أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 25 أذار 2014

قوات المعارضة السورية تصل إلى الساحل

 لندن، الرياض، دمشق – «الحياة»، أ ف ب –

فوجئ النظام السوري بمكاسب المعارضة السورية في ريف اللاذقية، بدءاً بسيطرتها على معبر كسب الحدودي مع تركيا وتقدمها في المنطقة ومقتل قسائد الميلشيات الموالية للنظام هلال الأسد، وانتهاء ببث صور لمعارضين في بلدة تطل على البحر المتوسط. (للمزيد)

وفي وقت شنت قوات النظام غارات جوية عنيفة في محاولة واضحة لمنع تقدم مقاتلي المعارضة نحو الساحل السوري، بث ناشطون بعد ظهر أمس صوراً لوصول الثوار إلى الساحل، في تطور هو الأول من نوعه منذ بدء الثورة عام 2011. وإذ كان وصولهم إلى البحر المتوسط يعني أنه بات بإمكانهم الحصول مباشرة على مساعدات من دون الحاجة إلى نقلها عبر الأراضي التركية، فإن هذا الأمر يبقى نظرياً غير ممكن التطبيق، إلا إذا فرض الأتراك أو الدول الغربية الداعمة للمعارضة «منطقة عازلة» تمنع النظام من الاقتراب منها، وهو أمر ليس مؤكداً حصوله في الظروف الحالية.

في غضون ذلك، اطلع مجلس الوزراء السعودي برئاسة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، على تقرير لجنة تقصي الحقائق الدولية المستقلة المعنية بسورية، وعبّر عن بالغ القلق لما يعانيه اللاجئون السوريون، إذ أظهرت التقارير الدولية تفاقم المعاناة وحجم الكارثة التي يعيشها السوريون، خصوصاً الأطفال والنساء، مجدداً التأكيد على ضرورة محاسبة مرتكبي الجرائم الإنسانية وجرائم الحرب وتقديمهم إلى العدالة، وفق ما أوردت وكالة الأنباء السعودية.

وذكرت وكالة «فرانس برس» أن مقاتلي المعارضة السورية حققوا «مكسباً على الأرض» في محافظة اللاذقية بسيطرتهم أمس على بلدة كسب ومعبرها الحدودي مع تركيا، ما يعني أنه لم يتبق سوى معبر حدودي واحد مع تركيا تحت سيطرة قوات النظام هو معبر القامشلي في محافظة الحسكة (شمال شرق). ويُطلق معارضون على الهجوم الحالي للثوار في ريف اللاذقية «معركة الأنفال» أو «معركة الساحل»، ويشارك في الهجوم مقاتلون من جماعات عدة بينها «جبهة النصرة».

وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن لـ «فرانس برس»: «وصل مقاتلو الكتائب المعارضة إلى الساحة الرئيسية في بلدة كسب التي سيطروا على معظمها، ولا تزال المعارك جارية على أطرافها». وتسببت المعركة في محيط كسب التي توسعت إلى قرى مجاورة أيضاً، بمقتل حوالى 130 عنصراً في الجانبين المقاتلين السبت والأحد فقط.

وقصف الطيران الحربي السوري فجر الإثنين معبر كسب، كما نفذ غارات على مناطق في محيط كسب وبلدة سلمى وجبل التركمان المجاورين.

وقال الناشط عمر الجبلاوي من منطقة اللاذقية لـ «فرانس برس» في اتصال هاتفي، إن «معبر كسب الحدودي وحوالى 90 في المئة من البلدة» تحت سيطرة المعارضة، مشيراً إلى أن المعركة انتقلت الى محيطها. وقال إن النظام «يحاول جاهداً منع تقدم الثوار إلى البحر».

لكن مواقع معارضة أكدت بعد الظهر وصول الثوار إلى الساحل وتحديداً إلى قرية السمرا الواقعة على خليج رائع في المتوسط، وهي تحد تماماً لواء إسكندرون التابع لتركيا.

وفي المقابل، روّجت مواقع مؤيدة للنظام معلومات عن توجه أرتال من قوات الجيش لشن هجوم معاكس لطرد مقاتلي المعارضة من كسب ومحيطها في ريف اللاذقية، ونقلت قناة «سما» عن الشيخ موفق غزال الذي تم تعريفه بوصفه «نائب قائد المقاومة السورية»، إن الجيش النظامي «اتخذ قراراً بالحسم السريع في معارك ريف اللاذقية و (معبر) كسب يتحرر بمدة أقصاها 48 ساعة من الآن».

تقدم مقاتلي المعارضة في اللاذقية… وغارات لمنعهم من وصول البحر

«الحياة»، أ ف ب –

حقق مقاتلو المعارضة السورية مكسباً على الأرض في محافظة اللاذقية التي تعتبر معقلاً لنظام الرئيس السوري بشار الأسد بسيطرتهم أمس الإثنين على بلدة كسب ومعبرها الحدودي مع تركيا، وذلك غداة إسقاط تركيا طائرة حربية سورية كانت تشارك في معارك كسب.

وبالسيطرة على معبر كسب، لم يتبقَّ سوى معبر حدودي واحد مع تركيا تحت سيطرة قوات النظام هو معبر القامشلي في محـــافظة الحسكة (شمال شرقي سورية) المقفل من جانب السلطات التركية التي تعتمد موقفاً مناهضاً لنظام الأسد منذ بدء الأزمة في سورية قبل ثلاث سنوات.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان (مقره بريطانيا) في تقرير ميداني عن التطورات في محافظة اللاذقية، بأن «الطيران الحربي نفّذ غارات جوية عدة على مناطق قرب معبر كسب الذي تسيطر عليه جبهة «النصرة» وكتائب إسلامية مقاتلة عدة، ومناطق في بلدتي سلمى وناحية ربيعة، ترافق مع قصف عنيف من جانب القوات النظامية على مناطق في جبل التركمان، ومناطق على طريق اللاذقية – حلب، ما أدى إلى اشتعال النيران في بعض الأحراش بمنطقة قسطل معاف، في حين تستمر الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني و (المقاومة السورية لتحرير لواء اسكندرون) من جهة ومقاتلي جبهة «النصرة» وكتائب إسلامية مقاتلة عدة من جهة أخرى في جبل شالما وطريق السمرا وبلدة كسب وسط إحراق القوات النظامية أحراشاً عدة في المنطقة».

وتابع: «تبيّن أن الانفجار الذي هز معبر كسب ناجم عن انفجار صاروخ من نوع أرض – أرض أطلقته القوات النظامية على منطقة المعبر».

وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس»: «وصل مقاتلو الكتائب المعارضة إلى الساحة الرئيسية في بلدة كسب التي سيطروا على معظمها، ولا تزال المعارك جارية على أطرافها». وأكد «سيطرة مقاتلي الكتائب الكاملة بالتالي» على معبر كسب الذي كانوا دخلوه السبت.

وتسببت المعركة في محيط كسب التي توسعت إلى قرى مجاورة أيضاً، بمقتل حوالى 130 عنصراً في الجانبين المتقاتلين يومي السبت والأحد فقط. وبين القتلى من جـــــهة النظام، قائد جيش الدفاع الوطني هلال الأسد، وهو أحد أقارب الرئيس السوري، والذي قتل مع سبعة عناصر كانوا برفقته.

ونفى مصدر أمني في دمشق، رداً على سؤال لـ «فرانس برس»، سقوط كسب. وقال إن «المعارك مستمرة، والموقف غير واضح». لكن «الحياة» اطلعت على تقارير مصورة وزعها ناشطون على شبكة الإنترنت تُظهر ثواراً داخل كسب حيث تم تدمير تمثال للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، كما كانت تُسمع تكبيرات تهليلاً بالثوار.

لكن شوارع كسب بدت خالية من المواطنين، علماً أن تقارير أفادت بأن الجنود النظاميين كانوا أخلوها من سكانها بعد بدء هجوم المعارضة، انطلاقاً من مناطق حدودية مع تركيا الأسبوع الماضي.

وتشارك في المعارك من جهة المعارضة، وفق «المرصد»، جبهة «النصرة» وكتائب إسلامية عدة.

وذكرت «فرانس برس» أن شريط فيديو تم بثه على موقع «يوتيوب» على الإنترنت يوم الأحد أظهر مسلحين بعضهم ملثم داخل المبنى الرئيسي لمعبر كسب، وقد حمل أحدهم علماً أسود كتب عليه «كتائب أنصار الشام».

وقام آخرون بتحطيم صور للرئيس السوري بشار الأسد والدوس عليها.

وأشار «المرصد» إلى استقدام تعزيزات عسكرية للقوات النظامية إلى المنطقة.

في المقابل، قصفت الكتائب المقاتلة مدينة اللاذقية بصواريخ.

وأعلنت جبهة «النصرة» و «حركة شام الإسلام» و «كتائب أنصار الشام» في 18 آذار (مارس) بدء «معركة الأنفال» في الساحل السوري.

وقال الناشط عمر الجبلاوي من منطقة اللاذقية لـ «فرانس برس» في اتصال هاتفي: «إن معبر كسب الحدودي وحوالى 90 في المئة من البلدة» تحت سيطرة المعارضة، مشيراً إلى أن المعركة انتقلت إلى محيطها.

وقال: «إن النظام يحاول جاهداً منع تقدم الثوار إلى البحر»، معتبراً أن إسقاط تركيا مقاتلة سورية الأحد «يعني أن المقاتلين مدعومون هذه المرة من تركيا وليس كما المرات السابقة».

وأسقطت مقاتلة تركية من طراز إف – 16 الأحد طائرة حربية سورية كانت تشارك في قصف منطقة كسب. وهنأ المسؤولون الأتراك هيئة الأركان على إسقاط الطائرة، وأدرجوه في إطار «حماية الحدود» التركية بعد انتهاك الطائرة هذه الحدود.

في المقابل، اتهمت سورية الأحد جارتها الشمالية بارتكاب «اعتداء سافر يؤكد تورط (رئيس الوزراء التركي رجب طيب) أردوغان في دعم العصابات الإرهابية».

وتتهم دمشق تركيا بالتورط في معركة كسب ومساندة المجموعات المسلحة، مشيرة إلى أن هذه المجموعات دخلت المدينة من الأراضي التركية.

وأشار «المرصد» إلى أن معظم سكان كسب ذات الغالبية الأرمنية، فروا من منازلهم بسبب المعارك.

ووفق الخبير في الشؤون السورية والمختص في علم الجغرافيا الفرنسي فابريس بالانش، تعتبر كسب آخر بلدة أرمنية في الشرق الأوسط. وقد نجت من المجازر التركية عام 1915، على الأرجح بسبب عزلتها. وفي عام 1939، فصلت فرنسا كسب عن إقليم اسكندرون التركي خوفاً من طرد سكانها كما حصل مع سكان المناطق الأرمنية الأخرى.

ويرى بالانش أن مقاتلي المعارضة اجتازوا الحدود التركية ودخلوا كسب من جهتي الغرب والجنوب الشرقي من أجل تطويق البلدة وقطعها عن اللاذقية.

ويأتي هذا التقدم في وقت سجل مقاتلو المعارضة نقاطاً خلال الأيام الماضية في مدينة حلب (شمال) ومحيطها، وفي ريف إدلب (شمال غرب) وفي حماة (وسط).

وأفاد «المرصد» أمس في تقرير ميداني من محافظة ريف دمشق، بأن الطيران المروحي جدّد قصفه بالبراميل المتفجرة على مناطق في مدينة داريا التي تعرضت أحياؤها الجنوبية الغربية لقصف مدفعي. وتابع: «أن الكتائب الإسلامية المقاتلة أسقطت طائرة استطلاع أثناء تصويرها في سماء مدينة داريا». وأشار إلى أن «طائرة حربية قصفت 7 مرات متتالية مناطق في بلدة الرحيبة ومحيطها، ومعلومات عن استشهاد 4 مواطنين بينهم طفل وسيدة».

وفي محافظة دمشق وقع انفجار في ساحة الهدى بحي المزة. وبث ناشطون صوراً تُظهر سيارة تحترق في أحد شوارع هذا الحي الذي يقطن فيه موالون للنظام.

وفي محافظة دير الزور، أشار «المرصد» إلى مقتل عنصر في الكتائب المقاتلة خلال اشتباكات مع «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في منطقة التبني بالريف الغربي لمدينة دير الزور. وذكر «المرصد» أيضاً أنه «عُثر على جثمان فــــتاة في الـ20 من عمرها على أطراف بلدة مراط بريف دير الزور الشرقي مقتولة بطلقتين بالرأس وعليها ورقة كتب فيها: هذا جزاء من يتعامل مع الجيش الوطني».

وفي محافظة حلب، قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في حي مساكن هنانو ومحيط مخيم حندرات، فيما وردت معلومات عن استشهاد رجل وسقوط جرحى نتيجة سقوط قذيفتي هاون على مناطق في حي بستان القصر وسقطت قذائف صاروخية عدة على مناطق في حي الخالدية التي تسيطر القوات النظامية على أجزاء واسعة منه، كما تعرضت منــــاطق على طريق حي الجندول ومنطقة جبلة عرب قرب تلة الشيخ يوسف لقصف من القوات النظامية، وألقى الطيران المروحي برامــــيل متفجرة عدة على مناطق في قرية باشكوي بريف حلب الشمالي، وفق ما أورد «المرصد» الذي أفاد بـ «قصف الــــطيران الحربي منطقتي الشيخ سعيد والفــــردوس في وقت كانت تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني وضباط من «حزب الله» اللبـــناني من جهة، ومقاتلي كتائب إسلامية مقاتلة في منطقة النقارين ما أدى إلى إعطاب دبابة للقوات النــــظامية وخسائر بشرية في صفــــوفها.

كما دارت مواجهات في منطقة الشيخ نجار، في حين قصف الطيران المروحي ببراميل متفجرة أماكن في منطقتي جبل عزان ومحطة عبطين».

وفي محافظة حمص، أعلن «المرصد» وقوع «اشتباكات عنيفة بين مقاتلي جبهة «النصرة» وكتائب إسلامية مقاتلة عدة من جهة، والقوات النظامية من جهة أخرى على أطراف مدينة تدمر ومعلومات عن أسر 16 عنصراً من القوات النظامية».

المرصد: المعارضة السورية تسيطر على قرية ومنفذ بحري في ريف اللاذقية

بيروت ـ أ ف ب

سيطر مقاتلو المعارضة السورية فجر الثلاثاء على قرية السمرا في محافظة اللاذقية ومخفر بحري تابع لها في شمال غرب البلاد، غداة سيطرتهم على بلدة كسب ومعبرها الحدودي مع تركيا، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

ونفى مصدر أمني سوري لـ”فرانس برس” سيطرة المقاتلين على القرية، مشيراً إلى ان القوات النظامية “توجه ضربات قاصمة” لمقاتلي المعارضة.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع “فرانس برس” “سيطر عناصر كتائب اسلامية مقاتلة بينها جبهة النصرة، بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء، على قرية السمرا في ريف اللاذقية، ومخفر حدودي على الشاطىء التابع لها، بعد معارك عنيفة مع القوات النظامية”.

واشار الى تواصل المعارك العنيفة اليوم في في محيط القرية.

وتقع قرية السمرا في منطقة جبلية على مقربة من الحدود التركية، وتمتد حتى ساحل البحر المتوسط.

وقال مصدر أمني سوري لـ”فرانس برس” إن “ان منطقة السمرا عبارة عن واد بين جبلين (…) وهناك ممر يفصل بينهما ولا يوجد مقرات عسكرية فيه”.

وأكد ان “القوات السورية (هي) حاكمة لهذا الممر مئة بالمئة، ولا يمكن السيطرة على المنطقة لان السيطرة هي في يد المتواجد فوق الجبل” في اشارة الى القوات النظامية.

ويشهد ريف اللاذقية الشمالي، وهو عبارة عن مناطق جبلية متداخلة، معارك عنيفة منذ بدء كتائب مقاتلة بينها جبهة النصرة، معارك للسيطرة على نقاط للنظام في هذه المحافظة التي تعد من ابرز معاقله.

واودت المعارك بنحو 170 عنصرا من الطرفين، بحسب المرصد، بينهم قائد قوات الدفاع الوطني في اللاذقية هلال الاسد، احد اقارب الرئيس بشار الاسد.

وسيطر المقاتلون الاثنين على بلدة كسب ومعبرها الحدودي مع تركيا، ويشتبكون مع القوات النظامية في مناطق عدة.

وقال المرصد ان اشتباكات عنيفة تدور منذ فجر اليوم بين النظام والمعارضين “في الجهة الشرقية من بلدة كسب”.

واوضح المصدر الامني السوري ان “الاشتباكات العنيفة لا تزال دائرة ووحدات من الجيش توجه ضربات قاسمة وخسائر في صفوف المجموعات الارهابية المسلحة”.

واشار المرصد الى تواصل المعارك العنيفة “في محيط المرصد 45 (وهي تلة استراتيجية مرتفعة واقعة تحت سيطرة النظام) ومرصد نبع المر (الذي يسيطر عليه المقاتلون)”.

وتستخدم القوات النظامية سلاح الطيران والصواريخ، بحسب المرصد.

من هو هلال الأسد الذي قتل في معركة كسب؟

بيروت ـ “الحياة”

أكدت دمشق الأحد مقتل هلال أنور الأسد قائد قوة الدفاع المدني وأحد أقرباء الرئيس السوري بشار الأسد في المعارك التي تدور في ريف اللاذقية في شمال غرب البلاد.

واعلنت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) الأحد “استشهاد قائد الدفاع الوطني في اللاذقية هلال الأسد خلال اشتباكات كسب”، كما أكد المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض “مقتل هلال الأسد، قائد قوات الدفاع الوطني، وما لا يقل عن سبعة عناصر كانوا برفقته، خلال اشتباكات مع جبهة النصرة والكتائب الإسلامية المقاتلة في مدينة كسب”.

ولا تكمن أهمية هلال الأسد، في كونه أحد أقارب الرئيس، إذ تربطه به صلة قربى إلاّ انه ليس أحد أبناء أعمامه المباشرين، بل في كونه قائد قوات الدفاع الوطني في اللاذقية مسقط رأس الرئيس السوري، التي تعتبر أبرز معاقل النظام والتي بقيت هادئة نسبياً منذ اندلاع النزاع منتصف آذار (مارس 2011).

وهلال الأسد الذي يعتبر شخصية معروفة في البلاد، لعب دوراً في إخماد الثورة في بعض المناطق في الساحل السوري الذي يتحدّر منه بشار الأسد وبقية أركان حكمه، غير أن المسلحين المناهضين للنظام المتحصنين في بعض الأرياف الجبلية لمنطقة الساحل السوري بدأوا يحققون مكاسب فيها.

ويُعتقد على نطاق واسع أن الأسد هو من مؤسسي “قوة الدفاع الوطني” التي أنشأها النظام السوري نهاية العام 2012، كقوة عسكرية موازية للجيش مؤلفة من مدنيين مسلحين لمساعدة قوات النظام على خوض حرب الشوارع على الأرض ضد المجموعات المقاتلة المعارضة.

وتضم هذه التشكيلات التي تعرف أيضاً باسم “جيش الدفاع الوطني” اللجان الشعبية الموالية للنظام التي نشأت مع تطور النزاع الى العسكرة، بهدف حماية الأحياء من هجمات المقاتلين المعارضين حيث كان عناصرها مزودين بأسلحة بيضاء وخفيفة، قبل أن تتحوّل إلى جيش من المدنيين لديه هيكلية جديدة ويخضع عناصره للتدريب.

وتعتبر هذه القوات عنصراً أساسياً في النجاحات التي حققها النظام أخيراً في القتال على الأرض. وتقول تقارير إن عناصر هذه القوات تلقوا تدريبات على يد إيرانيين في سورية وإيران.

وشغل هلال الأسد منصب رئيس الشرطة العسكرية في الفرقة الرابعة سابقاً ثم عيّن مديراً لمؤسسة الإسكان العسكرية في اللاذقية قبل أن يتولى قيادة قوات الدفاع الوطني في محافظة اللاذقية.

وتبنّى “جيش الإسلام” وهو مجموعة تضم سبع مجموعات إسلامية مقاتلة، المسؤولية عن قتل هلال الأسد وقالت الجماعة إنها شنت هجوماً بصاروخي غراد على منزل كان هلال الأسد يعقد فيه اجتماعاً مع أعضاء آخرين في قوة الدفاع الوطني في المدينة.

ومنذ الجمعة، يحاول مقاتلو المعارضة السيطرة على معبر كسب الحدودي في ريف اللاذقية الشمالي، وتقدموا في مبان ونقاط عسكرية، بينما استعاد نظام الرئيس بشار الاسد الاحد بعض النقاط بينها تلة استراتيجية، ما ينذر بتطورات في “معركة الساحل” الذي يعتبر مركز ثقل للنظام.

وأطلقت “جبهة النصرة” و”حركة شام الاسلام” و”كتائب انصار الشام” قبل ايام ما أطلق عليه اسم “معركة الانفال” في الساحل وذلك “لضرب العدو بخطة محكمة في عقر داره”، وانضمت كتائب غير إسلامية أيضاً إلى القتال.

كسب للمعارضة السورية والحرب أمام قمة الكويت

العواصم – الوكالات

نيويورك – علي بردى

في ذروة جديدة من التصعيد في الحرب السورية، تنعقد القمة العربية العادية في الكويت وستكون هذه الحرب في مقدم الملفات المعروضة عليها، وخصوصاً بعدما اعلن الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي ان الظروف الحالية لا تسمح بمعاودة جولات الحوار في جنيف بحثاً عن حل سياسي لأزمة طوت قبل ايام عامها الثالث. واحتلت اخبار الميدان الصدارة مع سيطرة مقاتلي المعارضة السورية على بلدة كسب ومعبرها الذي يربط سوريا بتركيا، فضلاً عن احراز المعارضة ايضاً تقدماً في حلب وادلب وحماه  في ما بدا هجوماً منسقاً بعد سلسلة من المكاسب التي حققها النظام طوال الاشهر الاخيرة توجت بسيطرته الاسبوع الماضي على مدينة يبرود في منطقة القلمون بريف دمشق الشمالي وعلى قلعة الحصن في ريف حمص الغربي بما اتاح لقواته اقفال طرق الامداد من لبنان.

وظهرت في مشاهد مصورة بثها ناشطون، سيارات تنقل مقاتلين في شوارع البلدة المقفرة وهي تمر أمام مبنى البلدية وتمثال محطم للرئيس السابق حافظ الأسد. واسفر هجوم المعارضة المسلحة عن السيطرة على جيب صغير فقط من الأراضي، لكنه جعل الرئيس بشار الأسد في موقف دفاعي وحرمه – على الاقل في الوقت الحاضر- من آخر معبر حدودي من تركيا إلى الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة.

وقال ناشطون إن السلطات أرسلت تعزيزات إلى منطقة كسب لوقف تقدم مقاتلي المعارضة. وأوردت وسائل الاعلام الرسمية ان الجيش وميليشيا قوة الدفاع الوطني يحاصران المسلحين قرب الحدود. وأفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له أن قتالاً ضارياً نشب على الطرف الشرقي لبلدة كسب وفي مناطق اخرى قرب الحدود. وأضاف أن الطائرات الحربية تقصف مواقع المعارضين المسلحين وتشعل حرائق في الغابات وقد ظهر في شريط تلفزيوني دخان يتصاعد من غابات منطقة الحدود.

وغداة اسقاط تركيا مقاتلة سورية، صرّح وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بأنه “يجب ألا يحاول أحد أو يجرؤ على اختبار قوة تركيا… قواعد الاشتباك واضحة وسيكون الرد واضحاً متى انتهك مجالنا الجوي وقد سلمنا هذا الرد”. وأعلنت هيئة الأركان التركية، أن بطاريات الدفاع الجوي السوري تعقّبت طائرة تركية مقاتلة كانت تقوم بدورية عند الحدود المشتركة بين البلدين.

وتعليقاً على الأحداث الأخيرة في شمال سوريا، جاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية أنه من الضروري الامتثال الصارم لبيان جنيف الصادر في 30 حزيران 2012. وقالت الوزارة “أنه وفقا لبيان جنيف، يتعين على كل الأطراف ودول المنطقة المشاركة في مؤتمر جنيف الثاني الذي بدأ في 22 كانون الثاني 2014 بمدينة مونترو السويسرية”. وأضافت “أنه يمكن وقف الصراع المسلح في سوريا فقط من خلال الحوار”.

القمة العربية

في غضون ذلك، أفادت وكالة أنباء الشرق الاوسط “أ ش أ” المصرية أن مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة سينظر اليوم في مشروع قرار رفعه وزراء الخارجية العرب عن الأزمة السورية يدعو مجلس الأمن الى أن يتحمل مسؤولياته ازاء حال الجمود التي اصابت مسار المفاوضات بين وفدي الحكومة والمعارضة في جنيف.

ويطالب مشروع القرار الامين العام للجامعة بمواصلة مشاوراته مع الامين العام للأمم المتحدة والابرهيمي ومختلف الاطراف المعنيين من اجل التوصل الى اقرار تحرك مشترك يفضي الى انجاز الحل السياسي التفاوضي للأزمة السورية واقرار الاتفاق على تشكيل هيئة حاكمة انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة كما نص عليه بيان جنيف 1.

ويؤكد مشروع القرار قرار قمة الدوحة والمجلس الوزاري وما نص عليه في شأن الترحيب باحتلال “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” مقعد سوريا في الجامعة العربية والاعتراف به ممثلا شرعيا للشعب السوري (وهذه الفقرة تحفظت عنها كل من الجزائر والعراق ونأى لبنان بنفسه عن هذين القرارين )، ودعوة الامانة العامة الى مواصلة مشاوراتها مع الائتلاف المعارض في شأن مقعد سوريا في الجامعة وذلك طبقاً لأحكام الميثاق واللوائح الداخلية للمجلس وعرض تلك المشاورات على اجتماع مقبل لوزراء الخارجية.

ونقلت “الوكالة الوطنية للاعلام” اللبنانية عن الإبرهيمي في تصريحات أدلى بها في الكويت قبيل اجتماع القمة العربية أن الأجواء ليست مناسبة في الوقت الراهن للعودة إلى المحادثات.

وكشف مصدر في نيويورك لـ”النهار” أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون كلف الإبرهيمي تمثيله والقاء كلمته أمام القمة العربية التي تستضيفها الكويت اليوم.

وبرر الناطق بإسم الأمم المتحدة فرحان حق غياب بان عن قمة الكويت ببرنامج سفره الى بلدان أخرى. وحتى الأسبوع الماضي لم تكن الدولة المضيفة قد وجهت دعوة الى الابرهيمي للمشاركة في القمة بصفته ممثلاً خاصاً مشتركاً في سوريا، علماً أن علاقته ساءت أخيراً مع جامعة الدول العربية.

على صعيد آخر، اتهم بان كي – مون الحكومة والجماعات المسلحة في سوريا بعرقلة ايصال المساعدات الإنسانية الى الملايين من المحتاجين اليها عبر البلاد، في انتهاك واضح لقرار مجلس الأمن الرقم ٢١٣٩.

ووفقاً لما يتطلبه القرار، أصدر بان تقريراً جاء فيه أن الوضع “لا يزال يمثل تحدياً بالغاً” وأن ايصال المساعدات “لا يزال صعباً للغاية”. وأفاد الأمين العام للأمم المتحدة في خلاصة تقريره الأول عن تنفيذ القرار ٢١٣٩ أن “أكثر من ٩،٣ ملايين شخص في سوريا يحتاجون الى مساعدة انسانية، بينهم ٦,٥ ملايين نازح داخلي”، مضيفاً أن “هناك زهاء ٢,٦ مليونين سعوا الى اللجوء في الدول المجاورة وشمال أفريقيا”، فضلاً عن أن “قرابة ٥٠ في المئة من اللاجئين الفلسطينيين الـ٥٤٠ ألفاً المسجلين في سوريا نزحوا داخل سوريا، مع ما لا يقل عن ٧٠ ألفاً لجأوا الى دول أخرى”. وأكد أن “٥٫٥ ملايين طفل سوري يحتاجون الى مساعدة”.

الإبراهيمي: شروط “جنيف” لم تعد متوافرة

3 جبهات مفتوحة في الشمال السوري!

باتت ثلاث جبهات مفتوحة من جانب فصائل المعارضة السورية المسلحة: فبعد الهجمات على ريف اللاذقية ومدينة حلب من جهتها الغربية يوم الجمعة الماضي، وسّع المسلحون هجومهم في ريف ادلب، ما يشير بوضوح الى محاولة استفادة المسلحين من الأمان الخلفي الذي تمثله الحدود التركية في مناطق الشمال السوري، في مسعى على ما يبدو لإخراجه من سيطرة دمشق، بالاستفادة من خطود الإمداد السهلة عبر أراضي تركيا غداة انخراطها الواضح في العدوان على سوريا من خلال إسقاط مقاتلة جوية سورية قبل يومين، وتوفير غطاء ناري للمسلحين في هجومهم الكبير على بلدة كسب الحدودية.

ولا يزال الوضع الميداني في كسب مبهماً مع أنباء عن استقدام تعزيزات عسكرية سورية كبيرة الى المنطقة لمواجهة التغلغل المحدود الذي قام به مسلحون من مجموعة تنظيمات “جهادية” منذ يوم الجمعة الماضي، بعد أيام على السقوط المدوّي لمسلحي المعارضة في معارك القلمون وريف حمص، على الحدود مع لبنان، ما أتاح للجيش السوري تعزيز أمن ترابط المناطق من العاصمة دمشق وصولا الى الساحل السوري.

وتقع جميع مناطق الهجمات الجديدة للمسلحين في شمال سوريا القريبة من الحدود التركية. وجاء اشتعال هذه الجبهات بعد انتهاء مفاوضات “جنيف 2″ بين السلطات السورية و”الائتلاف الوطني” في 10 شباط الماضي، وعشية القمة العربية التي تنعقد اليوم في الكويت. وقد استبعد المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي استئناف مفاوضات جنيف قريباً. وأعلن، في الكويت أمس، أن “العودة إلى جنيف في الوقت الحاضر ليست واردة لان شروطها غير متوافرة”. وقال، ردا على سؤال عما إذا سيزور دمشق قريبا، “خلاص كفاية”.

وكان من اللافت أن الهجمات على مدينة حلب وبلدة كسب، وهما على جبهتين متباعدتين، جاءت في وقت متزامن.

وعلى جبهة كسب، سجل المهاجمون تقدماً، حيث سيطروا على المعبر الحدودي مع تركيا، فيما لا يزال الوضع العسكري في البلدة ضبابياً، مع عمليات كر وفر بين المسلحين والقوات السورية مدعومة بمقاتلين من قوات الدفاع الوطني. وقال مصدر أمني في دمشق، لوكالة “فرانس برس”، “المعارك مستمرة، والموقف غير واضح”، فيما كان الطيران الحربي يشن غارات على مناطق في محيط كسب وبلدة سلمى وجبل التركمان المجاورين. وأكد مصدر من قوات الدفاع الوطني أن تعزيزات كبيرة خرجت من اللاذقية وريفها نحو جبهة كسب.

وفي تطور لافت، توقف سلاح المدفعية التركي، الذي كان يغطي تحركات المسلحين، كما عاودت الطائرات الحربية السورية مهاجمة معاقل المسلحين، بعد يوم واحد من إسقاط تركيا طائرة حربية سورية. ورغم تكرر الغارات السورية على المناطق الحدودية مع تركيا، لم يسجل أية ردة فعل من الجانب التركي، فيما يبدو أن قوى دولية تدخلت للضغط على الجانب التركي، الذي أوقف مدفعيته أيضاً.

وفي حلب، سجل المسلحون تقدماً ملحوظاً في منطقة الليرمون، حيث تمكنوا من السيطرة على عدة مبان قريبة من مبنى الاستخبارات الجوية، الذي بات يشكل أول خط دفاع عن مدينة حلب من خاصرتها الغربية، فيما استقدم الجيش السوري قوات مؤازرة له، كما تم استقدام قوات من الدفاع الوطني، لصد الهجوم العنيف وتأمين مبنى الاستخبارات الجوية.

وذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، في بيانات، أن القوات السورية “لم تتمكن من استعادة بلدة مورك الواقعة على الطريق بين حماه ومعسكر وادي الضيف في ريف ادلب، والتي سيطر المسلحون عليها قبل ستة أسابيع، ما قطع طريق الإمداد إلى وادي الضيف”. وفي المقابل، فتحت طريق الإمداد للمسلحين في الشمال، حيث واصلوا تقدمهم على هذا الخط، وسيطروا خلال الأيام الماضية على أكثر من 15 حاجزاً إلى شمال بلدة خان شيخون في ريف ادلب. (تفاصيل صفحة…)

وقال رئيس “المجلس العسكري في ادلب التابع لهيئة الأركان في الجيش الحر” العقيد عفيف سليمان إن “النجاح على أرض المعركة يكون من نصيب من يتحكم بطرق الإمداد”. وأضاف “بعد بدء معركة الساحل، سحب الجيش عدداً كبيراً من مقاتليه من ادلب، ما فتح ثغرة استفدنا منها، وبدأنا هجومنا”.

وقال إبراهيم ادلبي، وهو متحدث باسم “ألوية الصاعقة” التي تشارك في معارك كسب، إن من عوامل النجاح “وصول كمية كبيرة من الذخيرة والسلاح من تركيا تتضمن قذائف صاروخية ومضادات للطائرات”. وأضاف “كل الطرق باتت مفتوحة للثوار بين أرياف اللاذقية وادلب وشمال حماه، ما يسهل الإمدادات. هناك مثلث واسع تم تحريره”، معتبرا أن “ما ساهم في تحقيق هذا التقدم هو التنسيق الكامل بين الكتائب المقاتلة، وان القادة الميدانيين الذين يقودون العمليات هم من الأفضل، وهم يعملون معا”.

لافروف وكيري

وأعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في لاهاي، عن أمله ألا يؤثر الوضع في القرم على التعاون مع روسيا بشأن الجهود الدولية لتدمير الأسلحة الكيميائية السورية.

وأشار كيري، خلال زيارته مقر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، إلى أن السوريين تجاوزوا مهلة 15 آذار لتدمير أكثر من 10 منشآت إنتاج وتخزين. وقال “أمامنا بعض التحديات الحقيقية خلال الأسابيع المقبلة. نحن في الولايات المتحدة واثقون من أنه إذا كانت سوريا تريد لتحركت أسرع”. وأضاف “لقد وصلنا في التخلص (من الكيميائي) إلى علامة الخمسين في المئة. وهذا مهم لكن الأهمية الحقيقية ستكون عندما نصل إلى القضاء على كل هذه الأسلحة”.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال لقائه المدير العام للمنظمة أحمد اوزومجو، “نحن على يقين بأنه سيتم التقيد بالموعد، وسيُنقل كل شيء من سوريا حتى منتصف العام” الحالي. وأضاف “نقدر مهنيتكم عاليا، فالعملية السورية تحتاج لمثل هذه المهنية، وأنا سعيد بأن العملية تتقدم تقدماً مرضياً”.

(“السفير”، ا ف ب، ا ب، رويترز)

المسلحون يشعلون جبهات حلب واللاذقية وإدلب

تقدم على عدة محاور.. ومعارك ضارية في كسب

في وقت متزامن، وعلى جبهتين مختلفتين يربط بينهما شمال مفتوح على تركيا، اندلعت معارك عنيفة أريد منها «خلط الأوراق وتحقيق انتصارات سريعة قد تغطي على خسارة يبرود ومنطقة الحصن المفتوحتين على لبنان»، حسب ما يؤكد مصدر معارض.

ويضيف المصدر، لـ«السفير»، «اتبع المهاجمون تكتيك القصف العنيف، والزحف السريع لاحتلال مناطق استراتيجية يمكن من خلالها السيطرة على أكبر قدر ممكن من المناطق، قبل بدء ردة فعل الجيش السوري»، وهو ما حصل على جبهة حلب الغربية (قرب مبنى الاستخبارات الجوية)، وجبهة كسب في ريف اللاذقية الشمالي، والحدودية مع تركيا.

مع حلول يوم الجمعة، بدأ مسلحون ينتمون إلى فصائل «جهادية» و«إسلامية» هجومين عنيفين، يهدف الأول إلى دخول حلب من جهتها الغربية، والوصول إلى أحياء المدينة التي تسيطر عليها الحكومة، مستغلين في ذلك انشغال قوات الجيش السوري في المعارك المندلعة شمال حلب وشرقها. كما نفذ المسلحون هجوماً عنيفاً، انطلاقاً من الأراضي التركية، نحو بلدة كسب الحدودية، التي تضم معبراً مهماً نحو الأراضي التركية، لتشتعل الجبهتان في وقت واحد.

وفيما يبدو واضحاً التدخل التركي على جبهة كسب، حيث أكدت مصادر ميدانية أن المدفعية التركية شاركت بتغطية تحركات المهاجمين، كما قامت طائرة حربية تركية بإسقاط طائرة سورية، يؤكد المصدر المعارض أن أنقرة تدخلت أيضا في المعارك الجارية على الجبهة الغربية من حلب، سواء عن طريق تكتيك الهجوم ورسم خطته، أو حتى عن طريق إعداد المقاتلين وتجهيزهم بالأسلحة، موضحا أن الهجوم على حلب بدأ بعدة هجمات تمهيدية استطلاعية، تم عبرها تحديد نقاط الهجوم، إضافة إلى فتح جبهات صغيرة لتشتيت الانتباه في منطقة الراشدين غرب حلب وقرب طريق خناصر جنوب المدينة، فيما تمترس مسلحو «جبهة النصرة» في المدينة الصناعية، التي يسعى الجيش للسيطرة عليها، لضمان استمرار اندلاع المعارك على هذه الجبهة، وتشتيت قوات الجيش السوري.

وفي السياق ذاته، يؤكد مصدر متابع لنشاط «الجهاديين» أن المعركتين تديرهما تركيا مباشرة، عن طريق قياديين شيشانيين، موضحاً أن معركة كسب يقودها القائد العسكري العام للواء «أنصار الشام» أبو موسى الشيشاني ومعركة الليرمون في حلب يقودها قائد «جيش المهاجرين والأنصار» صلاح الدين الشيشاني.

وبالعودة إلى جبهات القتال والأوضاع الميدانية فيها، وعلى جبهة كسب في ريف اللاذقية، سجل المهاجمون تقدماً ملحوظاً في الساعات الأخيرة، حيث تمكنوا من السيطرة على النصف الشمالي لبلدة كسب الممتد نحو الحدود التركية، فيما تمترست اللجان الشعبية وقوات الدفاع الوطني ووحدات الجيش في الجزء الجنوبي من المدينة، لتصبح منطقة وسط البلدة ساحة قتال، فيما استمرت محاولات الفصائل المهاجمة التقدم نحو النقطة 45 الإستراتيجية، والتي تؤدي عملية السيطرة عليها إلى إطباق الحصار على كسب، إلا أن هذه الهجمات لم تصل بعد إلى مرحلة السيطرة على هذه النقطة التي ما زالت بيد الجيش السوري.

وفي محيط بلدة كسب أيضاً، تدور اشتباكات عنيفة قرب نبع المر، وتلة الصخرة، التي لم يسجل سيطرة أي طرف عليها، وسط حالات كر وفر بين وحدات الدفاع الوطني والمسلحين. وانفجرت سيارة قرب الحدود مع تركيا في منطقة كسب، لم يعرف مصدرها بعد، كما لم تعرف الخسائر التي تسبب بها الانفجار.

وفي تطور لافت، توقف سلاح المدفعية التركي، الذي كان يغطي تحركات المسلحين، كما عاودت الطائرات الحربية السورية مهاجمة معاقل المسلحين، بعد يوم واحد من إسقاط تركيا طائرة حربية سورية، تمكن قائدها من النجاة. ورغم تكرار الغارات السورية على المناطق الحدودية مع تركيا، لم يسجل أية ردة فعل من الجانب التركي، فيما يبدو أن قوى دولية تدخلت للضغط على الجانب التركي، الذي أوقف مدفعيته أيضاً.

وأكد مصدر من قوات الدفاع الوطني أن تعزيزات كبيرة خرجت من اللاذقية وريفها نحو جبهة كسب، وذلك عقب مقتل قائد الدفاع الوطني في اللاذقية هلال الأسد، الذي دُفن في مسقط رأسه بمدينة القرداحة، معتبراً أن مقتله سيشكل ردة فعل كبيرة على ساحة المعركة في كسب.

حلب

وفي حلب، سجل المسلحون الذين ينشطون ضمن غرفة عمليات موحدة تضم عدة فصائل أبرزها «جبهة النصرة» و«أحرار الشام»، و«جيش المهاجرين والأنصار»، تقدماً ملحوظاً في منطقة الليرمون، حيث تمكنوا من السيطرة على عدة مبان قريبة من مبنى الاستخبارات الجوية، الذي بات يشكل أول خط دفاع عن مدينة حلب من خاصرتها الغربية، وسط اشتباكات عنيفة يغلب عليها طابع «قتال الشوارع»، تدور رحاها بين المباني الصناعية (سيطر المسلحون على المباني البيض والسود الصناعية فيما تدور معارك عنيفة في المباني الحمر)، فيما استقدم الجيش السوري قوات مؤازرة له، كما تم استقدام قوات من الدفاع الوطني، لصد الهجوم العنيف وتأمين مبنى الاستخبارات الجوية، بالتزامن مع قصف عنيف يستهدف مواقع تمركز المسلحين، آخرها استهداف مقر قيادة العمليات للمهاجمين في مبنى «عزيزة» بصاروخين تسببا بتدميره.

كما شهدت الجبهة الجنوبية من المدينة تحركات للمسلحين، حيث دارت بعض الاشتباكات وتبادل إطلاق القذائف، من دون تسجيل أي تغيير في خريطة السيطرة، حالها كحال منطقة الشيخ سعيد، التي أشيع أن «جبهة النصرة» تمكنت من دخولها والسيطرة عليها، الأمر الذي نفاه مصدر ميداني، موضحا أن هذه الجبهة شهدت محاولات هجوم تصدى الجيش السوري لها، فيما سجل تقدم للجيش وقوات الدفاع الوطني قرب المحطة الحرارية في شرق حلب، حيث أشار مصدر ميداني إلى أن الجيش نصب كميناً لمجموعة مسلحة من 12 عنصراً، قُتلوا جميعاً.

وحول المعارك الدائرة في ريف ادلب، قال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن، لوكالة «فرانس برس»، إن القوات السورية «لم تتمكن من استعادة بلدة مورك الواقعة على الطريق بين حماه ومعسكر وادي الضيف في ريف ادلب، والتي سيطر المسلحون عليها قبل ستة أسابيع، ما قطع طريق الإمداد إلى وادي الضيف»، مشيراً إلى أن الطائرات السورية تلقي المواد الغذائية والتموينية على المعسكر منذ أسابيع.

وفي المقابل، فتحت طريق الإمداد للمسلحين في الشمال، حيث واصلوا تقدمهم على هذا الخط، وسيطروا خلال الأيام الماضية على أكثر من 15 حاجزاً إلى شمال بلدة خان شيخون في ريف ادلب. بذلك، لا يبقى مع القوات السورية في ريف ادلب سوى معسكري وادي الضيف والحامدية المطوقين، وبضعة حواجز، وبلدتي الفوعة وكفريا.

وانفجرت سيارة أمام مسجد في حي المزة في دمشق، من دون وقوع إصابات، فيما سقطت خمس قذائف هاون على ضاحية الأسد في مدخل دمشق الشمالي. واستهدفت المدفعية داريا ودوما ومحيط بلدات الرحيبة ورنكوس في جبال القلمون.

من جهة ثانية، شيّع «الحرس القومي العربي» حسين لطيف (ابو جمال الدرعاوي) وكمال مصطفى (ابو أيمن) إلى مثواهما الأخير في بلدة دنون جنوب دمشق.

وزير لبناني مقرّب من حزب الله ينسحب من قمة الكويت أثناء إلقاء “الجربا” كلمته

الكويت- الأناضول: أعلن وزير لبناني مقرّب من حزب الله وعضو وفد بلاده المشارك بالقمة العربية بالكويت الثلاثاء، أنه انسحب من قاعة المؤتمر أثناء إلقاء أحمد الجربا رئيس الائتلاف السوري المعارض كلمته.

وفي تغريدة له على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، قال علي حسن خليل وزير المال اللبناني “انسحبت من القاعة التي تنعقد فيها القمة العربية أثناء إلقاء الجربا كلمته انسجاماً مع التزاماتي وقناعاتي”.

وخليل هو وزير في حكومة تمام سلام عن كتلة “التنمية والتحرير” النيابية التي يرأسها رئيس المجلس النيابي نبيه بري?‎، والمتحالفة مع كتلة “الوفاء للمقاومة” التي ينتمي لها حزب الله.

ووجه أحمد الجربا رئيس الائتلاف السوري المعارض خلال كلمة ألقاها في افتتاح القمة العربية الـ25 في قصر بيان بالكويت، انتقاداً لحزب الله واصفاً قواته التي تقاتل إلى جانب قوات النظام السوري بـ”المرتزقة”.

وتقاتل قوات حزب الله إلى جانب قوات النظام السوري منذ بداية العام الماضي، وكان لها دور في استعادة النظام سيطرته على مدينتي القصير بريف حمص (وسط) ويبرود بريف دمشق (جنوب).

مقعد بشار الأسد قد يفجر قمة العرب: مجاملات “التمثيل” والكويت طلبت عدم الإحراج.. وجلسة مسائية متشنجة

عمان- القدس العربي- بسام البدارين: عقدت قمة الكويت من حيث المبدأ تحت ضغط عنصرين سياسيين تمثل الأول في المخاوف الكويتية التي برزت مبكرا على هامش إجتماعات التحضير بإحتمالية إنخفاض مستوى التمثيل بقرار سعودي.

والثاني عبر عن نفسه في المخاوف التي إنتشرت مبكرا وإلتقطها بعض الإعلاميين حول إحتمالية حصول “مصادمات” على هامش القمة عند بروز اي محاولة لتفيعل “مصالحات” خصوصا بين دول الخليج المختلفة فيما بينها.

رسائل كويتية مباشرة للسعوديين وصلت في الهامش تطالب بعدم “إحراج الكويت” عبر تقليص التمثيل السعودي مما سينعكس سلبا على مجمل فعاليات التمثيل وتحضيرات القمة.

في اللحظات الأخيرة إستجابت السعودية وإتخذ قرار بان يترأس الوفد السعودي ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز مقابل تفضيل سعودي لتراجع الكويت عن مطمح “تنقية الأجواء” وفقا لقواعد العمل المتبعة في النادي الخليجي والتي تقضي بان لا تحل المنازعات والخصومات الخليجية علنا وفي المؤتمرات.

وافق الكويتيون على مضض حسب المصادر المطلعة على ترتيب أوليات لصالح الخيار السعودي بتجاهل مسألة المصالحة مع قطر ووصلت رسالة لمرافقي العاهل الأردني الملك عبدلله الثاني وهو في لاهاي تفيد بأن عمان ينبغي أن تتوقف عن محاولات التوسط وتهتم بشئونها.

في الأثناء لوحظ بان حالة التخندق التي حضرت فيها للكويت الوفود العربية التحضيرية لا تلائم إصدار بيان ختامي فاوصى وزراء الخارجية- قبل وصول القادة والزعماء- بالإستعاضة عن البيان الختامي بوثيقة تسمى “إعلان الكويت”.

دلل ذلك على أن قمة الكويت عمليا محكومة بقياسات الإخفاق في المستوى الكلاسيكي والتنظيمي قبل بدايتها بسبب تلبد غيوم العرب بالخلافات حيث العلاقات القطرية مع ثلاثة دول خليجية متوترة وسلطنة عمان مختلفة مع بقية دول الخليج في الملف الإيراني وحيث العلاقات سلبية بين السعودية والجزائر من جهة وبين العراق وقطر والسعودية من جانب آخر.

رغم ذلك جازف الكويتيون وتجنبوا خيار “السيناريو التونسي” حسب الأوصاف التي أطلقها الدبلوماسيون في الأروقة مستذكرين قمة تونس الشهيرة التي ألغاها الرئيس المخلوع زين الدين بن علي بسبب الخلافات وإنخفاض مستوى التمثيل.

وبدا واضحا أن الزخم الذي لم يتوقع كثيرون وجوده من القادة العرب خصوصا زعماء ما بعد الربيع العربي “تونس ومصر واليمن” إنطلق على أساس المجاملة فقط لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الذي تحدث في كلمته الإفتتاحية عن ضرورة معالجة الخلافات العربية.

أمير قطر من جانبه سعى في خطابه لإرسال إشارات تتجاهل الخلافات العربية البينية دون أن تعيد او تراجع الموقف السياسي القطري من القضايا الأساسية..لذلك هاجم الأمير تميم بن حمد سياسات مصر والعراق ويرى المراقبون أن ولي العهد السعودي الأمير سلمان رد عليه ضمنيا عندما إمتدح العملية “الإنقلابية” في مصر وإنتقد حركات الإسلام السياسي المتطرفة في تمهيد واضح لما يناقش حول سيناريو التصعيد السعودي ضد الأخوان المسلمين الذي يسعى المصريون لإستنساخه ضمن مقررات القمة العربية.

وفيما غلبت المجاملات على طابع الحضور القيادي لفعاليات القمة تمكينا للمضيف الكويتي ترجم التجاذب والخلاف العربي الداخلي نفسه في جلسة الإفتتتاح مرة عبر تبادل الملاحظات النقدية بغطاء المجاملة الدبلوماسية والعبارات الملغزة في الخطابات الرسمية ومرة عبر الإصرار السعودي الشرس على تسليم مقعد سوريا الشاغر إلى زعيم الإئتلاف المعارض أحمد الجربا.

الوفد الجزائري كان الأكثر نشاطا بالتحالف مع العراق في التصدي لرفض اي محاولة لإستبدال مقعد النظام السوري مطالبا البقاء عند حدود الموقف المتخذ بالخصوص في قمة الدوحة فيما كان رئيس وزراء الأردن الذي ترأس وفد بلاده في الجلسة الإفتتاحية يبلغ صحفيين أردنيين خلف الكواليس بأن الجلسة الإفتتاحية إنشغلت تماما بالخلاف على المقعد السوري.

تقديرات النسور السريعة كانت واضحة ومباشرة وهي تتحدث عن إحتمالية إقتصار القمة العربية على اليوم الاول والإخفاق بالتالي بإصدار بيان ختامي بمستوى التحديات مع إحتمالية مغادرة ولي العهد السعودي للقمة إذا لم تحصل الإستجابة للمسعى السعودي.

معنى ذلك أن الخلاف حول المقعد السوري الشاغر كان أبرز الخلافات التي تم إخفاء خلافات بينية أخرى تحتها وتصفية الحسابات عبرها في الوقت الذي عقدت فيه الجلسه المسائية وسط إنطباعات سلبية بعنوان إحتمالية فشل القمة وإخفاقها او على ابعد تقدير خروجها بدون مصالحات او تفاهمات على المحاور الأساسية والرئيسية.

المعارضة المسلحة تسيطر على المرصد 45 الاستراتيجي بريف اللاذقية

إسطنبول- الأناضول: قال ناشطون سوريون أن المعارضة المسلحة، تمكنت ظهر الثلاثاء من اقتحام المرصد 45 الاستراتيجي بريف اللاذقية الشمالي، والسيطرة عليه بعد أن فجر انتحاري نفسه داخل المرصد.

وقال الناشط الاعلامي محمد الشيخ، إن “انتحاريا قاد عربة مدرعة إلى المرصد، وفجر نفسه فيها، تبع ذلك اقتحام المقاتلين للمرصد، والسيطرة عليه”.

وأكد الشيخ في تصريحات للأناضول، أن “اشتباكات عنيفة سبقت عملية الاقتحام اليوم، منذ الصباح الباكر، خلفت مقتل عدد من المقاتلين، في حين قتل عدد كبير من قوات النظام”. ووصف المرصد 45 بأنه “العمود الفقري للنظام في ريف اللاذقية، وبوابة المعبر البحري”.

من جانب آخر، أكد ناشطون آخرون أن البرج يعتبر استراتيجيا في منقطة “باير بوجاق”، أو ما يعرف بجبل التركمان، ويستخدمه النظام في قصف مختلف البلدات التي تخضع للمعارضة.

وفي نفس السياق أكد الشيخ، أن “فصائل المعارضة تمكنت اليوم أيضا من السيطرة بشكل كامل على قرية السمرة المطلة على البحر المتوسط”، الأمر الذي يعد تطورا استراتيجيا هاماً، لأنها تمنحهم أول موطئ قدم على البحر.

ونشبت حرائق صباح الثلاثاء، جراء قصف قوات النظام أحراش بلدة كسب، وغابات الفرنلق بريف اللاذقية، وذلك في محاولة منها لاستعادة بلدة كسب ومعبرها الحدودي.

وكانت قوات المعارضة السملحة قد سيطرت، قبل أيام، على بلدة كسب السياحية والاستراتيجية، التي تقع على مرتفع في المنطقة الحدودية، وتشرف على قرى وبلدات كثيرة، وذلك ضمن معركة سميت (الأنفال) وبدأت يوم الجمعة الماضي.

من جهة أخرى، أسقطت المقاتلات التركية، الأحد الماضي، طائرة مقاتلة سورية، بعد اختراقها للأجواء التركية من جهة كسب، وفق هيئة الأركان العامة للجيش التركي.

السعودية تتهم المجتمع الدولي بـ”خداع″ المعارضة السورية والأمير سلمان أول مغادري القمة العربية

الكويت- الأناضول- (أ ف ب): غادر ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز الكويت بعد ظهر الثلاثاء بعد أن شارك في الجلسة الافتتاحية لأعمال القمة العربية.

وقالت وكالة الأنباء السعودية إن ولي العهد السعودي غادر دولة الكويت متوجها إلى الرياض بعد أن رأس نيابة عن العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وفد المملكة في مؤتمر القمة العربية في دورته العادية الخامسة والعشرين.

وكان ولي العهد السعودي قد ألقى كلمة غير مجدولة على أعمال الجلسة الافتتاحية للقمة العربية تعهد خلالها بمواصلة “تجريم الإرهاب والتنظيمات المرتبطة به”، داعيا في الوقت نفسه إلى تغيير ميزان القوة في سوريا.

وقال بن عبد العزيز في كلمته “تدين المملكة السعودية، كافة الأعمال الارهابية ايا كان مصدرها، والتنظيمات التي تقف وراءها”، دون أن يسمى تنظيمات محددة.

وتابع: “يجب التصدي لكل المحاولات الهادفة لزعزعة استقرار دول المنطقة‎، وأخذ موقف جماعي موعد من ظاهرة الإرهاب، واتخاذ كافة الاجراءات الكفيلة لمكافحتها”.

وحول الأزمة السورية، قال ولي العهد السعودي إن “المأزق السوري يتطلب تغيير ميزان القوة على الأرض”، معتبرا النظام السوري “نظام جائر يمارس القتل والتنكيل”.‎

واتهم ولي عهد السعودية المجتمع الدولي بـ”خداع″ المعارضة السورية. وقال أمام القادة العرب المشاركين في القمة إن التحديات في سوريا تواجهها “مقاومة مشروعة خدعها المجتمع الدولي وتركها فريسة سائغة لقوى غاشمة حالت دون تحقيق طموحات شعب سوريا”.

وندد الامير سلمان بتحول سوريا الى “ماساة مفتوحة تمارس فيها كل انواع القتل والتدمير على أيدي النظام الجائر، تساهم في ذلك اطراف خارجية وجماعات ارهابية مسلحة من كل حدب وصوب”.

ورأى ان “الخروج من المازق السوري يتطلب تحقيق تغيير ميزان القوى على الارض وتقديم للمعارضة ما تستحقه من دعم باعتبارها الممثل الشرعي للشعب السوري”.

لكنه اكد “اننا نستغرب عدم منح مقعد سوريا في القمة للائتلاف الوطني بعد ان تم منحه هذا الحق” في القمة السابقة التي عقدت في الدوحة العام الماضي.

ودعا ولي عهد السعودية الى “تصحيح هذا الوضع″ عبر اتخاذ قرار من شانه توجيه “رسالة قوية إلى المجتمع الدولي ليغير من تعامله مع الازمة السورية”.

وقال إن الجهود المبذولة “حتى الآن على صعيد التخفيف من المعاناة الإنسانية للسوريين (…) يمكن أن تحقق شيئا من ذلك”.

ويرى مراقبون أن المغادرة المبكرة لولي العهد السعودي للقمة العربية تأتي لقطع الطريق أمام أي محاولات لعقد مصالحة مع قطر بعد أزمة سحب السفراء.

وصافح ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز، أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، لدى وصوله إلى قصر بيان، قبيل انعقاد القمة.

ويعد هذا أول لقاء يجمع بين ولي العهد السعودي، وأمير قطر منذ قيام السعودية والإمارات والبحرين، بسحب سفرائهم من قطر في 5 مارس/ آذار الماضي.

وبدا واضحا محاولات أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح محاولة تنقية الأجواء بين الجانبين، حيث حرص على اصطحاب كل منهما إلى جانبه متوسطا إياهم، متوجهين من القاعة الأميرية لالتقاط صورة تذكارية قبيل انعقاد القمة العربية، وهو يمسك بأيديهما.

وأظهرت لقطات مباشرة بثها تليفزيون الكويت الرسمي تبادل أحاديث ودية وابتسامات بين القادة الثلاثة.

كما تم التقاط الصورة التذكارية للقادة العرب، بينما يقف أمير الكويت، متوسطا كل من أمير قطر وولي العهد السعودي.

إمرأة سورية تقدم على احراق نفسها أمام مكتب للأمم المتحدة بمدينة طرابلس شمال لبنان

بيروت- (يو بي اي): أقدمت إمراة سورية، قبل ظهر الثلاثاء، على إضرام النار في نفسها أمام مقر الأمم المتحدة في مدينة طرابلس شمال لبنان.

ولم تعرف أسباب فعل المرأة السورية التي نقلت الى المستشفى.

وفي حادثة منفصلة، أقدم صاحب محطة للمحروقات في بلدة عانا، في البقاع الغربي شرق لبنان، على إشعال النار في نفسه، احتجاجا على قرار بإخلاء المحطة قام الشرطة اللبنانية بتنفيذه.

 هيومان رايتس′ تدعو مجلس الأمن لفرض حظر تسلح على الحكومة السورية

هلع في اللاذقية خوفاً من انتقام ‘الشبيحة’… وابن عم بشار مصاب

اللاذقية ـ جبل التركمان ـ ‘القدس العربي’ ـ من سليم العمر وسمر مهنا: دعت منظمة ‘هيومان رايتس ووتش’ التي تُعنى بحقوق الانسان، مجلس الأمن لفرض حظر تسلح على الحكومة السورية (حكومة النظام) التي أعلنت طوال السنوات الثلاث الماضية ‘موسم صيد مفتوح على المدنيين’.

ولفت بيان صادر عن المنظمة الدولية حصلت وكالة الأناضول على نسخة منه اليوم، الى أن هناك ‘أدلة دامغة تفيد بأن الجيش وقوات الأمن السورية مسؤولون عن جرائم حرب مستمرة وجرائم ضد الإنسانية بحق الشعب السوري’.

وأوضح البيان أن ‘الشركات والأفراد الذين يواصلون تزويد سوريا أو قوات المعارضة المتورطة في جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية بالسلاح أو الذخيرة أو العتاد يخاطرون بالتواطؤ في تلك الجرائم’.

ودعا البيان مجلس الأمن الدولي لـ’فرض حظر تسلح على الحكومة السورية، علاوة على أية جماعة متورطة في انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان، وإحالة الوضع إلى المحكمة الجنائية الدولية’، معتبرا أنّه من شأن ذلك أن يحد من قدرة الحكومة السورية على شن غارات جوية خاصة اذا اقترن مع ضمان عدم تلقي سوريا لمروحيات جديدة أو صيانة مروحياتها في الخارج.

وتسود مدينتي اللاذقية وجبلة حالة من الخوف والهلع بين أهالي المنطقة من جهة، وحالة من الغضب والنقمة بين الشبيحة من جهة أخرى، وذلك بعد الإعلان عن مقتل قائد الدفاع الوطني في سوريا ‘الشبيحة’ هلال الأسد، وسط شكوك بين مراقبين حول طريقة مقتله.

وقال شاهد عيان لـ’القدس العربي’ إن قوات الدفاع الوطني التي انتشرت في الأحياء ذات الأغلبية السنية من مدينة اللاذقية، أطلقت النار بشكل عشوائي على المنازل بطريقة انتقامية عقب انتشار خبر مقتل هلال الأسد، كما أغلق الأمن منطقة الصليبة والطابيات وتم منع الدخول والخروج إليها ليل الأحد، حيث أطلق أهالي المدينة عدة نداءات لأقربائهم طالبوا فيها بمساعدتهم.

وكانت القنوات التلفزيونية السورية التابعة للنظام، أعلنت مقتل هلال الأسد خلال المعارك الدائرة مع الفصائل المعارضة في كسب شمالي سوريا، إلا أن مراقبين شككوا في طريقة مقتله وراجت فرضيات عن قيام النظام بقتله ليثبت لمؤيديه أن عائلة الأسد تقاتل في الخطوط الأمامية، بعد تململ الطائفة العلوية من عائلة الأسد بسبب ممارسات هلال من خطف وسرقة ونهب، حيث أصبح يمارس التشبيح على المناطق والقرى العلوية، كما غيرها، وبات يطلق عليه بالفترة الأخيرة ‘شبيح الساحل’، كما أن هناك حالة من الغليان في الأوساط العلوية بسبب عدم فعل النظام أي شيء حيال المختطفات العلويات.

وأكد شاهد عيان آخر وهو يقطن في أحد الأحياء ذات الغالبية السنية في اللاذقية لـ’القدس العربي’، أن حالة الغليان زادت بعد سقوط 3 صواريخ غراد أطلقتها قوات المعارضة على مركز المدينة ومقر قيادة الشرطة في شارع 8 آذار وقصر المحافظ.

وتعليقا على القصف، أوضح تجمع ‘نصرة المظلوم’ في بيان صادر عن قائدهم، أن الهدف الرئيسي لقصف مدينة اللاذقية هو ضرب الأماكن التي تنطلق منها تجمعات الشبيحة في قيادة الشرطة ومدرسة جول جمال التي تحولت الى مركز كبير للشبيحة ‘الطائفيين العنصريين’.

وأكد أن قصر المحافظ أيضا تحت مرامي صواريخ المعارضة المسلحة، وأنه تم استهدافه بأحد هذه الصواريخ.

وشاهد أهالي مدينة اللاذقية ابن هلال الأسد ويدعى سليمان وقد أصيب بحالة من الجنون بعد مقتل والده وأخذ يطلق النار يمينا وشمالا على المباني في اللاذقية، قائلا ‘سننتقم من السفلة الإرهابيين’.

وأغلقت المحال التجارية الأحد في المدينة، وتوقفت الحركة المرورية بعد إعلان نبأ مقتل هلال.

وحول ردود الأفعال في حي الرمل الشمالي بمدينة اللاذقية ذات الأغلبية العلوية، قالت ناشطة من المنطقة لـ’القدس العربي’، إن خالتها دخلت إلى متجر صغير وفور إعلان الخبر على التلفزيون الموجود داخل المتجر، أصيب صاحب المتجر بحالة من الإغماء وساد الذهول باقي الحضور.

وبينت الناشطة في حديثها لـ’القدس العربي’ أن الشبيحة خرجوا إلى الشوارع داخل منطقة الرمل الشمالي التي تعد أحد معاقلهم، وكانت معالم الحزن والنقمة تعلو وجوههم، مشيرة إلى أنه على الرغم من أن شخصية هلال الأسد لم تكن محبوبة بالنسبة للعلويين بسبب فساده وتشبيحه، إلا أن خبر مقتله جعلهم يشعرون بالخوف لأنه أحد أفراد عائلة الأسد ورمز من رموزها.

وفي سياق متصل، قال مصدر خاص لـ’القدس العربي’، إن اجتماعا أمنيا عقد ليل الأحد في قصر المحافظ وضم كلا من المحافظ ومعراج أورال أو ‘علي كيالي’ قائد الدفاع الوطني في الساحل السوري وهارون الأسد، موضحا أن هارون الأسد مصاب بجروح طفيفة نتيجة استهداف قصر المحافظ.

وتأتي هذه التطورات في الساحل السوري بعد أن أكملت قوات المعارضة سيطرتها على مدينة كسب الحدودية مع تركيا، وعجز قوات النظام عن استعادتها، حيث فقد النظام عشرات الجنود والآليات الثقيلة التي شملت دبابات ومدرعات في المعركة، بحسب نشطاء.

ولكن الساعات المقبلة ستشهد محاولات عسكرية حثيثة من قبل قوات النظام لاستعادة كسب، حيث وصلت أكثر من عشرين دبابة الى مشارف البلدة قادمة من معسكرات الحرس الجمهوري، ويتوقع أن تدور معارك طاحنة بين الطرفين قد ينجح فيها النظام بتحقيق بعض المكاسب بفضل تفوقه في العتاد بحسب مراقب عسكري مطلع.

 شبيح’ سابق يكشف عن دور رامي مخلوف وماهر الأسد في تسليح الشبيحة

إبراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ عندما علمت سلوى عمور أن صديقها أصبح جزءا من جماعات الشبيحة التي ارتكبت جرائم ومذابح منذ بداية الثورة السورية لم تصدق ما قيل عنه، لكن القصص توالت وظهرت القصة على حقيقتها فقد كان صديق طفولتها فعلا من أعضاء الشبيحة.

وفي مقال نشرته صحيفة ‘دايلي تلغراف’ البريطانية كشفت عمور عن الدور الذي لعبته هذه الميليشيات منذ اندلاع الإنتفاضة في آذار/مارس الماضي وحتى اليوم تحدثت عمور قائلة ‘وصل صديق طفولتي على باب بيتي في دمشق، زجاجة خمر في يده ومبتسما وأخبرني كيف استمتع بصوت طقطقة عظام ضحيته’.وتضيف عندما ‘سمعت شائعات أنه أصبح جزءا من جماعات الشبيحة، الرجل الذي يعذب ويغتصب بدون رادع باسم حماية الرئيس بشار الأسد، لم أصدق ما قالوه، فهو ابن عائلة عاملة طيبة، وعمل والده سائقا حتى يستطيع إرسال أبنائه للمدارس، ونشأنا معا وكان لطيفا وذا أخلاق عالية’.

وتضيف ‘عندما دعوته لزيارة بيتنا وفتحت معه الموضوع حول عمله الجديد على سبيل المزاح، كان رد فعله ‘هؤلاء أولاد الحرام، المعارضة، يريدون شل البلد، ولن أقعد جانبا وأسمح بهذا’.

وبعد هذا بدأت القصص تخرج شيئا فشيئا، ‘ولم يعد الرجل الذي كان جالسا أمامي ذلك العملاق اللطيف الذي لعبت معه في الشارع أو قضينا سهرات عائلية معا عندما كبرنا، لقد تغير’.

وكل ما سمعت منه هو حديثه وبنوع من اللذة عن هجماته التي قام بها ضد السوريين الذين يشتبه بعلاقتهم بالمعارضة أو تعاطفهم معها ‘وجدت اثنين منهم ليلة أمس′ قال، و’قمت أنا وصديقي بضربهما ضربا شديدا، وسمعت طقطقة عظامه، كان مثيرا للفرح’.

وتعلق ‘أي رجل مريض، كيف يتحول شخص مثله كان يتمتع بروح طيبة إلى حيوان سادي يغتصب ويقتل الآخرين؟ ومع استمراره في الحديث وسماعي لقصصه نسيت كل أفكاري عن الإنسانية، فلم أكن أتخيل أن هذا الرجل الذي عانقني بحرارة على الباب كان قاتلا ومغتصبا وجلادا’.

نظام العصابة

وبعد كل هذه القصص المرعبة التي حكاها ‘حاولت أن أصل إلى قلبه الطيب الذي اعتقدت أنه لا يزال ساكنا فيه وسألته ‘لماذا قمت بتعذيبهم؟ لماذا لم تقم بسجنهم أو إرسالهم إلى المحكمة؟ لماذا لجأت إلى العنف؟ فأجابني ببرودة ‘لتلقينهم درسا”.وأضاف ‘عندما يحاول شخص تدمير بلدي فسأدمره’.

وتقول الكاتبة إن صديقها هو علوي، حيث حولت الحرب السوريين ضد بعضهم البعض سنة ومسيحيين وعلويين.’وعندما كنا صغارا لم يكن أحد يلتفت للطائفة’ و’الآن فالإنتماء الوحيد الذي يشعر فيه الناس هو للطائفة’.

وتقول إن نظام الأسد قام بتسليح الشباب العلويين ودفع لهم الرواتب كي يقوموا بالإنضمام إلى جماعات الشبيحة والذين قيل لهم إنهم يقاتلون ليس من أجل حماية الأسد ولكن كل الطائفة.

وهؤلاء الشباب الذين أسكرتهم السلطة والمال والحصانة من العقاب قاموا بارتكاب أبشع المجازر المثيرة للرعب والقرف، وكانوا يتحدثون عن بطولاتهم وعمليات القتل والإغتصاب وكأنها شيء عادي.

وتعلق عمور قائلة ‘الحقيقة المثيرة للحزن أن نظام الأسد قام بغسل دماغ صديقي ودفعه للإنضمام لجماعات الشبيحة، وطلب منه النظام ارتكاب جرائم ضد إخوانه السوريين، وحشى عقله وقلبه بالكراهية وأعطاه السلاح للقيام بهذا’.

وتضيف قائلة ‘هذه ليست حكومة ولكنها عصابة لن تتورع عن فعل شيء للحفاظ على السلطة واستمرار حكم البلاد.

وفي شبيحة سوريا حيث نعثر على الطبيعة اللإ إنسانية السيئة، العالم يراقبهم وهم يطوفون في الشوارع ويرتكبون الجرائم’.

والسؤال الذي تطرحه عمور هو ‘ماذا نفعل من أجل تخفيف معاناة السوريين؟ لماذا فقدنا حسنا الإنساني؟’، وتقول إن ‘الشبيحة في النهاية هم ضحايا حقدهم والسوريين هم ضحايا تردد العالم في مساعدتهم’.

البداية

بدأت جماعات الشبيحة في سوريا، في عهد الرئيس حافظ الأسد والتي استخدمت في قضايا التهريب، سواء المخدرات، الأسلحة والبضائع التجارية التي كان يقوم بها مهربون في منطقة اللاذقية وعبر لبنان، وتطورت هذه لجماعات حفظ النظام.

وكان تقرير للأمم المتحدة صدر عام 2012 قد اتهم فيه الحكومة وجماعات الشبيحة بارتكاب مجازر وقتل 100 مدني في بلدة الحولة.

وينفي المسؤولون السوريون أن يكون لهم ضلع في ممارسات هذه الجماعات التي أصبحت مسلحة وتدعم عمليات الجيش خاصة في القرى والبلدات، واتهمت تقارير حقوق إنسان هذه الجماعات بالدخول إلى القرى وحرق ونهب وقطع رؤوس المتعاطفين مع الثورة واغتصاب الحرائر.

وفي الوقت الذي أشار فيه محققو الأمم المتحدة إلى علاقة بين الشبيحة والجرائم التي ارتكبت خلال الحرب التي اندلعت بشكل سلمي إلا أنها لم تقدم أي أدلة واضحة حول تورط نخبة النظام المسماة بالشبيحة بهذه الجرائم. مع أن شريط فيديو نشر على ‘يوتيوب’ في أيار/مايو عام 2011 أظهر ماهر وهو يطلق الرصاص الحي على متظاهرين سلميين في منطقة البرزة في دمشق، وفي نفس الشهر قرر الإتحاد الأوروبي فرض عقوبات عليه حيث وصف بأنه ‘ المسؤول الرئيسي عن قمع المتظاهرين’.

تسليح الشبيحة

وفي تقرير لصحيفة ‘دايلي تلغراف’ قبل عامين كشف أحد عناصر الشبيحة كيف قام باختطاف طالبة جامعية في جامعة حلب، وكيف قام هو ورئيسه بأخذ الفتاة إلى بناية مهجورة وتعذيبها واغتصابها وعندما انتهيا من الجريمة أطلقا النار عليها ورميا جثتها خارج المدينة. وفي تقرير الصحيفة نفسها تحدثت عن الدور الذي لعباه الثري السوري ورجل الأعمال قريب بشار الأسد، رامي مخلوف، وماهر الأسد شقيق الرئيس السوري وقائد الفرقة الرابعة في تشكيل وتنظيم عصابات الشبيحة كعصابات قتل وجريمة منظمة.وأظهر التقرير أن مخلوف والأسد اعتمدا على المجرمين العتاة ممن حكم عليهم بالإعدام حيث تم إطلاق سراحهم ودفعت لهم رواتب وزودوا بأسلحة وطلب منهم ملاحقة الناشطين والمتعاطفين مع المعارضة وتعذيبهم.

وفي مقابلة مع أحد عناصر الشبيحة الذي فر إلى تركيا ويعيش تحت حراسة مشددة كشف عبدالسلام، وهو اسم مستعار للشخص في لقاء أجري معه شرق تركيا عن اجتماع تم في دمشق حضره مخلوف والأسد وطلبا منه وآخرين، قال إنهم ثمانية العمل على بناء تنظيمات شبيحة في معظم أنحاء البلاد.

وقال عبد السلام إن ماهر الأسد آمن بالحل الأمني منذ البداية واعتقد أنه لو ضرب بيد من حديد لتمت السيطرة على الإنتفاضة ‘وعاد كل متظاهر لبيته’.

ويقول إنه كان على علاقة تجارية مع مخلوف ولعدد من السنين، وشرح كيف خطط مخلوف والأسد لإنشاء جماعات الشبيحة والتي كلف أفرادها بالقيام بـ ‘المهام القذرة’ وإطلاق النار على الناشطين والمتظاهرين العزل.مما يعني أن عبد السلام كان جزءا من مجموعات الشبيحة الأصلية التي كانت عبارة عن مجموعة من المهربين وتجار المواد الممنوعة الذين كانوا يعملون في منطقة العلويين على ساحل اللاذقية.

وحرفت الحكومة الأنظار عن نشاطات هذه المجموعات مقابل حصولها على الولاء والتعاون معهم.وكشف عبد السلام عن الكيفية التي أفرج فيها النظام عن المحكوم عليهم بالإعدام وأجبرهم على الإنضمام للقوة هذه وزودهم بالمال والسلاح ‘كنت واحدا من ثمانية أشخاص دعاهم رامي وماهر في عام 2011′.

مضيفا ‘كانا من وقف وراء عملية الشبيحة، وقدما لنا المال والأسلحة وكل ما نحتاجه’.ويقول العنصر السابق في الميليشيات إن النخبة المقربة من النظام قررت تحويل مجموعات التهريب إلى ميليشيا مسلحة.

ويقول عبد السلام إن ماهر الأسد، قائد الفرقة الرابعة هو الذي قرر تبني الحل الأمني أولا ضد المتظاهرين في درعا مشيرا إلى أن ماهر هو الذي ‘يتحكم بالسلطة اليوم في سوريا ‘.

الأعمال القذرة

ويقول عبد السلام إنه تلقى مكالمة من مخلوف ‘دعيت للقاء في دمشق ترأسه ماهر ورامي’.وأضاف ‘تم إخبارنا عن قلق الحكومة على صورة الجيش أمام الإعلام الدولي إن شوهد وهو يعمل القوة المفرطة، ولا يمكن للجيش أن يظهر وهو يطلق النار على المتظاهرين، وكانت فكرتهما ‘لنرفع أيدينا وننشئ ميليشيا تقوم بالعمل القذر’.

وأضاف ‘ كانا يريدان أن يعينا كل واحد منا مسؤولا عن تنظيم للشبيحة في مناطق مختلفة من البلاد، وكانا يعتقدان أنهما قادران على تخويف المعارضة ودفعها للإستسلام’.

ويؤكد عبد السلام أن أفراد الشبيحة تلقوا ‘أوامر واضحة’، وهي قتل المتظاهرين أي ‘طلبوا منا قتل المتظاهرين، مسلحين أو عزل وتعذيب من نقبض عليهم’.

وحول كيفية تجنيد عناصر الشبيحة، كشف عبد السلام أن ماهر اقترح إمكانية إطلاق سراح معتقلين من سجون حمص وطرطوس، معظهم من العلويين الذين كانوا ينتظرون تنفيذ أحكام إعدام عليهم، حيث تم الإفراج عنهم فيما بعد ودفع رواتب لهم ‘ولم يكن أمامهم أي خيار إلا الإنضمام إلى الشبيحة’.

ولم تتأكد الصحيفة من صحة ما قاله عبد السلام إلا أن ما قدم إليه من أوراق تلقاها من مصدر موثوق على علاقة بمخلوف وفيها تطمينات يبدو أنها صحيحة.كما وتم التأكد بشكل مستقل من المعلومات التي تحدث عنها والمتعلقة بقواعد الشبيحة في حلب وأسمائهم. ويقول عبدالسلام إن الميليشيات تطورت لاحقا من مجموعة قليلة كان أفرادها يرتدون الزي المدني إلى عصابات تقوم بمداهمة القرى والمدن وتلقي القبض على كل شخص يعارض نظام الأسد. وتم تزويد أفرادها بالسلاح وقيل لهم إنه يمكنهم عمل ما يريدون. وتحدث عما شاهده في مركز للشبيحة في حلب. ففي بداية عام 2012 زار صديق له اسمه علي قسق، الذي أصبح رئيس الشبيحة في شمال حلب حيث ذهب معه إلى مركز قيادته والذي كان عبارة عن مركز رياضي في حي السليماني تم تحويله إلى مركز عمليات يقيم فيه مئات من عناصر الشبيحة.

وإليه كان يتم إحضار الضحايا للتعذيب، ويصف عبد السلام ما حدث ‘شعرت بالقرف مما شاهدت’، ‘ورأيت علي قسق وصديقا له وهما يعذبان صبيا لا يتجاوز عمره عن الـ 15 عاما’.

و’كانا يحملان علبة بيرة في يد وسكينا في يد أخرى، وبطريقة سادية وبطيئة قاما بطعن الصبي الذي كان مقيدا، وكانا يضحكان كلما صرخ من الألم’. ويقول عبد السلام إن أصغر عنصر في الشبيحة كان عمره 16 عاما، وفي هذا العمر تعلم كيفية التعذيب باستخدام السكين والضرب بالعصي والأسلاك الكهربائية.

وعندما يموت ضحية من ضحايا التعذيب يتم رمي الجثث في النهر الذي لا يبعد سوى 27 مترا.

ويشير إلى أن قسق وغيره من قادة الشبيحة كانوا يسافرون كل 6 أشهر إلى دمشق كي يقدموا تقارير عن أعمالهم وما قاموا به من اغتيالات ‘لقادة عشائر ومشايخ ممن انتقدوا وتحدثوا ضد النظام’.

ولأن قسق بالغ كثيرا في التعذيب فقد قرر عبد السلام إرسال رجاله لاختطافه لكن ألقي القبض عليهم وعذبوا، واكتشف قسق ‘أنني كنت وراء العملية وعندها عرفت أنه صار واجبا علي مغادرة سوريا’.

فصائل المعارضة تحقق أكبر تقدم شمال حلب منذ عام وتضيّق الخناق على المخابرات الجوية

ياسين رائد الحلبي

ريف حلب الشمالي ـ عندان ـ ‘القدس العربي’ سيطرت فصائل مقاتلة على المدخل الشمالي لمدينة حلب وذلك بعد السيطرة على دوار الليرمون، حيث أصبحت الفصائل على مشارف فرع المخابرات الجوية في أكبر تقدم لها على هذه الجبهة منذ نحو عام .

وقال أحد قادة الكتائب في حركة أحرار الشام صلاح عبد السلام لـ’القدس العربي’، إن ‘تقدم الثوار لايزال مستمراً بعد الهدوء لعام كامل على هذه الجبهة’، مشيرا إلى أن تحرك الفصائل في شمال المدينة سيخفف عبئا كبيرا على الجبهات الشرقية لحلب في الشيخ نجار.

القيادي صلاح أوكما يناديه المقاتلون في جبهة الليرمون ‘ابو صطيف’ كان مصاباً حين أجرينا معه اللقاء بكسر أحدثته شظية قذيفة مدفعية اخترقت عظام الفخذ، وعلى الرغم من إصابته حدثنا مبتسما عن الوضع الميداني، قائلا إن أكثر ما يضيق علينا أثناء الإقتحام هو قصف الطيران الحربي والبراميل التي تسقط علينا بشكل كثيف وسط قصف الدبابات والمدفعية.

يتألم القائد الميداني من إصابته لكنه يتابع ‘طالبنا منذ بداية هذه الثورة أن يتم تزوينا بمضاد للطائرات حتى نحمي المدنيين فقط، ونرفع الظلم عن أهلنا الذين ينتقم منهم النظام مع كل تقدم على الجبهات بقصفهم بالبراميل’.

كما يوضح صلاح عبد السلام أن الثوار سيطروا على مباني عدة في الليرمون وهي الصالات الصناعية التي تعتبر أكبر تجمع للشبيحة وعناصر النظام في شمال حلب، وتتمركز فيها ميليشيات طائفية من العراق ولبنان.

بدوره، قال الناشط الإعلامي عبد الله غنام الذي يقوم بتغطية تحركات الفصائل المعارضة في حي الليرمون، ‘اليوم وبعد هدوء عام كامل على جبهة الليرمون يعود المجاهدون إلى همتهم المعهودة’، مشيرا إلى أن ‘الثوار’ قتلوا من النظام في الليرمون خمسين عنصرا كانوا في سيارة.

وبين عبد الله أن حلم الأهالي والثوار منذ عام كان اقتحام فرع المخابرات الجوية والسيطرة عليه لأنها يمثل تاريخ من الإجرام من إعدام المعتقلين وتعذيبهم.

و يبلغ عدد الصالات الصناعية في الليرمون 20 صالة التي تم السيطرة عليها من قبل قوات المعارضة خلال 5 أيام، وبلغت خسائر قوات النظام خلال ذلك التقدم أكثر من 50 عنصراً وتفجير دبابة وبي إم بي بالإضافة إلى السيطرة على ذخائر وأسلحة.

كما سيطرت كتائب المعارضة في منطقة الليرمون على صالة الشرق الأوسط ومبنى سوق الجاز والمصبنة ومبنى ‘الأفتوماشين’، حيث أصبح الثوار على مدخل حلب الشمالي الذي تقع على أطرافه الصالات الصناعية.

وبالتزامن مع اشتباكات الليرمون، إستطاعت الفصائل المعارضة السيطرة على تجمع آخر لقوات النظام في جبل شويحنة شمالي مدينة حلب بالقرب من جمعية الزهراء، وقتل 50 عنصراً من قوات النظام في عملية الإقتحام، حيث تكمن أهمية جبل شويحنة بأنه يطل على كتيبة المدفعية التي لطالما عانى منها الريف الشمالي من قصف يومي ومستمر.

ومن المناطق الأخرى التي سيطرت عليها قوات المعارضة، ضهرة كفر حمرة التي استطاعت من خلالها إجبار النظام على التراجع حتى حدود كتيبة المدفعية الواقعة في جمعية الزهراء.

وتعتبر منطقة الليرمون وجمعية الزهراء مناطق استراتيجية لقوات النظام، فهي من الأحياء الغربية لمدينة حلب، أي أماكن تمركز النظام الرئيسية في الشمال السوري. يذكر أن الفصائل المقاتلة استطاعت في الفترة الأخيرة فتح جبهات أخرى بالإضافة لليرمون وهي حلب القديمة حيث استطاعت السيطرة على القصر العدلي ومبنى قيادة الشرطة جنوب قلعة حلب، بهدف الوصول الى قلعة حلب التي تنطلق منها الفصائل الى معظم مناطق حلب بدءا من منتصف حلب ‘القلعة التاريخية’.

وفي الريف الجنوبي حيث تمت السيطرة على مناطق جديدة في جبهة عزيزة بهدف قطع طرق الإمداد بين حماة وحلب.

هجوم إستراتيجي كبير للجيش السوري بطلب ‘أردني

طارق الفايد

عمان ـ ‘القدس العربي’ أكدت مصادر مطلعة أن قوات النظام السوري تخطط لهجوم استراتيجي واسع النطاق على مناطق تسيطر عليها قوات المعارضة في جنوب سوريا خلال الأسابيع المقبلة.

وجاء هذا في سياق زيارة سرية قام بها مسؤول أمني أردني كبير إلى دمشق مؤخرا لمطالبة النظام بالسيطرة على المناطق المحاذية لبلاده.

وفي رسالة موجهة لأبو محمد الجولاني أمير ‘جبهة النصرة’ قال الخبير في شؤون القاعدة وجبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام المحامي موسى العبداللات ‘تستعد الآن شبيحة النظام السوري وقوات حفظ النظام المساندة للجيش، الذين يتدربون في إيران منذ أكثر من ثلاثة أشهر، للقيام باجتياح مناطق تسيطر عليها جبهة النصرة في جنوب سوريا المحاذية للشريط الحدودي الأردني وهي مناطق درعا وقراها.’

وأكد العبداللات في الرسالة التي خص بها ‘القدس العربي’ أن هناك 20 ألف عسكري مجهزين بالسلاح لاجتياح المناطق الحدودية مع الأردن بمساندة من الطائرات السورية خلال الأسابيع المقبلة، مشيرا إلى أن هذه التطورات جاءت بعد زيارة سرية قام بها مسؤول أمني كبير في استخبارات الأردن إلى دمشق مؤخرا لمطالبة النظام بالسيطرة على المناطق الجنوبية التي أصبحت عبئا كبيرا على بلاده.

وأوضح العبداللات للجولاني أن هذا الهجوم سيكون من خلال عدة محاور برية مساندة من الطيران وهي مناطق جبل الشيخ، وبصرى الشام، والسويداء.

ويتطلب هذا الأمر- يقول العبداللات مخاطبا الجولاني- التوحد تحت راية إسلامية واحدة للمجاهدين والإلتفات عن صغائر الأمور والتأكيد على أن المرجعية هي كتاب الله وسنة رسوله محمد (صلى الله عليه وسلم) وعدم إصدار أي أمر في أي منطقة في الساحة السورية لقتل أي من المقاتلين في إطار جبهة النصرة أو الدولة الإسلامية في العراق والشام، وهذا ينطبق على أمير الدولة أبو بكر البغدادي، وأن لهدم الكعبة حجرا حجرا أهون عند الله من سفك دم مسلم واحد.

دبلوماسي عربي: عدم تسليم مقعد سوريا في القمة للائتلاف المعارض جاء استجابة لطلب هيئة التنسيق الوطنية

الكويت ـ من حمزة تكين: قال مصدر دبلوماسي عربي، امس الاثنين، إن قرار عدم تسليم مقعد سوريا للائتلاف الوطني السوري المعارض في القمة العربية الـ25 التي تنعقد اليوم في الكويت ‘جاء بعد خلافات كبيرة واستجابة لطلب ‘هيئة التنسيق الوطنية’ السورية.

و’هيئة التنسيق الوطنية’ تمثل معارضة الداخل في سوريا، وتتهمها أطياف المعارضة في الخارج بالولاء للنظام خاصة أن بعض أعضائها شاركوا في حكومة النظام الأخيرة بعد اندلاع الأزمة في سوريا آذار/مارس 2011. وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه إن ‘هيئة التنسيق السورية أرسلت خطابا لجامعة الدول العربية، أوضحت فيه أن الائتلاف السوري المعارض لا يمثل المعارضة السورية كلها’.

وأضاف أن الهيئة طالبت الجامعة العربية بعدم تسليمه المقعد، مشيرا إلى أن هذا ما تم الاتفاق عليه في الاجتماعات التحضيرية للقمة.

وشهد اجتماع المندوبين الدائمين لدى الجامعة العربية في الكويت يوم الجمعة الماضي، خلافات حادة حول تسليم مقعد سوريا للائتلاف المعارض خلال اجتماعات القمة وشغل الائتلاف للمقعد الشاغر في الجامعة منذ أكثر من عامين.

وأوضح الدبلوماسي أن الجزائر لعبت دورا بارزا في هذه النقطة ‘حيث قدمت اقتراحًا تبناه العراق ومصر لعدم الإشارة في مشروع القرار إلى مسألة المقعد وتسليمه للائتلاف’، مشيرا الى أن السعودية وقطر أصرتا على ضرورة الإشارة لنقطة مقعد سوريا.

وكان أحمد بن حلي، نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، قال يوم الجمعة الماضي إن مقعد سوريا ‘سيبقى شاغرا’ في القمة، إلا أنه أوضح أن رئيس الائتلاف الوطني أحمد الجربا تمت دعوته لإلقاء كلمة خلال أعمال القمة ‘باعتباره ممثلا شرعيا ومحاورا أساسيا مع جامعة الدول العربية كما أقر ذلك مجلس الجامعة على مستوى القمة وعلى المستوى الوزاري’.

وكان وزراء الخارجية العرب اتخذوا قرارًا في شهر تشرين ثاني/نوفمبر من عام 2011 بتجميد عضوية سوريا، وذلك بسبب ممارسات النظام السوري بحق شعبه. واستطرد المصدر أن مصر لم تقدم اقتراحا لمناقشة ملفات الإرهاب، مشيرا الى أن هذا الملف لم يدرج على جدول أعمال القمة.

ورأى المصدر أن فرص انعقاد ‘مصالحة مصرية ـ قطرية’ ضئيلة جدا بسبب اتساع رقعة الخلاف بين البلدين. وطالب وزير الخارجية المصري نبيل فهمي، خلال مؤتمر صحافي عقده في الكويت، قطر بتغيير جذري في مواقفها السياسية تجاه بلاده.

وتوترت العلاقات بين قطر ومصر بسبب ما تبديه الدوحة من دعم لجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي لها الرئيس المصري المعزول محمد مرسي وأعلنتها الحكومة المصرية جماعة إرهابية في كانون أول/ديسمبر الماضي.

‘وكانت السعودية والإمارات والبحرين’سحبت سفراءها من قطر في 5 آذار/مارس الجاري، وقالت إن الدوحة لم تحترم اتفاقا ينص على عدم تدخل أي دولة في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، بينما قالت الدوحة إن هذا الموقف مرتبط باختلافات بشأن’قضايا خارج نطاق الخليج.(الأناضول)

الجربا يطالب بتسليم مقعد سوريا والسفارات للائتلاف المعارض

إيلاف

طالب رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا، خلال كلمته في القمة العربية في الكويت، بالضغط على المجتمع الدولي لتقديم أسلحة نوعية للمقاتلين المعارضين، وبتسليم مقعد دمشق في الجامعة العربية للائتلاف.

الكويت: قال رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا إن الشعب السوري لا يخوض معركة سوريا فحسب، بل “معركة العرب الكبرى”. ودعا في كلمته في القمة العربية المنعقدة في الكويت إلى تجاوز الخلافات من أجل دعم المعارضة السورية وتسليمها مقعد دمشق بالجامعة وسفاراتها.

وقال الجربا أمام القادة العرب “إن ابقاء مقعد سوريا بينكم فارغاً يبعث برسالة بالغة الوضوح الى (الرئيس بشار) الاسد التي سيترجمها على قاعدة: اقتل اقتل والمقعد ينتظرك بعدما تحسم حربك”.

وكان الائتلاف السوري جلس خلال القمة العربية الماضية في الدوحة في مقعد دمشق، التي علقت عضويتها في تشرين الثاني (نوفمبر) 2011، الا أنه تقرر ابقاء المقعد شاغراً هذه السنة، وقد بررت الامانة العامة للجامعة العربية ذلك بضرورة استكمال الائتلاف خطوات تنفيذية مطلوبة منه.

وقال الجربا إن السوريين يتساءلون اذا كان “الغرب تقاعس عن نصرتنا بالسلاح الحاسم، فما الذي يمنع اشقاءنا عن حسم امرهم حول مقعدنا بينهم”. وقال متوجهًا الى الرؤساء العرب “لم يعد التفرج على حال السوريين من جانبكم مقبولاً ولو للحظة واحدة”.

الى ذلك، دعا الجربا في كلمته الدول العربية الى الضغط على المجتمع الدولي لتقديم اسلحة نوعية للمقاتلين المعارضين، فضلاً عن تكثيف الدعم الانساني ومساعدة اللاجئين السوريين.

وقال الجربا في كلمته: “لا ادعوكم الى اعلان حرب وانما الى دعم قضيتنا وايجاد حل لها”، داعياً بشكل خاص الى “الضغط على المجتمع الدولي من اجل الالتزام بتعهداته حول التسليح النوعي لثوارنا الذين بذلوا ارواحهم من اجل حرية وكرامة السوريين”.

ودعا ايضًا الى “تكثيف الدعم الانساني بكل محتوياته لاخوانكم السوريين في الداخل والشتات”، والى “الاهتمام بأوضاع اللاجئين والمقيمين السوريين في البلدان العربية وخاصة الاردن والعراق ولبنان”.

«هيومان رايتس ووتش» توثق استمرار تحدي الأسد لمجلس الأمن بـ«البراميل المتفجرة»

بان كي مون أشار إلى صعوبة وصول المساعدات وندد بعنف الطرفين المتصارعين

بيروت: «الشرق الأوسط»

قدمت منظمة «هيومان رايتس ووتش»، في تقرير لها، أمس، أدلة جديدة على استهداف النظام السوري 340 موقعا بالبراميل المتفجرة في مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة بحلب، مستندة في ذلك إلى شهادات ومقاطع فيديو وصور التقطت بالأقمار الصناعية، ومطالبة بفرض قرار حظر التسلح على الحكومة السورية. بينما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أن وصول المنظمات الإنسانية إلى السوريين ممن هم بحاجة إلى إغاثة «لا يزال صعبا جدا»، مدينا الغارات التي ينفذها النظام السوري ضد أحياء سكنية.

وحث الأمين العام في تقرير قدمه أمس إلى مجلس الأمن الدولي، الحكومة السورية والمعارضة على اتخاذ مجموعة من الإجراءات لتسهيل إيصال المساعدات، وخصوصا الأدوية، إلى 9.3 ملايين سوري بحاجة إلى مساعدة إنسانية. وجاء في نص التقرير أن المساعدة التي تصل إلى السكان لا تزال ضعيفة جدا وغير كفيلة بتغطية الحاجات الأساسية.

وأدان كي مون الغارات المكثفة لقوات النظام ضد أحياء سكنية، فضلا عن أعمال الترهيب المتبعة في سوريا من قبل مجموعات متشددة «تهدف إلى فرض آيديولوجيات راديكالية في بعض أجزاء البلاد». وأجرى الأمين العام في تقريره تقييما حول مدى تنفيذ القرار رقم 2139 الذي أصدره مجلس الأمن بالإجماع في 22 فبراير (شباط) الماضي، والذي طالب برفع الحصار عن عدة مدن سورية ووقف استخدام «البراميل المتفجرة» ضد المدنيين من قبل القوات الجوية السورية.

ولا ينص القرار، الذي وافقت عليه روسيا بعد مفاوضات، على فرض عقوبات في حال عدم احترام بنوده. ويترك المجال مفتوحا أمام مجلس الأمن للرد على منتهكيه، بالاعتماد على تقرير الأمين العام، ولكن ذلك يتطلب قرارا جديدا صادرا عن المجلس. وفي هذه الحالة، ينتظر دبلوماسيون في مجلس الأمن أن تحول روسيا دون صدور أي قرار يفرض عقوبة على حليفتها سوريا، الأمر الذي فعلته ثلاث مرات منذ بدء الأزمة السورية في مارس (آذار) 2011.

وفي تقريرها، كشفت «هيومان رايتس» عن مقتل ما لا يقل عن 2321 مدنيا جراء الغارات الجوية باستخدام البراميل المتفجرة على حلب بين الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) و21 مارس الحالي، وتهجير الآلاف، وذلك رغم قرار مجلس الأمن المتخذ في 22 فبراير الماضي، الذي طالب الأطراف كافة في سوريا بالتوقف عن الاستخدام العشوائي للأسلحة في المناطق المأهولة، بما في ذلك القصف المدفعي والجوي واستخدام القنابل العنقودية.

وحددت المنظمة ما لا يقل عن 340 موقعا في الأحياء السكنية والتجارية الخاضعة للمعارضة التي تعرضت للدمار بالبراميل بين مطلع نوفمبر 2013 وفبراير الماضي، مشيرة إلى أن هذه القنابل تصنع محليا. وأجمع الشهود الذين أدلوا بشهاداتهم، وهم من اللاجئين الذين هربوا إلى تركيا، على رؤيتهم طائرات مروحية تلقي البراميل، وهذا ما أكدته أيضا المخلفات التي وجدت في بعض مناطق حلب.

ووفق الشهود، فإن المناطق المستهدفة هي سكنية وتجارية وبعيدة عن المواقع العسكرية، مما يدل بحسب تقرير المنظمة، على عشوائية إلقاء هذه القنابل والغارات. وطالبت «هيومان رايتس» مجلس الأمن بفرض حظر للتسلح على الحكومة السورية وأي جماعة متورطة في انتهاكات لحقوق الإنسان في سوريا وإحالتهم إلى محكمة الجنايات الدولية، عادة هذا الحظر، إذا ما طبق، من شأنه أن يحد من قدرة النظام على شن غارات جوية. وفي هذا الإطار، قالت سارة ليا وتسن، المديرة التنفيذية في الشرق الأوسط وشرق أفريقيا: «طوال ثلاث سنوات، أعلنت الحكومة السورية موسم صيد مفتوحا على المدنيين من دون أي رادع أو عواقب، ومن ثم على مجلس الأمن الرد على هذه الاستهانة بقراراته بحظر التسلح لتأكيد أن الانتهاكات تؤدي إلى عقوبات».

هلال الأسد من «مهرب» إلى «رئيس الساحل»

قريب الرئيس السوري المقتول متهم بإقامة معتقل لتعذيب المعارضين وأسس جيشا من «الشبيحة»

بيروت: «الشرق الأوسط»

مثل بقية أفراد عائلة الأسد، استفاد هلال نجل ابن عم الرئيس السوري الحالي بشار الأسد، الذي قتل أول من أمس خلال معارك مع قوات المعارضة في ريف اللاذقية، من أصوله العائلية للحصول على امتيازات مالية جعلته واحدا من أبرز الأثرياء في عائلة الأسد، كما يقول معارضون سوريون.

وتسلم هلال إدارة مؤسسة الإسكان العسكري ما يقارب العشرين سنة بنى خلالها منظومة واسعة من الفساد، بحسب المعارضين، ما ساهم في جعله من أصحاب الثروات الكبرى. خصوصا أن مؤسسة «الإسكان العسكري» تعدّ من أهم المرافق الحكومية في البلاد وتخصص لها الميزانية المالية الأضخم بحكم مهامها في تمويل الجيش السوري وتنفيذ مشاريعه العمرانية.

لم يمتلك هلال الأسد، وفق من كانوا يعرفونه، أي مقومات تجعله مديرا لمؤسسة حكومية هامة باستثناء انتمائه العائلي، وكونه نجل ابن عم الرئيس السوري. إذ أن تحصيله العلمي توقف عند مرحلة المتوسط الثانوي، إضافة إلى أن شخصيته تفتقر لمهارات مزاولة الإدارة، خصوصا أن لديه مشكلة في النطق وغالبا يعاني في التعبير عما يريد قوله.

«كانت طباع هلال أقرب إلى الشبيح منها إلى المدير»، هكذا يقول موظف سابق عاصر مرحلة إدارته لمؤسسة الإسكان. مضيفا لـ«الشرق الأوسط» أنه «كثيرا ما أهان الموظفين لديه بطريقة سوقية وطرد كل من يخالفه الرأي»، باختصار كان «الحاكم بأمره» في المؤسسة. فوظف بعد تسلمه منصبه أشخاصا محسوبين عليه، وسرّح من عداهم، أوقف كل المشاريع، و«حوّل ميزانياتها لحسابه في البنوك الأوروبية، حتى فقدنا القدرة على دفع الرواتب»، كما سرب أحد محاسبي الشركة الحكومية.

قبل وصوله إلى منصبه، سخر هلال الأسد كل جهده في عمليات التهريب التي كانت تنشط في أواسط الثمانيات بين لبنان وسوريا، وتؤكد مصادر متابعة لمسيرته أن «نشاطه في التهريب تجاوز حدود البضائع العادية ليتطور نحو تهريب الآثار والسلاح والمخدرات».

ومع انطلاق الحراك الشعبي ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وقع الاختيار على هلال لتجنيد شبان من الطائفة العلوية يجري استخدامهم لقمع المظاهرات المعارضة واعتقال المشاركين فيها. تفرغ الرجل لهذه المهمة مستقطبا شريحة واسعة من الشباب العاطلين عن العمل الذين يقطنون في الريف العلوي، حيث جرى تخصيص راتب شهري لا يتعدى 200 دولار لكل عنصر ينضم إلى المجموعات المسلحة التي أطلق عليها اسم «جيش الدفاع الوطني».

تسلمه منصبه الجديد كقائد لهذا الجيش، امتلك هلال الأسد نفوذا أمنيا كبيرا أطلق يده في محافظة اللاذقية لممارسة جميع أنواع «التشبيح» ضد السكان المدنيين، كما يشكو معارضون من أهالي المنطقة. فراح عناصره المدججون بالسلاح يجوبون شوارع المدينة بسياراتهم الرباعية لزرع الرعب في نفوس سكانها وتنفيذ عمليات اعتقال ونهب.

تحول جيش «الدفاع الوطني» بزعامة هلال الأسد إلى السلطة الأقوى في اللاذقية لا يخضع لأي قانون أو مرجعية أمنية، ما دفع عناصره إلى خطف عدد من أبناء الأثرياء في المدينة، لا سيما المسيحيين منهم، للحصول على فديات مالية. كما يتهمه المعارضون الذين يقولون: إنه أسس معتقلا في المدينة الرياضية يتبعه شخصيا يُحتجز فيه معارضو النظام ويخضعون لأنواع قاسية من التعذيب.

مع تكريس هذا الواقع، بات مناصرو هلال يطلقون عليه لقب «رئيس الساحل» باعتباره الرجل الأكثر سطوة في المنطقة. وانعكست هذه السلطة المطلقة على نجل هلال الشاب، الذي لم يتجاوز عمره العشرين سنة. فتحول سليمان هلال الأسد إلى كابوس بالنسبة لأهالي اللاذقية يمارس ضدهم أعمال «التشبيح» بشكل يومي فلا يتورع عن إهانة الناس وضربهم وإذلالهم، بما فيهم العلويون، لدرجة أن الشكوى من تصرفاته وصلت إلى الرئيس بشار الأسد نفسه، الذي أصدر أمرا باعتقاله لعدة أيام لامتصاص غضب أبناء طائفته في الساحل، ليعود فيطلق سراح الشاب.

منذ بدء الأزمة في سوريا لم تفقد عائلة الأسد أيا من أفرادها، الأمر الذي أثار استياء وغضبا في أوساط العلويين الذين يفقدون يوميا عددا كبيرا من أبنائهم المجندين في الجيش و«الدفاع الوطني»، حتى راجت بينهم مقولة «عائلة الأسد في القصور وأولادنا في القبور».

وبمقتل هلال الأسد تصبح هذه المقولة أقل تأثيرا، ما دفع بعض الناشطين للقول إن «النظام نفسه قد ضحى بهلال، موحيا للعلويين أن عائلة الأسد أيضا مهددة وليس هم فقط».

وفي كافة الأحوال، فإن مقتل قائد «الدفاع الوطني» في اللاذقية سيترك تداعيات سلبية على المدينة التي تملك حساسية طائفية بحكم انقسامها بين العلويين والسنة، أولى بوادر هذه التداعيات ما فعله أنصار هلال بعد شيوع خبر مقتل قائدهم، إذ اتجهوا نحو الأحياء السنية مطلقين النار عشوائيا على الأبنية السكنية.

المعارضة تستهدف اللاذقية بالصواريخ مع تقدمها في محيط كسب

انفجار عبوة في قلب العاصمة.. وقصف ضاحية الأسد في ريف دمشق بالهاون

بيروت: نذير رضا

قال ناشطون سوريون إن كتائب المعارضة قصفت بصواريخ «غراد» مدينة اللاذقية، مما أسفر عن وقوع ثلاثة قتلى، بموازاة وقوع اشتباكات عنيفة في جبل التركمان، وأخرى في شرق مدينة كسب الحدودية مع تركيا بريف اللاذقية، وذلك بعد سيطرة المعارضة على الجزء الأكبر من البلدة.

وبالتزامن مع التصعيد في منطقة نفوذ النظام السوري في اللاذقية، انفجرت عبوة ناسفة في شارع المزة بدمشق، لم تسفر عن وقوع قتلى. وأفادت الوكالة الرسمية السورية للأنباء (سانا)، بانفجار «عبوة ناسفة زرعها إرهابيون في سيارة مركونة في ساحة بالقرب من جامع الهدى في المزة»، مشيرة إلى أن الانفجار «أدى إلى نشوب حريق، لكنه لم يسفر عن وقوع قتلى». بينما أصيب أربعة مدنيين جراء سقوط قذيفة «هاون» على ضاحية الأسد بريف دمشق.

وتصاعدت وتيرة القتال في ريف اللاذقية، حيث أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل ثلاثة أشخاص، إثر قصف الكتائب المقاتلة صواريخ على مناطق في المدينة. وكانت المنطقة الصناعية الواقعة على أطراف اللاذقية، تعرضت في وقت سابق لقصف بصواريخ «غراد»، أسفرت عن وقوع جرحى، لكنها لم تصل إلى داخل المدينة.

وقال ناشط في اللاذقية لـ«الشرق الأوسط» إن مواقع سيطرة المعارضة في جبلي التركمان والأكراد بريف اللاذقية الشمالي، «تبعد مسافة 20 كيلومترا تقريبا عن مدينة اللاذقية، مما يتيح لها استهدافها بصواريخ (غراد معدلة)»، مشيرا إلى أن المعارضة «لا تزال تحكم سيطرتها على مناطق مرتفعة في منطقة سلمى، ومواقع متقدمة في جبل الأكراد، تسهّل استهداف المدينة».

وأفادت تنسيقية مدينة اللاذقية المعارضة، على صفحتها في «فيسبوك»، باستهداف «المربع الأمني في مدينة اللاذقية، ومناطق أخرى في مدينة جبلة، وإدارة الدفاع الجوي»، مشيرة إلى أن الصواريخ في اللاذقية «سقطت في شارع الثورة»، بينما سقطت صواريخ أخرى قرب حاجز سوق الجمعة، وهي منطقة عسكرية للجيش النظامي.

وأفاد المرصد السوري بسيطرة مقاتلي المعارضة السورية على الجزء الأكبر من مدينة كسب الحدودية مع تركيا في محافظة اللاذقية، «مما يعني أنهم باتوا يتحكمون بشكل تام بمعبر كسب الذي تدور معارك ضارية في محيطه منذ أربعة أيام». وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن الاشتباكات «تدور حول أطراف كسب بعد وصول مقاتلي الكتائب المعارضة إلى الساحة الرئيسة في المدينة»، مشيرا إلى أنهم «سيطروا بالتالي على معبر كسب الذي كانوا دخلوه السبت».

وتسببت المعركة في محيط كسب التي توسعت إلى قرى مجاورة أيضا بمقتل نحو 130 عنصرا في الجانبين المقاتلين، يومي السبت والأحد فقط.

ونفى مصدر أمني في دمشق، سقوط المدينة، قائلا إن «المعارك مستمرة، والموقف غير واضح».

وفيما قال ناشطون إن القوات الحكومية تكبدت خسائر كبيرة أثناء الاشتباكات في برج 45 في جبل التركمان، ذكرت وكالة «سانا» الرسمية السورية للأنباء أن وحدات من القوات الحكومية اعتقلت 12 شخصا من المعارضين، ينتمون إلى «جبهة النصرة» و«كتيبة التركمان»، أثناء محاولتهم التسلل إلى النقطة 45 في ريف اللاذقية الشمالي.

وشاركت في المعركة من جهة المعارضة، بحسب المرصد، جبهة النصرة وكتائب إسلامية عدة. وأشار إلى أن المقاتلين عمدوا إلى تحطيم نصب للرئيس السابق حافظ الأسد في المدينة بعد دخولها. كما أفاد المرصد بمقتل عقيد في الجيش النظامي، خلال الاشتباكات.

وأفاد المرصد باستمرار الاشتباكات في إطار «معركة الأنفال» بين مقاتلي جبهة النصرة وكتائب إسلامية مقاتلة من جهة، والقوات النظامية مدعومة بقوات الدفاع الوطني و«المقاومة السورية لتحرير لواء الإسكندرون بقيادة علي كيالي»، من جهة أخرى، في منطقة نبع المر والجهة الشرقية لبلدة كسب التي تسيطر عليها المعارضة، والشريط الحدودي مع تركيا، وسط قصف للقوات النظامية على مناطق الاشتباك.

وفي إطار معركة «أمهات الشهداء»، قال المرصد إن «اشتباكات عنيفة بين مقاتلي الكتائب المقاتلة من جهة والقوات النظامية، وقوات الدفاع الوطني من جهة أخرى اندلعت في محيط خربة سولاس ومنطقة كوم الحطب»، لافتا إلى أنها «تترافق مع قصف من قبل القوات النظامية».

وأفاد ناشطون بقصف الطيران الحربي السوري، أمس، مناطق في الريف الشمالي لمحافظة اللاذقية بالبراميل المتفجرة، وشمل القصف مناطق في جبل التركمان، بالإضافة إلى مناطق الاشتباك، مما أسفر عن وقوع ثلاثة قتلى من الشرطة، وأربعة قتلى من المدنيين.

في غضون ذلك، سيطرت قوات معارضة تابعة للجبهة الإسلامية وجبهة النصرة على بلدة التبني غرب دير الزور، إضافة إلى الحاجز الأول القريب من منجم الملح، آخر النقاط تحت سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المعروف بـ«داعش» في المنطقة.

وكانت بلدة التبني، التي تقع قرب منجم الملح، شهدت اشتباكات بين تنظيم الدولة الإسلامية وكتائب المعارضة السورية، منذ ما يقارب الشهرين، إذ يهدف الطرفان للسيطرة عليها. كما كانت مصادر معارضة قد بيّنت أن الصعوبة في السيطرة على المنطقة تكمن في الحجم الكبير لكميات السلاح التي يخزنها التنظيم فيها.

 قتلى بقصف على حلب ومعارك باللاذقية

                                            قال مراسل الجزيرة إن 16 شخصا قتلوا في قصف من قوات النظام على أحياء وبلدات بمحافظة حلب، بينما كانت محافظة اللاذقية مسرحا لاشتباكات عنيفة وسط محاولات قوات النظام التقدم لاسترجاع بلدة كسب الحدودية التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة.

وأفاد المراسل بأن من بين قتلى قصف حلب ثمانية أطفال وخمس نساء. واستهدف القصف بـالبراميل المتفجرة أحياء بعيدين والصاخور وبستان القصر والعويجة، إضافة إلى مدن وبلدات عَنَدَان وكَفَرحمرة وحريتان في ريف حلب.

من جهته تحدث موقع سوريا مباشر عن وقوع اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في جبل شويحنة بريف حلب الشمالي، فيما أفاد موقع مسار برس بمقتل ثلاثة عناصر من قوات النظام في اشتباكات مع مقاتلي المعارضة بمحيط قرية عزيزة بريف حلب.

وفي إدلب، قالت شبكة شام إن عائلة كاملة مؤلفة من الأبوين وأربعة أطفال لقيت حتفها جراء إلقاء الطيران المروحي البراميل المتفجرة على مدينة خان شيخون بريف المحافظة.

يذكر أن مدينة خان شيخون تشهد قصفا عنيفا من قبل قوات النظام حيث تعرضت أمس لعدة غارات جوية، وقصف ببرميل من قبل طيران النظام، واستهدفت أيضا بصاروخ أرض-أرض، أدى ذلك لإصابة عدد من سكان المدينة بجروح.

معارك كسب

وفي ريف اللاذقية قال ناشطون إن اشتباكات اندلعت على أطراف بلدة كسب في محاولة من قوات النظام التقدم لاسترجاع البلدة التي دخلتها قوات المعارضة أول أمس.

كما نشبت اشتباكات عنيفة في جبل التركمان قرب كسب حيث استهدف مقاتلو المعارضة مواقع النظام العسكرية، لمحاولة فتح طرق إمداد تربط الساحل بالداخل السوري لإيصال إمدادات عسكرية لكتائب المعارضة التي وصلت وللمرة الأولى إلى شاطئ البحر الأبيض المتوسط.

وأفاد موقع مسار برس بمقتل ثلاثة عناصر من مقاتلي المعارضة في الاشتباكات مع جيش الدفاع الوطني بمحيط مدينة كسب، كما أشار إلى أن كتائب المعارضة تقصف بصواريخ الغراد مدينة القرداحة مسقط رأس الرئيس بشار الأسد.

وتحدث نشطاء عن قصف براجمات الصواريخ وبالسفن الحربية التابعة لقوات النظام على بلدة كسب.

ونشر موقع تابع لمؤيدي النظام على فيسبوك خبرا مفاده أن قوات النظام الموجودة في حمص بدأت تتحرك باتجاه اللاذقية لمؤازرة الجيش النظامي في كسب.

وسيطرت قوات المعارضة السورية على مدينة كسب ومعبرها البري باتجاه الاراضي التركية وذلك بعد معارك استمرت أياما.

محاور أخرى

وفي دمشق أفادت شبكة شام بوقوع اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام على أطراف حي جوبر من جهة منطقة العباسيين، كما أفادت باستهداف الجيش الحر تجمعات قوات النظام على طريق المتحلق الجنوبي من جهة الغوطة الشرقية تزامنا مع اشتباكات في المنطقة.

وتحدث مركز صدى الإعلامي عن سقوط جرحى جراء إلقاء الطيران المروحي لأربعة براميل متفجرة على مدينة الزبداني بريف دمشق.

وفي حمص قالت شبكة شام إن اشتباكات دارت بين الجيش الحر وقوات النظام في مدينة تلبيسة بريف المحافظة، فيما سقط قتلى وجرحى إثر قصف قوات النظام بالهاون مدينة الرستن.

من جهته أفاد موقع مسار برس بأن الجيش الحر قتل خمسة عناصر من قوات النظام ودمر آلية عسكرية أثناء الاشتباكات في محيط مدينة تلبيسة.

أما في حماة فقد نصبت كتائب المعارضة كمينا لقوات النظام في محيط مدينة مورك بريف المحافظة وقتلت تسعة منهم، بينما أعاد الجيش الحر سيطرته على حاجز السمان شمالي مدينة طيبة الإمام بعد أن كان جيش النظام تمركز فيه ظهر أمس، حسب نشطاء.

وفي درعا تعرضت بلدة الغارية الشرقية بريف المحافظة إلى قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة من قبل قوات النظام.

وفي دير الزور تحدث اتحاد التنسيقيات عن مقتل سبعة عناصر لقوات النظام في كمين نصبه لهم الجيش الحر بحي الموظفين.

على صعيد مواز، قال مركز صدى الإعلامي إن الجبهة الإسلامية قتلت 15 عنصرا من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وأسرت 14 آخرين بعد السيطرة على بلدة التبني وعلى حاجزا قرب منجم الملح بريف دير الزور.

وفي الحسكة أفاد موقع مسار برس بمقتل 15 عنصرا من عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي في الاشتباكات مع تنظيم الدولة في رأس العين بريف الحسكة.

مقتل علي ابن عم بشار الأسد قرب الحدود التركية

دبي – قناة الحدث

قالت مصادر خاصة بقناة الحدث إن علي الأسد ابن عم الرئيس السوري بشار الأسد قتل في مدينة كسب الحدودية مع تركيا.

وكانت مصادر إعلامية تحدثت بالأمس عن مقتل هلال الأسد وما لا يقل عن 7 عناصر كانوا برفقته، خلال اشتباكات في بلدة كسب، الواقعة بالقرب من مدينة اللاذقية على الساحل السوري.

وسقط هلال قتيلاً في عملية لمقاتلي المعارضة استهدفوا خلالها المربع الأمني في اللاذقية والمشروع السابع، حيث يقيم مقربون من عائلة الأسد وقيادات الشبيحة.

قريب للأسد يعترف: “أعداؤنا هم السوريون

العربية.نت

على الهواء مباشرة وفي التلفزيون الرسمي، قال أحد أقارب بشار الأسد، بشكل واضح “أعداؤنا هم السوريون”، قبل أن يحاول استعادة الحروف ويعوض الكلمة “السوريون” بـ”الإرهابيين”.

هذا ما قاله عمار الأسد، عضو مجلس الشعب السوري، وأحد أبناء عمومة بشار الأسد، عندما تم الاتصال به للتعليق على مقتل هلال الأسد، زعيم الشبيحة في ريف اللاذقية.

وقال عمار الأسد: نناشد جميع الإخوة في عموم سوريا بالهدوء، لأن أعداءنا هم السوريون.. لأن أعداءنا هم الإرهابيون وكل السوريين إخوة لنا”.

وتفاعلاً مع هذه الزلة القاتلة، حفلت مواقع التواصل الاجتماعي بهذا المقطع الذي يفضح عمار الأسد، وعلق أحدهم قائلاً “كان فرويد يقول إن زلّات اللسان تعبر عن قناعات اللاشعور وتكون صادقة”.

“في سوري رفع راسي وراسك”.. لبنانيون ينبذون العنصرية

دمشق – جفرا بهاء

ما بين لافتة حملتها صبيّة لبنانية “أهلاً بكم في لبنان”، وتصريح أطلقه وزير المغتربين اللبناني جبران باسيل عن اللاجئين السوريين بلبنان “لا مكان لهم بيننا”، ما بين عنصرية لبنانية ولا عنصرية لبنانية اتجاه السوري، تختصر حكاية شعب هرب من بلده خوفاً من القصف والدمار، ونزح لبلد عاش حربه الأهلية لسنوات وعانى من تبعات الطائفية هو الآخر، ولكن ما سمّاها اللبنانيون “العنصرية اللبنانية” طفت على السطح في وجه النازحين السوريين، ليتصدى لها لبنانيون أيضاً ويطلقون “الحملة الداعمة للسوريين بوجه العنصرية”.

يقول السوريون “إن خليت خربت”، وبعد كل التضييق الاجتماعي والمادي الذي يلقاه السوريون في لبنان، أطلق مجموعة من الناشطين والناشطات صفحة على الإنترنت “الحملة الداعمة للسوريين بوجه العنصرية” وصل عدد أعضائها حوالي 6500 بعد 3 أيام فقط من إطلاقها، في 21 مارس/آذار، اليوم العالمي لمكافحة التمييز العنصري.

وفي عرضها لرأي منشئيها كتبت الصفحة: “رفضا لكل محاولات التضييق والعنف التي تطال السوريين، ورفضا لكل الخطابات السياسية العنصرية وما يرافقها من تحريض إعلامي”.

عدا عن اللوحات التي نشرت على الصفحة والتي حملت شعارات باللهجة المحكية اللبنانية، فإن شبابا وفتيات عبّروا عن رأيهم بالوقوف ضد “العنصرية” تجاه السوريين بفيديو طرحوا من خلاله آراءهم حول الوضع اللبناني وعبروا عن ضرورة تحمل حكومتهم مسؤولياتها بدلاً من إرجاع التقصير للاجئ السوري، ويأتي الفيديو ضمن عدة فيديوهات ناقشت وضع اللاجئين السوريين بلبنان، ما بين أشخاص عبّروا عن انزعاجهم الشديد من الوجود السوري، وما بين آخرين عبروا عن تضامنهم مع السوريين وتفهمهم للوضع المأساوي الذي فرض عليهم.

يشارك شباب سوريون بحمل اللافتات المناهضة لأي عنصرية، والمذكرة بأن الشعبين عانا من النظام على حد سواء.

“تعلمنا منكم الكثير في ثلاث سنوات… ع الأقل نرد الجميل بحمايتكم وعائلاتكم من براميل ونيران المجرم. أهلاً وسهلاً بكم في لبنان”، كتبت زينب على لافتتها المتقاطعة مع عبارةٍ، كتبها سلام، جاء فيها: “مرة في سوري رفع راسي وراسك”.

استذكار حرب تموز ونزوح اللبنانيين إلى سوريا واستقبال الأخيرين لجيرانهم وفتح البيوت لهم هو ما عبّرت عنه زينب باللوحة التي كتب عليها: “تعلمنا منكم الكثير في ثلاث سنوات… ع الأقل نرد الجميل بحمايتكم وعائلاتكم من براميل ونيران المجرم. أهلاً وسهلاً بكم في لبنان”، نزيه درويش كتب الجملة الأشهر سوريا بعد الثورة “لأني انسان ماني حيوان.. وهالعالم كلها متلي.. لا للعنصرية”، فعلقت Lamisse Farhat على لوحته: “أرجوكم خلص. مش قادرة اتصور انو في ناس عم تضطر تذكر غيرا انها (مش حيوان). لوين وصلتوا؟ ولك استحوا. السوري فتحلكن بيتو وعطاكم من اكلاتو وكان يطلع راسو من الشباك إذا شاف نمرة سيارة لبنانية ويقلكن (كلنا معكن ويا رب تنتصروا) بحرب تموز. هيك بتردوا الجميل؟.

“مرة في سوري رفع راسي وراسك” رفعها سلام، ولافتة عمر أكدت المعنى ذاته في كرامة السوريين وثورتهم التي رفعت رأس الشعبين: “مرة واحد حمصي انتفض لكرامته قبلي وقبلك”.

شاب سوري John Hamdosh يتابع الصفحة، كتب تعليقاً ليذكر الشعبين بأن ابتلاءهم واحد بالنظام السوري: “صدقاً هذه المبادرة جعلتني أشعر مرة أخرى أن الشعب اللبناني والشعب السوري واحد… فليتذكر بعض الإخوة اللبنانيين أن ما فعله النظام الأسدي بلبنان دمر نسيجها الوطني وساعد طرفا ضد الآخر بشكل طائفي لا علاقة للشعب السوري به وذلك اتضح تدريجياً خلال الأزمة السورية”.

رفعت صبية لافتة مكتوب عليها: “هو هرب من الموت، مش ليموت من الذل عندك.. لا للعنصرية”، ومن ألطف العبارات التي رفعها المشاركون في الحملة: “عزيزي النازح، فيك تعمل “ترافيط” و”حزك مزك” قد ما بدك، على قلبنا أحلى من العسل، بكرا لما يروق الوضع بسوريا جايين نعمل “ترافيك” و”حزك مزك” عندكم”.

الحدود التركية السورية بيد الحر ومعركة الساحل تحتدم

دبي – قناة العربية

تقدم الجيش الحر باتجاه فتح منفذ بحري على المتوسط، بعد أن سيطر بالكامل على الحدود التركية السورية، باستثناء بعض النقاط التي تعمل كتائب الحر على تأمينها في محافظة اللاذقية.

وأكد العقيد مالك الكردي نائب قائد الجيش السوري الحر في اتصال مع “العربية” أن الجيش الحر أصبح أمام نافذة بحرية عرضها 3 كيلومترات على الساحل وأنه يعمل على إحكام سيطرته عليها بالكامل.

وقد وضع التحرك السريع للجيش الحر قوات النظام في موقف محرج دفعها إلى استقدام تعزيزات جديدة من إدلب وأريحا باتجاه اللاذقية.

وأفاد ناشطون قالوا إن النظام قصف براجمات الصواريخ مدينة كسب بريف اللاذقية، فيما قال المركز الإعلامي السوري إن قوات النظام قصفت مناطق الاشتباكات بالسفن الحربية. كما قصفت قوات النظام المتواجدة في مرصد الزوبار قرى الريف بالصواريخ.

هذا وبث ناشطون على مواقع الإنترنت صوراً تظهر كيفية تعامل قوات المعارضة مع أهالي مدينة كسب التي سيطروا عليها.

غارات على حلب وإدلب واشتباكات باللاذقية

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

شن الطيران الحربي السوري الثلاثاء غارات مكثفة على حلب وإدلب وريفهما، بينما تواصلت الاشتباكات في ريف اللاذقية الشمالي بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة.

وألقى مروحيات براميل متفجرة، على المدينة الصناعية في الشيخ نجار بمدينة حلب، وسط قصف جوي وبراميل متفجرة ألقيت على عدد من الأحياء في المدينة، حسب ما ذكر ناشطون.

كما ألقت الطائرات السورية براميل متفجرة على مدينة حريتان في ريف حلب الشمالي. فيما شهدت بلدة عندان انفجارات ضخمة نتيجة تعرضها لقصف صاروخي من القوات الحكومية.

وقال ناشطون، إن اشتباكات اندلعت بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة في مدينة إدلب، بعد أن كانت مقتصرة على ريفها، وسط قصف مدفعي تشنه القوات الحكومية على مناطق الاشتباكات.

وشهدت قرى في ريف إدلب، انفجارات قوية ناتجة عن تعرضها لصواريخ أرض أرض، من القوات الحكومية، إضافة إلى قصف مدفعي حكومي على قرى جبل الزاوية.

إلى ذلك، واصلت القوات الحكومية قصف بلدة كسب الساحلية غرب سوريا التي سيطر عليها مسلحو المعارضة، فيما شهد ريف اللاذقية اشتباكات بين الجانبين في تلك المنطقة الاستراتيجية.

وقال ناشطون معارضون إن بلدتي كسب وسمرا تعرضتا صباح الثلاثاء لقصف جوي مكثف، يرجح أن مصدره زوارق بحرية، تزامنا مع اشتباكات على الأرض في محاولة من القوات الحكومية استعادة السيطرة على البلدتين.

وكان مقاتلون معارضون استولوا خلال اليومين الماضيين على البلدتين بعد سيطرتهم على معبر حدودي مع تركيا في هجوم أعقب سلسلة هزائم لحقت بالمعارضة المسلحة في الجنوب مؤخرا.

تركيا: رادار للدفاع الجوي السوري “يتحرش” بمقاتلة من نوع F16

أنقرة، تركيا (CNN) — قال الجيش التركي إن أجهزة الدفاع الجوي السورية “تحرشت” بإحدى مقاتلاته عبر توجيه رادار صواريخ مضادة للطائرات نحو طائرة تركية من طراز F16 كانت تحلق فوق محافظة هاتاي الحدودية، في تطور يعقب إسقاط أنقرة لمقاتلة سورية قالت إنها اخترقت مجالها الجوي.

وقال بيان صادر عن قيادة الجيش التركي أن الرادار السوري ظل موجها نحو الطائرة لما بين أربع إلى خمس دقائق، مؤكدا أن الرادار يعود لنظام دفاع صاروخي وقد رصد الطائرة التركية خلال وجودها في المجال الجوي لبلادها.

وكانت تركيا قد عقبت على إسقاط الطائرة السورية عبر بيان لوزارة الخارجية في أنقرة اعتبرت فيه أن إسقاط الطائرة السورية جاء بسبب انتهاكها لاتفاقية الحدود بين البلدين لعام 1971، والتي تحظر تحليق المقاتلات العسكرية للبلدين ضمن منطقة تصل إلى خمسة كيلومترات من الحدود.

يشار إلى أن إسقاط الطائرة السورية، وهي من طراز ميغ 23، لم يسفر عن خسائر بشرية، إذ تمكن طيارها من النجاة والهبوط بمظلته داخل الأراضي السورية، وسبق لدمشق أن أسقط طائرة حربية تركية اتهمتها باختراق مجالها الجوي عام 2012، كما سبق لأنقرة إسقاط مروحية سورية قالت إنها اخترقت الحدود بأكثر من كيلومترين.

الجربا يدعو القادة العرب للنفير: نخوض معركة العرب الكبرى لمنع تركيعكم

الكويت (CNN) — قال أحمد الجربا، رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، إن الشعب السوري لا يخوض معركة سوريا فحسب بل “معركة العرب الكبرى” ودعا إلى تجاوز الخلافات العربية من أجل دعم المعارضة السورية وتسليمها مقعد دمشق بالجامعة وسفاراتها، وحض القادة المشاركين بالقمة العربية على إعلان “النفير” لتوفير السلاح.

وقال الجربا، في الكلمة التي ألقاها أمام القمة، إن الرئيس السوري، بشار الأسد “قرأ الفاتحة” على مؤتمر جنيف وقوة المجتمع الدولي بإعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية مضيفا: “تحية سورية وعربية تستصرخ ما نعرفه فيكم من النخوة وحمية العروبة النازفة على تراب سورية، سورية التي تخوض معركتها ومعركتكم الكبرى، بأصغر الأدوات وأضعف الإمكانات، في دمشق ودير الزور والقلمون واللاذقية، حيث يمضي جلادها، مدعوما برعاية إقليمية ودولية، وسط ضعف وهامشية العالم الحر.”

وطالب الجربا القادة العرب بوضع خلافاتهم جانبا لمساعدة السوريين قائلا إن “خلاف الأخوة يتلاشى يوم تستباح الدار”  مضيفا: “الشعب السوري يواجه بالوكالة حربا شرسة تضرب على الركب السورية وغايتها تركيع العرب، انطلاقا من تركيع السوريين.”

وتابع الجربا بالقول: “لا أدعوكم إلى إعلان حرب، وإنما إلى دعم قضيتنا، وإيجاد حل لها، يكفل مصالح شعبنا وبلدنا، ومصالح العرب كلهم، ومن خلالها نريد إعلان نفيركم للدفاع عن الأرض والشعب السوريين.. ونفيركم معنا يتلخص بنقاط ثلاثة: الضغط على المجتمع الدولي من أجل الالتزام بتعهداته حول التسليح النوعي لثوارنا.. تكثيف الدعم الإنساني بكل محتوياته لإخوانكم السوريين في الداخل والشتات.. الاهتمام بأوضاع اللاجئين.”

وانتقد الجربا عدم منح المعارضة السورية مقعد دمشق في القمة قائلا إن هذا القرار “يبعث برسالة بالغة الوضوح إلى الأسد الذي يترجمها على قاعدة اقتل.. والمقعد ينتظرك بعدما تحسم حربك” وطالب بتسليم السفارات السورية في العواصم العربية إلى الائتلاف الوطني.

وتحدث الجربا عن ما جرى في مدينة يبرود التي سيطر عليها الجيش السوري وقوات حزب الله مؤخرا بالقول: “لم يتركوا بيتا إلا دكّوه واستباحوا حرماته، كلكم شاهد الأفلام المسربة التي طغت بشعارات وسلوكيات الحقد الطائفي، كانوا يدخلون القرية دخول التتار، وينثرون فوق جثث الرجال والأطفال وردا وحلوى وزعوها في الضاحية الجنوبية إيذانا بانتصار براميلهم ورصاصهم الغادر.”

وانتقد الجربا ما قال إنه “انحناء الأسد وحليفه نصر الله أمام جبروت إسرائيل واحتفاظهما بحق رد كاذب” على الضربات الإسرائيلية، مشددا على أن الجيش السوري الحر لا يحتاج إلا إلى “قرار عربي جريء، يدعم حقنا ونضالنا ون يشكك، فليسأل قوات الأسد ومرتزقة حزب الله وداعش كيف دحروا من حلب وإدلب إلى قلب الساحل في كسب في يوم واحد.”

وتطرق الجربا إلى المعارك الدائرة في درعا، معتبرا أنها “تزف مع رياح الجنوب بشرى التحرير إلى دمشق الأسير” وختم كلمته بالقول: “ما يحصل في حوران واللاذقية وبقية أنحاء سورية اليوم بعد ثلاث سنوات من الثورة، هو مدرسة وعبرة لكل من خالطه الشك بانتهاء نظام الأسد ولكل متردد نقول احسم أمرك، فقد حسمنا أمرنا، وما النصر إلا صبر ساعة، وهو قريب بمساعدتكم ودعمكم.”

خلافات تهدد القمة العربية.. والكويت تنفي اقتصارها على يوم واحد

الكويت (CNN)- خيمت أجواء جديدة من الخلافات على الجلسة الافتتاحية للدورة الـ25 للقمة العربية، المنعقدة في الكويت، بعد مغادرة أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، القاعة عقب إلقاء كلمته، فيما ترددت أنباء عن إلغاء اليوم الثاني من القمة، الأمر الذي نفته الخارجية الكويتية.

وبعد أن ألقى أمير قطر، الذي كانت بلاده تتولى الرئاسة الدورية للقمة العربية،  كلمته في الجلسة الافتتاحية، وتسليم رئاسة القمة إلى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، انتظر الشيخ تميم حتى انتهى أمير الكويت من إلقاء كلمته، ثم غادر القاعة دون انتظار كلمات باقي المتحدثين.

ولم تتضح أسباب مغادرة أمير قطر الجلسة الافتتاحية، التي سبقتها “مصافحة” بين الشيخ تميم وكل من الرئيس المصري “المؤقت”، عدلي منصور، وولي العهد السعودي، الأمير سلمان بن عبدالعزيز، هي الأولى منذ سحب كل من السعودية والإمارات والبحرين سفرائهم من الدوحة.

في الوقت نفسه، نفى وكيل وزارة الخارجية الكويتية، خالد الجار الله، تصريحات نسبتها إليه بعض وسائل الإعلام، جاء فيها أن القمة ستقتصر على يوم واحد وستختتم أعمالها مساء الثلاثاء، في أعقاب تصريحات سابقة له بأن القمة لن يصدر عنها بيان ختامي، وإنما ستكتفي بإصدار ما أسماه “إعلان الكويت.”

وذكر الجار الله، في تصريحات صحفية على هامش القمة الثلاثاء، أوردتها وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، إن “ما تداولته بعض وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، من تصريح منسوب لي بأن القمة العربية المنعقدة حالياً في دولة الكويت ستختتم أعمالها مساء اليوم، عار عن الصحة.”

وأكد الدبلوماسي الكويتي أن “برنامج القمة ماض كما هو متفق عليه دون أي تغيير”، حيث يتضمن جدول أعمال القمة لليوم الثاني الأربعاء، عقد جلسة عمل ثانية مغلقة، يتم خلالها اعتماد مشروعات القرارات، تليها الجلسة الختامية، التي تتضمن تلاوة “إعلان الكويت”، وكلمة للرئيس المصري، باعتبار أن بلاده ستتسلم رئاسة الدورة الـ26 للقمة، ثم كلمة ختامية لأمير الكويت.

كما يتضمن جدول أعمال اليوم الثاني عقد مؤتمر صحفي ختامي، في الثانية من بعد ظهر الأربعاء، لكل من وزير الخارجية الكويتي، الشيخ صباح الخالد الصباح، والأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي.

الجامعة السورية الحرة..لإنقاذ جيل الشباب الضائع

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — يبدو أن السوري مصعب الجمال هو بمثابة متمرد متواضع .ولكن بمهمة خاصة، إذ يهدف إلى تثقيف الصغار من اللاجئين السوريين، الذين أجبروا على التخلي عن دراستهم بسبب اضطرارهم إلى ترك سوريا.

وقال الجمال إن “الجامعات في سوريا هي في الأساس مثل السجون للطلاب،” مضيفاً أنه يتم إلقاء القبض على أي شخص يعارض النظام. ومن ناحية أخرى، لا تقبل الجامعات خارج البلاد بالطلاب السوريين في كثير من الأحيان، أو لا يتمكن الطلاب من دفع رسوم الدخول إلى هذه الجامعات، أو التكلم باللغة المحلية للإنضمام إليها.

وبالنسبة إلى بعض الأشخاص، يبدو أن الحصول على التعليم العالي ليس أولوية بالنسبة لـ 2.5 مليون لاجئ، فروا من سوريا منذ بدء الصراع قبل حوالي ثلاثة أعوام.

وأوضح الجمال: “اذا كان الطلاب الذين تركوا دراستهم، عادوا أدراجهم إلى سوريا، جاهلين أو أميين، فلن يتمكنوا من مساعدة بلادهم.”

وانضم الجمال، وهو أستاذ قانون سابق في جامعة دمشق إلى كلية أخرى، لبدء تقديم المحاضرات للطلاب في المناطق المحررة داخل سوريا، وفي البلدان المجاورة .

 وفي العام 2013،  أسس الجمال الجامعة السورية الحرة، وهي مؤسسة أكاديمية تقع في مبنى سكني في بلدة ريحانلي التركية، بالقرب من الحدود السورية. وتقدم الجامعة 13 اختصاصا تشمل القانون، وعلم النفس، وإدارة الأعمال.

ويمول الجمال جزءاً كبيراً من مصاريف الجامعة، فضلاً عن مجموعة كبيرة من المتطوعين الأكاديميين الذين يتبرعون بوقتهم وخبرتهم. ويساهم أي طالب لديه الإمكانية بقيمة 280 دولارا، لكل فصل دراسي .

وقال الجمال إن المبلغ “رمزي أساسا” مضيفا أنه “بالكاد يغطي 10 في المائة من النفقات.”

ورغم صعوبة معرفة عدد السوريين الذين أجبروا على التخلي عن دراستهم منذ بدء الصراع، إلا أن البوفيسور المساعد في جامعة كاليفورنيا ومؤلف دراسة حول الطلاب السوريين اللاجئين في الأردن، كيث واتينبوغ، يقدر أن العدد يتجاوز مائة ألف.

وأوضح واتينبوغ أن “استمرار الصراع، يتسبب بخلق جيل ضائع من طلاب الجامعات.”

الدراسة مقدسة

أما في يومنا الحالي، فتنهار الجامعات السورية، على غرار العديد من المؤسسات الاجتماعية في البلاد. ويقدر واتينبوغ أن الجامعات تعمل بما لا يزيد عن 50 في المائة من قدرتها، إذ تعوقها القضايا الأمنية، وأعضاء هيئة التدريس الذين هربوا إلى الخارج، والبنية التحتية المعطلة. وفي كثير من الأحيان، يجب على الطلاب أن يعبروا خطوط المعركة لحضور الفصول الدراسية.

أما الطلاب الذكور، الذين أعفوا من الخدمة العسكرية، فهم حالياً تحت ضغط الالتزام بها. ولهذه الأسباب، يشعر عدد قليل من الأشخاص بضرورة مواصلة دراستهم، ما يعتبر تغيراً ملحوظاً في انهيار أهمية التعليم مقارنة بالسنوات الأخيرة.

وأضافت مستشارة حقوق الإنسان والمؤلفة المشاركة لدراسة واتينبوغ أدريان فريكي: “أعتقد أن شيئا غالبا ما يتم فقدانه لدى الأشخاص الذين يفكرون في ما بعد الصراع في سوريا، وهو مدى أهمية التعليم باعتباره المكان الذي يضم الأجناس والأقليات المختلفة. أما سوريا فكانت المكان الأمثل حيث يمكن الوصول إلى التعليم من خلال أي شخص، حصل على النتيجة المطلوبة في الامتحان.”

أما بالنسبة لأولئك الطلاب الذين أجبروا على التخلي عن دراستهم ، فإن التزامهم بالتعليم العالي لم يتراجع، حتى لو أن الفرص المتاحة لهم لتحقيق ذلك تراجعت. وفي رحلة البحث إلى مخيم الزعتري الذي يضم اللاجئين السوريين في الأردن في نيسان/أبريل الماضي، فإن واتينبوغ تذكر لقاءه مع مجموعة من طالبات الهندسة، اللواتي هربن أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهن إلى خارج البلاد .

وقال واتينبوغ: “سألناهن إلى أي مدى يمدهن أهلهن بالدعم، وإذا كانوا سيسمحون لهن بالدراسة في الخارج، وكلهن قدمن ردودا إيجابية. وقالت إحدى النساء: في منزلنا، الدراسة مقدسة.”

التغلب على العقبات؟

أما التحديات التي تواجه الأشخاص الذين يرغبون في مواصلة تعليمهم فهي شرسة. ولا تجعل دول الجوار من الأمر سهلاً، فالأردن، على سبيل المثال، لا يرحب بمؤسسات اللاجئين التي تهدد بأن تصبح دائمة. وفي تركيا، يوجد حاجز اللغة.

 وبموازاة ذلك، فإن المساحة محدودة، سواء في الجامعات الأجنبية، أو في الجامعة السورية الحرة، والتي يمكن أن تستوعب ما يزيد قليلا على 800 طالب.

وفي هذا السياق، قال الجمال: “يؤسفني أنني لست قادرا على قبول االطلاب كلهم في سوريا، ولكن ليس لدينا قدرات، ونحن يمكننا ذلك، فقط إذا حصلنا على مزيد من التمويل.”

وتجدر الإشارة إلى أن الجمال يقدم الدروس عبر سكايب، وفيسبوك، والبريد الإلكتروني.

الناطق باسم الائتلاف: هناك دول عربية بدأت تميل لاتخاذ موقف لصالح النظام السوري

روما (25 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

اشار الناطق باسم ائتلاف المعارضة السورية، لؤي صافي إلى وجود دول عربية بدأت تميل إلى اتخاذ موقف سلبي لصالح النظام السوري، وأعرب عن خشيته أن يؤثر الخلاف القطري ـ السعودي سلباً على الداخل السوري.

وعن عدم اتفاق الدول العربية على تسليم مقعد سورية في الجامعة العربية، قال لؤي صافي لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إن عدم تسليم مقعد سورية للائتلاف ارتبط بالدرجة الأولى بالموقف الدولي والعربي المتردد في دعم المعارضة من جهة، وبوجود انقسامات ونزاعات داخل صفوف المعارضة من جهة أخرى، لقد دعمت بعض الدول العربية النظام السوري منذ بداية الصراع وهي مستمرة في دعمها، ولكنها الأقل عدداً”، وفق تأكيده.

واضاف صافي “إن الدول التي عارضت منذ البداية تسلّم المعارضة لمقعد سورية هي ثلاث: العراق ولبنان والجزائر، وهناك دول لم تكن متحمسة ولكنها بدأت تميل إلى اتخاذ موقف سلبي من تسليم المقعد كالسودان وموريتانيا”، حسب تعبيره.

واستبعد القيادي في الائتلاف أن تقدّم القمة العربية المنعقدة في الكويت أي “إنجاز عملي لصالح للثورة السورية”، وقال “لا نعتقد أن القمة ستتخذ أية قرارات جديدة تُسرّع في تحقيق مطالب الشعب السوري العادلة وإنهاء معاناته في هذا الاجتماع بسبب الانقسام العربي، وميل الدول الأعضاء إلى الوصول إلى توافقات عند اتخاذ أي قرار”. واشار إلى أن وفد الائتلاف الذي دُعي لحضور المؤتمر يسعى إلى “توضيح الواقع السوري الأليم ويدعو الدول الرافضة إلى تغيير موقفها والوقوف مع حقوق الشعب السوري، وهذا ما فعله رئيس الائتلاف الذي في كلمته أمام المؤتمر”، وفق قوله.

كما استبعد الناطق باسم ائتلاف المعارضة أن يؤثر الخلاف القطري السعودي على مجريات الأحداث في أروقة مؤتمر القمة العربي، ولكنه “بالتأكيد ينعكس سلباً على الداخل السوري، ويؤخر توحيد القوى السياسية والعسكرية السورية، وبالتالي فإن على هذه القوى بذل مجهود مضاعف لرص صفوفها في وجه تزايد الزخم العسكري لنظام الأسد والهجمات المتكررة التي يقوم بها ضد المدن والقرى السورية

قيادي بالجيش الحر: هلال الأسد قُتل بـ”طلقات نارية أمام منزله

روما (24 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

ذكر قيادي الجيش السوري الحر المعارض أن “هلال الأسد، قائد ميليشيات جيش الدفاع الوطني وابن عم الرئيس السوري لم يُقتل في كسب ولا بصاروخ غراد، بل في عملية اغتيال أمام منزله من مقربين من الرئيس” بشار الأسد.

وقال القيادي في الجيش الحر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لم يُقتل هلال الأسد في كسب، ولا يوجد أي ضابط علوي في هذه المدينة، والعسكريين والشبيحة المتواجدين في منطقة كسب محدود، عبارة عن حاجزين، لا يجرؤ شخص مثل هلال الأسد على التواجد في منطقة كسب ولم يصدف أن دفع النظام بقيادي من العائلة إلى خطوط الجبهة الأولى”، وفق تعبيره.

وأضاف “كذلك لم يتم اغتياله بصاروخ غراد، فصاروخ غراد صاروخ غبي غير موجّه، وإن أردنا استهداف منطقة 8 آذار (أحد أحياء اللاذقية حيث كان يقيم هلال الأسد) بصاروخ غراد فمن الممكن أن يقع في حي الشيخ ضاهر (أحياء للسنة) الذي يبعد كيلومترات، وبمثل هذه الصواريخ لا يمكن تحديد الهدف بدقة”، حسب تأكيده.

وحول تفاصيل مقتل قائد ميليشيات جيش الدفاع الشعبي، قال القيادي في الجيش الحر “المؤكد أن هلال الأسد قُتل بعدة طلقات نارية أمام منزل قريبه فواز الأسد في منطقة 8 آذار، وكانت عملية اغتيال موصوفة”. وأضاف “ما حصل وفق مصادر معلوماتنا من بعض الضباط في الحرس الجمهوري المتعاونين أن القيادة السورية، خاصة شقيق الرئيس السوري ماهر الأسد، حمّل هلال الأسد مسؤولية سقوط مدينة كسب بيد الجيش السوري الحر، وحصلت مشادات كلامية وحالة من الغضب والانفعال بحضور ضباط كبار، وتطاول هلال الأسد على الرئيس الأسد، وبالغالب أن القيادة قررت تصفيته”، حسب روايته.

ورفض القيادي في الجيش الحر تأكيد إن كانت جبهة الساحل ستكون معركة طويلة الأجل، لكنّه قال “إن جبهة الساحل ليست سهلة بسبب الطبيعة الجغرافية الصعبة الجبلية، وبسبب نقل النظام منذ الأشهر الأولى للثورة كمية كبيرة من الأسلحة الاستراتيجية لهذه المنطقة، ومن بينها أسلحة كيماوية، ونحن نفضّل أن تكون معاركنا سريعة وعلى مبدأ الكر والفر، لكن معارك الساحل قصيرة الأجل من شأنها أن تفيد النظام ويستغلها في إخافة الأقليات العلوية والمسيحية من الثورة”.

وكانت السلطات السورية قد أعلنت مقتل قائد جيش الدفاع الوطني في اشتباكات مع المعارضة السورية المسلحة في منطقة كسب على الساحل السوري ، لكن ناشطون ومعارضون نفوا صحة المعلومات وتبنّت عدة كتائب عملية قتله باستهداف مقره في مدينة اللاذقية بصاروخ غراد

الجربا يعتبر ابقاء مقعد سوريا شاغرا في القمة العربية رسالة سيستخدمها الاسد “للقتل

حمل رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض احمد الجربا الثلاثاء بقوة على ابقاء مقعد دمشق شاغرا في القمة العربية التي تستضيفها الكويت بعد سنة على تسليم المقعد للمعارضة في قمة الدوحة، معتبرا ان هذه الخطوة يفهمها النظام على انها دعوة “للقتل”.

وقال الجربا امام القادة العرب “ان ابقاء مقعد سوريا بينكم فارغا يبعث برسالة بالغة الوضوح الى (الرئيس بشار) الاسد التي سيترجمها على قاعدة: اقتل اقتل والمقعد ينتظرك بعدما تحسم حربك”.

وكان الائتلاف السوري جلس خلال القمة العربية الماضية في الدوحة في مقعد دمشق التي علقت عضويتها في تشرين الثاني/نوفمبر 2011، الا انه تقرر ابقاء المقعد شاغرا هذه السنة وقد بررت الامانة العامة للجامعة العربية ذلك بضرورة استكمال الائتلاف خطوات تنفيذية مطلوبة منه.

وقال الجربا ان السوريين يتساءلون اذا كان “الغرب تقاعس عن نصرتنا بالسلاح الحاسم فما الذي يمنع اشقاءنا عن حسم امرهم حول مقعدنا بينهم”.

وقال متوجها الى الرؤساء العرب “لم يعد التفرج على حال السوريين من اجانبكم مقبولا ولو للحظة واحدة”.

الى ذلك، دعا الجربا في كلمته الدول العربية الى الضغط على المجتمع الدولي لتقديم اسلحة نوعية للمقاتلين المعارضين، فضلا عن تكثيف الدعم الانساني ومساعدة اللاجئين السوريين.

وقال الجربا في كلمته “لا ادعوكم الى اعلان حرب وانما الى دعم قضيتنا وايجاد حل لها”، داعيا بشكل خاص الى “الضغط على المجتمع الدولي من اجل الالتزام بتعهداته حول التسليح النوعي لثوارنا الذين بذلوا ارواحهم من اجل حرية وكرامة السوريين”.

ودعا ايضا الى “تكثيف الدعم الانساني بكل محتوياته لاخوانكم السوريين في الداخل والشتات” والى “الاهتمام باوضاع اللاجئين والمقيمين السوريين في البلدان العربية وخاصة الاردن والعراق ولبنان”.

من جهته،اتهم ولي عهد السعودية الامير سلمان المجتمع الدولي ب”خداع” المعارضة السورية، خلال افتتاح القمة العربية.

وقال امام القادة العرب المشاركين في القمة ان التحديات في سوريا تواجهها “مقاومة مشروعة خدعها المجتمع الدولي وتركها فريسة سائغة لقوى غاشمة حالت دون تحقيق طموحات شعب سوريا”.

وندد الامير سلمان بتحول سوريا الى “ماساة مفتوحة تمارس فيها كل انواع القتل والتدمير على ايدي النظام الجائر، تساهم في ذلك اطراف خارجية وجماعات ارهابية مسلحة من كل حدب وصوب”.

وراى ان “الخروج من المازق السوري يتطلب تحقيق تغيير ميزان القوى على الارض وتقديم للمعارضة ما تستحقه من دعم باعتبارها الممثل الشرعي للشعب السوري”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى