أحداث الجمعة، 09 أذار 2012
أنان يحضّ الأسد والمعارضة على حلّ سياسي
تعزيزات إلى إدلب وانشقاق مسؤول نفطي
و ص ف، رويترز، أ ب، ي ب أ، أ ش أ
واشنطن تساعد على توحيد المعارضة وكيري مع رد “بطريقة معقولة”
موسكو تتحدّث عن 15 ألف مقاتل أجنبي في سوريا معظمهم يتبع “القاعدة”
دعا المبعوث المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي انان، الذي يصل الى دمشق السبت، المعارضة السورية بجميع اطيافها “لتعمل معنا من اجل البحث عن حل يحقق طموحات الشعب السوري”. وحذر بعد محادثات مع الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ووزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو من ان “مزيداً من التسلح في سوريا سيزيد الوضع سوءا”، واعلن انه سيحض الرئيس السوري بشار الأسد وخصومه على وقف القتال والبحث عن حل سياسي، فيما حذر عمرو من تداعيات اقليمية واسعة لـ”انفجار الموقف في سوريا”، معتبرا ان “طبيعة سوريا الجغرافية والبشرية ستلحق ضررا هائلا بالمنطقة إذا تحول الوضع إلى حرب أهلية مسلحة”.
في غضون ذلك، واصلت القوات السورية ارسال تعزيزات عسكرية الى محافظة ادلب في شمال غرب البلاد، التي يتخوف ناشطون ومراقبون من ان تكون مسرحاً لعملية عسكرية واسعة النطاق كتلك التي شهدتها مدينة حمص. وقالت وكيلة الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية فاليري آموس إن منطقة بابا عمرو بمدينة حمص السورية دمرت تماما نتيجة هجوم القوات الحكومية وان مصير سكانها غير معروف. وتناولت آموس الغداء مع نائب وزير الخارجية فيصل المقداد في دمشق القديمة. وفي خطوة رحبت بها واشنطن، اعلن معاون وزير النفط السوري عبدو حسام الدين انضمامه الى “الثورة”، فبات اعلى مسؤول ينشق عن النظام منذ بدء حركة الاحتجاج قبل سنة.
وقالت مجموعتان معارضتان إن أربعة ضباط كبار آخرين انشقوا من القوات المسلحة السورية وانضموا الى الانتفاضة. وصرح الناطق باسم “الجيش السوري الحر” الملازم خالد الحمود بان الضباط هربوا خلال الايام الثلاثة الأخيرة الى معسكر للمنشقين على الجيش السوري في جنوب تركيا. وقال انه بانشقاق هؤلاء الضباط يرتفع الى سبعة عدد الضباط الذين يحملون رتبة عميد الذين انشقوا عن الجيش.
واشنطن
وفي واشنطن، أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الليبي عبد الرحيم الكيب، مواصلة العمل مع المعارضة السورية ومساعدتها. وقالت: “نحن نعمل مع المعارضة السورية عن كثب لمحاولة مساعدتها للتمكن من تقديم ذلك النوع من الجبهة الموحّدة والتصميم الذي أعرف أنهم يشعرون بأنه ضروري في هذا الكفاح ضد نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد”.
ورداً على الاتهام الروسي لليبيا بإدارة مخيمات لتسليح معارضين سوريين وتدريبهم، قال الكيب: “أعتقد أننا أول بلد اعترف بالمجلس الانتقالي السوري، وقمنا بذلك لأننا شعرنا بأن القضية السورية قضية محقة. إنه الشعب الذي يطلق صرخته طالباً الحرية”. وأضاف انه بالنسبة الى مخيمات التدريب “لست على علم بأي منها”.
من جهة أخرى، رأت الولايات المتحدة ان انشقاق معاون وزير النفط السوري عبدو حسام الدين سيشكل “نبأ سارا جدا” في حال تاكيده. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند: “يتعذر علينا حتى الان تأكيد صحة الشريط على اليوتيوب”، الذي اعلن فيه معاون الوزير انشقاقه. ولكن اذا تأكدت المعلومة “فستكون نبأ سارا جدا”. واضافت: “هذا سيكون حصل فعلاً بالتوافق مع الدعوات التي اطلقتها وزيرة الخارجية ( كلينتون) والرئيس (باراك اوباما) والتي تطلب من المسؤولين الكبار في النظام ان يقطعوا علاقتهم مع الاسد”.
والاربعاء، صادقت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي على مشروع قانون يفرض عقوبات جديدة على قطاع الطاقة في سوريا ويدعو إلى إحالة الأسد على محكمة دولية لجرائم الحرب.
ونشرت صحيفة “النيويورك تايمس” أن اوباما طلب من وزارة الدفاع “البنتاغون” طرح خيارات عسكرية في شأن سوريا وذلك كما أبلغ رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي مجلس الشيوخ الاربعاء الا انه ووزير الدفاع ليون بانيتا قالا ان الادارة لا تزال تعتقد ان الضغط الديبلوماسي والاقتصادي هما الخيار الامثل لحماية الشعب السوري من نظام الاسد.
وأمس، صرح رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي جون كيري في مقابلة مع شبكة “سي بي اس” الاميركية للتلفزيون بانه يجب عدم التسامح مع العنف الذي يمارسه الاسد، لكن العالم يجب ان يرد “بطريقة معقولة”. وأضاف: “لا يمكن ان نستيقظ ذات صباح ونقول فلنذهب لنرمي الدبابات السورية بالقنابل”.
موسكو
* في موسكو، أفاد نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أن بلاده لن توافق على تمرير أي مشروع قرار لمجلس الأمن عن سوريا يتضمن أية إشارات تسمح باستخدام القوة ضد دمشق. وقال في صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “نجري مشاورات صعبة في نيويورك في شأن القرار عن سوريا من أجل التوصل إلى نص يتضمن طلبات متساوية للجانبين”. وأضاف أن روسيا لن توافق على قرار لمجلس الأمن عن سوريا “يتضمن أية إشارات تسمح باستخدام القوة ضد هذا البلد ولا يجوز أن يحتمل القرار قراءات مختلفة”.
وقال نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة ميخائيل ليبيديف في منتدى انساني عن سوريا ليوم واحد في مقر المنظمة الدولية بجنيف ان الأسد يقاتل “ارهابيين” يدعمهم تنظيم القاعدة، بينهم 15 ألف أجنبي على الأقل سوف يستولون على بلدات في أنحاء سوريا في حال انسحاب القوات الحكومية منها. وأضاف: “هجمات الجماعات الارهابية تشمل عمليات قتل وتعذيب وترويع للسكان المدنيين. تدفق كل أنواع الارهابيين من بعض دول الجوار يتنامى باطراد”. واشار الى ان “معظم المسلحين يتبعون تنظيم القاعدة بشكل مباشر أو على صلة وثيقة به”. ولفت الى انه “كل ما أعرفه هو انه طوال الوقت في (الحروب التي خاضتها روسيا في منطقة) الشيشان لم يصدقنا أحد حين قلنا ان الجماعات الاسلامية التي تعمل سراً بما فيها منظمات ارهابية تطور عملياتها على أرضنا… بعد خمس سنوات فقط تلقينا اعترافا بأننا فعلنا كل ما هو صواب”. وحذر من ان محاولات ارغام الأسد على كبح جماح قواته من جانب واحد ستأتي بنتائج عكسية، قائلاً: “اذا طالبنا بأن تنسحب القوات السورية من المدن من غير ان نوجه النداء عينه الى المعارضة، فيجب ان نستعد لنرى البلدات المعنية تحتلها فوراً الجماعات المسلحة العنيفة”.
ايران
الى ذلك، قال السفير الايراني المعين في باريس علي اهاني: “لدينا معلومات عن ارسال اموال واسلحة ومرتزقة إلى هناك لعرقلة الامور”. لكنه لم يحدد الدول التي يأتي منها المرتزقة. وأضاف: “هناك معلومات عن ان دولا عربية معينة أرسلتهم وتمولهم الولايات المتحدة بل إسرائيل”. وشدد على ان التدخل يحول دون توصل المعارضة والحكومة إلى تسوية عبر التفاوض، وأن هذه التسوية هي الأمل الوحيد لحل الأزمة.
“الاونيسكو”
* في باريس، نددت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “الاونيسكو” بسوريا بسبب الحملة التي تشنها على الانتفاضة، لكنها لم تصل الى حد الاستجابة لمطالب بعض الدول العربية والغربية بطردها من لجنة حقوق الانسان.
من جهة أخرى، كشفت صحيفة “الموند” ان عناصر من الادارة المركزية للاستخبارات الداخلية الفرنسية (جهاز مكافحة التجسس) حاولوا اخراج الصحافيين اديت بوفييه ووليم دانيالز من سوريا، بالاتفاق مع اجهزة المخابرات السورية، لكنهم فشلوا.
روسيا وإيران تتحدثان عن مرتزقة لعرقلة الحل وآلاف المقاتلين الأجانب في سوريا
أنان: نسعى لتسوية سياسية والعسكرة دواء أسوأ من المرض … لا نريدها خطـة للأمـم المتحـدة لـتـوزيـع مسـاعـدات علـى 1,5 ملـيـون سـوري خـلال 3 شـهـور
حذر مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا كوفي انان، في القاهرة أمس، من أن استخدام «المزيد من العسكرة» سيؤدي الى تدهور كبير في الأزمة السورية، في حين سمع المبعوث الاممي – العربي كلاما واضحا من مصر التي رفضت تحويل الازمة الى «حرب اهلية تخلق ضررا هائلا بالمنطقة». وقال انان إنه سيحث الحكومة السورية والمعارضة بكل اطيافها على وقف العنف والسعي إلى تسوية سياسية، في إشارة إلى انه سيحمل معه إلى دمشق غدا السبت خطة شبه محددة للبحث عن مخرج.
في هذا الوقت، أعلنت موسكو أن النظام السوري يقاتل «ارهابيين» يدعمهم تنظيم القاعدة، بينهم 15 ألف أجنبي على الأقل سيستولون على بلدات في أنحاء سوريا في حالة انسحاب القوات الحكومية منها، فيما اتهمت طهران دولا عربية بارسال مرتزقة الى سوريا لمنع التقارب بين السلطة والمعارضة والوصول الى حل للازمة. وأعلنت الأمم المتحدة أنها تعد مواد غذائية تكفي 1,5 مليون نسمة في سوريا، في إطار خطة طوارئ عاجلة مدتها 90 يوما وبتكلفة تتخطى مئة مليون دولار، وذلك «لمساعدة المدنيين المحرومين من المواد الأساسية».
وأعلن الرئيسان التركي عبد الله غول والتونسي منصف المرزوقي، في تونس، معارضتهما أي تدخل أجنبي في سوريا، وشددا على ضرورة التوصل إلى حل سياسي. وحثا «على إنهاء أعمال العنف في سوريا» (تفاصيل ص 15 ).
وقال انان، في مؤتمر صحافي مع العربي في القاهرة بعد اجتماع مع وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، «بينما أتوجه إلى سوريا سأبذل كل ما في وسعي للحث على وقف القتال وإنهاء العنف، لكن بالطبع فإن الحل في النهاية يكمن في التسوية السياسية. سنحث الحكومة وقطاعا كبيرا من المعارضة السورية على العمل معنا من اجل التوصل إلى حل يحترم تطلعات الشعب السوري».
وأضاف انان، الذي يتوجه إلى دمشق غدا السبت، «آمل ألا يفكر أحد بجدية شديدة في استخدام القوة في هذا الموقف. اعتقد أن المزيد من العسكرة سيزيد الوضع سوءا». وتابع «يتعين أن نتوخى الحذر وألا نقدم دواء هو أسوأ من المرض. نحن لا نحتاج للذهاب بعيدا في المنطقة لنجد مثالا لما أتحدث عنه». ولم يذكر المثال رغم انه كان أمينا عاما للأمم المتحدة عندما غزت قوات الاحتلال الأميركي العراق في العام 2003.
كما حذر من ان «حسابات خاطئة» بشأن الوضع في سوريا قد تكون لها آثار على المنطقة باسرها. وقال «يجب الا ننسى الآثار المحتملة لسوريا على المنطقة في حالة اي حسابات خاطئة».
وتساءل العربي «من الذي يريد عملا عسكريا؟ المعارضة (السورية). لكن ليس كلها يريد ذلك». وهون من شأن تصريحات السيناتور الأميركي جون ماكين الذي يؤيد عملا عسكريا في سوريا. وقال «إنه عام الانتخابات» في الولايات المتحدة. وأضاف «في الوقت الراهن لا أعتقد أن أحدا يدرس الخيار العسكري». وتابع «لا احد يرى إطلاقا إعادة السيناريو الليبي».
وقال انان «الشعب السوري يحتاج إلى مساعدة. إنه في وضع مزر، ويتعين علينا أن ندفع جاهدين ونواصل الجهود الدبلوماسية التي تعمل بشكل جماعي على وقف هذا القتل». وأضاف «يتعين علينا كذلك أن نكون واقعيين تماما عندما نطرح مقترحات على الطاولة لنفهم أنه يمكن تنفيذها وستحقق النتائج الصحيحة، وإلا فإننا نتعلق بآمال كاذبة أو نخلق المزيد من المشاكل».
وكانت مبادرة عربية تدعو الرئيس السوري بشار الأسد للتنحي أساسا لمشروع قرار عربي – غربي قدم الى مجلس الأمن واستخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضده. ووردت المبادرة العربية في قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة لكن مثل هذه القرارات غير ملزمة. وقال انان «قرار (الجمعية العامة) يقول كذلك إن العملية يجب أن يقوم بها السوريون وتكون خاصة بهم».
وقالت بعض الدول العربية، خاصة دول الخليج بقيادة السعودية وقطر، إنها مستعدة لتسليح المعارضة. وقال العربي «المحاولة حاليا كما ذكر (انان) أن نصل إلى حل عن طريق اتصالات مع الحكومة السورية والمعارضة بحيث يمكن أن يصل في النهاية إلى التسوية أو وضع مقبول يؤدي إلى تحقيق مطالب الشعب السوري».
وكان انان قال، بعد محادثات مع عمرو، «بينما أتوجه إلى سوريا سأبذل كل ما في وسعي للحث على والمطالبة بوقف القتال وإنهاء القتل والعنف. الشعب السوري يستحق أفضل من ذلك. هذا شعب شجاع (تاريخه) يعود لقديم الأزل وهو في مرمى النار». وأضاف «لكن بالطبع فإن الحل في النهاية هو التسوية السياسية. سنحث الحكومة وقطاعا كبيرا من المعارضة السورية على التعاون للعمل معنا من اجل التوصل إلى حل يحترم تطلعات الشعب السوري».
ودعا انان «المعارضة السورية الى ان تأتي (بجميع اطيافها) لتعمل معنا من اجل البحث عن حل يحقق طموحات الشعب السوري».
وأوضح أنان أن مهمته في سوريا تهدف إلى «وقف العنف وضمان وصول المساعدات الإنسانية وبدء عملية سياسية للوصول إلى حل يضمن الحقوق الديموقراطية للشعب السوري ضمن سياق القرار الصادر عن الجمعية العمومية للأمم المتحدة». واعتبر أن «هناك حاجة لتغيير المسار في سوريا»، وقال إن «المبادرة العربية موجودة وهي تنص على إدارة العملية السياسية بأيد سورية». وتابع «سنبذل قصارى جهدنا من اجل التعجيل بوقف الأعمال العدائية ووقف القتل والعنف. لكن بالطبع الحل النهائي (للازمة) يكمن في التسوية السياسية».
وتأتي زيارة انان للقاهرة قبل يومين من اجتماع يكتسب أهمية كبيرة بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظرائه العرب السبت في العاصمة المصرية.
وقال عمرو إن مصر ستقدم لأنان كل الدعم الممكن، مضيفا إن انان في وضع يؤهله للتوصل إلى حل لهذه الأزمة في إطار مبادرة الجامعة العربية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية عمرو رشدي إن عمرو عرض خلال اجتماعه مع انان «رؤية مصر القائمة على ضرورة الحفاظ بكل السبل الممكنة على وحدة سوريا الإقليمية، وحذر من أن طبيعة سوريا الجغرافية والبشرية ستلحق ضررا هائلا بالمنطقة إذا ما تحول الوضع إلى حرب أهلية مسلحة». وأضاف ان عمرو حذر كذلك من أن «انفجار الموقف في سوريا لن تقتصر آثاره على سوريا فقط وإنما ستمتد إلى المنطقة بأسرها».
وذكرت وكالة «الاناضول» ان انان اتصل بوزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو. وذكرت مصادر دبلوماسية تركية أن الطرفين ناقشا مطولا الأوضاع الأمنية والسياسية في سوريا. وأشارت إلى أن انان أعرب عن رغبته في زيارة تركيا، وذلك في إطار مشاوراته وزيارته لدول المنطقة.
روسيا
وقالت الأمم المتحدة إنها تعد إمدادات غذائية تكفي 1,5 مليون نسمة في سوريا في إطار خطة طوارئ عاجلة مدتها 90 يوما لمساعدة المدنيين المحرومين من المؤن الأساسية.
وأعلن المسؤول في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية جون جينغ، أمام «المنتدى الإنساني بشأن سوريا» في جنيف، أن «الأمم المتحدة تعد مواد غذائية تكفي 1,5 مليون نسمة في سوريا، في إطار خطة طوارئ عاجلة مدتها 90 يوما لمساعدة المدنيين المحرومين من المواد الأساسية». وتتعدى كلفة الخطة المئة مليون دولار (تفاصيل ص١٥).
وقال نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة في جنيف ميخائيل ليبيديف، خلال الجلسة، ان النظام السوري يقاتل «إرهابيين» يدعمهم تنظيم القاعدة.
وقال ليبيديف إن «المتمردين» نفذوا في الآونة الأخيرة هجمات على نطاق واسع ضد البنية التحتية السورية بما في ذلك مدارس ومستشفيات. وأضاف «هجمات الجماعات الإرهابية تشمل عمليات قتل وتعذيب وترويع للسكان المدنيين. تدفق كل أنواع الإرهابيين من بعض دول الجوار يتنامى باطراد».
وقال ليبيديف، ردا على سؤال لوكالة «رويترز» حول تصوره لعدد المقاتلين الأجانب في سوريا، «كم عدد الذين دخلوا (البلاد) بطرق غير مشروعة. الحدود هناك غير مرسومة، غير محددة. لذلك لا يعرف أحد. لكنهم 15 ألفا على الأقل». وتابع «نحث شركاءنا على عدم الخضوع لإغواء تضخيم الأشياء لكن على الاسراع بصياغة منهج متوازن واحترافي لمساعدة كل شرائح الشعب السوري من دون استثناء. معظم المسلحين يتبعون تنظيم القاعدة بشكل مباشر أو على صلة وثيقة بها».
وقال ليبيديف لـ«رويترز» ان المعلومات بشأن صلات «القاعدة» في سوريا «حقيقة لا لبس فيها»، لكنه رفض ان يقول ما اذا كانت روسيا ستقدم أدلة للأمم المتحدة لتعزيز ادعائها أن المتمردين السوريين يرتكبون اعمال تعذيب. وأضاف «كل ما أعرفه هو انه طوال الوقت في (الحروب التي خاضتها روسيا في منطقة) الشيشان لم يصدقنا أحد حين قلنا ان الجماعات الإسلامية التي تعمل سرا بما فيها منظمات ارهابية تطور عملياتها على أرضنا. بعد خمس سنوات فقط تلقينا اعترافا بأننا فعلنا كل ما هو صواب». وتابع «إذا طالبنا بأن تسحب القوات السورية قواتها من المدن من دون ان نوجه نفس النداء للمعارضة يتعين ان نستعد لنرى البلدات المعنية تُحتل على الفور من جانب الجماعات المسلحة العنيفة».
وكرر نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف قوله ان «روسيا لن توافق على تمرير أي مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي حول سوريا يتضمن أي ثغرات تسمح باستخدام القوة ضد دمشق، ولا يجوز أن يحتمل القرار قراءات مختلفة».
وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية، في بيان، «اطلعت وزارة خارجية السعودية على البيان الصادر باسم المتحدث الرسمي لوزارة خارجية روسيا الاتحادية في 4 آذار الحالي، الذي يتضمن اتهامات خطيرة للمملكة بدعمها للإرهاب في سوريا».
وأضاف «تعبر وزارة الخارجية عن رفضها واستهجانها الشديد لهذه التصريحات غير المسؤولة، والمجانبة لحقيقة حرص المملكة على التعامل مع الأزمة السورية وفق قواعد الشرعية الدولية وعبر مجلس الأمن الدولي المعني بحفظ الأمن والسلم الدوليين، وهي الجهود التي للأسف تم إجهاضها وتعطيلها بالفيتو، معطيا بذلك نظام سوريا رخصة للتمادي في جرائمه ضد شعبه الأعزل، وبما يتنافى مع الأخلاق الإنسانية، وكافة القوانين والأعراف الدولية».
وتابع «لا بد من الإشارة في هذا الصدد إلى أن الاتهامات الروسية مبنية على افتراضات خاطئة يرددها إعلام النظام السوري، ورفضها المجتمع الدولي، والتي تزعم أن القاعدة ومجموعات مسلحة إرهابية تشكل العمود الفقري للمعارضة السورية. إن هذا التوجه الذي يعبر عن مساندة صريحة لنظام يرتكب ما يصل إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية، قد يترتب عليه أن يصبح المساند لهذه الأفعال عرضة للمسؤولية الأخلاقية والقانونية الجنائية لاحقاً جراء هذا الموقف، والتاريخ وحده هو الذي يرد على اتهام تسليح الإرهابيين، ويشهد بما لا يقبل الشك على من هم الإرهابيون ومن وراءهم».
طهران
واتهم السفير الإيراني لدى فرنسا علي اهاني، في مقابلة مع «رويترز»، دولا عربية بإرسال مرتزقة إلى سوريا لإجهاض اي فرصة للتوصل إلى تسوية من خلال التفاوض تنهي الأزمة السورية.
واتهم أهاني، النائب السابق لوزير الخارجية، دولا عربية معينة بتمويل المعارضة السورية وتسليحها. وقال «لدينا معلومات بشأن ارسال اموال وأسلحة ومرتزقة إلى هناك لعرقلة الامور»، لكنه لم يحدد الدول التي يأتي منها المرتزقة. وأضاف «هناك معلومات عن ان دولا عربية معينة أرسلتهم (المرتزقة) وتمولهم الولايات المتحدة، بل حتى إسرائيل».
واعتبر ان التدخل الخارجي يحول دون توصل المعارضة والحكومة إلى تسوية عبر التفاوض، مضيفا ان هذه التسوية هي الأمل الوحيد لحل الأزمة. وقال ان الحكومة السورية يجب ان تحقق مطالب الشعب السوري لكنه شدد على ان التدخل الخارجي يجعل ذلك أكثر صعوبة.
وقالت وزارة الخارجية الصينية إن مبعوث الصين لسوريا أبلغ الحكومة السورية والأطراف الأخرى بضرورة وقف العنف فورا ومساعدة الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر في توزيع المساعدات بالمناطق التي تأثرت بالصراع. وقال المتحدث باسم الوزارة ليو ويمين إن المبعوث لي هوا شين أبدى أيضا دعم بكين عملية الوساطة بين الحكومة السورية والجماعات المعارضة التي تقوم بها الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.
ليبيا
قال رئيس الحكومة الليبية عبد الرحيم الكيب، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في واشنطن، انه «ليس على علم» بوجود معسكر لتدريب متمردين سوريين في بلاده، كما اعلن المندوب الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين امس الاول.
وقال الكيب «في ما يتعلق بمعسكرات التدريب هذه، انا لست على علم بها، الا اذا كان الامر حصل من دون إذن الحكومة، وانا استغرب ذلك». وكانت ليبيا اعلنت نهاية شباط عن مساعدة انسانية بقيمة مئة مليون دولار للسوريين لدعمهم في معركتهم من اجل الحرية ضد «النظام الديكتاتوري».
وقالت كلينتون «نحن نعمل مع المعارضة السورية عن كثب لمحاولة مساعداتها للتمكن من تقديم ذلك النوع من الجبهة الموحدة والتصميم الذي أعرف أنهم يشعرون بأنه ضروري في هذا الكفاح ضد نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد».
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، امام البرلمان البريطاني، إنه يجب على لندن أن تكون مستعدة لتقديم «أجهزة» للمعارضة السورية، معربا عن قلقه حيال إمكانية إيصالها إلى البلد أو وقوعها في ايدي المتطرفين. وأوضح «بإمكاننا أن نساعد، وسنواصل مساعدة مجموعات سلمية من المعارضة السورية، ولا أستبعد زيادة حجم المساعدات غير القتالية».
ميدانيات
أعلن معاون وزير النفط السوري عبده حسام الدين، في شريط فيديو بث على «يوتيوب» انشقاقه عن النظام. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند «يتعذر علينا حتى الآن تأكيد صحة الشريط على اليوتيوب» الذي اعلن فيه المسؤول «انشقاقه»، لكن اذا تأكدت المعلومة «فستكون نبأ سارا جدا». واضافت «هذا سيكون حصل فعلا بالتوافق مع الدعوات التي اطلقتها وزيرة الخارجية والرئيس (باراك اوباما) والتي تطلب من المسؤولين الكبار في النظام ان يقطعوا علاقتهم مع الاسد».
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، في بيان، «قتل ثمانية اشخاص في محافظة ادلب، التي استقدمت القوات النظامية تعزيزات عسكرية وآليات اليها، ودير الزور وريف حماه وتلبيسة في حمص». وقال سكان، لوكالة «رويترز»، إن «قوات الأمن السورية أصابت ثلاثة عندما أطلقت النار على جنازة منشق في حي المزة في دمشق».
وذكر المرصد «استهدف انفجاران مركزين امنيين في مدينة اعزاز القريبة من الحدود السورية التركية» في محافظة حلب، مشيرا الى ان «الانفجار الاول استهدف مفرزة الاستخبارات العامة (امن الدولة) والثاني قسم الامن الجنائي، وتلتهما اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات منشقة».
(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)
الأمم المتحدة تخطط لمساعدة 1,5 مليون سوري
آموس: حي بابا عمرو دمّر بالكامل
أعلنت مسؤولة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس، في دمشق أمس، أن حي بابا عمرو في مدينة حمص «دمر تماما ومصير سكانه غير معروف»، فيما أعلنت الأمم المتحدة أنها تعد مواد غذائية تكفي 1،5 مليون نسمة في سوريا في «إطار خطة طوارئ عاجلة مدتها 90 يوما لمساعدة المدنيين المحرومين من المواد الأساسية».
وقالت آموس، لوكالة «رويترز» بعد أن أولم لها نائب وزير الخارجية فيصل المقداد في مطعم في دمشق، «شعرت بهول ما رأيت في بابا عمرو أمس» الأول، مضيفة «الدمار هناك كبير.. ذلك الجزء من حمص دمر تماما وأنا أرغب بشدة في معرفة ما الذي حدث للناس الذين يعيشون في هذا الجزء من المدينة».
وبث التلفزيون السوري لقطات لعاملين تابعين للأمم المتحدة يرتدون سترات زرقاء واقية من الرصاص وخوذات ويلتقطون صوراً للحطام المحيط بهم. وقال مقدم البرنامج إنهم من فريق آموس أثناء زيارتها لبابا عمرو أول أمس.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن وزير التربية السوري صالح الراشد بحث مع آموس والوفد المرافق لها «واقع العملية التعليمية والجهود المبذولة لعودة الطلاب إلى المدارس المتضررة نتيجة العمليات التخريبية التي ارتكبتها المجموعات الإرهابية المسلحة».
وأكد الراشد «حرص سوريا على تطبيق ديموقراطية التعليم للجميع، وحق الأطفال بالتعليم واستمرار العملية التعليمية»، مشيرا إلى «الجهود التي تبذلها الوزارة لتأهيل المدارس المتضررة وتمكين الأطفال من العودة إليها وتعويضهم ما فاتهم من برامج دراسية لمواكبة باقي الأطفال في المدارس التي لم يتوقف فيها التعليم».
وسلم الراشد آموس «ملفاً يتضمن حجم الأضرار التي لحقت بقطاع التعليم في سوريا من حرق وتخريب وتكسير للمدارس ومستودعات الكتب المدرسية، إضافة إلى الأضرار التي لحقت بالعاملين فيه من قتل وتهديد»، مؤكدا «حرص الوزارة على التعاون مع منظمات الأمم المتحدة لمعالجة الأضرار النفسية التي لحقت بالطلاب نتيجة هذه العمليات التخريبية وتأهيل المدارس».
وأكدت آموس «استعداد منظمة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة الممكنة لتأهيل المدارس المتضررة وضمان عودة الطلاب إليها».
مساعدات إنسانية
وفي جنيف، أعلن المسؤول في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية جون جينغ، أمام «المنتدى الإنساني بشأن سوريا»، أن «الأمم المتحدة تعد مواد غذائية تكفي 1,5 مليون نسمة في سوريا، في إطار خطة طوارئ عاجلة مدتها 90 يوما لمساعدة المدنيين المحرومين من المواد الأساسية».
وقالت المسؤولة في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة لورين لانديس إن البرنامج «وزع بعض المساعدات الغذائية في سوريا من خلال وكالات الإغاثة المحلية لكنه لم يصل للناس في أكثر المناطق تضرراً بسبب العنف». وأضافت «تركيزنا ينصبّ على إعداد الدعم ليغطي ما يحتمل أن يكون 1,5 مليون نسمة من السكان المتضررين من الصراع في البداية عبر توزيع الطعام ويحتمل أيضا أن يكون من خلال برنامج للقسائم عندما يكون ذلك ممكنا».
وقال دبلوماسيون ومصادر في الأمم المتحدة إن المنظمة العالمية وضعت خطة مساعدات مبدئية مدتها ثلاثة أشهر، وتكلفتها 105 ملايين دولار يرجح أن تتضمن مناشدة المانحين لتقديم تمويل.
واتهم مندوب سوريا فيصل الحموي «جماعات مسلحة بمهاجمة البنية التحتية بما في ذلك المدارس والمنشآت الطبية وإحداث دمار هائل»، معتبرا أن المنتدى في جنيف يتناقض مع ميثاق الأمم المتحدة. وأضاف أن «سوريا لا تمر بأزمة إنسانية»، متهماً بعض وسائل الإعلام بمحاولة تهيئة الأجواء لتدخل عسكري.
وقال نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة في جنيف ميخائيل ليبيديف، خلال المحادثات، إن «الجماعات المتمردة تهاجم السكان المدنيين وتقتلهم وتعذبهم وتروعهم. تدفق جميع أنواع الإرهابيين من بعض الدول المجاورة يتزايد دائما. معظم المتشددين يتبعون تنظيم القاعدة مباشرة أو عن قرب»، مضيفا أن الأساس لمساعدة إنسانية ناجحة في حمص هو «وقف كل الأطراف السورية إطلاق النار ومشاركتها في حوار سياسي شامل».
وقالت نائبة وزيرة الخارجية الأميركية كيلي كليمنتس، في بيان، «ما زال النظام السوري لا يسمح بدخول المناطق المتأثرة لتحديد أهم الاحتياجات وإيصال المساعدات اللازمة. نحث جميع الأطراف على السماح بالدخول الفوري والآمن من دون معوقات».
(سانا، ا ف ب، ا ب، رويترز)
اشتباكات عنيفة بين المنشقين والجيش السوري في حمص
بيروت- (د ب أ): اندلعت اشتباكات عنيفة الجمعة بين قوات الجيش الحكومي والمنشقين عنه، في محافظة حمص وسط سورية، في الوقت الذي دعت فيه المعارضة لتنظيم مسيرات احتجاج حاشدة الجمعة.
وقال ناشط سوري يدعى أبوعماد يقيم في شمال لبنان إن اشتباكات عنيفة نشبت على أطراف مدينتي الرستن والقصير بين عناصر الجيش السوري الحر وقوات الجيش الحكومي.
وأضاف أبوعماد إن أعمدة الدخان الأسود تغطي المناطق المستهدفة، وأنه يمكن مشاهدتها عبر الحدود من شمال لبنان.
وقالت اللجان التنسيقية المحلية وهي جماعة معارضة تعمل على توثيق كل ما تشهده سورية من أعمال عنف، إن القوات الحكومية تقصف مناطق كرم الزيتون والخالدية والبياضة بالمحافظة المضطربة.
وقال النشطاء إن قوات الأمن قتلت 62 شخصا أمس الخميس في أنحاء سورية.
واضاف النشطاء أن الجيش أرسل مزيدا من التعزيزات لمحافظة إدلب شمال غربي البلاد، معربين عن تخوفهم من هجوم مماثل لهذا الذي دمر حي بابا عمرو في حمص.
وقال الناشط محمد عبدالله إن الدبابات تتحرك صوب قرية الناجية بعد قصف عنيف للمنطقة.
وتجدر الإشارة إلى أن المحافظة المتاخمة للحدود التركية تعد معقل عناصر الجيش السوري الحر. ولا يمكن التحقق من الأنباء القادمة من سورية من مصدر مستقل، حيث أن النظام يفرض حظرا على دخول الصحفيين للمناطق المضطربة.
وفي الوقت نفسه دعت المعارضة إلى خروج مظاهرات حاشدة في أنحاء البلاد، احتجاجا على دعوة كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص لسورية، للحوار مع حكومة الرئيس بشار الأسد.
ومن المقرر أن يصل عنان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة إلى سورية السبت.
5وتساءل الناشط عمرو الحمصي المقيم في حمص “كيف يمكننا أن نجري حوارا مع نظام لا يزال يقتل نساءنا وأطفالنا؟”.
وتقدر الأمم المتحدة أعداد من قتلوا جراء القمع الوحشي للاحتجاجات المناهضة للنظام السوري خلال 11 شهرا الاخيرة بنحو 7500 شخص، وتشمل تلك الحصيلة نحو 500 طفل.
انشقاق أربعة ضباط كبار على الجيش السوري
بيروت- باريس- (رويترز): قالت مجموعتان معارضتان الخميس إن أربعة ضباط كبار آخرين انشقوا على القوات المسلحة السورية وانضموا إلى الانتفاضة المستمرة منذ نحو عام ضد حكم الرئيس بشار الأسد.
وقال الملازم خالد الحمود وهو متحدث باسم الجيش السوري الحر ان الضباط هربوا خلال الأيام الثلاثة الماضية إلى معسكر للمنشقين على الجيش السوري في جنوب تركيا. وقال لرويترز بالتليفون من تركيا انه بانشقاق هؤلاء الضباط يرتفع إلى سبعة عدد الضباط الذين يحملون رتبة العميد الذين انشقوا على الجيش.
والضباط السبعة هم أعلى الضباط رتبة الذين يتخلوا عن الاسد. وكان مصطفى الشيخ هو اول عميد يعلن انشقاقه.
وقال الحمود انهم لديهم الان سبعة ضباط برتبة عميد موجودون في تركيا وضابط آخر بقي لقيادة بعض القوات داخل سوريا. وأضاف انهم يزمعون تشكيل مجلس استشاري لاستيعاب هؤلاء وأي منشقين آخرين من الرتب العالية وان هذه المجموعة ستخطط العمليات للجيش السوري الحر.
وقال فهد المصري وهو متحدث باسم المجلس العسكري السوري الاعلى الذي يرأسه الشيخ ومقره باريس ان المنشقين الاربعة مازالوا تحت أيدي السلطات التركية وانه لا يمكن الافصاح عن اسمائهم.
وقال المتحدثان ان المعارضين يشعرون بالقلق أيضا بشأن سلامة اسر الضباط التي لم تغادر سوريا. وقالا ان القوات السورية اعتقلت أفراد أسرة العميد فايز عمرو الذي فر الى تركيا الشهر الماضي. وتوجد عدة تقارير عن قتل اقارب ضباط منشقين.
والضابط المنشق الذي فضل البقاء في سوريا هو العقيد الركن عدنان قاسم فرزات الذي أعلن انشقاقه في رسالة مصورة على موقع يوتيوب يوم الثلاثاء قائلا انه انشق احتجاجا على القصف المكثف لبلدته الرستن وهي معقل محاصر للمعارضة السورية في محافظة حمص التي تشهد قمعا عنيفا للانتفاضة ضد حكم عائلة الأسد.
واشنطن وعمان تناقشان تأمين الاسلحة الكيماوية السورية حال سقوط الأسد
واشنطن- (د ب أ): قال مسؤولون أمريكيون وعرب إن الجيشين الأمريكي والأردني يقومان بإعداد خطط لتأمين “ما يعتقد انه مخزون ضخم من الأسلحة الكيماوية والبيولوجية السورية”.
وقال المسئولون إن احدى الخطط تتضمن دخول وحدات خاصة من الأردن، التي تعمل في اطار أي مهمة اوسع نطاقا لحفظ السلام تابعة للجامعة العربية، إلى سورية لتأمين اكثر من عشرة مواقع يعتقد انها تحتوى على هذه الاسلحة، حسبما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الامريكية الجمعة.
وقال مسئولون حكوميون أردنيون وأمريكيون إن وفدا عالى المستوي من وزارة الدفاع الأردنية قام بزيارة لوزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) آواخر الشهر الماضي لمناقشة التهديد الذي تشكله “اسلحة الدمار الشامل” السورية وقضايا أمنية اخرى.
واكد مسئولون أمريكيون أن واشنطن وعمان لاتتحدثان عن شن قوات خاصة هجمات احادية الجانب داخل سورية بسبب احتمال اندلاع نزاع مباشر مع قوات الامن التابعة للرئيس السوري بشار الاسد.
ولكنهم اوضحوا ان تحديد مواقع هذه الاسلحة وتأمينها سيكون جزءا رئيسيا في أي مهمة لحفظ السلام يسمح لها بدخول سورية في نهاية المطاف .
وقال خبراء معنيون ببرنامج الاسلحة السورية ان الاسلحة الكيماوية والبيولوجية هناك تطور وتخزن في اكثر من عشرة مواقع، معظمها شمال ووسط سورية . وبعض هذه المواقع موجود في مدن تعصف بها حاليا اعمال العنف، مثل حماة وحمص
واعرب مسئولون امريكيون عن قلقهم ازاء وصول هذه الاسلحة الى حزب الله ومجموعات مسلحة اخرى. واضافوا ان مسئولين اتراك واردنيين اعربوا عن قلقهم ازاء استيلاء عناصر المعارضة السورية التي يعتقد أن لها صلة بتنظيم القاعدة على الاسلحةالكيماوية والبيولوجية واحتمال استخدامها في هجمات ارهابية في الشرق الاوسط.
تشهد سورية منذ عام اضطرابات واحتجاجات ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد ، فيما تقول الأمم المتحدة إن أكثر من 7500 شخص لقوا حتفهم في أعمال العنف الوحشي هناك، وبينهم 500 طفل.
معارضون سوريون يرفضون دعوة كوفي عنان إلى الحوار
القاهرة- بيروت- (رويترز): قال كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الخاص لسوريا الخميس إنه سيحث الحكومة والمعارضة على وقف العنف والسعي إلى تسوية سياسية للصراع الدائر منذ نحو عام ليلقى انتقادات غاضبة من جانب المعارضين.
وقال عنان في القاهرة حيث من المقرر أن يتوجه إلى سوريا يوم السبت المقبل “حينما أتوجه إلى سوريا سأبذل كل ما في وسعي للحث على وقف القتال وإنهاء العنف”. ومضى يقول “لكن بالطبع فإن الحل في النهاية يكمن في التسوية السياسية. سنحث الحكومة وقطاعا كبيرا من المعارضة السورية على العمل معنا من اجل التوصل إلى حل يحترم تطلعات الشعب السوري”. وأضاف قوله “يجب ان يتوقف القتل وإننا نحتاج إلى إيجاد وسيلة لوضع الإصلاحات المناسبة والمضي قدما”.
وانتقد نشطاء سوريون بشدة تصريحات عنان قائلين إن الدعوات للحوار لا تؤدي إلا الى اتاحة المزيد من الوقت للأسد لقمعهم وان القمع الحكومي دمر احتمالات التوصل الى تسوية من خلال التفاوض.
وقال هادي عبد الله الناشط من مدينة حمص “نرفض اي حوار في الوقت الذي تقصف الدبابات بلداتنا ويطلق القناصة النار على نسائنا وأطفالنا ويعزل النظام كثيرا من المناطق عن العالم دون كهرباء أو اتصالات أو ماء”.
وقال نشطء من أدلب في شمال غرب البلاد عرف نفسه باسم محمد “تبدو هذه مثل غمزة بالعين لبشار” واضاف “يفترض أن يقفوا في صف الشعب لكن ذلك سيشجع الاسد على أن يسحق الثورة”.
وقالت فاليري اموس مسؤولة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة يوم الخميس إن منطقة بابا عمرو بمدينة حمص السورية دمرت تماما بسبب هجوم القوات الحكومية ومصير سكانها غير معروف.
وقالت آموس لتلفزيون رويترز بعد اختتام اجتماعها مع وزراء في دمشق “الدمار هناك كبير.. ذلك الجزء من حمص دمر تماما وأنا أرغب بشدة في معرفة ما الذي حدث للناس الذين يعيشون في هذا الجزء من المدينة”.
ودفعت الأزمة معاون وزير النفط للانشقاق ليصبح أرفع مسؤول مدني يتخلى عن الرئيس بشار الأسد منذ اندلاع الانتفاضة على حكمه. وقال عبده حسام الدين (58 عاما) الذي اعلن يوم الخميس انشقاقه عن حكومته إنه يدرك ان خطوته هذه ستعرض أسرته للاضطهاد.
وقالت مجموعتان معارضتان في وقت لاحق يوم الخميس أن أربعة ضباط كبار آخرين انشقوا على القوات المسلحة السورية وانضموا الى الانتفاضة المستمرة منذ نحو عام على حكم الرئيس بشار الاسد.
وقال الملازم خالد الحمود وهو متحدث باسم الجيش السوري الحر ان الضباط هربوا خلال الايام الثلاثة الماضية الى معسكر للمنشقين على الجيش السوري في جنوب تركيا. وقال لرويترز بالتليفون من تركيا انه بانشقاق هؤلاء الضباط يرتفع الى سبعة عدد الضباط الذين يحملون رتبة العميد الذين انشقوا على الجيش.
والضباط السبعة هم أعلى الضباط رتبة الذين يتخلون عن الاسد.
وقال سكان إن قوات الأمن السورية أصابت ثلاثة أشخاص بجروح يوم الخميس عندما أطلقت النار في دمشق على جنازة منشق عن الجيش تحولت الى مظاهرة احتجاج ضد الرئيس بشار الاسد.
وكانت الجنازة في حي المزة الذي يضم سفارات وعددا من المنشآت الأمنية عندما تعرضت لاطلاق النار. وقال شاهد عرف نفسه باسم نادر “كنا 700 مشيع تقريبا. ما ان حملنا الجثمان في محيط المسجد وتوجهنا الى المقبرة حتى اطلق علينا رصاص حي”. واضاف قائلا “قوات الشرطة ضربت الناس بالعصي”.
وبدأت المظاهرات في دمشق تتزايد رغم نشر مزيد من القوات واستخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين. وقالت مصادر بالمعارضة وسكان ان الاحتجاجات انطلقت بسبب التضخم وانخفاض قيمة الليرة السورية وأيضا الغضب من الهجمات العسكرية في مدينة حمص.
وفي إشارة أخرى على تصاعد الضغوط على سوريا تراجع سعر العملة المحلية إلى مستوى مئة ليرة للدولار من نحو 47 ليرة قبل نحو عام. وقال تجار في دمشق إن الليرة هبطت بنحو 13 بالمئة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية وسط مخاوف من تدخل عسكري أمريكي.
وفشل العالم في وقف صراع غير متكافيء بين المتظاهرين وأغلبهم من السنة ومقاتلين يحملون أسلحة خفيفة من ناحية وبين القوات المسلحة الضخمة التي يبلغ قوامها 300 الف جندي والشرطة السرية ومليليشيات موالية للاسد يطلق عليها الشبيحة.
وأعلنت تونس وتركيا لسوريا معارضتهما لاي تدخل من جانب أي قوة من خارج المنطقة وحذر عنان من المزيد من “عسكرة” الصراع.
وقال الرئيس التونسي منصف المرزوقي إن بلاده التي عرضت اللجوء السياسي على الأسد لإنهاء إراقة الدماء مستعدة للمشاركة في قوة حفظ سلام عربية محتمل تشكيلها في سوريا.
وقال الرئيس التركي عبد الله جول “من غير المقبول أن يستمر أي نظام من خلال استخدام العنف… والدكتاتورية… قرار استخدام القوات المسلحة ضد الشعب جعل القضية تحظى باهتمام دولي.”
ونأت القوى الغربية بنفسها عن الحديث عن تدخل عسكري في سوريا على غرار ما حدث في ليبيا لكن بعض المشرعين الأمريكيين تساءلوا عن عدد السوريين الذين يتعين أن يقتلوا قبل ان تستخدم حكومة الرئيس باراك أوباما القوة.
ودافع وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا يوم الأربعاء عن موقف بلاده الحذر خاصة في ظل الافتقار لإجماع دولي بشأن سوريا لكنه قال إن وزارة الدفاع (البنتاغون) راجعت الخيارات العسكرية الأمريكية.
وقالت الأمم المتحدة يوم الخميس إنها تعد امدادات غذائية تكفي 1.5 مليون نسمة في سوريا في إطار خطة طواريء عاجلة مدتها 90 يوما لمساعدة المدنيين المحرومين من المؤن الأساسية بعد نحو عام من الصراع.
وقال جون جينج من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية امام المنتدى الانساني بشأن سوريا في جنيف “يجب فعل المزيد”.
وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إنه قام بتوزيع إمدادات غذائية في سوريا من خلال منظمات إغاثة محلية لكنه لم يصل إلى السكان في المناطق الأكثر تضررا من العنف.
انشقاق مساعد وزير النفط… والقيادة العسكرية السورية تغير تكتيكاتها لتحقيق حسم سريع
مصر ترفض تسليح المعارضة السورية وتحذر من حرب اقليمية
عنان يؤكد على تسوية سلمية ويطالب بالحوار لحل الأزمة
دمشق ـ ‘القدس العربي’ ـ من كامل صقر: القاهرة ـ بيروت ـ وكالات: توحي المعطيات القليلة التي رشحت حول التعزيزات العسكرية التي أرسلتها السلطات السورية إلى محافظة إدلب شمالاً خلال الساعات الماضية أن تغييراً تكتيكياً واضحاً قد طرأ على تعاطي قيادة الجيش السوري خلال عملياته العسكرية المقبلة.
الواضح حسب مصادر مطلعة ووفق ما ظهرت عليه التعزيزات المرسلَة إلى إدلب أن القيادة العسكرية السورية أخذت تعتمد على أفواج عسكرية أكثر قدرة على الحسم وهو ما تجلى في الساعات الماضية، إذ توجهت مجموعات (كتائب) اختصاصها ‘مشاة’ من القوات الخاصة مدربة جيداً على حرب العصابات والقتال بالسلاح الفردي والاقتحامات والمناورة، كما أنها تمتلك قدرة واسعة في الهجوم المباغت والانسحاب السريع.
كما لوحظ أن قيادة الجيش السوري خففت تعزيزاتها المرسَلة إلى إدلب من الاستعانة بعربات الجند الثقيلة كناقلات الجند أو ما تسمى (بر دي إم) واستبدلتها بمئات العربات الصغيرة والسريعة (البيك آب) التي تحمل على متنها وعلى متنها عددا محدوداً من الجنود ووضع على متنها أحد الرشاشات الفردية الفعالة في مواجهات من هذا النوع، والتي كانت متجهة إلى إدلب.
المصادر تؤكد لـ ‘القدس العربي’ أن خططاً جديدة وُضعت للتعامل مع خصوصية المقاومة الموجودة في ريف إدلب لا سيما في المناطق الوعرة كمنطقة جبل الزاوية، التي تُعتبر معقلاً لمئات المنشقين والمسلحين الذين انخرطوا في الجيش السوري الحر.
جاء ذلك في الوقت الذي قال فيه كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الخاص لسورية الخميس إنه سيحث الحكومة والمعارضة على وقف العنف والسعي إلى تسوية سياسية للصراع الدائر منذ نحو عام، مما أثار انتقادات غاضبة من جانب المعارضين.
كما حذر وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو الخميس من تداعيات اقليمية واسعة لـ’انفجار الموقف في سورية’، معتبرا ان ‘طبيعة سورية الجغرافية والبشرية ستلحق ضررا هائلا بالمنطقة إذا ما تحول الوضع إلى حرب أهلية مسلحة’.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية عمرو رشدي بان الوزير المصري عرض خلال اجتماعه مع عنان ‘رؤية مصر القائمة على ضرورة الحفاظ بكل السبل الممكنة على وحدة سورية الإقليمية (…) وحذر من أن طبيعة سورية الجغرافية والبشرية ستلحق ضررا هائلا بالمنطقة إذا ما تحول الوضع إلى حرب أهلية مسلحة ومن أن انفجار الموقف في سورية لن تقتصر آثاره على سورية فقط وإنما ستمتد إلى المنطقة بأسرها’.
ومن جهته أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، الخميس إن بلاده لن توافق على تمرير أي مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي حول سورية يتضمن أية إشارت تسمح باستخدام القوة ضد دمشق.
وانتقد نشطاء سوريون بشدة تصريحات عنان قائلين إن الدعوات للحوار من شأنها فقط اتاحة المزيد من الوقت للأسد لقمعهم.
وقال ضابط من الجيش السوري الحر المعارض إن المبادرات الدبلوماسية كانت غير مثمرة في الماضي. وأضاف ‘وعندما تفشل لا يتخذ أي اجراء ضد النظام لذلك يتعين على المعارضة تسليح نفسها في مواجهة القاتل’.
ودفعت الأزمة مساعد وزير النفط للانشقاق ليصبح أرفع مسؤول مدني يتخلى عن الرئيس بشار الأسد منذ اندلاع الانتفاضة على حكمه. وقال عبده حسام الدين (58 عاما) الذي اعلن الخميس انشقاقه عن حكومته إنه يدرك ان خطوته هذه ستعرض أسرته للاضطهاد، في حين تستمر اعمال العنف في سورية، وتتصاعد المخاوف من عملية عسكرية كبيرة في محافظة ادلب (شمال غرب).
وقال حسام الدين في فيديو وضع على موقع التواصل الاجتماعي يوتيوب ‘أعلن انشقاقي عن النظام واستقالتي من منصبي كمعاون وزير النفط والثروة المعدنية… وأعلن انضمامي الى ثورة هذا الشعب الأبي الذى لم ولن يقبل الضير مع كل هذه الوحشية التي يمارسها النظام ومن يواليه لقمع مطالب الشعب في نيل حريته وكرامته’.
ورحب برهان غليون زعيم المجلس الوطني السوري المعارض المقيم في باريس بخطوة حسام الدين لكنه قال إن المجلس ليس على اتصال به. وأضاف لرويترز ‘يجب ان يواصل مسؤولون من الحكومة الانضمام للمعارضة’. واعتبرت الولايات المتحدة الخميس ان انشقاق نائب وزير النفط السوري عبدو حسام الدين سيشكل ‘نبأ سارا جدا’ في حال تم تأكيده.
وأعلنت تونس وتركيا لسورية معارضتهما لاي تدخل من جانب أي قوة من خارج المنطقة، وحذر عنان من المزيد من ‘عسكرة’ الصراع.
وقال الرئيس التونسي منصف المرزوقي إن بلاده التي عرضت اللجوء السياسي على الأسد لإنهاء إراقة الدماء مستعدة للمشاركة في قوة حفظ سلام عربية محتمل تشكيلها في سورية’.
وقال الرئيس التركي عبد الله غول ‘من غير الممكن أن يستمر أي نظام من خلال استخدام العنف… والدكتاتورية… قرار استخدام القوات المسلحة ضد الشعب جعل القضية تحظى باهتمام دولي’.
وقالت الأمم المتحدة الخميس إنها تعد امدادات غذائية تكفي 1.5 مليون نسمة في سورية في إطار خطة طوارىء عاجلة مدتها 90 يوما لمساعدة المدنيين المحرومين من المؤن الأساسية بعد نحو عام من الصراع.
حمام الدم في سورية لا يعني اسرائيل
صحف عبرية
جاءتنا بدعة جديدة هي الحديث عن ارسال مساعدة انسانية من اسرائيل الى سوريا. ومما يثير الاهتمام ان الذين يقترحون هذا كانوا هم الذين طلبوا إلينا ان ننقل هضبة الجولان الى عائلة الاسد وان نورط اسرائيل بذلك في الصعيد الوجودي. ويطلب اولئك الاشخاص الآن ان نساعد سوريا. ويجب علينا كما كانت حال كلب بافلوف ان ندس أنوفنا في كل شيء سواء أتعلق بنا أم لا. وهذا رد فعل مشروط من غير ان ندرك ان الحديث في مرات كثيرة جدا عن شرك لا نستطيع الخروج منه. اعتمد اولئك الناس على الاسد في صنع الأوهام وهم يعتمدون الآن على المتمردين. فـ ‘الشريك’ يتغير، والأوهام تبقى.
ان جزءا من الاسرائيليين هم ناس ساذجون. وتدلنا التجربة التاريخية على أنه لم توجد هوة أو بئر لم نقع فيهما، في أوهام ‘السلام’ التي بيعت لكل طالب هنا. وتبدو الآن الهوة التالية: لا يجوز لاسرائيل ألبتة ان تتدخل بأي صورة بحمام الدم في سوريا، فليس هذا صراعنا وليس هؤلاء اصدقاءنا ولن يكونوا اصدقاءنا ايضا.
أولا، لا نرى ان الدول العربية الشقيقة لسوريا تسارع مع مساعدة انسانية، بالعكس، انها تخشى هذا الصراع وتبتعد عنه لأنها تدرك مبلغ قابليته للانفجار. فلماذا تكون اسرائيل الاولى؟ هل أرسل السوريون الى اسرائيل مساعدة انسانية حينما هوجمت اسرائيل في الماضي على يد صدام حسين مثلا؟. وثانيا، وهذا هو الأساس، الحديث عن منزلق دحض. فالامر يبدأ بمساعدة انسانية وينتهي الى 18 سنة حرب كما حدث في لبنان مع ألف جندي قتيل. وقد بدأنا في لبنان ايضا بمساعدة بريئة بسيطة عن طريق ‘الجدار الحسن’، لدولة كانت في حرب أهلية. واستمر ذلك الى طلب مساعدة عسكرية من المسيحيين الموارنة في لبنان ونقل سلاح وتدريبات وبلغ الى احتلال كامل لجنوب لبنان ووسطها على أيدي عشرات آلاف جنود الجيش الاسرائيلي. ونجحنا بجهد كبير في التسامي والخلاص من ذلك المستنقع الدامي. ويريد طالبو مساعدة سوريا الآن إدخالنا في مستنقع أشد دموية.
وهناك مفارقة اخرى ايضا وهي ان الذين يتحدثون الآن عن مساعدة لسوريا كانوا هم الذين طلبوا الخروج من لبنان. ولا يهم ايضا ان تكون المساعدة بتوسط طرف ثالث فستنشأ علاقة ويكون من يحاول أن يجرنا الى هناك.
تملك اسرائيل ذخرا كبيرا جدا من السنة الاخيرة، فقد نجحت في ان تبرهن على ان الصراع الاسرائيلي الفلسطيني أو الاسرائيلي العربي ليس مركزيا ألبتة في الشرق الاوسط. فسواء وجدت دولة فلسطينية أم لا فان ذلك لا يهم الاسد بتاتا ولا احمدي نجاد ولا اردوغان ولا اليمن التي تغلي أو ليبيا التي تنحل. ان العالم العربي قد استعمل اسرائيل مدة 100 سنة وصرف اليها الاهتمام الشعبي والغضب وهكذا غطى على مشكلاته الحقيقية.
يجب الحفاظ على هذا الذخر. وإشراك اسرائيل في هذه الازمة هو اعادة لها الى دائرة مواجهة وصراعات اقليمية مريرة ليست لها صلة بها. وهذا يعني ان تُدفع مرة اخرى الى صراعات خطيرة. ولهذا ينبغي الامتناع عن التدخل حتى للاعتبار المصلحي لأنه ليس واضحا ألبتة من سينتصر هناك، ومن المنطقي ان نفترض ان تنشأ في سوريا في المستقبل نتيجة الفوضى قوى جديدة ايضا وان مساعدة طرف واحد ستُغضب الطرف الثاني دائما، فلماذا نتدخل أصلا؟ ولماذا نحدد موقفا وأي ربح سننال من ذلك؟.
علينا ان نفهم هذا وان نزن كل تدخل فيما يجري هناك حتى لو كان كلاميا. يجب ألا نراهن على سقوط الاسد أو خسارة المتمردين. ويجب على الجيش الاسرائيلي ان يتابع هذا الصراع ليلا ونهارا وهو غير المتعلق باسرائيل لكن من بعيد. ان الشرق الاوسط تابع اسرائيل في الماضي واليوم تتابع اسرائيل الشرق الاوسط ولا حاجة الى هذا لأنه سيرتب أموره وحده.
يديعوت 8/3/2012
قطر قاطرة الربيع العربي
صحف عبرية
الهزة التي ألمت بالمنطقة العربية أبرزت القوة الصاعدة لقطر وسياسة الخارجية المميزة التي تبنتها، والتي تتضمن دورا فاعلا في معظم مراكز الهزة في المنطقة. هذه السياسة خليط من الانتهازية والطموح متداخلة مع قوة اقتصادية هائلة واستعداد لاستخدامها لاغراض سياسية، بالتوازي مع ضعف مراكز القوة الاساس داخل المنطقة وخارجها، تسمح بدخول الامارة الى الفراغ الذي نشأ والمكانة السياسية الجديدة.
قوة قطر الاقتصادية هي نتيجة مباشرة لاحتياطات الغاز الطبيعي التي وهبت بها. فالامارة هي اليوم المصدرة الاكبر في العالم للغاز الطبيعي (LNG)، وفي اراضيها الاحتياطات الاكبر في العالم من الغاز الطبيعي بعد روسيا وايران. هذا المقدر المطلوب جعل مواطني قطر (250 الف من أصل نحو مليون مقيم) اصحاب الدخل الخام للفرد الاعلى في العالم، مع معدل نمو مذهل لاكثر من 18 في المائة في 2011. الى جانب هذه القوة الاقتصادية، خلقت عائلة ال ثاني الحاكمة في الامارة ادارة هائلة النفوذ في شكل شبكة التلفزيون ‘الجزيرة’ التي تحولت منذ اطلاقها في 1996 الى أداة ناجحة في ادارة علاقاتها الخارجية. معدل المشاهدة لهذه الشبكة في الشرق الاوسط عال على أي حال، والثورات التي ألمت بالمنطقة زادت شعبيتها. بالنسبة لقطر، فان هذه الشبكة تشكل أداة مركزية لتحقيق النفوذ. الشبكة تكيف طبيعة التقارير، لتعجب زعماء معينين، من خارج العالم العربي ايضا، وتنتقد آخرين يفهمون أي قوة يوجد لبث المحطة في الرأي العام وذلك كرافعة ضغط لتغيير سياستهم تجاه قطر. في هذا السياق، فان التغطية التلفزيونية العاطفة أكثر للاسرة المالكة السعودية في بث المحطة أثبت نفسه كأداة ناجعة في تحسين علاقات قطر العربية السعودية.
بمجرد التغطية الكبيرة التي تمنحها الشبكة للنزاعات المختلفة في العالم العربية، فانها تحصن بقدر كبير العائلة الحاكمة ضد الانتقاد على انعدام الديمقراطية في الدولة. فأحداث ‘الربيع العربي’ أدخلت كل الاسرة المالكة في العالم العربي، وقطر معهم الى نطاق اشكالي. فمن جهة، كلهم يسعون الى الابقاء على شكل النظام والسيطرة المطلقة على السياقات السياسية الداخلية ومن جهة اخرى، توجد رغبة في تبني موقف يتماثل زعما مع الجماهير العربية التي خرجت الى الشوارع احتجاجا على الفساد والقمع. لضمان ان تطيع الشبكة تعليمات الامير، نحي عن منصبه في ايلول 2009، المدير العام، خنفر، الذي اكتسب لنفسه سمعة المؤيد المتحمس للسياقات الديمقراطية ونشاط المجتمع المدني في العالم العربي، ولكن ايضا صورة المؤيد للحركات الاسلامية بما فيها حماس. وليس صدفة أن خليفته هو ابن للعائلة المالكة.
دور قطر في الاحداث والسياقات في العالم العربي في العقد الاخير مثير للانطباع. ففي الازمة في اليمن عملت قطر الى جانب عضويتها في ‘مجلس التعاون الخليجي’ كوسيط وأدت الى رحيل (وان كان بشروط جيدة) الرئيس السابق صالح. وفي الحرب الاهلية في سوريا تقود بنشاطها (باسناد سعودي لا بأس به) معظم شقيقاتها العربيات. حكامها لا ينفون الان بانهم يرسلون السلاح والمساعدات المالية الكبيرة للثوار السوريين. ارساليات السلاح هذه تثير بطبيعة الحال اسئلة هامة مثل ممن ستشتري السلاح الذي سنبعثه الى المعارضة السورية، كيف يصل اليها السلاح، هل قطر تحظى بالتشجيع، الدعم والتعاون مع دول اخرى تسعى الى عدم كشف نفسها كمساعدة بشكل نشيط للثوار السوريين.
قطر، الضالعة ايضا في تثبيت النظام الجديد في تونس، ساعدت، ربما اكثر من أي جهة عربية اخرى، في اسقاط نظام القذافي. فقد دفعت قطر نحو العملية العسكرية للناتو في ليبيا بل وبعثت (اضافة الى اتحاد الامارات) بست طائرات قتالية كمساعدة رمزية في جهود الناتو لفرض الحظر الجوي على ليبيا. وكانت قطر الدولة العربية الاولى التي اعترفت بحكومة الثوار في ليبيا، بل وباعت باسمهم النفط وزودتهم بمساعدات اقتصادية وعسكرية واسعة. في هذا الاطار دربت وسلحت قوات المعارضة بل وبعثت بقوات عنها ساعدت عمليا في القتال. هذه السياسة سمحت لقطر بصرف الانتباه عما يجري في الخليج وبرهنت على أنها عضو محترم ومسؤول في الاسرة الدولية. من ناحيتها، قطفت منذ الان ثمار استثمارها فزعماء الغرب لم يوفروا في الثناء على الفعل الزعامي والاخلاقي الذي تقوم به.
مؤخرا يبرز نشاط الامارة ايضا في النزاع الداخلي في الساحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس وقد احتلت، مؤقتا على الاقل، مكان مصر المنشغلة في مشاكلها الداخلية، كعراب مركزي في مساعي الوساطة بين المنظمتين. اتفاق الاطار الذي تحقق في 6 شباط 2012 بين هاتين الحركتين وقع في الدوحة عاصمة قطر وحمل اسمها. كما أنه بين الاردن وزعيم حماس، خالد مشعل، توسطت قطر وولي العهد القطري حضر لقاء الملك الاردني مع مشعل.
في نهاية شباط 2012 اطلق أمير قطر مبادرة جديدة تدعو الى تحقيق دولي لكل اعمال اسرائيل في القدس منذ 1967 واستهدفت ‘محو مواقعها الاسلامية والعربية’. ودعا الامير مندوبي ‘مؤتمر الدوحة الدولي لحماية القدس’ الى قرار من مجلس الامن في الامم المتحدة، لتشكيل لجنة تحقيق في الموضوع. وهذه المبادرة ستكسب قطر نقاط استحقاق اخرى في الشارع العربي، تحتاجها الان بسبب سياستها تجاه سوريا، رغم ان فرص تحققها متدنية للغاية.
نشاط قطر العلني على مستوى الفلسطيني الاسرائيلي يلحق باسرائيل قدرا كبيرا من الضرر. علاقات قطر مع جهات كايران وحماس علاقات في نظرها تساعد على منع المس بها من تلك الجهات دفعت اسرائيل ضمن امور اخرى الى القطع التام لعلاقاتها مع قطر والاغلاق بشكل نهائي لمكتب الممثلية الدبلوماسية في الدوحة في اذار 2011، ومنع حاملي جوازات سفر قطرية من زيارة المناطق ووقف التعاون بين قطر والصناعات الامنية في اسرائيل. رغم ذلك، فان قطر لم تخف استعدادها لاقامة علاقات علنية مع اسرائيل شريطة أن تثبت القدس بنظر قطر جديتها في المسيرة السياسية، وهو شرط متدن بقدر كبير عن الشروط التي يطرحها العالم العربي لاقامة علاقات علنية مع اسرائيل.
الاستثمارات التي تنفذها قطر، من خلال صندوق الاستثمارات الحكومي، في شرقي آسيا، اوروبا والولايات المتحدة في مشاريع بنية تحتية، املاك عقارية، مؤسسات مالية بل ونوادي كرة قدم تجعل الامارة لاعبا مركزيا ذا نفوذ في هذه الساحات. من الصعب ايجاد في التاريخ الحديث حالة مشابهة لدولة صغيرة اخرجت الى حيز التنفيذ سياسة خارجية فاعلة جدا. لغرض التشبيه فان لوكسنبورغ ايضا لها احصاءات مشابهة ولكن تطلعاتها ضيقة وبالطبع نفوذها السياسي أيضا.
تتميز قطر في تشخيص سياقات وميول في المنطقة وخارجها وتسبق الاخرين في التصدي لها. وبالنسبة لقطر، فان التشخيص السريع للميول في الرأي العام العربي والوقوف خلفها ضروري للحفاظ على أمنها، طالما هي لا تصل الى بوابتها او تعرض للخطر علاقاتها مع جيرانها الاقوياء، السعودية وايران. هكذا حصل ايضا بالنسبة لنهجها من ‘الربيع العربي’ والدور المركزي الذي كان لها في المجريات.
في الداخل ايضا، تسعى قطر الى الاستباق والتصدي للانتقاد الذي قد يوجه اليها في هذا السياق. امير قطر، حمد بن خليفة، اعلن مؤخرا بانه سيجري انتخابات لـ ‘مجلس الشورى’ القطري لاول مرة في تاريخ الدولة في النصف الثاني من العام 2013. وعلى حد قوله، في ضوء التغييرات الكبيرة في المنطقة، لا ينبغي الاكتفاء برسائل التهدئة بل حث اصلاحات متواصلة. الوعد باجراء الانتخابات سيسمح لقطر العبور بسلام الاشهر القريبة القادمة على الاقل فيما تواصل التمتع باستقرار سياسي واقتصادي وتكون سندا سياسيا واقتصاديا للقوى الراديكالية في المنطقة. وذلك في ظل استغلال الفراغ الزعامي الذي خلفته الاكبر منها، لحث اجندتها المميزة التي تحركها مصالح البقاء الصرفة.
نظرة عليا 8/3/2012
لقاءات المعارضة في عمان وبروكسل يسودها الصراخ وتنتهي بالتخوين.. ورحيل الاسد ليس قريبا
حلب هادئة بعد عام من الانتفاضة
لندن ـ ‘القدس العربي’: حسب ‘يوتيوب’ استقال نائب معاون وزير النفط السوري عبده حسام الدين وهو اعلى مسؤول في نظام الرئيس السوري بشار الاسد ينشق عن الحكومة السورية التي ظلت ولعام محصنة وقوية وتقف وراء الرئيس، ولكن هل يكفي انشقاق مسؤول واحد مع مجموعة من الجنود الذين ليس بينهم الا اثنان برتب عسكرية عالية لاسقاط نظام يحكم البلاد منذ اربعين عاما؟
سؤال يطرح بطرق اخرى، احيانا من ناحية انقسام المجتمع الدولي حول الطريقة التي يجب التعامل فيها مع الانتفاضة السورية واحيانا بالاشارة الى ضعف المعارضة المشتتة سياسيا وعسكريا والتي فشلت حتى الآن على الاتفاق على اجندة واضحة يتوافق عليها الداخل والخارج. وعادة ما تنتهي اجتماعاتها بالاقتتال وتبادل الاتهامات، خاصة تلك التي عقدت في عمان وبروكسل، كما انها تتوالد كل يوم جماعات سياسية وعسكرية. ويبدو ان موقف الدول حتى الداعمة لتسليح المعارضة نابع من انقسام المعارضة التي لم تحظ حتى الآن الا بدعم رمزي كونها واحدة من الجماعات التي تمثل الشعب السوري حسب مؤتمر مجموعة اصدقاء سورية الذي عقد في تونس الشهر الماضي.
كلام اوباما المتناقض
ومما يثير من ضعف التعامل الدولي مع سورية هو التصريحات المتناقضة القادمة من واشنطن، فالرئيس الامريكي، باراك اوباما يريد ان يتنحى الرئيس السوري ويؤكد انه سيرحل لا محالة لكنه لم يعط حتى الآن تعليمات لقادته حسب شهادة مارتن ديمبسي، قائد القيادة المركزية امام الكونغرس للتحضير لخطط وعمليات وحتى دعم المعارضة عسكريا، وتفضل واشنطن حتى الآن اسقاط الاسد عبر برنامج من العقوبات قاس وحملة من الضغوط الدبلوماسية. ويظهر تردد الموقف الامريكي من خلال عدم قدرته على معرفة الوضع على الارض من مصادر وثيقة خاصة ان المخابرات المركزية الامريكية نفسها في وضع صعب نظرا للضغوط عليها لتلبية احتياجات مناطق الحرب والتعامل مع اثار الربيع العربي وسقوط انظمة موالية لامريكا، كما انها ستجد صعوبة في ارسال قوات خاصة للعمل على الارض كما فعلت في ليبيا، واثر اغلاق السفارة الامريكية في دمشق على جمع المعلومات من المخبرين.
النظام لا يزال قويا
وعليه فان عددا من الدبلوماسيين يقرون بأن النظام السوري بعد اخراجه المقاومة من باب عمرو، واحكامه السيطرة عليها برز قويا، على الاقل حتى الآن، وعبر عدد من الدبلوماسيين عن قلقهم من عدم قدرة المعارضة على الاطاحة بالرئيس. ونقلت صحيفة ‘ديلي تلغراف’ عن دبلوماسيين غربيين قولهم ان النظام السوري لا يزال مقتنعا بقدرته على هزيمة المعارضة. وقال دبلوماسي ‘هناك العديد من السيناريوهات لاحداث التغيير، ولكن لا توجد هناك آلية واضحة في الوقت الحالي لتحقيقه’.
وكان السفير البريطاني في سورية سايمون كوليس الذي عاد مؤخرا اكد لصحيفة ‘التايمز’ قبل ايام ان النظام السوري في حالة ضعف ومثل جذع الشجرة العتيق، وتوقع ان لا يعمر حتى نهاية هذا العام. وهو وان اقر بان النظام سيسقط لكنه في تصريحات نقلتها عنه ‘ديلي تلغراف’ ‘لا يستبعد استحالة حدوث هذا من الناحية التحليلية’ اي بقاء النظام، واضاف ان هذا السيناريو لن يحدث ولا احد يرغب بحدوثه. وتضيف الصحيفة انه على الرغم من الرعب والجرائم ضد المدنيين الا ان الاسد لا يزال يحظى بدعم النخبة القوية التي تمسك بمصير البلاد مقارنة مع المعارضة الضعيفة. ولهذا يسلم عدد من المسؤولين الاوروبيين وفي الجامعة العربية بأن النظام لن ينهار من الداخل. واشار كوليس ان النظام الذي ينظر للامور عبر المنظار الامني يعتقد انه قادر على البقاء. ويعترف المسؤولون ان القوى التي تحاول اضعاف الاسد بعيدة عن تحقيق انجازات واسعة بسبب قوة النظام النابعة من الاجهزة الامنية التي تقف وراءه. ومقابل هذا معارضة ضعيفة، بلا اسلحة او قيادة موحدة، ودول غربية استبعدت التدخل العسكري بالمطلق، ويرى توبي دوج المحاضر في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ان المعارضة لا تشكل الا ‘ازعاجا’ للنظام اكثر من تهديد، مشيرا الى ان ما نراه الآن في سورية ‘حرب استنزاف دموية. ومن اهم مصادر قوة النظام هما الدعم الروسي والصيني الذي اعطى الاسد الضوء الاخضر لمواصلة عملياته. ويظل الاقتصاد ‘كعب اخيل’ النظام على الرغم من مواصلة دول مثل العراق ولبنان التعامل مع دمشق الا ان عزلة النظام واقتصاده الذي يتداعى وتزايد معدلات البطالة ونقص المواد الاساسية كلها عوامل ستؤدي الى تراجع الدعم الشعبي له مما سيعجل بنهايته. ما يهم في الامر ان المعارضة التي تقود الحرب ضد الاسد ليست ضعيفة فحسب بل لم تتخلص من خلافاتها على خلاف المعارضة الليبية التي اجلت خلافاتها لما بعد انهيار معمر القذافي.
جماعات متناحرة
في بداية الانتفاضة شكلت التنسيقيات في الداخل الاساس للمعارضة الداخلية، حيث تراجعت الاصوات التقليدية التي عارضت النظام لمدة طويلة. كل هذا قبل ان يولد المجلس الوطني السوري بعملية قيصرية، وتميزت ولادته بخلافات في اول مؤتمر له في انطاليا التركية، كما وتميزت تصريحات عدد من قادته بقلة خبرة في السياسة الدولية، والى جانب المجلس ظلت التنسيقيات تواصل عملها بأجندة خاصة ومختلفة، واضيف لهذا التشتت في الاسبوع الماضي صوت جديد هو ‘مجموعة العمل الوطني’. وبنفس السياق تعاني الجهود العسكرية انشقاقات، فأول مجموعة عسكرية ادعت الريادة هي جيش سورية الحر، بقيادة العقيد رياض الاسعد، ثم جاءت حركة الضباط الاحرار لتنافسها، واخيرا ظهر مولود جديد على الساحة وهو جيش التحرير السوري والذي يزعم ضباطه ان جنوده هم من يقومون بالقتال ضد النظام. والعلاقة بين هذه الاجنحة العسكرية وان قامت على التنافس فانها مع الاجنحة السياسية تقوم على الخلاف.
وفي هذا السياق استعرضت صحيفة ‘اندبندنت’ وضع المعارضة التي قالت ان الانقسامات هي سبب في عدم اعتراف الدول بها كممثل شرعي للسوريين وهي سبب عدم تدفق الدعم المالي والعسكري. واشارت الى ان الاجتماعات التي عقدت بين اطراف المعارضة بعيدا عن الاعلام في بروكسل، وعمان، عادة ما تنتهي بخلافات وتناحرات. ونقلت عن ناشط شارك في النقاشات ان المعارضة لم تحقق الا تقدما بطيئا ولا تزال الخلافات قائمة. واضاف ان اللقاءات غالبا ما تتميز بالصياح وتبادل الاتهامات وتنتهي بالتخوين، مضيفا ان ‘الناشطين على الارض يتعرضون للتعذيب والذبح وحان الوقت لكي تنظم القيادة خارج البلاد نفسها بطريقة جيدة’. وتشير الصحيفة ان اهم خلاف هو بين الجناح السياسي للمعارضة والثوري، خاصة المجلس الوطني السوري الذي اتهم اعضاؤه بالتمتع بالاقامة بالفنادق خمس نجوم بعيدا عن مخاطر الميدان، ويقضون وقتهم في الاجتماعات والمؤتمرات الدولية التي تنفق عليها قطر والسعودية. ونقلت عن ابو بكر وهو واحد من 20 شخصية انشقت وشكلت مجموعة العمل الوطني قوله ان المجلس الوطني لا يمثل الناس في الشارع ‘ونأمل منهم ان يتعلموا كيفية العمل معا من اجل الثورة وليس العمل من خلفها بالطريقة التي يقومون بها الآن، هناك الكثير من الكلام وفعل قليل’.
من يسيطر على سلاح المقاومة؟
ومن اهم نقاط الخلاف داخل المعارضة والاكثر خطرا تتعلق بمن يسيطر على سلاح المقاومة، هل الفصائل على الارض ام المعارضة السياسية؟ ففي الوقت الذي اعلن فيه برهان غليون رئيس المجلس عن انشاء مجلس عسكري لينسق الجهود العسكرية رد رياض الاسعد قائد الجيش الحر بالقول ان احدا لم يستشره، حيث تساءل عن ضرورة انشاء هذا المجلس، قائلا ان القيادة السياسية لم تأخذ اراء العسكريين قبل الاعلان عنه. ولكن الاسعد نفسه يتعرض للانتقاد حيث عبر عدد من الضباط في الداخل ومن اعضاء جيش التحرير السوري عن عدم رضاهم عن ادائه، حيث نقلت الصحيفة عن محمد عبدالله الذي كان يقاتل في ادلب، واضاف ان المنطقة تعرضت لابشع الهجمات من قوات الحكومة بعد حمص ‘واين كان جيش سورية الحر، هناك العديد من المنظمات في الخارج تقول انها تمثل الشعب، فماذا تفعل؟’. واكد كمال اللوباني من المجموعة الجديدة ان الهدف ليس مواجهة المجلس الوطني بل من اجل وقف ‘الاقتتال الداخلي الذي يدور منذ مدة، ولاعتقادنا ان للاخوان المسلمين دورا مؤثرا ومن المهم الاستماع لكل الاراء’. ونقلت عن عضو اخر في المجموعة الجديدة وهو المعارض المعروف هيثم المالح قوله ان هناك ‘الكثيرين ممن يريدون ارسال السلاح لجيش سورية الحر، من الاردن او لبنان وربما من تركيا، وهناك الكثيرون ممن يعرفون نقل السلاح عبر الحدود’ مؤكدا على اهمية دعم الجيش الحر من خلال ارسال السلاح. واكدت الصحيفة انها شاهدت قلة معدات المقاتلين في منطقة ادلب حيث يعتمدون على اسلحة الصيد وعلى بعض الاسلحة التي يشترونها من شبيحة النظام.
النظام وحلب
وفي تقرير قالت ‘ديلي تلغراف’ ان مدينة حلب التي ظلت هادئة لمدة عام بدأت تشهد عمليات وحرب عصابات يقوم بها الجيش الحر واخرى تنسب الى القاعدة، فالجيش الحر يعترف بانه لن يكون قادرا على السيطرة على اراض والاحتفاظ بها لمدة طويلة. ونقلت عن شخص اسمه احمد من لجان التنسيق المحلية قوله ان المقاتلين كل اسبوعين او ثلاثة اسابيع يقومون بعملية. وقال آخر ان الجيش الحر يعد نفسه لضرب قواعد النظام الامنية، وقال ان عدد المقاتلين يزداد كل يوم وعتادهم يزداد ايضا، وهذا على خلاف التقارير في المناطق التي تشهد مواجهات. ومع ذلك فان نسبة من السكان لا تزال تدعم النظام، ونقلت عن بائع مجوهرات قوله ان امريكا واوربا ودول الخليج دمرت ليبيا وقتلت مئات الالاف، وهذا ما ترفضه سورية والاسد وحلب. واصبحت مدينة حلب التي لم تشهد تظاهرات الا بعضها في الجامعة محلا للنكات منها ‘عاجل عاجل.. ثوار حلب ـ عام 2050’ وتقول اخرى ‘حلب لن تنتفض حتى لو تناولت حبوب الفياغرا’. لكن هذا الموقف يتغير حسب الصحيفة حيث بدأت تنتشر شعارات تهاجم النظام في عدد من احيائها ‘بشار يا حمار.. ولم يبق امامك وقت’. وتضيف الى ان ايام الجمعة عادة ما تشهد لعبة القط والفأر بين شبيحة النظام والمتظاهرين، ويقول ناشطون ان النظام في تعامله مع حلب كان حذرا لان النخبة الحاكمة المتعاونة معه هي من حلب ولو قام بمواجهة مع المدينة لوقعت كارثة على رأسه.
روسيا: مشروع القرار الجديد بشأن سوريا «غير متوازن»
خاص بالموقع – أعرب نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، اليوم، عن معارضة بلاده لمشروع القرار الجديد الذي طرحته واشنطن في مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا، فيما أعلنت الصين عن إرسال مبعوث جديد الى كل من السعودية ومصر وفرنسا لشرح الموقف الصيني بشأن الأزمة السورية. إلى ذلك، أعلنت الحكومة اليابانية، اليوم، تشديد العقوبات التي تفرضها على سوريا من خلال إضافة أسماء مسؤولين ومؤسسات على لائحة تجميد الأصول.
أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، اليوم، أن بلاده تعارض مشروع القرار الجديد الذي طرحته واشنطن في مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا لأنه «غير متوازن» لكونه لم يتضمن نداء الى طرفي النزاع، أي الحكومة والمعارضة، لوقف العنف.
وقال غاتيلوف، بحسب ما نقلت عنه وكالة «أنترفاكس» الروسية للأنباء، إنه «لا يمكننا الموافقة على مشروع القرار بالصيغة التي طرح بها اليوم. نص القرار الذي يناقش غير متوازن»، مضيفاً إن «المشكلة الرئيسية فيه تكمن في عدم مطالبته في آن معاً كل الأطراف بأخذ خطوات عملية لوقف إطلاق النار».
وأوضح المسؤول الروسي أن موسكو تلقت تقارير مفادها أن مجلس الأمن الدولي يعتزم طرح مشروع القرار على التصويت الاثنين.
ودعا غاتيلوف الدول الكبرى الى عدم التسرع في إحالة مشروع القرار الى التصويت، موضحاً أنه «ليس مقبولاً أن يتم ربط إقرار أي نص بمهلة محددة. إن عامل الوقت ليس العامل الأهم»، ولافتاً إلى أن «أهم شيء هو التوصل الى نص واقعي خال من الغموض ويرمي الى إيجاد تسوية دائمة».
من ناحية ثانية، أعلنت الصين، اليوم، عن إرسال مبعوث جديد الى كل من السعودية ومصر وفرنسا لشرح الموقف الصيني حول الأزمة السورية، وذلك بعدما واجهت انتقادات شديدة بسبب دعمها لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية، ليو وايمين، أن تشانغ مينغ، الدبلوماسي الرفيع المستوى، سيقوم بجولة تستغرق سبعة أيام، يستهلها بالسعودية ثم مصر، على أن يزور فرنسا من 14 إلى 16 آذار/ مارس الجاري.
وأكد وايمين أن بكين «تدعم الدور البنّاء» الذي يقوم به مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي أنان.
من جهة أخرى، أعلنت الحكومة اليابانية، اليوم، تشديد العقوبات التي تفرضها على سوريا من خلال إضافة أسماء مسؤولين ومؤسسات على لائحة تجميد الأصول.
ونقلت وكالة الأنباء اليابانية (كيودو) عن وزير الخارجية، كوئيشيرو غيمبا، إنه سيتم تجميد أصول مسؤولين اثنين إضافيين مقربين من الرئيس بشار الأسد و4 مؤسسات، هي: المصرف التجاري السوري والبنك التجاري السوري اللبناني، إضافة إلى شركتي «تجارة النفط السورية» و«النفط العامة».
ولفت غيمبا أمام الصحافيين إلى أنه «على الرغم من النداءات المستمرة من بلادنا والكثير من الدول الأخرى في المجتمع الدولي، لا تزال أعمال القمع مستمرة».
(أ ف ب، يو بي آي)
سوريا | الليرة تهبط إلى مستوى قياسي… وآموس تشعر بـ«الهول»
واشنطن تواصل «مساعدة المعارضة»
أطلق المبعوث الأممي والعربي إلى دمشق، كوفي أنان، أمس، سلسلة مواقف تركّز على الحل السياسي للأزمة، في وقت تستمر فيه أعمال العنف، وفيما اعلن معاون وزير النفط السوري انشقاقه عن النظام
سجّلت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون موقفاً أميركياً جديداً، عندما شددت على أن واشنطن تواصل «العمل مع المعارضة السورية ومساعدتها للتمكن من تقديم ذلك النوع من الجبهة الموحّدة والتصميم الذي أعرف أنهم يشعرون بأنه ضروري في هذا الكفاح ضد نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد». على صعيد آخر، قال مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الخاص لسوريا، كوفي أنان، أمس، إنه سيحث الحكومة والمعارضة على وقف العنف والسعي إلى تسوية سياسية للصراع الدائر منذ نحو عام، ما أثار انتقادات غاضبة من جانب المعارضين، في وقت أدى فيه تصاعد الضغوط على سوريا إلى تراجع سعر العملة المحلية إلى مستوى مئة ليرة للدولار من نحو 47 ليرة قبل نحو عام. وقال تجار في دمشق إن الليرة هبطت بنحو 13 بالمئة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية وسط مخاوف من تدخل عسكري أميركي.
وقال أنان، في القاهرة في تصريح مقتضب للصحافيين بعد اجتماع مع وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو قبل أن يتوجه إلى سوريا يوم غد السبت، «سأبذل كل ما في وسعي للحث على وقف القتال وإنهاء العنف». ومضى يقول «لكن بالطبع فإن الحل في النهاية يكمن في التسوية السياسية. سنحث الحكومة وقطاعاً كبيراً من المعارضة السورية على العمل معنا من اجل التوصل إلى حل».
واعتبر انان، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي، ان «مزيداً من التسلح في سوريا يزيد الوضع سوءاً». وأضاف «ينبغي لنا ان نحذّر من ان نستخدم دواء اسوأ من الداء» ذاته. وقال «آمل ألا يكون احد يفكر بجدية كبيرة في استخدام القوة في هذا الوضع». كذلك حذر من أن «حسابات خاطئة» بشأن الوضع في سوريا قد يكون لها آثار على المنطقة بأسرها. وقال «لا ينبغي ان ننسي الآثار المحتملة لسوريا على المنطقة في حالة اي حسابات خاطئة».
وانتقد نشطاء سوريون بشدة تصريحات أنان، قائلين إن الدعوات إلى الحوار من شأنها فقط اتاحة المزيد من الوقت للأسد لقمعهم. وقال ضابط من «الجيش السوري الحر» المعارض إن المبادرات الدبلوماسية كانت غير مثمرة في الماضي. وأضاف «وعندما تفشل لا يتخذ أي اجراء ضد النظام، لذلك يتعين على المعارضة تسليح نفسها في مواجهة القاتل».
بدورها، قالت الصين إن مبعوثها وجه رسالة إلى السوريين تشبه رسالة أنان. وحث المبعوث الصيني حكومة الاسد والأطراف الأخرى على وقف العنف على الفور، ودعاهم الى السماح لمنظمات الإغاثة بدخول المناطق المتضررة من الصراع، وهو ما انصبّ عليه كذلك اهتمام بعثة مسؤولة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة لسوريا، فاليري آموس.
وقالت الأمم المتحدة أمس إنها تعد امدادات غذائية تكفي 1.5 مليون نسمة في سوريا في إطار خطة طوارئ عاجلة مدتها 90 يوماً لمساعدة المدنيين المحرومين من المؤن الأساسية بعد نحو عام من الصراع. وقال جون جينج، من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية امام المنتدى الانساني بشأن سوريا في جنيف، «يجب فعل المزيد». وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إنه قام بتوزيع إمدادات غذائية في سوريا من خلال منظمات إغاثة محلية لكنها لم تصل إلى السكان في المناطق الأكثر تضرراً من العنف.
واتهم السفير السوري في جنيف فيصل الحموي، مدعوماً بروسيا، جماعات مسلحة بتدمير منشآت مدنية. وقال نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، ميخائيل ليبيدوف، إن «جماعات المعارضة تهاجم وتقتل وتعذب وتروع السكان المدنيين. وتدفق كل أنواع الارهابيين من بعض الدول المجاورة يتزايد باستمرار. أغلب المقاتلين على صلة مباشرة أو قريبة بتنظيم القاعدة».
وقال الحموي إن المنتدى الذي انعقد في جنيف يتناقض مع ميثاق الأمم المتحدة. وأضاف أن سوريا لا تمر بأزمة انسانية، متهماً بعض وسائل الإعلام بمحاولة تهيئة الأجواء لتدخل عسكري. وقال إن سوريا تصدر منتجات صناعية وزراعية مثل معظم دول المنطقة.
في هذا الوقت، تناولت فاليري اموس الغداء مع نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في دمشق القديمة أمس. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ان آموس وقافلة من الهلال الأحمر العربي السوري سمح لهما أول من امس بالدخول الى حي بابا عمرو في مدينة حمص. وقد بدأت آموس أول من أمس مهمة تستمر ثلاثة أيام في محاولة لإقناع السلطات بالسماح لعمال الاغاثة بتقديم المساعدات بدون أي عقبات للمدنيين المحتاجين. وقالت اموس إنها شعرت «بهول» ما رأته في حي بابا عمرو وإنها ترغب في معرفة ما الذي حدث للسكان هناك. وقالت، بعد اختتام اجتماعها مع وزراء في دمشق، «شعرت بهول ما رأيت في بابا عمرو أمس». وأضافت أن «الدمار هناك هائل، ذلك الجزء من حمص دُمر تماما وأنا أرغب بشدة في معرفة ما الذي حدث للناس الذين يعيشون في ذلك الجزء من المدينة».
من جهة ثانية، قال الرئيس التونسي منصف المرزوقي، في مؤتمر صحافي مع نظيره التركي عبد الله غول، إن بلاده، التي عرضت اللجوء السياسي على الأسد، لإنهاء إراقة الدماء مستعدة للمشاركة في قوة حفظ سلام عربية محتمل تشكيلها في سوريا. وقال غول «من غير الممكن أن يستمر أي نظام من خلال استخدام العنف… والديكتاتورية… قرار استخدام القوات المسلحة ضد الشعب جعل القضية تحظى باهتمام دولي».
إلى ذلك، اصبح معاون وزير النفط السوري، عبده حسام الدين (58 عاماً)، أكبر مسؤول سوري مدني ينشق منذ بداية الأزمة. وقال حسام الدين، في فيديو وضع على موقع التواصل الاجتماعي يوتيوب، «أعلن انشقاقي عن النظام واستقالتي من منصبي كمعاون وزير النفط والثروة المعدنية». ورحب رئيس المجلس الوطني السوري، برهان غليون، بخطوة حسام الدين، التي رحبت بها ايضاً الولايات المتحدة، ورأت فيها «نبأً ساراً جداً».
ميدانياً، سقط ثمانية قتلى في اعمال عنف في سوريا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا. وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» أن «مجموعات ارهبية مسلحة» قامت بعمليات «سطو وتخريب» في ادلب. وقال المرصد في بيان ان طفلة قتلت في بلدة خان شيخون في محافظة ادلب. كذلك قتل رجل من قرية ابلين في جبل الزاوية في ادلب. ويفيد المرصد وناشطون عن استقدام القوات النظامية تعزيزات عسكرية وآليات الى ادلب. وكان المرصد قد افاد في وقت سابق عن مقتل مواطنين في «اطلاق الرصاص عليهما بعد منتصف ليل الاربعاء الخميس في مدينة الميادين في محافظة دير الزور (شرق) امام مفرزة الامن السياسي». ونفذت قوات الامن السورية حملة مداهمات واعتقالات في حي الحويقة في مدينة دير الزور ترافقت مع اطلاق رصاص كثيف. وأفادت لجان التنسيق المحلية السورية بأن قوات الامن نفذت امس حملة اعتقالات في الهامة في ريف دمشق واعتقلت اكثر من 50 شاباً.
(سانا، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)
اليابان تشدد العقوبات على سوريا
وكالة الأنباء السعودية – واس
طوكيو: أعلنت الحكومة اليابانية اليوم تشديد العقوبات التي تفرضها على سوريا من خلال إضافة أسماء مسؤولين ومؤسسات على لائحة تجميد الأصول.
ونقلت وكالة الأنباء اليابانية (كيودو) عن وزير الخارجية الياباني كوئيشيرو غيمبا إنه سيتم تجميد أصول مسؤولين اثنين إضافيين مقربين من الرئيس بشار الأسد وأربعة مؤسسات هي المصرف التجاري السوري والبنك التجاري السوري اللبناني وشركة تجارة النفط السورية وشركة النفط العامة.
وقال غيمبا للصحفيين “على الرغم من النداءات المستمرة من بلادنا والكثير من الدول الأخرى في المجتمع الدولي، لا تزال أعمال القمع مستمرة”.
وقالت الوكالة إنه بموجب القرارات التي أصدرتها بحق سوريا، سيتعين أخذ الإذن من الحكومة للقيام بصفقات مالية مع 20 شخصية سورية و16 مؤسسة.
ارتفاع حصيلة القتلى المدنيين في سوريا الخميس الى 16
أ. ف. ب.
بيروت: اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة ان حصيلة المدنيين الذين سقطوا الخميس برصاص القوات السورية ارتفع الى 16 قتيلا.
وقال المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة عنه “ارتفع الى 16 عدد الشهداء المدنيين الموثقين بالاسماء وظروف الاستهاد لدى المرصد السوري لحقوق الانسان الذين انضموا يوم امس الخميس الى قافلة شهداء الثورة السورية”.
وكانت حصيلة سابقة اوردها المرصد الخميس تحدثت عن 13 قتيلا.
واوضح المرصد ان عشرة من القتلى سقطوا في محافظة حمص (وسط) بينهم سبعة في احياء بابا عمرو وباب السباع والخالدية والرفاعي بمدينة حمص، واثنان في مدينة تلبيسة وواحد في مدينة الرستن “برصاص القوات العسكرية التي تحاصر المدينة”.
واضاف البيان انه في قرية جرجرة بريف حماة (وسط) قتل مدني برصاص “مجموعة من الشبيحة (ميليشيات موالية للنظام)”، وفي محافظة ادلب (شمال غرب) “استشهدت طفلة اثر اطلاق رصاص عشوائي في مدينة خان شيخون” و”استشهد رجل من قرية ابلين بجبل الزاوية اثر اطلاق الرصاص عليه من قبل القوات العسكرية السورية”.
اما في محافظة دير الزور (شرق) “فاستشهد مواطنان امام مفرزة الامن السياسي في مدينة الميادين واستشهد شاب في بلدة العشارة اثر اطلاق رصاص من حاجز امني”، بحسب المرصد.
ويضاف الى هذه الحصيلة مدنيان توفي احدهما في مدينة داريا بريف دمشق متأثرا بجروح اصيب بها سابقا والاخر في بلدة علما بريف درعا كان مفقودا منذ اكثر من شهر وعثر على جثته الخميس.
وكان المرصد افاد فرانس برس الاربعاء ان عدد القتلى في سوريا منذ بدء الاحتجاجات في منتصف اذار/مارس بلغ 8458 شخصا بينهم 6195 مدنيا.
السوريون يتظاهرون في جمعة “الوفاء للانتفاضة الكردية”
وكالات
دمشق: قتل أربعة اشخاص اليوم الجمعة برصاص الامن السوري في دمشق وريف حماة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد في بيان “استشهد شاب في حي كفرسوسة اثر اطلاق الرصاص عليه من قبل القوات السورية بعد منتصف ليل الخميس الجمعة”.
وشهدت احياء في دمشق ليل الخميس الجمعة تظاهرات معارضة اعقبتها حملة مداهمات في مناطق عدة، بحسب ناشطين.
واظهر مقطع بثه ناشطون على الانترنت تظاهرة ليلية في حي جوبر اطلق خلالها المتظاهرون اسهما نارية ورددوا هتافات معارضة للرئيس بشار الاسد.
وافاد المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي في اتصال مع فرانس برس من دمشق ان “قوات الامن السوري داهمت الحي بعدما انفضت التظاهرة وشنت حملة اعتقالات”، مشيرا الى “انتشار امني كثيف صباح اليوم ومحاصرة قوات الامن للمساجد في عدد كبير من مناطق العاصمة تحسبا لخروج تظاهرات”.
وفي ريف دمشق، شنت قوات الامن حملة اعتقالات في منطقة الهامة الخميس اسفرت عن توقيف 54 مواطنا، بحسب المرصد.
وفي ريف حماة، قتل ثلاثة مواطنين على الاقل في بلدة التريمسة اثر اطلاق القوات النظامية نيران الاسلحة الثيقلة والمتوسطة اثناء اقتحام البلدة، بحسب ما افاد مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن وكالة فرانس برس.
واقتحمت قوات عسكرية قريتي قسطون والحميدية، وفي ريف ادلب اقتحمت قرى شاغوريت والجج وحميمات والصحن، وشنت حملة مداهمات بحثا عن عناصر منشقين.
وتضم محافظة ادلب اكبر تجمع لعناصر الجيش السوري الحر، وهي منطقة متصلة بريف حماة الذي يشهد ايضا حركة انشقاق نشطة.
من جهة اخرى، ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية سانا ان “مجموعة ارهابية مسلحة اختطفت بعد منتصف ليل امس رئيس بلدية اللطامنة في حماة”. ويشير الاعلام السوري الرسمي اخيرا الى نشاط “للعصابات الارهابية المسلحة” في ريف ادلب وريف حماة.
ودعا ناشطون معارضون الى التظاهر في سوريا اليوم في ما اطلقوا عليه اسم “9 اذار/مارس، جمعة الوفاء للانتفاضة الكردية”، في اشارة الى الحركة الاحتجاجية التي انطلقت في العام 2004 من مدينة القامشلي (شمال شرق) ذات الغالبية الكردية وانتقلت الى مدن كردية عدة، وواجهتها السلطات بقمع اسفر عن مقتل وجرح العشرات من الاشخاص.
وهذه هي المرة الثانية التي يتم فيها تسمية أيام الجمع بالإشارة إلى الأقلية الكردية في سوريا والتي لا يعترف النظام السوري بها رسميا ومارس بحقها سياسات عنصرية منذ تسلم حزب البعث السلطة في بداية ستينيات القرن الماضي، بحسب ناشطين كرد.
وتأتي هذه التسميات بمثابة تعبير بأن الانتفاضة تمثل كافة أطياف السوريين، وان سوريا ما بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد ستحفظ حقوق الجميع.
وقال الكاتب والمعارض السوري ياسين الحاج صالح لوكالة كردستان للأنباء (آكانيوز) إن “تسمية أيام الثورة هي بمثابة وضع يد رمزي على الثورة وخصخصة إيديولوجية لها، تسجلها باسم تيار إيديولوجي محدد، وبالتالي يعتبر أن ما قامت به صفحة الثورة السورية هو تحويل اتجاه الخطاب العام للثورة إلى توجهها”.
وأضاف “من هنا يطرح مبادرة من شقين أولهما هو الإصرار على أن الثورة ثورة السوريين جميعاً، وأنه يجب على كل منا أن ينخرط فيها بطريقته، والشق الثاني هو اقتراح تسميات قوية، تجمع وتخاطب الشعب السوري، وتعكس الالتزام الجذري بالثورة حتى النهاية”.
وكتبت صفحة “الثورة السورية ضد بشار الأسد” على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك “في ربيع عام 2004، انتفضت مدينة قامشلو (القامشلي الواقعة في أقصى شمال شرق سوريا وتقطنها غالبية كردية) ضد الطاغية، لتصنع فجر الحرية الأول، فأحرقت صور الطاغية، ووقفت في وجه بطشه وآلة قمعه”.
وقالت “في ربيع 2004، كانت قامشلو لوحدها، وليس كما نحن اليوم، مدينة تُجرح، فينتفض لها كل قرية وحي”، مضيفة “اليوم، وفي الذكرى الثامنة لهذه الثورة العظيمة، من حق قامشلو علينا، أن نحيي ذكرى ثورتها ونخلّد شهداء سوريّا”.
وكانت احتجاجات حاشدة عمت المناطق ذات الغالبية الكردية في شمال وشمال شرق سوريا في يومي 12 و13 من آذار مارس عام 2004 احتجاجا على قيام قوات الأمن السوري بإطلاق النار على مشجعين كرد لفريق كرة القدم بعد أن ردد مشجعون عرب هتافات عنصرية في ملعب مدينة القامشلي.
واندلعت الاحتجاجات بعد نبأ مقتل ثلاثة أطفال في مدرجات الملعب ووصلت إلى جميع مناطق تواجد الكرد في البلاد حتى في العاصمة دمشق وحلب ثاني أكبر مدن البلاد. وواجهت السلطات السورية التحركات الكردية بقمع شديد أدى إلى مقتل العشرات واعتقال الآلاف فضلا عن هروب الآلاف إلى خارج البلاد.
ويعتبر الكرد من أشد المناوئين لنظام الحكم في سوريا، وهم ثاني أكبر قومية في البلاد ويصل عددهم الى نحو 3 ملايين نسمة، وتخرج تظاهرات مستمرة في المناطق ذات الغالبية الكردية منذ بدء الانتفاضة في آذار ماري من العام الماضي. وتقول الأمم المتحدة إن 7500 مدني قتلوا على قوات النظام السوري منذ بدء الاحتجاجات.
إعتقال 12 شابا في دمشق بينهم ابنة حقوقي
إلى ذلك، اقدم عناصر من الامن السوري على اعتقال 12 شابا وشابة، بينهم ابنة المحامي البارز ميشال شماس، مساء الاربعاء في دمشق، بحسب ما افاد شماس وكالة فرانس برس الجمعة.
وذكر المحامي والناشط الحقوقي ميشال شماس في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان ابنته يارا ومجموعة من اصدقائها كانوا في مقهى نينيار الواقع في حي باب شرقي في دمشق “عندما اقدمت عناصر امنية على اقتحام المقهى واعتقال ابنتي يارا و11 شابا وشابة”.
واوضح شماس ان صاحب المقهى حاول معرفة الجهة الامنية التي ينتمي اليها العناصر، الا انهم “امتنعوا عن الافصاح عن ذلك”، مشيرا الى ان “جميع المحاولات لمعرفة سبب الاعتقال او الجهة التي اقتيدوا اليها باءت بالفشل”.
واضاف المحامي “ان المادة 53 من الدستور الذي تم الاستفتاء عليه واصبح نافذا في 28 شباط/فبراير لا تجيز اعتقال المواطنين الا بأمر من السلطة القضائية”.
وحمل شماس “الحكومة السورية كامل المسؤولية عن وضع يارا ورفاقها”، مطالبا “بالافراج عنها فورا والكف عن سياسة الاعتقال التي لم تؤد الا الى المزيد من الضغائن وتأجيج الوضع المتوتر في سوريا”. وقال “ابنتي ليست سلفية وليست جهادية ولا تنتمي الى مجموعات متشددة”.
وقال المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية في بيان “ندين هذا الاعتقال ونؤكد بأن مثل هؤلاء الشباب يؤكدون بكل وضوح كذب النظام حول طبيعة الثورة التي يقوم بها الشعب السوري لنيل حريته” مطالبا “بإطلاق سراحهم فورا وإطلاق سراح جميع المعتقلين”.
كما دانت الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان في بيان “بقوة هذا الإجراء الذي يتعارض مع كافة المواثيق والمعاهدات الدولية التي انضمت إليها الحكومة السورية” محملة السلطات “المسؤولية الكاملة عن سلامة الشابة يارا ميشال شماس”.
وطالبت “بالافراج الفوري وغير المشروط عنها وعن زملائها الذين اعتقلوا مساء الاربعاء”. كما ابدت الرابطة “قلقها البالغ من تصاعد وتيرة الإعتقال التعسفي وحالات الاختفاء القسري للمعتقلين التي بدأت تأخذ منحى جديدا خلال الفترة الأخيرة”.
الأسد يستخدم المال للحفاظ على تماسك حلقته الداخليّة
عبدالاله مجيد
لندن: تركز أجهزة الاستخبارات الاميركية على رصد حركة الأموال في سوريا بوصفها عنصراً في هيكل السلطة التي يصارع الرئيس بشار الأسد للاحتفاظ بها في مواجهة انتفاضة مستمرة منذ عام. وبقدر ما يعتمد الأسد على الأواصر العائلية والروابط المذهبية لإبقاء حلقته الداخلية موحدة فانه يحرص على أن ينال الموالون نصيبا غير متناسب من ثروة سوريا.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن الخبير بالشؤون السورية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى اندرو تابلر ان الترتيبات المالية هي “اللحمة الحقيقية التي تُبقي النظام متماسكا”. واضاف تابلر ان للموالين “استثمارا كبيرا في النظام” ومصلحة اقتصادية مباشرة في بقائه.
ولعل المثال الصارخ على هذه الامتيازات رامي مخلوف ابن خال الأسد الذي استغل نجاحه التجاري ونفوذه للسيطرة على نحو 60 في المئة من سوق الهاتف الخلوي في سوريا.
ويُتهم مخلوف باستخدام ثروته للمساعدة في تمويل حملة الأسد ضد الجماعات المعارضة.
وفي محاولة لتقويض هذه الشبكة من المصالح الاقتصادية جمدت الولايات المتحدة والجامعة العربية ارصدة عدد من اركان النظام وفرضت عقوبات اخرى ضدهم. وأحد هؤلاء حافظ مخلوف شقيق رامي الذي يتولى مسؤولية كبيرة في اجهزة الأمن السورية.
ولكن لدى الأثرياء السوريين عقودا من التمرس في حماية ارصدتهم ، وكثيرين منهم يعتمدون على سرية النظام المصرفي في لبنان حيث لا يتعين ان ترتبط الحسابات المرقمة باسم.
وقال الخبير تابلر “ان لبنان هو الرئة المالية” التي يتنفس بها النظام مشيرا الى ان افراد النخب السورية يوزعون رهاناتهم ويبحثون عن الخيارات المتاحة. ولكن لا يُعرف كم بينهم مستعدون للقطيعة مع النظام ونفض أيديهم منه.
وكان احد افراد النخبة أقدم على مثل هذه الخطوة يوم الخميس باعلان عبدو حسام الدين معاون وزير النفط السوري انشقاقه والانضمام “الى ثورة الشعب السوري الأبي” ليكون اعلى مسؤول سوري حتى الآن ينتقل الى جانب المعارضة. واعلن حسام الدين انشقاقه احتجاجا على وحشية النظام ضد مواطنيه ، وقال ان النظام سام من ادعى انه شعبه “عاما كاملا من الأسى والحزن” وأحال البلاد الى “شفير الهاوية”.
مؤشرات حرب إقليمية في المنطقة إلى تصاعد
الأسد يوقع أمراً بمهاجمة إسرائيل في حال تعرض لهجوم خارجي
ملهم الحمصي من دمشق
أفادت تقارير صحافية أن الرئيس السوري بشار الأسد وقّع أمراً عسكرياً سرياً جاء بموجبه الموافقة على خطط عسكرية تتعلق باحتمال شنّ أميركا عمليات عسكرية في دمشق، وتقضي الخطة بأن تبدأ القيادة العسكرية السورية، بإطلاق أكبر قدر ممكن من القوة الصاروخية ضد أهداف إسرائيلية.
دمشق: أفادت صحيفة لبنانية عن مصادر سورية وصفت بالمطلعة أن الرئيس بشار الأسد قد وقّع الخميس الفائت أمراً عسكرياً سرياً جاء بموجبه الموافقة على خطط عسكرية وضعها كبار القادة في الجيش السوري النظامي، وتتعلق باحتمالية قيام الولايات المتحدة الأميركية بشن عمليات عسكرية مباغتة ضد أهداف عسكرية سورية في العاصمة دمشق.
ونقلت صحيفة الديار اللبنانية عن مواقع إعلامية أن الخطة تقضي بأن تبدأ القيادة العسكرية السورية بالرد الفوري والسريع والحاسم، بإطلاق أكبر قدر ممكن من القوة الصاروخية ضد أهداف إسرائيلية، واستخدام قوة صاروخية بعيدة المدى لإصابة أهداف عسكرية أميركية بحرية، علماً أن القيادة العسكرية السورية، خلافاً للتصريحات الدولية التي تستبعد تدخلاً عسكرياً في سوريا، تترقب وتتوقع حملة عسكرية أميركية.
وبحسب معلومات المصادر، فإن القوات السورية قد أنشأت غرفة عمليات عسكرية مشتركة تضم ضباطاً من الجيش السوري والجيش الإيراني وحزب الله اللبناني، للتنسيق العسكري إذا ما تقرر أن تتدخل إيران بقوة عسكرية ضد أهداف أميركية وإسرائيلية، إذ إن الثابت حتى الآن، وفقاً للمصادر ذاتها، أن الجيش الإيراني قد أقام في طهران غرفة عمليات مشتركة، فيما أقام حزب الله اللبناني غرفة مشتركة هو الآخر، وهذا يعني أن أي هجوم عسكري أميركي ضد سوريا سيجابه، بثلاث غرف عمليات عسكرية مفوضة باستخدام أكبر قدر ممكن من القوة الصاروخية.
وكانت مصادر أميركية كشفت أن وزارة الدفاع “البنتاغون” أنجزت وضع “خطط تفصيلية” لعمليات عسكرية تستهدف النظام السوري، مضيفة أن الخطط جاهزة للتطبيق إذا أصدر البيت الأبيض أوامر بذلك.
ونقلت شبكة CNN عن مصادر لها في واشنطن أن “هذا التطور في مجال وضع خطط للتدخل العسكري جاء بعد أسابيع من عمليات تقييم أجراها محللون في وزارة الدفاع الأميركية ضمن “مجموعة كاملة من الخيارات”.
وبحسب تلك المصادر، فإن تلك المخططات تشمل مجموعة من الخيارات العسكرية المتنوعة التي يمكن استخدامها ضد سوريا، وجرى تحديد أنواع الأسلحة والمعدات المناسبة لكل خيار، مع عدد القوات الضرورية لتطبيقه.
وفي تعليق منه على هذه التطورات، علّق عضو المجلس الوطني السوري، الأستاذ محمد سرميني لـ”إيلاف” بالقول: “إن نظام الأسد حليف لإسرائيل، والدليل على ذلك أنه حمى حدودها 40 عاماً، وهناك أيضاً تصريحات واضحة من وزير الدفاع الاسرائيلي للحكومة الأميركية لتخفيف الضغط على النظام السوري. كما أن لدينا معلومات أن هناك طيارات من دون طيار، إسرائيلية الصنع، حلقت فوق منطقة الزبداني قبيل قصفها من النظام، وهذا يثبت أن هناك تعاوناً كبيراً بين النظام وإسرائيل”.
واعتبر سرميني أن “ما يؤخر الموقف الدولي، وتحديداً الأميركي هو إسرائيل ووضعها بعد سقوط النظام. أما بالنسبة للتصريحات، فهي محاولة فاشلة من بعض حلفاء النظام لإعادة تسويق أكذوبة أن النظام هو المقاوم والممانع، والذي كشف زيفها الشعب السوري البطل”.
وتوقع عضو المجلس الوطني السوري أن “تكشف الأيام المقبلة أن النظام قد وقع مع إسرائيل معاهدات وهدناً في الخفاء. وما خفي كان أعظم”.
مؤشرات الغلاء في سوريا تحطم أرقاماً قياسية
ملهم الحمصي
مع بلوغ سعر صرف الدولار الأميركي سعراً قياسياً جديداً، لم يتم الإعلان عنه بعد في وسائل الإعلام، وتخطيه في السوق السوداء حاجز المئة دولار في بعض المناطق، والمئة والعشرين ليرة سورية في مناطق أخرى خارج دمشق، بدا التململ الاقتصادي الشعبي من طول أمد الأزمة، التي وعد النظام حلفاءه، قبل شعبه، بالقضاء عليها، وانعكاسها على الوضع المعيشي للمواطن السوري العادي، يبلغ مداه، مهدداً بانفجار شعبي، قد يكون بعيداً كل البعد عن الحراك السياسي والعسكري القائم.
في دراسة حديثة صادرة من المكتب المركزي للإحصاء في سوريا، وهي الجهة الرسمية الوحيدة المخوّلة بإجراء الأمور الإحصائية والسكانية والاقتصادية عبر البلاد، أكدت الدراسة التي قدمها المكتب المركزي للإحصاء عن مؤشر ارتفاع الأسعار في شهر كانون الثاني/يناير من هذا العام بالمقارنة مع عام 2005 أنّ الأسعار ارتفعت أكثر من 72% بالمجمل، وتصدرت حلب ارتفاعات الأسعار في سوريا، وكان أقلّها ارتفاعاً في محافظة ريف دمشق.
وبيّن المكتب المركزي للإحصاء أن ارتفاع الأسعار في المحافظات اختلف لأسباب، وصفها الخبراء بأنها “غير مفهومة”. أما عضو مجلس إدارة جمعية حماية المستهلك في دمشق وريفها قاسم بريدي، فقد أرجع الأسباب إلى اختلاف القدرة على ضبط الأسواق من قبل الجهات الرسمية.
فيما رأى أحد الخبراء الاقتصاديين، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه لدواع أمنية، أن العقوبات الأوروبية والعربية قد أثرت بشكل كبير على الاقتصاد السوري، وأن أثر العقوبات السياسية (كسحب السفراء وقطع العلاقات) على الاقتصاد السوري قد يوازي العقوبات الاقتصادية، إذ إن السوق السورية شديدة التأثر بالعوامل النفسية والضغوط الخارجية، على خلاف ما يشيعه النظام.
في المقابل ذكر أحد المحللين الاقتصاديين، الذين التقتهم “إيلاف”، أن نتائج المسح الإحصائي، الذي أظهر تقدم حلب على سلم الغلاء المعيشي، يعود إلى تأخر انضمام المدينة إلى الثورة، وهو ما جعل منها ملاذاً آمناً لكثير من العائلات السورية الهاربة من أماكن النزاع واقتحامات الجيش السوري، كإدلب وحماه وحمص…، فيما تراجع ترتيب ريف دمشق على سلم الغلاء لقربها من العاصمة السورية، والارتفاع التدريجي للمواد الغذائية بشكل لا يمكن الشعور به فجأة ومباشرة خلال السنوات الماضية، والسنة الأخيرة على وجه التحديد، على خلاف حلب وغيرها من المدن التي عرفت طفرة هائلة في الأسعار.
شملت الدراسة سلة المصاريف الرئيسة للمستهلك السوري، التي تصدرتها بحسب الأكثر غلاءً، (السكن والوقود والكهرباء ثم الخدمات والمواد الغذائية).
وفي ما يلي ترتيب المحافظات من الأكثر غلاء إلى أقلها بحسب الدراسة والنسبة المئوية لارتفاع الأسعار: حلب 89%، دير الزور 79%، درعا 79 %، طرطوس77%، الرقة 76%، القنيطرة 75%، الحسكة 74%، حماه 72%، اللاذقية71%، السويداء 71%، دمشق 68%، إدلب 68%، حمص 64%، ريف دمشق 60%.
الولايات المتحدة تتابع التحويلات المالية للنخبة السورية
لميس فرحات من بيروت
الصورة لازالت ضبابية على مستوى الطبقة الحاكمة
بحثاً عن أي علامة على انشقاق في الطبقة الحاكمة في سوريا، تتبع الولايات المتحدة ما يشتبه بأنه عملية نقل الملايين من الدولارات في حسابات أجنبية من قبل النخب المرتبطة بالرئيس السوري بشار الأسد الذي يجابه نظامه ثورة تستهدف اسقاطه.
دمشق: على الرغم من الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة، تبقى عملية تدفق الأموال غير واضحة إذ يقول مسؤولون في الاستخبارات الأميركية أنهم لا يستطيعون تقدير المبلغ الإجمالي للتحويلات، ومازالوا يحاولون فهم ما تعنيه عملية نقل الاموال: هل بشعر المقربون للاسد بالتخبط، أم أن السوريين الأثرياء يحاولون ببساطة حماية أموالهم؟
في هذا السايق، اعتبرت صحيفة الـ”واشنطن بوست” ان الجهود المبذولة بهدف معرفة المعنى الحقيقي للتحويلات المالية يؤكد على أن العديد من جوانب الثورة في سوريا لا تزال مبهمة بالنسبة للمراقبين الخارجيين – بما في ذلك وكالات المخابرات الاميركية – بعد عام من الجهود الداخلية للإطاحة بالرئيس الأسد.
ونقلت الصحيفة عن كبار المسؤولين في اجهزة الاستخبارات الاميركية اعتبارهم ان الجهود للكشف عن نوايا نظام الأسد كانت مجزأة أو غير موجهة، مشيرين إلى ان قدرات قوات المعارضة السورية لا تزال غير واضحة.
وعجز العديد من المحللين الأميركيين من التوصل إلى استنتاجات قاطعة بشأن المسائل الرئيسية، بما في ذلك ما إذا كان تنظيم القاعدة مسؤولاً عن سلسلة من التفجيرات التي هزّت سوريا في الاشهر الاخيرة.
من جهته، قال النائب الجمهوري مايك روجرز، رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الاميركي ان المعلومات الاستخبارية الموثوقة في سوريا مختلطة، الأمر الذي أدى إلى تعقيد القضايا السياسة العامة لإدارة الرئيس باراك أوباما، لا سيما في اتخاذ قرار بدعم المعارضة السورية أم لا.
وقال مسؤولون بوزارة الدفاع الاميركية العليا يوم الاربعاء ان الرئيس أوباما قد وافق، بعد أن أنهى البنتاغون، التخطيط الأولي لتدخل الولايات المتحدة المحتمل في سوريا. غير أن عدم وجود وحدة وطنية في المعارضة السورية والمجتمع الدولي يجعل تنفيذ هذا التدخل أمراً غير مرحج.
“لا توجد أجوبة بسيطة”، وقال وزير الدفاع ليون بانيتا في جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، معتبراً أن نتيجة عدم اتخاذ قرار حاسم “هي قدر كبير من الغضب والإحباط الذي نتقاسمه جميعا”.
بالإضافة إلى تعقب تحويلات الأموال، راقبت وكالات المخابرات الاميركية صور الأقمار الصناعية وعملت على اعتراض الإشارات للتعويض عن النقص في “الاستخبارات البشرية” من داخل بلد اعتبر لفترة طويلة “مفترق طرق رئيسي في أعمال” التجسس.
في ليبيا، على سبيل المثال، كانت وكالة الاستخبارات المركزية قادرة على ادخال فرق سرية في غضون أسابيع منذ بداية النزاع لإجراء اتصالات مع الجماعات المتمردة وجمع معلومات استخباراتية عن كثب.
أما في سوريا، اضطرت وكالة الاستخبارات المركزية إلى الاعتماد على شبكة من مصادر متمركزة في دمشق وطلبت المساعدة من أجهزة الاستخبارات التابعة لحلفائها العرب.
في هذا السياق، نقلت الصحيفة عن مسؤول سابق في وكالة المخابرات المركزية قوله أن “هناك العديد من الدول العربية التي تمدنا بالمساعدات الاستخباراتية، ومعظمها دول ذات أغلبية سنية تعارض نظام الأسد العلوي، خصوصاً المملكة العربية السعودية وتركيا والأردن”.
ازدادت التحديات التي تواجهها وكالة المخابرات المركزية عندما قررت الولايات المتحدة أن تغلق سفارتها في دمشق الشهر الماضي. وكان هذا المرفق يوفّر غطاءً دبلوماسياً لضباط وكالة الاستخبارات ويشكّل قاعدة عمليات لجمع المعلومات الاستخبارية داخل العاصمة السورية.
حتى في مهمتها الأساسية المتمثلة في جمع المعلومات، كانت وكالة الاستخبارات الأميركية حذرة في جمع معلوماتها، وفقاً لمسؤولين وصفوا سوريا بأنها “عدو ذو خبرة في مكافحة التجسس” مع مساعدة كبيرة من إيران.
وأشارت الـ”واشنطن بوست” إلى أن الوكالة لم ترسل عناصرها لمقابلة المجموعات المعارضة في مدينة حمص قبل أن تصبح المدينة هدفاً لحملة قمع عنيفة من قبل قوات الأسد. وقال مسؤولون إنه لم يتم نشر أي طائرات الاستطلاع بدون طيار فوق سوريا، التي تمتلك دفاعات جوية تعتبر أكثر من قادرة على إسقاط طائرات بدون طيار.
بدلاً من ذلك، اضطرت وكالات الولايات المتحدة إلى مراقبة الأحداث – وكذلك مخزونات الأسلحة الكيميائية في سوريا – من مسافات بعيدة.
ونشر سفير الولايات المتحدة لدى سوريا، روبرت فورد، من مقره في وزارة الخارجية في واشنطن، هذا الاسبوع ما وصفه بـ “صور سرية” التقطتها الأقمار الصناعية الأميركية على صفحة الفايسبوك التابعة للسفارة للفت الانتباه إلى الطبيعة “غير المتناسبة للعنف الذي يمارسه نظام الأسد ضد الشعب واستعداده لمهاجمة أهداف مدنية”.
وتظهر الصور وحدات المدفعية في ضواحي حمص والأضرار البالغة التي سببتها للمرافق، بما في ذلك المسجد والعيادة الطبية في حي باب عمرو.
يوم الاربعاء، كانت مسؤولة الاغاثة في الامم المتحدة فاليري اموس، الشخصية الرسمية الأولى في الأمم المتحدة التي تدخل الحي المدمر من جراء حصار لمدة أربعة أسابيع انتهت الاسبوع الماضي.
انضمت فاليري اموس إلى فريق من الهلال الأحمر العربي السوري لدخول المنطقة، بعد أن منعت السلطات السورية دخول اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى بابا عمرو.
ووجد فريق الهلال الأحمر أن “الغالبية العظمى من السكان غادروا منازلهم في الأيام الأخيرة للبحث عن ملجأ في المناطق المجاورة”، وفقا لبيان له.
وعلى الرغم من استمرار العنف – والإحباط المتنامي من تراخي الولايات المتحدة – قال مسؤولون في البنتاغون ان اي تدخل عسكري يعتبر مسألة معقدة للغاية.
وقال الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، يوم الاربعاء “سيستغرق الامر فترة طويلة من الوقت، وعدداً كبيراً من الطائرات”، مشيراً إلى أن الدفاعات الجوية موجودة في الجزء الغربي من سوريا المكتظ بالسكان، حيث تدور معظم أعمال العنف ضد معاقل المعارضة، الأمر الذي سوف يؤدي إلى خسائر كبيرة في صفوف المدنيين وغيرها من الأضرار الجانبية.
بهدف حماية حكمه، اعتمد الأسد على حملة قمع وحشية ضد خصومه، فضلا عن السياسات الاقتصادية التي أثْرت الأقارب وأفراد من الطائفة العلوية في صلب النظام.
ونقلت الصحيفة عن أندرو تابلر، وهو خبير في الشؤون السورية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى قوله: “ما يجمع هذا النظام هو المال والعلاقات الأسرية، فهؤلاء الناس يجنون الملايين من الدولارات سنوياً، والتي تستثمر بكثافة في النظام. المشكلة هي أننا لا نملك معلومات دقيقة عن العلاقات فيما بينها، وعند أي حد يمكن أن ينكسر هذا الرابط”.
غليان في دمشق وحلب.. والقبائل السورية تشكل كتائب عسكرية
معاون وزير النفط أكبر مسؤول سوري ينشق * المبعوثة الدولية: نريد أن نعرف ماذا حدث لأهالي بابا عمرو * كلينتون: كل الخيارات على الطاولة * واشنطن تشتبه في تحويلات بملايين الدولارات للنخبة السورية * أنان والعربي يعارضان تسليح المعارضة.. وتركيا ترفض تدخلا عسكريا من خارج المنطقة
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: يوسف دياب تونس: المنجي السعيداني بيروت: «الشرق الأوسط» القاهرة: سوسن أبو حسين وصلاح جمعة
تصاعدت حالة الغليان ضد النظام السوري في دمشق العاصمة، وثاني أكبر المدن حلب التي قالت تقارير ان النظام يفقد السيطرة فيها. في الوقت ذاته أعلنت القبائل السورية عن تشكيل جناحها العسكري المؤلف من 24 كتيبة مقاتلة، مهمتها «مقاومة الآلة العسكرية والأمنية للنظام السوري وحماية المدنيين على كل الأراضي السورية».
وقال نشطاء معارضون إن قوات الأمن السورية أصابت ثلاثة بجروح بالرصاص أمس في حي المزة الذي يضم سفارات وعددا من منشآت الشرطة السرية عندما تحولت جنازة منشق الى تظاهرة ضد النظام.. من جانبها قالت فاليري أموس، مسؤولة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، أمس، إنها شعرت «بهول» ما رأته في حي بابا عمرو وإنها ترغب في معرفة ما الذي حدث للأهالي هناك.
وأوقع الجيش السوري أمس، بحسب المجلس الوطني، على الأقل 56 قتيلا، وتحدث ناشطون عن «مجزرة كبيرة على يد قوات الأمن في حي جوبر بحمص وقع ضحيتها 44 قتيلا». وبينما قال تقرير لصحيفة ديلي تلغراف البريطانية ان حلب بدات تخرج عن سيطرة النظام, أكد المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي، أن إعزاز الواقعة في ريف حلب، «شهدت طيلة يوم أول من أمس انفجارات عنيفة واشتباكات». الى ذلك أعلن عبدو حسام الدين، معاون وزير النفط السوري، أمس، انشقاقه عن النظام وانضمامه إلى «ثورة الشعب السوري الأبي»، ليكون أكبر مسؤول ينشق عن النظام حتى الآن. وأبلغ مصدر في المعارضة السورية «الشرق الأوسط» بأن حسام الدين «أصبح في مكان آمن خارج سوريا».
على صعيد التحركات السياسية رفض كوفي انان المبعوث الدولي لسوريا ونبيل العربي امين عام الجامعة العربية عقب مباحثاتهما في القاهرة أمس تسليح المعارضة السورية, واعتبر انان ان ذلك سيعقد الوضع. وفي تونس عارض الرئيس التركي عبد الله غل أي تدخل عسكري من خارج المنطقة في سوريا.
إلى ذلك، قالت هيلاري كلينتون، إن «الرئيس (أوباما) قال إن كل الخيارات على الطاولة» تجاه الأسد بينما افادت مصادر استخباراتية أميركية بأن الولايات المتحدة تتعقب ما تشتبه في كونه تحويلات بملايين الدولارات إلى حسابات أجنبية من قبل النخبة السورية.
مخاوف من هجوم واسع على محافظة إدلب على غرار بابا عمرو
مجزرة بحق 44 شخصا في حمص.. عنف في إدلب واعتقالات ومظاهرات في دمشق
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: بولا أسطيح
بينما يواصل الجيش السوري عملياته في مناطق مختلفة بأنحاء سوريا، موقعا بالأمس وبحسب المجلس الوطني على الأقل 56 قتيلا، تحدث ناشطون عن «مجزرة كبيرة ارتكبتها قوات الأمن في حي جوبر في مدينة حمص، وهو حي ملاصق لحي بابا عمرو، وقع ضحيتها 44 قتيلا». وقال الناشطون إن «المجزرة شملت عائلات بأكملها»، لافتين إلى «مقتل 16 فردا من عائلة الطحان، و20 من عائلة الرفاعين وضحايا من عائلة كويعان وآخرين ما زالوا مجهولي الهوية». وأضاف الناشطون أن «أسباب هذه الإعدامات انتقامية وتعود لوجود أفراد ناشطين من هذه العائلات، أو لرفض هذه العائلات الظهور على الفضائيات السورية الرسمية للإدلاء بشهادات مزورة عن العصابات المسلحة».
وعلى أثر هذه المجزرة، قام المجلس الوطني السوري باتصال مع الكثير من المسؤولين الأتراك والعرب للمطالبة بتحرك سريع، خصوصا أن الجرائم التي يقوم بها النظام في تزايد مستمر. كما دعا محمد سرميني، عضو المكتب الإعلامي في المجلس الوطني، كافة الجهات الدولية «للكف عن التخاذل بانتظار مزيد من المجازر للتحرك على الأرض»، معتبرا أن «الموقف الدولي غير مقبول، لأن التصريحات لن تحرر سوريا من هذا النظام». وإذ أكد أن إسقاط هذا النظام لن يكون بالتمني، كشف لـ«الشرق الأوسط» عن أن «أجندة مؤتمر إسطنبول المزمع عقده ستكون واضحة في طلب تحرك دولي واضح من أجل حماية الشعب السوري».
في هذا الوقت، أعرب ناشطون عن تخوفهم من هجوم واسع على محافظة إدلب التي تعد أحد المعاقل الرئيسية للجيش السوري الحر شبيه بالهجوم الذي شنه النظام على بابا عمرو في حمص، وتحدثوا عن إرسال قوات كبيرة معززة بمئات الدبابات والآليات المدرعة إلى إدلب التي لها حدود مع تركيا، ويسيطر الجيش الحر منذ شهور على بعض مدنها على غرار بنّش.
وفي هذا الإطار، قال عضو الهيئة العامة للثورة ميلاد فضل، من إدلب، «إن التعزيزات ما زالت تأتي وهي تتركز قرب جبل الزاوية وقرب مدينة إدلب»، متوقعا أن يكون «اقتحام المدينة هو الهدف الأول للقوات النظامية في المحافظة حاليا». وأضاف: «الجيش النظامي طلب من عناصر (الجيش الحر) عن طريق مسؤولين محليين وعن طريق مكبرات الصوت في المساجد أن يسلموا سلاحهم»، متحدثا عن «أعداد كبيرة من النازحين من 8 قرى في جبل الزاوية ومن مدينة إدلب».
بدوره، قال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن، «إن حشودا عسكرية تصل إلى إدلب لا سيما إلى قرى جبل الزاوية»، مضيفا «هناك اشتباكات في كفر نبل بين القوات النظامية ومنشقين عنها». وإذ تخوف من عملية عسكرية واسعة النطاق على محافظة إدلب، قال عبد الرحمن: «الإعلام السوري يركز هذه الأيام على إدلب ويقول إن فيها مجموعات إرهابية مسلحة، وأنا أرى أن هذا مقدمة لعمل عسكري واسع».
في هذا الوقت، أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا باشتباكات عنيفة وقعت بين «الجيش الحر» وقوات النظام، وسط مدينة كفر نبل في إدلب.
وأوضح ناشطون أن الجيش السوري واصل عملياته في ريف حماه، وقصف بلدة شيزر، كما شن حملة اعتقالات في كرناز وحيالين وتريمسة وجلمة والشيخ حديد.
وعلى صعيد الاحتجاجات، بث ناشطون صورا لمظاهرات خرجت مساء أول من أمس في عدد من المدن، بينها العاصمة دمشق. فبينت مقاطع الفيديو التي تم تحميلها عبر «يوتيوب» خروج العشرات في مظاهرة من حي المزة الذي شهد مؤخرا أضخم احتجاج منذ بدء الانتفاضة في منتصف مارس (آذار) الماضي، وقد شارك فيها نحو 30 ألفا. وأشار الناشطون إلى مظاهرتين أخريين في حي جوبر، وفي منطقة «مشروع دمر» حيث يوجد سكن للضباط.
وفي ريف دمشق، خرجت مظاهرات مسائية في عربين وحمورية، ونظمت احتجاجات مماثلة في سرمين ومعرة معصرين بإدلب، وفي الحميدية بحماه، وأخترين بحلب، والبوكمال بدير الزور.
وعلى صعيد آخر، أفاد ناشطون بأن مظاهرات احتجاج خرجت في كل من دمّر وكفر سوسة والقابون في دمشق. فيما اقتحمت قوات الأمن منطقة الهامة في ريف دمشق وسط حملة للجيش على المنطقة. وقالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن حملة الاعتقالات التي نفذتها قوات الأمن في منطقة الهامة (ريف دمشق) طالت أكثر من 50 شابا. وقال نشطاء معارضون إن قوات الأمن السورية أصابت ثلاثة بجروح أمس عندما أطلقت الذخيرة الحية أثناء تشييع جنازة في دمشق.
وقالوا إن الجنازة تحولت إلى مظاهرة ضد حكم الرئيس بشار الأسد. وأضافوا أنها كانت في حي المزة الذي يضم سفارات وعددا من منشآت الشرطة السرية. وأشارت الهيئة العامة للثورة السورية من جانبها إلى مسيرة تشييع في المزة لهجوم من قبل قوات الأمن ما تسبب في وقوع جرحى وحصول حملة اعتقالات. وقال المرصد السوري إن قوات الأمن السورية اعتقلت عشرات المواطنين في حي القدم كما في حي المزة خلال تفريق تشييع شاب وهو جندي رفض إطلاق الرصاص على المحتجين فقتلته القوات النظامية الشهر الماضي. وتحدثت لجان التنسيق المحلية في سوريا عن أن قوات النظام داهمت عشرات المنازل في حي التضامن واعتقلت 18 شابا من المنطقة، وقامت بحملة دهم في منطقة يبرد بريف دمشق، مع إطلاق الجيش والأمن النار بكثافة في الشوارع.
كما أوقفت السلطات السورية أمس المحامي والناشط الحقوقي عمر قندرجي في مدينة حمص، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية، إن «الأمن السوري اعتقل المحامي البارز عمر قندرجي على حاجر في حي الإنشاءات» المجاور لحي بابا عمرو. وأضاف «كان عمر قندرجي في طريقه لتفقد منزل والدته في حي الإنشاءات حين أوقفه حاجز للأمن». وأوضح عبد الرحمن أن المحامي الموقوف «من أبرز المحامين والحقوقيين في مدينة حمص، وهو محامي الناشط السياسي البارز نجاتي طيارة».
هذا وطالت حملة الاعتقالات بلدة حطاب في محافظة حماه، فيما استمر القصف عنيفا على مدينة حمص وبالتحديد على مدينة القصير. فتحدثت لجان التنسيق المحلية في سوريا عن قصف عنيف استهدف المدينة مع سماع دوي انفجارات وسقوط الكثير من القذائف على منطقة البساتين والقرى غرب نهر العاصي، لافتة إلى أن قصفا مماثلا بقذائف «الهاون» طال مناطق جب الجندلي وباب تدمر ترافق مع إطلاق نار كثيف.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن قوات الأمن السورية نفذت حملة مداهمات واعتقالات في حي الحويقة في دير الزور ترافقت مع إطلاق رصاص كثيف.
وفي سياق المظاهرات، قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إنه وتزامنا مع إحياء يوم المرأة العالمي، خرجت مظاهرة نسائية في حلب عند مسجد عبد الله بن عباس بحي الفرقان تضامنا مع المدن المنكوبة حيّت «الجيش الحر»، كما خرجت أخرى في ريف دمشق وبالتحديد في منطقة التل نادت بإسقاط النظام، وانفضت دون مواجهات أو اعتقالات. وفي العسالي (دمشق) خرجت مظاهرة نسائية حاشدة هتفت للمدن المنكوبة وطالبت بإسقاط النظام.
أما وكالة الأنباء السورية (سانا)، فذكرت أن من وصفتها بـ«المجموعة الإرهابية المسلحة» استهدفت بقذائف صاروخية حافلة صغيرة كانت تقل مدنيين قرب بلدة شيزر بريف حماه، مما أدى إلى مقتل 6 من ركابها على الفور وإصابة 6 آخرين. كما أشارت إلى وقوع اشتباكات مع مجموعات أخرى في منطقة بساتين برزة بدمشق.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان تحدث عن انفجارين استهدفا ليل الأربعاء – الخميس مركزين أمنيين في مدينة أعزاز القريبة من الحدود السورية – التركية، في محافظة حلب (شمال)، مشيرا إلى أن الانفجار الأول «استهدف مفرزة المخابرات العامة (أمن الدولة) والثاني قسم الأمن الجنائي»، وتلاهما «اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات منشقة».
وأكد المتحدث باسم «اتحاد تنسيقيات حلب» محمد الحلبي وقوع الانفجارين، موضحا أن «مجموعات من الجيش السوري الحر هي التي قامت بتفجير المركزين». وقال الحلبي إن أعزاز الواقعة في ريف حلب والتي تبعد نحو 60 كيلومترا عن مدينة حلب «شهدت طيلة يوم أول من أمس انفجارات عنيفة ناتجة عن قصف قوات النظام للمدينة وإطلاق الرصاص، فرد الجيش الحر واشتبك مع الأمن، ثم أقدم على تفجير مبنيي الأمن الجنائي وأمن الدولة»، مشيرا إلى أن عناصر الجيش الحر الذين انشقوا عن الجيش النظامي يستخدمون في مثل هذه العمليات «الأسلحة المتوسطة التي يحملونها معهم عادة لدى انشقاقهم».
وأكد الحلبي، من جهة ثانية، أن 7 مظاهرات مسائية سارت في أحياء مختلفة من مدينة حلب مطالبة بإسقاط النظام ليل أول من أمس، وضمت مئات الأشخاص. وأضاف أن «السجناء في سجن عفرين في ريف حلب نفذوا أول من أمس حركة تمرد، فأحرقوا الفرش وأثاروا الشغب وطالبوا بسقوط النظام، وقد استقدمت تعزيزات لقمع الحركة».
من جهة ثانية، أفاد المرصد بأن «مواطنين استشهدا إثر إطلاق الرصاص عليهما بعد منتصف ليل الأربعاء – الخميس في مدينة الميادين (في محافظة دير الزور) أمام مفرزة الأمن السياسي».
ويبدو أن سيطرة النظام السوري على المدينة الثانية والمركز التجاري الرئيسي بسوريا بدأت تضعف، حسب مقال نشرته صحيفة «الديلي تلغراف» البريطانية أمس، التي قالت إن حلب التي صدت المظاهر البارزة للثورة السورية في شوارعها لما يقرب من عام، لم تعد قادرة على أن تبقى على الحياد طويلا.
وهي الآن على أهبة الاستعداد، حيث توجد دوريات الشرطة بكثافة في نهاية الشوارع الرئيسية. كذلك، تتكوم أكياس الرمل أعلى حوائط عشرات المباني الأمنية والعسكرية التابعة للجيش والمنتشرة عبر أكثر المدن ازدحاما بسوريا، حيث يتخذ الحراس المسلحون في أبراج المراقبة وضع الاستعداد.
واعتبرت الصحيفة البريطانية أن الواجهة المحترقة المنهارة لمبنى ثكنات حفظ الأمن في مكتب الاستخبارات العسكرية، الذي تم تدميره بواسطة سيارتين مفخختين الشهر الماضي، تذكير قوي بالمخاطر التي يواجهونها.
وبحسب ما صرح به نشطاء لـ«الديلي تلغراف»، فإن الجيش السوري الحر يوجه اهتمامه الآن إلى المعارضة بمحافظة إدلب الحيوية المجاورة. وهنا يبدو رد الفعل هذا من خلال حرب عصابات، حيث تقوم وحدات صغيرة بشن هجمات على المراكز الحكومية.
و«يستعد الجيش السوري الحر الآن لقصف قواعد الأمن التابعة للنظام هنا»، حسبما ذكر ناشط يطلق على نفسه اسم حمود، ابن قائد في الجيش السوري الحر. وأضاف: «تمثل إدلب ساحة التدريب بالنسبة لهم. ويتزايد عددهم كل يوم ويحصلون على كميات أكبر من الأسلحة. والآن، يوجهون اهتمامهم نحو حلب والعاصمة».
«يقوم الجيش السوري الحر بتنفيذ عمليات كل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع خاصة يوم الجمعة، وليست لديهم قاعدة هنا، لكنهم يعيشون بيننا سرا»، هذا ما جاء على لسان أحمد من لجنة التنسيق المحلية بإحدى مقاطعات حلب.
وما زال دعم النظام في حلب قويا؛ فالحالة السائدة بين التجار في الأزقة المتهدمة بالمدينة التاريخية القديمة مزرية. ومن الجدير بالذكر أن حلب استفادت كثيرا، كونها مركزا تجاريا دوليا، من دفع الحكومة لها للانفتاح، ولذلك يظن الصفوة بحلب أن الازدهار الذي ينعمون به هو بفضل الاستقرار الذي يوفره لهم النظام.
وأصبح الصمت الذي لف المدينة طوال العام الماضي، باستثناء احتجاجات في الجامعة، مصدرا للفكاهة بين الثوار السوريين. فقد حمل بعض الناشطين من دمشق لافتة كتب عليها «عاجل! ثوار حلب في عام 2050»، بينما حملت لافتة أخرى عبارة: «لن تقوم حلب أبدا ولو تناول سكانها حبوبا منشطة».
يقول أحد النشطاء: «بدأ ذلك الموقف يتغير تدريجيا، ففي المناطق الأكثر تواضعا مثل المرجة والفردوس والسلاطين وسيف الدولة، يقوم السكان المحليون بكتابة رسائل مناهضة للنظام على جدران المباني المتهدمة، حيث يصل عدد المشاركين في المظاهرات إلى المئات يوم الجمعة وفي منتصف الليل، حين تقل أعداد قوات الأمن ويصبحون أقل انتباها».
أموس صدمت «بهول» ما رأته في بابا عمرو.. وترغب في معرفة ما حدث للناس هناك
الأمم المتحدة تعد مواد غذائية تكفي 1.5 مليون نسمة في سوريا
جريدة الشرق الاوسط
لندن: نادية التركي باريس: ميشال أبو نجم
قالت فاليري أموس، مسؤولة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، أمس، إنها شعرت «بهول» ما رأته في حي بابا عمرو بمدينة حمص السورية، وإنها ترغب في معرفة ما الذي حدث للسكان هناك.
وقالت أموس لـ«رويترز» بعد اختتام اجتماعها مع وزراء في دمشق «شعرت بهول ما رأيت في بابا عمرو أمس (أول من أمس الأربعاء)» وأضافت «الدمار هناك هائل.. ذلك الجزء من حمص دمر تماما، وأنا أرغب بشدة في معرفة ما الذي حدث للناس الذين يعيشون في ذلك الجزء من المدينة».
ومن جهته قال ثائر الحاجي، ممثل اتحاد تنسيقيات الثورة السورية في أوروبا، لـ«الشرق الأوسط»، إن الأهالي في بابا عمرو معظمهم تم تهريبهم إلى باقي الأحياء وعن طريق البساتين، لم يتبقّ منهم إلا عدد قليل جدا، وأضاف أنه «يتم اعتقالهم جميعهم ويقوم شبيحة الأسد وعصاباته باغتصاب النساء علنا أمام إخوتهم وآبائهم، وأيضا قتل الشباب بدم بارد بعد أن يشهدوا اغتصاب حرائرهم، وقام النظام بإدخال الموالين للنظام من حي الزهرة والنزهة, وقاموا بنهب المنازل بشكل كامل وألبسوهم لباس أهالي بابا عمرو ويتكلمون مع الهلال الأحمر، ويقولون لهم إن هناك عصابات مسلحة وإن الجيش الحر هو من قتل العالم وأجبرهم على التظاهر بقوة السلاح، ويقوم الأمن والهلال بتوزيع المساعدات عليهم بصفة أنهم من أهالي بابا عمرو، وهذه الحيل أصبحت مكشوفة للعالم أجمع».
وأضاف الحاجي: «حي بابا عمرو يعيش حالة إنسانية كارثية الوضع جدا، المنازل مدمرة، وكأنك ترى حيا من أحياء غزة إبان الحرب الإسرائيلية على غزة، بل أكثر من ذلك بكثير، ولو دخل الإعلام الغربي إلى هناك لرأى العالم اجمع الفظاعات والمجازر التي ارتكبها شبيحة بشار الأسد وعصابته الهمجية، أيضا المياه مقطوعة منذ أشهر والطعام والدواء مفقود بأمر من النظام، والكهرباء مقطوعة منذ أشهر، ومن يحاول الذهاب إلى المشافي الحكومية يتم الإجهاز عليه داخل المشافي».
إلى ذلك، قالت الأمم المتحدة أمس، إنها تعد مواد غذائية تكفي 1.5 مليون نسمة في سوريا في إطار خطة طوارئ عاجلة مدتها 90 يوما لمساعدة المدنيين المحرومين من المؤن الأساسية بعد نحو عام من الصراع. وقال جون جينج، من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أمام المنتدى الإنساني حول سوريا الذي ينعقد ليوم واحد في جنيف «يجب فعل المزيد». ووصف الوضع في سوريا بأنه «مائع جدا»، وقال إن طاقة الأجهزة الصحية السورية لا تستطيع توفير رعاية ما بعد الصدمة، وإن هناك حاجة لتجديد مخزون الأدوية. وقال إن أنظمة المياه التي لحقت بها أضرار خلال القصف يجب إصلاحها.
وقال دبلوماسيون ومصادر بمنظمة الأمم المتحدة التي منعت من العمل في سوريا، إن المنظمة الدولية وضعت خطة مساعدات مبدئية مدتها ثلاثة أشهر قيمتها 105 ملايين دولار يرجح أن تتضمن مناشدة المانحين تقديم تمويل.
وشاركت اللجنة الدولية للصليب الأحمر وهي منظمة الإغاثة الوحيدة التي أرسلت موظفين إلى سوريا في منتدى أمس. وقال كلاوس سورنسن، مدير عام قسم المساعدات بالاتحاد الأوروبي، إن «العملية السياسية تزداد تعقيدا، لكن الشعب السوري لا يستطيع الانتظار. يجب أن يتدخل المعنيون بالشؤون الإنسانية». وأضاف «الغرض من هذا الاجتماع هو تقديم حل للمعاناة الفورية. إنه عن الوصول.. والوصول.. والوصول. هذا شرط مسبق لتوفير أي نوع من الدعم».
ومن جهته، قال فيصل خباز الحموي، سفير سوريا لدى الأمم المتحدة في جنيف، إنه يرفض المنتدى المنعقد في جنيف لأنه يتناقض مع ميثاق الأمم المتحدة. وقال الحموي، إن سوريا لا تمر بأزمة إنسانية، متهما بعض وسائل الإعلام بمحاولة تهيئة الأجواء لتدخل عسكري. وأضاف أن سوريا تصدر منتجات صناعية وزراعية وماشية مثل معظم دول المنطقة. وقالت الولايات المتحدة التي تمثلها نائبة وزيرة الخارجية الأميركية كيلي كليمنتس في بيان صدر قبل بدء المحادثات «ما زالت الولايات المتحدة تدعو نظام الرئيس بشار الأسد إلى السماح بالدخول الآمن للجماعات الإنسانية لتقديم مساعدات لإنقاذ الأرواح». وأعلنت الولايات المتحدة أمس عن مساهمة إضافية قيمتها مليونا دولار للمساعدة الإنسانية الدولية في سوريا، كما جاء في بيان أصدرته البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة في جنيف.
وأكد مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون السكان واللاجئين والهجرة، كيلي تي. كليمنتس هذه المساهمة، خلال اجتماع خصص لتنسيق المساعدة الإنسانية لسوريا في الأمم المتحدة بجنيف. ومع هذين المليونين الإضافيين، تكون الولايات المتحدة قد أعطت سوريا مساعدة إنسانية تفوق الـ12 مليون دولار.
وقد قدمت الولايات المتحدة للشعب السوري مساعدات طبية عاجلة ومساعدة للتزود بمياه الشرب ومواد غذائية وأغطية وأجهزة تدفئة.
الى ذلك أدان المجلس التنفيذي لليونيسكو مساء أمس قمع النظام في سوريا وأعرب عن قلقه من التطورات الحاصلة فيها وداعيا المديرة العامة للمنظمة الدولية إلى إرسال بعثة إلى دمشق «في أسرع وقت» ورفع تقرير إلى المجلس عن مهمتها.
ويطالب القرار بأن تركز البعثة على أوضاع حقوق الإنسان في سوريا والحق في التعليم وحماية الأطفال والصحافة وحرية التعبير وكل ما له من علاقة مع اختصاصات المنظمة الدولية.
وحاز القرار الذي تقدمت به المجموعة العربية ودول أخرى على 35 صوتا فيما عارضته 8 دول وامتنعت 15 دولة عن التصويت. ويبلغ أعضاء المجلس التنفيذي 58 عضوا.
وكان مشروع القرار الأساسي يطالب بطرد سوريا من المجلس التنفيذي. غير أن المستشار القانوني لليونيسكو أعرب عن «تحفظاته» مستندا بذلك لكون النظام الداخلي لا يمكن المجلس من اتخاذ إجراء كهذا. وعرفت اليونيسكو حالتي طرد أصابتا ليبيا ويوغوسلافيا. ولكن جاء هذا الإجراءان بناء على قرارين صادرين عن مجلس الأمن الدولي بتنحية البلدين المذكورين من كل المنظمات التابعة للأمم المتحدة.
وبين الدول العربية، وحدها الجزائر امتنعت عن التصويت. وبطبيعة الحال، فقد صوتت سوريا ضده. أما الدول الأخرى التي عارضت فهي روسيا والصين وكوبا وفنزويلا ومالي وزيمبابوي.
وقالت مصادر عربية شاركت في الاجتماع إن السفير الأميركي أعرب عن أمله في أن يكون القرار «خطوة أولى» باتجاه تعليق عضوية سوريا في المجلس معتبرا أن سوريا لا يمكن أن تعود إلى أوضاعها الطبيعية تحت حكم بشار الأسد. وردت عليه سفيرة سوريا لمياء شكور بالإعراب عن الأسف وتأكيد أن القرار جاء تعبيرا عن «إملاءات» خارجية ومن دول لا تريد أن ترى الإصلاحات الكثيرة التي قامت بها الحكومة السورية. واتهمت شكور واشنطن بأنها لا تريد أن تتحقق الإصلاحات بسبب أهداف ومصالح ترمي لتحقيقها مشيرة إلى الضحايا التي أوقعتها أميركا في أفغانستان والعراق.
أما السفير السعودي زياد الدريس فقد أعلن أن القرار «لن يخفف من معاناة الشعب السوري ومأساته» لكنه تعبير عن «حزن» الدول الأعضاء إزاء المأساة السورية. وذكر السفير السعودي بالمواقف التي عبر عنها الملك عبد الله بن عبد العزيز إزاء الوضع في سوريا ودعواته المتكررة لوقف القتل والقمع والعنف. ويشغل الدريس منصب أحد نواب رئيس المجلس التنفيذي.
القبائل السورية تشكّل جناحها العسكري لمقاومة النظام
قيادي بالكتائب المسلّحة: تمويلنا ذاتي
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: يوسف دياب
أعلنت القبائل السورية عن تشكيل جناحها العسكري المؤلف من 24 كتيبة مقاتلة، مهمتها «مقاومة الآلة العسكرية والأمنية للنظام السوري وحماية المدنيين على كل الأراضي السورية»، معتمدة على التمويل الذاتي من أجل تفعيل دورها وزيادة قدراتها.
وكشف القيادي في الجناح العسكري للقبائل السورية خالد الخلف، أن «القبائل شكّلت الكتائب المقاتلة لحماية المدنيين والثوار من عمليات القتل التي امتهنها النظام السوري منذ بداية الثورة». مشيرا إلى أن «مقاتلي هذه القبائل باتوا القوة الأكبر والأفعل على الأرض». وأكد الخلف لـ«الشرق الأوسط»، أن «هناك 24 كتيبة عسكرية تشكّلت من أبناء القبائل السورية، وكل كتيبة تضمّ ما بين 700 و1500 مقاتل، وفضلا عن لواء جعفر الطيار الذي يضمّ 7500 مقاتل موزعين على ست كتائب منتشرة ما بين دير الزور والبوكمال والحسكة، وكل هذه الكتائب تعمل تحت قيادة الجناح العسكري لقبائل سوريا، التي تتعاون بشكل كامل مع الجيش الحرّ، بحيث إن كل نحو مائة مقاتل يقودهم بعض العناصر النخبوية من الجيش الحرّ المتميزين بالخبرة القتالية».
وقال: «بعد أن وجدت القبائل أن نزاعات المعارضة تكاد تقتل الثورة أو تميّعها، وأمام آلة القتل والإجرام المتبعة من قبل النظام، لا سيما ما حصل في بابا عمرو في حمص ودرعا وجبل الزاوية في إدلب والمجازر التي ترتكب يوميا، لم تجد القبائل سبيلا لمواجهة هذا الخطر إلا بالتوحد وتشكيل جناح عسكري يحميها ويحمي المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب السوري».
وردا على سؤال عن المناطق التي توجد فيها هذه الكتائب المسلّحة، قال الخلف «إن كتائبنا منتشرة في مناطق درعا، وإدلب، ودير الزور، وحمص، والبوكمال، وريف حماه، وريف دمشق. وهناك الكثير من القرى والبلدات المحررة بالكامل وتقع تحت سيطرتنا وإدارتنا، لكن من غير المفيد ذكرها». وعن مصادر تمويل وتسليح هذه الكتائب، أوضح أن «التمويل ذاتي مائة في المائة، بحيث نعمد عند رأس كل شهر إلى جمع نحو مائة ألف دولار من متمولي شيوخ القبائل الموجودين في الخارج، وتُرسل هذه الأموال إلى المقاتلين لشراء الأسلحة والعتاد العسكري الضروري». مشددا على أن «الشعب السوري اتخذ قرارا نهائيا بإسقاط هذا النظام المجرم مهما غلت التضحيات والأثمان التي سيدفعها، وهذا الشعب بات يعتمد على نفسه وعلى قواه الذاتية بعد أن شبع وعودا ومن ثمّ تخلّى عنه العالم بأسره». وسأل: «ماذا ينتظرون بعد سنة من انطلاقة الثورة وبعد سقوط أكثر من عشرة آلاف شهيد وعشرات آلاف المعتقلين والمشردين والجرحى والمعوقين؟ وهل ينتظر العالم إبادة الشعب السوري بكامله حتى يتحرّك؟». لافتا إلى أن «إرادة الشعب هي التي ستنتصر في النهاية لا محالة».
السفير البريطاني بدمشق: نظام الأسد سيسقط خلال أشهر نتيجة انهيار داخلي
كوليس قال لـ «الشرق الأوسط» إن الساعة الاقتصادية تدق في سوريا وسيكون لها تأثير مهم
جريدة الشرق الاوسط
مينا العريبي
عندما تولى سايمون كوليس منصب السفير البريطاني لدى سوريا، لم يكن غريبا عليها، فهو تعلم اللغة العربية فيها قبل 25 عاما وقام بزيارتها مرات عدة قبل أن يصبح سفيرا لديها عام 2007. ولكن غادر كوليس دمشق يوم 29 فبراير (شباط) الماضي تحت ظروف صعبة لم يتخيلها عندما وصل إلى سوريا قبل 4 سنوات، إذ تركها عند تعليق السفارة البريطانية مهامها في دمشق خوفا من تدهور الوضع الأمني وفي خطوة زادت من عزلة نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي يواجه انتفاضة شعبية واسعة. ويعمل كوليس الان في مقدمة الفريق البريطاني الدبلوماسية الذي يبحث عن سبل للتعامل مع الوضع السوري. والتقت «الشرق الأوسط» كوليس في مقر وزارة الخارجية البريطانية صباح أمس للحديث عن آخر المستجدات في سوريا والخطط المطروحة لمعالجة الأزمة فيها. وفيما يلي نص الحوار:
* تم الإعلان عن انشقاق معاون وزير النفط السوري عبدو حسام الدين، فما أهمية هذا الانشقاق وهل تتوقع تصاعد وتيرة الانشقاقات خلال الفترة المقبلة؟
– هذا أمر ممكن، أعتقد أنه أمر مهم كمؤشر لمسار الأمور، هناك أشخاص شرفاء يشغلون مناصب داخل هذه الحكومة وفي هذا النظام والذين يشعرون بالخزي من تصرفات هذا النظام ضد شعبه ولم يعودوا مستعدين لاعتبارهم مرتبطين به حتى وإن كان بشكل غير مباشر.
لا أحد يعتبر أن معاون وزير نفط جزء من آلة القتل ولكن حتى من موقع غير مباشر كونه جزءا من الحكومة، من الواضح أنه شخص استمع إلى ضميره وقلبه وقرر أن الوقت قد حان، على الرغم من المخاطر على عائلته، أن يتخذ قرارا وأعتقد أنه أمر علينا احترامه والترحيب به.
أما إذا كان ذلك سيؤدي إلى خطوات مثل هذه، سنرى. إنه المنشق الأرفع، ولكنه ليس الأول. وكما نرى؛ الأمور تسير، أعتقد نعم بإمكاننا توقع المزيد من هذه الخطوات. أعتقد أن هناك كثيرين ولا بد يشاركونه مشاعره ولكن لا يجدون أنفسهم قادرين على التحرك بسبب الخوف. وعندما يتراجع الخوف أو تزداد ضغوط الأحداث التي لا يمكن تحملها، حينها يمكن توقع أن يخطو آخرون خطوته الشجاعة.
* عندما كنت في دمشق كنت تجري اتصالات مع أشخاص في الحكومة وآخرين في المعارضة. هل لمست لدى آخرين الاستعداد للانشقاق لولا الخوف الذي تتحدث عنه؟
– نعم، لقد تحدثت إلى وزراء سابقين من الحكومة السابقة التي تم إقالتها العام الماضي، وبعض هؤلاء هم أشخاص محترمون تبوءوا مناصب بسبب خبراتهم كونهم تكنوقراط وليس بالضرورة لأنهم بعثيون.
وعند الحديث معهم كان من الواضح أنهم لم يرغبوا بعد الارتباط مع نظام يقمع شعبه ويقتل ويعتقل ويعذب الناس. وتمت إقالة الحكومة تلك وتم إعفاؤهم فلم يستقيلوا، ولكن هناك وزراء وآخرون مسؤولون رفيعو المستوى يعرفون أن هذا النظام لم يعد يمثل طريقا إلى الأمام. ربما كانوا في السابق يعتقدون أنهم يقومون بمهام دولة أو أنهم كانوا يتبعون وظيفة دولة أو أنهم كانوا يعتبرون أنهم يلعبون دورا في تنمية البلاد ولكن وجدوا أن ذلك ليس ممكنا تحت هذه القيادة.
* ما الخيارات المتاحة، البعض يعتبر أنه من الممكن التوصل إلى خطة مماثلة لتلك التي تم تطبيقها في اليمن وتقدم مخرجا للرئيس السوري بشار الأسد بطريقة سلمية بينما آخرون ينظرون إلى الخيار العسكري. هل ترى خيارا ثالثا؟
– أعتقد أن هناك تفاعلا بين «الخيار» العسكري والسياسي، ما يحدث على واقع الأرض بالطبع يؤثر على فرص الحل السياسي. في النهاية لا بد وأن يكون الحل سياسيا، أي أزمة مثل هذه تحل فقط من خلال آلية سياسية. فالسؤال هو كيفية خلق الظروف لهذه الآلية السياسية. عندما بريطانيا كانت تعمل مع فرنسا والولايات المتحدة العام الماضي لتشجيع النظام على العمل باتجاه انتقال مبني على التفاوض، كنا واضحين بأن المشكلة التي يجب حلها هي مشكلة سورية – سورية، وليست مشكلة سورية – غربية. وكنا نشعر أنه من الضروري اتخاذ خطوات معينة لجعل الحل السياسي ممكنا، مثل إطلاق المعتقلين السياسيين وإنهاء القتل وإنهاء الاعتقالات والتعذيب والسماح للشخصيات المعارضة للقاء وتنظيم عملهم بحرية والسماح للصحافة بالعمل بحرية والقبول بمواصلة المظاهرات السلمية. وهذه كلها مقترحات تقدمنا بها. وشرحنا أنه ما دامت العمليات الأمنية مستمرة، نعتقد أنه ليس من الممكن التقدم في المسار السياسي، فليس من الممكن مواصلة المسارين. وعندما ننظر إلى ما حاولت تركيا إنجازه بعد شهر رمضان الماضي، كان التفكير نفسه وبنتائج وتوصيات مماثلة، ولكن النظام تجاهلها. وبعد ذلك، كانت هناك خطة الجامعة العربية وجوهريا نفس العوامل مطروحة. وإلى حين يتم ترتيب هذه العوامل، التي تحددها خطة الجامعة العربية والتي تشمل سحب المدرعات الثقيلة وإطلاق المعتقلين والسماح لدخول الصحافيين، هي التي ستحدد الظروف، وليست الشروط بل الظروف، التي تحدد عملية سياسية. ولكن لم يظهر النظام أي بوادر حسن نية في أي من الخطط، بما فيها الخطة العربية التي وقعتها الحكومة السورية ولم تطبق أيا من بنودها. وإذا لم يغير النظام أسلوبه، من الصعب معرفة كيف سيتم التوصل إلى حل سياسي ولكن يجب أن يبقى ذلك هدفنا السياسي.
* وبعد فشل كل تلك الجهود، يتوجه الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان إلى دمشق، مع نفس الظروف والعوامل والموقف السوري، فهل لديك أي أمل بنجاح الزيارة أو التوصل إلى أي نتائج ملموسة؟
– علينا أن نرى، لقد رحبنا بتعيينه وندعم زيارته، وهو معين بشكل مشترك من قبل الأمم المتحدة والجامعة العربية وهذا أمر مهم. والمهمة التي فوض بها تشمل العمل على تطبيق خطة جامعة الدول العربية التي وقعت عليها الحكومة السورية نفسها. وما يطلب من السلطات السورية القيام به هو تطبيق قالوا تكرارا إنهم مستعدون للقيام به ولكن حتى الآن فشلوا بالقيام به. أما بالنسبة لنا ولشركائنا، ما يمكننا القيام به للمساعدة، فيشمل زيادة الضغط على النظام وزيادة عزلتهم السياسية وزيادة عزلتهم الاقتصادية والعمل على المحاسبة وهو أمر مهم. فمن الضروري أن يفهم القادة والضباط في الجيش والقوات الأمنية التي تنفذ أوامر هؤلاء القادة، وعليهم الفهم اليوم وحالا وليس بعد عدة سنوات، أن ما يقومون به الآن سيحاسبون عليه مستقبلا.
* ولكن هناك وعي بأن نقل الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية يتطلب قرارا من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وذلك أمر غير وارد بسبب الرفض الروسي والصيني لذلك وإمكانية استخدام حق النقض (الفيتو) لمنع مثل هذا التحرك، فكيف يكون أمر المحاسبة رادعا حقيقيا للقادة هناك؟ وفي الوقت الراهن، الكثيرون في النظام السوري يعتبرون أن حياتهم على المحك ويعتبرون أنهم إما ينفذون أوامر القتل أو يقتلون هم أو على الأقل يعرضون للقتل.
– نعم.. نحن نعمل مع سوريين ومنظمات عربية كي يقوم محامون بمقابلة ضحايا العنف والقمع ويرصدون الدلائل والشهادات والأدلة الجنائية كي تكون جاهزة في وقت مستقبلي، إذا كان ذلك للمحكمة الجنائية الدولية أو غيرها من السلطة قضائية، سنرى لاحقا، قد يكون للقضاء السوري مستقبلا. ولكن علينا العمل لزعزعة هذه الثقة «لدى القيادات السورية التي لا تعتقد أنها ستحاسب»، بالإضافة إلى أنه من الضروري أن المجتمع الدولي والمعارضة السورية أن تطلق رسالة بأنه من غير الضروري أن يكون الوضع هكذا، أن يكون الخيار اقتل وإلا فستقتل، من الضروري أن المعارضة السورية توضح أن رؤيتها لمستقبل سوريا فيها مساحة لكل السوريين، بغض النظر عن خلفيتهم وبغض النظر عن العوامل الطائفية.
* وماذا عن الخلفية السياسية؟
– من أكثر الأمور صعوبة لأي دولة ولأي شعب القيام به هو التوصل إلى خطة انتقال ولكن سيكون الانتقال ضروريا وسيتضمن أناسا من كل الأطراف بما في ذلك أعضاء من القوات المسلحة والأجهزة الأمنية. وسيكون من الضروري أن يجدوا مساحة لهم في دولة جديدة ديمقراطية وملتزمة بالقانون. إنه أمر ليس سهلا ولكن سوريا ليست أول دولة تواجه هذه التحديات وقد واجهت دول عدة هذه التحديات ودول كانت أنجح من دول أخرى في التوصل إلى طريق سليم، على رأسها جنوب أفريقيا.
* فلنتحدث عن روسيا.. لقد أعلنت موسكو قبل أيام رفضها تغيير موقفها من الوضع في سوريا، كيف يمكن التوصل إلى اتفاق مع روسيا للضغط على النظام لوقف القتل؟
– علينا النظر إلى الصين وروسيا. بعد الفيتو الثاني في مجلس الأمن، تحدثت إلى مسؤولين رفيعي المستوى من الصين ولفتوا انتباهي إلى أن الصين استخدمت الفيتو 8 مرات فقط منذ أن انضمت إلى مجلس الأمن، 6 مرات في قضايا متعلقة بتايوان وهو أمر يقر به الجميع بأنه خط أحمر بالنسبة لبكين، والآن استخدموه مرتين بسبب سوريا. لا أعتقد أنهم متحمسون لمواصلة هذا النهج. وأعتقد أنه لا يوجد سبب ليشعر النظام (السوري) بأن لديه شيكا أبيض من الصين، وهي عضو دائمة مهمة في مجلس الأمن لديها مصالح عدة في المنطقة، بما في ذلك استقرار المنطقة. وعلى الرغم من موقفهم حول التدخل الخارجي في القضايا الداخلية ولكن أيضا لديهم مصالح اقتصادية وغيرها مهمة في المنطقة، وعليهم أن يقوموا بحساباتهم حول إذا كانت مصالح الصين الوطنية تتماشى مع دعم نظام محكوم عليه بالفشل على حساب علاقاتهم مع دول كثيرة في المنطقة وفي المجتمع الدولي الأوسع. وأما بالنسبة إلى روسيا، فأوضح وزير الخارجية (البريطاني ويليام هيغ) بعد الفيتو الثاني بأننا سنبقي على التواصل مع روسيا حول هذه المسألة. إذا كانوا سيدعمون نظاما يقوم بجرائم داخل بلده، سيفعلون ذلك تحت أضواء الإعلام الشديدة وأيضا تحت أضواء دبلوماسية شديدة، وسنتحدث علنا عما يقومون به ونتائج أفعالهم. إنهم الآن في وضع غير مريح، إنه أمر محرج أن يقوموا بالدفاع عن تصرفات لا يمكن الدفاع عنها. ولكن في الوقت نفسه، سنواصل الحديث معهم بشكل خاص وسنبقى على اتصال معهم. قد تكون مسودة القرار حول الوضع الإنساني التي يتم مناقشتها في نيويورك (لدى مجلس الأمن) حاليا فرصة للتعاون. فنحن نتعاون مع الروس أينما نستطيع في مجلس الأمن، وإذا شعرنا بأننا وصلنا إلى حدود لذلك التعاون من الممكن العمل خارج مجلس الأمن في إطار مجموعات مثل مجموعة أصدقاء سوريا ومع دول ذات مواقف مماثلة.
* برأيك، ما هي نقطة اللاعودة التي قد تشير إلى انهيار النظام السوري؟ وإلى أي درجة الاقتصاد يعلب دورا في هذه العملية؟
– أعتقد أنه من المستحيل معرفة متى سنصل إلى نقطة اللاعودة. ولكن مع تراجع الدعم للنظام وتفريغ الدعم نتيجة تصاعد عدد الأشخاص مثل معاون وزير النفط الذين يفهمون بأنه لا يوجد مستقبل لسوريا أو مستقبل لهم وعائلاتهم في سوريا ما دام هذا النظام باقيا في السلطة. ذلك التفريغ سيعني أن النظام يصبح هشا وقد ينكسر بسرعة.
الأمر نفسه يحصل بين رجال الأعمال، باتوا يعرفون أنه لا يوجد هناك مستقبل لهم أو لعائلاتهم أو لشركاتهم ومتاجرهم مع هذا النظام، قد لا يشعرون أن بإمكانهم التحرك في الوقت الراهن إلا إذا رأوا اللحظة آتية، قد يحدث الأمر سريعا.
* هل سيحدث ذلك قريبا؟
– هذا ممكن، ولكن لا نعلم. لقد قلت علنا إنني أشك أن يستمر الوضع أكثر من العام الحالي ولكن من الممكن أن يستمر إلى ما بعد العام الحالي. أشك في ذلك شخصيا، السؤال هو ليس هل سيسقط النظام، بل متى سيسقط؟ هذا أمر أنا واثق منه. فيما يخص الاقتصاد، نحن نرى تعاظم الضغوط، الناس لا يستطيعون تدفئة منازلهم ولا يستطيعون الحصول على الوقود أو النفط لسياراتهم وفي السابق لم يحصلوا على الديزل للشاحنات أو المازوت. الأسعار الرسمية للمواد التي تدعمها الحكومة قد ارتفعت، كما أن بسبب الفساد السعر أصلا يصبح أعلى من الذي تضعه الحكومة، بينما التضخم يتصاعد والليرة السورية تفقد قيمتها بسرعة عالية. الاقتصاد ينهار، وهو ينهار نتيجة تصرف هذا النظام. لا يمكن القيام بهذه العمليات الأمنية الواسعة حول البلاد وتوقع مواصلة الحياة الاقتصادية بشكل طبيعي. لقد انهارت السياحة ووقف الاستثمار، بينما تراجعت ثقة المستهلكين بينما التجارة مع دول الجوار تراجعت. هناك ساعة اقتصادية تدق وأخذت العقوبات تؤثر على الوضع أيضا.
* هل تتوقع أن الساعة الاقتصادية سيتوقف دقها قبل نهاية العام؟
– أعتقد أن التراجع المتواصل في الاقتصاد يظهر للناس بوضوح نتيجة تصرفات هذا النظام، لقد تسبب النظام بهذا الوضع ولا يمكن له أن يحله.
* إذن أنت تعتبر أن انهيار النظام سيكون من الداخل وليس من قبل أطراف خارجية؟
– نعم.. أعتقد أن هذا ما سيحدث وأعتقد هذا ما يجب أن يحدث. إنه الأمر المناسب.
* لا تؤمن بحل عسكري أو تدخل عسكري من الخارج؟
– لا، نحن وغيرنا من دول سنعمل على عزلة النظام وسنعمل على تعظيم الدعم للمعارضة ولكن لن نسلح المعارضة. وأعتقد أنه عندما سيكسب الشعب السوري حريته، مثلما حدث في دول أخرى في العالم العربي، سيفعل ذلك بجهوده هو.
خبير استراتيجي يتوقع اشتعال لبنان إذا وقعت حرب أهلية في سوريا
مرجع أمني لـ «الشرق الأوسط» : الوضع تحت السيطرة والفتنة ممنوعة
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: يوسف دياب
عبرت السفيرة الأميركية في بيروت مورا كونيلي لرئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي عن «قلق الحكومة الأميركية من أن تؤدي التطورات في سوريا إلى المساهمة في عدم الاستقرار في لبنان»، مجددة «التزام الولايات المتحدة بلبنان مستقر وسيد ومستقل».
وقد أثارت تحذيرات السفيرة الأميركية المتكررة انتباه المراقبين، وطرحت أسئلة حول ما إذا كان الوضع الأمني في لبنان قابلا للاهتزاز وأن تمتد شرارة الأحداث السورية إلى الساحة اللبنانية. لكن مرجعا أمنيا لبنانيا طمأن بأن «الوضع الأمني في لبنان تحت السيطرة، وأن الأمور لن تفلت من عقالها كما يتصور البعض».
وقال المرجع الأمني لـ«الشرق الأوسط»: «هناك كثير من الأسباب التي تجعلنا مطمئنين إلى الوضع؛ وهي: أولا؛ لا أحد من الأطراف اللبنانية لديه الاستعداد لافتعال مشكلة في الداخل. ثانيا؛ جهوزية القوى الأمنية على اختلافها لمواجهة أي تطور بالاستناد إلى التعليمات التي لديها وهي منع الفتنة الداخلية. ثالثا؛ لا يوجد سبب خلافي في لبنان يدفع إلى التفجير الأمني كما هي الحال في الخارج، فالصراع السياسي في لبنان طبيعي لأننا في بلد ديمقراطي، أما الصراع في الخارج، فهو على طبيعة الحكم لعدم وجود ديمقراطية».
ولفت المرجع الأمني إلى أن «أحداث سوريا لها تأثيرات على الواقع اللبناني، لكن هذه التأثيرات تبقى في نطاق التشنج السياسي، ولن تجعل الأمور تفلت من عقالها»، وأضاف: «خير مثال على أن لبنان ليس في خطر، الحوادث الأخيرة التي حصلت بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن (في طرابلس)، ورأينا كيف أن طرفي هذه الأحداث سارعا إلى مطالبة الدولة بأن تضبط الوضع وتضرب بيد من حديد».. لافتا إلى أن «القوى اللبنانية مختلفة في السياسة على مقاربة الوضع السوري، كما أنها مختلفة على مسألة السلاح (حزب الله) والتعيينات والموازنات والصرف المالي، لكن هذا الاختلاف لن يتطور إلى حوادث أمنية، ولذلك، نحن مطمئنون إلى أن وضعنا الأمني أكثر من جيد».
أما الخبير الاستراتيجي والعسكري العميد المتقاعد الدكتور هشام جابر، فرأى أن «استتباب الوضع الأمني في لبنان حتى الآن، مرده إلى أن الأحداث في سوريا لم تدخل بعد في مستنقع الحرب الأهلية». وأكد العميد جابر لـ«الشرق الأوسط» أنه «إذا دخلت سوريا في حرب أهلية، لا سمح الله، فإن شرارة هذه الحرب ستمتد بسرعة هائلة إلى لبنان ومن ثم إلى الأردن والعراق بالنظر إلى التنوع الديمغرافي في هذه الدول، لأن من يسعى إلى إذكاء هذه الحرب سيسعى من خلفها إلى تقسيم المنطقة. أما إذا استمر الصراع في سوريا على ما هو عليه الآن ولم يسقط النظام، فإن لبنان سيبقى مستقرا من الناحية الأمنية». واعتبر أن «التحذير الأميركي يقع في محله، وإن كنا لا نعرف أسبابه حتى الآن». محذرا من أنه «إذا لم تحل الأزمة السورية في غضون الأشهر الخمسة أو الستة المقبلة، فإننا سنشهد تطورات دراماتيكية، ليس في سوريا وحدها؛ بل في الدول المحيطة بها، خصوصا لبنان». ولفت إلى أن «سياسية النأي بالنفس التي تتبعها الحكومة اللبنانية سياسة حكيمة رغم أن لبنان يتنكر من خلالها للاتفاقات التي أبرمها مع الدولة السورية بما فيها الاتفاقات الأمنية».
واشنطن تشتبه في تحويل النخبة السورية ملايين الدولارات إلى الخارج
الاستخبارات الأميركية تواجه صعوبة في جمع المعلومات.. وتراقب أي مؤشرات على تفكك الدائرة المحيطة بالأسد
جريدة الشرق الاوسط
واشنطن: غريغ ميلر
بحثا عن أي علامة على وجود انشقاق في الطبقة الحاكمة في سوريا، تتعقب الولايات المتحدة ما تشتبه في كونه تحويلات بملايين الدولارات إلى حسابات أجنبية من قبل النخبة السورية التي ترتبط بعلاقات وثيقة بالرئيس بشار الأسد.
ومع ذلك، لا تزال عملية تدفق الأموال غير واضحة، حيث يقول مسؤولو الاستخبارات الأميركية إنهم لا يستطيعون تقدير المبلغ الإجمالي لتلك التحويلات ولا يزالون يحاولون فهم ما تعنيه هذه التحويلات، فهل تعني أن الدائرة الداخلية المحيطة بالأسد قد بدأت في حالة من الخلاف والتخبط، أم يعني هذا ببساطة أن السوريين الأثرياء يحاولون حماية أموالهم؟
إن الجهود المبذولة لفهم ما تعنيه تلك التحويلات النقدية تؤكد على أن الكثير من مظاهر الثورة السورية لا تزال مبهمة وغير واضحة للمراقبين الأجانب، بما في ذلك وكالات الاستخبارات الأميركية، بعد عام من بدء الجهود الداخلية للإطاحة بالأسد.
وصرح مسؤولون أميركيون بارزون بأن المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بنظام الأسد ونواياه كانت غير مترابطة أو غير واضحة، علاوة على أن قدرات قوات المعارضة السورية لا تزال غير واضحة. ولا يزال المحللون الأميركيون عاجزين عن التوصل إلى استنتاجات قاطعة بشأن بعض القضايا الرئيسية، بما في ذلك هل كان تنظيم القاعدة مسؤولا عن سلسلة التفجيرات التي وقعت في سوريا خلال الشهور الأخيرة أم لا.
ويقول مايك روجرز، وهو نائب جمهوري من ولاية ميتشيغان ورئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، إن المعلومات الاستخباراتية الموثوق بها بشأن سوريا مختلطة، وأضاف: «هناك اتجاهات متباينة في سوريا، وربما تكون التقديرات غير دقيقة».
وقد أدى هذا إلى تعقيد بعض القضايا السياسية لإدارة أوباما، لا سيما في اتخاذ قرار بشأن تسليح المعارضة السورية أو دعمها.
وقال مسؤولون بارزون في وزارة الدفاع الأميركية، أول من أمس (الأربعاء)، إن الرئيس باراك أوباما قد وافق على خطة مبدئية لتدخل محتمل للولايات المتحدة في سوريا، وإن البنتاغون قد انتهى من تلك الخطة، ولكن تشتت المعارضة السورية والمجتمع الدولي ربما يعوق القيام بتلك المهمة.
وفي جلسة استماع عاصفة عقدتها لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ حول سوريا، قال وزير الدفاع الأميركي، ليون بانيتا: «لا توجد إجابات بسيطة، والنتيجة هي وجود حالة كبيرة من الغضب والإحباط تنتابنا جميعا».
وعلاوة على تعقب التحويلات النقدية، قامت أجهزة الاستخبارات الأميركية بمراقبة صور الأقمار الصناعية واعتراض بعض الإشارات للتعويض عن نقص «الاستخبارات البشرية» ، التي طالما كان يتم النظر إليها على أنها مفترق طرق رئيسي في عمليات التجسس.
وتواجه وكالة الاستخبارات المركزية، التي تواجه أصلا ضغوطا كبيرة نظرا للمتطلبات التي يقتضيها وجود الولايات المتحدة في منطقتي حرب وسقوط الأنظمة العربية بشكل متوال، صعوبات في سوريا أكثر مما تواجهه في الدول الأخرى التي أجتاحها الربيع العربي.
ففي ليبيا، على سبيل المثال، استطاعت وكالة الاستخبارات المركزية إدخال فرق سرية في غضون أسابيع قليلة من بداية الصراع، وذلك لإجراء اتصالات مع الثوار وتجميع المعلومات الاستخباراتية بصورة مباشرة. أما في سوريا التي تعمل فيها عناصر المعارضة الأقل تسليحا على السيطرة على المدن، فاضطرت وكالة الاستخبارات المركزية إلى الاعتماد على شبكة من المصادرة المتركزة في دمشق وعلى مساعدة أجهزة استخبارات الدول العربية الحليفة.
ولدى سؤاله عن الشركاء الذين يقدمون أفضل المساعدات، قال مسؤول بارز سابق في وكالة الاستخبارات المركزية: «أي جهة سنية»، تعارض نظام الأسد.
وقد تزايدت التحديات التي تواجه وكالة الاستخبارات المركزية عندما أغلقت الولايات المتحدة سفارتها في دمشق الشهر الماضي، حيث كانت السفارة توفر الغطاء الدبلوماسي لمسؤولي الوكالة وتشكل قاعدة عمليات لجمع المعلومات داخل العاصمة السورية.
وصرح مسؤولون بأن الرئيس الأميركي أوباما قد امتنع عن نشر بعض «المعلومات» السرية، التي ستتيح لوكالة الاستخبارات المركزية القيام بعمليات سرية ضد الأسد داخل سوريا.
وقد تحلت الوكالة بالحذر، حتى في مهمتها الأساسية لجمع معلومات استخباراتية، وذلك وفقا لبعض المسؤولين الذين وصفوا سوريا بأنها عدو لدية أساليب متطورة في مكافحة التجسس نظرا للمساعدة الكبيرة التي يتلقاها من إيران.
ولم يتم إرسال أي فرق من الوكالة لمقابلة عناصر المعارضة في حمص قبل أن تصبح المدينة هدفا للمداهمات العنيفة من قبل قوات الأسد. وصرح مسؤولون بأنه لم يتم نشر طائرات استطلاع من دون طيار فوق سوريا التي تملك دفاعات جوية قادرة على إسقاط أي طائرة من دون طيار. وبدلا من ذلك، اضطرت الوكالات الأميركية إلى مراقبة الأحداث وكذلك مخزون الأسلحة الكيميائية السورية، من أماكن أكثر ارتفاعا.
وقام السفير الأميركي لدى سوريا، الذي يوجد الآن في مقر وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن، بنشر ما وصفه بصور «سرية» التقطتها أقمار صناعية أميركية، على صفحة السفارة الأميركية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» للفت الأنظار إلى «الطبيعة غير المتكافئة للعنف الذي يمارسه نظام الأسد ضد الشعب واستعداده لمهاجمة أهداف مدنية».
وتظهر الصور وحدات مدفعية على مشارف مدينة حمص وتوضح الدمار الهائل الذي لحق بالمباني، بما في ذلك مسجد وعيادة طبية في حي بابا عمرو.
وبعد زيارتها لحي بابا عمرو يوم الأربعاء الماضي، أصبحت مسؤولة الإغاثة في الأمم المتحدة فاليري اموس هي أول مراقب دولي يدخل هذا الحي المنكوب منذ فرض حصار على الحي استمر لأربعة أسابيع، الذي انتهي الأسبوع الماضي. وقد انضمت اموس، وهي وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إلى فريق من الهلال الأحمر السوري. وصرحت لجنة الصليب الأحمر في بيان لها صدر من جنيف بأنها لم تحصل بعد على تصريح لزيارة الحي.
وطبقا للبيان، اكتشف فريق الهلال الأحمر أن «الغالبية العظمى من السكان قد غادروا منازلهم في الأيام الأخيرة للبحث عن ملجأ آمن في المناطق المجاورة».
وعلى الرغم من العنف الدائر والإحباط المتزايد للنواب الأميركيين من التقاعس الواضح للولايات المتحدة الأميركية، يؤكد مسؤولو البنتاغون أن أي تدخل عسكري سوف يكون أمرا شديد التعقيد.
وفي حديثة إلى النواب، أول من أمس، قال الجنرال مارتن ديمبسى، وهو رئيس هيئة الأركان المشتركة: «سوف يتطلب الأمر فترة زمنية طويلة وعددا كبيرا من الطائرات». وأضاف ديمبسي أن هذا يرجع لتمركز غالبية قوات الدفاع الجوي السورية في المناطق الغربية المكتظة بالسكان في سوريا، حيث تحدث معظم أعمال العنف ضد معاقل المعارضة، الأمر الذي سوف يؤدي إلى خسائر كبيرة في صفوف المدنيين وغيرها من الأضرار الجانبية.
وتتغير تقييمات أبرز مسؤولي المخابرات، في غضون أسابيع قليلة، للسؤال المحوري حول قدرة بقاء الرئيس السوري في السلطة أم لا، فبعد أن صرح مدير وكالة الاستخبارات الوطنية الأميركية، جيمس كلابر، في وقت سابق، بأن سقوط الأسد يعد مسألة وقت، عاد وصرح الشهر الماضي بأنه يبدو أن الأسد سيظل في السلطة لفترة غير محددة. وفي نفس جلسة الاستماع التي عقدت في 16 فبراير (شباط)، قال كلابر: «تدل الإشارات حول قيام بعض كبار المسؤولين في نظام الأسد بعمل خطط طارئة لإجلاء ونقل الأسر ونقل الموارد المالية على أنهم متحدون معا، حتى هذه اللحظة».
وتعد مسألة تفكك الدائرة المقربة من الأسد أمرا بالغ الأهمية بالنسبة للولايات المتحدة والجامعة العربية، التي قامت بفرض عقوبات اقتصادية على سوريا وعلى الكثير من كبار أعضاء حكومة الأسد لإجبارهم على الانقلاب على النظام.
ولحماية نظامه، يعتمد الأسد على ممارسة أعمال قمع وحشية ضد معارضيه، فضلا عن بعض السياسات الاقتصادية التي أدت إلى إثراء أقربائه وبعض أفراد الطائفة العلوية الموجودين في قلب نظام الحكم.
وقال أندرو تابلر، وهو خبير في الشؤون السورية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: «هذا هو الشيء الحقيقي الذي يحافظ على وحدة النظام. هؤلاء الأشخاص يجنون الملايين من الدولارات سنويا، كما يستثمرون بصورة هائلة في النظام. المشكلة تكمن في أننا لا نملك حدسا قويا حول العلاقات بينهم وفي أي نقطة ستنقطع تلك العلاقات».
ويقول المسؤولون الأميركيون إن التحويلات النقدية، التي من المحتمل أن تتضمن حسابات في بعض البلدان، مثل دبي أو لبنان، تعد بمثابة مصادر محتملة للمشكلات بالنسبة للأسد. لكن يمتلك المحللون في وزارة الخزانة وبعض الوكالات الأخرى قليلا من المعلومات حول تلك التدفقات النقدية وقدرة قليلة على فهم ما تعنيه التدفقات.
ويقول روجرز: «نشعر بأنهم يقومون بنقل تلك الأموال لأسباب احترازية. وأعتقد أن كل هؤلاء الأشخاص يعملون على حماية أموالهم».
* أسهم في كتابة هذا التقرير ليز سلاي من بيروت وكارين دي يونغ من واشنطن.
* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»
مصور «صنداي تايمز» المصاب لـ «الشرق الأوسط»: قصف حمص «مذبحة عشوائية للرجال والنساء والأطفال»
قصة تهريب المصور البريطاني بول كونروي من سوريا إلى لبنان
جريدة الشرق الاوسط
لندن: نك فيلدنج
قال البريطاني بول كونروي مصور صحيفة «صنداي تايمز»، لـ«الشرق الأوسط»، متحدثا من سريره في المستشفى التي نقل إليها في لندن يوم الاثنين الموافق 5 مارس (آذار)، برغبته في القيام بكل ما في وسعه ليخبر العالم بالكارثة التي تحدث في سوريا.
قال كونروي، الذي يتعافى من جروح خطيرة في ساقه ومعدته ناجمة عن شظايا، إنه يعتقد أن القوات السورية التي تمكنت من اقتحام حي بابا عمرو في حمص ارتكبت مذابح. وقال: «أنا على ثقة بنسبة 99% من أن هناك مذبحة دموية وإبادة جماعية، تحدث الآن، فقد كان هناك المئات من المدنيين المتواجدين وسط الحطام الذي خلفه القصف، وأعتقد أنه من غير المرجح أن يبقى الكثير منهم على قيد الحياة. ومع انسحاب الجيش السوري الحر حاليا، لن يتوقف السوريون عن القتل».
وأصيب كونروي في قصف صاروخي أسفر عن مقتل صحافية الـ«صنداي تايمز» المخضرمة ماري كولفين عن عمر يناهز الـ56 والمصور الفرنسي ريمي أوشليك، البالغ من العمر 28 عاما، في 22 فبراير (شباط).
وكان ذلك قبل 5 أيام من الموعد الذي كان من المحتمل أن يهرب فيه من هذه المدينة المحاصرة مع مقاتلي الجيش السوري الحر. وعلق الصحافيون الآخرون ومنهم الفرنسية إديت بوفييه، التي أصيبت إصابة بالغة، والمصور ويليام دانييلز، اللذان قضيا 9 أيام في حمص قبل أن يتمكنا من الهروب نهاية الأسبوع الماضي.
وأكد الهلال الأحمر يوم الجمعة أن السلطات السورية سلمت جثتي كولفين وأوشليك أخيرا إلى السفير الفرنسي وأحد الدبلوماسيين البولنديين في دمشق. وقال كونروي إن ماري كولفين زارت حمص مرتين مع مرشد سوري ودخلت البلاد من وادي البقاع اللبناني. وأضاف كونروي قائلا: «ساعدنا مهربون للبشر في عبور الحدود إلى مدينة القصير، ومن هناك وصلنا إلى الجيش السوري الحر، الذي وافق على دخولنا حمص، وظللنا ننتقل من يد جماعة إلى أخرى، حيث يعملون في جماعات صغيرة تتكون من 3 أو 4 أفراد لأسباب أمنية، وشعور بالخوف والتهديد يرافقنا. وكان أكثر هؤلاء من المنشقين عن القوات السورية، ولم يكونوا حاملي سلاح مجانين، بل إنهم حريصون على عدم وقوع الأسلحة في أيدي المدنيين. وأوضح كونروي: «يجب على أي شخص يريد الانضمام إلى الحركة أن يظهر بطاقة هويته التي تثبت حصوله على تدريب عسكري. وأود القول إن أكثر من 90% منهم كانوا أفرادا سابقين في الجيش». وقد أوضح كونروي أنهم تمكنوا من دخول حمص عبر نفق صرف صحي، حيث قال: «كان علينا النزول بضعة أمتار، ثم السير بطول النفق لمسافة 3 كيلومترات. واضطررنا للانحناء حتى لا تصطدم رؤوسنا بسقف النفق».
وقال: «إن النفق كان ينتهي جنوب حي بابا عمرو، الذي كان يقع جنوب غربي وسط المدينة على مقربة من الجامعة. وبعد أن خرجنا من النفق سرنا لبضعة كيلومترات ليلا إلى أن وصلنا إلى بابا عمرو، لقد كانت مغامرة خطيرة. وأحضر لنا الجيش السوري الحر سيارة نقلتنا عبر أرض واسعة مفتوحة من أجل الوصول إلى تلك المنطقة. وكانت النيران توجه إلينا، لكن لم يصب أي منا. وبمجرد وصولك تعلم أنك في بابا عمرو، فقد كان المشهد مذهلا مثل مدينة أشباح. لقد شاهدت صور الدمار الكامل من حولي، ولا أعتقد أنني رأيت مبنى سليما. وكانت الحركة مستحيلة تقريبا بسبب القناصة التابعين للنظام، الذين كانوا يصوبون بنادقهم تجاه أي هدف متحرك. وتم تغيير سرعة السيارة وأطفأنا أضواءها واندفعنا تجاه تقاطعات الطرق للحد من احتمالات إصابتنا».
في الرحلة الأولى إلى المدينة، لم تكن الحركة صعبة، وتوجه الصحافيون إلى بناية يشغلها جهات إخبارية أخرى مثل «سي إن إن». وأشار كونروي إلى صعوبة الاتصال بالعالم الخارجي، حيث قال: «لم تكن أي من وسائلنا الطبيعية تعمل، فهواتفنا المتصلة بالقمر الاصطناعي لم تكن تعمل سوى بشكل متقطع، لذا كنا نضع طبق موجات قصيرة على سطح البناية. وقال مقاتلو الجيش السوري الحر إنهم ظنوا استحالة تعقبه، لكننا لم نقتنع بذلك تماما. لقد كانوا يستخدمون هذه الأطباق لإرسال المقاطع المصورة إلى المؤسسات الإخبارية وللأشخاص الذين يحملونها على موقع (يوتيوب) لقد ظللنا رابضين حتى صباح اليوم التالي، لكن في السادسة والنصف، كان القصف قد بدأ، وكان مكثفا واستمر لخمس ساعات. لقد كانوا يستخدمون كل أنواع القصف، وأنواعا مختلفة من قذائف الهاون ومنها قذيفة 220 ملم، فضلا عن الصواريخ الكاتيوشا وقذائف الدبابات عيار 120 ملم وقذائف مدفعية 155 ملم. قيل لنا إن الجيش السوري رسم خطوطا بطول نحو 5 كلم خارج المدينة. وكانت قذائف الهاون تطلق من مسافة أقرب».
ويستطرد كونروي قائلا: «أخيرا توقف القصف لفترة وتمكنا من القيام بمهمتنا الصحافية وهي نقل ما يحدث. أقمنا لليلتين تمكنا خلالهما من كتابة الموضوع والتقاط الصور من داخل المدينة».
ووصفت ماري كولفين خلال مقابلة مع الـ«بي بي سي» أذيعت يوم مقتلها مشهد صبي يبلغ من العمر عامين أصيب بشظية أودت بحياته في عيادة متنقلة في بابا عمرو. وقالت حينها: «لقد قال الطبيب إنه لا يستطيع أن يساعده وظل الجرح في معدته ينزف إلى أن قضى. إن هذا يحدث كثيرا. لا يفهم أحد هنا كيف يمكن أن يسمح المجتمع الدولي بحدوث ذلك، خاصة بعد ما حدث في سربرنيتشا من قصف للمدينة وإجراء الأمم المتحدة لتحقيقات بعد المذبحة والكثير من التعهدات بعدم تكرار ذلك». ووصفت الوضع في حمص بالـ«مثير للغثيان» مضيفة: «إن القذائف والصواريخ ونيران المدفعية تنهال على رؤوس المدنيين في هذه المدينة باستمرار». وذكرت في مقال لصحيفة «صنداي تايمز» خلال نهاية ذلك الأسبوع أن المدنيين المصابين في حي بابا عمرو يتلقون الرعاية الصحية على أيدي طبيب بيطري بسبب عدم وجود أطباء بشريين في المدينة. وحذرت قائلة: إن المأساة الإنسانية في المدينة مريعة، ويعيش السكان في رعب، مشيرة إلى أنه لا توجد أسرة لم تعان من فقد أو إصابة عزيز لها.
ويقول كونروي إنه نما إلى علمه وكولفين احتمال حدوث عملية برية مما يحتم عليهما الخروج من حمص، لذا اتجهنا مع فريق «سي إن إن» إلى خارج المدينة من الطريق نفسه الذي دخلنا منه، وانتقلنا إلى منزل آمن خارج المدينة وانتظرنا. وبعد 3 أو 4 أيام لم تحدث أي عملية برية، لذا قرروا العودة إلى المدينة.
ويقول كونروي إنه وماري عادا إلى المدينة من الطريق نفسه، وأضاف: «لقد عدنا يوم الاثنين الموافق 20 فبراير، وفي اليوم التالي لم نبرح المنزل المذكور آنفا، وفي صباح اليوم التالي تم الهجوم علينا وراح ضحية الهجوم ماري وريمي، بينما أصبت بشظية في ساقي».
وحاول كونروي، الذي يرقد في حالة خطيرة في المستشفى الآن، وهو يتحدث إلى «الشرق الأوسط» جاهدا الخروج من بابا عمرو، وأخيرا تمكن من الفرار بعد نحو 5 أيام في رحلة هروب جريئة مأساوية. ويقول كونروي: «لقد سمعنا أن النفق الذي دخلنا عبره إلى المدينة دمر بفعل القصف، وكان الجيش السوري الحر يحاول إصلاحه. ويبدو أن السلطات السورية علمت بأمره. وبمجرد علمنا بالانتهاء من إصلاح النفق، تحركنا وكان من حسن حظي أن أكون أول من يخرج من النفق، بينما علق الصحافيون الآخرون ومنهم إديت بوفييه، مراسلة (لي فيغارو) والمصور الفوتوغرافي ويليام دانييلز، واضطروا للعودة».
وبدأت الضمادات الملفوفة حول ساقي كونروي تنحل وهم يخرجون من السيارة متجهين إلى فتحة النفق. وكان ينزف، بينما يخبره أحد مقاتلي الجيش السوري الحر بتقدم المارين عبر النفق. وأوضح للآخرين عدم قدرة كونروي على السير وحاجته إلى تلقي العون والمساعدة. وبدأ في إدخاله ببطء إلى النفق ووضعه على متن دراجة نارية، وانطلق سائقها، بينما يحنون قامتهم حتى لا تصطدم في سقف النفق.
وبعد نحو ميل، مروا بصبي مصاب يحمله رجل، فوضعوه على متن الدراجة النارية وانطلقوا به إلى أكبر مسافة ممكنة قبل أن ينهار النفق ويضطروا إلى الزحف حتى نهاية النفق. وفي النهاية وصلوا إلى الطرف الآخر من النفق، ثم نقله إلى منازل آمنة قبل نقله بأمان عبر الحدود إلى لبنان.
كان مراسل صحيفة «إل موند» الإسبانية، خافيير إسبينوزا، هو المراسل الأجنبي الآخر الذي تمكن من الهروب. وصرح لـ«بي بي سي» لاحقا بأنه كان على شفا الموت بعد أن فتح الجنود السوريون النيران على فريقه عندما سمعوا صرخات الأطفال المرتعدين الذين كانوا يحاولون الهروب من المدينة. وقتل الكثير من تلك المجموعة خلال محاولة الصحافيين الهروب. وقال كونروي: «أعلم يقينا مقتل 3 أشخاص كانوا يعتنون بي، بينما قتل عدد أكبر أثناء مساعدتهم الصحافيين الآخرين على الهروب».
وقال كونروي ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» عن النصيحة التي يمكن أن يسديها لأي صحافي يحاول أن يعمل مراسلا يغطي ما يحدث في سوريا، قال كونروي: إن أهم شيء هو جمع أكبر قدر من المعلومات. وأوضح قائلا: «من المهم للصحافيين توصيل أكبر قدر من المعلومات من خلال المقاطع المصورة. لقد رأينا الكثير من المواد الممتازة، لكن لم يكن استخدامها متاحا لعدم وضوحها لحظة تسجيلها». وحث الناس على إرسال ما يلتقطونه من مواد إلى المؤسسات الإخبارية بدلا من تحميلها على المواقع الإلكترونية مثل الـ«يوتيوب» حتى يتمكنوا من تقييمها وتقديمها بالشكل اللائق والتحقق منها، وإلا سيحاول نظام الأسد دحضها أو استخدام المقاطع نفسها لتقديم معنى معاكس تماما. وحث الصحافيين الذين يحاولون الدخول إلى سوريا على الثقة في الجيش السوري الحر، فهم يعرفون ما يفعلون، وأقدر من يحمي الصحافيين. وأكد كونروي، الذي لا يزال يتلقى العلاج في المستشفى، أنه سيقوم بأي شيء لإطلاع الناس على كل هذه الأمور.
* صحافي مختص بشؤون الإعلام اعد خصيصا لـ «الشرق الأوسط»
آموس هالها ما رأت في بابا عمرو
“النواب الأميركي” يدرس إحالة الأسد على محكمة دولية
62 شهيداً معظمهم في حمص وتعزيزات إضافية نحو إدلب
انشقاق معاون وزير النفط السوري
سقط أمس إثنان وستون شهيدا معظمهم في حمص وسط تتصاعد المخاوف من عملية عسكرية كبيرة في ادلب، مع استمرار تعزيز القوات التابعة لنظام بشار الأسد في المحافظة المحاذية للحدود التركية.
وفيما تنتظر دمشق غدا وصول الموفد الدولي ـ العربي الخاص كوفي انان، الذي حذر امس من القاهرة من”حسابات خاطئة” في سوريا وأعلنت مسؤولة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري اموس أنها شعرت بالهول ما رأته في بابا عمرو، توالت الإنشقاقات عن النظام وكان ابرزها اعلان معاون وزير النفط السوري عبدو حسام الدين أمس انضمامه الى “الثورة”، ليصبح بذلك اعلى مسؤول ينشق عن النظام منذ بدء الحركة الاحتجاجية قبل عام.
“لجان التنسيق المحلية في سوريا” قالت إن “عدد شهداء سوريا” بلغ يوم أمس “62 شهيدا، بينهم عائلات كاملة، 52 شهيدا في حمص، منهم 44 اعدموا ميدانيا، 3 في دير الزور، شهيدان في كل من ادلب و داريا بريف دمشق، وشهيد في كل من درعا وحلب وحماة”.
وكانت القوات السورية واصلت امس ارسال تعزيزات عسكرية الى محافظة ادلب (شمال غرب) التي يتخوف ناشطون ومراقبون من ان تكون مسرحا لعملية عسكرية واسعة النطاق كتلك التي شهدتها مدينة حمص.
وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية ميلاد فضل في اتصال مع وكالة “فرانس برس” من ادلب ان “التعزيزات ما زالت تأتي وهي تتركز قرب جبل الزاوية وقرب مدينة ادلب”، متوقعا ان يكون “اقتحام المدينة هو الهدف الاول للقوات النظامية في المحافظة حاليا”. اضاف ان “الجيش النظامي طلب من عناصر الجيش الحر عن طريق مسؤولين محليين وعن طريق مكبرات الصوت في المساجد ان يسلموا سلاحهم”، متحدثا عن “اعداد كبيرة من النازحين من ثماني قرى في جبل الزاوية ومن مدينة ادلب”.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان حشودا عسكرية تصل الى ادلب لا سيما الى قرى جبل الزاوية. واضاف “هناك اشتباكات في كفر نبل بين القوات النظامية ومنشقين عنها”.
وتخوف عبد الرحمن من عملية عسكرية واسعة النطاق على محافظة ادلب قائلا ان “الاعلام السوري يركز هذين اليومين على ادلب ويقول ان فيها مجموعات ارهابية مسلحة، وانا ارى ان هذا مقدمة لعمل عسكري واسع”.
وتوجهت تعزيزات عسكرية كبيرة الى محافظة ادلب بينها دبابات وناقلات جند، الاربعاء بحسب ما اعلن المجلس الوطني السوري وناشطون في المحافظة.
واكد ناشطون ان “هناك مناطق كثيرة في محافظة ادلب خارجة عن سيطرة النظام.
وتكتسب محافظة ادلب اهمية استراتيجية بسبب وجود اكبر تجمع للمنشقين فيها، لا سيما في جبل الزاوية.
كما انها مناسبة لحركة الجيش السوري الحر بسبب مناطقها الوعرة والمساحات الحرجية الكثيفة، وقربها من الحدود التركية، واتصالها جغرافيا مع ريف حماة الذي تنشط فيه ايضا حركة الانشقاق عن الجيش النظامي.
وفي دير الزور نفذت قوات الامن السورية حملات دهم واعتقالات في حي الحويقة ترافقت مع اطلاق رصاص كثيف، وفقا للمرصد.
في حمص أفاد ناشطون سوريون معارضون بأن القوات النظامية ارتكبت “مجازر” في حق مدنيين في حي بابا عمرو. وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبد الله امس ان قوات النظام “اعدمت (الاربعاء) بدم بارد في بابا عمرو عددا من الشباب الذين استقدمتهم من حي جوبر”. واوضح ان النظام كان نقل “العديد من العائلات الى بابا عمرو من حي جوبر المجاور وصورهم الاعلام السوري على انهم سكان من بابا عمرو عادوا اليه بعد خروج العصابات الارهابية المسلحة”.
مسؤولة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري اموس، قالت أمس بعد اختتام اجتماعها مع وزراء في دمشق: “شعرت بهول ما رأيت في بابا عمرو (أول من) أمس”. وأضافت أن منطقة بابا عمرو في مدينة حمص السورية دمرت تماما بسبب هجوم القوات الحكومية ومصير سكانها غير معروف، مشيرة إلى ان “الدمار هناك كبير، ذلك الجزء من حمص دمر تماما وأنا أرغب بشدة في معرفة ما الذي حدث للناس الذين يعيشون في هذا الجزء من المدينة”.
ميدانيا ايضا وفي دمشق، أفاد الناشط في تنسيقية المزة ابو حذيفة المزي في اتصال من دمشق عبر سكايب مع وكالة فرانس برس بأن قوات الامن هاجمت امس موكب تشييع مجند قتل قبل ثلاثة ايام في مدينة حمص بعد ان اطلق عليه الجنود النار بسبب رفضه تنفيذ اوامر باطلاق الرصاص على مدنيين. واضاف ان قوات الامن اقتحمت امس ايضا مزارع وبساتين في برزة في ريف دمشق.
وأفادت لجان التنسيق المحلية بأن قوات الامن نفذت امس حملة اعتقالات في الهامة في ريف دمشق واعتقلت اكثر من 50 شابا.
وفي حلب (شمال) افاد الناطق باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي ان مجموعات من الجيش السوري الحر هاجمت مركزين امنيين في قرية اعزاز القريبة من الحدود التركية. وقال ان اعزاز الواقعة في ريف حلب والتي تبعد نحو ستين كيلومترا عن مدينة حلب والقريبة من الحدود التركية، “شهدت طيلة امس انفجارات عنيفة ناتجة عن قصف قوات النظام للمدينة واطلاق الرصاص، فرد الجيش الحر واشتبك مع الامن، ثم اقدم على تفجير مركزي الامن الجنائي وامن الدولة”.
ونفذت قوات الامن فجر امس حملة عمليات دهم في ثلاثة احياء من حلب واعتقلت عشرات الاشخاص.
في مسلسل الانشقاقات، قال معاون وزير النفط عبدو حسام الدين في شريط فيديو نشر على موقع يوتيوب الالكتروني “اعلن انشقاقي عن النظام واستقالتي من منصبي وعدم مشاركتي في المؤتمر القطري الحادي عشر الذي سيعقد بعد ايام وانسحابي من حزب البعث العربي الاشتراكي كليا”. واضاف “اعلن انضمامي الى ثورة هذا الشعب الابي الذي لن يقبل الضيم مع كل هذه الوحشية التي يمارسها النظام ومن يواليه لقمع مطالب الشعب في نيل حريته وكرامته”.
وتوجه حسام الدين في شريط الفيديو الى “النظام الذي ادعى بانه يملك الارض”، قائلا له “لا تملك الا وحشيتك لقتل الابرياء، وقد قطعت أوصال البلاد بحواجز الرعب بدلا من ان تكون الامن والامان للمواطنين”.
ونصح زملاءه بأن “يتخلوا عن المركب الهالك الذي أوشك على الغرق”، مضيفا “قضيت 33 عاما في السلك الحكومي ولا اريد ان أنهي حياتي الوظيفية في خدمة جرائم هذا النظام”.
ورحب برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري الذي يضم معظم أطياف المعارضة السورية امس باستقالة عبدو حسام الدين، متوقعا حصول المزيد من “الانشقاقات السياسية والادارية” في سوريا.
وردا على سؤال عن سبب تأخر الانشقاقات في سوريا في ظل الحركة الاحتجاجية القائمة منذ عام تقريبا، أجاب غليون بأن “السبب الرئيسي هو ان النظام يقوم منذ خمسين سنة على صناعة العبودية، والعبودية تعني تحويل الناس الى آلات تتحرك بالريموت كونترول ولا تفكر ولا تعي ولا تدرك حتى تصبح هناك يقظة واستعادة للضمير والوعي وللشعور الوطني”.
وقد اعتبرت الولايات المتحدة ان انشقاق حسام الدين سيشكل “نبأ سارا جدا” في حال تم تاكيده. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند “يتعذر علينا حتى الان تاكيد صحة الشريط على اليوتيوب” الذي اعلن فيه نائب الوزير انشقاقه. لكن اذا تاكدت المعلومة “فستكون نبأ سارا جدا”.
وفي واشنطن ايضا، وافقت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي على مشروع قانون يدعو إلى إحالة الرئيس السوري بشار الأسد وكبار مسؤولي الحكومة السورية إلى محكمة دولية لجرائم الحرب لمحاكمتهم عن جرائم في حق الانسانية وانتهاكات أخرى لحقوق الانسان.
كما وافقت اللجنة على فرض عقوبات على كل من يستثمر أكثر من خمسة ملايين دولار في تطوير موارد النفط والغاز في سوريا، إضافة إلى معاقبة من يبيعون لسوريا أو يزودونها بمنتجات نفطية مكررة تزيد قيمتها على مليون دولار. وتشمل العقوبات حظر الحصول على قروض أو تراخيص تصدير والتعامل مع المؤسسات المالية الاميركية.
وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أكدت في مؤتمر صحافي بعد اجتماعها مع رئيس الوزراء الليبي عبد الرحيم الكيب في واشنطن أمس: “نحن نعمل مع المعارضة السورية عن كثب لمحاولة مساعداتها للتمكن من تقديم ذلك النوع من الجبهة الموحّدة والتصميم الذي أعرف أنهم يشعرون بأنه ضروري في هذا الكفاح ضد نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد”.
ورداً على الاتهام الروسي لليبيا بإدارة مخيمات لتسليح وتدريب معارضين مسلحين سوريين، قال الكيب “أعتقد أننا أول بلد اعترف بالمجلس الانتقالي السوري، وقمنا بذلك لأننا شعرنا بأن القضية السورية قضية محقة. إنه الشعب الذي يطلق صرخته طالباً الحرية”، وأضاف بالنسبة لمخيمات التدريب “لست على علم بأي منها”.
في انقرة، اكد الرئيس التركي عبدالله غول ضمنا أمس في تونس حضور فرنسا الاجتماع المقبل في اسطنبول “لاصدقاء سوريا” على الرغم من التوتر الديبلوماسي بين باريس وأنقرة بشأن مسألة ابادة الارمن.
وقال غول في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس التونسي المنصف المرزوقي “يجب التمييز بين العلاقات الثنائية ومؤتمر دولي”.
وكان مصدر ديبلوماسي تركي صرح مؤخرا بأن انقرة لا ترحب بمشاركة باريس في المؤتمر بسبب موقفها من قضية ابادة الارمن.
وجمدت تركيا علاقاتها السياسية والعسكرية مع فرنسا بعد اقرار قانون فرنسي يجرم انكار ابادة الارمن خلال حكم السلطنة العثمانية مطلع القرن العشرين.
وعبر عبدالله غول عن رغبته في “مشاركة دولية كبرى” في المؤتمر المقبل لاصدقاء سوريا بما يشمل “حضور روسيا” لكنه لم يحدد موعدا لانعقاده. وقال ان اجتماعا تحضيريا سينظم في الاسبوعين المقبلين مشددا على ضرورة “التحضير جيدا لهذا الاجتماع من اجل تقريب وجهات النظر”.
موفد الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان حذر أمس من ان “مزيدا من التسلح في سوريا يزيد الوضع سوءا”، معتبرا انه اذا حصلت “حسابات خاطئة” بشأن الازمة السورية فقد تكون لها تداعيات على المنطقة بأسرها.
وقال انان في مؤتمر صحافي مشترك مع الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي “اعتقد ان مزيدا من التسلح (في سوريا) سيزيد الوضع سوءا”. اضاف “ينبغي علينا ان نحذر من ان نستخدم دواء اسوأ من الداء” ذاته، موضحا “آمل ان لا يفكر احد بجدية في استخدام القوة في هذا الوضع”.
وكان موفد الامم المتحدة والجامعة العربية دعا بعد اجتماع صباح امس مع وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو المعارضة السورية الى “التعاون معنا من اجل التوصل الى حل يحقق طموحات الشعب السوري”.
وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو بحث هاتفيا مع أنان أمس الوضع في سوريا، وعبّر الأخير عن رغبته بزيارة تركيا خلال جولته المقبلة في الشرق الأوسط. وأفادت وكالة أنباء “الأناضول” التركية أن أنان اتصل بالوزير التركي هاتفياً وناقشا الوضع السياسي والإنساني في سوريا. وقال أنان إنه يرغب بزيارة تركيا خلال جولته المقبلة في الشرق الأوسط، وعبّر داوود أوغلو عن سروره بإتمام هذه الزيارة.
(اف ب، رويترز، يو بي اي)
بكين أبلغت الأسد دعمها لعملية الوساطة بين الحكومة والمعارضة
أنان والعربي يؤكدان أهمية وقف العنف في سوريا وإيصال المساعدات الإنسانية
أكد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي والمبعوث الأممي المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان أهمية وقف العنف في سوريا واتاحة الفرصة لايصال المساعدات الانسانية وايجاد حل سلمي للازمة. ونبه انان من حصول “حسابات خاطئة” بشأن الازمة السورية اذ قد تكون لها تداعيات على المنطقة بأسرها، ودعا المعارضة السورية الى التعاون معه من اجل حل سياسي للازمة في سوريا.
كلام انان اطلقه من القاهرة حيث التقى وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو والعربي الذي اعطى انا رؤية ملخصة عن تطورات الوضع في سوريا.
وتأتي زيارته للقاهرة قبل يومين من اجتماع يكتسب اهمية كبيرة بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظرائه العرب السبت في العاصمة المصرية.
وحذر انان بعد لقائه العربي، من ان “مزيدا من التسلح في سوريا يزيد الوضع سوءا”. وقال في مؤتمر صحافي مشترك “اعتقد ان مزيدا من التسلح (في سوريا) سيزيد الوضع سوءا”. واضاف “ينبغي علينا ان نحذر من ان نستخدم دواء اسوأ من الداء” ذاته. وتابع “آمل ان لا يفكر احد بجدية في استخدام القوة في هذا الوضع”.
وقال “لا يجب ان ننسى الاثار المحتملة لسوريا على المنطقة في حالة كانت هناك اي حسابات خاطئة”. أضاف “يتعين أن نتوخى الحذر والا نقدم دواء هو أسوأ من المرض. نحن لا نحتاج للذهاب بعيدا في المنطقة لنجد مثالا لما أتحدث عنه.” ولم يذكر المثال رغم انه كان أمينا عاما للأمم المتحدة عندما غزت قوات تقودها الولايات المتحدة العراق المجاور لسوريا في عام 2003 .
وقال انان “الشعب السوري يحتاج لمساعدة إنه في وضع مزر ويتعين علينا أن ندفع جاهدين ونواصل الجهود الديبلوماسية التي تعمل بشكل جماعي على وقف هذا القتل.” ورأى انه “يتعين علينا كذلك أن نكون واقعيين تماما عندما نطرح مقترحات على الطاولة لنفهم أنها يمكن تنفيذها وستحقق النتائج الصحيحة. وإلا فإننا نتعلق بآمال كاذبة أو نخلق المزيد من المشكلات.”
وكانت مبادرة عربية تدعو الرئيس السوري لترك السلطة اساسا لمشروع قرار لمجلس الأمن استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضده.
ووردت المبادرة العربية في قرار للجمعية العمومية للأمم المتحدة لكن مثل هذه القرارات غير ملزمة.
وقال انان “قرار (الجمعية العمومية) يقول كذلك إن العملية يجب ان يقوم بها السوريون وتكون خاصة بهم.”
وتساءل العربي عمن يريد العمل العسكري وقال إن المعارضة السورية ليست كلها تريد ذلك. وهون كذلك من شأن تصريحات جون ماكين العضو الجمهوري في مجلس الشيوخ الاميركي الذي يؤيد عملا عسكريا في سوريا.
وقال العربي للصحافيين إن لا أحد يفكر في تكرار ما حدث في ليبيا عندما ادت دعوة الجامعة العربية لفرض حظر طيران إلى قرار من مجلس الأمن ثم إلى غارات جوية شنتها قوات حلف شمال الأطلسي.
وكان انان التقى صباحا وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو وقال بعد اللقاء “بينما أتوجه إلى سوريا سأبذل كل ما في وسعي للحث على والمطالبة بوقف القتال وإنهاء القتل والعنف. الشعب السوري يستحق أفضل من ذلك. هذا شعب شجاع (تاريخه) يعود لقديم الأزل وهو في مرمى النار.”
ومضى يقول “لكن بالطبع فإن الحل في النهاية هو التسوية السياسية. سنحض الحكومة وقطاعا كبيرا من المعارضة السورية على التعاون للعمل معنا من اجل التوصل إلى حل يحترم تطلعات الشعب السوري.” وقال عمرو الذي انضم إلى دول عربية اخرى في سحب سفرائها من سوريا بسبب العنف إن مصر ستقدم لعنان كل الدعم الممكن.
وقال وزير الخارجية بعد محادثاته مع انان، إن الاخير في وضع يؤهله للتوصل إلى حل لهذه الأزمة في إطار مبادرة الجامعة العربية. وأضاف أنه يتمنى له النجاح. ومضى يقول إن بلاده تؤكد على استعدادها للتعاون معه في كل خطوة يتخذها.
وبالامس، اعلنت وزارة الخارجية الصينية إن مبعوث الصين لسوريا أبلغ حكومة الرئيس بشار الأسد والأطراف الأخرى بضرورة وقف العنف فورا ومساعدة الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر في توزيع المساعدات بالمناطق التي تأثرت بالصراع.
وقال ليو وي مين، الناطق باسم الوزارة، للصحافيين أيضا إن المبعوث لي هوا شين أبدى أيضا دعم بكين لعملية الوساطة بين الحكومة السورية والجماعات المعارضة والتي تقوم بها الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.
ورحلة المبعوث الصيني هي في ما يبدو أحدث مبادرة من جانب بكين لمواجهة اتهامات من دول غربية وعربية بأن الصين وروسيا شجعتا على تمادي قوات الأسد في العنف عندما استخدمتا حق النقض (الفيتو) ضد قرارين بالأمم المتحدة كانا يدعوانه إلى التنازل عن السلطة.
وقال ليو ملخصا محادثات لي مع مسؤولين سوريين هذا الأسبوع “حض الحكومة السورية والاطراف المعنية الاخرى على وقف العنف فورا والتعاون بشكل فعال مع الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر للتخفيف من الوضع الإنساني خاصة في حمص.”
وفي السياق نفسه، دافع وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا عن النهج الحذر الذي تتبناه الولايات المتحدة في محاولتها إنهاء أعمال العنف الجارية في سوريا رغم انتقادات لاذعة من مشرعين تساءلوا كم من الناس يجب أن يموتوا قبل أن تستخدم حكومة أوباما القوة.
وابلغ بانيتا ورئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ أن وكالات الاستخبارات الاميركية الأمريكية تعتقد أن اطاحة الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة أمر حتمي إن آجلا أو عاجلا.
وقال بانيتا “وجهة نظرهم هي أن حالة التمرد هذه عميقة جدا في الوقت الراهن … في نهاية المطاف سيسقط بشكل أو بآخر.” لكن بعض أعضاء مجلس الشيوخ تساءلوا هل تستخدم الحكومة هذا التقييم لتبرير ردها البطيء.
وسأل السناتور جون ماكين “كم روح اخرى من المدنيين يجب أن تزهق من أجل اقناعكم بأن الاجراءات العسكرية من النوع الذي نقترحه ضرورية لوضع حد للقتل؟ وكان مكين قد دعا إلى شن غارات جوية على سوريا. وقال مكين “كم شخص اخر يجب أن يموت؟ عشرة آلاف اخرين؟ عشرون ألفا اخرين؟”.
(رويترز، ا ف ب، يو بي اي)
تعزيزات” متواصلة إلى إدلب وخطة لإغاثة 1,5 مليون
تحذيرات من “الخيار العسكري” ضد سوريا وعنان يبدأ مهمته
تصاعدت تحذيرات عربية ودولية، أمس، من خطورة حل الأزمة السورية عسكرياً، في ظل تأكيدات على ضرورة اتباع النهج السياسي والدبلوماسي للحل، في حين أعلنت خطة طوارئ أممية مدتها 90 يوماً تشمل إغاثة غذائية ل 5 .1 مليون سوري، وتواصلت التعزيزات العسكرية في إدلب (شمال غرب)، وسط تخوف ناشطين من عملية موسعة شبيهة بما حدث في حي بابا عمرو في حمص (وسط)، وسقط قتلى جدد في مناطق سورية عدة، وأعلن معاون وزير النفط السوري انشقاقه عبر تسجيل بث على الإنترنت .
وحذر المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا كوفي عنان، مع بداية مهمته من القاهرة، من خطورة اللجوء إلى الخيار العسكري لحل الأزمة، وقال في مؤتمر صحفي عقده مع أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي في القاهرة، إن “استخدام الخيار العسكري سيصعِّب الأمور ويزيدها سوءاً” . وأضاف “أتمنى ألا يأخذ أي شخص على محمل الجد استخدام العنف، فالعملية العسكرية ستؤدي إلى تفاقم الوضع إلى أسوأ، وسبق أن جرّبنا ذلك في مناطق بالشرق الأوسط” . وتابع “يجب أن نكون واقعيين عند تقديم المقترحات بحيث تكون قابلة للتطبيق وإلا فإننا سنضيع الجهود” .
من جهته، حذر العربي من أي عمل عسكري ضد سوريا، مؤكداً “أن السيناريو الليبي غير مطروح على الإطلاق” . وتساءل “من الذي يريد عملاً عسكرياً؟ المعارضة، لكن ليس كلهم يريدون ذلك” . وهوّن من تصريحات السيناتور الجمهوري الأمريكي جون ماكين الذي يؤيد عملاً عسكرياً . وقال “إنه عام الانتخابات”، وأضاف “لا أعتقد أن أحداً يدرس الخيار العسكري” .
وقال وزير الخارجية المصري إن عنان سيقوم باتصالاته مع السلطات السورية والمعارضة للوصول إلى تطبيق مبادرة الجامعة، كما سيلتقي جميع الأطراف الفاعلة . وحذر من أن طبيعة سوريا ستلحق ضرراً هائلاً بالمنطقة، مؤكداً أن انفجار الموقف لن يكون داخلياً .
وأكد الرئيس التونسي منصف المرزوقي ونظيره التركي عبد الله غول في مؤتمر صحافي مشترك في تونس، معارضتهما لأي تدخل أجنبي في سوريا، وشددا على الحل السياسي . وأبلغ مبعوث الصين لسوريا الحكومة والأطراف الأخرى بضرورة وقف العنف فوراً .
وأعلنت الأمم المتحدة أنها تعد مواد غذائية تكفي 5 .1 مليون نسمة في سوريا، في إطار خطة طوارئ عاجلة مدتها 90 يوماً لمساعدة المدنيين المحرومين من المؤن الأساسية . وقال جون جينغ من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أمام المنتدى الإنساني حول سوريا، الذي انعقد في جنيف “يجب فعل المزيد” . وأضاف “جانب الأمم المتحدة من المجتمع الإنساني ينظر إلى عملية المخزونات الإضافية من الغذاء، لتستهدف 5 .1 مليون نسمة” .
على الأرض، واصلت القوات السورية إرسال تعزيزات إلى محافظة إدلب، التي يتخوف ناشطون ومراقبون من أن تكون مسرحاً لعملية عسكرية واسعة النطاق كالتي شهدتها مدينة حمص (وسط)، في وقت سقط قتلى جدد في مناطق عدة، واستهدف انفجاران ليل الأربعاء/الخميس، مركزين أمنيين في مدينة اعزاز في محافظة حلب (شمال)، وتحدثت وكيلة أمين عام الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس عن دمار هائل لحق بحمص .
وأعلن معاون وزير النفط والثروة المعدنية السوري عبده حسام الدين في شريط فيديو نشره ناشط على موقع “يوتيوب”، انشقاقه عن النظام واستقالته من منصبه وانضمامه إلى “ثورة الشعب” . (وكالات)
راحة قسرية لـ”سنّة” الجيش السوري: دباباتهم معطلة خوفاً من زحف على القصر الجمهوري
تحدّثت مصادر من داخل سوريا عن “تشجيع” النظام السوري لـ”الإنشقاقات” في الجيش السوري لأن ذلك يعني “تطهير” الجيش من عناصره السنّية، وهذا بالتضافر مع مزيد من غَلَبة “خيار التقسيم”، أي تقسيم سوريا، بين أركان النظام.
وتطرّقت جريدة “الفيغارو” الفرنسية اليوم إلى الحذر الشديد للنظام السوري إزاء العناصر السنّية في الجيش.
ونقل مراسل “الفيغارو”، جورج مالبرونو”، عن مصدر فرنسي-سوري على صلة بأجهزة الأمن أن “السلطة لم تعد ترسل أي سنّي عمليا إلى الميدان. إن الذين يقاتلون الإنتفاضة الآن هم جميعاً من العلويين ومن الميليشيات التي يموّلها النظام”. ولم تتردّد السلطة في سحب أسلحة معظم الكتائب السنّية. وحسب المصدر نفسه فإن “دبابات هذه الكتائب غير صالحة للعمل، وآلياتها لم تعد تحصل على الوقود”.
ويخشى الأسد من إنقلاب عسكري. ففي حي تنهمك الميليشيات العلوية بقمع الشارع، تخشى السلطة أن تستفيد الكتائب السنّية من الراحة القسرية المفروضة عليها للخروج من ثكناتها والزحف على القصر الجمهوري في دمشق. وبناءً عليه، ينبغي أن يظل “السنّة سجناء في قواعدهم”.
وهنالك مصدر قلق آخر للنظام، وهو سلاح الطيران الذي كان عدد الضباط “السنّة” فيه، على الدوام، أكبر من عددهم في سلاح البحرية أو في الجيش البرّي، اللذين يعتبران أكثر ولاء للنظام. ويضيف المصدر نفسه أن “معظم هليكوبترات “غازيل” ومعظم المقاتلات السوفياتية الصنع باتت الآن تخضع لسيطرة قسم الهليكوبتر في جيش البر”.
من جهة أخرى، عزّزت الإستخبارات العسكرية رقابتها على “السُنّة” في الجيش. ويتم التنصّت بصورة منتظمة على المحادثات الهاتفية للضباط. وتم تعزيز دور الجنرال آصف شوكت، المدير السابق للمخابرات العسكرية، وهو صهر بشّار الأسد ونائب وزير الدفاع حالياً. إن وظيفة آصف شوكت ضمن “اللجنة العسكرية المصغّرة” التي تدير سوريا اليوم هي “المواضيع الحسّاسة”: أي كيفية تحييد العسكريين السنّة بدون زيادة إستيائهم من النظام؟ أو كيفية تشكيل فرق عسكرية مقاتلة تتألف من “العلويين” حصراً.
وقد أعلن ناطق بلسان “الجيش الحرّ”، أمس الخميس، عن “إنشقاق” أربعة جنرال لم يكشف عن إسمائهم. وفي الوقت نفسه، تعرّض مبنيان لأجهزة الأمن لانفجارين في مدينة أهزاز بمحافظة حلب. ويخشى النظام إمتداد الإنتفاضة إلى جامعة حلب بصورة خاصة، حيث يقطن طلاب كثيرون تعود أصولهم إلى المناطق المحيطة بـ”إدلب”.
الامن السوري يعتقل 12 شابا من مقهى في دمشق بينهم ابنة الحقوقي ميشال شماس
دمشق – اقدم عناصر من الامن السوري على اعتقال 12 شابا وشابة، بينهم ابنة المحامي البارز ميشال شماس، مساء الاربعاء في دمشق، بحسب ما افاد شماس وكالة فرانس برس الجمعة.
وذكر المحامي والناشط الحقوقي ميشال شماس في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان ابنته يارا ومجموعة من اصدقائها كانوا في مقهى نينيار الواقع في حي باب شرقي في دمشق “عندما اقدمت عناصر امنية على اقتحام المقهى واعتقال ابنتي يارا و11 شابا وشابة”.
واوضح شماس ان صاحب المقهى حاول معرفة الجهة الامنية التي ينتمي اليها العناصر، الا انهم “امتنعوا عن الافصاح عن ذلك”، مشيرا الى ان “جميع المحاولات لمعرفة سبب الاعتقال او الجهة التي اقتيدوا اليها باءت بالفشل”.
واضاف المحامي “ان المادة 53 من الدستور الذي تم الاستفتاء عليه واصبح نافذا في 28 شباط/فبراير لا تجيز اعتقال المواطنين الا بأمر من السلطة القضائية”.
وحمل شماس “الحكومة السورية كامل المسؤولية عن وضع يارا ورفاقها”، مطالبا “بالافراج عنها فورا والكف عن سياسة الاعتقال التي لم تؤد الا الى المزيد من الضغائن وتأجيج الوضع المتوتر في سوريا”.
وقال “ابنتي ليست سلفية وليست جهادية ولا تنتمي الى مجموعات متشددة”.
وقال المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية في بيان “ندين هذا الاعتقال ونؤكد بأن مثل هؤلاء الشباب يؤكدون بكل وضوح كذب النظام حول طبيعة الثورة التي يقوم بها الشعب السوري لنيل حريته” مطالبا “بإطلاق سراحهم فورا وإطلاق سراح جميع المعتقلين”.
كما دانت الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان في بيان “بقوة هذا الإجراء الذي يتعارض مع كافة المواثيق والمعاهدات الدولية التي انضمت إليها الحكومة السورية” محملة السلطات “المسؤولية الكاملة عن سلامة الشابة يارا ميشال شماس”.
وطالبت “بالافراج الفوري وغير المشروط عنها وعن زملائها الذين اعتقلوا مساء الاربعاء”.
كما ابدت الرابطة “قلقها البالغ من تصاعد وتيرة الإعتقال التعسفي وحالات الاختفاء القسري للمعتقلين التي بدأت تأخذ منحى جديدا خلال الفترة الأخيرة”.
غليون: ليس هناك أولوية غير تنحية الأسد.. ونريد سلاحاً نوعيّاً للجيش الحر
أكد رئيس “المجلس الوطني السوري” برهان غليون أنّ الحوار لحلّ الأزمة في سوريا هو “مضيعة للوقت”، مشيرًا إلى ضرورة “وجود موقف عالمي لوقف حالة العنف (في سوريا)، أم كل باقي الكلام فهو فراغ”، موضحًا أنّه “ليس هناك أولوية أخرى غير أولويّة تنحيّة (الرئيس السوري بشار الأسد) ووقف آلة القتل”.
وفي حديث لقناة “العربية”، وحول مهمة المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا كوفي أنان، قال غليون: “النظام السوري اقترح معارضةً له وحاورها، فهل هذا ما يريده كوفي أنان، هل يريد ان يحاور النظام نفسه؟ ثم ما الفرق بين الحلّ السياسيّ والحلّ العسكري؟ وهل أوقف هذا النظام استعمال العنف في سوريا أم صعّده؟”.
وإذ لفت إلى أنّ ما يحصل في سوريا “انتقل من حرب الشبّيحة والأسلحة الخفيفة إلى استعمال الأسلحة الثقيلة” من قبل قوات النظام، وصف غليون قوات الأسد بـ”مجموعة من ميليشيا مرتزقة”، وسأل: “هل يمكن التحاور معهم؟”.
من جهة أخرى شدّد غليون على أنّ “الشعب السوري سيصمد”، وقال: “ما نعيشه اليوم في سوريا هو ثورة شعب قائم، والشعب لن يتراجع عن ثورته لأنّه استثمر وضحى كثيراً”، مشيرًا إلى أنّ المجلس الوطني السوري “يحاول تقديم المساعدات الممكنة للجيش السوري الحرّ والتحضير للتفاهم مع دول مؤتمر “أصدقاء سوريا” من أجل أن يكون المؤتمر الذي سيعقد ليس كالمؤتمر الأول (في تونس) الذي خرج من دون نتيجة”، مضيفًا: “حصلنا على المال ولكن السلاح ليس قضيّة فرديّة أو تجارة، لأن السلاح الذي نريده هو سلاح نوعيّ وهذا بحاجة إلى تفاوض مع الدول”.
عشرات الآلاف تظاهروا في مناطق عدة بسوريا اليوم لا سيما في حلب
تظاهر عشرات الآلاف في مناطق عدة في سوريا اليوم لاسيما في مدينة حلب وريفها، في “جمعة الوفاء للانتفاضة الكردية”، بحسب ما اعلن ناشطون ومراقبون. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال مع وكالة فرانس برس إن “عشرات الالاف من المتظاهرين خرجوا اليوم في تظاهرات معارضة في عدد من المناطق السورية في محافظات درعا ودمشق وريف دمشق وحمص وحماة وادلب وحلب واللاذقية ودير الزور والحسكة”.
وقال المتحدث بإسم “اتحاد تنسيقيات حلب” محمد الحلبي لوكالة فرانس برس إن المدينة تشهد “التظاهرات الاكبر منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية” في منتصف اذار الماضي، وأضاف: “خرج آلاف المتظاهرين في 15 نقطة تظاهر في المدينة، لاسيما في احياء المرجة والفردوس وصلاح الدين وسيف الدولة، اضافة الى 40 نقطة تظاهر في ريف حماة (…) رغم الانتشار الامني الكثيف”. وذكر الحلبي أن “المتظاهرين رددوا شعارات تحيي الاكراد، وتطالب بإعدام (الرئيس السوري) بشار الأسد، وتسليح الجيش السوري الحر، وقامت قوات الأمن بمواجهة معظم التظاهرات بإطلاق الرصاص”.
إلى ذلك أوضح المرصد السوري أنه خرج أكثر من عشرة آلاف متظاهر في مدينة داعل في محافظة درعا.
(أ.ف.ب)
الجنود الدروز في الجيش السوري… وقصص تدفن مع أصحابها
مالك نعيم (الحياة
تكفلت وكالة الأنباء السورية بنقل أخبار مقتل الجنود الدروز في الجيش السوري وفصّلت حكايات وفاتهم على قياسات تناسب قضية المؤامرة التي تتعرض لها سورية وفقاً لوجهة نظر النظام السوري، فنسبت إليهم بطولات قد تفوق في بعض الأحيان قدراتهم الحقيقية.
لكل قطعة عسكرية في الجيش السوري ضابط للأمن وغالبيتهم من الموالين للنظام ويتلخص عملهم بنقل المعلومات التي تخص أوضاع الضباط والجنود إلى الفروع الأمنية التي يتعاملون معها «كفرع المخابرات الجوية وفرع المخابرات العسكرية». تُقدم معلومات دقيقة وفي شكل دوري عن تحرك كل فرد من الأفراد في القطع، وفي بعض القطع العسكرية يكون دور ضابط الأمن أقوى من قائد القطعة نفسها.
وعند بداية الحراك في سورية زادت صلاحيات ضباط الأمن بأمر من القيادة العسكرية، وقسم أسلوب التعاطي مع الأفراد وفق الانتماء الطائفي والجغرافي، فمثلاً أبناء الأقليات يختلف التعامل معهم عن أبناء الأكثرية السنّية، وأبناء المناطق الثائرة كدرعا وإدلب لهم تعامل مختلف عن المناطق الموالية للنظام، حيث يتم وضعهم تحت مراقبة شديدة ودوماً يفرز معهم في شخصيات موالية للنظام لنقل كل أحاديثهم وتحركاتهم وفي بعض الأحيان لا يسلمون سلاحاً.
التعامل المختلف
الجنود الدروز كان التعامل معهم مختلفاً طبعاً، فهم من وجهة نظر النظام السوري من أبناء الأقليات وبالتالي لا بد أن يقفوا معه وتم إعطاؤهم صلاحيات توازي تلك التي تعطى للموالين في القتل وفعل كل ما يلزم في سبيل إخماد الحراك الثوري، منهم من تورط بأعمال قتل ومنهم من رفض الدخول بهذه الدوامة الطائفية التي يشرف ضباط الأمن السوري على تنفيذها فتمت تصفيته.
«عماد» شاب درزي يخدم برتبة صف ضابط في إحدى القطعات العسكرية السورية يروي ما حدث معه قبل اقتحام مدينة درعا في بداية الحراك. يقول: «قبل أن تتحرك قطعتنا باتجاه درعا بثلاثة أيام طلبني ضابط الأمن إلى مكتبه لأفاجأ عند دخولي بوجود سبعة رفاق لي وكلهم من أبناء مدينتي السويداء وقال لنا: «أعلم أنكم جميعكم تعلمون حقيقة ما يجري وسأكون صريحاً معكم هناك حراك تقوده مجموعة من السلفيين وتنظيم القاعدة هدفه الوصول للحكم والقضاء على الأقليات الدينية ومنهم نحن وأنتم وأعتقد أن ما فعله الرئيس أديب الشيشكلي عندما دخل بالجيش وقتل أبناء مدينتكم لا زال في أذهان كبار محافظتكم. لذا، عليكم أن تقاتلوا في سبيل منعهم من تنفيذ مخططهم الطائفي».
ويضيف: «ثلاثة من رفاقي الموجودين كانت الحماسة هي رد فعلهم وطلبوا منه التوجه إلى درعا فيما قرر الباقون وأنا منهم الصمت، فالتفت إلينا ضابط الأمن قائلاً: «الخائن أيها الجنود مصيره الموت لا شك بذلك حتى لو كان أبي وأمي».
«منير» من مدينة إدلب يخدم برتبة صف ضابط يروي كيف قُتل أحد الجنود الدروز على يد أحد القناصين فيقول: «جاءتنا الأوامر أن نرتدي لباساً مدنياً ونتوجه إلى إحدى مناطق مدينة حمص الثائرة ونشتبك معهم لكونهم يقومون بالهجوم على مقار حكومية ويمارسون أعمال قتل وتخريب، وعند وصولنا فوجئنا بوجود عدد كبير من المتظاهرين يرفعون لافتات تطالب بالحرية وإسقاط النظام تماماً كتلك التظاهرات التي تنقلها وسائل الإعلام، فقام عدد من الجنود بإطلاق النار وفي شكل مباشر على المتظاهرين ومنهم الضابط المسؤول عنا، فاختبأنا أنا و «ن» في مكان آمن وبدأت أطلق النار بالهواء، في حين أن صديقي «ن» لم يطلق النار على المتظاهرين ولا في الهواء كما فعلت بل أطلق النار على أحد الجنود الذي كان يقتل المتظاهرين وقتله، ونتيجة لتصرفه جاءته طلقة استقرت في مؤخر رأسه من قبل قناص متمركز خلفنا. في مدينة السويداء الأمر لا يقتصر على مسيرات التأييد أو عرض رجال الدين المؤيدين على شاشات الإعلام السوري، بل امتد الأمر إلى محاولة جعل أبناء الطائفة شركاء لرجال النظام في قتل المتظاهرين وذلك من خلال اتباع سياسة يعتبرها المعارضون في المحافظة «شيطانية» بامتياز.
فعند كل جنازة لجندي درزي تأتي وسائل الإعلام السوري الحكومي والخاص وتجري لقاءات مع ذويه وتجبرهم على قول جمل محددة مثل إن الشهيد قدم روحه فداء لقائد الوطن أو كل أبناء السويداء هم فداء لقائد الوطن وغيرها من المصطلحات التي تظهر الدروز كشريك للنظام في القتل. وهذا الكلام يقال علناً من قبل أشخاص من المحافظة مرتبطين مع النظام ويتولون الخطابة في جنازات الشهداء.
في جنازة أحد الجنود قال أحد الرجال وهو معروف بارتباطه الوثيق بالنظام إن الشهيد قام بقتل 30 إرهابياً في معركة واحدة. ووضعت صور الرئيس بشار الأسد على نعش الجندي. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل وصل إلى حد إنشاء قناة تلفزيونية مختصة بعرض الاحتفالات ومسيرات التأييد لأبناء الطائفة الدرزية حيث تنقل مراسم الجنازات وتؤكد باستمرار عبر لقاءاتها وشريطها الإخباري والرسائل القصيرة مدى ولاء أبناء المحافظة، مع ذكر «البطولات»، فيما صفحات التواصل الاجتماعي تشارك هي الأخرى بالدعاية للنظام، فتجدها مليئة بالصفحات الخاصة بأسماء قتلى الجيش وطبعاً توضع صور الرئيس السوري مع عبارات التأييد. ونذكر منها «صفحة الشهيد شبلي وسيم الطويل» أو صفحة الشهيد «جلال صيموعة» وغيرها من الصفحات التي يعلو فيها اسم الرئيس اسم الشهيد نفسه.
ثمن الغضب
عمر كرباج، تجرأ ذووه على عدم الصمت وقاموا بكشف ما جرى معه عندما أتى عناصر الأمن وكان بصحبتهم تلفزيون خاص تابع للنظام وحاولوا إجبار والدته على إجراء لقاء تلفزيوني تقول فيه إن ولدها قدم روحه إلى قائد الوطن لكنها رفضت، وقام أخ الشهيد بطردهم من المستشفى كما قام بطرد عدد ممن يعرفون بالشبيحة كانوا يحاولون غناء الأهازيج الشعبية أثناء مراسم الجنازة، ومن ثم قام بتمزيق صورة الرئيس السوري، الأمر الذي أغضب أتباع النظام الذين حاولوا ضرب أخ الشهيد لولا تدخل بعض الموجودين في الجنازة.
المعارضة ترفض دعوات أنان للحوار
روسيا تعارض القرار الجديد بشأن سوريا
أعلنت روسيا معارضتها لمشروع القرار الجديد الذي طرحته الولايات المتحدة بمجلس الأمن الدولي حول سوريا، واعتبرت أنه غير متوازن، في وقت رفض فيه المجلس الوطني السوري المعارض دعوة وجهها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان للدخول في حوار مع النظام السوري، واستبق أنان زيارة هذا السبت إلى دمشق بتصريح من القاهرة قال فيه “نحتاج إلى إيجاد وسيلة لوضع الإصلاحات المناسبة والمضي قدما”.
وقال جينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي إن المشكلة الرئيسية تكمن في عدم مطالبة مشروع القرار في آن معا طرفي النزاع، أي الحكومة والمعارضة، أخذ خطوات عملية لوقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن موسكو تلقت تقارير مفادها أن مجلس الأمن الدولي يعتزم طرح مشروع القرار على التصويت الاثنين.
ودعا غاتيلوف، بتصريحات نقلتها وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء، الدول الكبرى إلى عدم التسرع في إحالة مشروع القرار إلى التصويت، علما بأنه سبق لروسيا أن استخدمت مع الصين حقهما في النقض (فيتو) مرتين لمنع صدور مشروعي قرارين يدينان نظام بشار الأسد، وقاطعتا مؤتمرا لـ “أصدقاء سوريا” في تونس الشهر الماضي.
وقال إنه ليس من المقبول أن يتم ربط إقرار أي نص بمهلة محددة، مشددا على أن الشيء الأهم ليس عامل الوقت بل هو التوصل إلى نص واقعي خال من الغموض ويرمي إلى إيجاد تسوية دائمة.
وطبقا لنسخة من مشروع القرار المطروح، فإن النص يقول إن مجلس الأمن “يطالب” الحكومة السورية بأن توقف “فورا” كل أعمال العنف، و”يدعو” مجموعات المعارضة إلى “الامتناع عن كل أشكال العنف” ما إن تتحقق هذه الشروط.
وقد أعلنت بكين أن مبعوثا رفيعا سيزور الرياض والقاهرة وباريس لشرح وجهة نظرها القائمة -كما قالت- على رفض استعمال الإعانات الإنسانية “للتدخل” في شؤون الدول، وعلى الدعوة للوحدة داخل مجلس الأمن.
واستبق أنان زيارة هذا السبت إلى دمشق بتصريح من القاهرة قال فيه “نحتاج إلى إيجاد وسيلة لوضع الإصلاحات المناسبة والمضي قدما” وقال إنه سيحث خلال زيارته الحكومة السورية والمعارضة على وقف العنف والسعي لتسوية سياسية، محذرا من زيادة تسليح الاحتجاجات.
“فيلم قديم”
لكن المعارضة السورية ترى أن كل ما تفعله هذه الدعوات إتاحة مزيد من الوقت لنظام بشار الأسد ليزيد قمعه الذي يقولون إنه دمّر احتمالات تحقيق تسوية تفاوضية.
ووصف رئيس المجلس الوطني برهان غليون في لقاء مع أسوشيتد برس دعوة أنان بـ “فيلم قديم نراه مرة تلو الأخرى” قائلا “هذا النوع من التعليقات مخيب للآمال، ولا يمنح الشعب السوري كثيرا من الأمل بينما هو يُذبَّح يوميا”.
وأضاف “أي حل سياسي لن ينجح ما لم يصحبه ضغط عسكري” منتقدا أنان لـ “تجنبه” الإشارة إلى جوهر المشكلة ألا وهي -كما ذكر- الاستعمال المفرط للقوة العسكرية ضد المحتجين.
ويدعو المجلس الوطني صراحة لتدخل عسكري خارجي، لكن القوى الغربية الكبرى تتحفظ حتى الآن على دعم حل كهذا.
ودافع وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا الأربعاء عن موقف بلاده الحذر من هذا الخيار، في غياب إجماع دولي.
وقالت دمشق الأربعاء إنها ستتعاون مع أنان، ومع خطة سلام كشفت عنها الصين الأحد، تدعو لإنهاء العنف فورا وتعارض “العمل الخارجي لتغيير النظام”.
تركيا وتونس
وقد عارض الرئيسان التركي عبد الله غل والتونسي منصف المرزوقي أمس من تونس أي محاولة للتدخل العسكري الأجنبي في سوريا.
لكن المرزوقي -الذي عرضت بلاده على الأسد اللجوء- أبدى استعداد تونس للمشاركة في قوة سلام عربية، قائلا إن أفضل حل خروج من السلطة متفاوض عليه، تتلوه فترة انتقالية.
وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 7500 شخص قتلوا منذ بدء الاحتجاجات قبل عام، لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان -ومقره لندن- يتحدث عن أكثر من 8500 قتيل.
ملاحقات بالخارج
وتقول المعارضة إن نظام الأسد يلاحق الناشطين حتى خارج سوريا، كما يحدث في لبنان وفق رأيهم.
وتحدثت صحيفة السفير اللبنانية عن مذكرة سورية رسمية طالبت بيروت بتسليم مسلحين فروا إلى لبنان.
وكانت مصادر أمنية قالت إن مجموعة من الجيش السوري الحر فرت إلى لبنان دون سلاح، عبر وادي البقاع، وتم التحقيق معها.
لكن وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور قال إن من السابق لأوانه الحديث عن تسليم الهاربين، الذين “يخضعون للقانون اللبناني.. والتحقيق جار معهم”.
وكانت السفيرة الأميركية بلبنان مورا كونيللي دعت بيروت لحماية النازحين من غير المسلحين بما يتماشى والمعايير الإنسانية، لكنها قالت إن الحماية تنسحب أيضا على أفراد (الجيش السوري الحر) إن ألقوا سلاحهم.
قصف وانشقاقات واشتباكات مع منشقين
قتلى بسوريا بجمعة الوفاء للانتفاضة الكردية
قال ناشطون إن 38 شخصا قتلوا برصاص الأمن السوري معظمهم في حمص وبينهم 3 أطفال في جمعة أطلق عليها “الوفاء للانتفاضة الكردية” وسط استمرار المواجهات بين الجيش السوري والجيش الحر في مناطق متفرقة من البلاد، كما تحدث ناشطون عن عمليات اقتحام مست مناطق عدة، وانشقاقات عن الجيش السوري.
تأتي هذه التطورات بعد يوم سقط فيه 68 قتيلا 55 منهم بحمص وبينهم عائلات بكاملها، وفق ناشطين سوريين.
وأكد ناشطون مقتل 38 شخصا برصاص الأمن، معظمهم بحمص بينهم امرأة مسنة و3 أطفال.
وأضافوا أن أحد القتلى سقط برصاص قناصة في حي الجمالة بكفر سوسة غرب دمشق والذي يضم عددا من مراكز الشرطة السرية والمنشآت الإيرانية.
وقال الناشطون في بيان إنه من المقرر ظهر اليوم تشييع جثمان القتيل، الذي بلغ عمره 30 عاما، في الحي الذي سبق أن تحولت جنازات محتجين فيه إلى مظاهرات حاشدة ضد الرئيس بشار الأسد.
كما قتل شخصان وأصيب عدد آخر بجروح في قصف على بلدة الموزرة بجبل الزاوية بريف إدلب.
وفي بلدة التريمسة بريف حماة سقط قتيل وخمسون جريحا في قصف للجيش النظامي.
في غضون ذلك قال ناشطون إن بلدة الأتارب في ريف حلب تعرضت لقصف عنيف الليلة الماضية.
ميدانيا أيضا، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية باقتحام الجيش قرية الناجية في جسر الشغور بمحافظة إدلب وسط إطلاق نار عشوائي على الأحياء والمنازل.
اشتباكات وانشقاقات
في غضون ذلك اندلعت اشتباكات عنيفة اليوم بين قوات الجيش النظامي والمنشقين عنه، على أطراف مدينتي الرستن والقصير بمحافظة حمص. وشهدت مدينة البوكمال بمحافظة دير الزور أيضا اشتباكات مماثلة.
من جانبها قالت لجان التنسيق المحلية إن القوات النظامية تقصف مناطق كرم الزيتون والخالدية والبياضة بمحافظة حمص.
كما شهدت منطقة الصنمين بدرعا إطلاق نار وانتشارا أمنيا كثيفا. وشنت قوات الأمن حملة مداهمات واعتقالات في حي جوبر بالعاصمة دمشق.
كما اقتحم الجيش كلا من بلدتي قسطون والحميدية الواقعة في ريف حماة وبلدات شاغوريت واللج وحميمات والصحن الواقعة في ريف إدلب، وسط إطلاق نار كثيف وحركة نزوح جماعية لأهالي القرى المذكورة.
وعن جديد الانشقاقات عن الجيش، أفاد مراسل الجزيرة على الحدود التركية السورية بانشقاق أربعة ضباط برتبة عميد وأربعة آخرين برتبة عقيد.
كما بث ناشطون سوريون صورا على الإنترنت تظهر تشكيل كتيبة جديدة تابعة لقيادة الجيش الحر بمدينة حرستا بريف دمشق. وتعهد الجنود بالدفاع عن المدنيين، ودعوا الجنود والضباط وصف الضباط إلى الانشقاق عن النظام والانضمام إلى الجيش الحر.
في سياق متصل، قال وزير الخارجية اللبنانية عدنان منصور إنه من السابق لأوانه التحدث عن تسليم مسلحين سوريين فروا إلى لبنان للسلطات السورية.
وجاء تصريح الوزير منصور أمس الخميس بعد أنباء عن تسلّم لبنان مذكرة سورية رسمية تطالب بأن يقوم لبنان بتسليم دمشق المسلحين الفارين.
وكانت مصادر أمنية أشارت إلى دخول مجموعة من الجيش الحر المنشق من دون سلاح إلى لبنان عبر قرى حدودية، وتم التحقيق معها.
آموس واللاجئون
يأتي ذلك في وقت وصلت فيه مسؤولة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة فاليري آموس إلى تركيا اليوم الجمعة قادمة من سوريا لزيارة مخيمات آلاف السوريين الفارين من الصراع.
وقال مسؤول بالخارجية التركية إن نحو 12 ألف سوري سجلوا كلاجئين بالمخيمات التي أقيمت لإيوائهم بإقليم هاتاي بعد وصول نحو ثمانمائة لاجئ إثر هجوم القوات الحكومية على مقاتلي المعارضة في حي بابا عمرو بمدينة حمص.
وقالت آموس خلال زيارتها لسوريا إنها أصيبت بصدمة لهول الدمار الذي رأته في بابا عمرو، وتريد أن تعرف ما الذي حدث لسكان الحي الذين عانوا من حصار عسكري لمدة 26 يوما قبل انسحاب مقاتلي المعارضة قبل أسبوع.
وقالت الأمم المتحدة إنها تعد مواد غذائية تكفي 1.5 مليون شخص بسوريا في إطار خطة طوارئ عاجلة تسعين يوما لمساعدة المدنيين المحرومين من المواد الأساسية بعد نحو عام من تفجر الصراع.
اتهامات بوجود “مرتزقة وإرهابيين” في سوريا
النقيب هشام الحسن لدى إعلانه في وقت سابق انشقاقه وانضمامه للجيش السوري الحر (الفرنسية) قال دبلوماسي إيراني إن دولا عربية ترسل “مرتزقة” إلى سوريا، بينما أكد دبلوماسي روسي أن 15 ألف “إرهابي” أجنبي متواجد في الأراضي السورية، بينما تواصلت الانشقاقات العسكرية بإعلان ثمانية ضباط انسحابهم من الجيش السوري، فيما بحث المجلس الأعلى للدفاع اللبناني منع تنقل المسلحين من سوريا وإليها.
وقال سفير إيران في فرنسا علي أهاني أمس الخميس إن دولا عربية ترسل “مرتزقة” إلى سوريا لإجهاض أي فرصة للتوصل إلى تسوية من خلال التفاوض تنهي الأزمة الحالية.
واتهم أهاني السفير المعين في الفترة الأخيرة لدى باريس في مقابلة مع رويترز دولا عربية معينة بتمويل المعارضة السورية وتسليحها، وقال “لدينا معلومات بشأن إرسال أموال وأسلحة ومرتزقة إلى هناك لعرقلة الأمور”، لكنه لم يحدد الدول التي يأتي منها المرتزقة.
وأضاف “هناك معلومات عن أن دولا عربية معينة أرسلتهم (المرتزقة) وتمولهم الولايات المتحدة بل وإسرائيل”، واعتبر أن التدخل يحول دون توصل المعارضة والحكومة إلى تسوية عبر التفاوض، واعتبر أن هذه التسوية هي الأمل الوحيد لحل الأزمة.
وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت طهران قد أرسلت مستشارين لمساعدة الرئيس بشار الأسد قال أهاني إن سوريا دولة ذات سيادة تتخذ قراراتها بنفسها، وأضاف “العلاقة الوثيقة بيننا وبين سوريا واضحة ومتنوعة بشكل جيد، لكن هذا لا يعني أن جميع قرارات الحكومة السورية تخضع لموافقة إيران”.
في سياق متصل قال دبلوماسي روسي إن بشار الأسد يقاتل “إرهابيين” يدعمهم تنظيم القاعدة بينهم 15 ألف أجنبي على الأقل سوف يستولون على بلدات في أنحاء سوريا في حالة انسحاب القوات الحكومية منها.
وقال ميخائيل ليبيديف نائب المندوب الروسي بالأمم المتحدة في منتدى إنساني حول سوريا في مقر المنظمة الدولية بجنيف إن “المتمردين” نفذوا في الآونة الأخيرة هجمات على نطاق واسع ضد البنية التحتية السورية بما في ذلك مدارس ومستشفيات.
وأضاف ليبيديف “هجمات الجماعات الإرهابية تشمل عمليات قتل وتعذيب وترويع للسكان المدنيين، وتدفق كل أنواع الإرهابيين من بعض دول الجوار يتنامى باطراد”.
وقال ردا على سؤال لرويترز بشأن تصوره لعدد المقاتلين الأجانب في سوريا “كم عدد الذين دخلوا (البلاد) بطرق غير مشروعة، الحدود هناك غير مرسمة غير محددة، لذلك لا يعرف أحد، لكنهم 15 ألفا على الأقل”.
وأكد ليبيديف أن “معظم المسلحين يتبعون تنظيم القاعدة مباشرة أو على صلة وثيقة به”، واعتبر أن المعلومات بشأن صلات القاعدة في سوريا “حقيقة لا لبس فيها”، لكنه رفض أن يقول ما إذا كانت روسيا ستقدم أدلة للأمم المتحدة لتعزيز ادعائها بأن المعارضين السوريين يرتكبون أعمال تعذيب.
تدفق المسلحين
من جانب آخر قال بيان صادر عن رئاسة الجمهورية اللبنانية إن المجلس الأعلى للدفاع عقد جلسة أمس الخميس برئاسة الرئيس ميشال سليمان بحث خلالها “الوضع الأمني في البلاد بوجه عام، واطلع من قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية على نتائج المهام التي نفذتها في كل المناطق اللبنانية والمناطق الحدودية”.
وكان وزير الداخلية اللبناني مروان شربل أعلن في وقت سابق أمس أن المجلس الأعلى للدفاع سيبحث في منع دخول المسلحين من سوريا إلى لبنان وبالعكس. واعتبر أن إقفال الحدود اللبنانية-السورية أمر “صعب جدا”، وأنه “لا قرار سياسيا حتى الآن بإقفال الحدود إلا أمام المسلحين”.
تزايد الانشقاقات
على الصعيد الداخلي أفاد مراسل الجزيرة على الحدود التركية السورية بانشقاق أربعة ضباط برتبة عميد وأربعة آخرين برتبة عقيد عن الجيش النظامي السوري.
وقال الملازم خالد الحمود، وهو متحدث باسم الجيش السوري الحر، إن الضباط العمداء هربوا في الأيام الثلاثة الماضية إلى معسكر للمنشقين على الجيش السوري في جنوب تركيا، وقال لرويترز بالهاتف من تركيا إنه بانشقاق هؤلاء الضباط يرتفع إلى سبعة عدد الضباط الذين يحملون رتبة العميد الذين انشقوا على الجيش. والضباط السبعة هم أعلى الضباط رتبة الذين يتخلون عن الأسد وكان مصطفى الشيخ هو أول عميد يعلن انشقاقه.
وكشف الحمود عن خطط لتشكيل مجلس استشاري لاستيعاب هؤلاء وأي منشقين آخرين من الرتب العالية، مشيرا إلى أن هذه المجموعة ستخطط العمليات للجيش السوري الحر.
وجاءت هذه الانشقاقات غداة إعلان معاون وزير النفط السوري عبده حسام الدين انشقاقه عن النظام السوري، وهو أعلى مسؤول مدني يعلن انضمامه للمعارضة. واعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند أن هذا الانشقاق سيكون “نبأ سارا جدا”، في حال تأكد.
دخلت الحي رفقة الهلال الأحمر السوري
مسؤولة أممية: بابا عمرو أصبح خرابا
وصفت مسؤولة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة فاليري أموس حي بابا عمرو بحمص بأنه أصبح خرابا وأنه شبه خال من السكان بسبب القصف الذي تعرض له في الفترة الأخيرة، وذلك خلال دخولها إلى هذا الحي أمس الأربعاء، وهي أول مسؤولة أممية تدخله منذ أن أطلقت القوات الحكومية أحدث حملة عسكرية على مدينة حمص.
وبدأت أموس -التي لم تسمح لها السلطات السورية بدخول البلاد الأسبوع الماضي- مهمة تستمر ثلاثة أيام وتنتهي غدا الجمعة في محاولة لإقناع السلطات بالسماح لعمال الإغاثة بتقديم المساعدات دون أي عقبات للمدنيين المحتاجين. كما دخل معها إلى حي بابا عمرو الهلال الأحمر العربي السوري.
ونقلت أماندا بيت، المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، عن أموس قولها إن “الأمن مشكلة واضحة في حي بابا عمرو وإنهم سمعوا إطلاقا للنار بينما كانوا هناك”، وأكدت أيضا أن الأجزاء التي شاهدوها في الحي “مخربة إلى حد بعيد”.
وأضافت تصف حمص “بدت وكأنها مدينة مغلقة وكان عدد قليل جدا من الناس في أنحاء المدينة وبدا كأنها باتت خرابا من جراء المعارك والقصف المدفعي”، مشيرة إلى أنهم شاهدوا عددا قليلا من الناس يبحثون عن أمتعتهم.
وقابلت المسؤولة الأممية أمس وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي أكد لها –وفق نفس المصدر- أنه سيسمح لها بالذهاب أينما تشاء في سوريا. وقالت وكالة الأنباء السورية إن الوزير شدد على أن القيادة السورية تفعل ما في وسعها لتلبية احتياجات المدنيين “على الرغم من الأعباء التي تسببها العقوبات الجائرة” التي فرضتها بعض الدول العربية والغربية.
وذكرت الوكالة أن أموس قالت للمعلم إن الهدف من زيارتها هو تقييم الوضع الإنساني على أرض الواقع وإنها شددت على احترام السيادة السورية ورفض استخدام الجانب الإنساني لأغراض سياسية.
وقالت مصادر سورية لوكالة الأنباء الألمانية إن أموس ستزور مناطق في حمص تقول المعارضة إنها دمرت جراء قصف القوات الحكومية المستمر منذ شهر تقريبا.
وبدوره، أكد هشام حسن المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن فريق الهلال الأحمر السوري مكث داخل بابا عمرو مدة 45 دقيقة وأنه وجد أن معظم السكان غادروا الحي إلى مناطق أخرى زارها بالفعل الصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري الأسبوع الماضي.
وأضاف أن المناطق الأخرى في حمص وقرية قابل القريبة وزع بها عمال الصليب والهلال مساعدات أمس للمرة الثانية، مشيرا إلى أن فرق الإغاثة قدمت مساعدات إلى نحو 450 أسرة في قابل ونحو 2700 شخص معظمهم من حي بابا عمرو، إضافة إلى نحو 2100 شخص تلقوا مساعدات في وقت سابق من الأسبوع.
وكانت فرق الهلال الأحمر قد قامت بإجلاء 30 شخصا يحتاجون إلى العناية الطبية من بابا عمرو وبعضهم مصاب بجروح خطيرة. وأعلن مسؤول الصليب الأحمر أنهم يريدون مواصلة مساعدة الناس ومنهم من فروا من بابا عمرو.
ويذكر أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر كانت أول وكالة دولية يسمح لها بإرسال عمال إغاثة إلى سوريا وكانوا يقدمون أغذية ومؤنا طبية منذ بدء الصراع قبل نحو عام.
المصري: التجار يهربون السلاح لسوريا
دور الجماعة الإسلامية في الثورة السورية يقتصر على إغاثة النازحين في شمال لبنان
جهاد أبو العيس-بيروت
قال الأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان (الإخوان المسلمون) إبراهيم المصري إن تهريب السلاح من لبنان إلى سوريا يتم عبر “قطاعات شعبية تعتاش على تجارة التهريب بالاتجاهين”، مشيرا إلى أن أغلبها يتم عبر “قرى وبلدات حدودية لبنانية تعد صديقة بالمفهوم السياسي للنظام السوري”.
وأضاف في لقاء مع الجزيرة نت أن تهريب السلاح والوقود وغيرها من لبنان إلى الأراضي السورية “أمر وارد” بالنظر إلى طول حدود البلدين وصعوبة ضبطها.
واستبعد المصري وجود تيارات إسلامية في لبنان تقدم السلاح للثوار في سوريا، وأكد أن موقف هذه التيارات يقتصر على “الدعم الإغاثي والإعلامي والمعنوي فقط”، وأكد عدم وجود دليل على من يدعون قيامها بمد الثورة السورية بالسلاح عبر الحدود.
ونفى أن يكون موقف الجماعة المبكر والداعم للثورة السورية منطلقا من حالة ثأرية ضد النظام أو موقف سياسي عابر، “بل هو موقف نابع من نظرة مبدئية تتوافق وتطلعات واحتياجات الشعب السوري العادلة والمحقة، في ظل حكم شمولي متفرد يحكم سوريا منذ أربعين عاما”.
وأشار إلى أن الجماعة ليست نادمة على موقفها، ولا تعتقد بأنها تعجلت الاصطفاف مع الشعب السوري في هذه المرحلة “الحرجة والصعبة”.
دور إغاثي
وأوضح المصري أن طبيعة الدعم المقدم من الجماعة الإسلامية للثورة السورية يقتصر على العمل الإغاثي والخيري للمرضى والجرحى واللاجئين السوريين في مناطق الشمال، دون أي تدخل في الداخل السوري.
وعن رأي الجماعة بدعوات تسليح المعارضة، أوضح أن هذه القضية لا تعنيهم، وأضاف أن الجماعة تمنت لو بقيت الثورة سلمية لحقن الدماء، “لكن أمام ما يجري من قتل وقصف وتدمير، وجد السوريون أنفسهم في موضع الدفاع عن أنفسهم بحمل السلاح في وجه آلة القتل”.
وعن الخشية من انتقال العمل المسلح من سوريا إلى لبنان إذا تفاقم الوضع السوري، قال إن النظام السوري وحلفاءه في لبنان يهولون ويروجون لهذا الكلام، “لكني أعتقد أن اللبنانيين تعبوا وملوا من الحرب الأهلية، وباتوا يدركون جميعا أن اللجوء إلى هذا الخيار يعني الخسارة للجميع”.
وعن الموقف من سياسة الدولة اللبنانية حيال الملف السوري، أشار المصري إلى أنه “بإمكان لبنان أن يتخذ موقفا أفضل من سياسة النأي بالنفس”، مشيرا إلى خطأ هذه السياسة فيما يتعلق باللاجئين السوريين النازحين إلى لبنان، حيث لا تزال الدولة مقصرة بحقهم وترفض النظر إلى موضوعهم من ناحية إنسانية.
وفيما يتعلق بتصريحات قيادات مسيحية سياسية ودينية لبنانية من خشيتها من قيام نظام إسلامي في سوريا والمنطقة يهدد الوجود المسيحي، لفت المصري إلى أن هذا الموقف غير مبرر، بالنظر إلى كون التيارات الإسلامية الصاعدة بفعل الربيع العربي لم تأت بالانقلابات، بل بصناديق الاقتراع والرغبة الشعبية، إلى جانب قناعتها بمبدأ التعايش السلمي وأن الوطن للجميع دون تمييز.
وعن علاقة الجماعة بحزب الله بعد اندلاع الثورة السورية، قال المصري إن “علاقتنا ما زالت متينة رغم الاختلاف حول الموقف السوري”، مستبعدا أن يؤدي تفاقم الوضع في سوريا إلى حدوث توتر بين الجماعة والحزب لأن الكل حريص على بقاء الساحة اللبنانية هادئة.
عمر الحكومة
وعن عمر الحكومة اللبنانية الحالية ومدة بقائها أشار إلى أن هناك استحقاقين هامين: مآل الأوضاع في سوريا، وموضوع القرار الاتهامي للمحكمة الدولية، وهما استحقاقان سيحددان عمر وشكل المسار الحكومي مستقبلا، وبخلاف ذلك لا أعتقد بأن تغيرا سيقع على الحكومة، فليس من مصلحة أحد الآن تغيير التركيبة الصورية للاستقرار القائم اليوم”.
وعن دور الجماعة القادم في ظل صعود تيار الإخوان عربيا، قال المصري إن خصوصية لبنان تحول دون تفرد تيار سياسي أو حزب بالسيطرة على الساحة، كما أنه من الصعوبة بمكان اختراق الجدار الطائفي السميك في البلد والذي يتحكم بكل مفاصل وشؤون ومستقبل الدولة.
وفيما يخص العلاقة مع تيار المستقبل، أكد المصري أن الجماعة ليست “تابعة أو منقادة لأحد”، وأوضح أنها حركة عقائدية دعوية إصلاحية تتمتع بالاستقلالية التامة في قرارها ورؤيتها السياسية، كما أنها لا تتبع قوى 14 آذار أو 8 آذار الموجودة على الساحة.
وعن دعوات إلغاء أو تعديل اتفاق الطائف، أوضح أن إعادة النظر في اتفاق الطائف تحتاج جهدا كبيرا، وأشار إلى أن النتيجة التي خلص إليها الاتفاق وهي المناصفة بين المسلمين والمسيحيين أفضل مما يشاع الآن من “المثالثة” بين الشيعة والسنة والمسيحيين، “لكننا في العموم الآن نتمسك بالاتفاق ونتمنى الوصول إلى ما هو أفضل منه على قاعدة إلغاء الطائفية السياسية، وجعل لبنان دائرة وطنية واحدة بعيدا عن الطائفية”.
هل تبادر تركيا بقتال الأسد؟
قالت مجلة تايم الأميركية إن تركيا فتحت أبوابها للمعارضة السورية، فقدمت لها الدعم السياسي ووفرت الملاذ الآمن للاجئين، متسائلة عما إذا كانت ستبادر أيضا بتقديم العون العسكري لقتال الرئيس السوري بشار الأسد؟
فعن استقبال اللاجئين وحمايتهم، تحدث رائد صالح (27 عاما) للمجلة قائلا إن “نقل اللاجئين من الأراضي السورية إلى التركية يشبه نقلهم من الموت إلى الحياة”.
ويشير صالح إلى أن الأتراك يقدمون مساعدة كبيرة، فيوفرون الحافلات الصغيرة وسيارات الإسعاف لنقل اللاجئين إلى واحد من المخيمات الستة المحاذية للحدود مع سوريا.
ويضيف أن الأتراك يشكلون كذلك رادعا للجنود السوريين الذين عرف عنهم إطلاق النار على اللاجئين، “فيفكرون مرتين عندما يرون الحرس التركي”.
وصالح لا يشكو من أي ظروف داخل المخيمات التي تضم نحو 11 ألفا، “فالطعام طيب والخيام جيدة، ونحاول أن نوفر الدفء داخلها، وفوق كل ذلك، نحن في أمان”.
وتعتبر هذه الخيام مقرات قيادة للعقيد السوري المنشق عن الجيش رياض الأسعد الذي يقود الجيش السوري الحر بقوام قدره أربعون ألفا من الجنود المنشقين عن الجيش النظامي.
تسليح
وتعليقا على ما يشاع من تسليح تركيا للمقاتلين، قال قائد يدعى أيهم الكردي (30 عاما) “إن كل ما تلقيناه من مساعدة حتى الآن يقتصر على السماح لنا بالبقاء في تركيا، ولا شيء غير ذلك”.
ويضيف أن الحكومة التركية لم تقرر بعد، معربا عن تمنياته بأن تصل إلى القرار.
ويعرب ماهر النعيمي -وهو متحدث باسم الجيش السوري الحر- عن سخطه قائلا “لم نتلق أي دعم يخص تزويدنا بالسلاح من الحكومة التركية”، ويضيف عبر مكالمة هاتفية “لقد رأينا روسيا تقدم الدعم المالي والعسكري للنظام السوري، ولكننا لا نتلقى شيئا”.
غير أن أحد أعضاء المجلس الوطني السوري يدعى خالد خوجا قال إن المعارضة تشكر أنقرة على مساعدتها للاعتراف بها “ممثلا للشعب السوري” في جامعة الدولية العربية، وتسعى إلى الاعتراف بها ممثلا شرعيا “وحيدا” للشعب السوري في مؤتمر “أصدقا سوريا” الذي سيعقد في إسطنبول.
وقال خوجا إن الأتراك لا يحاولون التدخل في “عملنا” ولا يؤثرون مجموعة على أخرى، بل يحرصون على “وحدتنا”.
ويعرب السفير السابق المنشق عن النظام محمد بسام عمادي عن أمله بأن تقدم أنقرة التدريب والخبرة، مشيرا إلى أن المجلس الوطني حاول أن يستقطب الكثير من المجموعات منها الكردية والعلوية، غير أن الانقسامات الداخلية والافتقار إلى الشفافية تحول دون ذلك.
ويؤكد عمادي وخوجا أن تركيا لم تمارس التحيز إلى فئة دون أخرى “لأنها تعمل على كسب ثقة المعارضة بشكل عام”، مشيرا إلى أن الأتراك يدركون أن الأسد زائل، وأن تركيا ستحظى بعلاقات أكثر فعالية مع النظام السوري المقبل.
من جانبه يستبعد الكاتب الصحفي جنكيز كندار قيام تركيا بأي خطوة أخرى دون دعم دولي، مشيرا إلى أن قيام أنقرة -بدون غطاء دبلوماسي- بتسليح الجيش الحر والسماح له بشن هجمات من الأراضي التركية، يعني بداية حرب مع سوريا.
ويضيف أن ذلك يؤجج التوتر بين تركيا والعراق المجاور لها وإيران وروسيا، وهو ما يهدد بفوضى عارمة في المنطقة.
المصدر:تايم
اندلاع تظاهرات في قلب دمشق وسط انتشار أمني كثيف
ناشطون يؤكدون أن دعوات الحوار تؤدي إلى إتاحة المزيد من الوقت للأسد لقمعهم
العربية نت
اندلعت تظاهرات اليوم الجمعة في حي “الميدان” بالعاصمة السورية دمشق. وشهدت أحياء دمشق انتشاراً أمنياً كثيفاً اليوم بعد تظاهرات ليلية في أكثر من منطقة تطالب بإسقاط النظام.
وإلى ذلك، أفاد ناشطون أن 13 شخصاً قتلوا بنيران قوات النظام السوري في حصيلة أولية اليوم، معظمهم في حمص.
وقالت الهيئة العامة للثورة إن دبابات الجيش النظامي قصفت حيي الزيتون والرفاعي في حمص، وسط تواجد أمني مكثف في شارع الستين، أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.
كما أعلنت الهيئة أن انفجاراً ضخماً هز منطقة القطيفة في ريف دمشق تبعه إطلاق نار، بالتزامن مع انشقاق عدد من عناصر الحاجز الأمني على الجسر السابع في منطقة الغِزلانية.
واقتحمت قوات النظام السوري قريتي الناجية وجدرايا في إدلب، وسط إطلاق نار عشوائي لمنع أهالي القرية من الخروج في تظاهرات.
وفي ريف حماة، أفادت التنسيقات باقتحام قوات الجيش السوري بلدتي قسطون والحميدية.
كما سُمعت أصوات انفجارات في عدد من أحياء اللاذقية ترافقت مع إطلاق رصاص متقطع.
وكذلك أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بسماع دوي انفجار كبير في حي الفردوس بمحافظة حلب.
وكانت حصيلة قتلى أمس في سوريا قد ارتفعت إلى 68 شخصاً معظمهم في حمص، حسب ما أفادت الهيئة العامة للثورة السورية.
دعوة عنان
وسياسياً، وعشية توجهه إلى سوريا للقاء الأسد، قال كوفي عنان، مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الخاص لسوريا، إنه سيحث الحكومة والمعارضة على وقف العنف والسعي إلى تسوية سياسية للصراع الدائر منذ نحو عام. واستتبعت تصريحات عنان هذه التي أطلقت من القاهرة، انتقادات غاضبة من جانب المعارضين.
وبحسب ما نقلت عنه وكالة رويترز، أكد المبعوث الأممي أنه سيبذل كل ما في وسعه للحث على وقف القتال وإنهاء العنف، مؤكداً أن الحل في النهاية يكمن في التسوية السياسية.
وأضاف أنه سيحث الحكومة وقطاعاً كبيراً من المعارضة السورية على العمل معنا من أجل التوصل إلى حل يحترم تطلعات الشعب السوري. وأكد أنه يجب أن يوقف القتل، مشدداً على الحاجة إلى إيجاد وسيلة لوضع الإصلاحات المناسبة والمضي قدماً.
وفي المقابل، انتقد نشطاء سوريون تصريحات عنان بشدة، قائلين إن الدعوات للحوار لا تؤدي إلا إلى إتاحة المزيد من الوقت للأسد لقمعهم، وإن القمع الحكومي دمّر احتمالات التوصل إلى تسوية من خلال التفاوض.
إلى ذلك أكد الناشط من مدينة حمص هادي عبدالله رفضهم أي حوار في الوقت الذي تقصف الدبابات بلداتنا، ويطلق القناصة النار على نسائنا وأطفالنا ويعزل النظام كثيراً من المناطق عن العالم دون كهرباء أو اتصالات أو ماء.
كما قال أحد النشطاء من إدلب في شمال غرب البلاد، عرّف نفسه باسم محمد، إن تلك التصريحات تبدو مثل غمزة بالعين لبشار. وأضاف “يفترض أن يقفوا في صف الشعب، لكن ذلك سيشجع الأسد على أن يسحق الثورة”.
تراجع سعر الليرة السورية
وكانت التظاهرات قد بدأت تتزايد في دمشق، على الرغم من نشر مزيد من القوات واستخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين، وقالت مصادر معارضة إن الاحتجاجات انطلقت بسبب التضخم وانخفاض قيمة الليرة السورية، والغضب من الهجمات العسكرية في مدينة حمص.
وفي إشارة أخرى إلى تصاعد الضغوط على سوريا تراجع سعر العملة المحلية إلى مستوى 100 ليرة للدولار من نحو 47 ليرة قبل نحو عام. وأوضح تجار في دمشق أن الليرة هبطت بنحو 13% خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وسط مخاوف من تدخل عسكري أمريكي، وفشل العالم في وقف الصراع بين المتظاهرين ومقاتلين يحملون أسلحة خفيفة من ناحية، وبين القوات المسلحة الضخمة التي يبلغ قوامها 300 ألف جندي والشرطة السرية وميليشيات موالية للأسد يطلق عليها اسم الشبيحة.
قصف مدفعي لحمص يسبق زيارة عنان
قال نشطاء ان الدبابات السورية قصفت أحياء للمعارضة في حمص يوم الجمعة مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وذلك قبل زيارة المبعوث المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي عنان للبلاد سعيا لوقف الصراع المستمر منذ عام والذي يتجه نحو التحول الى حرب أهلية.
وقال معارضون للرئيس بشار الاسد انهم يعتزمون اظهار قوتهم في الشوارع بعد صلاة الجمعة، لكن كثيرين آثروا التزام منازلهم بسبب قصف الدبابات.
وأضافوا ان احتجاجات ستخرج على مستوى البلاد احياء لذكرى اضطرابات للاكراد في شمال شرقي سوريا عام 2004 أخمدتها قوات الامن وأسفرت عن سقوط نحو 30 قتيلا.
وكان عنان قد دعا الى التوصل الى حل سياسي من خلال الحوار لكن شخصيات معارضة انتقدته بسبب الاقتراح الذي قالت انه لن يؤدي الا لمنح الاسد مزيدا من الوقت لسحق معارضيه.
وحالت الخلافات بين القوى الكبرى دون اتخاذ اي اجراء بالامم المتحدة لحل الازمة حيث عارضت الصين وروسيا بصرامة اي خطوة قد تؤدي الى تدخل عسكري على غرار ما حدث في ليبيا.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، يصل الى العاصمة المصرية القاهرة مساء اليوم الجمعة وزير الخارجية الروسي سيرجيه لافروف. من المقرر أن يجتمع لافروف مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ووزراء الخارجية العرب ويتبادل معهم الآراء حول القضايا الإقليمية والدولية المهمة مع التركيز على الوضع في سوريا وليبيا.
انتقاد
وانتقد نشطاء سوريون بشدة التصريحات التي أدلى بها عنان، قائلين “إن الدعوات إلى الحوار لا تؤدي إلاَّ إلى إتاحة المزيد من الوقت للسلطة لقمع المعارضة”.
وقال هادي عبد الله، وهو ناشط معارض من مدينة حمص الواقعة وسط البلاد: “نحن نرفض أي حوار في الوقت الذي تقصف الدبابات بلداتنا ويطلق القناصة النار على نسائنا وأطفالنا، ويعزل النظام كثيرا من المناطق عن العالم دون كهرباء أو اتصالات أو ماء.”
وقال ناشط آخر من مدينة إدلب الواقعة شمال غربي البلاد، وعرَّف نفسه فقط باسم محمد: “تبدو هذه مثل غمزة بالعين (للرئيس السوري) بشار الأسد.”
وأضاف: “يُفترض أن يقفوا في صف الشعب، لكن ذلك سيشجع الأسد على سحق الثورة.”
وكان عنان حثَّ الخميس كلا من الحكومة والمعارضة في سوريا على وقف العنف والسعي للتوصل إلى تسوية سياسية للصراع الدائر في البلاد منذ نحو عام.
وقال عنان، الذي كان يتحدث في العاصمة المصرية القاهرة إلى جانب نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إنه سيتوجه إلى سوريا يوم السبت المقبل.
وأضاف: “حينما أتوجه إلى سوريا سأبذل كل ما في وسعي للحث على وقف القتال وإنهاء العنف.”
وأردف بقوله: “لكن، بالطبع إن الحل في النهاية يكمن في التسوية السياسية. نحن سنحث الحكومة وقطاعا كبيرا من المعارضة السورية على العمل معنا من أجل التوصل إلى حل يحترم تطلعات الشعب السوري.”
وقال عنان: “يجب أن يتوقف القتل، فنحن نحتاج إلى إيجاد وسيلة لوضع الإصلاحات المناسبة والمضي قدما.”
وحذر المبعوث الدولي من مغبة التدخل الخارجي في سوريا قائلا: “إن التدخل العسكري في سوريا سيزيد الأمر سوءا، لكن الشعب السوري يحتاج إلى مساعدات يجب إيصالها.”
الى ذلك، نفى رئيس الوزراء الليبي المؤقت عبد الرحيم الكيب مزاعم بتدريب معارضين سوريين في ليبيا لمقاتلة النظام السوري.
وكان المبعوث الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين اتهم الاربعاء الحكومة الليبية بفتح مراكز تدريب خاصة للمعارضة السورية.
وقال الكيب في مؤتمر صحافي عقده في واشنطن مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون انه ليس على علم بهذه المعسكرات.
تركيا
ووصلت مسؤولة الشؤون الانسانية في الامم المتحدة فاليري اموس الى تركيا قادمة من سوريا لزيارة مخيمات اللاجئين السوريين.
وقال مسؤولون ان أعداد السوريين الذين عبروا الحدود الى تركيا تزايد خلال الايام الماضية بعد هجوم القوات الحكومية على حي بابا عمرو بمدينة حمص.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية التركية ان اموس اجتمعت مع وزير الخارجية أحمد داود أوغلو في أنقرة.
وقالت وزارة الخارجية التركية ان اموس ستقوم بعد ذلك بزيارة قصيرة لاسطنبول.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية ان نحو 12 ألف سوري سجلوا كلاجئين في المخيمات التي اقيمت لايوائهم في اقليم هاتاي بعد وصول نحو 800 لاجيء خلال الاسبوع المنصرم.
انشقاق
الى ذلك، قال التلفزيون الحكومي إن ثلاثة ضباط سوريين منشقين، اثنان منهم برتبة عميد والثالث برتبة عقيد، قد وصلوا الى الاراضي التركية يوم الخميس بينما تواصل القوات السورية استعدادتها للقيام بعمليات محتملة ضد المعارضين في عدة محافظات بينها محافظة ادلب المحاذية للحدود مع تركيا.
وقال تلفزيون (تي ار تي) التركي إن الضباط الثلاثة كانوا ضمن مجموعة من السوريين يبلغ عدد افرادها 234 شخصا عبروا الحدود الى تركيا منذ الخميس.
يذكر ان حوالي 12 الف لاجئ سوري يقيمون في ستة مخيمات في الاراضي التركية.
رفض لبناني
إلى ذلك، رفض وزير الخارجية اللبناني دعوة وجهتها السفيرة الأمريكية لدى لبنان لحكومة بلاده لكي تحمي “كل السوريين الذين فروا عبر الحدود إلى الأراضي اللبنانية”، في مؤشر يظهر الخلاف السياسي والصعوبات التي يواجهها لبنان في التعامل مع الأزمة في سوريا.
وذكر موقع السفارة الأمريكية في بيروت على الإنترنت أن السفيرة مورا كونيللي زارت وزير الداخلية مروان شربل يوم الثلاثاء الماضي وحثت لبنان على حماية “كل السوريين العزَّل، بمن فيهم أعضاء الجيش السوري الحر المعارض”.
وأكدت السفيرة أيضا “قلق الولايات المتحدة بشأن اختفاء وخطف مواطنين سوريين في لبنان.”
ورد وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور، المقرَّب من حركة أمل الموالية لسوريا، على السفيرة بحدة، قائلا: “إن لبنان لا يُطلب منه، وهو يتصرف انطلاقا من مصلحته ووضعه الأمني وإمكاناته”.
وعزز رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ذلك التوبيخ قائلا في موقعه على الإنترنت يوم الأربعاء الماضي: “إن مجلس الوزراء يذكر الهيئات الدبلوماسية العاملة في لبنان بضرورة احترام معاهدة فيينا ومؤسسات الدولة اللبنانية وقوانينها التي تلزم الدبلوماسيين باحترام قوانين ولوائح الدول المضيفة”.
من جانبه، حذر وزير الخارجية المصري محمد عمرو في تصريحات أدلى بها عقب لقائه بعنان من “عواقب إقليمية وخيمة في حال انفجار الوضع في سوريا”.
وقال الوزير المصري: “إن انفجار الأوضاع في سوريا لن تكون له عواقب داخلية فقط، بل عواقب ستشمل المنطقة بأسرها.”
أما العربي، فقال: “لا أحد يفكر في تكرار السيناريو الليبي في سوريا، فإيفاد عنان إلى دمشق يهدف إلى التوصل إلى حل يرضي الشعب السوري.”
مبعوث صيني
تزامناً مع ذلك، أعلنت الصين أنها ستوفد مبعوثا آخر إلى الشرق الاوسط وفرنسا، لبحث الازمة في سوريا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ليو وي مين ان مساعد وزير الخارجية تشانغ مينغ سيزور السعودية ومصر خلال الفترة من 10 وحتى 14 من الشهر الجاري ثم فرنسا من 14 الى 16 مارس/ آذار.
وأضاف أن تشانغ “سيتبادل وجهات النظر بشأن القضية السورية مع المسؤولين بجامعة الدول العربية والدول الاخرى لحضهم على التوصل الى حل عادل وملائم.”
وتابع ان المحادثات ستركز على البيان الذي أصدرته الصين مطلع الأسبوع، والذي حذر القوى الاخرى من استغلال المساعدات الانسانية لسوريا “للتدخل” في البلاد بينما حث على الوحدة داخل مجلس الأمن.
وفي حين لم يذكر ليو تفاصيل أخرى، فانه رحب بزيارة عنان لدمشق.
وقال: “نأمل أن يستغل السيد عنان حكمته وخبرته لحث جميع الأطراف في سوريا على وقف العنف وبدء عملية محادثات السلام.”
وأبلغ مبعوث صيني اخر هو السفير السابق لدى سوريا لي هوا شين حكومة الأسد والاطراف الاخرى هذا الاسبوع بوقف العنف ومساعدة الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الاحمر في ارسال المساعدات للمناطق المتضررة من الصراع.
آموس وبابا عمرو
من جانب آخر، قالت فاليري آموس، مسؤولة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، إن حي بابا عمرو في حمص “قد دمرته هجمات قوات الأمن السورية، وأن مصير الحي يكتنفه الغموض”.
وقالت اموس لوكالة رويترز للأنباء بعد انتهائها من اجتماع مع وزراء في دمشق: “التدمير واسع المدى وأنا قلقة على مصير من يقيم في هذه المنطقة من المدينة”.
وقد بث التلفزيون الرسمي السوري يوم الخميس شريطا لفرق الأمم المتحدة ترتدي خوذا و سترات زرقاء مضادة للرصاص تلتقط صورا للمباني المهدمة، وقال المذيع إن هذا التسجيل لفريق آموس في بابا عمرو.
وقد رفضت سوريا في بادئ الامر السماح لآموس بدخول سوريا ولكنها اعطتها الاذن بالدخول بعد انضمام روسيا والصين لباقي دول مجلس الامن في انتقادها.
وقد قابلت اموس وزير الخارجية السوري وليد المعلم يوم الاربعاء، وقال أحد مساعديه إن المعلم قال لآموس ان بإمكانها الذهاب لأي منطقة تريدها في سوريا.
وتهدف زيارة اموس الى السماح بدخول هيئات الاغاثة التي منعت من الوصول إلى المناطق التي تشتد فيها الهجمات.
وتقدر الامم المتحدة عدد القتلى بين المدنيين في سوريا إلى 7500 شخص في حملة قوات الامن الحكومية على الانتفاضة ضد نظام الاسد. وتقول الحكومة السورية إن الفين من الجنود وافراد قوات الامن قتلوا في هجمات شنتها جماعات مسلحة.
المزيد من بي بي سيBBC © 2012
مفوضة الأمم المتحدة تقول ان المناطق التي زارتها في بابا عمرو”مدمرة بالكامل“
آموس اول مسؤول دولي كبير يزور بابا عمرو منذ اقتحامه
وصفت مسؤولة الشؤون الانسانية في الامم المتحدة فاليري آموس المناطق التي زارتها في حي بابا عمرو في مدينة حمص بانها” مدمرة بالكامل”.
واوضحت آماندا بيت الناطقة باسم مكتب تنسيق الشؤون الانشانية في الامم المتحدة إن آموس، التي زارت الحي الاربعاء وتجولت فيه نحو ساعة، قالت إن الحي بات خربا بسبب القصف الذي تعرض له أخيرا وشبه خال من السكان.
وتعتبر فاليري آموس اول مسؤول دولي كبير تزور بابا عمرو منذ اقتحام القوات السورية له الاسبوع الماضي بعد شهر من الحصار والقصف.
السلطات السورية كانت تمنع فرق الهلال الأحمر من دخول حي بابا عمرو “لدواعي أمنية”
واضافت الناطقة باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية ان آموس “قالت ان الامن مشكلة واضحة وانهم سمعوا اطلاقا للنار وهم هناك”.
وقالت آموس إن زيارتها تهدف إلى حث كل الأطراف على السماح لفرق الإغاثة بالدخول دون عراقيل كي تتمكن من إجلاء الجرحى وتوزيع المساعدات.
وذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن فرقا تابعة للهلال الأحمر السوري دخلت حي بابا عمرو الأكثر تضررا في مدينة حمص.
ونقلت وكالة رويترز عن متحدث باسم اللجنة إن معظم سكان الحي غادروه بالفعل إلى مناطق أخرى توجد بها فرق المنظمة.
وكانت فرق الإغاثة تنتظر منذ يوم الجمعة لدخول الحي وهو الطلب الذي رفضته السلطات السورية لـ”دواعي أمنية”.
ولم ترد أنباء عن نوع المساعدات الغذائية والطبية التي نقلها موظفو الهلال الاحمر معهم.
وقد فرضت السلطات السورية طوقا امنيا على حي بابا عمرو على مدى الايام الستة الماضية ولم تسمح لفرق المساعدات الانسانية بالدخول بدعوى ان ذلك يشكل خطرا امنيا علي حياتهم.
“انتهوا من جرائمهم”
الا ان نشطاء يتهمون الحكومة بالقيام بمحاولات لاخفاء الاعمال البشعة التي ارتكبتها قوات الامن ضد المعارضين، على حد قولهم.
ونقلت وكالة الاسوشيتد برس عن طارق بدرخان وهو من النشطاء السياسيين قوله ” انهم لم يسمحوا بدخول اي شخص لمدة اسبوع والان يسمحون لهم؟ .. ببسالطة : لقد انتهوا من جرائهم واخفوا كل الدلائل. والان يعتقدون ان بامكانهم ان يظهروا ان كل شيء طبيعي”.
واوضحت الناطقة باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية ان آموس تواصل اتصالاتها في سوريا في محاولة “لايجاد ترتيب يتيح وصول المساعدة الانسانية لوقت طويل”.
وكانت آموس قد أجرت محادثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم صباح الأربعاء قبل أن تتوجه بصحبة مسؤولي الصليب الأحمر إلى حمص للاطلاع على الأوضاع الإنسانية.
وأعلن وزير الخارجية السوري التزام بلاده بالتعاون مع البعثة الدولية بحسب ما نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا”.
وأكد المعلم خلال استقباله آموس “التزام سوريا بالتعاون مع البعثة فى اطار احترام سيادة واستقلال سورية وبالتنسيق مع وزارة الخارجية”.
كما نقلت الوكالة عن المعلم قوله إن “القيادة السورية تبذل قصارى جهدها لتوفير المواد الغذائية والخدمات والرعاية الصحية لجميع المواطنين رغم الاعباء التي تواجهها من جراء العقوبات الجائرة التى تفرضها بعض الدول العربية والغربية على سوريا”.
مبعوث الصين
في غضون ذلك، التقى المعلم المبعوث الصيني لي هوا شين لبحث رؤية بكين ذات النقاط الست لإيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا وقدم شرحا لتلك الرؤية.
وعبر المعلم عن ترحيب بلاده بالرؤية الصينية واستعدادها للتعاون الإيجابي معها باعتبارها الطريق نحو إيجاد حل يقوم على وقف العنف من أي مصدر كان وتسهيل جهود الأمم المتحدة في المجال الإنساني والتعاون مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ودعوة كل الأطراف للحوار الوطني الشامل وتسريع عملية الإصلاح التي انطلقت في سوريا.
من جانبه أكد المبعوث الصيني رفض بلاده لأي تدخل خارجي في الشؤون السورية.
وأوضح أن الشعب السوري هو وحده القادر على إيجاد حل للأزمة معربا عن رفض بكين محاولات استغلال بعض الأوساط للوضع الإنساني من أجل التدخل بالشؤون السورية تحت أي ذريعة.
كما التقى المبعوث الصيني بقادة المعارضة السورية في الداخل لايجاد صيغة للحوار بين الاطراف السورية بعيدا عن العنف.
من ناحية أخرى دعت الصين مواطنيها الذي يعملون في سوريا لترك الأراضي السورية جراء العنف المستمر هناك، وقال وزير التجارة تشين ديمنغ ان حوالي مئة عامل سيبقون في سوريا لتامين مناطق العمل والمعدات.
أسرة
في غضون ذلك، افادت تقارير بشن قوات الامن لعمليات عسكرية في مدينة دير الزور وانتشار للدبابات في وسط واطراف منطقة حيراك في درعا.
ويقول الناشطون إن اسرة كبيرة من ستة عشر فردا من بينهم رضيع في عامه الاول ذبحوا بسكاكين في منزلهم.
لكن قناة تلفزيونية مقربة من النظام السوري قالت ان مسلحين معارضين هم من قتلوا الاسرة.
من جانبه أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 8500 شخص قتلوا في سوريا غالبيتهم من المدنيين منذ اندلاع الاحتجاجات ضد الرئيس بشار الأسد في منتصف ماسر / اذار الماضي.
وكانت آخر حصيلة للأمم المتحدة عن ضحايا العنف في سوريا تتحدث عن مقتل أكثر من 7500 منذ اندلاع الاحتجاجات.
المزيد من بي بي سيBBC © 2012
اموس تزور مخيما للاجئين السوريين في تركيا
انقرة (رويترز) – قالت وزارة الخارجية التركية ان فاليري اموس مسؤولة الشؤون الانسانية في الامم المتحدة قامت بزيارة لمخيم للاجئين السوريين في تركيا يوم الجمعة في حين عبر حوالي 250 شخصا اخرين بينهم ضابطان الحدود فرارا من الصراع الدائر بسوريا.
وقال مسؤولون ان أعداد السوريين الذين عبروا الحدود الى تركيا تزايدت خلال الأيام الماضية بعد هجوم القوات الحكومية على مقاتلي المعارضة في حي بابا عمرو بمدينة حمص.
وكانت اموس قد وصلت الى تركيا في وقت سابق من يوم الجمعة بعد زيارة لسوريا. وقالت انها شاهدت قدرا كبيرا من الدمار في بابا عمرو وتريد أن تعرف ما الذي حدث لسكان الحي الذين عانوا من حصار عسكري لمدة 26 يوما قبل انسحاب مقاتلي المعارضة قبل أسبوع.
وتحدث مسؤول بوزارة الخارجية التركية عن اجتماع بين اموس ووزير الخارجية أحمد داود أوغلو في أنقرة. وقال مسؤول بالامم المتحدة ان من المتوقع أن تلقي بيانا في مطار أنقرة قبل أن تتوجه الى اسطنبول.
وقالت وزارة الخارجية ان نحو 12 ألف سوري سجلوا كلاجئين في المخيمات التي أقيمت لايوائهم في اقليم هاتاي بعد وصول نحو 800 لاجيء خلال الاسبوع المنصرم.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية لرويترز ان ضابطين سوريين أحدهما برتبة عقيد كانا بين 234 شخصا وصلوا الى منطقة ريهانلي في هاتاي يوم الجمعة. وأضاف أن عددا مماثلا يعبر الحدود الآن بصورة يومية.
وانقلبت تركيا خلال العام المنصرم ضد حليفها السابق الرئيس بشار الأسد بسبب حملته العنيفة ضد معارضيه وبسبب المخاوف من وقوع مذابح في البلدات والمدن السورية التي تتركز فيها المعارضة ضد حكمه.
وقالت الامم المتحدة انها تعد مواد غذائية تكفي 1.5 مليون شخص في سوريا في اطار خطة طواريء عاجلة مدتها 90 يوما لمساعدة المدنيين المحرومين من المواد الاساسية بعد نحو عام من تفجر الصراع.
وقال برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة انه وزع بعض المساعدات الغذائية في سوريا من خلال وكالات الاغاثة المحلية لكنه لم يصل للناس في أكثر المناطق تضررا بالعنف.
وتقول الامم المتحدة ان اكثر من 7500 مدني قتلوا خلال الحملة التي يشنها الاسد على الانتفاضة الشعبية.
غرفة مستشفى مطلة على بابا عمرو
بعد إصابتها في حمص، في 22 شباط الماضي، تلقّت مراسلتنا إديث بوفيير الإسعافات الأوّلية في مستشفى ريفيّ تابع للجيش السوري الحرّ في حيّ بابا عمرو، الذي يتعرّض للقصف من قِبل قوّات نظام بشّار الأسد. وبعد رحلة محفوفة بالمخاطر عبر سوريا التي تعيش حالة حرب، استطاعت بوفيير العودة إلى فرنسا في الثاني من الشهر الجاري، حيث تتلقّى العلاج في المستشفى، كما خضعت بالأمس لعمليّة جراحيّة طويلة ودقيقة في ساقِها. إلّا أنّ بوفيير، كانت قد كتبت، وهي لا تزال على أرض المعركة، مقالاً يصف مستشفى بابا عمرو، يُنشَر اليوم في “لو فيغارو”. غرفة مستشفى مُطلّة على بابا عمرو إديث بوفيير – مبعوثة خاصة إلى حمص
إنّها الساعة التاسعة صباحاً تقريباً عندما وصلنا الى المستشفى، والسيارة التي تُقّلِنا تُطلق “زمامير” عدّة، مُنذرةً أطبّاء الطوارئ بقدومنا. في الواقع، إنّ هذه المستشفى عبارة عن مبنى عادي، يمكن أن ترى في نهاية أحد ممرّاته علماً تابعاً للهلال الأحمر السوري.
وفي حين أنّ الغرفة الأولى مُخصّصة للقادمين الجُدد، تنهمك الممرّضات لتُسعف المصابين، وتقوم بتمزيق ملابسهم للكشف عن جروحهم. وكان الخوف الشديد يبدو على ملامح أحد الرجال، مُغمض العينين ومُغطّى ببطانية. كان هذا الأخير أُصيب في ساقه بشظايا إحدى القذائف التي تساءل الأطبّاء عن إمكانية سحبها جميعها. وراح هؤلاء يقومون بالإسعافات الأوّلية للرجل، مُستخدمين القليل من المعدّات المتوفّرة لديهم: بعض الضمادات والقليل من المُطهِّر. “منذ وقت طويل لم يعد لدينا ماء، والتيّار الكهربائي ينقطع باستمرار على رغم المولّدات التي نستخدمها”، حسب ما يقول ساحر، أحد المُمرّضين الشبّان المُتطوّعين. وبعد أن رفع نظارته وارتسمت بسمة كبيرة على وجهه، أضاف: “أنا أتابع دراستي في اختصاص الصيدلة، وأنّني في السنة الثالثة. ولكن عندما اندلعت الحرب وتوقّفت الدروس، اخترتُ المجيء الى هنا والمساعدة في ظلّ الوسائل المتواضعة التي نمتلكها”. وتابع: “نحن نعمل ليلاً نهاراً، في حالات طارئة، والمشكلة هي أنّ هذه الحالات أصبحت دائمة هنا”.
طبيب مُخدّر، ومُزارع في الأصل
في الغرفة الخلفيّة، يتمدّد ثلاثة أطفال على السرير، لا يصدرون أيّ ضجّة ولا يقومون بأيّ حركة تقريباً. لقد وقع الثلاثة ضحيّة القصف الذي تعرّض له منزلهم في الليلة الماضية، في حين أنّ والديهما قُتلا على الفور. وتبدو نظرات هؤلاء الأطفال وكأنّها لا تزال تحاول فهم ما جرى لهم، أي إدراك ما جرى لتقبُّله ربّما لاحقاً. عند مدخل هذا المستشفى الذي يوصف بـ”الريفيّ”، يُمكنكَ رؤية العديد من الأطبّاء يتناقشون، الكلّ ينفخ “سيجارته” بعصبيّة، أو حتى بغضب، وما إن تنتهي الأولى حتى يكونوا أشعلوا “السيجارة” الثانية. وكان هناك أحد الأطبّاء يُدعى أحمد، قصير القامة، شعره قصير ورماديّ، عيناه بُنّيتا اللون ونظرتُه لطيفة جدّاً. عندما نكون في مزاج مرِح، كنّا نُطلق عليه لقب “دكتور حمص”، الدكتور “هوس لوكل”، إشارة الى المسلسل التلفزيوني الأميركي. ها هو يخرج لتوّه من غرفة العمليّات ويُشعل بدوره “سيجارة” للاسترخاء لبضعة دقائق قبل العودة “الى الأمام”، حيث القسم الذي يُداوم فيه.
“من قبل، كنتُ طبيباً عسكريّاً في الجيش، وكنتُ أقوم بالكثير من العلمليّات الصعبة، وأعالج العديد من المرضى يوميّاً، إلّا أنّهم لم يكونوا يوماً من النساء أو الأطفال، ولم تكن حالات عنيفة الى هذا الحدّ”.
الى جانبه، يُزيل حسّان قناعه الطبّي ويضع يديه فوق رأسه قائلاً: “أنا طبيب مُخدّر، أو بالأحرى، أصبحتُ كذلك بسبب الظروف. في الواقع، أنا مُزارع آتٍ من قرية صغيرة بالقرب من هنا، وكلّ أفراد عائلتي لا يزالون هناك، لدينا أبقار، بعض الدجاج وبعض الأراضي لزراعة الزيتون. ليس هناك شيء استثنائيّ، إنّها حياة بسيطة وعاديّة، بعيدة عن كلّ أعمال العنف هذه وعن الحرب”. على رغم هذا الاطمئنان النسبي، إلّا أنّ حسّان لم يتردّد، منذ اندلاع الحرب، في الانضمام الى المقاومة والمجيء للعمل في هذا المستشفى المؤقّت. وما إن يلتقط أنفاسه حتى يعود الى الداخل لمعاودة عمله. يجلس حسّان الى جانب الأطفال الثلاثة ويُلاعبهم قليلاً قبل أن يعود لمعالجة المصابين.
دمشق ترصد كلّ التحرّكات
ما لبث أن توارى حسّان وراء إحدى الأبواب حتّى سُمع صوت قصف جديد، كما لو أنّه صدى للإحباط الذي عبّر عنه هذا الطبيب. في الحقيقة، تنهمر القذائف والصواريخ الأولى على المدينة يوميّاً عند الساعة السادسة والنصف صباحاً. حتى أثناء الليل، تُسمع أصوات بعض الانفجارات والقصف العشوائي لتذكير الشعب بأنّ الكابوس لم ينتهِ بعد.
ولا ينقطع القصف سوى مرّة واحدة، عند وقت الظهيرة، الذي يُعدّ فترة راحة للمدنيّين. وللحظات معدودة، تغرّد العصافير ويلتقط السكّان أنفاسهم. غير أنّه من المستحيل التنقّل في الحيّ خلال النهار. لم تعد الشوارع سوى مساحات من الرُكام، وغدت الأرصفة محفورة بآثار الثقوب الضخمة. وفي كلّ مكان، تنتشر الشظايا وبقايا الجدران المدمّرة والمنازل المنهارة. وعند كلّ تقاطع طرق، تمّ اقتلاع أعمدة الكهرباء، كما يُمكنكَ رؤية سيارات محروقة أو آثار مجزرة سابقة. باختصار، إنّ المشهد في غاية الرعب.
الى جانب ذلك، أقفلت كلّ المحلاّت أبوابها. في مطلق الأحوال، معظمها تعرّض لنيران أحد الانفجارات، ولم يعد لديها بضائع للبيع، مع الاشارة الى أنّ أيّاً من المؤن لم تدخل الى المدينة منذ أسابيع عدّة. وفي حين انقطعت كافّة الخطوط الهاتفيّة، أصبح سكّان بابا عمرو محرومين من الماء والكهرباء، حتى إنّ وقود التدفئة قد نفدَت من المدينة. في بعض الأحيان، تنجح مجموعة من المقاومين في اختراق حواجز الجيش ونقل بعض المواد الغذائية والأدوية. إلّا أنّ الطرقات محفوفة بالمخاطر، والكثير من هؤلاء لا يعودون سالمين من هذه المهمّات. غير أنّ هذه المؤن المتواضعة التي يعملون على إيصالها تُريح الأهالي لبضعة أيّام وتُعيد الأمل للعائلات والقوّة للمقاتلين.
عائشة هي إحدى الممرضات في المستشفى الريفي، ترتدي معطفاً بنّياً طويلاً، وتضع على رأسها حجاباً أبيض ناعماً. زها هي تُشعل “سيجارة” وتجلس بالقرب منّا قائلةً: “نحن لا نطلب شيئاً، لا نطلب مالاً ولا مساعدة ولا طعام، لا شيء، جُلّ ما نطلبه هو أن يتوقّفوا عن قصفنا. لم أعد أتحمّل رؤية إخواني وأخواتي وأطفالنا يموتون أمام أعيننا. ولم أعد أستطيع سماع هذا الصوت الرهيب فوق رؤوسنا”. كانت عائشة تعني صوت هذه الطائرة بدون طيّار التابعة لجيش بشّار الأسد، والتي تحوم ليلاً نهارًا في سماء بابا عمرو. كانت هذه الأخيرة تراقب تحرّكات السكّان، خصوصاً تحرّكات الجيش الحرّ. فدمشق ترصد كلّ التحرّكات. وفي الليل، تُضيء صواريخ مشتعلة السماء، وتذكّرنا بالألعاب النارية، في الوقت التي تتيح للطائرة من دون طيّار أن تستمرّ في المراقبة.
وسائد على النوافذ للحماية من الصواريخ والقذائف في هذا المستشفى، هناك طبيب آخر يُدعى عصام. ها هو يُرتّب قميصه وينفض شعره كما لو أنّه يزيل عنه كلّ هذه الأهوال. بدوره، يعود ساحر ليقول: «إنّ الحالة تسوء يوماً بعد يوم. ونحن نصمد قائلين إنّ الوضع سيتحسّن. إلّا أنّ عدد المصابين يزداد يوميّاً، وغالباً ما تكون الحالات خطيرة جدّاً، في حين ليس لدينا تقريباً أيّ معدّات لمعالجتها. إنّني أشعر بالعجز الكبير أمام هذه المجزرة». وبعد أن ترتسم بسمة على وجهه، يتابع قائلاً: «لكنّنا سنستمرّ طالما نحن قادرون على ذلك وطالما إنّ هذه المستشفى تتحمّل هول الصدمة». ويضيف موضحاً: « لقد وضعنا وسائد على النوافذ، وبالتالي، في حال وقوع انفجار، فذلك سيحمينا بعض الشيء»، مشيراً بإصبعه الى وسادتين كبيرتين موضوعتين خلفه.
أمام مدخل المستشفى، نسمع «زمامير» سيارة إسعاف جديدة تصل. فيندفع الجميع لإخراج طفلين صغيرين جدّاً، في الحقيقة، دُمّر قسم من منزلهما جرّاء قنبلة، وهما بحاجة الى إسعافات سريعة. وعلى رغم أنّ الأطبّاء يعملون جاهدين على مساعدتهما، غير أنّهم يفتقرون الى المعدّات والوسائل.
فيصرخ أحد الرجال: «يجب نقلهما بأسرع وقت الى مستشفى حمص»، فيتساءل رجل آخر: «ولكن كيف عسانا نعبر حواجز قوى الأمن؟». وعلى الأثر، قرّر هذا الأخير أن ينقل الطفلين بواسطة سيارته قائلاً: «هم أطفال في النهاية، ويجب أن نحاول المرور، فقد يتفهّمون هذه الحالة الطارئة».
وها هي السيارة تتوارى عن الأنظار سريعاً، في الوقت الذي لا يزال بابا عمرو يتعرّض لقصف القذائف والصواريخ. وبعد مرور بضع لحظات، سقط أحد الصواريخ على مقربة من مدخل المستشفى، فراح الفريق الطبّي يعمل على حماية المرضى من سحابة الغبار التي ولّدها الانفجار. وبعد لحظات من الصمت، عاود الأطبّاء والممرّضات عملهم. وفي هذه الليلة نفسها، ارتفع عدد القتلى في حي بابا عمرو نتيجة القصف المتواصل. فقُتل عشرات الأشخاص وجُرح آخرون كُثر. في النهاية، إنّه يوم يُشبه غيره من الأيّام.
LE FIGARO
ترجمة: الجمهورية