أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 26 تشرين الأول 2017

1500 شخصية تحضر «مؤتمر شعوب سورية»

لندن – «الحياة»

كشف عضو «مجلس سورية الديموقراطية» وائل ميرزا، تفاصيل عن «مؤتمر شعوب سورية» الذي اقترحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي. وقال ميرزا لوكالة «سبوتنيك» الروسية أمس، إن «المؤتمر سيحضره 1500 شخص من كل المكونات السورية وكل المحافظات لمناقشة سورية بعد الحرب».

ووجهت دعوات إلى المعارضة داخل سورية وخارجها، بحسب ميرزا، الذي أكد أن المؤتمر سيكون بضمانة روسية في قاعدة حميميم باللاذقية.

وكان بوتين قال خلال كلمة في منتدى «فالداي» الخميس الماضي، إن فكرة المؤتمر تهدف إلى تحقيق السلام عبر جمع ممثلين عن الجماعات «العرقية» كافة في سورية.

إلا أن الناطق باسم الرئيس الروسي، ديمتري بيسكوف، اعتبر أن الحديث عن مكان عقد المؤتمر وزمانه وآليته «أمر سابق لأوانه».

غير أن ميرزا أكد أن المؤتمر كان من المفترض عقده في 29 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، لكنه تأجل ليصبح الموعد الجديد بين 7 و10 الشهر المقبل. وأشار عضو المجلس إلى أن الروس قدموا وعوداً وحددوا أسماء المدعوين، إلا أنهم لم يحددوا برنامج العمل، وأوضح أن «لا أحد يعرف جدول أعمال المؤتمر، عناوين عريضة فقط، يوجد الكثير من الأمور غير الواضحة يجب العمل عليها».

على الصعيد الميداني، أعلنت القوات النظامية السورية بدء عمليتها العسكرية باتجاه مدينة البوكمال على الحدود السورية- العراقية. وجاء الإعلان عن عملية التمهيد الناري على منطقة البوكمال أمس، في صحيفة «الوطن» السورية المقربة من دمشق، عقب سيطرة القوات النظامية على بلدة محكان على الضفة الجنوبية لنهر الفرات في ريف دير الزور. وما زالت القوات النظامية بعيدة من البوكمال أكثر من 74 كيلومتراً.

وكان تنظيم «داعش» نفذ هجوماً انتحارياً قبل ثلاثة أيام في مواقع الميليشيات الموالية بالقرب من وادي الوعر في البادية السورية. ويقوم التنظيم برفع السواتر الترابية حول البوكمال خوفاً من أي هجوم محتمل.

وتقع البوكمال على الضفة الجنوبية الغربية لنهر الفرات، وهي الحدود المفترضة لمنطقة النفوذ الروسية.

وتزايدت هجمات «داعش» العكسية لوقف تقدم القوات النظامية في دير الزور. وذكر «المرصد السوري» أمس، أن نحو 70 عنصراً من القوات النظامية وحلفائها وعناصر من «داعش» قتلوا في المعارك قرب البوكمال في الساعات الـ48 الماضية.

من جهة أخرى، وفيما تعزز تركيا وجودها العسكري في محيط مدينة عفرين بريف حلب الشمالي، قالت موسكو إن تركيا تنسق تحركاتها في سورية مع روسيا، كونها من الدول المشاركة في «آستانة».

وكان الجيش التركي تمركز أول من أمس في النقطة الثانية المحيطة بمدينة عفرين في ريف حلب الغربي، بموجب اتفاق «خفض التوتر» الذي وُقّع أخيراً وضم محافظة إدلب.

وأفاد مراسل موقع «عنب بلدي» في ريف حلب، بأن نحو 100 آلية عسكرية تركية دخلت إدلب وتسلمت النقطة الثانية المطلة على مناطق «وحدات حماية الشعب» الكردية في منطقة قلعة سمعان غرب حلب.

وجاء دخول الجيش التركي بعد تسليم «هيئة تحرير الشام» ثلاث نقاط له في محيط مدينة عفرين، بموجب اتفاق بين الطرفين.

وتمهد التحركات التركية في الشمال السوري لإبعاد العناصر الكردية المدعومة من الولايات المتحدة من عفرين ومنطقة تل رفعت التي تتضمن قواعد عسكرية روسية.

إلى ذلك، طالب نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، تركيا أمس، بعد اجتماعه مع مستشار المرشد الأعلى الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي في طهران، بـ «سحب الجيش التركي المحتل من إدلب» واحترام ما تم التوصل إليه في مفاوضات آستانة.

 

مجهولون يغتالون نجل «أبو مالك التلي» في إدلب

دبي – «الحياة»

اغتيل نجل القيادي في «هيئة تحرير الشام» أبو مالك التلي، بأيدي مجهولين في مدينة حزانو، بريف إدلب الشمالي، وفق ما نقل موقع صحيفة «عنب بلدي».

وذكرت حسابات مقربة من «هيئة تحرير الشام»، أمس (الأربعاء)، أن مجهولين اغتالوا عروة، ابن القيادي في «الهيئة» أبو مالك التلي (الشامي)، والبالغ من العمر 15 عاماً في بلدة حزانو شمال إدلب.

ويأتي الاغتيال ضمن حوادث متكررة طاولت «الهيئة»، وكان آخرها أول من أمس، إذ قتل القيادي مصطفىى زهري بانفجار عبوة ناسفة في سيارته في مدينة الدانا شمال إدلب.

وشهد الشمال السوري حوادث اغتيال عدة طاولت قياديين في الفصائل العسكرية الناشطة، ووجهت أصابع الاتهام في غالبيتها إلى تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).

ويعتبر جمال زينية، الملقب بأبو مالك التلي، أحد أبرز القياديين في «هيئة تحرير الشام»، وشغل أمير «جبهة النصرة» (القاعدة) في القلمون الغربي، إلى أن انتقل إلى محافظة إدلب، بموجب الاتفاق الأخير بين «حزب الله» و «الهيئة».

وقال موقع «عنب بلدي» أن التلي أحد القادة المعارضين لفكرة التدخل التركي في إدلب، والانسحاب من مناطق الشمال الحلبي لمصلحة القوات التركية.

 

روسيا تدافع عن رفضها تمديد التحقيق في الكيماوي السوري

دبي – «الحياة»

رفضت وزارة الخارجية الروسية، اليوم (الخميس)، ما قالت انه «محاولات لتشويه نهجها في مسألة تمديد تفويض آلية التحقيق المشتركة في استخدام الكيمياوي في سورية»، مؤكدة أنها لا تعترض على التمديد وإنما على اتخاذ قرار متسرع بهذا الشأن.

وقالت الخارجية في بيان نقله موقع قناة «روسيا اليوم» أنها توقعت ظهور هجمات عنيفة من قبل عدد من الدول الغربية ضد روسيا على خلفية استخدام المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، أول من أمس، «حق النقض» (فيتو) ضد مشروع القرار الأميركي القاضي بتمديد ولاية آلية التحقيق المشتركة بين «منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية» والأمم المتحدة في حالات استخدام السلاح الكيمياوي في سورية، من دون انتظار التقرير حول نتائج عمل الآلية خلال العام الماضي، المتوقع صدوره اليوم.

وأوضحت الوزارة: «بالنسبة إلينا كانت الموافقة، من دون التفكير، على هذا القرار البعيد الأثر، والانجرار وراء الولايات المتحدة من دون الدراسة الدقيقة للوضع، أمرا غير مهني وغير مسؤول».

وشددت الخارجية الروسية على أن «التحقيق الذي أجرته الآلية المشتركة في حادث استخدام غاز السارين في بلدة خان شيخون السورية في الرابع من نيسان (أبريل) الماضي، والتطورات اللاحقة أظهرت وجود مشكلات جوهرية في عمل الآلية، من بينها التنفيذ الانتقائي للولايات وعدم استعدادها، أو عجزها، عن استخدام وسائل التحقيق كافة المنصوص عليها في معاهدة حظر الأسلحة الكيمياوية، والرفض العملي لإجراء التحقيق في مكان الحادث وحتى، كما تبين أخيراً، محاولة تضليل المجتمع الدولي في ما يتعلق بإمكان الوصول الآمن إلى خان شيخون».

وأشارت إلى أن «الدول الغربية لا تزال تدافع بشدة عن إبقاء الأمور كما هي الآن، من دون تصحيحها، لأن هدفها ليس التوصل إلى الحقيقة، بل استخدام الهيئات الدولية المختصة من أجل زيادة الضغوط على الحكومة السورية».

 

«داعش» يعرقل تقدم القوات النظامية في دير الزور

لندن – «الحياة»

أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن نحو 10 من عناصر القوات النظامية وحلفاؤها قتلوا وأصيب نحو 8 آخرين بجراح متفاوتة الخطورة بينهم ضابطان على الأقل، جراء تفجير تنظيم «داعش» لعربة مفخخة في أطراف مدينة الميادين في الريف الشرقي لدير الزور. ويأتي هذا التفجير بعد 10 أيام من سيطرة القوات النظامية على مدينة الميادين التي كانت تعد «عاصمة ولاية الخير». وتزايدت هجمات «داعش» العكسية لوقف تقدم القوات النظامية في دير الزور. وذكر «المرصد السوري» أنه خلال الـ48 ساعة الماضية قتل نحو 70 عنصراً من القوات النظامية وحلفائها وعناصر من «داعش» في المعارك الضارية قرب البوكمال. واستمرت الاشتباكات بين قوات النظام و «داعش» على محاور في أحياء بمدينة دير الزور، وسط قصف مستمر من قبل قوات النظام بشكل مكثف على المدينة ومحاور القتال، ضمن سعيها لإنهاء تواجد التنظيم في المدينة، عقب توسيع نطاق سيطرتها لأكثر من 92 في المئة من مساحة دير الزور. ويأتي هذا الهجوم بعد إيفاد العميد سهيل الحسن المعروف بلقب «النمر»، والذي يقود العمليات في محافظة دير الزور، وذلك بغية السيطرة على كامل مدينة دير الزور.

وأفاد «المرصد» بأن معارك دير الزور تزداد ضراوة، مشيراً إلى استمرار القتال بين قوات النظام و «داعش» على محاور في مدينة دير الزور وريف الميادين الشرقي، والضفاف الشرقية لنهر الفرات، ومحور محطة (التي تو) في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي.

ووثق «المرصد» خلال هذا القتال العنيف، تراجعاً لقوات النظام من ناحية العشارة إلى بلدة القورية، بعد هجوم معاكس من تنظيم «داعش» الذي استغل الظروف الجوية السيئة للمنطقة، وأجبر قوات النظام على الانسحاب من العشارة ومن أجزاء من بلدة القورية، حيث شن التنظيم هجوماً مباغتاً مكَّنه من تحقيق هذا التقدم، وترافق الهجوم مع قصف مكثف واستهدافات وتفجيرات عنيفة هزت المنطقة، فيما تزامن هذا القتال، مع قتال عنيف تدور رحاه في محيط المحطة الثانية (التي تو) بريف البوكمال الجنوبي الغربي. وتحاول قوات النظام تحقيق تقدم متزامن عبر السيطرة على محطة (التي تو) والتقدم والسيطرة على ناحية العشارة، والتي ستضعان البوكمال في مرمى قوات النظام، التي تحاول الوصول إليها والسيطرة عليها، لتستكمل بالسيطرة عليها، السيطرة على كامل الضفة الغربية لنهر الفرات من حدود الرقة وحتى حدود العراق وبالتالي إنها تواجده في كامل القسم الواقع غرب الفرات إلى الحدود مع حمص، وشهدت منطقة المحطة الثانية وبادية البوكمال وريف دير الزور الشرقي غارات جوية استهدفت مناطق تواجد التنظيم ومناطق سيطرته.

كما شهدت الضفاف الشرقية لنهر الفرات استمرار القتال العنيف بين قوات النظام و «داعش». وعلم «المرصد السوري» أن الاشتباكات العنيفة تركزت بين الطرفين بالقرب من طابية جزيرة، نتيجة انسحاب قوات النظام من معظم جديد عكيدات، نتيجة هجوم معاكس نفذه التنظيم على المنطقة، وتزامنت الاشتباكات مع قصف عنيف ومكثف بين طرفي القتال. وكان «المرصد السوري» أفاد أن قوات النظام تقدمت لتصبح على مسافة أقل من 11 كلم من ناحية البصيرة.

وفي قلب مدينة دير الزور تتواصل الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، وعناصر التنظيم من جهة أخرى، ضمن السعي المتواصل لقوات النظام لفرض سيطرتها على ما تبقى من المدينة، والتي تعادل نحو 8 في المئة من مساحتها، المتبقية تحت سيطرة تنظيم «داعش» حيث تصعِّد قوات النظام قصفها مع الغارات من الطائرات الروسية والتابعة للنظام، على مناطق تواجد التنظيم ومواقعه، بينما يتواصل القتال في محيط منطقة طابية جزيرة، في الضفاف الشرقية لنهر الفرات، والقريبة من حقل غاز كونيكو، بعد انسحاب قوات النظام من قرية جديد عكيدات نتيجة الهجمات المعاكسة للتنظيم عقب سيطرت قوات النظام عليها أول من أمس.

وخلفت الاشتباكات العنيفة والقصف المكثف المرافق لها بالمدفعية والهاون والدبابات وراجمات الصواريخ والتفجيرات والاستهدافات المتبادلة خسائر بشرية كبيرة في صفوف الطرفين، خلال الـ48 ساعة الفائتة. ووثق «المرصد السوري» مقتل ما لا يقل عن 27 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، هم 13 من الجنسية السورية والبقية من جنسيات لبنانية وعربية وآسيوية. في حين وثق «المرصد السوري» مقتل 42 على الأقل من عناصر «داعش» فيما أصيب عشرات العناصر من الطرفين بجراح متفاوتة الخطورة، ولا يزال عدد القتلى في صفوف الطرفين، مرشحاً للارتفاع بسبب وجود جرحى بحالات خطرة.

 

اتفاق على إدارة المعابر ودمج فصائل المعارضة السورية في شمالي حلب

تركيا: تدريب 5631 شرطيا سوريا للعمل في مناطق «درع الفرات»

حلب ـ «القدس العربي» من عبد الرزاق النبهان: وقعت الحكومة السورية المؤقتة التابعة للمعارضة السورية، وفصائل من الجيش السوري الحر العاملة ضمن عملية «درع الفرات» في شمالي حلب، اتفاقاً تحت إشراف الحكومة التركية، يقضي بتشكيل «جيش نظامي»، وتسليم إدارة المعابر ووارداتها للحكومة المؤقتة.

جاء ذلك خلال اجتماع في مقر القوات الخاصة التركية في ريف حلب الشمالي، حضره ممثلون عن الحكومة التركية، إضافة إلى نائب رئيس الائتلاف السوري وأعضاء في الحكومة المؤقتة وقادة عسكريين في فصائل المعارضة.

وجاء في نص الاتفاق، الذي اطلعت عليه «القدس العربي»، ويتألف من أربعة بنود، أن آلية تشكيل الجيش النظامي ستكون عبر مرحلتين، الأولى سيشكل خلالها ثلاثة فيالق، الجيش الوطني، السلطان مراد، الجبهة الشامية، أما في المرحلة الثانية فستسلم جميع الفصائل خلالها معداتها وأسلحتها ومقراتها، لوزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة، وتلغى جميع المسميات لتكون ضمن جيش واحد على أساس ثلاث فرق في كل فيلق، وثلاثة ألوية ضمن كل فرقة.

وأكد الاتفاق على أن المعابر في مناطق سيطرة فصائل المعارضة السورية ستخضع للحكومة المؤقتة، وستوضع جميع وارداتها في خزينة واحدة تحت تصرف الحكومة، التي ستوزع الواردات «بشكل عادل» عليها وعلى المجالس المحلية والفصائل العسكرية.

وقال رئيس المكتب السياسي في لواء المعتصم، التابع للمعارضة السورية، في حديثه لـ«القدس العربي» إن اجتماعاً ضم جميع فصائل الجيش السوري الحر العاملة في منطقة درع الفرات شمالي حلب، بحضور نائب رئيس الأركان وممثلين عن الحكومة السورية المؤقتة والائتلاف الوطني.

وأضاف أنه جرى خلال الاجتماع برعاية تركية التوافق على تسليم المعابر للحكومة المؤقته لتكون تحت سلطتها وإدارتها، وكذلك إعادة تفعيل هيئة الأركان ودمج الفصائل ضمن ثلاثة فيالق بهدف إنهاء الحالة الفصائلية وفق كلامه.

من جهته أعلن الائتلاف السوري المعارض أن اتفاق توحيد إدارة المعابر ودمج فصائل الجيش السوري الحر الذي تم التوصل إليه يمثل خطوة هامة وإيجابية نحو بناء سورية الجديدة، دولة القانون والمؤسسات. وجاء في بيان تسلمت «القدس العربي» نسخة منه، أن الاتفاق ينص على توحيد إدارة المعابر في منطقة درع الفرات بإشراف الحكومة السورية المؤقتة، ويضع خطة على مرحلتين للانتقال بالفصائل إلى حالة جيش وطني مؤلف من فيالق وفرق وألوية، وهي خطوة هامة وضرورية على طريق بناء جيش وطني حقيقي.

من جهة أخرى أشرفت أكاديمية الشرطة التركية على تدريب 5 آلاف و631 سوريًا للعمل كشرطيين في المناطق المحررة في إطار عملية «درع الفرات» شمالي سوريا، حسب مصادر أمنية تركية. وأوضحت المصادر ذاتها، للأناضول، أن هذا العدد من السوريين خضعوا للتدريب في 5 مدارس تابعة لأكاديمية الشرطة التركية. وأشارت إلى أن الهدف من التدريبات هو تحقيق الأمن والاستقرار في مناطق «درع الفرات»، ومدينة «اعزاز» في ريف محافظة حلب السورية.

 

شبكة حقوقية: حصار غوطة دمشق الشرقية أحد أشكال العقوبات الجماعية

غازي عنتاب – «القدس العربي»: قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير لها، حمل عنوان «حصار غوطة دمشق الشرقية شكل من أشكال العقوبات الجماعية» إَّ ما لا يقل عن 350 ألف مدني لا يزالون محاصرين على الرغم من اتفاقية خفض التَّصعيد مع روسيا.

وجاء في التقرير، الذي تلقت «القدس العربي» نسخة منه، أنَّ النظام السوري بدأ منذ تشرين الأول/اكتوبر 2012 حصاراً جزئياً على منطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق، ما لبثَ في 19 تشرين الأول/أكتوبر 2013 أن توسَّع وأصبح حصاراً مطبقاً بشكل شبه كامل.

وأشار إلى أنه مع نهاية آذار/مارس 2017 تم إغلاق معبر الوافدين، كما سيطر النظام السوري على الأنفاق بعد الحملة العسكرية التي شنَّها على أحياء القابون في شباط/ 2017، كل ذلك أدى وفق التقرير إلى تشديد الحصار على ما لا يقل عن 350 ألف مدني، وارتفاع أسعار المواد الغذائية وندرة المواد الطبيَّة.

 

تطبيق سيناريو حلب على الغوطة

 

كما أكدت الشبكة الحقوقية، ان قوات النظام السوري فرضت على نحو مُتعمَّد ومنهجي الحصار ضدَ طرفٍ آخر في النزاع المسلح غير الدولي بشكل يتجاوز أية ضرورة عسكرية وتناسباتها، وبدل تسهيل المساعدات قامت بمنعها كما قامت بقصف المناطق المحاصرة بشكل كثيف، ومنعت مغادرة المدنيين،وأجبرتهم على العيش في ظروف لاإنسانية، تحتَ خطر الموت إما جوعاً من نقص الغذاء والدواء، أو من خطر القصف، وهذا يُشكل جريمة حرب بموجب القانون الدولي الإنساني.

ووفقَ التقرير فإنَّ النظام السوري يهدف من خلال الحصار الذي يفرضه على سكان الغوطة الشرقية إلى إيصالهم إلى مرحلة استنزاف كامل؛ ما يؤدي إلى قبولهم بأية تسويات ودفعهم إلى هجر المنطقة، كما حصل في أحياء حلب الشرقية ومدينة داريا في ريف دمشق، وحي الوعر في مدينة حمص وغيرها.

 

الأسد وإيران يسعيان لتدمير «أستانة»

 

وأشار التَّقرير الحقوقي، إلى أنَّ ما تمَّ توثيقه من انتهاكات يظهر بشكل واضح رغبة الحلف السوري الإيراني بإفشال أي اتفاق لخفض التَّصعيد، والعمل بشكل حثيث على تركيع المجتمع السوري بهدف الاستسلام ثم التَّسليم بشرعية النظام السوري وحليفه الإيراني.

وبالتالي بسط نفوذه الكامل على سوريا، والسَّعي لتدمير اتفاقيات الأستانة فقد فشلَ الطرف الروسي الضَّامن لاتفاق خفض التَّصعيد في إجبار النظام السوري على الالتزام بإدخال المساعدات وإجلاء الجرحى، وهذا من أبسط المطالب.

وكان مدير الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد رمضان، قال قبل يومين، إن الائتلاف المعارض طالب الأمم المتحدة بإلقاء المساعدات جواً إلى غوطة دمشق الشرقية، جراء اشتداد حصار النظام عليها.

وأضاف ، أن غوطة دمشق الشرقية باتت منطقة “منكوبة” ينطبق عليها التعريف الدولي لـ «مناطق الكوارث»، وفق ما نقلته وكالة الأناضول.

 

أعضاء في «الهيئة العليا للمفاوضات» لـ«القدس العربي»: نتخوف من تصفية الثورة السورية في مؤتمر «حميميم»

عبد الرزاق النبهان

حلب – «القدس العربي» : قال أعضاء في «الهيئة العليا للمفاوضات لـ«القدس العربي» إن «مؤتمر حميميم» المتوقع عقده في أوائل الشهر المقبل في قاعدة حميميم الروسية في محافظة اللاذقية، تعد محاولة لإنهاء الثورة السورية وتقسيم البلاد.

وأكد مستشار الهيئة العليا للمفاوضات يحيى العريضي في اتصال هاتفي مع «القدس العربي»، رفض الهيئة المشاركة في المؤتمر المقبل لأنه يعقد من قبل النظام السوري وبدعم من روسيا.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد ذكر قبل أيام أن عقد هذا المؤتمر هو الخطوة التالية بعد إنشاء مناطق خفض التوتر في سوريا، وسيشمل الهيكل الجديد ممثلين عن النظام السوري والفصائل المعارضة، وكذلك عن جميع الطوائف العرقية والدينية في البلاد.

واعتبر العريضي مؤتمر حميميم الذي تحاول روسيا تسويقه، نسفاً جديداً لحق السوريين في انتقال سياسي حقيقية، حيث يتم هذا الشيء عبر مسعى روسي «خبيث» من أجل إضاعة حق السوريين وإعادة تعويم أو تكرار نظام الاستبداد.

ووصف مؤتمر حميميم بأنه عبارة عن بعثرة للحق السوري مرة أخرى من قبل روسيا التي هي قوة احتلال تحاول إنهاء الثورة السورية، حيث ان روسيا لا ترى ثورة في سوريا، إنما مجموعة بشرية تحاول التعدي على شيء تسميه النظام الشرعي، لأن اللحظة التي يسقط فيها النظام غير الشرعي في سوريا، سيجعل وجودها عبارة عن احتلال وهو كذلك.

وأكد على أن مؤتمر حميميم نسف لجنيف وما بني عليه من قرارات دولية تحافظ على حق السوريين بتغير سياسي خرجوا لأجله، وكذلك نسف لمحطة أستانة التي صممت من أجل حفظ الأمان للأهالي، إلا أن الروس حولوها إلى لعبة لإعادة سيطرة النظام.

وأشار العريضي إلى «أن رؤية الهيئة العليا للمفاوضات اتجاه حميميم هي عبارة عن مصالحة كبيرة تشبه المصالحات الصغرة التي تمت في السابق في مناطق مختلفة من سوريا، حيث يقصفون لأيام وشهور ثم يضعون السوريين أمام خيار الركوع أو الجوع، وتخرج علينا بتسوية ومصالحة مع شخصيات معينة».

وأوضح أن الهيئة العليا للمفاوضات تعلم أنها المستهدف الأساسي من الخطوة الروسي، حيث أن استهدافها هو إجهاض لمطالب أهل سوريا والحق السوري، وإعادة فرض هذه المنظمة التي هي أساس الدمار والتشريد والقتل.

وقال عضو مجلس سوريا الديمقراطية، وعضو المكتب السياسي ومسؤول فرع سوريا في الحزب الآشوري الديمقراطي، إن مؤتمر حميميم كان مقرراً أن يعقد مبدئياً في 29 تشرين الأول /اكتوبر لكن اجل إلى ما بين 7 و 10 الشهر المقبل الشهر .

وأضاف في حديثه لوكالة سبوتنيك الروسية إن المؤتمر سيحضره 1500 شخص من كل مكونات سوريا، من كل المحافظات السورية لمناقشة سوريا بعد الحرب، الروس وجهوا الدعوة الى القامشلي كمكون مسيحي والمطلوب 25 مسيحياً عن منطقة الجزيرة والقامشلي.

وقال عضو اللجنة الاستشارية في الهيئة العليا للمفاوضات خالد شهاب الدين إن مؤتمر قاعدة حميميم الذي تحضر له روسيا والمزمع عقده في أوائل الشهر المقبل في محافظة اللاذقية، يأتي استكمالاً لمسار بدأته اجتماعات أستانا والقاهرة ، مؤكداً على أن من سيحضر المؤتمر خائن للقضية السورية وهو خنجر مسموم بخاصرة الثورة للقضاء عليها وتقسيم سوريا.

ورأى شهاب الدين في اتصال هاتفي مع «القدس العربي» أن مؤتمر حميميم الذي دعا إليه بوتين جاء بعد ما رأوا من موقف صلب للهيئة العليا للمفاوضات بعدم التنازل عن بيان رياض1 والقبول ببشار الأسد في المرحلة الانتقالية، لذلك بحثوا على البديل ووجدوا عقد مؤتمر في قاعدة حميميم العسكرية باسم «مؤتمر الشعوب السورية» تمهيداً لتفتيت سوريا لشعوب عدة.

وأكد أن الهيئة العليا للمفاوضات لن تحضر أبداً بصفتها الاعتبارية اجتماعات حميميم، في حين قد يحضر بعض الأشخاص بصفتهم أو صفة مكونهم، لافتاً إلى أن انعقاد هذا المؤتمر سيكشف الكثير من القوى والشخصيات السياسية المحسوبة على المعارضة السورية.

ويرى شهاب الدين إن روسيا تريد من هذا المؤتمر إخضاع الثورة وانهاءها من خلال إجراء مصالحات كبرى بين النظام والمعارضة المصنعة، إضافة لشخصيات كانت محسوبة على الثورة تقوم الآن بالترويج في مناطقها لاقناع البعض بحضور المؤتمر، وذلك من أجل البدء بمصالحات وبالتالي تسوية كبرى والقضاء على محور جنيف الذي كان بالأساس مجرد محادثات ولعب على الوقت برعاية أممية ودولية على حساب دماء السوريين. وأشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صرح قبل أيام انه يخشى أن تؤدي مناطق خفض التصعيد إلى التقسيم، متسائلاً «على من يضحكون، هم من صنع الاتفاقيات وكتب بنودها ووجه عملاءه لتسويقها والضغط وصرف الأموال من أجل التوقيع عليها، واليوم يريدون إكمال المسرحية بمصالحات في مؤتمر حميميم وبالتالي تقسيم سوريا ليس إلى مناطق مؤقتة بل إلى أحياء لإنهاء الثورة بالقوة والعنجهية، وأحيانا بدفع الرشاوى وشراء الذمم و الضمائر ، وبالتالي القضاء على الهيئة العليا للمفاوضات ومؤتمرالرياض.

وشدد شهاب الدين على أن كل ما يفعله الروسي في سوريا بات واضحاً، من خلال فرضه بآلته الحربية الجوية، فمن الناحية القانونية الروس محتلون ويجب اخراجهم من سوريا ومعاقبتهم وتطبيق القوانين الدولية ذات الصلة كافة بالاحتلال والقتل العمد وارتكاب المجازر وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية سواء في حلب أو إدلب أو الغوطة أو درعا وسائر سوريا، وقد أثبتت ذلك تقارير منظمات أممية ودولية لها شأنها.

 

مقتل 170 من تنظيم «الدولة» وانحساره في ريف حماة.. وعشرات الغارات للمقاتلات الروسية

هبة محمد

دمشق – «القدس العربي» : تتشابك خيوط المواجهات في ريف حماة الشرقي وسط سوريا، مع تعدد الأطراف المتصارعة هناك، وتتغير خارطة السيطرة بين الفينة والأخرى، من هجوم مباغت لتنظيم «الدولة» سيطر من خلاله على عشرات القرى والتلال الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام، إلى هجمات معاكسة للهيئة واستعادة غالبية المناطق، ليتدخل النظام السوري والميليشيات الموالية له بعد انهزام مجموعات تنظيم «الدولة» وانحسارها، ومن الأجواء تنفذ المقاتلات الروسية عشرات الغارات الجوية ضد تحرير الشام.

هيئة تحرير الشام أصدرت بدورها «إنفوغراف» لمحصلة المواجهات مع تنظيم الدولة في ريف حماة الشرقي، وحسب الإنفوغراف، فإن الهيئة قتلت 170 من مقاتلي تنظيم الدولة، وجرحت 200، وأسرت عشرة من عناصر التنظيم، بالإضافة إلى تدمير عدد من الآليات والمدرعات والسيطرة على أعداد أخرى.

وكالة «إباء» الناطقة باسم هيئة تحرير الشام، ذكرت أمس أن قوات النظام السوري تقدمت إلى أطراف قرية «جب أبيض» بريف حماة الشرقي بعد أن تجاوزت المناطق التي لا زالت تحت سيطرة تنظيم الدولة، لتدور مواجهات عنيفة بين النظام السوري وهيئة تحرير الشام في المنطقة، تزامناً مع اشتباكات أخرى بين الهيئة وتنظيم الدولة.

وأشارت الوكالة إلى أن تقدم قوات النظام السوري في ريف حماة الشرقي، واكبه تصعيد عسكري روسي كبير من الأجواء، حيث نفذت الطائرات الروسية عشرات الغارات الجوية على قرى وبلدات ريف حماة الشرقي.

مدير المكتب الإعلامي في تحرير الشام في ريف حماة الشرقي «أبو عمر العكيدي»، قال: هناك تسهيلات واضحة وعلاقة مترابطة بين تنظيم الدولة من جهة والنظام السوري وحـلفائه مـن جهة أخرى في ريف حماة الشرقي.

وزاد في تصريحات خاصة لـ «القدس العربي»: في المرة الأولى قام النظام السوري بإدخال مجموعات تنظيم الدولة إلى مناطقنا وبآلياتهم الثقيلة مروراً من مناطق سيطرة قوات الأسد، وبعد مدة حدثت عملية عكسية من قبل الهيئة، فبعد تراجع التنظيم من معظم المناطق التي سيطر عليها، قدم التنظيم تسهيلات لقوات النظام السوري للتقدم والسيطرة على قرية جب الابيض في ريف حماة الشرقي.

 

هل سلح الأسد تنظيم الدولة؟

 

كما أكد المسؤول الإعلامي في تحرير الشام أن النظام السوري أدخل 20 سيارة «مجهولة المحتوى» إلى المناطق المسيطر عليها من قبل تنظيم الدولة في ريف حماة الشرقية، وتوقع «العكيدي» أن السيارات إما أن تكون عبارة عن أسلحة وذخائر مقدمة من النظام السوري لتنظيم الدولة، أو امدادات غذائية لمقاتلي التنظيم.

 

معارك متزامنة للنظام و«الدولة»

 

وانحسرت رقعة سيطرة تنظيم الدولة في ريف حماة الشرقي ضمن المناطق التي تقدم إليها في وقت سابق، ليقتصر انتشاره الحالي على بعض المناطق الصحراوية، وأكد «العكيدي» أن تنظيم الدولة يشارك النظام السوري بمعاركه، خاصة بعد فشل التنظيم في التقدم ضمن مناطق الهيئة، ليأتي النظام السوري ويتقدم بمنطقة «جب الأبيض».

 

غارات روسية مكثفة

 

ومن الملاحظ ازدياد وتيرة القصف العنيف للنقاط العسكرية التابعة لهيئة تحرير الشام بالطيران الروسي بعد انحسار وتراجع تنظيم الدولة، علماً أنه في البداية لم يكن هناك قصف، فيما أعلنت الهيئة عن ايقاع عشرة من عناصر الدولة بكمين أدى لمقتلهم جميعاً. وفق ما قاله مدير المكتب الإعلامي للهيئة بريف حماة.

ويتزامن القصف الجوي الروسي على ريف حماة الشرقي مع تحركات عسكرية لقوات النظام السوري في المنطقة، وسط توقعات وأحاديث عن نيتها التوغل في عمق المناطق الجنوبية لمحافظة إدلب.

 

ريف حماة الشرقي

 

وقال العميد أحمد بري، إن اتفاقاً تم التوصل إليه مؤخراً، يقضي بإنشاء منطقة منزوعة السلاح في ريف حماة الشرقي، تعتمد على إدارة أبناء المنطقة لها، لتكون حدود فاصلة بين نقاط تمركز القوات الروسية والتركية.

وأضاف الذي يشغل منصب قائد الأركان في وزارة الدفاع أنه تم الاتفاق على انتشار الجيش التركي غرب خط معردس – سنجار، أي غرب سكة الحديد التي تمر بالمنطقة الواقعة في ريف حماة الشرقي، لتقابلها بالمنطقة الجنوبية والشرقية قوات النظام إضافة للشرطة الروسية التي ستكون موجودة بنقاطها على طريق إثريا – خناصر، وفق ما نقله موقع «بلدي نيوز» المعارض.

أما المنطقة الواقعة بين الروس والأتراك تسمى المنطقة المنزوعة السلاح إلا الخفيف منه إذ يبقى عناصر الفصائل بالمنطقة بسلاحهم الفردي (بي كي سي بأقصى حد) دون تقدم الروس أو النظام إليها، وتتمتع بحكم محلي من أبناء المنطقة.

 

النظام يستعين بغياث دلة لاقتحام بيت جن

بدأت قوات النظام، صباح الخميس، محاولة اقتحام جديدة باتجاه بيت جن، من محور البردعيات، وسط قصف مدفعي عنيف، وتنفيذ الطيران المروحي غارات بأكثر من 20 برميلاً متفجراً على تل البرعيا، واستهداف مزرعة بيت جن بعدد من الصواريخ الفراغية. وتواردت أنباء، غير مؤكدة، عن إصابة قائد عمليات قوات النظام العميد غياث دلة، في الاشتباكات على محور البردعيات. وأكد مراسل “المدن” ينال الحمدان، استمرار المعارك حتى اللحظة.

 

ووصلت إلى سفوح جبل الشيخ، غربي دمشق، في 22 تشرين الأول/أكتوبر، قوة من “الفرقة الرابعة” بقيادة العقيد غياث دلة، بغرض التحضير لعمل عسكري ضد المعارضة في منطقة بيت جن.

 

وغياث دلة، قائد “قوات الغيث” في “الفرقة الرابعة” المعروفة بـ”الفرقة المخضرمة”، هو أحد “نجوم” قوات النظام، ممن يتم نقلهم بين الجبهات، كسهيل الحسن وعصام زهرالدين الذي قُتل مؤخراً في حويجة صكر في ديرالزور.

 

دلة، كان قد انتقل من درعا نحو حي جوبر الدمشقي وبلدة عين ترما، في تموز/يوليو، للمشاركة جنباً إلى جنب مع “الحرس الجمهوري” والمليشيات الموالية ضمن الحملة العسكرية التي تشنّها قوات النظام على تلك المناطق. و”قوات الغيث”، صاحبة أكبر “انتصارات” قوات النظام في دمشق وريفها، كانت قد توجهت إلى درعا بعد السيطرة على أحياء القابون وتشرين، في حزيران/يونيو.

 

ويُلقب غيث دلة بـ”الصنديد”، بسبب تمكنه من تحقيق “انتصارات” لقوات النظام في وادي بردى وداريا وأحياء دمشق الشرقية.

 

استقدام دلة، لقيادة عمليات قوات النظام في منطقة جبل الشيخ، يأتي بعد الخسائر الفادحة التي تلقتها تلك القوات، خلال الفترة الماضية، وفشلها في تحقيق أي تقدم يذكر على جبهات بيت جن ومزارعها ومغر المير.

 

“غرفة عمليات اتحاد قوات جبل الشيخ” المعارضة كانت قد أوضحت، الثلاثاء، حصيلة خسائر قوات النظام، عقب معارك مستمرة على جبهة بيت جن المُحاصرة لأكثر من 41 يوماً.

 

وأفشلت المعارضة أكثر من 9 محاولات اقتحام لقوات النظام، تركزت على محاور البردعيات وتل الشيارات ومحور الزيات. وقالت المعارضة إنها قتلت 220 مقاتلاً للنظام، بينهم ضباط من رتب مختلفة، ودمرت 5 دبابات وعربة شيلكا ومدفع فوزليكا. واستولت “قوات اتحاد جبل الشيخ” على كميات جيدة من الذخائر الخفيفة والمتوسطة.

 

وقصفت قوات النظام قرى جبل الشيخ، في الفترة ذاتها، بأكثر من 700 برميل متفجر، منهم 40 برميلاً يحتوي على النابلم الحارق، وكذلك بنحو 70 لغماً، وقرابة 5000 قذيفة هاون ودبابة. وتسبب القصف العشوائي بسقوط عشرات الجرحى والقتلى، منهم 13 مقاتلاً من “قوات اتحاد جبل الشيخ”، ودمار هائل في القرى التي تسيطر عليها المعارضة.

 

فصائل “الجبهة الجنوبية” في ريف القنيطرة الشمالي، كانت قد استهدفت مواقع قوات النظام في جبل الشيخ؛ في منتج حينة ومدرسة دربل وتلة بشارة، كمؤازرة عسكرية دعماً لـ”اتحاد قوات جبل الشيخ”.

 

مخيم ديرالزور”قرب قاعدة التنف:موجة النازحين الجديدة

سابستيان حمدان

بعد إخلاء مخيم الحدلات في عمق البادية السورية، لجأت فصائل من الجيش الحر، إلى إنشاء مخيم جديد للنازحين بالقرب من الحدود السورية الإردنية. وكانت فصائل المعارضة السورية في البادية، قد أخلت مخيم الحدلات، في وقت سابق، مع اقتراب قوات النظام منه، ونقلت العائلات القاطنة فيه إلى مخيم الركبان. ويقع المخيم الجديد ضمن ما يسمى بـ”المنطقة 55″ بالقرب من قاعدة التنف العسكرية، بسبب “الحماية الدولية” التي توفرها قوات “التحالف الدولي”.

 

وجاء إنشاء المخيم الجديد عقب اجتماعات بين قادة “قوات الشهيد أحمد العبدو” و”جيش أسود الشرقية” والجانب الأردني، الذي وافق على إنشاء المخيم على بعد مئات الأمتار من الشريط الحدودي. وأبدى الجانب الأردني استعداده لتقديم الدعم، في “بادرة إنسانية من حرس الحدود”، مؤكداً على “ضرورة اليقظة الأمنية” لدى الفصائل، والانتباه من عدم دخول “خلايا أمنية لداعش” إلى المخيم الجديد.

 

ويضم المخيم الجديد عائلات مقاتلي “جيش أسود الشرقية” الذين ينحدر معظمهم من ديرالزور، بالإضافة إلى نازحين من مخيم الحدلات الذي تم إخلاؤه مؤخراً، إلى جانب النازحين الذين يصلون تباعاً في موجة النزوح المستمرة من محافظة ديرالزور، نتيجة تفاقم المواجهات والنزاع هناك بين الأطراف الثلاثة: “قوات سوريا الديموقراطية” وتنظيم “الدولة” وقوات النظام.

 

ويقع المخيم  الجديد على مسافة 900 متر عن الحدود السورية-الأردنية، ويبعد نحو 3 كيلومترات عن مخيم الركبان، الذي يحتضن عشرات آلاف النازحين السوريين.

 

وقال مصدر مطلع من “أسود الشرقية”، لـ”المدن”، إن المخيم يُعد حالياً لاستقبال ما يزيد عن 10 آلاف نازح من محافظة ديرالزور، ويتم بناء الغرف والخيام، وإعداد بنيته التحتية. وأضاف المصدر: “نقوم بالعمل على المشروع بمجهود فردي من الفصائل”، مؤكداً أنه “حتى الآن لم تقدم غرفة العمليات الدولية الموك الدعم وإنما وعدت بتقديمه خلال الشهور المقبلة، وننتظر توفير الدعم، للعمل بشكل أسرع وإنجازه خلال وقت قريب”.

 

ومن المتوقع أن تقوم “غرفة العمليات الدولية/الموك” بتوفير دعمها للفصائل من أجل المخيم الجديد، مطلع تشرين الثاني/نوفمبر، كحد أقصى.

 

وقال أحمد الديري، الذي نزح حديثاً إلى المخيم الجديد قادماً من محافظة ديرالزور، لـ”المدن”: “عندما حدثني أحد أقاربي حول الخروج إلى البادية السورية، وافقت من دون تردد، وقمت بالتنسيق مع مُهرِّب حدثني عن إمكانية الخروج إلى مخيم الركبان في البادية، وأوضح لي أن الرحلة ستكون طويلة وخطرة بعض الشيء. فهو يسلك طرقاً صحراوية فارغة ويُنسّق مع بعض الجهات، بما فيها المعارضة”.

 

واستغرقت رحلة الديري وعائلته برفقة المُهرِّب 12 ساعة، في الصحراء ضمن مناطق يتبع بعضها لسيطرة التنظيم، حتى وصلوا المخيم الجديد، الذي يميل قاطنوه إلى تسميته بمخيم “ديرالزور”.

 

وعندما وصل الديري، أجرى “المكتب الأمني” التابع للفصائل، تحقيقاً معه استمر لساعات. ثمّ أحاله “المكتب الأمني” إلى مكتب الإغاثة، وقدموا له بعض المساعدة. يقول أحمد: “الظروف صعبة جداً من ناحية الخيام والمنازل المؤقتة والحمامات والنقاط الطبية، والأجواء الصحراوية”.

 

وقال مصدر مطلع من “قوات الشهيد أحمد العبدو”، لـ”المدن”، إن الفصائل بدأت بالعمل على تأسيس لجان محلية للإشراف على المخيم، وأن الشخصيات التي سيتم اختيارها ستكون من عشائر محافظة ديرالزور. وأضاف المصدر أن الفصائل تقوم بالعمل على إنشاء “لجنة أمنية” للحافظ على أمن المخيم وعدم دخول أي خلايا تتبع لتنظيم “الدولة” إليه، بحسب ما اتفقت عليه مع الجانب الأردني، الذي شدد على ضرورة الإجراءات الأمنية.

 

وتحاول الفصائل الحصول على الدعم من المنظمات الخارجية كـ”الأمم المتحدة” و”أطباء بلا حدود”، للبدء بإنشاء نقاط طبية و”نقاط طوارئ” للحالات الإسعافية، لكن من دون نتيجة تذكر حتى الآن، وفق ما أكدته مصادر “المدن”. وستقوم جهات كـ”الهلال الأحمر الإماراتي” و”الهلال الأحمر السعودي” أو عبر “مركز الملك سلمان بن عبدالعزيز”، بتقديم مساعدات إغاثية، على شكل سلسل غذائية شهرية، وفق ما أكدته مصادر “المدن”.

 

حلّ خلاف تحرير الشام والقاعدة..بالصلح بين المقدسي والفلسطيني؟

عقيل حسين

جاء الإعلان عن مبادرة للصلح بين الجماعات الجهادية في سوريا، التي أطلقها بعض رجال التيار السلفي الجهادي، ليضع حداً للتقليل من أهمية وقيمة الخلافات داخل التيار بسبب التطورات الأخيرة.

 

ورغم أن المبادرة، التي أعلن عنها الأربعاء، تحدثت عن حلّ شامل للمشاكل بين مختلف الفصائل “التي تسعى لتطبيق الشريعة في بلاد الشام”، بحسب ما جاء في بيان الإعلان عنها، إلا أنه من الواضح أن القضية المركزية لهذه المبادرة، هي الخلاف الحاصل بين “هيئة تحرير الشام” و”القاعدة”. خلاف يعتبر الأخطر بالنسبة للتيار السلفي الجهادي، اليوم، خاصة مع انقسام رموز التيار حياله.

 

صحيح أن الخلاف بين “القاعدة” و”الدولة الإسلامية” في العام 2013، قد تسبب بأول انقسام حاد في التيار، لكنه ظلّ على مستوى الكوادر والقواعد، ولم يتجاوزه إلى مستوى الرموز والمرجعيات، التي اختارت جميعها تأييد “القاعدة”.

 

لكن الخلافات بين مراجع التيار الأشهر إعلامياً، والتي ظلت محصورة قبل ذلك في التفاصيل والجزئيات غالباً، تزايدت بعد ذلك لتشمل قضايا كبيرة ومفصلية. وللمرة الأولى، ظهرت معارك إعلامية بين بعض مرجعيات التيار السلفي الجهادي الرئيسية، بلغت ذروتها مؤخراً بسبب تباين المواقف من “هيئة تحرير الشام” وخياراتها.

 

سلسلة القرارات التي اتخذتها “جبهة النصرة”؛ من تغيير اسمها والانفصال عن “القاعدة” صيف العام 2016، وصولاً إلى موافقتها على تمركز قوات تركية في محافظة إدلب، وما بينهما، كانت محل جدل قوي في الفضاء الإعلامي للتيار السلفي الجهادي المؤيد لـ”القاعدة”. وغالباً ما تباينت مواقف رموز هذا الفضاء الأعلامي المشهورين، بين مؤيد مرّة لهذا القرار، ومعارض مرّة أخرى لقرار آخر. وذلك، باستثناء المرجعين الأبرز؛ “أبو قتادة الفلسطيني”، و”أبو محمد المقدسي”. إذ تبنى “الفلسطيني” دعم كل خيارات “أبو محمد الجولاني”، وفريقه القيادي، بينما عارض “المقدسي” هذه الخيارات بشكل كامل تقريباً، باستثناء الهجمات على فصائل الجيش الحر و”حركة أحرار الشام”. “المقدسي” و”الفلسطيني” كانا من الموقعين على مبادرة الصلح الأخيرة.

 

قضية الاندماج بين “جبهة فتح الشام” و”حركة نور الدين زنكي”، كانت قد أثارت جدلاً وتحفظات في التيار السلفي الجهادي، على اعتبار أن “الزنكي” قادمة من خارج التيار. وعارض الداعية المصري طارق عبدالحليم، المقيم في كندا، اندماج “جبهة فتح الشام” مع “الزنكي”، لتشكيل “هيئة تحرير الشام” نهاية كانون الأول/يناير 2017. عبدالحليم كان قد دعم خيار فك ارتباط “النصرة” مع “القاعدة”، قبل أن يعلن منذ أيام تراجعه عن هذا الموقف بعدما ظهرت معارضة زعيم “القاعدة” أيمن الظواهري، لذلك الأمر، ومطالبته “التنظيم” بعودة “الهيئة” إلى مظلته رسمياً.

 

المحامي المصري المقيم في لندن هاني السباعي، اتخذ نفس موقف عبدالحليم، في ما يخص مسار تطور “جبهة النصرة” وخياراتها التكتيكية والاستراتيجية، لكن من دون الدخول في معارك إعلامية مع المختلفين معه في الآراء من داخل التيار، إلا ما ندر. معارك يتفوق فيها الداعية الفلسطيني الأردني عصام برقاوي، المعروف باسم “أبي محمد المقدسي”، والذي اتخذ موقف المعارض لقيادة “تحرير الشام”، خاصة بعد إعلانها الانفصال عن “القاعدة”.

 

“المقدسي”، المُنظّر المثير للجدل، كان دائم المناوشة مع بعض قادة “جبهة النصرة”، خاصة أبو ماريا العراقي، لكنه ظل على تأييده لـ”الجبهة” باعتبارها فرعاً لتنظيم “القاعدة”. ويعتبر الكثيرون من أنصار “المقدسي” أن وقوفه إلى جانب “النصرة” ضد تنظيم “الدولة” كان عاملاً مهماً في استمرارها ونهوضها، لما لـ”المقدسي” من تأثير كبير على طيف واسع من التيار السلفي الجهادي.

 

وعلى الرغم من مباركة “المقدسي” لقرار قيادة “النصرة” فك ارتباطها مع “القاعدة”، إلا أنه عاد وغيّر موقفه، متحدثاً عن “خديعة” تعرض لها هو ومن معه من مشايخ بهذا الخصوص.

ومن مقر اقامته الجبرية في عمان، نشر “المقدسي” في مواقع التواصل، خلال الشهور التي تلت إعلان فك الارتباط، سلسلة متفرقة من المقالات والتغريدات هاجم فيها قيادة “هيئة تحرير الشام”، التي اتهمها بالتضليل في ما يتعلق بقضية الانفصال عن التنظيم الأم، وطالب بالعودة عن هذا القرار.

 

ويبدو أن موقفه من هذا المسألة قد انعكس على بقية القضايا التي كانت حاضرة في مسار “هيئة تحرير الشام” لاحقاً. فعارض “المقدسي”، على سبيل المثال، هجوم “تحرير الشام” على “لواء جند الأقصى” في شباط/فبراير 2017. ودخل بسبب ذلك في مواجهة إعلامية عنيفة مع أنصارها. كما هاجمها بشدة، بسبب عدم محاسبتها القيادي السابق فيها حسام أطرش، على خلفية تصريحاته المؤيدة للتعاون مع “الحكومة السورية المؤقتة”، وصولاً إلى ذروة الخلاف معها، بعد قبول “الهيئة” بدخول الجيش التركي إلى معقلها الرئيسي في محافظة إدلب.

 

ورغم أنه طلب من أنصاره عدم تكفير “تحرير الشام” بسبب تعاونها مع الحكومة التركية، إلا أن ملخص الكتابات الأخيرة لـ”المقدسي”، يُظهر أن هذا القرار، يمثل انتكاسة مأساوية متوقعة من جانبه لـ”هيئة تحرير الشام”، التي يرى بالمجمل، أنها لم تعد تلتزم المنهج السليم للسلفية الجهادية. وكان لافتاً تكراره استخدام مصطلح “التمييع” ضدها، معتبراً أن العودة تكون أول ما تكون، بإلغاء قرار فك الارتباط بـ”القاعدة”، خاصة بعدما أصبح واضحاً أن زعيم “التنظيم” أيمن الظواهري، غير موافق على الانفصال، كما اتضح في كلمته الأخيرة التي بثتها مؤسسة “السحاب” الإعلامية، وأكد فيها على ضرورة وجود “القاعدة” في سوريا.

 

وإذا كان زميل “المقدسي” ورفيق دربه التاريخي، عمر محمود عثمان، المعروف باسم “أبو قتادة الفلسطيني”، لم يسجل موقفاً صريحاً من هذه القضية، جرياً كما يبدو على عادته في السنوات الثلاث الماضية، التي لوحظ فيها انسحابه من السجالات الإعلامية، واعتماده لغة هادئة في ما ينشره، إلا أنه كان واضحاً تأييده غير المباشر لخيارات قيادة “تحرير الشام”.

 

“الفلسطيني”، الذي يُتهم على نطاق واسع بأنه المسؤول الأول تاريخياً، عن تشدد التيار السلفي الجهادي وانغلاقه وتعاليه، وعن انتشار فكر التكفير فيه بمساعدة تلميذه أو رفيقه المقرب “أبو محمد المقدسي”، قد بات متهماً اليوم من طيف في التيار بأنه تراجع عن ثوابت السلفية الجهادية. وهو ما يرفضه “الفلسطيني” باستمرار. فانتقد قبل أيام ما دعاه: “الإصرار على اختصار الجهاد والإسلام في جماعة محددة”، في إشارة غير مباشرة على ما يبدو لتصاعد الضغط على “هيئة تحرير الشام” من أجل العودة إلى أحضان “القاعدة”.

 

وفي مواقع التواصل الاجتماعي، أعاد “الفلسطيني” مع مقربين منه، نشر مقتطفات من أحد كتبه يحث فيها ما اسماها “طوائف الجهاد” على تجاوز “رؤيتها الضيقة بأنها هي التي بدأت الطريق، وهي التي يجب أن ترث آثاره”، لأن هذا المعنى يُلغي عالميتها، “فهي قد ترث بنفسها، وقد تأخذ كل إرثها طائفة بغير اسمها وبغير قيادتها، لكنها على طريقتها في أماكن أخرى من الأرض”.

 

إشارة غير مباشرة أخرى، لكنها الأوضح، على تأييد “الفلسطيني” لفك الارتباط، كانت في تكثيف دعواته للتقريب بين جماعات الإسلام السياسي المختلفة، والتي يعرف التيار السلفي الجهادي بمواقفه المعادية لها، خاصة “جماعة الأخوان المسلمين”. وظهر ذلك في الاصطفاف القوي والصارخ لتلميذه اسماعيل كلم “أبو محمود الفلسطيني” الناشط المعروف في التيار الجهادي، والذي يعتبره الكثيرون لسان حال “أبو قتادة”، إلى جانب “هيئة تحرير الشام”.

 

ودخل “أبو محمود” في مواجهة مفتوحة، منذ شهور، مع “أبي محمد المقدسي” والتيار الأردني المدعوم من قبله، والمنشق عن “جبهة النصرة”، والذي يقال إنه يقف خلف تشكيل “جماعة أنصار الفرقان” المعلن عنها حديثاً في سوريا، كفرع غير معلن بعد لـ”القاعدة”.

 

آخر الإشارات التي عبّر فيها “أبو قتادة الفلسطيني” عن تفهمه لخيارات “هيئة تحرير الشام” الأخيرة، خاصة اتفاقها مع أنقرة حول دخول الجيش التركي إلى إدلب، فقد جاءت من خلال اللقاء الذي أجرته معه “مؤسسة خير أمة” الإعلامية الجهادية. وفي المقابلة أكد “الفلسطيني” إباحة مثل هذا التعاون لأي جماعة مجاهدة، ما دام الأمر محكوماً بالضوابط الشرعية، ووفق التصورات التي تراها هذه الجماعة، منتقداً “المزاودين” على هذا الخيار ما دام ضرورياً ولا بد منه، من دون أن يسمي أي طرف.

 

الخلاف لا يمكن نفيه هذه المرة، ورغم أنه ليس الأول بين المرجعين الأبرز حالياً في التيار الجهادي؛ “الفلسطيني” و”المقدسي”، لكنه الأخطر من حيث موضوعه، وإن تجنب فيه الطرفان المواجهة المباشرة، التي سبق ووقعت في بعض التفاصيل المتعلقة بالموقف من “الدولة الإسلامية”، وأدت إلى تنافس بين أنصاريهما حول قيمة كل منهما العلميّة، وقدرتهما على التأثير في الوسط الجهادي، وهي مقارنة تصب غالباً، وإن كان بفارق مُشوّش في صالح “أبي قتادة”.

 

دعم “الفلسطيني”، لا يعني أريحية مطلقة لـ”تحرير الشام” هذه المرة، فقبل ذلك لعب تأييد زعيم “القاعدة” لـ”جبهة النصرة”، وإعلان الأخيرة بيعتها له، دوراً حاسماً في هذا الدعم الجماعي من قبل رموز التيار البارزين. بينما تواجه “الهيئة” اليوم مواقف سلبية من “الظواهري” وقيادة “التنظيم”، التي تضغط من أجل إعادة تفعيل اسم “القاعدة” في سوريا.

 

وبغض النظر عن القضية مثار الجدل، وعن أطرافها ومواقفهم، فإن الخلاف الأخير داخل التيار السلفي الجهادي، في ما يتعلق بخيارات “هيئة تحرير الشام” ومواقفها وسياساتها، يضع التيار في مواجهة غير مسبوقة ربما. واقع لطالما قرر التيار التعالي عليه وعدم الاعتراف به، والحكم على كل من يحاول مجاراته بأشد الأحكام قسوة. الأمر الذي يجعل من اتخاذ أي موقف حياله مغامرة خطيرة. ومن هذا المنطلق، فقد تشكل مبادرة الصلح المعلن عنها أخيراً مخرجاً مقبولاً للجميع.

 

روسيا أكبر مُصدّر لمقاتلي “الدولة الإسلامية” الأجانب

نشرت مجلة “نيوزويك”، الثلاثاء، تقريراً من جاك مور، بعنوان “روسيا تخطت السعودية وتونس كأكبر مصدر لمقاتلي داعش”، وجاء فيه: “حلت روسيا محل تونس كأكبر مصدر للمقاتلين الأجانب إلى صفوف مليشيات الدولة الإسلامية في العراق وسوريا”.

 

تقرير “نيوزويك” استند إلى أرقام جديدة نشرتها “Soufan group” للاستشارات الأمنية في واشنطن، عدّلت فيها أعداد المقاتلين التونسيين في صفوف “داعش” من 6000 في العام 2015 إلى 2920 حالياً. الأرقام الجديدة تظهر أن دول شمال أفريقيا تراجعت كأكبر مصدري مقاتلي “داعش” الأجانب في العام 2015، لتحل في المرتبة الرابعة. الحكومة التونسية كانت قد عدّلت أيضاً تقديراتها السابقة.

 

وبحسب البيانات، فإن 3417 مقاتلاً روسياً سافروا للقتال مع “داعش”، بالمقارنة مع 2400 في تقديرات العام 2015. وحلّت السعودية ثانياً، بعدما انخفض عدد مقاتليها من 3244 في العام 2015 إلى 2500 حالياً.

 

وخلف روسيا والسعودية حلت الأردن ثم تونس، ثم فرنسا. ومن غير المتوقع أن تزداد هذه التقديرات، بحسب ما خلص إليه التقرير، بسبب الحضور العسكري القوي الحالي في العراق وسوريا، وزيادة الاجراءات الأمنية حولهما.

 

أعداد العائدين من الدول الخمسة، تختلف. وإلى روسيا عاد 400 مقاتل، و760 إلى السعودية، و250 إلى الأردن، و800 إلى تونس، و271 إلى فرنسا. وشهدت بريطانيا عودة نصف عدد مقاتلي “داعش” البريطانيين، والمقدر عددهم الاجمالي بـ800.

 

السلطات الأمنية الروسية لطالما أبدت قلقاً من خطر عودة المقاتلين الروس في صفوف “داعش”، وكذلك من جنسيات دول الاتحاد السوفياتي السابقة وجمهوريات آسيا الوسطى. العديد من مقاتلي “داعش” الروس، هم من جمهوريات روسية كالشيشان وداغستان.

 

ولـ”داعش” فرعها الخاص في منطقة شمال القوقاز، المعروفة باسم “ولاية القوقاز”. وقتلت “ولاية القوقاز” أكثر من عشرة عناصر من القوات الأمنية الروسية في الشيشان ومناطق أخرى في القوقاز، في السنوات الماضية.

 

المخابرات الروسية كانت قد أحبطت عمليات لجماعة مرتبطة بـ”داعش” في موسكو وسان بطرسبورغ. ويشن الطيران الروسي حملات قصف ضد “داعش” في سوريا، وكذلك ضد جماعات مرتبطة بـ”القاعدة” وضد ثوار معتدلين، دعماً لنظام الرئيس بشار الأسد، كما تقول “نيوزويك”.

 

التقرير الجديد يُظهر أن أعداد مقاتلي “داعش” الأجانب قد ازداد منذ آخر احصاء له في العام 2015، على الرغم من أنهم ينتمون إلى 48 دولة بدلاً من 86 دولة كما في الاحصاء السابق. ويُلاحظُ هنا أن الدول أصبح بامكانها المعرفة بشكل أدق منّ مِن مواطنيها ارتحل إلى سوريا والعراق للانضمام إلى “داعش”.

 

منذ نهاية العام 2015، البلدان ذات الأعداد الكبيرة من المقاتلين المرتحلين للانضمام إلى صفوف “داعش”، أو تلك التي تستخدم كبوابات للعبور إلى مناطق التنظيم كتركيا، قامت بجهود أكبر لمنع حركة المجاهدين إلى العراق وسوريا. النتيجة كانت أن “تدفق المقاتلين وصل إلى توقف تام، مع بداية خسارة الدولة الإسلامية لمناطقها في سوريا والعراق”.

 

العديد من أولئك المرتحلين إلى سوريا والعراق، إما قتلوا، أو سلّموا أنفسهم إلى القوات المعادية، أو عادوا إلى أوطانهم. الصنف الأخير، العائدون، يمثل التحدي الأمني الأبرز لقوات الأمن في الغرب.

 

وزير التنمية الدولية الانكليزي روي ستيوارت، كان قد قال الأحد، إن “السياسة الوحيدة المتوجب على الحكومات الغربية تطبيقها تجاه مقاتلي داعش الأجانب هو قتلهم”. وتابع: “انهم يؤمنون بعقيدة كراهية متطرفة تتضمن قتل أنفسهم، والآخرين، ومحاولة استخدام العنف والوحشية لخلق دولة من القرن الثامن، أو السابع”.

 

وكنتيجة لازدياد الإجراءات الأمنية لمنع المقاتلين من التسلل إلى سوريا والعراق، انتقل الجهاديون للبحث عن جيوب يمكن لهم فيها النشاط خارج أراضي “دولة الخلافة”. وقال التقرير إن ليبيا وأفغانستان وجنوب آسيا، هي أمثلة رئيسية.

 

النظام يقتل مدنيين بقصف مركز إغاثي بريف دمشق

قال مراسل الجزيرة في سوريا إن خمسة مدنيين أحدهم طفل قتلوا، في قصف مدفعي من قوات النظام استهدف مركز توزيع مواد إغاثية بمدينة دوما في ريف دمشق، وإن مدنيا آخر قتل في قصف مماثل شنته قوات النظام على مدينة سقبا التابعة لريف دمشق أيضا.

وأضاف أن أكثر من 15 جريحا نقلوا للمراكز الطبية في دوما، وأن سقوط القذائف تزامن مع تجمع عدد من السكان لتلقي مساعدات إنسانية من إحدى المنظمات الإغاثية مضيفا أن القصف شمل أيضا مناطق أخرى من الغوطة الشرقية المشمولة بـ اتفاق خفض التصعيد.

من جانب آخر، أعلن الدفاع المدني في ريف دمشق أنه عمل على إجلاء الضحايا إلى المراكز الطبية مع استمرار القصف المدفعي، وأن أضرارا مادية لحقت بالمناطق المستهدفة نتيجة هذا القصف.

 

في غضون ذلك، قال “الإعلام الحربي” إن قوات النظام سيطرت على المحطة النفطية الثانية بريف دير الزور الجنوبي بعد معارك مع مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية مما أوقع قتلى وجرحى في صفوف مسلحي التنظيم خلال هذه المعارك.

وتعد المحطة النفطية الثانية أحد المواقع الهامة في البادية السورية، ويمر منها أنبوب النفط القادم من العراق نحو الأراضي السورية والمسمى “خط التابلاين”. كما تتصل بآبار التيم، والوارد النفطي في ريف دير الزور الشرقي عبر خطوط خاصة لنقل النفط الخام.

المصدر : الجزيرة

 

مؤتمر لمعارضين سوريين بواشنطن

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 26 أكتوبر 2017

روما- يبدأ في واشنطن اليوم مؤتمراً لمعارضين سوريين، ومن بين حضور شخصيات سياسية واقتصادية و”تكنوقراط” ورجال أعمال متواجدة في الولايات المتحدة وأخرى مدعوة من خارجها.

 

وأكّد القائمون على المؤتمر أو الذي يستمر يومين، أنه لن ينتج عنه أي جسم أو كيان أو تنظيم سياسي، وإنما سيبحث بالوسائل الكفيلة بالوصول لحل سياسي مرض للأزمة السورية، ويبحث في إمكانية استغلال قدرات السوريين لإيصال وجهات نظرهم للرأي العام العالمي ولدوائر صنع القرار في الولايات المتحدة وغيرها.

 

ومن المرجح وفق مصادر في المعارضة السورية، أن يُشارك في المؤتمر كمراقبين بعض المسلؤولين الأمريكيين من وارة الخارجية والكونغرس الأمريكي.

 

ومن الأسماء التي تم تداول أسمائها كشخصيات مدعوة للمؤتمر، جواد أبو حطب، عصام الريس، عارف دليلة، بسمة قضماني، هند قبوات، جمال سليمان، نصر الحريري، رياض حجاب، إبراهيم برو، عبد الحكيم بشار، عبد الأحد اسطيفو، ميشيل كيلو، أيمن الأصفري، وليد الزعبي، عبد القادر السنكري خالد المحاميد وغيرهم، دون أن تتمكن وكالة (آكي) من التأكد من صحة هذه القوائم.

 

سوريات معارضات يؤسسن “الحركة السياسية النسائية

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 26 أكتوبر 2017

روما- عقدت مجموعة من الناشطات السوريات المعارضات والمهتمات بالشأن السياسي، بينهن باحثات وأكاديميات وحقوقيات، من خلفيات فكرية وسياسية متنوعة، مؤتمراً في العاصمة الفرنسية باريس لتأسيس (الحركة السياسية النسوية السورية).

 

واستمر المؤتمر من 22 ولغاية 24 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، وأعلنَّ اليوم (الخميس) عن المخرجات التي توصّلن إليها في نهاية اجتماعهن.

 

وشددت الناشطات على أن هدفهن “بناء دولة ديمقراطية تعددية قائمة على أسس المواطنة المتساوية، دون تمييز بين مواطنيها على أساس الجنس أو العرق أو الدين أو الطائفة أو المنطقة أو أي أساس كان”. وتحدثت المخرجات عن “دولة القانون التي تساوي بين نسائها ورجالها دون تمييز، بضمانة دستور ضامن لحقوق النساء، يكون أساسًا لإلغاء جميع أشكال التمييز ضد المرأة على جميع الأصعدة السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بالاستناد إلى جميع المعاهدات والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، وخاصة اتفاقية السيداو”.

 

وفي تفاصيل المخرجات، أكّدن على أنهن “سيعلمن للالتزام بالحل السلمي والسياسي في سورية، ولتكون مرجعية المفاوضات بيان جنيف لعام 2012 وقرارات مجلس الأمن 2118 و2254، ولرفع تمثيل النساء إلى نسبة لا تقل عن 30% في جميع مراكز صنع القرار، ولتكون المحاسبة والعدالة الانتقالية جزء لا يتجزأ من الانتقال السياسي”.

 

وتضمنت المخرجات الدعوة لـ”إيجاد حل للمسألة الكردية يضمن حقوق الجميع، وأن تُحكم المرحلة الانتقالية بمبادئ دستورية متوافقة مع منظور الجندر، ولجعل ملفات حماية المدنيين، والإفراج عن المعتقلين، والكشف عن مصير المختفين، وفك الحصار عن المناطق المحاصرة، وضمان عودة طوعية كريمة للنازحين واللاجئين أولوية في عمل الحركة وغير قابلة للتفاوض”.

 

وعلى النطاق العملي، وضعت المجتمعات خطة عمل “مرحلية وطويلة الأمد”، تستند في الوقت الراهن إلى “التواجد على الأرض في الداخل السوري ودول اللجوء، والتفاعل مع جميع المنظمات النسوية والحقوقية السورية” لإيصال مطالبهن إلى “ساحات القرار السياسي وتسليط الضوء على نشاطاتهم في أماكن عملهم”.

 

وأعلنت (الحركة السياسية النسوية) السعي لـ”إجراء لقاءات دورية للحركة بشكل فصلي، والسعي لجذب المزيد من الأعضاء الجدد، ونشر الوعي عن أهمية المشاركة السياسية للمرأة في جميع الأوساط وخاصة بين النازحين واللاجئين، والقيام بحملات إعلامية لكسب التأييد من القاعدة الشعبية السورية والرأي العام العالمي، وكذلك السعي لتثبيت نسبة 30% كمشاركة نسائية في هيئات وأروقة التفاوض حول مستقبل سورية”.

 

جيش سوريا ينتزع موقعا من الدولة الإسلامية يمهد لهجوم على آخر معاقلها

بيروت (رويترز) – قال الإعلام الحربي لجماعة حزب الله اللبنانية يوم الخميس إن الجيش السوري وحلفاءه انتزعوا السيطرة على محطة ضخ نفطي من تنظيم الدولة الإسلامية في شرق سوريا ليمهدوا الطريق أمام التقدم صوب آخر معاقل التنظيم في البلاد.

 

وذكرت وحدة الإعلام الحربي أن المحطة الثانية في ريف دير الزور الجنوبي تعد ”منطلقا للجيش وحلفائه للتقدم باتجاه مدينة البوكمال… التي تعتبر آخر معاقل تنظيم داعش المتبقية في سوريا“.

 

وتقع مدينة البوكمال في محافظة دير الزور على الحدود السورية مع العراق على الجهة المقابلة لمدينة القائم العراقية. وأعلنت بغداد يوم الخميس بدء هجوم لانتزاع السيطرة على القائم وراوة وهما آخر منطقتين لا تزالان تحت سيطرة الدولة الإسلامية في الأراضي العراقية.

 

وانهارت هذا العام دولة الخلافة التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية مع خسارته مدينتي الرقة السورية والموصل العراقية. وفي سوريا ينحصر وجود متشددي التنظيم في منطقة آخذة في التناقص في دير الزور.

 

ويشن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة حملة منفصلة على التنظيم في دير الزور تركز على مناطق شرقي نهر الفرات الذي يقسم المحافظة. وتقع البوكمال على الضفة الغربية للنهر.

 

إعداد دعاء محمد للنشرة العربية – تحرير ليليان وجدي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى