أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس، 22 كانون الأول 2011

سورية: تصعيد القتل يستنزف الحل العربي

نيويورك – راغدة درغام؛ واشنطن – جويس كرم؛ الدوحة – محمد المكي احمد؛ القاهرة – محمد الشاذلي؛ بيروت، نيقوسيا – «الحياة»، اب، ا ف ب

ينتظر ان يصل اليوم الى دمشق وفد من مجموعة المراقبين الذين وافقت الحكومة السورية على عملهم على اراضيها بموجب البروتوكول الذي وقعته مع الجامعة العربية. ويرأس الوفد الذي يعتبر مقدمة لبعثة المراقبين السفير سمير سيف العزل ويضم الوفد السفير وجيه حنفي ونحو 20 من كبار موظفي الامانة العامة للجامعة للتباحث مع المسؤولين السوريين في خطوات تنفيذ البروتوكول وترتيبات نشر المراقبين العرب.

ويأتي وصول الوفد العربي فيما تسيطر على الوضع الميداني في سورية اخبار عمليات القتل والمجازر التي وقعت في اليومين الماضيين في منطقة جبل الزاوية بمحافظة ادلب. ويرى مراقبون ان من شأن هذه العمليات ان تستنزف الحل العربي عشية وصول المراقبين. وقال ناشطون ان قوات الامن السورية قتلت خلال هذين اليومين اكثر من مئتي شخص، فيما اعتبر اسوأ الاعمال الدموية التي ترتكبها هذه القوات منذ بدء الانتفاضة. واستهدفت العملية الامنية قرية كفرعويد التي يحاصرها الجيش منذ السبت الماضي وبعدما لجأ سكانها الى الاحتماء في احد الوديان، قامت القوات الامنية بمحاصرتهم وقصفهم بقذائف المدفعية والدبابات والقنابل والرشاشات. وقدر عدد الذين قتلوا باكثر من مئة شخص. ووصف رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان ما حصل في هذه القرية بـ «المجزرة». وتبعد كفرعويد حوالى 50 كيلومتراً عن الحدود التركية وتمتد في منطقة جبلية في جبل الزاوية التي شهدت مواجهات بين الامن وجنود منشقين لمدى اسابيع.

وقال احد السكان الذي تم الاتصال به بالهاتف ان بعض القنابل التي استخدمت في قصف المدنيين كانت محشوة بالمسامير لزيادة الاصابات بين المحاصرين. ويعتقد ناشطون بان النظام السوري يحاول اخماد الاحتجاجات في المناطق المشتعلة بكل ما يستطيع قبل وصول المراقبين العرب.

من جهة اخرى اعلنت السفارة الايرانية في دمشق عن خطف خمسة فنيين ايرانيين قالت انهم يعملون في محطة للكهرباء في حمص على يد مجموعة مجهولة. وطالبت باطلاق سراحهم.

وفي ردود الفعل على ما جرى في جبل الزاوية طالب الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي الحكومة السورية بتنفيذ تعهداتها بموجب خطة العمل العربية وتحمل مسؤولياتها في توفير الحماية للمدنيين. وعبر عن قلقه الشديد من تواتر الأنباء عن تصاعد العنف في العديد من المدن السورية وبخاصة في أنحاء مختلفة من محافظات ادلب وحمص ودرعا ودير الزور.

ويلتقي العربي بعد ظهر اليوم رئيس بعثة المراقبين الفريق الركن محمد مصطفى الدابي للبحث في المسائل اللوجستية. وينتظر ان يتوجه الدابي الى سورية يوم الأحد المقبل على رأس وفد سيضم 30 شخصية عربية من الخبراء في المجال العسكري وحقوق الانسان والشؤون السياسية لينضم الى وفد المقدمة فيما يتوجه وفد أوسع من مئة شخصية إلى دمشق خلال أسبوعين.

وقال الدابي لـ «الحياة» إن «مهمتنا انسانية، ولمصلحة الشعب السوري في المقام الأول، ويهمنا الشعب السوري بقطاعاته كافة سواء الرسمية أو الشعبية، وسنسعى ونسأل الله أن يوفقنا في المحافظة على أرواح (أبناء) هذا الشعب وممتلكاته للوصول الى الاستقرار المنشود». وشدد على أن مهمة بعثة المراقبين «ليست قتالية ولا توجيهية بل انسانية، وهي مهمة مراقبة ورفع تقارير» الى الجامعة، وقال إن معظم إن لم يكن كل الدول العربية ستشارك في بعثة المراقبين.

في غضون ذلك طالب «المجلس الوطني» السوري مجلس الامن بعقد جلسة طارئة لوقف «المجازر المروعة التي يرتكبها النظام» في مناطق عدة من البلاد واعلانها «مناطق آمنة» وإرغام قوات الامن على الانسحاب منها وإرسال بعثات من المنظمات الحقوقية الدولية للإطلاع على حقيقة الاوضاع على الارض وتوفير الحاجات الانسانية العاجلة. ودعا السوريين والعرب في الخارج الى تنظيم تظاهرات حاشدة، «استنكارا للمجازر» التي اتهم النظام السوري بارتكابها في مناطق سورية عدة.

وفي واشنطن أكد البيت الأبيض في بيان شديد اللهجة أن «مغادرة بشار الأسد السلطة» هي «السبيل الوحيد لاحداث التغيير الذي يتطلع اليه الشعب السوري»، واعتبر أن نظام الأسد «انتهك التزامه» للجامعة العربية من خلال أعمال العنف وعدم سحب قواته من المدن. ولوح البيان بخطوات للمجتمع الدولي في حال عدم تطبيق دمشق المبادرة العربية «بالكامل.»

وفي بيان صادر عن الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني، شددت واشنطن على تمسكها بمغادرة الأسد السلطة، وأبدت قلقها حيال أعمال القتل التي تطاول «المدنيين والمنشقين من الجيش» و»تدمير المنازل والدكاكين واعتقال المتظاهرين». واعتبر البيان أن «نظام الأسد لا يستحق حكم سورية وأنه حان الوقت لوقف القتل… وتطبيق جميع بنود اتفاق الجامعة العربية». وأشار الى أن نظام الأسد يواجه «عزلة متنامية وأن العقوبات تخنق موارده».

وتوجه البيان الى الذين ما زالوا يؤيدون النظام السوري بأنه «اذا لم يتم تطبيق مبادرة الجامعة العربية بالكامل فان المجتمع الدولي سيأخذ خطوات اضافية». وختم بالاشارة الى أن «على بشار الأسد ألا يكون لديه أدنى شك بأن العالم يراقب، وأنه لا المجتمع الدولي ولا الشعب السوري يقبلون بشرعيته».

وفي نيويورك توقعت مصادر غربية في مجلس الأمن أن تتسلم نسخة معدلة من مشروع القرار الروسي المتعلق بسورية لكنها استبعدت التصويت عليه قريباً ما لم تضغط الدول العربية في اتجاه استصدار قرار باعتبارها «في موقع القيادة» من وجهة النظر الغربية. ودعت ألمانيا أمس المجلس الى مناقشة الوضع في سورية مبدية تذمراً قوياً من «تلكؤ روسيا في المضي في المداولات المتعلقة بمشروع القرار». وأضافت المصادر أن الأمانة العامة للأمم المتحدة بعثت بعض الخبراء الى القاهرة لمساعدة جامعة الدول العربية في إنشاء بعثة المراقبين علماً أن الجامعة «غير معتادة» على القيام بمثل هذه المهمة «وبالتالي تبدو غير جاهزة من الناحية اللوجستية، كما من ناحية قواعد ومرجعيات المراقبين».

أردوغان وأوغلو يبحثان مع الحريري الأزمة السورية: تركيا تطلب «وقف المجازر فوراً» وتراقب تنفيذ المبادرة

بيروت – «الحياة»

تزايدت مظاهر انعكاسات الأزمة السورية على الوضع اللبناني، فارتفع عدد الجرحى السوريين الذين نقلوا الى مستشفيات في الشمال من مناطق قريبة من الحدود اللبنانية – السورية بعد تصاعد قصف مدينة حمص والمناطق المحيطة بها، بينما لقيت تصريحات وزير الدفاع اللبناني فايز غصن عن حصول عمليات تهريب سلاح الى سورية عبر الحدود من بلدة عرسال اللبنانية البقاعية وعن تسلل عناصر من «القاعدة» إليها بحجة المعارضة السورية، ردود فعل مستنكرة من نواب وقياديين في المعارضة.

وفيما طالب المخاتير والمجلس البلدي في البلدة بنشر الجيش اللبناني على الحدود مع سورية لمنع الخروق المتكررة لهذه الحدود، واستنكروا اتهام البلدة باحتضان عناصر من «القاعدة»، قال النائب جمال الجراح إن هناك «جهة ما تابعة لنظام (الرئيس بشار) الأسد تحاول زج الجيش اللبناني في مواجهة مع أهالي عرسال».

وقالت مصادر رسمية لـ «الحياة» إن تداعيات التصعيد في سورية خلال الأيام الثلاثة الماضية والقصف على حمص وما يجري في المناطق المحيطة بها، أسفرت عن ارتفاع عدد الجرحى السوريين في المستشفيات اللبنانية شمال لبنان الى نحو 100 جريح، وارتفاع عدد النازحين الذين أمكن رصد انتقالهم الى لبنان من 3700 الى حوالى 6 آلاف، هذا عدا عن بعض الجرحى والنازحين الى البقاع، الذين يتعذر تعدادهم لانتقالهم الى منازل أقارب يعملون في البقاع أو الى منازل عائلات لبنانية.

وفيما نقل عن وسائل إعلام سورية (تلفزيون الإخبارية السورية) قولها إن اشتباكات حصلت على الحدود مع لبنان نتيجة محاولات متكررة لمسلحين لدخولها، نفت مصادر أمنية لبنانية في البقاع ذلك، وأكدت مصادر أخرى في بيروت أنها لم تتلق تقارير عن حصول صدامات قرب الحدود، ما دفع هذه المصادر الى التساؤل عن الهدف من نشر أخبار كهذه «وإذا كانت تمهّد لحدث أمني ما على الأرض اللبنانية».

وكان التأزم في سورية والوضع اللبناني حاضرَين في محادثات أجراها أمس رئيس الحكومة اللبناني السابق سعد الحريري في تركيا مع رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية أحمد داود أوغلو، الذي قال إن «الآن هو الوقت الملائم للشعب السوري لتحقيق أهدافه في الديموقراطية والشفافية»، مؤكداً أن «تركيا ستبذل أقصى جهودها لإنجاح المبادرة العربية وسنراقب تنفيذها»، آملاً في أن «تتوقف فورا المجازر» التي حصلت بعد توقيع بروتوكول التعاون بين دمشق والجامعة، وأكد أن «تركيا ستكون بتصرف الجامعة».

ولاحظ الحريري في تصريحاته «تزامن التوقيع على المبادرة مع تسريع آلة القتل»، معتبراً أن «المراقبين سيراقبون وقف القتل والعنف وإطلاق المعتقلين»، مكرراً ما قاله وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل بأن التوقيع ليس محصوراً بالمراقبين بل يشمل كل بنود المبادرة، وقال: «لكننا لا نرى خطوات إيجابية». وأوضح أنه بحث مع أردوغان وأوغلو في «كل ما يحصل في المنطقة وبالأخص في لبنان وسورية والعراق».

على صعيد آخر، أقر مجلس الوزراء اللبناني بعد اجتماعه مساء أمس في قصر بعبدا رفع الحد الأدنى للأجور بالتصويت المراسيم التي تقدم بها وزير العمل شربل نحاس في شأن تصحيح الأجور. وأعلن وزير الإعلام وليد الداعوق أنه اعتباراً من 1/12/2011 يعين الحد الأدنى بمبلغ 868 ألف ليرة لبنانية والحد الأدنى الرسمي للأجر اليومي بمبلغ 33 ألف ليرة ويتضمن بدل النقل الذي يعتبر عنصراً فعلياً من الأجر الى جانب الأجر الذي كان يتقاضاه الأجير ويدخل في احتساب تعويض نهاية الخدمة. وتضاف الى الأجر غلاء معيشة قدرها 18 في المئة حتى مليون وخمسمئة ألف ليرة و10 في المئة على الشطر الثاني الذي يزيد على مليون وخمسمئة ألف ليرة. وتحديد القيمة الشهرية للمنح المدرسية بمبلغ 40 ألف ليرة عن كل ولد مسجل وحدّه الأقصى 160 ألف ليرة.

وتعتبر زيادة غلاء معيشة الزيادات الرضائية التي منحت من تاريخ 1/1/2011، وإذا كانت قيمة هذه الزيادة تفوق قيمة الزيادة المقررة فلا يجوز خفضها.

مهمة المراقبين اليوم تصطدم بعنف إدلب

واشنطن: الأسد لا يستحق أن يحكم سوريا

واشنطن – هشام ملحم:

بعدما تحدث ناشطون سوريون عن مقتل 270 من المعارضين بينهم منشقون عن الجيش السوري وخصوصاً في جبل الزاوية بمحافظة ادلب المحاذية للحدود التركية ومدينة حمص، شددت واشنطن حملتها على الرئيس السوري بشار الاسد معتبرة انه “لا يستحق ان يحكم سوريا” وانه لا يمكن تحقيق التغيير الديموقراطي ما دام في الحكم. وصدر الموقف الاميركي عشية وصول طلائع بعثة المراقبين العرب الى سوريا للتحقق مما يجري على الارض، وذلك بموجب البروتوكول الموقع بين جامعة الدول العربية ودمشق. وطالبت المعارضة السورية التي التقى وفد منها الامين العام للجامعة نبيل العربي في القاهرة، مجلس الامن بعقد جلسة طارئة لوقف ما سمته المجازر التي يرتكبها النظام في سوريا وخصوصاً في ادلب وحمص. كما طالبت باريس المجتمع الدولي بالتحرك عبر مجلس الامن وأبدت تركيا قلقها من العنف في الجانب السوري من الحدود. (راجع العرب والعالم)

وجاء في بيان للبيت الابيض ان “الولايات المتحدة لا تزال على اقتناعها بأن الطريقة الوحيدة لتحقيق التغيير الذي يستحقه الشعب السوري هي ان يتنحى بشار الاسد عن السلطة”. وقال: “كلمات نظام الاسد لا تتمتع بالصدقية عندما تتبعها الاعمال الوحشية والمؤسفة فقط بعد يومين من قرار نظام الاسد توقيع مبادرة الجامعة العربية، بدأوا بالانتهاكات الفاضحة لالتزامهم إنهاء العنف وسحب قواتهم من المناطق السكنية” وأضاف ان الولايات المتحدة تشعر بالاستياء العميق “من التقارير التي تتمتع بالصدقية والتي تقول ان نظام الاسد يواصل القتل العشوائي لعشرات المدنيين والمنشقين عن الجيش، الى تدمير المنازل والمحال التجارية واعتقال المتظاهرين خارج سياق الاجراءات القضائية”.

  ومع ان البيان أشار الى ان القوات الحكومية “تعرضت لخسائر، إلا ان الاكثرية الساحقة من أعمال العنف والخسائر في الارواح ناتجة من أعمال نظام الاسد، ونحن ندعو جميع الاطراف الى انهاء العنف”.

  ولاحظ البيان ان “نظام الاسد، المرة تلو المرة، يظهر انه لا يستحق ان يحكم سوريا، ولقد حان الوقت لانهاء العذاب والقتل. حان الوقت للتنفيذ الكامل والفوري لجميع بنود اتفاق الجامعة العربية، بما في ذلك الانسحاب الكامل لقوى الامن، والافراج عن السجناء السياسيين، واعطاء الحرية الكاملة للمراقبين ووسائل الاعلام العالمية للتحرك في أنحاء سوريا. لقد حان الوقت للشعب السوري ان يتمتع بالحقوق الدولية المشروعة التي يستحقها”.

 وأكد ان نظام الاسد “يواجه عزلة متنامية وعقوبات بدأت تخنق موارده، ونحن نحض البقية الصغيرة من مؤيدي سوريا في المجتمع الدولي على تحذير دمشق من انه اذا لم تطبق مبادرة الجامعة العربية كاملة، فان المجتمع الدولي سوف يتخذ خطوات اضافية للضغط على نظام الاسد لوقف قمعه”. وخلص الى انه “يجب ألا يكون هناك أي شك لدى بشار الاسد في ان العالم يراقب، وانه لا المجتمع الدولي ولا الشعب السوري يقبل بشرعيته”.

وفي مؤشر لافت، قال مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط السفير جيفري فيلتمان في مقابلة مع قناة “العربية” الفضائية ان الحكومة الاميركية تعتبر “المجلس الوطني السوري” المعارض ممثلاً مهماً وشرعياً للشعب السوري” مع انه اشار ايضا الى وجود أطراف سوريين معارضين آخرين خارج اطار المجلس. وأشاد بالتقدم السريع الذي أحرزه المجلس منذ تأسيسه في تشرين الاول الماضي حتى مؤتمره الاخير في تونس. واضاف ان “المجلس الوطني السوري” طرح رؤية لسوريا تكون فيها مختلف فئات الشعب متساوية لا ان تكون سوريا كما هي الان خاضعة لسيطرة “عائلة مافيوية”. ورأى ان الذين يقولون انهم قلقون من احتمال انزلاق سوريا الى الحرب الاهلية عليهم حض الاسد على وقف العنف والتنحي عن السلطة. وشكك في جدوى الحوار حين تساءل كيف يمكن ان يتحاور احد مع “النظام في وقت يصعّد ما وصفته دول مجلس التعاون الخليجي بأعمال آلة القتل” ضد المتظاهرين.

وفي نيويورك (الوكالات)، صرح الناطق باسم الامم المتحدة مارتن نيسركي بأن الامين العام (للأمم المتحدة بان كي – مون) لا يزال يشعر بقلق بالغ من تصاعد الازمة ومحصلة القتلى في سوريا، وكما قلنا مرارا لا بد من أن يتوقف العنف وعمليات القتل”.

وقال ان الامم المتحدة متشجعة لتوقيع سوريا اتفاقا يسمح لمراقبين من الجامعة العربية بدخول البلاد لرصد الاتهامات الموجهة الى الاسد. وأضاف: “الان بات ملحا أن تتعاون الحكومة السورية تماما مع هذه البعثة”.

رئيس بعثة المراقبين

¶في الخرطوم، قال رئيس فريق بعثة المراقبين العرب الى سوريا الفريق محمد أحمد مصطفى الدابي لـ”مركز السودان الصحافي” ان السقف الزمني لتوجه البعثة الى دمشق سيتحدد عقب اجتماعه مع الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي اليوم في القاهرة.

وأكد ان بعثة المراقبة العربية ستعمل بكل شفافية في مراقبة الوضع بسوريا بعد لقاءات ميدانية متواصلة مع جميع أطراف القضية السورية من قوات مسلحة ومعارضة وأجهزة أمن ومنظمات انسانية وذلك خدمة للأهداف الكلية لعمل البعثة بما يخدم المصلحة العامة.

واضاف ان اجتماع غد (اليوم) مع الامين العام للجامعة العربية سيتطرق الى الترتيبات الادارية والفنية الخاصة بعمل البعثة.

¶ في الخرطوم، أكد الناطق باسم وزارة الخارجية السودانية العبيد أحمد مروح صحة واقعة محاولة الاعتداء على السفير السوري في الخرطوم تركي محمد صقر. وقال ان صقر تعرض لاعتداء قرب أحد المطاعم في منطقة الرياض من مواطن سوري. وأوضح ان السفير راجع أحد المستشفيات الخاصة للكشف والعلاج.

وأضاف أن وزير الدولة في الخارجية السودانية صلاح ونسي استقبل صقر واطلع منه على الواقعة.

السفير» تنشر محضر لقاء كلينتون بـ المجلس الوطني: غليون يطلب إبلاغ النظام السوري بأن كل الخيارات على الطاولة

محمد بلوط

عود على بدء في اللقاء بين وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ووفد من المجلس الوطني السوري في السادس من كانون الأول الحالي في جنيف. الوزيرة الأميركية صححت للمجلس الوطني عدّه الأكراد الأقلية الوحيدة، التي يجب أن يعنى بها المجلس، وحضّته على توجيه اهتمامه إلى الأقليات الدينية، من دون الإفصاح في النص عمن تعنيهم من مسيحيين وعلويين وغيرهم، وطلبت ضمانات لهم ومناقشة لاحقة لبرنامج المجلس حول هذه النقطة.

«التعنت» الصيني الروسي يمنع التقدم في المجلس لكن حلولا قانونية أخرى، لا تزال قائمة أميركيا. إذ طلبت كلينتون من وفد المجلس الاستمرار في توثيق جرائم النظام، تمهيدا على الأرجح لإحالتها إلى محكمة دولية. واوضحت أن العرب سيلعبون الدور الرئيس في اي خطة تعتمد لحماية المدنيين في سوريا. اما رئيس الوفد برهان غليون، فقد قدر أنه ينبغي أن يعلم النظام في سوريا ويسمع أن كل الخيارات مفتوحة لوقف عمليات القتل.

وفي الآتي نص محضر الاجتماع الذي يحمل اشارة «منع النشر تحت طائلة القوانين السويسرية»:

غليون : اشكرك جزيل الشكر باسمي وباسم الشعب السوري وثواره في الشوارع على اتاحة الفرصة لنا للمرة الثانية للالتقاء بسيادتك.

كلينتون: لا شكر على واجب لطالما كان الشعب الأميركي ينظر بعين الاحترام للشعب السوري ويتمنى له واقعا افضل من الذي يعيش. وأنا سعيدة بان ارى اليوم وجوها جديدة لم ارها من قبل.

غليون: دعيني اعرّف سيادتك بزملائي في المجلس الوطني عبد الله اسفينو، نجيب غضبان، بسمة قضماني، وائل ميرزا، وعبد الباسط سيدا.

كلينتون: اهلا بكم جميعا.

غليون: نعرف ان برنامج سيادتك فيه الكثير ولذا سنحاول استغلال كل دقيقة في الاجتماع لنوصل الى الحكومة والشعب الأميركي ما نريد نحن. ندرك ان مجرد قبول سيادتك للاجتماع معنا للمرة الثانية هو بمثابة اعتراف ضمني بالمجلس الوطني ولكننا نطمع لأكثر من ذلك من دولة عظمى بحجم الولايات المتحدة حيث نتطلع الى اعترافكم بنا كممثل شرعي للشعب السوري.

كلينتون: اننا نتابع ونناقش عمل المجلس الوطني السوري كما نتابع اطراف اخرى مهمة جدا في المعارضة السورية. ان ما قام به المجلس من خطوات هو عمل مهم جدا ولكن ما زالت هناك اعمال اخرى بانتظاركم للحصول على الشرعية المطلوبة واذكركم هنا بضرورة الحوار والانفتاح مع كل اطراف المعارضة وتوحيد صفوفها وعدم نسيان الاقليات في سوريا فلا مستقبل للأكثرية من دون اعطاء الاقلية كامل حقوقها.

غليون: هذا ما نسعى ونعمل عليه الان في القاهرة بالتعاون مع جامعة الدول العربية. اما موضوع الاقليات فهم ممثلون بيننا دوما والسيد عبد الباسط سيدا هنا ممثل عن الاكراد.

كلينتون: العمل مع جامعة الدول العربية هو مهم وأي خطوات دولية ستكون مكملة له والاقليات في سوريا لا تقف عند القومية الكردية وانا ادرك ان المعارضة السورية الممثلة هنا تعترف بأن الاقليات السورية لها شرعية التساؤل والاهتمام بالمستقبل، وأنه يجب تقديم الضمانات لها من أن المستقبل سيكون افضل في ظل نظام يتميز بالتسامح والحرية وتكافؤ الفرص واحترام الكرامة على اساس التوافق… وليس حسب نزوات ديكتاتور.

غليون: هذا ما نعمل عليه وسنبذل جهودا اضافية للأخذ بنصائح سيادتك وأهدافنا هي دائما واضحة مع كل الدبلوماسية العربية والدولية. وأهم شيء اليوم هو تقديم المعونة المستعجلة الإنسانية لشعب يتعرض الى كارثة حقيقية، بمدن منكوبة في حماه وحمص وبقية المدن السورية. هناك اجتياح أمني كبير للأحياء. وهناك قتل واختطاف واغتصاب وتدمير للمساكن. لا بد من وقف هذا، والقيام بإجراءات تسمح بتقديم المعونة للسكان المنكوبين اما النقطة الثانية بالطبع التي نبحث فيها دائما مع كل الدبلوماسيات، هي تأمين حماية للمدنيين العزل الذين يُقتلون من قبل مرتزقة النظام. كل يوم، والبارحة كما تعلمون، قُتل 50 شهيدا في عمليات القمع والقهر التي يمارسها النظام. ونحن نقول إنه لا يمكن للمجموعة الدولية، واميركا التي تقود العالم، أن يقفوا مكتوفي الأيدي أو أن يتأخروا في العمل من أجل خلق آليات لحماية المدنيين في سوريا.

كلينتون: الولايات المتحدة الأميركية تؤكد لكم أنها تتعاون مع بقية الدبلوماسيات العربية والدولية وتبذل قصارى جهدها وسط التعنت الروسي والصيني واعود واؤكد هنا على ضرورة أن يلعب العرب الدور الرئيسي في أي عمل مستقبلي يهدف إلى حماية المدنيين وندرك ان الولايات المتحدة عليها مسؤوليات ولكن مــسؤوليات مشتركة مع بقية الدول، والمجموعة العربية بشكل أساسي.

غليون: يجب ان يعلم النظام في سوريا ويسمع ان كل الخيارات مفتوحة من أجل تأمين الحماية الدولية للمدنيين، ووقف آلة القتل، وإجبار النظام على احترام حقوق الإنسان، وأيضا من أجل تأمين المساعدة الإنسانية للسكان المنكوبين.

كلينتون :تأكدوا اننا سنستمر في المشاورات مع اصدقائنا في الدول العربية والاسلامية والاوروبية من اجل ايجاد حل قانوني يتيح ايصال المساعدات لمن هم بحاجة لها وعليكم ان تكونوا متيقظين وتوثّقوا كل جريمة يمكنكم توثيقها حتى لا يفلت أي مجرم من العقاب انا ادرك ان هناك ظروفا دولية معقدة افشلت جهودنا اكثر من مرة في مجلس الامن ولكن هذا لا يعني انه لا توجد حلول اخرى. هناك الكثير من الحلول القانونية التي بإمكاننا اللجوء اليها ولكن ما زال لدينا الامل في حالة مثل سوريا بان نستطيع ان نوفر لها اجماعا دوليا من كل الاطراف وهذا ما تجتهد عليه دبلوماسيتنا مع الدول الاخرى.

بسمة: نحن نقدّر كل ما تقوم به الولايات المتحدة من جهود ونحن متأكدين تماما ان المستقبل يحمل لنا علاقات مميزة بين الشعبين واريد ان اطلب منك كامرأة سورية تخاطب امرأة تشعر بمعاناة الالاف من النساء في سوريا ممن يغتصبن يوميا اننا لا ننتظر الكثير من مجلس الامن بقدر ما ننتظر من الولايات المتحدة راعية الحرية وحامية الحقوق في العالم.

كلينتون: اشكرك واقدر مشاعرك وادعو القدير يوميا ان يحفظ كل امرأة في العالم ورسالتنا لكم ايضا هي ضمان حماية الأقليات والمجموعات العرقية والنساء في سوريا ما بعد الأسد. ومرحلة الانتقال الديموقراطي تشمل أكثر من مجرد إزاحة نظام الأسد وهذا يعني توجيه سوريا على درب دولة القانون وحماية الحقوق الدولية لكل المواطنين بغض النظر عن طائفتهم او عرقهم او جنسهم وانا اعدكم إننا سنناقش ما يقوم به المجلس لضمان أن يكون برنامجه شاملا لكل الأقليات من أجل مواجهة محاولات النظام للتفرقة وتحريض هذه المجموعة العرقية أو الدينية ضد الأخرى.

غليون: نجدد شكرنا لك على وقتك ونرجو ان نعمل على فتح قنوات للتواصل فالمجلس بحاجة لدعمكم على مختلف الصعد.

كلينتون: بالتأكيد فـ(مساعد كلينتون لشؤون الشرق الاوسط) جيفري (فيلتمان) سيقوم بترتيب الامر معكم بعد الاجتماع وبالمناسبة اريد ان اخبركم ان الولايات المتحدة قررت اعادة سفيرها الى سوريا وذلك لعدة اسباب مهمة لن اخوض في تفاصيلها؟ وفقط اريد منكم ان تكونوا متيقنين ان الهدف من عودة السفير هو تخليص الشعب السوري من الحكم الديكتاتوري الذى يرزح تحت ظله منذ عقود لذا ارجو ان تتفهموا اننا نعمل في بعض الاحيان في المناطق الرمادية من الدبلوماسية والتي قد يفسرها البعض على غير محلها وقبل ان اغادر اشدد عليكم واذكركم ان مستقبل وشرعية المعارضة يتوقف على مدى نجاحها وقدرتها على تنظيم وتوحيد صفوفها وكسب ثقة الشعب السوري وطرح برامج بديلة وبنّاءة واعلموا انني سعدت بلقائكم وسأنقل وجهة نظركم للرئيس والشعب الأميركي ونحن ملتزمون بمساعدة الشعب السوري.

غليون: شكرا جزيلا وتأكدي ان ملايين القلوب السورية تتابع نتائج هذا اللقاء.

تصعيد غربي للهجة ضد دمشق بعد أحداث إدلب

رئيس المراقبين إلى سوريا: العمل بشفافية ومع كل الأطراف

تنطلق في سوريا اليوم عملية تنفيذ بروتوكول المراقبين، عبر وصول الوفد التحضيري برئاسة المصري سمير سيف اليزل، فيما أكد رئيس بعثة المراقبة العربية الفريق السوداني محمد احمد مصطفى الدابي أن البعثة ستعمل بكل شفافية في مراقبة الوضع على الأرض.

وفي تطور أمني لافت، أعلن معارضون «مقتل 22 شخصا، غالبيتهم من العسكريين، في محافظة درعا» وذلك بعد سقوط مئات القتلى والجرحى في جبل الزاوية، وهو ما سارعت دول غربية إلى تلقفه، حيث حذرت واشنطن النظام السوري من اتخاذ «إجراءات دولية جديدة» بحقه في حال واصل «انتهاك» مبادرة السلام العربية». ووصفت باريس أحداث الزاوية بأنها «مذبحة لم يسبق لها مثيل»، فيما طالب «المجلس الوطني السوري» المعارض عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي وإقامة «مناطق آمنة» تكفلها حماية دولية.

وطلب رئيس «المجلس الوطني السوري» المعارض برهان غليون، خلال اجتماع لوفد من المجلس مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، إبلاغ «النظام في سوريا أن كل الخيارات مفتوحة لوقف عمليات القتل»، فيما طلبت الوزيرة من الوفد الاستمرار في توثيق «جرائم» النظام، تمهيدا على الأرجح لإحالتها إلى محكمة دولية، معتبرة أن العرب سيلعبون الدور الرئيس في أي خطة تعتمد لحماية المدنيين في سوريا. وتنشر «السفير» محضر لقاء كلينتون بـ«المجلس الوطني» في 6 من كانون الأول الحالي في جنيف، ويحمل إشارة «منع النشر تحت طائلة القوانين السويسرية». (تفاصيل صفحة 13)

وقال الدابي، في تصريح لمركز السودان الصحافي، إن «السقف الزمني لتوجه البعثة إلى دمشق سيتم تحديده عقب اجتماعه بأمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي غدا (اليوم) في القاهرة»، موضحا انه سيبحث مع العربي الترتيبات الإدارية والفنية الخاصة بعمل البعثة.

وأضاف أن «بعثة المراقبة العربية ستعمل بكل شفافية في مراقبة الوضع بسوريا عقب لقاءات ميدانية متواصلة مع كافة أطراف القضية السورية من قوات مسلحة ومعارضة وأجهزة أمن ومنظمات إنسانية، وذلك خدمة للأهداف الكلية لعمل البعثة لما يخدم المصلحة العامة».

وناشد العربي، في بيان، «الحكومة السورية تحمل مسؤولياتها إزاء توفير الحماية للمدنيين السوريين تنفيذا لتعهداتها بموجب خطة العمل العربية، وفي مقدمتها الوقف الفوري لجميع أعمال العنف وإطلاق سراح المعتقلين، وسحب جميع المظاهر العسكرية من المدن والأحياء السكنية السورية التي تشهد تظاهرات وحركات احتجاج سلمية».

وعبر العربي «عن قلقه الشديد من تواتر الأنباء حول تصاعد أعمال العنف في العديد من المدن السورية، وخاصة في أنحاء مختلفة من محافظات ادلب وحمص ودرعا ودير الزور». وشدد على «ضرورة التحرك السريع من أجل توفير الأجواء الملائمة لمباشرة بعثة مراقبي الجامعة لمهامها في سوريا».

ومن المنتظر أن يصل وفد المقدمة لهذه البعثة إلى دمشق اليوم برئاسة سيف اليزل وعضوية السفير وجيه حنفي وعدد من كبار موظفي الأمانة العامة لجامعة الدول العربية للتباحث مع المسؤولين السوريين خطوات تنفيذ البروتوكول والترتيبات المتعلقة بنشر المراقبين العرب .

والتقى العربي مع وفد من المعارضة السورية برئاسة تيسير بيريص، لاطلاعهم على تفاصيل بروتوكول المراقبين ومهام بعثة الجامعة العربية.

وحول ما إذا كانت السلطات السورية هي التي ستنظم تحركات الوفود العربية، قال بيريص إن «الأمين العام أبلغنا أن القرار بالذهاب إلى الأماكن وتحديد مواعيدها سيكون عن طريق الوفد وليس من قبل سوريا، وأن الإبلاغ عن المكان الذي سيتم التوجه إليه سيكون قبل تحرك الوفد بساعة فقط، كما أن الوفد سينسق مع المعارضة السورية لتحديد الأماكن ومراقبة التظاهرات».

وقال نائب الأمين العام أحمد بن حلي، في تصريح لراديو «سوا» الأميركي، إن الفريق الأول من المراقبين العرب سيصل اليوم لمباشرة عمله في دمشق. وأضاف «نرى أنه لا بد من الإسراع بكل قوة حتى تكون هذه الفرق في عين المكان وتبدأ فورا القيام بمهامها على الأرض».

بان كي مون

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه إزاء ازدياد حصيلة القتلى في سوريا داعيا الحكومة «للتعاون بشكل كامل» مع الخطة التي طرحتها الجامعة العربية. وقال المتحدث باسمه مارتن نيسيركي إن «الأمين العام ما يزال يشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد الازمة ومحصلة القتلى في سوريا، وكما قلنا مرارا لا بد من ان يتوقف العنف وعمليات القتل». وأضاف ان الأمم المتحدة متشجعة لتوقيع سوريا على اتفاق يسمح لمراقبين من الجامعة العربية بدخول البلاد لرصد الاتهامات الموجهة للقوات الأمنية. وتابع «الان بات ملحا ان تتعاون الحكومة السورية بالكامل مع هذه البعثة».

المعارضة السورية

ورحبت هيئة التنسيق الوطنية للتغيير الديموقراطي المعارضة بتوقيع دمشق على البروتوكول، مشددة على أن «الوقت مناسب الآن لإنجاح المبادرة العربية وليس لطلب التدخل العسكري».

واعتبر مسؤول الإعلام في الهيئة عبد العزيز الخير أن التوقيع على البروتوكول «خطوة إلى الأمام، ونأمل أن يكون بداية انعطافة في مسار الأحداث في سوريا». وطالب «الجامعة العربية وكل الدول ذات التأثير على النظام السوري بأن تراقب بدقة وتضغط من أجل التنفيذ الأمين لمحتويات البروتوكول، وتجاوز العقبات التي يتوقع أن يضعها النظام عند كل فاصلة ونقطة ضمن البروتوكول». وكرر التأكيد على رفض المجلس التدخل العسكري الخارجي، مشيرا الى أن «المجلس لا يعتبر التدخل العربي تدخلا أجنبيا وإنما تدخل من أشقاء».

ومن جهته، طالب «المجلس الوطني السوري» المعارض، في بيان، «بعقد جلسة طارئة لمجلس الامن الدولي لبحث مجازر النظام في جبل الزاوية وإدلب وحمص على نحو خاص، وإصدار إدانة دولية لذلك». واضاف انه «يطالب مجلس الامن بالتحرك لاعلان المدن والبلدات التي تتعرض لهجمات وحشية مناطق آمنة تتمتع بالحماية الدولية وإرغام قوات النظام على الانسحاب منها».

وطالب المجلس، في بيان بعنوان «مجازر النظام السوري تقتضي تحركا عربيا ودوليا عاجلا»، «بإعلان جبل الزاوية وإدلب وحمص مناطق منكوبة تتعرض لأعمال إبادة وعمليات تهجير واسعة، من قبل ميليشيات النظام السوري، ودعوة الصليب الأحمر الدولي ومنظمات الإغاثة للتدخل المباشر وتوفير الاحتياجات الإنسانية العاجلة».

وناشد «المجلس الوزاري العربي عقد جلسة عاجلة لإدانة مجازر النظام الدموية واتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية المدنيين السوريين بالتعاون مع الأمم المتحدة». ودعا «السوريين والعرب في الخارج إلى تنظيم تظاهرات حاشدة، وذلك استنكارا للمجازر».

وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو، عقب لقائه رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري في أنقرة، «على رغم التوقيع على البروتوكول، فان اشخاصا كثرا قتلوا في سوريا، هذا غير مقبول». واضاف «الهدف الرئيسي كان الوقف الفوري لاراقة الدماء. لكن على رغم التوقيع (على البروتوكول) ما زال الناس يسقطون قتلى. نتابع الوضع من كثب. سنواصل دعم الجامعة العربية. نأمل في ان تتوقف هذه المجزرة».

واشنطن وباريس ولندن

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني، في بيان، ان «الاعمال التي تثير السخط والاسف والتي ترتكب بحق المدنيين الذين يتظاهرون ضد النظام تثبت ان الرئيس بشار الاسد لا يستحق حكم سوريا». واضاف «بعد يومين فقط من قرار نظام الاسد توقيع مبادرة الجامعة العربية، انتهك في شكل صارخ التزامه بوضع حد للعنف وسحب قوات الامن من المناطق السكنية».

وتابع ان «الولايات المتحدة قلقة بشدة حيال هذه المعلومات الموثوق بها والتي مفادها ان نظام الاسد يواصل قتل العديد من المدنيين والمنشقين عن الجيش، عبر تدمير منازل ومتاجر واعتقال متظاهرين في شكل غير قانوني». واعتبر انه «اذا كانت قوات الامن السورية تتكبد خسائر بدورها، فان الغالبية الساحقة لاعمال العنف و(سقوط) الضحايا ناجمة عن افعال النظام».

وقال «حان الوقت لانهاء المعاناة والمجازر. حان الوقت لتطبيق كل بنود الخطة العربية في شكل كامل وفوري، وبينها الانسحاب الكامل لقوات الامن والافراج عن المعتقلين السياسيين وتسهيل وصول المراقبين ووسائل الاعلام الدولية الى كل انحاء سوريا». وتابع «نحض الداعمين القلائل لسوريا في المجتمع الدولي على تحذير دمشق من أن المجتمع الدولي سيتخذ تدابير جديدة للضغط على النظام إذا لم يتم تطبيق مبادرة الجامعة العربية في شكل تام».

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بحث مع نظيرته الاميركية هيلاري كلينتون امس الاول، «تفاصيل التعامل مع طرفي الأزمة السورية في ضوء مبادرة جامعة الدول العربية». ولفت لافروف إلى «أهمية التأثير الفعال على المعارضة لصالح استقرار الوضع في البلاد».

وفي باريس، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو «وقعت مذبحة على نطاق غير مسبوق في سوريا الثلاثاء». واضاف «يجب القيام بكل شيء لوقف دوامة القتل هذه التي يدفع بشار الاسد شعبه فيها يوميا. انه أمر عاجل ان يصدر مجلس الامن التابع للامم المتحدة قرارا حاسما يدعو الى نهاية للقمع.»

وقالت وزارة الخارجية البريطانية، في بيان، «لقد صدمنا بسبب ما نقلته الصحافة عن ازدياد أعمال العنف خلال اليومين الماضيين في سوريا والتي أدت إلى مقتل أكثر من 100 شخص على الأقل. نطالب الحكومة السورية بالتوقف فورا عن ممارساتها العدائية ضد المدنيين». وأضافت «إن المجتمع الدولي يدعم الجهود المستمرة من الجامعة العربية للضغط على الحكومة السورية لوقف أعمال القتل»، داعية «الحكومة السورية الى الالتزام بتنفيذ تعهداتها أمام الجامعة العربية».

ميدانيات

أعلنت السفارة الإيرانية في دمشق، أمس، أن 8 فنيين أجانب، بينهم خمسة فنيين إيرانيين، يعملون في محطة للكهرباء في ريف حمص خطفوا على أيدي مجموعة مجهولة، وهو ما وضعته طهران في إطار الضغط عليها لتغيير موقفها من الأحداث في سوريا والتأثير على نشاطاتها الاقتصادية والصناعية في هذا البلد. (تفاصيل صفحة 13)

وذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) انه «تقديراً لتضحيات الجيش ودوره في حماية امن واستقرار الوطن وتصديه للمؤامرة التى تتعرض لها سوريا، وتأكيداً على تلاحم الشعب معه في مهمته الوطنية وضمن فعالية «حماة الديار عليكم سلام» أزيح الستار عن نصب تذكاري بعلو سبعة أمتار يجسد الجندي العربي السوري بمشاركة حشود ضخمة من السوريين ملأت ساحة الأمويين (وسط دمشق) مكان موضع النصب».

واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان، في بيان، قتل 22 شخصا، هم ستة منشقين ومدني واحد و15 من قوات الجيش والامن وحفظ النظام اضافة الى عشرات الجرحى من المدنيين في مواجهات واطلاق رصاص في مدينة داعل بمحافظة درعا.

واضاف «قتل 111 مدنيا على الأقل برصاص قوات الامن السورية في بلدة كفر عويد بمحافظة إدلب في شمال غرب سوريا الثلاثاء. وبذلك ارتفع عدد المدنيين الذين قتلوا في سائر انحاء سوريا الثلاثاء الى 125 قتيلا مدنيا على الاقل، يضاف اليهم 14 عنصر امن نظاميا قتلوا في درعا ومئة جندي منشق على الاقل سقطوا بين قتيل وجريح» في جبل الزاوية».

(«السفير»، سانا،

ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)

بان كي مون يدعو سوريا للتعاون بشكل كامل مع خطة الجامعة العربية

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم الأربعاء عن قلقه إزاء ازدياد حصيلة القتلى في سوريا، داعيا الحكومة “للتعاون بشكل كامل” مع خطة السلام التي طرحتها الجامعة العربية.

وقال المتحدث باسم الأمين العام مارتن نيسركي للصحافيين أن “الأمين العام ما يزال يشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد الأزمة ومحصلة القتلى في سوريا، وكما قلنا مرارا لا بد من أن يتوقف العنف وعمليات القتل”.

(أ ف ب)

واشنطن تحذر دمشق من “إجراءات جديدة” بحقها

قالت الولايات المتحدة اليوم الأربعاء أنها تشعر “بانزعاج شديد” لأنباء مقتل العشرات من المدنيين والمنشقين عن الجيش في سوريا بلا تمييز وقالت أن العنف يجب أن يتوقف.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في بيان، “نحث القلة الباقية من داعمي سوريا في المجتمع الدولي على تحذير دمشق من أنها إذا لم تنفذ مبادرة الجامعة العربية بالكامل مرة أخرى فسيتخذ المجتمع الدولي خطوات إضافية للضغط على نظام الرئيس بشار الأسد لوقف حملته القمعية”.

وأضاف كارني، أن “الأعمال التي تثير السخط والأسف والتي ترتكب بحق المدنيين الذين يتظاهرون ضد النظام السوري تثبت أن الرئيس بشار الأسد لا يستحق حكم سوريا”.

(رويترز، أ ف ب)

خلافات بين أعضاء لجنة اعداد الدستور السوري الجديد حول مدة ولاية الرئيس

تظاهرة طلابية تندد بالنظام السوري في مدينة طرابلس شمال لبنان

دمشق- (يو بي اي): شهدت لجنة إعداد الدستور الجديد في سوريا خلافات بين أعضائها على تحديد مدة ولاية رئيس الجمهورية بعدما كانت الأمور متجهة لإبقائها كما وردت في المادة 85 من الدستور الحالي، أي سبعة أعوام ميلادية دون الإشارة إلى مسألة تجديدها من عدمه.

ونقلت صحيفة (الوطن) السورية عن مصادر مطلعة إن أحد “أعضاء اللجنة تحفظ خلال اجتماعها الثلاثاء الماضي على الإبقاء على مدة الولاية كما هي وتقدم ب- مذكرة رسمية- بهذا الشأن لرئاسة اللجنة مطالباً فيها بأن تكون المدة- خمس سنوات أو ستاً- وأن يتم تقييد تجديد الولاية بولايتين متتابعتين”.

وطالب العضو الذي رفضت المصادر الإفصاح عن اسمه بأن تكون مدة الولاية “خمس سنوات كفرنسا أو أربعاً كالولايات المتحدة والبرازيل”.

وقال “لا يوجد بلد في العالم مدة الولاية فيه سبع سنوات إلا تركيا” مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه لا” يحق للرئيس التركي تجديد هذه الولاية”.

وأوضحت المصادر أن هذا “العضو تكلم مع عدد آخر من أعضاء اللجنة الذين درسوا الفكرة ووجدوها صائبة وتصب في مصلحة الوطن فطلبوا إعادة بحث الأمر مجدداً وكان لهم ما أرادوا”.

وقالت المصادر “سيتم ذلك اليوم الخميس وعلى الأغلب سنتوصل إلى اتفاق”.

22 قتيلا بين مدنيين وعسكريين في مواجهات واطلاق نار في درعا

الوطني السوري يطالب مجلس الامن بعقد جلسة طارئة لانهاء المجازر

واشنطن: نظام الأسد لا يستحق الحكم وعلى جميع الأطراف وقف العنف

عواصم ـ وكالات: طالب المجلس الوطني السوري الذي يضم معظم اطياف المعارضة السورية مجلس الامن الدولي الاربعاء بعقد جلسة طارئة لوقف ‘المجازر المروعة التي يرتكبها النظام’ السوري في مناطق عدة من البلاد واعلانها ‘مناطق آمنة’.

وقتل 22 شخصا بين مدنيين ومنشقين وعسكريين سوريين في مواجهات واطلاق نار الاربعاء في محافظة درعا مهد حركة الاحتجاج على النظام السوري، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد السوري لوكالة فرانس برس ‘سقط 22 قتيلا هم ستة منشقين ومدني واحد و15 من قوات الجيش والامن وحفظ النظام، اضافة الى عشرات الجرحى من المدنيين داخل منازلهم، اصابات كثيرين منهم خطرة في مواجهات واطلاق رصاص من رشاشات ثقيلة ومتوسطة في مدينة داعل بمحافظة درعا’ في جنوب سورية.

وغداة سقوط اكثر من 125 قتيلا مدنيا برصاص قوات الامن، غالبيتهم في محافظة ادلب (شمال غرب)، طالب المجلس بـ’عقد جلسة طارئة لمجلس الامن الدولي لبحث مجازر النظام في جبل الزاوية وإدلب وحمص على نحو خاص، وإصدار إدانة دولية لذلك’.

واضاف المجلس في بيان تلقت وكالة ‘فرانس برس’ نسخة منه انه يطالب مجلس الامن بـ’التحرك لاعلان المدن والبلدات التي تتعرض لهجمات وحشية (مناطق آمنة) تتمتع بالحماية الدولية وإرغام قوات النظام على الانسحاب منها’.

واوضح المجلس في بيانه الذي حمل عنوان ‘مجازر النظام السوري تقتضي تحركا عربيا ودوليا عاجلا’، ان دعوته هذه جاءت بسبب ‘المجازر المروعة التي يرتكبها النظام الوحشي بحق المدنيين العزل في منطقة جبل الزاوية وإدلب وحمص ومناطق عدة في سورية، والتي أودت بحياة قرابة 250 شهيدا خلال ثمان وأربعين ساعة’.

كما طالب المجلس بـ’إعلان جبل الزاوية وإدلب وحمص مناطق منكوبة تتعرض لأعمال إبادة وعمليات تهجير واسعة، من قبل ميليشيات النظام السوري، ودعوة الصليب الأحمر الدولي ومنظمات الإغاثة للتدخل المباشر وتوفير الاحتياجات الإنسانية العاجلة’.

وناشد المجلس ايضا المجلس الوزاري العربي ‘عقد جلسة عاجلة لادانة مجازر النظام الدموية واتخاذ الاجراءات الكفيلة بحماية المدنيين السوريين بالتعاون مع الامم المتحدة’.

واكد المجلس الوطني السوري انه يضع ‘الدول العربية والمجتمع الدولي امام مسؤولياتهم في حماية السوريين من بطش النظام وجرائمه، ويشدد على اتخاذ الاجراءات الكفيلة بوقف الحملة الدموية التي تستهدف مزيدا من المدن والبلدات من خلال الحشود العسكرية التي يقوم بها النظام’.

وقتل 111 مدنيا على الاقل برصاص قوات الامن السورية في بلدة كفر عويد بمحافظة إدلب في شمال غرب سورية الثلاثاء، كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان في حصيلة جديدة الاربعاء.

وبذلك ارتفع عدد المدنيين الذين قتلوا في سائر انحاء سورية الثلاثاء الى 125 على الاقل، يضاف اليهم 14 عنصر امن نظاميا قتلوا في درعا و’مئة جندي منشق على الاقل سقطوا بين قتيل وجريح’ في جبل الزاوية، بحسب المصدر نفسه.

والمجلس الوطني السوري الذي اعلنت ولادته رسميا في الثاني من تشرين الاول/اكتوبر في اسطنبول، ضم للمرة الاولى تيارات سياسية متنوعة، لا سيما لجان التنسيق المحلية التي تشرف على التظاهرات والليبراليين وجماعة الاخوان المسلمين المحظورة منذ فترة طويلة في سورية، اضافة الى احزاب كردية واشورية.

وتأتي هذه التطورات عشية وصول طليعة المراقبين العرب الذين قررت الجامعة العربية ارسالهم الى سورية للاشراف على تنفيذ الخطة العربية لحل الازمة في هذا البلد، كما تأتي غداة تصعيد الدول الغربية ودول مجلس التعاون الخليجي ضغوطها على سورية لوقف قمعها الدموي المستمر منذ منتصف آذار/مارس للمحتجين المطالبين بتنحي الرئيس بشار الاسد.

من جانبها اعتبرت واشنطن امس الأربعاء ان نظام الرئيس السوري بشار الأسد أثبت مجدداً أنه لا يستحق أن يحكم البلاد، وحثت جميع الأطراف السوريين على وضع حد للعنف.

وذكر بيان للبيت الأبيض ان ‘الولايات المتحدة لا تزال تعتقد بأن الطريقة الوحيدة لإحداث التغيير الذي يستحقه الشعب السوري هو أن يغادر الرئيس بشار الأسد السلطة’، معتبراً أن كلام نظام الأسد ليس لديه مصداقية عندما تليه أعمال مشينة ومدانة.

وأوضح البيان انه ‘بعد يومين فقط من قرار نظام الأسد التوقيع على مبادرة الجامعة العربية، ارتكب انتهاكاً صارخاً لالتزامه بوضع حد للعنف وسحب قوات الأمن من المناطق السكنية’.

وعبّر عن قلق الولايات المتحدة العميق من ‘تقارير موثوق بها تفيد بأن نظام الأسد يواصل قتل أعداد كبيرة من المدنيين من دون تمييز ومنشقين عن الجيش وتدمير المنازل والمحال التجارية واعتقال المتظاهرين من دون مراعاة الأصول القانونية’.

وإذ لفت إلى أن قوات الأمن السورية تكبدت أيضاً خسائر في الأرواح، أشار إلى أن ‘الغالبية الساحقة من أعمال العنف والخسائر في الأرواح في سورية تنجم عن تصرفات نظام الأسد’، داعياً ‘جميع الأطراف إلى وضع حد للعنف’.

وقال ان ‘نظام الأسد يثبت مجدداً أنه لا يستحق أن يحكم سورية’، مضيفاً انه ‘حان الوقت لهذه المعاناة وأعمال القتل أن تتوقف وحان الوقت للتنفيذ الفوري والكامل لجميع بنود اتفاق جامعة الدول العربية، بما في ذلك الانسحاب الكامل لقوات الأمن، والإفراج عن السجناء السياسيين، ودخول المراقبين ووسائل الإعلام الدولية إلى جميع أنحاء سورية من دون قيود’.

وحثّ من وصفهم بـ’القلّة المتبقية من مؤيدي سورية في المجتمع الدولي على تحذير دمشق من أنها إذا لم تنفذ مبادرة الجامعة العربية بالكامل، سيتخذ المجتمع الدولي خطوات إضافية للضغط على نظام الأسد لوقف حملته’.

وختم بالقول انه ينبغي على ‘بشار الأسد ألاّ يشك بأن العالم يراقب وانه لا المجتمع الدولي ولا الشعب السوري يقبل شرعيته’.

سواتر ترابية تفصل الأحياء المختلفة طائفياً بإيعاز من بعض زعماء الطوائف

مافيات تسيطر على حمص و’الاختطاف’ أبرز المهن

دمشق ـ ‘القدس العربي’ ـ من كامل صقر: حتى لو ذهب المرء إلى حمص ومكث فيها لأيام عدة، يصعب عليه تفهّم ما يجري هناك، في حمص تتضارب الأنباء وتختلف الروايات من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، يقول البعض ان علم ما يجري في حمص عند الله فقط، لا عند الدولة الرسمية ولا عند المناوئين للنظام هناك.

يؤكد الرواة استناداً لمشاهداتهم أن قوات الجيش ليست منتشرة في شوارع المناطق الملتهبة في حمص بل تتمركز فقط على مداخل تلك المناطق في حواجز عسكرية أقيمت لهذا الغرض، فيما يبقى العمق متروكاً لنزاعات وأعمال فوضى وانتقام واختطاف متبادل.

تقول مصادر محلية في مدينة حمص لـ’القدس العربي’ ان مافيات دينية واقتصادية وأخرى سلطوية (تعمل كطابورخامس) تتحكم في مصير المدينة الجريحة، السواتر الترابية تفصل بين الأحياء المختلفة طائفياً، بإيعاز وتشجيع من ‘بعض’ زعماء تلك الطوائف ومباركتهم، وتُضيف المصادر ذاتها أن جهات في داخل الدولة ضمن مستويات قيادية مهمة ترغب في الإبقاءعلى حالة الفوضى المطلقة للمدينة متحالفة مع أقطاب ‘بعض’ أقطاب المدينة الدينيين وأصحاب النفوذ والمال وتجار السلاح.

وتزيد المصادر أن الاختطاف في مراحل سابقة ‘ربما’ كان يجري تحت غاية طائفية، لكن الأشهر الأخيرة تؤكد ألا علاقة للجانب الطائفي بمعظم حالات الاختطاف التي تجري وأن الدافع مالي بحت تحركه عصابات امتهنت تلك المهنة.

اللافت في حديث تلك المصادر إشارتها إلى أنه ورغم حالات الخطف اليومية التي تجري على مدار الساعة، فإن المدينة لم تشهد حتى الآن اختطاف شخصية محسوبة على أحد من مسؤولي المدينة أو من كبار رجالاتها أو من أحد قياداتها الميدانيين أومن أحد زعاماتها، سواء كان هؤلاء مؤيدين للنظام أم مناهضين له، فيما تشهد المدينة حالات اختطاف متبادل بين الأحياء الحمصية لأشخاص هم من عامة الناس ويجري ابتزاز ذويهم للحصول على فدية، والكلام للمصادر المحلية في حمص.

وتتابع المصادر بالقول ان مهنة جديدة واستراتيجية تولّدت في الأشهر الأخيرة بحمص وهي مهنة الاختطاف وصار لها شيوخها وعرّابوها، ويتبع لهم مرتزقة من البلطجية وقطاع الطرق وخريجي السجون وأصحاب السوابق والمهربين، والفدية تتجاوز المليون ليرة سورية فما فوق وقد تصل قيمتها إلى خمسة ملايين (100 ألف دولار) إذا كانت عائلة الشخصية المخطوفة قادرة على تأمين هذا المبلغ.

وتؤكد تلك المصادر أن مهــــنة أخرى ملازمة لمهنة الاختطــــاف قد تشكلت مؤخراً أيضاً وهي ‘الوساطة’، إذ ثمة مجموعات جاهزة على مدار الساعة لأداء دور الوسيط والسمسرة بين الخاطفين وأهل الضحية المخطوفة.

السلاح منتشر ومتوفر في حمص أكثر من توفّر مادتي الغاز والمازوت، يقول حمصي استقرت به الحال مؤخراً في العاصمة دمشق تاركاً وعائلته حي النزهة الحمصي منذ عدة أيام، ويُضيف: مرت أيام في حمص كان فيها تأمين مسدس فردي أسهل من تأمين اسطوانة غاز للمنزل.

قلق غربيّ وإسرائيليّ من انتقال الأسلحة الكيماويّة السوريّة لحزب الله ونظام ما بعد الأسد سيُوفر فرصة للسلام

الاستخبارات العسكريّة الاسرائيلية تتوقع بقاء الأسد حتى نهاية السنة القادمة وتُرجح سقوط أنظمة عربيّة أخرى والأردن يعيش تحديًا لكنه مستقر نسبيًا

الناصرة ـ ‘القدس العربي’ من زهير أندراوس: زعمت مصادر إسرائيليّة وغربيّة متطابقة أمس الأربعاء أنّ 10 آلاف جنديّ من الجيش العربيّ السوريّ فرّوا من الخدمة العسكريّة، أمّا الجنود الجدد الذين كان من المقرر أنْ ينخرطوا في الجيش فقد فرّ منهم أكثر من خمسين بالمائة، ولم يصلوا إلى القواعد العسكريّة كما كان مقررًا، على حد قول المصادر، التي أكدت على أنّه من يوم إلى أخر، تزداد المؤشرات القائلة إنّ الرئيس السوريّ، د. بشّار الأسد، بدأ يفقد السيطرة تمامًا على البلاد، والأخطر من ذلك، برأي المصادر عينها، أنّ الأسد بدأ يفقد السيطرة على الجيش، الذي كان يُعتبر الحاجز الأخير أمام المعارضة، إذ أنّه منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريّة وقف إلى جانب النظام.

وقالت صحيفة ‘هآرتس’ العبريّة الأربعاء، نقلاً عن مصادر مخابراتيّة غربيّة، إنّ التقديرات تُشير إلى أنّه على الرغم من أنّ كبار الضباط والقادة في الجيش العربيّ السوريّ ما زالوا يؤيدون الرئيس الأسد، إلا أنّ الضباط في الرتب المنخفضة باشروا بالهرب من الجيش والانتقال إلى معسكر المعارضة، وفي بعض الأحوال، زعمت المصادر، أنّ كتائب كاملة من الجيش العربيّ السوريّ انشقت عن الجيش وانضمت لقوى المعارضة.

وتابعت المصادر قائلةً، كما أفادت الصحيفة العبريّة، أنّ الأسد يعتمد الآن على القادة الكبار في الجيش، ولكنّها لفتت في السياق ذاته إلى أنّ وزير الأمن الإسرائيليّ، إيهود باراك، صرح الشهر الماضي أنّ نظام الأسد سيسقط بعد عدّة أسابيع فقط، لافتةً إلى أنّ تقديرات باراك اعتمدت في ما اعتمدت على حقائق سمعها من أجهزة المخابرات في الدولة العبريّة وفي دول صديقة، خصوصًا وأنّه التقى في الأسبوع الماضي بالرئيس الأمريكيّ، باراك أوباما. كما لفتت الصحيفة إلى أنّ محاولات حركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) ومحاولاتها الانتقال من سوريّة إلى عاصمة عربيّة أخرى وإلى قطاع غزة، هي مؤشر إضافيّ على اقتناع قادة الحركة بأنّ النظام السوريّ بات آيلاً للسقوط في كل لحظة، على حد تعبير المصادر الإسرائيليّة والغربيّة.

واعترفت المصادر نفسها بأنّ الجيش العربيّ السوريّ فقد المئات من جنوده وضباطه خلال المعارك، مشيرةً إلى أنّ هناك العديد من المناطق التي تُسيطر عليها جماعات إرهابيّة تمنع الجيش من الوصول إليها، ولكنّ المصادر أكدت على أنّ نقاط الضعف المركزيّة للمعارضة السوريّة تكمن في مدينتين مهمتين: العاصمة دمشق، وعاصمة التجارة مدينة حلب، إذ أنّ الحرس الجمهوريّ الرئاسيّ، الذي يتبع مباشرة للرئيس الأسد، يُرابط في دمشق، ويمنع بالقوة انطلاق المظاهرات الداعيّة لإسقاط النظام، ولكن على الرغم من ذلك، سُجّلت في بعض الأحيان مظاهرات في العاصمة السوريّة.

وبحسب المصادر الغربيّة التي تحدثت للصحيفة العبريّة، فإنّ الدول الغربيّة قلقة جدًا من مصير مخازن الأسلحة الكيماويّة ومخازن القذائف الصاروخيّة والصواريخ التي يملكها الجيش العربيّ السوريّ، وحسب الأنباء التي ترددت في الفترة الأخيرة، قالت المصادر عينها، فإنّ منظمة حزب الله اللبنانيّة قامت في الآونة الأخيرة بنقل المئات من الصواريخ من مخازنها في سوريّة إلى لبنان، ومنها صواريخ بعيدة المدى، ولكنّ المصادر لم تؤكد على أنّ حزب الله تمكّن حتى الآن من نقل صواريخ تحمل رؤوسًا كيماويّة من سوريّة إلى لبنان، ذلك أنّ الحفاظ على هذه الأسلحة وحمايتها يتطلبان خبرة فائقة، وحسب المعلومات المتوفرّة لدى أجهزة المخابرات الغربيّة، فإنّ حزب الله لا يملك الخبرة في المحافظة على الأسلحة الكيماويّة.

ولفتت الصحيفة العبريّة إلى أنّ تقديرات شعبة الاستخبارات في جيش الاحتلال الإسرائيليّ (أمان) للعام 2012 تميل إلى الترجيح بأنّ الهزّة التي تعم الدول العربيّة في الشرق الأوسط ستستمر على الأقل حتى انتهاء السنة القادمة، وتعتقد شعبة الاستخبارات العسكريّة أنّ هناك أخطارًا تُحدّق بعدد من الأنظمة العربيّة، وفي مقدمتها اليمن وسوريّة. وبحسب التقدير الاستخباراتي للعام 2012 الذي عرض مؤخرا على المستوى السياسي فإنّ الهزة الجارية سوف تتواصل على طول العام المقبل. فبعد سقوط ثلاثة أنظمة حكم في أفريقيا: تونس ومصر وليبيا: يتوقع التقدير سقوط أنظمة أخرى، فأثر الدومينو قد يجتاز قناة السويس إلى الضفة الأخرى من الشرق الأوسط، نحو الداخل الآسيوي. وفي نظرهم فإن التغيير الأسرع يحدث في اليمن، حيث أجبر الرئيس علي عبد الله صالح على التخلي عن الحكم ولكن من دون أن يسلم السلطة لأحد بشكل كامل حتى الآن.

وبحسب التقدير فإنه إذا كان في إسرائيل في البداية من قلق على مصير النظام السوري فإن الأمور تغيرت لاحقا. وكان منبع القلق الأولي هذا فكرة أن الشيطان الذي تعرفه خير ممن لا تعرفه، وارتكز أيضا إلى توصية الجيش شبه الثابتة للمؤسسة السياسية بفحص احتمالات إبرام تسوية مع الأسد تنطوي على إعادة هضبة الجولان بأسرها للسوريين. ولكن هذه الأيام انتهت، فبقدر ما تتواصل الأزمة بقدر ما يزداد شعور إسرائيل بأن إسقاط النظام يوجه ضربة للمحور الراديكالي الذي بنته إيران. ومقارنة بباراك فإن رجال الاستخبارات يبدون حذرا في تحديد جدول زمني لسقوط الأسد، ويقول ضابط استخبارات بحسم أن الأسد لن يبقى، فليست هناك آلية معروفة يمكنها أن تخلص الأسد من الشرك.

والرئيس السوري يواصل التدهور. وهكذا إذا كان التغيير في مصر سلبيا من وجهة نظر إسرائيل فإن التغيير في سورية قد يوفر، وفق أحد السيناريوهات، فرصة لتسوية مع النظام الذي سيأتي. ويضيف التقرير أن كل ذلك يبشر بهزيمة قاسية لإيران التي تحقق إنجازات في الجبهات الأخرى (البحرين واليمن ومصر). ولكن إيران قلقة جدا مما يجري في دمشق وهي تساعد الأسد في مساعيه لقمع المعارضة. كما أن المخاطر على النظام في سورية تقلق حزب الله. ولا يزال يتعذر معرفة إن كانت الأنظمة الأخرى ستواجه ثورات إضافية. وبحسب الاستخبارات فإن الأردن يعيش تحديا لكنه لا يزال مستقرا نسبيا وقد أفلح الملك عبد الله في المبادرة وانتهاج انفتاح على معارضيه. والظاهرة الأبرز في المنطقة هي صعود الإسلام السياسي بشتى ألوانه، وإضافة إلى صعود الإسلام تلحظ الاستخبارات الإسرائيلية فهما عربيا، ربما مبالغ فيه، بشأن ضعف النفوذ الأمريكي في المنطقة. وفي الانتقال إلى عالم متعدد الأقطاب لم تدخل بعد إلى الفراغ قوة بديلة.

ويدخل أصابعهم في المنطقة العربية اليوم الروس والصينيون والأوروبيون والأتراك والإيرانيون وكذلك الإسرائيليون. وكل ذلك ينبئ بتحول تاريخي يستدعي تغييرا في النظرة وتطوير أنماط متابعة الأحداث والاستعداد طويل الأجل من جانب الجيش لمواجهة احتمالات تنزلق فيها الأمور من نزاعات داخلية إلى صدامات على الحدود. وخلص التقرير إلى القول إنّ للهزة الإقليمية تأثيراتها على مساعي بناء القوة في الجيش الإسرائيلي، فالجيش مضطر لأن يغدو أكثر مرونة وأن يتكيف مع سيناريوهات مختلفة من الحرب التقليدية، إلى مواجهة الإرهاب وصولا إلى التصدي للتهديدات على الشرعية الإسرائيلية من التظاهرات على الحدود إلى الاستفزازات وصولا إلى احتمال تدفق لاجئين جرّاء حرب أهليّة.

اعتقال مراسل لصحيفة ‘السفير’ اللبنانية في سورية

بيروت ـ ا ف ب: اعتقلت قوات الامن السورية مراسلا لصحيفة ‘السفير’ اللبنانية في سورية خلال تظاهرة معارضة للنظام السوري في دمشق، بحسب ما افاد مسؤول في قسم التحرير في الصحفية وكالة ‘فرانس برس’ امس الاربعاء.

وقال المسؤول رافضا الافصاح عن اسمه ‘فقدنا الاتصال مع مراسلنا محمد دحنون امس (الثلاثاء) خلال تظاهرة احتجاج في شارع الميدان في دمشق’.

واضاف ‘تم اعتقاله. رأى شهود عناصر من الامن يجرونه بعيدا عن الحشد’، مضيفا ان دحنون كان ‘على الارجح يغطي التظاهرة’.

ويراسل دحنون ملحق ‘الشباب’ في جريدة ‘السفير’ منذ خمس سنوات، الا انه بدأ خلال الاشهر الاخيرة يكتب عن حركة الاحتجاج السورية وعملية القمع التي تواجه بها وتسببت حتى الآن بمقتل اكثر من خمسة الاف شخص.

على موقع ‘فيسبوك’ الالكتروني للتواصل الاجتماعي، فتحت صفحة تطالب بالافراج عن محمد دحنون صار عدد المنتسبين اليها حوالى 550. وتشير الصفحة الى ان دحنون في الثلاثين من عمره وانه من مواليد مدينة ادلب السورية، و’قد تم اعتقاله في منطقة الميدان في دمشق’.

وتعتبر صحيفة ‘السفير’ اجمالا مؤيدة للسياسة السورية و’لمحور الممانعة والمقاومة’ الذي تمثله دمشق وحزب الله ضد اسرائيل في المنطقة.

الا انها ومنذ بدء الاضطرابات في سورية في منتصف آذار/مارس، نشرت مقالات وتحليلات عدة تتضمن انتقادات للنظام السوري. وكان آخر هذه المقالات افتتاحية لصاحب الصحيفة طلال سلمان نشرت في 12 كانون الاول/ديسمبر ودعت بشكل غير مباشر الرئيس السوري بشار الاسد الى التنحي.

وجاء في الافتتاحية ‘بعد عشرة شهور من الاضطراب الدموي سقط خلالها الاف من الضحايا، (…) لم تعد تكفي البيانات الرسمية المقتضبة عن (العصابات المسلحة) لتفسير ما يحصل في سورية ولها’. واعتبر سلمان ان ‘الروايات الرسمية’ عما يحصل في سورية ‘لا يقبلها عقل ولا تصدر عن منطق’. ودعا الرئيس السوري الى ‘ان يصارح شخصيا الشعب السوري (…) وان يقدم توصيفا دقيقا وجديا للاوضاع المضطربة في سورية’.

وكتب ‘لا بد من ايقاف عمليات القتل والاعتقال التي باتت تهدد وحدة الوطن السوري’، داعيا الرئيس السوري الى ‘مبادرة شجاعة وسريعة’.

وتساءل ان كان الاسد سيتخذ ‘من مبادرة جمال عبد الناصر بعد هزيمة الخامس من حزيران/يونيو 1967 دليلا ومرشدا الى الانقاذ’، في اشارة الى اعلان عبد الناصر تنحيه عن السلطة في ذلك الوقت. وكانت صحيفة ‘السفير’ وصحيفة ‘الاخبار’ اللبنانيتان اعلنتا في 18 تموز/يوليو انهما منعتا من التوزيع في سورية. ولدى بدء التحركات الاحتجاجية في سورية، قللت الصحيفتان بشكل عام من شأن الاحداث، لكن مع تطورها وارتفاع عدد الضحايا، بدأت الصحيفتان توسعان الهامش المعطى على صفحاتهما لاخبار المحتجين السوريين.

تنديد بارتفاع عدد القتلى… وخطف 5 إيرانيين في حمص

واشنطن تفاوض موسكو وتطالب برحيل الأسد

استحوذت الأنباء عن ارتفاع عدد القتلى في سوريا خلال اليومين الماضيين على ردود الفعل الدولية والعربية، التي شددت على أهمية وقف العنف وإنجاح المبادرة العربية، وذلك بالتزامن مع مشاورات أميركية ــ روسية بشأن المشروع الروسي في مجلس الأمن

عشية وصول طلائع المراقبين العرب الذين قررت الجامعة العربية إرسالهم إلى سوريا للإشراف على تنفيذ الخطة العربية لحل الأزمة، صدرت العديد من المواقف الدولية المنتقدة لاستمرار العنف في سوريا بعد الأنباء التي تحدثت عن تخطي عدد القتلى أول من أمس المئة، معظمهم مما يسمى «الجيش السوري الحر»، في وقتٍ تستمر فيه المشاورات بشأن المشروع الروسي المطروح في مجلس الأمن الدولي وسط مطلب أميركي واضح بتشديده.

وذكرت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، فيكتوريا نولاند، أن وزيري خارجية أميركا هيلاري كلينتون وروسيا سيرغي لافروف، اتفقا على أنه «لا بد من الاستمرار بالعمل في نيويورك في مشروع القرار الروسي، الذي يشدد على أن الحل الوحيد للأزمة الراهنة في سوريا يكون من خلال عملية سياسية سورية شاملة بهدف التصدي الفعّال للتطلعات المشروعة ومخاوف الشعب».

ووفقاً لنولاند، أوضح الجانب الأميركي أنه «لا بد من إجراء تحسينات في المشروع الروسي»، وأنه يريد «أن تُدعَم مبادرة جامعة الدول العربية»، مضيفةً: «لذا، نحن الآن على مسارين: الاستمرار في العمل على قرار في نيويورك، ومن ثم اختبار جدية السوريين في تطبيق التزاماتهم تجاه جامعة الدول العربية»، وذلك غداة اعتبار الخارجية الأميركية أن خطة الجامعة العربية الخاصة بسوريا يمكن أن تحقق نتائج، لكن هذا يعتمد على أن تفي دمشق جانبها من الاتفاق.

من جهته، أكد وزير الخارجية الروسي لنظيرته الأميركية أهمية التأثير بنحو فعال في المعارضة السورية بما يخدم إشاعة استقرار الوضع في سوريا، ومن خلال الاتصال بنحو معمق مع الأطراف السورية ضمن سياق خطة العمل العربية.

وفي السياق نفسه، طالبت فرنسا روسيا أيضاً بتسريع وتيرة المفاوضات في مجلس الأمن بشأن مشروع القرار الذي اقترحته بشأن سوريا والذي ينص في جزء منه على إدانة العنف الذي ترتكبه «جميع الأطراف»، وهو ما عدّته فرنسا غير مقبول؛ لأنه «يساوي بين قمع النظام والمتظاهرين».

من جهةٍ ثانية، تطرق بيان الخارجية الفرنسية إلى ما وصفه «مذبحة هائلة وغير مسبوقة حدثت أمس في سوريا الثلاثاء الماضي، ما أدى إلى مقتل نحو 120 شخصاً»، مشيراً إلى أنه «يجب القيام بكل ما يمكن لوقف دائرة القتل التي يدخل (الرئيس السوري) بشار الأسد شعبه فيها كل يوم أكثر فأكثر»، وذلك بعدما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن ارتفاع حصيلة قتلى بلدة كفر عويد بمحافظة إدلب أول من أمس إلى 111. بدوره، أعرب المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني عن الشعور «بانزعاج شديد» لأنباء مقتل «مدنيين» على أيدي السلطات السورية. وطالب «الداعمين القليلين الباقين لسوريا في المجتمع الدولي بتحذير دمشق من أنه إذا لم تُنفَّذ مبادرة الجامعة العربية كاملاً، فإن المجتمع الدولي سيتخذ خطوات إضافية للضغط على نظام الأسد لوقف حملته».

وذكر بيان للبيت الأبيض أن «الولايات المتحدة لا تزال تعتقد أن الطريقة الوحيدة لإحداث التغيير الذي يستحقه الشعب السوري هو أن يغادر الرئيس بشار الأسد السلطة»، مشيراً إلى أن كلام نظام الأسد ليس لديه صدقية عندما تليه أعمال مشينة ومدانة.

كذلك أعرب وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرسي، عن «رفض بلاده لتواصل العنف في سوريا، وعن القلق من توسع هذه الظاهرة على المستوى الإقليمي لوجود صلات مباشرة لسوريا مع جيرانها، أي تركيا ولبنان والعراق».

أما وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، فرأى أن أعمال العنف الدامية التي شهدتها سوريا في الساعات الماضية، رغم توقيع دمشق بروتوكول الجامعة العربية «غير مقبولة»، معرباً في الوقت نفسه عن الأمل في نجاح كل بنود المبادرة، ومؤكداً أن «تركيا ستبذل أقصى جهودها للعمل على إنجاح هذه المبادرة التي هي في الحقيقة مبادرتنا نحن أيضاً وسندعمها وندافع عنها وسنراقب تنفيذها».

من جهته، دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، الحكومة السورية إلى «تحمّل مسؤولياتها إزاء توفير الحماية للمدنيين السوريين، تنفيذاً لتعهداتها بموجب خطة العمل العربية»، معبراً عن «بالغ قلقه إزاء تواتر الأنباء عن تصاعد أعمال العنف في العديد من المدن السورية وخاصة في أنحاء مختلفة من محافظات إدلب وحمص ودرعا ودير الزور»، ومؤكداً «ضرورة التحرك السريع لتوفير الأجواء الملائمة لمباشرة بعثة مراقبي الجامعة لمهماتها في سوريا».

وفي السياق، طالب المجلس الوطني السوري المجلس الوزاري العربي بـ«عقد جلسة عاجلة لإدانة مجازر النظام الدموية واتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية المدنيين السوريين بالتعاون مع الأمم المتحدة»، فضلاً عن مطالبته مجلس الأمن الدولي بعقد جلسة طارئة لوقف «المجازر المروعة، التي أودت بحياة قرابة 250 شهيداً خلال ثمانٍ وأربعين ساعة».

ميدانياً، أعلنت محطة «الإخبارية السورية» أن الجهات المختصة في إدلب اشتبكت مع مسلحين في منطقة كفر عويد والمناطق التي حولها وتمكنت من قتل عشرات المسلحين، في وقتٍ شهدت فيه ساحة الأمويين تجمعاً حاشداً للسوريين «تقديراً لتضحيات الجيش ودوره في حماية أمن الوطن واستقراره وتصديه للمؤامرة التي تتعرض لها سوريا، وتأكيداً لتلاحم الشعب معه في مهمته الوطنية». وأكدت السفارة الإيرانية في دمشق خطف خمسة فنيين إيرانيين في مدينة حمص أثناء توجههم إلى مكان عملهم وطالبت بالإفراج الفوري عنهم، فيما أعلنت وزارة الكهرباء في سوريا «اختفاء 8 مهندسين من جنسيات مختلفة بمحطة كهرباء جندر في حمص، من بينهم 5 مهندسين إيرانيين».

في هذه الأثناء، أفادت وكالة الأنباء السورية «سانا» بأن اللجنة الوطنية المكلفة إعداد مشروع دستور جديد استكملت خلال اجتماعها اليوم برئاسة مظهر العنبري رئيس اللجنة مناقشة مواد الفصل الثاني من مشروع الدستور المتعلقة بالسلطة التنفيذية بشقيها، سواء تلك المتعلقة بصلاحيات رئيس الجمهورية أو رئاسة الوزراء.

(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)

الأسد يرفض استقبال مشعل ورحيل قيادة حماس عن دمشق

عبدالاله مجيد

الأسد قابل نصرالله ورفض لقاء مشعل

المعارضة السورية تطالب بوقف المجازر غداة مقتل 125 مدنيا

مسؤول ألماني لـ” إيلاف”:يجب اعتقال بشار الأسد وأخيه

أفادت تقارير أن قيادة حماس في سوريا تبحث عن بلد آخر تنقل إليه مقرها بسبب الانتفاضة المتواصلة منذ نحو تسعة أشهر وما اعترى العلاقة بين قيادة حماس وسوريا من توتر.  كما أشارت التقارير إلى أن إيران أوقفت مساعداتها المالية للحركة، بحسب موقع صحيفة يديعوت الإسرائيلية.

وأشار الموقع إلى ما نقلته جريدة الحياة اللندنية يوم الأربعاء عن “شخصية إسلامية” رفضت كشف هويتها من “أن العلاقات بين حركة حماس والسلطات السورية تشهد الآن توترا شديدا بفعل الموقف من الانتفاضة السورية”.  وزادت أن معظم رموز الحركة باستثناء رئيسها خالد مشعل غادروا دمشق إلى دول مختلفة وأن الشخص الثاني في قيادة الخارج موسى أبو مرزوق غادر دمشق إلى عمان علما بأن وجود أبو مرزوق في العاصمة الأردنية مشروط بعدم قيامه بأي نشاط سياسي أو إعلامي.

وأشارت الصحيفة إلى أن قيادة حماس أُبعدت عن الأردن منذ نحو عشر سنوات قبل أن تستقر في سوريا. وتابعت الشخصية الإسلامية أن قرار مغادرة مشعل لم يؤخذ بعد على رغم أن قطر تجري محادثات مع عدد من الدول على رأسها الأردن من اجل استقباله، لكن هناك مؤشرات قد تكون ايجابية حيال استقبال مشعل بشروط في عمان.

وبحسب الشخصية الإسلامية فان الرئيس السوري بشار الأسد رفض استقبال مشعل بعدما دعا زعيم الحركة إلى المباشرة بالإصلاح استباقا لاحتمالات انتقال الثورات العربية إلى سوريا.

بعد ذلك قام مشعل بزيارة سرية إلى بيروت حيث التقى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وطلب منه التدخل لنصح القيادة السورية بضرورة الاستجابة السريعة لمطالب المتظاهرين.  وأبلغه أن الحركة لا تستطيع أن تقف إلى جانب النظام في ظل كل هذه الدماء المراقة.

وقال نصر الله لمشعل انه سيطلب موعدا مشتركا له ولمشعل للقاء الأسد ولكن الموعد أُعطي فقط لنصر الله. وكان الأخير وعد مشعل بزيارة يبلغه فيها نتائج اللقاء مع الرئيس السوري، إلا انه غادر دمشق دون لقائه وأرسل إليه لاحقا موفدا أبلغه بأن السيد حسن نصر الله أوصل رسالته إلى الرئيس السوري.

وأوضحت الشخصية الإسلامية أن التوتر مع القيادة السورية بدأ قبل الانتفاضة عندما قدم مشعل نصيحته بالشروع في الإصلاح. وبعد أحداث درعا التقى مشعل قيادات سورية سياسية وعسكرية وكرر أمامها ضرورة الإسراع في تسوية الأمر ومعاقبة المتسببين بالأحداث فنصحوه بأن يطلب ذلك من الرئيس السوري مباشرة فطلب موعدا لكنه لم يلق جوابا.

ويبدو، بحسب المصدر الإسلامي، أن إيران دخلت على خط الضغوط على حماس فأوقفت المساعدات المالية التي كانت تدفعها شهريا للحركة، ما انعكس كأزمة مالية في قطاع غزة.  وأشار موقع الصحيفة الإسرائيلية الذي نقل حديث الشخصية السياسية لصحيفة الحياة إلى أن دولا خليجية لم يذكرها المصدر تولت تعويض الحركة خسارتها المورد الإيراني.

 وأكدت الشخصية الإسلامية أن حزب الله أيضا فكر في النأي بنفسه عن النظام السوري لكن ضغوطا إيرانية أدت إلى إعلان الحزب وقوفه إلى جانب النظام.

سوريا واثقة بانتظار وصول بعثة المراقبين العرب والمعارضة تتوجس

أ. ف. ب.

دمشق: رحبت سوريا بثقة بمهمة مراقبي الجامعة العربية التي من المتوقع ان تصل طليعتها الخميس في حين انتقدتها المعارضة ورات فيها “مناورة من النظام” داعية بدلا من ذلك لاحالة الملف السوري إلى الامم المتحدة.

وكانت الجامعة العربية قد اقترحت إرسال مراقبين لرصد ما يجري في سوريا على امل إنهاء شهور من العنف ووقف قمع النظام العنيف للاحتجاجات، وسوف تشمل البعثة ارسال مجموعة اولى من نحو 30 الى 50 مراقبا يرافقهم افراد اداريون وامنيون لبدء العمل الخميس.

غير ان زعماء المعارضة السورية رفضوا بعثة مراقبي الجامعة العربية، التي يرأسها سمير سيف اليزل مساعد الامين العام للجامعة نبيل العربي، باعتبار استقبالها “حيلة” من جانب نظام دمشق.

غير ان الحكومة السورية تنفي ذلك وقال جهاد المقدسي المتحدث باسم الخارجية السورية ان من مصلحة دمشق نجاح البعثة، باعتبار ان مهمتها هي رصد الوضع على الارض، وسوف تدرك ان الامور ليست “اسود وابيض”، بل هي “اكثر تعقيدا بكثير من ذلك”.

وبعد اسابيع من التلكؤ وقع نظام الرئيس بشار الاسد المحاصر اتفاقا في مقر الجامعة العربية بالقاهرة الاثنين بقبول استقبال المراقبين لمتابعة خطة لوقف اراقة الدماء.

وتأتي بعثة المراقبين في اطار خطة عربية قبلتها سوريا في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر، دعت ايضا لوقف العنف والافراج عن المعتقلين وسحب الجيش من البلدان والمناطق السكنية.

غير ان دمشق تمكنت من الحصول على تنازلات هامة تتعلق بالخطة الاولية للمراقبين حيث قالت السلطات السورية انها كانت مبهمة ولم تأخذ في الاعتبار بما يكفي الامن الوطني للبلاد.

وقال المقدسي ان سوريا طرحت 18 سؤالا على الجامعة العربية، وفي خلال الساعات الثماني والاربعين الماضية صاغ المحامي المصري المعروف علي الغتيت والذي ينظر اليه باعتباره مقربا من النظام السوري ومن العربي ايضا،الوثيقة النهائية.

وطبقا للبروتوكول الذي يحكم عمل المراقبين فسوف يكون عددهم مناسبا بما يسمح بنجاح المهمة ويتم تشكيلهم “من الخبراء المدنيين والعسكريين العرب من مرشحي الدول العربية ذات الصلة بأنشطة حقوق الإنسان .. “.

وقال البرتوكول أن “الجامعة قد تستعين بالخبرات الفنية والمراقبين من الدول العربية والاسلامية والصديقة لتنفيذ المهام الموكلة للبعثة”.

وتشمل مهمة المراقبين “الاطلاع على حقيقة الاوضاع والاحداث الجارية من خلال المراقبة والرصد لوقف جميع أعمال العنف ومن أي مصدر كان في المدن والاحياء السكنية السورية”.

ويشير البروتوكول الى رصد وقف العنف “من كافة الاطراف”، وضمان الافراج عن المعتقلين “على خلفية الازمة الراهنة”.

وتابع نص البروتوكول “سيكون من بين مهام البعثة التأكد من عدم تعرض أجهزة الامن السورية فضلا عما يسمى عصابات الشبيحة للمظاهرات السلمية، والتأكد من الافراج عن المعتقلين بسبب الاحداث الراهنة، ومن سحب وإخلاء جميع المظاهر المسلحة من المدن والاحياء السكنية التي شهدت أو تشهد مظاهرات وحركات الاحتجاج”.

كما اشار البروتوكول الى “منح رخص الاعتماد لوسائل الاعلام العربية والدولية ومنحها حرية التنقل دون التعرض لها، ومنح البعثة حرية الاتصال والتنسيق مع المنظمات غير الحكومية ومع المسؤولين الحكوميين ومع من تراه مناسبا من الافراد والشخصيات وعائلات المتضررين من الاحداث الراهنة”.

واكد ذلك بالاشارة مجددا الى “منح البعثة حرية كاملة في الحركة وحرية إجراء ما تراه مناسبا من زيارات واتصالات ذات صلة بالمسائل المتعلقة بمهامها وإطار وأساليب عملها المتعلقة بتوفير الحماية للمواطنين عبر التنسيق مع الحكومة السورية”.

كما اشتمل البروتوكول على “توفير الحرية الكاملة للبعثة في زيارة السجون والمعتقلات ومراكز الشرطة والمستشفيات” في الوقت الذي تحدده البعثة و”بالتنسيق مع الحكومة السورية”، وحرية إجراء اللقاءات والاجتماعات اللازمة للبعثة لاداء مهامها، وتتعهد الحكومة من جانبها بعدم “معاقبة أو الضغط على أي شخص بأي شكل من الأشكال وأفراد أسرته بسبب اتصاله مع البعثة أو تقديم شهادات أو معلومات لها”.

وابرز المقدسي ان نص البروتوكول اشار الى العنف “من كافة الاطراف” فضلا عن المجموعات المسلحة، اذ يأخذ في الاعتبار ما تصفه دمشق “بالعصابات المسلحة” التي تحملها مسؤولية تردي الوضع في البلاد.

واعتبر النظام انه من المسلم به ان المراقبين سيرفعون تقارير منتظمة عن عملهم الى الحكومة السورية والى الجامعة العربية.

واضاف المقدسي ان المجموعة العربية ستكشف عن هوية المراقبين وتفاصيل بعثتهم والاماكن التي يريدون التوجه اليها لان سوريا مسؤولة عن سلامتهم.

وتوقع وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان يؤكد المراقبون قول دمشق ان العنف ناجم عن “جماعات ارهابية مسلحة” وليس عن متظاهرين سلميين كما تؤكد قوى غربية ومنظمات حقوقية.

وتقدر الامم المتحدة ان اكثر من خمسة الاف شخص قتلوا في حملة النظام منذ منتصف اذار/مارس.

وتقول سارا ليا ويتسون مديرة شؤون الشرق الاوسط بمنظمة هيومن رايتس ووتش ان الجامعة العربية بحاجة لاظهار “استقلالية مراقبيها وقدرتهم على العمل بفاعلية” لتبديد “المخاوف المبررة من ان يكون ذلك تكتيكا اخر من الحكومة السورية بهدف كسب الوقت”.

وقال المعلم ان المراقبين سيتمكنون من الوصول الى ما وصف بالبؤر الساخنة، ولكن ليس المواقع العسكرية الحساسة. غير ان هيومن رايتس ووتش دعت دمشق للسماح للمراقبين بالوصول الى كافة المناطق.

ومن جانبها انتقدت مجموعات المعارضة السورية البروتوكول وبعثة المراقبين، وقال عمر إدلبي المتحدث باسم لجان التنسيق المحلية التي تدير الاحتجاجات على الارض “ندعو الجامعة العربية لاحالة قضية الازمة السورية الى مجلس الامن الدولي”.

ووصف ادلبي بعثة المراقبين بانها “محاولة اخرى من جانب النظام للالتفاف على المبادرة العربية وتفريغها من مضامينها”.

واضاف “سيتم اعطاء جنود وافراد من اجهزة الامن اوراق ثبوتية كشرطة بهدف خداع المراقبين”.

وكان المجلس الوطني السوري المعارض قد دعا الاربعاء لجلسات عاجلة لمجلس الامن الدولي والجامعة العربية ردا على ما وصفه ب”مجازر” ترتكبها قوات الامن السورية.

وقال المجلس الذي يضم فصائل معارضة ان 250 شخصا قتلوا خلال الساعات الثماني والاربعين الماضية.

غير ان رامي عبد الرحمن الذي يرأس المرصد السوري لحقوق الانسان قال انه ينظر الى بعثة المراقبين باعتبارها بارقة امل، مضيفا ان “التوقيع على البروتوكول في صالح الثورة، لان النظام لو طبق كافة بنود الاتفاق ستحل الديمقراطية في سوريا قريبا جدا، وسينزل الناس الى الشوارع بأعداد هائلة”.

رئيس البعثة سوداني ذو خبرة عسكرية امنية

ويملك الفريق محمد احمد مصطفى الدابي الذي عينته الجامعة العربية رئيسا لبعثة مراقبيها في سوريا خبرة عسكرية وامنية ودبلوماسية اكتسبها خلال مسيرة مهنية امتدت اكثر من اربعين عاما في بلده السودان.

وبدا الدابي البالغ من العمر 63 عاما مطمئنا وهو يرتدي الزي السوداني التقليدي في منزله الواسع بمنطقة كافوري الراقية في الخرطوم عشية توجهه الى القاهرة للقاء امين عام الجامعة العربية نبيل العربي لمناقشه مهام بعثة المراقبة.

ورفض الدابي الذي التقته فرانس برس الخوض في تفاصيل المهمة قبل لقائه العربي واكتفى فقط بتقديم سيرته الذاتية.

ولد الدابي بحسب هذه السيرة في مدينة بربر بولاية نهر النيل شمال العاصمة الخرطوم في شباط/فبراير 1948 والتحق في العام 1969 بالعمل في الجيش السوداني ضابطا برتبة ملازم وتدرج حتى وصل الى رتبة فريق قبل ان يغادر الخدمة العسكرية في عام 1999.

وتولى الدابي ادارة الاستخبارات العسكرية للجيش السوداني في 30 حزيران/يونيو 1989 (وهو اليوم الذي انقلب فيه عمر البشير على الحكومة في السودان) وبقي في هذا المنصب حتى 21 اب/اغسطس 1995.

بعدها تقلد منصب مدير الامن الخارجي بجهاز الامن السوداني في تموز/يوليو 1995 وحتى تشرين الثاني/نوفمبر 1996 حين عين نائبا لرئيس اركان الجيش السوداني للعمليات الحربية وبقي في هذا المنصب حتى شباط/فبراير 1999 وهي فترة تزامنت مع بعض اشرس المواجهات في الحرب الاهلية بين شمال وجنوب السودان.

وبين شهري شباط/فبراير واب/اغسطس من العام ذاته عمل الدابي ممثلا لرئيس الجمهورية لولايات دارفور مسؤولا عن الامن بها مع تفويضه صلاحيات رئيس الجمهورية قبل اندلاع التمرد في الاقليم عام 2003.

وبعد انتهاء مسيرته العسكرية عين سفيرا في قطر بين عامي 1999 و2004 ليعود بعدها الى السودان حيث عين مساعدا لممثل رئيس الجمهورية لدارفور. وكان ممثل رئيس الجمهورية لدارفور حينها عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع السوداني الحالي الذي اصدر مدعي المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه.

وعقب صدور قرار مجلس الامن الدولي رقم 1591 الذي فرض عقوبات على عدد من المسؤلين السودانين المطلوبين لمحكمة الجنايات الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب في دارفور وعلى رأسهم الرئيس السوداني عمر البشير، عين الدابي “منسقا وطنيا” للحملة السودانية المناهضة لهذا القرار.

وفي عام 2007 تولى الدابي منصب مفوض الترتيبات الامنية لدارفور عقب توقيع الحكومة السودانية اتفاق سلام ابوجا مع حركة تحرير السودان جناح مني مناوي احدى حركات دارفور المتمردة.

ويشغل الدابي منذ اب/اغسطس 2011 منصب سفير بوزارة الخارجية السودانية.

تواصل المجازر.. وواشنطن: الأسد لا يستحق أن يحكم

غضب دولي بعد سقوط 250 قتيلا منذ توقيع البروتوكول.. والمعارضة تدعو لتحرك دولي عاجل * مجهولون يختطفون 5 إيرانيين في حمص

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: كارولين عاكوم ـ واشنطن: محمد علي صالح باريس: ميشال أبو نجم ـ القاهرة: «الشرق الأوسط»

أثارت أنباء المجازر التي وقعت في سوريا منذ الاثنين الماضي, اثر توقيع دمشق لبروتوكول بعثة المراقبين العربية، وأدت إلى مقتل 250 شخصا بينهم 111 في إدلب، استياء وغضبا دوليا عارما، في وقت حملت فيه المعارضة السورية الجامعة العربية مسؤولية المجازر، ودعت لتحرك دولي عاجل في مجلس الأمن لحماية المدنيين.

وأصدر المجلس الوطني السوري بيانا أعلن فيه أن «مجازر النظام السوري تقتضي تحركا عربيا ودوليا عاجلا». وعبرت واشنطن عن «انزعاجها الشديد» من التقارير الواردة حول استمرار النظام «في استهداف أعداد كبيرة من المدنيين والجنود المنشقين بشكل عشوائي، وتدمير البيوت والمحال وتوقيف المتظاهرين، من دون مراعاة الأصول القانونية». وحذرت في بيان صادر عن البيت الأبيض أمس، الرئيس السوري بشار الأسد، من أن العالم «يراقب» ما يحصل، مهددة بخطوات إضافية إذا لم يلتزم الأسد بالمبادرة العربية بشكل كامل. وقال البيان «مرة تلو الأخرى، أثبت الأسد أنه لا يستحق أن يحكم سوريا».

إلى ذلك، قالت السفارة الإيرانية في دمشق في بيان أمس، إن 5 فنيين إيرانيين يعملون في محطة للكهرباء في مدينة حمص السورية، خطفوا على أيدي مجموعة مجهولة.

استمرار القتل في سوريا وارتفاع عدد ضحايا يوم الثلاثاء إلى 125 قتيلا

أكثر الأيام دموية في عمر الثورة السورية > رفع علم الاستقلال على قلعة دمشق.. ودعوات للتظاهر استنكارا «للمجازر»

جريدة الشرق الاوسط

عشية وصول أول بعثة تمهيدية من المراقبين الدوليين إلى سوريا، ارتفع عدد القتلى الذين سقطوا أول من أمس إلى 125 قتيلا بحسب ناشطين، بينما قتل أمس 16 مدنيا على الأقل. وقالت لجان التنسيق المحلية إن 16 قتيلا سقطوا أمس، بينهم طفلان وسيدتان، خمسة منهم في حماة وأربعة في حمص وثلاثة في كل من إدلب ودرعا، وآخر في اللاذقية. وارتفعت حصيلة يوم الثلاثاء الدموي إلى 125 شخصا، بينهم 111 شخصا في إدلب وحدها، يضاف إليهم 14 عنصر أمن نظاميا قتلوا في درعا و«مائة جندي منشق على الأقل سقطوا بين قتيل وجريح» في جبل الزاوية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وكان المرصد ذكر أن ما يصل إلى 70 جنديا سوريا منشقا قتلوا الاثنين في محافظة إدلب نفسها.

وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 111 مدنيا وناشطا قتلوا بالإضافة إلى أكثر من 100 أصيبوا بين المنشقين على الجيش في محافظة إدلب ليصبح أول أمس، الثلاثاء، «أكثر الأيام دموية في الثورة السورية». وقال المرصد إن المنشقين أعطبوا أو دمروا 17 عربة عسكرية في إدلب منذ يوم الأحد وقتلوا 14 فردا من قوات الأمن أمس في كمين بمحافظة درعا الجنوبية التي انطلقت منها الاحتجاجات المناهضة للأسد في مارس (آذار).

وقال ناشطون في إدلب أمس، إن «أكثر من 60 قتيلا وضعوا في المسجد الشمالي في بلدة كفر عويد، بعد أن تم قطع رأس إمام الجامع ووضع على الباب». وقال الناشطون إن «هؤلاء ضحايا مجزرة ارتكبتها قوات النظام السوري في جبل الزاوية في منطقة كفر عويد» مساء أول من أمس. وقد حصلت المجزرة بعد قيام قوات النظام باقتحام قرى الموزرة وقوقفين، وهروب الأهالي إلى الجبال المطلة على سهل الغاب حيث يقع وادي أبو دماية، حيث قامت دبابات جيش النظام بحصار الأهالي الهاربين من جهتي الغرب والشرق وقصفتهم. وقالت مصادر محلية إن يوم أمس سمعت أصوات قصف عنيفة لمدينة خان شيخون في محافظة إدلب.

من جهته، قال المجلس الوطني السوري إن 250 شخصا قتلوا يومي الاثنين والثلاثاء في «مذابح دموية»، ودعا جامعة الدول العربية والأمم المتحدة لاتخاذ إجراء لحماية المدنيين. كما دعا السوريين والعرب في الخارج إلى تنظيم مظاهرات حاشدة «استنكارا للمجازر» التي اتهم النظام السوري بارتكابها في مناطق سورية عدة. ودعا المجلس «التنسيقيات الناشطة في الخارج إلى بدء حملات إعلامية وسياسية والاتصال بالنواب في بلدانهم والهيئات الحقوقية والمدنية لوضعها في صورة الواقع المأساوي في سوريا، وعمليات الإبادة التي يقوم بها النظام وكتائبه الإجرامية».

وفي دمشق، نجح مناهضون للنظام السوري في التسلل إلى سطح قلعة دمشق التاريخية ورفع علم الاستقلال (علم الثورة) على السور وسط العاصمة، وفي منطقة تعج بالمارة وعناصر الأمن والشبيحة. ولم يتمكن متظاهرون آخرون من تشييع جثمان الشهيد محمد أيهم السمان في حي الميدان، حيث تعرض المشيعيون لإطلاق نار وقنابل مسيلة للدموع، ليكون يوم أمس اليوم الثالث على التوالي الذي تشهد فيه منطقة الميدان مظاهرات مناهضة للنظام وسط استنفار أمني شديد. وقالت إحدى المشاركات في التشييع يوم أمس إن عددا من النساء حاولن تخليص شبان من بين أيدي الشبيحة والأمن الذين اعتقلوا نحو خمسين شابا، وقالت: «لقد حاول الشبيحة تهديدنا بالقتل بالرصاص تارة أو دهسا بالسيارة تارة أخرى، وكنا نحو عشرين امرأة، حاصرنا نحو 300 من عناصر الأمن وحفظ النظام الذي قطع طريق الكورنيش لمدة ساعة ومنع المارة من رؤية ما يجري، وقد تعاطف الناس معنا وتمنكا من التخلص منهم، عندما تم فتح الطريق لتمر السيارات، وبعد ساعتين أمسكنا بأيدي بعض وقطعنا الطريق ومشينا باتجاه ساحة الأشمر نهتف: بدنا المعتقلين بدنا المعتقلين.. وعندما وصلنا الساحة انتظرنا مجيء باص نقل داخلي خاص فصرخنا وسط الطريق وركضنا باتجاهه دون أن نترك أيدي بعض».

من جانب آخر، قال ناشطون إن منطقة برزة البلد لا تزال مستمرة في الإضراب العام، وقالوا إن نسبة الإضراب بلغت أمس 95%.

وفي ريف حمص، قامت قوات الجيش بحملة تمشيط لكل بيوت مدينة القصير والأراضي الزراعية والقرى المحيطة بها، مع حملة اعتقالات طالت العشرات من أهالي المنطقة، وتأتي هذه الحملة بعد قطع الطرق المؤدية للمنطقة وحظر التجول. وبعد أن تمت إعادة الاتصالات الأرضية والجوالة والماء والكهرباء، وذلك عقب ثلاثة أيام شهدت خلالها المنطقة قصفا عنيفا أسفر عن إحراق وهدم نحو ثلاثين منزلا واستشهاد عشرة أشخاص بينهم امرأتان وإصابة أكثر من ثلاثين آخرين. وقالت مراسلة تلفزيون «الدنيا» الموالي للنظام إن الجهات المختصة ضبطت «أجهزة اتصال سلكية تستخدمها المجموعات الإرهابية المسلحة للتواصل فيما بينها» في منطقة القصير، وإنه تم «الكشف عن مشفى ميداني مع معداته، وألقي القبض على عدد من عناصر المجموعات الإرهابية المسلحة» في القصير.

أمين سر «الجيش الحر» لـ«الشرق الأوسط»: النظام يحاول إبادتنا خلال «مهلة العربي»

قال إن مناطق كبيرة تخرج عن سيطرة النظام.. ومستشفى لـ«الجيش» في جبل الزاوية يهدم على الجرحى

جريدة الشرق الاوسط

تعيش قيادات «الجيش السوري الحر» هاجس «الإبادة» خلال المهلة الفاصلة بين توقيع برتوكول المراقبين الدوليين وموعد وصولهم بعد نحو 10 أيام. ويحاول هؤلاء عبر عتادهم الخفيف الدفاع عن المناطق التي يسيطرون عليها ومنع الجيش النظامي السوري من دخولها، بعد تحول بعض المناطق إلى بقع خارجة عن سيطرة النظام بالكامل، كما قال لـ«الشرق الأوسط» أمس أمين سر «الجيش السوري الحر» النقيب المظلي عمار الواوي الذي كشف عن وجود «مستشفى كامل في جبل الزاوية للجيش السوري الحر تم قصفه أول من أمس وهدمه على رؤوس المرضى والمعالجين»، وهو كلام يشير إلى واقع وجود مناطق كبيرة تحت سيطرة المنشقين والمعارضين للنظام الذي سعى إلى «استعادتها» بالقوة قبل وصول المراقبين.

وحذر الواوي من أن النظام السوري يسعى لتدمير «الجيش الحر» وقتل الكمية الأكبر من المتظاهرين قبل دخول المراقبين العرب إلى سوريا. وحمل بشدة على الأمين العام لجامعة الدول العربية «لإعطائه النظام فرصة 10 أيام لقتل المتظاهرين قبل إرسال المراقبين».

ورد الواوي الخسائر التي تكبدها الجيش السوري الحر، إلى أن «عناصره ينتشرون في مناطق أصبحت عصية على النظام في حمص ودرعا وإدلب، لكنهم لا يمتلكون إلا عتادهم الخفيف، ولهذا فإن النظام يكثف عملياته الآن من أجل القضاء على جميع عناصر الجيش الحر كي لا يشعر الشعب السوري بالراحة والأمان فيخرج للتظاهر ضد النظام». وأضاف: «إنهم يحاولون استغلال المهلة العربية للقضاء على مقاومة الجيش الحر وقمع المتظاهرين لعدم خروجهم بكثافة مع وصول المراقبين، ومعهم 10 أيام لإنجاز هذه المهمة». وأشار الواوي إلى أن النظام بدأ بحجز بطاقات الهوية للمواطنين لإجبارهم على التظاهر تأييدا له مع وصول المراقبين».

وكشف الواوي أن الجيش النظامي «هدم مستشفى الجيش السوري الحر في بلدة كنصفرة في جبل الزاوية بعد أن قصفه وأنزله على رؤوس الأطباء والجرحى في داخله»، موضحا أن هذا المستشفى كان يؤمن العلاج المجاني لجميع المواطنين وجنود الجيش.

وأوضح أن معظم القتلى أمس هم من المدنيين، لكن ما لا يقل عن 70 جنديا قتلوا مرة واحدة أمس وأول من أمس. كاشفا أن هؤلاء انشقوا عن الجيش أثناء العمليات القتالية ولجأوا إلى مكان ما فتم قصف مكان تجمعهم بالمدفعية الثقيلة ما أدى سقوط القتلى، موضحا أن هؤلاء «لم يكونوا قد أعلنوا انضمامهم بعد إلى الجيش الحر».

وقال الواوي: إن «ما يحدث اليوم من مجازر في سوريا بعد توقيع البرتوكول تتحمل مسؤوليته الحكومة اللبنانية ورئيسها نجيب ميقاتي و(رئيس مجلس النواب) نبيه بري و(الأمين العام لحزب الله السيد) حسن نصر الله الذين صرحوا علنا بأنهم يقفون إلى جانب الطاغية (الرئيس السوري بشار) الأسد. كما يتحمل مسؤوليتها الديكتاتور (الرئيس الجزائري) عبد العزيز بوتفليقة والطاغية (الرئيس السوداني) عمر البشير المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية لقتله شعبه ولا ننتظر منه أن يقف إلى جانب شعبنا»، كما حمل المسؤولية للحكومة العراقية ورئيسها نوري المالكي وللزعيم العراقي مقتدى الصدر «الذي مد النظام بالإرهابيين من فيلق بدر وجيش المهدي» مبررا هذا بأنهم «كانوا وراء إعطاء النظام المهل تلو المهلة، ويضعون الملاحظات على القرارات التي تصدر عن الجامعة».

وحمل الواوي بشدة على الجامعة العربية وأمينها العام الذي وصفه بـ«اللاعربي»، مبررا ذلك بأن العربي «يعلم أن النظام مراوغ وكاذب ويلعب من أجل الوقت، وهو يعطيه المهل». وقال: «لقد صرح (وزير الخارجية السوري) وليد المعلم بأن نبيل العربي اتصل به أكثر من مرة يرجوه توقيع البرتوكول، وقد صرح المعلم بأنه سيغرق المراقبين في تفاصيل البرتوكول فعليهم أن يتعلموا السباحة». وإذ أشاد الواوي بالدور القطري والخليجي، اعتبر أن بقاء أنظمة عربية كالتي ذكرها تناصر النظام القاتل في ما يقوم به من جرائم بشكل يومي غير مقبول وغير معقول. وأشار إلى أن عدد الشهداء ازداد بعد توقيع البرتوكول من 20 يوميا إلى أكثر من 150 وذلك بسبب مهلة نبيل العربي التي تمتد إلى آخر الشهر. وقال: «إن الشعب السوري لم يعد يقبل بالجامعة العربية وسيطالب الضمائر الحية في جميع دول العالم وسيطالب مجلس الأمن بتخطي الجامعة وإصدار قرار فوري لوقف المجازر والتدخل العسكري السريع لإسقاط النظام، وهذه مطالب الشعب السوري الذي تمت المطالبة به منذ أكثر من شهر للوصول إلى الحظر الجوي والمنطقة العازلة».

الأمن يفرق مشيعين في دمشق بالرصاص ويرمي جثمان القتيل في الشارع

شاهد عيان: خافوا من تحول التشييع لمظاهرة

جريدة الشرق الاوسط

بينما تستعد المعارضة السورية لتنظيم مظاهرة ضخمة في العاصمة دمشق، تواكب وصول المراقبين العرب وتفضح ممارسات النظام بحق المتظاهرين السلميين، خرج أمس أهالي الميدان، الحي الدمشقي العريق، للمشاركة في تشييع الطالب الشاب أيهم السمان الذي يبلغ من العمر 20 عاما.

الشاب الذي قتلته عناصر موالية للرئيس السوري بشار الأسد يوم الاثنين الفائت أثناء مشاركته في تشييع جثمان الطفلة هبة الديريني الذي تحول إلى مظاهرة معارضة لنظام الأسد، استطاع أفراد من الأمن السوري، حسب ناشطين، اختطاف جثمانه ورميه في شارع فرعي بعد إطلاق رصاص كثيف على المشيعين وإحداث إصابات بالغة في صفوفهم، خلفت الكثير من الجرحى.

ونشر ناشطون سوريون مقطع فيديو على موقع «يوتيوب» يظهر جثة السمان ملقاة في الشارع، وآثار دماء مشيعيه بادية على الكفن الذي لُفّ به. وقال شاهد عيان وجد في المكان أثناء التشييع لـ«الشرق الأوسط» إن الأمن «استعد جيدا لهذا اليوم، فقد كانوا خائفين من أن يتحول التشييع إلى مظاهرة ضخمة، وتنتقل إلى الأحياء المجاورة لذلك عمدوا إلى إطلاق النار بسرعة، الأمر الذي خلق فوضى بين المتظاهرين وأتاح للأمن اختطاف جثة أيهم وأخذها إلى مكان آخر». وأضاف: «في سوريا فقط يقتلون الناس ويسرقون جثثهم». وعن تفاصيل ما قبل التشييع، قال: «منذ الصباح جرت اعتقالات عشوائية في شارع سوق أبو حبل طالت عددا كبيرا من الشباب والناشطين، كما وجدت 10 حافلات محملة بعناصر أمن مدججين بالسلاح عمدوا إلى إغلاق الطرق المؤدية إلى مكان التشييع عبر نصب حواجز على جميع المفارق الرئيسية».

وكانت صفحات المعارضة السورية على «فيس بوك» قد أطلقت اسم «بركان دمشق» على مظاهرات أمس، داعية إلى المشاركة الحاشدة في تشييع أيهم السمان الذي كان من المقرر أن يخرج من مسجد السيد أحمد قرب ساحة الضبع في حي الميدان.

ويعتبر حي الميدان واحدا من أكثر بؤر التظاهر نشاطا ضد نظام الأسد، حيث قدّم الحي للثورة السورية الكثير من الضحايا، أبرزهم الطفل إبراهيم شيباني الذي سقط برصاص الأمن السوري في جمعة «أحرار الجيش»، وتحول تشييعه إلى مظاهرة حاشدة، والطفلة هبة الديريني التي اغتالتها عناصر من الشبيحة يوم الاثنين الفائت.

وقد استحوذ حي الميدان، جنوب مدينة دمشق، على خصوصية خاصة في مشهد الانتفاضة السورية ضد نظام بشار الأسد. ففي كل يوم جمعة تتوجه أنظار الدمشقيين نحوه بانتظار خروج المصلين من الجوامع والهتاف للحرية والكرامة وإسقاط الرئيس. أبرز هذه الجوامع، جامع الحسن الذي يعد من أهم المساجد في العاصمة السورية، إضافة إلى جوامع الدقاق والخانقية ومنجك التي تتسم بطابع تراثي. فيما يشير مراقبون إلى أن أهمية حي الميدان وإصرار أهله على التظاهر ضد نظام الأسد، تأتي بسبب وجود جامع الحسن في وسطه. فالجامع الذي يتسع لأكثر من ثلاثة آلاف مصلّ، يمتلك تاريخا طويلا في معارضة حكم عائلة الأسد. فمنذ الشيخ حسن حبنكة الذي بنى الجامع وسمي على اسمه، ومعظم المشايخ الذين يتوالون على المسجد لا يظهرون ولاء صريحا للنظام الحاكم.

يذكر أن هناك صفحة على «فيس بوك» بعنوان «تنسيقية الثورة السورية في حي الميدان وما حوله» أنشئت منذ بداية المظاهرات في البلاد. تعنى هذه الصفحة بتنظيم الاحتجاجات التي تخرج من مساجد الحي وتهتف ضد نظام بشار الأسد وتطالبه بالرحيل.

قوات الأمن السوري تعتقل كاتبا بصحيفة «السفير» اللبنانية في دمشق

بعد منعها من دخول سوريا على خلفية تغطيتها أخبار الثورة

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: كارولين عاكوم

بعدما كتب الصحافي السوري محمد دحنون عن «تجارب الاعتقال السياسي في سوريا.. نشتم الموت لا نراه»، على ألسنة شباب اعتقلهم النظام السوري، ها هو اليوم يخوض هذه التجربة بنفسه، بعدما انضم إلى قافلة الصحافيين المعتقلين الذين وصل عددهم إلى 11 منذ بداية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي حتى اليوم، بحسب المركز السوري للإعلام وحرية التعبير. وقد أعلنت، أمس، صحيفة «السفير» اللبنانية التي ينشر دحنون مقالاته على صفحتها الخاصة بـ«ملحق الشباب» منذ سنوات عدة، خبر اعتقاله على موقع الملحق الإلكتروني. وكانت مواضيع دحنون الأخيرة قد ارتكزت على الاحتجاجات في سوريا، عاكسة توجهه السياسي المعارض للنظام وتأييده للثورة.

ومما جاء في الخبر الذي نشر على الموقع: «اعتقلت السلطات السورية يوم الثلاثاء، مراسل (شباب السفير) في سوريا الزميل محمد دحنون، أثناء وجوده في مظاهرة شعبية شهدتها منطقة الميدان في وسط دمشق، رفعت خلالها شعارات تطالب بالحرية. وأكد شهود عيان لـ(شباب السفير) أن القوى الأمنية اعتقلته، واقتادته إلى جهة مجهولة».

وقد ذكر الموقع أن دحنون، وهو من مواليد مدينة إدلب عام 1981، تخرج من جامعة دمشق في كلية الهندسة، ويراسل «شباب السفير» منذ أعوام، في شؤون ثقافية واجتماعية وسياسية، وقد انخرط في تغطية أحداث الثورة السورية، منذ اندلاعها، وعلى مر تطوراتها.

وقد أكد مصدر في «السفير» أن الاتصال مع دحنون انقطع مساء الثلاثاء، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «علمنا بخبر اعتقاله من زملائه الذين فقدوا الاتصال به وبحثوا عنه من دون جدوى، ورغم أن عددا من أصدقائه أخبرونا بأنهم شاهدوه في الميدان لحظة اعتقاله من قبل عناصر الأمن، فإننا لغاية الآن لم نتأكد إذا ما كان تعرض للضرب، ولا نزال نحاول معرفة مكان وجوده».

ومنذ الإعلان عن اعتقاله، أنشأ أصدقاء دحنون صفحة خاصة به تطالب بالإفراج عنه وعن معتقلي الرأي، وقد انضم إليها خلال أقل من 24 ساعة، 580 متضامنا ومطالبا بـ«الإفراج عن القلم الحر».

مع العلم بأن جريدة السفير، التي تعتبر مؤيدة للنظام السوري، كانت قد منعت في يوليو (تموز) الماضي من الدخول إلى الأراضي السورية على خلفية تغطيتها الاحتجاجات وتغير لهجة ناشرها طلال سلمان الذي توجه إلى الرئيس السوري بشار الأسد بنداءات عدة على صفحة الجريدة الأولى، وكان أولها قد حمل عنوان: «ما يشبه الكتاب المفتوح إلى الرئيس السوري بشار الأسد» الذي طالبه فيه بـ«العمل على وقف التدهور في مسار الأحداث وإنجاز تعهداته بالإصلاح السياسي والاقتصادي والثقافي والإعلامي قبل أن تسبقها التطورات الدموية التي يمكن أن يستخدمها أصحاب العقل الأمني كمبرر لتعطيل المسيرة في اتجاه الغد، حتى لو كان الثمن سجن البلاد ونظامها في الأمس الذي آن له أن ينتهي». وعبر عن استغرابه لاستخدام النظام الرصاص في مواجهة مطلب الإصلاح، واتهام «المندسين في صفوف المتظاهرين، وفي استخدام صور لا صدقية لها لأشباح اتهمها الأمن بافتعال الشغب والتسبب في المأساة الجديدة».

المجلس الوطني السوري يدعو لتحرك دولي عاجل لوقف «المجازر» ويحمل الجامعة العربية مسؤولية وقوعها

العربي يدعو للوقف الفوري لأعمال العنف ولتوفير الأجواء الملائمة لمباشرة مراقبي الجامعة مهمتهم

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: كارولين عاكوم القاهرة: صلاح جمعة

في الوقت الذي عبر فيه الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، عن قلقه الشديد من تواتر الأنباء حول تصاعد أعمال العنف في الكثير من المدن السورية، خاصة في أنحاء مختلفة من محافظات إدلب وحمص ودرعا ودير الزور، دعا المجلس الوطني السوري إلى «تحرك عربي ودولي عاجل»، إزاء «المجازر» التي ينفذها النظام السوري، وحمل الجامعة العربية مسؤولية المجازر التي تقع، بسبب إمهال دمشق «6 أيام إضافية» قبل إرسال المراقبين.

وبعد أيام دامية شهدتها سوريا وحصدت خلال 48 ساعة نحو 250 قتيلا، ناشد العربي الحكومة السورية تحمل مسؤولياتها وتوفير الحماية للمدنيين السوريين، تنفيذا لتعهداتها بموجب خطة العمل العربية وفي مقدمتها الوقف الفوري لجميع أعمال العنف وإطلاق سراح المعتقلين، وسحب جميع المظاهر العسكرية من المدن والأحياء السكنية السورية التي تشهد المظاهرات وحركات الاحتجاج السلمية. وعبر الأمين العام عن قلقه الشديد من تواتر الأنباء حول تصاعد أعمال العنف في الكثير من المدن السورية، خاصة في أنحاء مختلفة من محافظات إدلب وحمص ودرعا ودير الزور.

وأكد الأمين العام على ضرورة التحرك السريع من أجل توفير الأجواء الملائمة لمباشرة بعثة مراقبي الجامعة لمهامها في سوريا. ومن المنتظر أن يصل وفد المقدمة لهذه البعثة اليوم إلى دمشق برئاسة السفير سمير سيف اليزل وعضوية السفير وجيه حنفي وعدد من كبار موظفي الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، للتباحث مع المسؤولين السوريين حول خطوات تنفيذ البروتوكول، والترتيبات المتعلقة بنشر المراقبين العرب.

من جهته، أصدر المجلس الوطني السوري بيانا أعلن فيه «مجازر النظام السوري تقتضي تحركا عربيا ودوليا عاجلا». وناشد المعارضون المجلس الوزاري العربي «عقد جلسة عاجلة لإدانة مجازر النظام الدموية واتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية المدنيين السوريين بالتعاون مع الأمم المتحدة».

وشجب في البيان «المجازر المروعة التي يرتكبها النظام الوحشي بحق المدنيين العزل في جبل الزاوية وإدلب وحمص ومناطق عدة سوريا، والتي أودت بحياة قرابة 250 شهيدا من المنشقين عن الجيش». وطالب مجلس الأمن الدولي بعقد جلسة طارئة لوقف «المجازر المروعة التي يرتكبها النظام وإعلان هذه المناطق مناطق آمنة تتمتع بالحماية الدولية وإرغام قوات النظام على الانسحاب منها وإصدار إدانة دولية». كما طالب المجلس بـ«إعلان جبل الزاوية وإدلب وحمص مناطق منكوبة تتعرض لأعمال إبادة وعمليات تهجير واسعة من قبل ميليشيات النظام السوري، إضافة إلى دعوة الصليب الأحمر الدولي ومنظمات الإغاثة للتدخل المباشر وتوفير الاحتياجات الإنسانية العاجلة».

وأكد ياسر النجار، عضو المجلس الوطني السوري والمجلس الأعلى لقيادة الثورة، لـ«الشرق الأوسط»، أن «المجلس الوطني لن يقف مكتوف الأيدي أمام المجازر التي يرتكبها النظام بحق الشعب السوري. ونحن نحمل الجامعة العربية مسؤولية ما حصل ويحصل في اليومين الأخيرين بعدما مددوا مهلة قدوم بعثة المراقبين إلى سوريا ستة أيام، الأمر الذي منح النظام فرصة لتكثيف عمليات القمع والقتل التي يقوم بها، وارتكاب مجازر، فكيف إذا انتظرنا أسبوعا إضافيا». واعتبر النجار أن «النظام لم ينفذ أي خطوة إيجابية في ما يتعلق بالمبادرة العربية التي يجب ألا تنحصر فقط ببروتوكول المراقبين، إلا التوقيع من دون سحب القوات المسلحة أو الآليات العسكرية والتوقف عن قمع المظاهرات، وهذا دليل على أن النظام يستخف بالدبلوماسية العربية وبقراراتها». وأضاف: «لذا فإذا كانت الجامعة العربية التي يشعر النظام بأن في داخلها من يدعمه، تحتاج إلى المزيد من الدعم لاتخاذ قرارات أكبر بحق النظام، فلتلجأ إلى المجتمع الدولي، الأمر الذي سيجعل النظام بالتأكيد يعيد حساباته».

وأشار النجار إلى أن «المجلس الوطني يكثف جهوده على أكثر من منحى، وهو يقوم اليوم برصد كل ما يحصل على الأرض وتقديمها إلى الجامعة العربية، كما توجه مندوبون من المجلس إلى الأمم المتحدة لتقديم ملف كامل عن الأزمة القضية السورية ووضعها على طاولة البحث». وفي حين رفض النجار وضع هذه الخطوة في خانة إقدام المجلس على تدويل القضية، سأل «إذا كانت التحركات العربية لم تفلح في وضع حد لارتكابات النظام بحق الشعب فهل المطلوب منا الوقوف على الحياد وعدم القيام بأي خطوات لوقف حمام الدم الذي ينزف منذ أكثر من 10 أشهر؟». وأضاف «سندق كل الأبواب المتاحة وبذل كل الجهود الممكنة لأننا إذا لم نوصل صوتنا بأنفسنا فسيعمد النظام على إيصال رسائله الخطيرة والكاذبة».

باريس: مجزرة غير مسبوقة في سوريا وتوقيع المبادرة العربية «مناورة»

حثت روسيا على تسريع التفاوض بشأن مشروع قرارها في مجلس الأمن

جريدة الشرق الاوسط

باريس: ميشال أبو نجم

يبدو أن تطور الأحداث في سوريا في الساعات الـ48 الأخيرة جاء ليبرر الحذر الفرنسي بعد توقيع دمشق الاثنين الماضي على بروتوكول إرسال مراقبين عرب إلى سوريا والمفترض أن يصلوا اليوم. وتميل المصادر الفرنسية إلى اعتبار أن المخاوف التي عبرت عنها حين رجحت أن يكون التوقيع «مناورة» سورية جديدة وطريقة لـ«كسب الوقت» ومحاولة تحقيق مكاسب ميدانية، «كانت في محلها» الأمر الذي يؤكده اتساع نطاق العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات السورية في أكثر من محافظة وخصوصا في منطقتي حمص وإدلب.

ووصفت الخارجية الفرنسية ما حصل الثلاثاء حيث قتل نحو 120 شخصا بأنه «مجزرة لا سابق لها» داعية الأسرة الدولية إلى «القيام بكل ما هو ممكن لوقف دوامة القتل التي يدفع (الرئيس) بشار الأسد شعبه إليها يوميا».

وتقول مصادر دبلوماسية في باريس إن «همجية القمع» كما تبدو في الساعات الأخيرة «لا تدل على أن النظام السوري راغب في وضع عناصر المبادرة العربية موضع التنفيذ لا بل إن ممارساته تدل على العكس تماما».

وتربط باريس بين قبول دمشق المتأخر التوقيع على بروتوكول إرسال المراقبين و«خوفها من إحالة ملفها إلى مجلس الأمن»، وفق ما كانت هددت به لجنة المتابعة العربية عقب اجتماعها الأخير في الدوحة وخصوصا «بدايات التحول» في الموقف الروسي. ونبهت فرنسا إلى أن تعمد دمشق إلى «تجزيء المبادرة العربية» والعمل على «إفراغها من المحتوى». والرد على ذلك، بحسب المصادر الفرنسية، يمكن أن يكون بمطالبة عربية رسمية بجدول زمني «صارم» حول الخطوات التي يتوجب على دمشق القيام بها لتنفيذ كامل المبادرة العربية وليس فقط قبول وصول مراقبين «ليست فعاليتهم الميدانية مؤكدة بعد كل العوائق التي وضعتها السلطات السورية.

وتعول باريس كثيرا على موقف الجامعة العربية الذي ترى فيه العامل الرئيسي القادر على التأثير على الملف السوري. وجدير بالذكر أن قرار الجامعة العربية الذي طلبت فيه من مجلس الأمن توفير «الحماية للمدنيين في ليبيا» من كتائب القذافي كان العنصر الحاسم الذي دفع مجلس الأمن إلى التصويت على القرارين 1970 و1973 اللذين امتنعت موسكو وبكين عن استخدام حق النقض (الفيتو) لمنع صدورهما.

وتعتبر باريس التي تدفع منذ شهور مجلس الأمن للتحرك وعدم الوقوف موقف المتفرج إزاء ما يجري في سوريا أن صدور توصية عربية إلى مجلس الأمن «سيحرج موسكو إلى درجة لن تعود قادرة على استخدام الفيتو» ضد قرار لن ينص بالضرورة على السماح بالعمل العسكري ضد سوريا. وفي هذا السياق، تذكر باريس أن اللجوء إلى القوة غير مطروح «بتاتا» في الحالة السورية وما هو مطلوب هو وقف العنف وإيجاد الوسائل لحمل السلطات السورية على الالتزام بذلك.

وفي هذا السياق، أعلن الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو، في المؤتمر الصحافي الإلكتروني أمس أن فرنسا «تدعو الأسرة الدولية إلى تعبئة أكبر» وأنه «من الملح أن يصدر مجلس الأمن قرارا صارما يفرض فيه وضع حد للقمع وأن تقبل دمشق انتشارا فوريا لمراقبي الجامعة العربية واتخاذ التدابير (الضرورية) للتحقق من التطبيق الكامل للخطة العربية بأبعادها الأربعة» وهي: وقف القمع وإطلاق جميع السجناء السياسيين وعودة الجيش إلى ثكناته وتسهيل وصول الوسائل الإعلامية الدولية إلى سوريا. ونبهت باريس إلى أنه يتعين على سوريا أن «تستجيب من غير مماطلة» لكل ما تفرضه الخطة العربية.

بموازاة ذلك، ناشدت باريس روسيا «تسريع المفاوضات في مجلس الأمن» حول المشروع الذي تقدم به مندوبها الروسي إلى مجلس الأمن الأسبوع الماضي. وبعد أيام من المناقشات في المجلس، ترى باريس أن المشروع المذكور «لم يحقق أي تقدم يذكر» داعيا الروس إلى التزام مواقف «تتيح تحقيق تقدم».

غير أن لباريس، في الأساس، تحفظات كبيرة على مضمون المشروع الروسي التي سبق وفندها المندوب الفرنسي في الأمم المتحدة جيرار آرو الذي انتقد بشدة مساواة المشروع بين عنف السلطة وحاجة المدنيين للدفاع عن أنفسهم. وسبق لآرو أن أعلن أن المفاوضات مع الجانب الروسي «ربما تأخذ عدة ساعات أو عدة أشهر» إذ ليس من المؤكد أن الروس غيروا موقفهم في العمق بل ربما عمدوا إلى «تطوير تكتيكهم السياسي» كما يقول دبلوماسي عربي في باريس. وبأي حال، لا تزال المواقف الغربية والروسية متباعدة في ما يخص مستقبل النظام السوري. ففيما تعتبر فرنسا أن الحل السياسي الذي يتعين البحث عنه يفترض رحيل الأسد تلتزم موسكو موقفا متراجعا؛ إذ تشدد على تسهيل التفاوض بين السلطة والمعارضة. ومن هذه الزاوية، يبدو الموقف الروسي أقرب إلى موقف الجامعة العربية بينما تتبنى باريس موقف المجلس الوطني السوري وتتوقع المصادر الفرنسية أن تضع سوريا المزيد من العوائق والعراقيل بوجه البدء بتنفيذ المبادرة العربية إن لجهة إرسال المراقبين وتعيين الأماكن التي سيتمكنون من التوجه إليها أو الشكل المرتقب لتوفير الحماية للمدنيين. أما تنفيذ بنود الاتفاق الأخرى ومنها البدء بالحوار السياسي فإن المتوقع أن يتطلب الكثير من المناقشات إن بخصوص الجهات المعارضة التي ستحاور النظام أو النقاط المطروحة على النقاش وكيفية اتخاذ القرار. وكل نقطة منها ستحتاج لمساومات ونقاشات قد تدوم أسابيع طويلة.

داود أوغلو يدعو لـ«وقف فوري» لآلة القتل في سوريا

الحريري التقاه وأردوغان في أنقرة لبحث الوضعين السوري واللبناني

جريدة الشرق الاوسط

رأى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن سقوط مئات القتلى في سوريا بعد توقيع بروتوكول التعاون مع الجامعة العربية «أمرا غير مقبول»، مشددا على أن مهمة الجامعة هي «وقف القتل» واضعا إمكانات تركيا في تصرفها لهذه الغاية. وقال داود أوغلو بعد استقباله الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري أمس إن هناك «تغييرات تاريخية في المنطقة وجميعنا يعلم أن مجرى التاريخ يسير في اتجاه تحقيق مطالب الشعوب»، فيما قال الحريري الذي التقى أيضا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن التوقيع على المبادرة «هو توقيع على بنودها جميعا أكان المتعلقة منها بوقف القتل أو إطلاق المعتقلين وغيرها، حينها تكون هناك فعليا خطوات إيجابية ولكننا لا نرى هذه الخطوات».

وأجرى الحريري محادثات مطولة مع أردوغان وداود أوغلو في مقر رئيس الحكومة التركي في أنقرة تمت خلالها مناقشة تطورات الأوضاع التي تشهدها المنطقة خاصة مسار الأزمة السورية بعد التوقيع على مبادرة الجامعة العربية. وبعد انتهاء المحادثات تحدث وزير الخارجية التركي إلى الصحافيين فقال: «هناك تغييرات تاريخية في المنطقة وجميعنا يعلم أن مجرى التاريخ يسير في اتجاه تحقيق مطالب الشعوب، ففي شمال أفريقيا وتونس جرت الانتخابات، وفي ليبيا عملية التغيير مستمرة وكذلك في مصر. والآن هو الوقت الملائم للشعب السوري لتحقيق أهدافه في الديمقراطية وتحقيق الشفافية». وأشار إلى أن تركيا دعمت مبادرة الجامعة العربية، «وقد شاركت شخصيا باجتماعات للجامعة في القاهرة والمغرب أثناء التحضير لهذه المبادرة، وقد كانت هناك آلية مشاورات بين تركيا والجامعة العربية التي ندعم مبادرتها». وقال: «إن البروتوكول بحد ذاته له عدة أبعاد مهمة، منها إرسال المراقبين وإطلاق سراح السجناء ونأمل النجاح لكل بنود المبادرة، وتركيا ستبذل أقصى جهودها للعمل على إنجاح هذه المبادرة التي هي في الحقيقة مبادرتنا نحن أيضا وسندعمها وندافع عنها وسنراقب تنفيذها. ولكن للأسف أود أن أشير مجددا إلى أنه حتى بعد التوقيع على البروتوكول قتل المئات من أبناء الشعب السوري وهذا أمر غير مقبول.. إن التوقيع على البروتوكول يعني أن نكون جاهزين للتعاون والعمل مع الجامعة العربية. إن مهمة الجامعة هي وقف إراقة الدماء وهذه هي المهمة الأساسية الأولى والملحة، ولكن حتى بعد التوقيع لا تزال أعمال القتل مستمرة، ونحن سنتابع هذا الأمر عن كثب وسنستمر في التشاور مع الأمين العام للجامعة نبيل العربي ومع الشيخ حمد بن جاسم والأعضاء الآخرين في الجامعة العربية». وأضاف: «غدا ستتوجه طلائع فريق المراقبين إلى سوريا، وتركيا ستكون بتصرف الجامعة العربية في ما تطلبه وسنعمل سويا ونأمل أن تتوقف هذه المجازر ليس بأسرع وقت ممكن بل فورا».

من ناحيته قال الحريري: «نحن لدينا وجهة نظر واضحة حيال ما يحصل في لبنان وأيضا في سوريا. فيما يتعلق بما يحصل في سوريا، وبعد التوقيع على مبادرة الجامعة العربية أو البروتوكول، فقد تزامن ذلك مع تسريع آلة القتل. وكما قال معالي الوزير فإن التوقيع على المبادرة هو توقيع على بنودها جميعا أكانت المتعلقة منها بوقف القتل أو إطلاق المعتقلين وغيرها، حينها تكون هناك فعليا خطوات إيجابية ولكننا لا نرى هذه الخطوات».

سئل: «ولكن كان هناك نوع من الإجماع على إيجابية هذه الخطوة؟». فأجاب: «برأيي الإيجابية كانت على أساس أن التوقيع تم من قبل دولة ذات مصداقية على مبادرة عربية، والمشكلة أن البعض، ومنهم الوزير وليد المعلم، فسروا أن التوقيع يتعلق فقط بالمراقبين، ولكن ماذا سيراقب المراقبون؟ سيراقبون وقف القتل والعنف وإطلاق المعتقلين والسجناء، من هذا المنطلق أرى أنه يجب على سوريا أن توقف آلة القتل هذه. كما أن الأمير سعود الفيصل قال بوضوح خلال قمة التعاون الخليجي إن هذا التوقيع ليس محصورا بالمراقبين بل يشمل جميع بنود المبادرة العربية».

وأعلن الحريري أنه سيتشاور مع حلفائه في الطروحات المتعلقة بقانون الانتخاب. وقال: «فيما يخص السلاح، موقفي واضح وصريح، هناك اليوم من ينادي ببيروت خالية من السلاح وأنا أقول إن لبنان كله يجب أن يكون تحت سيطرة الدولة والجيش اللبناني بالتعاون مع الأفرقاء السياسيين. يجب أن يعرف الجميع أن هذا البلد لنا جميعا ولا يمكن لأحد أن يستقوي على الآخر أو أن يلغي الآخر، جميعنا لبنانيون ومحكومون أن نعيش تحت سماء واحدة وإن شاء الله يتحقق هذا الأمر»، معتبرا أن تحقيق هذا لا يحتاج إلى حوار بل إلى «تطبيق اتفاق الطائف».

واشنطن: على حلفاء دمشق توجيه إنذار للأسد بتطبيق كافة بنود الاتفاقية العربية

قالت إن الحل الوحيد هو رحيل الرئيس السوري

جريدة الشرق الاوسط

واشنطن: محمد علي صالح لندن: «الشرق الأوسط»

عبرت واشنطن عن «انزعاجها الشديد» من التقارير الواردة حول استمرار النظام «باستهداف أعداد كبيرة من المدنيين والجنود المنشقين بشكل عشوائي، وتدمير البيوت والمحال وتوقيف المتظاهرين دون مراعاة الأصول القانونية». وحذرت في بيان صادر عن البيت الأبيض أمس، الرئيس السوري بشار الأسد، من أن العالم «يراقب» ما يحصل.

وحثت مؤيدي سوريا في المجتمع الدولي «لتوجيه إنذار لدمشق بأنه إذا لم تطبق مبادرة الجامعة العربية بالكامل، فإن المجتمع الدولي سيتخذ خطوات إضافية للضغط على نظام الأسد لوقف عنفه». وقال البيان: «بشار الأسد يجب ألا يكون لديه أدنى شك بأن العام يراقب، ولا المجتمع الدولي أو الشعب السوري يقبل بهذه الشرعية». وأضاف: «مرة تلو الأخرى، أثبت نظام الأسد أنه لا يستحق أن يحكم سوريا. آن الأوان ليتوقف الألم والقتل. آن الأوان لتطبيق فوري وكلي لكل بنود اتفاقية الجامعة العربية، من بينها سحب كل القوات المسلحة، وإطلاق سراح السجناء، وإعطاء المراقبين حق تحرك غير مقيد للمراقبين والإعلام العالمي في كل أنحاء سوريا».

وكرر البيت الأبيض دعوته للأسد بالرحيل، وقال: «الولايات المتحدة ما زالت تؤمن بأن الطريق الوحيد لجلب التغيير الذي يستحقه الشعب السوري، يكون برحيل الأسد عن السلطة. كلمات نظام الأسد لا مصداقية لها عندما يتبعون بأعمال مشينة ومؤسفة». وأضاف: «بعد يومين فقط على قرار نظام الأسد بتوقيع المبادرة العربية، فقد خرقوا بشكل صارخ التزامهم بوقف العنف وسحب القوات الأمنية من المناطق السكنية… وفيما خسرت العناصر الأمنية عددا من قواتها، فإن الأغلبية العظمى من العنف وخسائر الأرواح في سوريا نتجت عن أعمال نظام الأسد، وندعو كل الفرقاء لوضع حد للعنف».

من جهتها، أعلنت الخارجية الأميركية 4 شروط للمراقبين الذين وافقت حكومة سوريا على دخولهم أراضيها، وقالت إن مواجهة العنف الذي يستعمله نظام الأسد ضد شعبه ستنتقل إلى مجلس الأمن. ودعت إلى تنسيق ثلاثي يجمع الأميركيين والروس والعرب، على ضوء الاقتراح الروسي الذي أعلن في الأسبوع الماضي، وعلى ضوء قرارات جامعة الدول العربية المتتالية، وعلى ضوء الإصرار الأميركي على رحيل الأسد.

وقال مراقبون في واشنطن إن الخطوط العريضة لهذا التنسيق الثلاثي بحثت في اجتماع هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية، وسيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسية.

وقالت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية: «ناقشت وزيرة الخارجية كلينتون الوضع السوري مع وزير الخارجية لافروف. وأيضا، مبادرة جامعة الدول العربية، وجهودها لبدء نشر مراقبيها في سوريا. وأيضا، استعدادنا للعمل في نيويورك نحو إصدار قرار من مجلس الأمن. وبان لدينا مصلحة مشتركة في أن نعمل عن قرب، جميعا، مع جامعة الدول العربية».

وعن قرار الجامعة العربية بإرسال مراقبين إلى سوريا، قالت نولاند: «نحن على اتصال وثيق مع جامعة الدول العربية. والاتحاد الأوروبي أيضا على اتصال وثيق مع جامعة الدول العربية. كلنا نريد اختبار استعداد الحكومة السورية لتنفيذ جميع جوانب اقتراح الجامعة العربية، وخاصة التزامها بالدخول والتجول والسؤال غير المقيدين لمراقبي حقوق الإنسان في سوريا».

وقالت إن جامعة الدول العربية تريد أن تبدأ نشر مراقبيها في نهاية هذا الأسبوع في ما لا يقل عن 10 مواقع في سوريا. وإنه، بعد الانتهاء من انتشارهم، الذي يعتقد أنه سيكون حول منتصف يناير (كانون الثاني)، يتوقع يكون عددهم الإجمالي قد وصل إلى ما بين 300 و400، وأن يكونوا انتشروا في جميع أنحاء سوريا.

وقالت: «ستكون هذه خطوة طيبة جدا. ونحن نعتد أنها ستكون خطوة حاسمة في المساعدة على وضع شهود في الشوارع لحماية المدنيين الأبرياء، وتقديم معلومات دقيقة للمجتمع الدولي عن ما يحدث هناك».

وقالت نولاند إن الاتحاد الأوروبي أيضا سيساعد، وذلك لأن «عنده قدر كبير من الخبرة في هذه الأنواع من أجهزة المراقبة». وإنه سيقدم مساعدات فنية وتكنولوجية إلى جامعة الدول العربية.

لكن، كررت نولاند ما قالت أول من أمس، بعد توقيع سوريا على قرار المراقبين، بأن الولايات المتحدة لا تثق في نظام الأسد، وأن «السوريين كسروا كثيرا من الوعود مؤخرا».

وأكدت نولاند على أن قرارات الجامعة العربية ليست فقط عن المراقبين، ولكن، أيضا، عن وقف أعمال العنف، وسحب القوات المسلحة من المدن، وإطلاق سراح السجناء السياسيين. وبالنسبة للمراقبين، أعلنت نولاند الشروط الآتية:

أولا: «يجب أن يكونوا قادرين على الذهاب بحرية إلى أي مكان يريدون الذهاب إليه، دون إعاقة، ودون أي ذرائع كاذبة عن شواغل أمنية».

ثانيا: «يجب أن لا تضايقهم قوات الأمن والقوات العسكرية السورية».

ثالثا: «يجب أن يكونوا قادرين على التحدث مع أي شخص يريدون التحدث معه».

رابعا: «يجب أن يكونوا قادرين على إرسال تقاريرهم إلى الخارج، كاملة وفي حرية».

وقالت نولاند إن هناك معايير، ولا سيما معايير منظمة الأمن والتعاون الأوروبية التي لها تجارب في مجال المراقبين حول العالم. ولهذا السبب سيبدأ التنسيق بين الخبرة الأوروبية وجامعة الدول العربية.

وفي إجابة على سؤال إذا كانت مهمة المراقبين سوف تشمل مراقبة «الشبيحة» والذين يطلقون النار على المتظاهرين من أسطح المنازل، قالت نولاند: «نحن نتحدث عن أي عنف من جانب النظام».

وفي إجابة على سؤال عن تصريحات الحكومة السورية بأنها تحارب «إرهابيين»، رفضت نولاند استعمال كلمة «إرهابيين»، وقالت: «نحن بدأنا نرى سوريين يردون على عنف الحكومة بعد أن بدأت الحكومة العنف. لهذا، نريد أن يتوقف عنف الحكومة».

وفي إجابة على سؤال إذا كان إرسال المراقبين سوف يعني، بالنسبة للولايات المتحدة، نهاية طلبها بأن يرحل الأسد، قالت نولاند: «لم يتغير رأينا. الأسد يجب أن يرحل. إنه ليس الذي سيقدر على قيادة سوريا في المستقبل». وقالت إن الخطوة التالية بعد وصول المراقبين إلى سوريا هي أن يتوقف العنف، «وتبدأ المرحلة التي نأمل أن تقود إلى حوار حول تحقيق الديمقراطية. وهو حوار، بصراحة، لا يقدر الأسد على أن يكون طرفا فيه».

تباينات بين معارضتي الداخل والخارج حول طلب حماية خارجية

إدلبي لــ«الشرق الأوسط»: نتفهم هذه النقمة المحقة والأيام القادمة ستشهد استجابة كاملة لمطالب الثوار

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: يوسف دياب

في خضم تفاقم الأزمة السورية، بدا أن انتقادات الثوار الناشطين في الداخل على الأرض، تزداد على «المعارضين في الخارج من المجلس الوطني، وتنامت هذه الانتقادات في الآونة الأخيرة في ظل ما يحكى عن خلافات قائمة داخل معارضة الخارج حيال بعض القضايا، ومنها التباين حول مسألة المطالبة بتدخل وحماية دولية للمدنيين، بعد المجازر التي وقعت في اليومين الماضيين والتي أوقعت أكثر من 250 قتيلا بين مدنيين وجنود منشقين.

ويعتبر ممثلون لمجالس الثوار في الداخل السوري أن «تحرك المجلس الوطني السوري لم يرق حتى الآن إلى مستوى الحراك الثوري، ولم يثبت قدرته على تلبية متطلبات الثوار الذين يواجهون آلة القتل بصدورهم العارية». وأكد عضو «مجلس ثوار حماه» أبو غازي الحموي لـ«الشرق الأوسط»، أن «الثوار يعيبون على المجلس الوطني عدم قدرته حتى الآن على توحيد رؤيته لما يجب أن يفعله تجاه ما يتعرض له المدنيون من مذابح في كل المناطق السورية، بحيث إن قسما من هذا المجلس ما زال ينادي بسلمية الثورة، والقسم الآخر يطالب بحماية دولية وتدخل عسكري دولي». وقال: «ما يثير الاستغراب أن البعض في المعارضة (الخارجية)، لا يزال يصر على سلمية الثورة، علما بأن الذين يتصدون للثوار العزل بالرصاص الحي وقذائف الدبابات والصواريخ ليس لديهم ذرة شرف أو شيء من الإنسانية». وسأل «تجاه المجازر التي ترتكب في حمص وحماه وإدلب هل يمكن لأحد أن يتحدث بعد عن ثورة سلمية؟». وشدد على أن «هذا النظام لن يسقط إلا بتدخل عسكري خارجي سواء أكان عربيا أم تركيا أم دوليا، لأن هذا النظام الذي استولى على السلطة بالقوة لن يرحل إلا بالقوة، سيما أن هذا النظام لا يقيم أي اهتمام للثورة ويعتبر شهداءها إرهابيين». وأضاف أبو غازي «على المجلس الوطني أن يحزم أمره ويوحد موقفه، وإذا كان يعتبر نفسه ممثلا حقيقيا للثوار عليه أن يتوجه فورا إلى مجلس الأمن الدولي ويطلب تدخلا دوليا لحماية المدنيين، خصوصا أن هذا النظام المجرم يطبق اليوم سياسة الأرض المحروقة، بحيث لا يتورع عن قصف المدنيين بالدبابات ويقتل النساء والأطفال، ووصل به الأمر إلى قطع رأس أحد المشايخ ووضعه على باب المسجد الذي يؤم المصلين فيه، هذه الدوامة يجب أن تنتهي بأسرع وقت».

وأبدى عضو «المجلس الوطني السوري» عمر إدلبي، تفهمه للشكاوى الصادرة عن الثوار، مشيرا إلى أنه «عندما تجتمع الهيئة العامة للمجلس الوطني التي لا يقل عدد أعضائها عن الـ200 شخص، فليس ثمة إمكانية لاجتماعها إلا في فندق». وأكد إدلبي لـ«الشرق الأوسط»، أن «المجلس الوطني يتحمل المسؤولية السياسية بكل روح وطنية، ويتفهم كل النقد الموجه إليه وأسبابه لأن الوضع الداخلي ضاغط جدا». وأشار إلى أن «الإجراءات التي قام بها المجلس الوطني خلال الـ24 ساعة الماضية كانت كبيرة، من خلال الضغط على المجتمع الدولي وعلى الجامعة العربية، وإطلاعهم على الجرائم الوحشية وعمليات الإبادة الجماعية التي ارتكبها النظام السوري أمس (أول من أمس) في جبل الزاوية، كما أنه (المجلس) وجه رسائل إلى ممثلي الدول الـ15 في مجلس الأمن الدولي، وطالبهم بأن يسارعوا إلى عقد جلسة طارئة للمجلس للبحث في هذه المجازر، واتخاذ قرار عاجل لمواجهة هذه الأوضاع الخطيرة التي يعيشها الشعب السوري الآن». ولفت إلى أن «دور المجلس الوطني السوري هو بالدرجة الأولى سياسي وإغاثي داعم للثورة وهذا ما يقوم به المجلس الوطني بالتأكيد». موضحا أن المجلس «وجه دعوات إلى الجاليات السورية في كل العالم للخروج بمظاهرات شاجبة للجرائم التي ترتكبها قوات النظام، والبدء بحملة سياسية وإعلامية وإغاثية لدعم الثوار في الداخل والضغط على النظام».

وردا على سؤال عن نقمة الثوار على الصراع القائم بين معارضة الخارج على السلطة حتى قبل أن يسقط النظام، حتى من دون أخذ رأي الذين يقدمون الشهداء، اعتبر إدلبي أن «هذه النقمة محقة»، وقال: «صحيح أنا واحد من أعضاء المجلس الوطني، لكنني ممثل للحراك الثوري في المجلس، ولا أنكر أن بعض الأطراف السياسية في المجلس كانت وللأسف تمارس بعض الهرطقات السياسية لبعض الوقت، والمؤتمر الذي انعقد في تونس شابته بعض الخلافات السياسية، لكن سرعان ما تعالى الجميع عن الصغائر وعادوا للتحلي بروح المسؤولية العالية، وهذا ما أدى إلى نجاح المؤتمر وإقرار البرنامج السياسي الذي يستجيب لكل مطالب الثوار من دون استثناء». وأكد أن «الأيام القادمة ستشهد استجابة المجلس الوطني الكاملة لمطالب الثوار بعدما فعل هيكليته التنظيمية». وأعلن إدلبي أنه «واحد من الثوار وكان أمينا بنقل وجهات نظرهم إلى المجلس الوطني الذي وللأمانة استجاب في مؤتمر تونس لكل ما ورد في رسائل الثوار من مطالب».

إدانة غربية واسعة لما ارتكبته قوات النظام السوري في شمال البلاد

قتلى مجزرة الثلاثاء الأسود أكثر من 125 مدنياً

أكد “المرصد السوري لحقوق الانسان” ان عدد ضحايا “مجزرة الثلاثاء الأسود” اكثر من 125 مدنيا سقطوا برصاص قوات الامن، بينهم 111 في بلدة جبل الزاوية في محافظة ادلب (شمال غرب)، وفي حمص.

وأثار تصاعد عدد القتلى خلال الانتفاضة الشعبية احتمالات نشوب حرب أهلية في سوريا في الوقت الذي ما زال الأسد يحاول فيه القضاء على الاحتجاجات بالقوات والدبابات على الرغم من العقوبات الدولية التي فرضت لدفعه إلى مسار الإصلاح.

وإدلب الواقعة في شمال غرب البلاد المتاخمة لتركيا هي معقل للاحتجاجات خلال الانتفاضة ضد الأسد وشهدت كذلك تصاعد هجمات من منشقين عن الجيش السوري.

وقال المرصد إن المنشقين أتلفوا أو دمروا 17 عربة عسكرية في المحافظة منذ يوم الأحد وقتلوا 14 فردا من قوات الأمن اول من امس في كمين بمحافظة درعا الجنوبية التي انطلقت منها الاحتجاجات المناهضة للأسد في اذار (مارس).

وقال “المجلس الوطني السوري” إن 250 شخصا قتلوا يومي الاثنين والثلاثاء في “مذابح دموية” ودعا جامعة الدول العربية والأمم المتحدة لاتخاذ إجراء لحماية المدنيين.

وطالب بعقد جلسة طارئة لمجلس الامن التابع للأمم المتحدة لبحث المذابح التي يرتكبها نظام الأسد في جبل الزاوية وحمص على وجه الخصوص ودعا إلى إقامة “مناطق آمنة” تكفلها حماية دولية.

وقال أيضا إنه لابد من إعلان جبل الزاوية وإدلب وحمص مناطق كوارث وحث الهلال الأحمر الدولي وغيره من منظمات الإغاثة على تقديم المساعدات الإنسانية.

وتواصلت اعمال القتل في سوريا امس ولا سيما في محافظتي حمص (وسط) وريف دمشق، حيث افاد المرصد عن سماع “اصوات انفجارات واطلاق رصاص كثيف منذ فجر الاربعاء في مدينة القصير” القريبة من الحدود مع لبنان، في حين قتل في مدينة الزبداني بريف دمشق “ثلاثة نشطاء اثر استهداف سيارتهم بعد منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء من قبل قوات الامن السورية”.

وقد نفذت المجزرة، عشية وصول طليعة المراقبين العرب الذين قررت الجامعة العربية ارسالهم الى سوريا للاشراف على تنفيذ الخطة العربية لحل الازمة في هذا البلد، كما تأتي غداة تصعيد الدول الغربية ودول مجلس التعاون الخليجي ضغوطها على سوريا لوقف قمعها الدموي المستمر منذ منتصف آذار (مارس) للمحتجين المطالبين بتنحي الرئيس بشار الاسد.

وبعثة المراقبين هي جزء من خطة عربية وافقت عليها سوريا في الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) وتدعو الخطة كذلك الى وقف اعمال العنف في سوريا والافراج عن معتقلين وسحب الجيش من المدن والمناطق السكنية.

وكانت الجامعة العربية اعلنت اول من امس ان مقدمة من المراقبين العرب ستتوجه الى سوريا الخميس تمهيدا لوصول المراقبين المكلفين الاشراف على تنفيذ الخطة العربية، في حين صعدت دول غربية ودول مجلس التعاون الخليجي ضغوطها على سوريا.

وقال مساعد الامين العام للجامعة العربية احمد بن حلي ان “مقدمة من المراقبين بقيادة سمير سيف اليزل ستتوجه الى دمشق الخميس”.

واوضحت الجامعة ان الفريق الاولي سيضم مراقبين امنيين وقانونيين واداريين وخبراء، ويتوقع ان يليه فريق من الخبراء في حقوق الانسان، مشيرة ايضا الى انه تمت “الموافقة على تسمية الفريق أول ركن محمد أحمد مصطفى الدابي من جمهورية السودان رئيسا لبعثة مراقبي الجامعة العربية”.

ولفت الثلاثاء ايضا ان سلاحا الجو والبحر في القوات السورية اجريا مناورات بالذخيرة الحية لاختبار قدراتهما القتالية “وجاهزيتهما في التصدي لاي اعتداء يستهدف ارض الوطن”، كما افادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا).

كما لفت اصدار الرئيس السوري بشار الاسد قانونا يقضي باعدام الذين يدانون بتوزيع الاسلحة “بقصد ارتكاب اعمال ارهابية”، بحسب سانا ايضا.

ولكن ورغم توقيعها على البروتوكول، الا ان سوريا لم تقنع المعارضة او الحكومات الغربية التي تسعى الى دفع الامم المتحدة الى اتخاذ تحرك متشدد يترجم الكلمات الى افعال حقيقية.

وقد اعربت واشنطن عن شكوكها في صدق سوريا في وعدها بالسماح بدخول المراقبين، في حين دعت منظمة هيومن رايتس ووتش النظام السوري الى ضمان حرية حركة المراقبين.

وقالت فرنسا إنها تأمل أن ينفذ المراقبون مهمتهم سريعا. لكنها قالت ايضا إن الأسد سبق له وأن خلف وعده وإن العنف الذي حدث يوم الاثنين أظهر أنه ليس من الممكن “إهدار ولو لحظة واحدة”.

واوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو “لشهور رأينا بشار الأسد لا يحترم الالتزامات التي قطعها للشعب وزاد من جهوده لكسب الوقت في مواجهة المجتمع الدولي”.

وقالت الولايات المتحدة ان خطة الجامعة العربية الخاصة بسوريا يمكن ان تحقق نتائج لكن هذا يعتمد على ان توفي دمشق جانبها من الاتفاق وان يتخلى الرئيس السوري بشار الاسد في نهاية المطاف عن السلطة.

وأكدت وزارة الخارجية الاميركية في بيان الثلاثاء ان الخطة العربية يمكن ان تكون مخرجا من الازمة. وقالت المتحدثة باسم الوزارة فيكتوريا نولاند: “اقتراح الجامعة العربية هذا.. نعتقد انه يوفر أفضل فرصة لانهاء العنف فورا حتى يمكن لسوريا ان تتحرك قدما”، لكنها اضافت ان واشنطن تعتقد ان سوريا مازالت بحاجة الى “اجراء حوار حقيقي عن مستقبل ديمقراطي والذي لا نعتقد ان الاسد قادر على ان يكون جزءا منه”.

وأعرب وزير الخارجية الايطالي جوليو تيرسي، امس، عن رفض بلاده لتواصل العنف في سوريا، وعن القلق من توسع هذه “الظاهرة” على المستوى الإقليمي لوجود صلات مباشرة لدمشق مع جيرانها.

ونقلت وكالة أنباء (آكي) الإيطالية عن تيرسي قوله “لا يمكننا أن نقبل إستمرار العنف” في سوريا، و”لدينا قلق أيضاً إزاء توسع هذه الظاهرة على المستوى الإقليمي لأننا نرى صلات مباشرة لسوريا مع جيرانها، أي تركيا ولبنان والعراق”.

وقال إن هناك تطورات هامة تحققت قبل يومين فقط، حيث وقّعت دمشق أخيراً على بروتوكول إرسال بعثة مراقبين “في إطار خطة السلام العربية”. وأضاف أن “الأزمة في سوريا آخذة في التدويل، وهناك مشروع قرار روسي في مجلس الأمن يهدف لإعطاء دلالة سياسية قوية للغاية للنظام السوري”، وقال “لقد كنا في إيطاليا صريحين في اجتماعنا مع المجلس الذي يمثل المعارضة السورية، أي أننا ملتزمون بالتوصل إلى حل سياسي للأزمة”.

(أ ف ب، رويترز، يو بي أي)

مهمة المراقبين في سوريا محطة عربية على طريق التدويل

ربى كبّارة

تدل المؤشرات سواء تلك التي صدرت عن مسؤولين سوريين أو عن جامعة الدول العربية، الى استمرار الخلاف بينهما بشأن مهمة بعثة المراقبين التي وقّع نظام دمشق عليها بعد مماطلة استغرقت نحو شهر ونصف لأنها تبقي ملفه في الجامعة وتمنع إحالته إلى مجلس الامن الدولي، وأملاً في توصله بسرعة إلى القضاء على المنشقين عن قواته المسلحة في شكل خاص.

فقد شدّد وزير الخارجية السوري وليد المعلم على أن التوقيع تم بعد حصول بلاده على 70 بالمئة من التعديلات التي طلبتها رغم أنها لم تشمل أبرز شروط دمشق: رفع العقوبات العربية وإلغاء تعليق المشاركة. كما اعتبر أن التوقيع يقتصر على بروتوكول بعثة المراقبين لأن سوريا لا تزال رافضة لمبادرة الحل العربية المستندة على ركيزتين اساسيتين: أن يوقف النظام قمعه الدموي للتحركات الشعبية، والذي اسفر عن سقوط أكثر من خمسة آلاف قتيل، ثم يُجري حواراً مع مختلف أطياف المعارضة في القاهرة.

في المقابل نفت الجامعة العربية بلسان أمينها العام نبيل العربي حصول تعديلات كتلك التي ذكرها المعلم مؤكدة انها قليلة وشكلية لم تمس جوهر المبادرة العربية. كما أكد وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل أن البروتوكول “جزء لا يتجزأ من المبادرة العربية”.

ومن مفارقات تكوين بعثة المراقبين التي لا تبشر بالخير أن يترأس طلائعها، المتوقع أن تصل اليوم إلى دمشق، عسكري سوداني ينتمي إلى نظام اتهمت المحكمة الجنائية الدولية رئيسه باقتراف جرائم ضد الانسانية.

كما أن هذا النظام وإن بدا متماسكا في الداخل فقد تدهور رصيده الخارجي مع خسارته معظم حلفائه باستثناء ايران وروسيا.

وجاء تأكيد المعلم أن من أسباب الموافقة نصيحة روسية ليوضح بأن هذه المحطة لن تتخطى كونها محطة عربية على طريق التدويل أتت بعد تلويح العرب بانهم سيحيلون مبادرتهم الى مجلس الامن إذا استمرت سوريا في الرفض. فروسيا، التي تحمي النظام السوري من مواقف جذرية في مجلس الامن عبر استخدامها حق النقض، سبق لها أن رحبت بالمبادرة العربية ولن تستطيع رفضها أمام أعلى هيئة دولية خصوصا أنه سبق لمجلس الامن أن تجاوز موقفها صراحة عند الغزو الاميركي للعراق عام 2003 او مداورة كما جرى مؤخراً بالنسبة الى ليبيا.

ومن دواعي توقيع النظام السوري تزايد العقوبات ضده كمًاً ونوعاً. وتشارك في العقوبات الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا وتركيا والدول العربية باستثناءات محدودة . وقد شملت معظم القطاعات الاقتصادية بدءاً بحظر تصدير النفط ومرور البضائع التركية إلى حظر التعامل مع المصرف المركزي والمصارف التجارية وصولا الى منع سفر عدد من المسؤولين العسكريين والمدنيين.

وتزامن توقيع النظام السوري مع ارتفاع ضحايا قمعه إلى أرقام قياسية غالبيتها من العسكريين المنشقين بمايدل على سعيه الى التخلص منهم قبل بدء المراقبين عملهم الفعلي.

فمنذ يومين دخل النظام في سباق دموي مع الوقت اذ تضاعفت وأكثر أرقام الضحايا عمّا كانت عليه منذ اندلاع الثورة قبل نحو عشرة اشهر لتتخطى المئة قتيل يوميا غالبيتهم من العسكريين المنضوين مع الثورة والذين تتم تصفيتهم أحياناً عبر خطط احتيالية تتجسد في دليل مندس على سبيل المثال.

وتتخوف أوساط مراقبة من اعتداءات مدبرة على المراقبين تحول ليس فقط دون قيامهم بمهماتهم بل وتجبرهم على التخلي عن دورهم.

وتتوقع هذه الأوساط أن يستغل النظام السوري فترة عمل المراقبين ليشعر العرب بالخوف من نماذج فوضى تشهدها دول سبقته إلى التغيير مثل مصر اضافة الى ما بدأ في العراق مع انسحاب اخر جندي اميركي عن أرضه.

لكن فترة عمل المراقبين لن تستنفد المهلة المقررة. فقد أعلن العربي “في غضون اسبوع من بداية العملية سنعرف. لا نحتاج شهراً” مشددأ على بقاء العقوبات حتى ورود تقارير تؤكد التزام سوريا المبادرة العربية.

في هذا الوقت لم ينتظر المجلس الوطني السوري، الذي يضم غالبية المعارضة، مواقف العرب وتخطاها عبر مطالبته أمس مجلس الامن الدولي بعقد جلسة طارئة “لوقف المجازر المروعة التي يرتكبها النظام” خصوصا منذ توقيعه على البروتوكول.

ومن المحطات الهامة في مجلس الأمن التي تواجه النظام السوري حاليا استحقاق التجديد لقوة فك الاشتباك في هضبة الجولان “اندوف” المكلفة السهر على احترام وقف النار بين سوريا واسرائيل. وقد درج مجلس الأمن منذ 34 عاما على تجديد مهمتها ستة اشهر تلو ستة أشهر باجماع اعضائه الخمسة عشر.

ومما يدل على أن مهمة المراقبين ستكون محطة على طريق التدويل التجارب السابقة للتدخلات العربية التي سبق للبنان أن مر بها رغم المتغيرات الأقليمية والدولية. وجرت هذه التجارب قبل نحو اربعة عقود بعد اندلاع الحرب الاهلية (1975-1990) عبر مراقبين ثم قوات ردع عربية تحولت لاحقاً إلى قوات ردع سورية.

واشنطن تهدد بإجراءات واتهامات تركية فرنسية إيطالية

“المجلس” السوري يطلب مجلس الأمن “عاجلاً”

طالب “المجلس الوطني السوري” أمس، مجلس الأمن الدولي بتحرك عاجل، إزاء ارتفاع وتيرة العنف في البلاد، والتزايد الكبير في أعداد القتلى، الذين أعلنت أوساط حدودية أن حصيلتهم المعلنة مساء الثلاثاء، قفزت إلى الضعف، لتبلغ 111 شخصاً في إدلب (شمال غرب) وحدها، فيما تصل اليوم (الخميس)، إلى العاصمة السورية دمشق، طليعة بعثة المراقبين العرب، وسط مطالبة الجامعة العربية للسلطات السورية باحترام التزاماتها، وفي ظل تحركات وردود فعل دولية أبرزها تهديد واشنطن بإجراءات جديدة، واعتبار أن الرئيس بشار الأسد “لا يصلح لحكم البلاد”، وإعلانها الاتفاق مع موسكو على استمرار العمل في ما يخص مشروع القرار الروسي حول سوريا في مجلس الأمن، ومطالبة فرنسا بموقف دولي صارم، ورفض تركيا تصاعد العنف .

وطالب “المجلس الوطني السوري” مجلس الأمن الدولي ب”عقد جلسة طارئة لبحث مجازر النظام في جبل الزاوية وإدلب وحمص، وإصدار إدانة دولية” . وناشد المجلس الوزاري العربي عقد جلسة عاجلة، وأكد أنه يضع “الدول العربية والمجتمع الدولي أمام مسؤولياتهم في حماية السوريين” .

ودعا المجلس الوطني السوري المعارض السوريين والعرب في الخارج إلى تنظيم تظاهرات حاشدة بدءاً من يوم أمس، وحض أيضاً في بيان على “إقامة اعتصامات ثابتة أمام السفارات السورية” .

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن أمس، تضاعف حصيلة قتلى الثلاثاء، وقال إن “حصيلة مجزرة بلدة كفر عويد بجبل الزاوية (إدلب شمال غرب) التي نفذتها القوات السورية بحق مواطنين ونشطاء مطلوبين حاولوا الفرار إلى البساتين خوفاً من الاعتقال بلغت 111 قتيلاً”، مضيفاً أنه “تمكن حتى اللحظة من توثيق أسماء 52 منهم” .

دولياً، حذرت الولايات المتحدة النظام السوري من “إجراءات دولية جديدة” بحقه، في حال واصل “انتهاك” المبادرة العربية “في شكل صارخ” . وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في بيان إن “الأعمال التي تثير السخط والأسف” تثبت أن الرئيس بشار الأسد “لا يستحق حكم سوريا” . وأضاف “نحث القلة الباقية من داعمي سوريا في المجتمع الدولي على تحذير دمشق من أنها إذا لم تنفذ مبادرة الجامعة العربية بالكامل، فسيتخذ المجتمع الدولي خطوات إضافية للضغط على نظام الأسد لوقف حملته القمعية” . فيما قالت المتحدثة باسم الخارجية فيكتوريا نولاند إن كلينتون تحدثت هاتفياً مع لافروف، وبحثت خصوصاً المبادرة العربية وجهدها للبدء في نشر مراقبين . وأشارت إلى أن البحث تناول الاستعداد للعمل في نيويورك حول قرار بمجلس الأمن .

وقال كارني “بعد يومين فقط من قرار نظام الأسد توقيع مبادرة الجامعة العربية، انتهك في شكل صارخ التزامه بوضع حد للعنف وسحب قوات الأمن من المناطق السكنية” . وأضاف أن “الولايات المتحدة قلقة بشدة حيال هذه المعلومات الموثوق بها التي مفادها أن نظام الأسد يواصل قتل العديد من المدنيين والمنشقين عن الجيش، عبر تدمير منازل ومتاجر واعتقال متظاهرين في شكل غير قانوني” .

واعتبر أنه “إذا كانت قوات الأمن السورية تتكبد خسائر بدورها، فإن الغالبية الساحقة لأعمال العنف والضحايا ناجمة عن أفعال النظام” . وأكد “حان الوقت لإنهاء المعاناة والمجازر . حان الوقت لتطبيق كل بنود الخطة العربية في شكل كامل وفوري” .

واعتبرت فرنسا أن أعمال العنف التي شهدتها سوريا تشكل “مجزرة على نطاق غير مسبوق”، ودعت روسيا إلى “تسريع” المفاوضات في مجلس الأمن . وأعرب وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرسي عن رفض بلاده تواصل العنف في سوريا، وعن القلق من توسع هذه “الظاهرة” إقليمياً .

ورأى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو عقب لقائه رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري أن أعمال العنف الدامية “غير مقبولة”، وقال “رغم توقيع البروتوكول، فإن أشخاصاً كثراً قتلوا في سوريا، هذا غير مقبول”، وأضاف “الهدف الرئيسي كان الوقف الفوري لإراقة الدماء، نتابع الوضع من كثب، وسنواصل دعم الجامعة العربية . نأمل أن تتوقف هذه المجزرة” .

وتصل اليوم الخميس، إلى العاصمة السورية دمشق، الدفعة الأولى من بعثة المراقبين العرب التي تضم 150 عضواً منهم 60 من دول مجلس التعاون، في إطار تنفيذ بروتوكول المركز القانوني لبعثة المراقبين العرب، برئاسة الأمين العام المساعد للجامعة العربية سمير سيف اليزل، وتضم مراقبين أمنيين وقانونيين وإداريين وخبراء، مهمتهم إعداد الترتيبات اللوجستية للبعثة .

وشدد أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي في بيان على ضرورة تحمل الحكومة السورية مسؤولياتها إزاء توفير الحماية للمدنيين، تنفيذاً لتعهداتها بموجب خطة العمل العربية .

الخرطوم تنفي اتهام رئيس “المراقبين” إلى سوريا بجرائم ضد الإنسانية

استبعد السفير السوداني في القاهرة كمال حسن علي، أن يكون الفريق أول “ركن” محمد أحمد الدابي رئيس بعثة المراقبين العرب إلى سورياً، موجوداً على أي قوائم، تتهمه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية إبان عمله في دارفور .

وقال إن “الدابي كان ينسق مع القوات الإفريقية الأممية لحفظ السلام في دارفور “يوناميد” في السنوات الأخيرة، وإنه رجل دبلوماسي عمل سفيراً لبلاده في قطر، ولديه خبرات دبلوماسية وعسكرية واسعة واستطاع التعامل بحنكة مع قوات حفظ السلام في دارفور، ولديه كل الخبرات التي تؤهله لقيادة وفد الجامعة في سوريا .

وأضاف السفير السوداني أن بلاده لديها رأي آخر في المحكمة الجنائية الدولية، التي يرى أنها تتحرك بأجندة سياسية، وليس وفقاً لمعايير العدالة .

وكان عبد الكريم ريحاوي رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان ومدير مركز “لاهاي” لملاحقة المجرمين ضد الإنسانية في سوريا، قال “إن رئيس البعثة العسكرية للمراقبين العرب، التي ستتوجه إلى دمشق اليوم للتحضير لتطبيق اتفاقية المراقبين، مطلوب للجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية إبان عمله في دارفور” .

جرحى سوريون يروون رحلة العبور الخطرة الى مستشفيات لبنان

عكار – خالد صبيح – استغرقت رحلة ابو حمدو من مدينة القصير السورية الى داخل الاراضي اللبنانية احدى عشرة ساعة محفوفة بخطر الموت في كل لحظة، تحامل خلالها على جرح بالرصاص في أسفل بطنه اصيب به في تظاهرة مناهضة للنظام السوري، ليصل منهكا الى مستشفى آمن في شمال لبنان.

وابو حمدو هو واحد من عشرات الجرحى السوريين الذين يدخلون لبنان تسللا بعد ان يؤمن “الجيش السوري الحر” للكثير منهم الطريق حتى الحدود، ومتعاطفون لبنانيون الاستقبال والمأوى في الجانب اللبناني. وهم يفضلون هذه المعاناة على مستشفيات في بلادهم غير مرحب بالمعارضين داخلها.

ويقول ابو حمدو (25 عاما) الذي قدم نفسه باسم مستعار، لوكالة فرانس برس من احد منازل الاستشفاء المخصصة للجرحى السوريين في منطقة عكار (شمال) “المستشفيات (النظامية) في سوريا اصبحت ثكنات عسكرية، الداخل اليها من غير رجال الامن يقتل فورا”.

ويضيف “كل متظاهر مصاب يعامل على انه مسلح متمرد، لان التظاهرات بالنسبة الى السلطة أخطر من السلاح”.

ويروي رحلته الشاقة ليلا الى جانب مهربيه سيرا على الاقدام حينا او محمولا احيانا، او على دراجة نارية عندما تسمح الطريق، وعبر مسالك وعرة ومتعرجة لتفادي نيران قوى الامن السورية والالغام التي زرعها الجيش السوري اخيرا على الحدود. ويقول “كان جرحي يؤلمني بشكل لا يحتمل لدرجة تمنيت لو انني افقد وعيي، فلا اعود اشعر بشيء”.

في المنزل-المستشفى المستحدث في عكار، جلس ابو حمدو على فراش على الارض بملابس رياضية. والى جانبه، تمدد جريح آخر ينتظر موعد اجراء عملية زرع عظم في المستشفى بعدما مزقت طلقات نارية عظام قدمه. ويقدم عدد من اللبنانيين منازل في المنطقة تستخدم للاهتمام بالجرحى قبل خضوعهم لعمليات جراحية او بعدها.

واصيب ابو حمدو في تظاهرة في مدينة القصير التي تبعد حوالى اثني عشر كيلومترا عن الحدود اللبنانية الشرقية.

ويوضح مسؤول عسكري في “الجيش السوري الحر” من داخل مدينة القصير في اتصال هاتفي مع فرانس برس ان مجموعة من قواته “تهتم بمواكبة الجرحى عبر طرق فرعية ليصلوا الى الحدود”، مضيفا “نحاول ان نتجنب قدر الامكان الاشتباك مع الجيش (النظامي)، ولا نطلق النار الا عند الضرورة لفتح طريق يخرج منه الجرحى”.

ويروي جرحى سوريون التقتهم فرانس برس ان عناصر الجيش الحر يتواصلون مع افراد الجيش النظامي المتعاطفين معهم الذين يدلونهم على الطرق الآمنة.

عند الحدود، يتم الاتصال بالصليب الاحمر اللبناني لنقل الجرحى الى مستشفيات في الشمال. الا ان الحكومة تغطي مصاريف استشفائهم لفترة محددة، يتولى بعدها ناشطون لبنانيون متعاطفون مع المحتجين السوريين تأمين الماوى والعلاج والعناية اللازمة.

ويقول ابو فداء، وهو ناشط نقل الى لبنان لاجراء عمليات جراحية جراء اصابته بالرصاص في قدمه الشهر الماضي في تظاهرة في حمص “قبل وصولنا الى الحدود بقليل، انفجر لغم بلبناني اثناء محاولته مساعدة جرحى على الدخول، فتتبعنا آثار اقدامه لان الطريق الذي سلكه اصبح خاليا من الالغام … رحمه الله”.

وقد كان لابو فداء، وهو اسم مستعار ايضا، تجربة مريرة قبل اشهر في احد المستشفيات السورية.

ويروي هذا الشاب العشريني الذي تبدو في رأسه ووجهه وجسمه آثار طعنات بليغة وكدمات انه اعتقل في اذار/مارس وتعرض للتعذيب “بالضرب بالسكاكين والصعق بالكهرباء”.

ويقول ان عنصر امن “طلب مني ان اقول +بشار ربي+، فاجبت +الله ربي+، فضربني بالسكين ضربة اولى في وجهي ثم في رأسي”.

ويضيف “في المستشفى كنت أسمع صراخا كل الوقت. وكان رجال امن وممرضون وممرضات واطباء يضربون المصابين… لم يكن مستشفى بل مسلخا يذبح فيه الناس كما تذبح الحيوانات، لكنهم يعذبون قبل الذبح”.

بعد خمسة ايام، نقل الى مستشفى في حمص بين الوعي واللاوعي. فالقاه عناصر الامن جانبا ظنا منهم انه نزف حتى الموت، وطلبوا تسليمه الى اهله. فنقله ناشطون الى احد المشفيات الميدانية، وهي منازل سرية منتشرة في حمص ومناطق سورية اخرى، تقدم فيها الاسعافات الاولية للجرحى قبل نقلهم الى لبنان.

وتقول ام عبده (ممرضة) التي انشأت مشفى في منزلها في حمص لفرانس برس “عملي كان يقتصر على الاسعاف الاولي: وقف النزيف وتعويض السوائل وسحب الرصاصات من المصابين الا اذا كانت في الرأس”.

وكانت ام عبده تستقبل كل يوم جمعة “ما لا يقل عن عشر اصابات”. وكانت ام عبدو تخبىء الادوية والمعدات وتعيد ترتيب المنزل “ليبدو بيتا عاديا”، بحسب قولها، كلما ابلغها ناشطون باحتمال حصول مداهمة امنية.

الا انها اضطرت اخيرا بسبب تعرضها لمضايقات عدة الى مغادرة سوريا الى عاصمة عربية حيث تم الاتصال بها.

ويقول الصيدلي اللبناني احمد الحجيري ان عيادة ميدانية ينشط فيها في محلة مشاريع القاع اللبنانية الحدودية مع سوريا (شرق) استقبلت الاسبوع الماضي حوالى 25 جريحا سوريا.

ويوضح ان “العيادة تجري الاسعافات الاولية للجرحى الواصلين الينا قبل تسليمهم الى الصليب الاحمر”.

ويقول مصطفى، وهو ناشط سوري في تنسيقية دعم اللاجئين السوريين في لبنان التي تأسست قبل شهرين، ان الجرحى ينقلون الى الشمال “لانها منطقة آمنة بعيدة عن الاذرع الامنية لحزب الله والنظام” السوري، مضيفا “البيئة في شمال لبنان عموما متعاطفة جدا معنا، والناس يحاولون ان يؤمنوا لنا المساعدات”.

ويؤكد مصطفى “نحن لسنا تنظيما سياسيا، نحن نعمل فقط في الشق الانساني وتحت غطاء القانون اللبناني”.

ويقول ابو فداء “عندما ينتهي علاجي سأعود الى سوريا لاتظاهر مجددا حتى يسقط بشار الاسد”.

الحكومة اليابانية توسّع العقوبات ضد سوريا

أعلنت الحكومة اليابانية توسيع العقوبات ضد سوريا لتشمل تجميد أصول وأرصدة المزيد من الأشخاص والمنظمات المرتبطة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد، حيث تشمل هذه العقوبات الجديدة التي أقرها مجلس الوزراء الياباني برئاسة ليوشيهيكو نودا تجميد أصول ثلاثة أشخاص وستة كيانات في مسعى لتعزيز الضغط على النظام السوري.

وأوضحت الخارجية اليابانية، في بيان، أن قائمة المنظمات التي طالتها العقوبات تشمل مؤسسة “الإسكان” العسكرية و”المصرف العقاري” و”مركز الدراسات والبحوث العلمية، وأضافت أنه بعد فرض العقوبات الإضافية اليوم، تكون اليابان قد جمدت أصول ما مجموعه 18 فردًا و12 كيانًا سوريًّا “من أجل المساهمة في الجهود الدولية الرامية الى حل هذه المسألة”.

(كونا)

فرنسا تتوقع “تقدماً حاسماً” في مجلس الأمن حول سوريا

أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أن بلاده تتوقع “تقدماً حاسماً” من اجتماع لأعضاء مجلس الأمن حول سوريا اليوم الخميس في نيويورك. وفي مؤتمر صحافي، قال فاليرو: “إن اجتماعاً أول للخبراء عقد أول من أمس، وسيعقد اجتماع جديد اليوم في نيويورك، نرى أنه سيشكل مناسبة لإحراز تقدم حاسم، وننتظر من روسيا أن تستخدم كامل نفوذها لتحقيق تقدم سريع في المفاوضات”.

وشدد فاليرو على ضرورة أن يتمكن المراقبون العرب الذين يصلون سوريا اليوم من “الوصول في اسرع وقت الى كل المواقع من دون استثناء ومن دون اشعار مسبق حتى يطلعوا على الحقيقة المتعلقة بوقف اعمال العنف والافراج عن جميع السجناء السياسيين وعودة الجيش السوري إلى ثكنه ودخول وسائل الاعلام الاجنبية الى الاراضي السورية”، وتابع: “لن ننخدع بأي حيلة ولا أي خديعة يقوم بها النظام السوري”.

(أ.ف.ب.)

العربي: وفد الجامعة غادر إلى دمشق.. ومؤتمر للمعارضة السورية مطلع العام بالقاهرة

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أن وفد “المقدمة” لبعثة المراقبين العرب غادر الى دمشق، وأعلن أن الجامعة ستستضيف مطلع العام الجديد مؤتمرا موسعا للمعارضة السورية.

وأوضح العربي للصحافيين أن الوفد الذي غادر إلى دمشق يضم اثنين من الأمناء المساعدين للأمين العام للجامعة، هما سمير سيف اليزل ووجيه حنفي، مشيراً إلى أن رئيس بعثة المراقبين الفريق اول احمد محمد مصطفى الدابي سيصل السبت المقبل الى العاصمة السورية  وذكر العربي ان وفد مقدمة بعثة المراقبين “سيجري مباحثات مع كافة المسؤولين السوريين لترتيب جميع التفاصيل الخاصة بالبعثة لتي تضم مراقبين مدنيين وعسكريين عربا فقط”، مضيفاً: “إنّ مهمة البعثة هي التحقق من تنفيذ الحكومة السورية لتعهداتها بموجب خطة العمل العربية التي وافقت عليها الحكومة السورية وتوفير الحماية للمدنيين العزل والتأكد من وقف كافة اعمال العنف من اي مصدر كان والافراج عن المعتقلين بسبب الاحداث الراهنة”.

وتابع العربي: “إن المهمة تنص ايضا على التأكد من سحب وإخلاء جميع المظاهر المسلحة من المدن والأحياء السكنية التي تشهد حركات احتجاجية والتحقق من منح الحكومة السورية رخص الاعتماد لوسائل الاعلام العربية والدولية، والتحقق من فتح المجال امامها للتنقل بحرية في جميع انحاء سوريا، وعدم التعرض لها حتى تتمكن هذه الاجهزة من رصد ما يدور حولها من احداث”، مؤكداً أن “حماية البعثة هي مسؤولية الدولة المضيفة فهذا اسلوب متبع في جميع مناطق العالم”.

إلى ذلك كشف العربي أن “الجامعة العربية ستتلقى في 26 كانون الاول الجاري مقترحات من المعارضة السورية حول رؤياها للمرحلة المقبلة، ثم تستضيف الجامعة العربية في الاسبوع الاول من كانون الثاني مؤتمرا موسعا للمعارضة السورية”.

(أ.ف.ب)

31 قتيلا ودعوات للتظاهر بسوريا

قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 31 قتلوا اليوم بسوريا معظمهم في حمص وإدلب، في وقت أطلق فيه ناشطون دعوات عبر شبكة الإنترنت للتظاهر يوم غد الجمعة تحت شعار “بروتوكول الموت”.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 16 قتيلا سقطوا بإدلب وعشرة بحمص وواحدا بكل من دمشق ودرعا.

وكان من بين القتلى ستة سقطوا في حمص نتيجة قصف عشوائي على المنازل التي تحاصرها الدبابات منذ أسابيع، كما شهدت المدينة حملة اعتقالات عشوائية.

وأوضحت الهيئة العامة أن قصفا عنيفا استهدف حي بابا عمرو باستخدام مدافع الهاون والقذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة الثقيلة، فيما تم اقتحام حي البياضة وسط إطلاق نار كثيف.

وفي طفس بدرعا قتل شخص نتيجة حملات اقتحام ودهم للبلدة والمزارع المحيطة بها صباح اليوم وسط إطلاق نار كثيف.

وأكد ناشطون تعرض مدينة إدلب لهجمات استهدفت معاقل يعتقد أنها تعود لمنشقين عن الجيش السوري، وأكدوا وقوع قتيلين على الأقل جراء هذه الهجمات، واقتحمت قوات الأمن بلدة خان شيخون بالدبابات وسط إطلاق نار كثيف وسماع دوي انفجارات عديدة في المدينة.

وشهدت معرة النعمان إطلاق نار كثيفا وعشوائيا من قبل الجيش ومحاصرة شارع الكورنيش والجامع الأموي الكبير وسط إطلاق قنابل مسمارية وصوتية بحسب ما أفادت به الهيئة العامة للثورة السورية.

وقال ناشطون إن مدينة صبيخان في دير الزور تعرضت لقصف متواصل أدى إلى جرح عشرين شخصا.

وأظهرت لقطات بثها ناشطون اليوم تعرض مدينة القورية بدير الزور لقصف عنيف من قوات الأمن السورية. وقال شاهد عيان هناك في اتصال مع الجزيرة إن أربعين دبابة تطوق القورية من أربعة محاور، وإن جنودا منشقين يحاولون صد قوات الجيش والأمن عن اقتحام المدينة.

وأفاد ناشطون بأن قوات الجيش والأمن نجحت في اقتحام المدينة وأن عشرات الآليات العسكرية دخلتها، وقامت قوات الأمن بدهم للمنازل واعتقالات مع استمرار قطع الكهرباء.

دعوة للتظاهر

وفي سياق متصل دعا الناشطون المطالبون بالديمقراطية في سوريا إلى التظاهر غدا الجمعة تحت شعار “بروتوكول الموت” في إشارة إلى بروتوكول المراقبين العرب الذي وقعته سوريا الاثنين مع الجامعة العربية معتبرين ذلك “مناورة” من النظام.

وكتب الناشطون على صفحتهم على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك “بروتوكول الموت رخصة مفتوحة للقتل”.

واعتبروا أن النظام استغل توقيع البروتوكول لتكثيف عملياته العسكرية “الهمجية” التي يخوضها ضد المدن المتمردة منذ بدء حركة الاحتجاج.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أكد أن قوات الجيش والأمن السورية قتلت أكثر من مائتي شخص منذ توقيع دمشق على البروتوكول.

الجيش الحر

من جانب آخر قالت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية إن الجيش السوري الحر المكوّن من جنود منشقين عن الجيش النظامي، نقل المعركة إلى مشارف العاصمة دمشق، وأخذت قوته تزداد في ضواحيها.

ونقلت الصحيفة عن قائد كتيبة دمشق التابعة للجيش السوري الحر -يتخذ من مدينة دوما في ريف دمشق مقرا له- قوله “لدينا ما يصل إلى ألفي رجل يديرون عمليات في العاصمة وحولها، ومهمتنا هي حماية المتظاهرين والمدنيين، ويقوم ضباط كبار بتسريب المعلومات لنا حول العمليات العسكرية المقررة في دوما، نشن على إثرها ضربات وقائية لمنع وقوعها”.

وأضاف أنهم منعوا حملة ضد الناشطات في دوما الأحد الماضي، وسدوا الطرق لمنع الجيش السوري من دخول المدينة بعد حصولهم على معلومات عن الطرق التي سيسلكها، وهو ما أفسح المجال أمام الناشطات للفرار، مشيرا إلى أن تلك المعركة تسببت بمقتل عشرة من رجاله وإصابة 21 بجروح.

وأوضح أن إستراتيجيتهم دفاعية ونفذوا عملياتهم كتحذير وتذكير للنظام بمدى قدراتهم، مشيرا إلى أنهم إن كانوا يستطيعون ضرب مباني المخابرات المركزية، فيمكنهم أيضاً ضرب القصر الرئاسي، حسب تعبيره.

وقال قائد كتيبة دمشق إن قربهم من العاصمة يجعل منهم مصدر تهديد كبير، لكنه طالب بمنطقة حظر للطيران لحماية مناطق وجودهم التي أصبحت مكشوفة وعرضة لهجمات مروحيات النظام.

وفد عربي بدمشق تحضيرا لانتشار المراقبين

غادر القاهرة اليوم متوجها إلى دمشق الدفعة الأولى من المراقبين العرب الذين قبلت سوريا الاثنين انتشارهم، في وقت دعت فيه المعارضة الجامعةَ العربية ومجلس الأمن إلى اجتماع عاجل لبحث “المجازر الدموية” التي تزامنت مع توقيع بروتوكول المراقبين، وذهب ضحيتها حسب قولها أكثر من 200 شخص.

ويقود سمير سيف اليزل مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي هذا الوفدَ الأولي الذي سيحضر لاستقبال بعثة المراقبين العرب.

وقال سيف اليزل الذي يرأس الوفد المكون من 11 عضوا قبل مغادرته القاهرة إن  الوفد سيعمل على تيسير عمل بعثة المراقبين العرب مع الجانب السوري “في موضوع التجهيزات لاستقبال بعثة المراقبين”.

ومضى يقول إن الوفد سيقوم بعمل “بعض الترتيبات اللازمة لاستقبال

البعثة على الارض من ناحية الإقامة والمواصلات والاتصالات والتأمين خلال انتقالات أعضاء البعثة وتحديد الأماكن التي سيزورها في كل المدن

والمناطق السورية”.

ويضم الوفد عددا من مسؤولي الجامعة العربية إلى جانب باحثين وخبراء في عدة منظمات حقوقية، ويحضّر لانتشار نحو 150 مراقبا يتوقع أن يصلوا إلى سوريا بنهاية الشهر، ليشرفوا على تطبيق خطة عمل عربية قبلها النظام السوري مطلع الشهر الماضي، ونصت أساسا على وقف العنف وإنهاء المظاهر المسلحة في المدن، وإطلاق سراح السجناء ومفاوضة المعارضة.

ووقعت سوريا البروتوكول المتعلق بالمراقبين الاثنين في خطوة مفاجئة، لكنها تحدثت عن تعديلات رئيسية أدخلت عليه.

18 سؤالا

وقال الناطق باسم الخارجية السورية جهاد المقدسي إن دمشق ترحب ببعثة المراقبين لأن لها حسب تعبيره مصلحة في نجاح المهمة و”ستعرف (البعثة) حينها أن الوضع أكثر تعقيدا”.

وأضاف أن بلاده طرحت 18 سؤالا على الجامعة العربية خلال 48 ساعة، قبل أن تقبل الوثيقة التي أصبحت “نزيهة” لأنها تتحدث عن إنهاء العنف من جميع الأطراف، وفي ذلك حسبه اعتراف بـ”وجود عصابات مسلحة”.

كما قال إن البعثة سترفع تقارير دورية إلى الحكومة السورية والجامعة العربية، وستحدد هوية أفرادها وتفاصيل مهماتهم ومكانها والغرض منها لأن “سوريا مسؤولة عن أمنهم”.

مناطق العمل

من جهته قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إنه سيكون بإمكان المراقبين زيارة “المناطق الساخنة” لكنهم لن يدخلوا المواقع العسكرية الحساسة.

وتوقع أن تنتصر تقارير المراقبين لوجهة نظر النظام القائلة إن الاضطرابات من أعمال “جماعات إرهابية مسلحة” لا متظاهرين سلميين.

ويدعو البروتوكول إلى أن يكون هناك عدد كاف من المراقبين لضمان نجاح المهمة التي يشارك فيها خبراء عسكريون ومدنيون اختارتهم دول عربية ومنظمات عربية.

ويقول البروتوكول إن مهمة البعثة “إنهاء العنف من كل الأطراف” وإنهاء المظاهر المسلحة في المدن، وضمان إطلاق سراح من اعتقلوا على خلفية الأزمة.

مجرد حيلة

كما يقول إن البعثة يجب أن تكون قادرة على التواصل مع أيٍّ كان “بالتنسيق مع الحكومة السورية”، التي يدعوها إلى السماح لوسائل الإعلام بتغطية الأحداث.

ويقول النظام السوري إنه يلتزم بخطة العمل العربية، وإنه قد سحب الجيش من المدن، وأطلق منذ قبوله المبادرة العربية أكثر من ألف سجين.

كما وعد بانتخابات تشريعية مع بداية العام، وبإصلاحات دستورية قد تنهي احتكار حزب البعث للسلطة.

لكن المعارضة وصفت توقيع دمشق للبروتوكول بأنه حيلة لكسب الوقت.

وتحدث المجلس الوطني السوري عن مقتل 250 شخصا منذ توقيع البروتوكول، ليكون الاثنين والثلاثاء أحدَ أعنف أيام الانتفاضة.

وتحدث المجلس عن “مجازر دموية” ارتكبت الاثنين والثلاثاء، داعيا الجامعة العربية ومجلس الأمن إلى الاجتماع بشأنها.

لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان في لندن اعتبر انتشار بعثة المراقبين بصيصَ أمل، وقال إن توقيع البرتوكول الخاص بها “في مصلحة الثورة” وإن النظام “إذا وقع كل بنود الوثيقة فإن ذلك سيعني أن الديمقراطية ستكرس في سوريا قريبا جدا” لأن الشعب سينزل إلى الشوارع حينها بأعداد كبيرة.

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 5000 شخص قتلوا منذ أن بدأت المظاهرات ضد نظام بشار الأسد منتصف مارس/آذار الماضي.

منذ توقيع دمشق بروتوكول المراقبين

أكثر من 200 قتيل في يومين بسوريا

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الجيش والأمن السورية قتلت أكثر من مائتي شخص منذ توقيع دمشق على البروتوكول الذي أقرته الجامعة العربية بشأن المراقبين يوم الاثنين الماضي. وأكدت الهيئة العامة للثورة السورية أن 38 شخصا سقطوا أمس الأربعاء مع قصف مستمر بإدلب ودير الزور.

 وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن 111 مدنيا وناشطا قتلوا عندما طوقتهم القوات السورية في سفوح تلال في منطقة جبل الزاوية في محافظة إدلب بشمال البلاد، إضافة إلى 100 آخرين من الجنود المنشقين سقطوا بين قتيل وجريح يوم الثلاثاء.

ووقعت أعنف المواجهات وأكثرها دموية في منطقة جبل الزاوية بمحافظة إدلب حيث تعرضت مخيمات لاجئين هناك لقصف عنيف بحسب الهيئة العامة للثورة.

وأفاد عضو المكتب الإعلامي لمجلس الثورة في إدلب علاء الدين اليوسف في اتصال مع الجزيرة اليوم الخميس استمرار الحملة الأمنية على جبل الزاوية بإدلب وسقوط ما لا يقل عن 15 قتيلا هناك، وأكد أن إطلاق النار استمر في جبل شحشبو حتى صباح الخميس مشيرا إلى قصف بالدبابات.

قصف

وأظهرت لقطات بثها ناشطون اليوم تعرض مدينة القورية بدير الزور لقصف عنيف من قوات الأمن السورية. وقال شاهد عيان هناك في اتصال مع الجزيرة إن أربعين دبابة تطوق القورية من أربعة محاور، وإن جنودا منشقين يحاولون صد قوات الجيش والأمن عن اقتحام المدينة.

 وأفاد ناشطون أن قوات الجيش والأمن نجحت في اقتحام المدينة وأن عشرات الآليات العسكرية دخلتها، وقامت قوات الأمن بمداهمات للمنازل واعتقالات مع استمرار قطع الكهرباء.

قتل بالتعذيب

كما قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن بين قتلى أمس الأربعاء اثنين ماتا تحت التعذيب، وثلاثة في حي العسالي بالعاصمة دمشق. وفي مدينة حلب اعتدى رجال أمن على طلاب كلية الآداب بعد اقتحامها، كما اعتُقل ثلاثة محامين.

وفي حي القدم بالعاصمة دمشق، اقتحمت قوات الأمن الحي من عدة محاور، وقطعت الطريق المؤدي إليه قبل تشييع أحد القتلى. وأفاد ناشطون أنه سُمع دوي انفجارات وإطلاق نار في بلدة القصير في حمص. كما دهمت قوات الأمن والشبيحة مدن سهل الغاب وكرناز في حماة.

أما في حمص، فقد تعرضت المدينة لقصف مدفعي عنيف من قبل قوات الجيش والأمن حسبما ذكرته الهيئة العامة للثورة السورية، التي أشارت أيضا إلى مداهمة من قبل من سمتها عصابات بشار الأسد لحي القدم بدمشق من عدة أماكن مع حملة اعتقالات عشوائية وانتشار عند دوار الحرية.

وقد شيع آلاف من المواطنين بالزبداني في ريف دمشق جنازات ثلاثة ناشطين قتلتهم قوات النظام السوري. وهم غسان التيناوي ومحمد علوش وجهاد زيتون، الذين اشتهروا بقيادة المظاهرات ودعمها لوجستيا، إضافة إلى تصويرها وبثها في مواقع التواصل الاجتماعي. وكان الثلاثة مصدرا مهما للمعلومات بالنسبة لوسائل الإعلام.

وتتعرض مناطق ريف دمشق لحملة أمنية كبيرة وحصار واقتحامات متكررة، إضافة إلى قطع المياه والكهرباء ووسائل الاتصال عنها.

من ناحية أخرى، أكدت سفارة إيران في سوريا خبر اختطاف خمس فنيين إيرانيين يعملون في مشروع محطة كهرباء في حمص.

وقال بيان صادر عن السفارة إن الإيرانيين اختطفوا لدى توجههم إلى مكان عملهم صباح الأربعاء، وطالبت السفارة السلطات السورية باتخاذ التدابير اللازمة لكشف هوية الخاطفين والإفراج عن المواطنين الإيرانيين بسرعة.

وصول فريق مراقبي الجامعة العربية الى دمشق

وصلت طلائع فريق مراقبي الجامعة العربية الى سوريا، في وقت تتواصل فيه العملية العسكرية في أدلب، حسبما قال ناشطون.

وافاد السفير علي الجاروش مدير ادارة العلاقات العربية في جامعة الدول العربية لبي بي سي بأن وفد الجامعة العربية الذي وصل إلى دمشق كان برئاسة السفير سمير سيف اليزل الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية ويضم عشرة أشخاص.

وسيقيم فريق المراقبين، الذي سيصحبه وفد من وسائل الإعلام، فترة شهر كامل في سوريا يمكن تمديده بموافقة الطرفين، الحكومة السورية وجامعة الدول العربية.

وسيشرف المراقبون على التزام الجانب السوري ببنود مبادرة الجامعة العربية التي تدعو الى وقف الهجمات التي يشنها الجيش، وسحب المركبات العسكرية من المدن والقرى واطلاق سراح المعتقلين.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي قوله إن مهمة الوفد هي “التشاور مع المسؤولين السوريين” للإعداد لزيارة وفد المراقبين الذي من المقرر أن يصل الأحد.

وكانت دمشق قد اعلنت يوم الاثنين الماضي موافقتها على دخول المراقبين، وذلك بعد ان ماطلت في ذلك لعدة اسابيع.

“بروتوكول الموت”

وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إنه سيسمح للمراقبين بالتنقل بحرية وانهم سيتمتعون بحماية الحكومة.

ولكن منتقدي نظام الرئيس بشار الاسد يشككون في دوافع موافقته على المبادرة، ويقولون إنها خدعة تهدف الى تجنب عقوبات اقسى من جانب الامم المتحدة.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر في المجلس الوطني السوري أن القوات الحكومية قتلت 250 شخصا خلال 48 ساعة استباقا لوصول فريق المراقبين.

وأفاد مراسل بي بي سي في دمشق عساف عبود أن المعارضة السورية دعت إلى التظاهر غدا الجمعة تحت عنوان “جمعة بروتوكول الموت: رخصة مفتوحة للقتل”.

ويقول مراسل بي بي سي في بيروت جيم ميور إنه من المرجح ان تكون الحكومة السورية بصدد “التخلص من بعض المشاكل العالقة” قبيل وصول المراقبين، إذ تشير بعض التقارير الى ان قوات الامن قد صعدت من نشاطاتها التي تستهدف المحتجين والمنشقين عن الجيش السوري.

ويشير ناشطون سوريون الى ان تصعيد الهجمات على المحتجين في الاسبوع الجاري يثبت ان الاسد يريد قمع الحركة الاحتجاجية بسرعة.

200 قتيل

في هذه الاثناء، أكد ناشطون سوريون استمرار الحملة العسكرية في محافظة أدلب، مضيفين أنها أوقعت أكثر من 200 قتيل من مدنيين وجنود منشقين ومسلحين خلال الأيام الثلاثة الماضية.

وعلى صعيد التطورات الميدانية ايضا، سقط قتيلان مدنيان ليلة أمس في بلدة نوي بمحافظة درعا.

كما استمرت عمليات تمشيط الجيش وإطلاق النار منذ ليلة الأمس حتى صباح اليوم في مناطق دير الزور وبصر الحرير في درعا وفي زلمكا في ريف دمشق، حسبما ذكر ناشطون.

وقالت السلطات السورية إنها اعتقلت 65 “مسلحا” في منطقة القصير بحمص، كما شهدت المدينة سقوط عشرة قتلى ليلة أمس حسبما أكد ناشطون.

ولا يزال خمسة فنيين إيرانيين يعملون في محطة جندلر للكهرباء مختطفين ولم يعثر عليهم بعد.

وقال ناشطون لبي بي سي إن القوات الحكومية هاجمت قرى بالقرب من مدينة أدلب شمال غربي البلاد.

موسكو وواشنطن

في هذه الاثناء لا يزال الخلاف بشأن التعامل مع الأزمة السورية قائما بين موسكو وواشنطن.

وتتعرض روسيا الى ضغوط متزايدة للاسراع في اعداد مشروع قرار يدين العنف من المقرر ان تعرضه على مجلس الامن.

وكانت موسكو فاجأت الوسط الدبلوماسي في الاسبوع الماضي بقولها إنها بصدد طرح مشروع القرار، ولكن لم يحصل اي تقدم على هذا الصعيد منذ ذلك.

من جانبها، قالت الولايات المتحدة على لسان جاي كارني الناطق باسم البيت الابيض إن الوعود التي يطلقها نظام الاسد “تفتقر الى المصداقية لأنها تتبع دائما بافعال فظيعة ومدانة.”

ومضى الناطق الامريكي للقول “إن الولايات المتحدة مقتنعة بأن السبيل الوحيد للاتيان بالتغيير الذي يستحقه الشعب السوري يتمثل في تنحي بشار الاسد عن الحكم.”

المزيد من بي بي سيBBC © 2011

المراقبون العرب في سورية: الآمال والمخاوف

جيم ميور بي بي سي

بينما تستعد دمشق لاستقبال طلائع المراقبين العرب، ما زالت الكثير من الاسئلة تحيط باحتمالات نجاح مبادرة الجامعة العربية والنوايا التي يبيتها النظام السوري تجاه هذه المبادرة.

فهل يدل التصعيد الاخير وخصوصا في محافظة ادلب المحاذية للحدود مع تركيا الى محاولة اخيرة يقوم بها النظام لتصفية اي اثر للمقاومة في هذه المنطقة المهمة استراتيجيا قبل وصول المراقبين ووقف العنف؟

إن كان الامر كذلك، فهذا يشير الى ان الرئيس بشار الاسد وبطانته جادون بالالتزام بالمبادرة العربية. الا ان قلة قليلة من المحللين، وقلة اقل من معارضي النظام، يفترضون ذلك.

ويعتقد هؤلاء ان تنفيذ المبادرة العربية سيعني نهاية النظام، لأنه سيضطر الى التخلي عن القمع المسلح، الطريقة الوحيدة التي تمكنه من بسط سيطرته على الكثير من المناطق في سورية.

يقول مسؤول عربي بارز ذو خبرة طويلة في التعامل مع الشأن السوري: “ليس لبشار اي بديل، فهو لا يستطيع الانفتاح حتى مع المبادرة العربية. فاذا فعل، سيسقط. الامر بهذه البساطة، ولذا فسيستخدم كافة الحيل لتقويض المبادرة.”

صمود

تنص المبادرة على ان يسحب النظام السوري كافة قواته من المدن والقرى، وان يطلق سراح المعتقلين، ويسمح للمئات من المراقبين العرب – اضافة الى الصحافة العربية والدولية – بالتجول في ارجاء البلاد دون عائق.

يذكر ان النظام دأب على الاعلان في الايام الاولى للانتفاضة انه سحب قواته من المدن (كدرعا وحماة) ولكنها كانت سرعان ما تعود اليها بعد ان يفقد النظام سيطرته.

ولذا فالتوقع السائد يفيد ان النظام سيفقد السيطرة على اجزاء كبيرة من البلاد اذا ما تم تنفيذ المبادرة العربية.

ولم تسلم من العنف من المدن السورية سوى مدينتا دمشق العاصمة وحلب، وحتى هاتان المدينتان بدأتا تشهدان عنفا متصاعدا رغم محاولات النظام قمعه.

فهل اعترف النظام بالامر الواقع ورضي بقدره نتيجة تصاعد الضغوط الدولية والداخلية وقرر التنازل عن الحكم او البدء في عملية نقل السلطة؟

يصعب تصور ذلك.

فالزعماء العرب الآخرون الذين ووجهوا بثورات شعبية كانوا يعيشون في وهم، وكانوا يؤمنون حتى اللحظة الاخيرة ان شعوبهم تحبهم وانه يمكنهم التمسك بالحكم عن طريق الصمود بوجه من يصفونهم بالمتطرفين او الارهابيين.

ويبدو ان القيادة السورية لا تختلف كثيرا عن هذا النموذج. فالتلفزيون السوري الرسمي يعرض بشكل يومي تقريبا صورا لتمظاهرات “مليونية” مؤيدة للنظام في دمشق وغيرها من المدن ترفع شعارات تندد بالتدخل الخارجي في شؤون البلاد وتدعم “استقلالية القرار السوري.”

وفي حقيقة الامر، ومهما كان مآله الاخير، فإنه يبدو ان الرئيس الاسد يستند الى ارضية اكثر صلابة مما استند اليها بعض الزعماء العرب الذين راحوا ضحية الربيع العربي.

فثمة قطاعات من الشعب السوري، كالعلويين الذين ينتمي اليهم الاسد والمسيحيين وغيرهم، يشعرون بقلق بالغ ازاء احتمال سيطرة الاغلبية السنية على مقاليد الامور، ويشاركهم هذا الشعور الطبقة الوسطى السنية وطبقة التجار المستفيدة من النظام.

ولكن بتدهور الاوضاع الاقتصادية، يضمحل التأييد الذي يتمتع به النظام من جانب هذه القطاعات، ويقول محللون إن الانهيار الاقتصادي قد يكون العامل الذي يطيح بالنظام في وقت اقصر مما يعتقده كثيرون.

وقد استأنف الجيش السوري في الآونة الاخيرة اجراء تمارين بالذخيرة الحية وسط تغطية اعلامية واسعة الغرض منها اظهار وحدة القوات المسلحة وقدرتها على مواجهة اي تهديد داخليا كان ام خارجيا.

وفي حقيقة الامر، ورغم الضغوط التي لابد ان يكون قد تعرض لها الجيش السوري اثناء مواجهته للمنتفضين، لا توجد اي اشارات الى احتمال انشقاق وحدات عسكرية كاملة او ان يقوم الجيش بانقلاب عسكري وهو امر صعب المنال على اي حال خصوصا وان الوحدة العسكرية الوحيدة المسموح لها بدخول العاصمة هي الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر شقيق الرئيس السوري والمشهود لها بالولاء للنظام.

مماطلة؟

يشير ما ورد اعلاه الى ان الاسد وبطانته قد يعتقدون انه سيكون بامكانهم الاحتفاظ بالسلطة فيما لو اظهروا تعاونا مع المبادرة العربية لكسب الوقت بينما يواصلون قمع المعارضة بدعوى “محاربة الارهابيين.”

هذا على الاقل ما يخشاه الناشطون ومنظمات حقوق الانسان بينما يستعد المراقبون العرب لاطلاق مهمتهم.

فقد ناشد المرصد السوري لحقوق الانسان جامعة الدول العربية عدم السماح لبعثة المراقبين برمي “طوق نجاة” للنظام بالسماح له بكسب الوقت.

وقال المرصد إنه من المستحيل ان تتمكن فرق صغيرة من المراقبين لا يتعدى عددها الكلي بضع مئات من مراقبة العشرات من المناطق الساخنة ومئات السجون والمعتقلات التي تديرها اجهزة النظام الامنية الـ 17 في طول سورية وعرضها.

وكان الامين العام للجامعة نبيل العربي قد اكد ان مدى جدية النظام ستتضح خلال اسبوع واحد من انطلاق مهمة المراقبين.

وليس ثمة ما يشير الى ان الامريكيين والاتراك وغيرهم سيكونون مستعدين لمنح الاسد المزيد من الوقت، خصوصا عقب اعمال القتل التي وقعت في اليومين الماضيين.

وفي حقيقة الامر، فإن النظام اعترف بحراجة موقفه عندما وقع على بروتوكول الجامعة العربية يوم الاثنين الماضي، رغم ادعاءاته وتحديه الظاهر للضغوط والعقوبات.

فنظريا على الاقل، الزم النظام نفسه عندما وقع على البروتوكول بانهاء كل اشكال العنف والتحرك نحو تأسيس “نموذج سوري معاصر للديمقراطية والتعددية” حسب ما صرح به وزير الخارجية وليد المعلم.

ولكن يصعب على الناشطين والمعارضين الذين خبروا الجانب المظلم من القوة التي تبقي النظام في الحكم تصديق ذلك.

المزيد من بي بي سيBBC © 2011

المعارضة السورية تناشد الأمم المتحدة بوقف “المذبحة المنظمة

ناشد المجلس الوطني السوري مجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية الأربعاء بعقد اجتماع طارئ لبحث اشتداد وتيرة العنف في شمال غرب سورية واتخاذ الإجراءات الواجبة لحماية المدنيين.

وطالب المجلس الوطنى أيضا بإعلان “منطقة حماية” في المناطق التي تتعرض للهجوم من قبل قوات الأمن السورية.

ويقول المجلس الوطني – الذي يوجد مقره خارج سورية، وهو أهم فصائل المعارضة السورية- إن نحو 250 شخصا قتلوا خلال اليومين الماضيين.

مذبحة منظمة

وقد اتهمت جماعة لحقوق الإنسان السلطات السورية بتنفيذ ما وصفته بأنه “مذبحة منظمة” في محافظة إدلب بالقرب من الحدود التركية.

وقد وقعت معظم أحداث العنف الأخيرة في منطقة الزاوية القريبة من الحدود التركية.

وقد أصدرت المعارضة السورية مناشدتها في الوقت الذي يستعد فيه مراقبو جامعة الدول العربية لبدء مهمتم الخميس.

ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يوجد مقره في لندن، إن قوات الأمن السورية قتلت يوم الثلاثاء أكثر من 110 أشخاص، معظمهم من العسكريين المنشقين حول قرية كنصفره.

وكان ما يقرب من 70 منشقا قد قتلوا رميا بالرصاص الثلاثاء عند محاولتهم الفرار من قاعدتهم العسكرية.

وقالت لجان التنسيق المحلية، إحدى الجماعات الناشطة في سورية، إن 12 شخصا آخر قتلوا الأربعاء في حماة وإدلب وحمص ودرعا.

ولا يتسنى التأكد من تلك التفاصيل نظرا لعدم سماح السلطات السورية للصحفيين بالتجول بحرية وإرسال تقاريرهم من هناك.

شجب دولي

وقد أيدت فرنسا –العضو الدائم في مجلس الأمن- مناشدة المجلس الوطني السوري. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو: “يجب أن يصدر مجلس الأمن الدولي فورا قرارا حاسما بوقف القمع”.

كما أصدر البيت الأبيض بيانا أعلن فيه عن قناعته بأن الطريق الوحيد لحدوث التغيير الذي يستحقه الشعب السوري هو تنحي الرئيس السوري بشار الأسد عن الحكم.

وأضاف البيان أن ما يقوله النظام السوري لم يعد ذا مصداقية، إذ دوما ما يعقبه استمرار لارتكاب فظائع مشينة. فلم يمض يومان على توقيع النظام على مبادرة جامعة الدول العربية حتى خرق النظام نفسه التزامه بوقف العنف وسحب قوات الأمن من المناطق السكنية.

ومازالت السلطات السورية تصر على أنها تقاتل عصابات إرهابية مسلحة تسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد.

المزيد من بي بي سيBBC © 2011

وصول فريق الجامعة العربية الى سوريا تمهيدا لنشر المراقبين

القاهرة (رويترز) – قال عضو في فريق تابع للجامعة العربية لرويترز ان الفريق وصل الى سوريا يوم الخميس للتحضير لنشر مراقبين سيقيمون مدى التزام دمشق بتنفيذ خطة لانهاء حملة حكومية مستمرة منذ تسعة أشهر ضد الاحتجاجات.

وقال وجيه حنفي مساعد الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي هاتفيا من العاصمة السورية “الحمد لله وصلنا دمشق بالسلامة.”

وقال العربي انه يمكن ارسال المراقبين قبل نهاية ديسمبر كانون الاول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى