أحداث الثلاثاء, 31 أيار 2011
سوريا قد تنزلق إلى النموذج الليبي
مسلحون يصدّون الجيش في تلبيسة والرستن
للمرة الأولى منذ بدء الاحتجاجات في سوريا، استخدم سكان البنادق الآلية والقذائف الصاروخية لصد قوى الامن التي تحاول التقدم في وسط سوريا، الامر الذي ادى الى نشوب قتال شرس وغذى المخاوف من احتمال تحول الانتفاضة الشعبية نوعا من النزاع المسلح على الطريقة الليبية.
وافاد ناشطون ان سكان مدينتي تلبيسة والرستن، اللتين تتعرضان لهجوم منذ الاحد، قرروا القتال بالاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية وان اربعة مدنيين على الاقل قتلوا.
وقال احد سكان حمص الذي له اتصالات واسعة في المنطقة: “لقد شعروا بأنه ليس في امكانهم ان يجلسوا اكثر من ذلك ويصلوا الى الله كي يساعدهم”. واضاف ان “الجيش يواجه مقاومة مسلحة وليس قادرا على دخول المدينتين”. واكد ان “الجيش لا يزال خارجهما وقيل لي إن عربات للجيش وبينها ناقلات جند قد اشتعلت فيها النيران”.
وأوضح ناشط ثان ان السكان خاضوا قتالاً، لكنه اشار الى ان ذلك يشمل اشخاصاً حاولوا حماية أنفسهم، وان لا مقاومة منظمة تمتلك هيكلاً قيادياً.
وذكّر بأن “الاحتجاجات بدأت سلمية، لكن ممارسات قوى الأمن التي أذلت الناس أدت أخيراً الى استخدام الاسلحة”. ولفت الى انه جرت العادة ان يقتني السوريون الاسلحة الخفيفة مثل البنادق في منازلهم. وسجل في السنوات الأخيرة تهريب اسلحة من دول مجاورة مثل لبنان والعراق.
وهذه التقارير الاولى الموثوق بها عن وجود مقاومة جدية لسكان يحملون السلاح. ولكن من غير الواضح مدى تعميم هذه الظاهرة في أماكن أخرى من سوريا، على رغم ان تقارير تحدثت عن مقاومة السكان في تلكلخ قرب الحدود مع لبنان. وتقول الحكومة السورية ومجموعات لحقوق الانسان إن أكثر من 150 جندياً وشرطياً قتلوا منذ بدء الاحتجاجات في سوريا في آذار.
سورية: قصف عنيف على تلبيسة وشهود يتحدثون عن «مقاومة»
الثلاثاء, 31 مايو 2011
دمشق، عمان، نيقوسيا – «الحياة»، أ ف ب، رويترز، أ ب
في تطور هو الاول من نوعه منذ بدأت حركة الاحتجاجات السلمية في سورية، قال ناشطون سوريون إن سكان من بلدتي تلبيسة والرستن وسط سورية، واللتين تتعرضان لهجوم كثيف من الجيش منذ اول من امس، أضطروا الى حمل السلاح ضد قوى الامن مستخدمين البنادق الآلية وقذائف صاروخية وإن عدد من عناصر الامن قتلوا جراء المواجهات.
وتعرضت تلبيسة إلى قصف مكثف امس بعدما دخلت اليها قوات مدعومة بالدبابات لإنهاء الاحتجاجات المتصاعدة فيها. وقالت «اللجنة التنسيقية» السورية، التي تساعد في تنظيم وتوثيق الاحتجاجات، ان عدد القتلى خلال يومين ارتفع الى 14 مدنيا. ونددت الامم المتحدة بما يحدث في سورية ووصفته بأنه «يثير الصدمة».
وللمرة الاولى منذ بدأت الحركة الاحتجاجية قبل نحو شهرين، استخدم المتظاهرون والسكان البنادق الآلية والقذائف الصاروخية كما قال ناشطون لوكالة «اسوشيتدبرس» للرد على الحملة الامنية على حمص والمدن القريبة منها. ونقلت الوكالة عن ناشطين ان سكان تلبيسة والرستن أضطروا الى حمل السلاح ضد قوى الامن، وان عددا من رجال الامن قتلوا.
ونسبت الى أحد سكان حمص ان الجيش يواجه «مقاومة مسلحة» وغير قادر على اقتحام تلبيسة والرستن، مشيرا الى ان «الجيش ما زال خارج المدنتين… وقيل لي ان عربات للجيش وعربات جنود احرقت». فيما قال ناشط اخر إن الجيش «يواجه مقاومة شرسة» من سكان المدنتين، موضحا ان العديد من السكان مسلحين منذ سنوات عندما ازدهر تهريب الاسلحة من العراق ولبنان.
وقال شهود إن قوات الجيش مدعومة بالدبابات ما زالت تشن عمليات امنية واسعة في تلبيسة والرستن وقرية تير معلا الواقعة بين حمص وحماة، حيث تقوم بمداهمات من بيت الى بيت، كما نشرت قناصة فوق اسطح المنازل والمساجد لمنع السكان من مغادرة منازلهم. وقال الناشط الحقوقي مصطفى اوسو ان المئات اعتقلوا منذ اول من امس. فيما قال ناشط اخر إن الجرحى، وعدد منهم حالته حرجة، نقلوا الى «مركز ثقافي» بعدما سيطرت قوات الجيش والامن على المستشفى الرئيسي في البلدة الواقعة على بعد عشرة كيلومترات شمال حمص.
في موازة ذلك، قالت السلطات السورية إن اربعة جنود قتلوا، فيما جرح 14 آخرين في تلبيسة على ايدي «مجموعات ارهابية مسلحة». وأضافت أن «عمليات الملاحقة والتعقب أدت الى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المجموعات الارهابية وإلقاء القبض على عدد منهم ومصادرة كميات كبيرة من الاسلحة والذخائر المتنوعة».
وفي جنيف، نددت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي بـ «وحشية» قمع المتظاهرين على ايدي القوات الحكومية في سورية، معتبرة أن هذه الأعمال «تثير الصدمة» من حيث ازدرائها بحقوق الإنسان.
وقالت بيلاي أمام الدول الـ47 الأعضاء في المجلس إن «اللجوء الى القوة المبالغ فيها ضد متظاهرين مسالمين لا ينتهك فقط الحقوق الأساسية وبينها الحق في الحياة، بل يساهم في تأجيج التوتر ويهدد بنشر ثقافة العنف».
وجددت بيلاي دعوة دمشق الى السماح لبعثة دولية مكلفة التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان بالدخول الى الأراضي السورية.
الى ذلك، أعلن أمس طرح المسوَّدة الاخيرة لقانون الانتخابات العامة للنقاش العام على السوريين لـ «إبداء الملاحظات والمقترحات وتطويرها»، وكان بين التعديلات تشكيل لجنة قضائية عليا ولجان فرعية للإشراف على الانتخابات، على ان تتشكل اللجنة من «خمسة أعضاء من القضاة يسميهم مجلس القضاء الأعلى من مستشاري محكمة النقض».
خطاب لبشار الأسد خلال يومين وإستعدادات لـ”مؤتمر وطني”
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
روما: ذكرت مصادر سورية موثوقة أن الرئيس بشار الأسد سيلقي خطاباً خلال اليومين المقبلين يُعلن فيه عن تشكيل لجنة من سبعة أشخاص للإعداد لمؤتمر وطني سوري هدفه محاولة إيجاد حل للأزمة التي تمر بها سورية منذ نحو عشرة أسابيع.
وقالت المصادر لـ آكي إن اللجنة ستكون برئاسة فاروق الشرع نائب رئيس الجمهورية وعضوية اثنين من أعضاء القيادة القطرية لحزب البعث الحاكم واثنين من الجبهة الوطنية التقدمية المؤتلفة مع البعث وثلاثة من المستقلين، وستكون مهمتها الإعداد للمؤتمر الوطني المنشود الذي سيدعى إليه حياديون ومستقلون بأسمائهم الشخصية دون أن يكونوا ممثلين عن أي أحزاب أو فئات سياسية أو معارضة.
ووفقاً للمصادر، فإنه من المفروض أن يعمل المؤتمر على تحديد ملامح التعديلات الدستورية المرتقبة وقانون الأحزاب وقانون المطبوعات وقانون الانتخابات التشريعية والقوانين الإصلاحية الأخرى.
وعلى ذلك فمن المرجح تأجيل انتخابات مجلس الشعب التي ستجري خلال بضعة أسابيع إلى إشعار آخر ريثما ينتهي المؤتمر الوطني من أعماله، مع أن مشروع القانون المتعلق بالانتخاب الذي كلفت به لجنة.
المعلم في بغداد بزيارة مفاجئة لبحث الأوضاع في سوريا
أسامة مهدي
لندن: وصل الى بغداد اليوم في زيارة غير معلنة وزير الخارجية السوري وليد المعلم لاجراء مباحثات مع المسؤولين العراقيين يعتقد انها تتعلق بالاوضاع التي تشهدها سوريا حاليا اضافة الى العلاقات بين البلدين الجارين.
وسيجري المعلم في وقت لاحق اليوم مباحثات مع نظيره العراقي هوشيار زيباري الذي استقبله في مطار بغداد الدولي كما سنتظر ان يلتقي مع رئيس الوزراء نوري المالكي لبحث علاقات البلدين على ضوء الاحداث المضطربة التي تشهدها سوريا حاليا.
وترتبط سوريا مع العراق بحدود طويلة وكانت اعلنت مؤخرا عن ضبط شاحنة تحمل اسلحة من العراق لدى محاولتها الدخول الى سوريا.
وكانت الحكومة العراقية قد اعلنت في وقت سابق عن دعمها لنظيرتها السورية في مواجهة موجة الاحتجاجات التي تشهدها المدن السورية منذ ثلاثة اشهر. وتاتي الزيارة في وقت يشهد منفذ الوليد الحدودي بين سوريا والعراق زخماً في أعداد العراقيين الهاربين من سوريا، بعد اندلاع الاحتجاجات في عدة مدن سورية.
وأكد مصدر رسمي بالمنفذ دخول أكثر من 1500 عائلة عراقية إلى الحدود العراقية قادمين من حمص ودرعا وريف دمشق واللاذقية.
وعن التدابير المتخذة من قبل الحكومة العراقية لتسهيل عودة المواطنين من سوريا، قال سلام الخفاجي وكيل وزير الهجرة والمهجرين اتخاذ عدة إجراءات من شأنها أن تخفف عن كاهل العراقيين العائدين خصوصاً ما يتعلق بالآثار الاجتماعية والاقتصادية.
وأشار إلى أن هذه الإجراءات تتضمن إنشاء مخيم للاستقبال بالحدود حيث يتم التعرف على العائدين وتقييدهم بسجلات الوزارة ليتم تحديد أماكن سكنهم داخل العراق ثم يتم نقلهم في حافلات هيأتها الوزارة إلى الأماكن التي يرغبون.
رأي فيه البعض مؤامرة وآخرون اعتبروا أنه يمنع حربًا أهلية
مؤتمر أنطاليا… رمال متحركة ترعب السّوريين
محمد حسن من الرياض
يتخوف الكثير من السوريين في الداخل أن تكون بوابة مؤتمر أنطاليا خطوة أولى تبرر تدخلاً خارجيًا، فيما اعتبره آخرون بأنه مؤامرة، وفسّره رأي ثالث بالخطأ الذي لن يغفره الشعب السوري للمعارضة، في حين نوّه صوت بأنه درء للحرب الأهلية.
يتخوف الكثير من السوريين في الداخل أن تكون بوابة “مؤتمر أنطاليا”، الذي سيعقد اليوم الثلاثاء، خطوة أولى تبرر تدخلاً خارجيًا، فيما يجري من أحداث أوصلت سورية إلى عنق الزجاجة، بحسب الكثير من المحللين السياسيين، في الوقت الذي لا يزال فيه آخرون يعوّلون على “مؤتمر حوار وطني” يُخرج البلاد من سيناريوهات تسير بهم نحو المجهول.
غير أن ما زاد الأمر تعقيدًا هو بيان ما يسمّى بـ”ربيع دمشق” الصادر الأحد عندما قال إن من حق الجاليات السورية في الخارج، أن تتحرك لدعم انتفاضة الشعب السوري في الداخل، بل إن من واجبها أن تشارك في صناعة مستقبل وطنها، الذي حرمت من العيش فيه، ما دامت عيون المؤتمرين على الداخل، وكسب تأييد الرأي العام العالمي، إلى جانب قضية الشعب السوري.
وأضاف البيان: “قيادة الإعلان في الداخل قررت المشاركة في هذا المؤتمر بصفة مراقب”، مشيرة إلى أنها أوفدت كلاً من أنس العبدة وكاميران حاجو بتمثيل أمانتي الداخل والخارج بهذه الصفة من التمثيل.
إلا أن البيان استدرك بالشرح حول أن صفة “مراقب” لا تعني – والكلام للبيان – أن الإعلان لا يوجد عليه أي تحفظات كالتسرع في عقد هذا المؤتمر من دون أية استشارات مع الداخل بشكل مسبق.
وقال البيان: “والإعلان يتحفظ على نقطتين رئيستين في جدول أعمال المؤتمر، أولهما: البحث في تشكيل مجلس وطني انتقالي. ذلك أن الوضع في سوريا يختلف عنه في ليبيا، والقياس هنا غير مفيد. وثانيهما: البحث في وضع مسودة دستور جديد لسوريا المستقبلية، وهذه النقطة تحديداً، نرى أنها من حق الشعب السوري عندما تجتمع تمثيلاته المختلفة في الداخل والخارج في مؤتمر عام للحوار الوطني، يعقد داخل سوريا”.
وأضاف: “وفي هذه المناسبة فإن الأمانة العامة لإعلان دمشق في الداخل، ترى أنه من المناسب، إبلاغ المؤتمرين وكل أعضاء الإعلان ومناصريه في الداخل والخارج، مع كامل التقدير والاحترام لشخص الدكتور عبد الرزاق عيد، فإنه لا يمثل إعلان دمشق، وكل ما يصدر منه، يمثل رأيه الشخصي، ولا يوجد بيننا وبينه أي تنسيق”.
ناشط مدني: إعلان دمشق مشارك في المؤامرة
بيان جاء تفسيره من الصحافي والناشط المدني بسام القاضي مختلف من الداخل السوري بالقول لـ”إيلاف”: “إن إعلان دمشق مشارك في المؤامرة”، مستعملاً لغة الذقون بالقول إن مشاركته هي “بصفته مراقبًا” لا تغير من هذه الحقيقة شيئًا. لأن صفة “مراقب” – والكلام للقاضي – تعني أنه موافق على المؤتمر، وعلى نقاشه القضايا التي يناقشها، ولكنه غير مسؤول عن النتائج. بهذا المعنى فهو يقطف العنب، ويتخلّى عن الناطور، وهذا معروف لكل من لديه أدنى فكرة عن تنظيم المؤتمرات.
واعتبر القاضي أن أبلغ دليل على ذلك هو أن الأحزاب كلها لا تشارك بصفة “مراقب” إلا مع الأحزاب التي تسميها “صديقة” أو “شقيقة”.
واستغرب القاضي “لو أن إدعاء البيان أن مشاركته تلك لا تعني انضمامه إلى المؤتمر وموافقته عليه، لكان من الطبيعي أن يشارك في مؤتمر صهيوني بصفة مراقب! فما المشكلة ما دام هو فقط “مراقب”؟!.
عيسى: الشعب السوري لن يغفر للمعارضة
بدورها، رأت نائبة كلية الإعلام في جامعة دمشق الدكتور نهلة عيسى في تصريح خاص لـ”إيلاف” أن “المؤتمر محور من محاور المخطط الداخلي الخارجي الذي يستهدف إثارة مزيد من الاضطراب في الوضع السوري بهدف إيجاد ذريعة لتدخل دولي يعيد تشكيل منطقتنا وفقًا لمصالح جميع الأطراف المشتركة في هذا المخطط”.
وأضافت الدكتور عيسى: “إلا إنني أعتقد أن المؤتمر هو أضعف حلقات المخطط، لأنه لا يحظى بتأييد مجموعات عدة ممن يعلنون معارضتهم النظام في سوريا، وذلك لاختلاف مرجعياتهم الفكرية والسياسية”.
وأشارت الدكتورة عيسى إلى أن ما وصفتهم بـ”الفرقاء” يفترقون إلى أجندة محددة، فكيف بعدم وجود أجندة “موحدة”، وذكرت أن ذلك جاء نتيجة “إدراك العديد من المعارضين في الداخل والخارج أن الشعب السوري لن يغفر للمعارضة استعداء الخارج على الوطن”.
وعادت الدكتورة عيسى لتذكر بسيناريو “ليبيا والعراق” الذي ما زال ماثلاً أمام أعين العالم كله، مضيفة: “وهي تجربة كارثية بكل المقاييس”.
ونوهت عيسى لـ”إيلاف” إلى أن المؤتمرين لن يصلوا إلى اتفاق أو برنامج موحد لاختلاف، بل تعارض المصالح والرؤى. لافتة إلى أن أقصى ما قد يحققه المؤتمر هو تشكيل حالة “ضغط إعلامية على سوريا”.
صحافي سوري: المؤتمر خطوة لـ”منع الحرب الأهلية”
في المقابل، قال الصحافي السوري جديع دوارة لـ”إيلاف” إن مؤتمر انطاليا، وإن كانت هناك اعتراضات محقة عليه لجهة عدم تمثيله لكامل الطيف السياسي والثقافي في سوريا، واعتراضات أخرى تتعلق بالمكان، إلا مما لا شك فيه أنه “خطوة في الاتجاه الصحيح”.
وأضاف: “فبعد مرور أكثر من شهرين على الأحداث، لم تتمكن القشرة السياسية المتحركة لا القديمة ولا الناشئة من إيجاد المؤطر الوطني الجامع، ولم تتمكن خاصة قوى المعارضة التاريخية أن تتجاوز خلافات ذواتها الحزبية الضيقة لمصلحة مؤطر وطني يرتقي إلى مستوى الحراك المتفجر على الأرض، بل كانت، وكل من موقعه، تحاول اللحاق به دون جدوى”.
وتابع الصحافي دوارة: “إن أحد أهم المخاطر التي تعيشها الساحة السورية اليوم، يتمثل في انفلاش الحراك وخروجه عن سيطرة الوعي، وانقلابه على كل عقلنة ممكنة بسبب وبفعل البطش الشديد، وبسبب عدم وجود وعي سياسي مؤسساتي جامع”.
واعتبر دوارة أن كل جهد في هذا الاتجاه، وبصرف النظر عن جدية السلطة في الحوار أو عدم جديتها، “هو في غاية الأهمية لحماية المجتمع من الانزلاق إلى سيناريو الفوضى والحرب الأهلية والانقسامات الدموية، ونتائج المؤتمر ستكون مهمة بمقدار اقترابها من تحقيق هذا الهدف”.
الحكومة السورية تعلن عن “حوار وطني” خلال “48” ساعة
رسمياً، أعلن الأمين القطري المساعد لحزب البعث السوري محمد سعيد بخيتان أن مشروع وآليات الحوار الوطني «ستعلن خلال 48 ساعة، وسيكون الحوار بمشاركة حزب البعث وأحزاب الجبهة الوطنية والمستقلين»، كاشفاً عن «قُرب صدور عفو عام» من دون أن يخوض في تفاصيله.
ولم يوضح بخيتان في خبر نشرته وسائل الإعلام السورية حول إذا ما كانت الحكومة السورية ستسمح للمعارضة بالمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، إلا أنه قال: “لجنة الحوار شُكّلت على أعلى المستويات، والحوار سيضم كل الفئات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها، وهو سيكون تحت سقف الوطن”.
ورأى بخيتان أن «من يتظاهر في سوريا لا يتجاوز عددهم 100 ألف، هم أنفسهم يتظاهرون كل مرة»، مضيفاً: “أصبحت موضة أن يقوم البعض بالتكبير ليلاً، وبالتظاهر يوم الجمعة، ويجب أن ننهي هذا الموضوع بسرعة، فعلينا ضغوط كبيرة”.
وعن الإخوان المسلمين، جدد بخيتان موقف الحكومة السورية الرافض لهم: “الإخوان المسلمون تنظيم محظور في سوريا، ونحن نرفض تاريخهم، ليس لهم رصيد كبير في الشارع السوري، ولا أتصور أنهم مقبولون في مجتمعنا”.
نشطاء سوريون من الجولان: النظام لا يملك إستراتيجية للتحرير
بهية مارديني
يشارك ناشطان سوريان من الجولان في المؤتمر السوري للتغيير في أنطاليا التركية ويوضح أحدهما لـ”إيلاف” أسباب مشاركته وقدومه من الجولان.
بهية مارديني من أنطاليا: قال المحامي السوري سليمان محمود عماشة من الجولان في لقاء خاص مع “ايلاف” أنا من مواليد العام 1967 وحتى اليوم لا أعرف من وطني سوى الشعارات التي تعد بالتحرير، وكلما مرّ الوقت أدركت أنّ النظام الحاكم في سوريا ليست له إستراتيجية للتفكير بتحرير الجولان، وأكد “منذ المسرحية التي صاغها هنري كيسنجر العام 1947 لم تكن هناك أية محاولة جدية من قبل النظام السوري لتحرير الجولان”.
وأضاف” أنا أشعر من خلال الهضاب المطلة على القرى السورية مابعد خط وقف اطلاق النار أنّ العصافير القادمة من الشرق كانت تخشى المخابرات السورية من العبور الى الجولان حتى بزغ أمل انطلق في منتصف شهر آذار بثورة انبثقت مثل الماء من الصخر من قرى ومحافظات سوريا، ولأننا في الجولان جزء من الشعب السوري ومن الحيز الجغرافي للدولة السورية نؤيد كل حراك واحتجاج ضد النظام السوري من أجل بناء دولة حديثة تعتمد على الديمقراطية وعلى المؤسسات، وتصيغ فسيفساء لهذا الوطن من شعبنا الذي يستحق وبجدارة التاريخ أن يعيش أفضل”.
وأوضح “كنت لفترة طويلة آمل أن النظام السوري يستطيع تحقيق اصلاحات تلبّي متطلبات الشعب السوري ولكن بعد أن سالت دماء شعبي على يد هذا النظام ومن أجل عينيّ الطفل حمزة الخطيب والمعلم حسين الزعبي وغيرهم الكثيرين ومن أجل السجناء السياسيين والجرحى والمعذبين أقولها لو صعد هذا النظام الى السماء أو نزلت السماء اليه سيسقط ولا يحق له أن يحكم البلد”.
وقال: “عرفت أنّ هناك مؤتمرا في أنطاليا للمعارضة الحرة والشريفة التي هدفها التعبير عن صوت المتظاهرين في سوريا، وجئت لأقول أننا جزء من الشعب السوري وبهذا أؤكد أن الجولان رغم أنه يقع تحت الاحتلال الاسرائيلي فهو متعاطف ومتضامن مع شعبنا السوري من اجل نيل حريته وتحقيق الكرامة فوق أرضه”.
وبيّن “طبعا أنا أمثل نفسي لكن الأراء التي أحملها كثيرون وكثيرون من الجولان يؤيدونها حتى اني استقي قناعاتي وآرائي من أغلبية سكان الجولان الذين يرفضون الظلم والقهر والذبح الذي يمارسه هذا النظام ضد أبناء الشعب السوري”.
وردا على سؤال حول طموحاته للمؤتمر السوري للتغيير في أنطاليا أجاب “أتمنى من القائمين والمشاركين أن يبلوروا صيغة أدوات تعبر عن مطالب الشعب السوري وأرجو ألا يكون هذا المؤتمر هو الأخير حتى تتوحد جهود كل المعارضين الشرفاء تحت سقف مطالب الشعب السوري مما سيؤدي حتما للتسريع في اسقاط هذا النظام”.
واعتبر أنّ ما قيل في الخبر الذي نشر في جريدة “الوطن” السورية هو محض كذب وافتراء، وقال “هذا ليس غريبا على اعلام السلطة فليس لهذا المؤتمر أية اجندة خارجية، وانما أجندته هي المشاركين فيه فقط الذين واغلبهم عانوا من السجون وقمع النظام معهم ومن خلال التعرف عليهم اشكرهم لانهم سمحوا لي ان اكون بين مجموعة من الشرفاء وأحرار سوريا “.
وحول المسيرات المؤيدة للرئيس السوري بشار الاسد في الجولان قال “سكان الجولان مخلصين لوطنهم مدافعين عنه منذ أول يوم في الاحتلال وهناك وجهات نظر مختلفة في فهم مايحدث في سوريا لكنهم متناغمين ومنسجمين في هدف واحد أن الجولان لا بد عائد الى سوريا كل حسب فهمه، وقناعاتي الشخصية أن تحرير الجولان يبدأ اولا من تغيير النظام السوري تغييرا جذريا وتحرير الشعب السوري من سنوات القهر ومن ثم يتم تحرير الجولان من الاحتلال الاسرائيلي”، وأضاف “هذه الجريدة التي تسلب اسم الوطن تدجل وتكذب أن عبد الحليم خدام مشارك بهذا المؤتمر فعليهم ان يدركوا ان عبد الحليم خدام والنظام السوري وذاكرة الشعب لاتنسى انهما وجهان لعملة واحدة فأنا كما أريد محاكمة هذا النظام القاتل أريد محاكمة خدام لما اقترفه بحق وطني خلال فترة حكمه كنائب للراحل حافظ الاسد”.
وتوجه الى جريدة الوطن ورئيس تحريرها وكاتب مقال الأمس الذي لم يحمل اسما “أن يتقصوا الحقيقة أولا وأن يخجلوا من “غباء” هذا المقال فالمدعو ايوب القرا (نائب وزير تطوير الجليل والنقب الإسرائيلي) قبل شهر حاول زيارة المجلس المعيّن من قبل سلطات الاحتلال، وبفخر أقول أنني احد مجموعة من الشباب الذين عملوا لطرده من هذا البلد وطرد منها فعلا فأي ربط بيننا وبين المدعو الصهيوني أيوب القرا هو محاولة للتضليل والصيد في الماء العكر والتشويه” وأفاد “لو كنت اعيش في هذا الوطن بعد ان وعدت اربعين عاما بالتحرير لقاضيت هذه الجريدة وحكمت محرريها أمام الرأي العام السوري”.
وكانت جريدة الوطن السورية قالت إنّ أهالي الجولان المحتل أوضحوا في بيان أن هذين الشخصين عماشة وأيوب المشاركين فيما يسمى مؤتمر للمعارضة السورية في أنطالية بتركيا، إلى جانب عدد من المتآمرين على وطننا ووحدته الوطنية أمثال عبد الحليم خدام وغيره، لا يمثلان إلا نفسيهما وأن التصريحات التي صرحا بها لأكثر من فضائية على أنهما يمثلان الجولان المحتل في المؤتمر كلام غير صحيح لأنهما لا يمثلان إلا نفسيهما فقط وأن مشاركتهما بالمؤتمر تأتي التفافاً على الموقف الوطني الريادي للوطن الأم سورية قيادة وشعباً، والتفافاً على الانتصار الذي حققه الشباب الفلسطيني والسوري في تحطيم الغرور الإسرائيلي في يوم حق العودة قبل عشرة أيام والتفافاً على مسيرة النضال والمقاومة التي يسير عليها أبناء الجولان المحتل في مواجهتهم للاحتلال الإسرائيلي”.
الإعلام السوري يفشل في تسويق وجهة نظر النظام
التلفزيون الرسمي يقوم بتغطية الأحداث في ليبيا
بيروت: «الشرق الأوسط»
لم يختلف أداء الإعلام السوري الرسمي في تغطيته للمظاهرات الشعبية التي تشهدها البلاد عن نظيره الليبي في تبنيه المطلق للرواية الرسمية، وتسويقه لخطاب السلطة بأن هناك مؤامرة خارجية تحاك ضد سوريا، ومجموعات مسلحة تسللت إلى البلاد عبر الحدود العراقية واللبنانية، ومجموعات سلفية تسعى لإقامة إمارات إسلامية في بعض المدن السورية.
إلا أن مراقبين لهذا الإعلام يلاحظون تخبطا وارتباكا في أدائه، ففي بداية الأحداث أنكر التلفزيون الرسمي تماما وجود أي مظاهرة في سوريا، ثم بدأ في فترات لاحقة بالاعتراف بوجود أعداد ضئيلة تنزل إلى الشوارع في بعض المناطق حيث تقتصر مطالب هؤلاء على أمور خدماتية كتخفيض أسعار المحروقات ومواد الأسمدة الزراعية. وفي الفترة الأخيرة سعى التلفزيون الرسمي إلى تصوير المتظاهرين على أنهم مخربون، عارضا مشاهد لاحتراق أبنية حكومية وباصات نقل عام وسيارات إسعاف.
ورغم حالة التعبئة والتحشيد التي تقوم بها القنوات التلفزيونية الرسمية لإقناع الرأي العام السوري بخطاب السلطة وروايتها عن الأحداث، فإن «حالة غضب تسري في نفوس الناس بسبب التغطية التحريضية التي ينتهجها الإعلام الرسمي» كما يقول أحد الناشطين، مضيفا أنه «في بعض مناطق الاحتجاجات تم طرد مراسلي التلفزيون السوري وكذلك تلفزيون الدنيا (العائدة ملكيته لشخصيات نافذة في النظام) كما تم رميهم بالحجارة احتجاجا على ما يسميه المتظاهرون فبركات ملفقة وكذبا وتضليلا يمارسه التلفزيون السوري ضدهم»، كما يستهجن المتظاهرون «تجاهل الإعلام الرسمي للشهداء الذي يسقطون من صفوفهم والتعامل مع الأمر وكأنه لم يحصل»، فيما يتحدث ناشط آخر عن محاولة فريق من التلفزيون الرسمي في منطقة بابا عمرو في حمص خداع المتظاهرين، «حيث عمدت مراسلة التلفزيون لإقناع مجموعة من المتظاهرين بالظهور على الشاشة ضمن تقرير إخباري، ليتحدثوا عن مطالبهم بحرية كاملة، وأثناء التصوير لاحظوا تسلل بعض الأشخاص خلفهم يرفعون العلم الإسرائيلي، في محاولة للقول إن المتظاهرين رفعوا العلم الإسرائيلي في بابا عمرو وإنهم جزء من المؤامرة الخارجية والصهيونية، إلا أن المتظاهرين احتجزوا المصور لبعض الوقت وأجبروه على إعطائهم الشريط».
يؤكد أحد الخبراء الإعلاميين أن «الإعلام السوري عاجز عن إقناع السوريين بخطابه وكذلك العرب»، مشيرا إلى أنه «بعد ثورتين عربيتين في مصر وتونس، وكذلك ثورات مستمرة في ليبيا واليمن، شاهدنا فشل أساليب وسائل الإعلام الرسمية في هذه البلدان، في تسويق روايات السلطة». معتبرا أن «الإعلام السوري لن يخرج عن هذا السياق، خاصة أنه إعلام إيديولوجي ارتبط بخطاب السلطة منذ نشوئه مما أفقده المصداقية عند معظم السوريين».
ويعتقد الخبير الإعلامي أن «النظام يعرف تماما أن روايته الإعلامية غير قابلة للتصديق لكنه يصرّ على عرضها بهدف إرغام الناس على التقيد بمضمونها وعدم التشكيك بها، وهذا من سلوكيات الأنظمة الشمولية التي تسعى إلى تعميم ما تراه حقائق عبر إعلامها وتفرضها على الناس بالقوة، وقد عمد التلفزيون الرسمي السوري في الفترة الأخيرة إلى بث خطاب تحريضي يفرز الناس بناء على مواقفهم من السلطة، إما خائن ينزل في المظاهرات ويرتبط بأجندة خارجية، أو وطني يتبنى وجهة النظر الحكومية».
يذكر أن التلفزيون السوري يقوم بتغطية الأحداث في ليبيا على أنها تدخل خارجي وليست ثورة. في تبن واضح لوجهة نظر النظام الليبي، حيث يركز في أخباره على الأهداف التي يقصفها حلف الناتو مؤكدا أنها ضد المدنيين العزل. ويفسّر مراقبون بأن ذلك يخدم رواية النظام السوري بأنه يتعرض إلى مؤامرة قد تنتهي بما يشبه السيناريو الليبي.
سوريون هتفوا: «لا مشمش ولا تفاح.. حتى يسقط السفاح» وسحبوا أموالهم من البنوك
المحاصيل الزراعية مهددة.. ومخاوف من انهيار الليرة
دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»
بينما تصرخ المواطنة «سوريا الحرة» في مظاهرة نسائية: «لا مشمش لا تفاح.. حتى يسقط السفاح»، تؤكد السلطات الرسمية السورية على أن الحياة تسير بشكل طبيعي وحركة الأسواق عادية والأسعار إلى انخفاض.
«سوريا الحرة» اسم مستعار اختارته شابة من ريف محافظة حمص، ليكون اسمها على صفحتها في «فيس بوك»، و«سوريا» تقول إنها خرجت يوم جمعة «حماة الديار» في مظاهرة نسائية وإنها هتفت: «لا مشمش لا تفاح.. حتى يسقط السفاح» في إشارة إلى أهم زراعتين في بلدتها الصغيرة، وأكدت أن عائلتها وكل أقربائها ممن يخرجون في المظاهرات أهملوا زراعتهم. «المشمش حل موعد جني ثماره، والتفاح على الأبواب، لكنهم لا يتوسمون خيرا في مواسم هذا العام ما لم يسقط النظام».
وفي دردشة عبر «فيس بوك» توضح «سوريا» أن زراعتهم تضررت كثيرا خلال الأعوام الخمسة الماضية بسبب السياسات الاقتصادية الجائرة التي اتبعتها الحكومة لدى رفع الدعم عن المحروقات، وفتح الباب أمام استيراد الفواكه. لكن ماذا بعد خفض سعر المازوت ألم ينعكس هذا على تحسين الزراعة؟. ترد «سوريا الحرة»: «بكل تأكيد سيخف العبء على الفلاح ولكن في المقابل الأوضاع الحالية أوقفت تصدير الفواكه والخضار السورية وانخفضت الأسعار بشكل كبير، وبالتالي لم يستفد الفلاح كثيرا، انخفاض السعر سيستفيد منه المواطن لكن يجب ألا ننسى أن حركة العمل عموما شبه مشلولة».
حسان (34 عاما) موظف في معمل ملبوسات قطاع خاص، قال إن صاحب المعمل «أخبرهم بضرورة البحث عن فرص عمل أخرى فقد يضطر إلى تخفيض عدد العمال، لا يوجد تصريف كاف للبضائع في السوق المحلية وبما يجنبه الخسارة» ويتابع حسان أنه ما عدا اللوازم المعيشية الأساسية كالغذاء والدواء لا توجد حركة شراء، فالناس «تعيش حالة من الترقب والقلق» وتابع: «من معه قرش فهو حريص على عدم صرفه».
هذه الحالة دفعت كبار التجار إلى سحب أموالهم من البنوك السورية، وتحويلها إلى بنوك الخليج، أما المواطنون العاديون فقام عدد كبير منهم بسحب ودائعهم من البنوك وتحويلها إلى عملات أجنبية أو ذهب، خشية انهيار سعر الليرة، وهو أمر جهدت الحكومة السورية لتداركه.
خلال الشهور الثلاثة الأخيرة عمدت السلطات إلى اتخاذ بعض الإجراءات لدعم الليرة، وتشجيع المنظمات الأهلية وسيدات الأعمال المواليات لها للقيام بحملات شعبية لهذا الهدف، مثل حض المواطنين السوريين على فتح حسابات لهم في المصارف السورية العامة ولو بألف ليرة سوريا نحو (20 دولارا)، تتولى وسائل الإعلام المحلية نقل وقائعها كحدث وطني. وتقول مصادر اقتصادية إن رجل الأعمال رامي مخلوف ابن خال الرئيس قام بسحب أمواله من الخارج ووضعها تحت تصرف الحكومة السورية.
وما زال العدد الأكبر من رجال المال والأعمال السوريين من الموالين للنظام، يدعمون بقاءه من خلال تمويل حملات إعلامية وإعلانية تحض الشارع السوري على «درء الفتنة»، واختيار طريق «إصلاح يقوده الرئيس بشار الأسد»، عبر لوحات إعلانية ولافتات تملأ الشوارع. وتكشف هذه الخطوات من جانب آخر عن التحالف الوثيق بين المتمولين السوريين والنظام، وهو تحالف قائم على الشراكة في الأعمال، حيث تتهم المعارضة السورية الحكومة السورية بأنها خلال السنوات الماضية عملت على تفصيل قوانين على قياس طبقة رجال المال والذي ينتمي غالبيتهم لأبناء مسؤولين سابقين وحاليين، عقدوا شراكات تجارية مع طبقة التجار التقليدية أي تحالف «الفساد مع المال مع سلطة القوة» على غرار ما جرى في مصر، بل إنهم يعتبرون النظام السوري «نسخة سيئة» عن النظام المصري.
هذا التحالف نجح لغاية الآن في السيطرة على الاحتجاجات التي تشهدها مدينة حلب عاصمة سوريا «التجارية»، كما أفلح هذا التحالف في أن تبقى الاحتجاجات في العاصمة دمشق معزولة ومحدودة في مناطق وأحياء معينة. عدم انخراط حلب في حركة الاحتجاجات كان سببا ليقوم تجار مدينة حماه منذ عدة أسابيع بمقاطعة البضائع الحلبية، مع امتناع الكثيرين عن تسديد التزاماتهم لتجار حلب، كما دعا ناشطون في صفحات الثورة السورية إلى مقاطعة حلب. أما الأكثر طرافة، فهو ما قيل عن قيام أهالي تلبيسه ولدى بدء الاحتجاجات بإقامة حاجز على الطريق الدولي حمص – حماه – حلب، وتوقيف السيارات المتجهة إلى حلب والبصاق عليها.
ويراهن النظام بقوة على طبقة التجار والصناعيين الذين يعتبرون جزءا منه، وأيضا طبقة الموظفين والعاملين في الدولة من المنضوين في حزب البعث الحاكم، وتبدى هذا في إخفاق الدعوات إلى إضراب عام، الذي تحقق بشكل جزئي في مدينة حمص، وحماه، ودرعا، وبعض بؤر الاحتجاجات الكبيرة.
ومهما قالت وسائل الإعلام الرسمية إن الحياة طبيعية وتسير بشكل عادي، وعرضت صورا للناس في الأسواق والحدائق، فإن ذلك ورغم صحته ظاهريا لا ينفي حالة القلق التي يعيشها السوريون منذ ثلاثة أشهر، وخشيتهم من الطريق المجهول الذي يسير فيه النظام بإصراره على محاصرة المدن بالدبابات وترك عناصر الأمن والشبيحة يرتكبون جرائم بشعة لا يجدون لها أي تفسير، كما يرعبهم الشرخ الكبير بين مؤيدين للنظام ومعارضين له، يبدأ من زملاء العمل، والأصدقاء ولا ينتهي عند أبناء الأسرة الواحدة. حسين، كتب على صفحته: «لا أؤمن إلا بالله والوطن ومع ذلك اتهمني أخي بالخيانة لأني خرجت في مظاهرة».
فيسك: تركيا أعدت لإقامة ملاذات آمنة للاجئين في سوريا
كشف الكاتب البريطاني روبرت فيسك أن جنرالات تركيا أعدوا عملية لإرسال كتائب عدة من القوات التركية إلى سوريا لإقامة ملاذات آمنة للاجئين السوريين .
وكتب فيسك في مقال في صحيفة “إندبندانت” الصادرة أمس، “إن الأتراك مستعدون للتقدم إلى ما وراء الحدود السورية وصولاً إلى مدينة القامشلي إلى محافظة دير الزور لإقامة ملاذات آمنة للفارين من القمع في المدن السورية لمنع وصولهم إلى الأراضي التركية” .
وأضاف “إن الحكومة التركية، وبعدما شاهدت مئات اللاجئين يتدفقون من سوريا عبر الحدود الشمالية للبنان، تخشى الآن من تكرار تجربة النزوح الكبير للاجئين من أكراد العراق الذين غمروا حدودها في أعقاب حرب الخليج 1991” .
وأشار فيسك إلى أن الحكومة التركية “وضعت نتيجة تلك المخاوف خططاً سرية لمنع أكراد سوريا من التحرك بالآلاف إلى المناطق الكردية في جنوب شرقي تركيا” .
وقال “إن تركيا غاضبة من الرئيس بشار الأسد لأنه وعدها مرتين بتنفيذ الإصلاحات والانتخابات الديمقراطية لكنه فشل في الوفاء بوعوده” . وأضاف “أن الحكومة التركية أرسلت مرتين وفوداً إلى دمشق، لكن الرئيس الأسد، واستناداً إلى الأتراك، أصرّ أمام وزير خارجيتها (أحمد داود أوغلو) في الزيارة الثانية على أنه سيستدعي جحافل قوات شقيقه ماهر من شوارع المدن السورية، بيد أنه فشل في ذلك” . (يو .بي .آي)
مداهمات بالدبابات وقصف مدفعي يوقع قتلى في الرستن وتلبيسة المحاصرتين
المعارضة واصلت تحركاتها اليومية تحت شعار «اثنين إحراق الصور».. والمقداد يتهم الغرب بالسعي «لإعادة الاستعمار»
دمشق – بيروت لندن: «الشرق الأوسط»
أضافت المعارضة السورية يوم الاثنين إلى أجندة تحركاتها الأسبوعية ليصبح دوما تحت شعار «اثنين إحراق الصور»، في إطار دعوتها لإحراق صور الرئيس السوري بشار الأسد «في كل مكان في سوريا والعالم احتجاجا على القتل والقمع والظلم»، في وقت بقيت فيه مدينتا تلبيسة والرستن، القريبتان من حمص، تحت القصف المدفعي السوري، الذي أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى. من جانبه، اتهم نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أمس القوى الغربية الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا، بالسعي «لإعادة الاستعمار» إلى سوريا.
وتأتي الدعوة إلى «اثنين حرق الصور» بعد أن أعلنت المعارضة السورية عن الدعوة لتحركات شعبية بشكل يومي في إطار «الشعب يريد إسقاط النظام»، وبثت صفحتها على شبكة «فيس بوك» صورا ومقاطع فيديو لمتظاهرين وهو يحرقون صورا للرئيس السوري بشار الأسد. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ناشط سوري في مجال حقوق الإنسان قوله إن «11 شخصا قتلوا وجرح نحو مائة آخرين في مدن الرستن وتلبيسة وحمص أول من أمس».
وتابع الجيش السوري أمس تنفيذ عمليات دهم في هذه المنطقة، خصوصا في تلبيسة. وذكر الناشط عينه أنه «تم إدخال جرحى إلى المستشفى في حماه لأن قوات الأمن قطعت الطرق المؤدية إلى حمص»، كاشفا عن العثور على جثتين فجر أمس في حي بابا عمرو في حمص، التي شهدت تمركزا أمنيا كثيفا بسبب التوتر الذي تعيشه المدن المجاورة.
وكانت الدبابات السورية، وفق ما أكده شهود عيان، اقتحمت مدينة تلبيسة أمس، في ظل أنباء عن سقوط 10 جرحى، فيما شهدت المعضمية حملة مداهمات واعتقالات واسعة على خلفية استمرار المظاهرات الليلية. وفي الرستن، سمع دوي رصاص كثيف على أطراف المدينة، في ظل قصف مدفعي متقطع. وأكدت صفحة «الثورة السورية» على «فيس بوك» سقوط ثلاثة قتلى على الأقل وعشرات الجرحى، في وقت لا تزال فيه خدمات الكهرباء والماء والاتصالات مقطوعة تماما عن المدينة. وبحسب مصادر محلية، اقتحمت الدبابات السورية بلدة تلبيسة يوم أمس بعد أن حاصرتها لمدة يوم، وأن عشرة على الأقل قتلوا. وقالت المصادر إنه «تم قصف جامع القلعة الموجود عند التل وجامع المقبرة، واستمر القصف العشوائي مع زخات من الرصاص حتى الساعة العاشرة صباحا (أمس)»، وأنه بعد الساعة العاشرة بدأ عناصر الأمن العسكري ومعهم شبيحة باقتحام البيوت، ليتمركزوا عند القلعة وخزان المياه.
ولفتت المصادر إلى أن عددا من المصابين حالتهم سيئة، وتم نقلهم إلى مركز ثقافي بعد أن احتلت قوات الجيش والأمن المستشفى الوطني في البلدة الواقعة على بعد عشرة كيلومترات إلى الشمال من حمص. وقال ناشطون على «فيس بوك» إن انفجارا قويا وقع في ساعة مبكرة من صباح يوم أمس، تبعه تحليق للطائرات الحربية. وشنت قوات الأمن حملة اعتقالات واسعة في تلبيسة شملت عددا من الأطفال.
وأشار الناشطون على صفحات «الثورة السورية» إلى أن الأمن يقوم باختطاف جثث القتلى والجرحى من الشوارع، وسط استمرار أيضا لانقطاع الكهرباء والماء والاتصالات. وتمنع القوات المحاصرة للبلدة سيارات الإسعاف من الدخول وإسعاف الجرحى. ويتواصل القصف على البلدة مما أدى إلى ارتفاع سحب سوداء غطت سماء المدينة. وفي الرستن، قال ناشطون إن إطلاقا كثيفا للنار جرى بعد ظهر أمس عند أطراف المدينة مع قصف مدفعي متقطع، وتأكد استشهاد 3 على الأقل منهم الطفل باسل عبد الرحمن موصلي.
وقالت مصادر إعلامية سورية غير رسمية إن «سيارة إسعاف تعرضت لإطلاق نار في مدينة الرستن، مما أدى لإصابة سائق السيارة بطلق ناري في الفك، تم نقله على أثرها للمشفى العسكري بحمص». من جانبها، قالت الوكالة السورية للأنباء (سانا) إن «(مجموعة تخريبية) في حمص قامت يوم الجمعة الماضي بترويع المواطنين الآمنين وأحرقت واعتدت على الممتلكات العامة وحرمة المقابر». وأضافت: «كما قامت المجموعة التخريبية بالاعتداء على المواطنين والممتلكات العامة والخاصة والرشق بالحجارة مستخدمين في ذلك أطفالا زجوهم في لعبة التخريب وجعلوهم يحملون الحجارة بدلا من الكتب والأقلام». وذكرت أنه تم يوم أمس الاثنين «تشييع جثامين ثلاثة من قوى الجيش والأمن استهدفتهم مجموعات إرهابية متطرفة في منطقة تلبيسة يوم الأحد».
وفي محافظة إدلب (شمال)، خرجت مظاهرات في بلدة كفرنبل انضم إليها متظاهرون من قرى أخرى وقام المتظاهرون بإحراق صور الرئيس بشار الأسد. وفي جسر الشغور، قام المتظاهرون بقطع طريق حلب – اللاذقية تضامنا مع الرستن وتلبيسة. وفي عربين بريف دمشق، قالت مصادر حقوقية إن «سيارة تابعة للأمن دهست مواطنا قبل الإجهاز عليه بطلقات نار».
في تلك الأثناء، استمر متظاهرون بعدة مدن ومناطق في الصعود إلى أسطح المنازل والتكبير بصوت مرتفع بعد منتصف الليل. وفي بلدة خربة غزالة في ريف درعا (جنوب)، قامت عناصر الأمن بإطلاق النار في الهواء لإسكات أصوات التكبير ليل أول من أمس، إلا أن ذلك لم ينجح، مما اضطر الأمن للتراجع إلى خارج البلدة.
أما في درعا، فقد اقتحمت القوات السورية قرية المليحة الغربية، الواقعة شمال شرقي درعا، واعتقلت عددا من الأهالي، منهم كل من: كساب المتعب الحراكي وشيخ مسجد القرية محمد عبد الرزاق الحراكي، وعدنان المخزوم، ومحمد المخزوم، ونفذت حملة مداهمات منظمة للبيوت، مانعة الناس من الخروج من منازلهم وأداء آذان الظهيرة، وفق ما أعلنته المعارضة السورية.
في موازاة ذلك، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري مسؤول أشارته إلى أن «عمليات الملاحقة والتعقب لعناصر المجموعات الإرهابية المسلحة في بلدة تلبيسة وفي حمص أسفرت عن مقتل أربعة عناصر بينهم ضابط وجرح 14 آخرين». وأوضح المصدر أن «عمليات الملاحقة والتعقب أدت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المجموعات الإرهابية وإلقاء القبض على عدد منهم ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر المتنوعة»، مشيرا إلى أن «وحدات الجيش والقوى الأمنية تواصل ملاحقة العناصر الإرهابية المسلحة لإلقاء القبض عليهم وتقديمهم إلى العدالة». إلى ذلك، أعلن مصدر رسمي أن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اتهم خلال لقاء مع نظيره الصيني، القوى الغربية الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا، بالسعي «لإعادة الاستعمار» إلى سوريا.
وقالت وكالة الأنباء السورية إن المقداد دان خلال اللقاء المحاولات التي تقوم بها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا في مجلس الأمن الدولي لإدانة القمع في سوريا. وأكد المقداد أن «ما يجري من محاولات في مجلس الأمن الدولي.. وسيلة لإعادة عهود الاستعمار والانتداب وتبرير التدخل في الشؤون الداخلية للدول».
وبدأ مجلس الأمن الدولي الخميس الماضي دراسة مشروع قرار يحذر سوريا من «جرائم ضد الإنسانية» قد تكون ارتكبت، لكنه امتنع عن تهديدها بفرض عقوبات، ويبدو أنه سيصطدم برفض روسيا. ويندد مشروع القرار الذي حررته فرنسا وبريطانيا وألمانيا والبرتغال وتم توزيعه الأربعاء، بالعنف الذي يمارسه نظام بشار الأسد، ويطالب بالسماح لفرق المساعدات الإنسانية بالدخول إلى المدن السورية. ويعتبر مشروع القرار أن «الهجمات الواسعة والمنهجية التي ترتكبها السلطات الآن في سوريا ضد الشعب يمكن أن ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية».
وفي الإطار نفسه، نددت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي أمس بـ«وحشية» قمع المتظاهرين من قبل القوات الحكومية في ليبيا وسوريا، معتبرة أن هذا «يثير الصدمة» لازدرائه حقوق الإنسان. وجاء كلام بيلاي في افتتاح الدورة السابعة عشرة لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة.
هل يتحول الطفل حمزة الخطيب إلى رمز جديد لإسقاط النظام السوري؟
على غرار البوعزيزي في تونس وخالد سعيد في مصر
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: ليز سلاي*
كان رأس الفتى متورما وورديا ومشوها. وكان جسده مليئا بآثار الضرب وإطفاء السجائر فيه، والرصاصات التي أطلقت كي تجرح لا لكي تقتل. تحطمت عظام ركبتيه وكسرت رقبته وكسر فكاه وقطع عضوه الذكري.
لم يتضح المتسبب في قتله، لكن الواضح أنه عانى الكثير من الألم خلال الشهر الذي قضاه في السجون السورية. إنه حمزة علي الخطيب، ابن الثالثة عشرة.
في أعقاب نشر الفيديو الذي يصور تعذيبه على شبكة قناة «الجزيرة» يوم الجمعة، برز الخطيب كرمز جديد للحركة الاحتجاجية في سوريا. وقد أصبحت ملامح الفتى الطفولية رمزا لحركة معارضة نظام الرئيس بشار الأسد التي خلت من الشخصيات البارزة والمعروفة، لتعيد إشعال حركة الثورة التي بدا أنها تواجه خطر الحيد عن مسارها.
لا يزال من المبكر للغاية الحديث عما إذا كان موت الفتى سيطلق ذلك النوع من الكتلة الحرجة التي أسقطت الأنظمة في مصر وتونس بداية العام الحالي، والتي تفتقدها الثورة السورية. لكنها لن تكون المرة الأولى التي تحرك فيها معاناة فردية رجل الشارع العادي، الذي قد لا ينزل إلى الشارع للثورة ضد الحكومة في وضع آخر.
فقد استلهمت الثورة التونسية من بائع متجول أضرم النار في نفسه بعد إهانته من شرطية محلية. وفي مصر أدى موت خالد سعيد، مواطن عادي من الإسكندرية، من التعذيب على أيدي الشرطة إلى اشتعال حركة المعارضة التي أدت في النهاية لانتفاضة ضد نظام حسني مبارك. ويعتقد الناشطون أن الطفل سيكون هو خالد سعيد الثورة السورية. فيقول وسام طريف، الناشط في منظمة «إنسان» لحقول الإنسان: «هذا الطفل هو رمز بالفعل. فقد أثار السوريين وتزايدت المظاهرات».
وقد شهد يوم الأحد مظاهرات حاشدة في المدن الصغيرة والكبيرة في سوريا تندد بتعذيب الطفل حمزة، في مؤشر على تزايد الحركة التي ركزت احتجاجاتها في يوم الجمعة فقط.
ففي حماة التي تبعد 116 كيلومترا عن دمشق، نزل الآلاف إلى الميدان الرئيس حاملين صور الطفل ويهتفون «حمزة، حمزة». وفي أحياء حلب ثاني أكبر من سوريا، التي لم تشارك حتى الآن في المظاهرات بمستوى بارز، صعد الأهالي إلى أسطح المنازل ليلة السبت يهتفون «الله أكبر، حمزة، حمزة». وفي إحدى ضواحي دمشق، نزل الأطفال إلى الشوارع ينددون بتعذيب الطفل.
وقد بلغ عدد أعضاء صفحة «فيس بوك».. «كلنا حمزة علي الخطيب، الطفل الشهيد» أكثر من 40 ألف عضو منذ إنشائها يوم السبت. ويقول أحد التعليقات على الصفحة: «لم يعد هناك مكان للنظام بعد ما فعلوه بالطفل حمزة». أما النسخة الإنجليزية من الصفحة فقد اجتذبت 3 آلاف عضو.
وتقول رزان زيتونة، المحامية الناشطة في مجال حقوق الإنسان، التي تختبئ في دمشق، في مقابلة معها عبر شبكة «سكايب»: «التعذيب أمر معتاد في سوريا. لكن الغريب بشأن حمزة هو أنه مجرد طفل، ولعل ذلك هو ما صدم جميع السوريين، حتى أولئك الذين لم يقرروا ما إذا كانوا سيشاركون أم لا في المظاهرات».
تفاصيل ما حدث لحمزة تحديدا محدودة، ولا يمكن التحقق منها بصورة مستقلة، لأن غالبية الصحافيين ممنوعون من الحصول على تأشيرات لدخول سوريا، والقليلون الموجودون هناك لا يستطيعون العمل بحرية».
لكن بحسب روايات الأسرة الذين التقتهم القنوات الإخبارية العربية وناشطي حقوق الإنسان، كان الطفل بين مجموعة من الأفراد الذين اعتقلوا عندما اصطحبه والده إلى مسيرة معارضة للنظام في 29 أبريل (نيسان) في مدينة جيزا، القريبة من درعا.
ولم يسمع أفراد العائلة أي أخبار عن حمزة حتى يوم الأربعاء، عندما وصل مسؤولون من الحكومة السورية إلى منزلهم، وطلبوا منهم التوقيع على ورق يوافقون فيه على الحصول على جثة الطفل، شريطة أن لا يعرضوا الجثة على أحد أو يناقشوا ظروف وفاته. وأذعنوا للطلب، ولكنهم شعروا بالصدمة عندما رأوا كم الجراح، ودعوا ناشطا كي يصور مقطع فيديو، وهو الذي نشر على موقع «يوتيوب».
وتتحرك الكاميرا على جثمان الصبي، لتظهر الجراح والندبات وثقبا في جسده، في المكان الذي يفترض أن يكون فيه عضوه الذكري، وقدم رجل لم تحدد هويته تعليقا وصف فيه الجراح، وقال: «انظروا إلى إصلاحات بشار الخائن».
ومنذ يوم السبت، ووسط تقارير عن أن والد حمزة، ويحتمل شقيقه، قد أخذ إلى السجن، توقفت العائلة عن تلقي مكالمات هاتفية. ولم يرد أفراد في العائلة على مكالمات هاتفية، وكذا لم يرد متحدث باسم الحكومة السورية.
وشككت محطة تلفزيونية خاصة موالية للنظام في صحة مقطع الفيديو، ودُعي طبيب ليظهر على القناة، قال إن الجراح لا تتماشى مع التعذيب، وربما تكون غير حقيقية.
ولكن، بغض النظر عن التفاصيل، يبدو أن وفاة الطفل حمزة قد بعثت بشحنة طاقة جديدة إلى حركة الاحتجاج التي أكدت على استمرارها، على الرغم من أنها غير قادرة على جذب الأعداد في الشوارع التي أطاحت برئيسي مصر وتونس. ويقول ناشط في العاصمة السورية، التي لم تشهد مظاهرات كبيرة، عبر «سكايب»، شريطة عدم ذكر اسمه لخشيته على سلامته: «يتحدث كل شخص داخل دمشق عنها».
وما زالت لا توجد إشارات على أن النظام الحاكم في سوريا يستعد لتقديم تنازلات أو السعي وراء الإصلاحات التي يرغب فيها المجتمع الدولي. ويوم الأحد، تحركت دبابات في منطقتين أخريين ظهرت فيهما مظاهرات، وهما الرستن وتلبيس، وتقعان على الطريق السريع الواصل إلى مدينتي حماه وحمص.
وكانت هناك تقارير متضاربة، ويقول نشطاء إن الجيش كان يتحرك من أجل قمع المظاهرات هناك، وأوردوا حالات قتلى وجرحى. ولكن تقول هيئات إخبارية موالية للحكومة وساكن من حمص القريبة، تحدث شريطة عدم ذكر اسمه، إن الحكومة تحركت تجاه المدن بعدما نصب متمردون مسلحون كمينا للجيش السوري، قتل فيه ضباط وأصيب فيه 40 جنديا وضابط شرطة.
* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»
صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» تتحول إلى المصدر الأول لأخبار الثوار
مؤيدو النظام اتهموا القائمين عليها بتلقي الدعم من إدارة موقع «فيس بوك»
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: بولا أسطيح
منذ اندلاع الثورة السورية في 15 مارس (آذار) الماضي، شكّلت صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» عبر موقع «فيس بوك» للتواصل الاجتماعي المصدر الأول والأسرع لأخبار الثوار والثورة. هذه الصفحة أخذت تنمو، وتتطور وتتسع مع مرور الأيام، حيث قارب عدد المنتسبين إليها اليوم 200 ألف شخص فيما تخطى عدد المطلعين عليها الملايين.
فريق العمل الإخباري في الصفحة هو باختصار الجمهور السوري والمعارضون لنظام الأسد المنتشرون في أصقاع العالم، والذين يواكبون لحظة بلحظة المستجدات من الداخل السوري فيصوغون الأخبار ويحملون مقاطع فيديو وصورا يرسلونها إلى البريد الإلكتروني الخاص بالصفحة حيث يطلع عليها المعنيون ويصححون ما يتوجب تصحيحه لغويا ليضعوها بعدها مباشرة على الصفحة لتكون بمتناول الرأي العام المحلي والدولي. وفيما تعتمد الكثير من الوكالات الإخبارية العالمية على هذه الصفحة لرصد الخبر على أن تتأكد منه بعدها، تشكل الصفحة عينها مصدرا أساسيا لجانب الأخبار الخاصة لأخبار سوريا أينما نشرت أكان على المواقع الإلكترونية، في الصحف، المجلات وغيرها لتتحول إلى مركز أساسي لدعم الثورة ومدها بالعناصر الأساسية لاستمرارها.
وبعيدا عن الهدف الإخباري للصفحة، يتولى القائمون عليها عملية توزيع الدعوات لمظاهرات يوم الجمعة، فيشاركون مع المنتسبين إليها في تحديد تسمية الجمعة المقبلة، يعممون شعاراتها والعناوين الواجب رفعها ويحددون أهدافها. ولعل إمكانية مناقشة الأخبار والتعليق على الصور التي يتم تحميلها تشكل السبيل الأنجح في تحديد سياسة عمل الأيام المقبلة وتنسيق التحركات بين المعارضين وقياديي الثورة.
ويشرف على الصفحة مجموعة محترفة إلكترونيا لصد أي محاولة للقرصنة قد يمارسها النظام أو المؤيدين له خاصة أنّه تم إنشاء أكثر من صفحة مضادة لضرب صفحة الثورة. وعلى سبيل المثال، تحدد صفحة «انضم معنا لنغلق صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد» التي تحوي نحو 6000 منتسب، الخطوات الواجب اتباعها لمحاولة ضرب الصفحة المضادة من خلال الانضمام للصفحة المنشأة حديثا من ثم إرسال تقرير مدين لصفحة الثورة لإدارة «فيس بوك». وفي وقت سابق اتهم مؤيدو النظام إدارة موقع «فيس بوك» بدعم صفحة الثورة وحمايتها من محاولات القرصنة التي تطالها، علما أن صفحات أخرى كصفحة «اتحاد قراصنة سوريا الأحرار لدعم الثورة السورية» يدعمون صفحة الثورة إلكترونيا بمحاولة لمنع عمليات القرصنة.
هذا وتسمح صفحة الثورة للمطلع عليها بالولوج إلى باقي الصفحات المخصصة لدعم الثورة كالصفحة المخصصة لمقاطع الفيديو التي تصوّر في شوارع سوريا، أو للصفحة الإنجليزية المخصصة للثورة وغيرها من المواقع.
ويؤكد القائمون على الصفحة أن سعة انتشارها أكبر دليل على الإرادة الموجودة لدى الشعب السوري لإسقاط النظام لافتين إلى أن صفحتهم تسمح لكل مواطن سوري بالتحول لصحافي ينقل الخبر ويوثقه لننطلق بعدها في عملية إصلاح شاملة.
وتصلنا صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» بقناة الثورة السورية التي تنقل ووفق بث تجريبي مشاهد من المظاهرات الحاصلة في سوريا ومقاطع فيديو من الاشتباكات الحاصلة بين الثوار وقوات الأمن. وينتسب للصفحة عدد كبير من إعلاميي الوطن العربي علما أن العدد الإجمالي لداعمي الصفحة يرتفع بالآلاف كل يوم.
سوريا تتهم القوى الكبرى بمحاولة إعادة استعمارها
انتقاد دولي لدمشق بعد قتلى الاحتجاجات
تواصلت الانتقادات الدولية للحكومة السورية بعد مقتل وإصابة العشرات بعدة مدن، وفي المقابل اتهمت دمشق القوى الكبرى بمحاولة إعادة استعمارها.
وفي خضم ذلك نقلت تقارير إعلامية أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وجه رسالة قوية إلى الرئيس السوري بشار الأسد أكد فيها أن فرصته الوحيدة هي اتخاذ خطوة سريعة وجذرية نحو الإصلاحات.
وأدانت نافي بيلاي مفوضة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة بشدة في جنيف ما سمته القمع الدموي الذي تمارسه الحكومة السورية والليبية في حق المحتجين قائلة إن تلك الممارسات تثير الصدمة من حيث استهانتها بحقوق الإنسان.
وبدوره كشف الناطق باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان روبرت كولفيل في تصريح للجزيرة أن السلطات السورية تواصل منع أي جهات من دخول البلاد للاطلاع وتقصي الحقائق بشأن ممارسات الحكومة في مواجهات الاحتجاجات.
وأضاف أن المفوضية ستواصل “تسليط الضوء على سوريا” وإصدار التقارير مؤكدا أن هناك طرقا للوصول إلى المعلومات والصور وأشرطة الفيديو رغم المنع الذي تمارسه الحكومة.
ونقلت تقارير إعلامية عن ناشطين أن قوات الأمن السورية قتلت ثلاثة مدنيين في بلدة تلبيسة بعد اقتحام دبابات الجيش المدينة الاثنين في وقت يواصل فيه الجيش تطويق منطقة الرستن في حمص وسط البلاد.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية استنادا إلى ناشط في مجال حقوق الإنسان أن أحد عشر مدنيا على الأقل قتلوا الأحد برصاص قوى الأمن، بينهم طفلة.
وأفادت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا أن 1118 قتلوا حتى الآن في البلاد خلال المظاهرات التي تجري في مختلف المناطق.
رسالة قوية
وفي خضم تلك التطورات ذكر موقع صحيفة “الصباح” التركية أن طيب أردوغان وجه رسالة قوية في اتصاله الأخير بالرئيس الأسد بأن فرصته الوحيدة هي اتخاذ خطوة سريعة وجذرية نحو الإصلاحات.
وأشار المصدر إلى أن أردوغان أكد أن بلاده لن تصمت على الهجمات التي تستهدف الشعب السوري وطلب من الأسد وضع إطار زمني للإصلاحات، مضيفا أن الأسد رد بتكرار نيته إجراء الإصلاحات.
“استعمار”
وفي المقابل اتهمت دمشق على لسان نائب وزير خارجيتها فيصل المقداد الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بالسعي إلى إعادة استعمار سوريا.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن مقداد اعتبر خلال لقاء مع نظيره الصيني أن ما يجري من محاولات في مجلس الأمن من أجل إصدار قرار لإدانة قمع المتظاهرين “وسيلة لإعادة عهود الاستعمار والانتداب وتبرير التدخل في الشؤون الداخلية للدول”.
مشروع الأحزاب
وفي سياق متصل كشفت مصادر سورية أن الحكومة السورية تعكف حاليا على تشكيل لجنة خلال الأيام القلية القادمة من ذوي الكفاءات والخبرة لإعداد مشروع قانون الأحزاب.
ونقلت وكالة يونايتد برس إنترناشونال عن المصادر قولها إن الحكومة تعكف حاليا على بلورة رؤية متكاملة تترجم توجهات برنامج الإصلاح السياسي الذي أعلنت عنه من قبل.
ووضعت الحكومة السورية الاثنين مشروع قانون الانتخابات العامة على موقع التشاركية الإلكتروني في رئاسة مجلس الوزراء، وذلك بعد أن أنجزت اللجنة المكلفة إعداد مشروع القانون في صيغته الأولية بهدف إطلاع المواطنين عليه وإبداء ملاحظاتهم ومقترحاتهم حول مواده للاستفادة منها في إغناء مشروع القانون وتطويره واستكمال صياغته.
البعث يتشبث بالسلطة في سوريا
أعلن حزب البعث الحاكم في سوريا أنه لن يلغي المادة الثامنة من الدستور التي تخوله احتكار السلطة وتنص على قيادته للدولة والمجتمع، في حين تواصلت الانتقادات الدولية للحكومة السورية بعد مقتل وإصابة العشرات بعدة مدن في تدخلات أمنية جديدة ضد المتظاهرين الذين يطالبون منذ مارس/آذار الماضي بالحرية والإصلاح السياسي.
ونقلت صحيفة “الوطن” السورية شبه الرسمية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء عن الأمين القطري المساعد لحزب البعث محمد سعيد بخيتان تأكيده أن “الباب مغلق أمام إلغاء المادة الثامنة من الدستور التي تجعل من حزب البعث الحزب القائد للدولة والمجتمع”.
وأضاف بخيتان أن مشروع وآليات الحوار الوطني “ستعلن خلال 48 ساعة” وأن “مرسوم عفو” سيصدر قريبا، من دون أن يخوض في تفاصيله.
التعديل بالبرلمان
ونقلت الصحيفة عن بخيتان قوله في لقاء حواري مع أعضاء الحزب الجامعيين أمس إن لجنة الحوار شكلت على أعلى المستويات، وإن الحوار سيضم كل الفئات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها.
وأوضح أن تعديل أي مادة في الدستور “من اختصاص مجلس الشعب”، الذي يستأثر حزب البعث بأكثر من نصف مقاعده (126 مقعدا من إجمالي 250).
وأضاف أن تعديل مواد الدستور “يحتاج اقتراحا من ثلثي أعضاء مجلس الشعب ثم يعرض على الاستفتاء العام”، وقال “بعد انتخابات مجلس الشعب المقبلة يحق للمجلس (الجديد) النظر في الاقتراح بموافقة ثلثي أعضائه”.
وفي ما يتعلق بإلغاء المادة الثامنة من الدستور أكد بخيتان “قلنا للمعارضين هناك صندوق اقتراع.. وإذا وصلتم للحكم وأصبحنا في المعارضة فألغوا المادة.. هناك أولويات أخرى غير إلغاء هذه المادة”.
ويحتكر حزب البعث الحكم في سوريا منذ نحو نصف قرن، ويقول إن تعداد أعضائه يبلغ حوالي ثلاثة ملايين، من أصل تعداد سكان سوريا الذي يقترب من 25 مليون نسمة.
وفي سياق متصل كشفت مصادر سورية أن حكومة دمشق تعكف على تشكيل لجنة خلال الأيام القلية القادمة من ذوي الكفاءات والخبرة لإعداد مشروع قانون الأحزاب.
ونقلت وكالة يونايتد برس إنترناشونال عن المصادر قولها إن الحكومة تعمل على بلورة رؤية متكاملة تترجم توجهات برنامج الإصلاح السياسي الذي أعلنت عنه من قبل.
ووضعت الحكومة السورية الاثنين مشروع قانون الانتخابات العامة على موقع التشاركية الإلكتروني في رئاسة مجلس الوزراء، وذلك بعد أن أنجزت اللجنة المكلفة مشروع القانون في صيغته الأولية بهدف إطلاع المواطنين عليه وإبداء ملاحظاتهم ومقترحاتهم على مواده للاستفادة منها في إغنائه وتطويره واستكمال صياغته.
انتقادات دولية
من جهة أخرى وفي سياق الردود الدولية، جددت تركيا التعبير عن قلقها من الأوضاع في سوريا، وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في مقابلة مع وكالة رويترز “سنواصل العمل بجد حتى يكون التغيير السياسي في سوريا ممكنا”.
كما نقلت تقارير إعلامية أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وجه رسالة قوية إلى الرئيس السوري بشار الأسد أكد فيها أن فرصته الوحيدة هي اتخاذ خطوة سريعة وجذرية نحو الإصلاحات.
وذكر موقع صحيفة “الصباح” التركية أن أردوغان أكد أن بلاده لن تصمت على الهجمات التي تستهدف الشعب السوري، وطلب من الأسد وضع إطار زمني للإصلاحات، مضيفا أن الأسد رد بتجديد نيته إجراء الإصلاحات.
وبدورها أدانت مفوضة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة نافي بيلاي بشدة في جنيف ما سمته “القمع الدموي” الذي تمارسه الحكومة السورية في حق المحتجين، قائلة إن تلك الممارسات “تثير الصدمة من حيث استهانتها بحقوق الإنسان”.
وفي السياق نفسه كشف الناطق باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان روبرت كولفيل في تصريح للجزيرة أن السلطات السورية تواصل منع أي جهات من دخول البلاد للاطلاع وتقصي الحقائق بشأن ممارساتها في مواجهة الاحتجاجات.
وأضاف أن المفوضية ستواصل “تسليط الضوء على سوريا” وإصدار التقارير، مؤكدا أن هناك طرقا للوصول إلى المعلومات والصور وأشرطة الفيديو رغم المنع الذي تمارسه الحكومة.
وكانت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا قد أفادت في وقت سابق بأن عدد ضحايا الاحتجاجات في البلاد بلغ 1118 قتيلا حتى الآن في مختلف المناطق
مظاهرات ليلية وقتلى واعتقالات بسوريا
شهدت عدة مدن وبلدات سورية مظاهرات الليلة الماضية تنادي بإسقاط النظام ونصرة المدن والبلدات المحاصرة، يأتي ذلك في حين ارتفع قتلى العملية العسكرية المتواصلة في بلدتي تلبيسة والرستن بمحافظة حمص منذ الأحد إلى 15 وفق مصادر حقوقية، أشارت أيضا إلى اعتقال العشرات في محافظة درعا الجنوبية.
وبث ناشطون على الإنترنت لقطات لمظاهرات ليلية في القابون، وأخرى بمنطقة الحجر الأسود قرب العاصمة دمشق تنادي بإسقاط النظام ونصرة المدن المحاصرة.
كما شهدت بلدات المعضمية ودوما وداريا ومضايا وعربين وكفر سوسة بريف دمشق مظاهرات مماثلة حمل المشاركون في بعضها الشموع.
وخرجت مظاهرات ليلية مشابهة في أحياء من مدينة حمص وحماة وسط البلاد، وأخرى في بلدة بنش في إدلب (شمال) وفي الميدان بمدينة حلب (شمال) ومسيرات أخرى في اللاذقية وبلدات الجيزة والشيخ مسكين وكفر شمس وبصر الحرير التابعة لمحافظة درعا، ردد خلالها المشاركون هتافات التكبير وإسقاط النظام، في حين تحدث نشطاء على الإنترنت عن حملة اعتقالات في مدينة دير الزور شرقي سوريا.
تلبيسة والرستن
وجاءت هذه المظاهرات الليلية في وقت تستمر فيه القوات السورية في عملية عسكرية ببلدتي الرستن وتلبيسة القريبتين من مدينة حمص وسط البلاد، حيث ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان -ومقره بريطانيا- أن حصيلة العمليات الأمنية في البلدتين منذ فجر الأحد ارتفعت إلى 15 قتيلاً.
كما نقلت وكالة يونايتد برس إنترناشونال أمس الاثنين عن مدير المرصد رامي عبد الرحمن وجود عشرات الجرحى في مستشفيات حمص ومستشفى خاص في مدينة حماة المجاورة، لم يتسن للمرصد التحقق من أعدادهم.
وأكدت المحامية في مجال حقوق الإنسان رزان زيتوني لوكالة رويترز من دمشق أن عمليات القتل وقعت في بلدتي تلبيسة والرستن في ريف حمص وحولهما.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد قال إن ثلاثة مدنيين على الأقل قتلوا الاثنين عندما اقتحمت قوات أمن بلدة تلبيسة في محافظة حمص، وذكر أحد شهود العيان أن عشرة أشخاص آخرين جرحوا أثناء عملية الاقتحام.
وأوضح الشاهد لرويترز أن الجنود المدعومين بالدبابات اقتحموا البلدة بعد محاصرتها لمدة يوم، مشيرا إلى أن القصف بدأ الخامسة صباحا وركز على تل في وسط البلدة.
وذكر أن الجرحى، ومن بينهم عدد حالته حرجة، نقلوا إلى مركز ثقافي بعد أن سيطرت قوات الجيش والأمن على المستشفى الرئيسي في البلدة الواقعة على بعد عشرة كيلومترات إلى الشمال من حمص.
وفي الرستن، قال محام -امتنع عن ذكر اسمه- للوكالة نفسها إن المركز الطبي الرئيسي في البلدة مكتظ بالجرحى وما من سبيل لنقلهم إلى مستشفى بسبب إطلاق الدبابات النار بكثافة، واصفا ما يجري بأنه “انتقام محض”.
وأضاف أن الإنترنت وإمدادات المياه والكهرباء وخطوط الهواتف الأرضية وأغلب خدمات الهاتف المحمول قُطعت، في خطوة يستخدمها الجيش في العادة قبل اقتحام المدن.
من جهتهم أكد ناشطون سوريون على شبكة الإنترنت مقتل طفلة تدعى هاجر الخطيب وإصابة خمسة آخرين لدى إطلاق رجال الأمن النار على حافلة كانت تقل 12 طفلا قرب الرستن.
كما قال ناشط حقوقي رفض الكشف عن هويته لوكالة الأنباء الفرنسية إنه تم نقل أكثر من مائة جريح إلى المستشفى الوطني والمستشفى العسكري في حمص ثالثة أكبر المدن السورية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ناشط حقوقي آخر قوله إنه عثر على جثتين فجر الاثنين في حي بابا عمرو بمدينة حمص، حيث تنتشر نقاط مراقبة أمنية عديدة في ثالثة أكبر المدن السورية.
وكان ناشط آخر قد ذكر أن عشرات الدبابات طوقت الأحد مدينتي الرستن وتلبيسة وقرية دير معلا الواقعة بين حمص وحماة، موضحا أن هذه الدبابات تقطع الطريق السريعة التي تربط بين مدينتي حمص وحماة.
في المقابل ذكرت وكالة الأنباء الرسمية أن أربعة من أفراد قوات الأمن قتلوا في تلبيسة أثناء مطاردة “جماعات إرهابية مسلحة لاعتقالها وتقديمها إلى العدالة”.
اعتقالات ودهم
في غضون ذلك قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الأمن اعتقلت 31 شخصا على الأقل في بلدة المليحة بمحافظة درعا بعد محاصرة البلدة وقيامها بعمليات تفتيش.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن عمليات دهم وقعت في بلدة الزبداني، بريف دمشق بسبب ما قالت إنه شعارات معادية للنظام كتبت على الجدران.
وسبق اقتحام الجيش لبلدتي الرستن اندلاع مظاهرات السبت بعدة مدن في إطار ما سمي “سبت نصرة الشهيد حمزة الخطيب” وهو الطفل الذي قتل تحت التعذيب الأربعاء الماضي.
وتلقي السلطات باللوم على “عصابات مسلحة وإسلاميين ومندسين أجانب” في العنف، وتقول إن المئات من أفراد الجيش والشرطة قتلوا منذ اندلاع الاحتجاجات في مارس/ آذار الماضي بينما يقول نشطاء إن الشرطة السرية قتلت العشرات من الجنود لرفضهم إطلاق النار على المدنيين.
وتقول منظمات غير حكومية إن أكثر من ألف شخص قتلوا واعتقل نحو عشرة آلاف آخرين منذ بدء المظاهرات المناهضة لنظام بشار الأسد، منتصف مارس/ آذار.
مجموعة موالية للرئيس السوري تعتدي على حافلة تقلّ معارضين في تركيا
دمشق تعلن عن بدء “حوار وطني” خلال يومين
دبي – العربية.نت
قامت مجموعة يعتقد أنها موالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد بالاعتداء على حافلة تقل معارضين ونشطاء سوريين في مدينة أنطاليا التركية، حيث يعقد اليوم وغداً مؤتمر لمعارضين سوريين وسط تدابير أمنية مشددة. من جهة أخرى، أفاد ناشطون سوريون بأن الجيش قصف بالدبابات والمدفعية مدينة الرستن. كما تحدث ناشطون حقوقيون عن مقتل ثلاثة مدنيين في قريتي “الحراك” و”الحريك” برصاص الأمن السوري كما أفادوا بمقتل ثلاثة مدنيين آخرين، وإصابة رابع في بلدة تلبيسة وسط البلاد, وبذلك يرتفع عدد قتلى هذه المنطقة المحيطة بمدينة حمص الى نحو 15 قتيلاً. وفي هذه الأثناء قالت وكالة “الاسوشييتد برس” للأنباء إنه للمرة الاولى منذ بدء الاحتجاجات في سوريا في الخامس عشر من مارس الماضي استخدم محتجون البنادق الآلية والقذائف الصاروخية في مواجهة قوى الأمن التي تحاول التقدم في وسط سوريا الأمر الذي غذى المخاوف من احتمال تحول الانتفاضة الشعبية الى نوع من النزاع المسلح على الطريقة الليبية. وأفاد ناشطون للوكالة بأن سكان مدينتي الرستن وتلبيسة قرروا القتال بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية وأن أربعة مدنيين على الأقل قتلوا. وأضافت الوكالة نقلاً عن أحد سكان حمص قوله إن الجيش واجه مقاومة مسلحة أثناء محاولته دخول المدينتين. وفي غضون ذلك أدرجت السلطات السورية مشروع قانون الانتخابات العامة على موقع التشاركية الإلكتروني في رئاسة الحكومة ومواقع وزارية بهدف إطلاع المواطنين عليه وإبداء ملاحظاتهم ومقترحاتهم. ورافق هذه الخطوة إعلانُ الأمين القـُطرِي المساعد لحزب البعث محمد سعيد بخيتان عن وجود مشروع وآليات لحوار وطني سيُعلن عنه خلال 48 ساعة، وأن لجنة الحوار قد شُكلت وستضم كل الفئات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها. أما بالنسبة الى إلغاء المادة الثامنة من الدستور التي تنص على أن حزب البعث هو الوحيد في الدولة أوضح بخيتان أن تعديل أي مادة في الدستور يحتاج اقتراحاً من ثلثي أعضاء مجلس الشعب، كما اعلن ايضاً عن قُرب صدور مرسوم عفو من دون الدخول في التفاصيل.
سوريون يلتقون في أنطاليا لبحث سبل تقديم الدعم للثورة
أ. ف. ب.
انطاليا: بعد نحو شهرين ونصف شهر على اندلاع الحركة الاحتجاجية الواسعة في سوريا ضد نظام الرئيس بشار الاسد، يعقد الثلاثاء والاربعاء مؤتمر في مدينة انطاليا التركية يضم معارضين سوريين بهدف “بحث سبل دعم الثورة السورية في الداخل وتأمين استمرارها”، حسب ما اجمع عليه ممثلون عن مختلف الاطراف المشاركين.
واللقاء الذي يعقد تحت اسم “المؤتمر السوري للتغيير” هو المؤتمر الاول الفعلي للمعارضة السورية منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية في منتصف اذار/مارس الماضي في سوريا.
ويأتي مؤتمر انطاليا بعد اجتماع اول شارك فيه معارضون سوريون في اسطنبول في السادس والعشرين من نيسان/ابريل الماضي، الا انه كان بدعوة من منظمات مجتمع مدني تركية دعت شخصيات معارضة سورية لبحث مجريات الاحداث في سوريا.
ويشارك في مؤتمر انطاليا ممثلون عن جماعة الاخوان المسلمين المحظورة في سوريا، وعن اعلان دمشق الذي يضم هيئات وشخصيات معارضة في الداخل والخارج، وتنظيمات وشخصيات كردية وممثلين عن عشائر وعن شبان يشاركون في تنظيم الحركة الاحتجاجية في سوريا.
ومنذ صباح الثلاثاء امتلأت ردهات الفندق الذي يعقد فيه المؤتمر بعشرات السوريين القادمين من كافة انحاء العالم. وحظي القادمون من الداخل وخاصة الشبان منهم باكبر قدر من الاهتمام حيث تحلق ابناء المهاجر حولهم لاستقصاء اخبار الوطن.
انس العبدة رئيس الامانة العامة لاعلان دمشق في الخارج يقول لفرانس برس ان “الهدف الاساسي من هذا المؤتمر هو بحث كافة السبل لدعم الثورة السورية وتأمين استمرارها وتصعيدها للوصول الى التغيير الديموقراطي المنشود”.
ويضيف العبدة ان هذا المؤتمر هو “خطوة هامة في اتجاه توحيد جهد المعارضة السورية في الداخل والخارج وتنسيق عملها مع شرائح لم تكن تشكل جزءا من المعارضة قبلا وهي رجال الاعمال وزعماء عشائر عربية وكردية وممثلو تنسيقيات للثورة السورية في الداخل من الشبان السوريين”.
ويضيف العبدة “كنا نتحدث في السابق عن توازن الضعف بين النظام والمعارضة اما الان فقد اصبحت المعارضة اقوى والنظام اضعف”. واعرب العبدة عن الامل بان يوجه هذا المؤتمر “رسالة ايجابية للداخل السوري حول دعم جميع الاطياف الوطنية لشبان الثورة كما نتطلع ان يوجه رسالة ايجابية الى الدول الاقليمية والمجتمع الدولي بان السوريين قادرون على ادارة امورهم في المرحلة القادمة خاصة بعد مرحلة التغيير”.
واكد العبدة اخيرا ان هذا المؤتمر “ليس سوى حلقة في سلسلة حلقات من العمل الوطني وهو لا يحتكر تمثيل المعارضة ولا العمل الوطني”. ويتمثل الاخوان المسلمون بوفد كبير في مؤتمر انطاليا يترأسه القيادي في الجماعة ملحم الدروبي المقيم بين كندا والسعودية.
ويؤكد الدروبي ان الهدف من عقد هذا المؤتمر هو “دعم الثورة السورية” معتبرا ان “ما نستطيع القيام به في الخارج يتكامل مع ما يقوم به الثوار في الداخل”. وتوقع الدروبي في تصريح لفرانس برس ان يحدد هذا المؤتمر “خارطة طريق عبر تشكيل هيئة تنفيذية للعمل على دعم الثوار لاسقاط النظام وتشكيل هيئة متابعة لتنسيق خطوات تنفيذ ما يتفق عليه”.
وراى المسؤول في الاخوان المسلمين ان هذا المؤتمر وما قد يليه من مؤتمرات اخرى “هي محطات في مسيرة الثورة السورية للعمل على توحيد الجهود والتواصل مع المجتمع الدولي لدعم الثورة وهناك انفتاح كامل للتعامل مع المؤتمرات الاخرى”.
وعما تسرب من معلومات حول عزم مؤتمر انطاليا على تشكيل مجلس انتقالي على غرار المجلس المقام في ليبيا وعن الاتجاه من الان لمناقشة دستور سوري جديد قال الدروبي “ليس من اهداف هذا المؤتمر تأسيس مجلس انتقالي كما اننا غير معنيين حاليا بمناقشة دستور فالهدف الاساسي الان دعم الثورة لاسقاط بشار الاسد”.
من جهته، اكد الاستاذ الجامعي السوري المعارض برهان غليون المقيم في باريس والذي لا يشارك في اعمال مؤتمر انطاليا ان هذا المؤتمر “هو بداية لتلمس الطريق من قبل بعض اطراف المعارضة ولن يكون المؤتمر الاخير على طريق تنظيمها”. وقال إن المعارضة السورية رغم تمايزات شرائحها “متفقة على ان شبان الانتفاضة في سوريا الذين يتميزون بروح التضحية والشجاعة هم الرافعة الاساسية ضد نظام الاسد”.
واشار غليون الى “محاولات اخرى للمعارضة السورية لتشكيل هيئة وطنية تضم شخصيات عابرة للاحزاب تصدر وثيقة مبادىء” معتبرا ان الهدف من هذه الاجتماعات للمعارضة هو “الوصول الى خط واضح لمعارضة سورية محورها حركة الاحتجاج الشعبية”.
ورأى عمار القربي الذي يشارك في مؤتمر انطاليا بصفته رئيسا للمنظمة الوطنية لحقوق الانسان ان هذا المؤتمر “هو خطوة لتوحيد المعارضة تحت سقف الثورة السورية”. واضاف انه اذا كان للمعارضة “تمايزاتها الايديولوجية والسياسية فان الدماء التي سقطت في سوريا دفعت هذه المعارضة الى الارتقاء عن هذه التمايزات”.
وشدد في تصريح لفرانس برس على ان الهدف من المؤتمر هو “دعم الثورة السورية وتلبية احتياجاتها ووضع آلية لتلبية هذه الاحتياجات على المستويات اللوجستية والاعلامية والحقوقية”. من جهته يوضح محمد دغمش في اللجنة الاعلامية للمؤتمر ان “عدد المشاركين سيكون نحو 300 شخص من شرائح مختلفة تضم غالبية اطياف المعارضة من شخصيات سياسية وثقافية وكتاب وفنانين”.
واوضح ان “نحو ثلث المشاركين قدموا من الداخل عن طريق لبنان وتركيا ويمثلون تنسيقيات الشبان المشاركين في تنظيم الاحتجاجات في الداخل”. ومن المتوقع ان ينهي المؤتمر اعماله الخميس باصدار توصياته، ولوحظ حضور كثيف للاعلامين العربي والتركي.
واوقعت الاضطرابات منذ اندلاع حركة الاحتجاج في سوريا اكثر من الف قتيل حسب منظمات حقوقية اضافة الى نحو عشرة الاف معتقل، وادت الى موجة ادانات دولية للنظام ترجمت بعقوبات اميركية واوروببة.