أحداث الثلاثاء 27 آب 2013
بوادر تحالف دولي ضد الأسد… وروسيا «لن تحارب»
واشنطن – جويس كرم؛ موسكو – رائد جبر؛ عمان – تامر الصمادي
لندن، باريس، نيويورك، أنقرة، برلين – «الحياة»، أ ف ب، رويترز – بدأت تتشكل ملامح تحالف دولي لمعاقبة الرئيس بشار الاسد على استخدام السلاح الكيماوي في الغوطتين الغربية والشرقية لدمشق يوم الاربعاء الماضي، في وقت اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده «لن تدخل في حرب ضد أحد» إذا تبنى الغرب الخيار العسكري في سورية.
في غضون ذلك، زار مفتشو الامم المتحدة لفترة قصيرة امس منطقة معضمية الشام لاستكشاف الآثار المتبقية من استخدام الاسلحة الكيماوية. ونقلت مصادر اعلامية من المنطقة انه كان يفترض بقاؤهم في الغوطة ست ساعات غير انهم أبلغوا من مسؤولين في النظام بعد ساعة ونصف بوجوب اخلاء المنطقة، «لأنه لم يعد قادراً على ضمان سلامتهم». وكان المفتشون تعرضوا لاطلاق نار من قناصة بعد خروجهم من الفندق كما سقطت قذائف هاون قرب الفندق الذي يقيمون فيه في دمشق.
وجدد مجلس الوزراء السعودي خلال جلسته أمس برئاسة النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين الأمير مقرن بن عبدالعزيز مناشدة السعودية المجتمع الدولي «الاضطلاع بمسؤولياته الإنسانية تجاه ما يشهده الشعب السوري من مآسٍ ومجازر مروعة يرتكبها النظام ضد شعبه بمختلف أنواع الأسلحة، بما فيها السلاح الكيماوي المحرم دولياً»، محذراً من أن «استمرار التخاذل وعدم اتخاذ قرار واضح ورادع يضع حداً لهذه المجازر البشعة سيؤدي إلى المزيد من هذه المآسي ضد أبناء الشعب السوري من النظام».
وعلى رغم بدء المفتشين الدوليين عملهم، اعلنت الادارة الأميركية ان «تعاون» النظام جاء متأخراً. واكد مسؤول أميركي أنه «ما من شك في هذه المرحلة في أن النظام استخدم سلاحاً كيماوياً ضد مدنيين». واضاف المسؤول للصحافيين، الذين يرافقون وزير الدفاع تشاك هاغل أن واشنطن «تدرس خياراتها بالتشاور مع شركائنا الدوليين».
وكان وزير الدفاع الاميركي اكد في مؤتمر صحافي في جاكرتا أن اي تحرك ضد سورية سيتقرر بالتعاون مع الشركاء الدوليين وعلى أسس مشروعة. وقال عقب محادثات مع نظيره الاندونيسي بورنومو يوسغيانتورو: «اذا تقرر اتخاذ اي عمل، فانه سيتم بالتنسيق مع المجتمع الدولي وفي اطار التبريرات القانونية».
وتأتي تصريحات هاغل كأحدث مؤشر الى ان الولايات المتحدة وحلفاءها يتجهون الى احتمال شن ضربات عسكرية ضد دمشق بسبب استخدام اسلحة كيماوية سبق ان اعتبرها الرئيس الاميركي باراك اوباما بمثابة «خط احمر». وقال المسؤول الاميركي ان معاملة النظام السوري لفريق المفتشين الدوليين تعد «تكتيكات تأخير كلاسيكية». واوضح انه «مع مرور الوقت، يصبح من الأصعب جمع وفحص وتحليل المعلومات والتوصل الى استنتاج بشأن استخدام هذه الاسلحة «.
ورجحت الصحف الأميركية أن يأتي التحرك على شكل شن ضربات بصواريخ «كروز» ضد نظام الأسد يمكن اطلاقها من سفن حربية في البحر المتوسط. وتزامن ذلك مع وصول رئيس الاركان الاميركي مارتن ديمبسي الى الأردن لبدء اجتماعات عسكرية على نطاق دولي شاركت فيها كندا وألمانيا وفرنسا والسعودية وقطر وتركيا وايطاليا حول سورية.
وفي عمان، قالت مصادر رفيعة لـ»الحياة» إن الاجتماع «سعى لبحث أمن المنطقة وتداعيات الملف السوري». وأضافت «المتوقع أن ينتهي اليوم، لكن ربما يتم تمديده يوماً آخر». وأوضحت أنه «سيناقش سيناريوهات التدخل العسكري في سورية، وإمكان تسليح المعارضة السورية المعتدلة (الجيش الحر)، إضافة إلى بناء تحالف دولي جديد خارج إطار مجلس الأمن»، مؤكدة أن الأردن سيقدم «التسهيلات المطلوبة» إذا ما استدعت الحاجة لاستخدام أراضيه في مرحلة متقدمة. وفي السياق، أكدت مصادر رسمية أن المجتمعين «سيبحثون أيضا إمكان توجيه ضربات قوية إلى التنظيمات السلفية المتشددة داخل الأراضي السورية».
من جهة اخرى اعلن الكرملين ان الرئيس فلاديمير بوتين تحادث امس هاتفيا مع رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كامرون وبحثا الوضع في سورية. وكان كامرون قطع إجازته كي يترأس اجتماعاً للجنة الأزمات (كوبرا) اليوم، واكد على ضرورة القيام بـ «رد جدي» على الهجوم الكيماوي. وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ اعتبر في وقت سابق أمس، أن «من الممكن» الرد من دون إجماع كامل في مجلس الأمن، لكنه رفض إطلاق «تكهنات» حول سبل التحرك التي تدرسها دول غربية.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أنه لم يُتخذ قرار بعد في شأن التدخل العسكري في سورية. واضاف «الواضح الآن بفضل الروايات الواردة، هو وقوع ما أصفه بأنه مذبحة كيماوية. ومن الواضح أيضاً أن هذه المذبحة جاءت من ناحية نظام بشار الأسد. ويجب أن يكون هناك رد متناسب وعمل بتصميم وهدوء، وهذا ما سيتم تقريره خلال الأيام القليلة المقبلة».
وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو لصحيفة «ميلييت» أمس، إنه «ينبغي أن تتخذ الأمم المتحدة قراراً حول عقوبات. لقد فضلنا على الدوام تحركاً تحت غطاء الأمم المتحدة ومع المجموعة الدولية. وإذا لم يُتخذ مثل هذا القرار هناك خيارات أخرى على الطاولة». وشدد الوزير التركي على أن «نحو 36 أو 37 دولة تناقش هذه الخيارات».
وأكد وزير الخارجية الروسي لافروف أن بلاده «لن تدخل في حرب ضد أحد» إذا تبنى الغرب الخيار العسكري في سورية. لكنه قال إن شن عمليات عسكرية خارج مجلس الأمن «مخالفة جسيمة للقانون الدولي وتداعياتها جربت في العراق وليبيا»، وعبر عن قناعة بأن «إطاحة النظام السوري لن تنهي الحرب الأهلية في هذا البلد». وكان لافروف حذّر في حديث هاتفي مع نظيره الأميركي جون كيري قبل أقل من 24 ساعة من «عواقب وخيمة» قد تسفر عن التصعيد العسكري في سورية. ونقلت وكالة انباء «تاس» عن مصدر بوزارة الدفاع، أن موسكو لم تضع خططا لتعزيز تواجد سفنها الحربية في البحر المتوسط على خلفية تصاعد التوتر حول سورية. كما لم تنظر في إمكان إجلاء الخبراء الروس العاملين في قاعدة طرطوس حيث تحتفظ موسكو بمركز صيانة وتموين للسفن.
وفي نيويورك، أكدت الأمم المتحدة أن لجنة التحقيق ستواصل أعمالها اليوم في الغوطتين «بعد جمعها عينات ومعلومات مهمة أمس خلال زيارة مستشفيين ومعاينة ضحايا رغم تعرض إحدى سياراتها للقنص». وقال مصدر ديبلوماسي غربي في مجلس الأمن إن «المعلومات تؤكد أن أسلحة كيماوية استخدمت بالفعل في الهجمات الأخيرة في الغوطة ولسنا في حاجة الى انتظار نتائج عمل لجنة التحقيق للبت في ما إن كانت تلك الأسلحة قد استخدمت أم لا». وحمل المصدر نفسه «النظام السوري مسؤولية عرقلة وصول المحققين الدوليين الى المواقع التي تعرضت للقصف لمدة خمسة أيام ومحاولة طمس معالم الجريمة من خلال القصف الثقيل والمركز على تلك المواقع بهدف تدمير الأدلة».
وقال ديبلوماسيون إن «اللجنة ستقدم تقريراً بنتائج تحقيقاتها الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في أسرع وقت بعد انتهاء تحليل العينات التي جمعتها وهو ما يتطلب التحضير للمرحلة المقبلة لتحديد الجهة المسؤولة عن استخدام أسلحة كيماوية ومحاسبتها».
ودان «الائتلاف الوطني السوري» المعارض «ما قامت به ميليشيات اللجان الشعبية التابعة لنظام الأسد (…) باستهداف سيارات تقل طاقم اللجنة الأممية برصاص القناصة، لتخويفها ومنعها من رصد الحقيقة التي ستثبت ارتكاب نظام الأسد جرائم ضد الإنسانية». ورفض مسؤولون في «الائتلاف» التحدث عن امكان عقد مؤتمر جنيف 2، وأكدوا على ضرورة معاقبة «بشار الكيماوي» وبعد ذلك نتحدث عن جنيف».
وقال رئيس «الحزب الديموقراطي التقدمي الكردي» عبد الحميد درويش لـ «الحياة» ان محادثات بين «المجلس الوطني الكردي» بزعامة عبدالحكيم بشار و»الائتلاف الوطني السوري» المعارض بزعامة احمد الجربا أسفرت عن اتفاق اولي، تضمن الاعتراف بالحقوق الدستورية للشعب الكردي واطلاق اسم «الجمهورية السورية» بدلاً من «الجمهورية العربية السورية».
ميدانيا، قطع مقاتلو المعارضة طريق الامداد الوحيدة لقوات النظام الى محافظة حلب، بسيطرتهم امس على بلدة خناصر الاستراتيجية شرق حلب، بعد معارك ادت الى مقتل 53 عنصرا نظاميا، بحسب «المرصد السوري لحقوق الانسان» الذي تحدث عن مقتل قائد «قوات الدفاع الوطني» الموالية للنظام.
انخفاض حاد بأسواق المال الخليجية في ظل تكهنات بقرب ضرب سورية
دبي ـ أ ف ب
شهدت أسواق المال الخليجية الثلاثاء انخفاضات حادة بسبب المخاوف من تصعيد عسكري في سورية، وسجل مؤشر سوق دبي انخفاضا بلغ 7.01% فيما انخفض المؤشر السعودي بـ4.12% والكويتي بأكثر من 6%.
سجلت السوق السعودية، وهي الأكبر في العالم العربي، خسائر في 155 سهماً من أصل 157 تم تداولها وبلغ مؤشر التداول مستوى 7722.7 نقطة.
وسجلت قطاعات العقار والنقل والتأمين أكبر الخسائر في السوق السعودية. وأغلقت سوق دبي على تراجع بلغ 7.01% وسط تراجع جميع القطاعات تقريباً وحجم تداول كبير تجاوز 1.75 مليار درهم (476 مليون دولار).وتراجع سهم إعمار القيادي بنسبة 8.36%.
وهذا أكبر تراجع يومي في سوق دبي منذ خريف 2009 عندما شهدت الإمارة أزمة حادة، ووصل المؤشر عند الإغلاق الثلاثاء مستوى 2549.61 نقطة.
أما سوق أبوظبي فقد أغلقت على تراجع بلغ 2.83% وسط تراجع الغالبية العظمى من القطاعات، لاسيما قطاع العقارات. كما أغلقت سوق الكويت على تراجع بلغ 6.05%، وسجلت التراجعات الأكبر في أسهم العقارات والخدمات المالية والصناعة والطاقة.
وسجلت سوق الدوحة تراجعاً أقل حدة بلغ 1.28%.كما سجلت أيضاً سوقا البحرين ومسقط الصغيرتان تراجعات أقل حدة، بلغت 1% و1.23% تباعاً.
وتأتي التراجعات في الخليج موازية للتراجعات في الأسواق العالمية بسبب المخاوف من إمكانية حصول تصعيد عسكري كبير في سورية مع توقعات بشن ضربات ضد النظام السوري.
وقال المحلل المالي السعودي بشر بخيت لـ”فرانس برس” إن “سبب التراجعات هو التوتر في سورية… وقد سبق أن شهدنا هذا السيناريو عدة مرات في السابق اذ يتفاعل شعور السوق سلباً بشكل مبالغ فيه ازاء هذا النوع من المخاطر”.
وتوقع المحلل أن تعود الاسواق للانتعاش بعد أن يتبين التأثير الحقيقي للضربة المتوقعة على سورية.
أكراد سوريون يطالبون أحزاب إقليم كردستان بعدم التدخل في مناطقهم وتشجيع النزوح الجماعي
اربيل – باسم فرنسيس
طالب مئات الأكراد السوريين خلال تظاهرة في أربيل القوى والأحزاب الكردية في إقليم كردستان بعدم التدخل في شؤون مناطقهم، والعمل للحد من «الهجرة الجماعية»، فيما عزا مسؤول كردي سوري موقف الإقليم من غلق معبره الوحيد إلى «المصالح الحزبية الضيقة».
ودخل أكثر من 30 ألف لاجئ كردي سوري إلى إقليم كردستان عبر معبر الخابور خلال الأيام القليلة الماضية، ويعتبر «الاتحاد الديمقراطي» الموالي لحزب «العمال الكردستاني» بزعامة عبدالله اوجلان أن غلق المعبر أدى إلى هجرات جماعية نحو الإقليم هرباً من المجاعة جراء الحصار.
وطالب المتظاهرون الذين تجمعوا أمام مبنى برلمان الإقليم بـ «الحد من الهجرات الجماعية التي باتت تهدد بإفراغ المناطق الكردية السورية من سكانها»، وحضوا «الأحزاب الكردية على عدم التدخل في شؤون مناطقهم، والوقوف في وجه المتطرفين الإسلاميين الذين يرسلون شبابهم لمحاربة الأكراد السوريين».
وقالت عضو اللجنة الوطنية للسلم الأهلي في سورية روشن قاسم لـ «الحياة» إن «تدخل أحزاب الإقليم تتعلق بالمعبر الحدودي الذي كان مغلقاً طوال الفترة المنصرمة، وفتح أخيراً تحت الضغط، ما أدى إلى تدفق جماعي، وهذا مبعث قلقنا من تفريغ المناطق الكردية السورية من سكانها»، وأضافت أن «التدخل لا ينحصر على الحدود فقط وإنما كانت هناك محاولات من رئيس الإقليم مسعود بارزاني لتشكيل أطر سياسية خاصة بأكراد سورية، وهذا ما أدى إلى حالة من الاستقطاب وبروز خلافات بين الأحزاب الكردية السورية، وكانت السبب أيضاً في الخلاف بين الحزب الديموقراطي بزعامة بارزاني والأحزاب التي لم تدخل في إطاره، خصوصاً حزب الاتحاد الديموقراطي».
وأوضحت أن «التظاهرة شددت على مطالب محددة وهي فتح حدود الإقليم أمام تدفق المساعدات والمواد الغذائية باتجاه الجانب السوري وعدم تشجيع شعبها على النزوح نحو الإقليم، وعلى الأخير أن يكون طرفاً مبادراً لتوحيد مواقف القوى الكردية السورية»، مشيرة إلى أن «أسباب عملية النزوح لا ترتبط بالاعتداءات أو الهجمات لأن القوى الكردية السورية لها القدرة على حفظ أمن مناطقها، وإنما تتعلق بقلة المؤن نتيجة الحصار الشديد».
من جانبه، قال ممثل «الاتحاد الديموقراطي» في إربيل جعفر حنان لـ «الحياة» إن «شعبنا في غرب كردستان (المناطق الكردية السورية)، في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية، وسلطات إقليم كردستان تقدم المساعدات إلى اللاجئين الذين هم داخل الإقليم، والمهمة مسؤولية المنظمات الدولية، وكان يجب أن يتم توزيع هذه المساعدات في غرب كردستان، وما زال المعبر بين الجانبين مغلقاً أمام الذهاب والإياب».
وعن إمكان إنهاء الخلافات الجانبية بين القوى الكردية السورية، وتلك القائمة مع إقليم كردستان، خلال المؤتمر القومي الكردي المقرر عقده في اربيل منتصف أيلول (سبتمبر) المقبل، قال حنان «لا نتوقع أن تحل كل الخلافات».
واتهم حنان «الجماعات السلفية، وجبهة النصرة، مدعومة من بعض الدول لتفريغ غرب كردستان من الأكراد، وتطبيق مبدأ سياسية التعريب فيها في إطار الدولة الإسلامية»، وعزا موقف سلطات الإقليم من غلق المعبر إلى «المصالح الحزبية الضيقة، إذ قطعت الطريق أمام شعب الإقليم لتحقيق مساعيه للوحدة والتقارب مع غرب كردستان، حتى أن تغطية بعض وسائل الإعلام التابعة للأحزاب الكردية السورية المدعومة من الإقليم، حملة المساعدات المقدمة لللاجئين أصبحت عاملاً مشجعاً لمن تبقى إلى الهجرة، وهذه السياسة مرفوضة»، وختم قائلاً «كان على سلطات وأحزاب الإقليم بجمع المساعدات وحتى الأسلحة، ونقلها إلى غرب كردستان، من أجل الحد من إفراغ هذه المناطق من سكانها، ونحن سنستمر في الدفاع عن مناطقنا، وسنسعى لتعزيز علاقتنا مع الأطراف وحتى الدول المجاورة، ومع الإقليم الذي نتمنى أن يصحح هذه الأخطاء من أجل رفع الحصار».
خبيرة نزع السلاح في “الأمم المتحدة” تعود الى فندقها في دمشق
دمشق – رويترز
عادت انجيلا كين، ممثلة الامم المتحدة العليا لقضايا نزع السلاح إلى فندقها في دمشق اليوم الثلاثاء، بعد أن أرجأ المفتشون الدوليون زيارتهم الثانية للتحقيق في مزاعم عن هجوم بغاز سام الأسبوع الماضي.
وافاد بيان اصدرته الأمم المتحدة أن الزيارة الثانية أرجئت إلى الغد “من أجل تحسين مستوى الاستعداد وحفاظا على سلامة الفريق”.
وقال متحدث باسم “الامم المتحدة” إن “المفتشين زاروا حي المعضمية غربي دمشق أمس الإثنين (26 أغسطس)، حيث تعرضت إحدى سياراتهم لإطلاق النار من قناص مجهول”.
“وادي النصارى” في سورية يرسل نداء استغاثة للجيش السوري النظامي
مرمريتا ـ أ ف ب
في وادي النصارى غرب سورية حيث تنتشر قرى مسيحية صغيرة، يعلق السكان شرائط حريرية بيضاء حدادا على ضحايا الحرب، ويبتهلون الى الله أن ينصر الجيش السوري النظامي على أعدائه من الجهاديين المتطرفين.
صور “الشهداء” الذين قتلوا في النزاع المستمر منذ 29 شهراً بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة ومن بينهم مقاتلي جبهة النصرة الاسلامية المتشددة، تملأ الشوارع. كما تملأ صور الرئيس السوري بشار الأسد ارجاء المنطقة بما فيها مرمريتا التي كانت في يوم من الأيام منتجعا صيفياً يعج بالحياة قرب قلعة الحصن الأثرية المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
وفي تموز/يوليو الماضي دمر أحد أبراج هذه القلعة القديمة التي شيدت في عهد الحروب الصليبية، إثر غارة جوية شنها النظام على المنطقة، في سياق القتال المحتدم بين النظام ومقاتلي المعارضة الذين يسيطرون على القلعة.
ويعيش نحو 50 الف مسيحي حالياً في وادي النصارى حيث شكلوا مليشيا “جيش الدفاع الوطني” بموافقة السلطات. وفي 15 اب/اغسطس هاجم معارضون كانوا يتنقلون من قرية الحصن التي تقع فيها القلعة، حواجز تابعة للجان الشعبية ما أدى إلى مقتل 11 شخصاً هم خمسة من عناصر المليشيا المحلية وستة مدنيين.
وكان جاك سعدي من بين القتلى. تقول والدته التي ترتدي السواد والدموع تنهمر من عينيها “كان جاك يدافع عنا ضد الذين يريدون ان يلحقوا بنا الاذى .. لقد مات ولدي شهيدا”. وتجلس والدة جاك تحت صورة ضخمة للشاب وهو يرتدي الزي العسكري امام العلم السوري.
أما عيسى سعدي، والد جاك فيقول إن موت ابنه لن يجبره على مغادرة قريته رغم انها تستهدف مراراً بهجمات مسلحي المعارضة، ويضيف “سأبقى هنا وأختبئ في حفرة إذا اضطر الأمر، ولكن في منزلي. بارك الله في بشار والله ينصر الحكومة”.
وتوافق على ذلك ابنته مارتا (40 عاما). وتقول مارتا وهي ترتدي الاسود حدادا على شقيقها “ادعو الحكومة الى ارسال القوات لحمايتنا من المسلحين الذين يغتالون اطفالنا وشبابنا”. أما عيسى يازجي الذي قتل ابنه سومر في هجوم 15 اب/اغسطس فيقول إن معظم السكان فروا من بلدة الحصن التي أصبحت الان في أيدي الجهاديين”. ويضيف “الجماعات المتطرفة تهددنا ونحن نحاول طردها”.
وأصدر الائتلاف الوطني السوري المعارض بياناً دعا فيها السكان الى الدفاع عن “الثورة” التي تسعى إلى الاطاحة بالأسد وحكومته. ودعا الائتلاف سكان الساحل والجبال إلى التضامن مع أهداف “الثورة” للإطاحة بالنظام، كما دعا السكان الى الحذر من “اكاذيب” النظام واتهمه بالإدعاء بأنه يحمي الاقليات فيما هو يستغلها للدفاع عن “قبيلة” الأسد.
ويشكل المسيحيون 5% فقط من سكان سورية، ويؤيد العديد منهم نظام الاسد خوفاً من تنامي قوة الجهاديين الذين يهدفون الى إقامة دولة اسلامية في سورية. ورغم ان النزاع في سورية بدأ في منتصف آذار/مارس 2011 باحتجاجات سلمية تدعو الى تنحي نظام الاسد، الا ان النزاع في سورية اتخذ منحى طائفياً، وتدفقت اعداد كبيرة من الجهاديين السنة على سورية للقتال ضد الرئيس الاسد الذي ينتمي للطائفة العلوية.
وتقول والدة سومر يازجي “جاءت جبهة النصرة وقطعت طرقات. إنهم مخيفون.. لقد قتل العديد من شبابنا. كفى! نريد الجيش ليحمينا”. أما زوجها فقد أكد ان “الجهاديين .. يهددون بالاستيلاء على الوادي”. واشتكى سكان اخرون من ان الشارع الرئيسي في مرمريتا يتعرض لنيران المسلحين المعارضين المختبيئن في الحصن.
وقال أحدهم إن المسلحين “يفتحون النار علينا عندما نسير في الشارع”.
«الملف الكيماوي» يضع سورية بين «نموذج كوسوفو» و«ثعلب الصحراء»
لندن – ابراهيم حميدي
وضع «الملف الكيماوي» سورية أمام خيار الضربات الجوية بين سيناريو «خيار كوسوفر» للوصول الى «دايتون سوري»، وعملية «ثعلب الصحراء» في العراق العام 1998، بحيث ترمي الاتصالات الجارية بين الدول الكبرى وحلفائها الاقليميين لتحديد «بوصلة القيادة السياسية» في الفترة المقبلة بعدما حُسم الامر باتجاه «فرض الاجندة» على النظام السوري انطلاقاً من «الدينامية الجديدة».
وقال مسؤول غربي رفيع المستوى لـ «الحياة» أمس: «لم يعد مهماً من استعمل الكيماوي في الغوطتين الغربية والشرقية. المهم انه اُستعمل، وهذا يتعلق بأمن المنطقة والعالم، ولا بد من الرد على ذلك»، لافتاً الى ان الدول الكبرى «ستفرض الاجندة» على النظام السوري و»لن تسمح له فرضها كما حصل سابقاً».
وبعد وقوع مجزرة الغوطتين الاربعاء الماضي، كان الرد الاميركي الاولي «مائعاً» بالحديث عن «عدم وجود تأكيدات» لاستخدام السلاح الكيماوي وان لا «خطوط حمر» لدى ادارة الرئيس باراك اوباما الذي كلف اجهزة الاستخبارات التحقق بالموضوع، اضافة الى اتصال وزير الخارجية جون كيري بنظيره السوري وليد المعلم.
ورأت مصادر مطلعة ان هذا الاتصال «حمّال اوجه» بين اعتباره مشابهاً للقاء وزير الخارجية الاميركي الاسبق جيمس بيكر في بداية 1991 مع طارق عزيز الذي تضمن «الانذار الاخير» للرئيس الراحل صدام حسين قبل الحرب، بحيث انه كان الانذار الاخير للرئيس السوري بشار الاسد قبل التصعيد العسكري، وبين الحديث عن ضرورة التركيز على «مضمون الاتصال» مع وزير في نظام كان الرئيس اوباما اعتبره «غير شرعي».
وكانت دمشق نفت استخدام «الكيماوي» وسمحت لمفتشي الأمم المتحدة بزيارة الغوطتين.
وقال المسؤول الغربي: «ان تصعيداً ظهر بعد ضغوطات في اميركا ومن حلفائها الاقليميين ومن الامم المتحدة، والتأكيد لاوباما ان الامر بات يتعلق بصدقية أميركا ككل ودورها والامن الاقليمي والدولي، الامر الذي دفع اوباما الى التفكير جدياً بالخيار العسكري واعتبار ذلك يمس جوهر المصلحة القومية لأميركا».
ولاحظ مسؤول غربي آخر ثلاثة تطورات:
الاول، التغير الكبير في موقف الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي يريد دوراً قياديا وألا يسجل التاريخ انه كان شاهداً على مجازر كبرى.
الثاني، تحول في موقف وسائل الاعلام الغربية الكبرى من التركيز على «الجهاديين» و»تشتت المعارضة» في الصراع السوري الى المشاهد الدموية وضحايا المجزرتين.
الثالث، تجاوز جزء من الانقسام داخل المؤسسات الامنية والعسكرية والسياسية والتشريعية في كل من اميركا وبريطانيا وفرنسا، حيث بدا واضحاً انتقال نواب ومسؤولين من ضفة معارضة التدخل العسكري الى الحديث عن «ضرورة معاقبة النظام السوري».
واوضح المسؤول الغربي «ان الاتصالات البريطانية – الفرنسية – الاميركية مع الحلفاء الاقليميين، اسفرت عن الاتفاق على ضرورة «فرض الاجندة السياسية على النظام السوري، ووضعه في خانة ردة الفعل وليس المبادرة والبناء على الدينامية التي انطلقت من فتح الملف الكيماوي»، مشيراً الى حديث قادة الدول الكبرى عن «أدلة تؤكد مسؤولية النظام عن الهجوم الكيماوي». وقال ان «قرار الرد العسكري اتخذ، وان النقاشات تتناول الآن حجمه وموعده واهدافه النهائية، وما اذا كان سيكون هناك مسار سياسي بعد ام انه فقط مسار عسكري».
واضافة الى لقاء رؤساء أركان الجيوش في الدول الكبرى ودول اقليمية الذي بدأ في الاردن امس، انطلق بالتوازي معه لقاء «مجموعة لندن» في اسطنبول يوم امس، بمشاركة كبار موظفي الدول الاساسية الـ 11 في «مجموعة اصدقاء سورية». وقال مصدر ان اتصالات تجرى لاحتمال عقد اجتماع على المستوى الوزاري لهذه المجموعة في لندن، بالتزامن مع زيارة رئيس «الائتلاف الوطني السوري» أحمد الجربا العاصمة البريطانية في 4 و5 الشهر المقبل بعد زيارته برلين في 3 و4 من الشهر ذاته. وتسبق هذا الاتصالات اجتماعات الهيئة السياسية لـ «الائتلاف» يومي 11 و12 من الشهر المقبل والهيئة العامة يومي 14 و15 منه.
واوضح معارض بارز ان مسؤولي دول اتصلوا بقادة «الجيش الحر» للبحث في الاهداف العسكرية المحتمل توجيه الضربات العسكرية اليها من مدمرات في البحر الابيض المتوسط، وهي تشمل في شكل رئيسي مواقع منصات الصواريخ والقدرات الجوية و»مراكز التحكم والقيادة»،
وقال مسؤول غربي ان احتمالات التدخل الغربي تقع بين خياري «كوسوفو» في آذار (مارس) 1999 للوصول الى «اتفاق دايتون سوري» مماثل للاتفاق الذي أُنجز بين اطراف النزاع في البوسنة والهرسك في نهاية 1995 وبين عملية «ثعلب الصحراء» التي شنت لبضعة ايام على العراق في نهاية 1998.
واوضح المسؤول ان المسارين، يختلفان في هدف «الضربة» وليس في سبل تنفيذها عبر صواريخ، موضحاً ان السؤال الراهن يتناول ما اذا كان الهدف هو فرض «دايتون سوري» عبر دفع الاطراف السورية من عسكريين وسياسيين للوصول الى اتفاق على «مرحلة اننقالية» في مؤتمر «جنيف -2»، وهو الامر الذي تدفع نحوه بعض الدول الاقليمية والغربية، وبين نموذج «ثعلب الصحراء» الذي يرمي الى الضغط للقيام بعمليات تفتيش على السلاح الكيماوي ونقل الملف الى مجلس الامن عبر جولات من التفتيش كما حصل في العراق في التسعينات، لاصدار قرار دولي لـ»تفكيك الكيماوي وفرض عقوبات على النظام السوري وتحويل المتورطين الى محكمة الجنايات الدولية».
وتساءل المسؤول «هل ستسير الامور نحو التدخل من خارج مجلس الامن وتصاعد المواجهة الروسية – الاميركية، ام ان الضربات تشكل ضغطاً للإبقاء على التعاون بين الدولتين الكبرييين؟»، في حين قال مسؤول آخر ان شن ضربات جوية يعني بداية تشكيل تحالف دولي من خارج مجلس الامن، ذلك ان اكثر من 35 دولة كبرى واقليمية أبدت «استعداداً» للدخول في تحالف كهذا عبر تشكيل «تحالف الراغبين» انطلاقاً من مبدأ «المسؤولية في حماية» المدنيين، الذي اعتمد في الامم المتحدة في العام 2005.
الأسد: التدخل العسكري الاميركي “سيصطدم بالفشل“
بيروت – “الحياة”
اعتبر الرئيس السوري بشار الاسد ان الاتهامات الغربية الموجهة الى نظامه بشن هجوم باسلحة كيماوية في ريف دمشق “تخالف العقل والمنطق” وحذر الولايات المتحدة بان خططها لشن عمل عسكري في سورية “ستصطدم بالفشل”.
وقال الأسد في مقابلة حصرية مع جريدة “ايزفستيا” الروسية، أن الأمن السوري يتعامل اليوم مع مجموعات فردية، ومع جيوش إرهابية كونهم أولاً يتبعون الأيديولوجيا الراديكالية نفسها، أمثال الظواهري، وثانياً لأنهم يحصلون على المال من المصادر نفسها.
وحول موضوع الربط ما بين سورية وإسرائيل، رأى الأسد أن العلاقة تتوضح أكثر امام الرأي العام ما بين “الإرهابيين” والدولة الإسرائيلية، من خلال استقبال جرحاهم، موضحاً انه “اذا كانت تلك المجموعات الإرهابية تكره إسرائيل فعلاً، فلماذا تلجأ إلى مستشفياتها، ولماذا يحاربون الدولة في كل من مصر وسورية بدل من أن تفتح عملياتها ضد إسرائيل؟ ودعنا لا ننسى أن من أسس هذه المجموعات هي الولايات المتحدة الاميركية في بادئ الأمر”.
وتوجه الرئيس الأسد إلى رؤساء دول العالم، ميشراً إلى أنه كان يجدر بهم التعلم من دروس الـ50 سنة الماضية للتنبه من أن الحروب كافة، منذ حرب فيتنام، فشلت حتى الآن، وأن تلك الحروب لا تجلب سوى الفوضى وعدم الإستقرار في الشرق الأوسط والعالم.
وأضاف الأسد: “أود أن أوضح أن الإرهاب ليس ورقة رابحة في الجيب يمكن استخدامها متى تشاء، ثم وضعها جانباً مرة أخرى. ولذلك، فإنه لا يمكن أن يكون المرء مع الإرهاب في سورية، وضده في مالي. لا يمكنك دعم الإرهاب في الشيشان وشن حرب ضده في أفغانستان”.
وشدد الأسد قائلاً: “لن تتحول سورية إلى دمية في يد الغرب، نحن دولة مستقلة، وسنحارب الإرهاب، سوف نبني بحرية العلاقات مع تلك البلدان التي نرغب بها من أجل الشعب السوري”.
اما بشأن استعمال السلاح الكيماوي، فرأى الأسد أن التصريحات الغربية بهذا الشأن هي إهانة للحس السليم، واصفاً الكلام الغربي بـ”الهراء”.
وطرح الأسد مجموعة من الأسئلة في هذا الشأن، فسأل “كيف يعتزمون جمع الأدلة وبيننا مسافة قارات وليس فقط دول؟”. كما تساءل الأسد “اتهمنا بالكيماوي وبعد يومين فقط أعلنت الحكومة الأميركية بداية جمع الأدلة؟”ورداً على الإتهامات بإستخدام الكيماوي، سأل الأسد “كيف يمكن للحكومة استخدام الكيماوي – أو أي من أسلحة الدمار الشامل الأخرى – في مكان حيث تتركز قواتها؟”
وأعاد الأسد التأكيد أنه هو أول من طالب بلجنة دولية للتحقيق في جرائم الحرب في سورية، لافتاً إلى أن روسيا لن تسمح بمرور تفسير للوثائق على وتر المصالح السياسات الأميركية والغربية.
وفي موضوع التدخل العسكري، لفت الأسد إلى أنها ليست المرة الأولى التي يلوح الغرب بالتدخل، “واليوم حاولوا إقناع روسيا والصين في مجلس الأمن ولكنهم فشلوا،.. إن الوضع هنا يختلف عن الوضع في مصر وتونس، فسيناريو <الثورة العربية> لم يعد مقنعاً”.
وأشار الأسد إلى أن العقبة الاخرى التي تقف أمام التدخل العسكري هو أنه في حال حصوله، يمكن لقادة الغرب القول “نحن نذهب إلى سورية من أجل دعم الإرهاب.”
وأضاف الأسد: “يمكن للقوى العظمى أن تطلق العنان للحرب، ولكن هل يمكنها الفوز؟”.
وفي سياق آخر، لفت الرئيس السوري أنه من الممكن أن قد يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الفترة المقبلة من أن اجل بذل كل جهد ممكن لحل الأزمة السورية، مؤكداً أن هدف الولايات المتحدة هو تقليص دور روسيا في الساحة الدولية، معتبراً ان هدف روسيا اليوم “ليس حماية الرئيس أو حكومة بشار الأسد والشعب السوري، يمكن أن تختار أي رئيس وأي حكومة، من أجل الدفاع عن مصالحها في المنطقة”.
وعن الأسلحة الروسية ومنها عقد صواريخ S-300، اعتبر ان جميع العقود المبرمة مع روسيا تنفذ، ولا الأزمة ولا ضغوط الولايات المتحدة وأوروبا قادرة على منع تنفيذها:”روسيا تزود سورية ما هو مطلوب لحمايتها، وحماية شعبها”.
اما عن مؤتمر جنيف 2، توقع الأسد فشل مساعي الحوار بشأن الإتجاه السياسي حتى يتوقف دعم الإرهاب في الخارج.
واشنطن تجزم باستخدام دمشق السلاح الكيميائي ومفتشو الأمم المتحدة أخذوا “عينات” من المعضمية
(و ص ف، رويترز، أب، ي ب أ، أ ش أ)
تفقد مفتشو الامم المتحدة للاسلحة الكيميائية امس منطقة معضمية الشام قرب دمشق للتحقيق في احتمال تعرضها للقصف بأسلحة كيميائية الاسبوع الماضي، بينما استمرت الاتصالات المكثفة بين الدول الغربية للبحث في تدخل محتمل لمحت بريطانيا الى انه قد يكون من خارج مجلس الامن، وسارعت تركيا الى ابداء استعدادها للانضمام الى تحالف للرد على سوريا، بينما كان من المفترض ان يعقد رؤساء اركان الجيوش الاميركي والاردني والسعودي والقطري والتركي والكندي اجتماعاً في عمان امس للبحث في تداعيات الازمة السورية.
ووقت يمهد الغرب لتوجيه ضربة عسكرية الى النظام السوري لا يحسم المراقبون بحجمها وانعكاساتها، استهجن الرئيس السوري بشار الاسد الاتهامات الغربية معتبرا انها “تخالف العقل والمنطق”. وقال ان الغربيين “يمكنهم بدء اي حرب ولكن لا يمكنهم ان يعرفوا الى اين ستمتد او كيف لها ان تنتهي”. وحذرت موسكو من ان التدخل من دون موافقة الامم المتحدة سيشكل “انتهاكا فاضحا للقانون الدولي”، لكنها قالت انها لن تحارب احداً في سوريا اذا ما تعرض هذا البلد لهجوم خارجي. ورأت ايران ان الحديث عن احتمال تدخل عسكري في سوريا من شأنه زيادة “التوترات” في المنطقة. أما المملكة العربية السعودية، فناشدت المجتمع الدولي الاضطلاع بمسؤولياته حيال ما تشهده سوريا من “مجازر مروعة يرتكبها النظام”.
المفتشون
وصرح الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون ان المفتشين الدوليين تمكنوا الاثنين من التحدث مع ضحايا الهجوم المفترض باسلحة كيميائية في سوريا على رغم تعرض قافلتهم لاطلاق نار قناصة. وقال ان الامم المتحدة قدمت “شكوى قوية” الى الحكومة السورية والمعارضين السوريين في شأن هجوم القناصة. واضاف انه على رغم “الظروف الخطيرة للغاية” التي واجهها المحققون، الا انهم “زاروا مستشفيين وقابلوا شهوداً وناجين واطباء، كما جمعوا بعض العينات”.
وفي واشنطن، قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري في بيان شديد اللهجة “ان اسلحة كيميائية استخدمت في سوريا، وهذا الامر اكيد… ما شاهدناه الاسبوع الماضي في سوريا يصدم الضمير العالمي. انه يتحدى أي معيار اخلاقي. ان المجزرة العمياء في حق مدنيين وقتل نساء واطفال وعابرين ابرياء بواسطة اسلحة كيميائية يشكل وقاحة اخلاقية”. وأضاف :”يعتقد الرئيس (الاميركي باراك) اوباما انه لا بد من محاسبة من استخدموا الاسلحة الاكثر وحشية ضد السكان الاكثر ضعفا في العالم”، مشدداً على ان “لا شيء اكثر خطورة اليوم ولا شيء اكثر يستحق التقصي” من استخدام الاسلحة الكيميائية.
وانسجاما مع موقف حكومته في نهاية الاسبوع، اتهم كيري ايضا النظام السوري بان موافقته على توجه مفتشي الامم المتحدة الى المنطقة التي شهدت الهجوم الكيميائي المفترض في 21 آب جاءت “متأخرة جدا مما يجعلها تفتقر الى الصدقية” وبانه “قصف” الموقع المشار اليه “ودمر في شكل منهجي الادلة” الميدانية. ورأى ان “ليس هذا سلوك حكومة لا شيء لديها لتخفيه”.
وشدد على ان كل الدول يجب ان تتخذ موقفا للمحاسبة عن استخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا. وأوضح ان المعلومات حتى الان ومنها لقطات فيديو وروايات ميدانية تبين ان “الاسلحة الكيميائية استخدمت في سوريا. وعلاوة على ذلك نعرف ان النظام السوري يواصل حيازة تلك الاسلحة الكيميائية”.
وبعد بيان كيري، صرح الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني بان الرئيس اوباما يقوّم الرد المناسب على استخدام الاسلحة الكيميائية ، لكنه لم يتخذ قرارا في شأن طريقة الرد. ولم يذكر اطارا زمنيا لاتخاذ هذا القرار. وقال: “لا شك يذكر في عقولنا في ان الحكومة السورية مذنبة”. واضاف انه لا سبيل لانكار كون الاسلحة استخدمت في ما وصفه بانه انتهاك للعرف الدولي.
كما صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية ماري هارف: “يشعر الناس بأن ثمة إحساساً بالالحاح… ولكن لا جدول زمنياً” للرد على استخدام الاسلحة الكيميائية.
وأفاد مكتب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان الاخير تحادث هاتفيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الملف السوري، فاكد الرئيس الروسي انه “لا أدلة على ان هجوما بأسلحة كيميائية قد حصل، او من هو المسؤول عنه”.
تحرّكات بريطانية
وتحدثت صحيفة “الغارديان” البريطانية عن مؤشرات لاستعدادات متقدمة في ما يمكن أن تكون قاعدة محتملة للحملة الجوية على سوريا. وقالت إن مقاتلات وناقلات عسكرية بدأت تصل الى قاعدة “أكروتيري” البريطانية لسلاح الجو في قبرص، في مؤشر لتزايد الاستعدادات لضربة عسكرية لنظام الاسد.
ونقلت عن طيارين مدنيين يقلعان دوريا من لارنكا أنهما شاهدا طائرات نقل من طراز “سي – 130” من قمرتي طائرتيهما، الى رصدهما تشكيلات صغيرة من طائرات مقاتلة على شاشات راداريهما يعتقدان أنها وصلت من أوروبا.
وروى سكان قرب القاعدة البريطانية في قبرص أنهم رصدوا في المكان نشاطات أكثر من المعتاد في الساعات الـ48 الاخيرة.
حشد دبلوماسي لـ “الضربة“
جاد يتيم
تتصاعد وتيرة التحضيرات الدبلوماسية الغربية والاميركية تحديداً لتوجيه ضربة عسكرية إلى النظام السوري رداً على استخدامه أسلحة كيماوية ضد معارضيه، وهو ما أصرّ النظام على نفيه، على لسان وزير الخارجية وليد المعلم، الذي عقد مؤتمراً صحافياً في دمشق، كان لافتاً فيه إبقاء الإشارة إلى ان الضربة غير محسومة.
وفي إطار الاستعدادات الغربية للضربة العسكرية، كشفت مصادر مطلعة في المعارضة السورية في اسطنبول لـ “المدن”، أن الحلقة الضيقة والأساسية في مجموعة دول أصدقاء سوريا، أي الدول الداعمة الـ 11، تعقد في اسطنبول اجتماعاً “سرياً” لبحث الخيارات المتاحة في سوريا، بعد التطورات التي أعقبت “مجزرة الكيماوي” في دمشق وريفها قبل أيام. وأشارت إلى أن “الاجتماعات تستمر حتى اليوم حيث تتمثل الدول الـ 11 على مستوى السفراء الموجودين في اسطنبول، بالإضافة إلى ممثلين عن وزارة الخارجية في كل بلد من هذه البلدان”، وهي الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، إيطاليا، كندا، تركيا، السعودية، قطر، الأردن، بالإضافة إلى الإمارات العربية المتحدة، مضيفة إن “الاجتماعات تعقد في فندق “كون راد” في منطقة باشيكتاش في اسطنبول بالقرب من القصر الرئاسي وسط إجراءات أمنية مشددة.
بدورها، أكدت مصادر لـ “المدن” أن الاجتماع “يأتي كجهد سياسي مكمل لاجتماعات الاردن التي تعقد على المستوى الأمني”. وكشفت أن “هذا الاجتماع يهدف أساساً إلى صياغة مبادرة سياسية تلي أي هجوم عسكري”، موضحاً أن “البند الأول المطروح في هذه المبادرة هو حكومة انتقالية يكون الاسد خارجها، أي تنحيه فعلياً”.
وفي السياق، ذكرت مصادر حضرت اجتماعاً بين مبعوثين غربيين والائتلاف الوطني السوري المعارض في اسطنبول، أن القوى الغربية أبلغت المعارضة السورية بتوقع توجيه ضربة في غضون أيام. وقال مصدر حضر الاجتماع لـ “رويترز” “تم إبلاغ المعارضة بعبارات واضحة أن التحرك لمنع نظام الأسد من استخدام الأسلحة الكيماوية مرة أخرى قد يحدث في غضون الأيام القليلة المقبلة وبأنها يجب أن تستعد في الوقت نفسه لمحادثات سلام في جنيف”.
وفي هذا الاطار، نقلت وسائل اعلام اميركية عن مصادر مسؤولة في الادارة الاميركية ان ضربة عسكرية “خلال ساعات” ضد النظام السوري هي بحكم المؤكدة، وسط ترجيحات نقلتها محطات تلفزة أميركية أن تبدا الضربة الخميس، وتستمر لثلاثة أيام. وقد اكد وزير الدفاع الأميركي، تشاك هاغل، من جهته جهوزية القوات الاميركية لتنفيذ اي اوامر يصدرها الرئيس، باراك اوباما.
وفي انتظار قرار أوباما، أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أنه “ليس بين الخيارات أن لا نقوم بفعل أي شيء” رداً على المجزرة الكيماوية، فيما كان لافتاً حديث الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عن ثلاثة خيارات للرد. وأشار إلى أن الخيارات “تتراوح بين تشديد العقوبات الدولية إلى شن ضربات جوية إلى تسليح المعارضة”، مشدداً على انه “لا يزال من المبكر جدا الحديث عما سيحدث بشكل قاطع”.
أما رئيس الحكومة البريطانية، ديفيد كاميرون، فأكد متحدث باسمه ان القوات البريطانية قد تكون في طور “اعداد خطط طوارئ للرد” على “الاستخدام المقيت للكيماوي” من قبل النظام. واوضح المتحدث في الوقت نفسه ان “أي قرار سيتخذ سيكون في إطار عمل دولي صارم”.
إزاء التحضيرات الدولية، أطل وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، في مؤتمر صحافي، كان الواضح منه السعي إلى امتصاص النقمة الدولية، إذ أصرّ على نفي ضلوع النظام في الهجوم الكيماوي، واصفاً الادعاءات الاميركية عن استخدام قوات الاسد للكيماوي بانها “اكاذيب”. واضاف ان هناك “ادلة” لدى النظام على استخدام المعارضة للسلاح الكيماوي، مشدداً على ان حكومته لم تتاخر في السماح للمفتشين الدوليين بالدخول الى الغوطة.
وفيما لم يجزم المعلم بحصول الضربة العسكرية على سوريا، أكد وجود خيارين إزاءها، إذا حصلت، فإما تستسلم سوريا أو تدافع عن نفسها، لافتا إلى أنّ الخيار الثاني هو الأفضل، موضحا أنّ سوريا ستدافع عن نفسها في هذه الحال بالوسائل المتاحة، مشيرا إلى أنّ أي ضربة تشنها أميركا وحلفاؤها تهدف لخدمة مصالح إسرائيل وجبهة “النصرة” في سوريا. لكن المعلم سعى إلى التقليل من أهمية الضربة، في حال حدوثها، مشيراً إلى أن دمشق اعتادت على تساقط الصواريخ.
إسرائيل، من جهتها، لم تكن بعيدة عن اجواء الضربة العسكرية، إذ ذكرت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية أن سلاح الجو الإسرائيلي في حالة استعداد عملياتي. وأشارت الصحيفة إلى أنه من ضمن الاستعدادات قامت إسرائيل بنشر عدد من منظومات الدفاع الجوي الصاروخي من نوع “باتريوت” في مدينة حيفا.
كذلك، سارع الاسرائيليون الى استبدال اقنعة الغاز القديمة او الضائعة خوفاً من ضربة اميركية مرتقبة على سوريا القريبة التي قد تمتد الى الدولة العبرية. وقالت متحدثة باسم خدمة بريد اسرائيل، التي توزع اقنعة الغاز، إن الطلبات الحقيقية على الاقنعة التي يتم توصيلها ارتفعت بنسبة 300% بالمقارنة مع الايام العادية.
واشنطن تستبق التحقيق بالاتهام .. وموسكو تساند دمشق ولن تحارب من أجلها
«حرب» دولية على سوريا بعنوان «الكيميائي»
على وقع قرع دول غربية طبول الحرب ضد سوريا، وتكاثر التصريحات عن احتمال تكرار السيناريو العراقي، ولو عبر عدوان مصغَّر يتمثل بالضربات الجوية المحدودة ومن دون موافقة مجلس الأمن الدولي، وتحذير موسكو وطهران وبكين من الخيار العسكري، استهل المحققون الدوليون مهمتهم في الغوطة في ريف دمشق، على الرغم من تعرضهم لرصاص القناصة والقذائف، على أن يواصلوا عملهم اليوم.
وعلى الرغم من عدم اعلان المحققين عن أية نتائج مرتبطة بمهمتهم في الغوطة، رفعت الإدارة الأميركية من لهجتها، متهمة السلطات السورية بشكل مباشر بالوقوف وراء الهجوم الكيميائي على غوطة دمشق في 21 آب الحالي، ومحاولة إخفاء الأدلّة عبر قصف المنطقة، ما يشير الى أن الولايات المتحدة تقترب أكثر فأكثر من خيار شن عدوان على سوريا، برغم أن البيت الأبيض أعلن أن الرئيس باراك أوباما لم يتخذ قرارا بهذا الشأن بعد.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني إنه «لا سبيل لإنكار استخدام اسلحة كيميائية في سوريا في انتهاك للعرف الدولي، ولا شك في عقولنا في أن الحكومة السورية مذنبة». وأضاف أن «اوباما يقيم الرد المناسب على استخدام الأسلحة الكيميائية لكنه لم يتخذ قرارا بشأن كيفية الرد». ولم يذكر كارني إطارا زمنيا لاتخاذ أوباما قراره.
في هذا الوقت، خرج الرئيس السوري بشار الأسد بتحذير قوي لواشنطن والدول الغربية، من شن عدوان على سوريا، مؤكدا أنها ستصطدم بالفشل، مثل الحروب التي خاضتها سابقا، وأنه يمكن للغربيين بدء حرب «لكن لا يمكن لهم أن يعرفوا إلى أين ستمتد أو كيف لها أن تنتهي».
ووصف الاسد الإتهامات الغربية حول استخدام القوات السورية أسلحة كيميائية بأنها «تخالف العقل والمنطق، حيث أن القوات السورية لا تبعد كثيرا عن المنطقة». وأعلن أنه طلب، بعد التنسيق مع روسيا، لجنة للتحقيق بموضوع استخدام أسلحة كيميائية في ريف حلب. واستبعد إمكانية ان تساوم موسكو مع الدول الغربية والخليجية بشأن الأزمة السورية. (تفاصيل صفحة14)
وفيما تدرس واشنطن ولندن وباريس الخيارات العسكرية للرد على الهجوم المزعوم بأسلحة كيميائية، حذّرت موسكو من أن التدخل من دون موافقة الأمم المتحدة سيشكل «انتهاكا فاضحا للقانون الدولي». واعتبرت إيران الحديث عن عمل عسكري «خطرا على المنطقة» فيما أعلن العراق معارضته استخدام أجوائه في أي عمل عسكري ضد سوريا.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «إذا اعتقد أحد أن تدمير البنية التحتية العسكرية السورية وترك ساحة المعركة مفتوحة للمعارضة لكي تنتصر سيضع نهاية للنزاع، فإنه واهم»، لكنه شدد على أن روسيا «لا تعتزم الدخول في أي حرب مع أي كان» من أجل سوريا. وأضاف أن «حملة الترهيب قد بدأت، وقد بدأت الأحداث في العراق قبل عشر سنوات وفي ليبيا مؤخرا بنفس الطريقة».
وذكر مكتب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ كاميرون أنه لا يوجد دليل على أن القوات السورية استخدمت أسلحة كيميائية ضد المسلحين، فيما ردّ رئيس الحكومة بأنه «لا يوجد شك» في أن القوات السورية شنت هجوما بأسلحة كيميائية.
زيارة المحققين إلى معضمية الشام
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن المفتشين الدوليين تمكنوا من التحدث إلى ضحايا الهجوم في ريف دمشق رغم تعرض قافلتهم، المؤلفة من ست سيارات، لإطلاق نار قناصة. وسبق ذلك سقوط قذائف هاون قرب فندق «فور سيزنز» حيث تقيم البعثة.
وقال بان كي مون، في بيان عبر الفيديو من سيول، «رغم الظروف الخطيرة للغاية التي واجهها المحققون، إلا أنهم زاروا مستشفيين وقابلوا شهود عيان وناجين وأطباء، كما جمعوا بعض العيّنات». وأضاف «علينا الانتظار قليلا لمعرفة رأي الدكتور (اكي) سلستروم» رئيس الفريق حول العناصر التي جمعت.
وأعلن مسؤولون في الأمم المتحدة أن المستشفيات التي زارها المفتشون هي في معضمية الشام قرب دمشق، وأن الزيارة استمرت حوالى ثلاث ساعات.
وردا على ترويج عدد من المسؤولين الغربيين بأن الأدلة قد تكون اتلفت جراء منع المراقبين من زيارة المنطقة بسرعة والقصف المتواصل عليها، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق إن عملية جمع المعلومات والعيّنات «كانت مثمرة، ويبدو أن الفريق راض عن عمله». وأضاف أن المحققين «يعتزمون مواصلة عملهم الثلاثاء» موضحا أن الفريق «عاد إلى قاعدته لتقييم العناصر التي جمعها اليوم (امس)».
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي إن السيارة في مقدم القافلة اصيبت «مرات عدة» بعيارات نارية، فيما كان المفتشون يحاولون الوصول الى الغوطة شرق العاصمة، موضحا أنه لم تقع بينهم أي اصابات، وأن «السيارة الاولى لمفتشي الاسلحة الكيميائية عادت بسلام الى حاجز للقوات الحكومية». وتبادلت السلطات السورية والمعارضة الاتهامات بشأن من أطلق النار على اعضاء لجنة التحقيق.
كيري
وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في بيان، إن كل الدول يجب أن تتخذ موقفا لأجل المحاسبة عن استخدام الأسلحة الكيمائية في سوريا.
وقال إن «أسلحة كيميائية استخدمت في سوريا، وهذا الأمر أكيد». وأضاف أن المعلومات حتى الآن، ومنها لقطات فيديو وروايات ميدانية، تبين ان «الاسلحة الكيميائية استخدمت في سوريا. وعلاوة على ذلك نعرف أن النظام السوري يواصل حيازة تلك الاسلحة الكيميائية».
واتهم كيري السلطات السورية بشكل غير مباشر باستهداف المنطقة، معتبرا ان «رفض سوريا السماح بالدخول لموقع الهجوم الكيميائي وقصفه، اشارات على ان النظام لديه شيء ليخفيه»، مضيفا ان «استخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا كان واسع النطاق ومن دون تمييز». وأعلن ان لدى واشنطن ادلة اضافية بشأن الهجوم المزعوم وانها ستكشف عنها خلال ايام.
واضاف «ما شاهدناه الاسبوع الماضي في سوريا يصدم الضمير العالمي. انه يتحدى اي معيار اخلاقي. ان المجزرة العمياء بحق مدنيين وقتل نساء واطفال وعابرين ابرياء بواسطة اسلحة كيميائية يشكل وقاحة اخلاقية». وتابع كيري «يعتقد اوباما انه لا بد من محاسبة من استخدموا الاسلحة الاكثر وحشية ضد السكان الاكثر ضعفا في العالم»، مشددا على ان «لا شيء اكثر خطورة اليوم، ولا شيء اكثر يستحق التقصي» من استخدام الاسلحة الكيميائية.
وانسجاما مع موقف حكومته، اتهم كيري ايضا النظام السوري بأن موافقته على توجه محققي الامم المتحدة الى الغوطة جاءت «متاخرة جدا ما يجعلها تفتقر الى الصدقية» وبأنه «قصف الموقع ودمر بشكل منهجي الادلة» الميدانية. وقال «ليس هذا سلوك حكومة لا شيء لديها لتخفيه». وتابع «لا يمكن انتهاك العرف الدولي من دون ان يكون هناك عواقب» لهذا الامر.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماري هارف، بعد بيان كيري، إن ادارة اوباما لم تحدد جدولا زمنيا للرد على استخدام اسلحة كيماوية في سوريا لكن المسؤولين يعدون الخيارات لاوباما بشعور بالحاجة الملحة، من دون تحديد هذه الخيارات. واضافت «يشعر الناس بأنه يوجد احساس بالالحاح، لكن لا يوجد جدول زمني». («السفير»، ا ف ب«، ا ب، رويترز)
لافروف: لن ندخل في حرب مع أحد بسبب سوريا
هل تكرر روسيا تجربتها في العراق 2003؟
ريما ميتا
حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من خطورة القيام بأي عمل عسكري ضد سوريا، على خلفية الاستخدام المحتمل للسلاح الكيميائي في منطقة الغوطة الشرقية قرب دمشق، مشدداً على أن أي تدخل من هذا النوع، لا يمكن أن يتم من دون قرار يصدر عن مجلس الأمن الدولي.
موقف لافروف جاء خلال مؤتمر صحافي أجاب فيه على تساؤلات عدّة ترافق تفعيل عملية التدخل الأجنبي في سوريا على خلفية الكارثة الكيميائية التي شهدتها الغوطة الشرقية.
وبالرغم من وضوح الموقف الروسي في ما يتعلق بمصير سوريا، وبالرغم من صدور أكثر من إعلان روسي رسمي الأسبوع الماضي للتشديد على ضرورة انتظار انتهاء التحقيق في موضوع «الكيميائي»، وتشديد الوزير الروسي على أن الغرب لم يقدم أي أدلة في هذا الإطار، إلا ان اللافت في المؤتمر الصحافي كان رد لافروف على سؤال بشأن الموقف العملي لروسيا في حال قرر الغربيون التدخل في سوريا.
«هل سترد روسيا على الولايات المتحدة في حال تدخلها عسكرياً في سوريا؟»، سئل لافروف، فكان الرد بكل حزم: «روسيا لا تعتزم الدخول في أي حرب مع أي كان بسبب سوريا».
وقال لافروف «تلقيت بقلق بالغ التصريحات التي تطلق من باريس ولندن حول أن الحلف الأطلسي قد يتدخل لتدمير الاسلحة الكيميائية في سوريا حتى من دون قرار من مجلس الأمن الدولي… هذا طريق خطير للغاية، وقد سار شركاؤنا الغربيون فيه مرات عديدة (في السابق)».
وأضاف لافروف أن الدول الغربية تأخذ لنفسها دور مجلس الأمن من دون أن تنتظر نتائج التحقيق بشأن المعلومات عن استخدام السلاح الكيميائي.
ورأى لافروف أن موجة الهستيريا حول استخدام السلاح الكيميائي في سوريا، والتي أثيرت في الفترة الاخيرة، تهدف الى احباط مؤتمر «جنيف -2».
ورداً على سؤال هل ستوجه ضربة عسكرية الى سوريا في وقت قريب، حسب رأيه، قال لافروف إنه تجري الآن «عملية ترويع»، مماثلة لتلك التي كانت قبل الحرب في العراق قبل 10 سنوات، مشيرا الى أن تطور الوضع لاحقاً لا يمكن التنبؤ به.
وعلق الباحث والمحلل الروسي ورئيس المجلس الروسي للسياسة الاقتصادية والدفاعية، فيودر لوكيانوف على المؤتمر الصحافي للوزير الروسي، قائلاً لـ«السفير» إن «لافروف كان واضحاً في قوله إن روسيا لن تدخل في حرب مباشرة مع أي كان من أجل سوريا، ولكن الحديث هنا يدور حول تدخل ميداني ومباشر، بالتالي فإن كلام لافروف لا يستبعد أو يستثني تدخلاً روسيا عبر وسائل أخرى».
واضاف «انا لا أتحدث هنا عن المساعدات العسكرية لسوريا، والتي تؤكد روسيا أنها تجري وفق عقود قديمة، لأن إمكانية تسليمها إلى الجانب السوري في حالة الحرب ستكون غير ممكنة. وهنا لا يستبعد أن تقوم روسيا بمساعدة إيران، التي ستقوم من جهتها بمؤازرة سوريا».
وتجدر الإشارة إلى أن وزير الدفاع السوري السابق حسن تركماني وقّع مع نظيره الإيراني السابق مصطفى محمد نجار في طهران في منتصف حزيران العام 2006، اتفاق تعاون عسكرياً يشمل «تعزيز التعاون المتبادل وكذلك ضرورة الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة».
وبالتالي فإن سوريا تستطيع، في حال الحرب، أن تلجأ إلى هذه الاتفاقية، وأن تدخل العنصر الإيراني إلى المشهد الميداني.
وأكد لوكاينوف أن «روسيا ستساعد سوريا بشكل مباشر أو غير مباشر، حسب ما توفره الظروف» مشيراً إلى أن موسكو لا تزال تحذر الغرب من عواقب التدخل العسكري.
وعن الموقف الروسي، قال لوكيانوف: «إذا ما وضعنا جانباً احتمال التدخل الروسي غير المباشر، فعلى الأرجح سيكون موقف الكرملين تجاه سوريا مشابهاً لموقفه إزاء العراق في العام 2003، حيث بقيت روسيا جانباً لتراقب. وما حدث في العراق يثبت من جديد النظرية الروسية القائلة بمساوئ التدخل العسكري على الأراضي الأخرى. فالأميركيون لم يخرجوا منتصرين من العراق، وفي سوريا سيكون الوضع على ما هو عليه. ولا شك في أن روسيا بحيادها، إذا ما اعتمدت الحياد، ستكون خاسرة على مستويات عدة في المنطقة لأنها ستكون قد تركت مواقعها وثمن العودة ليس بالبخس».
ويعتبر لوكيانوف أن احتمالات التدخل العسكري الغربي موجودة في سوريا إلا أنها ربما ليست الخطوة التالية مباشرة، معتبراً أن واشنطن ستسعى للتدخل بداية عن طريق دعم المعارضة بشكل مكثف بالأسلحة وبالمعدات في انتظار تغيير موازين المعركة، وإذا لم تنجح فربما ستبدأ بالتجهيز لحربها.
وبالفعل، فإنّ روسيا لم تدخل، ولن تدخل، طرفاً في حرب ميدانية، وما قاله لافروف عندما طرح أمثلة يوغوسلافيا والعراق وليبيا يعكس حقيقة ما يفكر به الروس، ولكن من الصعب الاعتقاد فعلاً بأن روسيا ستتخلى عن سنتين ونصف السنة من القتال السياسي على المنابر الدولية من أجل سوريا.
روسيا تعتمد سياسة واضحة في ما يتعلق بسوريا، ولكنها سياسة تعتمد مبدأ الشد والإرخاء، ففي وقت يجري فيه لافروف اتصالاته على كل الجبهات الغربية لتعزيز الخط الديبلوماسي، يصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسي ألكسندر لوكاشيفيتش بأن موسكو «تطلب بحزم عدم فرض النتائج على لجنة التحقيق»، وهي فكرة أكملها أليكسي بوشكوف، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الدوما على مدونته، حيث كتب: «الولايات المتحدة وبريطانيا سترفضان أي تقرير لمفتشي الأمم المتحدة في سوريا لا يوفر الذريعة لضرب دمشق، أي أنهما لن تقبلا إلا تقريراً يتهم الرئيس السوري بشار الأسد بشن الهجوم (الكيميائي) في ريف دمشق يوم الأربعاء الماضي».
وأضاف بوشكوف عبر موقع «تويتر»: «لقد أكدت واشنطن ولندن مسؤولية الأسد (عن المجزرة) قبل أن يقدم فريق مفتشي الأمم المتحدة أي تقرير. إنهما في حاجة إلى تقرير يتهم الأسد، وسترفضان أي تقرير آخر».
سوريا محط الأنظار اليوم أكثر من أي وقت مضى فهي التي ستكون ربما نقطة التحول الجذري في المنطقة ككل بل وفي العالم. في هذا الصدد كان تصريح لافـــروف جلياً: «تقليل شركائنا الأوروبيين من أهمية القانون الدولي أمر بالـــغ الســوء ومن يعتقد أنه بإمكــــانه اعتـــماد قوانـــين كانـــت في عهد اللاقانـــون، فهـــو لا يــنظر إلى المـــدى البعيد، وهــــــذا الأمـــر سينقـــلب عليه تماماً».
المقاتلون يقطعون طريق الامداد الرئيسي لقوات النظام في حلب.. وأنباء عن مقتل قائد جيش الدفاع الوطني و50 من رجاله
كيري يؤكد استخدام اسلحة كيميائية.. لافروف: لا ننوي محاربة أحد حول سورية
الاسد: الاتهامات ‘تخالف العقل والمنطق.. واطلاق النار على موكب خبراء الامم المتحدة اثناء زيارة مواقع في الغوطة
دمشق ـ بيروت ـ وكالات: تفقد مفتشو الامم المتحدة حول الاسلحة الكيمياوية الاثنين منطقة قرب دمشق للتحقيق في احتمال تعرضها للقصف بأسلحة كيمياوية الاسبوع الماضي، رغم تعرض موكبهم لاطلاق نار من قناصة مجهولين، فيما حذر الرئيس السوري بشار الاسد واشنطن من اي تدخل عسكري.
واكد وزير الخارجية الامريكي جون كيري مساء امس ان اسلحة كيميائية استخدمت في سورية واعلن ان المسؤولين عن استخدام السلاح الكيميائي في سورية يجب ان يحاسبوا على اعمالهم، وفيما تدرس واشنطن ولندن الخيارات العسكرية للرد على الهجوم المفترض بأسلحة كيمياوية، حذرت موسكو من ان التدخل بدون موافقة الامم المتحدة سيشكل ‘انتهاكا فاضحا للقانون الدولي’.
وذكر مكتب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ابلغ كاميرون الاثنين انه لا يوجد دليل على ان القوات النظامية السورية استخدمت اسلحة كيمياوية ضد المسلحين المعارضين.
وقال المتحدث باسم مكتب رئاسة الوزراء انه خلال مكالمة هاتفية بين الزعيمين، قال بوتين انه ‘ليس لديهم ادلة على ان هجوما بأسلحة كيمياوية قد وقع او من هو المسؤول عنه’.
وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قال في وقت سابق إن بلاده لا تنوي محاربة أحد في ما يخص الوضع في سورية وتتمنى على الدول الغربية أن تغلّب المصلحة الإستراتيجية على ما عداها، مضيفاً أن الدول الغربية التي تهدد باستخدام القوة العسكرية ضد سورية لم تقدّم أية أدلة بشأن استخدام السلاح الكيمياوي المزعوم، واعتبر أنها تسعى لتعطيل مؤتمر ‘جنيف 2′، محذراً من ‘العواقب الوخيمة’ لاستخدام القوة في المنطقة.
وكان كاميرون قطع الاثنين عطلته الصيفية في مقاطعة كورنوال وعاد إلى لندن ليرأس اجتماعاً لمجلس الأمن القومي في حكومته حول سورية، فيما أعلن وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، ان المملكة المتحدة تدرس خياراتها، ومن الممكن الرد على استخدام أسلحة كيمياوية في سورية بدون تفويض من الأمم المتحدة.
واكد مسؤول امريكي كبير طلب عدم الكشف عن هويته الاثنين ان الولايات المتحدة تزداد اقتناعا بأن النظام السوري يقف وراء هجوم بسلاح كيمياوي مفترض الاسبوع الماضي قرب دمشق، مشيرا الى ان واشنطن تفكر في احتمال القيام بعمل عسكري.
وقال المسؤول الامريكي للصحافيين الذين يرافقون وزير الدفاع تشاك هيغل ‘توجد مؤشرات قوية تدل على استخدام اسلحة كيمياوية’ من قبل النظام السوري.
كما اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان ردا غربيا ‘سيحسم في الايام المقبلة’ على استخدام اسلحة كيمياوية في سورية في 21 اب/اغسطس، مؤكدا انه لم ‘يتم بعد اتخاذ’ اي قرار.
من جهته حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من ان التدخل العسكري في سورية من دون موافقة مجلس الامن الدولي، كما تدعو الى ذلك كل من لندن وباريس، سيكون ‘خطرا’ وانتهاكا فاضحا للقانون الدولي’.
وقال لافروف في مؤتمر صحافي ‘انا قلق اثر تصريحات صادرة من باريس ولندن تفيد بان الحلف الاطلسي يمكن ان يتدخل لتدمير اسلحة كيمياوية في سورية من دون موافقة مجلس الامن’.
وابدت تركيا استعدادها للانضمام الى ائتلاف دولي ضد سورية حتى في غياب اجماع في الامم المتحدة، وفق ما اعلن الاثنين وزير الخارجية احمد داود اوغلو.
وافاد ناشطون لوكالة فرانس برس ان المفتشين تفقدوا موقع الهجوم رغم تعرضهم لاطلاق نار من قناصة، وقالت المعارضة ان القوات السورية هي التي اطلقت النار باتجاه المراقبين بهدف ‘تخويفهم’.
وعاد المفتشون الى دمشق بعد الظهر كما افادت صحافية لوكالة فرانس برس.
ولم يصب اي من المفتشين بأذى، الا انهم اضطروا للعودة الى حاجز للقوات النظامية واستبدال سيارة مصابة قبل متابعة طريقهم، بحسب الامم المتحدة. واتهمت دمشق مقاتلي المعارضة بالوقوف خلف الاعتداء.
وقال ناشط قدم نفسه باسم ‘ابو نديم’ لفرانس برس عبر سكايب ‘تمكن مفتشو الامم المتحدة من دخول مدينة معضمية الشام (جنوب غرب دمشق) برفقة مدنيين، وزاروا مركز الهلال الاحمر وتحادثوا الى الاطباء هناك’، مشيرا الى انهم التقوا كذلك ‘اشخاصا اصيبوا بآثار من الاسلحة الكيمياوية واقارب لشهداء’ قضوا الاربعاء الماضي.
واشار الى ان المفتشين ارتدوا سترات وخوذات واقية من الرصاص، ورافقهم عناصر أمن خاصون بهم يحملون اجهزة اتصال لاسلكية.
واظهرت اشرطة فيديو عرضها الناشطون على شبكة الانترنت، المفتشين في ما يبدو انه مستشفى ميداني، وقد ارتدى بعضهم خوذات زرقاء اللون، وهم يتحدثون بالانكليزية الى شبان في قاعة.
واستهجن الرئيس السوري الاتهامات الغربية الموجهة الى نظامه بشن هجوم بالاسلحة الكيمياوية معتبرا انها ‘تخالف العقل والمنطق’.
وقال في مقابلة اجرتها معه صحيفة ‘ازفستيا’ الروسية ان هذه الاتهامات ‘تخالف العقل والمنطق، لذلك فان هذه الاتهامات هي اتهامات مسيسة بالمطلق’ موضحا انه ‘ليس هناك جهة في العالم فما بالك بدولة عظمى، تطلق اتهاما ثم تقوم بجمع الادلة عليه.’
من جانب اخر، حذر الاسد الولايات المتحدة من اي تدخل عسكري في سورية. وقال ان الولايات المتحدة ‘ستصطدم بما اصطدمت به بكل حروبها من فيتنام حتى الان، بالفشل’.
في المقابل، رأت ايران ان الحديث عن احتمال تدخل عسكري في سورية ‘خطر’. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية عباس عراقجي ‘فيما تحتاج المنطقة الى الهدوء، فان الحديث عن هجوم عسكري على سورية، وحتى من دون تصريح من مجلس الامن الدولي، امر بالغ الخطورة ويمكن ان يؤدي الى توترات’.
كما اعربت الحكومة العراقية الاثنين عن معارضتها لاستخدام اجوائها او اراضيها لشن اي هجوم ضد سورية. وقال علي الموسوي المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء نوري المالكي ‘كنا وما زلنا ضد العمل العسكري وكنا نامل ان يكون هناك حل سلمي وسياسي للازمة لان الحل العسكري لا يؤدي الا الى تفاقم الازمة’.
وبدأ الاثنين في الاردن اجتماع يضم رؤساء هيئات الاركان لجيوش عدة دول منها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لبحث أمن المنطقة وتداعيات النزاع السوري.
ميدانيا، قطع مقاتلو المعارضة السورية طريق الامداد الوحيدة للقوات النظامية الى محافظة حلب في شمال البلاد، بسيطرتهم الاثنين على بلدة خناصر الاستراتيجية شرق حلب، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن أنباء وردت عن مقتل العقيد حسن خاشير قائد جيش الدفاع الوطني في مدينة حلب شمال سورية الاثنين خلال اشتباكات لقوات الدفاع الوطني والقوات النظامية مع مقاتلي الكتائب المقاتلة.
وذكر المرصد، أن أنباء وردت أيضا بأن أكثر من 50 عنصرا من عناصر جيش الدفاع الوطني والقوات النظامية قتلوا برفقة قائد جيش الدفاع الوطني.
وتبنت جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة التي تقاتل النظام السوري اغتيال محافظ حماة (وسط) الاحد مؤكدة انها نفذت العملية انتقاما للهجوم المفترض باسلحة كيمياوية. واعلنت جبهة النصرة على حسابها على موقع تويتر ‘ضمن سلسلة غزوات العين بالعين، مقتل محافظ حماة أنس ناعم وعدد من مرافقيه على ايدي ليوث جبهة النصرة في حماة بسيارة مفخخة، ولله الحمد’.
كما سقطت قذائف هاون الاثنين على احياء في وسط دمشق، ما ادى الى اصابة ثلاثة اشخاص بجروح، بحسب ما افادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا).
الفيصل: النظام السوري فقد هويته العربية بعد استخدام السلاح الكيماوي ضد شعبه
الرياض ـ (د ب أ)- أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن النظام السوري فقد هويته العربية ، داعيا إلى “ضرورة اتخاذ موقف دولي حازم خصوصا بعد استخدام السلاح الكيماوي المحرم دوليا في مجزرة ريف دمشق الأخيرة”.
وقال الأمير سعود الفيصل في كلمته له أمام اللجنة السعودية المغربية المشتركة التي عقدت اجتماعها في جدة الثلاثاء إن “رفض النظام السوري لكل المحاولات العربية المخلصة والجادة،ورفضه للتعاون مع كافة المبادرات،وإصراره على المضي قدماً في غيه،وارتكابه المجازر المروعة بحق شعبه وأبناء جلدته،خصوصا بعد استخدام السلاح الكيماوي المحرم دوليا في مجزرة ريف دمشق الأخيرة بات يتطلب موقفا دوليا حازما وجادا لوقف المأساة الإنسانية للشعب السوري” ، مشددا أن “النظام السوري فقد هويته العربية ولم يعد ينتمي بأي شكل من الأشكال للحضارة السورية التي كانت دائما قلب العروبة”.
وأوضح الأمير سعود الفيصل “إننا وأمام هذا الواقع المؤلم مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى الوقوف صفاً واحداً لمواجهة هذه التحديات الجسيمة ، وصيانة أمن واستقرار أوطاننا وحماية مقدرات شعوبنا”.
وأضاف :”إننا مطالبون بالعمل جديا على منع التدخل الخارجي في شئوننا سواء على المستوى الوطني ، أو على المستوى القومي”.
تأتي تصريحات الفيصل وسط استعدادات أمريكية لشن هجوم على سورية على خلفية مزاعم المعارضة السورية بأن قوات الرئيس السوري بشار الأسد استخدمت غازا ساما في أحد معاقلها في ريف دمشق ما أسفر عن مقتل 1300 شخص.
غير أن الحكومة السورية تنفي ذلك.
ولكن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أعلن أمس أن هناك أدلة على استخدام أسلحة كيماوية في هجوم ريف دمشق.
وأعلن وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل في وقت سابق اليوم الثلاثاء عن استعداد القوات الأمريكية لشن هجوم على سورية إذا أعطيت الأمر بهذا من الرئيس باراك أوباما.
مشاورات دبلوماسية امريكية مكثفة تمهيدا للتدخل في سورية والغرب يبلغ المعارضة بتوجيه ضربة في غضون أيام
واشنطن ـ وكالات: واصل المسؤولون الامريكيون الثلاثاء مشاوراتهم الدبلوماسية مع نظرائهم للاتفاق على “رد ملائم” على الهجوم الكيميائي في سورية في 21 آب (اغسطس)، بحسب البيت الابيض ووزارة الخارجية الامريكية، فيما ذكرت مصادر حضرت اجتماعا بين مبعوثين غربيين والائتلاف الوطني السوري المعارض في اسطنبول أن القوى الغربية أبلغت المعارضة السورية ان تتوقع توجيه ضربة لقوات الرئيس السوري بشار الأسد في غضون أيام.
وقد امضى وزير الخارجية الامريكي جون كيري ايامه الخمسة الاخيرة في اجراء اتصالات هاتفية مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ووزراء خارجية البلدان الحليفة – بريطانيا وفرنسا وكندا وتركيا والسعودية والامارات العربية المتحدة والاردن- ومع نظيريه الروسي والسوري.
ومساء الاثنين، اتصل وزير الخارجية الامريكي ايضا بوزراء خارجية بريطانيا والاردن وتركيا والسعودية والامارات العربية المتحدة وقطر. وتحدث ايضا من جديد مع الامناء العامين للامم المتحدة والحلف الاطلسي والجامعة العربية ووزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الامريكية ان هذه الاتصالات تمحورت حول “الرد الملائم” على الهجوم الكيميائي المفترض في 21 آب (اغسطس) قرب دمشق الذي ينسبه قسم كبير من المجموعة الدولية الى النظام السوري.
وكان كيري اوضح الاثنين ان اسلحة كيميائية قد استخدمت في سورية الاربعاء الماضي، وتحدث عن “وقاحة اخلاقية” يتعين محاسبة المسؤولين عنها.
واكدت دمشق انها ستدافع عن نفسها ضد هجوم دولي يبدو وشيكا. والتحالف الذي يتكون للقيام بهذه العملية العسكرية المحتملة ستتزعمه على ما يبدو الولايات المتحدة وبمشاركة بلدان اوروبية مثل فرنسا وبريطانيا ودعم من بلدان المنطقة كتركيا.
من جهته تحادث الرئيس باراك اوباما بعد ان بحث في نهاية الاسبوع في ملف سورية مع حلفائه الاوروبيين رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، هاتفيا مع رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر بحسب البيت الابيض.
واعرب المسؤولان عن “قلقهما العميق” لاستخدام الاسلحة الكيميائية في سورية و”اتفقا على البقاء على اتصال وثيق بشأن رد المجتمع الدولي” على الهجوم المفترض في 21 اب (اغسطس) بحسب المصدر نفسه.
ومساء الاثنين اشارت الرئاسة الامريكية الى محادثة مماثلة بين اوباما ورئيس الوزراء الاسترالي كيفن راد.
من جانبه تحادث وزير الدفاع الامريكي تشاك هيغل الذي يقوم حاليا بجولة في اسيا، مع نظيريه الفرنسي جان ايف لو دريان والبريطاني فيليب هاموند ووعد ب”التنسيق” مع حلفائه في ملف سورية حسب ما اعلن الثلاثاء المتحدث باسم البنتاغون جورج ليتل.
وقال مصدر حضر الاجتماع الذي انعقد الإثنين لرويترز “تم إبلاغ المعارضة بعبارات واضحة أن التحرك لمنع نظام الأسد من استخدام الأسلحة الكيماوية مرة أخرى قد يحدث في غضون الأيام القليلة المقبلة وبأنها يجب أن تستعد في الوقت نفسه لمحادثات سلام في جنيف.”
وأوضحت المصادر أن الاجتماع الذي عقد بفندق في وسط اسطنبول كان بمشاركة شخصيات بارزة في الائتلاف الوطني السوري من بينها رئيس الائتلاف أحمد الجربا ومبعوثون من 11 دولة أساسية في تحالف “أصدقاء سوريا” منهم السفير الامريكي السابق في سورية روبرت فورد وهو الان يقود اتصالات واشنطن مع المعارضة.
وفي مواجهة اعتراض روسي وصيني قد يعرقل آفاق محادثات سلام مقترحة في جنيف تعهد خصوم الأسد بمعاقبته على هجوم مزعوم بالغاز السام في مناطق تسيطر عليها المعارضة في دمشق يوم 21 أغسطس اب مما أدى الى مقتل المئات.
وقال مصدر آخر ان فورد ابلغ الجربا في الاجتماع ان الائتلاف يجب ان “يتوقع تحركا مناسبا لمنع المزيد من استخدام الاسلحة الكيماوية.”
وقدم الجربا لمجموعة اصدقاء سورية التي تضم 11 دولة قائمة بعشرة اهداف مقترحة.
وشملت القائمة مطار المزه العسكري على الاطراف الغربية لدمشق وقاعدة الصواريخ في القطيفة شمالي المدينة ومقار الفرقة الرابعة ميكانيكي وهي وحدة خاصة يقودها ماهر الاسد شقيق بشار المرهوب الجانب وتتألف بالاساس من افراد من الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الاسد.
وتتألف مجموعة اصدقاء سورية من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وايطاليا والمانيا وتركيا والسعودية ومصر والاردن والامارات العربية المتحدة وقطر.
وتمكن خبراء من الأمم المتحدة يحاولون معرفة ما حدث بالضبط في الهجوم من دخول المنطقة أمس الإثنين لمقابلة ناجين رغم تعرض الخبراء لاطلاق نار في مناطق تسيطر عليها الحكومة لكنهم أجلوا اليوم الثاني لعملهم حتى الأربعاء.
وقالت شخصية بالمعارضة السورية “الامريكيون يربطون اي عمل عسكري بقضية الاسلحة الكيماوية. لكن الرسالة واضحة: انهم يتوقعون ان تكون ضربة قوية بدرجة تجبر الاسد على الذهاب لفيينا وقبول حكومة انتقالية بسلطة كاملة.
“الرسالة للمعارضة هي اعداد فريق لجنيف وان تكون مستعدة لاحتمال حدوث انتقال (للسلطة). لكن علينا ايضا ان نستعد لاحتمال انهيار النظام. اذا انتهى الامر بالضربة ان شلت اركان النظام واذا ضربوا رموز القوة العسكرية للنظام في دمشق فقد ينهار.”
وقالت المصادر ان الاجتماع كان مقررا قبل الهجوم المزعوم بغاز الاعصاب على ضواحي دمشق وكان يستهدف بالاساس مناقشة الاعداد لمؤتمر السلام المقترح في جنيف وترعاه الولايات المتحدة وروسيا والذي تأجل مرارا.
وقال الجربا هذا الشهر ان الائتلاف رحب بالمشاركة في جنيف بدون شروط لكن لا يزال يتوقع ان يتمخض الاجتماع عن عملية انتقال من شأنها ان تطيح بالاسد وكبار معاونيه من السلطة.
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال في يونيو حزيران الماضي ان السلطات مستعدة لتشكيل حكومة وحدة وطنية ذات قاعدة عريضة لكن لن “تتوجه الى جنيف لتسليم السلطة لطرف آخر” في اشارة الى ان الاسد لا يخطط للتخلي عن حكم البلاد.
مصدر روسي: الدفاعات السورية ستحول دون تحقيق “نصر سهل” على دمشق
موسكو ـ (ا ف ب) – ذكر مصدر عسكري دبلوماسي روسي الثلاثاء ان اي تدخل عسكري غربي في سوريا لن يحقق “نصرا سهلا” لان الحكومة السورية لديها ما يكفي من انظمة الدفاع الجوي لصد الهجمات، بحسب وكالة انترفاكس الروسية للانباء.
ونقلت الوكالة عن المصدر قوله انه “اذا شن الجيش الاميركي وقوات الحلف الاطلسي عملية ضد سوريا، فلن يتحقق نصر سهل”.
واضاف ان “نظام بوك-ام 2 اي لصواريخ ارض جو المتعدد الوظائف وغيره من وسائل الدفاع الجوي التي تملكها القوات السورية سترد بالشكل المناسب على المعتدين”.
وقال المصدر ان سوريا تملك حاليا ما يصل الى 10 بطاريات من انظمة الدفاع الجوي هذه.
وصواريخ بوك-ام2 اي السوفياتية-الروسية الصنع هي صواريخ ارض جو متوسطة المدى مصممة لاعتراض صواريخ كروز والقنابل والطائرات بدون طيار.
وتدرس العديد من الدول الغربية تقودها الولايات المتحدة شن ضربات جوية ضد النظام السوري ردا على هجوم باسلحة كيميائية تتهم تلك الدول النظام السوري بشنه الاسبوع الماضي.
وقالت موسكو ان استخدام القوة ضد حليفتها التقليدية سوريا سيكون له “انعكاسات كارثية” على المنطقة، وان روسيا لا تتدخل في النزاع عسكريا.
الأمم المتحدة تعلن إرجاء زيارة مفتشيها إلى ريف دمشق حفاظا على أمنهم
الامم المتحدة- (ا ف ب): اعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء تأجيل الزيارة التي كان من المقرر أن يقوم بها فريقها للتفتيش على الاسلحة إلى موقع قرب دمشق بسبب مخاوف “على أمنهم”.
وقال المتحدث باسم الامم المتحدة فرحان حق ان تعرض فريق الخبراء الاثنين إلى هجوم بنيران القناصة أدى إلى مراجعة خطة العودة الى الغوطة في ريف دمشق.
وقال حق “عقب هجوم امس على قافلة الامم المتحدة، فقد تقرر بعد تقييم شامل انه يجب تاجيل الزيارة يوما واحدا لتحسين الاستعداد وسلامة الفريق”.
واضاف ان الفريق الدولي لم يحصل بعد على “تاكيد السماح” بزيارة جديدة، الا انه قال انه من المتوقع الحصول عليها الثلاثاء. ولم يكشف عن اية تفاصيل توضح سبب تاخر التاكيد.
ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون مرة اخرى “جميع اطراف النزاع الى تامين مرور امن للفريق”، بحسب المتحدث.
وقال “من مصلحة جميع الاطراف الحصول على ادلة حقيقية وان يتوضح الوضع الذي جلب الكثير من المعاناة على الشعب السوري”.
بريطانيا تضع خطط طوارئ ومقاتلات تصل إلى قبرص في اطار الاستعدادات لتوجيه ضربة عسكرية ضد سوريا
لندن- (ا ف ب)- (يو بي اي): اعلن متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الثلاثاء أن القوات المسلحة البريطانية تضع خطط طوارئ لعمل عسكري محتمل في سوريا، الا انه قال انه لم يتم اتخاذ قرار حول نوع هذا العمل المحتمل.
وسيقرر كاميرون في وقت لاحق الثلاثاء ان كان سيستدعي اعضاء البرلمان من اجازتهم الصيفية لمناقشة احتمال تدخل عسكري في سوريا عقب الهجوم المفترض باسلحة كيميائية على ريف دمشق الاربعاء الماضي، بحسب المتحدث.
واضاف المتحدث “نحن نواصل النقاش مع شركائنا الدوليين حول الرد المناسب، ولكن وفي اطار ذلك فاننا نضع خططا طارئة للقوات المسلحة”.
واكد ان رئيس الوزراء سيواصل المحادثات مع قادة العالم للاتفاق على “الرد المناسب” للهجوم الكيميائي الذي تتهم واشنطن ولندن وباريس القوات النظامية السورية بشنه.
واضاف ان ما يجري هو “للردع من استخدام الأسلحة الكيميائية”.
ومن جهة أخرى، ذكرت صحيفة (الغارديان) الثلاثاء أن طائرات وناقلات عسكرية بدأت الوصول إلى قاعدة أكروتيري الجوية البريطانية في قبرص، في ما اعتبرته مؤشراً على تزايد الاستعدادات لتوجيه ضربة عسكرية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
ونقلت الصحيفة عن طيارين اثنين يقومان برحلات تجارية منتظمة من لارنكا أنهما “شاهدا طائرات نقل عسكرية من طراز (سي ـ 130) من قمرة القيادة في طائرتيهما، وتشكيلات صغيرة من طائرات مقاتلة على شاشات الرادار يعتقدان أنها آتية من أوروبا”.
وقالت إن سكاناً يقيمون بالقرب من القاعدة الجوية البريطانية في قبرص، التي تتمتع بالسيادة منذ عام 1960، أكدوا بأن الحركة في قاعدة أكروتيري أصبحت أعلى بكثير من المعتاد في اليومين الماضيين.
وأضافت الصحيفة أن وصول الطائرات الحربية إلى قبرص يشير إلى أن الإستعداد المتقدم تم بموجب أوامر من حكومة المملكة المتحدة، مع تصعيد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الامريكي باراك أوباما وزعماء أوروبا خطابهم ضد الرئيس الأسد، الذي يتمهونه بشن هجوم الأسلحة الكيميائية في ريف دمشق الأسبوع الماضي والذي أدى إلى مقتل المئات.
وأشارت الصحيفة إلى أن حدة المواجهة بين سوريا والغرب تصاعدت اثر وقوع مفتشي الأمم المتحدة في سوريا تحت نيران قناصة مع اقترابهم من موقع الهجوم المزعوم بالأسلحة الكيميائية في ريف دمشق.
ونسبت إلى طبيب سوري يدير عيادة طبية مؤقتة في مدينة المعضمية بريف دمشق يُدعى (أبو أكرم) قوله بعد لقائه مفتشي الأمم المتحدة “إن فريق التفتيش كان من المفترض أن يصل في الساعة العاشرة صباحاً بتوقيت دمشق لكنه وصل في الساعة الثانية بعد الظهر، مع أن الطريق بين فندق الفصول الأربعة في دمشق، حيث يقيم، والمعضمية يحتاج إلى 15 دقيقة بالسيارة، جراء تعرضه لنيران شاهدنا آثارها واضحة على سياراته”.
وأضاف الطبيب (أبو أكرم) أن مفتشي الأمم المتحدة “أخذوا عينات من دم وبول وخصلات من شعر الضحايا في العيادة، كما سجلوا افاداتهم أيضاً على شريط فيديو وتحدثوا مع أكثر من 20 ضحية للهجمات الكيميائية في ريف دمشق”.
تصعيد غربي ضد دمشق بسبب “الكيماوي“
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
صعدت دول غربية لهجتها ضد دمشق، بعد اتهامات للنظام السوري باستخدام أسلحة كيماوية في قصف ريف دمشق الأسبوع الماضي، ما أدى إلى مقتل المئات على الأقل.
ويأتي هذا التصعيد بينما أبلغت قوى غربية المعارضة السورية بتوقع توجيه ضربة عسكرية خلال أيام، حسبما أوردت وكالة “رويترز”، الثلاثاء، وهو أمر حذرت منه إيران.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن الرئيس الأميركي باراك أوباما، يبحث “الرد المناسب” على “الانتهاك السافر للمعايير الدولية”، في إشارة إلى استخدام السلاح الكيماوي، وذلك في أعقاب تلويح الإدارة الأميركية بإمكان اللجوء إلى العنف ضد النظام السوري.
وقال كارني إنه “لا يوجد شك أن السلاح الكيماوي استخدم في سوريا وأن النظام هو من استخدمه. فهو يمتلك القدرة على قصف هذه الأسلحة بالطريقة التي ضربت بها”.
ومن جانبه تعهد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الثلاثاء، بمعاقبة من قتلوا الأبرياء في سوريا، مشيرا إلى “كل الأدلة تشير إلى أن الحكومة السورية هي من استخدم الكيماوي”.
وقال هولاند في مؤتمر صحفي إن الحل الدبلوماسي “لا يلغي الخيار العسكري”، واعتبر أن الحرب “الأهلية” السورية تهدد السلام العالمي، ومشددا على ضرورة الرد على “المجزرة الكيماوية” في سوريا.
كما أكد الرئيس الفرنسي أن بلاده ستعزز المساعدات العسكرية للمعارضة السورية المسلحة.
وفي لندن قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن أي عمل عسكري ضد سوريا يجب أن يكون بشكل محدد، مشددا أننا “لسنا على وشك التورط في حرب بالشرق الأوسط”.
وأضاف: “نعلم أن النظام يملك هذه الأسلحة (الكيماوية) وقد سبق له استخدامها. والسؤال هل سنسمح باستمرار استخدام تلك الأسلحة”؟
وتأتي تصريحات كاميرون في وقت أكد مصدر حكومي بريطاني أن لندن لا تسعى إلى “قلب” نظام الحكم في سوريا.
وقال بيان في روما إن رئيس الوزراء الإيطالي إنريكو ليتا اتفق في مكالمة تليفونية مع نظيره البريطاني كاميرون على أن استخدام سوريا أسلحة كيماوية “غير مقبول”.
وقال ليتا في بيان “اتفقت المملكة المتحدة وإيطاليا على حقيقة أن سوريا قد تجاوزت نقطة اللاعودة.”
وقال البيان إن الهجمات “جريمة غير مقبولة لا يمكن أن يتهاون المجتمع الدولي بشأنها”.
ونقلت الوكالة أن الهدف من الضربة العسكرية سيكون منع دمشق من استخدام السلاح الكيماوي، كما قالت إن المعارضة السورية سلمت قوى غربية قائمة بأهداف مقترحة لضربها.
وكان وزير الدفاع الأميركي تشاك هغل صرح أن الجيش الأميركي مستعد للتحرك إذا أمر الرئيس باراك أوباما بذلك في سوريا.
وتدرس الولايات المتحدة وحلفاؤها الدوليون وعلى رأسهم بريطانيا وفرنسا وتركيا القيام بعملية عسكرية ضد الحكومة السورية في حال ثبت استخدامها للكيماوي في غوطة دمشق، حيث قالت تقارير إن مئات الأشخاص قتلوا فيها.
تعليقات عربية ودولية
من جهة أخرى تعددت التصريحات العربية والدولية بشأن الضربة المحتملة على سوريا، وطالب وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، المجتمع الدولي باتخاذ موقف “حازم وجاد” ضد النظام السوري الذي قال إنه “فقد هويته العربية”.
وقال سعود الفيصل في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية إنه بعد “استخدام السلاح الكيماوي المحرم.. بات الأمر يتطلب موقفا دوليا حازما وجادا لوقف المأساة الإنسانية للشعب السوري خصوصا أن النظام السوري فقد هويته العربية ولم يعد ينتمي بأي شكل من الأشكال للحضارة السورية التي كانت دائما قلب العروبة”.
وقالت الجامعة العربية إن من هم وراء الهجوم الكيماوي يجب أن يواجهوا العدالة الدولية، وحثت أعضاء مجلس الأمن الدولي على تجاوز خلافاتهم واتخاذ إجراء لوقف القتل هناك.
وفي بيان صدر بعد اجتماع في القاهرة حملت الجامعة الحكومة السورية المسؤولية كاملة عن الهجوم، وطالبت بتقديم كل مرتكبي الهجوم لمحاكمات دولية.
وتمسك وزير الخارجية المصري نبيل فهمي بعدم وجود حل عسكري بسوريا، وأضاف أن القاهرة لا “تعتزم تشجيع الجهاد” هناك.
ومن جهته قال رئس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن إسرائيل ليست طرفا في الصراع في سوريا، وإنها سترد بقوة على أي هجمات على إسرائيل.
وفي وقت سابق، الثلاثاء، أعلنت رئاسة الوزراء البريطانية أن لندن تعد خططا لتدخل عسكري محتمل في سوريا.
وقال رئيس الوزراء البريطاني دافيد كاميرون إن شن هجمات بالأسلحة الكيماوية في سوريا شيء “مقيت تماما” يتطلب تحركا من جانب المجتمع الدولي وإن بريطانيا تدرس اتخاذ “رد مناسب”.
وقطع كاميرون عطلته ليعود إلى لندن ودعا لانعقاد البرلمان مبكرا لبحث كيفية الرد على الأحداث الأخيرة في سوريا.
من جهته قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن شن هجوم كيماوي يمثل “جريمة ضد الإنسانية ينبغي عدم السكوت عنها”.
نحذيرات روسية وإيرانية
وحذرت الخارجية الروسية الولايات المتحدة والأسرة الدولية مما سمته “عواقب كارثية” على دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في حال توجيه أي ضربة عسكرية ضد سوريا، ودعتها إلى احترام القانون الدولي.
وأكد وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان الثلاثاء أن أي عمل عسكري ضد النظام السوري سيهدد أمن المنطقة واستقرارها.
وقال دهقان في تصريحات لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية: “في حال حصول هجوم عسكري ضد سوريا، فإن أمن المنطقة واستقرارها سيكون مهددا”.
سيناريوهات ضرب سوريا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
مع تزايد الضغوط لعمل عسكري ما ضد سوريا ردا على استخدام أسلحة كيماوية ضد المدنيين كثر حديث المعلقين والمحللين والخبراء عن سيناريوهات الأيام المقبلة، ويمكن تلخيص ما يتم تداوله إعلاميا على النحو التالي:
يقدم المفتشون تقريرهم للأمم المتحدة ويعرضه أمينها العام على مجلس الأمن، وفي الأثناء تضع أميركا وبريطانيا وفرنسا مشروع قرار للمجلس يدين الهجمات الكيماوية ويحمل الحكومة السورية المسؤولية ويعطي تفويضا للرد باستخدام القوة.
قد تستخدم روسيا والصين حق الفيتو لإفشال القرار، فتلجأ أميركا إلى مبدأ “المسؤولية عن حماية المدنيين”، والتي تبنتها الأمم المتحدة عام 2005 كحق للدول الأعضاء في التدخل “لحماية المدنيين من المذابح الجماعية وجرائم الحرب والتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية”.
وهذا ما يجري الحديث عنه في تصريحات المسؤولين الغربيين بأن الرد على سوريا عسكريا قد يتم دون “إجماع في مجلس الأمن”.
احتمالان عسكريان
هناك احتمالان رئيسيان لأي رد عسكري، ورغم التصريحات النارية من فرنسا وبريطانيا وتركيا وغيرها فإن القرار الحاسم هو الخيارات العسكرية الأميركية على ما يبدو.
لكن الأرجح أيضا أن الولايات المتحدة لن تتصرف منفردة وإنما معها حلف شمال الأطلسي (الناتو) ودول إقليمية حول سوريا.
يتوقف السيناريو على طبيعة الرد المقرر، فإذا كان عقابيا فقط سيتضمن قصفا بالصواريخ لمواقع عسكرية سورية محددة، يرجح أن من بينها بطاريات صواريخ ومخازن أسلحة ثقيلة وفتاكة ومراكز عمليات عسكرية واتصالات.
قد يكون مخزون الأسلحة الكيماوية السوري من بين أهداف القصف، إلا أن هناك مخاطرة كبيرة في ذلك أن القصف قد لا “يبخر” محتوى الأسلحة الكيماوية تماما ما يعني تسرب ضار بالسكان في محيط واسع. أو أن يؤدي قصف المخازن إلى استيلاء المعارضة على ما يتبقى من مخزون الأسلحة الكيماوية ـ خاصة جماعات متطرفة دينيا بين مقاتلي المعارضة.
أما إذا كان الرد المقرر واسعا ويستهدف قلب الميزان العسكري لصالح إسقاط النظام السوري، فسيتضمن قصفا أوسع لا يقتصر على المدمرات والغواصات من المتوسط وإنما يشمل قصفا بالطيران يعقبه فرض مناطق حظر جوي.
وهنا سيتسع نطاق القصف ليشمل المزيد من القواعد والمطارات العسكرية ومباني أجهزة حكومية حساسة (في دمشق في الأغلب) وطرق ووسائل اتصال.
الاستعدادات
تتم التعبئة العسكرية للاحتمالين، وأغلبها في البحر الأبيض المتوسط.
القوة القتالية التابعة للبحرية الأميركية تتضمن أربع مدمرات موجودة بالفعل في شرق المتوسط وانتقلت إلى أقرب نقطة لسوريا استعدادا لتنفيذ الهجوم وهي ماهان وباري (التي شاركت في قصف ليبيا من قبل) وغرافيلي وراميج.
المدمرات مزودة بصواريخ كروز “توماهوك” كما يمكن استخدام قاذفات صواريخ تنطلق من القاعدة الجوية البريطانية في قبرص (لا يوجد بها طائرات بريطانية، لكن يمكن للأميركيين استخدامها). ولا تحتاج الطائرات للتحليق فوق سوريا، بل يمكنها قصف أهدافها من خارج المجال الجوي السوري.
هذا بالإضافة إلى الغواصة البريطانية إتش إم إس تايرلس الموجودة في مياه المتوسط ومزودة بصواريخ كروز. وتتحرك قطع أخرى للأسطول البريطاني من قرب شاطئ ألبانيا، لكنها تعمل للمساعدة إذ لا يمكنها قصف صواريخ على سوريا.
وفي حال الاحتمال الثاني، فهناك قاعدة إنجرليك الجوية في تركيا والتي يستخدمها الناتو، وهناك طائرات إف16 أميركية في شمال الأردن، كما يمكن استخدام المقاتلات الأميركية من قواعد في دول الخليج.
المعلم: سندافع عن أنفسنا بـ”وسائل مفاجئة“
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن سوريا ستدافع عن نفسها بكل الوسائل المتاحة في حال تعرضت لهجوم عسكري، مضيفا أن لدى بلاده “وسائل دفاعية ستفاجئ الجميع”.
وفي مؤتمر صحفي عقد ظهر الثلاثاء بدمشق قال المعلم إن الاتهامات التي توجه إلى سوريا باستخدام الأسلحة الكيماوية في ريف دمشق “بدون دليل” واتهم المعارضة المسلحة بعرقلة عمل المفتشين الدوليين.
وأضاف أن الهدف من الأخبار التي تتردد عن تدخل عسكري في سوريا هو “فك الارتباط بين الشعب السوري والقيادة، لكن ذلك لن ينجح” وفقا لتعبيره.
وفي ما يتعلق بالمعارك التي تخوضها القوات الحكومية ضد المعارضة قال المعلم إن أي ضربة غربية لسوريا لن توقف المعارك ضد المقاتلين المعارضين. وقال إن أي ضرية عسكرية توجه إلى سوريا ستخدم مصالح إسرائيل وتنظيم القاعدة.
وعن فريق التحقيق الدولي قال المعلم إن المحققين لم يتمكنوا الثلاثاء من زيارة الموقع الذي خططوا لزيارته في ريف دمشق وتم تأجيله إلى الأربعاء لأن المعارضة رفضت وقف إطلاق النار.
وأضاف أن دمشق وافقت على زيارة اللجنة إلى 4 مواقع في ريف دمشق كان الائتلاف السوري المعارضة طلب من مجلس الأمن التحقيق فيها.
البيت الأبيض: سننشر دليلاً على استخدام الكيميائي هذا الأسبوع
أكد البيت الأبيض رسمياً أمتلاك الاستخبارات الأميركية دلائل على استخدام النظام السوري الاسلحة الكيميائية، وقال المتحدث الرسمي جاي كارني: إذا لم نرد بطريقة حاسمة سوف يجدد النظام السوري استعمال الأسلحة الكيميائية.
واشنطن: اعلن البيت الابيض الثلاثاء ان الولايات المتحدة ستنشر قبل نهاية الاسبوع الجاري تقريرا صادرا عن اجهزة استخباراتها يثبت استخدام النظام السوري اسلحة كيميائية.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الاميركية جاي كارني “اعتقد انه بامكانكم توقع الحصول (على هذا التقرير) خلال الاسبوع الجاري”، مشيرا الى ان الرئيس الاميركي باراك اوباما لا يزال يفكر في الرد المناسب للهجوم الكيميائي الذي تتهم واشنطن نظام الرئيس السوري بشار الاسد بالقيام به ضد مدنيين في 21 اب/اغسطس في الغوطة الشرقية بريف دمشق.
وأكد البيت الابيض الثلاثاء ان مسؤولية نظام الرئيس السوري بشار الاسد في الهجوم الكيميائي الذي شهدته الغوطة الشرقية في ريف دمشق الاسبوع الماضي “لا شك فيها”. وقال المتحدث باسم البيت الابيض ان “النظام السوري مسؤول عن استخدام الاسلحة الكيميائية في 21 اب/اغسطس قرب دمشق، هذا الامر لا يقبل الشك لاي شخص يفكر منطقيا”.
وشدد كارني على ان الرئيس باراك اوباما لم يتخذ قرارا بشأن كيفية رد الولايات المتحدة على ما تعتقد انه كان هجوما من الحكومة السورية على مدنيين.
واضاف “حين يكون لدى الرئيس اعلان فسوف يعلنه.”
وقال البيت الابيض ان الرئيس باراك اوباما ورئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر تحدثا تليفونيا اليوم الثلاثاء عن استخدام الحكومة السورية المزعوم للاسلحة الكيماوية وتعهدا باجراء مشاورات مكثفة لبحث الرد المحتمل.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض: إذا لم نرد بطريقة حاسمة سوف يجدد النظام السوري استعمال الأسلحة الكيميائية.
مشاورات دبلوماسية
وواصل المسؤولون الاميركيون الثلاثاء مشاوراتهم الدبلوماسية مع نظرائهم للاتفاق على “رد ملائم” على الهجوم الكيميائي في سوريا في 21 آب/اغسطس، بحسب البيت الابيض ووزارة الخارجية الاميركية.
وقد امضى وزير الخارجية الاميركي جون كيري ايامه الخمسة الاخيرة في اجراء اتصالات هاتفية مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ووزراء خارجية البلدان الحليفة -بريطانيا وفرنسا وكندا وتركيا والسعودية والامارات العربية المتحدة والاردن- ومع نظيريه الروسي والسوري.
ومساء الاثنين، اتصل وزير الخارجية الاميركي ايضا بوزراء خارجية بريطانيا والاردن وتركيا والسعودية والامارات العربية المتحدة وقطر. وتحدث ايضا من جديد مع الامناء العامين للامم المتحدة والحلف الاطلسي والجامعة العربية ووزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية ان هذه الاتصالات تمحورت حول “الرد الملائم” على الهجوم الكيميائي المفترض في 21 آب/اغسطس قرب دمشق الذي ينسبه قسم كبير من المجموعة الدولية الى النظام السوري.
وكان كيري اوضح الاثنين ان اسلحة كيميائية قد استخدمت في سوريا الاربعاء الماضي، وتحدث عن “وقاحة اخلاقية” يتعين محاسبة المسؤولين عنها.
واكدت دمشق انها ستدافع عن نفسها ضد هجوم دولي يبدو وشيكا. والتحالف الذي يتكون للقيام بهذه العملية العسكرية المحتملة ستتزعمه على ما يبدو الولايات المتحدة وبمشاركة بلدان اوروبية مثل فرنسا وبريطانيا ودعم من بلدان المنطقة كتركيا.
من جهته تحادث الرئيس باراك اوباما بعد ان بحث في نهاية الاسبوع في ملف سوريا مع حلفائه الاوروبيين رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، هاتفيا مع رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر بحسب البيت الابيض.
واعرب المسؤولان عن “قلقهما العميق” لاستخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا و”اتفقا على البقاء على اتصال وثيق بشأن رد المجتمع الدولي” على الهجوم المفترض في 21 اب/اغسطس بحسب المصدر نفسه.
ومساء الاثنين اشارت الرئاسة الاميركية الى محادثة مماثلة بين اوباما ورئيس الوزراء الاسترالي كيفن راد.
من جانبه تحادث وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل الذي يقوم حاليا بجولة في اسيا، مع نظيريه الفرنسي جان ايف لو دريان والبريطاني فيليب هاموند ووعد ب”التنسيق” مع حلفائه في ملف سوريا حسب ما اعلن الثلاثاء المتحدث باسم البنتاغون جورج ليتل.
قصف حلب بقنابل فاسفور
وفي تقرير جديد قد يسرع من الضربة العسكرية الغربية ضد النظام السوري، قالت المعارضة السورية اليوم الثلاثاء إن القوات النظامية اسقطت قنابل فاسفور ونابالم من الطائرات على المدنيين في حلب، مما ادى إلى مقتل واصابة العشرات.
واظهرت لقطات فيديو نشرت عبر الانترنت يبدو انها لهجوم امس اطباء يدهنون بصورة محمومة دهانا ابيض على جلد محمر لاناس يصرخون وكثيرون منهم صبية صغار.
وقال الائتلاف المعارض في بيان ان طائرات الاسد قصفت مناطق مأهولة بقنابل الفوسفور والنابالم المحرمين دوليا.
ايران تحذر
اكد وزير الدفاع الايراني حسين دهقان الثلاثاء ان اي عمل عسكري ضد النظام السوري سيهدد امن المنطقة واستقرارها، في وقت يواصل المسؤولون الغربيون مشاوراتهم الدبلوماسية مع نظرائهم للتفاهم على “رد مناسب” على الهجوم الكيميائي في سوريا الاسبوع الماضي.
قال دهقان في تصريحات لوكالة الانباء الايرانية الرسمية “في حال حصول هجوم عسكري ضد سوريا، فإن امن المنطقة واستقرارها سيكونان مهددين”. واضاف ان اي تدخل عسكري “لن يكون البتة لصالح اولئك الذين يحرضون على العنف”، معتبرا ان “تجربة الهجمات والوجود العسكري في العراق وافغانستان تمنع الولايات المتحدة من ارتكاب خطأ اخر والوقوع في مستنقع جديد”.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/8/832571.html
قرار التدخل العسكري ضد الأسد بيد عالم سويدي لا دخل له بالسياسة
عبدالاله مجيد
آكي سيلستروم عالم لا دخل له بالسياسة، لكن بيده الحل والربط في التدخل الدولي العسكري ضد نظام دمشق، لكن خبراء يشككون في إمكانية حصوله على أدلة دامغة في منطقة حرب وقصف مستمر، إذ قد تكون هذه الأدلة قد أتلفت تمامًا.
صباح الاثنين، غادر فريق محققي الأمم المتحدة في استخدام اسلحة كيميائية أخيرُا في ريف دمشق فندقه وسط دمشق، متوجهًا إلى المكان الذي يُعتقد انه كان هدفًا لأسوأ هجوم كيميائي منذ عقود.
وكان الفريق برئاسة آكي سيلستروم، العالم السويدي الذي نُقل من قاعة المحاضرات في جامعة اوميا السويدية ليُلقى به في غمرة اشد النزاعات دموية في العالم. وتعرَّف سيلستروم وفريقه مباشرة على المخاطر التي تهدد مهمتهم عندما اطلق قناص النار على موكبهم لدى اقترابهم من المكان، واجبرهم على التوقف فترة وجيزة قبل استئناف رحلتهم. واتهم نظام الرئيس بشار الأسد مقاتلي المعارضة في المنطقة باطلاق النار، فيما قالت المعارضة أن شبيحة النظام هم الذي اطلقوا النار على سيارات الأمم المتحدة.
بحث عن أدلة
لدى سيلستروم ثلاثة عقود من الخبرة الأكاديمية ودراسة تأثير مواد سامة مثل غاز الأعصاب في مخ الانسان، وتولى مسؤوليات كبيرة خلال التفتيش عن أسلحة دمار شامل في العراق. وفي النهاية، قاد سيلستروم فريق المفتشين إلى هدفه في سوريا، وأظهرت اشرطة فيديو صورها مواطنون من سكان المنطقة مفتشي الأمم المتحدة يتحدثون مع مسعفين واطباء محليين، ويعاينون مصابين من ضحايا الهجوم الكيميائي. لكن اطلاق النار على الفريق منعه من زيارة ستة مواقع اساسية، وأجبره على اختصار رحلته، التي كان من المقرر أن تستمر ست ساعات، إلى 90 دقيقة.
وكانت رسالة الكمين الصباحي الذي وقع فيه الفريق واضحة، تقول إن سيلستروم وفريقه في مرمى قوى ذات سطوة على الأرض، سياسيًا وحرفيًا. واصبح سيلستروم محط أنظار جميع الفرقاء في ما يبدو بوادر حملة عسكرية أخرى ستقودها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري أوضح الاثنين أن الولايات المتحدة تحمِّل نظام الأسد مسؤولية الهجوم الكيميائي في 21 آب (اغسطس) الجاري، واصفا الهجوم بأنه فحش أخلاقي.
وأضاف أن موافقة النظام على زيارة محققي الأمم المتحدة للمنطقة جاءت متأخرة، ولم تعد لها مصداقية. ويمكن لما يخرج به رئيس فريق المحققين السويدي من نتائج أن يضفي شرعية على التدخل الاميركي في سوريا، أو يقدم حجة لخصوم واشنطن الذين يقولون إن الولايات المتحدة قد تكون سائرة إلى فشل آخر في بلد عربي، بالاستناد إلى أدلة هزيلة عن وجود اسلحة دمار شامل متعللين بما حدث في العراق، وهو موقف غريب بالنسبة إلى رجل مثل سيلستروم، ليس دبلوماسيًا ولا عسكريًا، بل عالم شاءت الصدف أن يكون لديه اختصاص متفجر سياسيًا.
التصويب المضاعف
ونقلت مجلة فورين بوليسي عن تشارلس دولفر، النائب السابق لرئيس فريق الأمم المتحدة الذي فتش العراق بحثًا عن اسلحة صدام المحظورة بعد حرب الخليج، قوله إنه يعرف آيكي سيلستروم، “وهو في موقف صعب للغاية”.
وأضاف: “سيلستروم سيتعرض لضغط شديد، فكيف سيصنف ما يعثر عليه؟ هذا في غاية الصعوبة”. وكما في موقف الحَكَم الذي يلاحقه مدربا فريقين في مباراة حامية الوطيس كي تكون قراراته لصالح هذا الفريق أو ذاك، من المتوقع أن تضغط روسيا والولايات المتحدة على سيلستروم وفريقه لاعتماد روايتها بشأن الأحداث.
وعلى سبيل المثال، تجاهلت ادارة جورج بوش طلبات مفتشي الأمم المتحدة اعطاءهم مزيدًا من الوقت لانجاز مهمتهم في الفترة التي سبقت الحرب على العراق، مكتفيا بنصيحتهم أن يغادروا البلد قبل ثلاثة ايام على الغزو.
واليوم، قال دولفر إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيكون أكثر من سعيد برمي الحجارة على المفتشين، إذا كان ذلك يناسب غرضه. واضاف دولفر لمجلة فورين بولسي: “لافروف يريد أن يُبقي على أكبر قدر ممكن من الابهام عمن ارتكب الهجوم الكيميائي”.
لكن عبور حقل الغام سياسية كهذا ليس من اختصاص سيلستروم الستيني، الذي يحمل شهادة دكتوراه من جامعة غوتنبرغ السويدية، وكان موضوع رسالته الاكاديمية تأثير مواد سامة مثل غاز الأعصاب في الدماغ. فالتحديات الرئيسية التي تواجه التحقيق الناجح في استخدام اسلحة كيميائية هي اليوم ليست تحديات علمية، بل سياسية.
نعم يستطيع!
جنان شاهوفيتش يعمل مع سيلستروم في مؤسسة أبحاث اوروبية تقدم خدماتها للاتحاد الاوروبي والأمم المتحدة لدى التعامل مع مواد كيميائية وبيولوجية ومشعة ونووية ومتفجرة. وهو يقول إن سيلستروم ساعد الأمم المتحدة على تحديث آلياتها للتفتيش عن اسلحة محظورة، بل أعد في العام 2009 سيناريو يحاكي طرق التحقيق في مثل هذه الحالات. وأكد شاهوفيتش أن مهمة فريق المفتشين علمية محضة، تتمثل في ادائها بطريقة صائبة علميًا.
لكنه استدرك قائلًا: “انها اوضاع سياسية أكثر منها علمية، لكن هذا ليس جزءًا من عملنا”. واعتبر شاهوفيتش أن تركيز سيلتسروم على العلم وليس على السياسة أفضلية لصالحه وليس عبئا فيه. وقال: “إن اختيار دبلوماسي أو سياسي لرئاسة فريق الأمم المتحدة كان سيعرض عمله لاتهامات بالتحيز، وباختيار خبير معترف به في هذا الحقل فان ذلك يؤكد أن التحقيق علمي مستقل”.
ويبقى هناك السؤال عما يمكن أن يكتشفه فريق سيلتسروم للتأثير في السجال الدولي الدائر حول سوريا. فالجميع يعترفون الآن بوقوع هجوم كيميائي في ريف دمشق، لكنهم يختلفون على الجهة التي ارتكبته. يضاف إلى ذلك، أن فريق مفتشي الأمم المتحدة ليس مفوضًا تحديد الجهة المسؤولة عن الهجوم. فهل يستطيع سيلستروم أن ينشر معلومات تعزز أو تضعف حجة هذا الطرف أو ذاك؟
كثيرون يعتقدون أن الجواب هو: “نعم يستطيع”. فسيلستروم قد لا يستطيع أن يقول بصراحة إن هذا الطرف أو ذاك ارتكب الهجوم، لكنه يستطيع أن ينشر معلومات تشير بقوة إلى مسؤولية هذا الطرف أو ذاك، تاركًا للأمين العام للأمم المتحدة أن يوجه الاتهام. والمعروف أن النظام السوري يطور اسلحة كيميائية منذ عقود.
وقال دولفر لفورين بوليسي إن لدى النظام السوري منظومات متقدمة يمكنها اضافة المثبتات إلى مواده السامة، وتصنيع ذخيرة مزدوجة تخلط المواد التمهيدية لانتاج عنصر سام بعد اطلاق الصاروخ أو قذيفة الهاون.
وأضاف: “إذا عثر المفتشون على قطع صغيرة من صواريخ أو قذائف مدفعية بهذه الدرجة من التطور فانها تشير باتجاه الجيش السوري، وإذا وجد أن المادة السامة التي استُخدمت في ريف دمشق لا تحوي مثبتات كيميائية وكانت طريقة ايصالها إلى الهدف بسيطة فان هذا قد يقلب مجرى السجال لصالح روسيا ونظام الأسد”.
أدلة غير دامغة
يتفق ماغنوس نوريل، المستشار السياسي في المؤسسة الاوروبية من اجل الديمقراطية، مع هذه الطريقة لتفسير تسلسل الأحداث، لكنه يحذر من أن فريق سيلستروم لن يعثر على أدلة دامغة. فحقيقة أن مكان عمل المفتشين ساحة حرب مستعرة تعني أن هذه الظروف لا تهدد سلامة المفتشين فحسب، بل يمكنها أن تتلف الأدلة ايضًا.
وقال نوريل: “إن القصف المدفعي للقوات الحكومية خلال الأيام القليلة الماضية ربما دمر أي فرصة للتحقق مما حدث، بما لا يدع مجالًا لأي درجة معقولة من الشك”.
وأعرب نوريل عن اعتقاده بأن الأسد وحلفاءه سيتلقفون أي ابهام لإدانة التدخل العسكري، “والتحدي يتمثل في ماذا بعد توجيه ضربة عسكرية؟ فإذا بقي الأسد، وسيبقى في هذه الحالة، لن يكون شيء قد تغير في الواقع سوى تبديد أي فرصة للتوصل إلى حل وسط، وتوجيه رد عسكري أقوى بكثير من ذلك سيكون ضروريًا إذا أُريد للضربة أن تسفر عن تهديد حقيقي للأسد، وهذا ليس هو الخيار المطروح في الوقت الحاضر”.
لكن بالنسبة للعالم سيلستروم، فإن مثل هذه الأسئلة تتعدى حدود المهمة التي جاء إلى دمشق لتنفيذها. وستتكلل مهمته بالنجاح إذا تمكن من زيارة مكان الهجوم وأخذ العينات التي جاء لأخذها، وتفادى تعرضه لاطلاق النار.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/8/832507.html
“تأديب” بشّار سيتم “عسكرياً” في أي لحظة !
نصر المجالي
قررت بريطانيا المتأهبة عقد جلسة طارئة لمجلس العموم لاتخاذ قرارات حاسمة بشأن سوريا وبحث إمكانية توجيه ضربة عسكرية لنظام بشار الأسد، فيما يبدو أن أميركا حسمت أمرها وباتت مستعدة لقيام الهجوم.
يعقد مجلس العموم البريطاني جلسة طارئة الخميس لمناقشة الرد المحتمل على “الهجوم الكيميائي” الذي يعتقد بوقوعه يوم الأربعاء الماضي في ريف دمشق. وقال رئيس الوزراء ديفيد كاميرون في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) إن رئيس مجلس العموم وافق على دعوته للانعقاد.
وعقد كاميرون اجتماعات مع زملائه في الحكومة، مثل نائبه نك كليغ ووزير الخارجية ويليام هيغ ، قبيل اجتماع مجلس الأمن القومي. وقال مكتب رئيس الوزراء إن المشاورات جارية مع الحلفاء الدوليين.
وتتوقع المصادر الدبلوماسية ان تتم الضربة العسكرية لأهداف منتقاة في سوريا وتأديب الرئيس السوري بشار الأسد في أي لحظة بعد انتهاء مهمة المحققين الدوليين في سوريا.
وبدأ الجيش البريطاني بإعداد خطط لعملية عسكرية طارئة، يتوقع أن تكون ضربة واحدة ضد أهداف محددة، أو إطلاق صواريخ من قطع بحرية في عرض البحر.
وقال كاميرون إن التصويت سيكون على “طلب واضح”، وسط مطالبات باتخاذ خطوات ضد نظام الأسد.
هاغل: مستعدون
على صعيد متصل، قال وزير الدفاع الأميركي، تشاك هاغل، الثلاثاء، أن بلاده مستعدة لتوجيه ضربة إلى سوريا، اذا صدر قرار الرئيس الأمريكي، باراك أوباما.
وقال هاغل في تصريح لمحطة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) : “قمنا بنقل موجوداتنا إلى أماكنها لتمتثل لأي قرار يود الرئيس أوباما أن يختاره.”
واضاف: “الرئيس أوباما على علم بهذه الخطوات.. نحن مستعدون ومتأهبون للانطلاق.”
يأتي ذلك في وقت قال مسؤول أميركي لشبكة (سي إن إن) إنّه من المحتمل أن يتم الكشف الثلاثاء عن تقرير استخباراتي يتضمن أدلة استخدام أسلحة كيميائية في سوريا، تتضمن “تعقب اتصالات عسكرية” وأدلة جنائية.”
الاحتياطات اتخذت
وقال مسؤول عسكري إنّ جميع الاحتياطات اتخذت لتنفيذ أي قرار يتخده الرئيس في أي وقت.
وأضاف أنّه تم إبلاغ فريق المفتشين التابعين للأمم المتحدة “بإخلاء الطريق.”
ويتزامن ذلك مع مغادرة قائدي فريق المفتشين الفندق الذي يقيمان فيه في دمشق “دون حراسة” فيما كان يبدو وكأنه دعوة لمحادثات.
كما يتزامن مع تأجيل زيارة ثانية للمفتشين كانوا يزمعون القيام بها لموقع الهجوم الثلاثاء، إلى الأربعاء.
وقال مسؤولون إنّه من المرجح أن تكون العملية “محدودة” وأن الحد الزمني الأدنى الذي قد تستغرقه ربما يكون يومين.
لكن مسؤولا أوضح أنّه من المرجح أن تستغرق “عدّة أيام” وأن الأمر يتعلق بعدد الأهداف التي ينبغي تدميرها ومكان وجودها.
وأوضح المسؤول قائلا: “إن أي مهمة تتضمن عمليات جوية عسكرية تعقبها دائما فترة من التقييم. فقد تضرب جسرا ويبدو لك بصفة أكيدة أنّه دمّر بالكامل، ولكن عندما تكون لك فرصة لإلقاء نظرة أفضل فقد تتوصل إلى أن جزءا منه مازال ماثلا ولذلك فقد تضطر إلى إصدار أوامر من جديد بشنّ ضربة إضافية للتأكد من إنهاء المهمة”.
وفد عسكري غربي دخل الأراضي السورية عبر الحدود الأردنية
بهية مارديني
أكدت تقارير إعلامية أن بعض أعضاء الائتلاف السوري يرشحون مناف طلاس للعب دور سياسي في مرحلة ما بعد الأسد. ويبدو أن الضربة العسكرية لدمشق أصبحت وشيكة خاصة بعد حديث عن دخول وفد عسكري غربي إلى الأراضي السورية.
اسطنبول: علمت “إيلاف” أن وفدًا عسكريًا غربيًا دخل الى الأراضي السورية أمس مع بعض ضباط الجيش الحر عن طريق الحدود الأردنية السورية فيما يبدو انه تحضير لما بعد الضربة العسكرية المرتقبة للنظام في دمشق وجاء ذلك بالتزامن مع الاجتماع الطارىء لرؤساء أركان عدد من الجيوش الأجنبية في العاصمة الأردنية لبحث الوضع في سوريا، الذي بدأ في ساعة متأخرة من مساء أول أمس وانتهى ظهر أمس.
وتحدثت مصادر مقربة من الاجتماع لـ”إيلاف” أنّ حتمية الضربة العسكرية ازدادت بدرجة كبيرة بعد هذا الاجتماع. وقد شارك فيه رؤوساء أركان الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا والسعودية وقطر وتركيا.
وذكرت تقارير إعلامية أنّ بعض أعضاء الائتلاف السوري المعارض، الذين “يحاولون تعويم الضابط السوري المنشق مناف طلاس للعب دور سياسي وعسكري في مرحلة ما بعد بشار الأسد، شاركوا في الاجتماع “.
وقالت التقارير إن طلاس وصل إلى عمّان على متن الطائرة العسكرية التي أقلت رئيس الأركان الفرنسي، بينما وصل أعضاء الائتلاف على متن طائرة رئيس الأركان التركي، فيما جاء بعضهم من السعودية.
وبحسب التقارير فإن النقاشات التي جرت، تناولت نقطتين أساسيتين هما إدخال وحدات عسكرية بإمرة مناف طلاس إلى دمشق عقب أي استهداف للحلف الأطلسي وحلفائه للمواقع العسكرية الاستراتيجية، وتأمين خط وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل عقب الضربة، المعتقد أنها ستؤدي في حال حصولها إلى “فوضى عسكرية” شاملة على امتداد الأراضي السورية، وتفكك في الجيش السوري، لاسيما في محيط العاصمة والمناطق المحيطة بها، لاسيما الممتدة جنوبا إلى الحدود الأردنية.
وكان المجلس الوطني السوري فترة رئاسة برهان غليون تقدم بورقة عسكرية لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون خلال اجتماعه بها في فيينا مطلع كانون الأول العام 2011 وضمنها طلبا بقصف 35 موقعًا عسكريًا وأمنيًا رئيسيًا سورياً، فضلاً عن مواقع فرعية أخرى، في العاصمة السورية وما حولها، وفي محافظات حمص وحلب واللاذقية وطرطوس، لتمكين “الثوار السوريين من إسقاط النظام ومنعه من إقامة دولة علوية في حال فراره من دمشق”، وفق ما جاء في الورقة وتتضمن الأهداف المشار إليها، من بين ما تتضمن، كلا من:
مستودعات ومرابض الأسلحة الإستراتيجية في جبال منطقة القلمون والمنطقة الواقعة شمال قاعدة الضمير الجوية.
تدمير مقرات الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة في منطقة جبل قاسيون وغربي دمشق التي استهدفتها إسرائيل بالصواريخ والرؤوس المشحونة باليورانيوم المنضب مطلع العام الحالي.
قصف مقرات قيادة الفرقة الأولى والفرقة السابعة جنوب دمشق بهدف فتح الطريق أمام المسلحين من درعا.
إضافة الى محطات الاستطلاع الجوي الأربع في تل الحارة جنوب دمشق و شنشار جنوب حمص وبرج إسلام شمال اللاذقية و مرج السلطان شرقي دمشق و النعيمة شرقي درعا والأخيرتان دمرتا من قبل الجيش الحر في وقت سابق من هذا العام والعام الماضي.
تدمير مصانع مؤسسات معامل الدفاع في حماة وحمص وحلب المعتقد بأنها تزود حزب الله بالصواريخ، وبأنها تصنّع الأسلحة الاستراتيجية غير التقليدية للجيش السوري وإدارة الحرب الإلكترونية والمحطات التابعة لها في دمشق ومحيطها وادارة الحرب الالكترونية.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/8/832477.html
زيارة مفاجئة لأحمد الجربا الى باريس
بهية مارديني
بهية ماريديني من إسطنبول: توجه أحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض بعد ظهر اليوم في زيارة مفاجئة الى فرنسا، من المتوقع أن يلتقي خلالها الرئيس فرنسوا هولاند.
وكان في جدول رئيس الائتلاف أن يسافر الى المانيا اليوم ثم الى بريطانيا لاحقا الا أن الاحداث المتسارعة في الملف السوري غيرت برنامجه وضغطت من جدول الزيارة الى ألمانيا والتي ستحمل الى الجانب السياسي طابعا اقتصاديا وتنمويا.
ومن المتوقع أن يكون الملف الرئيسي في المباحثات استخدام النظام للأسلحة الكيميائية والرد المناسب والخيارات المطروحة وسط أنباء عن ضربة عسكرية قادمة للنظام في دمشق .
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أنه لم يتم اتخاذ قرار بعد بشأن تدخل عسكري في سوريا، لكنه لفت إلى أن هناك رد فعل مناسب “في الأيام المقبلة” .
فابيوس في حديث لراديو (اوروبا1)، ردا على سؤال بشان احتمال “رد باستخدام القوة”، قال إن القرار في هذا الشأن “لم يتخذ بعد”، موضحا “يجب ان تكون الردود مناسبة وسيحسم ذلك خلال الايام المقبلة”، وأضاف أن “كل الخيارات مطروحة، الخيار الوحيد غير المطروح على الطاولة هو ألا نفعل شيئا”.
وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند تشاور مع نظيره الأمريكي باراك أوباما، حيث تم الاتفاق بين الرئيسين “على البقاء على اتصال وثيق للرد في شكل مشترك على هذا الاعتداء غير المسبوق”، وذلك عقب مشاورات بين رئيسي الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والاسترالي كيفن راد في الملف السوري، ودعا خصوصا إلى تمكين مفتشي الأمم المتحدة من الوصول “بدون إبطاء ولا قيود إلى المواقع المعنية”.
ومن المتوقع ان يتوجه الجربا بعد زيارته لباريس الى برلين للقاء وزير الخارجية الالماني جيدو فيسترفيلى مع وفد من الائتلاف.
وستشهد الزيارة توقيع مذكرة تفاهم في شأن صندوق للائتمان، كانت الأمانة العامة لمجموعة أصدقاء سورية عملت على تأسيسه بإدارة من ألمانيا والإمارات. وسيشكل هذا الصندوق قناة رئيسية للمساعدات التي تقدمها دول المجموعة.
وأما زيارة لندن فستكون حافلة بلقاء مسؤولين بريطانيين وتهدف الى مناقشة المستجدات في الشأن السوري والزيارتين كانتا مقررتين سابقا ولكن رأت مصادر في المعارضة ان استخدام الكيماوي من قبل النظام ومجزرة الغوطة ودعم الجيش الحر هي الملفات الملحة في الاجتماعات.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/8/832542.html
موكبهم تعرض للقنص.. والتقوا مصابين في منطقة المعضمية وأخذوا عينات من الضحايا
بيروت: كارولين عاكوم
عاين المحققون الدوليون المكلفون التحقيق في مزاعم استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا أمس الموقع المفترض لاستعمال هذا السلاح في الغوطة الشرقية قرب دمشق لمدة ثلاث ساعات. ولم تكن مهمتهم بالسهلة، فقبيل انطلاق موكبهم صباحا سقطت قذيفتا «مورتر» على الأقل في المنطقة نفسها التي ينزلون فيها، كما عرقل قناصون مجهولون عملهم عندما أطلقوا النار على موكبهم في المنطقة الفاصلة بين الجيش السوري النظامي والمعارضين مما أدى إلى تعليق مؤقت للعملية استمر ساعات، أعقبه تبادل اتهامات بين المعارضة والنظام بالتعرض للمراقبين الذين فقدوا إحدى سياراتهم من دون وقوع إصابات بشرية.
وعاد مفتشو الأمم المتحدة بعد ظهر أمس إلى مقر إقامتهم في أحد فنادق العاصمة السورية، ووصلوا إلى فندق «فور سيزونز» في دمشق ضمن موكب مؤلف من ست سيارات، ورفضوا الإدلاء بأي تصريح حول زيارتهم إلى مدينة معضمية الشام (جنوبي غرب).
وكان متحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نسيركي أعلن أنه قبل الوصول إلى الموقع المقصود بمسافة قصيرة، تعرض وفد الخبراء لإطلاق النار من قبل قناصة مجهولين، أدى إلى تعليق محاولتهم التحقق في استخدام الأسلحة الكيماوية، قبل أن تستأنف بعد ساعات قليلة في حي المعضمية الذي سبق أن تردد أنه تعرض لهجوم بالكيماوي والتقوا مصابين وأخذوا منهم عينات.
وقال نسيركي: «السيارة الأولى لفريق التحقيق بالأسلحة الكيماوية تعرضت لإطلاق نار متعمد مرات عدة من قبل قناصة مجهولين»، لكنها لم تؤد إلى وقوع إصابات. وأضاف: «بما أن السيارة لم تعد صالحة للخدمة، فقد عاد الفريق سالما إلى الحاجز الحكومي، بانتظار استبدالها»، ولم يعط المتحدث باسم الأمم المتحدة تفاصيل أخرى حول رصاص القناصة أو مصدر إطلاق النيران، لكنه شدد على ضرورة أن «تقوم كل الأطراف بتوسيع تعاونها لكي يتمكن الفريق من القيام بعمله المهم بشكل آمن». وفي حين كان قائد المجلس الثوري للغوطة الشرقية النقيب المنشق عبد الناصر شمير أعلن موافقة المجلس على دخول لجنة التحقيق الدولية وتأمين زيارتها إلى كل المناطق المستهدفة في الغوطة الشرقية، كما أعلن إيقاف كل الأعمال الحربية خلال زيارة لجنة التحقيق المقررة وتقديم كل التسهيلات والمساعدة لها، قال النقيب في الجيش الحر، عبد السلام عبد الرزاق لـ«الشرق الأوسط» إن التعرض لوفد الأمم المتحدة في منطقة تسيطر عليها المعارضة لا يعني أن الأخيرة هي المسؤولة؛ إذ أن الاستهداف جاء عن طريق القناصة الذين بإمكانهم الاستهداف عن مسافة بعيدة، وتساءل: «كيف يمكن للجيش الحر أو المعارضين القيام بذلك، في حين أننا نطالب منذ أشهر طويلة ببدء التحقيق في استخدام الأسلحة الكيماوية وعلى أثر وقوع مجزرة الغوطة الشرقية الأسبوع الماضي؟».
وشدد عبد الرزاق على أنه كلما طالت المدة قبل تمكن الفريق من القيام بمهمته في الغوطة، فسيصبح من الصعب عليهم الوصول إلى نتائج دقيقة وواضحة، وذلك على غرار ما حصل في خان العسل في حلب، حيث وقع الهجوم الكيماوي من قبل النظام في شهر مارس (آذار) الماضي، ولم يسمح بالتحقيق إلا بعدما تغيرت المعالم ومحيت كل الأدلة التي تثبت اللجوء إلى هذا النوع من الأسلحة، مشيرا إلى أنه لا يزال بالإمكان إثبات هذا الأمر في الغوطة، مستبعدا في الوقت عينه، في ظل العوائق المتوقعة من قبل النظام، إمكانية أن يتم التوصل إلى نتيجة في هذه القضية.
بدوره، اتهم كل من الائتلاف الوطني السوري وقيادة المجلس العسكري الأعلى وقيادات الفصائل المقاتلة في الجيش السوري الحر في بيان مشترك «ميليشيات اللجان الشعبية التابعة للنظام السوري، باستهداف سيارات تقل طاقم اللجنة الأممية برصاص القناصة، لتخويفها ومنعها من رصد الحقيقة التي ستثبت لا محالة ارتكاب نظام الأسد جرائم ضد الإنسانية بحق أبناء الشعب السوري».
وأشار البيان إلى أن الوفد عاد ونجح في الوصول إلى المعضمية في الغوطة الغربية، حيث قام بإجراء التحقيقات اللازمة، بالتعاون الكامل مع الناشطين في المدينة وبحماية من الكتائب المقاتلة هناك، التي تعهدت بإيصال هذا الطاقم إلى مناطق فاصلة وآمنة تمهيدا لعودتهم إلى أماكن إقامتهم المؤقتة بعد انتهاء إجراءات التحقيق.
سوريا: استخدام صواريخ «كروز» و«توم هوك» الأكثر ترجيحا في الضربة المتوقعة
خبراء يستبعدون الحظر الجوي
بيروت: نذير رضا
تتفاوت التقديرات العسكرية حول حجم الضربة العسكرية الأميركية المتوقعة على مواقع استراتيجية سورية، وشكلها، في ظل تجاذبات دولية على تأييدها، وغموض أميركي حول طبيعتها، مرفقا بمحاذير من أن يكون النظام السوري يحتفظ بسلاح استراتيجي يقود إلى تعديلات أخرى على الخطة العسكرية. وتزداد الضربة المحتملة تعقيدا، على ضوء معلومات عسكرية بأن دمشق تحتفظ بثالث أكبر منظومة دفاع جوي في العالم تطورا، بعد الصين وكوريا الجنوبية، رغم أن هذه المنظومة تحركت مرة واحدة منذ بدء الأزمة السورية، حين أسقطت طائرة تركية فوق البحر، فيما لم تتحرك مرتين، بعد ضرب الطائرات الإسرائيلية مواقع حيوية في ريف دمشق، أولها قالت الحكومة السورية إنها مركز للأبحاث، والثانية استهدفت مواقع عسكرية في جمرايا. وعلى هذا الأساس، يرجح الخبراء الضربة من البحر. ويستبعد رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والأبحاث د. هشام جابر التدخل الجوي، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «إذا كان هنالك من تدخل عسكري أميركي، فأرجّح التدخل من البحر عبر ضرب مواقع حيوية بصواريخ (كروز) و(توما هوك)». ويشير إلى المرجح «لإطلاق الصواريخ من الأسطول السادس الأميركي الموجود في البحر المتوسط، والمزود بصواريخ بحر – أرض متطورة جدا».
كما يستبعد جابر، وهو عميد متقاعد في الجيش اللبناني، فرض منطقة حظر جوي لضرب الطيران السوري. ويوضح أن «الدفاعات الجوية السورية قوية ومتطورة». وعن الأسباب التي حالت دون تحركها عندما نفذّت إسرائيل ضربتين جويتين في سوريا، يقول جابر إن ضربة جمرايا «كانت سريعة»، معربا عن اعتقاده أنه «إذا كانت خطة التدخّل ستتضمن غارات جوية وحملة عسكرية من الجو، فهذا يعني أن الدفاعات الجوية ستتحرك بالتأكيد لمنع التحليق في سمائها، ذلك أن منظومة الدفاع الجوي السورية، تتضمن صواريخ يصل مدى تغطيتها إلى 300 كيلومتر، وتصل إلى ارتفاع 30 ألف متر».
ورغم ذلك، تبقى الضربة الجوية محتملة بالنسبة إلى كثيرين، في ظل تحفّظ واشنطن عن الإدلاء بأي تصريح عن فحوى الخطة، ما يبقي التقديرات في إطار التوقعات. وإذا ما أرادت الولايات المتحدة توسيع نطاق الضربة، فإن حاملات الطائرات الأميركية «لن تفي بالغرض». ويعرب جابر عن توقعاته أن يستعين سلاح الجو الأميركي «بمطارات عسكرية في تركيا والأردن»، مستبعدا الاستعانة بالطائرات والمطارات الإسرائيلية، على ضوء «نأي تل أبيض بنفسها عن المشاركة المباشرة رغم دعمها، حتى لا تطالها الصواريخ السورية بشكل مباشر، علما بأن دمشق قد تلجأ إلى رمي صواريخ على إسرائيل إذا ما حُشرت بالضربة الأميركية».
وتشكل المطارات العسكرية السورية، بحسب ناشطين، أبرز العقبات التي تحول دون سيطرة المعارضة على مواقع متقدمة في العاصمة دمشق، وفي المحافظات. ولطالما أكد ناشطون وقياديون في الجيش السوري الحر أن أكثر المواقع العسكرية التي تحول دون تقدم المعارضة، تقع في سفح جبل القلمون الحدودي مع سلسلة جبال لبنان الشرقية، الذي يقول قياديون في الجيش الحر إنها تحتوي على منظومة صواريخ أرض – أرض. كما يتحدث هؤلاء عن مواقع تقع في قلب المطارات العسكرية، وتتضمن مرابض مدفعية وراجمات صواريخ.
ويتوقع الخبراء الاستراتيجيون أن يزيد بنك الأهداف في سوريا، على 150 هدفا. ويقول جابر إن هذا العدد يتضمن «مواقع عسكرية حيوية أولها مراكز الدفاع الجوي، والمطارات، وقواعد الصواريخ، ومراكز القيادة والسيطرة، فضلا عن مراكز الاتصالات التي ستتعرض، حتما، لعملية تشويش من البحر».
ويضيف: «بنك الأهداف تعرفه واشنطن حصرا، وبعض الحلفاء إذا كانوا سيشاركون في الضربة»، مشددا على أن «بنك الأهداف لن يقتصر على سفح جبل القلمون، كما تقول المعارضة، بل سيشمل مراكز القيادة والسيطرة ومواقع الفرقة الرابعة قرب دمشق، بالإضافة إلى المطارات لأن الطيران الحربي السوري يحول دون تقدم المعارضة». وإذ يؤكد أن سلسلة القلمون «تتضمن مرابض مدفعية وقواعد إطلاق صواريخ قصيرة المدى تستخدم في الحرب الدائرة»، أكد أن صواريخ أرض – أرض البعيدة المدى «ليس شرطا أن تكون في سفح القلمون»، مشددا على أن هذه المنظومات: «عادة لا تكون مواقعها ثابتة»، موضحا أن «قواعدها متحركة، وتتنقل، ويتم رصدها ومتابعتها».
تركيا مستعدة للانضمام إلى تحالف دولي وتحتضن اجتماعات لبحث ما بعد الأسد
أزمير ستكون مقر قيادة الضربة العسكرية والائتلاف قدم خطته لمواجهة السقوط
بيروت: ثائر عباس
احتضنت تركيا أمس اجتماعين مهمين، أحدهما أمني والآخر سياسي، يتعلقان بالوضع السوري المتأزم عشية تخلي أنقرة عن التزامها التاريخي وقف المشاركة بأي جهد دولي خارج مظلة الأمم المتحدة، وذلك بإعلانها الاستعداد للدخول في ائتلاف دولي من خارج المنظمة الدولية للعمل من أجل إسقاط النظام في الدولة الجارة لتركيا التي تجمعها معها حدود طويلة تقدر بنحو 900 كيلومتر، مما يجعلها النقطة المفضلة لأي عمل عسكري مناوئ للنظام.
وقالت مصادر تركية مطلعة أمس إن اجتماعات أمنية بالغة الأهمية تعقد حاليا في قاعدة أزمير التركية التي يرجح أن تكون مقر قيادة أي عملية عسكرية ضد سوريا، لا قاعدة أنجرليك القريبة نسبيا من الحدود مع سوريا. وقالت المصادر إن نحو 50 شخصية عسكرية وأمنية تركية وأجنبية تدرس «كل الاحتمالات» والسيناريوهات المطروحة وكيفية التعامل مع كل منها. وفي حين رفضت مصادر تركية رسمية تأكيد هذه المعلومات، فإنها قالت إن الأمنيين سيقدمون «المشورة اللازمة» للسياسيين بما يمكنهم من اتخاذ القرار المناسب.
وفي الوقت نفسه، عقد أمس اجتماع لـ«الأصدقاء المقربين» للشعب السوري في تركيا، ضم سفراء 12 دولة أوروبية وعربية من الداعمين للمعارضة السورية، في مقدمتهم السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد، الذي نقل معارضون سوريون عنه تأكيده أن الأميركيين «لن ينتظروا عمل المراقبين (الذين يتحققون من استعمال الأسلحة الكيماوية) للقيام بما يلزم». ورغم أن هؤلاء قالوا إن فورد رفض الكلام عن طبيعة وشكل هذا التحرك، فإنهم خرجوا بانطباع مفاده أن «ثمة ضربة أكيدة ستوجه للنظام».
ويشارك في عمل «نواة أصدقاء سوريا» 12 دولة هي الولايات المتحدة وتركيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر ومصر وإيطاليا والسويد وإسبانيا. ورغم أن هذا الاجتماع كان مقررا في وقت سابق، فإن التطورات الأخيرة في ملف الأزمة السورية ستكون حاضرة بقوة، كما أكد الناطق بلسان الخارجية التركية ليفنت جمركجي لـ«الشرق الأوسط». وأوضح الدبلوماسي التركي أن المجتمعين بحثوا في «الخطوات المستقبلية في ملف الأزمة».
وشارك في الاجتماع أعضاء هيئة الرئاسة في الائتلاف السوري المعارض برئاسة أحمد الجربا. وقال أحد المشاركين لـ«الشرق الأوسط» إن السفراء وجهوا أسئلة مفصلة للمعارضة عن برنامج عملها للتعاطي مع الوضع في سوريا في «لحظة ما بعد سقوط النظام» مشيرا إلى أن الدبلوماسيين طلبوا من الائتلاف تقديم تصور مكتوب لمناقشته في الاجتماع وهو ما حصل.
وقال المصدر إن أسئلة الدبلوماسيين تركزت على كيفية الحفاظ على أجهزة الدولة ومصير الأقليات وقدرة الائتلاف على إمساك زمام الأمور في حال سقط النظام لعدم ذهابها إلى متطرفين، بالإضافة إلى قدرته على القيام بالمهام السياسية المطلوبة حيال الشعب السوري.
وفي موقف لافت، أفاد مصدر تركي بأن المجتمعين بحثوا في «التحضيرات لمؤتمر جنيف2» الذي يفترض به أن يبحث المخارج السياسية للأزمة، وهو ما أكده مصدر بارز جدا في المعارضة لـ«الشرق الأوسط» قائلا إن الضربة العسكرية المتوقعة ستكون جواز ذهاب المعارضة إلى جنيف. وإذ شدد المصدر على أن المعطيات المتوافرة للمعارضة تؤشر إلى «ضربة عسكرية للنظام خلال الأيام المقبلة»، قال المصدر إن الدول الغربية مهتمة بمعرفة ما سيكون عليه موقف المعارضة في حال أدت هذه الضربة إلى سقوط النظام نتيجة «انهيارات عمودية» قد تحصل إذا ما ضربت الألوية الأساسية التابعة للنظام. وأوضح مصدر شارك في إعداد ورقة العمل التي قدمت للمجتمعين إنها تتمحور حول 3 نقاط أساسية طلب المجتمعون توضيحات بشأنها، وهي أولا كيفية ضمان عدم حصول عمليات انتقام واسعة جراء تحول المحكومين إلى حاكمين، وثانيا كيفية التعاطي مع بقايا السلاح الكيماوي واحتوائها، وثالثها ترتيب شؤون سوريا من الناحية الدستورية والسياسية وكيفية تسيير شؤون المواطنين.
وأفاد المعارض السوري محمد سرميني بأن المعلومات الواردة للائتلاف تشير إلى سفر عوائل ضباط كبار من النظام من البلاد عبر مطاري اللاذقية وبيروت نتيجة معلومات عن «ضربة قريبة جدا». وقال سرميني إن «المعلومات المتوافرة لدى المعارضة تشير إلى أن الضربة لن تكون من أجل إسقاط النظام، بل من أجل إعادة التوازن إلى الميدان»، محذرا من أن تأثير هذه الضربة سيكون خطيرا، وقد يؤدي إلى إطالة عمر الأزمة، مشددا على أن المطلوب ضربة تقضي على النظام، وإلا فإن الارتدادات العكسية للضربة ستكون أكبر بكثير.
وأوضحت مصادر معارضة لاحقا لـ«الشرق الأوسط» أن الاجتماع خلص إلى تأكيد الدول المشاركة على ضرورة العمل العسكري وخصوصا أن الجرائم التي ترتكب في سوريا تتطلب تحركا دوليا حتى لو كان خارج إطار مجلس الأمن على أن يتم مناقشة التفاصيل في اجتماع رؤساء أركان الجيوش لعشر دول الذي يعقد حاليا في العاصمة الأردنية عمان. كما شددت على ضرورة تشكيل غرفة عمليات من أجل اللحظة بعد سقوط النظام للحفاظ على مؤسسات الدولة وحماية المدنيين وتفادي الفوضى.
وأعادت أنباء الضربة العسكرية المتوقعة الحرارة إلى ملف تشكيل الحكومة المؤقتة التي سيشكلها المرشح الوحيد لرئاستها أحمد الطعمة. وقالت مصادر في الائتلاف لـ«الشرق الأوسط» إن الطعمة استدعي إلى اسطنبول منذ 8 أيام، حيث طلبت منه الهيئة السياسية للائتلاف تحضير رؤية لحكومته. وكشفت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن اجتماعا سيعقده الائتلاف في 13 سبتمبر (أيلول) المقبل لتكليف الطعمة تأليف الحكومة التي يرى المعارضون أن عدم تأليفها شكل «نقصا» في ملف تحضيرات المعارضة لتسلم السلطة.
وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو قال إن بلاده مستعدة للانضمام إلى ائتلاف دولي ضد النظام السوري ردا على الهجوم الكيماوي المفترض حتى في غياب إجماع في الأمم المتحدة. وقال في حديث نشرته صحيفة «ميلييت» أمس «إذا تشكل ائتلاف ضد سوريا خلال هذه العملية فإن تركيا ستكون ضمنه». وأوضح دواد أوغلو أنه «بعد التفتيش ينبغي بالأمم المتحدة أن تتخذ قرارا حول عقوبات. لقد فضلنا على الدوام تحركا تحت غطاء الأمم المتحدة ومع المجموعة الدولية». وأضاف «وإذا لم يتخذ مثل هذا القرار فهناك خيارات أخرى على الطاولة». وأشار إلى أن «نحو 36 أو 37 دولة تناقش هذه الخيارات».
وقال دواد أوغلو إنه «منذ البداية اعتبرت تركيا أنه على المجتمع الدولي ألا يبقى غير مبال بالمجازر المرتكبة من طرف نظام الأسد»، مؤكدا أن «الذين يرتكبون جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لا بد أن يعاقبوا قطعا». وأضاف «عندما ننظر لما يجري في سوريا نرى أن نظام الأسد يستخدم طرقا تجاوزت كثيرا الأعمال غير الإنسانية والمجازر التي ارتكبت في البوسنة» خلال التسعينات.
الضربة العسكرية لنظام الأسد بانتظار اللمسات الأخيرة
كاميرون يقطع إجازته لمتابعة التطورات
واشنطن لن تنتظر موافقة مجلس الأمن
فابيوس يتوقع قراراً بالتدخل خلال أيام
تركيا مستعدة للانضمام إلى تحالف دولي
روسيا لن تدخل حرباً من أجل سوريا
إيران تحذر من أي تدخل عسكري
(أ ف ب، رويترز، يو بي أي، أ ش أ، “المستقبل”)
كل المؤشرات المجموعة حتى اللحظة تشي بأن الضربة العسكرية ضد نظام بشار الأسد باتت بانتظار اللمسات الأخيرة، بعدما تيقن العالم كله من استخدام قواته السلاح الكيميائي الأسبوع الماضي بشكل كثيف ما أسفر عن سقوط مئات القتلى والمصابين في ريفي دمشق الشرقي والغربي.
فرئيس الوزراء البريطاني قطع إجازته فجأة لمتابعة التطورات، ووزير الدفاع الأميركي تشاك قال إنه ما من داع لانتظار موافقة مجلس الأمن الدولي على عملية ضد نظام دمشق، وتوقع وزيري الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قراراً بالتدخل خلال أيام، وأعربت تركيا عن استعدادها للانضمام لتحالف دولي على غرار الذي انتظم خلال أزمة يوغوسلافيا السابقة، وفيما قالت روسيا إنها لن تدخل في حرب مع أحد من أجل سوريا وحذرت من مخاطر الحرب، حذرت إيران من أي تدخل وتوقع بشار الأسد فشل الحرب ضد نظامه.
تحضيرات الحرب
وذكرت صحيفة “ديلي تلغراف” أمس، أن بريطانيا تخطط للانضمام إلى الولايات المتحدة لشن عمل عسكري ضد سوريا في غضون أيام قليلة. وقالت إن سفناً تابعة للبحرية الملكية البريطانية جرى إعدادها للمشاركة في سلسلة محتملة من الضربات بصواريخ كروز إلى جانب الولايات المتحدة، مع قيام القادة العسكريين من البلدين بوضع اللمسات الأخيرة على لائحة الأهداف المحتملة.
واضافت الصحيفة أن مصادر في الحكومة البريطانية أكدت أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، سيواصل التشاور مع القادة الدوليين، بمن فيهم الرئيس الأميركي باراك أوباما، بشأن العمل العسكري ضد النظام السوري، والذي تم الاتفاق على إمكانية أن يبدأ في غضون الأسبوع المقبل.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التصعيد يأتي كرد مباشر على ما تعتقد الحكومة البريطانية بأنه هجوم بالغاز السام شنته قوات الأسد على منطقة مدنية في ريف دمشق يوم الأربعاء الماضي، وذكرت وكالة دولية بأنها أحصت 355 قتيلاً جراء الهجوم، فيما اشارت تقارير إلى أنه أودى بحياة 1300 شخص.
ونسبت الصحيفة إلى مصدر في الحكومة البريطانية، قوله نحتاج من قبل فريق المفتشين إلى ما يقنعنا بأن الهجوم ليس من فعل النظام حتى ولو زار موقعه، لأننا نعتقد بأن كل شيء يشير إلى حقيقة أنه يقف وراءه.
وقالت الصحيفة إن مصادر في الحكومة البريطانية اكدت أن العمل العسكري كان من بين الخيارات على الطاولة في محادثات كاميرون مع القادة الدوليين، لكن لم يتم اتخاذ أي قرارات بهذا الشأن.
ورجحت ديلي تلغراف احتمال انطلاق أي هجوم انتقامي من البحر بسبب التقديرات بأن سلاح الجو السوري قوي بما فيه الكفاية لإسقاط طائرات العدو، مشيرة إلى أن غواصة بريطانية تعمل بالطاقة النووية موجودة في المنطقة في حين غادرت سفن حربية بريطانيا مؤخراً لاجراء تدريبات في البحر الأبيض المتوسط.
وكانت تقارير صحافية أوردت الأحد أن مخططين عسكريين بريطانيين واميركيين يعكفون على وضع لائحة بالأهدف المحتملة لهجمات صاروخية على سوريا، وسط ما اعتبرته تزايد اليقين من أن نظام الرئيس الأسد يقف وراء هجمات الأسلحة الكيميائية الأخيرة في ريف دمشق والتي أسفرت عن مقتل مئات المدنيين الأسبوع الماضي.
وأمس التأم في الاردن اجتماع ضم رؤساء هيئات الاركان لجيوش عدة دول منها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا يبدأ اليوم لبحث أمن المنطقة وتداعيات النزاع السوري.
وكان مصدر عسكري اردني مسؤول اعلن الجمعة في بيان ان الاجتماع الذي يضم رؤساء هيئات الاركان في عدد من الدول يعقد لبحث أمن المنطقة وتداعيات النزاع السوري.
وحضر الاجتماع رئيس هيئة الاركان المشتركة الاميركية الجنرال مارتن ديمبسي ورؤساء هيئات الاركان في كل من المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا والمملكة المتحدة وفرنسا والمانيا وايطاليا وكندا، بحسب البيان.
وقال وزير الخارجية الاردني ناصر جودة في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري نبيل فهمي الاحد في عمان ان “هذا الاجتماع العسكري مبرمج له منذ اسابيع واشهر واجندته معروفة”.
واضاف “لا شك ان اجتماعاً لقادة عسكريين حتى وان كان مبرمجاً منذ مدة، لا بد ان يتعامل مع تطورات الموقف على الارض والسيناريوات وان يكون هناك حديث شامل للعسكريين عن كل السيناريوات المطروحة في المنطقة وتأثيرها على امن واستقرار الدول المعنية”.
وفي فلسطين المحتلة، نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الاسرائيلية الصادرة امس نقلاً عن المجلة الألمانية “فوكوس” أن إسرائيل التقطت محادثات من داخل الجيش السوري تثبت أن النظام السوري هو المسؤول عن الهجوم الكيماوي في ضواحي دمشق الأسبوع الماضي، وأن مسؤولاً سابقاً في “الموساد” صرح للمجلة بأن الوحدة “8200” في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تنصتت سراً على محادثات الجيش السوري أثناء الهجوم الكيماوي.
وقالت “يديعوت أحرونوت” إنه في الأيام الأخيرة فإن واشنطن ولندن وباريس توجه أصابع التهم للنظام السوري.
وأشارت إلى تصريح مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، جاء فيه أن “هناك شكوكاً ضئيلة” بشأن الجزم بأن النظام هو المسؤول عن الهجوم.
وقال المسؤول نفسه إن الاستخبارات الأميركية تعتمد في تقديراتها التي نقلتها إلى البيت الأبيض على عدد الضحايا والأعراض التي تم الكشف عنها على الضحايا والمصابين، وعلى شهود عيان.
بريطانيا
اذاً، قرر رئيس الوزراء البريطاني قطع إجازته “بسبب الوضع في سوريا” على ان يعود الثلاثاء الى داونينغ ستريت قبل ان يرأس اجتماعاً لمجلس الامن القومي كما اعلن متحدث باسم الحكومة البريطانية امس.
واضاف المتحدث ان كاميرون الذي كان يقضي اجازة في كورنوال جنوب غربي انكلترا والذي كان من المفترض ان يعود “في وقت لاحق من الاسبوع” “سيعمل من داونينغ ستريت الثلاثاء”.
وقد أجرى كاميرون محادثات هاتفية في نهاية الاسبوع المنصرم مع عدد كبير من الرؤساء منهم الاميركي باراك أوباما والفرنسي فرنسوا هولاند للاتفاق على “رد جدي” على الهجوم الكيميائي المفترض قرب دمشق في 21 آب.
وسيرأس رئيس الوزراء البريطاني اجتماعاً لمجلس الامن القومي الذي استدعي خصيصاً “بسبب خطورة الاحداث في سوريا”، كما اوضح المتحدث.
ويتألف مجلس الامن القومي الذي يجتمع اسبوعياً من ابرز 10 وزراء في الحكومة البريطانية. ويشارك فيه عند الضرورة كبار قادة الجيش ومسؤولو الاستخبارات.
وفيما تدرس البلدان الغربية خيارات عسكرية ضد دمشق، طلب نواب من رئيس الوزراء البريطاني دعوة البرلمان الى الاجتماع، مع العلم انه في اجازة حتى الثاني من ايلول، للحصول على موافقته على تحرك محتمل.
ولم تستبعد رئاسة الحكومة البريطانية هذا الاحتمال، لكنها اشارت الى انها “تحتفظ بامكانية الانتقال سريعاً الى التحرك اذا ما اقتضت الضرورة”.
اما وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ فاعتبر الاثنين ان قيام البلدان الغربية بتحرك في سوريا سيكون ممكناً حتى من دون موافقة مجلس الامن الدولي.
واعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ امس انه “من الممكن” الرد على استخدام اسلحة كيميائية في سوريا “من دون اجماع كامل في مجلس الامن الدولي” لكنه رفض اطلاق “تكهنات” حول سبل التحرك التي يدرسها الغربيون.
وقال هيغ في مقابلة أجرتها معه بي بي سي: “هل انه من الممكن الرد على استخدام اسلحة كيميائية من دون وحدة صف كاملة في مجلس الامن الدولي؟ اقول نعم”. معتبرا انه من الممكن التحرك لدواع “انسانية”.
ورداً على سؤال حول احتمال شن ضربة عسكرية هذا الاسبوع أكد هيغ “لن استبعد أو أؤكد شيئاً، لن أطلق تكهنات علنية حول الموضوع”.
وتابع “من الممكن المبادرة بتحركات تستند الى الحاجة الانسانية والضغط الانساني الهائلين، ويمكن فعل ذلك وفقاً لسيناريوات كثيرة”.
واضاف: “نحن والولايات المتحدة ودول أخرى بما فيها فرنسا واضحون في أنه لا يمكن أن نسمح باستخدام أسلحة نووية في القرن الواحد والعشرين بلا محاسبة، لكن لا يمكنني الخوض في الخيارات العسكرية حالياً”.
واشنطن
وفي جاكرتا، قال وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل أمس إن الولايات المتحدة لن تتخذ أي تحرك إزاء سوريا إلا بالتنسيق مع المجتمع الدولي وفي إطار قانوني رداً على هجوم مزعوم بالأسلحة الكيماوية في دمشق.
وأحجم هيغل في حديثه للصحافيين أثناء زيارة إلى إندونيسيا عن مناقشة الخيارات العسكرية التي يبحثها البيت الأبيض أو الإفصاح عما إذا كان الرد العسكري مرجحاً.
وقال هيغل في مؤتمر صحافي بجاكرتا “تبحث الولايات المتحدة كل الخيارات في ما يتعلق بالوضع في سوريا. نعمل مع حلفائنا والمجتمع الدولي. نحلل معلومات المخابرات. وسنحصل على الحقائق. وإذا اتخذ أي تحرك فسيكون بالتنسيق مع المجتمع الدولي وفي إطار تبرير قانوني”.
وقال مسؤول أميركي كبير طلب عدم نشر اسمه إن هيغل يعتزم التحدث إلى نظيريه البريطاني والفرنسي لمناقشة الوضع في سوريا. وأضاف أن توقيت هذه الاتصالات المقبلة لم يتضح.
وذكر المسؤول أن استخدام الحكومة السورية لأسلحة كيماوية ضد المدنيين في ضواحٍ لدمشق الأسبوع الماضي يتأكد بشكل متزايد وأدان تأخير السماح لمفتشي الأمم المتحدة بدخول المواقع.
وأكد مسؤول أميركي كبير طلب عدم الكشف عن هويته أمس أن الولايات المتحدة تزداد اقتناعاً بأن النظام السوري يقف وراء الهجوم بالسلاح الكيميائي. وقال المسؤول الاميركي للصحافيين الذين يرافقون هيغل: “توجد مؤشرات قوية تدل على استخدام اسلحة كيميائية” من قبل النظام السوري. واضاف: “تزداد قناعتنا باستمرار أن الامر يتعلق باستخدام أسلحة كيميائية من قبل النظام السوري”. وأكد أن “الحكومة تفكر في خياراتها للرد بالتشاور مع شركائنا الدوليين”.
وقال المسؤول الاميركي إن معاملة الرئيس السوري بشار الاسد لفريق المفتشين الدوليين الذين يحاولون التحقيق في مزاعم استخدام اسلحة كيميائية تعد “تكتيكات تأخير كلاسيكية”. واوضح انه “مع مرور الوقت، يصبح من الاصعب جمع وفحص وتحليل المعلومات والتوصل الى استنتاج بشأن استخدام أسلحة كيميائية”.
واعتبر السناتور الجمهوري جون ماكين أمس أن على الولايات المتحدة التحرك بشكل “سريع وجدي جداً” للرد على الهجوم المفترض بالاسلحة الكيميائية في سوريا معتبراً ان مثل هذا الامر لا يتطلب موافقة من الامم المتحدة.
وقال ماكين أمام الصحافيين في سيول فيما توجه مفتشو الأمم المتحدة الى موقع الهجوم في ريف دمشق حيث تقول المعارضة السورية إن 1300 شخص قتلوا فيه، إنه “مقتنع تماماً” بأن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يقف وراء هذه “الفظاعة”.
وأعرب ماكين الذي لطالما دعا الى زيادة الدعم للمعارضة السورية لتغيير موازين القوى في النزاع، عن شكوكه في ان يتمكن فريق الامم المتحدة من القيام بتحقيق معمق.
وقال المرشح الرئاسي السابق: “من الصعب بالنسبة الي ان اصدق ان بشار الاسد سيسمح للامم المتحدة بالتحقيق في شيء سيكون مسيئاً اليه”.
وتابع: “لكننا لسنا بحاجة لمصادقة الامم المتحدة” داعياً الرئيس الاميركي باراك أوباما الى الرد بشكل سريع وفعال.
وقال ماكين: “اذا لم تقم الولايات المتحدة بتحرك جدي جداً – وليس مجرد اطلاق بعض الصواريخ – فان مصداقيتنا في العالم ستتراجع بشكل اضافي… ان كانت لا تزال موجودة”.
وكان الرئيس الاميركي اعلن قبل سنة ان استخدام اسلحة كيميائية من قبل نظام الاسد هو “خط احمر” سيؤدي الى تدخل غربي.
ورأى ماكين انه على الولايات المتحدة القضاء على القدرات الجوية للنظام السوري واقامة منطقة آمنة تحت حمايتها.
كما رفض حجج البعض في الادارة الاميركية الذين يقولون ان تسليح المعارضة السورية يمكن ان يؤدي الى وصول اسلحة الى ايدي مجموعات اسلامية.
وقال: “يمكننا ايصال الاسلحة الى الاشخاص المناسبين. هذه ليست بالمهمة الصعبة”.
وماكين يزور سيول برفقة السناتور شلدون وايتهاوس لبحث وضع حقوق الانسان في كوريا الشمالية.
وأجرى وزير الخارجية الاميركي جون كيري الأحد اتصالات هاتفية بالامين العام للامم المتحدة ونظرائه البريطاني والفرنسي والكندي والروسي ابلغهم خلالها انه يعتبر “من شبه المؤكد” ان يكون النظام السوري شن هجوماً بالاسلحة الكيميائية في 21 آب على ريف دمشق، بحسب ما افاد دبلوماسي.
وقال المسؤول في وزارة الخارجية ان كيري قال لبان كي مون ووليام هيغ ولوران فابيوس وجون بيرد وسيرغي لافروف انه “لو اراد النظام السوري ان يثبت للعالم انه لم يستخدم اسلحة كيميائية في هذا الحادث، لكان اوقف قصفه على هذه المنطقة وسمح بوصول فوري للامم المتحدة اليها قبل خمسة ايام”.
وتابع الديبلوماسي ان كيري “قال بوضوح على ضوء المعلومات التي تم تقاسمها مع شركائنا واجهزة استخبارات اخرى انه من شبه المؤكد ان النظام السوري استخدم سلاحاً كيميائياً”.
فرنسا
وفي باريس، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس انه لم يتم بعد اتخاذ قرار بشأن القيام بتدخل عسكري في سوريا.
وقال فابيوس في مقابلة مع إذاعة “أوروبا 1” انه لم يتم اتخاذ قرار بشأن التدخل العسكري في سوريا، موضحاً ان قراراً غربياً بهذا الصدد سيتخذ خلال الأيام المقبلة.
ولفت إلى أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أجرى خلال عطلة نهاية الأسبوع محادثات مع عدد من المسؤولين الغربيين لمناقشة الردود المحتملة من قبل المجتمع الدولي بعد الهجوم الكيميائي قرب دمشق.
وأشار فابيوس إلى أن الموقف الفرنسي هو أن مجزرة كيميائية ارتكبت، مشيراً إلى انه شخصياً مقتنع بمسؤولية النظام السوري عنها والتحرك يعد واجباً.
لكنه رأى أنه لا بد ان تكون ردود الفعل متوازنة، وهذا ما سيتم التوصل إليه خلال الأيام المقبلة.
وختم قائلاً ان الخيارات مفتوحة، والخيار الوحيد الذي ليس مطروحاً هو عدم القيام بشيء ما.
تركيا
وفي سياق متصل بالتطورات هذه، أعلنت تركيا أنها مستعدة للانضمام الى ائتلاف دولي ضد نظام الأسد، حتى في غياب إجماع في الأمم المتحدة، وفق ما أعلن أمس وزير الخارجية أحمد داود أوغلو.
وقال الوزير في حديث نشرته صحيفة “ميلييت” أمس “إذا تشكل ائتلاف ضد سوريا خلال هذه العملية فان تركيا ستكون ضمنه”.
ويبدأ خبراء من الأمم المتحدة الاثنين تحقيقاً حول الهجوم المفترض بالأسلحة الكيميائية الذي استهدف في 21 آب ضواحي دمشق.
وقال دواد اوغلو انه “بعد هذا التفتيش ينبغي بالامم المتحدة ان تتخذ قراراً حول عقوبات. لقد فضلنا على الدوام تحركاً تحت غطاء الامم المتحدة ومع المجموعة الدولية”. واضاف “واذا لم يتخذ مثل هذا القرار فهناك خيارات اخرى على الطاولة”. وشدد الوزير على أن “نحو 36 او 37 دولة تناقش هذه الخيارات”.
وقال دواد اوغلو ان “من البداية اعتبرت تركيا ان على المجتمع الدولي ألا يبقى غير مبال بالمجازر المرتكبة من طرف نظام الأسد”, مؤكداً أن “الذين يرتكبون جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية لا بد أن يعاقبوا قطعا”. واضاف “عندما ننظر لما يجري في سوريا نرى أن نظام الأسد يستخدم طرقاً تجاوزت كثيراً الاعمال غير الانسانية والمجازر التي ارتكبت في البوسنة” خلال التسعينات.
روسيا
في مقابل المواقف الغربية والتركية تلك، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن التدخل العسكري في سوريا من دون موافقة مجلس الامن الدولي، سيكون “خطراً” وانتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي”. وقال في مؤتمر صحافي: “أنا قلق اثر تصريحات صادرة من باريس ولندن تفيد بأن الحلف الاطلسي يمكن أن يتدخل لتدمير اسلحة كيميائية في سوريا من دون موافقة مجلس الامن”.
واعتبر الوزير الروسي أن البلدان الغربية تتحرك حالياً نحو “مسار خطير جداً، وزلق جداً”، وهي “لا تستطيع ان تقدم أدلة لكنها تقول ان ـ الخط الاحمرـ قد تم تجاوزه ولم يعد في وسعنا أن ننتظر”. واضاف لافروف ان “استخدام القوة من دون تفويض من مجلس الامن الدولي انتهاك فاضح للقانون الدولي… ولن يؤدي تدخل لم توافق عليه المجموعة الدولية إلا الى تعقيد الوضع في بلد يريدون انقاذه من الدكتاتورية ويريدون فرض الديموقراطية فيه”.
وقال لافروف رداً على سؤال حول ما ستفعله روسيا إذا هاجم الغرب البنية التحتية للجيش السوري “ليس لدينا نية لخوض حرب مع أحد”.
الصين
ودعت الصين أمس الى “الحذر لتفادي أي تدخل” في سوريا إثر هجوم مفترض بالاسلحة الكيميائية اتهمت المعارضة السورية نظام الرئيس بشار الأسد بشنه، مشددة على أن “الحل السياسي” وحده مطروح لتسوية الازمة السورية.
وقال وزير الخارجية الصيني وانغ لي في بيان رسمي “وحده حل سياسي يمكنه تسوية الازمة السورية” في وقت تدرس بعض الدول الغربية امكانية التحرك عسكرياً ضد دمشق.
واضاف الوزير “كل الاطراف يجب أن تتعاطى مع موضوع الاسلحة الكيميائية بحذر بهدف تجنب اي تدخل (في محاولات) حل القضية السورية عبر تسوية سياسية”.
وقال: “اهم اولوية الآن هي عقد مؤتمر جنيف الثاني” حول سوريا.
إيران
وقالت ايران إن الحديث عن احتمال تدخل عسكري في سوريا “خطر”، في وقت تدرس القوى الغربية خيارات عسكرية في أعقاب هجوم كيميائي مفترض قرب دمشق.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية عباس عراقجي في تصرح نشرته وكالة “إيسنا”، “فيما تحتاج المنطقة الى الهدوء، فان الحديث عن هجوم عسكري على سوريا، وحتى من دون تصريح من مجلس الامن الدولي، امر بالغ الخطورة ويمكن ان يؤدي الى توترات”.
واضاف أن “أي تفسير خاطئ للوضع في سوريا سيؤدي بالمنطقة كلها الى وضع معقد وخطر مع عواقب على كل بلدان المنطقة”، مؤكدًا ان “تسوية الازمة في سوريا لا يمكن أن تتم بالوسائل العسكرية. فالحوار والوفاق السياسي حول حل سلمي هما الطريق الوحيد”.
وأوضح المتحدث أن “الرأي العام لم ينس الاكاذيب المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل في العراق ولن يسمح أن تؤدي هذه الاتهامات الكاذبة الى مأساة إنسانية أخرى”.
بغداد
وأعربت الحكومة العراقية امس عن معارضتها لاستخدام أجوائها أو أراضيها لشن أي هجوم ضد سوريا، في الوقت الذي تهدد فيه القوى الغربية بتحرك عسكري محتمل ضد دمشق.
وقال علي الموسوي المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء نوري المالكي: “كنا وما زلنا ضد العمل العسكري وكنا نأمل ان يكون هناك حل سلمي وسياسي للازمة لان الحل العسكري لا يؤدي الا الى تفاقم الازمة”.
واضاف “نحن موقفنا ثابت من الازمة السورية، نحن لا نوافق على أي استخدام لأجوائنا أو أرضينا للاعتداء على اي دولة جارة” في اشارة الى سوريا.
وذكر بأن “الدستور العراقي لا يسمح أن تكون أرض العراق منطلقاً لأي اعتداء على أي دولة”.
الأسد
وحذر بشار الأسد واشنطن في مقابلة نشرت في صحيفة ازفستيا الروسية امس من أن أي تدخل عسكري اميركي في سوريا سيفشل ونفى أن قواته استخدمت أسلحة كيميائية.
وقال الأسد للصحيفة في المقابلة التي أجريت معه في دمشق عندما سئل عما سيحدث إذا قررت واشنطن ضرب او غزو سوريا “الاخفاق ينتظر الولايات المتحدة مثلما حدث في كل الحروب السابقة التي شنتها ابتداء بفيتنام وحتى الوقت الراهن”.
وذكر الأسد أن قواته كانت قريبة من المكان الذي تقول قوات المعارضة ان قوات الاسد استخدمت فيه اسلحة كيماوية الاسبوع الماضي وانه لا يوجد خط واضح للجبهة هناك.
وقال الأسد: “هل تستخدم أي دولة اسلحة كيماوية او أي اسلحة دمار شامل أخرى في مكان تتركز فيه قواتها؟ هذا يتنافى مع المنطق”. وأضاف: “لهذا الاتهامات من هذا النوع سياسية تماماً وسببها الانتصارات المتتالية التي حققتها القوات الحكومية على الإرهابيين”, مشيراً الى مقاتلي المعارضة في الحرب الاهلية الدائرة منذ اكثر من عامين.
ووصف الاسد الاتهامات باستخدام اسلحة كيماوية بانها “محض هراء” و”غير موثقة” وقال ان الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا سعت منذ فترة طويلة الى تبرير التدخل العسكري في سوريا.
وفي سياق متصل أكد مصدر أمني في نظام الأسد لوكالة “فرانس برس” أن النظام مستعد “للتعامل مع كل السيناريوات”، وذلك رداً على التلويح الغربي باحتمال شن ضربة عسكرية.
وقال المصدر: “نحن نعتبر أن الأمر يدخل في اطار الضغوط النفسية والسياسية على سوريا بشكل عام. بكل الأحوال، سوريا جاهزة للتعامل مع كل السيناريوات”.
واضاف: “نأمل في أن يكون ثمة حكمة لدى أولئك الذين يحاولون التصعيد والدفع نحو العمل العسكري”، ومؤكداً أن “قناعتنا راسخة بأن المخرج من الأزمة لن يكون إلا سياسيًا”.
واعتبر أن “أي مشاكل في أي منطقة ستكون لها انعكاساتها على كل المنطقة لأن الوضع في سوريا متشابك ومعقد ومركب”.
مصدر حكومي أميركي: احتمال شن ضربات جوية على سوريا بدءاً من الخميس
ذكرت قناة “إن بي سي نيوز” التلفزيونية الأميركية نقلاً عن مصدر حكومي أميركي، أنَّ “القوات الجوية الأميركية قد تسدد ضربات إلى الأراضي السورية، وقد تبدأ بذلك اعتباراً من يوم الخميس الواقع فيه 29 أغسطس/آب”.
وفي هذا السياق، قال المصدر إنَّ “الضربات قد تسدد على مدار ثلاثة أيام، وإنها ستكون محدودة وستستهدف أهدافا معينة”.
وفي وقت سابق قالت مصادر حضرت لقاء بين مبعوثين غربيين وممثلين عن “الائتلاف الوطني السوري” عقد في اسطنبول، “إنَّ القوى الغربية أبلغت المعارضة السورية بأنها ستوجه ضربة ضد قوات الرئيس السوري بشار الأسد خلال أيام”.
هذا، ونقلت وكالة “رويترز” عن أحد المصادر أنَّ “المعارضة تلقت تأكيدات واضحة أن عملية تستهدف الحيلولة دون لجوء نظام بشار الأسد من جديد إلى استخدام الكيميائي، ستتم خلال الأيام القادمة، كما أنها (الدول الغربية) ستواصل تحضيراتها للمفاوضات في جنيف”.
إشارة إلى أنَّ الاجتماع عقد في فندق بوسط اسطنبول وحضره كبار ممثلي المعارضة السورية، بينهم رئيس “الائتلاف الوطني السوري” أحمد الجربا، ومبعوثون من 11 دولة من مجموعة “أصدقاء سورية”، بينهم السفير الأميركي في سوريا روبرت فورد.
هولاند: المجزرة الكيماوية في دمشق لن تبقى من دون عقاب
قرار التحرّك بشأن سوريا سيتّخذ خلال الأيّام المقبلة
أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن المجزرة الكيماوية في دمشق لا تستطيع أن تبقى من دون عقاب، مشدداً على أن بلاده مستعدة لمعاقبة من اتّخذ قرار هذا الإجرام.
وقال خلال مؤتمرٍ صحافي: “تناقشت مع نظرائنا الغربيين والأوروبيين والعرب، إن مرتكبي المجزرة لن ينجوا من العقاب، كما أنه يجب أن يكون هناك مجال للحل السياسي في سوريا”.
وأضاف: “المبدأ الثاني هو احترام حقوق الإنسان، فرنسا تعرف جيداً مسؤولية حماية المدنيين، وهو ما وقّع عليه مجلس الأمن في العام 2005”.
كما أوضح هولاند أن فرنسا تريد أن تكون جسراً بين القارات وأن تتأكد أن مواردها الدفاعية جاهزة، فالحرب الأهلية في سوريا تهدد السلم العالمي”.
من جهةٍ أخرى، أكّد أن “فرنسا ستبقى في مالي بشكل مختلف مع وجود عسكري أقل، وسنواصل مساعدة هذا البلد والحفاظ على الأمن وتنمية المدن، لأن الجماعات الارهابية والمتطرفة تبحث عن مواقع لها في الأماكن التي لا تستطيع السلطات مراقبتها”.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسيّة تأكيد الرئيس الفرنسي على أنّ قرار التحرّك بشأن سوريا سيتّخذ خلال الأيّام المقبلة.
دمشق تنفي الاتهامات والغرب يحشد قوته
اتجاه متسارع نحو ضربة عسكرية لسوريا
أكدت واشنطن جاهزيتها لتوجيه ضربة لسوريا عقب اتهام نظام الأسد بقصف منطقة الغوطة بالأسلحة الكيمياوية، وسط إجراءات غربية للضربة ومعارضة من جانب حلفاء دمشق، التي أكد وزير خارجيتها أن لا دليل على اتهامات الغرب لنظامه. وفي الأثناء أبلغت قوى غربية المعارضة السورية أن الضربة ستكون خلال أيام.
وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل أكد أن الجيش الأميركي جاهز لتوجيه ضربة لسوريا فور تلقيه أمرا بذلك من الرئيس باراك أوباما.
وجاءت تصريحات هيغل بعد أن كان البيت الأبيض ووزير الخارجية الأميركي جون كيري قد أكدا أن أسلحة كيمياوية استخدمت بالفعل ووجها اتهامات مباشرة لنظام دمشق بالوقوف وراءها.
وفي هذا السياق أعلن متحدث باسم رئيس وزراء بريطانيا ديفد كاميرون أن القوات المسلحة تضع خططا لعمل عسكري محتمل ردا على هجوم كيمياوي مفترض في سوريا.
وقال المتحدث نقلا على لسان كاميرون للصحفيين إن شن هجمات بالأسلحة الكيمياوية في سوريا “شيء مقيت تماما”، ويتطلب تحركا من جانب المجتمع الدولي، مؤكدا أن بريطانيا تدرس اتخاذ “رد مناسب”.
وطبقا للمصدر نفسه فإن كاميرون شدد على أن أي قرار سيتخذ سيكون في إطار عمل دولي صارم، وكان كاميرون قد قطع عطلته أمس ليعود إلى لندن، لمتابعة الموضوع السوري، كما دعا البرلمان إلى قطع عطلته الصيفية لبحث الرد في سوريا.
كما أعلن رئيس الوزراء الأسترالي كيفن رود عقب اجتماعه في البيت الأبيض مع الرئيس الأميركي باراك أوباما أن أوباما يدرس “مجموعة كاملة” من الخيارات ضد سوريا.
وفي أنقرة وصف وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو شن هجوم بالغاز السام قرب دمشق الأسبوع الماضي بأنه يمثل “جريمة ضد الإنسانية” واختبارا للمجتمع الدولي.
وشدد أوغلو على أن “هذه الجريمة ينبغي عدم السكوت عنها، وما ينبغي فعله يجب فعله، بات واضحا اليوم أن المجتمع الدولي يواجه اختبارا”.
وفي خضم التصعيد باتجاه التدخل المسلح، كشفت وكالة رويترز عن أن الدول الغربية أبلغت المعارضة السورية في اجتماع عقد في إسطنبول بأن الضربة العسكرية ستكون خلال أيام.
كما قررت الولايات المتحدة اليوم إلغاء اجتماع كان مقررا مع مسؤولين روس في لاهاي غدا الأربعاء للبحث عن حل سياسي للأزمة السورية، مبررة ذلك بالبحث عن سبل الرد المناسبة بعد استخدام الكيمياوي.
وفي سياق متصل، اجتمعت مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس مع وفد برئاسة رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي يعقوب أميدرور. وقال البيت الأبيض إن الاجتماع يأتي في إطار سلسلة من مشاورات ثنائية على مستوى عالٍ، وتناول الأوضاع في إيران ومصر وسوريا وقضايا أمنية أخرى في المنطقة.
وكان محللون عسكريون قالوا إن الضربة المتوقعة ستكون لمعاقبة نظام دمشق وليس لإسقاطه، مرجحة التركيز على استخدام الطائرات والصواريخ، لضرب أهداف عسكرية سورية انطلاقا من حاملات طائرات في البحر المتوسط.
وفي خطوة تؤكد الاتجاه نحو خيارعسكري، أعلنت روسيا أنها ستسحب أسطولها من ميناء طرطوس السوري فور حدوث تصعيد بالمنطقة. كما بدأت روسيا بإجلاء رعاياها ورعايا منظمة الدول المستقلة من سوريا.
دمشق وحلفاؤها
لكن روسيا إلى جانب حليفي نظام دمشق الصين وإيران واصلوا التحذير من أي تصعيد عسكري، وقالت موسكو إن له “عواقب كارثية” داعية واشنطن للتحرك ضمن القانون الدولي.
وحذرت إيران الغرب من أن أي هجوم عسكري على سوريا، ستكون له بالقطع عواقب خطيرة على المنطقة، وأن التعقيدات والعواقب المترتبة على الهجوم المحتمل لن تقتصر على سوريا بل ستشمل المنطقة كلها.
وقالت الصين إن أي هجوم على سوريا سيكون خطيراً وغير مسؤول، وإنه ينبغي على العالم تذكر كيف بدأت حرب العراق بادعاءات أميركية “زائفة” حول وجود أسلحة دمار شامل فيه.
ومن جانبه أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن بلاده لديها أدوات دفاع ستفاجئ بها الآخرين في حال تعرضها لهجوم غربي، وتحدى الذين يتهمون سوريا باستخدام السلاح الكيمياوي في ريف دمشق أن يقدموا أدلتهم للرأي العام. وأضاف أن “أي عدوان على دمشق سيخدم إسرائيل وجبهة النصرة”.
وقال المعلم في مؤتمر صحافي اليوم الثلاثاء إنه لا يجزم بحدوث ضربة عسكرية لبلاده، “لكن في حال قيامهم بضربة عسكرية أمامنا خياران إما الاستسلام أو الدفاع عن أنفسنا، وسندافع عن أنفسنا بالوسائل المتاحة”.
وبيّن أن ما يجري في سوريا والعراق هو تنفيذ لسياسية مرسومة من عام 2009 للوصول إلى طهران، وأضاف “لذلك فإننا والإيرانيين في خندق واحد”.
في الأثناء قالت الأمم المتحدة اليوم إنها أرجأت زيارة كان من المزمع أن يقوم بها خبراء الأسلحة الكيمياوية إلى موقع قريب من دمشق لأسباب أمنية.
وأوضح المتحدث باسم المنظمة الدولية فرحان حق أنه وبعد هجوم قناصة على الخبراء يوم الاثنين “فقد انتهى تقييم شامل (للموقف) إلى أن الزيارة يجب أن تؤجل ليوم واحد حتى يتحسن استعداد الفريق ودواعي سلامته”.
الجامعة العربية تحمل دمشق مسؤولية الكيمياوي
دان مجلس الجامعة العربية في اجتماع طارئ، عقده اليوم الثلاثاء في القاهرة على مستوى المندوبين الدائمين، ما وصفها بالجريمة البشعة التي ارتكبها النظام السوري في منطقة الغوطة الشرقية.
وحمل المجلس الحكومة السورية المسؤولية كاملة عن هجوم الغاز الذي تقول المعارضة إنه وقع الأسبوع الماضي في الغوطة بريف دمشق وقتل فيه مئات المدنيين. وطالب بتقديم كل مرتكبي الهجوم لمحاكمات دولية.
وقال بيان للجامعة صدر عقب الاجتماع إن “النظام السوري ومن خلال استخدامه أسلحة كيمياوية محرمة دوليا يستخف بالقيم الأخلاقية والإنسانية والأعراف”.
ودعا البيان إلى تقديم كل أشكال الدعم للشعب السوري من أجل الدفاع عن نفسه، وأكد أن المجلس سيبقى في حالة انعقاد لحين اجتماع المجلس الوزاري المقرر بعد نحو أسبوع.
من جانبه طالب نبيل العربي الأمين العام للجامعة أثناء الجلسة بإيجاد مسارات آمنة لقوافل الإغاثة وفريق خبراء الأسلحة، وطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه تلك الجريمة.
وتحفظت الجزائر على فقرة من قرار المجلس والمتعلقة باللجوء إلى مجلس الأمن، بينما لم تصوت العراق على فقرتين من مشروع القرار، لكنه سجل “الإدانة الشديدة لاستخدام الأسلحة المحرمة دوليا ضد المدنيين العزل وتحميل المسؤولية كاملة للطرف الذي قام باستخدام تلك الأسلحة، بعد ثبوت الأدلة الدامغة على وقوع الجريمة البشعة”، فيما نأى لبنان بنفسه عن هذا القرار.
كاميرون: استخدام الأسلحة الكيميائية “لا يمكن التهاون معه“
دعا كاميرون البرلمان البريطاني لبحث الخيارات تجاه الأزمة السورية
شدد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على أن استخدام الحكومة السورية المحتمل لأسلحة كيميائية “لا يمكن تبريره أخلاقيا”، مضيفا أن العالم لا يمكن أن يتخذ موقفا “سلبيا” في مواجهة “استخدام مفرط” للأسلحة المحظورة.
لكن كاميرون – الذي دعا البرلمان البريطاني للانعقاد لبحث الخيارات المحتملة تجاه الأزمة في سوريا – قال إن أي إجراء عسكري يجب أن يكون مناسبا وقانونيا.
وتقول حكومة الرئيس السوري بشار الأسد إنها لم تنفذ أي هجوما كيميائيا، واتهمت الولايات المتحدة ودولا أخرى باستخدام الهجوم المحتمل كذريعة لشن هجوما عليها.
وتدرس بريطانيا حاليا خيارات عسكرية محتملة في أعقاب هجوم وقع الأسبوع الماضي وتحقق فيه الأمم المتحدة.
وقال كاميرون إنه لم يتخذ أي قرار بعد لكن الولايات المتحدة وحلفاءها يتعين عليها اتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت ثمة حاجة للقيام بعمل عسكري محدود لـ”ردع وتقليل احتمالية استخدام الأسلحة الكيميائية مستقبلا.”
وأضاف: “ما شهدناه في سوريا هي مشاهد مروعة لقتلى ومعاناة بسبب استخدام نظام الأسد لأسلحة كيميائية.”
وتقول الولايات المتحدة إن ثمة أدلة “واضحة” على أن حكومة الأسد تقف وراء هجوم الأسبوع الماضي على منطقة الغوطة الشرقية بضواحي دمشق.
لكن روسيا، أحد أبرز حلفاء سوريا، تشكك في ذلك.
ويقول وزير الدفاع تشاك هاغل إن القوات الأمريكية “مستعدة للمضي قدما” إذا جاءتها أوامر من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، لكن الحقائق بشأن ما حدث في حاجة لتأكيدها قبل اتخاذ أي قرار.
وتلقي السلطات السورية بالمسؤولية على مسلحين معارضين تشن عليهم معارك قوية منذ أكثر من عامين.
وقام مفتشو أسلحة تابعون للأمم المتحدة بفحص موقع الهجوم المحتمل الاثنين، لكن أرجأوا زيارة ثانية للمنطقة الخاضعة لسيطرة المتمردين بعد تعرض موكبهم لهجوم.
BBC © 2013
الاختبار الأوروبي في التعامل مع الأزمة السورية
غيفن هيويت
محرر الشؤون الأوروبية-بي بي سي
لا ترغب أي قوة غربية في التدخل في سوريا، لكن الخطاب الحالي يشير إلى وجود نوع من رد الفعل العسكري تجاه الهجمات الكيماوية التي وقعت الأسبوع الماضي.
وفي عالم تسوده القوة الصارمة، لا يظهر على السطح الآن السؤال القديم حول من يمكنك الاتصال به في أوروبا.
ففي عطلة نهاية الأسبوع تحدث الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لمدة 40 دقيقة، وبعدها تحدث إلى الرئيس الفرنسي. وتمتلك كل من بريطانيا وفرنسا الامكانات والإرادة للمشاركة في عملية عسكرية.
لكن هذه المرة، كان هناك اتصال تليفوني بالألمان، حيث كانت الولايات المتحدة مؤخرا تحث الألمان بهدوء على الاضطلاع بدور قيادي أكبر في الشؤون العالمية.
وبالعودة إلى الماضي، نجد أن احتمال الدخول في عمل عسكري تسبب في حدوث انقسام في أوروبا، حيث عارضت فرنسا وألمانيا غزو العراق، بينما قادت فرنسا وبريطانيا الحملة العسكرية ضد قوات القذافي في ليبيا، فيما امتنعت ألمانيا عن التصويت في جلسة الأمم المتحدة في هذا الشأن. كما أن ألمانيا وفرنسا اختلفتا بشأن التدخل في مالي.
وفي هذه المرة أيضا، كانت هناك بعض الخلافات المبكرة، حيث سارع الفرنسيون بطلب القيام بعمل ضد نظام الأسد، وقال وزير الخارجية الألماني: “قبل الحديث عن إنزال العواقب يجب علينا أولا أن نحصل على إيضاح”.
ومع ذلك، قد تتوصل الدول الثلاث إلى اتفاق بشأن سوريا.
إرث العراق
وقد أشار الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى أنه سيدعم “التدخل العسكري المحددة أهدافه”، مع تلميح قوي أن ذلك سيكون خلال هذا الأسبوع.
وقال ستيفن زايبرت المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إن الهجوم الكيماوي “انتهاك خطير للمواثيق الدولية، والتي تحظر بشكل قاطع استخدام هذه الأسلحة، ويجب أن تعاقب سوريا لأنها لا يمكن أن تستمر دون إنزال عقاب”.
وفي البداية كانت برلين أكثر حذرا، فهي تريد دليلا ليس فقط على وقوع هجوم كيماوي، ولكن أيضا على وجود بصمات للنظام السوري في هذه العملية.
وهناك اعتراف تدريجي بأن الدليل المطلق ربما يكون أمرا مستحيلا، على الرغم من أنه من المرجح أن تقدم واشنطن أدلة جديدة حول دور النظام في ذلك في وقت لاحق هذا الأسبوع.
وفي مثل هذه الظروف يناضل الاتحاد الأوروبي كمؤسسة من أجل أن يكون له صوت، وقد أقرت كاثرين أشتون، مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أنه من الصعب على هذا التكتل الأوروبي الذي يضم 28 دولة أن يتوصل إلى “قرار نهائي مشترك”.
وسوف ينتقد البعض في أوروبا حقيقة أن دور الاتحاد الأوروبي أصبح مرة أخرى – وفي لحظة حرجة في العلاقات الدولية – دورا محدودا.
وقد أكدت أشتون أنه “أمر مهم للغاية” أن يتم الحصول على دعم مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وسوف تلقى هذه الرؤية دعما واسعا في أوروبا، لكن في الواقع سيكون من الصعب جدا التوصل إلى اتفاق أممي في هذا الشأن مع وجود روسيا التي تعارض أي عمل عسكري من الخارج في سوريا.
كما أنه من المرجح بشكل كبير أن يكون لأي تدخل في سوريا ما يبرره قانونيا، وذلك إما لأسباب إنسانية أو لانتهاك المواثيق الدولية فيما يتعلق باستخدام أسلحة كيماوية.
والحقيقة هي أن إرث العراق لا يزال يخيم على سوريا وعلى الحرب الأهلية التي تدور فيها.
ولا ينسى أحد أن مفتشي الأمم المتحدة أرادوا مزيدا من الوقت لاكتشاف ما إذا كان صدام حسين يمتلك أسلحة دمار شامل أم لا. كما أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يتردد في لعب دور شرطي العالم.
لكن في سوريا، قتل نحو 110 آلاف شخص حتى الآن، وأصيب ضعف هذا العدد، كما يوجد نحو أربعة إلى خمسة ملايين لاجيء سوري، وذلك في الوقت التي تظهر فيه بوادر حرب أهلية في الدول المجاورة.
وهناك العديد في واشنطن الآن ممن يعتقدون أن عدم تحرك الولايات المتحدة قد شجع الرئيس السوري بشار الأسد. لكن أوباما كان قد صرح من قبل أن استخدام الأسلحة الكيماوية سيكون عاملا في تغيير قواعد اللعبة، وبالتالي أصبحت مصداقية الولايات المتحدة على المحك الآن.
وربما لا يزال هناك دور للدبلوماسية، لكن كل الخطط الآن تعتمد على كيفية معاقبة نظام الأسد وترك إشارة مميزة بأن استخدام الأسلحة الكيماوية ستنتج عنه عواقب وخيمة.
وسوف تمثل هذه الأيام اختبارا للدول الأوروبية، وما هو الدور الذي سوف تلعبه ألمانيا؟ وما حجم الدعم الذي سيحصل عليه الأمريكان في أوروبا؟
وفي وسط كل هذا، ذكَّر الرئيس السوري الدول الغربية بتاريخها الحديث، وقال: “نعم، هذا حقيقي، تستطيع القوى العظمى أن تشن الحروب، لكن هل يمكن أن تربحها؟”
ولم يتجه الأمريكان وحلفاؤهم لشن حرب، لكن هل يستطيعون أن ينفذوا عملية محدودة يمكنها أن تردع قادة مثل بشار الأسد في المستقبل؟
BBC © 2013