفصائل الأخرى، إضافة إلى ضرورة التزامهم بمواعيد الصلاة في مسجد حماس الأشهر في المخيم، أيّ جامع الوسيم، الذي حرص رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل على الصلاة فيه كل يوم جمعة.

وبعد حوالى ١٤ سنة من الوجود الفعال في مخيم اليرموك، المتحرّر من أيّ شروط من النظام السوري، أصبحت حماس تمثّل تنظيمياً ما بين ٣٠ إلى ٣٥ في المئة من أبناء المخيّم، وجلّهم من الشباب. وصار شباب حماس مرتبطين مع أسرهم بها، عقائدياً واقتصادياً واجتماعياً. وعندما خرجت حركة حماس من المخيّم، شعرت العائلات المرتبطة بها، وخصوصاً الشباب، بفراغ على كافة المستويات. وسادت الحيرة بينهم، والبحث عن بديل، ولا سيّما أنّ حماس انسحبت من المخيّم وسحبت معها كافة خدماتها وصلاتها التنظيمية المباشرة بعناصرها من أبناء المخيّم. والصلة الوحيدة التي أبقتها معهم هي وعدها لهم بأنها ستعود حينما يتغيّر الوضع في سوريا، أيّ عند سقوط النظام. وبهذا المعنى، فإنّ شباب حماس وعائلاتهم المرتبطين بها، أصبح لديهم هدف وحيد، وهو الجهاد لإسقاط النظام، لكيّ يتسنى عودة الحركة «المطرودة» إلى دمشق. وترجمةً لذلك، أعطت حماس أمراً، غير مباشر، بالتصاق عناصرها بالحراك السوري ضد النظام.

قصف المخيّم جريمة

رأت حركة المقاومة الإسلامية حماس أنّ قتل اللاجئين الفلسطينيين في مخيّم اليرموك في سوريا «جريمة نكراء وبشعة يجب ألا تتكرّر»، مشيرةً إلى أنّها تجري اتصالات لوقف القصف، الذي وصفته بـ«الهمجي».

قال مسؤول العلاقات الدولية في حركة حماس، أسامة حمدان، في بيان يوم بدء المعارك في مخيّم اليرموك، إنّ «قصف طائرات الجيش السوري لمسجد عبد القادر في مخيّم اليرموك هو جريمة نكراء يجب ألا تتكرّر». وأضاف حمدان أنّ «حركة حماس تجري اتصالات مكثفة لضمان وقف العدوان المتواصل والقصف الهمجي على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين». وشدّد على رفض «حماس» إقحام اللاجئين الفلسطينيين بما يجري من أحداث في سوريا، متابعاً «الفلسطينيون ضيوف على الشعب السوري ولا يجب إقحامهم بما يجري من أحداث على الأرض».

«الحر» يتقدّم في المخيم… والفصائل تتبادل الاتهامات

لم يكن أحد يتوقّع مثل هذا السقوط المدوي والسريع لمخيّم اليرموك، وخضوع أجزاء واسعة منه لسيطرة الجيش الحر وتنظيمات إسلامية معارضة. آخر الأخبار الواصلة من أرض المخيّم، تؤكد استمرار المواجهات المسلحة، وسماع أصوات إطلاق نار من وقت لآخر، أما المناطق الجنوبية المحاذية لأحياء التضامن والعروبة والتقدم، فتعرضت لقصف عنيف جداً، في وقت تبادلت فيه الفصائل الفلسطينية الاتهامات والمسؤولية حول المعارك في المخيّم. حالة الانقسام في علاقة الفصائل مع النظام السوري، عادت لتطفو على السطح مرة أخرى، في الوقت الذي نالت حركة حماس النصيب الأكبر من الاتهامات التي تقول «إن عناصر مسلحة من الحركة ما زالت موجودة على أرض مخيم اليرموك، عملت على مساعدة الجيش الحر في حربه ضد اللجان التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ــ القيادة العامة، والسيطرة لاحقاً على المخيم».

إلا أن مسؤول العلاقات الدولية في حركة حماس، أسامة حمدان، أكد، في حديث تلفزيوني، أنّه «لا يمكن تبرير قصف مخيّم اليرموك بالقول إنّ هناك طرفاً ما قاتل إلى جانب معيّن»، وأكّد أنّ «ما جرى في المخيّم أمر مدان ومرفوض ومستنكر، ولا سيما أن الشهداء كلهم من الفلسطينيين». كما جزم أنّ «ليس هناك أحد من حركة حماس شارك بالقتال في سوريا».

من جهته، طالب رئيس هيئة التنسيق الوطنية السورية، هيثم مناع، جميع أطياف الفصائل الفلسطينية بالتزام سياسة «النأي بالنفس. والتزام الحياد وعدم التدخل في الأزمة السورية»، في حين أشار المسؤول الإعلامي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ــ القيادة العامة، أنور رجا، إلى أنّ «لا أحد من عناصر الجبهة تدخّل في الحرب السورية. لا أحد منهم قام بنشاط خارج حدود المخيمات الفلسطينية».

ميدانياً، نفّذ الطيران الحربي السوري غارات جوية على مخيّم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بعد ظهر أمس، وذلك بعد ساعات من سيطرة مقاتلين معارضين على أجزاء كبيرة من المخيم. وحقّق مسلحو المعارضة السورية تقدماً على الأرض داخل مخيّم اليرموك، لكن الجيش يحضر هجوماً مضاداً واسع النطاق، بحسب الصحف السورية المقرّبة من النظام، ما دفع بالسكان إلى نزوح كثيف.

وقال أحد سكان المخيّم إنّ «مئات من عناصر الجيش السوري الحر متواجدون» داخل المخيم، وإنّ معظمهم قدم من أحياء مجاورة، لا سيّما الحجر الأسود ويلدا. كما أشار إلى دعوات وجّهت من مساجد المخيّم عبر مكبّرات الصوت إلى السكان ليغادروا المكان. وأضاف أنّ الجيش السوري أمهل السكان حتى منتصف يوم أمس لأخذ أغراضهم والرحيل. إلّا أنّه قال لوكالة «فرانس برس» إنّه لم يلحظ تواجداً للجيش السوري في محيط المخيّم.

وتابع الشاهد أنّ «البعض قرّر الامتثال للانذار، والبعض الآخر قرّر البقاء». وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، فإنّ مسلحي المعارضة يحاولون السيطرة على المخيّم، وطرد المقاتلين الفلسطينيين المؤيدين للنظام السوري منه. وأفاد المرصد، صباح أمس، عن «اشتباكات عند أطراف مخيّم اليرموك ومنطقة الحجر الأسود بين القوات النظامية وعناصر اللجان الشعبية التابعة للجبهة الشعبية ــ القيادة العامة من جهة، ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة بينهم فلسطينيون أيضاً». وأسفرت الاشتباكات، بحسب المرصد، «عن احراق آلية ثقيلة للقوات النظامية وسقوط خسائر بشرية في صفوف الطرفين».

من ناحية أخرى، منع الجنود السوريون المرور عند المدخل الشمالي للمخيم، فيما كان زهاء مئة رجل وطفل يستعدون لمغادرة المكان، كما أفادت وكالة «فرانس برس». وقال فلسطيني من سكان المخيّم، قدّم نفسه باسم أبو السكن، لوكالة «فرانس برس»، عبر «سكايب»، إنّ المقاتلين من الجبهة الشعبية ــ القيادة العامة انسحبوا إلى ما وراء مواقع الجيش السوري، فيما «انضم فلسطينيون آخرون إلى الثوار». ورأى أنّ «وضع الجيش الحر الاستراتيجي جيّد في المخيم، وأنّ عناصره دخلوا من الجهة الجنوبية، وبات في امكانهم ادخال تعزيزات». كما أشار إلى أزمة انسانية حادة في اليرموك الذي يخلو من المستشفيات، و«الطرق فيه باتت غير آمنة».

(الأخبار، أ ف ب، رويترز)

تغريبة جديدة على مواقع التواصل الاجتماعي

وسام كنعان

«عندما يبتسم المخيم تعبس المدن الكبرى»، ما سبق جملة مجتزأة من «مديح الظل العالي» أجمل قصائد الراحل محمود درويش، لكنها تحوّلت فجأة في اليومين الماضيين إلى شعار يتداوله السوريون الذين كلما غابت شمس نهار على أزمة بلادهم العصيّة على الحل، أوغل الحزن في قلوبهم أكثر، وتملّك الوجع أرواحهم. ولأن الأوطان هي ذاكرة غنيّة ترتبط بالأماكن، فللسوريين ذاكرة برّاقة تنبض بالحياة عن مناطقهم التي يطالها القتل والدمار والتهجير واحدة بعد أخرى.

أخيراً، لحق الخراب بمنطقة يعرفها السوريون جيداً، ويحتفظون لها بالكثير من الصور والأحداث: مخيّم «اليرموك» في دمشق. وبينما كانت تتردد شائعات عن سقوطه بيد «الجيش الحر» وانسحاب القوات النظامية وأخرى تابعة لـ«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـــ القيادة العامة» بعد انشقاق عدد كبير منهم وهروب زعيم الجبهة أحمد جبريل، اشتعل الفايسبوك ليكون مرآة للحدث وتفاعل الناس معه. كان المعلّقون السوريون ينضحون وجعاً، وهم يرفعون الستار عن سيل ذكرياتهم المتدفّقة على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية. هكذا، تشاركوا مع الفلسطينيين ـــ السوريين ليقولوا كلمتهم على الضفة الإنسانية المعافاة من أي تعاطف مع أي من أطراف النزاع، سوى المتضررين والقتلى والمهجرين الذين أخرجتهم النيران إلى وجهة مجهولة. طبعاً، لا يمكن المتصفّح الهائم في العالم الافتراضي أن يتفادى التعليقات التي تنتقد نظاماً «يدّعي الممانعة

والمقاومة لإسرائيل ويقدم على قصف الفلسطينيين!»، في مقابل تعليقات تدين استغلال سكّان المخيّم ـــ من قبل جماعات مشبوهة ـــ وتوريطهم في حروب لا تفيد أحداً. ولفت بعضهم إلى مسألة مهمّة: «في سوريا فقط يختلف شكل المخيم، فهو محسوب على المناطق الراقية!». وتتالت تعليقات أخرى من شاكلة «قلبي على المخيم»، و«الفصل الجديد من التغريبة الفلسطينية ممهور بالدم السوري»، و«قبل الموت كانت مقبرة الشهداء هناك في انتظار المخيم». وبما أن الفلسطيني أكثر خبرة في التشرّد والتيه والانسلاخ عن الوطن.

فقد سارع شاب فلسطيني مهجّر إلى توجيه جملة نصائح للشعب السوري المهجّر. من جملة ما ورد في نصّه الطويل تحذير صارم لكل لاجئ سوري: «ألّا يستقر في خيمة، وألّا يتزوج بعيداً عن بلاده».

هكذا انضم مخيم «اليرموك» إلى قائمة الدمار السورية، والقلوب وجلة تنتظر الوجهة المقبلة في مأساة العنف الأعمى.

أين يتخفّى بشار الأسد؟

غاندي المهتار

بشار الأسد مجهول مكان الاقامة. فالروس يقولون إنه ما زال في دمشق، ويتحضر للانتقال إلى اللاذقية، بينما تؤكد المعارضة السورية والتقارير العربية انتقاله إلى الساحل العلوي، حيث يتحصن تحضيرًا لمعركته الأخيرة.

غاندي المهتار من بيروت: منذ بداية الأزمة السورية، لم يطلّ الرئيس السوري بشار الأسد علانيةً إلا مرات قليلة جدًا، بعدد أصابع اليد الواحدة. ومنذ أن بدأ الثوار يضيّقون الخناق على دمشق، اختفى السيد الرئيس، وتواترت الأخبار من هنا وهناك حول انتقاله إلى الساحل السوري، حيث يحضر معركته الأخيرة انطلاقًا من عرينه العلوي، أو حيث يحضر نفسه للابحار بعيدًا عن سوريا على متن إحدى البوارج الروسية الراسية في مرفأ اللاذقية.

بلا توقيع

أين بشار؟ سؤال ليس بجديد، إذ يُطرح منذ تموز (يوليو) الماضي، وتحديدًا منذ الانفجار الذي استهدف مبنى الأمن القومي في العاصمة السورية دمشق.

فحينها، وردت انباء غير مؤكدة تناقلتها وسائل إعلام منحازة للمعارضة السورية، تقول إن الأسد ترك دمشق من دون تحديد وجهة انتقاله، مع الإيحاء بأنه قصد مناطق العلويين.

ونقلت وسائل الاعلام هذه عن مسؤولين أميركيين تأكيدهم أن الإدارة الأميركية عاجزة عن تحديد مكان وجود الأسد، مع التلميح إلى أنه خرج من العاصمة، والدليل صدور قرار تعيين العماد فهد جاسم الفريج وزيرًا للدفاع، بعد مقتل العماد داود راجحة في انفجار الأمن القومي، من دون أن يمهره الأسد بتوقيعه.

خيال روسي

حين حاصر الجيش السوري الحر مطار دمشق الدولي منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وبعدما تمكن الجيش النظامي من استعادة السيطرة موقتًا على مدارج المطار، أقلعت منه طائرة عسكرية روسية، قيل حينها إن الأسد على متنها، متوجهًا إلى روسيا، بعدما أدرك أن معركة دمشق قد بدأت، وأن معنويات القوات الموالية له لا تسمح لها بالدفاع طويلًا عن العاصمة.

لكن مصادر استخباراتية روسية نفت ذلك، وقالت إن الأسد ما زال في دمشق يدير البلاد، وإن المعارضة تعرف ذلك، وتحاول اغتياله. ففي معلومات روسية تناهت إلى مسامع الاعلام اللبناني، أحبط الروس هجومًا جويًا على القصر الرئاسي السوري، جرى التحضير له بالتزامن مع الهجوم البري على دمشق، وذلك قبل ساعات من تنفيذه.

وعلى ذمة الروس، كان سبعة طيارين سوريين وثلاثة طيارين أردنيين يستعدون للاغارة على القصر الرئاسي، وعلى مواقع أخرى تعتقد المعارضة أن الاسد مختبئ فيها، انطلاقًا من مطار المزة العسكري. لكن الغطاء الالكتروني الروسي فوق دمشق كشفهم، فأعدموا ميدانيًا.

بقيت هذه المعلومات خيالًا روسيًا لا أكثر، لأنّ المعارضة السورية تؤكد أن لا طيارين في سلاح الجو السوري باستثناء الطيارين العلويين والشركس الموالين للأسد.

حصن الساحل

فيما كشفت فرح الأتاسي، الناشطة السياسية السورية ورئيسة المركز العربي الأميركي للأبحاث، أن الأسد لا ينام في بيته ولا في قصره الجمهوري، قال محمد فاروق طيفور، نائب المرشد العام للاخوان المسلمين في سوريا ونائب رئيس المجلس الوطني السوري، إن الأسد انتقل إلى اللاذقية منذ شهرين تقريبًا، مع وصول الثوار السوريين إلى أبواب دمشق.

ورجح طيفور في حديث صحفي أخير أن يكون الأسد يقود عمليات قواته في أنحاء البلاد من قصر داخل منطقة برج إسلام في اللاذقية، مستبعدًا أن يحول الساحل السوري إلى حصن علوي يتمترس خلفه، لأن هذا الخيار لن يصمد طويلًا.

ربما تكون مسألة انتقال الأسد إلى اللاذقية هي الأقرب إلى العقل اليوم، خصوصًا بعد ما نقلته صحيفة وورلد تريبيون الأميركية عن هرب كبار داعمي نظام الأسد من دمشق، والتوجه إلى المحافظات المطلة على ساحل البحر المتوسط ذات الغالبية العلوية، للاقامة فيها والاحتماء بطائفتهم.

وكان تقرير بثته الصحيفة على موقعها الإلكتروني قال إن مصادر ديبلوماسية رصدت قيام مئات من مسؤولي النظام السوري، بينهم بعض مساعدي الأسد، بترحيل أسرهم من دمشق إلى المحافظات ذات الغالبية العلوية، بعدما شعروا أن العاصمة لم تعد حصينة.

كما أكدت مصادر فلسطينية في سوريا انتقال أحمد جبريل، أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة الموالية للنظام السوري، إلى طرطوس أو اللاذقية، بعدما سقط مخيم اليرموك الفلسطيني بيد الجيش السوري الحر، وبعدما انشق عدد كبير من مسلحي الجبهة الفلسطينيين عن قيادة جبريل، وانضموا الى الثوار.

حكومة طرطوس

نقلت صحيفة صانداي تايمز البريطانية عن مصادر استخباراتية بالشرق الأوسط تحضر الرئيس السوري لخوض معركته الأخيرة في قرية علوية على ساحل المتوسط، مؤكدة أن سبع كتائب على الأقل من المقاتلين الموالين له، ومعهم صاروخ باليستي واحد على الأقل، انتقلوا إلى منطقة علوية في وقت مبكر من الشهر الحالي، وتم تسليح إحدى هذه الكتائب بالسلاح الكيماوي، ما يرجح المعلومات عن انتقال الأسد للساحل السوري.

ويرى محللون عسكريون أن أحد الأسباب التي دفعت بالنظام ليقاتل بضراوة من أجل الاحتفاظ بحمص والقرى على الطريق الرئيسي السريع من دمشق إلى طرطوس هو الإبقاء على ممر مفتوح للهرب.

وكشف دبلوماسي غربي لـصحيفة تايمز البريطانية عن اتخاذ جزء من الحكومة السورية الموالية للأسد مقرًا له في طرطوس، التي تسكنها غالبية علوية وفيها قاعدة بحرية روسية، أو في اللاذقية حيث للأسد قصر صيفي، أو في الجبال المحيطة بمدينة القرداحة، مسقط رأس الأسد، وحيث توجد أعلى كثافة سكانية علوية.

ويتابع المحللون قراءتهم بالقول إن انتقال الأسد إلى اللاذقية أو القرداحة هو الخطوة الأولى للرحيل عن سوريا إن استمر جيشه النظامي في التقهقر أمام ضربات الجيش السوري الحر وقوات المعارضة المسلحة. فبوارج الأسطول الروسي موجودة لجلائه إلى منفاه، الذي لم يُعرف بعد.

أين حصل ذلك؟

تختلف الروايات، لكن الجميع متفق على أن الأسد ما زال في سوريا، ولم يغادرها حتى الآن، وإن كان مكان إقامته مجهولًا. لكنه حتى خمسة اشهر من اليوم، كان برفقة زوجته السيدة أسماء الأسد. أما الدليل على ذلك فخروج نبأ حمل السيدة السورية الأولى للعلن.

ففي منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، نشرت صفحة أخبار شباب سوريا على موقع فايسبوك المؤيدة للنظام خبرًا عن حمل الأسد، وصفه مديرو الصفحة بالموثوق، مؤكدين أنها حامل في شهرها الخامس.

وذكرت الصفحة أن آخر ظهور لأسماء الأسد كان على شاشة التلفزيون السوري في الخامس من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي مع طلبة متفوقين. وكان آخر ظهور علني لها مع أطفالها في مسيرة تأييد لزوجها في ساحة الأمويين بدمشق في كانون الثاني (يناير) الماضي.

ليس هناك ما يدل على أن السيدة السورية الأولى موجودة في دمشق أو اللاذقية أو في كنف عائلتها اللندني، على الرغم من أن غالبية آل الأسد ومخلوف انتقلوا إلى دبي، حيث استقرت بشرى الأسد، إثر مقتل زوجها اللواء آصف شوكت بتفجير مركز الأمن القومي بدمشق.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/12/780811.html

نزوح اللاجئين من اليرموك: عقدة التوطين تتجدد

ريما زهار

يستمر تدفق النازحين من مخيم اليرموك الى لبنان بعد الأحداث السورية، في ظل خوف لدى فئة من اللبنانيين من عقدة التوطين، ومن أن عدم معالجة وضعهم سيشكل خطرًا على الامن في لبنان.

بيروت: تواصل تدافق اللاجئين الفلسطينيين من مخيم اليرموك الى لبنان. وفي هذا الصدد، يرى معن بشور ( المنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية) في حديثه لـ”إيلاف” أنه على الدولة اللبنانية مسؤولية تجاه كل نازح يأتي من سوريا، سواء كان سوريًا او فلسطينيًا، فهذا أمر تفرضه كل المبادىء والقيم الانسانية بالاضافة إلى القرارات الدولية، والاساس في هذا الامر، أن تتعاون الدولة مع المجتمع المدني اللبناني، في توفير كل سبل الاغاثة، مع تحميل المجتمع الدولي للمنظمات الانسانية مسؤولية كبيرة في هذا الامر، لأنني اعتقد أن الظروف المالية للدولة اللبنانية لا تسمح لها القيام بواجبها في هذا الامر، فلا بد اذًا من تولي المجتمع الدولي مسؤولياته في هذا الصدد، وأن تتعاون على التنفيذ أجهزة رسمية وهيئات المجتمع المدني بعيدًا عن أي فساد عادة يرافق مثل هذه العملية.

عن وضع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان غير الجيد، كيف سيكون وضع النازحين الجدد؟ يجيب بشور:” اعتقد أن وضع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يعاني من مشاكل عدة طالما دعونا الى معالجتها، واعتقد أن حرمان هؤلاء اللاجئين من ابسط حقوقهم الانسانية، ليس نقوصًا عن مسؤولية الدولة اللبنانية تجاه المقيمين، وانما ايضًا يشكل احتمالات خطرة على الاستقرار في لبنان، ومن هنا فالدولة معنية بفتح هذا الملف، بعيدًا عن أي خلفيات سياسية أو تاريخية، لمعالجة هذه المشكلة التي من المتوقع أن يتضاعف حجمها مع اضطرار الفلسطينيين الى النزوح من سوريا، واظن أن هذه المشكلة يمكن أن تُحل في ظل حوار وتفاهم فلسطيني – لبناني وفي ظل الالتزام بالمعايير الدولية المعروفة في التعامل مع اللاجئين.

خوف من التوطين

عن الخلفية السياسية لدى فئة من اللبنانيين التي تتخوف من التوطين مع مجيء النازحين، يقول بشور:” لا اعتقد أن هناك علاقة مباشرة بين مشروع التوطين وبين هذا النزوح الاضطراري للفلسطينيين، اعتقد أن التوطين هو مشروع اسرائيلي في الاساس طالما رفضه الفلسطينيون في لبنان قبل اللبنانيين، وذلك منذ الخمسينات، التوطين لا يتحقق الا اذا استسلم الفلسطينيون ولم يقاوموا اسرائيل والاحتلال، واذا استسلم العرب وتوقفوا عن دعم الفلسطينيين في تحرير ارضهم.

عن اوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، كيف العمل اليوم من قبل اللجان لتحسينها؟ يجيب بشور:” هناك لجنة للحوار الفلسطيني – اللبناني يرأسها مستشار رئيس الحكومة اللبناني وهو الدكتور خلدون الشريف، وامام هذه اللجنة كل الملفات المعنية بهذا الشأن، والمهم أن يكون هناك قرار سياسي لمعالجة هذه الملفات بعيدًا عن أي عقد أو مخاوف، لا اعتقد أن هناك مبررات لها، لكن اعتقد في المقابل أن عدم معالجة هذه الملفات يحمل مخاطر على الوضع الامني في لبنان، هناك مسؤولية من دون شك للدولة لمعالجة هذه الامور، كما هناك مسؤولية على السلطة الفلسطينية في هذا الصدد، لأنها مدعوة ايضًا الى توفير ظروف افضل للفلسطينيين المقيمين في لبنان.

هل عرف الى أي مخيمات سيتم ارسال اللاجئين الفلسطينيين الجدد؟ يجيب بشور:” لا اعتقد حتى الآن هناك مشروع لإرسالهم الى مكان معين، ربما هؤلاء نزحوا الى لبنان ومناطق أخرى في سوريا، ولكل عائلة فلسطينية في دمشق اقارب في لبنان تأتي اليهم، وربما البعض يأتي ليقيم حيثما اتفق بشكل موقت، وكلنا أمل أن تخرج سوريا من هذه المحنة وأن يعود اهلها والفلسطينيون المقيمون فيها الى بيوتهم.

مع تأكيد الفلسطينيين في مخيم اليرموك أنهم ليسوا طرفًا في الصراع السوري الداخلي، لماذا استهدافهم اليوم؟ يقول بشور:” اعتقد أن مخيم اليرموك قد تحول الى ساحة مواجهة بين النظام السوري والمعارضة المسلحة، وهم بذلك أي الفلسطينيون، يدفعون ثمنًا ليسوا مسؤولين عنه، وكنا نتمنى ليس فقط أن ينأى الفلسطينيون بأنفسهم عن هذا الصراع، وقد تم ذلك بالفعل ، بل كنت أتمنى الا تدخل الاطراف المتحاربة في سوريا هذه المخيمات في ساحة صراعها، وهذا ما ينبغي العمل عليه رغم كل ما جرى.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/12/780893.html

مزنة دريد: صفحة فايسبوك بدل الصف في مدرسة أونلاين لاستلحاق دروس فوتها التلامذة السوريون

مزنة دريد ناشطة سورية كرّست نفسها لتعليم أبناء بلدها الذين غيبتهم الحرب عن مدارسهم، من خلال مدرسة أونلاين، في صفوف هي صفحات على فايسبوك، يتفاعل فيها المعلم والتلاميذ، ليستلحق هؤلاء ما فاتهم.

بكثير من الحماس وقليل من الكلام، وبدافع من حس المسؤولية لا يقل عنه لدى كثير من المناضلين في سبيل كبرى القضايا، خلقت الثورة السورية جيلًا من الناشطين الشباب، الذين لا يملك المرء وهو يحاورهم إلا أن يتأكد من تمسكهم بمفاهيم ثورية حقيقية، طالت كل شرائح المجتمع السوري فصنعت منه مجتمعًا خلاقًا وقادرًا على مواجهة أصعب الظروف.

مزنة دريد واحدة من هؤلاء الناشطين الشبان الذين لم يستكملوا بعد تعليمهم الجامعي، إلا أن حسّ المسؤولية والشعور بمعاناة شعبها دفعاها إلى المشاركة في مشروع مدرسة أونلاين، الذي نشأ لمواجهة حالة تخلف التلاميذ السوريين عن مواكبة المراحل التعليمية في سوريا، بعد أن حرموا من أبسط مقومات العيش، فضلًا عن كونها ناشطة في حملة لاجئات لا سبايا، التي تواجه محاولات تزويج القاصرات السوريات للخلاص من واقع اللجوء أو النزوح أو حتى الفاقة داخل البلاد.

كيف تنظرين إلى ما يحدث في سوريا؟ وما شعورك إزاء تصاعد العنف يوميًا؟

تُقتل الإنسانية يوميًا.. في سوريا ثورة من أعظم ثورات العالم، ليس لأنها بلدي، بل بسبب الظروف المعيشية الساحقة التي يعايشها كل سوري سواء في الداخل أو الخارج. دوامة العنف تبتلع كل شيء، من أرض وبشر وشجر، تجعلنا نعيد ترتيب ذواتنا بعيدًا عن الأسى اليومي، وأن لا نعجز أمام حزننا نحدق في شاشات التلفاز والكمبيوتر، وتطلب منا جهدًا مضاعفًا لتقليل الخسائر قدر الإمكان بجميع السبل الممكنة.

ثورة شباب

كيف تصفين إسهام الناشطين الشباب في الحراك الثوري في سوريا؟

دور الناشطين الشباب أساسي ومحوري، فالثورة بالأصل ثورة شباب، والفاعلون الحقيقيون هم الشباب. فهم الموجودون في الميدان كصحافيين وحقوقيين وأطباء وعاملين في مجال الإغاثة أو حتى افتراضيًا. لقد خلقت الثورة مفهومًا جديدًا لحب التعلم السريع لدى الشباب، لسد النقص الحاصل بسبب سوء الأوضاع، ولعدم توافر الإمكانيات اللازمة للقيام بكل مهام الثورة، فنجد الناشط نفسه يلعب أدوارًا متعددة. وخلقت خارج حدود الوطن وطنًا آخر وهميًا، ولكنه حقيقي في الوقت ذاته، يجمع شمل الجاليات السورية في أصقاع الأرض ليلتحموا جميعًا في تقديم المساعدة، مكونين منظمات وتجمعات شبابية مساهمة في دعم الحراك في الداخل السوري.

الصفّ.. صفحة فايسبوك

مدرسة أونلاين، مشروع يهدف إلى التخفيف عن مأساة اللجوء والنزوح بالنسبة للسوريين، ما أهدافه؟

مدرسة أونلاين مدرسة من الصف الأول إلى الصف التاسع، استبدلت الصف بصفحة على موقع فايسبوك، والسبورة بحائط الصفحة على فايسبوك، والمشاركة في الصف بالتعليق. ولدت الفكرة عندما انقطع عدد كبير من سوريي الداخل والخارج بشكل كامل عن العملية التعليمية. قد تكون لهذا الانقطاع تداعيات في المستقبل، بسبب فوات المراحل المدرسية، وبسبب تعطل عقل الطالب عن التفكير. كل أربعاء، في الساعة الخامسة، أدخل إلى صفي، أي صفحة الصف التاسع على فايسبوك والسكايب لنبدأ درس اللغة الفرنسية، ببوستات ولايكات وتعليقات ومكالمات مصورة وصور متبادلة.

ألاحظ الحماس والجدية لدى الطلاب، خصوصًا عندما تقهرهم ظروفهم وتمنعهم عن الحضور بسبب انقطاع الكهرباء أو الانترنت داخل سوريا، وتحديدًا تلك الطالبة التي تقطن في داريا، والتي تعتذر كثيرًا بجملتها المعتادة (آسفة آنسة بس عم يقطعوا الكهربا كتير) لتحضر الدرس في حصة الإعادة.

تُباع وتُشرى

ما موقفكم في حملة لاجئات لا سبايا من تزويج القاصرات السوريات في المخيمات؟

لا يمكننا السكوت على استغلال اللاجئة السورية حينما تنتشر الإعلانات، افتراضيًا أو صحفيًا، بحثًا عن العروس السورية  كأنها سلعة تُباع وتُشرى، من دون الاكتراث لمعاناتها. فيغلف الرجال شهواتهم بالدين وبالزواج الشرعي، متذرعين بمساعدة الشعب السوري، وكأنما السبل المساعدة تقتصر على الزواج من قاصرات سوريات، وليس من خلال حفظهن ومراعاة ظروفهن وانتشالهن من واقعهن المرير من دون مقابل. أما سبل مكافحة هذه الظاهرة فهي بالمقام الأول انتشالهن من أوضاعهن المزرية، سواء في المخيمات أو خارجها، وبتأمين حاجياتهن أو توفير عمل كريم لهن. ولقد بادر الكثير لتقديم وظائف شاغرة أو مساعدات أو التبرع ببيوتهم للعائلات السورية لتجنيبهم الأوضاع المأساوية قدر المستطاع.

ما المطلوب لمواجهة أزمة اللجوء التي بات يعاني منها أكثر من نصف مليون لاجئ سوري؟

الضغط على الدول وإيصال الصورة المأساوية للعالم. هناك الكثير من الشعوب، وخصوصًا الشعوب العربية، لا تعلم أن أربعة أطفال قد فارقوا الحياة بسبب البرد في مخيم الزعتري من أيام. وهذه فاجعة لم نسمع بمثيلها في سوريا، على الرغم مما يحصل. فمن باب أولى للمخيمات التي تشرف عليها المنظمات العالمية والدول أن لا تتكرر فيها هذه الحادثة، التي تدل على الإهمال والاستهتار بالسوريين وبالإنسان ككل. وكلمتي الأخيرة لأبناء بلدي.. اعمل للثورة وكأنّ بشار لن يسقط أبدًا، وعش يومك وكأنّه سيسقط غدًا.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/12/780862.html

الجبهة الشعبية تقر بسيطرة المعارضة السورية على «اليرموك»

مصادر الأمن العام اللبناني لـ«الشرق الأوسط»: 2000 فلسطيني عبروا الحدود خلال يومين

بيروت: نذير رضا

تدفق عدد كبير من الفلسطينيين النازحين من مخيم اليرموك في سوريا باتجاه الأراضي اللبنانية، متوجهين إلى أقرباء لهم يقيمون في المخيمات الفلسطينية في شمال لبنان وجنوبه هربا من أعمال العنف في المخيم، وذلك بالتزامن مع إعلان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة أن المعارضين سيطروا على مخيم اليرموك بالكامل.

واستخدم الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية أنور رجا نفس تعبيرات النظام السوري قائلا، إن «العصابات الإرهابية تمكنت من اقتحام واجتياح مخيم اليرموك في دمشق كالبربر والتتر والمغول، وتعيث فيه فسادا، وتقوم بعمليات السلب والنهب للمنازل والمتاجر»، مشيرا في حديث لقناة «روسيا اليوم» إلى أن المسلحين «وعلى رأسهم (جبهة النصرة) حشدوا طاقاتهم وأدواتهم واخترقوا المخيم، بعد محاولات سابقة عبر إطلاق قذائف الهاون على الساكنين هناك، أدت إلى مقتل العشرات».

وتزامنت تصريحات رجا مع إعلان المعارضة السورية سيطرتها على مخيم اليرموك، غداة إعلان الجيش الحر سيطرته على مقر الجبهة الشعبية في المخيم، وهي الفصيل الفلسطيني المؤيد للنظام السوري، وتقاتل عناصره إلى جانب القوات النظامية في المخيم. وأكد رجا أنه «لا وجود للجيش السوري النظامي في محيط المخيم ولا داخله، وأشار إلى أن أحمد جبريل، الأمين العام للجبهة الشعبية، لم يغادر دمشق وهو موجود في مكان إقامته بوسط العاصمة دمشق»، واضعا الحديث عن خروجه منها ضمن إطار «الشائعات».

في هذا الوقت، شهدت الحدود اللبنانية – السورية عند نقطة المصنع تدفقا كثيفا لفلسطينيين نازحين من مخيم اليرموك باتجاه الأراضي اللبنانية خلال اليومين الماضيين، بسبب أعمال العنف الدائرة. وقالت مصادر الأمن العام اللبناني لـ«الشرق الأوسط»، إن «أول من أمس، شهد دخول 1200 فلسطيني إلى الأراضي اللبنانية، بينما سجلت قوائم الأمن العام اللبناني أمس، دخول 800 فلسطيني». وأوضحت المصادر أن «عدد النازحين الفلسطينيين الذين دخلوا إلى لبنان منذ 14 يناير (كانون الثاني) عبر نقطة المصنع، بلغ 2800 نازح فلسطيني»، وهو التاريخ الذي بدأت فيه المعركة على تخوم مخيم اليرموك.

وإذ أكد شهود عيان أن نقطة المصنع شهدت زحمة خانقة بسبب ارتفاع أعداد المقبلين، أشارت مصادر الأمن العام إلى أن «كل الفلسطينيين الذين استوفوا الشروط القانونية لناحية الأوراق الثبوتية الرسمية وإجراءات الخروج الشرعي من الحدود السورية، عبروا إلى لبنان، ولم تكن الزحمة ناتجة إلا عن كثافة عدد الوافدين». وأوضحت المصادر أن حركتي الدخول والخروج الكثيفة للسوريين واللبنانيين والفلسطينيين على المصنع تسببت بالزحمة، لافتة إلى أن «الأمن العام سجل في قيوده أمس حركة 6800 شخص دخلوا إلى سوريا وخرجوا منها باتجاه لبنان».

واستقبلت المخيمات الفلسطينية في لبنان أعدادا كبيرة من النازحين الفلسطينيين من مخيم اليرموك. وقال مسؤول لجنة النازحين الفلسطينيين السوريين في مخيمي البداوي والبارد ربيع دامس لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن العدد التقريبي للعائلات الفلسطينية التي نزحت على مدى الـ48 ساعة الماضية من مخيم اليرموك إلى مخيمي البداوي والبارد يتراوح بين 60 و70 عائلة موزعة على منازل أقارب لها.

وأشار دامس إلى أن «أوضاع العائلات سيئ للغاية ومعظمهم اضطروا لمغادرة منازلهم دون أن يخرجوا أيا من أمتعتهم».

بدورها، أكدت مصادر بارزة في مخيم عين الحلوة لـ«الشرق الأوسط» أن المخيم استقبل أول من أمس 56 عائلة، بينما وصل عدد أكبر من العائلات إلى المخيم أمس. وأشارت المصادر إلى أن عدد العائلات التي تقيم في مخيمات صيدا منذ وصول موجة العنف إلى مخيم اليرموك، قاربت الألف عائلة، مشيرة إلى أن مخيم اليرموك شهد خلال اليومين الماضيين «عملية نزوح كاملة، انقسم فيها النازحون بين متجهين إلى الأراضي اللبنانية، أو قاصدي مناطق سوريا أخرى أكثر أمنا».

ونقلت المصادر عن النازحين من اليرموك خوفهم من «إبادة شاملة يتعرض لها المخيم بعد وصول المعارك العنيفة إلى داخله»، مؤكدة «التزام الفلسطينيين في لبنان التعليمات الواضحة للفصائل الفلسطينية من رئيس السلطة محمود عباس بوجوب الحياد عن الأطراف المتصارعة، والنأي بالنفس كي لا يكون الفلسطينيون ضحية صراعات داخلية لا تخدم القضية الفلسطينية».

وقد حذرت سوريا اللاجئين الفلسطينيين من تقديم المساعدة لقوات الثوار الذين يقاتلون الرئيس بشار الأسد، وهو ما دفع مئات الفلسطينيين إلى الهرب من حي اليرموك في دمشق، وتوجه الكثير منهم إلى مناطق الأمن النسبي في لبنان، بعد يوم من هجوم القوات السورية على هذا الحي من خلال قصف جوي للمرة الأولى في الحرب الأهلية. كان التحذير الذي تم توجيهه إلى الفلسطينيين قد جاء ضمن رسالة إخبارية بثتها وكالة «سانا» الإخبارية الرسمية، كانت تتحدث عن محادثة هاتفية بين وزير الخارجية وليد المعلم، والأمين العام للأمم المتحدة بشأن الموقف العام في سوريا، وتحديدا حي اليرموك.

ونقلت الوكالة عن المعلم قوله لبان كي مون إن الفوضى التي هزت اليرموك لعدة أيام، كانت نتيجة لتسلل مجموعات إرهابية إلى داخل المخيم، التوصيف الحكومي للثوار.

وقالت رواية «سانا» إن القوات البرية السورية أحجمت عن دخول معسكر اليرموك، لكنها لم تتحدث عن الهجمات الجوية والمدفعية السورية التي أصابت اليرموك يوم الأحد، والتي تحدث عنها شهود عيان وثوار وناجون فلسطينيون يساندون الثوار. ووفق بعض الروايات قتل أكثر من 20 شخصا وأصيب العشرات، وشوهدت الكثير من العائلات التي تسارع إلى الهرب من المنطقة.

وأكد مارتن نسيركي، المتحدث باسم بان كي مون في الأمم المتحدة، أن الأمين العام تحدث مع وزير الخارجية السوري ليعبر له عن قلقه بشأن تصاعد العنف في الآونة الأخيرة، وتحديدا حادثة الأمس التي تعرض فيها معسكر اليرموك، القريب من دمشق، للهجوم.

كما عبرت الولايات المتحدة أيضا عن قلقها، على لسان فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية التي قالت: «إن قصف مخيم اليرموك يشكل تصعيدا واضحا وخطيرا للصراع في سوريا».

من جهة ثانية، أكد عضو كتلة المستقبل النيابية النائب نهاد المشنوق أن خمسة آلاف نازح فلسطيني دخل إلى لبنان في الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أن هناك موجات نزوح مستمرة بالمئات بسبب قصف طيران النظام السوري مخيم اليرموك أكبر المخيمات الفلسطينية في دمشق.

وكشف المشنوق أن عدد الفلسطينيين الذين سقطوا منذ بداية الثورة في سوريا حتى اليوم هم 774 فلسطينيا، معتبرا أن النظام يتعامل مع الشعب الفلسطيني في سوريا باعتباره جزءا من الثورة السورية المباركة. وقال المشنوق: «إن المخيمات الفلسطينية في لبنان محايدة ولا تتدخل في الشأن اللبناني لا بالجانب الأمني ولا بالجانب السياسي»، مؤكدا أن الذي انشق عن أحمد جبريل في سوريا هو فراس شرورو ابن شقيقته أي ابن المناضل الفلسطيني الراحل فضل شرورو الذي رفض أن يلتزم بسياسة خاله وانضم إلى خيار الشعب السوري. كاشفا أن أحمد جبريل ونجله يحاولان المجيء إلى لبنان، إلا أنه تم منعهما من قبل الأجهزة الأمنية السورية وأعيدا إلى سوريا.

ورأى أن النظام السوري لا يمكنه أن يكون داعما للفلسطينيين، وقال: «نحن اعتدنا منذ 40 عاما في لبنان على هذا النظام الذي ينظر إلى المطالب بالحرية على أنه متآمر ومن يؤيده هو المقاوم والممانع». وقال المشنوق: «لقد عشت مع الفلسطينيين فترة طويلة، وكتبت عنهم وتخصصت في شؤونهم في لبنان وغير لبنان»، مؤكدا أن تنظيم الجبهة الشعبية – القيادة العامة لم يكن في أي مرة إلا جزءا من النظام الأمني السوري، ينفذ عمليات بطلب من الأمن السوري وهو لا يمثل الشعب الفلسطيني لا من قريب ولا من بعيد.

وكشف أن طيران النظام السوري استعمل في ضرب مسجد عبد القادر الحسيني في مخيم اليرموك، وتسبب باستشهاد 25 مواطنا ومواطنة وطفلا من الشعب الفلسطيني كانوا لاجئين في المسجد وجرح 85 فلسطينيا وسوريا، لافتا إلى أن مخيم اليرموك يضم نحو 700 ألف شخص بين فلسطيني وسوري.

ووصف المشنوق الشعب السوري بالعظيم، لافتا إلى أنه قاتل وناضل ودافع من أجل فلسطين، وهو يناضل اليوم ويقاتل ويستمر في ثورته من أجل الحصول على حريته من نظام أمني قاتل ومجرم.

«كتائب أحرار الشام» تحرر 5 صحافيين أجانب اختطفهم «الشبيحة»

كبير مراسلي «إن بي سي» بعد تحريره: كانوا سينقلوننا إلى مقر لحزب الله في سوريا

واشنطن: «الشرق الأوسط»

قال الصحافي الأميركي ريتشارد أنغيل الذي يعمل لحساب شبكة «إن بي سي» الأميركية، أمس، إنه تمكن وفريقه من الفرار من قبضة ميليشيا موالية للنظام السوري بعد خمسة أيام من احتجازه في سوريا وإثر اشتباك بين خاطفيه ومعارضين مسلحين، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.

ويعتبر أنغيل، (39 عاما)، أحد أبرز الصحافيين الأميركيين الذين قاموا بتغطية الأحداث في سوريا، التي تشهد قتالا بين معارضين مسلحين وقوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد، أسفر حتى الآن عن مقتل نحو 43 ألف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقالت شبكة «إن بي سي» إن أنغيل وعددا لم يحدد من الموظفين معه فقدوا بعد عبورهم إلى سوريا من تركيا الخميس، وأوضحت أنها لم تتمكن من الاتصال بهم حتى علمت بالإفراج عنهم الاثنين.

وذكرت الشبكة أن أي جهة لم تعلن مسؤوليتها عن الخطف، كما لم يجر أي اتصال مع الخاطفين ولم تطلب فدية.

وأضافت أن الخاطفين وضعوا أنغيل وفريق العمل المرافق له في شاحنة ونقلوهم إلى مكان مجهول يعتقد أنه قريب من مدينة معرة مصرين، وقاموا بعصب أعينهم وربط أيديهم، إلا أنهم لم يلحقوا بهم أي أذى جسدي.

وأعلنت «كتائب أحرار الشام»، في بيان لها، أنها قامت بتحرير خمسة صحافيين أجانب، من بينهم أنغيل.

وجاء في البيان أنه «بعد وصول أنباء تفيد بوجود صحافيين أجانب مختطفين لدى إحدى عصابات زعزعة الأمن المرتبطة بالنظام، قامت (كتائب أحرار الشام) ليلة أمس بتحرير خمسة صحافيين كانوا قد اختطفوا من قبل عصابة مسلحة في ريف إدلب».

وقال البيان إن الصحافيين هم، إضافة إلى أنغيل، صحافي تركي، وآخر بريطاني – أردني، وصحافي أميركي، وآخر سوري يحمل الجنسية الألمانية.

وتابع البيان أنه تمت «استضافة» الصحافيين في أحد مقرات «كتائب أحرار الشام»، «قبل أن يتم تسليمهم للمعبر التركي صباح أمس».

وفي أول مقابلة يجريها منذ الإفراج عنه مع شبكة «إن بي سي» التي يعمل لحسابها، قال أنغيل إن خاطفيه هم من عناصر الشبيحة الموالين للنظام. وأضاف: «هذه المجموعة تعرف باسم الشبيحة. وهي ميليشيا حكومية موالية للرئيس بشار الأسد».

وقال إنه ورفاقه الصحافيين لم يتعرضوا لأية إساءة جسدية باستثناء عصب أعينهم وربط أيديهم، إلا أنهم تعرضوا «للكثير من التعذيب النفسي» على أيدي خاطفيهم المقنعين الذين هددوا بقتلهم.

وأضاف: «جعلونا نختار واحدا منا ليطلقوا عليه النار أولا. وعندما رفضنا الاختيار، أطلقوا أعيرة وهمية.. أطلقوا النار في الهواء. كانت تجربة مؤلمة بحق».

وتابع أنه تم إخباره بأن خاطفيه تدربوا في إيران وهم متحالفون مع حزب الله اللبناني، مضيفا أنهم أرادوا مقايضته مع فريقه بأربعة عناصر إيرانيين وشخصين لبنانيين وعدد آخر من الأشخاص، خطفهم معارضون مسلحون سوريون.وقال: «كانوا سينقلوننا إلى معقل لحزب الله داخل سوريا.. وكنا في طريقنا إلى هناك عندما فررنا ولجأنا إلى حاجز للمعارضين المسلحين». واندلع اشتباك مسلح قتل خلاله اثنان من الخاطفين وفر الباقون ولم يصب أنغيل وفريقه، وعبروا إلى تركيا حيث وصلوا بصحة جيدة.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، من مقره في لندن، نقلا عن شخص شارك في عملية تحرير الصحافيين، أنه جرى تبادل لإطلاق النار بين مقاتلي «أحرار الشام» الذين كانوا يحرسون حاجزا غرب مدينة معرة نصرين وجماعة من المسلحين.

وقال ذلك الشخص إن المسلحين «فروا إلى جهة مجهولة وتركوا السيارة التي عثر فيها على الصحافيين».

وبحسب ذلك الشخص، فإن «مسلحين موالين للنظام يقفون وراء الاختطاف الذي حصل قبل أسبوع»، طبقا للمرصد.

وأمضى أنغيل السنوات الـ15 الأخيرة في تغطية الحروب والثورات وغيرها من الاضطرابات في الشرق الأوسط وعدد آخر من المناطق.

وقام بتغطية حرب العراق بأكملها، بداية بالغزو الذي قادته الولايات المتحدة إلى ذلك البلد في 2003، وحتى انسحاب القوات الأميركية العام الماضي، وعينته شبكة «إن بي سي» كبيرا للصحافيين في الخارج في أبريل (نيسان) 2008.

وتعتبر سوريا من بين أخطر الأماكن في العالم بالنسبة للصحافيين، حيث قتل فيها نحو 17 صحافيا، واعتقل 21 آخرون منذ بدء الاحتجاجات في مارس (آذار) 2011، طبقا لمنظمة «صحافيون بلا حدود». كما قتل 48 مواطنا صحافيا وسجن 18 آخرون.

مشاورات بين العربي والإبراهيمي واجتماع للائتلاف الوطني الأحد

المالح دعا المجتمع الدولي لإنقاذ الشعب من حرب التجويع والقتل

القاهرة: سوسن أبو حسين وأدهم سيف الدين

عقد الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي مشاورات وصفت بالمهمة مع الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي المشترك على خلفية المبادرات السياسية التي انطلقت مؤخرا. ورفض الإبراهيمي الإفصاح عن فحوى مباحثاته مع الأمين العام، بينما اكتفت الجامعة بإصدار بيان مقتضب يشير إلى بحث الجهود المبذولة للتعامل مع الأزمة السورية في ضوء المشاورات التي أجراها الإبراهيمي مع أطراف الأزمة ونتائج مباحثاته الأخيرة في موسكو وكذلك المباحثات التي أجراها مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن الزيارة المرتقبة للإبراهيمي إلى دمشق لم تتحدد بعد وأن كل المبادرات المطروحة هي في طور البحث، في وقت قالت فيه مصادر من المعارضة السورية في القاهرة إن الإبراهيمي سيعقد يوم الأحد المقبل اجتماعا مع الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في العاصمة المصرية، مكان إقامة الائتلاف الوطني السوري. وقال وليد البني، الناطق الرسمي باسم الائتلاف الوطني السوري لـ«الشرق الأوسط»: «لم نبلغ (الائتلاف) بحضور اجتماع الإبراهيمي ونبيل العربي أمس ولكن الائتلاف السوري مع أي خطة لتجنب دخول سوريا في فوضى بعد سقوط النظام ولكن الشرط الأساسي لأي خطة حتى نقبل بها يجب أن يكون بندها الأول حصرا هو رحيل النظام القائم في دمشق مع أركانه، وسنكون مستعدين لقبول البنود الأخيرة من الخطة».

ومن جانبه، أوضح هيثم المالح عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض، حول مغزى المبادرة التي طرحها نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، بقوله إنها جاءت في توقيت خاطئ لتضييع الوقت ووصفها بأنها محاولة يائسة لن يقبل بها أحد باستثناء إيران وروسيا. وقال إن موضوع المبادرات السياسية انتهى وأن النظام لم يعد له شيء في سوريا ومنتظر سقوطه فقط وأن الحل السياسي الذي يقوده الجيش الحر سوف يحسم المعركة.

وحول الدور الذي يقوم به الإبراهيمي حاليا أفاد المالح قائلا إذا كان يريد أن يكون له دور حقيقي عليه أن يقدم تقريرا للأمم المتحدة يصف فيه ما يحدث بسوريا من خطر يهدد الأمن والسلم الدوليين، أما إذا حاول البحث عن حل سياسي «فهو واهم» لأنه لا يعقل البحث في حل سياسي بعد مقتل أكثر من 150 ألف مواطن إضافة إلى سياسة التجويع التي يشنها النظام حاليا ضد ما تبقى من الشعب السوري.

وانتقد المالح المجتمع الدولي الذي لم يقدم أي مساعدات للشعب السوري، وقال إن سوريا تحتاج إلى مليارات الدولارات وليس ملايين الدولارات لأن وضع الشعب السوري جد خطير.

وجدد المالح طلب المعارضة تقديم السلاح للجيش الحر لإنجاز مهمته وتخليص الشعب السوري من الأسد وعصابته على حد قوله. واتهم المالح إيران وروسيا وحزب الله بتقديم كامل الدعم للنظام وقال: «نحتاج لسلاح إضافة إلى الإغاثة العاجلة للشعب السوري في كل المناطق».

وعلى صعيد ذي صلة، وصف موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس المبادرة التي طرحها الشرع بالمتأخرة قائلا: «أعتقد أنها لن تجد آذانا مصغية». وأضاف: «لم نشهد على مدار التاريخ أن حاكما قتل شعبه وانتصر». وقال إن من يردد عدم قدرة الطرفين على الحسم العسكري «هم غير مدركين للواقع خاصة أن الشعب السوري تعرض لحرب ظالمة».

وردا على سؤال عن وضع مخيم اليرموك أوضح أن السكان خرجوا إلى الأحياء المجاورة وأن الجيش الحر يسيطر حاليا على المخيم وأكد أن الفلسطينيين في سوريا مصيرهم مصير أشقائهم لأنه من الصعب التمييز خاصة أن الشعب الفلسطيني مختلط بشكل كبير مع الإخوة السوريين وقد حاولنا منذ بداية الأزمة تجنيبهم ولكن من الصعب عزل الفلسطينيين في سوريا عما يحدث. وقال أبو مرزوق إن «عدد الفلسطينيين في سوريا بالمخيمات يصل إلى 670 ألف نسمة وفى اليرموك نحو 300 ألف فلسطيني وإذا أردنا الحديث عن القتل والدماء التي تسيل فسيكون الحديث عن الجميع بمن في ذلك الإخوة الفلسطينيون وفي هذا الصدد ندعو المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته».

تركيا تدعو إيران لتوجيه رسالة واضحة للأسد بوقف العنف

أردوغان حول تصريحات رئيس الأركان الإيراني: عندما نسأل طهران يقولون هذه التصريحات تلزمه هو فقط

أنقرة: «الشرق الأوسط»

حث وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو طهران أمس على استخدام نفوذها «وتوجيه رسالة واضحة» إلى النظام السوري لوقف العنف ضد شعبه.

وصرح داود أوغلو للصحافيين في أنقرة «بدلا من انتقاد نظام (صواريخ باتريوت)، على إيران أن تقول كفى للنظام السوري المستمر في قمع شعبه واستفزاز تركيا من خلال الانتهاكات الحدودية». وأضاف «حان الوقت لتوجيه رسالة واضحة إلى النظام السوري». وقال: «اليوم إذا كان هناك عنصر في المنطقة يهدد السلام، فهو سياسات النظام السوري العدوانية».

وتأتي تصريحاته بعدما أعرب عدد من المسؤولين السياسيين والعسكريين عن قلقهم بشأن قرار الحلف الأطلسي نشر صواريخ باتريوت الأميركية الصنع على الحدود بين سوريا وتركيا تحسبا لأي هجوم من الجانب السوري.

وكان رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية الجنرال حسن فيروز آبادي اعتبر السبت أن نشر هذه الصواريخ جزء «من خطط لحرب عالمية» تعد لها «البلدان الغربية».

من جهته قال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي إن هذه الخطوة «استفزازية» ويمكن أن تؤدي إلى نتائج «غير محسوبة». وتابع داود أوغلو: «ما نتوقعه من إيران ليس الإدلاء بتصريحات حول نشر نظام دفاعي لكن استخدام نفوذها وتوجيه رسائل واضحة جدا من أجل التأكد من توقف الاضطهاد».

بدوره، علق رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على مواقف فيروز آبادي، مؤكدا أن الأخير «معروف بهذا النوع من الملاحظات غير المتجانسة».

وصرح أردوغان للصحافيين «حين نسأل السلطات (الإيرانية) عن هذا الأمر، تجيب أن هذه التصريحات تلزمه فقط، في إشارة إلى فيروز آبادي».

وكانت تركيا طلبت من حلفائها في حلف شمال الأطلسي نشر صواريخ باتريوت على حدودها مع سوريا بعد سلسلة عمليات قصف عبر الحدود بينها سقوط قذائف في أكتوبر (تشرين الأول) أدى إلى مقتل خمسة أتراك. وقد رفض الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن الاثنين تصريحات رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية وقال: «نحن هناك لندافع عن حليفنا تركيا وحمايته. ليست لدينا أي نية هجومية». وقال داود أوغلو: «من يتابع المسألة عن كثب يدرك أن نظام باتريوت دفاعي ولن يشغل إلا في حال حصل هجوم يستهدف تركيا». لكن روسيا وإيران، حليفتي نظام الرئيس السوري بشار الأسد تعارضان هذه الخطوة خشية أن تؤدي إلى اندلاع نزاع أوسع نطاقا.

ووافقت ألمانيا وهولندا والولايات المتحدة على تأمين بطاريات الصواريخ التي ستنشر تحت قيادة الأطلسي.

وأمس وصل نحو 40 جنديا ألمانيا لاستطلاع مواقع ممكنة في جنوب شرقي تركيا لنشر بطاريات باتريوت.

يشار إلى أن العلاقات بين إيران وتركيا شهدت فتورا طوال فترة النزاع في سوريا المستمر منذ 21 شهرا.

وألغى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد زيارة كانت مقررة الاثنين لتركيا «بسبب جدول أعماله المثقل» كما أعلن مكتبه وسط توتر مع أنقرة حول نشر صواريخ باتريوت. وكان من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.

وقدمت إيران تفاصيل «خطة للخروج» من الأزمة في سوريا تقع في ست نقاط وتنص خصوصا على «وقف أعمال العنف» وإجراء «حوار وطني» بين النظام السوري والمعارضة. لكن مجموعات المعارضة ترفض أي مشاركة إيرانية في مساعي الحل مما يعكس وجهة نظر الغرب وبعض الدول العربية أن إيران لا يمكن أن تكون وسيطا بسبب دعمها الثابت للنظام السوري.

من جهتها تدعم تركيا، التي اقترحت آلية إقليمية تشمل طهران ومصر لإنهاء النزاع السوري، خطة طهران طالما أنها يمكن أن تؤدي إلى حل.

وقال دبلوماسي في وزارة الخارجية التركية لوكالة الصحافة الفرنسية ردا على سؤال حول الخطة الإيرانية أن «تركيا تدعم كل مبادرة تساهم في وقف نزيف الدم في سوريا وترحب بأي جهد في هذا الصدد».

 نظام دمشق يقرّ موازنة متدهورة وروسيا ترسل سفناً تحسباً لإجلاء مواطنيها

غارات جوية على مخيم اليرموك ونزوح مكثف للفلسطينيين

                                            صعّد نظام دمشق غاراته الجوية ضد مخيم اليرموك الذي يبعد ثلاثة كيلومترات فقط عن وسط العاصمة، بعد سقوطه بيد الجيش الحر اثر انقلاب عدد من المقاتلين ضد أحمد جبريل وشبيحته الذين انضموا إلى قوات الأسد التي تحاصر المخيم الفلسطيني الذي يشهد حالة نزوح كثيفة.

وفي جبهة حماة سجل الجيش الحر تقدماً في عدد من المناطق بعد انسحاب قوات النظام من مراكز وحواجز في الريف الشمالي للمدينة بعد اشتباكات عنيفة مع مجموعات مقاتلة معارضة بدأت قبل اكثر من 48 ساعة.

وفي دلالة على الوضع الاقتصادي السيّئ الذي تشهده البلاد، أقر مجلس الشعب السوري أمس موازنة ازمة تضمنت زيادة في النفقات الجارية وتدهوراً كبيراً في الايرادات وعجزاً مضاعفاً مع بلوغ الدولار الأميركي 94 ليرة سورية في السوق الموازية.

دولياً لفت أمس إعلان روسيا أنها أرسلت سفناً حربية إلى شرق البحر المتوسط تحسباً لاحتمال إجلاء رعاياها المحاصرين في الحرب الأهلية في سوريا، في ما يظهر قلق حليفة الأسد الرئيسية من تقدم قوات المعارضة التي باتت الآن تهدد العاصمة.

ميدانياً، نفذ الطيران الحربي السوري غارات جوية عدة على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بعد ظهر أمس، بعد ساعات من سيطرة مقاتلين فلسطينيين وسوريين معارضين للنظام على اجزاء كبيرة من المخيم الواقع في جنوب دمشق.

وترافق ذلك مع تواصل حركة نزوح كثيفة من المخيم الى احياء اخرى في دمشق وخارجها وإلى لبنان.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان عصر أمس، ان “القوات النظامية نفذت عدة غارات جوية على مخيم اليرموك بمدينة دمشق (جنوب) رافقها تصاعد لسحب الدخان من المنطقة”.

وذكرت لجان التنسيق المحلية والهيئة العامة للثورة السورية ان قصفا مدفعيا وبالهاون استهدف ايضا المخيم.

واشار المرصد الى تزامن القصف الجوي مع تعرض احياء دمشق الجنوبية المجاورة للقصف من القوات النظامية واشتباكات عنيفة بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية في حي التضامن.

وكان مسلحو المعارضة السورية مدعومين من فلسطينيين من فصائل مناهضة للنظام السوري احرزوا في وقت سابق تقدما واضحا على الارض داخل مخيم اليرموك، حسبما ذكر المرصد وسكان من المخيم.

وقال احد السكان لوكالة “فرانس برس” ان “مئات من عناصر الجيش السوري الحر منتشرون” داخل المخيم.

وكتبت صحيفة “الوطن” القريبة من السلطة من جهتها ان “الجيش يتهيأ لعملية عسكرية بمخيم اليرموك” وان عددا كبيرا من الجنود تجمعوا الاثنين استعدادا لعملية عسكرية.

وتحدثت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) في بيان عن “موجات كبيرة من النزوح” من مخيم اليرموك منذ ايام “في وقت يقوم سكان المخيم، بمن في ذلك موظفون لدى الأونروا وعائلاتهم، بالتدافع بحثا عن الامان”.

وذكرت الأونروا انها تقوم “حاليا بايواء ما يزيد عن 2600 شخص نازح داخل منشآتها وفي مدارسها التابعة لمنطقة دمشق، ولا يزال الرقم آخذاً في الازدياد بتسارع”. واضافت ان لاجئين فلسطينيين آخرين “يفرون بعيدا خارج دمشق”، وان “بعضهم وجد طريقه إلى لبنان. وتفيد التقارير الأولية بأن عددهم أكثر من الفين”.

وشهد معبر المصنع الحدودي على الحدود اللبنانية أمس عبورا كثيفا لفلسطينيين نازحين من مخيم اليرموك هربا من العنف. وارتفع عدد الفلسطينيين النازحين من سوريا الى لبنان خلال 21 شهرا من النزاع الى 12 الفا، بحسب الاونروا. وهم يعيشون في اوضاع مزرية.

ويبلغ عدد سكان مخيم اليرموك 150 الفا غالبيتهم العظمى من الفلسطينيين، لكن بينهم سوريون ايضا. وتقدر الاونروا ان خمسين في المئة من سكان المخيم خرجوا منه بسبب الاحداث.

وتعرض المخيم الاحد للمرة الاولى لقصف جوي الاحد، ما تسبب بمقتل ثمانية اشخاص.

وبحسب المرصد السوري، فان مسلحي المعارضة يحاولون السيطرة على المخيم وطرد المقاتلين الفلسطينيين المؤيدين لنظام الاسد منه.

في هذا الوقت، تتواصل الاشتباكات بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية في ريف دمشق، لا سيما في داريا التي دخلتها القوات النظامية وتحاول السيطرة عليها كلها للقضاء على معقل مهم للمجموعات المعارضة تنطلق منه في هجماتها في اتجاه دمشق، كما تعرضت مناطق عدة للقصف المدفعي من القوات النظامية والقصف بالطيران.

واحصى المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل 98 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الثلاثاء هم 23 مدنيا و41 مقاتلا معارضا و34 جنديا نظاميا، ويقول المرصد انه يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من المراسلين والناشطين في كل انحاء سوريا وعلى مصادر طبية.

في محافظة حماة (وسط)، انسحبت القوات النظامية السورية من عدد من المراكز والحواجز في ريف حماة الشمالي أمس، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع مجموعات مقاتلة معارضة بدأت قبل اكثر من 48 ساعة، بحسب المرصد.

وكان المرصد افاد الاثنين عن انسحاب القوات النظامية من ثلاثة حواجز في المنطقة نفسها.

وعلى صعيد آخر، قال ريتشارد اينجل مراسل شبكة “إن.بي.سي.” أمس ان أفراد فريق اخباري للشبكة في سوريا أطلق سراحهم خلال معركة بالرصاص عند نقطة تفتيش لجماعة إسلامية معارضة بعد خمسة ايام من خطفهم في كمين على أيدي 15 مسلحا.

واختفى اينجل (39 عاما) مع عضوي طاقم الانتاج غازي بلكيز وجون كويسترا بعد عبروا الحدود من تركيا الى شمال غربي سوريا يوم الخميس. وقال اينجل ان خاطفيهم من أعضاء ميليشيا موالية للاسد.

وانتهت محنتهم مساء عندما مر خاطفوهم الذين كانوا ينقلونهم باستمرار مقيدي الأيدي ومعصوبي الأعين من منزل آمن لآخر بنقطة تفتيش لجماعة إسلامية معارضة لم يكونوا يتوقعونها. وقال اينجل للشبكة ان اثنين من الخاطفين قتلا في المعركة التي أعقبت ذلك وان الثلاثة أمضوا الليل مع المعارضين الاسلاميين.

وقال اينجل وهو اميركي متحدثا الى “إن.بي.سي.” من أنطاكية في تركيا ان الثلاثة خطفوا عندما كانوا يتحركون بسيارة مع معارضين للاسد في منطقة تسيطر عليها المعارضة.

وأضاف ان مجموعة من 15 مسلحا ملثما “قفزوا من بين الاشجار والأحراش على جانب الطريق” وأمسكوا بالثلاثة ووضعوهم في شاحنة مقفلة. وتابع ان المسلحين “أعدموا” أحد المعارضين المرافقين لفريق الشبكة الاخبارية.

وقال ان الخاطفين كانوا يخططون لمبادلته هو وفريقه بأربعة ضباط ايرانيين واثنين من الشبيحة يحتجزهم مقاتلو المعارضة السورية.

اقتصادياً، اقر مجلس الشعب (البرلمان) السوري أمس موازنة ازمة تضمنت زيادة في النفقات الجارية وتدهورا كبيرا في الايرادات وعجزا مضاعفا، كما ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا).

وفي قانون مالية 2013، ستزداد النفقات بنسبة 4,3 بالمئة، لكنها ستتدنى وفق الارقام الحقيقية بنسبة 36 بالمئة بسبب التضخم وتدني سعر صرف العملة السورية مقابل الدولار.

وباتت الموازنة بحاجة لموافقة الرئيس السوري الذي يواجه منذ اذار 2011 حركة احتجاج شعبية تحولت الى نزاع مسلح اوقع اكثر من 43 الف قتيل.

وستبلغ النفقات 1383 مليار ليرة سورية مقابل 1326 مليارا في 2012. وبالدولار، ستصل نفقات الموازنة الى 23,05 مليار دولار مع معدل صرف مرجعي من 60 ليرة سورية للدولار الواحد مقابل 24,29 مليار دولار في 2012 وانما مع معدل صرف من 54,59 ليرة سورية للدولار الواحد.

وفي الواقع، يجري التداول اليوم بسعر صرف الدولار بما يوازي 74 ليرة سورية و94 ليرة سورية في السوق الموازية.

وستشهد الايرادات تدهورا تفوق نسبته 35 بالمئة من 991 مليار ليرة سورية الى 638 مليارا. ويعود هذا التدهور الى تراجع جباية الضرائب لان اجزاء واسعة من الاراضي السورية لم تعد تحت سيطرة السلطات، والى تدهور الصادرات والرسوم الجمركية.

دولياً لفت أمس إعلان روسيا أنها أرسلت سفناً حربية إلى شرق البحر المتوسط تحسباً لاحتمال إجلاء رعاياها المحاصرين في الحرب الأهلية في سوريا.

وتبين مغادرة السفن القلق المتزايد في موسكو وهي الحليف الأقوى للرئيس السوري، من تقدم مقاتلي المعارضة تجاه العاصمة السورية، وتشير إلى أن روسيا تمضي قدماً بسرعة في الاستعداد لعملية إجلاء رعاياها التي أعلنها ديبلوماسي الأسبوع الماضي.

وقال مصدر بحري لوكالة “انترفاكس” الروسية للأنباء إن مجموعة من خمس سفن من بينها سفينتا إنزال مسلحتان وسفينة صهريج غادرت ميناء في بحر البلطيق أول من أمس وقد تبقى في البحر المتوسط لفترة غير محددة.

وأضافت الوكالة عن المصدر إن “السفن تتجه إلى الساحل السوري للمساعدة في أي عملية إجلاء للمواطنين الروس.. جرت استعدادات نشرها بشكل عاجل وبالغ السرية”، وأضاف المصدر أن أي شخص سيتم إجلاؤه من سوريا سينقل إلى موانئ على البحر الأسود.

ورفضت وزارة الدفاع التعليق لكنها أحالت الصحافيين إلى بيان نشر على موقعها الإلكتروني قال إن ثلاث سفن غادرت في طريقها للمنطقة من ميناء سفرومورسك على بحر بارينتس وإنها “ستقوم بمهام لحماية الملاحة المدنية”.

ولم يتضح على الفور ما إذا كانت هذه جزءاً من مجموعة السفن التي يشير إليها المتحدث البحري، أم أنها مجموعة أخرى أرسلت لتوفير الحماية لأي عملية تشمل سوريا.

ونقلت “انترفاكس” عن الكولونيل جنرال فلاديمير شامانوف قائد قوات الدفاع الروسية المحمولة جوا قوله وهو يعرض مساعدة قواته في أي اجلاء “أعلن بمسؤولية كاملة أننا جاهزون”.

وأضافت الوكالة قوله “قوات الدفاع المحمولة جوا لديها خبرة في هذا النوع من العمليات وعلى سبيل المثال إجلاء موظفي السفارة في كابول (أثناء التدخل السوفيتي في أفغانستان).. نستطيع تنفيذ ذلك إذا تلقينا الأمر من وزير الدفاع أو الرئيس”.

وفي انقرة، حث وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ايران على استخدام نفوذها “وتوجيه رسالة واضحة” الى النظام السوري لوقف العنف ضد شعبه. وقال اوغلو للصحافيين “بدلا من انتقاد نظام (صواريخ باتريوت)، على ايران ان تقول كفى للنظام السوري المستمر في قمع شعبه واستفزاز تركيا من خلال الانتهاكات الحدودية”.

وأعلنت لجنة حماية الصحافيين التي تتخذ من نيويورك مقرا الثلاثاء ان العام 2012 كان من اكثر السنوات دموية بالنسبة الى الصحافيين، فقد قتل منهم 67 خلال قيامهم بعملهم بينهم 28 في سوريا.

(ا ف ب، رويترز، ا ش ا)

سلفيـون: الناجـون سيكشفـون “مؤامـرة” تلكلـخ

سقوط عدد من الشباب الطرابلسي في مكمن للجيش السوري في بلدة تلكلخ السورية أواخر الشهر الماضي، سلَّط الضوء على روابط وثيقة بين قياديين سلفيين شماليين و”الجيش السوري الحرّ”، وعلى علاقة بقايا “فتح الاسلام” ومَن يدور في فلكها بتنظيم انتقال اللبنانيين للقتال في سوريا.

الشيخ السلفي بلال المصري لا يُخفي هذه العلاقة الوثيقة، ولا سيما أن صراعه مع النظام السوري بدأ مع دخول قواته الى طرابلس. المصري فقد والده وشقيقه وآخرين من عائلته على أيدي النظام السوري، لكنه تمكّن من الفرار الى مصر في ثمانينات القرن الماضي. وعندما عاد، اعتقلته القوات السورية وتعرض لتعذيب شديد شمل اقتلاع أظافره وعطباً في ظهره، وندوباً لا تزال تؤلمه حتى اليوم. في منزله في باب التبانة حيث زاره موقع”NOW”، جلس المصري وإلى جانبه ابنه معاوية (5 سنوات)، فيما كان يتواصل مع “جماعة أنصار التوحيد في سوريا” عبر الانترنت. “من هذا المنزل، أعلن العديد من الجنود انشقاقهم عن النظام”، يقول المصري بفخر، إذ يربط اسمه بأساطير تهريب السلاح إلى سوريا على متن الحمير حتى باتت ضحية لاستهداف قوات الأسد. للمصري فخر ثان في ملحمته ضد النظام السوري، ألا وهو طفله معاوية”. معاوية لا يخاف إلا من القنابل … وهو يعرف من يقتل الأطفال”. “من يقتل الأطفال؟”، يسأل المصري ابنه. يجيب معاوية: “بشار الأسد”.

وللمصري معلومات مفصّلة عن ضحايا حادثة تلكلخ. ينتظر أهالي الضحايا 4 جثث أخرى، ستُسلَّم إلى الجانب اللبناني يوم غد الأربعاء، بالإضافة إلى حسَّان سرور المعتقل لدى النظام، والذي يفترض أن يظهر على التلفزيون (السوري) قبل الإفراج عنه. يشرح هذا الشيخ السلفي أنَّ المجموعة التي ذهبت إلى سوريا  “ضمت 21 شخصاً، سلِّم منهم 7 جثث إلى الآن. وهناك معلومات عن تسليم  4جثث يوم الأربعاء (غداً)، بالإضافة إلى حسَّان سرور المعتقل لدى النظام، ووصل إلى لبنان شخصان ما زالا على قيد الحياة (بحسب معلومات “NOW” هما يوسف أبو عريضة وعبد الرحمن الحسن)، 3 بخير عند “الجيش الحرّ”، وبالتالي، يوجد 4 أشخاص، عدا حسَّان سرور، أسرى لدى النظام”.

ينتظر المصري وغيره من أعيان السلفيين في الشمال رواية الناجين من مكمن تلكلخ من أجل كشف ذيول ما حصل، إذ يعتقدون بوجود مخبرين و”مؤامرة” و”خيانة” أوقعت بالشباب الذاهبين الى سوريا”. “المهم أن يفرجوا عن حسَّان، لنعرف حقيقة ما جرى مع الشباب لأنَّ الشخصين اللذين عادا لم يتكلما خشيةً من المخابرات اللبنانية، وحالياً ليسا في طرابلس”، يقول المصري، لكنه لا يلبث أن يؤكد تعرّض “الشباب لمؤامرة وخيانة”. وفقاً له، اتفق “الشباب مع بعضهم بعضاَ على الذهاب إلى سوريا، ويبدو أنهم لوحقوا من التبانة، أو استُدرجوا إلى الكمين”. ويشدد على أنَّ “بعض أبناء المنطقة سمع بشيء ما، وبلّغ عنهم لأن في التبانة مخبرين للنظام وآخرين لحزب الله”. ويتابع أن “الشباب انطلقوا في باص من شارع أبو عربي الملاصق لشارع سوريا في التبانة. لماذا سمحت لهم أجهزة المخابرات اللبنانية بالذهاب؟ ألم تكن تعرف بهم؟ فإذن ليذهب أفرادها ويبيعوا العلكة”.

ويكشف المصري أنَّ الشباب باتوا ليلة في مشتى حسن في عكار قبل توجّههم إلى سوريا، مؤكداً أنهم “قُتلوا في الجانب السوري، وكان مع البعض سلاح فجرى اشتباك مع جيش النظام وسقط 7 عناصر من جيش النظام”.

شيخ سلفي: خطأ تكتيكي أو استدراج

بدوره، يؤكد شيخ سلفي من مدينة طرابلس رفض الكشف عن اسمه، أن الذين قتلوا ولم تسلّم جثامينهم بعد هم: مالك وعبد الحكيم الحاج ديب وحسين سرور”، ويوضح أنّ “الشباب فُقدوا من طرابلس يوم الأربعاء (28 تشرين الثاني 2012 أي قبل يومين من الحادثة).

وفي معرض حديثه إلى “NOW، يؤكِّد أنَّ “هناك اختراقاً للمجموعة ويقال إنَّ هناك منشقاً من الجيش السوري النظامي هو من وشى بهم. كما يقال انهم كانوا ذاهبين للالتحاق بمجموعة خالد المحمود وهو من مشتى حسن في عكار واسمه خالد المحمود الدندشي، ومتواجد حالياً في قلعة الحصن. والدندشي اعتقل على خلفية احداث الضنية 1999- 2000 بعدها خرج من السجن في العام 2005 بعد العفو العام. وألقي القبض عليه مجدداً على خلفية علاقته بتنظيم “فتح الاسلام” قبل معارك  نهر البارد بنحو 5 شهور وبعدها أخلي سبيله في رمضان الماضي، وأتى الى طرابلس ليومين أو ثلاثة واصطحب مجموعة من طرابلس وغادر إلى سوريا، ومن ضمنها شقيقاه أحدهما قتل بمعارك حلب وآخر معتقل لدى النظام”.

ويضيف الشيخ: “المجموعة التي هربت مؤخراً من سجن رومية التحقت به، وهم إما قتلوا أو أنهم معتقلون عند النظام، ولم يبق حياً منهم إلا الملقب بـ”أبو شعيب الجزائري”. ويعرب الشيخ السلفي عن اعتقاده أنَّ “خالد المحمود يفيد النظام”.

ولم يستبعد الشيخ وقوع خطأ تكتيكي، “الشباب ربما مروا في منطقة ممسوكة من قبل النظام بشكل كبير، حيث قرى علوية مثل تلسيرين وزوارة وسكانها ينسقون مع النظام”.

ويوضح أن “الشباب يدخلون ويخرجون من وإلى سوريا، لكن ليس عبر هذه الطريق بل من مشاريع القاع. والآن باتوا يسافرون إلى تركيا ويدخلون منها إلى إدلب أو جبل الزاوية أو حلب، وهذه الوسيلة أكثر أماناً. إذاً، هناك من استدرجهم  لسلوك طريق تلكلخ للوقوع في الكمين”.

ويشرح الشيخ أنهم “يوم الاثنين (26 تشرين الثاني) حاولوا الدخول الى سوريا ولم يستطيعوا فعادوا الى منازلهم. واجتمعوا مجدداً الأربعاء وباتوا ليلتهم في مكان ما، يعرفه الأمنيون على الأرجح”. وقال الشيخ إنه يشك “بمكانين أو ثلاثة عند أناس في طرابلس ممن يحرّضون الشباب على الذهاب إلى سوريا، وهم من الاطراف الاسلامية التي تدور في فلك فتح الاسلام، وأسماؤهم غير معروفة، ويحيى الجاسم واحد منهم  وهو صهر خالد المحمود”.

ويشير إلى أن الشخصين اللذين نجيا من الكمين “عند افتراق المجموعة ذهبا صوب قرى سنية وبعدها وجدا من أعادهما إلى لبنان”.

الحاج ديب: المعلومات أتت من لبنان

من جهته، لم يستبعد جهاد الحاج ديب، شقيق مالك، احتمال أن يكون الشبان سقطوا ضحية الوشاية بهم. وفي حديث إلى موقع”NOW”، من داخل منزله في “المنكوبين”، يقول: “كي يتحضر هكذا كمين، يجب أن تتوافر معلومات، وكل المؤشرات تدل على أنَّ المعلومات أتت من لبنان”. ويوضح: “الفضائيات التابعة للنظام السوري سمّت أخي بلقبه المعروف به في “المنكوبين” أي علي ديب في حين أن اسمه الحقيقي هو مالك الحاج ديب، ما  يعني أن هناك من أبلغ النظام السوري بهذا اللقب.. كذلك، فإن عبد الرحمن الأيوبي اسمه الحقيقي محمد الأيوبي”.

اشتباكات عنيفة في حي التضامن قرب مخيم اليرموك بسوريا

حركة كثيفة للنازحين الفلسطينيين من مخيم اليرموك عبر معبر المصنع الحدودي

دبي – قناة العربية

وقعت اشتباكات عنيفة مساء الثلاثاء بين قوات النظام والجيش الحر في حي التضامن بالقرب من مخيم اليرموك وهو ما دفع بجيش النظام إلى قصف الحي بالمدفعية بحسب ما ذكر المركز الإعلامي السوري.

وفي محافظة حماة (وسط)، انسحبت القوات النظامية السورية من عدد من المراكز والحواجز في ريف حماة الشمالي الثلاثاء، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع مجموعات مقاتلة معارضة بدأت قبل أكثر من 48 ساعة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وكان المرصد أفاد الاثنين عن انسحاب القوات النظامية من ثلاثة حواجز في المنطقة نفسها.

وأحصى المرصد مقتل 98 شخصاً في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا، بحسب ما ذكرت وكالة “فرانس برس”.

وأعلن المجلس العسكري الثوري أيضاً عن إطلاق عملية واسعة للسيطرة على دير الزور، وسرعان ما أتت الأخبار الميدانية لتؤكد حصار الثوار لمركز الأمن السياسي داخل المدينة.

حركة كثيفة للنازحين الفلسطينيين

هذا ويشهد معبر المصنع الحدودي مع سوريا في شرق لبنان حركة كثيفة للنازحين الفلسطينيين من مخيم اليرموك الذي شهد عمليات عسكرية وقصف من قبل قوات النظام خلال الأيام القليلة الماضية.

وسينضم هؤلاء الى ما يقارب الألفي فلسطيني دخلوا لبنان في الأيام الثلاثة الماضية، وذلك وفق تقديرات وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) والأمن العام في لبنان.

وقد نفذ المئات من النازحين الفلسطينيين الذين وصلوا الى لبنان اعتصاماً أمام مكتب الأونروا في مدينة صيدا اللبنانية, للمطالبة بتوفير المسكن والرعاية. وحمَّل المعتصمون الأونروا مسؤولية تقديم الإغاثة.

يذكر أن حركة نزوح اللاجئين الفلسطينيين من سوريا الى لبنان تصاعدت مؤخراً في أعقاب تعرض مخيم اليرموك للقصف من قوات الأسد, دفعت بسكان المخيم إلى التوزع في المخيمات الفلسطينية المتواجدة في لبنان.

جنود ألمان يصلون تركيا

في الوقت ذاته، وصل جنود ألمان الى تركيا في إطار بعثة للحلف الأطلسي استعداداً لنصب صواريخ باتريوت ألمانية بغية حماية الأراضي التركية من أي تهديدات سورية.

وتم البدء بنصب منصات الصواريخ على بعد 100 كيلومتر من الحدود السورية التركية شمالاً وفق أحد المسؤولين العسكريين الألمان المكلفين بنصب الصواريخ وذلك لأسباب تقنية وعسكرية تتلاءم مع طبيعة التهديدات.

وكان الجنود الألمان وصلوا الى مطار أضنة في جنوب تركيا قبل أن ينتقلوا الى القاعدة الجوية الأمريكية في “انجرليك” ومنها الى “كهرمانمراس” حيث يتم نصب صواريخ باتريوت أرض جو. وأفادت وكالة أنباء الأناضول التركية أن الوفد يضم أيضاً عسكريين هولنديين.

وقال العقيد ماركوس إيلرمان، قائد القوة الألمانية في تركيا، إن قواته ستنصب صواريخ باتريوت، على بعد نحو مئة كيلومتر من الحدود التركية السورية.

هذا وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها أرسلت أسطولاً جديداً من السفن الحربية الى البحر الأبيض المتوسط باتجاه السواحل السورية تحسبا لاحتمال إجلاء رعاياها.

وكانت وكالة انترفاكس نقلت عن مصدر بحري قوله إن روسيا أرسلت مجموعة من خمس سفن من بينها سفينتان هجوميتان وسفينة صهريج وسفينة مرافقة غادرت أحد الموانئ في بحر البلطيق، ولم توضح الوزارة ما إذا كانت السفن سترسو في ميناء طرطوس الذي توجد به قاعدة روسية للتموين والدعم تقني.

إيران تستبعد سقوط الأسد

التوتر الإقليمي قابله موقف إيراني استبعد سقوط الأسد أو النظام. وقال حسين أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني بعد محادثات في موسكو إن الجيش السوري وجهاز الدولة يعملان بسلاسة على حد قوله.

ومن المتوقع أن يصدر مجلس الأمن الدولي في وقت لاحق الأربعاء قراراً يمدد فيه عمل بعثة حفظ السلام في المنطقة منزوعة السلاح في الجولان بين سوريا وإسرائيل ويتضمن تحذيراً من احتمال تصاعد التوتر في هذه المنطقة بسبب امتداد الأزمة السورية الى المنطقة.

مسودة مشروع القرار التي صاغتها الولايات المتحدة وروسيا تعبر عن القلق لوجود الجيش السوري وجماعات معارضة مسلحة ومعدات عسكرية غير مسموح بها في المنطقة الفاصلة.

كما تدين مسودة القرار تَعرّض قافلة لقوة الأمم المتحدة لحفظ السلام لنيران قرب المطار في دمشق الشهر الماضي.

وتقول المسودة إن هذه الحادثة وسقوط قذائف وطلقات على تلك المنطقة تظهر احتمالات تصعيد التوتر بين البلدين، و تُعرِّض وقف إطلاق النار للخطر وتقترح المسودة تمديد عمل قوة حفظ السلام مدة ستة أشهر إضافية.

قطر تجمد 900 مليون دولار لأركان الأسد

سفير الائتلاف الوطني في باريس: أفراد النظام أكثر ثراء من الدولة

العربية.نت

أكد أول سفير للائتلاف الوطني السوري في باريس، منذر ماخوص، أن أفراداً في النظام السوري يملكون أرصدة في الخارج، تتجاوز قيمتها أرصدة الدولة، كاشفاً أن قطر جمدت 900 مليون دولار للنظام السوري وأركانه.

وعن الخطوات المستقبلية بعد اجتماع أصدقاء سوريا في مراكش، قال ماخوص، إن الخطوة المستقبلية هي الإعلان عن حكومة مؤقتة، بعد تأمين قاعدة أمنية، تمكنها من حكم سوريا من المناطق المحررة، وفقاً لصحيفة “الوطن” السعودية.

ويرى أول سفير للائتلاف الوطني السوري، باعتباره مُمثلاً شرعياً وحيداً للشعب السوري، الاعتراف بالائتلاف من قبل قوى المجتمع الدولي حاجة ضرورية ماسّة، لتحقيق أكبر قدر من المكاسب في مواجهة النظام السوري.

وقال سفير الائتلاف منذر ماخوص في باريس: “إن أموالاً مجمدة للنظام الأسدي في دول بالخارج سيتم الإفراج عنها، في حين تمكنت المعارضة من خلق قاعدة أو “أرض خصبة” للاعتراف بالائتلاف، من بينها الإمارات وقطر”.

42 قتيلا بسوريا وغارات على مخيم اليرموك

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بأن 42 شخصا قتلوا في أنحاء البلاد معظمهم في دمشق وريفها، الأربعا، في حين تدور مفاوضات لإخراج المقاتلين من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق وتحييده عن النزاع السوري.

وقال مصدر فلسطيني إن “تنظيمات فلسطينية محايدة تخوض حاليا في مفاوضات بين الجيش السوري الحر والقوات النظامية لإبعاد النزاع عن المخيم”، مشيرا إلى أن هذه المفاوضات “لم تصل حتى الساعة إلى نتيجة”.

وتهدف هذه المحادثات إلى إخراج المقاتلين المعارضين والمسلحين الفلسطينيين الموالين للنظام، على أن يعهد بأمن المخيم إلى شخصيات فلسطينية “محايدة”، بحسب ما أشار المصدر وسكان وناشطون على علاقة بعملية التفاوض.

وقال المصدر الفلسطيني إن مخيم اليرموك “يعتبر مأوى للاجئين الفلسطينيين ولا يجب على أحد من الأطراف (في النزاع السوري) الدخول إليه”، مشيرا إلى أن الأطراف “المحايدين” هم ناشطون غير مؤيدين للنظام أو مشاركين في القتال إلى جانب المعارضين العاملين على إسقاطه.

وغادر عدد كبير من سكان المخيم إلى لبنان المجاور، حيث أبلغ مصدر في الأمن العام اللبناني أن قرابة 1200 فلسطيني عبروا الحدود السورية اللبناية ما بين السبت والأربعاء.

وكان الطيران الحربي السوري شن غارات جوية عدة على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الثلاثاء لاقتحامه واستعادة السيطرة عليه بعد سيطرة الحر عليه.

وميدانيا، أكدت لجان التنسيق العثور على ست جثث لأشخاص أُعدموا ميدانيا في حي كفرسوسة، في دمشق.

وفي حي المزة القريب سجل إطلاق نيران كثيف، مع تواصل القصف العنيف على بلدات عدة في ريف العاصمة أشدها في الزبداني.

وفي الرقة ونقلا عن مصادر المعارضة يستعد الجيش الحر لإحكام سيطرته على المنطقة الشرقية مع وصول الاشتباكات إلى وسط المدينة، وفي الحسكة شهدت القرى الشمالية قصفا عنيفا.

و تجددت الاشتباكات في ريف حماة وسط أنباء عن انقطاع تام لوسائل الاتصالات عن المدينة.

وتجدد القصف العنيف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على مدينة الرستن بريف حمص مما أدى لتدمير عدد من المباني وسقوط عدد من الجرحى.

عباس يطلب عودة نازحي اليرموك لفلسطين

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الأربعاء، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بتمكين اللاجئين الفلسطينيين الذين يحاولون الهرب من القتال في سوريا من دخول الأراضي الفلسطينية.

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية وفا “طلب رئيس دولة فلسطين محمود عباس اليوم الأربعاء من أمين عام الأمم المتحدة بان غي مون والمجتمع الدولي تمكين أبناء شعبنا في سوريا من دخول الأراضي الفلسطينية”. وبحسب وفا فإن هذا يأتي “نتيجة ما تتعرض له المخيمات الفلسطينية من ويلات الصراع الدموي في سوريا”.

ونفذ الطيران الحربي السوري غارات جوية عدة على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الثلاثاء، بعد ساعات من سيطرة مقاتلين فلسطينيين وسوريين معارضين للنظام على أجزاء كبيرة من المخيم الواقع في جنوب دمشق، كما ذكرت لجان التنسيق المحلية والهيئة العامة للثورة السورية أن قصفا مدفعيا وبالهاون استهدف أيضا المخيم.

وترافق ذلك مع تواصل حركة النزوح الكثيف من المخيم إلى أحياء أخرى في دمشق وخارجها وإلى لبنان المجاور. ودان كل من عباس وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة قصف اليرموك .

ووفقا لأرقام صادرة عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) يوجد 486 ألف لاجئ فلسطيني يقيمون في 9 مخيمات رسمية و3 غير رسمية في سوريا.

مفاوضات لوقف القتال بالمخيم

وتدور مفاوضات الأربعاء لإخراج المقاتلين من مخيم اليرموك في جنوب دمشق، وتحييده عن النزاع السوري، وقال مصدر لوكالة “فرانس برس” إن “تنظيمات فلسطينية محايدة تخوض حاليا جولة مفاوضات بين الجيش السوري الحر والقوات النظامية لإبعاد النزاع عن المخيم”، مشيرا إلى أن هذه المفاوضات “لم تصل حتى الساعة إلى نتيجة”.

وتهدف هذه المحادثات إلى إخراج المقاتلين المعارضين والمسلحين الفلسطينيين الموالين للنظام، على أن يعهد بأمن المخيم إلى شخصيات فلسطينية “محايدة”، بحسب ما أشار المصدر وسكان وناشطون على علاقة بعملية التفاوض.

وقال المصدر الفلسطيني إن مخيم اليرموك “يعتبر مأوى للاجئين الفلسطينيين ولا يجب على أحد من الأطراف (في النزاع السوري) الدخول إليه”، مشيرا إلى أن الأطراف “المحايدين” هم ناشطون غير مؤيدين للنظام أو مشاركين في القتال إلى جانب المعارضين العاملين على إسقاطه.

وأبلغ المصدر الفلسطيني وكالة “فرانس برس” الأربعاء أن المخيم يعيش “كارثة إنسانية حقيقية”، معتبرا أنها “نكبة ثانية بالنسبة للفلسطينيين”.

من جهتها، أفادت صحيفة “الوطن” السورية المقربة من النظام ان “الجيش السوري (النظامي) واصل استقدام التعزيزات إلى مشارف مخيم اليرموك استعدادا لدخوله، فيما قامت عناصره بإغلاق الطرق المؤدية إليه حفاظا على أرواح المواطنين”.

وغادر عدد كبير من سكان المخيم إلى لبنان المجاور، حيث أبلغ مصدر في الأمن العام اللبناني وكالة “فرانس برس” أن قرابة 2200 فلسطيني عبروا الحدود السورية اللبنانية ما بين السبت والأربعاء.

ألفا لاجئ فلسطيني فروا من سوريا إلى لبنان بيومين

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — قالت الحكومة اللبنانية، يوم الأربعاء، إن نحو ألفي لاجئ فلسطيني دخلوا لبنان خلال اليومين الماضيين، في أعقاب قصف قوات النظام السوري لمخيم اليرموك.

ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية عن وزير الدولة مروان خير الدين قوله إن “التقارير الحالية تحدثت عن دخول 20 أو 30 ألف فلسطيني إلى لبنان.. قد يكون هذا الرقم مبالغ فيه.”

-وأضاف أن “الأمن العام يقول انه في الـ48 الساعة الماضية دخل 2000 (لاجئ فلسطيني) فقط،” قائلا إن “الموضوع يحتاج إلى معالجة لأننا لا نستطيع معالجة وضع الفلسطينيين الموجودين لدينا فكيف بالحري الأعداد الإضافية الوافدة.”

إلى ذلك، قالت وكالة الأنباء الفلسطينية أن الرئيس محمود عباس، طلب يوم الأربعاء، من أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون والمجتمع الدولي “تمكين أبناء شعبنا في سوريا من دخول الأرض الفلسطينية، نتيجة ما تتعرض له المخيمات من ويلات الصراع الدموي في سوريا.”

وأكد عباس على “الموقف الفلسطيني من عدم التدخل في شؤون الدول العربية الداخلية.”

وقالت الوكالة إن نحو 450 ألف لاجئ فلسطيني يعيشون في 10 مخيمات للاجئين في سوريا.

وتقول الحكومة السورية إنها تقاتل “مجموعات إرهابية” داخل مخيم اليرموك، الذي كان مسرحا لعدة أيام من القتال العنيف، في حين يقول نشطاء إن القصف الذي ألقي باللوم فيه على القوات السورية قتل نحو 15 شخصا، وأظهرت مشاهد فيديو جثثا متناثرة في شوارع المخيم.

ولا يمكن لشبكة CNN التأكد بشكل مستقل من روايات الحكومة أو المعارضة، بسبب القيود التي يفرضها النظام السوري على دخول الصحفيين الدوليين إلى البلاد.

تشاؤم أوروبي بإمكانية تقريب المواقف مع روسيا بالشأن السوري

بروكسل (19 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

عشية إنعقاد القمة الثلاثين بين الإتحاد الأوروبي وروسيا، مساء الخميس والجمعة القادمين، عبر مصدر مطلع في المجلس الوزراي الأوروبي عن التشاؤم بإمكانية تحقيق تقارب بين وجهات نظر الطرفين بشأن الملف السوري

وأشار المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، إلى أن الإتحاد الأوروبي سيناقش الملف السوري في إطار علاقاته المتعددة الأطياف مع الروس، وقال “يجب أن نكون واقعيين، فالجميع يعرف المسافة بين الموقفين الروسي والأوروبي” بشأن ما يحدث في سورية

وأردف المصدر قائلاً “بالنسبة للعمل في سورية، الجميع يريد البحث عن حل سياسي، فالهدف مشترك أما الوسائل فمختلف عليها بين بروكسل وموسكو، ولذلك لا بد من متابعة النقاش” في هذا الصدد

وذكر أن المسؤولين الأوروبيين سيشجعون محدثيهم الروس على بذل كافة الجهود وإستخدام كل الإمكانيات المتاحة لديهم من أجل التقدم بإتجاه الحل، مشدداً على أن الإتحاد مستمر في دعمه لجهود المبعوث الدولي العربي لسورية الأخضر الإبراهيمي

ومن المقرر أن يبحث المشاركون في القمة قضايا متعلقة بالملف الإيراني وعملية السلام في الشرق الأوسط، وكذلك مواضيع تتعلق بالطاقة والتجارة ومحاربة الإرهاب وحقوق الإنسان والتعاون العلمي

ويسعى الإتحاد الأوروبي إلى توقيع إتفاق شراكة إستراتيجية متميزة مع الشريك الروسي، ولكن الأمر تعترضه مشاكل كثيرة ، من أهمها عدم قيام موسكو بتطبيق كل إلتزاماتها بعد إنضمامها لمنظمة التجارة العالمية وهذا ما يؤثر سلباً على الحركة التجارية الأوروبية نحو روسيا

كما تقف مسألة الحريات وحقوق الإنسان أيضاً حجر عثرة في طريق تقدم المساعي لتوقيع إتفاق تسهيل منح تاشيرات الدخول لمواطني الطرفين، وقال المصدر الأوروبي في هذا الصدد “نحن عبرنا للمسؤولين الروس أكثر من مرة عن قلقنا من القوانين التي صدرت مؤخراً والتي تحد من حركة المنظمات غير الحكومية العاملة في روسيا، ما يجعل الحديث عن تسهيل حركة الأشخاص أمراً عسيراً”

ويشارك في القمة من الطرف الأوروبي كل من رئيس الإتحاد هيرمان فان رومبوي، ورئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو، والممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، وعدد من المفوضين الأوروبيين.

أما من الجانب الروسي ، فيشارك الرئيس فلاديمير بوتين بالإضافة إلى وزير خارجيته سيرغي لافروف، بالإضافة إلى عدد من الوزراء المعنيين بمجالات التعاون مع الإتحاد الأوروبي

قلق أوروبي “جدي” من إستخدام الأسلحة المحرمة دولياً في سوريا

بروكسل (19 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

حذر الإتحاد الأوروبي النظام السوري من مغبة استخدام الأسلحة المحرمة دولياً في الصراع المحتدم في البلاد حالياً، محذرا من أن الأمر سيؤدي إلى ما لا تحمد عقباه

وجاء ذلك في أعقاب نشر العديد من المنظمات الدولية لتقارير وصور تفيد بإستخدام النظام السوري لأسلحة محرمة دولياً، حيث نقل الناطق بإسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون قولها “نحن ندين الأمر بشدة ولكن ليس لدينا تأكيدات من مصادر مستقلة حول هذه التقارير”

وعبر مايكل مان عن قلق الإتحاد الأوروبي “الجدي” تجاه مضمون هذه التقارير، وقال “نحث النظام السوري وكذلك باقي الأطراف المشتركة بالصراع على الإمتناع عن إستخدام أي أسلحة محرمة دولياً “، حسب تعبيره

كما أضاف معربا عن أمل التكتل الاوروبي الموحد بأن “يتوقف الكل عن إستخدام أي نوع من السلاح وأن يتوقف العنف” في البلاد، مشدداً على ضرورة أن يحترم الجميع القانون الدولي الإنساني الذي يحرم إستخدام الأسلحة والذخائر العنقودية وأي نوع من السلاح الذي يتسبب في إصابات نوعية خطيرة

سوريا: طائرات حكومية تقصف مناطق في ريف دمشق

أفادت الأنباء الواردة من سوريا بأن الطائرات الحربية السورية شنت الاربعاء غارات جوية على مناطق في ريف دمشق حيث تدور اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، إن الطائرات الحربية نفذت صباح الاربعاء غارات جوية على منطقة البساتين الواقعة بين حي القابون في شمال شرق دمشق ومدينة حرستا، بينما “دارت اشتباكات بين في منطقة رافقها قصف من القوات النظامية على المنطقة”.

وطال القصف مدينة داريا جنوب غرب دمشق التي تحاول القوات النظامية السيطرة عليها.

قيمة المساعدات التي تطلبها الأمم المتحدة

دعت الأمم المتحدة الأربعاء إلى توفير تمويل بقيمة 1.5 مليار دولار لتقديم مساعدات ضرورية للسوريين الذين يواجهون وضعا إنسانيا “يتدهور بشدة.

وقالت المنظمة الدولية في بيان إن دعوتها لتقديم 519.6 مليون دولار لمساعدة السوريين داخل بلادهم، ومليار دولار أخرى لتلبية احتياجات ما يصل إلى مليون لاجيء سوري في خمس دول بينها مصر تشكل “أكبر مناشدة لتقديم مساعدات إنسانية في المدى القصير على الإطلاق”.

في هذه الأثناء قالت صحيفة “الوطن” السورية المقربة من نظام الرئيس بشار الاسد ان الجيش النظامي بدأ منذ الاثنين “في اقتحام آخر معقل للارهابيين في داريا موقعا خسائر فادحة في صفوف المتحصنين في الابنية والانفاق ضمن منطقة تمت محاصرتها لمدة اسبوع وقطعت عنها جميع الامدادات من ذخائر وعتاد”.

وبعد منتصف ليل الثلاثاء- الاربعاء، دارت اشتباكات على اطراف حرستا والزبداني وعربين وزملكا الى الشرق من العاصمة.

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” إن القوات الحكومية “قتلت العديد من الإرهابيين المسلحين في هذه الاشتباكات”.

من ناحية أخرى، ذكرت وكالة أنباء روسية أن موسكو أرسلت سفنا حربية الى مياه البحر المتوسط استعدادا لاحتمال إجلاء مواطنيها من سوريا في خطوة تشير إلى قلقها من تقدم قوات المعارضة التي باتت الآن تهدد العاصمة دمشق.

وجاءت خطوة موسكو بعد يوم واحد من إعلان المعارضة سيطرة قواتها على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الذي يبعد ثلاثة كيلومترات عن وسط دمشق.

ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن مصادر بحرية لم تسمها يوم الثلاثاء قولها إن مجموعة مؤلفة من سفينتي إنزال مسلحتين وسفينة صهريج وسفينة حراسة أبحرت من ميناء على بحر البلطيق في طريقها إلى البحر المتوسط.

ويُذكر أن لروسيا قاعدة بحرية للصيانة في ميناء طرطوس السوري على بعد نحو 250 كيلومترا إلى الشمال الغربي من دمشق.

ونقلت الوكالة الروسية عن المصدر قوله “إنها (السفن) تتجه إلى الساحل السوري للمساعدة في أي عملية إجلاء للمواطنين الروس…جرت استعدادات نشرها بشكل عاجل وبالغ السرية.”

ولم يتسن التحقق من مصدر مستقل من تقرير إنترفاكس الذي جاء بعد يوم واحد من تأكيد روسيا أن اثنين من مواطنيها يعملان في محافظة اللاذقية قد خطفا مع مواطن إيطالي.

ويصل عدد الروس المسجلين لدى قنصلياتهم في سوريا إلى زهاء 3000 شخص.

قال متحدث باسم قوات المعارضة يدعى أبو نضال إن المعارضين يسيطرون على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين لكن قوات الجيش تتجمع في المخيم الفلسطيني ويستطيع القناصة إطلاق النار في المناطق الجنوبية بالمخيم.

وأضاف أن الموقع شديد الأهمية من الناحية الاستراتيجية لأنه من أفضل المداخل المؤدية إلى وسط دمشق.

وتابع قائلا إن قوات النظام لا تقاتل في العادة لاستعادة المناطق التي يسيطر عليها المعارضون لأنها استنزفت لكنها ربما تعتبر اليرموك خطا أحمر وتقاتل بشراسة لاستعادته.

ويُذكر أن اليرموك ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين الأخرى في سوريا هي في واقع الأمر مناطق عمرانية مكتظة بالسكان يقيم فيها آلاف اللاجئين الفلسطينيين والمواطنون السوريون الفقراء.

وتستضيف سوريا زهاء 500 ألف لاجيء فلسطيني يعيش معظمهم في اليرموك وهم أبناء وأحفاد اللاجئين الذين استقبلتهم سوريا عقب قيام إسرائيل عام 1948.

وكان القتال في اليرموك حلقة في سلسلة من المعارك دارت على مشارف دمشق الجنوبية في إطار محاولات المعارضة سد منافذ العاصمة ضمن حملتها لإنهاء حكم أسرة الأسد المستمر منذ 42 عاما.

فرار

وقال مصدر عند الحدود اللبنانية الثلاثاء ان أكثر من ألف لاجئ فلسطيني يعيشون في سوريا عبروا الى لبنان في الساعات الأربع والعشرين المنصرمة بعد سيطرة المعارضة السورية على مخيم اليرموك.

وفرت أفواج من اللاجئين من اليرموك وتوجه كثير منهم إلى وسط دمشق بينما عبر مئات آخرون الحدود إلى داخل لبنان.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن زهاء 100 مصاب ينقلون يوميا إلى المستشفى الرئيسي في دمشق الذي يعاني نقصا في الأدوية ومواد التخدير.

كما أبلغت المنظمة عن زيادة في حالات الجوع الشديد وسوء التغذية في أنحاء مختلفة في سوريا بما في ذلك مناطق ريفية يسيطر عليها المعارضون خارج العاصمة وقصفتها طائرات الأسد في محاولة لطرد قوات المعارضة منها.

وتقول منظمات الإغاثة إن القتال حال دون دخولها العديد من مناطق الصراع وإن سكان المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بصفة خاصة يعانون نقصا حادا في الغذاء والدواء.

BBC © 2012

ما زال مصير سوريا في مهب الريح

جيم ميور

بي بي سي – بيروت

وأخيرا اعترف الروس علنيا بأن انتصار مسلحي المعارضة في سوريا محتمل وبدأوا حتى في الحديث عن ضرورة إجلاء المواطنين الروس من البلاد.

تزامنا مع تصريحات المسؤولين الروس، أكد الأمين العام لحلف الناتو أن النظام السوري يوشك على الانهيار وأن المسألة أصبحت مسألة وقت.

إذن لقد أصبح الخطر وشيكا.

وبعد 21 شهرا من القتال الشرس وتوالي الهجمات ضد النظام، لم يعد في مخيلة حتى أشد المؤيدين للنظام السوري إمكانية الانتصار على المعارضة.

ولكن هل يعني هذا أن زوال بشار الأسد ونظامه الذي أسسه والده في سوريا منذ أكثر من 42 عاما قد أصبح وشيكا ؟

إذا كانت المسألة تعتمد على القدرات العسكرية وحدها فإن الإجابة ستكون بالنفي قطعا.

إذا أراد مسلحو المعارضة أن يحققوا الانتصار فعليهم الاستيلاء على العاصمة دمشق، وخلع الأسد من كرسيه الذي تعهد بالدفاع عنه حتى الرمق الأخير.

بالرغم من أن المعارضة تحاول بلا كلل تضييق الخناق على دمشق إلا أن المعركة الحقيقية بدأت بالكاد فحتى الآن لم تدخل النواة الصلبة للنظام المعركة.

وقالت الهيئة التنسيقية المحلية المعارضة ” كلنا نعلم أن المعركة لن تكون سهلة لأن النظام سيستخدم كافة الوسائل للدفاع عن وجوده”.

وأضافت ” على الرغم من أن المعركة الكبرى لم تبدأ بعد، وأيا كانت المخاطر التي سنواجهها، لم يكن السوريون أقرب من الفوز من الآن”.

وطالبت الهيئة التنسيقية بـ”تحييد” المساجد والكنائس وكافة دور العبادة خلال المعركة المرتقبة، كما طالبت مسلحو المعارضة بتجنب المناطق الأثرية أثناء المعركة في إشارة لما حدث في مدينة حلب وتدمير سوق المدينة القديمة في أعقاب المعارك التي دارت بين المعارضة والحكومة في يوليو / تموز الماضي.

معاقل السلطة

ومنذ أن أصبحت مدينتا دمشق وحلب ساحتين للمعارك منذ يوليو الماضي، شن مسلحو المعارضة سلسلة من الهجمات على العاصمة.

ولم تستطع قوات النظام طرد المسلحين من ضواحي دمشق ولكنهم نجحوا في إبعادهم عن المناطق الرئيسية، وتخوض الآن هذه القوات هجمات عنيفة تستخدم فيها الدبابات والقصف المدفعي لإبقائهم بعيدا عن وسط العاصمة.

من جانبهم، يشكو قادة المعارضة المسلحة من أن نقص الأسلحة هو السبب الرئيسي لعدم القيام بهجوم قوي لضرب مراكز القوى للنظام.

وانتظارا للمعركة الحقيقية، يسعى مقاتلو المعارضة إلى إعادة تجميع صفوفهم والحصول على أسلحة جديدة وحديثة من بينها مضادات الطائرات والدروع الواقية وبخاصة بعد انتزاع اعتراف دول ” أصدقاء سوريا” في مؤتمرهم الذي انعقد في مراكش الأربعاء.

وبمجرد وصول هذه الأسلحة، ستبدأ معركة الشوارع ضد القوات الحكومية وقد تستغرق أسابيع أو شهور حتى ينال مسلحو المعارضة مبتغاهم.

وفي حلب، نجحت المعارضة المسلحة في السيطرة على نصف أكبر المدن السورية ولكنهم لم يحرزوا أي تقدم رغم القتال المستمر على مدار أشهر.

وتواجه المعارضة المسلحة بعض الانتقادات بل وصل الأمر إلى النفور منها من جانب سكان المدينة وذلك بعد أن زاد عدد الجهاديين المتطرفين بشكل ملحوظ في صفوف الجيش السوري الحر وهو ما ينبئ بأن هناك معركة طويلة سيخوضها مسلحو المعارضة في حلب للسيطرة عليها.

التحرك الروسي الأخير لحل الأزمة يمكن أن يقصر مدة المعركة ويحفظ دماء السوريين ولكن هناك الكثير من السيناريوهات لهذا الحل.

مفاجأة دراماتيكية

وقد يكون أحد السيناريوهات، الذي لا يمكن استبعاده تماما، أن ينتفض قادة الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد إضافة إلى قادة الجيش لإقناعه بأن الوقت قد حان لأن يغادر البلاد حقنا لدماء الطائفة والبلاد كافة.

ومع تزايد الضغط على النظام، فإنه لايمكن استبعاد أي مفاجآت درامية.

فقد يؤدي تغيير النبرة الروسية في الحديث عن الأزمة إلى التأثير بالسلب على النظام الذي اعتاد على سماع النبرات الداعمة له من موسكو.

وإن لم تفقد دمشق وموسكو الأمل بعد، ولكن روسيا قد تجد أنه لا مفر من التدخل لمنع أي نفوذ على سوريا في المستقبل والتخلص من المتطرفين الإسلاميين التي تكن لهم كرها شديدا.

وقد تلعب موسكو دورا أكبر في عملية الانتقال السلمي للسلطة وإقناع بشار الأسد بأن وقت الرحيل قد حان، رغم رفضها لهذه الخطوة منذ فترة طويلة.

خطوة مثل هذه ستكون مقيدة باعتبارات استراتيجية لروسيا ولكن لا توجد ضمانات لأن تنجح موسكو في إقناع الأسد بالرحيل.

الصراع في سوريا استغرق عامين ليصل إلى هذه المرحلة الفاصلة، ولكن إلى متي يمكن انتظار ايجاد حل لهذه الأزمة؟ وماذا سينتج عن انتهائها؟ استقرار أم دخول البلاد في صراع جديد؟.

BBC © 2012

الأمم المتحدة تسعى لجمع 1.5 مليار دولار لمواجهة الأزمة السورية

جنيف (رويترز) – ناشدت الأمم الأمم المتحدة المجتمع الدولي يوم الأربعاء توفير تمويل بقيمة 1.5 مليار دولار لتقديم مساعدات ضرورية للسوريين الذين قالت إنهم يواجهون وضعا إنسانيا “آخذ في التدهور بشدة”.

وقالت المنظمة الدولية في بيان إن دعوتها لتقديم 519.6 مليون دولار لمساعدة السوريين داخل بلادهم ومليار دولار أخرى لتلبية احتياجات ما يصل إلى مليون لاجيء سوري في خمس دول تشكل “أكبر مناشدة لتقديم مساعدات إنسانية في المدى القصير على الإطلاق”.

وقال رضوان نويصر المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة والذي دعا في جنيف إلى جمع هذه الاموال “حجم هذه الأزمة الإنسانية لا يمكن التشكيك فيه.”

وفي داخل سوريا تستهدف هيئات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة مساعدة أربعة ملايين شخص في حاجة إلى مساعدة إنسانية عاجلة منهم ما يقدر بنحو مليوني نازح.

وقالت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة إنه تم تسجيل أكثر من 525 ألف لاجيء سوري بالفعل وإن أحدث تقدير يشير إلى أن ما يصل إلى مليون لاجيء في خمس دول -تشمل مصر للمرة الأولى- سيحتاجون المساعدة خلال النصف الأول من عام 2013.

وقال بانوس مومتزيس مبعوث مفوضية اللاجئين بالمنطقة “ما لم تتوفر هذه الأموال سريعا لن نتمكن من تلبية الاحتياجات الأساسية للمدنيين الذين يفرون من سوريا على مدار الساعة وكثير منهم في حالة بائسة حقا.”

(إعداد دينا عفيفي للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى