أحداث الجمعة، 17 حزيران 2011
تساعد السوريين على جانبي الحدود ورامي مخلوف يتخذ اجراءات لـ”التفرغ للعمل الخيري والتنموي“تركيا
أنقرة – يوسف الشريف؛ واشنطن – جويس كرم؛ دمشق، عمان، نيقوسيا – «الحياة»، ا ف ب ، رويترز، أب
أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ان بلاده قررت تقديم مساعدة انسانية لالاف السوريين المحتشدين على خط الحدود السورية – التركية، مجددا دعوته النظام السوري لـ «بدء العمل باصلاحات طارئة».
وقال اوغلو إنه يضع جدول زمني لجولة اقليمية تشمل عددا من الدول المعنية بتطورات الوضع السوري، وذلك في تعزيز للانخراط التركي في ملف الازمة الذي بات نقطة ساخنة في علاقات البلدين.
وفي مؤشر الى ابتعاد الادارة الأميركية أكثر عن النظام السوري، أعلنت الخارجية ان واشنطن «تزيد اتصالاتها داخل سورية وخارجها مع سوريين يسعون الى التغيير السياسي في بلدهم». فيما توجه وفد من المعارضة السورية إلى موسكو اليوم للقاء مسؤولين فيها، بينما أعلنت روسيا والصين معارضتهما لاي تدخل اجنبي في الاضطرابات الجارية في الدول العربية، وذلك في تكرار لموقفها الرافض لقرار من مجلس الامن يدين القمع في سورية.
في موازة ذلك، قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون انه تحدث مع الرئيس بشار الاسد وحثه على «وقف قتل الشعب» والدخول في حوار، معربا عن امله في ان تتمكن الامم المتحدة من التحدث بشكل «متناغم» في شأن سورية.
وفيما يواصل الجيش السوري عملياته في شمال وشرق البلاد لإنهاء حركة الاحتجاجات التي تدخل اليوم أسبوعها الثالث عشر، اعلن رجل الاعمال السوري رامي مخلوف امس «سلسلة اجراءات… للتفرع للعمل الخيري».
وعن تقديم مساعدات للاجئين السوريين على خط الحدود بين تركيا وسورية، قال داود أوغلو: «هناك حاليا اكثر من عشرة الاف شخص قبالة حدودنا خلف الاسلاك الشائكة… قررنا مساعدة اشقائنا السوريين لتأمين حاجاتهم الغذائية العاجلة»، مشيرا الى ان انقرة ابلغت دمشق هذا القرار.
وقال: «رأيت بوضوح الخوف في عيون الناس الذين التقيتهم (في مخيمات اللاجئين السوريين داخل الاراضي التركية والتي زارها ازل من امس). يجب فهم الوضع الذي تمر فيه امرأة في السبعين من العمر غادرت منزلها بمفردها هربا من العنف».
ولفت اوغلو إلى انه «يؤمن بصدقية» ادارة الرئيس السوري، إلا انه اشار الى ضرورة اتخاذ «التدابير اللازمة فورا» لاقناع الشعب السوري والمجتمع الدولي بان مطالبهم ستلبى.
وكان اوغلو قال في ختام لقائه مبعوث الرئيس السوري اللواء حسن توركماني إن أنقرة شرحت لضيفها حساسية انعكاس الاوضاع في سورية على الوضع في تركيا. وقال: «لقد شرحت لتوركماني اننا نريد الازدهار والديموقراطية وحقوق الانسان لتركيا كما لسورية. نعتبر ان استقرار سورية مهم جدا».
وفي واشنطن، أكدت الخارجية الأميركية أنها زادت من اتصالاتها مع المعارضة السورية في الداخل والخارج التي تسعى الى «التغيير».
وأعلنت فيكتوريا نولاند الناطقة الجديدة باسم الوزارة أن واشنطن زادت اتصالاتها مع «سوريين يسعون الى التغيير» داخل وخارج سورية.
ونددت الناطقة بالقمع «المقيت» الذي يشنه النظام السوري ويستهدف المتظاهرين المطالبين برحيله، مشيرة الى ان واشنطن تسعى مع حلفائها الى عزل النظام السوري في الامم المتحدة.
وأكدت مصادر أميركية رسمية لـ «الحياة» أن واشنطن «على اتصال وعبر سفارتها في دمشق بمعارضين داخل سورية وشخصيات تمثل مجموعات مدنية ومحلية» في البلاد، كما تجري واشنطن لقاءات مع معارضين سوريين في الخارج، بينهم شخصيات بارزة كانت حاضرة في مؤتمر أنطاليا في تركيا.
ومن المقرر ان يصل وفد من المعارضة السورية إلى موسكو اليوم حيث يلتقي مسوؤولين من الخارجية الروسية، على ان يعقدوا اجتماعا قريبا في الولايات المتحدة بعد مؤتمري انطاليا وبروكسيل. وتعول المعارضة كثيرا على ارسال وفد الى موسكو.
ميدانيا، قال ناشطون سوريون إن دبابات الجيش دخلت مدينة خان شيخون قرب ادلب في اطار عملية عسكرية موسعة للقضاء على حركة الاحتجاجات، موضحين ان قوى الامن تتجهز لتطويق جبل الزاوية وذلك بعدما دخلت معرة النعمان التي مشطها الجنود امس واعتقلوا العشرات.
وواصل اهالي منطقة ادلب الهروب الى محافظات قريبة من بينها حماة وحمص. وتحدث «المرصد السوري» عن عملية نزوح للأهالي باتجاه الغرب نحو سهل الغاب. فيما جدد ناشطون معارضون الدعوة إلى التظاهر اليوم في «جمعة الشيخ صالح العلي» الذي قاد الثورة السورية الاولى.
إلى ذلك قال الناشط الحقوقي مصطفى اوسو لـ»اسوشييتد برس» إن قوات الامن اعتقلت المئات غالبيتهم من جسر الشغور ومعرة النعمان، التي اوضح ان قوات الجيش اطلقت النار عليها صباح امس، دون ان ترد معلومات عن سقوط قتلى.
وقال دبلوماسيون غربيون لـ»رويترز» إن قوات الامن السورية تعاني من الضغط بسبب انتشارها في مناطق عدة لإنهاء الاحتجاجات، موضحين ان «السلطات سحبت معظم قواتها الامنية من ضواحي دمشق»، كي تنتشر في مناطق شمال وجنوب البلاد التي تشهد احتجاجات مستمرة.
إلى ذلك، افادت مصادر متطابقة على الحدود السورية-التركية ان الجيش السوري هاجم قرى قريبة من مدينة جسر الشغور صباح امس متسببا بنزوح العشرات باتجاه الحدود التركية.
وقال شاهد عيان لوكالة «فرانس برس»: «وصلت دبابات الجيش في السادسة صباحا وتمركز القناصة مصوبين اسلحتهم باتجاه المنطقة. بدأوا باطلاق النار على الجميع».
واضاف الشاهد الذي وصل امس الى الحدود «رأيت احد اصدقائي مصابا، لكني لا اعرف ما حل به».
ووصل العشرات من السوريين وبينهم عدد كبير من النساء والاطفال الى الحدود سيرا او في سيارات لينضموا الى آلاف اخرين هربوا من حملة الجيش. ويتجمع هؤلاء في الجانب السوري من الحدود.
وقال ناشط سوري اخر يساعد النازحين على الحدود في الجانب السوري إن الجيش هاجم قرية الشغور القديمة وقرية جنودية. وتقع القريتان على بعد بضعة كيلومترات من الحدود. وقال سكان قرية غوفيتشي التركية انهم استيقظوا على اصوات اطلاق نار في الجانب الاخر من الحدود في السادسة صباحا.
في موازة ذلك، أعلن رجل الاعمال السوري رامي مخلوف امس «سلسلة مبادرات» تضمنت تخصيص ارباح حصته في «سيريتل» للهاتف النقال للاعمال الخيرية وطرح عدد من اسهم الشركة للاكتتاب العامة.
وقال :«لن اكون عبئا على سورية وشعبها ولا على رئيسها بعد اليوم»، مؤكدا انه لن يدخل في «اي مشاريع جديدة يكون لها مكاسب شخصية، وساتفرغ للعمل الخيري والتنموية والانساني».
وقال مخلوف في لقاء مع عدد من وسائل الاعلام مساء امس:»لان المتأمرين دخلوا على خط الاساءة الى السيد الرئيس (بشار الاسد) من خلال رمي الاشاعات الكاذبة التي لادليل عليها الا قدرتهم على تسويق الاشاعات بهدف وحيد هو الاساءة لهذا البلد وقيادته ونشر الفوضى في ربوعه.
وشملت القرارات «طرح جزء مما نملك من اسهم في شركة سيريتل للهاتف النقال لذوي الدخل المحدود للاكتاب العام لتغطية اكبر شريحة ممكن من السوريين مع اعطائهم فرصة دفع جزء من قيمة السهم مع تمويل الباقي من قروض بضمانة الاسهم، اضافة الى تخصيص ارباح اسهم رامي مخلوف في سيريتل البالغة نحو 40 في المئة للاعمال الخيرية والانسانية والتنموية تغطي الشرائح المحتاجة من درعا الى القامشلي»، اي من جنوب سورية الى شرقها. وزاد انه سيتعاون مع جمعيات خيرية مع توسيع اعمال «جمعية البستان الخيرية».
أنقرة تدعو الأسد إلى وقف العنف فوراً
واشنطن تزيد اتصالاتها بالمعارضة
وقت تتزايد الضغوط الدولية على النظام السوري، حض الامين العام للامم المتحدة بان كي -مون أمس في سان باولو، احدى محطات جولته في اميركا اللاتينية، الرئيس السوري بشار الاسد على “وقف قتل الناس”، و”اتخاذ اجراءات شاملة قبل فوات الاوان”.
وقال: “أحض مجدداً الرئيس الأسد على وقف قتل الناس والمشاركة في حوار شامل واتخاذ اجراءات حاسمة قبل فوات الأوان”. وأمل أن تتمكن الأمم المتحدة من التكلم بصوت واحد في شأن ما يحصل في سوريا.
وكانت وكالات للأنباء أوردت أن الامين العام اتصل بالرئيس السوري بشار الاسد، الا أن الناطق بإسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي نفى علمه بحصول مثل هذا الاتصال، مرجحاً أن تكون الأنباء التي نشرت نتيجة “سوء فهم”.
ولم يطرأ جديد على مشروع القرار الذي أعدته بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال للتنديد بالعنف المتمادي في سوريا.
وفي مؤتمر صحافي عقدته في المقر الرئيسي للأمم المتحدة في نيويورك، صرحت وزيرة الخارجية الأفريقية الجنوبية مايت نكوانا – ماشابان بأن “ثمة حاجة الى الإنخراط مع الحكومة في سوريا… لا يمكننا القول إنه في كل أزمة نواجهها ينبغي أن نتسرع في اتخاذ قرارات (…) تنطوي على تغيير نظام”. وإذ انتقدت التصريحات التي يدلي بها مسؤولون دوليون عن الأوضاع في سوريا، أكدت أنه “ينبغي ألا نقلل شأن ما يحصل” في هذا البلد، موضحة أن العالم يشهد “تدفقاً للاجئين يعبرون الحدود”.
وتعليقاً على بيان مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن “الوضع الإنساني المتدهور” في سوريا، وزعت البعثة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة بياناً جاء فيه أن “الحكومة السورية يجب أن تلبي تطلعات الشعب السوري، بما في ذلك الحفاظ على الحقوق العالمية للأفراد والسماح لهم بالتجمع السلمي والتعبير عن مظالمهم بحرية”. وأضافت أن الولايات المتحدة “تؤيد بقوة الحقوق العالمية للشعب السوري”.
واشنطن
وفي واشنطن، نددت وزارة الخارجية الاميركية بـ “اللجوء الفاضح الى العنف” للسلطات السورية في التعامل مع الاحتجاجات الشعبية، وطالبت بوضع حد له فوراً.
وقالت الناطقة باسم الوزارة فيكتوريا نولاند انه سبق للرئيس الاميركي باراك اوباما أن خير نظيره السوري بين قيادة الاصلاح السياسي في بلاده او التخلي عن السلطة، مضيفة ان الاخير، كما يبدو جلياً، “اختار خياراً سلبيا”.
ونددت بالقمع “المقيت” الذي يشنه الاسد ويستهدف المتظاهرين المطالبين برحيله، مشيرة الى ان واشنطن تسعى مع حلفائها الى عزل النظام السوري في الامم المتحدة.وقالت:”بدأنا ايضا زيادة اتصالاتنا مع السوريين الشجعان الذين يدافعون عن التغيير وعن حقوقهم العالمية، سواء داخل سوريا او خارجها”.
أوروبا وتركيا
وبدأ الاتحاد الاوروبي التحضير لتشديد عقوباته على سوريا التي قد تستهدف هذه المرة شركات مرتبطة بنظام بشار الاسد واشخاصاً آخرين من محيطه، استناداً الى مصادر ديبلوماسية.
وفي أنقرة، حض وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو دمشق على الوقف الفوري لحملتها العسكرية وإلى اجراء اصلاحات ديموقراطية، وذلك لدى لقائه مبعوث الرئيس السوري اللواء حسن توركماني.
دعوة الى التظاهر
ومع تجديد ناشطين سوريين الدعوة الى التظاهر اليوم في “جمعة الشيخ صالح العلي” الذي قاد الثورة السورية الاولى، عززت الدبابات والاليات المدرعة السورية مواقعها حول بلدة معرة النعمان الشمالية، بعد فرار الآلاف من سكانها، وانتشرت عشرات الدبابات وناقلات الجند المدرعة في خان شيخون التي تبعد نحو 30 كيلومتراً جنوب معرة النعمان على الطريق السريع الرئيسي الذي يربط دمشق وحلب وكذلك الشرق والغرب.
“الاخوان المسلمون”؟
الى ذلك، اعلنت “وكالة الصحافة الفرنسية”حصولها على صور التقطت الاحد يظهر فيها مسلحون، قدمهم صاحب الصور على انهم من “الاخوان المسلمين”، وهم يحملون السلاح ضد نظام الاسد في شمال غرب سوريا، في اول دليل مصور على وجود تمرد مسلح في هذا البلد.
والتقطت هذه الصور بواسطة هاتف ذكي “آي فون” في مرتفعات جسر الشغور حيث كان الجيش يشن في ذلك النهار عملية عسكرية ضخمة لاستعادة المدينة، وهي تظهر متمردين يحرسون نقطة تفتيش. وبحسب صاحب هذه الصور ان المسلحين هم اعضاء في جماعة “الاخوان المسلمين”.
وظهر في الصور مسلحون ببنادق صيد يتحصنون خلف اكياس رمل ويجلسون خلف طاولة على قارعة الطريق.
الأمم المتحدة – علي بردى / العواصم الاخرى – الوكالات
أنقـرة: عمليـة شـاملـة يضمنـها الأسـد تتضمـن إصـلاحـات تعلـن خـلال أيـام
واشـنطن تعـزز اتصالاتها مـع معارضـين
أعطت تركيا اكثر الاشارت وضوحا على ان القيادة السورية ستعلن عن مجموعة إجراءات اصلاحية خلال الايام القليلة المقبلة، وانها على ثقة بمصداقيتها في هذا التحرك الجديد، الذي يفترض ان يقود البلاد الى الديموقراطية بـ«ضمانة» الرئيس السوري بشار الاسد، وذلك فيما كشفت واشنطن عن تعزيز اتصالاتها مع شخصيات من المعارضة السورية لم تحددها، لكنها اشارت الى انها من داخل سوريا وخارجها.
في هذا الوقت، أعلن رجل الأعمال السوري رامي مخلوف، انه «سيتفرغ للعمل الخيري» وسيخصص أرباح شركاته وبخاصة شركة الاتصالات «سيرياتل» للأعمال الخيرية، وذلك كي لا يكون «عبئا على سوريا ولا على شعبها ولا على رئيسها بعد اليوم».
وأعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو، بعد اجتماعه مع نائب الرئيس السوري العماد حسن توركماني في أنقرة أمس، انه «يؤمن بصدقية» القيادة السورية، إلا انه أشار إلى ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة فورا لإقناع الشعب السوري والمجتمع الدولي بان مطالبهم ستلبى.
وبعد اجتماع استمر أكثر من 3 ساعات مع توركماني، قال داود اوغلو «أبلغت توركماني بأننا نريد أن نرى في سوريا ما نريده لبلدنا. نعلّق أهمية كبيرة على الازدهار والديموقراطية وحقوق الإنسان. هذه المسائل مهمة أيضاً للشعب السوري».
وأضاف أن تركيا لديها رسالة واضحة لسوريا، موضحا «نريد سوريا مستقرة ومزدهرة. نعتقد أن عملية إصلاح شاملة تتضمن تنفيذ التزامات الأسد يجب أن تطبق من أجل سوريا مستقرة ومزدهرة، لكن أولاً يجب أن يتوقف العنف هناك». وتابع «نعتقد أنهم (السلطات السورية) سيصدرون البيانات اللازمة في ما يتعلق بالقضية في الأيام المقبلة. إذا صدرت هذه البيانات، وأظهرت عزماً كبيراً على تنفيذ الإصلاحات، فإن تركيا ستقوم بكل ما في وسعها لمساعدة سوريا».
وأضاف «لدينا ثقة كاملة بصدق الحكومة السورية». وأعلن أن «على الحكومة السورية أن تظهر للشعب والمجتمع الدولي تصميمها على إجراء إصلاحات والقيام بخطوات ملموسة». ونقل عن توركماني قوله إن «سوريا تقوم بما في وسعها للسيطرة على العنف»، وشكر تركيا على مساعدتها السوريين الذين التجأوا إليها. وأضاف ان المبعوث السوري أكد أن القيادة السورية مصممة على المضي قدما بالإصلاحات الموعودة «مهما كلف الأمر».
وقال داود اوغلو «نحن في حاجة إلى سوريا قوية ومستقرة ومزدهرة. ولتحقيق ذلك نعتقد أن من الضروري تحقيق عملية إصلاح شاملة باتجاه التحول إلى الديموقراطية يضمنها الرئيس بشار الأسد». ووصف المحادثات مع توركماني بأنها ودية ووصف سوريا بأنها «الصديق الأقرب» لتركيا.
وذكرت وكالة «الأناضول» أن التطورات الأخيرة في المنطقة، وسوريا بخاصة، تصدرت مواضيع الاجتماع الذي ترأسه داود أوغلو لسفراء تركيا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وبرلين ولندن وباريس وواشنطن وموسكو وروما وبروكسل، إضافة إلى ممثليها لدى الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.
وقال داود اوغلو، قبل الاجتماع، إن «الموقف التركي ذو وجهين، أولاً، تحتاج منطقتنا إلى عملية إصلاح جدية وملحّة. إن مطالب شعوب المنطقة طبيعية ومحقّة ومشروعة والاستجابة لهذه المطالب ستجعل منطقتنا أكثر استقراراً وديموقراطية وازدهاراً، ونحن نعلق أهمية كبرى على متابعة هذه المطالب حتى تحقيقها. وثانياً، نريد أن تحصل عمليات انتقال السلطة بشكل سلمي».
موسكو
في هذا الوقت، كرر المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش رفض موسكو اتخاذ قرار بشأن سوريا في مجلس الأمن الدولي. وقال «إننا نؤكد قناعتنا بأن الحوار الذي عرضته السلطات في سوريا هو الطريق الأمثل لتسوية الوضع في هذا البلد»، مشيرا إلى أن «الوضع في سوريا لا يزال متوترا، حيث وردت أنباء تفيد بقيام مسلحين بمحاولات للاستيلاء على بلدات في المناطق الحدودية ما أسفر عن مقتل رجال أمن ومدنيين وتدمير المؤسسات الحكومية وزرع الخوف في نفوس السكان المسالمين، إلى جانب التظاهرات السلمية».
واشنطن
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن واشنطن تزيد اتصالاتها داخل سوريا وخارجها مع معارضين سوريين. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند إن الرئيس الأميركي باراك أوباما سبق وان خير نظيره الأسد بين قيادة الإصلاح السياسي في بلاده أو التخلي عن السلطة، مضيفة إن الأسد وكما يبدو جليا فقد «اختار خيارا سلبيا».
وأدانت المتحدثة الاميركية «القمع المقيت» الذي يشنه النظام ضد المحتجين، مشيرة الى ان واشنطن تسعى مع حلفائها إلى عزل النظام السوري في الامم المتحدة. وقالت «نحن بدأنا أيضا بزيادة اتصالاتنا مع السوريين الشجعان الذين يدافعون عن التغيير وعن حقوقهم العالمية، سواء في داخل سوريا او خارجها».
وكانت نولاند اعتبرت، في بيان، ان «المجتمع الدولي يشعر بالصدمة ازاء التقارير المروعة عن عمليات التعذيب والاعتقال التعسفي والاستخدام المستشري للعنف ضد المحتجين سلميا». واضافت ان «الولايات المتحدة تدين باشد العبارات استخدام القوة من جانب الحكومة السورية ضد المتظاهرين السلميين. يجب وضع حد الان لهذا العنف الفاضح الموجه لقمع الاحتجاجات».
واشار الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، الى انه تحدث مع الاسد عدة مرات، قائلا «ادعو مجددا الرئيس الاسد والسلطات السورية الى وقف قتل الناس والدخول في حوار شامل واتخاذ تدابير جريئة قبل فوات الاوان». وعبر عن أمله في ان تتمكن الأمم المتحدة من التحدث بشكل «متناغم» بشأن سوريا.
مخلوف
وأعلن مخلوف، في مؤتمر صحافي، انه سيترك العمل في التجارة ليشارك في الأعمال الخيرية. واعتبر أن «تناول اسمه في الأحداث الأخيرة التي شهدتها سوريا تم من باب قرابته مع الأسد، وليس من باب حقه كمواطن سوري بالعمل في مشاريع اقتصادية وطنية، ولا حتى من باب تسخير العلاقات مع المستثمرين لجلب الاستثمارات وخلق فرص العمل للشباب السوري».
وقال إن «الأعمال التي قام بها ساهمت في دفع القطاع الخاص للمواكبة في مجالات الرواتب والأجور من خلال تقديم آليات عمل أدخلت إلى سوريا أنظمة متطورة وفعالة إدارياً، وعلى أرقى المستويات العالمية، إلى جانب توفيرها ما يقارب 60 ألف فرصة عمل للموظفين، ولـ55 ألف موزع على كافة الأراضي السورية».
وأوضح مخلوف أن «المتآمرين دخلوا على خط الإساءة للسيد الرئيس من خلال رمي الإشاعات الكاذبة، والتي لا دليل عليها، سوى قدرتهم على تسويقها بهدف وحيد هو الإساءة لهذه البلد ولقيادته بغرض نشر الفوضى والبلبلة في ربوعه»، مشيراً إلى أنه «لا يسمح بأن يكون عبئاً على سوريا ولا على شعبها ولا حتى على رئيسها».
وأضاف مخلوف «بما يخص ما طرحناه سابقا من رغبتنا في طرح جزء مما نملك من أسهم شركة سيرياتل لذوي الدخل المحدود فإني أعلن أننا سنطرح قريباً تلك الأسهم للاكتتاب العام لتغطية أكبر شريحة ممكنة من السوريين، وللسوريين فقط»، مشيراً إلى أنه «تم إيجاد آلية لإعطاء حافز أكبر للمساهمين من خلال منحهم فرصة دفع قيمة جزء من الأسهم مع تمويل الجزء الباقي بقرض من البنوك بضمانة الأسهم نفسها».
وعن أسهمه الحصرية في «سيرياتل» والبالغة 40 في المئة من أسهم الشركة، قال مخلوف «سنقوم بتخصيص أرباحها سنوياً لأعمال خيرية وإنسانية وتنموية تغطي كافة الشرائح المحتاجة في سوريا من درعا إلى القامشلي، وإننا سنتعاون كما في الماضي مع كل جمعية خيرية ترغب في خدمة الناس بقدرات نقدمها لهم، ولكن منذ اليوم ستكون تقديماتنا أكبر ولدينا جمعية البستان الخيرية وهي تعمل منذ سنوات بصمت وستتوسع أيضاً في المستقبل بشكل كبير، وأنا أدعو كل جمعية تريد العمل لأجل الأهداف الإنسانية إلى التواصل مع جمعية البستان للحصول على الدعم الذي تحتاجه لتقديم ما تقدمه من خدمات»، موضحاً أنه «قد تم تخصيص جزء من هذا البرنامج لرعاية أهالي كل شهداء سوريا الذين سقطوا في الأحداث الأخيرة».
وأكد مخلوف أن «جميع المشاريع التابعة ملكيتها له سيتم توجيهها لكي تكون مشاريع خدماتية إنمائية». وأعلن انه «لن يدخل في أي مشاريع جديدة يكون لها مكاسب شخصية وسيتفرغ للعمل الخيري والتنموي والإنساني». وقال «الوقت الآن للعطاء لا للأخذ، والوقت للبذل لا للربح، ما أقوم به ليس تضحية بل فخر وهو أمر بسيط أمام ما قدمه رجال مخلصون صادقون بذلوا أرواحهم في سبيل سلامة واستقرار هذا البلد. تحيا سوريا».
وأعلن أسقف دمشق للسريان الكاثوليك المونسنيور الياس طبي، لوكالة الانباء الكاثوليكية «اس اي ار»، ان سوريا «تتعرض لهجوم لا يصدق من الداخل والخارج في آن معا»، مشيرا الى ان المسيحيين السوريين يتخوفون من وقوع بلدهم «في ايدي المتطرفين». وقال ان «طريق الاصلاحات ليس سهلا، انه يتطلب وقتا، وعلى الرغم من هذا، فان الشعب باكثريته الساحقة مع الرئيس بشار الاسد».
ميدانيات
وذكرت «سانا» ان أكثر من 200 ألف مواطن، من مختلف الفعاليات الأهلية والشبابية والشعبية، شاركوا في مسيرة في طرطوس، حملوا فيها علما سوريا بطول 60 مترا، «تأكيدا على الوحدة الوطنية والحفاظ على الأمن والاستقرار، ودعماً لبرنامج الإصلاح الشامل الذي يقوده الأسد ورفضا للتدخل الخارجي في شؤون سوريا الداخلية».
وأصدر شبان وشابات محافظة طرطوس بيانا بعنوان «دعوة من الشعب السوري أحفاد الشيخ صالح العلي»، أكدوا فيه على «التضامن والوقوف صفا واحدا لمتابعة مسيرة الإصلاح تحت راية الأسد». يأتي ذلك فيما جدد ناشطون الدعوة إلى التظاهر اليوم في يوم «جمعة الشيخ صالح العلي» الذي قاد الثورة السورية الأولى.
وقال مصدر عسكري مسؤول، في بيان نقلته وكالة الأنباء السورية (سانا) أن «بعض وحدات الجيش والقوى الأمنية تتابع ملاحقة عناصر التنظيمات الإرهابية المسلحة في القرى والبلدات المحيطة بجسر الشغور، بهدف إعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع جميع المناطق التي روعتها جرائم أولئك المسلحين وأرغمت أهلها على ترك مناطقهم حيث تمكنت وحدات الجيش من تطهيرها وإعادة الحياة الآمنة إليها». وأضاف إن «المواطنين استمروا بالعودة إلى منازلهم في جسر الشغور والمناطق المحيطة بها بعد الاطمئنان الذي خلفه دخول الجيش إليها».
وأظهرت صور حصلت وكالة «فرانس برس» عليها امس من وكالة «اي ان ان» التركية والتقطت الأحد الماضي مسلحين، قدمهم صاحب الصور على أنهم من جماعة الإخوان المسلمين، في أول دليل مصور على وجود تمرد مسلح في سوريا.
والتقطت هذه الصور بواسطة هاتف ذكي «آي فون» في مرتفعات جسر الشغور، حيث كان الجيش يشن عملية عسكرية ضخمة لاستعادة المدينة، وهي تظهر متمردين يحرسون نقطة تفتيش. وظهر في الصور مسلحون ببنادق صيد يتحصنون خلف أكياس رمل ويجلسون خلف طاولة على قارعة الطريق.
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصادر على الحدود السورية-التركية قولها ان «الجيش السوري هاجم قرى قريبة من مدينة جسر الشغور متسببا بنزوح العشرات باتجاه الحدود التركية».
وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن «انتشرت عشرات الدبابات والمدرعات وناقلات الجنود وحافلات تقل جنودا وعناصر من مكافحة الارهاب على مداخل مدينة خان شيخون التابعة لمحافظة ادلب». وقال ناشط معارض ان «اهالي مدينة خان شيخون احرقوا في الخامس من حزيران مدرعتين تابعتين للجيش السوري».
(«السفير»، سانا،
ا ف ب، ا ب، رويترز)
خروج عشرات الالاف من السوريين في مظاهرات وسط تنازلات حكومية
القاهرة- بيروت- دمشق- (د ب أ): خرج عشرات الالاف من أبناء الشعب السوري الجمعة في مظاهرات مناهضة للحكومة، رغم تنازلات جديدة أعلن عنها نظام الرئيس بشار الأسد في مسعى لوقف الاحتجاجات المتواصلة.
وقال نشطاء حقوقيون عبر الإنترنت إن المتظاهرين احتشدوا في مدن ابوكمال وحمص وحماة والقامشلي، ودرعا جنوبي البلاد.
وتقول الجماعات الحقوقية السورية إن 1300 مدني قتلوا، بالإضافة إلى مايزيد على 300 آخرين من عناصر الجيش والشرطة منذ بدء الاحتجاجات ضد نظام الأسد منتصف آذار/ مارس الماضي.
ويتعذر التحقق من حصيلة القتلى من مصادر مستقلة حيث تمنع الحكومة المراسلين الأجانب من دخول البلاد. بالإضافة إلى ما يزيد على عشرة آلاف شخص معتقلين.
وكتبت “اللجان التنسيقية للثورة في سورية” عبر موقعها الإلكتروني إن إطلاق النيران المكثف لم يتوقف في داعل بدرعا، بينما تحركت الدبابات من المناطق المحيطة بالمدينة إلى الشارع الأوسط حيث يحتشد المتظاهرون.
وقال النشطاء إن ما يزيد على 3500 متظاهر يتحركون في مسيرة من مسجد شمسي باشا نحو منطقة الخالدية في حمص. كما خرج متظاهرون آخرون في شوارع حلب وبانياس، وفي مدينة عربين قرب العاصمة دمشق.
وذكرت محطة (الجزيرة) الإخبارية التلفزيونية أن آلاف المتظاهرين في دمشق تجمعوا في حي الميدان حيث اندلعت اشتباكات بين المحتجين المناهضين للنظام وقوات الأمن.
وفي مدينة إنخل التابعة لمحافظة درعا (حوران سابقا) ردد المتظاهرون شعارات مناهضة للحكومة رغم التواجد الامني الكثيف.
وفي مدينة اللاذقية الساحلية، اطلق المتظاهرون دعوات لـ “إسقاط النظام” و “الوحدة الوطنية”.
وتعهد المتظاهرون بمواصلة مسيراتهم رغم إعلان رامي مخلوف ابن خال الرئيس السوري بشار اعتزال عالم التجارة والأعمال، امس الخميسن والتفرغ للأعمال الخيرية.
وتنظر أطراف كثيرة في سورية لمخلوف على أنه رمز للفساد في سورية.
ورأى المحللون في الخطوة الاخيرة مسعى آخر من مساعي الحكومة لتهدئة المتظاهرين الذين يدعون لمزيد من الإصلاحات والإطاحة بالأسد منذ آذار/مارس الماضي.
وفي السياق، ذكر ناشط حقوقي الجمعة أن رجال الأمن استخدموا الرصاص لتفريق تظاهرتين في مدينة بانياس الساحلية (غرب) مما أدى إلى “اصابات” بين المتظاهرين، بينما سجلت تظاهرات في عدد من المدن السورية.
وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “يسمع منذ ساعة (10,00 تغ) اطلاق نار بكثافة لتفريق تظاهرتين في بانياس”، مشيرا إلى “أنباء عن وقوع اصابات” بين المتظاهرين.
واضاف عبد الرحمن إن “رجال الأمن لاحقوا المتظاهرين في احدى التظاهرتين بعد تفريقها إلى داخل الاحياء الجنوبية في حين توجهت التظاهرة الثانية الى خارج بانياس باتجاه جسر المرقب”.
ولفت الناشط إلى أن “رجال الأمن منعوا الاهالي من الخروج إلى الشرفات بينما كانوا يلاحقون المتظاهرين”.
رجل الأعمال السوري مخلوف يتخلى عن الاشتغال بالتجارة إلى أعمال الخير
بيروت- (رويترز): قال التلفزيون الحكومي السوري الخميس إن رجل الأعمال السوري رامي مخلوف ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد سيترك العمل في التجارة ليشارك في الأعمال الخيرية وهي خطوة تستجيب لأحد مطالب المحتجين المطالبين بإنهاء حكم الأسد.
يملك مخلوف الذي يكرهه المحتجون عدة شركات من بينها سيرياتل أكبر شركة لخدمات الهاتف المحمول في البلاد. ويمتلك أيضا العديد من متاجر الأسواق الحرة وامتيازا نفطيا وشركة طيران وله حصص في قطاعات الفنادق والانشاءات واسهم في بنك واحد على الاقل.
ويصف بعض المنتقدين مخلوف- وهو في الأربعينات من العمر- بأنه “أخطبوط الاقتصاد السوري”.
وتوسعت أعمال مخلوف خلال حكم الأسد وكثيرا ما تطرق المحتجون لسيرته في دعواتهم لإنهاء الفساد العام. ورحب احد النشطاء بهذه الخطوة بوصفها علامة على ان السلطات بدأت تستمع لاصواتهم لكنه قال ان الاحتجاجات سوف تستمر.
وأضاف التلفزيون أنه بالنسبة لتجارة مخلوف فستدار من أجل خلق فرص عمل ودعم الاقتصاد الوطني. وأشار التلفزيون إلى أن مخلوف لن يدخل في أي مشاريع جديدة تدر عليه ربحا شخصيا.
وقالت الوكالة العربية السورية للانباء انه قال انه سيعرض حصة 40 في المائة من سيرياتل في اكتتاب عام اولي وان حصيلة الاكتتاب سوف تخصص للاعمال الانسانية والخيرية.
واضافت قولها إن جزءا من برنامجه الانساني سيكون مخصصا لرعاية أسر شهداء سوريا الذين استشهدوا في الاحداث الاخيرة.
وأدرج الاتحاد الأوروبي مخلوف ضمن 12 مسؤولا سوريا على قائمة العقوبات التي تشمل تجميد الأموال والمنع من السفر.
وفي عام 2008 فرضت الولايات المتحدة عقوبات على مخلوف الذي قالت وزارة الخزانة الامريكية انه “يتربح ويساعد الفساد العام لمسؤولي النظام السوري”.
ويصر مخلوف على أن اعماله مشروعة وتتيح فرص عمل للآلاف من السوريين.
وقال مخلوف لصحيفة (نيويورك تايمز) في مايو آيار إن عائلة الاسد لن ترضخ أو تستسلم. وقال “سنبقى هنا. إننا نسميه قتالا حتى النهاية. … ويجب ان يعلموا اننا حينما نعاني فلن نعاني وحدنا”.
وحافظ شقيق مخلوف مسؤول رفيع في الإدارة العامة للمخابرات.
وقال داعية حقوق الانسان لؤي حسين إن الاعلان لن يوقف الاحتجاجات التي مضى عليها 12 اسبوعا. وأضاف حسين “هذا الاعلان يعد خطوة من جانب السلطات نحو الاصغاء لمطالب المحتجين ونحو حزمة الإصلاحات التي وعدوا بإطلاقها”.
وتابع قوله “اذا كانت جزءا من حزمة الإصلاحات فإنني أعتقد انه سينظر إليها على انها مؤشر على مصداقية السلطات”.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن المظاهرات الليلية التي تهدف الى التحايل على الحضور الامني المكثف خلال النهار استمرت في شتى انحاء سوريا ومن ذلك في حي قابون في دمشق، وداعل في محافظة درعا ودير الزور في شرق البلاد وحمص الى الشمال من دمشق.
وتقول منظمات حقوقية سورية إن 1300 مدني وأكثر من 300 جندي بالجيش والشرطة قتلوا منذ بدأت الاحتجاجات في مارس اذار ضد حكم أسرة الأسد الذي بدأ قبل نحو 41 عاما.
الأسد يفقد سيطرته لصالح أقاربه المتشددين
لندن- (رويترز): بدأ الرئيس السوري بشار الأسد يفقد سيطرته لصالح أقاربه المتشددين وأصبحت قواته محملة بأعباء وبدأت أموال حكومته تنفد والثورة على حكمه تحشد دعما وتمويلا.
بالنظر إلى كل هذا يقول محللون ودبلوماسيون مقيمون في سوريا إن المجتمع الدولي بدأ يخطط لسوريا خالية من عائلة الأسد.
غير أن معظم مراقبي الشأن السوري يرون أن مخاطر الانزلاق الى حرب طائفية كبيرة ويعتقدون أن الأسد سيقاتل حتى النهاية وسيبدأ تحويل الصراع الى صراع إقليمي من خلال إثارة العنف في لبنان وتركيا ومع اسرائيل.
وقال دبلوماسي غربي “على الرغم من كل شيء قاموا به في الأسابيع القليلة الماضية من قتل وتعذيب واعتقالات جماعية وغارات فإن الاحتجاجات مازالت مستمرة”.
وأضاف “النظام سيقاتل حتى الموت لكن الاستراتيجية الوحيدة التي يملكها هي قتل الناس وهذا يسرع من وتيرة الأزمة”.
وفي محاولة لوقف الاحتجاجات التي تجتاح البلاد البالغ عدد سكانها 23 مليون نسمة قال دبلوماسيون إن الحكومة سحبت معظم قوات الأمن من ضواحي العاصمة دمشق.
لكن في كل مرة تتدخل فيها السلطات بعنف للتعامل مع مركز للاحتجاج تنتفض بلدات أخرى.
ويعتمد الأسد فقط على وحدتين من القوات الخاصة يقودهما شقيقه ماهر هما الفرقة الرابعة المدرعة والحرس الجمهوري فضلا عن الشرطة السرية وميليشيا من الأقلية العلوية التي ينتمي اليها ولهذا تجد نفسها محملة بمهام تفوق طاقتها.
وقال دبلوماسي مقيم في دمشق “تقييمنا هو أن النظام سيسقط. امامهم ما بين ثلاثة وستة اشهر من القدرات العسكرية الفعلية لمواصلة هذا لكنهم لا يستطيعون الإبقاء على استمرار عملية مطولة لأجل غير مسمى”.
وقال نجيب الغضبان الأكاديمي والناشط السوري في لندن إن هناك توافقا واسعا على الإطاحة بعائلة الأسد بعد 40 عاما في الحكم.
واضاف “نعتقد بقوة أن النظام فقد شرعيته. ليست لديه رؤية بشأن كيفية إخراج البلاد من الأزمة. الوضع يتدهور… نحن واثقون أن هذا سيصل الى نهاية إيجابية مثل تونس ومصر”.
وقالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الانسان إنه حتى الآن قتل اكثر من 1100 شخص واعتقل ما يصل الى عشرة آلاف وفر الآلاف منذ بدء الحملة.
وأوضح دبلوماسيون أن المجتمع الدولي يرى أن أسهل طريقة للانتقال الى فترة ما بعد الأسد في سوريا ستكون من خلال انقلاب عسكري وإن عدة حكومات تشجع كبار ضباط الجيش على التمرد.
وقال الدبلوماسي “نحن نعزله هو وعائلته. نخاطب القادة العسكريين وأعضاء الحكومة لينتفضوا. نشجع كبار ضباط الجيش على الانتفاض”.
وأضاف “المتغير الوحيد الهام هو استمرار الزخم (للثورة). نعتقد بالفعل أنه لا فرصة للعودة الى الوراء”.
وهو يعتقد مثله مثل محللين آخرين أن الشلل الاقتصادي الذي تعانيه سوريا وسط تقارير مستمرة عن أن أموال الحكومة تنفد وأنها بدأت تدعو الدائرة الداخلية الى توفير تمويل طاريء هي عوامل ستضعف عائلة الأسد.
وقال دبلوماسي إن ابن خال الأسد رجل الأعمال رامي مخلوف الذي يمقته المحتجون أودع مؤخرا مليار دولار بالبنك المركزي السوري حتى تستقر الليرة السورية.
وقال الدبلوماسي “حين لا يستطيعون سداد رواتب الموظفين والجيش والشرطة والميليشيا العلوية فإن هذه الأزمة ستتضخم وتؤدي الى انهيار النظام… هذه كارثة في انتظار الحدوث”.
وبدأت مؤشرات الموارد المضغوطة والولاءات المتضائلة تظهر بالفعل.
وحين بدأت الاحتجاجات تتسع سحبت السلطات فرقا من قوات الأمن والقوات رفيعة المستوى من العاصمة. وتحاول هذه القوات الآن إخماد الاحتجاجات من درعا في الجنوب الى جسر الشغور في الشمال والتي كانت مسرحا لعمليات انتقامية عنيفة بعد أن زعمت الحكومة هذا الشهر أنها فقدت 120 من رجالها الذين قتلتهم “عصابات مسلحة”.
وعلى الرغم من هذا يقول سكان إن المظاهرات تخرج كل يوم جمعة في دمشق والضواحي المحيطة.
وقال دبلوماسيون إن سفك الدماء في جسر الشغور كان نتيجة انقسامات في صفوف الجيش وهو ما لا يبشر بالخير لعائلة الأسد.
وقال دبلوماسي آخر يقيم في سوريا “انشق نحو 50 من الجنود وضباط الصف الثاني وساندهم السكان المحليون وأرسلت السلطات قوات لصدهم وقتل 120” نافيا الروايات الحكومية بأن هذا من عمل جماعات سلفية بوصفها دعاية.
ويشير هو وآخرون الى التقدم المتزايد للانتفاضة التي تستقطب دعما من مختلف قطاعات المجتمع.
وقال الدبلوماسي المقيم “بعد ثلاثة اشهر هذه ليست انتفاضة فقراء. هناك تمويل كبير من مجتمع رجال الأعمال السوري والطبقة الراقية. يوفرون المال والهواتف التي تعمل بالقمر الصناعي والكاميرات والطعام والمياه والمؤن الطبية.”
وأضاف “هذه حركة ذات قاعدة عريضة لا تضم شبابا سوريين فحسب بل أئمة مساجد ورجال أعمال وحتى أعضاء سابقين بحزب البعث”.
ويشعر محللون بالحيرة لأن الأسد لم يوجه كلمة للأمة منذ بدء الانتفاضة في منتصف مارس آذار. ويشيرون الى أن تصريحاته التصالحية التي وعد فيها بالا يتم إطلاق الرصاص على المحتجين وسقوط قتلى من المحتجين بعد ذلك يظهر أنه غير مسيطر.
وقال باتريك سيل الذي كتب سيرة الرئيس السابق حافظ الأسد والد بشار “السؤال الكبير الذي لم تتم الإجابة عنه يتعلق بالرئيس.
“السؤال هو هل (بشار) ضالع في القتل ام تمت تنحيته جانبا؟ من يديرون الأمور هم المتشددون والشبيحة”.
ومضى سيل يقول “الأسد لا يمسك بزمام الامور. إنه لا يبدي اي مظهر للقيادة. لقد سيطروا على الوضع بالفعل”.
وقال الناشط السوري اسامة منجد إن المجتمع الدولي الذي أدرج 13 مسؤولا سوريا على قائمة للعقوبات يجب أن يضم اليها ضباط الجيش الضالعين في قتل المحتجين فضلا عن الشركات السورية المرتبطة بعائلة الأسد.
وقال منجد إنه يجب مقاطعة مبيعات النفط السورية التي تتراوح قيمتها بين سبعة وثمانية ملايين دولار في اليوم والتي تذهب مباشرة لتمويل الجيش. وأضاف أنه يجب أن تبني الدول العربية توافقا ضد الأسد من خلال حشد تأييد الصين وروسيا لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي.
غير أن كل السيناريوهات التي تترقب سقوط الأسد تعتمد على انقسام الجيش الذي يغلب عليه السنة في حين أن احتمال التدخل العسكري الغربي مثل ما حدث في ليبيا غير مرجح في سوريا بسبب المخاطر الإقليمية.
ويرى محللون أن المخاطر كبيرة في سوريا حليفة ايران وحزب الله اللبناني وفي ظل وجود خليط طائفي وعرقي من السنة والأكراد والعلويين والمسيحيين فإنها قد تنزلق الى حرب أهلية.
ويشيرون إلى أن سوريا قد تثير مشاكل بالمنطقة من خلال محاولة التحريض على حرب أخرى بين حزب الله واسرائيل. ويقولون ان السلطات السورية شجعت المظاهرات التي جرت مؤخرا على الحدود الاسرائيلية السورية التي ظلت هادئة طوال 38 عاما وذلك في محاولة لتوسيع نطاق الصراع.
وقال الدبلوماسي “السوريون لهم أياد في أمور كثيرة. لديهم الكثير من الأدوات لممارسة الضغط على جيرانهم وإثارة مشاكل بين حزب الله واسرائيل وبين السنة والشيعة في لبنان وبين حزب العمال الكردستاني وحزب العدالة والتنمية في تركيا” في اشارة الى حزب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان.
معارضة تأمل بانشقاق في الجيش يخرج بشار من السلطة
لجان شعبية واثرياء يتبرعون للمدن المنكوبة واطباء يقيمون عيادات ميدانية
لندن ـ ‘القدس العربي’: بلغ عدد قتلى الانتفاضة السورية حتى الآن 1400 معظهم من المدنيين وبعض رجال الامن والجيش حسب اخر التقديرات، وعلى الرغم من هذا العدد والقمع الذي تمارسه السلطات السورية يواصل الجيش تمشيط مناطق الشمال وترويع مدنها من جسر الشغور الى معرة النعمان والبوكمال.
ولم توقف هذه الهجمات وعمليات القتل والاعتقال التي تزيد عن 10 الاف معتقل التظاهرات، ولكن ما يخيف ويثير قلق المواطنين في المدن التي تعتبر مراكز الانتفاضة هو يوم الجمعة حيث يخرج الشباب والرجال للصلاة ولا يعودون، واصبح الوضع عاديا بالنسبة للعائلات. ومع كل هذه المخاوف فهناك اشارات عن المدى الذي وصلت اليه الانتفاضة من تنظيم وبناء لجان مساعدة.
وما دفع الناس لتنظيم انفسهم هو مواجهة الاحتياجات اليومية في ظل تواجد امني مكثف في كل مكان، ومساعدة المدن المحاصرة من مثل درعا والرستن. ففي مدينة مثل حمص التي كانت من المدن التي تأثرت بالقمع والاعتقال، تتحرك الدبابات التابعة للجيش في احياء المدينة التي تبعد مئة ميل عن العاصمة دمشق، واصبح صوت الرصاص جزءا من الحياة اليومية وكذلك التواجد الامني المكثف، كل هذا لم يمنع من استمرار المقاومة حسب تقرير لصحيفة ‘الغارديان’ البريطانية، مع ان النظام سيّر تظاهرة كبيرة لاظهار التأييد للسلطة والرئيس بشار الاسد.
فمع استمرار الانتفاضة وتدفق القصص عن قمع الجيش للسكان في الشمال، وضيق الحياة والمعيشة هناك ملامح للتململ وزيادة في اسعار السلع وكذا قلة المواد الغذائية.
ويقول تقرير ‘الغارديان’ ان الغضب الكامن في داخل سورية يعمل على اشعال الغضب من مدينة دير الزور في الشرق الى درعا في جنوب البلاد التي بدأت فيها الانتفاضة، ويشارك في هذه الانتفاضة قطاعات واسعة من الشعب من العمال والمهنيين، رجالا ونساء شيبا وشبانا. وتنقل الصحيفة عن عائلة اختفى ابنها ان من يخرجون للشوارع يقاتلون من اجل مستقبلهم، وقال انه عانى بما فيه الكفاية.
ومن هنا بدأ السكان تنظيم انفسهم في لجان ولجان مساعدة كي يساعدوا بعضهم البعض، وتقوم اللجان بإعداد ملصقات وصور كاريكاتيرية توزع في الشوارع وتدعو للوحدة الوطنية، حسب احد منظمي اللجان في مدينة حمص.
ويحاول هذا التواصل مع لجان اخرى نشأت في داخل احياء اخرى في المدن والقرى الاخرى من اجل توحيد عملها ويقول ‘من خلال اظهار للناس اننا نملك خطة، فان اخرين سيتشجعون وينضمون الينا، اطباء ومهندسين…’، ويضيف ان العنف جعل الكثيرين يلتزمون البيوت لكن هذا لم يؤثر على الحركة. وقال ان الاغنياء في مدينة حمص يساعدون الفقير ويدفعون الاجور ويوفرون الغذاء لمن لم يعودوا قادرين على العمل وللعائلات التي فقدت ابناءها.
ونقلت عن ثري لم تسمه ولا مدينته قال انه شعر بالغضب لما حدث في درعا والرستن حيث تم عزلهما ولهذا قام باستخدام معارفه ومن يتعامل معهم في تجارته للبحث في ما تحتاجه هذه المدن لكي يعمل على توفير ما يحتاج سكانهما حيث يتم تهريب المواد الدوائية والغذائية. وقال الرجل انه ليس الشباب وحدهم يريدون التغيير انما هو ايضا.
وعن الحركة الشعبية التي تشهدها المدن من ناحية تقديم دعم للانتفاضة هناك تقارير متعددة عن الاطباء الذين يتنقلون من حي الى حي ويقيمون عيادات ميدانية، فيما فتحت عائلات ابوابها للهاربين من القوات الامنية. ونقلت عن شاب من دمشق قوله انه كان هاربا من الامن عندما فتحت سيدة كبيرة في العمر له الباب حيث بقي هناك حتى شعر بالامن لكي يعود لبيته. وهناك عمل آخر داخل سورية وهو ما يقوم به خبراء الكمبيوتر والاعلام الاتصالي من جهود لتحميل اشرطة فيديو ووضعها على فيديو تيوب، وقاموا بصناعة افلام قصيرة تسخر من النظام، وهناك جهد تقوم به النساء من خلال طباعة تعليمات عن المكان والزمان الذي ستعقد فيه التجمعات. وتبنى المنتفضون في مدن مثل انطاكية وبعض احياء دمشق التظاهرات الليلية التي تمنحهم الفرصة للهرب من حي الى حي حالة وصول قوات الامن.
يأملون بانشقاق الجيش
واقترح تقرير في صحيفة ‘الغارديان’ ان المعارضة السورية تبني آمالها على دور للجيش يحسم الوضع في سورية وينهي حكم بشار الاسد ونظام البعث الذي يحكم البلاد منذ اكثر من اربعين عاما.
وقالت ‘الغارديان’ ان المعارضة تقدم سيناريو مقنعا نوعا ما وهو ان يحل جنرال في الجيش النظامي السوري محل الاسد حالة اجبار الاخير على الخروج من السلطة، تماما كما حدث في الثورتين التونسية والمصرية، وتفرق المعارضة بين الجيش والفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الاسد، شقيق بشار. فالرئيس الذي لم يظهر منذ 19 ايار (مايو) ما زال ممسكا بزمام الامور فيما يقوم شقيقه بملاحقة الملف الامني ومواجهة المنتفضين بالدبابات والرصاص. وتعتبر الفرقة الرابعة كيانا منفصلا عن الجيش. ومشكلة هذا السيناريو ان عدد حالات الانشقاق او الهروب من الخدمة لا زالت قليلة على خلاف ما حدث في ليبيا، والحالات التي تحدثت عن رفض ضباط من الرتب المتدنية اطلاق الرصاص على المتظاهرين قليلة وان كانت صحيحة.
وقال التقرير ان المبادرة الوطنية للتغير، وهي جماعة معارضة في الخارج تبني امالها على علي حبيب، وزير الدفاع وهو من الطائفة العلوية، وداوود رجها، رئيس هيئة الاركان، وهو مسيحي ارثوذكسي. وكان حبيب قد قاد الفرقة السورية التي شاركت في التحالف الدولي ضد صدام حسين عام 1991 لاخراج قواته من الكويت. وتقول الصحيفة ان كلا الرجلين من المؤيدين للغرب، وعليه فان شملهما في قائمة رجال النظام الذين فرضت عليهم عقوبات كان خطأ. ونقل التقرير عن اسامة المنجد من المبادرة قوله ان رسالة الحركة للنظام هي ‘لا تدفعنا نحو حرب طائفية’.
ويرى آخرون ان الجيش تم تحجيمه في السنوات الاخيرة، ولا زال السوريون يحترمونه كحام للبلاد، فالجيش مثلا لم يتورط في مجزرة حماة عام 1982 بل القوات الخاصة المعروفة بسرايا الدفاع التي كانت تحت قيادة شقيق حافظ الاسد، رفعت. وتعتقد المعارضة ان الجيش هو المؤسسة الوحيدة القادرة على احداث التحول. وتقول الصحيفة ان وزير الدفاع الامريكي عبر عن امله في ان يقوم الجيش السوري بالتصرف بطريقة جيدة، مع ان المسؤولين الامريكيين لا يعرفون الكثير عن وضع المعارضة في داخل سورية وحجمها وهو السبب الذي لم يدفع سورية لسحب سفيرها من دمشق.
وهناك امكانية كما تقول الصحيفة ان تقوم تركيا التي تواجه حركة لجوء من الشمال لاراضيها بممارسة دور على الجيش خاصة ان الجيش التركي تعاون مع نظيره السوري في عمليات ضد الاكراد. ومع ان الاسد غاب عن الاضواء منذ اسبوعين الا ان هذا لا يعني النهاية، فالطريقة الشرسة التي تصرف فيها النظام ومحاولاته الامساك بالازمة يطيل امد الازمة ومع كل هذا فالمعارضة تأمل بحدوث انشقاق جنرال كبير يقود معه جنودا.
وفي الوقت الحالي تخطط المعارضة لسلسلة من التظاهرات في العواصم العربية وذلك في بداية شهر تموز (يوليو) المقبل وذلك من اجل تقديم الدعم للمنتفضين في سورية واشعارهم ان ‘ الشارع العربي’ يقف معهم.
الولايات المتحدة تكثف إتصالاتها مع دعاة التغيير في دمشق
المظاهرات تعمّ سوريا في جمعة “صالح العليّ” وتخلّف 16 قتيلا
تفيد الأنباء الواردة من سوريا بسقوط 16 قتيلا على الأقل واصابة لآخرين في مظاهرات جديدة تطالب بإسقاط النظام شهدتها عدة مدن سوريّة بينها العاصمة دمشق وحلب وحمص، وحملت تظاهرات اليوم عنوان “جمعة الشيخ صالح العلي” وهو أحد قادة المقاومة ضد الانتداب الفرنسي.
نيقوسيا: قالت جماعة نشطاء رئيسية تنسق الاحتجاجات الشعبية في سوريا ان قوات الامن قتلت بالرصاص يوم الجمعة 16 محتجا في عدة مظاهرات في انحاء سوريا طالبت بانهاء حكم الرئيس بشار الاسد.
وقالت جماعة لجان التنسيق المحلية في بيان ان عدد القتلى يشمل اول محتج يسقط قتيلا في حلب ثاني اكبر مدن سوريا.
وذكرت الجماعة ان لديها اسماء 16 مدنيا بينهم ثلاثة قتلوا في ضواحي دمشق وثمانية في حمص وهي مدينة يسكنها مليون شخص ولم يمنع وجود الدبابات والقوات بها الناس من الخروج في مظاهرات كبيرة للمطالبة بالحرية السياسية وانهاء نظام الحكم المطلق للرئيس الاسد.
وقال عمار القربي النشط السوري في مجال حقوق الانسان ان قوات الامن قتلت بالرصاص متظاهرا في حلب حين اطلقت النار على عدة مئات من المحتجين في شارع سيف الدولة الرئيسي بوسط المدينة.
وكانت حلب وهي مدينة سنية في الاغلب بها اقليات كبيرة وطبقة تجار غنية ذات صلات وثيقة بالحكام العلويين خالية الى حد كبير من الاحتجاجات سوى مظاهرات في الحرم الجامعي بها وعلى مشارف المدينة طوال ثلاثة اشهر من الانتفاضة.
وقال التلفزيون الحكومي ان مسلحين قتلوا بالرصاص عددا من قوات الامن في حمص. والقت السلطات دوما باللوم على “جماعات ارهابية مسلحة” في قتل مدنيين وقوات أمن. ويقول نشطاء في مجال حقوق الانسان ان عشرات من أفراد قوات الجيش والشرطة قتلوا بالرصاص لرفضهم اطلاق النار على المحتجين.
وأعلن في وقت سابق عن مقتل قتل ثمانية متظاهرين الجمعة وجرح آخرين عندما اطلق رجال الامن النار لتفريق مظاهرات في عدد من المدن السورية فيما يستعد وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي لدعوة سوريا الى السماح بدخول مراقبين اجانب وفرق اغاثة ووسائل الاعلام للوقوف على الاحداث الجارية هناك.
وذكر رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان “قتل 4 اشخاص في حمص (وسط) وشخص في دير الزور (شرق) عندما اطلق رجال الامن النار على متظاهرين”.
وذكر ناشطون اخرون فضلوا عدم الكشف عن هويتهم “هناك عدد من الجرحى بينهم خمسة في حالة خطرة”.
واضاف الناشطون ان “شخصين قتلا في داعل (ريف درعا، جنوب البلاد) كما قتل شخص في دوما (بريف دمشق) اثر اطلاق رجال الامن النار عليهم خلال مشاركتهم في المظاهرات”.
كما ذكر رئيس المرصد ان رجال الامن استخدموا الرصاص لتفريق تظاهرتين في مدينة بانياس الساحلية (غرب) ما ادى الى “اصابات” بين المتظاهرين، بينما سجلت تظاهرات في عدد من المدن السورية.
واضاف عبد الرحمن ان “رجال الامن لاحقوا المتظاهرين في احدى التظاهرتين بعد تفريقها الى داخل الاحياء الجنوبية في حين توجهت التظاهرة الثانية الى خارج بانياس باتجاه جسر المرقب”.
وذكر ناشط حقوقي ان “حماة (وسط) وحمص (وسط) خرجتا عن بكرة ابيهما” مشيرا الى “خروج نحو 100 الف متظاهر اليوم في حمص وعشرات الالاف في حماة”.
كما فرقت قوات الامن “مئات المتظاهرين بالهراوات في السويداء” (جنوب) التي يغلب سكانها الدروز، بحسب ناشط اخر.
ولفت رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان الى ان “مظاهرة انطلقت في سراقب رغم الحصار الذي فرضه الجيش عليها حيث خرج نحو الفي شخص”، مشيرا الى ان المدينة “محاصرة بعشرات الدبابات وناقلات الجنود”.
واشار عبد الرحمن الى ان “تظاهرات جرت في داعل (ريف درعا جنوب البلاد) وجبلة (غرب) والرستن (وسط) والقصير (وسط) والشيخ مسكين (ريف درعا) ومعرة النعمان (غرب) وتلبيسة (وسط) وفي حي الرملة في اللاذقية (غرب) كما في دير الزور والميادين (شرق)”.
واضاف رئيس المرصد “تظاهر المئات في ريف دمشق كما في سقبا وجسرين وكفر بطنا وحمورية”. واشار الى ان “المتظاهرين كانوا يطلقون شعارات تدعو الى التضامن مع المدن المحاصرة وشعارات مناهضة للنظام”.
من جهته، ذكر الناشط الحقوقي عبد الله الخليل للوكالة ان “نحو 2500 شخص خرجوا للتظاهر في مدينة الطبقة المجاورة لمدينة الرقة (شمال) من جامع الحمزة باتجاه الشارع الرئيسي الى الدوار”.
واكد الناشط ان قوات “الامن لم تتعرض للمتظاهرين”، مشيرا الى “وجود امني كثيف امام الجوامع في مدينة الرقة”.
وذكر الناشط الحقوقي حسن برو ان “اكثر من ثلاثة الاف شخص خرجوا للتظاهر في عامودا (شمال) من امام الجامع الكبير مطالبين بالحرية والديمقراطية” لافتا الى ان المتظاهرين “رفعوا لافتات تطالب بالاعتراف الدستوري للشعب الكردي بالاضافة الى رفض الحوار مع الدبابات”.
واشار برو الى ان “قوات الامن لم تتدخل لفض المظاهرة واكتفت بمراقبتها”.
واضاف برو ان “اربعة الاف شخص تظاهروا في القامشلي (شمال غرب) انطلاقا من جامع قاسمو مطالبين باسقاط النظام والحرية والديمقراطية والوحدة الوطنية” مشيرا الى انها “انتهت بسلام”.
واشار برو الى ان القيادي في حزب يكيتي المحظور حسن صالح القى كلمة في نهاية المظاهرة شكر فيها المتظاهرين “واكد ان التغيير لا بد منه وان الحوار هو السبيل الوحيد الذي يخرج سوريا من الازمة ودعا السلطات السورية الى السماح للاعلام المستقل بالدخول والوقوف على الاحداث”.
من جهته اشار رئيس اللجنة الكردية لحقوق الانسان رديف مصطفى الى ان “الجديد في مظاهرة القامشلي هو مشاركة رجال من عشيرتي طي وشمر بالاضافة الى لجنة وحدة الشيوعيين”
واضاف مصطفى الى ان “الشباب الذين يدعون الى التظاهر اصبح لهم شركاء من لجنة التنسيق الكردية التي تضم حزب ازادي وحزب يكيتي وتيار المستقبل الكردي”.
وذكر برو “قامت مظاهرة في راس العين (80 كلم شمال الحسكة، شمال شرق) شارك فيها 1500 شخص” مشيرا الى “ان ما ميز هذه المظاهرة كانت مشاركة العرب والشيشان الى جانب الاكراد”.
واعتبر برو “ان ذلك ان دل على شي فانه يعبر ان لا طائفية في سوريا بل ان النسيج السوري موحد بطوائفه واتنياته”.
وذكر رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي ان “قوات الامن فرقت الجمعة نحو 1500 متظاهر في حي الميدان وسط دمشق مستخدمة قنابل الغاز المسيل للدموع والهراوات”.
واضاف “كما انطلقت مظاهرات في ريف دمشق كما في الحجر الاسود وجوبر والكسوة والزبداني والمعضمية وجديدة عرطوز وقارة”.
واشار الى “ان مظاهرات تم تفريقها بالقوة ايضا في حي سيف الدولة وحي صلاح الدين الواقعين في حلب (شمال)”
ومن جهتها، ذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان “احد عناصر الامن استشهد واصيب اكثر من عشرين برصاص مسلحين في حمص”.
واضافت ان “ضابطين واربعة عناصر اصيبوا في هجوم لمسلحين على ادارة التجنيد ورحبة قيادة المنطقة في دير الزور”، مشيرة الى ان “ثلاثة من عناصر الشرطة اصيبوا باطلاق نار من قبل مسلحين في حي القابون” الواقع في العاصمة السورية.
كما اعلنت الوكالة عن “اصابة عدد من عناصر الشرطة برصاص مسلحين في حي الحشيش بحمص” مشيرة الى وجود “مخربين يقطعون الطريق ويحرقون الاطارات في حي القرابيص في المدينة ومخربين اخرين يعتدون على سيارات الاهالي في حي الخالدية”.
وقالت الوكالة ان “مسلحين يهاجمون رحبة قيادة المنطقة في دير الزور”.
واشارت الى قيام “تجمعات محدودة عقب صلاة الجمعة فى الميدان والقابون والقدم واخرى في ريف دمشق” لافتة الى ” تفرق معظم التجمعات في حمص وريف دمشق دون احتكاكات”.
ولفتت الوكالة الى “تجمع في مدينة حماة (وسط) امام ساحة العاصي (…) وتجمعات متفاوتة العدد في مناطق متفرقة في دير الزور (شرق) تهتف بهتافات مختلفة”.
كما اشارت الى قيام “مسيرة في حي المحطة بدرعا تحيى وقفة الجيش وتندد بالقنوات المغرضة”.
وكان ناشطون دعوا الى التظاهر في “جمعة الشيخ صالح العلي” قائد الثورة السورية الاولى للمطالبة بالحرية مما اثار حفيظة أحفاده.
واصدر احفاد القائد بيانا بثته وكالة الانباء الرسمية (سانا) استنكروا فيه “تسمية يوم الجمعة من قبل ما يسمى بالثورة السورية بجمعة الشيخ “صالح العلي”” معتبرين هذه التسمية “استباحة لرموز الوطن”.
واضافت الوكالة في مكان اخر ان أهالي منطقة الشيخ بدر في محافظة طرطوس التي يتحدر منها صالح العلي “استنكرت استغلال رموز النضال والاستقلال بهدف النيل من سوريا والتحريض على قتل ابنائها”.
ياتي ذلك فيما قالت مصادر دبلوماسية ان وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي سيدعون الاثنين في اجتماع في لوكسمبورغ سوريا الى السماح بدخول مراقبين اجانب وفرق اغاثة ووسائل الاعلام.
واعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية الجمعة ان فرنسا “تؤيد توسيع العقوبات الاوروبية ضد سوريا لتشمل كيانات اقتصادية” وفق مشروع يجري بحثه في بروكسل.
وادت اعمال العنف في سوريا الى مقتل 1297 مدنيا و340 من عناصر الامن واعتقال حوالى عشرة الاف شخص منذ انطلاق التظاهرات الاحتجاجية منتصف اذار/مارس، وفق مصادر حقوقية.
كما ادت الاضطرابات الى فرار اكثر من 9700 شخص الى تركيا كما اعلن مصدر رسمي تركي.
ويقيم اللاجئون في خمسة مخيمات في محافظة هاتاي اقامها الهلال الاحمر التركي.
كما لجا خمسة الاف اخرين الى لبنان.
أوغلو يدعو دمشق لإعادة الاستقرار
على صعيد التحركات الدبلوماسية، قال وزير الخارجية التركية احمد داوود أوغلو أن بلاده تنتظر إعلانا رسميا من سوريا حيال أحداث العنف التي خلفت قتلى وجرحى وعدة آلاف من اللاجئين. وأضاف في مؤتمر صحافي عقب ترؤسه اجتماعا موسعا لسفراء تركيا في المنطقة “تركيا ستحدد موقفها على ضوء الخطوات التي ستتخذها سوريا بشأن أحداث العنف والأزمة الإنسانية لآلاف الأشخاص النازحين داخل تركيا وغيرهم ممن ينتظرون عند جانب الحدود السورية”.
وأعرب أوغلوا عن أمله في أن تبدأ دمشق ما وصفه بالعهد الجديد لإعادة الاستقرار إلى أراضيها. وأضاف “أبلغنا تركماني أن تركيا تريد لسوريا ما تريده لنفسها وهو الازدهار والاستقرار والحفاظ على حقوق الإنسان لأن هذه العناصر هي مطالب شرعية للشعب السوري، وتركماني ابلغنا أن دمشق ستقوم بكل ما في وسعها للسيطرة على العنف”.
اتصالات واشنطن مع السوريين
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة تزيد اتصالاتها مع سوريين في الداخل والخارج وخصوصا ممن يسعون إلى التغيير السياسي في بلدهم. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند في مؤتمر صحافي في مقرّ وزارة الخارجية “نحن بدأنا أيضا الآن بزيادة اتصالاتنا مع السوريين الشجعان الذين يدافعون عن التغيير وعن حقوقهم العالمية، سواء كانوا في داخل سوريا أو خارجها”.
وذكرت نولاند أن الرئيس أوباما سبق وخيّر الرئيس السوري بشار الأسد بين قيادة الإصلاح السياسي في بلاده أو التخلي عن السلطة، مضيفة أن الأخير وكما يبدو جليا فقد اختار خيارا سلبيا. وندّدت نولاند أيضا بالقمع المقيت الذي يشنه الأسد ويستهدف المتظاهرين المطالبين برحيله، مشيرة إلى أن واشنطن تسعى مع حلفائها إلى عزل النظام السوري في الأمم المتحدة.
وكان مصدر رسمي سوري اكد في السادس من حزيران/يونيو مقتل 120 عنصرا في صفوف عناصر الشرطة السورية بيد “تنظيمات مسلحة” في مدينة جسر الشغور في محافظة ادلب. وتوعد وزير الداخلية السوري محمد ابراهيم الشعار على اثر ذلك بان “تتعامل الدولة مع هذه المجموعات بحزم وقوة”.
ونفى اتحاد تنسيقيات الثورة السورية الخميس الرواية الرسمية. وقال في بيان ان “جثث هذه المقابر تعود إلى جنود سوريين وعناصر تم قتلهم على أيدي عناصر الأمن السوري في مدينة درعا وغيرها من مناطق الاحتجاجات السورية بعدما رفضوا اوامر اطلاق النار على شعبهم المتظاهر سلميا”.
وشدد البيان على سلمية الثورة رغم “محاولات النظام الفاشلة لحرف الثورة السورية عن سلميتها”. ودعا الاتحاد الى “قيام لجنة شرعية وطبية حقيقية محايدة، يشهد لها المجتمع الدولي بصدقيتها للتحقيق في مقابر جسر الشغور ودرعا وغيرها من المقابر (…)لتحديد التفاصيل المتعلقة بتلك المقابر وغيرها من المجازر التي ارتكبها النظام السوري ضد المواطنين السوريين”.
وعمدت السلطات السورية الاربعاء الى تنظيم تظاهرة كبيرة مؤيدة للنظام في دمشق حيث احتشد آلاف المتظاهرين حول “اكبر علم سوري” وضع على الارض ويبلغ طوله 2300 متر. ورفع عدد كبير من المتظاهرين اعلاما ولوحوا بصور للرئيس، في اجواء احتفالية وعلى خلفية اناشيد وطنية كما يتبين من الصور التي بثها التلفزيون.
كما نظمت السلطات رحلة صحافية الى مدينة جسر الشغور التي هجرها سكانها البالغ عددهم 50 الفا واستعادها الجيش الاحد بعد هجوم شنه قبل ثلاثة ايام لمشاهدة “مقبرة جماعية ثانية”. وقال عبد الرحمن ان “عدة مدن سورية شهدت مساء امس (الاربعاء) تظاهرات ليلية ابرزها في حماة حيث تظاهر عشرات الالاف”.
واشار الى ان “نحو 150 شخصا تظاهروا في حي الشيخ سعد في المزة وسط دمشق”. واضاف ان تظاهرات جرت “في حرستا والزبداني وجسرين وسقبا (ريف دمشق) وفي حمص (وسط) وفي ادلب وكفر نبل (ريف ادلب) وفي اللاذقية (غرب) وفي دير الزور (شرق) والميادين (ريف دير الزور) وفي الحراك والصنمين (ريف درعا)”.
وأدانت الولايات المتحدة الخميس “اللجوء الفاضح الى العنف” من جانب السلطات السورية في التعامل مع الاحتجاجات الشعبية، مطالبة بوضع حد فوري له. كما بدأ الاتحاد الاوروبي الخميس التحضير لتشديد عقوباته على سوريا التي قد تستهدف هذه المرة شركات مرتبطة بنظام بشار الاسد واشخاص جدد من محيطه، بحسب ما افادت مصادر دبلوماسية.
ويرى محللون ان دور شقيق الرئيس السوري ماهر الاسد (43 عاما)، وهو ضابط في الجيش برتبة عقيد، احد اركان النظام وقائد الحرس الجمهوري، اضافة الى الفرقة الرابعة العالية التدريب والتجهيز يزداد تعاظما منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية بعد الدور الذي اضطلعت به قواته في قمع التظاهرات.
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اتهم ماهر الاسد في مقابلة تلفزيونية بمعاملة المحتجين بطريقة “غير انسانية”. واعلنت موسكو وبكين معارضتهما لاي تدخل اجنبي في الاضطرابات الجارية في الدول العربية، بينما يسعى الغربيون للحصول على دعم البلدين لتشديد الضغوط على سوريا، في بيان صدر الخميس خلال زيارة للرئيس الصيني هو جينتاو لروسيا.
واسفرت عملية قمع المتظاهرين ضد النظام السوري عن مقتل 1200 شخص واعتقال حوالى عشرة الاف اخرين منذ منتصف اذار/مارس، حسب منظمات غير حكومية والامم المتحدة. كما ادت الى فرار اكثر من 8500 سوري الى تركيا وخمسة الاف اخرين الى لبنان . وقد اعلن وزير الخارجية التركية احمد داود اوغلو الخميس ان بلاده قررت تقديم مساعدة انسانية لالاف السوريين المحتشدين على خط الحدود السورية التركية.
الاتحاد الاوروبي سيدعو سوريا للسماح بدخول مراقبين اجانب
قالت مصادر دبلوماسية ان وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي سيدعون الاثنين في اجتماع في لوكسمبورغ سوريا الى السماح بدخول مراقبين اجانب وعاملين انسانيين ووسائل الاعلام.
وقال دبلوماسي اوروبي رفيع المستوى ان الوزراء سيطالبون في اعلان يتوقع ان يتبنوه الاثنين، سوريا باتاحة “دخول فوري لاي مساعدة انسانية، وايضا لمراقبين دوليين في مجال حقوق الانسان وبالطبع وسائل الاعلام المستقلة”.
واكد دبلوماسي آخر انه “ستتم دعوة الحكومة السورية الى وضع حد للعنف وفتح البلاد امام مراقبين دوليين”.
بيد ان الوزراء الاوروبيين لن يتمكنوا الاثنين من تبني حزمة جديدة من العقوبات ضد النظام السوري في الوقت الذي ينكب فيه خبراء منذ عدة ايام على اسماء جديدة وعمليات تجميد ارصدة شركات، بحسب العديد من الدبلوماسيين الاوروبيين.
في المقابل قال احد هؤلاء الدبلوماسيين “سنؤكد اننا على استعداد لتوسيع اجراءاتنا التضييقية (ضد سوريا) في الايام القادمة”.
وقال العديد من الدبلوماسيين ان حزمة العقوبات الجديدة يمكن ان يتم تبنيها على هامش القمة الاوروبية الخميس والجمعة ببروكسل.
وكان مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة كرر الاربعاء في جنيف دعوته سوريا الى السماح لمهمة دولية بدخول اراضيها بهدف التحقيق في انتهاكات حقوق الانسان بعيد ثلاثة اشهر من بداية اعمال العنف.
وازاء رفض النظام السوري السماح لفرق انسانية ومجموعات حقوق الانسان، وصل خبراء المفوضية العليا للامم المتحدة لحقوق الانسان الثلاثاء الى ولاية هتاي التركية حيث يتوافد لاجؤون فارين من اعمال العنف.
ميليس يتهم الأسد مباشرة باصدار أمر إغتيال رفيق الحريري
ريما زهار من بيروت
بين اعتبارها ورقة ضغط سياسي وانتظار القرار الظني
الرئيس الأسبق للجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال رفيق الحريري ديتليف ميليس
اتهم الرئيس الأسبق للجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال رفيق الحريري ديتليف ميليس الرئيس السوري بشار الأسد بانه من امر بقتل الحريري، اتهام يراه فريق 8 آذار بانه ورقة ضغط سياسي، بينما يتريث فريق 14 آذار في الحكم بانتظار القرارالظني.
بيروت: يقول النائب السابق في تيار المستقبل مصطفى علوش لـ “إيلاف” إن ديتليف ميليس هو المحقق الاساسي الذي تابع دراسة ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ولديه معلومات اكثر بكثير من الافتراضات التي يمكن ان نطلقها في عالم السياسة، والمهم ان يصدر بيانًا اتهاميًا مفندًا وواضحًا بناء على ذلك يمكن الحديث عن ردات الفعل السياسية، ولدى سؤاله بالامس كان هناك محاولة لاتهام حزب الله باغتيال الحريري، هل ما يجري اليوم في سوريا يؤثر على اطلاق هذه الاتهامات؟ يجيب علوش:” قد يكون هذا واردًا، لكن ميليس اطلق هذه الاتهامات سابقًا، ومنذ سنوات عدة، ولا اعتقد ان الوضع في سوريا دفعه الى اطلاق هذا الحديث.
وردًا على سؤال بان الفريق الآخر يرى ان المحكمة مسيسة بدليل ان الاتهامات تنتقل من فريق الى آخر، يجيب علوش:” قضية التسييس في الصحف والمجلات والافتراضات لا يمكن السيطرة عليها، ما نريده ان يصدر القرار الاتهامي، ولن نعود الى التعليق على هذا الموضوع قبل صدور القرار الاتهامي.
عن تصريح ميليس وقوله ايضًا بان النظام السوري لن يبقى اكثر من سنتين هل كان يصوِّب النار على النظام السوري باتهام بشار الأسد مباشرة؟ يقول علوش:” لا اعتقد ان المسألة متعلقة باغتيال الرئيس الحريري، هذا النظام آيل الى السقوط كسائر الانظمة الديكتاتورية، لا يمكن العودة الى الوراء خصوصًا بعد سقوط كل الانظمة الديكتاتورية القائمة، مثل ولاية الفقيه، مثل النظام السوداني والنظام السوري، وبعض الانظمة المتفرقة الاخرى، لذلك فان رغبات الشعوب ستؤدي الى سقوط هذه الانظمة.
وعن ترقب مفاجآت في البيان الاتهامي الذي قيل انه سيصدر قريبًا، يقول علوش:” لا اعتقد ان هناك مفاجآت فان المؤشرات التي جرت حتى الآن تؤكد على انه على الارجح هناك فئات معينة ستكون متهمة بهذه القضية.
حزب الله
بدوره علَّق النائب السابق في حزب الله اسماعيل سكرية على حديث ميليس الاخير واعتبر ان لا صدقية لميليس واثبت هذا الاخير خلال ممارسته لمهامه عندما كان رئيس محكمة ان لا صدقية له وقد اعتمد شهود الزور في تحقيقاته.
ويتابع:” المحكمة واسلوب التعاطي الذي تم من خلالها، اخذها باتجاه ضغط سياسي على سوريا وحزب الله في لبنان، وهذا الكلام للضغط على سوريا بعدما جرى داخلها وعلى حزب الله بما يجري في لبنان، وهي تشكل ورقة ضغط سياسي بامتياز، هشمت صدقية المحكمة داخليًا.
ويضيف:” لا اعتقد ان من يحدد عمر النظام في سوريا هو ميليس بل الشعب السوري، وبقدر ما تم تحديد مواعيد لاطلاق البيان الاتهامي وبقدر ما تأرجحوا في التهم، اصبحنا نتساءل ما الذي يمكن ان نتوقعه؟ وماذا يمكن تصديقه ام لا؟، العملية كلها مسخَّرة لاهداف سياسية، والتوقيت بيدهم.
ميليس
وكان الرئيس الأسبق للجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ديتليف ميليس قد كشف ان النظام في سوريا متورط في جريمة اغتيال الحريري. وأكد أن الرئيس السوري بشار الأسد هو من أمر بقتل الحريري، بعدما “اشتبه السوريون في أن الحريري سعى بالتعاون مع الفرنسيين والأميركيين الى إسقاط النظام في سوريا وإلى نزع سلاح حزب الله”. وأشار ميليس الى أن الدافع الأساسي لاغتيال الحريري مرتبط بقرار مجلس الأمن 1559 “إذ إن هذا القرار كان موجّهًا ضدّ سوريا”.
كلام ميليس أتى في مقابلة أجرتها معه الإذاعة الألمانية الخميس، قال فيها إن إفادات الشهود تؤكد له أن “هيكلية نظام الحكم في سوريا لا تسمح بارتكاب هذه الجريمة الا من خلال توجيهات الأسد”. وتحدث ميليس عن أهمية شهادات النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام في التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الحريري.
وأفاد بأن النظام في سوريا يعتمد على الإثراء، إذ إن “كل المقربين من رأس الهرم يصبحون أغنياء” “لكن عندما يشعر هؤلاء بأن النظام يتعرّض لخطر السقوط فقد ينقلبون عليه كما هي حال جميع الديكتاتوريات”.
ورأى ميليس أن “النظام في سوريا سيسقط في غضون عام أو عامين”، لكنه قال إنه “يجهل مدى قوة المعارضة السورية”. وذكر ميليس أن ما قاله هنري كيسينجر عن “عدم وجود حلول لمشاكل الشرق الأوسط من دون سوريا”، “لا يعني شيئًا، فسوريا طالما كانت جزءًا من أزمة الشرق الأوسط”.
اضراب عن الطعام في مخيم للاجئين السوريين في تركيا
غوفيتشي – بدأ لاجئون سوريون في تركيا الجمعة اضرابا عن الطعام احتجاجا على العزلة التي وضعتهم فيها السلطات التركية، كما قال ناشط حقوقي سوري.
وقال هذا المصدر وهو منشق سوري مقيم في تركيا طالبا عدم ذكر هويته، ان “اللاجئين في مخيم يايلاداجي بدأوا اضرابا عن الطعام بعد صلاة الجمعة”.
وقد فتح الهلال الاحمر التركي مخيم يايلاداجي اواخر نيسان/ابريل في محافظة هاتاي (جنوب). وهو يؤوي اليوم الاف اللاجئين.
واضاف المصدر “انهم يحتجون على منع الزيارات، ومنعهم من التظاهر ضد النظام في دمشق وانعدام الاتصالات بالخارج”. وتحدث عن اقدام حراس اتراك على “ضرب” لاجئين الخميس.
وتأتي هذه الاحتجاجات فيما وصلت الممثلة الاميركية انجلينا جولي، سفيرة النيات الحسنة لدى المفوضية العليا للاجئين، الى هاتاي الجمعة وزارت مخيم التينوزو.
ويقيم اللاجئون في خمسة مخيمات في هذه المحافظة.
وقد بلغ عددهم 9700 الجمعة مع وصول اكثر من الف لاجىء جديد في الساعات الاربع والعشرين الاخيرة.
وقال المصدر نفسه ان السلطات التركية تمنع الاتصال باللاجئين في المخيمات. لكنها اعلنت انهم يحصلون على ثلاث وجبات يوميا وعلى المياه الساخنة على مدار الساعة وعلى تجهيزات كالغسالات والتلفزيونات. ويقوم متطوعون ببرامج تسلية للاطفال، وينشط فيها أئمة وعلماء نفس يتحدثون اللغة العربية.
وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان بلاده لن تقفل حدودها امام اللاجئين السوريين.
واعلن وزير خارجيته احمد داود اوغلو الخميس ان تركيا ستقدم ايضا مساعدة انسانية الى الاف المهجرين على الحدود التركية.
الجمعة 17 يونيو 2011
أ ف ب
معركة المحللين السوريين
لندن: «الشرق الأوسط»
لم تمر تصريحات ريم حداد، مديرة التلفزيون السوري (السابقة)، لوسائل إعلام أجنبية على خير. فبعد يومين على انتقاد الصحف البريطانية لها وتشبيهها بمحمد سعيد الصحاف، وزير إعلام نظام صدام حسين عشية احتلال العراق، بسبب نفيها لوجود لاجئين سوريين في تركيا واعتبارها أن آلاف الفارين يقومون بزيارة لأهاليهم، أقيلت من منصبها.
ومع أن ما قالته لا يتجاوز ما يقوله جحافل المحللين الجدد الذين يحتلون شاشات التلفزيونات منذ بدء الاحتجاجات، سواء كانوا نوابا في مجلس الشعب أو أساتذة جامعات تبين لاحقا أنهم متعاقدون مع أجهزة الأمن، أو مقاولون ومديرو صالات رياضة. حتى إن أحدهم اتصل بأكثر من وسيلة إعلامية خارجية عبر مراسليها، وعرض خدماته للظهور على الشاشة كـ«محلل سياسي سوري»، في حال الحاجة للاستماع إلى وجهة النظر السورية. وبمعنى آخر الدفاع عن النظام.
إلا أن سوء حظ حداد، كونها تجيد التحدث بالإنجليزية. فكان اختيارها لعرض الرأي السوري الرسمي في الإعلام الغربي. فسقطت في الهوة المهنية بين إعلام رسمي لا يتمتع بمصداقية، وإعلام غربي عالي الحرفية. فكان للسقوط وقع مدو في الصحف البريطانية التي تعاطت مع تصريحات حداد كـ«فضيحة بجلاجل»، بحسب التعبير المصري العامي، وأفردت صحيفة «التايمز» البريطانية نصف الصفحة الثالثة لنشر صور لحداد وقصة ساخرة حولها، تحت عنوان: «يهربون؟ يا إلهي.. لا.. هم فقط يزورون الماما، تقول الناطقة».
ما كان ليحصل ذلك، لو أن التصريحات التي أدلت بها حداد كانت لوسائل إعلام عربية، وهي التي تتعامل مع «المحللين» السوريين كتحصيل حاصل لإكمال عناصر القصة الخبرية، بإيراد الروايتين الرسمية وغير الرسمية مع وجهات نظر الطرفين، بغض النظر عن مصداقيتها ومدى منطقيتها. أما أصداؤها فلا تتعدى كونها نكاتا للتنويع على المشهد الدموي الحاصل في البلاد، على مبدأ شر البلية ما يضحك.
فبعد ثلاثة أشهر على بدء الاحتجاجات، فقد الشارع السوري الثقة بإعلامه. واتهمه المحتجون بالكذب السافر. ولم يعد يهتم بتحليلات النائب خالد عبود إلا قلة من مؤيدي النظام، مما دفع الناشطين إلى ابتكار ألقاب ساخرة مستنبطة من تعبيراته ومصطلحاته المكررة. كما تم تحوير اسم المحلل السياسي شريف شحادة الذي لم يسبق له الظهور لا في ساحة الإعلام ولا في المجال السياسي. كذلك طالب إبراهيم وبسام أبو عبد الله، أستاذ العلاقات الدولية، الذي أحرجه مذيع في قناة «بي بي سي العربية» لدى سؤاله «هل أنت ضابط أمن أم أستاذ جامعي، لأنك تقول اعتقلنا في بانياس أشخاصا على صلة بالموساد الإسرائيلي». فكان رد بسام أبو عبد الله: «أنا رجل أمن لوطني».
ثمة أسماء معينة اشتهرت خلال فترة الأحداث كناطقة رسمية ليس باسم النظام السوري، وإنما باسم الأجهزة الأمنية. ولوحظ تزايد أعداد هذا النوع من المحللين مقابل تناقص عدد المحللين القادمين من المؤسسات الإعلامية الرسمية. فبعد استبعاد رئيسة تحرير جريدة «تشرين» سميرة مسالمة لإظهارها شيئا من التعاطف مع أهالي محافظتها درعا حين كانت تحت الحصار، خلال مداخلة لها مع قناة «الجزيرة»، وكان هذا بعد أن وجه لها ابن عمها اتهاما بالكذب على شاشة «بي بي سي العربية»، فعوقبت بإقالتها من منصبها وإبعادها عن الشاشات. كذلك لم يعد يظهر نقيب الصحافيين إلياس مراد بكثافة مثل السابق، وحرم المشاهدون من قدرته الفائقة على قلب مضمون القراءات، كأن يعتبر إقالة مسالمة أحد إجراءات الحكومة الإصلاحية. كما غاب أيضا الإعلامي فايز الصايغ المدير العام السابق لأكثر من مؤسسة إعلامية، ليبقى صامدا في الميدان من الإعلاميين أحمد صوان، وأحمد الحاج علي. والأخير رفعت لافتات في المظاهرات التي خرجت في طول البلاد وعرضها تطالبه بالصمت.
الفراغ الذي شكله غياب هؤلاء، ملأه «محللون» جدد كثيرا ما اتهمهم بأنهم مدربون من قبل النظام ويستندون على الناشطون المعارضون باعتمادهم سلوكا موحدا للرد على أي أسئلة توجه من وسائل الإعلام الخارجية. فتكون البداية وأيا كان السؤال بتكذيب ونفي التقرير الإخباري الذي يسبق مداخلة المحلل. ومن ثم تسخيف سؤال المذيع، ليصل إلى مرحلة اتهام القناة بالتضليل. ومع الوصول إلى هذه المرحلة، تكون الدقائق المحددة للمقابلة قد شارفت على النهاية دون تقديم إجابات واضحة عن التساؤلات المطروحة. فعندما يسأل أحدهم على سبيل المثال عن سبب تعذيب الطفل حمزة الخطيب ورفيقه تامر الشرعي؟ يرد المحلل بأن «هؤلاء ليسوا أطفالا»، ولا يمنعه هذا النفي من «اتهام القناة بالمتاجرة بدماء الأطفال».
هذا بالنسبة لمداخلاتهم في الإعلام الخارجي. أما في الإعلام المحلي فيتحولون إلى خطباء واعظين، أو مناضلين حزبيين مهمتهم تعبئة الجماهير بخطاب يحرض على قمع المحتجين بلا رحمة. ولأن المشاهد السوري خبر هذا النوع من المحللين، تراه لا يستغرب ما قد يذهل المشاهد العربي والأجنبي عند رؤية ناشط سوري معارض في الخارج (خالد الخلف) في حلقة واحدة مع محلل من الداخل (طالب إبراهيم) على شاشة «العربية»، الأول يتهم الثاني بأنه كان يشرف على التحقيق معه وتعذيبه واقتلاع أظافره عندما كان معتقلا في أقبية المخابرات السورية، ورد عليه طالب بالشتيمة والنفي دون أن تؤدي هذه الواقعة إلى سحب المحلل طالب إبراهيم المتهم من التداول الإعلامي. بل نراه بعد أيام على شاشة سورية محلية «تلفزيون الدنيا» لا يكتفي بالمطالبة بقتل المتظاهرين وسحقهم لأنهم خونة، باعتباره ما يجري حربا بالوكالة بين سوريا وعملاء إسرائيل في الداخل، بل يتولى مهمة إرسال تهديدات مضمرة للأميركيين بأن بمقدور سوريا أن تخوض معارك شرسة كتلك التي سبق وشاركت فيها في مطار بغداد والفلوجة وتلعفر، في أول اعتراف سوري شبه رسمي بالضلوع في الأحداث الدموية التي شهدها العراق، الأمر الذي كان محط إنكار دائم من قبل النظام السوري، لدى اتهامه من قبل الأميركيين بإرسال مقاتلين إلى العراق.
المحللون السوريون الذين يجندهم النظام لتبرير سياساته، يناط بهم أيضا تمرير رسائل سياسية إلى الولايات المتحدة وأوروبا والعرب والأتراك، وإلى كل دولة تضغط أو تنصح أو تطالب النظام بالكف عن استخدام العنف في قمع الاحتجاجات. فكان لدولة قطر نصيب كبير من الهجوم الإعلامي، بسبب قناة «الجزيرة». ووصل إلى حد التشهير الشخصي بالعائلة الحاكمة في قطر. أما فرنسا، فكان أغرب تعليق سوري مرره ممثل درامي وبعثي عن الرئيس نيكولا ساركوزي، وقال بأنه «يعاني من عقدة نقص لقصر قامته». وسخر من انتعاله حذاء كعب عال، وقال إنه لذلك «لا يحق له التطاول على سوريا». تعليق هذا الممثل جاء في الشهر الأول من الاحتجاجات حين تم سوق الفنانين السوريين من نجوم الدراما العربية الذين أحبهم المشاهدون العرب في مسلسل «باب الحارة»، إلى شاشة التلفزيون السوري، ليقوموا بتوجيه رسائل إلى الجمهور السوري تحضه على مناهضة الاحتجاجات، ووصف المتظاهرين بـ«الرعاع والمندسين»، وإعلان الولاء المطلق للرئيس السوري، وذلك على هامش انخراطهم في تحليل سياسي للأحداث الجارية قوامه تقديم الموعظة الحسنة في حسن الولاء. وقدم في ذلك النجم العربي دريد لحام نموذجا صارخا في تصريحات تلفزيونية قال فيها «إن الجيش السوري لا يجب أن يحارب العدو الإسرائيلي، وإنما يجب أن يحافظ على السلام الأهلي الداخلي». فاستحق مع عدد كبير من الفنانين، التربع على رأس «قوائم العار للمناهضين للثورة» التي أنشأها الناشطون على صفحات موقع «فيس بوك».
فكرة استضافة الفنانين على الشاشة الوطنية، كانت تلبية للرؤية الإعلامية الخاصة التي تمتع بها وزير الإعلام السابق محسن بلال، والتي اتصفت بالاستسهال والارتجال. ولكن مع تعيين عدنان محمود وزيرا للإعلام، كانت محاولته واضحة لفرض معايير مهنية قدر ما تسمح به الهوامش. فتم تركيز التوجه إلى الإعلاميين وأساتذة الجامعات، لا الفنانين، بعد استفحال الخلافات بينهم، وتراشق الاتهامات والتخوين.
ولوحظ تراجع طفيف لخطاب احتكار الوطنية، بما يعني تماهي الانتماء للوطن مع حب الرئيس القائد، دون أن يتراجع خطاب التحريض والإقصاء. ومع مجيء محمود إلى وزارة الإعلام قادما من وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، بدا وكأنه يبذل جهدا لإعادة الهيبة للإعلام الرسمي من خلال استبدال الإدارات، ومنحهم هامشا للاجتهاد أثمر عن استضافة أصوات محايدة نوعا ما. بينما الوسائل شبه الرسمية ما زالت عاجزة عن اللحاق بهذه الخطوات رغم قصرها، لأنه وكما هو معروف في سوريا كأي دولة أمنية، أن من يدير الإعلام ليس وزارة الإعلام، وإنما الأجهزة الأمنية الممسكة أيضا بعنق الإعلام الخاص، ليصح عليه وصف أنه «شبه رسمي» بمعنى «ملكي أكثر من الملك».
فما تبثه قناة «تلفزيون الدنيا» وقناة «الإخبارية» والمواقع الإلكترونية الإخبارية من تقارير وبرامج لتأكيد الرواية الرسمية عن المندسين والمخربين والتنظيمات المسلحة، لا تجرؤ وسائل الإعلام الرسمية على بث مقدار ربعه، فمثلا يمكن لقناة تلفزيونية غير رسمية ترويج شائعات عن أن «علب المياه والكولا التي يقذفها الأهالي للمتظاهرين من النوافذ والشرفات هي مشروب طاقة يحتوي على أدوية منشطة وحبوب هلوسة، تجعل المتظاهر يتصرف بغرابة، فيخلع ملابسه ويواجه السلاح بصدر عار». هذا ناهيك عن استضافة من تصفهم بأنهم محللون سياسيون من مسؤولين وضباط سابقين في الجيش، ليثبتوا أن الداعية الشيخ عدنان العرعور ابن حماه المنفي من ثلاثين عاما، والعدو اللدود للنظام، أنه «فصل من الحزب والجيش لأن لديه مشاكل أخلاقية».. إضافة إلى شائعات شبيهة يروجونها على أنها حقائق دامغة، تطال شخصيات أخرى بهدف تهشيم ليس فقط سمعة من يناهض النظام، بل من لا يتعاطف معه أيضا، لإضعاف مصداقيتهم لدى الجمهور السوري.
ويقول معارضون أنهم لم يعد خافيا أن النظام السوري يخوض معركته الإعلامية، بالعقلية ذاتها التي يدير بها قمع الاحتجاجات في مختلف أنحاء البلاد. وكما يرسل الشبيحة وعناصر الأمن المسلحين والمدنيين المزودين بالسلاح والهراوات والقنابل المسيلة للدموع، يقوم بتصدير متعاونين مع الأمن بصفة محللين إعلاميين وغير إعلاميين من المؤيدين له، لينتشروا في الشاشات المحلية والخارجية، وبكل الوسائل، إما عبر الهواتف أو عبر رسائل قصيرة، مدججين بمفاهيم الإقصاء والتسخيف والعنف. ولا يتورعون عن الدعوة جهارا للقضاء على المحتجين وسحقهم ووصفهم بـ«الحثالة»، مع إصرار على ترويج الروايات الرسمية ومستلزماتها من تعليقات وتحليلات تنسف وتدحض كل الروايات الأخرى المخالفة عن الأحداث الجارية. ومن الصعب التثبت من علاقة المحللين بالنظام, والنظام بذلك لا يأتي بجديد عبر هذا السلوك، بل هو تكرار للنموذج الإعلامي العربي الرسمي حيال الثورات في ليبيا واليمن ومن قبلهما في مصر، مع التنويع بحسب الخصوصية.
الخصوصية السورية، تجاوزت مقولة الإعلام الدعائي المنقرض «اكذب اكذب حتى يصدقك الآخرون». فالنظام نفسه يعلم تمام العلم أنه ليس موضوعيا وأن مصداقيته غير عالية، وبشهادة الرئيس السوري الذي قالها أكثر من مرة للوفود الشعبية التي قابلها وآخرها وفد بلدة جوبر (ريف دمشق)، برده على انتقادهم للإعلام السوري واتهامهم إياه بالكذب، بالقول: «إن التلفزيون السوري لا يعمل بشكل جيد. فهناك مناطق قال إنه لا توجد فيها مظاهرات، وتبين لنا عكس ذلك».
كما أن النظام في الوقت نفسه، يبدو أنه غير مهتم بأن يصدق أحد إعلامه، بقدر ما يهمه تمييع الحقائق وخلط الحابل بالنابل، وضرب مصداقية وسائل الإعلام الخارجية. وقد ظهر هذا بوضوح في القصة الملتبسة لتصريح سفيرة سوريا في باريس لقناة «فرانس 24» الذي تبين أنه مقلب، لم يُعرف من الذي دبره، على غرار مقالب «غوار الطوشة» الشخصية الشامية الكوميدية الشهيرة, خصوصا وأن الإعلام السوري يعتبر المحطة اللندنية من بين وسائل الإعلام الخارجية المغرضة ولا يوفر مناسبة للانقضاض عليها. والأسبوع الماضي كان أسبوع الهجوم على قناة «بي بي سي» العربية.
كشف ذلك الهجوم عن أساليب جديدة بدأت الأجهزة الأمنية استخدامها للنيل من الإعلام الخارجي. إذ تمت دعوة نحو عشرين قناة تلفزيونية فضائية عربية وأجنبية لمرافقة الجيش السوري إلى منطقة جسر الشغور لتغطية وقائع العملية العسكرية، مع الإشارة إلى أن جميع المراسلين سوريون، ما عدا مراسل قناة «العالم» الإيرانية، والذي كان لبناني الجنسية.
ما حصل أن مراسل «بي بي سي» لم يتمكن من تلبية الدعوة لأسباب تقنية بحتة، بسبب عدم وجود مصور معه بعد أن انتقل مصور القناة إلى القاهرة بسبب عدم توفر عمل كاف له في سوريا بعد منعه من التصوير في الكثير من الأماكن. وأبلغ مراسل «بي بي سي» وزارة الإعلام السورية بذلك مع طلب المساعدة التقنية. وبحسب تصريحه له على شاشة «بي بي سي» العربية، رد المراسل على المحلل السياسي بسام أبو طالب الذي اتهمه بعدم تلبية دعوة الجيش لتغطية الأحداث في جسر الشغور وشرح الواقع. لكن الأمر لم ينته عند هذا الحد، إذ عاد بسام أبو طالب لتوجيه الاتهام ذاته عبر إذاعة «شام إف إم» المحلية. وحين كرر الجيش الدعوة للمراسلين لتغطية خبر اكتشاف مجزرة جماعية، ذهب مراسل «بي بي سي». إلا أن التقارير والصور التي بثها مراسلو القنوات الخارجية، عدا عن تأخرها عن تقارير التلفزيون السوري، لم تأت بأي معلومة خارج سياق الرواية الرسمية، لا بل ظهروا وهم يحققون مع شخص قيل إنه إحد الإرهابيين الذين ارتكبوا المجزرة، وكأنهم «ارتضوا أن يكونوا كومبارسا غير مأجور» في المسرحية الرسمية بحسب وصف الكاتب السوري حكم البابا، في تعليق له على صفحته في موقع «فيس بوك».
ورغم مشاركة قناتي «بي بي سي» العربية و«العربية» في تغطية ما سماه النظام «مجزرة جماعية ارتكبتها تنظيمات مسلحة» بحق عناصر الأمن في جسر الشغور، فإن الحملة عليهما لم تتوقف. فكتب صحافي سوري في جريدة «السفير» اللبنانية: «العربية وبي بي سي العربية، ورغم وجود مراسليهما في جسر الشغور، فإنهما لم تبادرا إلى إعداد تقارير عما قامتا بتصويره. وهما اللتان طالبتا السلطات السورية مرارا بالسماح للمؤسسات الإعلامية بالدخول إلى سوريا». وتساءل الصحافي بصيغة مشككة: «لماذا تتمسكان مجددا بتكذيب الرواية السورية مع أنهما كانتا على أرض المجزرة؟». كما استضاف التلفزيون السوري مراسلي قناتي «العالم» الإيرانية و«الجديد» ليتحدثا عما شاهداه في جسر الشغور. فكرسوا حوارا امتد لأكثر من ساعتين لانتقاد مراسل «بي بي سي» العربية الذي تخلف عن الدعوة في اليوم الأول احد المراسلين، والذي ظهر إلى جانبه جندي سوري يلقمه سؤالا ليلقيه على من قيل إنه «إرهابي» ضالع في ارتكاب المجزرة. أما مراسل تلفزيون «الجديد» اللبناني، فإن موقعه المهني كمراسل لتلفزيون خارجي وكإعلامي لم يمنعه من وصف المتظاهرين في سوريا بـ«الحثالة»، وحتى «حثالة الحثالة» لأنهم يخرجون إلى الشارع «وهم من ضعاف النفوس».
الطريف أن القصة التي أريد للإعلام الخارجي تمريرها دون نقاش، واستضيف المراسلون الذين زاروا جسر الشغور تباعا على التلفزيون السوري لإعادة روايتها كشهود عيان، تفتقر لأدنى عناصر المصداقية. فالشاب الذي ظهر على أنه إرهابي ووجه له مراسلو قناة «المنار» والتلفزيون السوري أسئلة نفسية، مثل «ما هو شعورك كسوري وأنت ترى المقبرة الجماعية»، أو «لماذا قمتم بقطع الرؤوس»، والتي لم يجب عن أي منها، وقال كلمات غير مترابطة وغير مفيدة، تدل على اختلال في تفكيره. وقد أكد ناشطون من المنطقة لقنوات فضائية معارضة، أن الشاب الذي ظهر، يعاني من تخلف عقلي وهو معروف لدى أبناء المنطقة. وبحسب مصادر محلية، فإن الشاب ذهب إلى الجيش وراح يقول لهم: «أنا قتلتهم، أنا قتلتهم»، وهو يرشدهم إلى أماكن تواجد السلاح دون أن يجدوا شيئا. ورغم هذه المعلومات المشككة، استمر الإعلام السوري في تكريس قصته، واستثمارها في إلقاء التهم على القنوات الخارجية التي لم تشارك في تعميمها. وقامت صحيفة «الثورة» بإعادة نشر مضمون حوار التلفزيون السوري مع مراسلي قناة «العالم» وتلفزيون «الجديد» على صدر صفحتها الأولى.
يتضح من هذه الحملة الأساليب الجديدة المتبعة في تسديد ضربات مؤلمة لمهنية المراسلين، لتصيب المؤسسات التي يعملون لحسابها، تارة عن طريق ترويج قصص امتناعهم عن التغطية، وأخرى عبر إحراجهم، أو تحريضهم على الغمز من قناة مهنية زملائهم. وتضاف هذه الأساليب المبتكرة إلى غيرها من الوسائل التقليدية التي دأبوا عليها منذ بداية الأحداث، عبر نشر قوائم «عار للمتآمرين على الوطن»، وحض مؤيدين على الاتصال بالمراسلين والضغط عليهم لتقديم استقالاتهم من العمل في الإعلام الخارجي «المغرض». ومن لا يستجيب يتعرض لحملة شعواء تصل حد التهديد المباشر، كما تعرض منزل أهل المذيعة السورية رولا إبراهيم في قناة «الجزيرة» للحرق، بسبب رفضها تقديم استقالتها. واضطر أهلها إلى إصدار بيان يلومونها فيه على عدم الاستجابة.
دبلوماسيون: المجتمع الدولي يخطط لما بعد الأسد
توقعات باستمرار المظاهرات في جمعة صالح العلي.. والجيش يستعد بتوسيع عملياته * واشنطن تزيد اتصالاتها وحكومات تشجع الجنرالات على التمرد > رامي مخلوف يعلن اعتزاله التجارة والتفرغ للعمل الخيري
دمشق – لندن: «الشرق الأوسط» أنطاكيا (تركيا): ثائر عباس
قال دبلوماسيون غربيون مقيمون في دمشق ان الرئيس السوري بشار الاسد يفقد قبضته لصالح أقاربه المتشددين، في وقت انهكت فيه قواته، وبدأت مصادر تمويله تنفد بينما تحصد الانتفاضة ضده تأييدا شعبيا. ونقلت وكالة «رويترز» في تقرير لها من لندن عن دبلوماسيين مقرهم سوريا قولهم إن المجتمع الدولي بدأ يخطط لسوريا من دون الأسد. وقال دبلوماسي إن المجتمع الدولي يرى أن تحقق سوريا من دون الأسد يمكن أن يكون بانقلاب عسكري، وهناك عدة حكومات تشجع الجنرالات السوريين على التمرد. وأضاف: نحاول عزله هو وعائلته ونتوجه إلى القادة العسكريين وأعضاء الحكومة على الوقوف ضده.
من جهتها أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أمس، أن الولايات المتحدة تزيد اتصالاتها داخل وخارج سوريا مع سوريين يسعون إلى التغيير السياسي في بلدهم.
وبينما ينتظر السوريون إطلالة الرئيس الأسد وتوجيه خطاب لهم، بعدما انتشرت دبابات الجيش السوري في كل أنحاء البلاد لإخماد الاحتجاجات، فاجأ رجل الأعمال رامي مخلوف ابن خال الرئيس، السوريين بظهوره في مؤتمر صحافي، أمس، وإعلانه اعتزاله العمل التجاري بينما قال دبلوماسي غربي في دمشق انه أودع مليار دولار في البنك المركزي لمساعدة النظام الذي بدأت موارده تنفد.
الى ذلك توقع نشطاء سوريون استمرار المظاهرات اليوم في جميع ارجاء سوريا في جمعة دعي لها تحت شعار «جمعة الشيخ صالح العلي» التي أرادها الناشطون السوريون يوما للطائفة العلوية». وفي اطار استعدادها لهذه الاحتجاجات قام الجيش السوري بتوسيع عملياته خاصة في محافظة ادلب، كما قامت اجهزة الامن بحملة اعتقالات واسعة. وقال نشطاء إن قوات الامن السورية اعتقلت مئات المتظاهرين في محافظة إدلب شمال غربي البلاد. ولفت بيان صادر أمس عن مجموعة من أهالي مدينة مصياف في محافظة حماه (وسط)، ذات الغالبية العلوية والإسماعيلية، يحض أبناء المنطقة من ضباط وعناصر الجيش والأمن أن «يمتنعوا عن قتل الأبرياء من المتظاهرين السلميين الذين هم أبناء الوطن».
مصياف.. ذات الأغلبية العلوية تناشد الجيش عدم قتل المتظاهرين وتدعو لانتقال سلمي للسلطة
عشرات الآلاف يشاركون في مظاهرات ليلية عشية «جمعة الشيخ صالح العلي»
دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»
عشية يوم «جمعة الشيخ صالح العلي» التي أرادها المحتجون السوريون يوما للطائفة العلوية، لطمأنتها من جانب، ولحضها على الانخراط في الحركة الاحتجاجية من جانب آخر، صدر بيان عن مجموعة من أهالي مدينة مصياف في محافظة حماه (وسط)، ذات الغالبية العلوية والإسماعيلية. علما بأنه منذ وقت مبكر اختار أهالي مصياف الانكفاء وعدم المشاركة في الاحتجاج، وذلك في ظل تحذيرات من أعمال طائفية تستهدف العلويين.
لكن يوم أمس أصدرت مجموعة منهم بيانا طلبوا فيه من أبناء منطقتهم من ضباط وعناصر الجيش والأمن أن «يمتنعوا عن قتل الأبرياء من المتظاهرين السلميين الذين هم أبناء الوطن»، وطالبوا النظام السوري «بالكف عن التحريض الطائفي والمذهبي في مصياف، وكامل سوريا، عبر أجهزة المخابرات ووسائل إعلامه المعروفة». ودعوه إلى «البدء بالتغيير والانتقال السلمي للسلطة، حقنا للدماء، وكسبا للوقت، وحفاظا على الاقتصاد الوطني، ودرءا للتدخل الخارجي الذي بات وشيكا».
وذكر البيان أنه «منذ بداية الحراك الشعبي في سوريا بدأت أجهزة أمن الدولة والأمن العسكري في مصياف، بث الإشاعات وحملات التخوين والتفرقة بين المدينة وريفها، وقامت بصناعة مسرحيات هزلية لترهيب الأهالي وبث شائعات وأكاذيب كثيرة وسخيفة». وللتوثيق، ذكر البيان منها «شائعة وجود أغذية فاسدة دخلت إلى سوق مصياف، وتبعتها مسرحية بحث الأمن عن الأغذية الفاسدة وإلقاء القبض على بائع غزل البنات، تبين أنه عنصر أمن، وشائعة وجود عصابات مسلحة تداهم رياض الأطفال، وشائعة حول نية البعض القيام بمظاهرات تخرج من جامع الرضوان المحسوب على طائفة معينة، وتهديدهم سابقا بقدوم مسلحين لقتلهم، وكلام المدعو بسام أبو عبد الله للإعلام عن وجود السلفيين والمسلحين في مصياف، وأيضا بث الشائعات في قرى مصياف عن وجود مندسين في المدينة وتجييش وتشكيل (لجان شعبية) من أبناء القرى، للنيل منهم، والكثير الكثير من الأكاذيب والشائعات التي لا هدف لها إلا تخويف الأهالي وتقسيمهم، وزرع بذور التخوين ورفض الآخر بينهم».
وقال البيان إن منطقة مصياف، ريفا ومدينة، «عانت وتعاني من ممارسات السلطة منذ زمن طويل، من الإهمال الإداري والتنظيمي والمحسوبيات والفساد، إلى تفشي الفقر والبطالة بين أبنائها، إلى التضييق الأمني على جمعيات ومنظمات المجتمع المدني والأهلي». وأكد الموقعون على البيان أن «منطقة مصياف ليست إلا جزءا من الوطن، فما يسري على كل أنحاء الوطن يسري عليها». وأضافوا أن مصياف كانت وستبقى «منبعا للوطنيين والمثقفين والأحرار، وطالما كانت مثالا للتنوع الفكري والثقافي والسياسي، وفي هذه الظروف العصيبة التي يمر بها الوطن لا بد لأهل هذه المنطقة من قول كلمة حق تسجل للتاريخ، ولنصرة المظلوم». وختم البيان بالتأكيد على أن «الانصياع لمطالب الشعب ما هو إلا مدعاة فخر وعزة، كما أن تجاهل الشعب مدعاة للخزي والعار، والتاريخ لا يرحم أحدا».
ويشار إلى أن منطقة مصياف شديدة التنوع، حيث تتركز غالبية من السوريين من أبناء الطائفة العلوية إلى جانب المسيحيين والإسماعيليين والمسلمين السنة، عانت من التهميش والإهمال، فهذه المنطقة المعروفة بأنها أخرجت نخبة من المثقفين العلمانيين ذوي الاتجاهات اليسارية، ونخبة من العلويين الذين ناهضوا نظام حافظ الأسد، فكان نصيبهم من الاضطهاد أكثر من غيرهم، ومنهم من يتندر على ذلك بأنهم «دفعوا الثمن مضاعفا، لأنهم من الطائفة ولأنهم معارضة».
تقع مدينة مصياف التي يتجاوز عدد سكانها الأربعين ألف نسمة جنوب غربي مدينة حماه، على مسافة 48 كم، تحيط بها مجموعة جبال، وكان يطلق عليها اسم مصياد (لكثرة الصيد فيها) ويعتمد أهالي مدينة مصياف في معيشتهم على التجارة والوظائف العامة. كما يوجد فيها معمل كبير للأحذية، ومعمل صغير للسجاد، وقطع عسكرية للجيش السوري، ومركز تدريب عسكري لجيش التحرير الفلسطيني. أما القرى فتعتمد على زراعة الزيتون والتين والعنب والخضراوات. وفي الريف، نتيجة للفقر الشديد، توجهت أعداد من أبنائه للالتحاق بالجيش السوري، وزاد ذلك بعد تسلم البعث السلطة في سوريا.
إلى ذلك، خرجت مظاهرات ليلية في عدة مدن أول من أمس، أبرزها مظاهرة نسائية في دمشق وأكبرها في حماه. وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، لوكالة الصحافة الفرنسية «إن عدة مدن سورية شهدت مساء أمس (الأربعاء) مظاهرات ليلية، أبرزها في حماه، حيث تظاهر عشرات الآلاف». وأشار إلى أن «نحو 150 شخصا تظاهروا في حي الشيخ سعد في المزة وسط دمشق». وأضاف عبد الرحمن أن مظاهرات جرت «في حرستا والزبداني وجسرين وسقبا (ريف دمشق)، وفي حمص (وسط)، وفي إدلب وكفر نبل (ريف إدلب)، وفي اللاذقية (غرب)، وفي دير الزور (شرق)، والميادين (ريف دير الزور)، وفي الحراك والصنمين (ريف درعا)».
دبلوماسيون في دمشق: نشجع الجنرالات السوريين على التمرد
قالوا إن الانتفاضة قاعدتها واسعة ورجال أعمال وأئمة مساجد يؤيدونها والنظام منهك عسكريا وماليا * واشنطن : نزيد اتصالاتنا مع سوريين راغبين في التغيير
برازيليا – لندن: «الشرق الأوسط»
بينما قال بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة إنه أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس السوري بشار الأسد أمس طالبه فيه بوقف قتل الناس وبدء حوار قالت «رويترز» في تقرير من لندن إن الأسد يفقد نفوذه لصالح أقاربه المتشددين بينما قواته أنهكت وبدأت مصادر تمويله تنفد بينما تحصد الانتفاضة ضده تأييدا شعبيا ويزداد التمويل لها.
من جانبها أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أمس، أن الولايات المتحدة تزيد اتصالاتها داخل وخارج سوريا مع سوريين يسعون إلى التغيير السياسي في بلدهم. وذكرت المتحدثة باسم الخارجية فيكتوريا نولاند أمام الصحافيين بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما سبق وأن خير نظيره السوري بشار الأسد بين قيادة الإصلاح السياسي في بلاده وبين التخلي عن السلطة، مضيفة أن الأخير وكما يبدو جليا قد «اختار خيارا سلبيا».
ونددت المتحدثة بالقمع «المقيت» الذي يشنه الأسد ويستهدف المتظاهرين المطالبين برحيله، مشيرة إلى أن واشنطن تسعى مع حلفائها إلى عزل النظام السوري في الأمم المتحدة.
وقالت «نحن بدأنا أيضا بزيادة اتصالاتنا مع السوريين الشجعان الذين يدافعون عن التغيير وعن حقوقهم العالمية، سواء في داخل سوريا أم خارجها».
وكان بان كي مون يتحدث من برازيليا أمس وفقا لـ«رويترز» معربا عن أمله في أن تستطيع الأمم المتحدة أن تتحدث بصوت موحد إلى الرئيس السوري.
وقالت «رويترز» إن محللين ودبلوماسيين مقرهم سوريا يقولون إن المجتمع الدولي بدأ يخطط لسوريا من دون الأسد. ولكن هناك مخاطر انزلاق إلى حرب طائفية بينما يعتقد كل المراقبين أن الأسد سيقاتل حتى النهاية وقد يسعى إلى توسيع نطاق الأزمة إقليميا إلى لبنان وتركيا وإسرائيل.
وقال دبلوماسي غربي في دمشق إنه رغم كل القتل والتعذيب والاعتقالات خلال الأسابيع الماضية فإن الاحتجاجات مستمرة، وسيقاتل النظام حتى الموت ولكن الاستراتيجية الوحيدة التي يعرفونها هي قتل الناس وهو ما يؤجج الأزمة.
وقال الدبلوماسيون إن النظام في محاولته قمع الانتفاضة سحب قوات الأمن من كل ضواحي دمشق، ولكن كل مرة تتعامل فيها السلطات بشدة لقمع احتجاجات في مكان تنشب مظاهرات في مكان آخر. ويعتمد النظام في قمع الانتفاضة على قوتين رئيسيتين نخبويتين هما الفرقة الرابعة المدرعة والحرس الجمهوري إضافة إلى البوليس السري والميليشيا المشكلة من علويين.
وقال الدبلوماسي الذي كان يتحدث من دمشق إن تقييمنا أن النظام سيسقط في النهاية «وأمامهم بين 3 و6 أشهر من القدرات العسكرية لمواصلة حملتهم الحالية لكنهم لا يمكنهم الاستمرار في هذه الحملة إلى الأبد». وقال الدبلوماسي إن المجتمع الدولي يرى أن تحقق سوريا من دون الأسد يمكن أن يكون بانقلاب عسكري، وهناك عدة حكومات تشجع الجنرالات السوريين على التمرد. وأضاف نحاول عزله هو وعائلته ونتوجه إلى القادة العسكريين وأعضاء الحكومة على الوقوف ضده.
وأضاف الدبلوماسي أنه مع وتيرة الانتفاضة نعتقد أننا وصلنا إلى نقطة اللاعودة، بينما يعتقد محللون آخرون أن الاقتصاد السوري في حالة شلل والحكومة بدأت مواردها تنضب بما أدى إلى اللجوء إلى الدائرة الضيقة لتقديم التمويل وهو ما يضعف الأسد. وقال أحد الدبلوماسيين إن رامي مخلوف الذي يكرهه المتظاهرون أودع مؤخرا في البنك المركزي مليار ليرة من أجل استقرار الليرة السورية. وأضاف أنه عندما يصلون إلى نقطة عدم القدرة على دفع الرواتب إلى البيروقراطيين والعسكريين والشرطة والميليشيات ستصبح الأزمة كالبالون وينهار النظام، فهذا قطار يخرج عن القضبان. وهناك مظاهر على على نضوب الموارد وتفكك الولاء. ويشير الدبلوماسيون إلى انتشار الانتفاضة وخروج مظاهرات يومية في دمشق بينما أكدوا أن حمام الدم في جسر الشغور نتج عن تمرد نحو 50 عسكريا بينهم ضباط متوسطو الرتب. وأشار الدبلوماسيون حسب «رويترز» إلى أن الانتفاضة التي دخلت شهرها الثالث أثبتت أنها تنمو وأكثر تعقيدا وتلقى تأييدا واسعا من المجتمع، فهي ليست انتفاضة الرجل الفقير وهناك تخويل مهم لها من رجال العمال السوريين والطبقات العليا وهم يقدمون التمويل لأجهزة الهاتف المربوطة بالأقمار الصناعية والطعام والكاميرات والمستلزمات الطبية. وأشاروا إلى أن الانتفاضة لها قاعدة عريضة ليست فقط من الشباب ولكن أيضا أئمة المساجد ورجال الأعمال وحتى من الأعضاء السابقين في حزب البعث.
تصاعد الجدل حول ماهر الأسد ودور الفرقة الرابعة
لواء ينفي دخول الفرقة الرابعة جسر الشغور
لندن «الشرق الأوسط»
في الوقت الذي يواجه فيه الرئيس السوري، بشار الأسد، حركة احتجاجية تطالب بإسقاط نظامه، يكثر الحديث عن دور محوري يقوم به شقيقه ماهر في عمليات قمع المحتجين, وكثر الجدل حول الفرقة الرابعة من الجيش النظامي، التي يترأسها ماهر الأسد، والتي يعتبرها ناشطون في المعارضة السورية، حسب صحيفة «غاريان»، تعمل بشكل منفصل. كما تتوقع المعارضة أن يتم تعويض الرئيس بجنرال أو جنرالات من الجيش النظامي، وعلى عكس الوضع في ليبيا، لم تكن هناك أي انشقاقات معروفة في صفوف كبار الجيش أو غيرها من فروع قوات الأمن، ومع ذلك وردت تقارير موثوق بها من صغار الضباط والمجندين، والمستمدة أساسا من الأغلبية السنية، تجلت خاصة من الذين رفضوا فتح النار على المتظاهرين، تعتبر أن الانشقاق وشيك، وهي مسألة وقت فحسب، كما ورد في صحيفة «غارديان» البريطانية.
ونفى مدير الإدارة السياسية في الجيش السوري، اللواء رياض حداد، مشاركة الفرقة الرابعة بأي مهمة في مدينة جسر الشغور، وقال في تصريح خص به قناة «المنار» اللبنانية التابعة لحزب الله: «إن الفرقة الرابعة لم تكلف بأي مهمة في جسر الشغور»، نافيا ما يشاع عن ضلوع الفرقة الرابعة من الجيش، التي هي بإمرة ماهر الأسد، في تنفيذ عمليات القمع في مدينة جسر الشغور، وأكد اللواء حداد أن «الجيش والقوات المسلحة مؤسسة متماسكة، وهي المنوط بها القضاء على المؤامرة وتطهير سوريا من المجموعات المسلحة».
وأعاد حداد البطء في المعالجة السياسية إلى حرص «القائد الأعلى للقوات المسلحة، الرئيس بشار الأسد، على دماء الأهالي وسلامة السكان»، كما اعتبر تحرك القوات السورية نحو منطقة البوكمال «إجراء استباقيا»، كاشفا أن المجموعات المسلحة تحاول تكرار السيناريو نفسه الذي اعتمدته في جسر الشغور في منطقة خان شيخون ومعرة النعمان، وأكد أن الجيش «عازم على تطهير المنطقة من الإرهابيين».
لكن على الرغم من هذه التصريحات التي أدلى بها اللواء الحداد، تتجه أصابع الاتهام إلى ماهر الأسد، الذي يترأس الفرقة الرابعة، ويعد ماهر الأسد (43 عاما)، وهو ضابط في الجيش برتبة عقيد، أحد أركان النظام وقائد الحرس الجمهوري، إضافة إلى الفرقة الرابعة العالية التدريب والتجهيز.
وقد درس الهندسة الميكانيكية قبل التحاقه بالجيش، وهو متزوج من منال جدعان من منطقة دير الزور شرق البلاد. وذاع صيت ماهر الأسد أكثر فأكثر مع الحركة الاحتجاجية التي لم يسبق لها مثيل في سوريا، والتي يجري التعامل معها بعنف شديد من جانب السلطات منذ اندلاعها في الخامس عشر من مارس (آذار).
ويرى محللون أن دور ماهر يزداد تعاظما منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية، بعد الدور الذي قامت به قواته في قمع المظاهرات.
وكان رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، اتهم ماهر الأسد في مقابلة تلفزيونية بمعاملة المحتجين بطريقة «غير إنسانية».
ويرى محلل سياسي من العاصمة دمشق، لم يشأ الإفصاح عن اسمه نظرا لحساسية الموضوع، أنه حسب وكالة الأنباء الفرنسية فإن «المعلومات الواردة تشير إلى أن ماهر يقوم بالدور المحوري في عمليات القمع».
ويضيف لوكالة الصحافة الفرنسية: «أعتقد أن هذا الأمر يشير إلى أن العائلة الحاكمة تقاتل لبقائها، وهي مستعدة لسحق المجتمع السوري في سبيل أهدافها». ويتابع المحلل: «ماهر الأسد هو الرمز الأبرز لهذه المعركة».
والشهر الماضي، أدرج اسم ماهر الأسد ضمن لائحة تضم 13 من الشخصيات المقربة من الرئيس السوري، فرضت عليها عقوبات من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا.
وقال الخبير في الشؤون السورية والأستاذ في جامعة أوكلاهوما، جاشوا لاندس، في حديثه لـ«فرانس برس»: «بشار الأسد هو القائد، أي الوجه الرسمي الباسم، أما ماهر فهو القبضة المنفذة للنظام».
ويضيف أن «ماهر شديد التأثير اليوم، بما أن النظام يحافظ على نفسه من خلال العمليات العسكرية، فإن ماهر هو الذي يدير الدفة».
ويرى المحللون أنه من الصعب القول ما إذا كان هذا الصيت الذي يكتسبه ماهر الأسد صحيحا، أم أن النظام يسعى إلى ترويج ذلك ليحافظ على صورة بشار كرجل إصلاح ويقول لانديس: «أدرك حافظ الأسد أن الولاء الشخصي، العائلي والمناطقي والطائفي، هو أساس الاستقرار».
ويضيف: «النظام السوري يشبه إلى حد بعيد الشركات العائلية، وعلى هذا الأساس يجري تقسيم المهام».
لكن على الرغم من كل ذلك، يبقى الحديث عن التحكم الشامل لماهر الأسد في كل العمليات العسكرية، الجارية من أقصى سوريا إلى أقصاها، مجرد تكهنات واستنتاجات، لا سيما في ظل عدم توفر أي معلومات رسمية حول تفاصيل التحرك الميداني، وفي ظل منع وسائل الإعلام العربية والأجنبية من العمل.
ويقول المحلل المقيم في دمشق: «نظريا، يفترض بالقوات التي يقودها ماهر الأسد أن تحمي العاصمة السورية ومحيطها، اللذين لم يعودا بمنأى تماما عن عمليات الاحتجاج، وخصوصا حماية الرئيس السوري، لا أن تنتشر في طول البلاد وعرضها».
ضابط سوري جديد يعلن انشقاقه وانضمامه للثورة
وكالة أنباء «الأناضول»: هروب ضابط ومعه 4 جنود إلى تركيا
لندن: «الشرق الأوسط»
توالت الانشقاقات داخل الجيش السوري، فقد أعلن أمس نقيب جديد انشقاقه وانضمامه إلى الثورة السورية. وقال النقيب إبراهيم منير مجبور في شريط تم تحميله على موقع «يوتيوب» أمس: «لأننا أقسمنا في الكلية الحربية اليمين على توجيه السلاح في وجه العدو في المناطق المحتلة وحماية حدودنا، وليس في وجه شعبنا الأعزل وقتل الأطفال والمدنيين، أعلن انشقاقي عن الجيش والقوات المسلحة وانضمامي إلى الثورة السورية السلمية».
وعرف عن نفسه بأنه من «مرتبات الفرقة الرابعة عشرة، قوات خاصة، الفوج 556، قائد سرية مدفعية صاروخية. وأظهر هويته على الشاشة. واتهم السلطات السورية بمحاولة توريط الجيش في «قمع المظاهرات والاحتجاجات السلمية المطالبة بالحرية وإسقاط النظام، وفي الدخول إلى المدن الآمنة وقتل المدنيين العزل والأطفال وترهيب الأهالي». وأضاف أن هناك محاولات أيضا لتوريطهم «بحماية الشبيحة وإعطاء الشرعية لعصابات آل الأسد في قتل المدنيين واغتصاب السلطة لأكثر من 47 عاما».
وتحدث عن «قيام القوى الأمنية بمداهمة المنازل الآمنة في مدينة جسر الشغور وسرقتها ونهب المحلات التجارية».
وأعلن باسمه، وباسم أهالي مدينة جسر الشغور وقراها «خلو هذه المنطقة من أي عصابات مسلحة إجرامية أو تخريبية في الماضي والحاضر». وناشد المسؤولين السوريين «الأحرار» العمل على سحب الجيش من المدن السورية ومن جسر الشغور. وأضاف: «باسمي وباسم أهالي مدينة جسر الشغور، أذكر بأننا لم نطالب السلطات السورية بدخول الجيش إلى مدينتنا الآمنة».
وناشد «ضباط الجيش السوري الأحرار الانشقاق والالتحاق بصفوف الثورة السورية السلمية لإعطاء عدم الشرعية لعمليات القتل التي يقوم بها النظام ضد الشعب السوري الآمن».
وجاء ذلك في وقت ذكرت فيه وكالة أنباء «الأناضول» التركية أن ضابطا برتبة مقدم ومعه أربعة جنود هربوا مساء أول من أمس إلى تركيا عبر الحدود مع سوريا امتناعا عن أداء الخدمة العسكرية بسبب العنف الذي يمارسه الجيش تجاه المدنيين. وأشارت تقارير سابقة إلى وجود هاربين من الجيش السوري ورجال من الشرطة السورية بين اللاجئين السوريين الذين اتخذوا من خيام الهلال الأحمر التركي مأوى لهم. وحسب هذه التقارير فإن هؤلاء الفارين من الخدمة رفضوا المشاركة في عمليات النظام السوري ضد معارضيه.
وقبل يومين نشر موقع «أوغاريت» الإخباري السوري المعارض، مقطع فيديو لجنود منشقين، وتبدو في الشريط آليات عسكرية عليها جنود يهتفون: «الشعب والجيش إيد واحدة». كذلك نقلت في اليوم نفسه وكالة الصحافة الفرنسية عن رجل عرف نفسه على أنه مقدم في الجيش السوري، وجود خلافات في صفوف الجيش.
الاتحاد الأوروبي يستعد لتوسيع نطاق العقوبات ضد سوريا
بعد مجموعتي عقوبات استهدفت عددا من أركان النظام ورئيسه
بدأ الاتحاد الأوروبي، أمس، التحضير لاتخاذ خطوات جديدة في إطار تشديد عقوباته على سوريا، قد تستهدف، هذه المرة، شركات مرتبطة بالنظام السوري الذي يتزعمه حافظ الأسد وبأشخاص جدد من محيطه.
وقال دبلوماسي أوروبي لوكالة الصحافة الفرنسية، إن مجموعة خبراء من الدول الـ27 أعضاء الاتحاد الأوروبي، باشرت في بروكسل، منذ أمس، العمل «استعدادا لتوسيع نطاق العقوبات على سوريا». وأوضح الدبلوماسي أن الهدف هو الانتقال إلى «درجة جديدة» بعد مجموعتي عقوبات استهدفت عددا من أركان النظام ثم الرئيس السوري نفسه.
وقال دبلوماسي أوروبي آخر إن الخبراء «يبحثون في أسماء وشركات» يمكن إدراجها على قائمة جديدة من العقوبات. ولفت الدبلوماسي إلى أنه «من غير المؤكد» أن تكون القائمة جاهزة في الوقت المناسب لإقرارها خلال اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين الاثنين المقبل في لوكسمبورغ، إلا أنها قد يتم إقرارها على هامش قمة لرؤساء الدول والحكومات الخميس والجمعة المقبلين في بروكسل.
وتتأثر المناقشات الأوروبية، على الأرجح، بتطور المفاوضات الجارية في الأمم المتحدة، حيث يسعى الأوروبيون والأميركيون، منذ أكثر من أسبوعين، لاستصدار إدانة للقمع الدامي للاحتجاجات في سوريا، من مجلس الأمن الدولي، غير أنهم يصطدمون بتمنع عدد من شركائهم وفي طليعتهم روسيا والصين.
وقد قدمت بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال مشروع قرار يصف القمع في سوريا، الذي أوقع أكثر من 1200 قتيل حتى الآن، بحسب منظمات غير حكومية، بأنه جريمة ضد الإنسانية.
وكان وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبيه، قد أعلن أول من أمس أن الدول التي أعدت مشروع قرار في الأمم المتحدة يدين القمع في سوريا، لن تجازف بطرحه على التصويت، قبل أن تضمن توافر «غالبية كافية» لصالحه، موضحا أنه ما زال يتعين إقناع جنوب أفريقيا والهند والبرازيل.
من جهتها، أعلنت موسكو وبكين معارضتهما لأي تدخل أجنبي في الاضطرابات الجارية في الدول العربية، في الوقت الذي يسعى فيه الغربيون للحصول على دعم البلدين لتشديد الضغوط على سوريا، كما جاء في بيان صدر الخميس خلال زيارة للرئيس الصيني هو جينتاو قام بها إلى روسيا. ومما جاء في البيان، الذي حمل توقيع هو جينتاو ونظيره الروسي ديمتري ميدفيديف، إنه «في وسع الأسرة الدولية تقديم مساعدة بناءة لمنع تدهور الوضع، غير أنه ينبغي ألا تتدخل أي قوة خارجية في الشؤون الداخلية لدول المنطقة». وأضاف البيان أن «الأطراف تدعو إلى تسوية النزاعات بالسبل السلمية».
وقاطعت روسيا والصين اجتماعا على مستوى خبراء في مجلس الأمن الدولي في نهاية الأسبوع، لبحث مشروع قرار يدين القمع الدموي في سوريا. وتعارض الدولتان اللتان تتمتعان بحق النقض (الفيتو) تبني مجلس الأمن قرارا ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
إلى ذلك، جدد مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، أول من أمس، مطالبته سوريا بالسماح لبعثة دولية بدخول أراضيها للتحقيق حول انتهاكات حقوق الإنسان فيها، وذلك بعد ثلاثة أشهر من بدء الحركة الاحتجاجية ضد نظام دمشق. وقال ممثل كندا، الذي تحدث باسم 54 بلدا «نجدد دعوتنا سوريا إلى السماح فورا لبعثة المفوضية العليا» بدخول أراضيها بغية إجراء «تحقيق من دون معوقات، يحدد الظروف التي تحيط بانتهاكات للقانون الدولي على صعيد حقوق الإنسان».
وكان مجلس حقوق الإنسان طالب بفتح تحقيق حول القمع الدامي في سوريا خلال التئامه في دورة خاصة في 29 أبريل (نيسان) الماضي. ومنذ ذلك الوقت، طالبت المفوضة العليا لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، مرارا، بالسماح بدخول سوريا، لكن السلطات السورية ظلت ترفض ذلك.
ومع رفض نظام الرئيس بشار الأسد السماح لفرق إنسانية ومجموعات حقوقية بدخول سوريا، وصل خبراء من المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان الثلاثاء الماضي إلى محافظة هاتاي التركية، التي يفر إليها لاجئون سوريون.
وتحدث البيان المشترك الذي تلاه ممثل كندا عن «تقارير يومية ذات صدقية لمراقبين عن جرائم واعتقالات تعسفية وتعذيب رجال ونساء وأطفال». وأضاف البيان «ينبغي التحقق من هذه التقارير في شكل مستقل». وحض المجلس دمشق «على فتح تحقيق محايد وذي صدقية»، وإحالة المسؤولين «عن هذه الانتهاكات إلى القضاء». ودعت بيلاي دمشق إلى «وقف هذا الاعتداء على شعبها»، وقالت أيضا «أذكر السلطات السورية بأن انتهاكات القانون الدولي تشكل جرائم خطيرة تجب محاسبة مرتكبيها».
تركيا قدمت لتركماني 5 بنود ضرورية كمدخل لحل الأزمة
مستشار رئيس الوزراء التركي أكد أن بلاده تعتزم تصعيد الضغوط على النظام السوري من أجل التوصل إلى حل
إسطنبول: ثائر عباس
بدأت أنقرة أمس رسم معالم خطواتها النهائية فيما يتعلق بالأزمة السورية، بعد تزايد المؤشرات على وجود سيناريو تركي باعتماد منطقة عازلة في الأراضي السورية في حال تطورت الأمور في سوريا نحو اشتباكات أوسع وموجات هجرة باتجاه أراضيها، في حين أكدت مصادر تركية أن أنقرة بدأت إجراءات أمنية على طول الحدود مع سوريا تتضمن وضع أسلاك شائكة، ونشر عناصر من الشرطة والجيش في خطوة لم تتضح معالمها بعد، لكنها تتقاطع مع معلومات غير رسمية عن نية أنقرة وضع حاجز عددي لما قد تستقبله من لاجئين سوريين.
وقد كثفت القيادة التركية من نشاطها فيما يتعلق بالأزمة السورية مع انعقاد اجتماع السفراء الأتراك الـ31 مع القيادة الأمنية والعسكرية، بهدف الوقوف على نصائحهم حول كيفية التعامل مع الأزمة، علما بأن هؤلاء السفراء أتوا من دول الشرق الأوسط، ومن الدول الكبرى في مجلس الأمن، بالإضافة إلى ممثل تركيا في حلف الناتو.
وكان اجتماع حصل بين وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ومستشار رئيس الوزراء فيردون سنترال أوغلو، وسفيري تركيا في دمشق عمر أونهون، وبيروت سليمان أوزيلدر، خصص لبحث الملفات التي ستطرح مع الموفد السوري. وقالت مصادر تركية إن أنقرة رفضت عرضا تقدم به التركماني الذي قال إن بلاده تود عودة جميع السوريين إلى بيوتهم «بعدما انتهت الأسباب التي أدت بهم إلى المغادرة»، واعدا بالعمل على ضمان عدم التعرض إليهم أو ملاحقتهم قانونيا. وأتى الجواب التركي بأن السوريين الموجودين على أراضيها هم «ضيوف مرحب بهم»، وأنهم أتوا بقرار ذاتي منهم، ويعودون بالطريقة نفسها، مشددا على أن تركيا لن تجبر أي شخص على القيام بما يخالف إرادته. وفيما نقل عن مستشار الرئيس السوري حسن تركماني «ارتياحه الشديد لنتائج محادثاته التي استمرت نحو 4 ساعات مع رئيس الوزراء التركي»، قالت مصادر قريبة منه إن محادثاته «كانت ناجحة، وإن نتائج عملية سوف تظهر على الأرض في شأن التعامل التركي مع ملف اللاجئين.
أما المصادر التركية، فقد أكدت أن أردوغان قدم للتركماني لائحة من 5 بنود ترى تركيا ضرورة تنفيذها كمدخل لأي حل للأزمة، وهي:
1 – وقف العمليات العسكرية.
2 – إعادة الأمن والاستقرار إلى المناطق التي تعرضت لعمليات عسكرية وسحب القوات العسكرية منها.
3 – الاستماع إلى المعارضة.
4 – إعلان جدول رسمي للإصلاحات التي تحدث عنها النظام.
5 – تطبيق القوانين المدنية (تطبيق قرار رفع حالة الطوارئ).
إلى ذلك، تواصل الكلام عن «إنشاء منطقة عازلة»، وقال الكاتب محمد علي برند، المعروف بقربه من المؤسسة العسكرية التركية، في مقال نشر في عدة صحف تركية في الوقت نفسه، إن أنقرة تفقد تدريجيا الأمل وتنأى بنفسها عن الرئيس السوري بشار الأسد، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء مع كل تصريح يدلي به يرفع من جرعة تحذيراته، وعلى الرغم من أنه لم يتم إحراق كل الجسور (مع القيادة السورية)، فإن الاعتقاد السائد هو أن الأسد لن يكون قادرا على حل الوضع بسهولة. ونقل برند عن صناع القرار النهائي بشأن كيفية عرض الموضوع بوضوح، خطورة الوضع، وأن أسوأ السيناريوهات بالنسبة إلى أنقرة هو أن تتوسع الاحتجاجات لتشمل حلب ودمشق، وأن يقوم النظام بقمعها. ومعنى هذا أن الأسد يستخدم كل قوته العسكرية، فيتحول النزاع الداخلي بسرعة إلى اشتباك بين السنة والعلويين. ويحصل نتيجة لهذا، تدفق عشرات الآلاف من السنة السوريين إلى تركيا. ونقل برند عن مسؤول تحدث إليه قوله «إن تركيا فتحت أراضيها في الوقت الراهن، ولكن عندما يصل هذا الرقم إلى نقطة لا نستطيع التعامل معها بعد ذلك، فسيكون علينا إغلاق الحدود». وأضاف «نحن نود أن نغلق الحدود، ولكن لا يمكننا أن ندير ظهورنا لا للسنة ولا للعلويين، فلا يكون أمامنا إلا تشكيل منطقة أمنية أو منطقة عازلة داخل الأراضي السورية»، مؤكدا أن هذا القرار نوقش في اجتماع كبير عقد في أنقرة مؤخرا.
وأوضح أن الاجتماعات العسكرية والمدنية حول المنطقة العازلة وغيرها من التدابير، التي يتعين اتخاذها في الأيام الأخيرة، ازدادت في أنقرة، والعنصر الأكثر ترويعا في جدول الأعمال هو تشكيل منطقة أمنية داخل الأراضي السورية التي تنطوي على مخاطر كثيرة جدا، ويمكن إسقاط التوازن.
وبرر المسؤول التركي كلامه بأنه «إذا كان البلد غير قادر على حل النزاع الداخلي أو تهدئة القتال، وعلى العكس من ذلك، التحول إلى مستويات مثل الحرب الأهلية، فسيتم تدخل القوى الأجنبية في شؤونه بالتأكيد»، مذكرا بعض الذين يتحدثون عن حقوق الإنسان وقواعد الأمم المتحدة، بـ«التوازنات الإقليمية»، قائلا «نحن نعد سيناريوهات عدة باسم حماية الشعب السوري، على أساس أننا نخشى من خطر حدوث تدفق كبير للاجئين».
إلى ذلك، قال مستشار رئيس الوزراء التركي نبيه أفشي «إن بلاده تعتزم تصعيد الضغوط على النظام السوري من أجل التوصل إلى حل سلمي للاضطرابات الجارية هناك». وأضاف «نحاول أن نقنع الجانب السوري بأن يطرح خيارات متعقلة». وشدد أفشي على أن بلاده لا تعتزم المشاركة في عمليات عسكرية في الجارة سوريا، قائلا «ليس هذا موضوعا مطروحا على أجندة الحكومة التركية».
وأشار أفشي إلى أن أردوغان طالب نظام الرئيس السوري بشار الأسد بإنهاء الأعمال الوحشية والتصرفات غير الإنسانية لقواته، مضيفا «غير أن رد فعل النظام السوري كان للأسف مخيبا للآمال». وقال «لدينا اتصالات وثيقة جدا بالنظام السوري»، مضيفا أن تركيا تقدم عبر محادثات سرية مع ممثلين عن النظام السوري، اقتراحات عملية بشأن الإصلاحات الضرورية للنظام «ولا يمكن الحديث عن قضايا لها مثل هذا الثقل النفسي علنا».
من جهته، أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، أمس، أن بلاده قررت تقديم مساعدة إنسانية لآلاف السوريين المحتشدين على خط الحدود السورية – التركية.
وقال داود أوغلو للصحافيين في أنقرة «هناك حاليا أكثر من 10 آلاف شخص قبالة حدودنا خلف الأسلاك الشائكة.. قررنا مساعدة أشقائنا السوريين لتأمين حاجاتهم الغذائية العاجلة».
وأضاف غداة زيارته إلى مخيمات اللاجئين التي جهزها الهلال الأحمر التركي، في محافظة هاتاي جنوب تركيا، أنه «سيتم تقديم مساعدة إنسانية لهم»، وأشار الوزير التركي إلى أن أنقرة أبلغت سوريا بهذا القرار.
وقال داود أوغلو «لقد رأيت بوضوح الخوف في عيون الناس الذين التقيتهم (في المخيمات)، ويجب فهم الوضع الذي تمر به امرأة في السبعين من العمر غادرت منزلها بمفردها هربا من العنف».
وجدد داود أوغلو، الذي كان يتحدث خلال اجتماع للسفراء الأتراك في البلدان العربية وفي عواصم أخرى، استدعتهم أنقرة للتحدث خصوصا في الأزمة السورية، دعوته النظام السوري «لبدء العمل بإصلاحات طارئة» لإنهاء العنف في البلاد، ووقف تدفق اللاجئين إلى تركيا.
ولفت الوزير النظر إلى أنه «يؤمن بصدقية» إدارة الرئيس السوري بشار الأسد. إلا أنه أشار إلى ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة فورا لإقناع الشعب السوري والمجتمع الدولي بأن مطالبهم ستلبى.
وقال داود أوغلو بحسب الوكالة «لقد شرحت لتركماني أننا نريد الازدهار والديمقراطية وحقوق الإنسان لتركيا كما نريدها لسوريا، ونعتبر أن استقرار سوريا مهم جدا».
وأضاف الوزير التركي أن المبعوث السوري أكد أن النظام في دمشق مصمم على المضي قدما بالإصلاحات الموعودة «مهما كلف الأمر»، مشيرا إلى أن وزارته تعمل على وضع جدول زمني لجولة إقليمية لأردوغان في الشرق الأوسط.
اعتقال المئات واستمرار نزوح السكان
تظاهرة الجمعة بسوريا والجيش يجتاح
دعا ناشطون سوريون إلى مظاهرات اليوم الجمعة أطلقوا عليها اسم الشيخ صالح العلي وهو أحد قادة المقاومة ضد الانتداب الفرنسي.
يأتي ذلك بينما واصل الجيش السوري الخميس عملياته العسكرية في منطقة جسر الشغور ومعرة النعمان بمحافظة إدلب شمال غرب سوريا، واعتقل المئات، وسط استمرار فرار السكان إلى تركيا.
وذكرت وكالة رويترز نقلا عن شهود عيان, أن القوات السورية بدأت بإنزال قوات بالمروحيات على مشارف مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب شمال البلاد.
وقال سكان إن القوات السورية ألقت القبض على مئات الأشخاص في قرى قريبة من جسر الشغور بعد هجوم شنته على البلدة يوم الأحد، وإنها تتحرك الآن في اتجاه معرة النعمان.
وكان الجيش السوري نشر قواته على مداخل مدينة خان شيخون التابعة لمحافظة إدلب شمال غرب البلاد مع استمرار الحملة العسكرية والأمنية التي بدأها في المحافظة، حيث نقلت وكالة رويترز عن شهود عيان أن القوات السورية تطلق النار بشكل عشوائي على مشارف بلدة معرة النعمان بنفس المحافظة.
وقال ناشط سوري فر إلى بيروت لوكالة الأنباء الألمانية إن ما يتراوح بين ستة آلاف وسبعة آلاف شخص “اعتقلوا عشوائيا” في الأسبوع الماضي فقط.
وقال شاهدان إن قوات الأمن أطلقت النار على محتجين في معرة النعمان، حيث هتف نحو مائة متظاهر مطالبين بسقوط الرئيس السوري بشار الأسد.
وكانت صحيفة الوطن الموالية للحكومة ذكرت أن الجيش يستعد للقيام بعمليات أمنية “محدودة” في مدينتي معرة النعمان وجبل الزاوية الواقعتين بمحافظة إدلب.
أضرار
وقد أظهرت صور بثتها وكالات الأنباء لمدينة جسر الشغور -التي أعلنت الحكومة السورية أن الجيش طهرها ممن سمتها العناصر المسلحة- الأضرار الواضحة التي خلفتها الحملة العسكرية على المدينة.
وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن العملية العسكرية أعادت الأمن إلى المنطقة وإن الآلاف بدؤوا العودة إليها، لكن مسؤولين أتراكا قالوا إن ثمانية آلاف وخمسمائة سوري معظمهم من جسر الشغور لجؤوا إليها.
وقالت مصادر للجزيرة إن عناصر من “الشبيحة” التابعين للنظام السوري قتلوا يوم الأربعاء أربعة أشخاص كانوا في سيارة مدنية في قرية النزارية التابعة لمدينة القصير جنوب مدينة حمص.
وأضافت المصادر أن السلطات سلمت عائلتي اثنين من القتلى جثمانيهما وتم تشييعهما في القرية، بينما تواصل السلطات احتجاز جثمان قتيل ثالث. وقد ردد المشيعون شعارات تندد بالنظام السوري.
وقال شهود عيان في ضاحية حرستا المحافظة قرب العاصمة دمشق إن قوات الأمن أطلقت الذخيرة الحية لتفريق نحو 200 امرأة كن يتظاهرن للمطالبة بالإفراج عن أزواجهن وأقارب لهن ألقت قوات الأمن السورية القبض عليهم في حملة اعتقالات تستهدف إخماد الاحتجاجات المتواصلة منذ ثلاثة أشهر.
وقال شاهد عيان “كن يحملن لافتات تقول أين زوجي وأين أخي وصور المعتقلين ولم يصب أحد بسوء، ولكن لم تمض عشر دقائق حتى فتحوا النار على المظاهرة”.
اللاجئون
ودفعت العمليات العسكرية العديد من السكان إلى فرار نحو الأراضي التركية، وقال أحد السكان إن البعض اضطر للبقاء في معرة النعمان لأن الموالين للأسد “سيقتحمون بيوتنا ويسرقون كل شيء إذا تركها أصحابها”.
وقال سكان في معرة النعمان إن آلاف الأشخاص اتجهوا إلى حلب وإلى تركيا لترتفع أعداد الوافدين الذين فروا تحسبا لهجوم عسكري على جسر الشغور.
وقالت وكالة الأنباء السورية الحكومية يوم الأربعاء إن آلاف الأشخاص عادوا إلى جسر الشغور، لكن مسؤولين أتراكا قالوا إن 8900 سوري أغلبهم من البلدة ما زالوا في تركيا التي أعدت مخيما رابعا للاجئين على حدودها.
وأكد لاجئون أنه لم تحدث حركة عودة كبيرة وأن عشرة آلاف آخرين موجودون داخل سوريا بالقرب من الحدود.
وأشارت وكالة أنباء الأناضول إلى أن من بين الفارين الذين يبحثون عن مأوى في الأراضي التركية جنودا وعناصر من الشرطة رفيعي المستوى.
وقال اثنان من العسكريين المنشقين فروا إلى تركيا إن الجيش منع الإجازات منذ ثلاثة أشهر، ويقيد وصولهم إلى عائلاتهم في المناطق التي تجري فيها العمليات العسكرية.
بعد كل هذه الدماء لن يقبل السوريون أقل من الديمقراطية
استهل روبن ياسين كساب مقاله في صحيفة غارديان البريطانية بأنه بعد كل هذه الدماء التي أُهريقت في سوريا “لا عودة إلى الوراء” وبأن معظم السوريين لم يكونوا يريدون تغيير النظام إلى أن فتحت الدولة النار عليهم وأنهم الآن لن يرضوا بأقل من الديمقراطية.
وقال الكاتب إن سوريا قبل يناير/ كانون الثاني الماضي كانت تبدو كأنها تنتمي إلى السعودية ودول الخليجية الأخرى وأبعد الدول المرشحة لاحتمال أن تقوم فيها ثورة. ولو كان الرئيس بشار الأسد قد خاض انتخابات حقيقية ربما كان قد فاز.
ويضيف الكاتب أنه من الصعب اليوم تذكر أن معظم السوريين وثقوا بالفعل في النظام لضمان الأمن ومواصلة سياسة خارجية قومية يشوبها الغموض. لكنها الرغبة في الأمن والخوف الرهيب من فوضى على غرار العراق هي التي جعلت جزءا من المجتمع السوري موالين للنظام حتى الآن.
غارديان
ورغم إلهام ثورتي تونس ومصر لهم فإن معظم المحتجين في سوريا لم يكن هدفهم -حسب الكاتب- تغيير النظام. فقد كانت المظاهرة الأولى في قلب الحي التجاري بدمشق ردا على وحشية الشرطة وهذه انتهت بسلام. لكن عندما احتجت مدينة درعا على اعتقال تلاميذ المدارس سفك النظام الدماء وهذا ما جعل الجموع الغاضبة في أنحاء البلد تخرج إلى الشوارع وتُجابه بعنف أكبر، ورغم ذلك تكاثرت الحشود وبدأت حلقة مفرغة. وخرجت كل ذرائع الاستخبارات والقوميين من الحكومة لتكشف عن جوهرها المظلم والعدواني.
أسوأ من ذلك -يقول الكاتب- فقد تحدث الرئيس عن إصلاحات تنهي حالة الطوارئ في البلاد وتلغي محاكم أمن الدولة المقيتة. وحتى وهو يتحدث عن ذلك كان التقتيل في تزايد ولم تكن هناك طريقة أوضح من هذه لتدمير مصداقيته. وقد دمرت قصص سيل الرعب الجارف، من تعذيب الأطفال حتى الموت وقتل النساء وقصف المناطق السكنية، شرعية النظام.
غباء الدولة
وقال كساب إن غباء الدولة المذهل يشير إلى وجود حالة من الهلع أو شقاق في الدائرة الداخلية التي يقودها بشكل صوري على الأرجح الرئيس بشار. ويتجادل السوريون حول من يشكل البنية الفعلية للنظام هل هم آل الأسد أم آل مخلوف (عائلة أم بشار).
ويضيف أن قادة سوريا يستطيعون الاعتماد على تأييد من الحرس الجمهوري والصفوف العليا في الجيش. ومع ذلك فإن الانشقاقات في الصفوف الدنيا والمتوسطة من الجيش ستزداد كلما سعى النظام لسحق الأقاليم.
ويرى الكاتب أن هناك خارطة طريق لنهاية سعيدة. فلجان التنسيق المحلية من القاعدة الشعبية تطالب باستقالة الرئيس فورا وإقامة مجلس مدني وعسكري مشترك لمراقبة فترة انتقالية مدتها ستة أشهر وصولا إلى ديمقراطية تعددية.
وعلق بأنه إذا بدأت الفترة الانتقالية اليوم فمن الممكن أن تنجح، لكن فرص رضوخ النظام عن طيب خاطر ستكون أقرب إلى الصفر. وهذا يعني اتساع الفوضى.
وأشار كساب إلى أنه رغم تاريخ سوريا المعقد وأساليب فرّق تسد التي يتبعها النظام فإن نشوب حرب طائفية يبدو غير مرجح. كما أن تدخلا غربيا سيكون بعيد الاحتمال -حيث إن حلف شمال الأطلسي منتشر أكثر من اللازم وأي مغامرة في سوريا تتطلب تعهدا بحرب إقليمية محتملة- ولن يكون محل ترحيب من قبل السوريين بأية حال. كما أن التدخل في العراق أدى إلى حرب أهلية.
وختم الكاتب بالقول إنه من السهل تخيل وجود صفقة سعودية مع ضباط سنة والإخوان المسلمين ونظام إسلامي معتدل، ديمقراطي جزئيا. ويقوم هؤلاء بإعداد برامج اجتماعية مروضة وتحرر اقتصادي غير مقيد والتصرف بصورة سلبية تجاه موضوع مرتفعات الجولان المحتلة.
ويمضي إلى القول إن إسرائيل والغرب قد تدعمان هذه الحصيلة ضمنا لأن قيام ديمقراطية حقيقية في سوريا بجانب ديمقراطية مصرية حقيقية سيشكل أكبر تحدّ يمكن تخيله أمام قهر إسرائيل للفلسطينيين. لكنه يقول إنه من غير المرجح أن يقبل السوريون بهذه الصفقة بعد التضحيات وكل هذه الدماء.
غارديان
جرحى بمظاهرات جديدة بسوريا
جرح عدة سوريين عندما أطلقت قوات الأمن النار لتفريق مظاهرتين في مدينة بانياس الساحلية، في حين خرجت مظاهرات أخرى في أنحاء متفرقة من سوريا في إطار ما سماه ناشطون “جمعة الشيخ صالح العلي”, وهو أحد قادة المقاومة ضد الانتداب الفرنسي. يأتي ذلك في وقت بدأت فيه القوات السورية إنزال قوات بالمروحيات على مشارف معرة النعمان في محافظة إدلب بشمال البلاد.
وذكر رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن رجال الأمن لاحقوا المتظاهرين بعد تفريق إحدى المظاهرتين داخل الأحياء الجنوبية، في حين توجهت المظاهرة الأخرى إلى خارج بانياس باتجاه جسر المرقب.
ولفت الناشط إلى أن “رجال الأمن منعوا الأهالي من الخروج إلى الشرفات بينما كانوا يلاحقون المتظاهرين”.
وقالت مواقع المعارضة السورية إن مظاهرات خرجت في حي الميدان وسط العاصمة السورية وتحدثت عن اندلاع مواجهات مع الأمن السوري، كما خرجت مظاهرات أخرى في مدن البوكمال في محافظة دير الزور وحمص وحماة ودرعا والقامشلي وكفر نبل.
وبثت صور على الإنترنت لمظاهرة بعد صلاة الجمعة في مدينة بنش بمحافظة إدلب تطالب بإسقاط النظام.
وقال الناشط الحقوقي من درعا عبد الله أبا زيد للجزيرة إن مظاهرات خرجت في مختلف أنحاء درعا، مشيرا إلى أن مواجهات اندلعت بين قوات الأمن والمتظاهرين في ريف درعا سقط خلالها عدة جرحى.
المظاهرة التي خرجت اليوم بمدينة البوكمال بمحافظة دير الزور
من جهته توقع الكاتب الصحفي حسين العودات أن تزداد وتيرة المظاهرات بحلول المساء، مشددا على أن عزيمة المتظاهرين تزداد يوما بعد آخر.
وأشار إلى أن إجراءات السلطة في الفترة السابقة قد أدت إلى شرخ في أذهان السوريين مؤكدا أن المتظاهرين كانوا أوعى من السلطة وكانت شعاراتهم تؤكد على وحدة الشعب السوري ورفض الطائفية.
وكانت مظاهرة قد خرجت في منطقة القابون بالعاصمة السورية دمشق مساء أمس تطالب بالحرية حيث ردد المتظاهرون التكبيرات والهتافات المناهضة للنظام.
كما شهدت مدينة البوكمال بمحافظة دير الزور السورية مظاهرة مسائية تطالب بإسقاط النظام ورحيل الرئيس بشار الأسد.
الوضع الميداني
وتتزامن هذه المظاهرات مع إرسال تعزيزات عسكرية إلى مشارف بلدتي خان شيخون ومعرة النعمان لضمان سلامة الطريق العام الذي يربط مدينة حلب بالعاصمة دمشق حسب ما تقوله السلطات.
وتقول الأنباء إن آلاف اللاجئين فروا إلى تركيا المجاورة, بينهم كثيرون من جسر الشغور. كما تحدث عدد من السكان السوريين عن فرار أعداد كبيرة من سكان معرة النعمان تحسبًا لهجوم يستعد الجيش لشنه على البلدة.
وذكر شاهد عيان للجزيرة أن سوريين تعرضوا لاعتداءات واغتصاب لدى عودتهم إلى جسر الشغور.
يأتي ذلك في وقت أظهر فيه تسجيل على شبكة الإنترنت أحد ضباط الجيش السوري وهو يعلن انشقاقه عن القوات المسلحة في بلاده.
ونقل النقيب رياض أحمد وهو من الفوج الخامس والأربعين من القوات الخاصة، وقائد السرية الأولى من الكتيبة 974، وقائع دخول القوات السورية إلى مدينة بانياس، حيث قال إنه تم حصار أهلها، وإنه لم يُعثر أثناء دخولها على أي مسلح.
كما أظهرت مشاهد بثها ناشطون على الإنترنت قيام أحد عناصر الأمن في حي الخالدية بمدينة حمص السورية بإطلاق النار على متظاهرين في وقت سابق، حسب ما قاله هؤلاء الناشطون.
وفي السياق نفسه أظهرت مشاهد بثها ناشطون على الإنترنت تمركز دبابات للجيش السوري في مدينة صوران بمحافظة حماة، وسمع هدير الطائرات المروحية في الأجواء.
محنة اللاجئين
في غضون ذلك أعلن مصدر رسمي تركي أن عدد السوريين الذين لجؤوا إلى تركيا هربا من القمع في بلادهم بلغ الجمعة 9700 شخص بعد وصول أكثر من ألف شخص في الساعات الـ24 الماضية، موضحا أن حوالي 1200 سوري عبروا الحدود الخميس وفجر الجمعة.
ويقيم اللاجئون في خمسة مخيمات في محافظة هاتاي أقامها الهلال الأحمر التركي. ويتولى مستشفى ميداني مساعدة المصابين بجروح.
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد صرح بأن بلاده لن تغلق أبوابها أمام اللاجئين السوريين على الحدود.
وتحدث سوري وصل الخميس هاربا من بلدة جسر الشغور عن الرعب الذي ينشره الجيش، مما دفعه إلى الفرار مع عائلته.
يقول أبو أحمد (32 عاما) لوكالة الصحافة الفرنسية رافضا كشف اسمه كاملا “راح الجيش يطلق النار في جميع الاتجاهات بالدبابات والأسلحة الخفيفة. مشينا عبر الجبال والوديان ووصلنا إلى هنا”، مشيرا إلى أنه عبر الحدود مع أطفاله الستة وزوجته وعائلة شقيقته.
وتابع متسائلا “دخلوا المنازل وحطموا كل ما فيها. كيف يمكننا العودة إلى ديارنا؟ كيف لنا أن نعود؟ حتى يقتلوننا؟”.
وأبو أحمد واحد من عشرات السوريين من سكان جسر الشغور القديمة الذين وصلوا الخميس إلى الحدود.
وقام الجيش بتمشيط هذه البلدة وكذلك بلدة الجنودية على مسافة بضعة كيلومترات من الحدود التركية باكرا صباح الخميس، بحسب ما أفاده ناشط سوري يساعد النازحين من الجانب السوري من الحدود.
جمعة دامية جديدة في سوريا
سقط 19 قتيلا على الأقل, وأصيب آخرون في مظاهرات جديدة تطالب بإسقاط النظام عمت عدة مدن في سوريا بينها العاصمة دمشق وحلب وحمص، وحملت عنوان “جمعة الشيخ صالح العلي” وهو أحد قادة المقاومة ضد الانتداب الفرنسي.
وتحدثت “لجان التنسيق للثورة السورية” عن سقوط 19 قتيلا في أنحاء سوريا, وأشارت إلى أن الاحتجاجات المطالبة بإنهاء حكم الرئيس بشار الأسد عمت عدة مناطق أبرزها دمشق وحمص وحماة واللاذقية والبوكمال والقامشلي، ودرعا وبانياس.
وفي هذا الصدد, تحدث شهود للجزيرة ووكالات الأنباء عن مقتل أربعة أشخاص في حرستا في ريف دمشق وفي دير الزور, أثناء قيام متظاهرين بتمزيق صور الأسد.
وذكرت رويترز نقلا عن شهود أن اثنين من هؤلاء القتلى كانا ضمن حشد كبير, حيث أطلق ضباط المخابرات العسكرية النيران عليهما عندما حاولا تسلق جدران مرآب تابع للجيش لتمزيق صور للأسد ووالده الرئيس الراحل حافظ الأسد. كما سقط قتيل في مظاهرات قرب مسجد آمنة بنت وهب بمدينة حلب. وسقط قتيل آخر في دوما بريف دمشق, وفق ما ذكر شهود للجزيرة.
وقال شاهد عيان من حمص يدعى أبو رضوان للجزيرة نت إن عشرات الجرحى سقطوا خلال الاحتجاجات بعدة مناطق, مشيرا إلى حصار القوات السورية للبياضة وباب السباع.
جاء ذلك بينما قال التلفزيون الحكومي إن مسلحين أصابوا ضابطا في دير الزور والتي يقول مقيمون إنها شهدت اليوم واحدة من كبريات المظاهرات المطالبة بالحرية السياسية وإسقاط الأسد, منذ بدء الاحتجاجات على حكمه قبل نحو ثلاثة أشهر. وتحدث شهود عن إطلاق نار متقطع من “إدارة التجنيد” على المتظاهرين في دير الزور.
اتساع الاحتجاجات
من جهته تحدث رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان عمار القربي للجزيرة عن سقوط جرحى بإطلاق نار على متظاهرين بدمشق, وأشار إلى قطع الاتصالات عن بعض المناطق.
كما أشار إلى أن مئات الآلاف تظاهروا في درعا وحماة, في حين تحدث شاهد عيان عن سقوط خمسة جرحى في نوى قرب درعا أثناء المظاهرات التي تطالب بإسقاط النظام.
كما خرج متظاهرون بمدينة داريا بمحافظة ريف دمشق للمطالبة بإسقاط النظام, وفق مشاهد بثها ناشطون على الإنترنت. وأظهرت صور بثت على مواقع إلكترونية خروج المتظاهرين في حي حجر الأسود في العاصمة للمطالبة بإسقاط النظام.
أما في حماة فقد حمل المتظاهرون علما كبيرا لسوريا ردا على تحرك مماثل لأنصار الأسد بدمشق قبل أيام. وفي مدينة البوكمال بمحافظة دير الزور خرج المتظاهرين عقب صلاة الجمعة مطالبين بإسقاط النظام.
وخرج متظاهرون بمدينة كفرنبل بمحافظة إدلب شمال البلاد بمظاهرة عقب صلاة الجمعة يرددون هتافات تطالب بإسقاط النظام ورحيل الرئيس، وفق ما جاء في صور بثها ناشطون على الإنترنت.
وبث ناشطون على الإنترنت صوراً قالوا إنها التقطت اليوم بعد صلاة الجمعة في مدينة بنش بمحافظة إدلب شمال سوريا لمظاهرة مناهضة للنظام تطالب برحيل الأسد.
كما أظهرت صور بثت على مواقع إلكترونية خروج المتظاهرين للمطالبة بإسقاط النظام بمدينتي عامودا ورأس العين بمحافظة الحسكة. وأظهرت صور أخرى خروج المتظاهرين في حي الصالحية في قلب دمشق للمطالبة بالحرية.
وخرج متظاهرون في مدينة الكسوة حاملين ما قيل إنه أطول علم سوري للمطالبة بالحرية وإسقاط النظام, في تحد لمظاهرة خرجت تأييدا للأسد أمس.
انشقاقات بالجيش
وأشار شاهد للجزيرة من الرستن إلى خروج مظاهرات حاشدة رغم التضييق الأمني. ودعا “الضباط الشرفاء” من الرستن للانضمام للاحتجاجات, موضحا انضمام “عدد كبير من الضباط” للمتظاهرين, قائلا إنهم لا يستطيعون الظهور علنا خوفا من القتل والاعتقال. وتحدث عن انشقاق عشرة ضباط على الأقل من الرستن.
وقد أظهر تسجيل على شبكة الإنترنت أحد ضباط الجيش وهو يعلن انشقاقه عن القوات المسلحة. وقال النقيب رياض أحمد، وهو من الفوج الخامس والأربعين من القوات الخاصة وقائد السرية الأولى من الكتيبة تسعمائة وأربعة وسبعين إنه كان يتمنى توجيه سلاحه نحو العدو الإسرائيلي.
ونقل الضابط وقائع دخول القوات السورية إلى مدينة بانياس، حيث قال إنه تم حصار أهلها، وإنه لم يُعثر أثناء دخولها على أي مسلح.
من ناحية أخرى, تحدث حسين أبو الصيف, وهو أحد اللاجئين السوريين في تركيا عن “فظائع تعرض لها عدد من سكان بلدة جسر الشغور على أيدي ضباط وجنود سوريين اقتحموا البلدة”.
وأوضح أبو الصيف خلال اتصال هاتفي مع الجزيرة أن القوات السورية
في البلدة قتلت أفراد عائلتين بعد عودتهما من تركيا بناء على تطمينات السلطات السورية, وقال إن القتلى هم من عائلتي أبو هيثم قطقوط وعبد الجليل أبو خليل.
أم روسية توجه نداء استغاثة للرئيس ميدفيدف لإنقاذها من نظام الأسد
اعتبرت جرائم هتلر أقلّ بشاعة مما يرتكبه النظام السوري
دبي – آمال الهلالي, موسكو – مازن عباس
توجّهت أم روسية متزوجة من مواطن سوري في رسالة عبر “اليوتيوب” بنداء استغاثة للرئيس الروسي ميدفيدف تحدثت خلالها باللغتين العربية والروسية عن مأساتها بعد مقتل طفلها على يد أجهزة الأمن السوري. وأضافت باللهجة الروسية: “أنا أحبك واحترمك أيها الرئيس ولقد منحتك صوتي في الانتخابات، أنت ايضاً أب لأطفال، أرجوك اسمع نداء أم فقدت ابنها، أرجوك لا تساعد قتلة أبنائنا، إنهم يغتصبون بناتنا ونساءنا.. لا تساعدهم، سيكون عار عليك إذا قدمت لهم المساعدة”. إيرينا شامي المولودة في بلدة ليننغراد الروسية والبالغة من العمر 56 عاماً، ظهرت عبر الفيديو متوشحة بالسواد وحاملة صورة ابنها عمر الشامي وجواز سفرها الروسي، وروت بكل قهر تفاصيل مقتل ابنها على يد من سمّتهم أجهزة المخابرات التابعة لبشار الأسد. والدة الطفل القتيل عمر الشامي عبّرت خلال رسالتها عن مدى حبها للرئيس الروسي وناشدته أن يكون في صفها وبأنها استنجدت به لينقذها من جور بشار الأسد ونظامه بعد مقتل طفلها. وأكدت الأم الثكلى أن ابنها توفي يوم الجمعة بعد صلاة الظهر على يد “الشبيحة” إثر تعرضه لثلاث رصاصات اخترقت أجزاءً من جسده ليفارق الحياة قبل وصوله للمستشفى. وأضافت: “قتل ابني (عمر) فى مدينة حماة فى المستشفى، لقد خرج ابني مع البقية يحمل الزهور في مظاهرة سلمية، لم يعد من الممكن أن يعيش هذا الجيل في ظل هذا النظام الديكتاتوري، لقد حمل الشباب الورود وهتفوا ضد الحكم بشكل سلمي، فقامت قوات نظام الأسد والقناصة المتمركزة في المباني بفتح النيران الحية عليهم.. لقد قتلوا الأطفال وفعلوا ما لم يجرؤ هتلر على فعله، إنهم يقتلون الأطفال ويغتصبون النساء”. ولم تتوان السيدة الروسية التي جاء كلامها باللغة العربية متقطعاً، عن كيل الرئيس السوري بشار الأسد بسيل من الشتائم والأوصاف القبيحة، واعتبرت أن المجازر التي ارتكبها الرئيس السوري بحق شعبه أفضع بكثير من التي ارتكبها الزعيم النازي أدولف هتلر في روسيا وتحديداً بلدة ليننغراد مسقط رأسها. وتابعت: “عمري 56 سنة وعشت في ليننغراد أين ذبح هتلر الآلاف، لكني لم أسمع عن جرائم أكثر فضاعة من تلك التي فعلها بشار بحق أطفالنا”، وأضافت “وحتى من يعبد الشيطان لا يفعل هكذا”. وختمت قولها باللغة العربية إن نهاية الرئيس السوري وأشقائه وكل أتباعه باتت قريبة.
روسيا تساند النظام السوري
وفي الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها تضييق الخناق والضغط على النظام السوري بهدف وقف عمليات القمع ضد المتظاهرين، ترفض روسيا الحليف التاريخي لسوريا استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي لفرض عقوبات على نظام الأسد، وقالت في وقت سابق إنها تعارض أي قرار من المجلس ضد دمشق مصعّدة تهديدها باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد مسودة القرار التي يدعمها الغرب لإدانة قمع السلطات السورية للاحتجاجات.
كما أوضحت في وقت سابق على لسان مسؤول في وزارة خارجيتها أنها تتابع عن كثب تطورات الوضع في سوريا وأنها تدرس إمكانية عقد لقاء مع ممثلين عن المعارضة السورية.
وتقول جماعات لحقوق الإنسان إن أكثر من 1100 مدني قتلوا منذ مارس/آذار في احتجاجات شهدتها أغلب المدن السورية ضد نظام الأسد الممتد منذ 41 عاماً، ونددت منظمات حقوقية وناشطون في سوريا ودول أوروبية باستهداف الاطفال السوريين من قبل أجهزة الأمن في سوريا والتنكيل بجثثهم.
نشطاء: مقتل 16 في احتجاجات بسوريا.. وحلب تشهد مصرع أول متظاهر
6 قتلى في اشتباكات مسلحة بين سُنة وعلويين في لبنان
دبي – العربية
أكدت جماعة نشطاء تنسق الاحتجاجات الشعبية في سوريا أن قوات الأمن قتلت بالرصاص 16 محتجاً، الجمعة 17-6-2011، في عدة مظاهرات في أنحاء سوريا طالبت بإنهاء حكم الرئيس بشار الأسد، نقلاً عن وكالة رويترز. وقالت جماعة لجان التنسيق المحلية في بيان إن عدد القتلى يشمل أول محتج يسقط قتيلاً في حلب ثاني أكبر مدن سوريا. وكانت حلب، وهي مدينة سنية في الأغلب بها أقليات كبيرة وطبقة تجار غنية ذات صلات وثيقة بالحكام العلويين، خالية الى حد كبير من الاحتجاجات سوى مظاهرات في الحرم الجامعي بها وعلى مشارف المدينة طوال ثلاثة أشهر من الانتفاضة. وقد سقط أيضاً العديد من الجرحى عندما أطلق رجال الأمن النار لتفريق مظاهرات في عدد من المدن السورية، بحسب ما ذكر ناشطون حقوقيون لفرانس برس. وقال شهود ومقيمون إن اثنين من الضحايا قتلا في دير الزور (شرق البلاد) ضمن حشد كبير، عندما أطلق ضباط المخابرات العسكرية النيران عليهما أثناء محاولتهما تسلق جدران مرآب تابع للجيش لتمزيق صور للأسد ووالده الرئيس الراحل حافظ الأسد.
وذكر ناشط حقوقي الجمعة أن رجال الأمن استخدموا الرصاص لتفريق تظاهرتين في مدينة بانياس الساحلية (غرب)، ما أدى إلى “إصابات”.
وقد انتشرت وحدات من قوات الجيش والأمن السورية في العديد من المدن، لمواجهة تظاهرات أطلق عليها المنظمون جمعة “صالح العلي”، في إشارة للشيخ صالح العلي، قائد الثورة السورية ضد الاحتلال الفرنسي في منطقة الساحل.
وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن “حدث دوّي إطلاق نار بكثافة لتفريق تظاهرتين في بانياس”.
وأضاف عبدالرحمن أن “رجال الأمن لاحقوا المتظاهرين في إحدى التظاهرتين بعد تفريقها إلى داخل الأحياء الجنوبية، في حين توجهت التظاهرة الثانية إلى خارج بانياس باتجاه جسر المرقب”.
وأشار عبدالرحمن إلى أن “تظاهرات جرت في عدة أحياء في مدن حمص (وسط) وداعل (ريف درعا جنوب البلاد) وجبلة (غرب)”، مؤكداً أن “المتظاهرين كانوا يطلقون شعارات تدعو إلى التضامن مع المدن المحاصرة وشعارات مناهضة للنظام”.
ومن جهته، ذكر الناشط الحقوقي عبدالله الخليل أن “نحو 2500 شخص خرجوا للتظاهر في مدينة الطبقة المجاورة لمدينة الرقة (شمال) من جامع الحمزة باتجاه الشارع الرئيسي إلى الدوار”.
وأكد الناشط أن “قوات الأمن لم تتعرض للمتظاهرين”، مشيراً إلى “وجود أمني كثيف أمام الجوامع في مدينة الرقة”.
وأدت أعمال العنف في سوريا إلى مقتل 1297 مدنياً و340 من عناصر الأمن واعتقال حوالى 10 آلاف شخص منذ انطلاق التظاهرات الاحتجاجية منتصف مارس/آذار، وفق مصادر حقوقية.
كما أدت إلى فرار أكثر من 8500 سوري إلى تركيا و5000 آخرين إلى لبنان.
اشتباكات بين السُّنة والعلويين في طرابلس اللبنانية
وعلى صعيد متصل، سقط 6 قتلى وعدد من الجرحى على الاقل في اشتباكات مسلحة الجمعة في مدينة طرابلس شمال لبنان بين منطقة باب التبانة ذات الغالبية السنية ومنطقة جبل محسن ذات الغالبية العلوية، على ما أفادت مصادر أمنية لوكالة فرانس برس.
ووقعت الاشتباكات في محيط شارع سوريا الفاصل بين المنطقتين الواقعتين في مدينة طرابلس ذات الغالبية السنية شمال لبنان عقب تظاهرة مناهضة للرئيس السوري خرجت في شوارع المدينة بعد صلاة الجمعة.
ورغم انتشار الجيش اللبناني في المكان ظل التوتر مخيماً على المنطقة مع استمرار انتشار عناصر مسلحة في الطرفين وإطلاق نار متفرّق.
وتشهد منطقة باب التبانة وجبل محسن توترات أمنية مع ارتفاع حدة التوتر السياسي في لبنان.
مخلوف يهجر عالم الأعمال
ومن ناحية أخرى، وفيما يبدو أنه استجابة لمطالب بالإصلاح، قال التلفزيون الحكومي السوري مساء الخميس إن رجل الأعمال السوري رامي مخلوف، ابن خال الرئيس
السوري بشار الأسد، سيترك العمل في التجارة ليشارك في الأعمال الخيرية.
ويملك مخلوف العديد من الشركات على رأسها “سيرياتل” أكبر شركة للهواتف المحمولة في البلاد، والعديد من شركات البناء والنفط، وتوسع مخلوف في أعماله خلال حكم الأسد، وكثيراً ما تطرق المحتجون لسيرته في دعواتهم لإنهاء الفساد العام.
وأضاف التلفزيون أنه بالنسبة لتجارة مخلوف فستدار من أجل خلق فرص عمل ودعم الاقتصاد الوطني. وأشار التلفزيون إلى أن مخلوف لن يدخل في أي مشاريع جديدة تدر عليه ربحاً شخصياً.
وكان الاتحاد الأوروبي قد أدرج مخلوف ضمن 12 مسؤولاً سورياً على قائمة العقوبات التي تشمل تجميد أصول ومنع من السفر.
استياء تركي
وعلى الحدود التركية السورية، أعلن وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو أن بلاده قررت تقديم مساعدة إنسانية لآلاف السوريين المحتشدين على خط الحدود السورية التركية.
وقال أوغلو للصحافيين في أنقرة إن هناك أكثر من 10 آلاف شخص قبالة الحدود التركية خلف الأسلاك الشائكة حالياً، وقد قررت تركيا تقديم المساعدة للسوريين لتأمين حاجاتهم الغذائية العاجلة.
وكان حسن تركماني، مبعوث الرئيس السوري بشار الأسد، قد أنهى أمس زيارة لتركيا استغرقت يومين، أجرى خلالها مباحثات مع رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، ووزير الخارجية أحمد داود أوغلو.
وعلم موفد “العربية” إلى أنقرة أن السلطات التركية رفضت طلباً سورياً نقله مبعوث الرئيس بشار الأسد حسن تركماني، بإعادة اللاجئين السوريين في تركيا، وإغلاق الحدود أمام عبور المزيد منهم.
وأكد رئيس الوزراء التركي أن بلاده لن تُجبر أحداً على العودة لحين عودة الاستقرار والهدوء إلى سوريا، فيما اعتبرت الصحف التركية أن رفض أردوغان تصوير لقائه بتركماني يُعد مؤشراً على استيائه من تصرفات دمشق تجاه الاحتجاجات السلمية.
سورية: تقارير عن سقوط ضحايا في المظاهرات والغرب يصعد ضغوطه
تحدث ناشطون سوريون عن خروج مظاهرات جديدة في مناطق عدة في سورية ضد الرئيس بشار الأسد بعد صلاة الجمعة، في وقت تدخل فيه الاحتجاجات شهرها الرابع.
وتفيد أنباء غير مؤكدة نُسبت إلى ناشطين معارضين بسقوط عدد من القتلى والجرحى برصاص قوات الأمن السورية في عدد من المدن بما فيها حمص وحلب وبانياس.
وقالت مصادر حقوقية إن مظاهرات معارضة خرجت في مناطق مختلفة بالعاصمة السورية دمشق.
ويقول المعارض حسن عبدالعظيم المتحدث الرسمى باسم التجمع الوطنى الديمقراطى ان المظاهرات شملت معظم المحافظات السورية.
وذكرت وسائل إعلام رسمية سورية ان عددا من رجال الشرطة تعرضوا لاطلاق نار واصيبوا بجروح فى احدى ضواحى دمشق ومدينة حمص وسط سورية.
وقال ناشطون معارضون ان عددا من المتظاهرين قتلوا رميا بالرصاص فى عدة مدن وان قوات الامن فتحت النار فى مدينة بانياس مما ادى الى سقوط قتلى وجرحى.
واضافوا أن مظاهرة خرجت في حي الميدان بدمشق قرب جامع الحسن، وذكرت مصادر موثوقة لـ بي بي سي، إن عدداً من الجرحى سقطوا في تظاهرة في ركن الدين بدمشق.
وقالت الأنباء أيضا إن مظاهرة حاشدة خرجت من جامع النور في حمص إضافة إلى مظاهرات في احياء الخالدية وبابا عمرو والتجمع قرب جامع خالد بن الوليد بينما راقب رجال الأمن الموقف.
وأضافت المصادر أن مظاهرات اخرى خرجت في اللاذقية وجبلة والبوكمال ودير الزور وكفر نبل في ادلب وفي بلدة انخل في درعا، و عامودا وراس العين والقامشلي والحسكة.
وصرح رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن رجال الأمن استخدموا الرصاص لتفريق تظاهرتين في مدينة بانياس الساحلية.وأشار عبد الرحمن إلى أن “أنباء وردت عن وقوع اصابات” بين المتظاهرين.
حملة
وقد واصل الجيش السوري حملته على المحتجين إذ دخلت قواته بلدتين أخريين شمال البلاد هما معرّة النعمان وخان شيخون على الطريق السريع بين دمشق وشمال البلاد.
وعرض التلفزيون السوري مشاهد لجنود الجيش وهم في الطريق إلى البلدتين.ويقول نشطاء المعارضة إن آلاف السكان فروا أمام زحف الجيش.
ويُقدر أن زهاء ألف وثلاثمائة شخص لقوا حتفهم في الحملة التي شنتها السلطات السورية ضد الاحتجاجات منذ تفجرها في مارس/آذار الماضي.
وتقول قوات الأمن إنها فقدت أيضا المئات من جنودها في هذه المواجهات.
تدفق اللاجئين
ونشر الجيش السوري دباباته في مدن جديدة شمال غرب البلاد لمواجهة ما يصفه الإعلام الرسمي بعصابات مسلحة، فيما وصل المئات من السوريين إلى الحدود التركية لينضموا إلى آلاف آخرين فروا من الحملة العسكرية.
ووصل عدد اللاجئين السوريين في تركيا إلى 9700 شخص بحسب تقديرات المصادر التركية.
وكانت دمشق قد سعت إلى إصلاح علاقاتها المتوترة مع جارتها تركيا بشأن الحملة ضد الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية.
وقال المبعوث السوري حسن تركماني إن محادثاته في أنقرة أعادت أجواء الثقة المتبادلة بين انقرة ودمشق.
ضغوط غربية
في الوقت نفسه تواصل الدول الغربية مساعيها لاستصدار قرار من مجلس الأمن يدين الهجمات في سورية على المتظاهرين المدنيين.
وقال مسؤول رفيع في الادارة الأمريكية إن الولايات المتحدة “تواصل دعمها للقرار الاوروبي المقدم الى مجلس الامن ضد نظام الأسد”.
واكد المسؤول أن بلاده تسعى إلى “توسيع دائرة الضغط على الأسد من خلال ادوات اخرى كمجلس حقوق الانسان واثارة قضية اللاجئين و عمليات القتل بحق المدنيين”.
و أضاف المسؤول أن “بشار الأسد لم يظهر حتى الآن خطوات ملموسة تؤكد جديته في إجراء حوار وطني شامل و انما يكتفي بالخطابات و اطلاق الوعود”.
ومضى قائلا إن “النظام السوري لايمكن ان يدعو الى الحوار الوطني من جهة فيما يواصل عمليات القتل في الجهة المقابلة”.
وأضاف المسؤول أن “الوقت بدأ ينفذ امام الرئيس السوري، وأن الولايات المتحدة تحاول مع دول اقليمية كتركيا و دول عربية بناء موقف دولي يزيد الضغط على النظام السوري”.
كما اوضح أن واشنطن “لا تقلل من قدرة ايران على افتعال المشاكل في المنطقة لمساعدة حليفتها الاولى سورية”.
و حول امكانية سحب السفير الأمريكي من دمشق قال المسؤول إن وجود السفير روبرت فورد اساسي للتواصل مع المعارضة هناك و لنقل صورة عما يجري في سورية في غياب وسائل الاعلام.
من جهته قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان فرنسا والمانيا اتفقتا على الدعوة لفرض عقوبات أشد على سورية.
وأضاف ساركوزي خلال مؤتمر صحفي عقب محادثاتت في برلين مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل أن “السلطات السورية التي تقوم بأعمال لا يمكن السكوت عنها وغير مقبولة وأعمال قمع ضد الشعب السوري”.
وكان دبلوماسي اوروبي قال لوكالة فرانس برس ان مجموعة خبراء من الدول ال27 اعضاء الاتحاد الاوروبي باشرت الخميس في بروكسل مناقشات لتوسيع نطاق العقوبات على سورية.
وأفادت مصادر دبلوماسية أوروبية أن الهدف هو الانتقال الى “درجة جديدة” بعد رفض حزمتي عقوبات استهدفتا عددا من اركان النظام ثم الرئيس السوري نفسه.
واذا لم تكن القائمة الجديدة جاهزة لاقرارها خلال اجتماع وزراء الخارجية الاوروبيين الاثنين في لوكسمبورغ, فقد تتم المصادقة عليها على هامش القمة الأوروبية الجمعة المقبل في بروكسل.
من جهته قال الأمين العام للأمم المتحدة ، بان كي مون ، انه تحدث الى الرئيس الأسد وانه قد حثه على التوقف عن قتل شعبه.
وتقول مراسلة بي بي سي في الامم المتحدة ان معارضي المبادرة مترددون في دعم القرار خشية أن يوحي بالدفع في مسار تغيير النظام في سورية.
ولم يدع أي زعيم غربي حتى هذه اللحظة إلى رحيل بشار الأسد، لكن بعضهم قال إنه إذا لم يكن الرئيس السوري قادرا على قيادة بلاده نحو التحول الديمقراطي فعليه أن يرحل.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية إن بلادها تعزز الاتصالات مع السوريين داخل وخارج بلادهم ممن يسعون لإحداث تغيير سياسي في سورية.
المزيد من بي بي سيBBC © 2011
المظاهرات تعم المدن السورية وقوات الأمن تواصل عملية قمع المحتجين
إعداد أ ف ب
خرج السوريون مجددا في مظاهرات شعبية بالعديد من المدن السورية تحديا لنظام بشار الأسد رغم عمليات القمع وإطلاق النار التي تتواصل منذ أكثر من شهر، وسقط فيها اليوم الجمعة أكثر من ثمانية قتلى وعشرات الجرحى حسب حقوقيين.
قتل 12 متظاهرا الجمعة وجرح اخرون عندما اطلق رجال الامن النار لتفريق مظاهرات في عدد من المدن السورية بحسب ناشطين حقوقيين فيما افاد شاهد عن مقتل شرطي في دمشق وقال مصدر رسمي ان عنصرا من قوات حفظ النظام قتل في حمص، بالاضافة الى اصابة اخرين بجروح.
ياتي ذلك بينما يستعد وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي لدعوة سوريا الى السماح بدخول مراقبين اجانب وفرق اغاثة ووسائل الاعلام للوقوف على الاحداث الجارية هناك.
وذكر رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان “قتل 5 اشخاص في حمص (وسط) وشخصان في دير الزور (شرق) وشخصان في حرستا (ريف دمشق) عندما اطلق رجال الامن النار على متظاهرين”.
وذكر ناشطون اخرون فضلوا عدم الكشف عن هويتهم ان “شخصين قتلا في داعل (ريف درعا، جنوب البلاد) كما قتل شخص في دوما (بريف دمشق) اثر اطلاق رجال الامن النار عليهم خلال مشاركتهم في المظاهرات”.
كما ذكر رئيس المرصد ان رجال الامن استخدموا الرصاص لتفريق تظاهرتين في مدينة بانياس الساحلية (غرب) ما ادى الى “اصابات” بين المتظاهرين، بينما سجلت تظاهرات في عدد من المدن السورية.
واضاف عبد الرحمن ان “رجال الامن لاحقوا المتظاهرين في احدى التظاهرتين بعد تفريقها الى داخل الاحياء الجنوبية في حين توجهت التظاهرة الثانية الى خارج بانياس باتجاه جسر المرقب”.
وذكر ناشط حقوقي ان “حماة (وسط) وحمص (وسط) خرجتا عن بكرة ابيهما” مشيرا الى “خروج نحو 100 الف متظاهر اليوم في حمص وعشرات الالاف في حماة”.
كما فرقت قوات الامن “مئات المتظاهرين بالهراوات في السويداء” (جنوب) التي يغلب سكانها الدروز، بحسب ناشط اخر.
ولفت رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان الى ان “مظاهرة انطلقت في سراقب رغم الحصار الذي فرضه الجيش عليها حيث خرج نحو الفي شخص”، مشيرا الى ان المدينة “محاصرة بعشرات الدبابات وناقلات الجنود”.
وفي دمشق، افاد شاهد عيان لوكالة فرانس برس ان “اثناء قيام مظاهرة في حي ركن الدين اقدم احد الملثمين على اطلاق النار من داخل المظاهرة وبينما خرج رجال الشرطة لملاحقته اطلقت مجموعة مسلحة النار على المخفر مما اسفر عن مقتل شرطي واصابة اربعة عناصر على الاقل بجروح”.
ومن جهتها، ذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان “احد عناصر الامن استشهد واصيب اكثر من عشرين برصاص مسلحين في حمص”.
واضافت ان “ضابطين واربعة عناصر اصيبوا في هجوم لمسلحين على ادارة التجنيد ورحبة قيادة المنطقة في دير الزور”، مشيرة الى ان “ثلاثة من عناصر الشرطة اصيبوا باطلاق نار من قبل مسلحين في حي القابون” الواقع في العاصمة السورية.
كما اعلنت الوكالة عن “اصابة عدد من عناصر الشرطة برصاص مسلحين في حي الحشيش بحمص” مشيرة الى وجود “مخربين يقطعون الطريق ويحرقون الاطارات في حي القرابيص في المدينة ومخربين اخرين يعتدون على سيارات الاهالي في حي الخالدية”.
وقالت الوكالة ان “مسلحين يهاجمون رحبة قيادة المنطقة في دير الزور”.
واشارت الى قيام “تجمعات محدودة عقب صلاة الجمعة فى الميدان والقابون والقدم واخرى في ريف دمشق” لافتة الى ” تفرق معظم التجمعات في حمص وريف دمشق دون احتكاكات”.
ولفتت الوكالة الى “تجمع في مدينة حماة (وسط) امام ساحة العاصي (…) وتجمعات متفاوتة العدد في مناطق متفرقة في دير الزور (شرق) تهتف بهتافات مختلفة”.
واشار رئيس المرصد الى ان “تظاهرات جرت في داعل (ريف درعا جنوب البلاد) وجبلة (غرب) والرستن (وسط) والقصير (وسط) والشيخ مسكين (ريف درعا) ومعرة النعمان (غرب) وتلبيسة (وسط) وفي حي الرملة في اللاذقية (غرب) كما في دير الزور والميادين (شرق)”.
واضاف رئيس المرصد “تظاهر المئات في ريف دمشق كما في سقبا وجسرين وكفر بطنا وحمورية”. واشار الى ان “المتظاهرين كانوا يطلقون شعارات تدعو الى التضامن مع المدن المحاصرة وشعارات مناهضة للنظام”.
من جهته، ذكر الناشط الحقوقي عبد الله الخليل للوكالة ان “نحو 2500 شخص خرجوا للتظاهر في مدينة الطبقة المجاورة لمدينة الرقة (شمال) من جامع الحمزة باتجاه الشارع الرئيسي الى الدوار”.
واكد الناشط ان قوات “الامن لم تتعرض للمتظاهرين”، مشيرا الى “وجود امني كثيف امام الجوامع في مدينة الرقة”.
وذكر الناشط الحقوقي حسن برو ان “اكثر من ثلاثة الاف شخص خرجوا للتظاهر في عامودا (شمال) من امام الجامع الكبير مطالبين بالحرية والديمقراطية” لافتا الى ان المتظاهرين “رفعوا لافتات تطالب بالاعتراف الدستوري للشعب الكردي بالاضافة الى رفض الحوار مع الدبابات”.
واشار برو الى ان “قوات الامن لم تتدخل لفض المظاهرة واكتفت بمراقبتها”.
واضاف برو ان “اربعة الاف شخص تظاهروا في القامشلي (شمال غرب) انطلاقا من جامع قاسمو مطالبين باسقاط النظام والحرية والديمقراطية والوحدة الوطنية” مشيرا الى انها “انتهت بسلام”.
واشار برو الى ان القيادي في حزب يكيتي المحظور حسن صالح القى كلمة في نهاية المظاهرة شكر فيها المتظاهرين “واكد ان التغيير لا بد منه وان الحوار هو السبيل الوحيد الذي يخرج سوريا من الازمة ودعا السلطات السورية الى السماح للاعلام المستقل بالدخول والوقوف على الاحداث”.
من جهته اشار رئيس اللجنة الكردية لحقوق الانسان رديف مصطفى الى ان “الجديد في مظاهرة القامشلي هو مشاركة رجال من عشيرتي طي وشمر بالاضافة الى لجنة وحدة الشيوعيين”
واضاف مصطفى الى ان “الشباب الذين يدعون الى التظاهر اصبح لهم شركاء من لجنة التنسيق الكردية التي تضم حزب ازادي وحزب يكيتي وتيار المستقبل الكردي”.
وذكر برو “قامت مظاهرة في راس العين (80 كلم شمال الحسكة، شمال شرق) شارك فيها 1500 شخص” مشيرا الى “ان ما ميز هذه المظاهرة كانت مشاركة العرب والشيشان الى جانب الاكراد”.
واعتبر برو “ان ذلك ان دل على شي فانه يعبر ان لا طائفية في سوريا بل ان النسيج السوري موحد بطوائفه واتنياته”.
وذكر رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي ان “قوات الامن فرقت الجمعة نحو 1500 متظاهر في حي الميدان وسط دمشق مستخدمة قنابل الغاز المسيل للدموع والهراوات”.
واضاف “كما انطلقت مظاهرات في ريف دمشق كما في الحجر الاسود وجوبر والكسوة والزبداني والمعضمية وجديدة عرطوز وقارة”.
واشار الى “ان مظاهرات تم تفريقها بالقوة ايضا في حي سيف الدولة وحي صلاح الدين الواقعين في حلب (شمال)”
وكان ناشطون دعوا الى التظاهر في “جمعة الشيخ صالح العلي” قائد الثورة السورية الاولى للمطالبة بالحرية مما اثار حفيظة أحفاده.
واصدر احفاد القائد بيانا بثته وكالة الانباء الرسمية (سانا) استنكروا فيه “تسمية يوم الجمعة من قبل ما يسمى بالثورة السورية بجمعة الشيخ “صالح العلي”” معتبرين هذه التسمية “استباحة لرموز الوطن”.
واضافت الوكالة في مكان اخر ان أهالي منطقة الشيخ بدر في محافظة طرطوس التي يتحدر منها صالح العلي “استنكرت استغلال رموز النضال والاستقلال بهدف النيل من سوريا والتحريض على قتل ابنائها”.
ياتي ذلك فيما قالت مصادر دبلوماسية ان وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي سيدعون الاثنين في اجتماع في لوكسمبورغ سوريا الى السماح بدخول مراقبين اجانب وفرق اغاثة ووسائل الاعلام.
واعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية الجمعة ان فرنسا “تؤيد توسيع العقوبات الاوروبية ضد سوريا لتشمل كيانات اقتصادية” وفق مشروع يجري بحثه في بروكسل.
وادت اعمال العنف في سوريا الى مقتل 1297 مدنيا و340 من عناصر الامن واعتقال حوالى عشرة الاف شخص منذ انطلاق التظاهرات الاحتجاجية منتصف اذار/مارس، وفق مصادر حقوقية.
كما لجا خمسة الاف اخرين الى لبنان
وادت الاضطرابات الى فرار اكثر من 9700 شخص الى تركيا كما اعلن مصدر رسمي تركي.
ويقيم اللاجئون في خمسة مخيمات في محافظة هاتاي اقامها الهلال الاحمر التركي.
والتقت الممثلة الاميركية انجلينا جولي بصفتها سفيرة النوايا الحسنة للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة، الجمعة عند الحدود التركية لاجئين سوريين استقبلوها بهتاف “يسقط النظام السوري”، كما افاد مراسل وكالة فرانس برس.
واوضحت السلطات التركية ان المخيمات تقدم للاجئين ثلاث وجبات يوميا ومياها ساخنة على مدار الساعة وتجهيزات اخرى مثل الغسالات واجهزة التلفزيون، في حين يتولى اشخاص متخصصون الترفيه عن الاولاد، اضافة الى وجود معالجين نفسيين ورجال دين يتكلمون العربية.
الا ان لاجئين في مخيم آخر بدأوا الجمعة اضرابا عن الطعام احتجاجا على العزلة التي وضعتهم فيها السلطات التركية، كما قال ناشط حقوقي سوري.