أحداث الجمعة، 09 كانون الأول 2011
العربي يعيد الكرة إلى الملعب السوري… و«اضراب الكرامة» اليوم
نيويورك – راغدة درغام؛ القاهرة – محمد الشاذلي؛ دمشق، بيروت، القاهرة، بغداد، واشنطن – «الحياة»، رويترز، ا ف ب
تجتمع اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية في الدوحة غداً (السبت) لعرض وتقييم رسالة وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى الامين العام للجامعة نبيل العربي واتخاذ موقف منها. وكان الامين العام للجامعة نبيل العربي قال ان الرسالة تضمنت شروطاً جديدة من الجانب السوري قبل موافقته على توقيع بروتوكول بعثة المراقبين. كما كشف أنه ردَّ على رسالة المعلم بعد مشاورات اجراها مع رئيس وأعضاء اللجنة الوزارية وعدد من وزراء الخارجية العرب. واكد امس خلال زيارته لبغداد ان الكرة الآن هي في الملعب السوري.
في موازاة ذلك، دعا ناشطون في سورية الموظفين والعمال في كل مؤسسات الدولة الى الاضراب والتظاهر اليوم الجمعة تحت شعار «اضراب الكرامة». كما دعوا الى اضراب عام الاحد في سياق حملة عصيان مدني.
وأشار الامين العام للجامعة، في تصريحات له خلال زيارته لبغداد، أنه أوضح للمعلم أن العقوبات الاقتصادية موقتة، وسيتم رفعها بعد توقيع سورية على البروتوكول. وذكر ان «الحكومة العراقية تفضلت وقالت لنا انها ستقوم باتصالات مع الحكومة السورية من اجل الانتهاء من هذا الامر»، مشيرا الى ان العراق يملك «ثقلا وقدرة على الاقناع». وشدد على «ان الكرة الآن في الملعب السوري. الامر يعود لهم، اذا ارادوا وقف العقوبات الاقتصادية فعليهم ان يوقعوا… يمكنهم ان يأتوا ويوقعوا في اي وقت، وربما بعد 24 ساعة من ذلك سيكون المراقبون في سورية».
ومن جهته قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ان بغداد ستبذل جهودها مع الحكومة السورية في سبيل تذليل العقبات امام المبادرة العربية. وشدد على ان العراق لن يعارض قرار غالبية الدول العربية، لكنه يريد من الآخرين ان يتفهموا موقفه. كما نفى زيباري ان يكون موقف بلاده من العقوبات على سورية قد تأثر بقرب حكومته من طهران، وقال: «هذا قرار حر ومستقل وسيادي وقائم على مصالحنا الوطنية».
على الصعيد الميداني، تم تفجير خط للأنابيب ينقل النفط من شرق سورية إلى مصفاة هامة في حمص. واتهمت الوكالة السورية للأنباء (سانا) «مجموعة إرهابية مسلحة» بالمسؤولية عن الانفجار. الا ان لجان التنسيق المحلية اتهمت النظام بـ «قصف» انبوب النفط بقذائف مدفعية وعرضت تسجيل فيديو يظهر النيران مشتعلة بالانبوب بينما الدخان الاسود يتصاعد منه. وتلبي مصفاة حمص جزءا من الطلب السوري المحلي على منتجات النفط. ويبلغ انتاج النفط في سورية بحسب الارقام الرسمية 380 الف برميل في اليوم.
وهذا هو الحادث الثالث من نوعه الذي يستهدف بنى تحتية للنفط منذ بدء حركة الاحتجاج الشعبية ضد النظام السوري في اواسط اذار (مارس) الماضي.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ألسنة اللهب والدخان الأسود الكثيف شوهدت في مكان الانفجار الذي وقع في ضاحية في مدينة حمص التي باتت مركز الانتفاضة الشعبية ضد الرئيس بشار الأسد. كما شوهدت دبابة سورية قرب المكان.
وقتل امس تسعة مدنيين على الاقل في حمص برصاص قوات الامن وقناصة او في قصف مدفعي، كما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. واصيب ثمانية آخرون بجروح على ايدي قوات الامن في اطلاق نار عشوائي في الحولة في محافظة حمص. وقال موقع للنشطاء إن حاملة جند مدرعة دمرت في اشتباكات بين قوات ومنشقين قرب محطة إذاعية في مدينة سراقب على الطريق السريع بين حماة وحلب. ووردت انباء عن إطلاق كثيف للنار في مدينة حماة مساء اول امس (الاربعاء). كما قتل ثلاثة منشقين عن الجيش في معركة بالأسلحة النارية مع وحدات من الجيش النظامي في منطقة ريفية من حماة وقتلت امرأة من جراء إطلاق النار في حي الحولة بحماة. وتحدثت انباء عن قطع الاتصالات الارضية والخلوية والكهرباء عن درعا.
من جهة اخرى أكد مسؤول أميركي رفيع المستوى لـ «الحياة» أن المشاورات «تستمر مع الحلفاء بمن فيهم تركيا حول الخطوات المقبلة لعزل الأسد». واذ رفض المسؤول «استباق هذه المحادثات»، أكد أنه «ما دام الأسد في السلطة، سيزداد الوضع سوءا بالنسبة الى الشعب السوري الذي يعاني من وحشية وعنف نظامه الفاسد». وأضاف المسؤول أن واشنطن تكثف عملها للضغط على المجتمع الدولي لكي يكون في «الجهة الصحيحة من التاريخ وكون العمل نحو انتقال ديموقراطي في سورية هو أولوية لدى الادارة.» واعتبر أن «الزخم هو الى جانب الشعب السوري مع اتخاذ عدد أكبر من الدول خطوات للضغط على نظام الأسد وعزله.»
وفي نيويورك أجرى مجلس الأمن مشاورات أمس حول إمكان دعوة مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي لتقديم إحاطة حول انتهاكات حقوق الإنسان في سورية. واقترح المندوب الفرنسي جيرار آرو «عقد جلسة الأسبوع المقبل للاستماع الى بيلاي». وتستكمل النقاشات اليوم «للبحث في شكل الجلسة وصيغتها». وأوضحت مصادر غربية في المجلس أن أهمية «النقاش الشكلي» تنبع من أن الاتفاق على عقد جلسة علنية «ستعطي السفير السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري فرصة التحدث من على منبر مجلس الأمن». وأضافت المصادر نفسها أن «الجلسة المغلقة تقتصر عرفاً على أعضاء مجلس الأمن فقط، لكننا لن نتمسك بالشكل كثيراً لأننا سنحرص على وحدة مجلس الأمن بالنسبة الى الاتفاق على عقد الجلسة أياً كانت صيغتها».
مسعى عراقي لدى دمشق “لإزالة كل العقبات“
الأسد لوفد لبناني: سوريا ستتجاوز ما تمرّ به
* المعارضة السورية تدعو إلى اضراب عام تمهيداً لاعلان العصيان المدني
* مجلس الامن يستمع الى المفوضة السامية لحقوق الانسان مطلع الاسبوع
بعدما طالبت الديبلوماسية السورية بالغاء عقوبات جامعة الدول العربية التي اقرت في 27 تشرين الثاني على سوريا في مقابل توقيع دمشق البروتوكول العربي الذي يهدف الى حماية المدنيين من طريق ارسال بعثة من المراقبين، تجتمع اللجنة الوزارية العربية المكلفة الملف السوري السبت في الدوحة لتحديد موقفها من الشروط السورية.
ومهدت الجامعة لقرارها برسالة بعث بها امينها العام نبيل العربي الى وزير الخارجية السوري وليد المعلم لم يكشف مضمونها.
وأفادت بغداد انها ستبحث مع دمشق في سبل “ازالة كل العقبات”التي تعترض تنفيذ الخطة العربية لوقف العنف. وذكر وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري امام العربي الذي زار بغداد امس بان الحكومة العراقية “عبرت عن تحفظها على العقوبات على سوريا … لاسباب عدة ترتبط بموقعنا الجغرافي كجار لها، ونظرا الى العلاقات الاقتصادية بين البلدين وكون العراق يملك جالية كبيرة هناك”.
وبثت فضائية “العراقية” الحكومية ان المرجع الديني الشيعي الاعلى آية الله علي السيستاني اعتذر عن استقبال الأمين العام للجامعة بسبب كثرة ارتباطاته .
تحذير روسي
وفي بروكسيل، وعلى هامش اجتماع لوزراء الخارجية لدول حلف شمال الأطلسي وروسيا، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، نظراءه الاطلسيين من ان محاولة التأثير في الاضطرابات في العالم العربي تزيد مخاطر تصاعد التوتر ولا سيما الطائفية منها وهي مخاطر يمكن ان “تنسف هذه التركيبة الجغرافية السياسية برمتها”. وقال: “نحن صراحة نشعر بقلق بالغ لرؤية انقسام متنام داخل العالم الاسلامي بين السنة والشيعة… اذا لم نساعد في دحر هذا الاتجاه السلبي فربما نشهد أحداثا أليمة للغاية”.
وكرر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوغ راسموسن أن “لا نية لدى حلف شمال الأطلسي للتدخل في سوريا”.
المعارضة
وبينما دعا الناشطون السوريون الى اضراب عام في انحاء البلاد الاحد في مرحلة اولى من عصيان مدني ضد نظام الرئيس بشار الاسد، اعلن “المجلس الوطني السوري” إنه سيقدم قريبا خطة لنقل السلطة خلال الأيام القليلة المقبلة.
وفي المقابل ، نقلت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” عن الاسد لدى استقباله وفدا من دروز لبنان ان “سوريا قوية بشعبها وبدعم ومحبة الشعوب الشقيقة والصديقة”، و”انها قادرة على تجاوز ما تمر به وانها لن تتخلى عن مواقفها ومبادئها وسيادتها ايا كانت الضغوط”.
عودة السفيرين
وقللت وزارة الخارجية السورية أهمية عودة السفيرين الأميركي والفرنسي إلى دمشق، لكنها حاولت في الوقت ذاته تلطيف الأجواء مع واشنطن، كما أبدت تحفظات عن لقاء وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون المعارضة السورية. وصرح الناطق باسمها جهاد المقدسي بأن دمشق تأمل في أن تكون عودة السفيرين خيرا للعلاقات الثنائية مع البلدين، الا أن عودة السفيرين اللذين غادرا سوريا “بناء على طلب بلديهما”… ليست حدثا سياسيا”.
وامل أن تكون “لقاءات أميركا مع المعارضة بهدف تطمين النفوس وبناء الجسور بين المعارضة وسوريا كنظام سياسي”. وأضاف أن “المطلوب في سوريا اليوم هو إجراء حوار وطني منفتح على مناقشة كل الموضوعات بهدف الخروج من الأزمة بشكل يحمي استقرار سوريا”. وشدد على إنه “إذا كانت أميركا تلعب الدور الواجب لعبه وهو الحامي للاستقرار والأمن الدوليين، وإذا كان ذلك هو المنظور لهذه اللقاءات فإنه أمر جيد بشكل مبدئي، وإذا كان المنظور هو هز استقرار أنظمة، فإني آسف لذلك ونعتقد أن هذا ليس في صالح المنطقة ولا في صالح العلاقات الثنائية بين أميركا وسوريا”.
* أمنياً، فجر انبوب للنفط أمس يتصل بمصفاة حمص، فاشتعلت فيه النيران وتصاعدت سحب دخان اسود فوق المدينة. وتبادلت الحكومة والمعارضة الاتهامات بتفجيره.
وفي نيويورك (علي بردى) سيعقد مجلس الأمن مطلع الأسبوع المقبل جلسة مشاورات في شأن الوضع في سوريا، يستمع خلالها الى المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي.
وخلال جلسة مغلقة عقدها المجلس أمس في شأن السودان، اقترح المندوب الفرنسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير جيرار آرو، من خارج جدول الأعمال، أن يستمع المجلس الى إحاطة من بيلاي عن الأوضاع المتدهورة باطراد في سوريا، وخصوصاً لإطلاع المجلس على تقرير اللجنة التي ألفها مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان لتقصي الحقائق في الأحداث الدامية على الأراضي السورية، والتي خلصت الى أن نظام الرئيس بشار الأسد يرتكب “انتهاكات جسيمة” قد ترقى الى “جرائم ضد الإنسانية” خلال قمع الإحتجاجات الشعبية ضده.
وعلم أن رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فيتالي تشوركين لم يوافق فورا على اقتراح نظيره الفرنسي، طالباً التشاور مع موسكو في هذا الشأن. وكذلك طلب المندوبون الصيني والهندي والبرازيلية التشاور مع عواصمهم. غير أن المندوبين الغربيين أيدوا الاقتراح الفرنسي. وسيبحث أعضاء مجلس الأمن في الامر مجدداً اليوم.
وأبلغ ديبلوماسي غربي “النهار”، أن “فرنسا طلبت أن تحيط نافي بيلاي المجلس، لأنها في نيويورك، عن الوضع في سوريا. طلب بعض المندوبين مراجعة العواصم للحصول على تعليمات… ينبغي ألا تكون هناك مشكلة”. وإذ وصف الوضع على الأرض بأنه “مأسوي”، محذراً من أن “معارضة الاقتراح ستؤدي الى طلب تصويت اجرائي حيث لا يملك أحد حق النقض”. لكنه استبعد وصول الأمر الى هذا الحد، متوقعاً أن تأتي بيلاي الى المجلس الإثنين أو الثلثاء المقبلين.
وقالت المندوبة الاميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة سوزان رايس إنه “ينبغي أن تأتي” بيلاي الى المجلس. ونفى تشوركين أن يكون رفض الاقتراح الفرنسي. وحمل بقسوة على نظرائه الأوروبيين.
(رويترز، و ص ف، أ ش أ)
«حوار طرشان» بين المعارضة السورية في القاهرة:
الجامعة العربية تحاول توحيدها في إطار «المؤتمر العام»
محمد بلوط
حوار سوري ـ سوري معارض في القاهرة يراوح مكانه. لا يبدو أن الدعوات العربية والدولية للمعارضة السورية لتوحيد صفوفها، لكي تنال على الأقل الاعتراف الناجز بها، قد وجدت صدى ايجابيا. ومن دون ضغوط الجامعة العربية، ما كان للحوار بين المعارضين السوريين أن يستأنف قبل يومين في القاهرة، بعد أكثر من أسبوع من انكفاء ممثلي «المجلس الوطني» إلى مهمات أخرى.
والحوار بين طرفي المعارضة، في «المجلس الوطني» و«هيئة التنسيق للتغيير الوطني والديموقراطي»، يدور منذ 20 يوما في العاصمة المصرية من دون أن يحقق أيا من طلبي الجامعة العربية لإنجاح مبادرتها: توحيد طرفي المعارضة في إطار جديد تحت مسمى «المؤتمر السوري العام» والخروج بورقة عمل سياسي أو برنامج مشترك يمهد لتحديد المرحلة الانتقالية. ويعد تحقيق هذا المطلب حيويا بنظر الجامعة لتنفيذ مبادرتها. إذ تربط الجامعة بين المبادرة وبين إشراك المعارضة السورية في بعثات المراقبين على الأرض، وهي مقدمة ضرورية لانتزاع اعتراف من النظام السوري بشرعية المعارضين وبلورة عناصر معارضة للمشاركة في حكومة انتقالية محتملة.
والحوار السوري مغلق، حوار طرشان، لأنه يجري في أجواء لا ثقة فيه لطرف بمن جاء يحاور، ويسود شعور لدى ممثلي «التنسيق»، كما قال احدهم لـ«السفير» بأن «المجلس الوطني يتعامل معهم وكأنه لا يحتاج إلى هيئتهم لكسب المعركة الدائرة في سوريا، وانه يستجيب في حضوره الاجتماعات لضغوط الجامعة العربية لا أكثر».
ويدور حوار الورقة السياسية وشروط الدخول معا في مؤتمر وطني موحد للمعارضة السورية بين وفدين قادمين من توترين متفاوتين. تفاوت توتر شرعيات الخارج والداخل في كل الثورات: التنسيقيون الذين يستمدون شرعيتهم وقوتهم، باستثناء هيثم مناع، من الداخل وسجونه الطويلة «رجاء الناصر، عبد العزيز الخير، وصالح مسلم محمد، سيف حجازي، ومحمود مرعي» وبين وفد الوطنيين الآتي من الخارج «احمد رمضان، وسداد العقاد، ومحمد الهاشمي».
قال احد التنسيقيين إن وفد «الوطني» رفض دعوة «التنسيق» إلى اعتبار «المؤتمر العام السوري»، إطارا جامعا للمعارضة. كما رفض دعوة إلى اعتباره مرجعية سياسية لجميع المعارضة السياسية. وقال إن «المجلس» يرى، كما قال ممثلوه في القاهرة، بأنه بات يتمتع بتلك الصفة، لاتساع قاعدته الشعبية وحصوله المتزايد على الاعتراف الدولي.
ويرى «الوطني» أن المؤتمر السوري لن يكون أكثر من لقاء هيئة تشاورية، تجتمع لإقرار ورقة سياسية وتصور للمرحلة الانتقالية، لكن لا صفة سيادية له كما يطالب التنسيقيون.
ويميل «التنسيق» إلى تكبيل «المجلس الوطني» في اطار موحد ينزع بشكل خاص إلى مراقبة التيار المطالب بالتدخل الخارجي في «المجلس»، والحد من تأثير الإخوان المسلمين في تقرير سياسته، ومنع القطريين من خلفهم من إملاء سياستهم على هذا الجناح الأساسي من المعارضة السورية. ويعتبر التنسيقيون أن الإخوان المسلمين أصبحوا القوة التي تقرر في النهاية ما يجب أن يقوم به المجلس الوطني. فبعد توقف في الحوار لمدة أسبوع اوفد المجلس الوطني «الإسلامي» أحمد رمضان للتفاوض مع التنسيق، (عوضا عن جبر الشوفي وأنس العبدة من إعلان دمشق)، الذي ينعته بأنه الرئيس الفعلي للمجلس الوطني.
وتقدم التنسيق بورقة تقترح تشكيل لجنة تحضيرية من ثلاثة أعضاء من هيئة التنسيق وثلاثة أعضاء من المجلس الوطني وثلاثة أعضاء من الحراك الشعبي وممثل عن المجلس الوطني الكردي وممثل عن النشاط النقابي وثلاثة ممثلين عن الشخصيات العامة. مهمة هذه اللجنة التحضيرية الإعداد لمؤتمر سوري عام يتحدد أعضاءه بين 120 و140 عضوا، على أن يكون توزيع الأعضاء بالطريقة التالية:
– هيئة التنسيق الوطنية 35 عضوا
– المجلس الوطني السوري 35 عضوا
– الحراك الشعبي 20 عضوا
– الأحزاب والشخصيات الكردية 10 أعضاء (رقم مرتبط بالمستجدات التنظيمية الكردية)
– الشخصيات الوطنية العامة 20 عضوا
يعتمد المؤتمر الآليات التي يجدها مناسبة لإدماج مزيد من القوى والشخصيات التي يمكن أن تبرز في سياق الحراك والثورة والحركة الاجتماعية المدنية.
وتكون مهمة المؤتمر إقرار أوراق أساسية تتناول:
1- تقييم الوضع الراهن والبرنامج السياسي المشترك
2- رسم معالم الفترة الانتقالية
3- إقرار المبادئ الدستورية الأساسية لنص مؤسس وجامع لبناء دولة المواطنة والقانون، بنظام ديموقراطي برلماني تعددي وتداولي، يكرس سوريا ديموقراطية مدنية تعددية ذات سيادة.
يختار المؤتمر هيئة رئاسية تتألف من 25 شخصا، تكون لها الصفة التمثيلية، ويناط بها قيادة المهمات التنفيذية المتعلقة بالفترة الانتقالية وفق ما يقرره المؤتمر.
يشكل المؤتمر بهذا المعنى مجلسا تأسيسيا، ويمكنه الاستعانة بخبراء في المهمات الدستورية والإدارية والدبلوماسية المناطة به. وهو ينطلق من مبدأ الديموقراطية التوافقية حرصا على وحدة مكوناته ووحدة الأداء والنضال في الفترة الانتقالية.
وكان المجلس الوطني قد عبر مرارا عن أنه لا حاجة لتوحيد المعارضة، بل أنه لا ضرر من تنوع المعارضة. وقد صرح بذلك أكثر من مرة رئيسه برهان غليون، محددا السقف الأعلى لأي تقارب مع هيئة التنسيق، وهو سقف يبقى بعيدا عن طموحات الهيئة، التي تسعى إلى الدخول في المؤتمر السوري المشترك مع المجلس الوطني، للتعامل معه ندا لند. إذ ترى قيادة المجلس أن تأثير هيئة التنسيق في الحراك الشعبي ضئيل أكثر من أي وقت مضى، وهي قناعة يعززها انضمام المزيد من المعارضين إلى صفوفها، وآخرهم وليد البني في أمانتها العامة، وهيثم المالح في مكتبها التنفيذي، وهي خطوة رمزية كبيرة من قبل احد مؤسسي مؤتمر إسطنبول المعارض. كما أن دخوله المكتب التنفيذي، يجعل من الإسلاميين القوة الرئيسة في المكتب التنفيذي الذي بات يضم 3 إسلاميين من بين 8 أعضاء.
واستنتج أحد قادة المجلس الوطني لـ«السفير» أنه «لا توجد قناعة لدى المجلس بأن عقد مؤتمر سوري جامع أمر ملح وعاجل، ولكنه من الممكن عقد مثل ذلك المؤتمر، بعد التوصل إلى اتفاق على برنامج سياسي مع هيئة التنسيق. وإذا لم نتوصل إلى اتفاق، فإن الهيئة ستضعف تدريجيا، ومع ذلك فإنها ترفض الانضمام إلى المجلس الوطني، وقد طلبت المناصفة في العضوية لتدخل المجلس، وهذا مستحيل».
وخلال الأشهر الثلاثة الماضية أضحت قيادة المجلس في مقدمة المشهد الإعلامي. فباستثناء اللقاء مع وزير الخارجية البريطانية مع «المجلس والهيئة» منفصلتين، يكاد المجلس الوطني ينفرد في التعبير عن توجهات الحراك الشعبي السوري في وسائل الإعلام العالمية، ويحتكر النطق باسمه في لقاءات مع الخارجيات الأميركية والفرنسية.
وتنبع قوة المجلس الوطني كواجهة الحراك الدبلوماسية من ضمه كوادر وأكاديميين معارضين منخرطين في مراكز تعليم وأبحاث غربية، من دون لافتات حزبية معلنة وحادة. وأضفى الإعلام على بعضها صفة الليبرالية الفضفاضة والمطمئنة. والأرجح، أن مسحة من وطنية سورية جامعة ومدنية ومغرية، أضفتها إستراتيجية الكتمان والتقية التي يتبعها الإخوان المسلمون السوريون، ووقوفهم في الظل، خلف الصفوف الليبرالية والعلمانية التي تفتقر إلى تمثيلية حقيقية، بسبب ما تباعد بينها وبين الداخل من تقادم عهد المنافي الطويل عليها أو حداثة بعضها بالمعارضة. وكثير منها يفتقر خبرة مماثلة للعمل في المنافي.
وقال أحد مسؤولي المجلس الوطني إنه يجب الاعتراف بأن «الإخوان» حاضرون في كل الأطر، وهناك «خمسون إخوانيا تجدهم في كل الاجتماعات واللقاءات والمؤسسات». ويشعر المجلس بأنه أضحى أقوى من جميع الأطراف مع تزايد لقاءاته بمسؤولي الدول الغربية، وما يرى إليه اعترافا ضمنيا بموقعه التمثيلي للثورة السورية، ووحدانية هذا التمثيل من دون غيره من أطراف المعارضة. ولكن المشكلة الأكبر للمجلس، كما يرى أحد قادة التنسيق، تبقى أن الإسلاميين هم العنصر الأساس والثابت فيه والليبراليين ليسوا سوى ملحق ضروري للعلاقات العامة «من هنا ما يتردد بقوة بأن المكانة التي حاول غليون أن يكتسبها من فترة رئاسته لم تعد مقبولة، وأن التحضير لما بعده في 15/12 قد بدأ فعلا».
العربي: يمكن لسوريا توقيع بروتوكول المراقبين في أي وقت
دمشق والجامعة: رسائل متبادلة تستبعد إعلان فشل الحوار
زياد حيدر
استؤنف الحوار بين سوريا والجامعة العربية اللتين تبادلتا الرسائل الاستيضاحية حول بروتوكول المراقبين، قبيل الاجتماع المقترح للجنة العربية المكلفة بمتابعة الازمة السورية خلال الايام المقبلة، ما يوحي برفض الجامعة ضغوطا خليجية على الامين العام نبيل العربي لإعلان فشل الحوار مع دمشق، ولا سيما انه كرر أمس دعوته السلطات السورية للتوقيع على بروتوكول المراقبين بأسرع ما يمكن إذا أرادت وقف العقوبات العربية بحقها.
وتسلمت سوريا رسميا رسالة من العربي، تتضمن ردا على رسالة وزير الخارجية وليد المعلم، وفقا لما ذكرته مصادر رسمية لـ«السفير». وتضمنت الرسالة «استفسارات جديدة» طرحها العربي بناء على طلب الدول العربية، تتعلق برسالة المعلم الأحد الماضي. وقالت المصادر ان الرسالة لا تمثل ردا بالمعنى السياسي على موافقة سوريا التوقيع على بروتوكول التعاون بقدر ما تشكل استمرارا لعملية الاستيضاح المتبادلة بين الطرفين.
ووفقا للمتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي فإن «الرد محل دراسة» من دون أن يكون واضحا ما إذا كانت الخارجية السورية ستجيب العربي قبل الاجتماع المرجح للجنة الوزارية العربية في الدوحة غدا. وعلمت «السفير» أن قطر طلبت أن يعقد الاجتماع الوزاري السبت خلال الزيارة التي يقوم بها العربي للدوحة، إلا أن الأمانة العامة للجامعة العربية طلبت أن يتم التحضير له بحيث لا يقتصر على اللجنة الوزارية المكلفة بالشأن السوري. كما امتنع العربي وفقا لمصادر دبلوماسية عربية عن «إعلان فشل الجهود مع سوريا» بناء على ضغوط من دول خليجية، طلبت منه إعلانا رسميا بذلك أمس الأول، خصوصا أن دولا عربية كبيرة كمصر والعراق والجزائر طلبت من العربي «الاستجابة» لرسالة المعلم بشكل رسمي، بما يمكن أن يساعد «على تذليل عقبة التوقيع من الجانب السوري».
وقال مصدر دبلوماسي عربي، في القاهرة، إن اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية ستجتمع في الدوحة غدا.
ومن بغداد، قال العربي إن «الامر يتعلق بسوريا الآن، والكرة في ملعبها»، مضيفا «ان الامر يعود اليهم، اذا ارادوا وقف العقوبات الاقتصادية فعليهم ان يوقعوا» على بروتوكول المراقبين. واضاف «يمكنهم ان يأتوا ويوقعوا في اي وقت، وربما بعد 24 ساعة من ذلك سيكون المراقبون هناك»، في سوريا. وذكر ان «العنف مستمر وكل يوم يموت اناس، لكن السؤال عما اذا كان ما يجري في سوريا عبارة عن حرب اهلية لا يمكن طرحه هنا».
وقال العربي، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في بغداد، إن «سوريا أرسلت ما يشير إلى قبولها المبادرة من حيث المبدأ، لكنها اشترطت إلغاء جميع العقوبات الاقتصادية التي كانت الجامعة قد أصدرتها ضد سوريا في وقت سابق». وأضاف إن الحكومة السورية أرسلت «قبول التوقيع على البروتوكول. والبروتوكول هنا هو الإطار القانوني لبعثة ومهام وفد الجامعة العربية الذي من المفروض أن يذهب إلى سوريا ويشاهد بنفسه» ما يجري على الأرض.
وأضاف العربي إن السوريين طالبوا باعتبار «جميع القرارات التي أصدرتها الجامعة العربية بحق سوريا لاغية بمجرد التوقيع هذا الموضوع». ولم يحدد العربي موقف الجامعة بخصوص المطلب السوري، لكنه أشار إلى أن الجامعة العربية عرضت هذا الموضوع على مجلس وزراء الخارجية العرب «لأنه الجهة التي أصدرت هذه القرارات».
ولم يفصح العربي عما إذا كانت الجامعة تضع موعدا نهائيا لتسلم الرد السوري بشكل رسمي، لكنه شدد على انه إذا كان السوريون يسعون إلى رفع العقوبات عنهم فإن عليهم قبول المبادرة «بأسرع وقت ممكن». وتوقع أن يكون هناك «اجتماع قريب» لمجلس وزراء الخارجية العرب لاتخاذ موقف بشأن الرد السوري. وأشار إلى أن الرد السوري تضمن مقترحا وصفه بأنه غير جوهري، ويدعو إلى أن يكون التوقيع على مبادرة الجامعة في دمشق وليس في مقر الجامعة العربية.
وقال زيباري، من جهته، إن «الحكومة العراقية أبدت مؤخرا رغبتها في الانفتاح على المعارضة السورية أيضا، هذا في سبيل دعم الجهود ودعم مبادرة الجامعة».
من جهته، اتهم المنسق العام لهيئة التنسيق الوطني المعارضة حسن عبد العظيم «المجلس الوطني» السوري بعرقلة اجتماع موحد للمعارضة السورية في القاهرة، مشككا في إرادة المجلس «عقد تفاهم» مع هيئة التنسيق بناء على طلـب الجامعة العربية.
وقال عبد العظيم لـ«السفير» ان الخبر الذي بثته قناة «الجزيرة» أمس الأول عن رفض الهيئة التنسيق مع «المجلس الوطني» بخصوص مؤتمر وطني للمعارضة السورية في القاهرة «عار عن الصحة»، مشيرا إلى أنه اتصل بإدارة المحطة التي سحبت الخبر لاحقا، إلا أنها عادت واستضافت عضوا في المجلس ليعود لاتهام الهيئة «برفض التنــسيق مع المجلس».
واعتبر عبد العظيم أن عدم موافقة «المجلس» على التنسيق مع الهيئة «قد يكون مرتبطا بأطراف إقليمية لا ترغب بالتئام هذا التجمع». وقال «إن كان قرارهم مستقلا فيفترض أن يوافقوا على الفكرة»، إلا «أنه لا يبدو أن لديهم قرارا موحدا بهذا الموضوع».
وذكر عبد العظيم أن وفدا من هيئة التنسيق موجود منذ فترة في القاهرة وأن محاولاته الاجتماع مع لجنة من المجلس فشلت طوال الفترة الماضية، ما استدعى تأجيل «المؤتمر العام» مرة بعد أخرى ليتحدد موعد أخير له في 14 الحالي. وأوضح أن الجامعة العربية ملمة بتفاصيل هذا الموضوع، وأن غرض الاجتماع هو الاتفاق على وثيقة سياسية جامعة تشكل الرؤية العامة للدولة السورية مستقبلا، وذلك بوجود ممثلين عن الهيئة والمجلس والأكراد وشخصيات مستقلة.
وفي بروكسل، كرر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن ان الحلف لا يعتزم التدخل في الاحداث الجارية في سوريا. وقال «ليست لدينا نية للتدخل في سوريا، وقد ذكرت ذلك في عدة مناسبات، وأود أن أكرر أن الحلف ليست لديه نية للتدخل في سوريا».
وكرر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مخاوف روسيا، وتحذيره من استخدام ليبيا كنموذج لتدخلات تجري في المستقبل، قائلا «نرفض بشدة هذا الاقتراح». وقال ان على الشعوب في العالم العربي «ان تقرر مصيرها»، مشيرا إلى ان خطة السلام في اليمن التي وافق بمقتضاها الرئيس علي عبد الله صالح على التنحي، قد تطبق على الوضع في سوريا.
وفي سياق مختلف، ذكرت مصادر سورية لـ«السفير» أن عدد المتظاهرين في كل سوريا بلغ الجمعة الماضي 33 ألفا، وذلك بهامش خطأ 2 في المئة، مشيرة إلى أن العدد يتراوح بين 20 و30 ألفا كل يوم جمعة منذ أشهر.
وفي سياق ميداني، ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن «مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت بعملية تخريبية خطاً لنقل النفط الخام في منطقة تل الشور شمال غرب مصفاة حمص».
وانقطع طريق حمص – دمشق لوقت قصير أمس بسبب الاشتباكات في مدينة حمص، التي ارتفعت وتيرتها في اليومين الماضيين بشكل كبير، وتميزت بطابع العنف الأهلي.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان «مقتل 7 مدنيين برصاص قوات الأمن في حمص». ودعت «لجان التنسيق المحلية» إلى تظاهرات اليوم تحت مسمى «جمعة إضراب الكرامة»، وإلى «إضراب الكرامة» الأحد، معتبرة انه «سيكون أول مرحلة من حملة عامة للعصيان المدني».
الجمهوريون يحثون على تنفيذ عمليات سرية ضد ايران وسورية
اوباما يؤكد انه يبحث كافة الخيارات بشأن إيران
واشنطن ـ لندن ‘القدس العربي’ ـ وكالات: قال الرئيس الامريكي باراك اوباما انه يبحث كافة الخيارات بشأن إيران، فيما ضاعف المرشحون داخل الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الامريكية دعواتهم الى تنفيذ عمليات ‘سرية’ ضد ايران وسورية بما فيها اعمال تخريب واغتيال وتقديم مساعدات الى المعارضة.
وقال اوباما في مؤتمر صحافي في البيت الابيض ان حصول إيران على أسلحة نووية ضد مصالح أمريكا وحلفائها بما في ذلك اسرائيل وتعهد بمنع ذلك.
وصرح الرئيس السابق لمجلس النواب نيوت غينغريتش الذي كان في مقدمة الداعين الى شن حرب سرية، امام ناشطين الاربعاء انه يمكن ان يلجأ الى ‘وسائل سرية’ لـ’تغيير النظام’ في ايران.
واضاف امام التحالف اليهودي الجمهوري الذي يوجه انتقادات حادة الى الرئيس الامريكي باراك اوباما على طريقة تعامله مع علاقات الولايات المتحدة مع اسرائيل ‘لديهم محطة تكرير واحدة ضخمة (في ايران)، لو كنت مكانهم لكان تركيزي على كيفية تخريبها كل يوم’.
واعتبر غينغريتش ان سياسة الولايات المتحدة تجاه سورية يجب ان تقوم على ‘استبدال’ الرئيس السوري بشار الاسد و’بذل كل الجهود بشكل مباشر وسري لكن دون تدخل القوات الامريكية لمساعدة’ المعارضة على قلب النظام.
ودعا ميت رومني حاكم ولاية ماساتشوستش السابق الذي بات في المرتبة الثانية بعد غينغريتش في ترتيب مرشحي الحزب للانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012، واشنطن الى مساعدة المنشقين سرا في ايران.
وقال رومني امام الحشد نفسه ‘علينا اللجوء الى نشاطات سرية وعلنية لمساعدة المعارضين داخل البلاد. وفي نهاية المطاف، تغيير النظام سيكون ضروريا في هذا الاطار’.
واعتبر السناتور ريك سانتوروم وهو مرشح فرصه في الفوز اقل من منافسيه في الحزب الجمهوري امام التحالف اليهودي ايضا انه يأمل في ان تكون الولايات المتحدة وراء الانفجار في قاعدة الصواريخ في ايران مؤخرا، وتعهد بانه سيحذر العالم من ان الولايات المتحدة ستشن عمليات سرية.
وقال سانتوروم ‘علينا ان نقول بوضوح ان اي علماء اجانب يعملون في البرنامج النووي الايراني سيعتبرون مقاتلين اعداء وسيتم استهدافهم على غرار اي مقاتل عدو اخر مثل اسامة بن لادن على انهم هدف لهذه الدولة’.
العربي: دمشق عليها التوقيع على مبادرة الجامعة لإلغاء العقوبات
سورية: القتل مستمر.. وعصيان مدني الاحد
دمشق ـ نيقوسيا ـ العراق ـ وكالات: اعلن الناشطون المطالبون بالديمقراطية في سورية الخميس اطلاق حملة عصيان مدني لزيادة الضغط على نظام الرئيس بشار الاسد الذي اثارت تصريحاته التي نفى فيها مسؤوليته عن مقتل آلاف المتظاهرين، انتقادات.
والخميس قتل تسعة مدنيين على الاقل في حمص برصاص قوات الامن وقناصة او في قصف مدفعي، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من لندن مقرا.
كما اصيب ثمانية آخرون بجروح بأيدي قوات الامن ‘في اطلاق نار عشوائي في الحولة’ في محافظة حمص، بحسب المصدر ذاته.
وفي محافظة ادلب (شمال غرب) اصيب طفل في العاشرة من العمر بجروح اثر اطلاق قوات الامن النار امام مخبز في معرة النعمان حيث جرت تظاهرة طلابية للمطالبة برحيل الرئيس الاسد.
كما جرت مواجهات فجرا في دوما بين منشقين وقوات الامن، بحسب المرصد.
من جهة اخرى وقع انفجار الخميس في انبوب نفط غرب حمص. واتهمت وكالة الانباء السورية الرسمية ‘مجموعة ارهابية مسلحة’ بتنفيذ ‘عملية تخريب’ في حين اتهمت التنسيقيات القوات المسلحة السورية بانها ‘قصفت الانبوب بدبابة’.
وبالتوازي مع ذلك دعا ناشطون السوريين للتظاهر الجمعة تحت شعار ‘اضراب الكرامة’. وكتبوا على موقع الثورة السورية على فيسبوك ‘الجمعة اضراب الكرامة للاطاحة بالقتلة’. كما دعوا الى ‘اضراب عام الاحد’ في سياق ‘حملة عصيان مدني’.
وقال هؤلاء الناشطون ‘ندعو الموظفين والعمال في كافة مؤسسات الدولة داخل سورية وخارجها الى الاضراب’.
واضافوا ‘ان الاضراب (..) خطوة باتجاه العصيان المدني (..) لقطع الامكانيات المالية للنظام التي يستخدمها في قتل اطفالنا’.
وقالت هيئات التنسيق المحلية التي تقود ميدانيا المتظاهرين ان الناشطين يدعون الى اضراب عام الاحد ويطلبون من الطلبة الاضراب عن الدروس.
وكان الرئيس السوري بشار الاسد الذي يواجه منذ منتصف آذار (مارس) حركة احتجاج لا سابق لها، نفى في مقابلة نادرة مع قناة ايه بي سي الامريكية بثتها الاربعاء مسؤوليته عن مقتل آلاف المتظاهرين، مؤكدا ‘نحن لا نقتل شعبنا. ليس من حكومة في العالم تقتل شعبها، الا اذا كانت تحت قيادة شخص مجنون’.
وينسب النظام التحركات الاحتجاجية الى ‘عصابات ارهابية مسلحة’.
وفي الوقت الذي طلبت فيه الدبلوماسية السورية الغاء عقوبات الجامعة العربية المقررة في 27 تشرين الثاني (نوفمبر) ضد سورية في مقابل توقيع دمشق البروتوكول العربي الهادف لحماية المدنيين، تجتمع اللجنة الوزارية العربية المكلفة الملف السبت في الدوحة لتحديد موقفها.
وقال نبيل العربي الامين العام لجامعة الدول امس الخميس ان على سورية ان توقع بقبول مبادرة الجامعة العربية بأسرع وقت ممكن اذا كانت ترغب برفع العقوبات الاقتصادية التي اتخذتها الجامعة العربية ضد سورية في وقت سابق.
وقال العربي في مؤتمر صحافي عقده مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في مقر وزارة الخارجية العراقية في بغداد ان سورية ارسلت ما يشير الى قبولها المبادرة من حيث المبدأ لكنها اشترطت الغاء جميع العقوبات الاقتصادية التي كانت الجامعة قد اصدرتها ضد سورية في وقت سابق.
وقال العراق من جانبه انه سيبحث مع دمشق سبل ‘ازالة كافة العقبات’ امام تطبيق الخطة العربية لوقف العنف.
مصير الاسد حُسم
صحف عبرية
حسم تاريخان مصير بشار الاسد السياسي وهما: 21 تموز 1994 وهو اليوم الذي قُتل فيه الوريث المرشح أخوه باسل في حادثة طرق وهو اليوم الذي مهد طريق بشار الى القصر، و15 آذار 2011 وهو يوم بدء الاضطرابات في بلاده والذي بدأ فيه العد التنازلي ايضا.
بحسب الكلام الذي قاله الاسد في المقابلة الصحافية التي أجراها أمس مع بربارة وولترز من شبكة ‘اي.بي.سي’، لم تعد له صلاحيات البتة وهو في عمله للاستجابة لارادة الشعب فقط. وماذا عن الجيش؟ هل يقرر شيئا أو يبت شيئا؟ قال هذا من قبله ولم يقله من زمن بعيد، القذافي في ليبيا، كلمة كلمة تقريبا. يمكن ان يكون مصير الاسد مشابها إلا اذا وجد لنفسه ملاذا في روسيا أو ايران فالامر مسألة وقت فقط.
لو أن والد الاسد حافظ الذي نعرفه قال كلاما مشابها لقناة غربية بعد مذبحة الاخوان المسلمين في حماة في شباط 1982 لأمكنه ان يمر. لكن هذه الايام مختلفة سياسيا وتكنولوجيا. كان الشارع العربي آنذاك خاضعا ولم تكن قنوات كـ ‘الجزيرة’ موجودة فضلا عن الشبكات الاجتماعية. وكانت الجامعة العربية متحدة من وراء زعمائها، أما الغرب فلم يكن يتجرأ على التدخل في شأن من يتمتع برعاية سوفييتية. كانت مقابلة الاسد أمس كأنها مأخوذة من الثمانينيات. وكم هي المفارَقة في ان الغرب احتضن الاسد مع توليه منصبه في الألفية الثانية. كان يفترض ان يُدخل سورية في العصر الحديث. وفي مقابلة أمس لم يبدُ مثل ابن حافظ الاسد بل مثل أخيه التوأم.
تظاهر القذافي ايضا بالسذاجة ازاء مراسلة امريكية. وفوجىء القذافي ايضا بالسؤال عن مسؤوليته عن الدم الذي سُفك في بلاده، وآمن القذافي ايضا بأنه سيخرج من هذا آخر الامر.
ونقول للحقيقة ان الاسد يتمتع بنسب تأييد أعلى بين السكان من أبناء طائفته العلوية لا لأنهم يحبونه بل لأنهم مُعلقون به أو بسلطته لمزيد الدقة. وما تزال له برغم العقوبات والعزلة صديقات في العالم تشمل لبنان واليمن والعراق والجزائر وايران والصين وروسيا بالطبع.
في الثالث من أيار 2001 التقيت الاسد في مؤتمر صحافي في مدريد. كان ذاك السفر الاول الى الغرب للرئيس الشاب. وفي كل مرة سُئل فيها سؤالا بدا ينظر في حيرة نحو حاشيته ومستشاريه. بدا مثل غريب في بلاده وغريب في قصره كما كان أمس. يصعب ان نعلم أي تاريخ يلعنه بشار اليوم قبل نومه أكثر أتموز 1994 أم آذار 2011، فكلاهما حسم مصيره.
اسرائيل اليوم 8/12/2011
القرضاوي يفتي بجواز التدخل الاجنبي في سورية
في حالة فشل الدول العربية وقف حمام الدم
لندن ـ القدس العربي ـ افتى الشيخ يوسف القرضاوي، الداعية والفقيه الاسلامي المعروف ان من حق السوريين الطلب من دول اجنبية وبدعم من الامم المتحدة التدخل في بلادهم في حالة فشل الدول العربية وقف حمام الدم.
وقال القرضاوي انه كان ممن دعوا للثورات العربية قبل ان تبدأ وبعدها، وكان موقفه من النظام السوري واحدا من اهم العوامل التي دعت الجامعة العربية لاتخاذ موقف متشدد من النظام السوري.
واضاف القرضاوي في لقاء مع صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، ان طبيعة الثورات الشعبية في العالم العربي والتي بدت بدون قيادة هي صورة عن تغير من داخل الشعوب التي انتفضت ضد الظلم “واستجاب القدر لها”.
وقال ان عودة الاسلاميين ووصولهم للسلطة محتومة لان “كل شيء ممنوع مرغوب فيه ونحن/الاسلاميون كنا ممنوعين” مشيرا الى معاناة الحركات الاسلامية في العربي من بطش الانظمة الديكتاتورية ومنعها من النشاط السياسي، حيث قال ان الحركات الاسلامية والدعوة الاسلامية دائما كانت ممنوعة وبلا حظ وبدون مكان في المجتمع “والان وقد ذهب الطغاة فان احدا لن يمنع الاسلاميين من اخذ موقعهم في المجتمع”.
ودعا الشيخ القرضاوي الحركات الاسلامية التي وصلت للحكم ان تتبنى الوسطية والاعتدال وعدم فرض رؤيتها على المجتمع. وسخر الشيخ من دعوات البعض الى فرض القيم والرموز الاسلامية على السياح في بلدان تعتمد على السياحة مثل تركيا حيث قال ان المهم هو ان يحترم الزوار قيم الدول وان لا يبالغوا في تصرفاتهم.
وقال انه دعا حزب النور السلفي الذي حقق مع الاخوان نتائج كبيرة في الانتخابات الاخيرة الى ان يتبنى تفكيرا جديدا” قلت لاخواننا السلفيين، هذه تجربتكم السياسية الاولى ويجب ان تتعاملوا مع الناس باعتدال وآمل ان يستجيبوا”.
ودعا الشيخ القرضاوي الغرب الى تبني رؤية جديدة للتعامل مع الاسلام. ويقول ان الدول التي تشهد صحوات اسلامية وصعود الاسلاميين للحكم بانها سيتعاملون مع الغرب واسرائيل لكنهم لن يقبلوا بالاستضعاف، خاصة ان اسرائيل فرض سياساتها بالقوة.
وعبر الشيخ عن اعجابه بالنموذج التركي مع انه قال انه لا يوجد حتى نموذج تام للدولة الاسلامية اليوم. ويحظى الشيخ القرضاوي بمكانة في العالمين العربي والاسلامي وأيد الكفاح الفلسطيني وهو مؤلف لاكثر من مئة كتاب، ويعيش في قطر التي منحته جنسيتها منذ خمسين عاما، ويشاهد برنامجه “الشريعة والحياة” على قناة الجزيرة الملايين كل اسبوع. وكان ممن دعموا التدخل الاجنبي في ليبيا ودعا في رسالة وجهها عبر قناة الجزيرة الجيش الليبي التحرك وقتل الزعيم السابق معمر القذافي.
واشارت الصحيفة ايضا الى ان هناك من ينتقدونه لانه برر قمع المواطنين في البحرين لتاييده حكومات دول الخليج بأن اعتبرها اضطرابات طائفية، ولم يدعم الانتفاضة الشعبية في المنامة.
والقرضاوي ممنوع من السفر الى امريكا وتعرض لهجوم من الصحافة البريطانية عام 2004 عندما دعاه عمدة لندن في حينه كين ليفنجستون لالقاء محاضرات. وهو من اهم دعاة الوسطية وترشيد الحركة الاسلامية وله فيها سلسلة من المؤلفات.
المجلس الوطني السوري يحذر من حصول مجزرة في حمص
نيقوسيا- (ا ف ب): حذر المجلس الوطني السوري الذي يضم قسما كبيرا من تيارات المعارضة السورية من “مجزرة” اتهم النظام بالتحضير لها في حمص، في بيان تلقته وكالة فرانس برس.
وجاء في البيان ان “الدلائل الواردة عبر التقارير الاخبارية المتوالية ومقاطع الفيديو المصورة والمعلومات المستقاة من الناشطين على الارض في مدينة حمص تشير إلى أن النظام يمهد لارتكاب مجزرة جماعية بهدف اخماد جذور الثورة في المدينة وتأديب باقي المدن السورية المنتفضة من خلالها”.
واوضح البيان استنادا إلى معلومات نقلها سكان حمص أن “حشودا عسكرية كبيرة تطوق المدينة حاليا تقدر بالآلاف من الجند ومعها عدد لا حصر له من الآليات العسكرية الثقيلة” مضيفا ان “قوات النظام أقامت أكثر من 60 حاجزا في مختلف أنحاء المدينة داخل حمص وحدها”.
واضاف المجلس ان هذه “مؤشرات على حملة أمنية قد تصل الى درجة اقتحام المدينة بشكل كامل”.
ونبه إلى أن “الاقدام على جريمة كهذه قد تروح ضحيتها ارواح كثيرة” مضيفا “اننا نحمل النظام ومن ورائه جامعة الدول العربية ودول العالم مسؤولية ما قد يحصل للمدنيين الآمنين خلال الأيام أو الساعات القادمة وتبعات ذلك على المنطقة ككل في المستقبل القريب”.
كما ناشد البيان “جميع المنظمات العالمية ذات العلاقة ومنظمات حقوق الانسان التحرك الفوري للضغط في المحافل الدولية من أجل توفير حماية فورية للمدنيين في حمص تحديدا وفي انحاء سوريا كافة”.
واكد المجلس على “معرفتنا الاكيدة ومعرفة العالم اجمع بمدى وحشية هذا النظام وامكانية تكراره لجرائم كبرى على غرار جرائم مدينة حماة عام 1982”.
واوضح البيان أن “النظام يسوق تبريرا لجريمته المحتملة احداث عنف طائفي عمل جاهدا على اشعال فتيلها بكافة الاساليب القذرة التي تضمنت حرق المساجد وقصفها وقتل الشباب والتنكيل بهم واختطاف النساء والاطفال”.
كما اشار إلى أن النظام “عمد اليوم (الخميس) إلى احراق انابيب النفط في حي بابا عمرو ليلصق التهمة بما يسميه (العصابات المسلحة) في محاولة من جانبه لسحق المنتفضين بحجة الحرب على الارهاب”.
وزير الخارجية التركي يدعو الأسد إلى معاقبة قتلة المحتجين إذا كان صادقا
انقرة- (ا ف ب): اعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو الجمعة للصحافيين انه اذا كان الرئيس السوري بشار الأسد صادقا فعليه أن “يعاقب” قتلة معارضي النظام.
وصرح الوزير “اذا كان صادقا فعليه أن يعاقب فورا قتلة” المعارضين وان “يوافق على نشر مراقبي الجامعة العربية”.
واضاف الوزير الذي قطعت حكومته الاتصالات مع دمشق احتجاجا على قمع المتظاهرين ضد الحكومة السورية “ما زال بامكانه ان يفعل ذلك”.
وردا على دعوته إلى التعليق على تصرحات الأسد التي أكد فيها انه لم يأمر بقتل المتظاهرين، اعتبر داود اوغلو ان هذه التصريحات بمثابة “اعترافات”.
وقال “انه يوافق الان على احتمال ان تكون قوات الامن قد ارتكبت خطا”.
وتابع “كنت افضل أن يقول ذلك في نيسان/ ابريل”.
ونفى الرئيس السوري في حديث مع قناة (اي.بي.سي نيوز) الامريكية ان يكون أمر بقتل المتظاهرين في بلاده مؤكدا أن وحده “مجنون” قد يفعل ذلك. واضاف “لا يقتل المرء شعبه… ليس هناك حكومة في العالم تقتل شعبها، اللهم الا اذا كان من يفعل ذلك مجنونا”.
وبعد أن أقر بان قوات الأمن السورية ربما تكون قد ذهبت بعيدا، اضاف ان “أي رد عنيف هو من فعل شخص وليس مؤسسة”. واكد “انا الرئيس. ولست صاحب البلاد، ليست قواتي” من ترتكب تلك الاعمال.
وتمارس انقرة مع جامعة الدول العربية ضغوطا على دمشق وتدعم ارسال مراقبين للتحري عن اعمال العنف على الارض ومحاولة وضع حد للقمع الذي قالت الامم المتحدة انه اسفر عن سقوط اربعة الاف قتيل منذ بداية الانتفاضة في اذار/ مارس.
واعلنت وزارة الخارجية السورية الاثنين أن دمشق مستعدة لتوقيع بروتوكول حول نشر مراقبين من الجامعة العربية على الارض ووضع حد للقمع.
لكن وزير الخارجية السوري وليد المعلم وضع في رسالة الى الأمانة العامة للجامعة العربية، تؤكد استعداد سوريا للتوقيع على نشر المراقبين العرب، شروطا تتضمن الغاء العقوبات التي اتخذتها الجامعة ضد بلاده في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر مقابل التوقيع على ذلك الاتفاق.
ومن جهة أخرى، قتل عشرة مدنيين، بينهم أربعة اطفال، الجمعة برصاص قوات الأمن وخصوصا في حمص في وسط سوريا معقل حركة الاحتجاج ضد النظام السوري، كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
واوضح المرصد في بيان أن ستة مدنيين قتلوا في منطقة حمص واثنين في درعا (جنوب) واخر في حماة (شمال) واخر في دوما قرب دمشق.
جيش سورية الحر يكبر ولا يسيطر مقاتلوه الا على منطقة صغيرة جدا واسلحته مهربة
لندن ـ ‘القدس العربي’: في وقت وصفت فيه الولايات المتحدة تصريحات الرئيس السوري بشار الاسد للشبكة الامريكية ‘اي بي سي نيوز’ حول الاوضاع في سورية بأنها تعبر عن حالة رئيس منفصل عن الواقع او ‘مجنون’ يواصل جيش سورية الحر تجمعه في القرى والبلدات القريبة من الحدود السورية.
وقد اعلن الجيش في الفترة الاخيرة عن عدد من العمليات التي استهدفت مراكز للجيش السوري، وترددت في ايضا في نفس الوقت عن وصول خبراء من بريطانيا وفرنسا للاتصال بجيش سورية الحر الذي يقوده العقيد الذي انشق عن الجيش السوري رياض الاسعد، وهي اخبار لم تؤكد مع ان صحيفة فرنسية اشارت في الشهر الماضي الى ان المخابرات الفرنسية اتصلت مع جيوش سورية الحر وانهم يحضرون لتدخل محدود وهو ما ينفيه مقاتلون في الجيش تحدثوا الى صحيفة، واكدوا ان اسلحتهم تأتي مع الجنود المنشقين اضافة الى تلك التي ينهبها المقاتلون من الجيش السوري.
ولا يعني هذا ان جيش سورية الحر ليست لديه شبكة مهربين واسعة في تركيا ولبنان، فهناك عدد كبير منهم يدخلون وهم يحملون المعدات الطبية والهواتف النقالة والبسة الشتاء. وكانت السلطات السورية اوقفت خمسين مسلحا كانوا يحاولون العبور الى سورية من تركيا فيما نظر اليه كتصعيد من النظام السوري ضد تركيا. كما واقترح نائب من المعارضة التركية محمد علي اديب اوغلو ان الاسلحة التي تدخل الى سورية تأتي من تركيا، حيث قال انه لا يعرف كيف تدخل هذه الاسلحة لكن ‘التهريب هو اول ما يتبادر الى الذهن’.
والتقت صحيفة ‘اندبندنت’ مع عدد من المقاتلين قرب بلدة عين البيضا، وقالت ان اغلبيتهم من المدنيين ممن لجأوا الى تركيا لكنهم لم يصبروا وعادوا للقتال. وبحسب مقاتل اسمه ابو محمد فانه قرر العودة الى سورية لان الناس يقتلون ‘ولا احد يساعدنا، ولا اقبل هذا الوضع، وافضل الموت هنا’. وفي هذا السياق نقلت الصحيفة عن معارض اسمه عدي سعيد، والذي كان يدرس العلوم السياسية ومؤيدا للنظام، حيث حاول النظام اجباره على العمل معه وزوده بمسدس واداة كهربائية لضرب المتظاهرين لكنه رفض وقرر الهروب الى تركيا، ومن شقة في مدينة انطاكية قام مع مجموعة بجمع مواد طبية واكياس دم وارسالها الى داخل البلاد.
وقال ان العديد من المواطنين يرفضون نقل ابنائهم الجرحى للمستشفيات خوفا من قيام القوات الامنية باعتقالهم، ولهذا فان اكياس الدم تنقل الى بيوت عائلات الجرحى. ويقول اخر اخذ على نفسه مهمة مساعدة الانتفاضة بالتهريب واسمه ناظر ان الكثيرين من السكان الذين فقدوا ابناءهم يفضلون القتال، مشيرا الى ان الجميع مستعد للقتال. وقال ان هناك عددا كبيرا في سورية ينتظرون اوامر الاسعد كي يدخلوا البلاد للقتال. ونقل التقرير مشاعر اللاجئين في المخيمات حيث قال احدهم ‘نريد القتال لحماية اهلنا من افعال نظام بشار’. وتعلق الصحيفة ان الجيش الذي ينتظر الدخول في معارك مع النظام يجب ان يتحلى بالصبر.
وفي الوقت الذي يقول فيه جيش المعارضة انه موجود في حمص ودرعا وادلب الا ان المقاتلين في عين البيضا يقولون انهم لا يسيطرون الا على 500 متر. كل في هذا في الوقت الذي تطالب فيه المعارضة بمناطق آمنة وهو ما تحدثت عنه تركيا الا انه يحتاج لحملة دولية، وعلى الرغم من ذلك فان جيش المقاتلين يكبر كل يوم حيث يصل اليهم كل اسبوع ما بين اثنين او ثلاثة جنود ممن انشقوا عن النظام. ويظل تأثير الجيش وقوته محل تكهن حسب التقرير، وهناك مخاوف من ان تؤدي هجمات الجيش هذا واستهدافها عناصر من الشعب الى حرب طائفية والتي بدت ملامحها في مدينة حمص. وفي نهاية التقرير نقل عن منشق جديد وهو شاب قرر الهروب من الجيش بعد ان طلب منه قادته اطلاق النار على المتظاهرين في دمشق، واضاف انه يحاول الآن تشجيع اصدقائه للهروب.
وتعاني الحكومة السورية من حالة من العزلة على الرغم من قرار الولايات المتحدة اعادة سفيرهما الى دمشق، فيما تواصل الجامعة العربية تهديداتها للنظام السوري بتطبيق عقوبات على النظام. ومع ان الاسد اكد انه لم يصدر اوامر بقتل المدنيين وذلك في المقابلة مع شبكة الاخبار الامريكية، حيث كرر اقواله من ان قوى الامن لا تتبعه شخصيا بل تتبع الحكومة، وان الدولة تقوم باجراءات اصلاحية، ولكن هذه التصريحات لا تخفي ان الدولة تواصل حلها الامني ومواجهتها للمتظاهرين بالنار بدلا من الحوار. وعليه يرى اطراف المعارضة في الداخل والخارج ان الحكومة لم يعد لديها ما تقدمه.
حماس تُخلي إدارييها من سوريا
قاسم س. قاسم
بدأت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عملية انسحاب تدريجي من سوريا، وذلك بإخلاء عائلات إدارييها إلى البلدان التي اتوا منها. هكذا، انتقل ما يقارب 200 إداري من الحركة مع عائلاتهم إلى لبنان وقطاع غزة. بررت حماس هذه الخطوة، على لسان مسؤول بارز فيها، بأن عمل الحركة الإداري متوقف في دمشق بسبب ما يجري في سوريا.
يضيف المسؤول أن خروج هؤلاء أمر «طبيعي؛ فوضع البلد متأزم وتحركات الإداريين متوقفة ولم يعد باستطاعتهم العمل بنحو طبيعي».
من جهته، يؤكد الرجل أن «القيادة السياسية ستبقى في دمشق، أما الإداريون فسيرحلون؛ لأن الوضع الأمني صعب، لذلك احتياطاً أخرجنا هؤلاء مع عائلاتهم».
يشرح القيادي البارز بأن الحركة منذ بدء الأزمة في سوريا، لم تستطع إدارة أعمالها، لذلك قررت نقل طاقمها الإداري خارج سوريا، بينما يبقى أعضاء المكتب السياسي ومرافقوهم في سوريا. إذاً، الهدف بالنسبة إلى هؤلاء هو مجرد تسيير أعمال الحركة من خارج سوريا بعد جمود أصابها بسبب الأحداث السورية. أما عن الكلام التركي ـ القطري عن وجوب نقل حماس مقرها من سوريا، ينفي المسؤول الأمر، مؤكداً أن «الحركة لم تتلقّ أو تسمع مثل هذا الكلام».
يشار إلى أن بعض المسؤولين الإداريين والسياسيين في حماس كانوا قد انتقلوا إلى تركيا بعد التسهيلات التي قدمها لهم الإخوان المسلمون هناك. من جهته، يشدد المسؤول على أن موضوع نقل المكتب السياسي من دمشق إلى مصر أو قطر أو الأردن غير وارد حالياً، مؤكداً أن ما جرى تداوله مجرد تحليلات؛ إذ إن الحركة كانت قد طلبت «فتح مكتب تمثيلي لها في مصر بعد انتصار الثورة، ولم تطلب نقل مكتبها السياسي إلى مصر، والجميع يعرف أن المكتب التمثيلي غير المكتب السياسي».
وعن موقف الحركة مما يجري في سوريا، يؤكد المسؤول الحمساوي ضرورة «انتهاج الحل السياسي المبني على الحوار والإصلاح». أما عن الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها مسؤول المكتب السياسي لحماس خالد مشعل للقاء الملك الأردني، فيقول إن «الهدف منها تحسين العلاقات بين حماس والمملكة الأردنية بعد وساطة قطرية».
«المجلس الوطني» يتهم النظام بالإعداد لمجزرة في حمص
حذّر «المجلس الوطني السوري» من قيام النظام السوري بارتكاب «مجزرة» في حمص، واضعاً مسؤولية ما قد يحصل للمدنيين على عاتقه، في الوقت الذي اعتبر فيه وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، أن على الأسد «معاقبة قتلة معارضي النظام» ليثبت صدقه، في مقابل إعلان وزارة الخارجية السورية أن مسألة نشر المراقبين لا تزال قيد الدرس.
وفي هذا السياق أبدى «المجلس الوطني السوري»، اليوم، تخوّفه من نية النظام السوري ارتكاب «مجزرة» في حمص لإخماد جذور الثورة، محمّلاً النظام ومن ورائه جامعة الدول العربية والنظام الدولي مسؤولية ما قد يحصل للمدنيين في المدينة.
وأكد المجلس في بيان على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك »، ان «الدلائل الواردة عبر التقارير الإخبارية المتوالية والفيديوهات المصورة والمعلومات المستقاة من الناشطين على الأرض في مدينة حمص تشير إلى أن النظام يمهد لارتكاب مجزرة جماعية بهدف إخماد جذوة الثورة في المدينة و«تأديب» باقي المدن السورية المنتفضة من خلالها».
وأشار المجلس إلى أن المعلومات الواردة من أبناء حمص تفيد بأن حشوداً عسكرية كبيرة تطوّق المدينة حالياً تقدر بآلاف الجنود ومعها عددٌ لا يحصى من الآليات العسكرية الثقيلة، مضيفاً ان قوات النظام أقامت أكثر من 60 حاجزاً داخل حمص وحدها، معتبراً إياها «مؤشرات على حملة أمنية قد تصل إلى درجة اقتحام المدينة كلياً».
وأضاف المجلس ان النظام يبرر «جريمته المحتملة بأحداث عنف طائفي، عمل جاهداً على إشعال فتيلها بكافة الأساليب القذرة التي تضمنت حرق المساجد وقصفها وقتل الشباب والتنكيل بهم واختطاف النساء والأطفال»، كذلك اتهم المجلس النظام السوري بـ«حرق أنابيب النفط في حي بابا عمرو ليلصق التهمة بما يسميه العصابات المسلحة في محاولة من جانبه لسحق المنتفضين السلميين بحجة الحرب على الإرهاب».
وحمّل البيان «النظام ومن ورائه جامعة الدول العربية والنظام الدولي مسؤولية ما قد يحصل للمدنيين الآمنين خلال الأيام أو الساعات القادمة وتبعات ذلك على المنطقة كلها في المستقبل القريب »، مهيباً «بجميع المنظمات العالمية ذات العلاقة ومنظمات حقوق الإنسان التحرك الفوري للضغط في المحافل الدولية من أجل توفير حماية فورية للمدنيين في حمص تحديداً، وفي أنحاء سوريا كافة».
وكان ناشطون معارضون قد دعوا إلى مظاهرات، اليوم، تحت شعار « إضراب الكرامة»، فيما دعت صفحات المعارضة على مواقع التواصل الاجتماعي إلى إضراب اليوم، وآخر عام بعد غدٍ.
من جهة أخرى، اعلن وزير الخارجية التركي، احمد داود اوغلو، اليوم، للصحافيين انه اذا كان الرئيس السوري بشار الاسد صادقاً فعليه أن «يعاقب» قتلة معارضي النظام، و«يوافق على نشر مراقبي الجامعة العربية »، مؤكداً أنه «ما زال بامكانه ان يفعل ذلك».
في المقابل، أعلنت وزارة الخارجية السورية، على لسان المتحدث بإسمها، جهاد المقدسي، ان السلطات «تدرس» الرد الذي تلقته من الجامعة العربية على طلبها رفع العقوبات كمقدمة لاستقبال مراقبي الجامعة في سوريا.
ميدانياً، قتل عشرة مدنيين، بينهم اربعة اطفال، اليوم، برصاص قوات الامن، وخصوصا في حمص، كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
واوضح المرصد في بيان ان ستة مدنيين قتلوا في منطقة حمص واثنين في درعا وآخر في حماة واخر في دوما.
وكانت وزارة الخارجية السورية قد أعلنت، الاثنين الماضي، ان دمشق مستعدة لتوقيع بروتوكول حول نشر مراقبين من الجامعة العربية على الارض ووضع حد للقمع، الذي قالت الامم المتحدة انه اسفر عن سقوط اربعة الاف قتيل منذ بداية الاحتجاجات في آذار/مارس.
لكن وزير الخارجية السوري وليد المعلم وضع شروطاً وطلب إلغاء العقوبات التي اتخذتها الجامعة ضد بلاده في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي مقابل التوقيع على الاتفاق، وذلك في رسالة وجهها الى الأمانة العامة للجامعة العربية.
(أ ف ب، يو بي آي)
تركيا تدعو الاسد لمعاقبة قتلة المعارضين اذا كان صادقا
أ. ف. ب.
انقرة: اعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الجمعة للصحافيين انه اذا كان الرئيس السوري بشار الاسد صادقا فعليه ان “يعاقب” قتلة معارضي النظام.
وقال الوزير “اذا كان صادقا سيعاقب فورا قتلة” المعارضين و”سيوافق على نشر مراقبي الجامعة العربية”.
واضاف الوزير الذي قطعت حكومته الاتصالات مع دمشق احتجاجا على قمع المتظاهرين ضد الحكومة السورية “ما زال بامكانه ان يفعل ذلك”.
واعلنت وزارة الخارجية السورية الاثنين ان دمشق مستعدة على توقيع بروتوكول حول نشر مراقبين من الجامعة العربية على الارض ووضع حد للقمع الذي قالت الامم المتحدة انه اسفر عن سقوط اربعة الاف قتيل منذ بداية الانتفاضة في اذار/مارس.
لكن وزير الخارجية السوري وليد المعلم وضع في رسالة الى الأمانة العامة للجامعة العربية اعرب فيهااستعداد سوريا للتوقيع على نشر المراقبين العرب، شروطا وطلب الغاء العقوبات التي اتخذتها الجامعة ضد بلاده في 27 تشرين الثاني/نوفمبر مقابل التوقيع على ذلك الاتفاق.
14 قتيلا في سوريا ودمشق تدرس رد الجامعة العربية
أ. ف. ب.
عواصم: قال نشطاء ان 14 مدنيا قتلوا بينهم اربعة اطفال برصاص قوات الامن السورية الجمعة في انحاء متفرقة من سوريا، وكان غالبية الضحايا في مدينة حمص التي حذرت المعارضة من وقوع “مجزرة فيها” .
فقد قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان تسعة مدنيين قتلوا في مدينة حمص، موضحا ان القتلى سقطوا في احياء باب السباع وكرم الزيتون والبياضة بينهم طفلان في العاشرة والثانية عشرة. كما قتل طفل في الرابعة عشرة في عقرب في ريف حمص. كما اصيب 23 شخصا بجروح.
وقال المرصد ان شخصا توفي في مدينة حماة بوسط البلاد “متأثرا بجراح اصيب بها من قبل قوات الامن السورية” في مظاهرة في حي طريق حلب قرب مسجد مصطفى جابر.
وفي محافظة درعا الجنوبية حيث بدأت الاحتجاجات قبل نحو تسعة اشهر، قال المرصد ان طفلة في الثانية عشرة وسيدة قتلتا في بلدة الصنمين وانخل اثر ما وصفه بإطلاق رصاص عشوائي من قبل قوات الامن السورية، ما تسبب ايضا باصابة ثمانية بينهم ثلاثة حالاتهم حرجة.
وفي وقت سابق الجمعة حذر تجمع معارض من “مجزرة” اتهم النظام بالتحضير لها في حمص، في بيان تلقته وكالة فرانس برس.
وجاء في البيان ان “الدلائل الواردة عبر التقارير الاخبارية المتوالية ومقاطع الفيديو المصورة والمعلومات المستقاة من الناشطين على الارض في مدينة حمص تشير الى ان النظام يمهد لارتكاب مجزرة جماعية بهدف اخماد جذور الثورة في المدينة وتأديب باقي المدن السورية المنتفضة من خلالها”.
وقال البيان الصادر عن “المجلس الوطني السوري” الذي يضم قسما كبيرا من تيارات المعارضة ان حشودا عسكرية كبيرة تطوق المدينة حاليا قدرها بالآلاف من الجند مدعومين بآليات عسكرية.
وفي تلك الاثناء تدور اشتباكات عنيفة في ريف دمشق بين “مجموعة منشقة” وقوات الامن السورية في بلدة سقبا، وفق المرصد الذي قال ان شخصا قتل في مدينة دوما بريف دمشق واصيب 16 مواطنا برصاص الامن في حي عبدالرؤوف بالمدينة، غير انه قال ان اشتباكات ما تزال مستمرة بين الامن وما وصفه بمجموعة منشقة. وفي نفس المنطقة اعتقلت المخابرات خطيب جامع عقب صلاة الجمعة.
وشهدت محافظة ادلب بشمال غربي البلاد اطلاق رصاص وتظاهرات في انحاء متفرقة من المحافظة القريبة من الحدود التركية.
كما تحدث المعارضون عن محاصرة قوات الامن متظاهرين واطلاق النار عليهم عند خروجهم من عدة مساجد في انحاء البلاد، مع نصب نقاط تفتيش قرب المساجد بحي الجبيلة بمدينة دور الزور.
وما تزال انباء ترد من النشطاء في مناطق الاشتباكات المختلفة.
سوريا تدرس رد الجامعة العربية
من جهة ثانية قالت وزارة الخارجية السورية ان السلطات “تدرس” الرد الذي تلقته من الجامعة العربية على طلبها رفع العقوبات كمقدمة لاستقبال مراقبي الجامعة في سوريا.
وقال جهاد مقدسي المتحدث باسم الوزارة في بيان “تسلمت وزارة الخارجية رد معالي الامين العام وما زال قيد الدراسة”.
وكان النظام السوري اعلن الاثنين استعداده لتوقيع بروتوكول مراقبي الجامعة العربية الذين سياتون الى سوريا للاطلاع ميدانيا على الوضع ومحاولة انهاء القمع الذي تقول الامم المتحدة انه اوقع اكثر من اربعة آلاف قتيل منذ آذار/مارس 2011.
وطلب وزير الخارجية السوري وليد المعلم في رسالة الى الجامعة العربية نشرت الثلاثاء الغاء العقوبات التي قررتها الجامعة في 27 تشرين الثاني/نوفمبر لتوقيع بروتوكول المراقبين.
وتشمل العقوبات العربية خصوصا تجميد المعاملات التجارية مع الحكومة السورية وحساباتها المصرفية في الدول العربية.
الامم المتحدة توافق على الاستماع الى نافي بيلاي بشان سوريا
في سياق آخر اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الجمعة ان فرنسا وبريطانيا والمانيا “حصلت” على الموافقة التي كانت طلبتها من الامم المتحدة لكي يستمع مجلس الان الدولي الى المسؤولة عن حقوق الانسان نافي بيلاي بشان سوريا، وهو ما قد يحصل “الثلاثاء”.
واعلن المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في تصريح صحافي “لقد تمت الموافقة على حضورها”. وردا عل سؤال عن موعد هذه الجلسة، اجاب انها ستكون على الارجح “الثلاثاء”.
واوضح المتحدث ان فرنسا وبريطانيا والمانيا وراء هذا الطلب. ولفت الى ان التقرير الاخير للجنة التحقيق الدولية لمجلس حقوق الانسان “يدل على ان التجاوزات تستهدف حتى الاطفال ولا تعرف حدودا”.
واضاف فاليرو “نامل ان يسمح مجيء بيلاي بفتح افاق جديدة ولا سيما في ما يتعلق بوصول المساعدات الانسانية وانتشار مراقبين ميدانيا للعمل على وقف الهجمات ضد المدنيين”.
وعبثا يدعو الاوروبيون، وفي طليعتهم فرنسا، منذ اشهر الى ادانة مجلس الامن الدولي للقمع في سوريا الذي اودى بحياة اربعة الاف شخص على الاقل بحسب الامم المتحدة.
وفي الرابع من تشرين الاول/اكتوبر، استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار يدين القمع، بينما امتنعت البرازيل وجنوب افريقيا ولبنان عن التصويت.
سويسرا تضيف شخصيات سورية على لائحة العقوبات
فيما ضافت سويسرا اسماء 18 شخصا جديدا على لائحة السوريين الخاضعين لقيود في السفر، ما يرفع العدد الى 74، بحسب بيان نشرالجمعة.
وبين هؤلاء الاشخاص عسكريون وموظفون كبار في زارة الداخلية.
واضافت سويسرا ايضا اسما على لائحة الاشخاص المعنويين الخاضعين للعقوبات وهو البنك التجاري السوري. وباتت هذه اللائحة تضم 19 اسما.
وفي ايلول/سبتمر، اتخذت برن اجراءات ضد دمشق عبر حظر اي استثمار جديد في قطاع النفط السوري وكذلك شحن قطتع معدنية واوراق نقدية جديدة للبنك المركزي السوري.
وقررت سويسرا ايضا فرض حظر على المعدات العسكرية لسوريا ومنعت شحن سلع يمكن استخدامها لاغراض القمع في الداخل.
وسمحت العقوبات المالية بتجميد حوالى 45 مليون فرنك (36,9 مليون يورو) في سويسرا.
حالة من التوتر بين الجيش الحر والمجلس الوطني
انقسام المعارضة السورية عائق أمام اسقاط النظام
عبدالاله مجيد من لندن
يعيش الجيش السوري الحر الذي يعمل عبر الحدود من مخيم لاجئين يحرسه الجيش التركي حالة من التوتر مع المجلس الوطني السوري، بسبب دعوة الأخيرة لأن تكون مهام الجيش الحر دفاعية فقط، وسط اتهامات بأن المجلس الوطني يتحرك للسيطرة على تمويل الجيش الحر.
في وقت يصعد نظام الرئيس بشار الأسد حملته ضد المحتجين في الداخل تتسبب الخلافات حول التكتيكيات التي يتعين اعتمادها في حدوث انقسامات عميقة بين فصائل المعارضة السياسية والمسلحة تضعف المعركة ضده ، كما افاد ناشطون.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن جنود وناشطين قريبين من الجيش السوري الحر الذي يعمل عبر الحدود من مخيم لاجئين يحرسه الجيش التركي ان هناك توترات مع المجلس الوطني السوري بسبب اصراره على ان يقتصر نشاط الجيش السوري الحر على العمليات الدفاعية. وقال هؤلاء الجنود والناشطين ان المجلس تحرك هذا الشهر للسيطرة على تمويل الجيش السوري الحر.
وأوضح عبد الستار مكسور الذي يعمل في تنسيق شبكة امداد الجيش السوري الحر ان المجلس الوطني السوري “لا يفعلون سوى الكلام وهم منشغلون بالسياسة فيما يقوم نظام الأسد بذبح شعبنا”. وردد ما قاله مسؤولون آخرون في الجيش السوري الحر تحدثوا لصحيفة نيويورك تايمز قائلا “اننا نريد القيام بعمل عسكري أشد فاعلية”.
ويرى مراقبون ان هذه الخلافات تلقي ضوء على عنصر ديناميكي اساسي في نضال المعارضة ضد نظام الأسد هو اخفاقها حتى الآن في اقامة جبهة موحدة. وان المعارضة في الخارج مثقلة بالانقسامات حول الأشخاص والمبادئ.
وبرز الجيش السوري الحر بوصفه قوة جديدة رغم علامات الاستفهام التي اثارها معارضون عن حقيقة التنسيق بين مجموعاته. ومن جهة أخرى فان معارضة الخارج لم تلق حتى الآن قبولا كاملا من معارضة الداخل.
وكان المجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر اتفقا في وقت سابق من هذا الشهر على التنسيق فيما بينهما. وجاء الاتفاق بعدما اعرب معارضون عن مخاوف من تقويض التزام المعارض بالوسائل اللاعنفية بسبب عمليات الجيش السوري الحر التي تنال تغطية اعلامية واسعة ، لكنها تخدم رواية النظام الذي يقول ان سوريا مستهدفة بمؤامرة خارجية.
وكان انبوب لنقل النفط الى مصفاة في حمص فُجر يوم الخميس. واتهمت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا” ما سمتها “مجموعة ارهابية مسلحة” وهي التسمية التي يطلقها النظام على مخططي الانتفاضة. واشار ناشطون في حمص الى ان النظام يقف وراء التفجير في اطار محاولته فرض حصار على المدينة.
واحدثت الأزمة السورية تغييرات جيوسياسية في المنطقة زادت في تعقيد الرد الدولي عليها. وانقلبت تركيا على نظام الأسد بعدما كانت من حلفائه القريبين. ولكن روسيا التي تربطها علاقات استراتيجية بدمشق ، والصين وقفتا ضد استصدار قرار عن مجلس الأمن يدين النظام السوري. في هذه الأثناء عملت ايران على تعزيز علاقاتها بالنظام وبذلك زيادة المخاوف من اشتعال حريق في عموم المنطقة.
وتؤكد تركيا انها تستضيف المنتفضين السوريين لأسباب انسانية محضة. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية التركية قوله يوم الخميس “انهم في تركيا من أجل حمايتهم”. ولكن الأيام الأخيرة شهدت وقوع اشتباكات على الحدود السورية ـ التركية بين المتنفضين وقوات الجيش السوري. ويقول ناشطون ان الجيش السوري الحر ينظم شبكة تهريب الى سوريا من داخل الأراضي التركية لارسال جنود واسلحة وامدادات طبية الى الداخل. وشوهدت مؤخرا مجموعة من المهربين في قرية تركية قرب الحدود السورية يعبئون اسلحة في اكياس دقيق فارغة قبل الانطلاق على دراجات نارية. وحين سُئلوا عن وجهتهم اجابوا “سوريا ، سوريا” ، بحسب نيويورك تايمز.
ويؤكد المجلس الوطني السوري انه الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري ، بما في ذلك الفصائل المسلحة. واجتمع رئيس المجلس برهان غليون لأول مرة مع قائد الجيس السوري الحر العقيد رياض الأسعد في اقليم هتاي التركي حيث وافق العقيد الأسعد على الحد من الهجمات التي تستهدف قوات النظام.
وقال عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري سمير نشار في حديث لصحيفة نيويورك تايمز ان الجيش السوري الحر أخذ يبرز بوصفه القوة المسلحة للمعارضة السورية. ولكنه شدد على ان دعم المجلس له يقتصر على تقديم المساعدات المالية والانسانية وليس السلاح. واضاف ان المجلس يريد ان يعمل الجيش السوري الحر في حدود حماية المدنيين وليس مهاجمة النظام. واضاف “ان التنسيق معهم أفضل من تركهم يعملون ما يشاؤون”.
ويرى محللون ان حجم الجيش السوري الحر الذي يقول انه يضم نحو 10 آلاف مقاتل ، أصغر من ان يتصدى لحملة البطش التي يقوم بها نظام الأسد. وقال اعضاء في المجلس الوطني انه ضعيف التسليح غالبية اسلحته تأتي مع المنشقين.
وقال مراقب امضى اسبوعين في سوريا مؤخرا يتابع نشاط المنتفضين ان الجيش السوري الحر مجموعة جنود من مناطق متفرقة بعضهم في السادسة عشرة من العمر يحملون كلاشنكوفات ويظهرون في التظاهرات لحماية المدنيين. ولكن بعض افراده يختفون في كهوف قرب الحدود التركية ويقومون بتهريب السلاح والامدادات تحت جنح الظلام.
وقال نشار ان تركيا توفر ملاذا للمعارضة السورية ولكن مصادر تمويل المجلس الوطني السوري هي تبرعات السوريين وآخرين في العالم العربي. ويعمل المجلس من مكتب متواضع في اسطنبول. وقال نشار “ليس لدينا ميزانية ولم نفتح حسابا مصرفيا في تركيا حتى الآن”.
وكان مسؤولون كبار في المجلس الوطني السوري أكدوا ان العقوبات العربية والتركية والاوروبية ليست كافية في مواجهة حملة النظام. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن منشق كان مسؤولا كبيرا في وزارة الخارجية السورية ان تسليح الثوار من الخارج يمكن ان يلحق اضرارا جسيمة بنظام الأسد. وقال المنشق الذي كان سفيرا هرب الى اسطنبول من سوريا الاسبوع الماضي ان اجهزة النظام الأمنية تعمل في نحو 50 منطقة من مناطق سوريا. وذهب الى ان تنفيذ هجمات دقيقة بالارتباط مع منطقة عازلة تفرضها تركيا داخل سوريا سيكونان مقتل النظام.
وقال مسؤولون في المعارضة ان الجيش السوري الحر والمجلس الوطني السوري والحكومة التركية بحثوا في الأيام الماضية اقامة منطقة عازلة في حال تدفق النازحين بأعداد ضخمة.
وكان 20201 سوري دخلوا تركيا منذ ايار/مايو منهم 8424 سوريا ما زالوا داخل الأراضي التركية ، بحسب انقرة.
ولكن مسؤولين كبارا في الحكومة التركية أكدوا يوم الخميس ان المنطقة العازلة ستكون حلا أخيرا وليست هناك تحضيرات لأي شكل من اشكال العمل العسكري.
ودعا نشار الى منطقة عازلة تقيمها تركيا بالتعاون مع الجامعة العربية والمجتمع الدولي مؤكدا ضرورتها لحماية المدنيين والأعداد المتزايدة من المنشقين. وقال نشار ان النظام يعيش في فقاعة وليس لديه احساس بالواقع. “وهم مثل القذافي لن يدركوا ذلك إلا عندما تأتي النهاية”.
المعارضة السورية تطلق عجلة العصيان المدني.. والنظام يحشد حول حمص
انفجار في أنبوب نفط حمص.. والعربي يطالب دمشق بتوقيع البروتوكول فورا > نشطاء يتمنون أن يتحدث الأسد يوميا
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: بولا أسطيح لندن: «الشرق الأوسط»
أطلق الناشطون والمعارضون السوريون عجلة العصيان المدني لزيادة الضغوط على النظام السوري، ودعت قوى الحراك الثوري والمعارضة في الداخل والخارج السوريين للخروج اليوم في مظاهرات جمعة «إضراب الكرامة»، لإعلان التزامهم بالإضراب المفتوح الذي تم التوافق على انطلاقه يوم الأحد المقبل الموافق 11 ديسمبر (كانون الأول)، على أن يستمر نحو الشهر تقريبا لينتهي بعصيان مدني. وفي هذه الأثناء، استمرت الأوضاع بحمص في التأزم مع انفجار أنبوب نفط في المدينة أمس مما أسفر عن اشتعال حريق كبير في ذلك الجزء من الخط. وفيما اتهم ناشطون النظام باستهداف الأنبوب تحضيرا لعملية قاضية على حمص, قال الناشطون إن النظام السوري يمهد بهذه العملية لعملية عسكرية يتطلع إلى أن تكون حاسمة في حمص، ولفتوا إلى أن تعزيزات عسكرية كبيرة يتم حشدها في محيط مدينة حمص منذ عدة أيام, وتمنوا ان يتحدث الرئيس الأسد يوميا.
وفي إطار التحركات العربية، قال نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، من بغداد، أمس، إنه على سوريا أن توقع بقبول مبادرة الجامعة العربية في أسرع وقت ممكن إذا كانت ترغب في رفع العقوبات الاقتصادية التي اتخذتها الجامعة العربية ضد سوريا في وقت سابق.
انفجار أنبوب نفط في حمص: النظام يتهم إرهابيين.. وناشطون يتهمونه بالتمهيد لعملية عسكرية قاضية
دخول تعزيزات عسكرية كبيرة إلى المدينة
جريدة الشرق الاوسط
اتهم ناشطون في حمص قوات الأمن السورية بتفجير خط لنقل النفط الخام تابع للشركة السورية لنقل النفط، عند منطقة السلطانية، شمال غربي مصفاة حمص، مما أسفر عن اشتعال حريق كبير في هذا الجزء من الخط. إلا أن النظام اتهم بدوره مجموعات إرهابية باستهداف الأنبوب.
وقال رامي عبد الرحمن، من المرصد السوري لحقوق الإنسان: «إنه خط الأنابيب الرئيسي الذي يغذي مصفاة حمص». كما تحدث المرصد عن مقتل سبعة في حمص بنيران قناصة وعمليات إطلاق نار «عشوائية». وتلبي مصفاة حمص جزءا من الطلب السوري المحلي على منتجات النفط. وفي يوليو (تموز) الماضي، قالت وكالة الأنباء السورية إن مخربين فجروا خطا لتصدير النفط يحمل النفط من حقول شرق سوريا إلى ساحل البحر المتوسط.
وبث الناشطون مقاطع فيديو وصورا لغمامة كبيرة من الدخان الأسود تغطي سماء مناطق تل الشور وبابا عمرو (شمال غربي مدينة حمص). وقال الناشطون إن النظام السوري يمهد بهذه العلمية لعملية عسكرية يتطلع لأن تكون حاسمة في حمص، ولفتوا إلى أن تعزيزات عسكرية كبيرة يتم حشدها في محيط مدينة حمص منذ عدة أيام، مع الإشارة إلى الخندق الكبير الذي حفرته قوات الجيش السوري شمال غربي المدينة، الشهر الماضي.
كما قالت مصادر محلية في حمص إن عشرات الشاحنات الكبيرة دخلت، ليلة أول من أمس، إلى المقرات الأمنية في المدينة، وتحت حراسة مشددة، كما لوحظ قطع الكهرباء في المناطق التي مرت فيها. وفي السياق ذاته، حذر «المركز الإعلامي لدعم ثوار حمص»، من عزم النظام السوري توجيه ضربة عسكرية «قاضية» للثورة في حمص. وقال المركز في بيان صدر عنه، يوم أمس، إن الخطة التي وضعها النظام ترتكز على نقطتين؛ الأولى إشعال فتيل الاقتتال الطائفي في حمص، الأمر الذي قال المركز إنه يبرر ارتفاع معدل القتل في مدينة حمص أكثر من أي منطقة أخرى. وقال إن هذا بدأ التمهيد له والعمل عليه منذ عدة أشهر، ولكنه كثف جهده بهذا الاتجاه في الفترة الأخيرة بمساعدة من أطلق عليهم «بعض حمقى المعارضة». ومن تلك المساعي تعمد حرق المساجد والمصاحف أثناء المداهمات، وقتل 34 شابا من المعارضين وسط أحد أحياء الموالين للنظام، وخطف بنات ونساء من المعارضين والموالين معا، ومؤخرا تفجير خط النفط قريبا من بابا عمرو.
والنقطة الثانية، بحسب المركز، «فتح هامش صغير للحراك الشعبي السلمي في باقي المدن السورية، وتخفيض مستوى العنف، وتخفيض معدل القتل إلى حده الأدنى». وقال المركز إن خطة النظام تتضمن أيضا استقدام لجنة المراقبين العربية «ضمن شروطه» ليظهر لهم وللعالم الصورة بأن الاقتتال في حمص هو اقتتال طائفي، وبما يبرر الوحشية والعنف، وأن الحراك الشعبي السلمي يتم التعامل معه من دون عنف شديد.
وقال المركز إن النظام يتأهب لشن حملة عسكرية «وحشية» على حمص في «الأيام المقبلة» بزعم «إنهاء الاقتتال الطائفي» في 72 ساعة. وقال إنه في حال اعتماد رواية الاقتتال الطائفي في سوريا من قبل الأوساط الدبلوماسية العربية والدولية، فإن احتمالات التدخل الدولي تصبح شبه معدومة. وأضاف المركز أنه «في حال نجحت خطة النظام تلك في إخماد الحراك في حمص، فسيتم تعميمها على باقي المناطق الساخنة»، تحت غطاء «القضاء على الاقتتال الطائفي» مع بعض التعديلات، مع الاستمرار بالقمع «غير المميت»، كالاعتقالات والحصار للقضاء على الحراك الشعبي تدريجيا.
وحذر المركز الإعلامي «الثوار» من الانجرار وراء الدعوات الطائفية والاستجابة للاستفزازات الطائفية، مهما كانت، والقيام بردات فعل غير محسوبة. ودعا إلى الحذر الشديد، والعمل بكل الوسائل لإحباط تلك الخطة.
من جانبها أعلنت وكالة الأنباء السورية (سانا) قيام «مجموعة إرهابية مسلحة» صباح أمس باستهداف «خط لنقل النفط الخام تابع للشركة السورية لنقل النفط»، وذلك «بإطلاق النار عليه عند منطقة السلطانية شمال غربي مصفاة حمص». ونقلت «سانا» عن مصدر مسؤول قوله إن «الخط الذي تعرض للاعتداء ينقل النفط من دير الزور إلى بانياس بقطر 24 إنشا، وإن العناصر المختصة سارعت إلى إطفاء النيران بالتعاون مع الجهات المعنية بالمحافظة، حيث تم إيقاف الضخ في هذا الخط فور حدوث الاعتداء وتحويله إلى خطوط بديلة، دون أن يكون هناك أي تأثير على العملية الإنتاجية ونقل النفط المنتج».
ويعد هذا الحادث هو الثالث من نوعه، حيث سبق واستهدف في شهر يوليو (تموز) الماضي خط لنقل النفط يمر بمنطقة تلكلخ قرب سد تل حوش، مما أدى إلى إحداث حفرة بقطر نحو 15 مترا، وتسرب النفط من الخط. وبحسب مصادر رسمية، وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، استهدف خط لنقل النفط الخام يمتد من حقل المهاش إلى حقل التيم في محافظة دير الزور، وذلك عند نقطة الالتقاء بين خط نقل النفط من حقل الخراطة إلى حقل التيم نحو 15 كيلومترا جنوب غربي المدينة، مما أدى إلى حدوث انفجار في جزء من الخط.
من جانب آخر، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عشرة مدنيين قتلوا في حمص أمس، بينهم سيدة قتلت برصاص قناصة في حي بابا عمرو، وأضاف: «استشهد ثلاثة مواطنين في حي كرم الزيتون بإطلاق رصاص عشوائي من قبل قوات الأمن، واستشهد مواطن في حي وادي إيران إثر إطلاق رصاص عشوائي، واستشهد مواطن آخر حاول إنقاذه، كما استشهد مواطن في حي بابا عمرو متأثرا بجراح أصيب بها بعد منتصف ليل الأربعاء – الخميس، وفي حي الخالدية استشهد مواطن بإطلاق رصاص من قبل قوات الأمن، واستشهد آخر متأثرا بجراح أصيب بها قبل يومين، كما تم التعرف اليوم على مواطنين اثنين قتلا في مجزرة حي الزهراء قبل ثلاثة أيام». وأضاف لاحقا أن مواطنا آخر قتل، إثر إطلاق رصاص من حاجز أمني في حي دير بلعلبة.
اضطرابات في ريف إدلب.. وتحشيد للقوات السورية عند الحدود مع تركيا
مظاهرات طلابية في عدة مناطق.. واستمرار الاضطرابات في جامعة حلب
جريدة الشرق الاوسط
بينما تعيش بلدة جرجناز في ريف إدلب المضطرب حدادا عاما على أرواح قتلاها، أغلقت قوات الأمن والجيش مدينة معرة النعمان في ريف إدلب، وجرى نصب مزيد من الحواجز على مداخل المدينة وداخلها بين الأحياء، مع قطع الاتصالات، كما تم قطع أوتوستراد حمص – حلب أثناء عملية نشر لقوات الجيش بين منطقتي خان شيخون ومورك، وجرى خلال ذلك إطلاق رصاص واحتراق سيارة على أحد الجسور بين المنطقتين.
وقال ناشطون إن قوات الأمن أطلقت النار يوم أمس باتجاه مواطنين كانوا يقفون أمام المخبز الحكومي قريبا من سوق الهال، وإن طفلا في العاشرة من عمره أصيب بطلق ناري أثناء شرائه الخبز. ولا تزال الأوضاع الأمنية متوترة في ريف إدلب الذي شهد انشقاقات عدة لجنود من الجيش، كما وقعت اشتباكات عنيفة هناك خلال اليومين الماضيين.
وقال ناشطون إن القوات السورية تحتشد في ريف إدلب، شمال غربي البلاد، قريبا من الحدود مع تركيا، تحسبا لاحتمال إقرار تركيا إقامة منطقة عازلة. كما قال ناشطون في القامشلي، شمال شرقي، إن تعزيزات عسكرية كبيرة تصل إلى مناطق الحدود مع تركيا من الجهة الشمالية الشرقية، بعد إعلان الجانب السوري إغلاق الحدود بحجة الصيانة. كما أكدت مصادر محلية في محافظة الحسكة توافد عدد كبير من دبابات الجيش إلى منطقة الحدود السورية – التركية، وقالت إنها في حالة تأهب شديدة.
وفي إطار التطورات الميدانية خرجت يوم أمس العديد من المظاهرات الطلابية في مناطق عدة من البلاد، لا سيما في قرى حوران، كبصر الحرير والطيبة وغيرهما، وفي ريف دمشق. وفي دمر الشرقية تحول تشييع خالد الديك (29 عاما) إلى مظاهرة طالبت بإسقاط النظام ومحاكمة الرئيس، علما بأن الديك قتل في محافظة درعا أثناء عودته من الأردن.
من جهة أخرى، قال ناشطون إن عددا من الشبيحة اقتحموا يوم أمس المدرسة السابعة وقاموا بالاعتداء بالضرب المبرح على عدة طلاب أمام المدرسين. وفي حي القدم بمدينة دمشق، خرجت مظاهرة طلابية طالبت بإعدام الرئيس، وتمت مهاجمة المظاهرة من قبل الشبيحة والأمن الذين مكثوا يستعرضون قوتهم في الشوارع بعد انتهاء المظاهرة.
وفي البوكمال، شرق، خرجت مظاهرات طلابية من عدة مدارس، قامت قوات الأمن بمهاجمتها وأطلقت النار لتفريقها، بعدها جرى تمركز للدبابات وسط ساحة المدينة، مع نشر للشبيحة هناك. وفي بلدة الموحسن في دير الزور، شرق، خرجت أيضا مظاهرات طلابية حاشدة من عدة مدارس تم تفريقها بالقوة.
وفي مدينة حلب اعتصم طلاب في كلية الهندسة المدنية احتجاجا على اعتقال زملائهم، وعلى الفور تمت محاصرتهم من قبل الأمن والشبيحة الذين اقتحموا الحرم الجامعي وكلية الهندسة، وقاموا بملاحقة وضرب الطلاب ومحاصرتهم في المبنى وشن حملة اعتقالات. كما تم اقتحام كلية الطب البشري في جامعة حلب واعتقل ثلاثة طلاب بعد الاعتداء عليهم، وشوهدت سيارة «فان» سياحية تقف أمام باب كلية الطب وضع فيها الطلاب المعتقلون وقد غطت وجوههم الدماء. وتشهد جامعة حلب منذ ثلاثة أيام اضطرابات على خلفية مظاهرات واعتصامات يقوم بها الطلاب. وقال ناشطون إن قوات الأمن اقتحمت حي المرجة في مدينة حلب فجر يوم أمس وشنت حملة مداهمات لعدد من المنازل استمرت نحو ست ساعات اعتقل خلالها أكثر من 15 شابا، على خلفية المظاهرة التي خرجت يوم أول من أمس.
الناشطون السوريون يطلقون عجلة العصيان المدني
بدءا بإضراب عام يوم الأحد دعوا لمظاهرات في جمعة «إضراب الكرامة»
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: بولا أسطيح
دعت قوى الحراك الثوري والمعارضة في الداخل والخارج السوريين للخروج اليوم في مظاهرات جمعة «إضراب الكرامة»، لإعلان التزامهم بالإضراب المفتوح الذي تم التوافق على انطلاقه يوم الأحد المقبل الموافق 11 ديسمبر (كانون الأول)، على أن يستمر نحو الشهر تقريبا لينتهي بعصيان مدني.
وقد تبنى المجلس الوطني السوري هذه الدعوة بعد أن جرى تنسيقها بين جميع التنسيقيات والحركات الشبابية والهيئات ومجالس المعارضة على اختلاف أطيافها. ودعا المجلس الوطني للمشاركة الفاعلة في الإضراب الذي يشمل الجامعات والمدارس والاتصالات والمحلات التجارية والمواصلات وموظفي القطاع العام، مؤكدا أن «المشاركة في الإضراب العام الذي دعت إليه قوى الحراك الثوري في الحادي عشر من ديسمبر الحالي، ستكون تصاعدية، وستتوج بعصيان مدني شامل يؤكد رفض السوريين جميعا للنظام الدموي ومقاطعتهم له على كل الأصعدة».
ولفت عضو المجلس التنفيذي في المجلس الوطني السوري سمير نشار إلى أن «الهدف الأول للإضراب حشد مختلف شرائح المجتمع السوري، وإظهار وحدتها وروح الجماعة لديها لمواجهة النظام السوري للتأكيد على أن المجتمع السوري مجتمع يريد تغيير الرئيس، وتغيير النظام، وتغيير نمط حياته ومستقبله».
وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، أوضح نشار أن «الدعوة للإضراب قررها الحراك الثوري في الداخل السوري ودعمها المجلس الوطني»، كاشفا عن «مخطط تدريجي للإضراب سيتوسع ليصل للعصيان المدني». وأضاف «الأوضاع في سوريا تتطور بشكل إيجابي لمصلحة الثورة.. في المرحلة الماضية كانت كل المدن السورية تتحرك، ووحدها حلب ودمشق كانتا خارج إطار الثورة، أما اليوم فهناك شرائح اجتماعية كبيرة في المدينتين أصبحت أكثر حسما بتأييد عملية التغيير».
وعن مرحلة ما بعد الإضراب والعصيان المدني، قال نشار «الإجراءات في هذا الصدد مرتبطة مباشرة بتطور الأوضاع ميدانيا في الداخل السوري وكل الخيارات تبقى متاحة. نحن طالبنا ونطالب جامعة الدول العربية بأن تحيل الملف السوري إلى مجلس الأمن لتأمين حماية المدنيين، لكننا عاتبون عليها فهي تعطي المهلة تلو الأخرى فيما الشعب السوري يذبح يوميا ومن دون رحمة».
وكانت عملية التصويت على تسمية يوم الجمعة والتي تتم أسبوعيا على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، انتهت لاعتماد تسمية «جمعة إضراب الكرامة»، التي نالت أكبر نسبة من أصوات المشاركين مقابل بضعة أصوات لتسميات مثل: روسيا شريكة في الجريمة، سنتحرر بأيدينا، كلنا سوريا ضد الطائفية.. وغيرها.
وترافقت البيانات الرسمية التي صدرت عن قوى المعارضة داعية للالتزام بالإضراب، مع دعوات واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والصفحات الشخصية للنشطاء السوريين على «فيس بوك». وقد أنشأ ناشطون سوريون صفحة خاصة بالإضراب عبر هذا الموقع عمموا من خلالها كل تفاصيل الإضراب ومراحله، مشددين على وجوب التقيد به.
وبحسب الجهات الداعية للإضراب، فإن تطبيقه سيكون على مراحل تصعيدية تبدأ بالانقطاع الجزئي عن الدوام في المدارس، والتغيب الجزئي للعاملين في القطاع الحكومي، مع التخفيف من استعمال الهواتف النقالة والتحضير لإغلاق الأسواق والمحال التجارية إلا في ساعات محددة.
وتستمر الإضرابات حسب خطة مفصلة، لتشمل الجامعات وقطاع المواصلات في وقت لاحق، ثم تنتهي بانقطاع كامل عن الدوام في المؤسسات الحكومية والمدارس والجامعات، وقطع الطرق الدولية للدخول في مرحلة العصيان المدني مع نهاية الشهر الحالي.
ويهدف الإضراب، بحسب الجهات الداعية إليه، إلى دفع النظام لإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين، وسحب الجيش وآلياته من كل المدن السورية، والتأكيد على سلمية الثورة.
بيان «علوي» يرفض تحميل الطائفة وزر «وحشية النظام»
قال إن الشبيحة «صنيعة آل الأسد وليس لنا علاقة بها»
جريدة الشرق الاوسط
أصدرت رابطة تنسيقيات ووجهاء العلويين في الساحل السوري بيانا رفضت فيه تحميل الطائفة العلوية وزر الأعمال الوحشية التي يرتكبها النظام السوري ضد المتظاهرين، مؤكدة أن الطائفة «ليس لديها مرجعيات كي تفتي بدعم النظام أو تشكل رافعة تأييدية له»، ومبينة «حيثيات نشوء ظاهرة الشبيحة وارتباطها بشخصيات تنتمي إلى عائلة الأسد وليس إلى الطائفة العلوية».
البيان الذي تم تداوله على صفحات «فيس بوك» في اليومين الماضيين، استعرض محطات من تاريخ العلويين في سوريا وسياقات انخراطهم في المجتمع السوري، حيث ورد فيه: «العلويون، كما الدروز وكما السنة وكما الشيعة، وكما الأكراد والمسيحيين وكل مكونات الشعب السوري ظلت طيلة تاريخ هذا الوطن تشكل كينونة هذا الوطن وعلّة نشأته، وغاية وحدته! ولم يحصل في تاريخ الشعب السوري أن طائفة نفت الأخرى أو بغت عليها. وشهدت عهود الاحتلال الفرنسي ثورات متتالية متزامنة في كل أصقاع سوريا وكان للعلويين النصيب الأكبر فيها في ثورة الشيخ صالح العلي عام 1920 التي تواصلت وتناسقت مع ثورات المناطق السورية في جبل الزاوية وجبل العرب وغوطة دمشق، وظل العلويون وحدويين وطنيين سوريين طوال حياتهم، كما شهد الجولان معارك سالت فيها دماء العلويين واختلطت بدماء بقية جنود سوريا في كل المعارك منذ حرب الإنقاذ حتى حرب تشرين (أكتوبر 1973)».
وأضاف البيان «انخرط العلويون في الأحزاب القومية واليسارية والوطنية، وعملوا على إحداث التنمية، وبناء الأمن الاقتصادي أسوة بانخراطهم في الأمن الوطني واستشهدوا من أجل سوريا في كل حلقات التطور الوطني. كما انخرط العلويون بعد الاستقلال في حركة الاشتراكيين العرب، وحزب البعث العربي الذي رأسته شخصية سنية وطنية ديمقراطية هي أكرم الحوراني، كما انخرط آل الخير النبلاء وآل إسماعيل وآل خضور وآل صالح وآل صقور وآل صقر وآل سعود وآل حاتم وآل اليونس والراهب وحمدان (من كبار العائلات العلوية) والتزموا قضية الأمة والوطن وهم يلتزمون اليوم قيم ومنطلقات وموجبات تحرير الجولان السورية اليوم ومسيرة التحول الديمقراطي برمتها».
وأوضح البيان الذي تحفّظ موقعوه على ذكر أسمائهم «حفاظا على حياتهم»، أن الطائفة «ليس لديهم مرجعيات تقليدية كنسية أو غيرها، كمشيخة العقل الدرزية أو دار الإفتاء السنية أو المجلس الأعلى الشيعي، وبذلك فلا يمكن تأطير الطائفة العلوية والادعاء أن المرجعية أو دار الإفتاء العلوية أفتت بدعم النظام وشكلت رافعة له، فمثل هذه المرجعيات غير موجودة، وعليه لم تصدر عنها أي فتاوى تجاه النظام أو غيره، وذلك لانعدام وجود من يفتي أو يشكل مرجعية مذهبية أو مليّة».
وعن المجموعات المسلحة التي تقمع المتظاهرين وتسمى «الشبيحة» أكد البيان أنها «صنيعة آل الأسد وليس للطائفة علاقة بها». وقال: «كان النظام قد أسس ميليشيات سرايا الدفاع على يد شقيق حافظ الأسد رفعت الأسد في بداية السبعينات، حيث أصبحت ميليشيا عسكرية تتمايز على القوات المسلحة النظامية، كما قام جميل الأسد شقيق حافظ الأسد بإنشاء جمعية المرتضى وقام بتزويدها بالدراجات النارية والبنادق والهاونات (مدافع المورتر)، وجعل مجال عملها في أواخر السبعينات السفح الشرقي لجبال الساحل الممتد من مصياف إلى جسر الشغور وكانت تسمى الجبهة الغربية في مواجهة الحراك الإسلامي، في ذلك الوقت، والذي امتد من حماه إلى قلعة المضيق وجسر الشغور». وتابع البيان: «وكان أبناء جميل الأسد وشباب العائلة ومريدوهم قد أنشأوا 15 مرفأ غير شرعي امتدت من منطقة الخراب الواقعة بمحاذاة قرية ضهر صفرا جنوب بانياس وفي نقطة (سوكاس) جنوب مدينة جبلة، ثم في منطقة (الرميلة) شمال مدينة جبلة ثم محلة الصنوبر، وغيرها حتى بلدة (مينة البيضاء) و(مصيف البسيط) وكانت هذه المرافئ غير الشرعية مكرسة لتهريب الأسلحة وأجهزة الفيديو والتلفاز والأموال وغيرها».
ناشطون سوريون يسخرون من الأسد على «فيس بوك» ويتمنون أن يتحدث يوميا لـ«إذكاء روح الثورة»
سجين سابق يتذكر كيف سمع من سجن تدمر الأسد الأب ينكر وجود السجناء السياسيين
جريدة الشرق الاوسط
تنوعت ردود فعل الناشطين السوريين على صفحات «فيس بوك» إزاء المقابلة التلفزيونية التي أدلى بها الرئيس السوري بشار الأسد لمحطة «إيه بي سي نيوز» الأميركية، والتي قال فيها إنه لم يصدر أي أوامر بقتل شعبه ولا يشعر أبدا بتأنيب الضمير، مضيفا أن «الرئيس الذي يقتل شعبه هو مجنون».
بعض الناشطين تلقوا تصريحات الأسد هذه، بكثير من السخرية والاستخفاف. فكتبت الناشطة سوزان سيبان على صفحتها «يبدو أن الطغمة المحيطة بالأسد تمنعه من مشاهدة الفضائيات العربية والعالمية، لذلك لا علم له بالجرائم التي ارتكبها الجيش والأمن والشبيحة وأعداد الشهداء من الثورة، حتى إنه لا علم له بأنه توجد ثورة ومطالبة بإعدامه».
أما جاد إسماعيل فكتب «من جهتي، أتمنى أن يتحدث الأسد كل يوم عبر مقابلة أو خطاب لأنه يجدد فينا روح الثورة بسبب كلامه الاستفزازي، وحين يتحدث بكلام غبي، لا بد أن يدرك العالم لماذا قمنا بهذه الثورة». وفي الوقت الذي لاحظ فيه الناشط ممدوح القاضي أن الأسد والقذافي تكلما عبر المحطة التلفزيونية ذاتها (إيه بي سي نيوز)، كتب المعارض السياسي المقيم في لندن محيي الدين لاذقاني على صفحته: «الأخ الرئيس الصامد الممانع لا يحس بتأنيب ضمير بعد نهر من الدم وقد كان من الأفضل أن تسأله باربرا هل عندك ضمير؟ بدلا من سؤال هل تحس بتأنيب الضمير؟». وفي مفارقة مؤلمة، أشار المسرحي والسجين السياسي السابق غسان الجباعي والذي قضى فترة طويلة في سجن تدمر الصحراوي، على صفحته «ذكرني سيادة الرئيس بسجن تدمر. وضعوا مكبرات صوت وأسمعونا لقاء من سيادة الرئيس السابق. سألته الصحافية عن المعتقلين السياسيين في سوريا. فقال لها: (لا علم لي بوجود سجناء سياسيين. هذا جزء من الحملة الإمبريالية الصهيونية المعادية لسوريا). كان عددنا أكثر من 10 آلاف معتقل، في تدمر فقط. كنا نصغي، وكان الحراس أيضا يصغون. وكدنا نصدق أننا غير موجودين..».
وكتب الكاتب والناشط الأشوري سليمان يوسف: «إن تبرؤ الرئيس بشار من عمليات قتل المدنيين المتظاهرين، في مقابلة له مع شبكة (إيه بي سي) التلفزيونية الأميركية اعتراف صريح منه بأنه لا يحكم بل محكوم من قبل المجلس العسكر الأمني المحيط به و(هذا ما قلناه منذ البداية). في ضوء هذه الاعترافات الجريئة والمهمة للرئيس بشار.. أعتقد أن بقاءه في موقع الرئاسة لن يطول ليس (التنحي) بضغط الانتفاضة كما يظن البعض وإنما بانقلاب عسكري عليه من داخل القصر الجمهوري ومن المقربين إليه».
وكان الناشطون السوريون قد اعتمدوا في الفترة الأخيرة استراتيجية توحيد «الستاتوس» الذي يكتبونه على صفحاتهم بشكل يومي، فامتلأت هذه الصفحات بستاتوس «سوريا بدها حرية» في الأسبوع الماضي. وتم اعتماد شعاري «واحد واحد واحد الشعب السوري واحد» و«الحرية للأبد لكل أولاد البلد» هذا الأسبوع، كـ«ستاتوسات» تمت كتابتها في وقت واحد على جميع صفحات الناشطين المعارضين لنظام الحكم بهدف لفت الانتباه إلى مبادئ الانتفاضة الشعبية ضد نظام بشار الأسد وتوضيح الأهداف التي تسعى إليها.
ويعد موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» واحدا من أكثر أدوات الثورة السورية فاعلية، حيث تتم على صفحاته تحديد أسماء جمع التظاهر. كما يتم نشر جميع الفيديوهات التي تفضح انتهاكات حقوق الإنسان التي يقوم بها نظام الأسد، إضافة إلى مئات الصفحات التي أنشئت لدعم المعتقلين والمطالبة بالإفراج عنهم.
بغداد تتوسط لدى سوريا .. والعربي يؤكد أن من أقر العقوبات يلغيها
باريس للأسد: لن تفرّ من العدالة
صعّدت باريس لهجتها تجاه الرئيس السوري بشار الأسد، وقالت امس ان الأسد لن يفر من ايدي العدالة ووصفت لقاءه المتلفز الأخير بالمستفز والكاذب.
وفي بغداد التي حط فيها أمس الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، تمت مناقشة الأزمة والدور الذي يمكن ان يلعبه العراق لإقناع دمشق بتطبيق المبادرة العربية، وقد أكد العربي أن على سوريا التوقيع على بروتوكول بعثة الجامعة لمراقبة الوضع في سوريا، مشيرا الى أن من يلغي العقوبات هو من وضعها، أي مجلس الجامعة العربية.
وعلق الناطق بإسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو على كلام الأسد لقناة تلفزيونية أميركية أول من أمس، بالقول: “فرنسا لا تعطي اي صدقية للتصريحات الاستفزازية التي ادلى بها بشار الأسد”. اضاف “كلامه يتعارض تماماً مع تواصل القمع والعنف ميدانياً بحق الشعب السوري. نظام دمشق يمتنع ويرفض مطالب الجامعة العربية والمجتمع الدولي. وقد حكم عليه شعبه وحكم عليه المجتمع الدولي. وكسائر المسؤولين عن القمع يجب ان يحاسب على الجرائم التي تحصل في سوريا منذ اشهر. ولن يهرب من العدالة”.
ورحب فاليرو بحصول الرسام الكاريكاتيري السوري علي فرزات على جائزة “مراسلين بلا حدود” لحرية الصحافة. واشاد بفرزات كرمز لشجاعة الشعب السوري خاصة وانه تعرض لفظائع آلة الضرب والتعذيب التي يستخدمها النظام السوري بحق شعبه.
وستجتمع اللجنة الوزارية العربية المعنية بالازمة السورية غداً السبت في الدوحة لبحث الشروط التي وضعتها دمشق للتوقيع على البروتوكول الخاص بالاطار القانوني ومهام بعثة المراقبين العرب الى سوريا، بحسب مصدر ديبلوماسي عربي.
وترأس قطر اللجنة الوزارية العربية المعنية بالازمة السورية التي تضم وزراء خارجية مصر والجزائر وسلطنة عمان والسودان والامين العام لجامعة الدول العربية. كما انها مفتوحة امام اي دولة عربية ترغب في المشاركة في اعمالها.
وقال المصدر الديبلوماسي ان “الاجتماع سيتناول بالتقييم الرد السوري الذي تضمنته رسالة وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بشأن التوقيع على بروتوكول بعثة مراقبي الجامعة الى سوريا”.
وكان المعلم اشترط للتوقيع على البروتوكول الغاء قرار تعليق مشاركة سوريا في الجامعة العربية والغاء العقوبات الاقتصادية والسياسية التي فرضتها الجامعة على دمشق اضافة الى مجموعة اخرى من التعديلات.
في بغداد دعا الامين العام لجامعة الدول العربية سوريا الى ان توقع بقبول مبادرة الجامعة العربية باسرع وقت ممكن اذا كانت ترغب برفع العقوبات الاقتصادية التي اتخذتها الجامعة العربية ضد سوريا.
وقال العربي في مؤتمر صحافي عقده مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في مقر وزارة الخارجية العراقية في بغداد ان سوريا ارسلت ما يشير الى قبولها المبادرة من حيث المبدأ لكنها اشترطت الغاء جميع العقوبات الاقتصادية التي كانت الجامعة قد اصدرتها ضد سوريا في وقت سابق.
وتابع العربي ان الحكومة السورية ارسلت “قبول التوقيع على البروتوكول (…) والبروتوكول هنا هو الاطار القانوني لبعثة ومهام وفد الجامعة العربية الذي من المفروض ان يذهب الى سوريا ويشاهد بنفسه (ما يجري على الارض)”.
وتابع العربي ان السوريين طالبوا باعتبار “جميع القرارات التي اصدرتها الجامعة العربية بحق سوريا لاغية بمجرد توقيع هذا الموضوع”. ولم يحدد العربي موقف الجامعة بخصوص المطلب السوري من الغاء العقوبات، لكنه قال ان الجامعة العربية عرضت هذا الموضوع على مجلس وزراء الخارجية العرب “لانها الجهة التي اصدرت هذه القرارات”.
ولم يفصح العربي في ما اذا كانت الجامعة تضع موعداً نهائياً لتسلم الرد السوري بشكل رسمي لكنه قال اذا كان السوريون يسعون الى رفع العقوبات عنهم عليهم قبول المبادرة “باسرع وقت ممكن”.
وتوقع العربي ان يكون هناك “اجتماع قريب” لمجلس وزراء الخارجية العرب لاتخاذ موقف بشأن الرد السوري.
وكانت الجامعة العربية قد صوتت في 27 تشرين الثاني (نوفمبر) بفرض عقوبات اقتصادية ضد سوريا بعد ان رفض الرئيس السوري بشار الاسد مبادرة للجامعة تهدف الى وقف حملة عنف لقمع الانتفاضة المناهضة لحكمه.
وقال العربي ان العقوبات اعتبرت “سارية المفعول” منذ يوم السابع والعشرين من الشهر الماضي.
وجاء اقرار العقوبات بموافقة 19 عضوا من الاعضاء الاثنين والعشرين في الجامعة. ومن بين العقوبات فرض حظر على سفر كبار المسؤولين السوريين الى الدول العربية وتجميد الاموال المرتبطة بالحكومة السورية وعدم التعامل مع البنك المركزي السوري ووقف الاستثمارات في سوريا.
ودعت خطة السلام العربية الى ارسال مراقبين عرب الى سوريا وانسحاب القوات الحكومية من المناطق السكنية وبدء اتخاذ اصلاحات سياسية وهذا يتطلب محادثات بين الحكومة والمعارضة. وتجاهلت دمشق العديد من المواعيد التي حددتها لها الجامعة العربية لتطبيق خطة السلام.
وقال العربي ان الرد السوري تضمن مقترحاً وصفه بانه غير جوهري وانه يدعو الى ان يكون التوقيع على مبادرة الجامعة في دمشق وليس في مقر الجامعة العربية.
واوضح العربي ان الجامعة العربية قابلت في الفترة الماضية مختلف اطياف المعارضة السورية. وقال انه يتوقع وبمجرد صدور قرار من مجلس وزراء الخارجية العرب ان يصار الى عقد اجتماع تحضيري لاطياف المعارضة السورية. وأشار الى ان هذا الاجتماع قد يتم “الاسبوع المقبل” لبحث ترتيبات ارسال وفد تقصي الحقائق الى سوريا. لكن قال ان هذا الامر مقرون بقيام الحكومة السورية بتوجيه دعوة لهذا الوفد.
وأكد العربي ان الكرة الان بملعب المسؤولين السوريين وعليهم اعلان موافقتهم النهائية اذا كانوا راغبين برفع العقوبات الاقتصادية عنهم. وقال ان زيارته للعراق هي للبحث في امكانية ان تقوم الحكومة العراقية باستثمار علاقتها مع سوريا لدعم وانجاح مبادرة الجامعة العربية.
وقال زيباري: “الحكومة العراقية ابدت مؤخراً رغبتها في الانفتاح على المعارضة السورية ايضا هذا في سبيل دعم الجهود ودعم مباردة الجامعة”. ووصف المبادرة بانها ما زالت “في مراحلها الاولى” وان هناك اطرافا عديدة من المعارضة السورية وانها تحتاج الى وقت.
وقال: “لدينا اتصالات جيدة ايضا مع الحكومة السورية. وبامكاننا ان نقوم بدور مسؤول في دعم تنفيذ المبادرة العربية حقناً للدماء ولمصلحة الشعب السوري”.
الى ذلك، نقلت فضائية العراقية الحكومية امس ان المرجع الديني الشيعي الاعلى آية الله علي السيستاني اعتذر عن استقبال العربي بسبب كثرة ارتباطاته. ولم تورد الفضائية مزيدا من التفاصيل.
واعلن مصدر مقرب من الوفد المرافق للأمين العام للجامعة العربية ان الاخير قدم طلباً للقاء السيستاني خلال زيارته للعراق.
ميدانياً، أعلنت لجان التنسيق المحلية فى سوريا إن 13 شخصا قتلوا أمس اغلبهم في محافظة حمص.
وذكرت قناة “الجزيرة” أن الانباء الواردة افادت أنه في محافظة ادلب تعرضت مدينة خان شيخون حاليا لقصف مدفعي ادى لهدم منازل وسقوط قتيلين وعدد من الجرحى، كما تعرضت مدينة معرة النعمان في المحافظة نفسها لحصار وقطع الاتصالات.
(“المستقبل”، رويترز، أ ف ب، أ ش أ)
تقرير لجنة التحقيق الدولية حول سوريا يفضح “الجرائم ضد الإنسانية” لنظام الأسد: إعدامات بلا محاكمات واعتقالات اعتباطية وإخفاءات وأعمال عنف وتعذيب جنسية
سجل التقرير الرسمي للجنة التحقيق الدولية حول سوريا الصادر في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني، “إدانة واضحة” لاستخدام النظام الحاكم في سوريا للعنف الجنسي ضد المعارضين والمتظاهرين والمنشقين.
وأعلنت لجنة تحقيق دولية حول الأحداث في سوريا أن قوات الأمن السورية ارتكبت “جرائم ضد الإنسانية” لدى قمع التظاهرات المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد.
وأعلن خبراء الأمم المتحدة الثلاثة الذين يتولون التحقيق ان “اللجنة تبدي قلقها الشديد لوقوع جرائم ضد الإنسانية في مناطق مختلفة من سوريا خلال الفترة التي تمت مراجعتها” محملين قوات الأمن والجيش مسؤولية هذه الأعمال.
كما جدد أعضاء لجنة التحقيق التي تشرف عليها المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة دعوتهم إلى الحكومة السورية من اجل ان تسمح لهم بالتوجه فوراً وبدون قيود إلى سوريا وهو ما لم توافق عليه دمشق حتى الآن.
ويؤكد الخبراء في التقرير الواقع في 40 صفحة باللغة الانكليزية أنهم قابلوا 223 ضحية لانتهاكات لحقوق الإنسان أو شهودا على مثل هذه الانتهاكات. وتفيد هذه الشهادات عن “إعدامات بدون محاكمة واعتقالات اعتباطية واخفاءات قسرية وأعمال تعذيب اقترن بعضها بأعمال عنف جنسية وانتهاكات لحقوق الأطفال”.
وجاء في التقرير ان “الأدلة التي جمعتها اللجنة تظهر ان هذه الانتهاكات الفاضحة لحقوق الإنسان ارتكبها العسكريون السوريون وقوات الأمن منذ بدء الحركة الاحتجاجية في آذار/ مارس 2011”.
وتابع التقرير ان اللجنة “توجه نداء إلى الحكومة من اجل وضع حد فوري لهذه الإعمال وبدء تحقيق مستقل وحيادي حول هذه الانتهاكات وإحالة مرتكبيها إلى القضاء”. كما أصدرت اللجنة توصيات خاصة إلى “حركات المعارضة ومجلس حقوق الإنسان والمنظمات الإقليمية والدول الأعضاء في الأمم المتحدة”.
وأعربت اللجنة عن أسفها “العميق لكون الحكومة السورية وعلى الرغم من الطلبات العديدة فشلت في فتح حوار والسماح لها بالدخول” إلى سوريا.
وأكدت لجنة التحقيق الدولية تلقي شهادات عن ممارسة التعذيب الجنسي على المعتقلين من الذكور، وقالت إنه من الممارسات المعتادة أن الرجال يُجبرون على خلع ملابسهم والبقاء عراة.
وأفاد العديد من المعتقلين السابقين عن حالات ضرب على الأعضاء التناسلية، وممارسة الجنس قسراً عن طريق الفم، والصعق بالكهرباء، والحرق بالسجائر في فتحة الشرج في مرافق الاحتجاز، بما في ذلك مرافق الاحتجاز التابعة للمخابرات الجوية في دمشق، والاستخبارات العسكرية في جسر الشغور، والاستخبارات العسكرية والأمن السياسي في إدلب واللاذقية، ومرافق الاحتجاز التابعة للاستخبارات في طرطوس، بحسب النص العربي الرسمي لتقرير اللجنة.
وهُدد عدة معتقلين مراراً وتكراراً، بالاغتصاب أمام عائلاتهم وباغتصاب زوجاتهم وبناتهم أيضا، بحسب لجنة التحقيق الدولية.
كما وردت شهادات من عدة رجال أفادوا فيها أنهم تعرضوا للاغتصاب “شرجياً” بالهراوات، وأنهم كانوا شهوداً على اغتصاب فتيان. وذكر أحد الرجال أنه كان شاهداً على تعرض صبي عمره عاماً للاغتصاب أمام والده.
وقال رجل يبلغ الأربعين من عمره إنه شاهد ثلاثة ضباط من الأجهزة الأمنية يغتصبون صبياً عمره عاماً. وأضاف قائلاً: “لم أخف في حياتي كلها كما خفت وقتها. ثم استداروا نحوي وقالوا: أنت التالي”. ولم يتمكن الشاهد من مواصلة الإدلاء بشهادته، نقلاً عن تقرير اللجنة.
وقال طالب جامعي، عمره عاماً، إنه تعرض لعنف جنسي أثناء الاحتجاز، مضيفاً: “لو كان والدي حاضراً ورآني لانتحرت”. وقال رجل آخر وهو يبكي: “لم أعد أشعر برجولتي”.
وذكر التقرير أن عدة نساء أفدن بتعرضهن للتهديد والشتم أثناء مداهمة قوات الجيش وقوات الأمن لمنازلهن. وشعرت النساء بالعار بسبب نزع حجابهن والعبث بملابسهن الداخلية خلال المداهمات التي وقعت ليلاً في الكثير من الأحيان.
وأشار منشقون عن قوات الجيش وقوات الأمن أنهم كانوا موجودين في أماكن احتجاز تعرضت فيها النساء للاعتداء الجنسي.
وأوضحت اللجنة في تقريرها أنها لم تتلق أدلة كافية عن الاعتداءات الجنسية على النساء، “وقد يرجع ذلك إلى وصمة العار التي تلصق بالضحايا إذا ما اعترفن بتعرضهن لهذا النوع من الاعتداء”.
وتتألف اللجنة من سيرجيو بينيرو (البرازيل، خبير في حقوق الإنسان) وياكين ارتورك (تركيا، اختصاصية في العنف ضد النساء) وكارين ابو زيد (الولايات المتحدة، اختصاصية في الشؤون الإنسانية واللاجئين).
باشرت اللجنة أعمالها في 26 أيلول/سبتمبر وأجرت مقابلات مع ضحايا وشهود لانتهاكات لحقوق الإنسان في سوريا. وقد أجرت اتصالات مع بعثات دبلوماسية وشركات للأمم المتحدة ومنظمات إقليمية (منها منظمة المؤتمر الإسلامي والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية والمجتمع المدني ومنظمات لحقوق الإنسان).
وفي ما يلي ترجمة لأبرز المقاطع الواردة في التقرير:
[ أحداث وانتهاكات حقوق الإنسان منذ مارس 2011
ـ في شباط/فبراير 2011، اندلعت احتجاجات محدودة حول قضايا مثل الفقر الريفي، والفساد، وحرية التعبير والحقوق الديمقراطية، والمطالبة بالإفراج عن السجناء السياسيين. ثم بدأت احتجاجات لاحقة دعت إلى احترام حقوق الإنسان، وطالبت بإصلاحات اقتصادية وقانونية وسياسية. بحلول منتصف آذار، بدأت مظاهرات سلمية في درعا ردا على اعتقال وتعذيب مجموعة من الأطفال المتهمين بكتابة شعارات مناهضة للحكومة على الجدران في المباني العامة. وبعد قمع الاحتجاجات السلمية من قبل قوات الدولة، بما في ذلك اطلاق النار على مواكب التشييع، عمت المسيرات المدنية عدداً من المدن دعماً لدرعا، بما في ذلك بعض ضواحي اللاذقية، بانياس، دمشق، دير الزور، حمص، حماة وادلب.
[ يوم 25 أبريل / نيسان، أجرت القوات المسلحة السورية العملية العسكرية الأولى في درعا. ومنذ ذلك الحين، استمرت الاحتجاجات في انحاء البلاد، مع رد فعل عنيف على نحو متزايد من قبل القوات الحكومية. ونفذت عمليات عسكرية كبرى أخرى في مواقع مختلفة. وفي 8 تشرين الثاني، قدرت المفوضية انه تم قتل ما لا يقل عن 3500 من المدنيين على يد قوات الدولة منذ مارس 2011. وأفيد أيضا أن الآلاف اعتقلوا وتعرضوا للتعذيب وسوء المعاملة، كما أن أغلب الضحايا سقطوا في حمص وحماه ودرعا.
[ حدثت انشقاقات عديدة من الجيش وقوات الامن منذ اندلاع الاحتجاجات، ارتفعت نسبة الانشقاقات في الاشهر الاخيرة. وانخرط عدد غير معروف من المنشقين في “الجيش السوري الحر”، الذي أعلن مسؤوليته عن الهجمات المسلحة ضد كل من القوات العسكرية وقوات الأمن (رغم عدم وجود معلومات موثوق بها عن حجم وقدرة وهيكل وعمليات هذا التنظيم). واختير العقيد رياض الأسعد، الذي اعلن انشقاقه في تموز، ليكون مسؤولاً عن الجيش السوري الحر.
[ منذ بدء الاحتجاجات، أعلنت الحكومة أنها مستهدفة من قبل العصابات المسلحة والارهابيين التي يجري تمويلها من مصادر أجنبية. في 30 آذار 2011 ، أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن الجمهورية العربية السورية “تواجه مؤامرة كبيرة” على أيدي “القوى الامبريالية”، مشيراً إلى أن “المتآمرين نشروا معلومات كاذبة تحرض على التوتر الطائفي، واتهمهم بممارسة العنف ضد المواطنين وأنهم يتلقون الدعم من داخل البلاد من قبل مجموعات وسائل الإعلام وغيرها.
الاستخدام المفرط للقوة
والإعدام خارج نطاق القضاء
ـ وفقاً لشهادات فردية، بما في ذلك المنشقين الذين اعترفوا بدورهم في حفظ الأمن وقمع الاحتجاجات أطلقت القوات الحكومية النار عشوائياً على المتظاهرين العزل. وقتل معظمهم بالرصاص في الجزء العلوي من الجسم، بما في ذلك الرأس. وقال الهاربين من الجيش وقوات الأمن للجنة انهم تلقوا اوامر باطلاق النار على المتظاهرين العزل من دون إنذارهم. مع ذلك، وفي بعض الحالات، أمر قادة العمليات المحتجين بالتوقف عن التظاهر، وأصدروا تحذيرات قبل إطلاق النار. وفي بعض الحالات، استخدوا وسائل غير قاتلة قبل أو في نفس الوقت الذي استخدموا فيه الذخيرة الحية.
ـ وتلقت اللجنة شهادات عدة تشير إلى أن الجيش وقوات الأمن والميليشيات (الشبيحة) خططت ونفذت عمليات مشتركة بأوامر “إطلاق النار بقصد القتل” لسحق المظاهرات. وقد أجريت هذه العمليات في مركز اللاذقية، حول ساحة الشيخ ضاهر في أوائل أبريل/نيسان الماضي، وكذلك في ضاحية الرمل في اللاذقية يومي 13 و 14 آب/ اغسطس. خلال الحادث الأخير، قتل ما لا يقل عن 20 شخصاً، من بينهم الأطفال. وفي حوادث أخرى، أمر الضباط الجنود بالهجوم على المتظاهرين من دون سابق إنذار،وضربهم بالهراوات.
ـ وصف منشق طريقة نشر الجنود والاوامر التي اعطيت للكتيبة التي ينضم اليها في 1 أيار/مايو: قال الضابط المسؤول عنا إن هناك متآمرين مسلحين وارهابيين يقومون بمهاجمة المدنيين وحرق المباني الحكومية. ذهبنا إلى تلبيسة في ذلك اليوم. لم نكن نرى أي جماعة مسلحة. وكان المتظاهرون يطالبون بالحرية. حملوا أغصان الزيتون وساروا مع أطفالهم. وقد أمرنا إما بتفريق الحشد أو بالقضاء على الجميع، بمن فيهم الأطفال. وكانت الاوامر بأن نطلق النار في الهواء ثم نطلق النار باتجاه الناس على الفور. ولم يسمح لنا بأن نستغرق بعض الوقت بين الأمرين. فتحنا النار، لقد كنت هناك. استخدمنا الرشاشات والأسلحة الأخرى. كان هناك الكثير من الناس على الأرض، إما جُرحوا أو قُتلوا.
ـ انتشار الجيش واستخدام القوة والأوامر بفتح النار على المتظاهرين تكررت في شهادات العديد من الجنود السابقين الذين ارسلوا إلى مواقع مختلفة وفي أوقات مختلفة. على سبيل المثال، في 29 أبريل/ نيسان، سار الالاف من الناس من القرى المجاورة لمدينة درعا لاحضار الطعام والماء والدواء للسكان المحليين. وعندما وصلوا إلى مجمع سكني، تعرضوا لكمين من قبل قوات الأمن. ولقي اكثر من 40 شخصاً، بمن فيهم النساء والأطفال مصرعهم.
ـ تدرك اللجنة أن هناك أعمال عنف ترتكب من قبل بعض المتظاهرين. ومع ذلك، فإنها تلاحظ أن معظم المدنيين قتلوا في سياق المظاهرات السلمية. وأشارت الشهادات التي جمعتها اللجنة، بما في ذلك من منشقين، أن أغلبية المتظاهرين لم يكونوا مسلحين، وأنهم طالبوا بحقوقهم وقاموا بالتعبير عن سخطهم بطريقة سلمية.
ـ القناصة مسؤولة عن سقوط العديد من الضحايا. في بعض المناسبات، يبدو أن القناصة تستهدف قادة المسيرة وأولئك الذين يستخدمون مكبرات الصوت أو الكاميرات والهواتف المحمولة. واستمعت اللجنة إلى عدة شهادات من أولئك الذين كانوا يحاولون انقاذ الجرحى وجمع جثث المتظاهرين ، وكيف أنهم تعرضوا أيضاً لنيران القناصة. وقامت اللجنة بتوثيق حالات عديدة في درعا وحماة واللاذقية.
ـ أقيمت نقاط تفتيش وحواجز على الطريق لمنع الناس من التحرك بحرية والانضمام إلى المظاهرات، خصوصاً يوم الجمعة. وقال المنشقون للجنة إنهم عندما تلقوا الأوامر بالانتشار عند نقاط التفتيش، كان هناك “قوائم سوداء” بأسماء الأشخاص المطلوبين من قبل السلطات. وأُعطوا تعليمات للبحث عن الأسلحة، وفي بعض الحالات، إطلاق النار. وقال جندي شغل نقطتي تفتيش في محافظة درعا، من نيسان/ابريل الى آب/ أغسطس، إنه تلقى أوامر “لتفتيش الجميع وإذا حاول أي من المتظاهرين المرور، أطلق النار عليه”.
ـ شهد العديد من المنشقين مقتل رفاقهم الذين رفضوا تنفيذ اوامر باطلاق النار على المدنيين. وقيل إنه قتل عدد من المجندين من قبل قوات الأمن يوم 25 نيسان/ أبريل في درعا خلال عملية عسكرية واسعة النطاق، حيث أعطي الجنود في الصف الأول أوامر بإطلاق النار مباشرة على الهدف في المناطق السكنية، لكنهم اختاروا إطلاق النار في الهواء لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين. فقامت قوات الأمن التي تقف وراء الجنود مباشرة بإطلاق النار على المجندين الذين رفضوا الأوامر، وبالتالي قتل العشرات منهم.
ـ يتحمل المدنيون العبء الأكبر من العنف حيث تمت محاصرة المدن وفرض حظر التجول. واستمعت اللجنة إلى شهادات عديدة تصف كيف تم قتل أولئك الذين خرجوا من ديارهم بسبب القناصة. ووقعت العديد من الحالات المبلّغ عنها في درعا، جسر الشغور وحمص. وقال محام للجنة كيف أن قوات الأمن تمركزت في درعا القديمة خلال العملية التي جرت في ابريل/ نيسان. وتم نشر قناصة على سطح المستشفى وغيرها من المباني. واضاف “كانوا يستهدفون كل ما يتحرك”. قتل اثنان من أبناء عمومته في الشارع على يد القناصة.
ـ وثقت اللجنة عدداً من حالات المصابين الذين نقلوا الى المستشفيات العسكرية، حيث تعرضوا للضرب والتعذيب أثناء الاستجواب. وكانت أعمال التعذيب والقتل تمارس بشكل مستمر في مستشفى حمص العسكري من قبل قوات الأمن الذين يرتدون زي الأطباء ويتصرفون بالتواطؤ مع العاملين في المجال الطبي. أصبح الناس يخافون من الذهاب إلى المستشفيات العامة، وأقيمت عيادات مؤقتة في المساجد والمنازل الخاصة، والتي أصبحت أيضاً هدفاً للقوات السورية. هذا هو الحال في المسجد العمري في درعا، الذي تمت مداهمته يوم 23 مارس، ما أدى إلى سقوط العديد من الجرحى وقتل بعض العاملين في المجال الطبي هناك.
[ الاحتجاز التعسفي، والتعذيب
وغيره من أشكال سوء المعاملة
الاحتجاز التعسفي
ـ وفقاً للشهادات العديدة التي جمعتها اللجنة، انتشرت أعمال الاعتقالات التعسفية والاحتجاز غير القانوني على نطاق واسع وبوتيرة مثيرة للقلق في أماكن مثل حمص وحماة وجسر الشغور، ودرعا وريف دمشق، التي تعتبر داعمة لحركة الاحتجاج.
ـ أجريت الاعتقالات أساساً في سياق العمليات العسكرية التي تستهدف مناطق معينة أو أثناء المظاهرات. وذكر الضحايا باستمرار بأنهم تعرضوا للاعتداء جسديا أو لفظيا أثناء عملية اعتقال قبل أن يتم احتجازهم لفترات مختلفة من الزمن وأنهم تعرضوا للتعذيب بصورة روتينية.
ـ وفقا لروايات شهود العيان، اكتسح الجيش مدينة بانياس في 7 مايو/أيار من خلال القرى المحيطة باستخدام الدبابات والعربات المدرعة والجنود. اقتحمت القوات الأمنية والعسكرية المنازل وتم الإبلاغ عن اعتقال أكثر من 500 شخص، بمن فيهم النساء والأطفال. وأبلغ عن حادث مماثل في جسر الشغور في الساعات الاولى من صباح 14 مايو/أيار. عقب تظاهرة كبيرة في اليوم السابق، اعتقلت قوات الأمن أكثر من 400 شخص خلال الغارات الليلية.على جسر الشغور، كما تم اعتقال نحو 400 شخص، بمن فيهم النساء والأطفال، في ضاحية الرمل من اللاذقية يومي 13 و 14 آب/اغسطس.
ـ وادعى عدد من الصحافيين والناشطين على شبكة الإنترنت انه تم اعتقالهم وتعذيبهم للإبلاغ عن المظاهرات.
ـ أشارت مقابلات مع العديد من المنشقين إلى أن الجنود الذين يشتبه في أنهم يتعاطفون مع المتظاهرين او يحاولون مساعدتهم يتم اعتقالهم على الفور، وأوضح أحد الجنود أنه شهد عمليات تعذيب بحق العديد من المنشقين داخل السجن.
التعذيب وغيره
من أشكال سوء المعاملة
ـ أجرت اللجنة مقابلات مع العديد من الضحايا الذين تعرضوا للتعذيب وغيره من أشكال سوء المعاملة. وتعرض العديد منهم للضرب المبرح بالهراوات والكابلات. وأجبروا على الوقوف أو الجلوس بوضعيات غير مريحة لمدة ساعات وأحياناً لأيام على التوالي. وتعرض بعضهم للصدمات الكهربائية والحرمان من الماء والطعام والنوم. وضع المعتقلون في زنزانات مكتظة وأجبروا على التناوب على النوم. وكان العديد من معصوب العينين ومكبل اليدين في بعض الأحيان، ثم أجبروا على التوقيع ببصمة الإبهام على اعترافات خطية بارتكابهم جرائم التي، في أحسن الأحوال، كانت تقرأ عليهم من قبل ضابط. وفي عدة مقابلات مع شهود وضحايا، أكدوا أنهم تعرضوا للتعذيب سواء اعترفوا أم لا.
ـ تعرض الأطفال للتعذيب، وتوفي بعضهم. هناك حالتان معروفتان على نطاق واسع وهما ثامر الشرعي (14 عاما) وحمزة الخطيب (13 عاما) من بلدة صيدا في محافظة درعا. تم اعتقال الطفلين واقتيادهما إلى مركز المخابرات الجوية في دمشق في نيسان/ابريل، وعثر عليهما مقتولين. الإصابات الموصوفة في تقرير تشريح جثة ثامر الشرعي تشير إلى أنه تعرض للتعذيب. أحد الشهود، وهو نفسه ضحية للتعذيب، يزعم أنه رأى ثامر الشرعي يوم 3 أيار/مايو. وذكر الشاهد ان “الصبي كان ممددا على الارض وكان أزرق اللون تماماً. كان ينزف بغزارة من عينيه وأذنيه وأنفه. وكان يصرخ ويطلب والده ووالدته للمساعدة، ثم أغمي عليه بعد أن ضرب بعقب بندقية على رأسه”.
ـ تعرض المنشقون للتعذيب لأنهم أرادوا حماية المدنيين أو إعفاءهم من القتل، سواء خلسة أو علناً برفضهم الانصياع لأوامر. وتم تعذيب البعض منهم بالصدمات الكهربائية.
ـ استخدمت عدة أساليب للتعذيب، بما في ذلك التعذيب الجنسي، من قبل الجيش وقوات الأمن في مرافق الاحتجاز في أنحاء البلاد.. وكان ضحايا التعذيب يحملون ندوباً وعلامات مرئية تدل على ذلك. وتعرض المعتقلون أيضاً للتعذيب النفسي بما في ذلك التهديدات ضدهم وضد عائلاتهم وإجبارهم على “عبادة” الرئيس الأسد بدلاً من إلههم.
العنف الجنسي
ـ ذكرت شهادات عدة ممارسة التعذيب الجنسي على المعتقلين الذكور الذين يطلب منهم خلع ملابسهم والبقاء عراة. وشهد العديد من المعتقلين السابقين الضرب على الأعضاء التناسلية، أو الجنس القسري عن طريق الفم، والصعق بالكهرباء والحرق بالسجائر في فتحة الشرج في مرافق الاحتجاز، بما فيها المخابرات الجوية في دمشق، والاستخبارات العسكرية في جسر الشغور، والاستخبارات العسكرية والأمن السياسي في ادلب واللاذقية ومرافق الاحتجاز التابعة للاستخبارات في طرطوس. وتعرض المعتقلون مراراً وتكراراً لتهديدات بتعرضهم للاغتصاب أمام عائلاتهم والتي من شأنها أيضا أن تشمل زوجاتهم وبناتهم.
ـ وردت شهادات من العديد من الرجال الذين ذكروا أنهم تعرضوا للاغتصاب شرجياً بالهراوات وأنهم شهدوا اغتصاب القوات السورية للفتيان. وذكر رجل انه شاهد صبياً عمره 15 عاماً يتعرض للاغتصاب أمام والده. وقال رجل يبلغ الأربعين من العمر إنه شاهد ثلاثة ضباط من الأجهزة الأمنية يغتصبون صبياً عمره عاماً. وأضاف قائلاً: “لم أخف في حياتي كلها كما خفت وقتها. ثم استداروا نحوي وقالوا: أنت التالي”. ولم يتمكن الشاهد من مواصلة الإدلاء بشهادته، نقلاً عن تقرير اللجنة.
ـ وقال طالب جامعي، عمره عاماً، إنه تعرض لعنف جنسي أثناء الاحتجاز، مضيفاً: “لو كان والدي حاضراً ورآني لانتحرت”. وقال رجل آخر وهو يبكي: “لم أعد أشعر برجولتي”.
– أفادت نساء عدة بتعرضهن للتهديد والشتم أثناء مداهمة قوات الجيش وقوات الأمن لمنازلهن. وشعرت النساء بالعار بسبب نزع حجان والعبث بملابسهن الداخلية خلال المداهمات التي وقعت ليلاً في الكثير من الأحيان. وأشار منشقون عن قوات الجيش وقوات الأمن إلى أنهم كانوا موجودين في أماكن احتجاز تعرضت فيها النساء للاعتداء الجنسي.
– لم تتلق اللجنة أدلة كافية عن الاعتداءات الجنسية على النساء، وقد يرجع ذلك إلى وصمة العار التي تلصق بالضحايا إذا ما اعترفن بتعرضهن لهذا النوع من الاعتداء.
انتهاكات حقوق الطفل
– تشير المعلومات التي تم جمعها إلى أن الأطفال عانوا من انتهاكات الخطيرة وأن قوات الدولة لديها اعتراف ضئيل أو معدوم بحقوق الأطفال بسبب الإجراءات المتخذة لقمع المعارضة.
– أبلغ شهود عيان اللجنة أنه تم قتل الأطفال (صبية في الغالب) أو أصيبوا من جراء الضرب أو إطلاق النار خلال مظاهرات في عدة مواقع في جميع أنحاء البلاد، بما فيها صيدا، درعا، إدلب، حماه، حمص، اللاذقية، ودير الزور. وأشارت مصادر موثوق بها إلى أن 256 طفلاً قد قتلوا على يد قوات الدولة في 9 تشرين الثاني/ نوفمبر. تحدثت اللجنة إلى عدة أطفال شهدوا مقتل البالغين والأطفال الآخرين، والتقت أيضا بفتاة (عامين) قتلت والدتها على يد الجيش السوري في آب/اغسطس بينما كانت تحاول عبور الحدود. وشاهدت اللجنة العديد من الأطفال المصابين بحالات نفسية شديدة من هول الصدمة التي تعرضوا لها.
– ذكر أحد المنشقين انه قرر الفرار من الجيش بعد أن شهد إطلاق النار على فتاة تبلغ عامين من العمر في اللاذقية يوم 13 آب/اغسطس من قبل الضابط الذي أكد أنه لا يريدها أن تكبر لتصبح واحدة من المتظاهرين. وأجرت اللجنة مقابلات مع صبي عمره 15 عاماً أصيب بالرصاص في ساقه في مدينة حمص في 15 آب بينما كان عائدا الى منزله من المسجد. وحاول الجيران نقله إلى المستشفى، لكن نقاط التفتيش التي أقامتها قوات الأمن منعت نقله إليها.
– أشارت العديد من الشهادات التي قدمها عدداً من المعتقلين السابقين إلى وجود الأطفال، بعضهم تقل أعمارهم عن 10 سنوات، في مراكز الاحتجاز في مختلف المواقع التي يديرها الجيش وقوات الأمن. وتمت ممارسة عمليات التعذيب على الكبار والأطفال. وأبلغ العديد من المعتقلين السابقين اللجنة عن تعرض الصبية الصغار للتعذيب في مرافق القوة الجوية ومراكز الاستخبارات في دمشق وحولها، وفي مرافق الاحتجاز في طرطوس واستخبارات الأمن السياسي والعسكري وفي مرافق الاحتجاز التابعة للاستخبارات اللاذقية وادلب. وصرح احد المنشقين “كان المعتقلون مقيدون بأقدامهم وأيديهم بقيود بلاستيكية ويتعرضون للضرب بلا رحمة، من بينهم الأطفال في العاشرة من العمر، وتبول بعض الأطفال خوفاً بسبب تعرضهم للضرب. كان الأمر وحشياً للغاية”.
– أشارت العديد من الشهادات إلى أن الأطفال تعرضوا للتعذيب الجنسي في أماكن الاحتجاز أمام الرجال البالغين.
– تلقت اللجنة تقارير عديدة عن استخدام المدارس كمراكز الاحتجاز، وعن نشر القناصة على أسطح المدارس. وأعرب العديد من الأطفال عن قلقهم من منعهم مواصلة تعليمهم.
التوصيات
توصي لجنة التحقيق الدولية لتقصي الحقائق حكومة الجمهورية العربية السورية بالآتي:
[ وضع حد فوري للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
[الشروع في تحقيقات فورية ومستقلة ومحايدة بموجب القانون المحلي والدولي لوضع حد للإفلات من العقاب وضمان المساءلة وتقديم الجناة إلى العدالة.
[التحقيق مع الجيش وقوات الأمن وتعليق خدمة جميع مرتكبي الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان.
[التصديق على نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، واستحداث تشريعات محلية بما يتماشى مع ذلك.
[الإفراج فوراً عن جميع الأشخاص المحتجزين تعسفا، وتمكين هيئات المراقبة الدولية واللجنة الدولية للصليب الأحمر من الوصول إلى جميع أماكن الاحتجاز.
[ السماح بالوصول الفوري والكامل للجنة والمراقبين الخارجيين، وغيرها من هيئات الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان.
[منح المنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة المتخصصة والمنظمات غير الحكومية حق الوصول فوراً إلى المناطق المتضررة وذلك بالتعاون التام لغرض حماية السكان وتقديم المساعدة الإنسانية.
[ضمان الوصول الكامل لوسائل الإعلام، والسماح للصحفيين المحليين والدوليين بتغطية الاحداث في هذا البلد من دون مضايقة أو ترهيب.
[إلغاء القوانين العسكرية والأمنية التي تمنح حصانة لقوات النظام، والإسراع في إعادة النظر بالتشريعات والسياسات ذات الصلة المطبقة على قوات الأمن، وفقا للمعايير الدولية.
[ دعم المستشفيات والعيادات الطبية لضمان توفير الرعاية الصحية الملائمة، بما في ذلك أولئك المصابين خلال الاضطرابات.
[إنشاء آلية للتحقيق في حالات الاختفاء من خلال السماح لأقارب المختفين بالإبلاغ عن تفاصيل قضاياهم، لإجراء التحقيق المناسب.
[إنشاء صندوق تعويضات لضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ، بما في ذلك القتل والاختفاء القسري والتعذيب وغيره من المعاملة السيئة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، والاحتجاز التعسفي وتدمير الممتلكات.
[تنفيذ الإصلاحات السياسية والقانونية التي أعلن عنها في العام 2011 وضمان احترام حقوق الإنسان.
[احترام المدافعين عن حقوق الإنسان وضمان عدم وجود أي أعمال انتقامية ضد الأشخاص الذين تعاونوا مع اللجنة.
[تيسير العودة الطوعية للاجئين السوريين.
وتوصي اللجنة جماعات المعارضة بضمان احترام القانون الدولي لحقوق الإنسان والتصرف وفق أحكامه.
تفجير خط أنابيب ينقل النفط الى مصفاة حمص والمعارضة تدعو الى إضراب بدءاً من الأحد
العربي: العقوبات على دمشق تتوقف بعد توقيعها على بروتوكول المراقبين
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، أمس، أن العقوبات المفروضة على دمشق ستتوقف بعد توقيعها على البروتوكول الخاص ببعثة المراقبين. فيما وقع انفجار في خط أنابيب سوري ينقل النفط من شرق البلاد إلى مصفاة في حمص.
وقال العربي، في تصريح أدلى به قبل مغادرته إلى بغداد في مستهل جولة خليجية تشمل أيضاً قطر والكويت: “إن المفهوم العام للعقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا تعتبر بطبيعتها مؤقتة.. إن هذه العقوبات ستتوقف بعد توقيع سوريا على البروتوكول الخاص ببعثة المراقبين”، لافتاً إلى أنه وجه أمس رسالة إلى وزير الخارجية السوري وليد المعلم رداً على رسالته الأخيرة.
وأوضح العربي أن رسالته الى المعلم جاءت عقب سلسلة من المشاورات أجراها مع رئيس وأعضاء اللجنة الوزارية العربية المعنية بحل الأزمة السورية، ومع عدد من وزراء الخارجية العرب للرد على رسالة الوزير المعلم “التى تضمنت استعداد سوريا للتوقيع على بروتوكول مهمة بعثة مراقبي جامعة الدول العربية لسوريا وفق شروط محددة”.
إلى ذلك قال رئيس الإدارة العربية في جامعة الدول العربية السفير علي جاروش، للصحافيين أمس، إن زيارة العربي إلى بغداد ستستغرق عدة ساعات لبحث ترتيبات عقد القمة العربية المقرر عقدها بالعاصمة العراقية في آذار (مارس) 2012.
أضاف جاروش أن محادثات الأمين العام للجامعة العربية مع القادة العراقيين تشمل قضية العقوبات العربية المفروضة على سوريا، وتداعياتها على مستقبل العلاقات بين الدول العربية.
يُشار إلى أن العراق ولبنان يُعارضان قرار مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية الخاص بفرض عقوبات اقتصادية عربية على سوريا، وهو القرار الذي دخل حيز التنفيذ إعتباراً من يوم الإثنين الفائت.
من جهة أخرى، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان إن انفجارا وقع أمس في خط أنابيب سوري ينقل النفط من شرق البلاد إلى مصفاة في حمص.
وقال رامي عبد الرحمن، من المرصد السوري الذي يتخذ من بريطانيا مقرا: “إنه خط الانابيب الرئيسي الذي يغذي مصفاة حمص”.
وأظهرت لقطات فيديو على شبكة الانترنت لموقع الانفجار تصاعد سحب من الدخان الأسود فوق المنطقة.
وتوفر مصفاة حمص جزءا من احتياجات سوريا من المنتجات النفطية.
وفي تموز (يوليو) الماضي قالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن مجهولين فجروا خط أنابيب نفطيا قرب حمص ينقل النفط من الحقول الشرقية بسوريا الى ساحل البحر المتوسط.
وقالت مصادر رسمية في المدينة ونقلت وكالة “يونايتد برس انترناشونال” عن مصادر رسمية قولها إن “مجموعة ارهابية قامت بتفجير خط لنقل النفط من مصفاة حمص في منطقة السلطانية غرب حي بابا عمر”.
أضافت ان “دخانا كثيفا ينبعث من مكان التفجير ويغطي سماء المدينة”.
لكن عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبد الله أكد أن قوات الأمن السورية فجرت خط الانابيب. وقال في تصريح لـ”الجزيرة”: “إن هذا الحادث يعد إجراء عقابيا جديدا من قبل نظام بشار الأسد ضد أهالى مدينة حمص السورية.
الى ذلك، دعت لجان التنسيق المحلية التي تمثل حركة الاحتجاج السورية ضد نظام الرئيس بشار الاسد في الداخل الى اضراب اعتبارا من الاحد المقبل.
ودعت لجان التنسيق في بيان الى “اضراب الكرامة” واعتبرته “خطوة اولى في مسيرة العصيان المدني الشامل”.
واذ دعت لجان التنسيق كما في كل اسبوع الى تظاهرات في “جمعة اضراب الكرامة”، اوضحت ان الاضراب يبدأ الاحد “من الساعة 8,00 صباحا حتى الساعة 2,00 بعد الظهر” بما يشمل المدارس، على ان تعلن يومها “بداية سلسلة الاضرابات” التي يفترض ان تشل “النظام القمعي”.
وتلي ذلك خطوات تصعيدية على مراحل ليشمل الاضراب بشكل متعاقب الوظائف واغلاق الهواتف الجوالة، ثم المحلات التجارية والجامعات ووسائل النقل والطرقات وموظفي الدولة وصولا الى الطرق الدولية في المرحلة الاخيرة.
وحضت اللجان الشعب السوري على “العمل معا على انجاح هذه الدعوة وحشد جميع القوى للترويج لها بكل طاقاتنا وامكاناتنا (…) حتى نستعيد زمام العمل والمبادرة ونقرر مصيرنا بأنفسنا” مؤكدة ان “الاضراب طريقنا لتحرير ارادتنا”.
(يو بي أي، رويترز، أ ف ب، أ ش أ)
المعارضة السورية تستعجل “التدخل” وتدعو إلى إضرابات
أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أن العقوبات المفروضة على سوريا ستتوقف بعد توقيع سوريا على البروتوكول الخاص ببعثة المراقبين، فيما تجتمع اللجنة الوزارية العربية، غداً (السبت)، في الدوحة لبحث الشروط التي وضعتها دمشق للتوقيع على البروتوكول . وفي وقت تمسّكت القاهرة بتسوية الأزمة سياسياً في النطاق العربي، استعجلت المعارضة السورية التدخل الخارجي تحت غطاء الأزمة الإنسانية .
وقالت فرنسا إن الرئيس السوري بشار الأسد “لن يفلت من العدالة” وإنها لا تولي أي صدقية لحديثه عن العنف في بلاده والمسؤولية عنه .
وجدد وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو تمسّك القاهرة بتسوية الأزمة السورية سياسياً في النطاق العربي ورفض أي تدخل أجنبي . وعبر المجلس الوطني السوري عن تشاؤمه في إمكانية إيجاد حل سريع للأزمة السورية محذراً من “أزمة إنسانية حادة” في غياب حل عسكري من الخارج، ورأى أن “لا حل آخر للأزمة غير التدخل الخارجي” . ودعت لجان التنسيق المحلية إلى إضراب تصاعدي اعتباراً من بعد غدٍ الأحد، وصولاً إلى العصيان المدني الشامل . وتحدث المرصد السوري عن مقتل 7 مدنيين في حمص، في وقت فجر مجهولون خطاً للنفط في حمص . وقال وزير النفط السوري سفيان العلاو، إن الشركات الأوروبية التي علّقت عملها في سوريا “حرة في تصرفها”، وأشار إلى أن “الكفاءات المحلية” قادرة على متابعة العمل، كاشفاً عن تعاقدات جديدة في مجال النفط .
الناطق باسم “الهيئة العامة للثورة”: قنّاصة النظام السوري يتعمّدون إستهداف الأطفال
أعلن الناطق باسم “الهيئة العامة للثورة السورية” علي حسن أن القناصة التابعين للنظام السوري والمنتشرين في أماكن تواجد التظاهرات “يستهدفون الأطفال ويتعمدون ذلك لتوجيه رسالة إلى أهلهم وأقاربهم بأن الأمن لن يوفر أحداً من المتظاهرين وأن أطفالهم مثلهم هم عرضة للقتل”، لافتاً في إتصال هاتفي مع قناة “العربية” إلى “إصابة طفلة في منطقة الصنمين برصاصتين في فمها”.
وأضاف حسن: “لقد وردتنا مقاطع فيديو مصورة وموثقة بالتاريخ والساعة عن إنتشار القناصة بكثافة في درعا البلد وهم لا يوفّرون أحداً من رصاصهم ويتعاملون مع الأطفال كما يتعاملون مع الرجال والشباب والشيوخ “.
(رصد “NOW Lebanon”)
32 قتيلا بسوريا بجمعة إضراب الكرامة
قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن 32 شخصا قتلوا اليوم برصاص الأمن السوري مناطق متفرقة من البلاد التي شهدت اليوم مظاهرات تطالب بالحرية وإسقاط النظام في جمعة تحمل شعار “إضراب الكرامة”.
وحسب لجان التنسيق فإن معظم قتلى اليوم سقطوا في مدينة حمص وسط البلاد، فيما قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن عددا من القتلى سقطوا في حمص، كما قتل ثلاثة ضباط منشقين اثنان منهم في حماة والثالث في حلب.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن خمسة قتلوا في حمص بينهم طفلان وامرأة، كما قتل ثلاثة ضباط منشقين اثنان منهم في حماة والثالث في حلب.
وخرجت المظاهرات المطالبة بالحرية والكرامة وإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد في كل من حمص ودمشق وريف دمشق وحلب والقامشلي وعدة مدن بمحافظة دير الزور ودرعا. ومن المتوقع أن يبدأ الإضراب العام الأحد المقبل كخطوة أولى على طريق عصيان مدني شامل.
وقال ناشطون إن قوات الأمن أطلقت القنابل المسيلة للدموع على مظاهرة انطلقت من أمام مسجد العرفي في دير الزور بعد صلاة الجمعة.
وفي بيانون بحلب انطلقت مظاهرة حاشدة من ساحة الأحرار تنادي بإعدام الرئيس بشار الأسد. وفي حي صلاح الدين بحلب قال ناشطون إن من يوصفون بالشبيحة شنوا هجوما عنيفا على مظاهرة خرجت من مسجد أويس القرني وقاموا بقطع جميع الطرق المؤدية إلى المسجد لمنع توافد المتظاهرين من المساجد القريبة في الحي.
وفي قدسيا بريف دمشق انطلقت مظاهرة من الجامع العمري، وهتف المتظاهرون لحمص.
وفي دمشق قال ناشطون إن قوات الأمن والشبيحة أطلقت النار والقنابل المدمعة على المتظاهرين بشكل كثيف قرب ساحة الحرية بعد خروج مظاهرة من جامع الدقاق.
أما في حماة فأكد ناشطون إطلاق رصاص من قبل قوات الأمن على المصلين المتظاهرين في طريق حلب مع سماع صوت انفجار.
وفي دوما بريف دمشق قال ناشطون إن انشقاقات وقعت في عدة حواجز أمنية في المدينة. ووقع تبادل لإطلاق نار بين المنشقين وعناصر الأمن والشبيحة أدى لوقوع إصابات في صفوف الشبيحة.
وأفادت الأنباء الواردة من محافظة إدلب بأن مدينة خان شيخون تعرضت لقصف مدفعي أدى لهدم منازل وسقوط قتيلين وعدد من الجرحى.
وبلغ عدد القتلى برصاص الأمن السوري والشبيحة أمس الخميس 29 قتيلا، وقالت لجان التنسيق المحلية إن من بين القتلى 16 في حمص وستة في إدلب وأربعة في حماة.
احتجاجات متصاعدة
وتأتي الدعوة للتظاهر في سوريا اليوم فيما سميت “جمعة إضراب الكرامة” تمهيدا لسلسلة فعاليات احتجاجية تبدأ الأحد المقبل وتمتد حتى نهاية العام. وتهدف هذه الفعاليات إلى التأكيد على سلمية الحراك الثوري.
وتشمل المرحلة الأولى من “إضراب الكرامة” إقفال الحارات الفرعية والتوقف عن تسيير العمل في المراكز الوظيفية وإغلاق الهاتف الجوال. وتتضمن المرحلة الثانية البدء بإضراب المحال التجارية.
أما المرحلة الثالثة فتطال الهيئات التعليمية عبر إضراب الجامعات. بينما يسعى ناشطو الثورة إلى شل قطاع النقل وإغلاق الطرق بين المدن في المرحلة الرابعة.
وستطال المرحلة الخامسة القطاع العام عبر إضراب موظفي الدولة، في حين ستبدأ خطوة إغلاق الطرق الدولية في المرحلة السادسة والأخيرة.
كفى
سياسيا قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن بلاده ليست لديها رغبة في التدخل في الشؤون السورية الداخلية، لكنها لا يمكنها الوقوف موقف المتفرج إذا تعرض أمن المنطقة للخطر.
وأوضح داود أوغلو في حديث للصحفيين في أنقرة أن تركيا لديها المسؤولية والسلطة لتقول لدمشق “كفى” إذا كان وضع بلاده الأمني في خطر نتيجة القمع في سوريا وفرار الشعب عبر الحدود إلى الأراضي التركية.
وقال أوغلو “لو كان الأسد جادا لحاسب قتلة المتظاهرين ضده ولسمح بدخول مراقبين من الجامعة العربية”.
تحذير
وكان المجلس الوطني السوري قد حذر في بيان له أمس من نية النظام ارتكاب مجزرة في مدينة حمص بهدف إخماد الثورة وتأديب باقي المدن المنتفضة. وأكد أن النظام سيبرر ذلك بافتعال أحداث عنف طائفي على نحو سابق كحرق المساجد وقصفها وقتل الشباب واختطاف النساء والأطفال.
وقال البيان إن الأمن أحرق أنابيب نقل النفط في حي بابا عمرو ليلصق التهمة بمن يسميهم العصابات المسلحة محاولاً سحق المنتفضين السلميين بذريعة الحرب على الإرهاب.
وأكد البيان وجود حشود عسكرية كبيرة تقدر بآلاف الجنود مدعومين بالآليات العسكرية يطوقون مدينة حمص، وأقامت تلك القوات نحو ستين حاجزا في مختلف أحياء المدينة. وتوقع المجلس الوطني قيام تلك القوات باقتحام شامل للمدينة, وحمّل النظام والجامعة العربية والمجتمع الدولي مسؤولية ما يحصل للمدنيين خلال الأيام والساعات المقبلة.
ودعا المجلس الوطني جميع المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى التحرك فوراً لتوفير حماية للمدنيين في حمص وباقي أنحاء سوريا.
تزايد المطالب بمنطقة عازلة بسوريا
الجزيرة نت-خاص
في ظل استمرار النظام السوري في قمع المتظاهرين السلميين، أيد أعضاء في الجيش السوري الحر والمجلس الوطني السوري -تحدثوا للجزيرة نت- إقامة منطقة عازلة لحماية المدنيين، بعد ما أصبح هذا مطلبا شعبيا وخرجت مظاهرات ضخمة الأسبوع الماضي للمطالبة به.
وجاءت هذه المطالب بعد أن أعربت تركيا عن استعدادها لإقامة منطقة عازلة منزوعة السلاح داخل الأراضي السورية إذا ما زاد عدد اللاجئين إليها على قدرة استيعابها، بعد أن تجاوزت حصيلة قتلى المظاهرات أربعة آلاف قتيل وفق الأمم المتحدة.
لكن العقيد المنشق عن الجيش السوري رياض الأسعد قال للجزيرة نت من أحد المخيمات الخاصة بالسوريين بمدينة أنطاكيا إن تركيا لا يمكنها القيام بمثل هذه الخطوة بمفردها، وهي بحاجة لغطاء عربي ودولي لإقرارها.
ووفق الأسعد، فإن الجيش السوري الحر سيتمركز في المنطقة العازلة بعد إقرارها للقيام بمهامه في حماية المدنيين.
ويتفق عضو مجلس العلاقات الخارجية للمجلس الوطني السوري خالد خوجة مع الأسعد في أن إقامة منطقة عازلة تحتاج لتحرك من المجتمع الدولي، مشيرا إلى أن المجلس الوطني ينسق مع المجلس العسكري المؤقت الذي شكله الجيش السوري الحر في كافة المسائل لا سيما حماية الشعب السوري.
منطقتان عازلتان
وصرح خوجة للجزيرة نت بأن المجلس الوطني يؤيد إقامة منطقتين عازلتين “في درعا بالجنوب وفي الشمال السوري على الحدود مع تركيا، تشمل المناطق الساحلية على عمق 25 كيلومترا”.
وجدد التأكيد على أن السوريين في حاجة إلى منطقة عازلة “تكون مأوى للمنشقين عن جيش النظام، ويتسنى منها لكتائب الجيش السوري الحر في الداخل والخارج تنظيم نفسها والمحاربة كجيش نظامي لحماية الشعب السوري”.
ورأي أن المنطقة العازلة هي الحل الأمثل، لأنها ستفتح المجال للشعب والجيش السوري الحر بحل الأمور داخليا.
ويختم حديثه بالقول “إذا لم يجد المنشقون عن جيش النظام السوري منطقة تؤويهم، فسيتجهون لتشكيل مجموعات مسلحة تواجه الشبيحة وقوات الأمن في المدن، الأمر الذي سيتحول إلى حرب شوارع، ستؤدي بدورها إلى حرب داخلية، وهذا ما لا يريده المجلس”.
وبدوره يؤكد أبو أيهم، الضابط بالشرطة المنشق عن نظام بشار الأسد، والذي لجأ لتركيا في أغسطس/ آب أن الجيش السوري الحر يستمد قوته من الشعبية الكبيرة التي يحظى بها في صفوف الثوار السوريين. ووصف النظام السوري بالمهزوز وغير القادر على دخول أي حرب.
وقال الضابط “النظام السوري يروج إعلاميا أنه نظام قوي، لكنه في الحقيقة ليس كذلك”.
ووصف أبو أيهم إعلان دمشق عن قبول المبادرة العربية بشروط بأنه لعبة جديدة لكسب الوقت والمماطلة، مؤكدا أن تدهور الوضع الداخلي في سوريا سيجعل للثورة حقا مشروعا للتسلح للدفاع عن نفسها، وفق تعبيره.
مهرجان سينمائي للثورة السورية
طارق عبد الواحد
أطلق ناشطون سوريون مهرجانا سينمائيا افتراضيا على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” حمل اسم “مهرجان سوريا الحرة السينمائي الأول”، وذلك “تكريما لجهود شبابنا الأبطال الذين يعرضون حياتهم للخطر في سبيل تصوير المظاهرات وتوثيق الانتهاكات التي يمارسها النظام.. وإجلالا منا للروح الإبداعية للشعب السوري”، بحسب البيان الذي صدر مترافقا مع إطلاق الفعالية.
وأشار البيان إلى أن المهرجان سيقام تحت شعار “السينما في ساحة الحرية” وأنه يأتي في سياق البدء في رسم ملامح سوريا جديدة حرة وديمقراطية، وليكون بوحي من الثورة السورية بديلا عن مهرجان دمشق السينمائي الذي قامت السلطات السورية في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي بتأجيل دورته الـ19 التي كان من المقرر إقامتها بين 20 و27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وذلك على خلفية الاحتجاجات المندلعة في سوريا.
وقال المنظمون إنهم بدؤوا يستقبلون الأفلام المشاركة التي ستعرض أيام 14 و15 و16 و17 من الشهر الجاري، حيث سيتم التصويت عليها خلال 24 ساعة من قبل المشاهدين بوضع علامة “إعجاب”، وفي اليوم الثامن عشر من شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري سيتم الإعلان عن الأفلام الأربعة التي ستنال أعلى نسبة تصويت، والتي بدورها ستطرح للتصويت مجددا ولمدة 48 ساعة بالطريقة نفسها، وسيتم الإعلان عن الفيلم الفائز في الـ20 من الشهر الجاري.
ويشترط في الأعمال المشاركة أن تتصف بملامح قيمية وإنسانية تتجلى في صور وأشكال فنية بسيطة وصادقة إضافة إلى ملامح فنية تتجلى في التركيز على الصورة وإعطائها حقها في إجلاء الحقائق وإيصال الصوت المخنوق إلى كل أرجاء العالم.
كسر التقاليد
وأكد المنظمون عدم وجود أي من السينمائيين السوريين ضمن فريق الإشراف أو تقييم الأشرطة الفيلمية لأن الفكرة من إطلاق المهرجان “هي كسر التقاليد السينمائية المتمثلة بوجود لجان تحكيم ولجان إشراف”.
ولفتوا إلى أن المهرجان مساهمة “في إعادة تفعيل الحياة الديمقراطية التي كانت تعيشها سوريا حتى مطلع الستينيات والتي تبدلت جذريا بسبب تعميق السياسات الأمنية التي كانت في نهاية المطاف السبب وراء إطلاق مهرجان افتراضي”.
ورأى المخرج السوري هيثم حقي أن الفكرة مقبولة من حيث المبدأ، وأكد أنه يفضل أن تكون “هذه الفعالية بصيغة تظاهرة وليس مهرجانا، إذ إنه من المعروف أن تقام تظاهرات لسينمات معينة”.
وأضاف للجزيرة نت أن “لغة الصور في الانتفاضة السورية وتطورها يستحق دراسة عميقة ويجدر بالباحثين أن يدرسوها كما يدرسون الإبداع الشعبي وتطوره يوما بعد يوم، لا سيما وأن مصوري المظاهرات يعملون تحت ظروف ضاغطة بسبب ملاحقة رجال الأمن لهم”.
وعبر حقي عن دهشته لبساطة التعبير وقدرته على إيصال الرسائل لدى الوسائل الشعبية التي انتهجها المصورون السوريون، منذ صدور صور الجامع العمري في مدينة درعا إلى صورة الطفل حمزة الخطيب التي هزت العالم.
تجدر الإشارة إلى أن “مهرجان دمشق السينمائي” كان قد عقد للمرة الأولى في عام 1956 تحت اسم “المهرجان السينمائي السوري الأول”، وفي العام 1979 عقد تحت اسم “مهرجان دمشق السينمائي الدولي”، وقد تم تأجيل الدورة الأخيرة على أن تتم إقامتها في وقت لاحق وفي انتظار الظرف المناسب.
30 قتيلا برصاص الأمن السوري في مظاهرات جمعة “إضراب الكرامة”
تركيا تطالب الأسد بمعاقبة قتلة المتظاهرين
العربية.نت
أفادت هيئة الثورة السورية أن 30شخصا على الاقل قتلوا اليوم الجمعة في بداية المظاهرات في الجمعة التي أطلق عليها “جمعة إضراب الكرامة”.
وبينت الهيئة أن من بين القتلى امرأتان وطفل وثلاثة ضباط منشقين من الجيش السوري الحر، وان 12 من بين القتلى في مدينة حمص وحدها.
مظاهرات حاشدة
وخرجت مظاهرة حاشدة بمدينة معرة النعمان تطالب بإسقاط النظام وتؤكد التزامها بالإضراب.
كما أفادت لجان التنسيق بأن عشرات من السيارات العسكرية المملوءة بالجنود اقتحمت ريف دمشق استعدادا لقمع المظاهرات.
وفي درعا، أطلقت قوات الأمن النار الكثيف من الحواجز المتمركزة في محيط النعيمة.
أما حمص، فشهدت إطلاق نار بالتزامن مع دخول دبابات إلى شارع الستين وتمركزها في محيط مسجد الإمام النووي.
كما سُمع دوي انفجارات مع إطلاق نار عشوائي في الحي الجنوبي من دير بعلبة.
بالإضافة إلى إطلاق نار متقطع في دمشق وانتشار أمني كثيف وإنشاء حواجز للتفتيش.
فيما خرجت في حلب تظاهرة طلابية من السكن الجامعي وتعرضت لهجوم من قوات الأمن التي اعتدت بالضرب على المتظاهرين.
وكان المجلس الأعلى لقيادة الثورة قد دعا في بيان إلى الالتزام بما سمي إضراب الكرامة.
وكان عدد الأشخاص الذين سقطوا أمس برصاصِ القوات السورية ارتفع إلى عشرين قتيلا وفق لجان التنسيق المحلية.
تركيا تلمح بالتدخل
على صعيد التطورات السياسية، طالب وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الرئيس السوري بمعاقبة قتلة المتظاهرين لإثبات صدقه. وأكد داود أوغلو أن بلاده لا تريد التدخل في شؤون سوريا الداخلية، لكنها لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي إذا تعرض الأمن الإقليمي للخطر.
وقال أوغلو للصحفيين اليوم الجمعة في العاصمة التركية أنقرة، إن تركيا لا تريد التدخل في الشؤون الداخلية لأحد، لكن إذا لاح خطر على الأمن الإقليمي حينها لن يكون بوسعنا أن نقف مكتوفي الأيدي.
وصرح بأن تركيا لديها مسؤولية ولديها السلطة لأن تقول لدمشق كفى إذا عرضت أمن تركيا للخطر بسبب القتال الذي تشنه سوريا على شعبها وإجبار الناس على الفرار من البلاد.
زيباري يتوقع قرب الموافقة على مبادرة الجامعة ورفع العقوبات تجنباً لتدويل أزمة سوريا
كيلو: المعارضة توافق على نظام انتقالي وتعنت النظام سيقود لكارثة
العربية.نت
أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري على أن المبادرة العربية هي الحل الأمثل للأزمة التي تعيشها سوريا، وأعرب عن أمله في حوار حقيقي يقود لتغيير الوضع السوري.
وقال زيباري في مقابلة مع “العربية” اليوم الجمعة، إن المبادرة العربية قطعت مسافات طولة جدا، وأن النقطة الرئيسية هي المتعلقة ببروتوكول لبعثة تقصي حقائق عربية، والمطلوب حاليا هو التنفيذ، لأن استمرار التفاوض والجدل حول الموضوع يعني المزيد من الدماء والآلام.
وبين الوزير أن دور العراق هو مساعدة الجامعة العربية، وأنه يقوم بدور للتقريب أكثر مما هي وساطة، مبينا أن لدى بغداد اتصالات مع المعارضة ومع النظام السوري، وهي تؤيد وشاركت في صياغة مبادرة الجامعة العربية، وهناك جهد خشية خروج الملف من يد الجامعة العربية وتدويله.
وبين زيباري أن لدى بغداد تواصل مع عواصم القرار الدولي ومنها روسيا من خلال رسائل ومبعوثين، موضحا أن كل تلك الأطراف تؤيد تفعيل وتنفيذ المبادرة العربية، ولذا من مصلحة الجميع ودول الجوار أن يجري تطبيق المبادرة، فالوقت ليس في صالح أحد، ومن يراهن على الوقت حساباته خاطئة جدا.
وأوضح الوزير العراقي أنه تلمس قبولا من جانب سوريا للمبادرة مع مراعاة مسألة السيادة السورية، لكن الأهم هو التنفيذ ولا يمكن أن يبقى البروتوكول محلا للتفاوض، مشيرا إلى أن الدكتور نبيل العربي كان واضحا في أنه سيتم رفع العقوبات عند التوقيع على البروتوكول، وربما من الأفضل أن يتم الأمر بشكل متزامن.
ومن جانبه، قال الكاتب السوري المعارض ميشيل كيلو إن المبادرة العربية هي مبادرة قدمتها المعارصة السورية في الداخل، وبالتالي لا تستطيع رفضها، وهي حريصة على تطبيقها كاملة، وليس فقط توقيع بروتوكول المراقبين. وبين أن المعارضة لا تسطيع رفض المبادرة، معربا عن اعتقاده بأنه إذا طبقت المبادرة فعليا بشكل كامل فيجب أن ترفع العقوبات.
وأوضح كيلو أن روسيا قدمت مقترحات لحل الأزمة، كما أن هناك تقارير غير مؤكدة عن مفاوضات روسية-أمريكية لتخطي الأزمة وإخراج الإقليم كله من الأزمة الحالية.
وشدد كيلو على ضرورة أن يقبل النظام بحل، وإلا ستكون النتيجة كارثة للجميع.
وحول الحديث عن تسليح روسيا لسوريا، قال كيلو إن هذا يعني توجه للتدويل، ويعني أن الوضع قد ينفجر لصراع تدويل على سوريا والمنطقة. وأوضح أن الروس يريدون أن تصل الأمور لحل مقبول للجميع.
وجدد كيلو الدعوة لحل مقبول على أن يكون عربيا ويتم عن طريق الجامعة العربية، موضحا أن المعارضة توافق على نظام انتقالي بوجود ضمانات عربية ودولية.
حزب العمال الكردستاني ينفي دعمه للأسد ويؤكد مساندته لثورات الشعوب
قال إنه يتعرض لحملة تستهدف تشويه مواقفه
العربية.نت
نفى حزب العمال الكردستاني اليوم الجمعة ما تناقلته وسائل إعلام من تقارير نسبت فيها لدوائر في تركيا أن زعيم الحزب عبدالله أوجلان، المسجون في تركيا منذ عام 1999، قد بعث برسالة إلى أنصاره يطالب فيها بدعم النظام السوري.
وجاء في تصريح لمجلس الحزب نقلته وكالة أنباء الفرات أنه: “منذ بداية انطلاقة حركتنا وهي تتعرض لحملات مكثّفة ومستمرة من قبل دوائر الحرب الخاصة التي لم توفّر أي جهد أو وسيلة إلا واستعملتها بهدف إضعاف الروح المعنوية لشعبنا وطليعته المناضلة، حيث إن تلك الدوائر تسعى لاستهداف الشعب الكردي وقضيته العادلة من خلال نشر الأكاذيب وتلفيق التهم الباطلة، والترويج لسياسات وأفكار سلبية خطيرة معادية لمصالح الشعوب، ومن آخر تلك الحملات ما تناقلته وسائل إعلام عن موقف عبدالله أوجلان من الثورة السورية، والزعم بأنه أرسل رسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد، وما شابه ذلك”.
وشدّد الحزب على موقفه المناصر للثورات التي تقوم بها الشعوب، قائلاً: “إننا في مجلس حزب العمال الكردستاني وبينما نؤكد وقوفنا إلى جانب ثورات الشعوب وربيعها نعلن أن القائد عبدالله أوجلان يعيش حالة عزلة وتجريد منذ أكثر من أربعة أشهر ونصف، وأنه أفصح عن مواقفه للرأي العام بشكل علني وواضح عن طريق محاميه عبر وسائل الاعلام منذ بداية هذه الأزمة، حيث يعلم الرأي العام وعموم شعبنا ماهية مواقفه المبدئية والمسؤولة، وماهية مكانته وتأثيره ضمن الشعب الكردستاني”.
وأشار مجلس الحزب في تصريحه الشديد اللهجة إلى دوائر الحرب الخاصّة التي تسيّر الشائعات والاتهامات التي تحاول تشويه سمعة الحركة التحررية الكردية كحركة ثورية، تناضل من أجل انتزاع حقوق الشعب الكردي، مناشداً في الوقت نفسه الشعب الكردي الحذر من الحرب النفسية التي تسيّرها تلك الجهات.
وقال: “فما لقاء أوباما-أردوغان الذي تمّ في نيويورك وبدء القصف الجوي المكثّف على قواتنا المرابضة في جبال كردستان، وحملة الاعتقالات السياسية الشاملة التي تمت وما زالت مستمرة في شمال كردستان، بالإضافة إلى منع المحاميين من اللقاء بالقائد أوغلان، وتصريحات المجلس الوطني الذي تأسس في إسطنبول، والتي نعتت حركتنا بالإرهابية عندما نفذت قواتنا عملية عسكرية ضد الجيش التركي، إلى جانب الكثير من الأقاويل والشائعات الرخيصة التي يتم نشرها ضمن صفوف الجماهير، والمحاولات المستمرة الساعية لتشتيت الصف الكردي في غرب كردستان؛ كل هذه التصرفات تشير إلى وجود مركز إدارة وتسويق لهذه الحملة المعادية لشعبنا وقضيته العادلة، لأن حقيقة الصراع أيديولوجي وفكري قبل أن يكون سياسياً، ولهذا كله نناشد عموم شعبنا الحذر من هذه الحرب الخاصة والنفسية التي يتم تسييرها.
الخارجية السورية تؤكد تلقيها رد العربي على رسالة المعلم دون الكشف عن مضمونه
مجلس الوزراء العرب يجتمع غداً في الدوحة لبحث التطورات
العربية.نت
أشار المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي إلى أن الوزارة تسلمت رد الجامعة العربية على الرسالة التي بعث بها وزير الخارجية وليد المعلم بشأن التوقيع على برتوكول بعثة المراقبين إلى سوريا.
وأوضح مقدسي أن رد الجامعة العربية لايزال قيد الدراسة لدى القيادة السورية دون أن يوضح مضمونه.
وستجتمع اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية غدا السبت في العاصمة القطرية الدوحة لبحث الشروط التي وضعتها دمشق بشأن تطبيق المبادرة العربية وفق ما ذكرته تقارير إعلامية.
وسيتناول الاجتماع بالتقييم الرد السوري الذي تضمنته رسالة وزير الخارجية وليد المعلم إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية بشأن التوقيع على بروتوكول بعثة مراقبي الجامعة إلى سوريا.
ومن جانبه، أعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في بغداد أن الحكومة العراقية سُتناقش مع نظيرتها السورية تطبيق المبادرة العربية لوقف العنف في سوريا ، مشيرا إلى أن العراق بإمكانها القيام بدور مسؤول في دعم تنفيذ المبادرة العربية.
فيما قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إنه سيتم إرسال وفد مشترك من الجامعة والعراق إلى دمشق.
كان العربي قد أعلن قبل وصوله الى بغداد أنه بعث برسالة الى وزير الخارجية السوري وليد المعلم أبلغه فيها أن العقوبات الاقتصادية العربية على سوريا مؤقتة وستتوقف بعد توقيع دمشق على بروتوكول مهمةِ بعثة مراقبي الجامعة.
وقال العربي في تصريحات قبيل مغادرته الى بغداد إنه بعث برسالة الى وزير الخارجية السوري وليد المعلم ردا على رسالته التي أعرب فيها عن استعداد سوريا للتوقيع على البروتوكول وفق شروط محددة.
وكان المعلم قد أعرب عن استعداد سوريا للتوقيع على البروتوكول إذا ما تم إلغاء عقوبات مجلس الجامعة بحق سوريا.
وأوضح أن زيارته لبغداد ستتناول قضية العقوبات العربية على سوريا والإعداد للقمة العربية المقبلة.
اعتقال الفنان السوري آل رشي لمشاركته في المظاهرات المناهضة للنظام
ظهر يهتف بإسقاط الأسد في فيديو على الإنترنت
بيروت – محمد زيد مستو
أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا، بأن قوات الأمن اعتقلت الممثل والمخرج السوري محمد آل رشي، عصر أمس الخميس، مضيفة أنه اعتقل أمام زوجته وأولاده من منزله في حي ركن الدين بدمشق.
وبحسب لجان التنسيق، فإن آل رشي مُنع في وقت سابق من السفر لحضور مهرجان دبي السينمائي وطُلب منه مراجعة فرع الأمن العسكري.
ويعتبر الممثل والمخرج محمد آل رشي الكردي الأصل ونجل الفنان السوري الشهير عبد الرحمن آل رشي، من الفنانين الذين عرفوا بمواقفهم الداعية للثورة السورية، وإسقاط النظام السوري الحالي للمطالبة بدولة ديمقراطية.
و في 17 يوليو/حزيران الماضي ظهر آل رشي في فيديو نشره ناشطون على الإنترنت، وهو يهتف بالحرية وسقوط النظام بحشد من الناس، خلال مشاركته بتعزية أهالي الشهداء في حي القابون بدمشق.
وكان لافتا حينها الهتاف الذي أطلقه آل رشي بين الجموع بقوله “عاشت سوريا ويسقط بشار الأسد”، حيث اعتبر أول موقف بهذه القوة يعلنه ممثل سوري.
وسبق للفنان آل رشي أن شارك في المظاهرات التي شهدتها منطقة ركن الدين بدمشق ضمن فعاليات جمعة أسرى الحرية، وذكرت مواقع أنه أمسك بالميكرفون وهتف: كاذب .. كاذب .. كاذب .. الإعلام السوري كاذب”.
انقسام الوسط الفني
وشهد الوسط الفني السوري انقساماً حاداً في المواقف المؤيدة والمعارضة للاحتجاجات التي انطلقت في منتصف مارس/آذار الماضي، وسط أزمة حادة تعيشها الدراما السورية جراء الأحداث الجارية في البلاد.
وناصر حوالي 10% من الفنانين الثورة، فيما اصطف حوالي 10% آخرين مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، في حين فضّل معظم الفنانين السوريين الآخرين الصمت إزاء ما تشهده بلادهم حسب تصريحات سابقة للفنانين السوريين التوأم ملص في لقاء مع “العربية.نت”.
وزير الخارجية النمساوي: النظام السوري فقد كل شرعية وعلى الأسد التنحي
فيينا (9 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
رأى وزير الخارجية ونائب المستشار النمساوي ميشائيل شبندليغر أن “النظام السوري قد فقد كل شرعية مع العنف اللاإنساني الذي يمارسه ضد شعبه” حسب تعبيره
وأوضح رئيس الدبلوماسية في تصريحات أعقبت استقباله رئيس “المجلس الوطني السوري” برهان غليون في فيينا الجمعة أن “الرئيس (السوري بشار) الأسد ومن خلال تصريحاته الأخيرة أثبت مرة أخرى أنه إما أن يكون ساخراً جليدياً أو أنه يعيش في عالم عبثي من الوهم” مشيراً إلى أن “عليه التنحي على الفور وافساح المجال لانتقال سلمي للسلطة” على حد قوله
ورأى نائب المستشار النمساوي أن “الديمقراطية وسيادة القانون يجب أن يكونا الدعامة الجديدة من سورية” و “على هذا الهدف يجب على جميع جماعات المعارضة السورية أن تتوافق” حسب تعبيره
وقال أن غليون والوفد المرافق له من أعضاء اللجنة التنفيذية في “المجلس الوطني السوري” قد أطلعوه على رأيهم في التطورات الجارية في سورية، و”لاسيما أفكارهم المتعلقة بتغيير السلطة في البلاد” وأضاف “نحن نعجب من إصرار السوريات والسوريين، على المطالبة بسورية حرة وديمقراطية على الرغم من استمرار اللجوء الواسع النطاق للقوة من قبل النظام، وأتوقع أن جميع قوى المعارضة تتفق على احترام الحقوق الأساسية للجميع وسيادة القانون وحماية الدينية والعرقية الأقليات في سورية الجديدة” وأردف “إن خطر حرب أهلية ومواجهات بين الطوائف يمكن تجنبه” على حد قوله
وشدد الوزير النمساوي على التزام بلاده بإدانة دمشق في لجنة حقوق الإنسان والجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان في جنيف، وأشار إلى عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد دمشق، وأضاف “إن الاتحاد الاوروبي لا يقف وحيداً، فنحن نؤيد الجهود التي تبذلها جامعة الدول العربية لحمل نظام الأسد على التراجع.،وأنا أتوقع أيضا ردا واضحا من المجتمع الدولي، ومجلس الامن الدولي بشكل عاجل” حسب تعبيره
سورية: قتلى في مظاهرات جديدة بعدد من المدن
قال ناشطون وشهود سوريون الجمعة ان عددا من القتلى سقطوا خلال المظاهرات والاحتجاجات التي شهدتها عدة مدن سورية في الجمعة، التي عرفت باسم “جمعة اضراب الكرامة”.
ونقل مراسل بي بي سي في دمشق عساف عبود عن هؤلاء قولهم ان اربعة قتلى سقطوا في احياء مدينة حمص التي تشهد اطلاق نار واشتباكات وسط معلومات عن عملية امنية واسعة تطال المدينة.
واضاف ان اربعة قتلى سقطوا في ادلب وريفها، التي شهدت اشتباكات واطلاق نار في بنش وكفرنبل، كما قتل خمسة في درعا وريفها سقطوا في الصنمين وطفس بينهم امرأة.
واوضح ان بلدة دوما في ريف دمشق والحسكة شمالي سورية شهدا اطلاق نار، كما اعتقل الممثل محمد آل رشي من قبل السلطات الحكومية.
الا ان الرواية الحكومية تحدثت عن مقتل امرأة في طفس واصابة خمسة من عناصر الامن الى جانب اربعة مدنيين في الصنمين بدرعا، كما اصابت عبوة ثلاثة من افراد الامن في اللاذقية.
وقالت المصادر الرسمية ان مظاهرات مؤيدة للنظام خرجت في دمشق وطرطوس والسويداء والحسكة وريف حمص.
وكان المرصد السوري لحقوق الانسان ذكر ان القوات الحكومية فتحت النار على متظاهرين سوريين في مدينة حمص.
كما قال مراسلنا ان احياء من حمص، مثل دير بعلبة والخالدية وباب الدريب، شهدت مظاهرات.
واضاف ان قامشلي، والقورية في دير الزور، ونصيب في ريف درعا، ورنكوس في ريف دمشق، وبنش في ادلب، شهدت هي الاخرى مظاهرات.
وتأتي هذه التطورات بعد يوم من اعلان دمشق انها تدرس حاليا رد الجامعة العربية على تعديلات طلبت دمشق إدخالها على مبادرة الجامعة لحل الأزمة الراهنة هناك، وكذلك بروتوكول لنشر مراقبين في البلاد.
وقال المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي إن “رد الأمين العام للجامعة العربية قيد الدراسة لدى القيادة السورية”.
وقد اكد نبيل العربي الامين العام لجامعة الدول العربية الخميس أن على دمشق التوقيع على قبولها مبادرة الجامعة العربية باسرع وقت اذا كانت ترغب برفع العقوبات الاقتصادية التي تبنتها دول الجامعة العربية ضدها.
ومن المقرر أن تجتمع اللجنة الوزراية للجامعة العربية في الدوحة السبت لاتخاذ موقف بشأن الرد السوري.
وقد صوتت الجامعة العربية في السابع والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني على فرض عقوبات اقتصادية ضد سورية بعد ان رفض الرئيس بشار الاسد مبادرة للجامعة تهدف إلى وقف حملة عنف لقمع الانتفاضة.
كما أشار العربي إلى أن زيارته الاخيرة للعراق هدفت الى البحث في امكانية ان استثمار الحكومة العراقية علاقتها الجيدة مع سورية لدعم وانجاح مبادرة الجامعة العربية.
وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد اعلن قبل ايام ان بغداد مستعدة للوساطة بين المعارضة والحكومة السورية.
المزيد من بي بي سيBBC © 2011
سورية: العربي يشترط توقيع دمشق على المبادرة لرفع العقوبات ووساطة عراقية
العربي قال إن زيارته لبغداد تهدف إلى الاستعانة بوساطة عراقية لحل الأزمة السورية
أعلنت سورية أنها تدرس حاليا رد الجامعة العربية على تعديلات طلبت دمشق إدخالها على مبادرة الجامعة لحل الأزمة الراهنة هناك، وكذلك بروتوكول لنشر مراقبين في البلاد.
وقال المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي إن “رد الأمين العام للجامعة العربية قيد الدراسة لدى القيادة السورية”.
وكان نبيل العربي الامين العام لجامعة الدول العربية قد أكد الخميس أنه على سورية ان توقع بقبول مبادرة الجامعة العربية باسرع وقت ممكن اذا كانت ترغب برفع العقوبات الاقتصادية التي اتخذتها الجامعة العربية ضدها في وقت سابق.
وقال العربي في مؤتمر صحفي عقده مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في مقر وزارة الخارجية العراقية في بغداد إن “سورية ارسلت ما يشير إلى قبولها المبادرة من حيث المبدأ لكنها اشترطت الغاء جميع العقوبات الاقتصادية التي كانت الجامعة قد اصدرتها ضدها”.
ولم يفصح العربي فيما اذا كانت الجامعة تضع موعدا نهائيا لتسلم الرد السوري بشكل رسمي لكنه قال اذا كان السوريون يسعون الى رفع العقوبات عنهم عليهم قبول المبادرة “باسرع وقت ممكن”.
ومن المقرر أن تجتمع اللجنة الوزراية للجامعة العربية في الدوحة السبت لاتخاذ موقف بشأن الرد السوري.
وكانت الجامعة العربية قد صوتت يوم 27 نوفمبر / تشرين الثاني الماضي بفرض عقوبات اقتصادية ضد سورية بعد ان رفض الرئيس بشار الاسد مبادرة للجامعة تهدف إلى وقف حملة عنف لقمع الانتفاضة المناهضة لحكمه.
وساطة عراقية
في الوقت ذاته، أشار العربي إلى أن زيارته للعراق هي للبحث في امكانية ان تقوم الحكومة العراقية باستثمار علاقتها مع سورية لدعم وانجاح مبادرة الجامعة العربية.
وكان رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي اعلن قبل ايام ان العراق مستعد للوساطة بين المعارضة والحكومة السورية.
واعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن الحكومة العراقية ستناقش مع نظيرتها السورية تطبيق المبادرة العربية.
وقال زيباري إن “الحكومة العراقية ستقوم ببذل جهودها مع الحكومة السورية في سبيل تذليل العقوبات امام هذه المبادرة النبيلة”، حسب تعبيره.
من جهته ذكر العربي ان “الحكومة العراقية تفضلت وقالت لنا انها ستقوم باتصالات مع الحكومة السورية من اجل الانتهاء من هذا الامر”، مشيرا الى ان العراق يملك “ثقلا وقدرة على الاقناع”.
عصيان مدني
من ناحية أخرى دعا ناشطون معارضون الخميس إلى حملة عصيان مدني لزيادة الضغط على نظام الرئيس الأسد كما دعو إلى خروج مظاهرات حاشدة الجمعة تحت شعار “جمعة اضراب الكرامة”.
ووجه ناشطون دعوة على مواقع التواصل الاجتماعي إلى تنظيم إضراب عام يوم الأحد في سياق “حملة عصيان مدني”.
وقال بيان للناشطين “ندعو الموظفين والعمال في كافة مؤسسات الدولة داخل سورية وخارجها إلى الاضراب”.
يأتي هذا فيما ذكرت تقارير أن مظاهرات مناهضة للحكومة خرجت مساء الخميس في ريف حلب وريف دمشق وريف درعا وحمص ودير الزور وريف ادلب وعامودا.
قتلى
على صعيد آخر، أعلن ناشطون سوريون مقتل عشرة مدنيين على الاقل في حمص برصاص قوات الامن وقناصة وقصف مدفعي.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ثمانية أشخاص آخرين قتلوا “في اطلاق نار عشوائي من قبل قوات الأمن في الحولة” في محافظة حمص.
وفي محافظة ادلب أصيب طفل في العاشرة من العمر بعد أن فتحت قوات الأمن النار أمام مخبز في معرة النعمان حيث جرت مظاهرة طلابية للمطالبة برحيل الاسد.
في غضون ذلك وقع انفجار في خط للانابيب ينقل النفط من شرق سورية إلى مصفاة هامة في حمص الخميس.
وذكرت الوكالة السورية للأنباء إن “جماعة ارهابية مسلحة هاجمت قطاعا من خط الانابيب ينقل النفط الخام مباشرة الى بانياس على ساحل البحر المتوسط”.
وأضافت الوكالة أن الجهات المختصة “سارعت الى اطفاء النيران بالتعاون مع الجهات المعنية بالمحافظة حيث تم ايقاف الضخ في هذا الخط فور حدوث الاعتداء وتحويله الى خطوط بديلة دون أن يكون هناك أي تأثير على العملية الانتاجية ونقل النفط المنتج”.
وفي المقابل اتهمت المعارضة القوات السورية بأنها قصفت خط الأنابيب ما أدى إلى انفجاره.
المزيد من بي بي سيBBC © 2011
وزير الخارجية التركي: لن نقف مكتوفي الأيدي إذا هددت سورية الأمن الاقليمي
اوغلو: ان لدى تركيا “المسؤولية” و”السلطة” لان تقول لدمشق “كفى”
قال وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو إن بلاده لا ترغب في التدخل في الشأن الداخلي السوري الا انها لن تقف ساكنة إذا تعرض الامن الاقليمي في المنطقة الى الخطر.
وقال أوغلو للصحفيين في العاصمة التركية انقرة “ليس لدى تركيا اي رغبة للتدخل في الشأن الداخلي لأي احد، ولكن اذا زادت المخاطر على الأمن الاقليمي فانها لن تقف موقف المتفرج”.
واضاف اوغلو إن لدى تركيا “المسؤولية” و”السلطة” لان تقول لدمشق “كفى” إذا عرضت أمن تركيا الى الخطر بسبب قتالها لشعبها واجبار الناس فيها على الهرب الى الخارج.
من جانبه قال وزير التجارة والجمارك التركي حياتي يازيجي الجمعة إن قرار تعليق أنقرة لاتفاقية التجارة الحرة بين سورية وتركيا، والتي سبق لسورية ان علقتها من جانبها، قد وضع أمام وزراء الحكومة التركية للتوقيع عليها.
واضاف انه في حال توقيع أغلبية الوزراء فإن الاتفاقية ستعلق أيضا من قبل الحكومة التركية أيضا.
وذكر مراسل بي بي سي في تركيا عبد الناصر سنكي إن السلطات السورية اغلقت معبرين رئيسين من المعابر الحدودية بين سورية وتركيا.
واوضح إن القرار شمل معبري نصيبين في محافظة ماردين وآقتشا قلعة في محافظة شانلي أورفا، فيما لا يزال المعبران الآخران مفتوحين حتى الان وهما: جيلفا غوزي في محافظة هاطاي وأونجو بينار في محافظة كيليس.
وتمثل هذه المعابر الأربعة الممرات الرئيسة للتجارة بين البلدين الجارين التي تعبر منها الشاحنات المحملة بالبضائع التجارية، كما ان هناك عددا آخر من المعابر الثانوية لم يعلن عن اغلاقها بعد.
وتأتي الخطوة السورية بإغلاق المعبرين في سياق الرد على العقوبات التي أعلنتها أنقرة ضد دمشق في الأيام الماضية.
المزيد من بي بي سيBBC © 2011
المعارضة السورية تريد من المنشقين وقف الهجمات على الجيش
فيينا (رويترز) – قال زعيم المعارضة الرئيسية في سوريا انه طلب من المنشقين العسكريين ان يقصروا عملياتهم على الدفاع عن المحتجين المناهضين للحكومة لكنه ابدى خشيته من الا يكون لديه النفوذ الكافي لمنع وقوع حرب اهلية.
وقال برهان غليون زعيم المجلس الوطني السوري انه حث قائد الجيش السوري الحر الذي ينضوي تحت لوائه المتمردون المسلحون على وقف العمليات بعد ان شنوا سلسلة هجمات على القوات الموالية للرئيس بشار الاسد.
وقال غليون في مقابلة اجرتها معه رويترز في وقت متأخر يوم الخميس”نشعر بالقلق من الانزلاق نحو حرب اهلية تضع الجيش الحر والجيش الرسمي في مواجهة كل منهما للاخر.”
واضاف “نريد تفادي نشوب حرب اهلية باي ثمن.”
وفي الشهر الماضي هاجم منشقون عن الجيش قوات الامن ودمروا جزءا من قافلة مدرعة وفتحو النار على مركز للمخابرات على اطراف دمشق وقتلوا ستة طيارين في قاعدة للقوات الجوية.
وقال غليون انه طلب من قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الاسعد ان “يقصر انشطته على حماية المتظاهرين…وألا يشن مطلقا هجمات او عمليات ضد قوات الجيش السوري.”
وقال غليون ان الاسعد وافق على ذلك لكنه اصر على ان ما يقوم به الجيش السوري الحر هي “عمليات دفاعية”.
وأضاف غليون “امل ان يفي بوعده وان من الضروري لنجاح ثورتنا الحفاظ على طبيعتها السلمية وهو ما يعني القيام بمظاهرات شعبية.” وتابع “لا نريد التحول الى ميليشيات تحارب ضد الجيش.”
وتقول الامم المتحدة ان 4000 شخص على الاقل قتلوا في الحملة التي يشنها الاسد ضد المحتجين الذين شجعتهم انتفاضات في تونس ومصر وليبيا. وتنحي السلطات السورية باللوم في العنف على جماعات مسلحة وتقول ان 1100 من الجنود والشرطة قتلوا منذ اندلاع المظاهرات في مارس اذار.
ويزور غليون فيينا لحشد التأييد لمجلسه المعارض الذي يضم 260 عضوا وتشكل في اسطنبول قبل ثلاثة اشهر.
وقال ان التدخل الاجنبي في سوريا قد يكون حتميا اذا استمرت اراقة الدماء لكنه اوضح ان الاسد سيتحمل المسؤولية اذا حدث ذلك.
وقال “تقع على النظام الحالي مسؤولية تجنب وقوع حرب اهلية وتعني وقوف جيش ضد جيش وتدخل عسكري يريد الجميع تجنبه.”
ومضى يقول “اعتقد ان مسألة (التدخل) ليست متروكة لنا لنطلبها لكنها ستحدث من تلقاء نفسها على اية حال. اذا واصل… النظام قتل المئات يوميا فلن يستطيع المجتمع الدولي ان يقف ساكنا ولا يفعل شيئا.”
وتحدث غليون امام نحو 500 من انصاره في فيينا يوم الخميس. وأكد غليون الذي كان محاطا بحراس على اهمية وحدة المعارضة والمظاهرات السلمية.
ويرأس استاذ الجامعة مجلس المعارضة الرئيسي ولكن ليس واضحا مدى النفوذ الذي لديه على المحتجين داخل البلاد او الدور الذي سيقوم به في سوريا اذا اطيح بالاسد.
وسئل عما سيفعله لمعالجة مخاوف الاقلية من المسيحيين والعلويين والاكراد في سوريا بعد الاسد فقال غليون ان الشعب السوري موحد وان على اي حكومة مستقبلية ان تحافظ على المساواة في الدولة التي اغلبها من السنة.
وقال “بعد التوترات التي جلبها النظام للشعب فان هناك حاجة لتعزيز المشاعر الوطنية من خلال وضع خطة لدولة ديمقراطية علمانية تحترم جميع مواطنيها وتجرم جميع اشكال التمييز العرقي او السياسي او الديني.”
وقال غليون انه يعتقد ان نظام الاسد سيسقط ولكن من المستحيل التكهن بموعد حدوث ذلك. وقال “لا أحد يستطيع ان يقول (متى). اعتقد انه فقد شرعيته تماما كرئيس.”
وأضاف “امل ان يتخلى عن السلطة بنفسه.”
سوريا: 32 قتيلاً والمجلس الوطني يحذر من مجزرة تعد لحمص
دمشق، سوريا (CNN) — تواصلت المظاهرات في جمعة جديدة بسوريا، تحت شعار جديد لهذا الأسبوع هو “إضراب الكرامة،” وأعلنت المعارضة سقوط ما لا يقل عن 32 قتيلاً حتى الساعة، بينما حذر “المجلس الوطني السوري” من ما قال إنها “مجزرة” يعتزم النظام ارتكابها بحمص، أما الرئيس بشار الأسد فكان في دمشق يواصل استقبال وفود داعمة لها.
وأشارت صفحات المعارضة السورية إلى وقوع مظاهرات في الكثير من المدن والبلدات السورية، على رأسها حمص وحماة ودير الزور وإدلب واللاذقية والحسكة وأحياء في دمشق وريفها.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن قوات الأمن أطلق النار على المظاهرات في عدة مناطق، ما أدى إلى سقوط 32 قتيلاً، بينهم سبعة أطفال وسيدتان وأربعة من الجنود المنشقّين. ويتوزع القتلى على حمص، التي سقط فيها 18 شخصاً، إلى جانب خمسة في إدلب وأربعة في حماة، علاوة على قتيلين في درعا وقتل في كل من دوما والضمير وسقبا بريف دمشق.
من جانبه أصدر المجلس الوطني السوري المعارض بياناً حذر فيه مما قالها إنها “نية النظام ارتكاب مجزرة في حمص.”
وقال المجلس في بيان له إن الدلائل الواردة عبر التقارير الإخبارية المتوالية والفيديوهات المصورة والمعلومات المستقاة من الناشطين على الأرض في مدينة حمص “تشير إلى أن النظام يمهد لارتكاب مجزرة جماعية بهدف إخماد جذوة الثورة في المدينة و ‘تأديب’ باقي المدن السورية المنتفضة من خلالها.”
وأضاف البيان: “يسوق النظام تبريرا لجريمته المحتملة هذه أحداث عنف طائفي عمل جاهدا على إشعال فتيلها بكافة الأساليب القذرة التي تضمنت حرق المساجد وقصفها وقتل الشباب والتنكيل بهم واختطاف النساء والأطفال. كما عمد اليوم في خطوة ذات دلالة الى حرق أنابيب النفط في حي بابا عمرو ليلصق التهمة بما يسميه ‘العصابات المسلحة’ في محاولة من جانبه لسحق المنتفضين السلميين بحجة الحرب على الإرهاب.”
واتهم البيان النظام السوري بحشد الآلاف من الجنود والكثير من الآليات العسكرية الثقيلة، محملاً دمشق وجامعة الدول العربية والنظام الدولي مسؤولية ما قد يحصل للمدنيين خلال الأيام أو الساعات القادمة و”تبعات ذلك على المنطقة ككل في المستقبل القريب.”
بالمقابل، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية إن خمسة من عناصر الأمن وأربعة مدنيين “أصيبوا إثر إطلاق نار عليهم من قبل مجموعة مسلحة قرب كراج الانطلاق بمدينة الصنمين،” كما أشارت إلى مقتل فتاة في طفس وجرح خمسة من عناصر الأمن بإطلاق النار عليهم.
كما أبلغت الوكالة عن مجموعة من التطورات الأمنية، بينها تفجير وتفكيك عبوات في دوما وحماة، وانفجار عبوة في اللاذقية وأصبع ديناميت في البوكمال، مضيفة أن “الجهات المختصة في محافظة إدلب تمكنت من تحرير العميد عوض ابو نقطة مدير منطقة معرة النعمان بعد يوم من اختطافه على يد مجموعة إرهابية مسلحة.”
يشار إلى أن CNN لا يمكنها تأكيد صحة هذه المعلومات بشكل مستقل، نظراً لرفض سوريا السماح لوسائل الإعلام بالعمل على أراضيها.
وفي دمشق، نقلت وكالة الأنباء السورية أيضاً أن الرئيس بشار الأسد استقبل وفداً من رجال الدين من طائفة الموحدين الدروز في لبنان، مضيفة أن الأسد “أعرب عن تقديره الكبير لأعضاء الوفد لموقفهم الوطني الكبير المنطلق من الحرص على علاقات الأخوة والتعاون بين سوريا ولبنان ورفضهم للمؤامرات ومحاولات التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لسورية ولبنان.”
واعتبر الأسد أن سوريا “قوية بشعبها وبدعم ومحبة الشعوب الشقيقة والصديقة مؤكداً أنها قادرة على تجاوز ما تمر به وأنها لن تتخلى عن مواقفها ومبادئها وسيادتها مهما كانت الضغوطات،” على حد تعبيره.
صحف دولية: انقسام المعارضة يؤخر الإطاحة بالأسد
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– ما يزال عدد من الصحف الدولية يركز على الأوضاع في المنطقة وعلى رأسها سوريا، والتي قالت صحف إن انقسام المعارضة السورية الداخلية والخارجية، يعرقل جهود الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
نيويورك تايمز
وتحت عنوان “الانقسامات تعيق جهود الإطاحة بالرئيس السوري،” قالت صحيفة نيويوك تايمز “حتى مع تكثيف حكومة الرئيس بشار الأسد حملتها داخل سوريا، فما تزال الخلافات حول التكتيك والاستراتيجية تولد انقسامات خطيرة بين فصائل المعارضة السياسية والمسلحة، ما أدى إضعاف النضال ضد الأسد.”
وأضافت الصحيفة “الجنود والناشطون المقربون من الجيش السوري الحر، الذي يشرف على الهجمات عبر الحدود من داخل مخيم للاجئين في تركيا، يقولون إن التوتر تصاعد مع المجلس الوطني السوري، عبر إصرار الأخير على أن واجب جيش المنشقين يقتصر على الاجراءات الدفاعية.”
ونقلت الصحيفة عن عبد الستار مكسور، الذي ساعد في تنسيق شبكة إمدادات الجيش السوري الحر، قوله “نحن لا نحب استراتيجيتهم (المجلس الوطني).. إنهم مجرد أشخاص مهتمين بكلام السياسة، في حين أن نظام الأسد ذبح شعبنا.. نحن نؤيد عملاً عسكرياً أكثر هجومية.”
ومضت الصحيفة تقول إن “هذا التوتر يوضح ما برز كواحد من ملامح الثورة الممتدة منذ تسعة أشهر ضد حكومة الأسد، وهو فشل المعارضة في سوريا في تقديم جبهة متضافرة، فالمعارضة في المنفى تعج بالانقسامات حول الشخصيات والمبدأ، بينما برز الجيش الحر، الذي شكله المنشقون عن الجيش السوري، كقوة جديدة.”
غارديان
وفي شأن آخر، نشرت صحيفة غارديان البريطانية مقابلة مع اليستير برت الوزير في وزارة الخارجية البريطانية، قال فيها إن التحقيق سيعاد فتحه في قضية تفجير الطائرة الأمريكية فوق لوكيربي باسكتلندا وقضية مقتل الشرطية البريطانية يفون فليتشر امام السفارة الليبية في لندن.”
وتقول الصحيفة إن المتهم الذي برئ في قضية لوكيربي عام 2000 الأمين خليفة فحيمة قد تعاد محاكمته، بينما ستسمح السلطات الليبية للشرطة البريطانية بالتحقيق داخل ليبيا في مقتل الشرطية فليتشر عام 1984.
ورأت الصحيفة أن “السلطات الانتقالية في ليبيا اعطت اشارات متناقضة بشأن اعادة التحقيق عبر تصريحات متضاربة للمجلس الوطني الانتقالي،” إلا أن برت قال إن وزير الداخلية الجديد في الحكومة الليبية فوزي عبد العال وافق على عودة المحققين البريطانيين الى ليبيا.”
فايننشيال تايمز
وتحدثت الصحيفة البريطانية عن سحب بساط الديمقراطية المميز من تحت إسرائيل، بعد أن برزت ديمقراطيات أخرى في المنطقة، في وقت كانت فيه الدولة العبرية تعتبر الديمقراطية الحقيقية الوحيدة في المنطقة.
وقالت الصحيفة إن ذلك التميز تراجع بعد التحولات الديمقراطية التي تشهدها دول الربيع العربي. فقد انتخب التونسيون بحرية مجلسا تأسيسيا وينتخب المصريون برلمانا، ورغم عثرات خطوات البداية إلا الحكومات المنتخبة ديمقراطيا قادمة إلى المنطقة، ما يلغي الميزة الإسرائيلية.
ورأت الصحيفة أن إسرائيل نفسها شهدت تراجعا في المظاهر الديمقراطية، بعد إقرار مجموعة من القوانين التي تستهدف قمع المعارضة وإضعاف حقوق الأقليات والحد من حرية التعبير، بالإضافة إلى مشروعات قوانين تطعن باستقلال المحكمة العليا وتزيد من النفوذ السياسي عليها.