أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس، 08 كانون الأول 2011


المذيعة الأمريكية: الأسد (خارج التغطية).. يسالني ما الذي حصل ولا يأبه بعدد القتلى السوريين – فيديو

المجموعة: سياسة نشر بتاريخ الأربعاء, 07 كانون1/ديسمبر 2011 18:59 كتب بواسطة: وطن

باربرا وولترز، الإعلامية الأميركية المخضرمة، على الرغم من تأثرها إيجابا باستقبالها ، كادت في تقييمها للقائها الأخير مع الرئيس السوري بشار الأسد، لمصلحة محطة “آي.بي.سي” الأميركية تقول إن هذا الرجل المثقف … منقطع عن الواقع.

إستغربت ردوده ، لجهة ادعائه أنه ليس الحكومة على الرغم من أنه ديكتاتور ( وصفته بأنه ديكتاتور بالصدفة)، واستهجنت كيف يحاول أن يظهر هادئا على الرغم من أن التواصل بين دمشق وبين معظم البلاد شبه منقطع.

ورفعت حدة تأثرها حين قالت إنه غير آبه لا بالقتل في بلاده ولا بعدد القتلى ولا بالعقوبات الإقتصادية ولا برأي العام العالمي به، بل يريد أن يظهر هادئا.

في المقابلة قال لها إنه لا يهم كيف ينظر هو الى نفسه بل كيف ينظر الشعب اليه.

حين سألته : كيف يصف ما يحصل؟

سألها ما حصل؟

فعددت له جرائم حمزة الخطيب وابراهيم قاشوش وعلي الفرزات، فقال إن أهل حمزة نفوا تعذيبه، وأنه لا يعرف قاشوش وهو ليس مشهورا “فأنا لا أعرفه”، ولم يعلق على فرزات، بل قال: أكثرية من قتلوا هم موالون للحكومة.

ونفى أن تكون هناك ملاحقات من منزل الى منزل وطلب التحقق من الصور فهي ليست صحيحة.

وبعد الضغط عليه : راح يضحك ويضحك.

وبعد قليل قال لها: مجنون هو الحاكم الذي يأنر بقتل شعبه!

ولم يكف عن الضحك ، بل عاوده ، عندما قال إن له مندوبا في الأمم المتحدة التي لا يثق بها، لأنها لعبة عليه لعبها!

صحف دولية تسخر من مقابلة الأسد التلفزيونية

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — ركزت ابرز الصحف العالمية الخميس، على تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد خلال مقابلة تلفزيونية والتي “تبرأ فيها من ضلوعه بأي مجازر يقوم به الجيش السوري.”

واشنطن بوست

تناولت الصحيفة الأميركية في عنوانها الرئيسي تهرب بشار الأسد من عمليات الإبادة التي تقوم بها قوات الأمن والجيش السوري في عدة مدن على امتداد الأراضي السورية.

ونقلت الصحيفة على لسان الأسد في مقابلة مع أحد قنوات التلفزة الأجنبية، “لا يمكن لأي حكومة في العالم أن تقتل شعبها إلا إن كان على رأسها شخص مجنون.”

وأضاف الأسد “هؤلاء ليسوا قواتي، في وصف للقوات المسلحة والأمن السوري.”

وأشارت الصحيفة إلى إن هذه التصريحات كان لها تأثير كبير على الأوساط السياسية ومنظمات حقوق الإنسان، حيث أن هذه التصريحات عبارة عن إنكار صريح ومباشر من الرئيس السوري لما يحصل من سفك لدماء الأبرياء المنادين بالحرية والعدالة.

نيويورك تايمز

وصفت الصحيفة الأميركية ردود الفعل الرسمية للنظام السوري بالعنيدة، حيث لم يتخذ النظام السوري أي خطوات جدية لنزع فتيل الأزمة، سوى بالمواجهة العسكرية والقمع للمواطنين والمتظاهرين العزل.

وذكرت الصحيفة أن التصريحات التي يطلقها عدد من الشخصيات الرسمية في النظام السوري لا قيمة لها، وهي عبارة عن تمثيل على الهواء مباشرة، وخصوصا في خطاب وزير الخارجية السوري وليد المعلم عندما تناول ورقة بيضاء من جيبه قائلا: أنها تحتوي على أخبار مهمة، وقدم هذه الأخبار دون النظر إليها.

وأشارت الصحيفة إلى الفيلم القصير الذي قدمه المعلم عن أعمال الجماعات الإرهابية على حد تعبيره، والتي تقف وراء هذه الأزمة التي تمر بها بلاده، وما تم اكتشافه لاحقا بأنه صور لأحداث حصلت في السابق في دول أخرى تهدف إلى تضليل الرأي العام.

إنديبندنت

ونشرت الصحيفة البريطانية، مقالا تحت عنوان “الجميع فقدوا أحدا يحبونه في سوريا، الآن سنحارب”، ركزت فيه على عناصر من الجيش السوري المنشقين، او ما يسموا بالجيش السوري الحر.

وجاء في المقال، “الجيش السوري الحر اتخذ من مدينة عين البيضاء التي تبعد قرابة الميل عن الحدود التركية مركزا ينطلق منه لمهاجمة وحدات من الجيش النظامي، الذي يتواجد بكثافة في هذه المناطق على حد تعبير قائد المجموعة أبو محمود.”

ونقلت الصحيفة عن أبو محمود قوله: “الناس يموتون في سوريا، ولا أحد يساعدنا، أنا غير راض عما يحدث في بلادي، وأفضل الموت هنا وعدم الرحيل.”

أوجلان يعرض على الأسد مقاتلين لمواجهة الانتفاضة الشعبية

أكدت مصادر مطلعة أن الاستخبارات التركية عثرت على رسالة، موجهة من زعيم “حزب العمال الكردستاني” عبد الله أوجلان المعتقل لدي تركيا إلى القيادة السورية يعرض فيها إرسال 1000 مقاتل لدعم النظام السوري في مواجهة الانتفاضة الشعبية التي تنادي بإسقاطه.

وبحسب صحيفة “الشرق الأوسط” قالت المصادر: “الاستخبارات التركية تدرس بتمعن وحذر شديدين وثائق حصلت عليها قبل أسبوعين خلال مداهمتها لأحد مراكز الكردستاني”.

وأضافت: “إحدى هذه الوثائق هي رسالة موجهة من عبد الله أوجلان شخصيًا إلى القيادة السورية يعرض فيها على الرئيس السوري بشار الأسد إرسال 1000 مقاتل لينضم إلى مسعى النظام في إخماد الانتفاضة، بالإضافة إلى مساعدته في منع تفجر أي أزمة في الأوساط الكردية”.

وأردفت المصادر: “تركيا لم تجد ما يفيد بنوعية الرد السوري، لكنها تنظر إلى الأمر على أنه تهديد خطير”.

وأشارت إلى أن غالبية قيادات “الكردستاني” الحاليين هم من أصل سوري، بالإضافة إلى وجود كبير لمقاتلين أكراد من أصل سوري في جبال قنديل داخل الأراضي العراقية، والتي انطلقت منها الهجمات الأخيرة ضد تركيا.

جدير بالذكر أن تركيا كانت قد حذرت الدول المجاورة – من دون أن تسمي سوريا أو إيران – مما سمته “اللعب بورقة الإرهاب”، وأوضحت أن من يلعب بهذه الورقة ستحترق يده في نهاية المطاف.

واشنطن “لا تصدّق” أن الأسد لم يأمر بالقتل

أنقرة تزيد العقوبات وموسكو ضد تدخل عسكري

نفى الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة مع شبكة “إي بي سي نيوز” الاميركية للتلفزيون ان يكون أصدر أوامر بقتل متظاهرين يطالبون باسقاطه، معتبرا أنه لا يمكن أي شخص أن يفعل ذلك إلا اذا كان مجنونا. بيد ان الادارة الاميركية سارعت الى استغراب هذا التصريح قائلة إما أن الاسد “منفصل عن الواقع” وإما أنه “مجنون”. وثار هذا الجدل عشية اعادة الولايات المتحدة وفرنسا سفيريهما الى دمشق بعد أشهر من استدعائهما للتشاور.

وسجل هذا التطور في ظل تدهور مستمر للعلاقات السورية – التركية تجلى في اليومين الاخيرين في فرض أنقرة عقوبات اقتصادية جديدة على دمشق تمثلت في فرض رسوم بنسبة 30 في المئة على السلع الواردة من سوريا، وذلك بعد أيام من فرض الحكومة السورية رسوما مماثلة على البضائع الآتية من تركيا.

والى “الحرب الاقتصادية” بين الدولتين الجارتين، كانت المناطق السورية المحاذية للحدود التركية، مسرحا لتوتر ملحوظ. اذ أعلنت السلطات السورية انها قتلت “مجموعة مسلحة” تسللت من تركيا الى الاراضي السورية، الامر الذي نفته أنقرة. لكن التوتر الحدودي لم يمنع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من تحذير وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الذي التقاه في فيلنيوس على هامش مؤتمر الأمن والتعاون في أوروبا، من التدخل العسكري في سوريا.

 عودة السفير الأميركي

  وفي واشنطن (هشام ملحم) ، وفي تطور لافت، عاد السفير الاميركي لدى سوريا روبرت فورد الى دمشق الثلثاء، في خطوة منسقة مع الحكومة الفرنسية التي اعادت ايضا سفيرها أريك شوفالييه. وقال البيت الابيض ان عودة فورد “تبين تضامننا المستمر مع الشعب السوري، والقيمة التي نعلقها على جهود فورد للتحاور مع السوريين في شأن جهودهم الهادفة الى تحقيق انتقال سلمي وديموقراطي” للسلطة في دمشق.

وتزامنت هذه الخطوة مع اجتماع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون مع عدد من قياديي المعارضة السورية في جنيف للمرة الثانية منذ الصيف.

 وجاء في بيان للبيت الابيض ان عودة السفير فورد الى دمشق تحظى بالدعم الكامل للرئيس اوباما وبثقته وقال: “نعتقد ان وجوده في البلاد هو من أهم الوسائل الفعالة لتوجيه رسالة الى الشعب السوري بان الولايات المتحدة تقف بتضامن معه”.

 وفي اشارة الى الاعتداءات التي تعرضت لها السفارة الاميركية والتهديدات التي وجهت الى السفير ودفعته الى مغادرة دمشق قبل اكثر من شهر ونصف شهر، اضاف البيان: “نتوقع من الحكومة السورية ان تحترم واجباتها بحماية الديبلوماسيين ومنشآتهم وفقا لمعاهدة جنيف والسماح لموظفي السفارة بالقيام بأعمالهم من دون ترهيب او عقبات”.

وقالت وزارة الخارجية ان فورد أنهى “مشاوراته” في واشنطن وسيعود الى سوريا “لمواصلة العمل الذي كان يقوم به سابقا، أي ايصال الرسالة الاميركية الى الشعب السوري، ونقل الاخبار الموثوقة في شأن الوضع على الارض، والتحاور مع طيف كامل في المجتمع السوري حول كيفية انهاء سفك الدماء وتحقيق انتقال سياسي سلمي”.

وكان فورد قد غادر سوريا فجأة في 24 تشرين الاول بعد تعرضه لتهديدات مقلقة، وكان يفترض ان يعود قبل عيد الشكر في 24 تشرين الثاني، ولكنه أجل عودته بسبب التطورات الميدانية وضرورات تنسيق المواقف مع الدول الصديقة.

وردا على المقابلة التي أجرتها شبكة “الإي بي سي نيوز” مع الاسد والتي صرح فيها بأنه لم يصدر أوامر بقتل المتظاهرين، قال الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني: “هذا غير جدير بالتصديق”. وأضاف: “العالم يشاهد ما يحدث في سوريا”.

الى ذلك، كرر الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر ان الاسد فقد الشرعية وعليه التنحي. وقال ان تصريحاته تدل على أنه “إما فقد تماما كل سلطة له داخل سوريا، وإما انه مجرد أداة، وإما انه منفصل تماماً عن الواقع… إما أن يكون ذلك انفصالاً عن الواقع، و استخفافاً، أو كما قال، جنوناً، لا أعلم”.

عودة السفير الفرنسي

وفي باريس، صرح نائب الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومين نادال بأن شوفالييه “عاد إلى عمله في دمشق الاثنين بعد مشاورات استدعي لاجرائها”. وقال إن “عودة السفير إلى دمشق لا تعني أن المسائل المقلقة قد اختفت، بل العكس. لكن عمله على الأرض في سوريا مهم”. وأكد أن “فرنسا تقف مع الشعب السوري أكثر من أي وقت مضى”.

بان كي – مون

وفي نيويورك (علي بردى) أكد الناطق بإسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون، مارتن نيسيركي أن “مسؤولية مطلقة” تقع على عاتق رئيس اي بلد لحماية شعبه، في رد مباشر على نفي الأسد أن يكون مسؤولاً عن أعمال العنف التي ترتكبها قوى الأمن والجيش ضد المحتجين على نظامه.

وسئل عن قول الأسد إنه ليس مسؤولاً عن أعمال القتل، فأجاب نيسيركي إن “رئيس أي بلد، بما في ذلك سوريا، عليه مسؤولية مطلقة لحماية السكان. أعتقد أن هذا واضح”. وأضاف أن “القتل يجب أن يتوقف. العنف يجب أن يتوقف. هذا أمر قاله ليس فقط الأمين العام للأمم المتحدة بل أيضاً جامعة الدول العربية وكثيرون في المجتمع الدولي”. ورأى أن “المتظاهرين المسالمين موجودون في الشوراع لأنهم يتمنون رؤية اصلاحات”، وأن هذا “يحتم على السلطات التي يقودها رئيس البلد أن تستمع باصغاء الى ما يقوله الشعب”.

واستبعد ديبلوماسي غربي رفيع المستوى أن يتحرك مجلس الأمن حيال الوضع المتدهور في سوريا من دون قيادة عربية. وأشار الى أن “المشاورات لا تزال جارية” مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ورئيس لجنة التنسيق العربية حول سوريا رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني والمسؤولين في دولة الإمارات العربية المتحدة والأردن ومصر وليبيا، وكذلك مع السفراء العرب لدى الأمم المتحدة في شأن “الخيارات الكثيرة المتاحة أمام مجلس الأمن”، موضحاً أن أحد الخيارات يتمثل في مجيء العربي أو الشيخ حمد لإحاطة أعضاء المجلس بما آلت اليه المبادرة العربية لحل الأزمة السورية.

وقال: “نحن راضون جداً عن الطريقة التي تتعامل بها جامعة الدول العربية مع سوريا”، ملاحظاً أن أعضاءها “لا يمنحون الأسد فرصة للتهرب من واجباته”. وأضاف أن “الضغط على النظام السوري سيزداد” إذا لم يتوقف العنف. وذكر أن “خيارات” مجلس الأمن تراوح بين قرار يفرض عقوبات دولية، أو قرار يتضمن “رسالة سياسية قوية لكنه لا يفرض عقوبات” على غرار القرار الذي اتخذ في شأن اليمن، أو “قرار سياسي قوي يهدد بعقوبات” كالذي قدم في أيلول الماضي وأسقطته روسيا والصين باستخدامهما امتياز حق النقض ضده. وإذ استدرك أن الغرب “لن يقبل مساواة بين ما كان في قرار اليمن وقرار عن سوريا”، خلص الى أن “ما سيقودنا هو أولاً الأحداث على الأرض، وثانياً ما تريده جامعة الدول العربية”.

و ص ف، رويترز

كلينتون تلتقي معارضين … ودمشق تنتظر الدخان الأبيض للجامعة

الأسد ينفي أوامر قتل المتظاهرين: لن أبقى رئيساً مدى الحياة

اعلن الرئيس السوري بشار الاسد، امس، انه لا يريد ان يكون رئيسا لسوريا طيلة عمره، وقال «حينما اشعر ان الدعم الشعبي قد تضاءل، لن ابقى (في السلطة). حتى اذا طلبوا مني ذلك»، مشيرا الى ان السلطات السورية ستواصل عملية الاصلاح، موضحا انه ستجري انتخابات عامة العام المقبل، لكنه أكد ان الانتخابات الرئاسية لن تجري قبل العام 2014، مبررا بأنه «لا يمكن التسرّع بالانتخابات». وقال «يستغرق الامر وقتا طويلا، والكثير من النضوج حتى الوصول الى ديموقراطية كاملة».

ونفى الأسد، في مقابلة مع الصحافية باربرا وولترز على قناة «ايه بي سي نيوز» الاميركية، ان يكون قد اصدر اوامر بقتل محتجين. وقال «نحن لا نقتل شعبنا. ليس من حكومة في العالم تقتل شعبها، إلا اذا كانت تحت قيادة شخص مجنون».

وأقر الأسد بأن بعض أعضاء القوات المسلحة تجاوزوا الحد لكنه قال إنهم عوقبوا على أفعالهم. وقال «كل تصرف وحشي كان تصرفا فرديا وليس مؤسسيا.. هذا هو ما يجب أن تعرفوه. هناك فرق بين اتباع سياسة قمع وارتكاب بعض المسؤولين أخطاء». وأضاف «لم تصدر أوامر للقتل أو ارتكاب اعمال وحشية».

وأضاف الرئيس السوري ان قوات الامن تابعة للسلطة وليس له شخصيا، مضيفا «أنا لا أملكهم. أنا الرئيس، ولا أملك البلاد. ولذا فهي ليست قواتي»، وهو ما سارع المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي لتوضيحه. وقال، في مؤتمر صحافي، «عندما سألته وولترز هل قامت قواتك، بالمعنى الشخصي وكأنها ميليشيا، بقمع شديد، قال الرئيس ان هذه ليست قواتي، وقدم شرحا صحح به وصوب السؤال الموجه وقال ان هناك قوات في سوريا مهامها الدستورية الحفاظ على أمن البلاد واستقرارها». وأضاف «الرئيس الاسد مسؤول دستوريا عن مهامه كرئيس جمهورية».

وألقى الأسد باللائمة بشأن أعمال العنف على الإرهابيين والمجرمين والمتطرفين الموالين لتنظيم القاعدة، مشيرا إلى أن هؤلاء المتطرفين يندسون وسط المتظاهرين السلميين.

وتقدر الامم المتحدة ان أكثر من أربعة آلاف شخص قتلوا منذ بدء الاحتجاجات في آذار. ورفض الاسد محصلة القتلى، قائلا «من قال ان الامم المتحدة مؤسسة تحظى بمصداقية؟»، موضحا ان «اغلب من قتلوا من انصار الحكومة وليس العكس». كما تحدث عن مقتل 1100 جندي وشرطي.

وطرحت وولترز في حديثها مع الأسد حالة حمزة الخطيب الصبي البالغ الـ13 من العمر الذي تقول المجموعات الحقوقية انه قتل في نيسان بعد اطلاق الرصاص عليه وتعرضه للحرق. ورد الاسد على ما يتردد عن تعذيب اطفال «لأكون صريحا معك يا باربرا، أنا لا أصدقك». وأضاف «كل فعل وحشي اقترفه فرد، وليس مؤسسة، هذا ما يجب ان تعرفيه». وتابع «هناك فرق بين وجود سياسة قمع وبين ارتكاب بعض المسؤولين بعض الاخطاء. هناك فرق كبير».

وأعلن الاسد انه لا يريد ان يتزعم سوريا طيلة عمره. وقال «حينما اشعر ان الدعم الشعبي قد تضاءل، لن أبقى (في السلطة). حتى اذا طلبوا مني ذلك. لا ينبغي ان اظل في

المنصب اذا لم يكن هناك دعم شعبي»، معربا عن اعتقاده بأنه ما زال يحظى بالدعم.

وحول الإصلاح في سوريا، قال الأسد انه يطبق إصلاحات وإنه سيتم إجراء انتخابات نيابية العام المقبل، ولكنه أكد ان الانتخابات الرئاسية لن تجري قبل العام 2014، مبررا بأنه «لا يمكن التسرّع بالانتخابات». وقال ان الحكومة تمضي قدما في الاصلاحات، لكنه اضاف «لم نقل ابدا اننا بلد ديموقراطي». وتابع «يستغرق الامر وقتا طويلا، والكثير من النضوج حتى الوصول الى ديموقراطية كاملة».

وذكر أن الجهود الدولية المتزايدة لفرض عقوبات على سوريا لن يكون لها أثر يذكر. وأضاف «نخضع للعقوبات منذ 30 أو 35 عاما. هذا ليس امرا جديدا… لسنا منعزلين. هناك أناس يأتون ويذهبون.. هناك تجارة.. يوجد كل شيء».

وعما إذا كان يشعر بالذنب من العنف الذي عصف ببلاده، أوضح الأسد أنه بذل كل ما في وسعه «لإنقاذ الناس». وقال «لا يمكنني ان أشعر بالذنب عندما أبذل قصارى جهدي. تشعر بالأسف على الأرواح التي فقدت. لكن لا تشعر بالذنب عندما لا تقتل الناس. لذلك الأمر لا يتعلق بالذنب».

مقدسي

وأشار مقدسي، في مؤتمر صحافي في دمشق، ردا على سؤال حول رد جامعة الدول العربية على التعديلات السورية، «الدخان الأبيض لم يظهر بعد من أروقة الجامعة العربية، ونحن لا نعتمد في ردودنا على تسريبات، والموقف الرسمي هو أن الأمين العام نبيل العربي قال إنهم يدرسون ما قدمته سوريا من طروحات منطقية بعيدة جداً عن أي شروط». وأضاف «نحن بانتظار هذا الدخان الأبيض إذا كانت النوايا العربية سليمة، ونأمل أن تكون سليمة حرصاً على البيت والحل العربي».

وأشار الى أن هناك «جهودا عربية نأمل أن تكون نبيلة لصالح إجلاء الوضع، وأن تكون خطوة نحو طريق الحل، والموضوع ليس موضوع مراقبين ولسنا بوارد تدويل أي شيء، ولكننا نرحب بأي مساع حميدة من أي طرف».

وأمل أن تكون عودة سفراء أميركا وفرنسا وألمانيا «هدفها تحسين هذه العلاقات واحترام السيادة السورية». وقال «إذا لم يكن هذا الهدف من العودة، فنأمل أن تكون عطلة عيد الشكر بالنسبة للسفير الأميركي فرصة لإعادة قراءة معاهدة فيينا للعلاقات الدبلوماسية ليعرف ما له وما عليه».

الى ذلك، أمل مقدسي أن يكون «لقاء وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مع المعارضة (السورية) هدفه إقناع المعارضة للقدوم إلى طاولة الحوار». وقال «نحن مؤمنون بالحوار وأن يكون الحل سوريا بحتا». وأضاف «نود من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن أن تلتزم بميثاق الأمم المتحدة وعدم اللجوء إلى اجتماعات لزعزعة الأمن، بل اجتماعات هدفها السلم الأهلي».

من جهة أخرى، كشف مقدسي عن وجود مراسلات بين بلاده وتركيا تتعلق بموضوع انطلاق عدد من المسلحين من الاراضي التركية باتجاه سوريا. وقال «نحن حريصون على أن تكون علاقاتنا جيدة مع دول الجوار وخصوصاً مع تركيا، وإذا أراد الجانب التركي أن يجري مراجعة نقدية لهذه المواقف غير المبررة سنرحب بذلك».

وجاءت اقوال مقدسي تعليقا على تصريح لدبلوماسي تركي قال فيه ان «تركيا لا تسمح لأي مجموعة مسلحة (بشن هجمات) ضد دول أخرى» في اشارة الى سوريا. وكانت وكالة الانباء السورية (سانا) ذكرت أول أمس ان قوات حرس الحدود السورية منعت محاولة 35 «ارهابيا مسلحا» دخول البلاد عبر الحدود التركية.

وقال مصدر دبلوماسي رفيع المستوى في بروكسل لـ«السفير» إن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ابلغ وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي أن تركيا تواصل العمل واتخاذ الإجراءات الضرورية على حدودها مع سوريا، من أجل إقامة منطقة عازلة في المنطقة الشمالية، لاستقبال اللاجئين المدنيين، في ظل صعوبة العمل على إنجاز ممرات إنسانية إلى المدن السورية المحاصرة.

وقال المصدر الدبلوماسي إن الوزير التركي أبلغ نظراءه في الحلف أن الدبلوماسية التركية ماضية في بذل الجهود لتصعيد الضغوط على النظام السوري بكل الوسائل، وعبر التنسيق مع الجامعة العربية، لمضاعفة العقوبات الاقتصادية لتشديد الطوق على الحلقة المقربة من الأسد، لكنه استبعد لجوء بلاده إلى اي عملية عسكرية في سوريا.

ونقلت صحيفة «ميللييت» التركية عن سيبل ادموندس، أحد العاملين السابقين في مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي «اف بي آي»، قوله إن «المعارضين من أعضاء الجيش السوري الحر يتلقون تدريبات سرية في مخيمات مدينة هاتاي الحدودية مع سوريا».

وأضاف إن «ضباط القوات الأميركية وحلف شمال الأطلسي يقومون بتدريب المعارضين السوريين في قاعدة انجيرليك لإعدادهم لإطاحة نظام بشار الأسد». وأضاف أن «المعلومات الواردة إليه من مصادر أميركية وتركية تشير إلى أن أعضاء الجيش الحر بزعامة العقيد رياض الأسعد يتدربون في قاعدة انجيرليك منذ شهر أيار الماضي، وأن أميركا تدرب المعارضين بالإضافة إلى تقديمها الدعم المالي والسلاح لهم».

البيت الابيض

وفي واشنطن، كرر المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر الموقف الاميركي من أن الأسد فقد الشرعية ويجب عليه التنحي. واعتبر ان تصريحات الأسد تدل على انه «اما انه فقد تماما كل سلطة له داخل سوريا، او انه مجرد أداة، او انه منفصل تماما عن الواقع». وأضاف «اما ان يكون ذلك انفصالا عن الواقع، او استخفافا، او كما قال، جنونا. لا أعلم».

من جهته، قال البيت الابيض ان إنكار الأسد أنه اصدر اوامر بقتل المتظاهرين «يفتقر الى المصداقية». وقال المتحدث باسمه جاي كارني ان «الولايات المتحدة وعددا من الدول الاخرى في العالم، التي اجمعت على ادانة العنف الفظيع في سوريا الذي ارتكبه نظام الاسد، تعرف بالضبط ما الذي يحدث ومن المسؤول عنه».

كلينتون

وفي بروكسل (محمد بلوط)، اعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، أول أمس، ان «المجلس الوطني السوري على الطريق الصحيح». الاستنتاج لوحت به كلينتون لوفد من «المجلس الوطني» خلال محطة سويسرية في جنيف، وهي في طريقها للقاء وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي في بروكسل، فيما ذهب اعضاء الوفد السوري نفسه إلى لقاء المجموعة الديموقراطية الاجتماعية في البرلمان الأوروبي.

كلينتون استمعت إلى وفد «وطني» تألف من ابرز اعضاء المكتب التنفيذي للمجلس الوطني كبرهان غليون وبسمة قضماني، ونجيب الغضبان، وعبد الباسط سيدا، وهيثم المالح الذي انضم حديثا إلى «المجلس»، ووصل متأخرا إلى الموعد مع الوزيرة الأميركية، فالتقى أحد مساعديها، قبل إلى ان ينضم إلى الصورة التقليدية في نهاية الاجتماع.

وقال مصدر عربي لـ«السفير» إن كلينتون أعادت تأكيد دعم بلادها للمجلس الوطني، وطلبت من محادثيها تحسين أداء المجلس والمعارضة في مواجهة النظام السوري. وقالت للوفد إن المشكلة الروسية، وتلويح موسكو باستخدام «الفيتو» في مجلس الأمن يسد الطريق نحو أي قرار دولي أو عمل للأسرة الدولية في سوريا. وعبرت عن شكها في قرب تجاوز العقبة الروسية.

وتستند الجهود الدبلوماسية على الاختراق الذي يمكن للجامعة العربية أن تحققه من خلال مبادرتها. وأبدت كليتنون استعدادها للعمل على إرسال مراقبين دوليين «عندما يحين الوقت المناسب لذلك». واعتبرت أن الاقتراح الفرنسي بفرض ممرات إنسانية غير قابل للتنفيذ، وليس مطروحا في الوقت الحالي، موضحة أنه من المستحيل تمريره في مجلس الأمن.

ولا يبدو أن الوزيرة الأميركية تراهن على نجاح المبادرة العربية على المدى البعيد، إذ لم تسقط ورقة التدويل والعودة إلى مجلس الأمن. وقالت كلينتون إنها تنتظر أن تعود الجامعة العربية إلى مجلس الأمن لتتقدم بطلب استصدار قرار دولي لإدانة سوريا، وفرض عقوبات إضافية عليها. وأضافت إن احد الخيارات لتغيير الموقف الروسي يمر عبر دعوة بعض العرب إلى تكوين نواة من الدول المؤثرة اقتصاديا على روسيا وتتمتع بعلاقات اقتصادية قوية معها تستخدمها للضغط على موقفها الممانع في مجلس الأمن.

وقال أحد المشاركين في اللقاء إن المبادرة العربية باتت وراءنا، وإن الطريق الوحيد للي ذراع النظام السوري هو طريق العقوبات، وإن الجامعة العربية لن تقبل بالتعديلات التي تقدم بها النظام السوري. وأضاف لقد طالبنا بالمزيد من الضغوط على الدول العربية لسحب سفرائهم من دمشق، وتعميق عزلة النظام السوري، كما طالبنا بأن تعمل الدول الصديقة للمجلس على التشويش على برامج التلفزيون السوري، والقنوات المعادية للثورة السورية.

وحثت الوزيرة الأميركية أعضاء المجلس الوطني على توحيد صفوف المعارضة السورية، وتحضير خطتهم للمرحلة الانتقالية. وقالت «تدرك المعارضة السورية الممثلة هنا ان الاقليات في سوريا لديها اسئلة وبواعث قلق مشروعة بشأن مستقبلها، وينبغي طمأنتها بأن سوريا ستكون افضل في ظل نظام من التسامح والحرية يوفر فرصا واحتراما وكرامة على أساس التوافق لا بناء على أهواء دكتاتور».

وفي هذا الإطار قال معارض سوري من هيئة التنسيق إن الهيئة تلقت دعوة إلى اللقاء السويسري لكنها لم تقم بتلبيتها لانها لم تكن دعوة رسمية وعلنية.

الجامعة العربية

ولمّح الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أول أمس إلى عقد اجتماع عاجل على مستوى وزراء الخارجية لتقييم الوضع في سوريا. ولم يقترح موعدا لعقد الاجتماع بعد. وأعلنت جامعة الدول العربية أن العربي سيقوم بجولة عربية ابتداء من اليوم تشمل العراق وقطر والكويت.

وأدان العربي «الجرائم وأعمال العنف والقتل التي تشهدها مدينة حمص وأنحاء أخرى مختلفة من سوريا والتي أدت إلى سقوط العشرات من المواطنين السوريين الأبرياء». وقال، في بيان، إن «استمرار تلك الجرائم يهدد الجهود العربية المبذولة لإنقاذ سوريا ومساعدتها على الخروج من المأزق السياسي الراهن وتجنب التدخل الخارجي».

ونقلت وكالة الانباء السورية (سانا) عن سفير سوريا في القاهرة يوسف أحمد قوله «من الواضح أن الأمين العام للجامعة العربية ما زال مصمما على الاستمرار في استقاء المعلومات عن الوضع في سوريا من مصدر واحد، ومن وسائل إعلام معروفة ما زالت تمارس التحريض السياسي والإعلامي ضد سوريا، بعيدا عن أي معايير تتعلق بالمصداقية والمهنية والمسؤولية».

وأوضح أحمد أن «أي دور إيجابي وفاعل للجامعة العربية في حل الأزمة في سوريا لا بد من أن يتأسس أولا على توازن في الموقف ووضوح في الرؤية، وحرص على مصداقية كل معلومة يتم الاستناد إليها في إصدار القرارات وإطلاق المواقف السياسية أو التصريحات الإعلامية»، محذرا «من استمرار الجامعة العربية وبعض الأطراف داخلها بتجاهل دور وموقف بعض جماعات المعارضة في الخارج والمجموعات الإرهابية المسلحة في الداخل برفض وعرقلة الحل السياسي للمأزق الذي يتحدث عنه البيان الصحافي للأمين العام، ودفع الأمور بمباركة وتوجيه أطراف عربية وإقليمية وغربية نحو استحضار التدخل الخارجي بأي ثمن، حتى لو كان دماء السوريين».

وتابع إن «ذلك الأمر يدفع إلى التساؤل عما إذا كان المطلوب من الأمين العام للجامعة اليوم إطلاق التصريحات وإصدار البيانات الإعلامية غير المتوازنة وطمس الدوافع وراء ما تشهده سوريا من أحداث، ولا سيما الترويج للتدخل الخارجي في الشأن السوري تحت شعارات واهية بعيدة تماما عن حقيقة ما تتعرض له البلاد من أزمة، وما يتعرض له الشعب السوري من استهداف لدمائه وأمنه ووحدته الوطنية».

روسيا

وقالت روسيا انه يجب إعطاء وقت لخطة السلام التي أعدتها الجامعة العربية والتي تدعو الى دخول مراقبين.

وقال الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف، لدى تسلمه أوراق اعتماد السفير السوري الجديد رياض حداد في موسكو، «إن العلاقة بين شعبي روسيا وسوريا تتسم بالصداقة والتعاطف. ويحدد هذا بالذات وكذلك السعي إلى منع تمييع أحكام القانون الدولي ومبادئ العلاقات الدولية، موقفنا من المحن العسيرة التي تواجه سوريا. ونرى ضرورة أن يقوم السوريون بأنفسهم، من دون تدخل خارجي، بتحقيق الاستقرار في بلادهم، ووقف العنف وتنظيم حوار وطني شامل وفعال».

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بعد حضوره اجتماعا في ليتوانيا لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا، «أمضى جميع اللاعبين الخارجيين بضعة اشهر لإقناع الاطراف المتحاربة (في اليمن) بالاتفاق والتوقيع على خطة سلام مشابهة». وأضاف «هناك حاجة لممارسة القدر نفسه من الصبر والقدر نفسه من المسؤولية في ما يتعلق بخطة الجامعة العربية في سوريا».

وقال لافروف ان روسيا لا تريد ان تصبح مبادرة الجامعة العربية ذريعة لتدخل خارجي. وأعلن ان المراقبين المزمع إرسالهم الى سوريا يمكن ان يضموا مراقبين غير عرب اذا كان هذا يناسب دمشق. وقال «روسيا بوجه خاص يمكنها ان تفوض ممثلين عنها لمثل هذه الجموعة اذا أبدت السلطات السورية اهتماما بالأمر».

وأكد لافروف أن مبادرة جامعة الدول العربية بخصوص سوريا لا يجوز أن تتحول إلى إنذار. وقال «إن روسيا دعت منذ البداية لوقف العنف القادم من اي جهة»، مشيرا إلى أن «العنف لا يأتي من السلطات فقط بل من الاستفزازيين الذين يزداد عددهم بين المتظاهرين». وأضاف «من أجل التأكد إن كان الأمر كذلك ام لا، يتطلب الأمر مراقبين مستقلين، لذا نحن نؤيد مبادرة الجامعة التي طرحت في البداية، لكننا نعارض بشكل قاطع ان تتحول هذه المبادرة إلى إنذار».

وذكرت وكالة «نوفوستي» ان لافروف حذر، خلال لقاء مع داود أوغلو، من التدخل العسكري في سوريا. وشدد لافروف خلال المباحثات على «ضرورة وقف العنف في سوريا من قبل كافة أطراف النزاع وإقامة حوار بين السلطة والمعارضة لإيجاد سبل تطبيع الأوضاع وتحقيق الإصلاحات التي حان وقتها»، مؤكدا أن «أي تدخل عسكري خارجي في الشؤون السورية، أو التهديد باستخدام القوة أو توجيه إنذارات هو أمر غير مقبول».

ميدانيا

اعلن المرصد السوري لحقول الانسان، في بيان، «قتل اربعة مدنيين برصاص قوات الامن في حمص وإدلب». وأضاف «وقعت مواجهات بين الجيش السوري النظامي ومجموعة منشقين في بلدة سراقب في محافظة ادلب قرب الحدود التركية».

وقالت الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) ان الجيش تصدى لمسلحين حاولوا قطع طريق حلب السريع في منطقة حماه التي يسودها التوتر اليوم وقتل «ارهابيا» واحدا. وقالت الوكالة «فككت عناصر الهندسة العسكرية في محافظة حماه سبع عبوات زرعتها مجموعات ارهابية مسلحة في منطقتي حماة ومحردة». وأضافت الوكالة ان طيارا في الجيش قتل بالرصاص امام منزله.                           («السفير»، سانا،

                   أ ف ب، أ ب، رويترز، أ ش أ)

أنقرة تفرض عقوبات جديدة ..وتسلح معارضين سوريين

ردت أنقرة أمس على دمشق، بفرض مجموعة جديدة من العقوبات ضد سوريا، بالرغم من تأكيدها أنها لا تسمح بشن أي هجوم على دول الجوار انطلاقا من أراضيها.

وقال دبلوماسي تركي إن «تركيا لا تسمح لأي مجموعة مسلحة (بشن هجمات) ضد دول أخرى». وكانت وكالة الأنباء السورية (سانا) ذكرت إن قوات حرس الحدود السورية في محافظة ادلب أحبطت الاثنين الماضي محاولة تسلل «مجموعة إرهابية مسلحة» إلى داخل الأراضي السورية عبر موقع قرية عين البيضا.

ونقلت الوكالة عن مصادر وصفتها بالمطلعة في ادلب، أمس الأول، قولها إن «قوات حرس الحدود اشتبكت مع مجموعة إرهابية مسلحة مكونة من نحو 35 مسلحا ومنعتها من الدخول للأراضي السورية». وأضافت إن القوات السورية «أصابت عددا من عناصر (المجموعة)، بينما لاذ البقية بالفرار باتجاه الأراضي التركية». وتابعت انه «سمع صوت سيارات من الجانب التركي بادرت لنقل المصابين من أفراد المجموعة الإرهابية المسلحة»، مؤكدة انه «لم تحدث أي إصابات أو خسائر في وحدات حرس الحدود» السورية.

ونقلت صحيفة «ميللييت» التركية عن سيبل ادموندس، أحد العاملين السابقين في مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي «اف بي أيه»، قوله أن «المعارضين من أعضاء الجيش السوري الحر يتلقون تدريبات سرية في مخيمات مدينة هاتاي الحدودية مع سوريا».

وأضاف إن «ضباط القوات الأميركية وحلف شمال الأطلسي يقومون بتدريب المعارضين السوريين في قاعدة انجيرليك لإعدادهم للإطاحة بنظام بشار الأسد». وأضاف أن «المعلومات الواردة إليه من مصادر أميركية وتركية تشير إلى أن أعضاء الجيش الحر بزعامة العقيد رياض الأسعد يتدربون في قاعدة انجيرليك منذ شهر أيار الماضي، وان أميركا تدرب المعارضين بالإضافة إلى تقديمها الدعم المالي والسلاح لهم».

إلى ذلك، قال وزير الجمارك والتجارة التركي هياتي يازجي، لقناة «ان تي في» الخاصة «سنفرض ضريبة 30 في المئة على السلع القادمة من سوريا».

وكانت دمشق ردت على العقوبات التركية بتعليق اتفاق التجارة الحرة مع أنقرة، كما زادت الجمارك على الواردات السورية ورفعت أسعار الوقود وأخرت الشاحنات التي تنقل البضائع. وقال يازجي إن «سوريا ستدفع ثمنا غاليا على هذه العقوبات».

وقال وزير التجارة ظافر تشاغليان ان تركيا ستبدأ تصدير السلع بحرا إلى مصر وبرا إلى العراق في مسعى لتجنب الممرات التجارية الحالية عبر سوريا. وأضاف إن دمشق بدأت السماح للشاحنات التركية بدخول سوريا أمس الأول بعد منعها من الدخول الأسبوع الماضي ردا على العقوبات التي فرضتها أنقرة.

(ا ف ب، ا ب، رويترز)

روسيا ترفض تحويل مبادرة الجامعة العربية حول سوريا إلى إنذار

رفض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان تتحول مبادرة جامعة الدول العربية حول سوريا إلى “إنذار”، مشيرا إلى أن “البعض يحاول بذل مثل هكذا محاولات”.

وقال لافروف للصحافيين، عقب اجتماعه مع وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي في بروكسل اليوم، “إن هناك في العالم الإسلامي انقساماً ترتسم ملامحه بين السنة والشيعة، وهو انقسام في غاية الخطورة قد يترتب عليه ما لا يحمد عقباه ما لم يتم ردم هذا الشرخ”.

(وكالة أنباء موسكو)

لجان التنسيق المحلية في سوريا تدعو إلى إضراب اعتبارا من الأحد

دعت لجان التنسيق المحلية التي تمثل حركة الاحتجاج السورية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في الداخل إلى إضراب اعتبارا من الأحد، في بيان تلقته وكالة “فرانس برس”.

ودعت لجان التنسيق في بيانها إلى “إضراب الكرامة” الذي اعتبرته “خطوة أولى في مسيرة العصيان المدني الشامل”.

وإذ دعت لجان التنسيق كما في كل أسبوع إلى تظاهرات في “جمعة إضراب الكرامة”، أوضحت أن الإضراب يبدأ الأحد “من الساعة 8,00 (6,00 تغ) حتى الساعة 2,00 بعد الظهر (12,00 تغ)” بما يشمل المدارس، على أن تعلن يومها “بداية سلسلة الإضرابات” التي يفترض أن تشل “النظام القمعي”.

وتلي ذلك خطوات تصعيدية على مراحل ليشمل الإضراب بشكل متعاقب الوظائف وإغلاق الهواتف الجوالة، ثم المحلات التجارية والجامعات ووسائل النقل والطرقات وموظفي الدولة وصولا إلى الطرق الدولية في المرحلة الأخيرة.

وحثت اللجان الشعب السوري على “العمل معا على إنجاح هذه الدعوة وحشد جميع القوى للترويج لها بكل طاقاتنا وإمكاناتنا حتى نستعيد زمام العمل والمبادرة ونقرر مصيرنا بأنفسنا”، مؤكدة أن “الإضراب طريقنا لتحرير إرادتنا”.

(أ ف ب)

الحريري: أيام الأسد معدودة والسوريون يقتلون بأوامره

بيروت- (ا ف ب): رأى رئيس الحكومة اللبناني السابق سعد الحريري، أبرز أركان المعارضة، أن أيام الرئيس السوري بشار الأسد “باتت معدودة” وانه سيضطر إلى “مغادرة سوريا بالقوة ام من تلقاء نفسه”، معتبرا أن السوريين “يقتلون بأوامره”.

وقال الحريري ردا على أسئلة على موقع (تويتر) الالكتروني للتواصل، “اعتقد أن أيام (الرئيس السوري) باتت معدودة”، و”انه سيضطر إلى مغادرة سوريا من تلقاء ذاته ام بالقوة”.

وعما اذا كانت عودة السفيرين الامريكي والفرنسي إلى سوريا يؤشران إلى “تطبيع مع نظام الاسد”، قال “لا، بل اعتقد أن على بشار أن يشعر بالقلق”.

وتعليقا على تصريحات الرئيس السوري الاخيرة لشبكة (ايه بي سي نيوز) التلفزيونية الامريكية والتي قال فيها انه لم يصدر اوامر بقتل شعبه، قال الحريري “هذه كذبة كبيرة، كل ما قاله حول سوريا كذب. انه القاتل الاساسي في كل ذلك”، و”شهداء سوريا الأبرار لم يقتلوا الا باوامره”.

واضاف “هذه تصريحات تذكرني بتصريحات الراحل معمر القذافي”.

واعتبر أن سقوطا محتملا للنظام السوري “لن يؤثر على لبنان الا ايجابا”، مضيفا “يجب كسر جدار الخوف كما كسرتموه في 2005″، تاريخ انسحاب الجيش السوري من لبنان بعد حوالى ثلاثين سنة من التواجد تحت ضغط الشارع والمجتمع الدولي.

وقال الاسد في تصريح تم بثه الاربعاء “نحن لا نقتل شعبنا. ليس من حكومة في العالم تقتل شعبها، الا اذا كانت تحت قيادة شخص مجنون”، مضيفا انه “لم يصدر اوامر بالقتل او بارتكاب اعمال عنف”.

ومن جهة ثانية، أبدى الحريري سروره بدفع لبنان حصته من تمويل المحكمة الدولية التي تنظر في اغتيال والده رفيق الحريري، وقال “انا مسرور بتمويل المحكمة الخاصة بلبنان”، مشيرا الى ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي “قام بما يجب القيام به”.

واعلن ميقاتي الاسبوع الماضي تحويل المبلغ المتوجب على لبنان في تمويل المحكمة الدولية الذي ترفضه الاكثرية الحكومية المؤلفة من حزب الله وحلفائه.

وتم تحويل المبلغ من موازنة خاصة لمجلس الوزراء تفاديا لسقوط قرار التمويل داخل مجلس الوزراء.

الاسد ينفي مسؤوليته عن قتل المدنيين سورية تغلق بوابتي عبور مع تركيا

الادارة الامريكية اعتبرته: اما ‘منفصل عن الواقع’ أو ‘مجنون’

واشنطن ـ دمشق ـ انقرة ـ وكالات: نفى الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة مع قناة تلفزيونية امريكية بثت الاربعاء ان يكون قد اصدر اوامر بقتل محتجين، وقال انه ‘لا يمكن لاي شخص ان يفعل ذلك الا اذا كان مجنونا’، في حين اعتبر البيت الابيض ان هذه التصريحات ‘تفتقر الى المصداقية’.

وقالت الولايات المتحدة الاربعاء ان الرئيس السوري اما انه ‘منفصل عن الواقع’ أو ‘مجنون’ بعد ان قال انه غير مسؤول عن مقتل الاف المحتجين.

واكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية مارك تونر الموقف الاميركي من ان الاسد فقد الشرعية ويجب عليه التنحي بعد ان قال في مقابلة نادرة لشبكة اي بي سي نيوز التلفزيونية الامريكية ‘نحن لا نقتل شعبنا. ليس من حكومة في العالم تقتل شعبها، الا اذا كانت تحت قيادة شخص مجنون’.

وصرح تونر للصحافيين ان تلك التصريحات تدل على انه ‘اما انه فقد تماما كل سلطة له داخل سورية، او انه مجرد اداة، او انه منفصل تماما عن الواقع’.

واضاف ‘اما ان يكون ذلك انفصالا عن الواقع، او استخفافا، او كما قال، جنونا. لا اعلم’.

وشكك الاسد في المقابلة مع قناة ‘ايه بي سي’ نيوز في محصلة الامم المتحدة التي تورد اكثر من اربعة الاف قتيل للعنف وقال ان اغلب الضحايا من المؤيدين للحكومة.

وقلل في الوقت ذاته من اهمية العقوبات الدولية واكد ان سورية اطلقت اصلاحات ديمقراطية.

وقال الاسد للصحافية المخضرمة باربرا وولترز انه ليس مسؤولا عن اراقة الدماء التي جرت على مدار تسعة اشهر، مشيرا الى انها تجاوزات نفذها افراد وليس نظامه.

وقال الاسد ‘لم يصدر امر بالقتل او بارتكاب اعمال وحشية’.

واضاف الرئيس السوري ان قوات الامن تابعة ‘للحكومة’ وليس له شخصيا، مضيفا ‘انا لا املكهم. انا الرئيس، ولا املك البلاد. ولذا فهي ليست قواتي’.

واتهمت سورية وزارة الخارجية الامريكية بتحريف تصريحات الاسد لقناة ‘ايه بي سي’ نيوز في معرض التعليق عليها.

واكد الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي ان الاسد لم يسع الى التنصل من مسؤولياته كرئيس للبلاد بقوله ان قوات الامن السورية ليست ‘قواته’.

وقال مقدسي ‘عندما سألته وولترز هل قامت قواتك، بالمعنى الشخصي وكأنها ميليشيا، بقمع شديد، قال الرئيس ان هذه ليست قواتي وقدم شرحا صحح به وصوب السؤال الموجه وقال ان هناك قوات في سورية مهامها الدستورية الحفاظ على امن واستقرار البلاد’.

واضاف مقدسي ‘الرئيس الاسد مسؤول دستوريا عن مهامه كرئيس جمهورية’.

وجاء كلام مقدسي تعليقا على كلام لمارك توني المتحدث بلسان الخارجية الامريكية الثلاثاء جاء فيه ‘من السخف انه (الاسد) يحاول التخفي وراء لعبة واضحة ويقول انه لا يمارس السلطة في بلاده’، مضيفا ‘ليس هناك ما يشير الى انه يفعل اي شيء غير القمع الاكثر وحشية بحق حركة معارضة سلمية’.

ورد الاسد على ما يتردد عن تعذيب اطفال ‘لاكون صريحا معك يا باربرا، انا لا اصدقك’. واضاف الاسد ‘كل (فعل وحشي) اقترفه فرد، وليس مؤسسة، هذا ما يجب ان تعرفيه’.

وتابع ‘هناك فرق بين وجود سياسة قمع وبين ارتكاب بعض المسؤولين بعض الاخطاء. هناك فرق كبير’.

وكرر الاسد، طبيب العيون السابق البالغ السادسة والاربعين من عمره، التصريحات التي ادلى بها حينما خلف والده الراحل حافظ الاسد قبل اكثر من عقد مضى انه لا يريد ان يتزعم سورية طيلة عمره.

وقال ‘حينما اشعر ان الدعم الشعبي قد تضاءل، لن ابقى (في السلطة). حتى اذا طلبوا مني ذلك. لا ينبغي ان اظل في المنصب اذا لم يكن هناك دعم شعبي’، معربا عن اعتقاده انه ما زال يحظى بالدعم.

وقال الاسد ان حكومته تمضى قدما في اصلاحات، لكنه قال صراحة ‘لم نقل ابدا اننا بلد ديمقراطي’. واضاف ‘يستغرق الامر وقتا طويلا.. والكثير من النضوج حتى الوصول الى ديمقراطية كاملة’.

وقال الاسد لـ’ايه بي سي’ نيوز ان تلك التهديدات لا تقلقه، واضاف ‘خضعنا لعقوبات على مدار الاعوام الثلاثين او الـ35 الماضية. وليس هذا شيئا جديدا’.

وأغلقت السلطات السورية، امس الأربعاء، بوابتي عبور مع تركيا في شمال شرق البلاد ‘بداعي الصيانة’.

وقالت مصادر سورية مطلعة ليونايتد برس إنترناشونال، إن ‘السلطات السورية أغلقت بوابة تل أبيض في محافظة الرقة والتي تقابلها بوابة (أقجي قلعة) التركية، كما أغلقت بوابة القامشلي في محافظة الحسكة التي تقابلها بوابة (نصيبين) التركية’.

وأوضحت المصادر أن ‘سبب إغلاق البوابتين يعود الى أمور تتعلق بالصيانة’.

وكانت صحيفة الوطن السورية الخاصة نقلت عن مصادر مسؤولة قولها إن أزمة الشاحنات على الحدود السورية – التركية – الأردنية في طريقها الى الحل وفق مبدأ المعاملة بالمثل.

وأضاف أن ‘عدد الشاحنات المتوقفة على الحدود التركية في معبر باب الهوى وحده فقط تجاوز الـ1000’، مبيناً أن عدد الشاحنات التي مرت منها وصل إلى نحو 150 شاحنة عدا عن بقية المعابر الخمسة الأخرى’.

وأشار الى أن عدد الشاحنات المتوقفة على الحدود الأردنية إرتفع من 300 الإثنين إلى نحو 600 شاحنة أمس وهي في أغلبيتها من الشاحنات التركية المتجهة إلى تركيا كبلد مقصد أو إلى إحدى دول أوروبا الشرقية كبلد مقصد’.

وكان مجلس الوزراء السوري قرر خلال جلسة إستثناية عقدها الأحد الماضي رداً على العقوبات التي أعلنتها تركيا، فرض رسم بنسبة 30 ‘ من القيمة على كل المواد والبضائع ذات المنشأ التركي المستوردة إلى سورية وذلك لصالح دعم إعمار القرى النامية، كما قرّر إستيفاء مبلغ 80 ليرة سورية عن كل ليتر مازوت من السيارات التركية المغادرة.

واعلنت تركيا الاربعاء فرض مجموعة جديدة من العقوبات ضد سورية، وصرح وزير الجمارك والتجارة حياتي يازجي لتلفزيون ان تي في في الخاص ‘سنفرض ضريبة 30 بالمئة على السلع القادمة من سورية’.

وقال يازجي ان ‘سورية ستدفع غاليا ثمن هذه العقوبات’، في اشارة الى اجراءات اتخذتها سورية ردا على مجموعة اولى من العقوبات التركية بحق سورية.

ورغم الازمة بين البلدين صريح دبلوماسي تركي ان ‘تركيا لا تسمح لاي مجموعة مسلحة (بشن هجمات) ضد دول اخرى’ في اشارة الى سورية.

ورد مقدسي بالقول ان دمشق ‘ترحب بأي تصريح تركي هدفه الحفاظ على حسن الجوار مع سورية’.

واضاف ‘نحن حريصون على ان تكون علاقاتنا جيدة مع جوارنا الاقليمي وخاصة تركيا. نحن حريصون على امن واستقرار تركيا ونرجو ان يكون هذا الحرص متبادلا’.

وميدانيا، وقعت مواجهات بين الجيش السوري النظامي ومجموعة منشقين الاربعاء في بلدة سراقب في محافظة ادلب قرب الحدود التركية.

واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من لندن مقرا ان ‘قوات عسكرية امنية مشتركة نفذت حملة مداهمات في اطراف سراقب واسفرت عن اعتقال ثلاثة نشطاء’ صباح الاربعاء، في حين ‘اقتحمت نحو خمسين الية عسكرية مدرعة تضم دبابات وناقلات جند قرية الرامي بجبل الزاوية’.

وبحسب المصدر نفسه، قتلت فتاة في الـ16 من العمر واصيب 20 شخصا بجروح بالرصاص في محيط سراقب.

من جهة اخرى، قضت امرأتان قرب الحولة في منطقة حمص (وسط) بسبب نقص الادوية، وفقا للمرصد.

وقال المرصد ان آلية لنقل الجند تابعة للجيش دمرت.

رياض الترك يدعو إيران وحزب الله إلى التوقف عن دعم نظام الأسد

دبي- (ا ف ب): دعا المعارض السوري البارز رياض الترك الخميس إيران وحزب الله اللبناني، حليفي دمشق في المنطقة، إلى التوقف عن دعم نظام بشار الأسد مؤكدا أن سقوطه أمر حتمي.

وقال الترك في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه “يفترض أن يكون العدو الاستراتيجي لحزب الله هو إسرائيل وليس الثورات العربية وبالاخص منها الثورة السورية”، معتبرا أن “أي تدخل لهذا الحزب في مجريات الثورة السورية لن يفيد في المدى البعيد لا الثورة السورية ولا الحزب نفسه ولا مستقبل العلاقات التي ستربطه بالدولة السورية”.

-واضاف “كم كنت اتمنى على قيادات هذا الحزب بدلا من أن تمعن في تأييد سلطة مستبدة وساقطة حتما ان تلتزم الصمت ازاء الثورة السورية كما فعل حلفاؤها في قيادة حماس”.

اما بخصوص الموقف الايراني المؤيد للاسد فقد القى الترك باللوم على “من يتعامى في السلطة الايرانية الحاكمة عن مطالب الشعب السوري المحقة ويمعن في دعمه غير المشروط للسلطة الديكتاتورية السورية وممارساتها الاجرامية بحق شعبها”.

وتابع الترك (82 عاما) الذي يعتبر احد المعارضين التاريخيين لنظام الاسد “يمكنني القول انه في اللحظة التي توقف فيها السلطة الايرانية ويوقف حزب الله دعمهما للسلطة الاستبدادية في سوريا ويحترمان ارادة ورغبات الشعب السوري، فليس هناك من مشكلة معهما، بل يمكنني القول أنه سيكون في صالح الدولة السورية الجديدة”.

كما اكد الترك أن الشعب السوري سيكون قادرا “عندما تؤول الامور لممثليه المنتخبين ديموقراطيا، على تحديد طبيعة العلاقات التي ستجمعه بمختلف الدول والأطراف الدولية والاقليمية، وفقا لمصالحه الوطنية ولموقف هذه الدول والأطراف من ثورته الوطنية”.

وشدد على ان الشعب السوري قادر على التصدي “لاي مؤامرات تستهدف لحمته الوطنية ووحدة ترابه وسيادته واستقلاله” في اشارة الى المخاوف من نشوب حرب اهلية بين الاغلبية السنية والطائفة العلوية التي ينتمي اليها الاسد.

كما اكد أن الشعب السوري “لا تربطه اي علاقة عداء او نزاع مع اي من دول المنطقة” سوى اسرائيل وانه “من حق الشعب السوري وواجبه ان يناضل بكل الوسائل المشروعة لاعادة الجولان المحتل إلى الوطن الام”.

وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله انتقد في خطاب القاه الثلاثاء المعارضة السورية وجدد دعمه للنظام السوري.

واشار إلى أن ما نقل عن رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون قبل ايام من ان المعارضة “ستقطع علاقاتها مع ايران وحزب الله وحركة حماس” في حال وصولها الى السلطة هي “اوراق اعتماد للاميركي والاسرائيلي، لان عدو حزب الله هو صديق اميركا واسرائيل”.

وامضى الترك اكثر من 17 عاما في السجون السورية ابان حكم الرئيس الراحل حافظ الاسد وتم سجنه ايضا من 2001 إلى 2003 بعد وصول بشار الاسد إلى السلطة.

‘هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي’ تتقدم بمشروع لانعقاد المؤتمر العام للمعارضة السورية وترفض مشاركة اي كيان طالب بالتدخل العسكري الخارجي

احمد المصري:

لندن ـ ‘القدس العربي’ تقدم وفد ‘هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي’ السورية المتواجد حاليا بالقاهرة امس الاربعاء للجامعة العربية وللقوى السورية المعارضة بمشروع لانعقاد المؤتمر السوري العام، والذي شجعت الجامعة العربية على انعقاده لتوحيد صفوف المعارضة السورية.

وقالت هيئة التنسيق في مشروع القرار والذي اطلعت ‘القدس العربي’ على نسخة منه ان

مبادرة الجامعة العربية بالنسبة لهيئة التنسيق الوطنية، ‘فرصة بالغة الأهمية، لتحقيق حالة تجاوز وارتقاء إلى شكل قادر على وضع حد لتعدد أصوات المعارضة الديمقراطية، وضم كل الجهود والطاقات الجماعية والفردية في مؤتمر جامع يمثل بشكل مقبول ومعقول أغلبية تنال ثقة المجتمعين السياسي والمدني ـ الأهلي’.

واضافت الهيئة ان هذا المؤتمر ‘يجب أن يشكل النواة الأساس لجسم سيادي يناضل لإسقاط النظام بكل مرتكزاته ورموزه، ولوضع برنامج للإنتقال الديمقراطي وبناء الجمهورية المدنية الديمقراطية التعددية القائمة على دولة المواطنة والقانون واحترام حقوق الأشخاص والجماعات وضمان الحريات الأساسية والعدالة الاجتماعية في ظل وحدة التراب والوطن السوري كجزء من الوطن العربي’.

وقالت الهيئة من ‘مخاطر الشحن الطائفي والتسلح العشوائي واحتمالات اتساع مظاهر العنف وتراجع القدرة على الإعتصام والتظاهر الواسع الذي يسمح بالإنتساب الأكبر للحراك الاجتماعي المدني في البلاد، وهو الذي يجب أن يجري العمل المشترك بين الجميع ليكون القوة الكبرى للثورة والتغيير، حفظا لوحدة المجتمع والتراب’.

ورفضت هيئة التنسيق الوطنية مشاركة أي طرف يدعو للتدخل العسكري الخارجي، كما رفضت مشاركة أي شخص متورط في جرائم اقتصادية أو سياسية.

واكدت الهيئة على أن المشاركين في هذا المؤتمر متفقون على رفض ومقاومة أي شكل من أشكال الطائفية والتجييش المذهبي والعنف والعسكرة والإقصاء، وأن يكون المؤتمر محطة أساسية لتوحيد جهود قوى وشخصيات المعارضة، أو تنسيقها وتعاونها الواسع على الأقل، على طريق استكمال وحدتها التي تطلبها قوى الثورة.

واقترحت هيئة التنسيق الوطنية تشكيل لجنة تحضيرية من ثلاثة أعضاء من هيئة التنسيق وثلاثة أعضاء من المجلس الوطني وثلاثة أعضاء من الحراك الشعبي وممثل عن المجلس الوطني الكردي وممثل عن النشاط النقابي وثلاثة ممثلين عن الشخصيات العامة. تكون مهمة هذه اللجنة التحضيرية الإعداد لمؤتمر سوري عام يتحدد أعضاؤه بين 120 و140 عضوا على أن يكون توزيع الأعضاء المشاركين كما يلي: هيئة التنسيق الوطنية (35 عضوا، المجلس الوطني السوري (35) عضوا، الحراك الشعبي 20 عضوا، الأحزاب والشخصيات الكردية 10 أعضاء (رقم مرتبط بالمستجدات التنظيمية الكردية)، الشخصيات الوطنية العامة 20 عضوا.

ويعتمد المؤتمر الآليات التي يجدها مناسبة لإدماج مزيد من القوى والشخصيات التي يمكن أن تبرز في سياق الحراك الثورة والحرة الاجتماعية المدنية.

وتكون مهمة المؤتمر إقرار أوراق أساسية تتناول: تقييم الوضع الراهن والبرنامج السياسي المشترك، ورسم معالم الفترة الإنتقالية، وإقرار المبادئ الدستورية الأساسية لنص مؤسس وجامع لبناء دولة المواطنة والقانون، بنظام ديمقراطي برلماني تعددي وتداولي، يكرس سورية ديمقراطية مدنية تعددية ذات سيادة.

ويختار المؤتمر هيئة رئاسية تتألف من 25 شخصا، تكون لها الصفة التمثيلية، وتناط بها قيادة المهمات التنفيذية المتعلقة بالفترة الإنتقالية وفق ما يقرره المؤتمر.

ويشكل المؤتمر بهذا المعنى مجلسا تأسيسيا ويمكنه الاستعانة بخبراء في المهمات الدستورية والإدارية والدبلوماسية المناطة به. وهو ينطلق من مبدأ الديمقراطية التوافقية حرصا على وحدة مكوناته ووحدة الأداء والنضال في الفترة الإنتقالية.

واشنطن وباريس تعيدان سفيريهما الى سورية للضغط على الاسد

ميدفيديف يتسلّم أوراق اعتماد السفير السوري ويجدد دعوته لحل الأزمة من دون تدخل خارجي

واشنطن ـ موسكو ـ ا ف ب ـ يو بي آي: اعادت الولايات المتحدة وفرنسا اللتان تدعمان مطالب الحركة الاحتجاجية في سورية سفيريهما الى دمشق وطالبتا النظام باحترام وجود الدبلوماسيين اللذين كان قد تم استدعاؤهما من دمشق حفظا على سلامتهما.

وقال مارك تونر المتحدث باسم الخارجية الامريكية مع توجه السفيرين الامريكي روبرت فورد والفرنسي اريك شيفالييه الى دمشق ‘نعتقد ان تواجده (السفير الامريكي) في البلاد بين اكثر الوسائل الناجعة لتوجيه رسالة مفادها ان الولايات المتحدة تقف الى جانب الشعب السوري’.

وقال تونر ان فورد سيسعى لتقديم ‘تغطية تحظى بمصداقية للوضع على الارض’ كما سينخرط في اتصالات مع ‘كافة اطياف المجتمع السوري حول كيفية انهاء العنف والوصول الى عملية انتقال سياسي سلمية’.

وكان مؤيدون للرئيس السوري بشار الاسد هاجما السفيرين الامريكي والفرنسي في مناسبات عدة بينما تشهد سورية حركة احتجاجية اسفر قمعها عن سقوط اكثر من اربعة الاف قتيل.

وطلب المتحدث بلاسم البيت الابيض جاي كارني من سورية الالتزام بواجباتها الدولية تجاه حماية الدبلوماسيين الاجانب والسماح للمسؤولين الامريكيين ‘بمزاولة اعمالهم دون ترهيب او وضع عقبات’.

وفي باريس صرح وكيل وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال ان المخاوف التي حدت في المقام الاول بالبلاد لاستدعاء سفيرها من دمشق لم تختف لكن ‘عمله (السفير) في سورية مهم’.

وتابع نادال في تصريحه لفرانس برس ‘تقف فرنسا اكثر من اي وقت مضى الى جانب الشعب السوري’.

وكان السفيران الامريكي والفرنسي قاما بتحركات ميدانية داخل سورية لتوثيق الاحتجاجات وللاعراب عن دعمهما، مع محاولات من جانب النظام لمنع وسائل الاعلام الدولية والمراقبين الدوليين لرصد ما يجري من اعمال قمع.

واعلنت الولايات المتحدة في 24 تشرين الاول (اكتوبر) ان فورد استدعي الى واشنطن بسبب ‘تهديدات حقيقية’.

وكان انصار الاسد قد رشقوا فورد وطاقم السفارة بالطماطم والحقوا اضرار بالسيارات الامريكية اثناء زيارة الطاقم الامريكي لزعيم معارض في دمشق. وجرى استدعاء السفير الفرنسي في السادس عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) بعد مهاجمة حشد من الموالين للاسد القنصلية الفرنسية الشرفية في مدينة اللاذقية الساحلية فضلا عن هيئة منفصلة تابعة للسفارة في حلب. وقال تونر ان الولايات المتحدة ‘شعرت ان الحاجة ماسة’ لاعادة فورد الى دمشق. لكنه اوضح ان واشنطن ‘ستتابع عن كثب’ لرصد ما تعتبره تهديدات بحقه، بما في ذلك المقالات التي توردها الصحف الحكومية.

وفي تصعيد للضغوط على سورية اجرت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الثلاثاء محادثات في جنيف مع سبعة من اقطاب المعارضة للاسد. ودعت كلينتون لحماية النساء والاقليات لتعكس مخاوف اساسية على مستقبل سورية دون الاسد، اذ ان الاسد من الاقلية العلوية في البلاد.

وقالت كلينتون في المحادثات التي جمعتها باقطاب من المجلس الوطني السوري المنشق، الذي شكل في تشرين الاول (اكتوبر) ‘ان المعارضة السورية الممثلة هنا تقر بأن الاقليات السورية لديها اسئلة ومخاوف مشروعة تتعلق بمستقبلها’.

وقالت كلينتون ان الاقليات ‘بحاجة لطمأنتها بأن سورية ستكون افضل حالا في ظل نظام من التسامح والحرية يمنح الفرصة والاحترام والكرامة على اساس التوافق بدلا من اهواء ديكتاتور’.

وكان الرئيس باراك اوباما قد عين فورد، وهو دبلوماسي مخضرم في الشؤون العربية، ليكون اول سفير في سورية منذ خمس سنوات وذلك في اطار مساعي ادارته للتواصل مع خصوم الولايات المتحدة.

وفي البداية شجب الخصوم الجمهوريون تحرك اوباما قائلين انه يبعث بالاشارة الخطأ للاسد، ولكنهم عادوا ودعموا فورد مع مواصلته مهمته رغم ما يكتنفها من اخطار.

وقال السناتور جون كيري، حليف اوباما الذي يرأس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، ان فورد ‘هو الجسارة مجسدة’.

واضاف كيري ‘انه سفير عاون في فضح الجرائم التي يقترفها نظام الاسد وقد برهن على شجاعة جمة’.

ومن موسكو جدد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الأربعاء لدى تسلمه أوراق اعتماد السفير السوري الجديد رياض حداد في الكرملين دعوته لحل الأزمة السورية من دون تدخّل خارجي.

ونقلت وكالة الأنباء الروسية ‘نوفوستي’ عن ميدفيديف قوله إن ‘العلاقة بين شعبي روسيا والجمهورية العربية السورية تتسم بالصداقة والتعاطف، ويحدد هذا بالذات وكذلك السعي إلى منع تمييع أحكام القانون الدولي ومبادئ العلاقات الدولية، موقفنا من المحن العسيرة التي تواجه سورية’.

وأضاف ‘نرى ضرورة أن يقوم السوريون بأنفسهم، من دون تدخل خارجي، بتحقيق الإستقرار في بلادهم، ووقف العنف وتنظيم حوار وطني شامل فعال’.

دمشق تتّهم واشنطن بتحريف كلام الأسد: الجميع تحت سقف المساءلة

الرئيس السوري: معظم القتلى موالون

وجدت واشنطن باباً جديداً لمهاجمة الرئيس السوري، بشار الأسد، من خلاله، وكان هذه المرة من تسريبات عن فحوى مقابلة تلفزيونية مع الأسد. وبانتظار بثّ الحديث كاملاً، فإنّ الرئيس السوري جزم بأنه لن يبقى في الحكم حين يشعر بأن شعبيّته تتضاءل

أثارت التسريبات التي رشحت عن المقابلة التلفزيونية، التي أجرتها قناة «إيه بي سي نيوز» الأميركية، مع الرئيس السوري بشار الأسد، سجالاً أميركياً ـــــ سورياً حامياً، في انتظار بثّ المقابة كاملةً، بما أنّ مواقف الأسد التي اقتُطعَت من المقابلة «مجتزأة» و«محرّفة» بحسب وزارة الخارجية السورية التي ردّت على نظيرتها الأميركية التي انتقدت كلام الأسد، وخصوصاً في ما يتعلق بنفيه أن يكون قد أصدر أي أوامر بالقتل منذ بدء الأزمة في بلاده منتصف آذار الماضي. واتهم الناطق باسم وزارة الخارجية السورية، جهاد مقدسي، وزارة الخارجية الأميركية بتحريف تصريحات الأسد، مؤكداً أن رئيسه «لم يسعَ إلى التنصل من مسؤولياته كرئيس للبلاد بقوله للصحافية باربرا وولترز إن قوات الأمن السورية ليست قواته».

وأضاف إن «الرئيس الأسد مسؤول دستورياً عن مهماته كرئيس جمهورية»، وذلك في تعليقه على نفي الأسد أن يكون قد أصدر أوامر بقتل محتجّين، على قاعدة أنه «لا يمكن أيّ شخص أن يفعل ذلك إلا إذا كان مجنوناً». وانتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر قول الأسد إن قوات الأمن تابعة «للحكومة» وغير تابعة له شخصياً. ولفت تونر إلى أن «من السخف أنه يحاول التخفي وراء لعبة واضحة ويقول إنه لا يمارس السلطة في بلاده». أما المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني فقد رأى أنّ «إنكار الرئيس السوري بأنه أصدر أوامر بقتل آلاف المتظاهرين يفتقر إلى الصدقية».

كلام ردّ عليه مقدسي بالتأكيد أن نظيره الأميركي «قام بتحريف كلام لم يصدر في السياق الذي ذُكِر، وهو غير دقيق وغير مهني على الإطلاق». وعن هذا الموضوع، أعرب مقدسي عن أسف بلاده واستهجانها لما ورد على لسان مارك تونر حول «تصريحات تتعلق بفحوى مقابلة لم تبثّ بعد، أدلى بها رئيس الجمهورية بشار الأسد لمحطة (ABC) الأميركية مع المذيعة باربرا وولترز». وتابع مقدسي إنّ تونر عمد الى «التحريف والسخرية من كلام لم يصدر بالسياق الذي ذُكر، وهو غير دقيق وغير مهني على الإطلاق». وأشار مقدسي إلى أن «برامج وولترز عفوية، وأجوبة الرئيس كانت جادة وصريحة، ونحن معتادون على الإدارة الأميركية أن تقوم بالتعليق فوراً على تصريح رسمي من الرئيس الأسد ومن وزير الخارجية وليد المعلم».

ولفت مقدسي إلى «وجود ضجة إعلامية غير مبررة حول كلام أُخذ من خارج سياقه الطبيعي وهو غير دقيق»، موضحاً أن السؤال الذي أثار ردّ الأسد عليه سجالاً «كان ببساطة عندما أرادت قواتك قمع السوريين وظهر كأنها ميليشيا، فرد الأسد بأنها (ليست قواتي) وقدّم شرحاً صحافياً». وكشف مقدسي أنّ الرئيس الأسد قال في رده إن «القوات في سوريا مهماتها الحفاظ على الأمن واستقرار البلاد، وهناك أخطاء حصلت والجميع تحت سقف المساءلة، وهنا تكمن مسؤولية القيادة، وطالما أن هناك دلائل على ذلك (الأخطاء)، وهذا يتم (المساءلة) وفق آلية قضائية، من خلال لجنة مشكّلة تنظر بهذه الأمور تعاقب وستعاقب إذا كانت هناك أخطاء مثبتة». وتابع المسؤول السوري «هذا كان سياق الحديث، ولم يقل الأسد أنا لست مسؤولاً أو ما شابه ذلك، والرئيس الأسد مسؤول دستورياً عن مهماته كرئيس، وأرجو من الناطق الرسمي (باسم الخارجية الأميركية) توخّي الدقة وأن يبقى مهنياً في تعاطيه، وألا يلجأ إلى تسجيل نقاط في أهداف فارغة، ونحن لدينا معهد دبلوماسي ومستعدون لأن نرسل للناطق كتيّبات لها علاقة بالمهنية، يمكن أن نرسلها إليه بالبريد الدبلوماسي».

وعن مضمون ما سرّبه التلفزيون الأميركي عن المقابلة مع الأسد، فقد تضمن تأكيد الرئيس السوري أن أغلب ضحايا العنف في سوريا هم من المؤيدين للحكومة، مقللاً في الوقت نفسه من أهمية العقوبات الدولية المفروضة على بلاده. ونقلت «إيه بي سي» عن الأسد قوله «نحن لا نقتل شعبنا. ليس من حكومة في العالم تقتل شعبها إلا اذا كانت تحت قيادة شخص مجنون»، جازماً بأنه لم يصدر «أمراً بالقتل أو بارتكاب أعمال وحشية». وعن القوات السورية المسلحة، أجاب الأسد، «أنا لا أملكهم. أنا الرئيس ولا أملك البلاد، لذا فهي ليست قواتي». ورفض الأسد محصّلة القتلى التي حدّدتها الأمم المتحدة بـ 4 آلاف، قائلاً «من قال إنّ الأمم المتحدة مؤسسة تحظى بصدقيّة؟ إنّ أغلب من قُتلوا هم من أنصار الحكومة، لا العكس»، متحدثاً عن مقتل 1100 جندي وشرطي منذ بدء الحركة الاحتجاجية. وردّاً على سؤال من المذيعة عن التقارير التي تحدثت عن مقتل الفتى حمزة الخطيب تحت التعذيب، أجاب الأسد «لأكون صريحاً معك يا باربرا، أنا لا أصدقك، كل فعل وحشي اقترفه فرد، لا مؤسسة، هذا ما يجب أن تعرفيه». وتابع «هناك فرق بين وجود سياسة قمع وبين ارتكاب بعض المسؤولين بعض الأخطاء. هناك فرق كبير». وكرّر الرئيس السوري أنه لا يريد أن يتزعم سوريا طيلة عمره، «وحينما أشعر بأن الدعم الشعبي قد تضاءل، فلن أبقى (في السلطة)، حتى إذا طلبوا مني ذلك»، معرباً عن اعتقاده بأنه لا يزال يحظى بالدعم. وعن الخطوات الإصلاحية التي تقول الحكومة السورية إنها تتخذها، قال الأسد «لم نقل أبداً إننا بلد ديموقراطي، فالأمر يستغرق وقتاً طويلاً والكثير من النضوج حتى الوصول إلى ديموقراطية كاملة».

ووفقاً لبعض التسريبات التي نشرها موقع تلفزيون «ABC» على الإنترنت، فقد شدد الأسد على أنّ من يتحمّل مسؤولية العنف في بلاده هم «المجرمون والمتطرفون والإرهابيون الذين دخلوا على خط التظاهرات السلمية». وأوضح أن «عدداً بسيطاً من قوات الأمن بالغوا في ردة الفعل»، مؤكداً أنّ هؤلاء تمّت محاسبتهم على أفعالهم». وأضاف الرئيس «فعلتُ ما بوسعي كرئيس لحماية شعبي، ولا أشعر بالذنب لأننا فعلنا كل ما بوسعنا».

(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي)

لجان التنسيق السورية تدعو لاضراب اعتبارا من الاحد

أ. ف. ب.

نيقوسيا: دعت لجان التنسيق المحلية التي تمثل حركة الاحتجاج السورية ضد نظام الرئيس بشار الاسد في الداخل الى اضراب اعتبارا من الاحد، في بيان تلقته وكالة فرانس برس.

ودعت لجان التنسيق في بيانها الى “اضراب الكرامة” اعتبرته “خطوة اولى في مسيرة العصيان المدني الشامل”.

واذ دعت لجان التنسيق كما في كل اسبوع الى تظاهرات في “جمعة اضراب الكرامة”، اوضحت ان الاضراب يبدأ الاحد “من الساعة 8,00 (6,00 تغ) حتى الساعة 2,00 بعد الظهر (12,00 تغ)” بما يشمل المدارس، على ان تعلن يومها “بداية سلسلة الاضرابات” التي يفترض ان تشل “النظام القمعي”.

وتلي ذلك خطوات تصعيدية على مراحل ليشمل الاضراب بشكل متعاقب الوظائف واغلاق الهواتف الجوالة، ثم المحلات التجارية والجامعات ووسائل النقل والطرقات وموظفي الدولة وصولا الى الطرق الدولية في المرحلة الاخيرة.

وحثت اللجان الشعب السوري على “العمل معا على انجاح هذه الدعوة وحشد جميع القوى للترويج لها بكل طاقاتنا وامكاناتنا (…) حتى نستعيد زمام العمل والمبادرة ونقرر مصيرنا بأنفسنا” مؤكدة ان “الاضراب طريقنا لتحرير ارادتنا”.

الخارجية الفرنسية تقول ان الاسد “لن يفلت من العدالة

أ. ف. ب.

باريس: اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الخميس ان الرئيس السوري بشار الاسد الذي نفى في مقابلة تلفزيونية الاربعاء اي مسؤولية في قتل الاف المتظاهرين في سوريا “لن يفلت من العدالة”.

وصرح وزير الخارجية الفرنسي برنار فاليرو خلال لقاء صحافي ان “فرنسا لا تعطي اي مصادقية للتصريحات التحريضية لبشار الاسد” والتي “تتناقض بشكل كامل مع استمرار اعمال القمع والعنف ضد الشعب السوري”.

واضاف ان “شعبه والاسرة الدولية حاكماه وككل المسؤولين عن القمع، يجب محاسبته على الجرائم المرتكبة في سوريا منذ اشهر”، منددا برفض دمشق الرد على مطالب الجامعة العربية والاسرة الدولية.

وكان الاسد اكد في المقابلة مع قناة ايه بي سي نيوز الاربعاء “نحن لا نقتل شعبنا. ليس من حكومة في العالم تقتل شعبها، الا اذا كانت تحت قيادة شخص مجنون”.

وادت اعمال القمع بحسب الامم المتحدة الى وقوع اكثر من اربعة الاف قتيل وعشرات الاف الجرحى والمفقودين او المعتقلين.

اللجنة الوزارية العربية المعنية بالازمة السورية تجتمع السبت في الدوحة

في هذه الاثناء، تجتمع اللجنة الوزارية العربية المعنية بالازمة السورية السبت في الدوحة لبحث الشروط التي وضعتها دمشق للتوقيع على البروتوكول الخاص بالاطار القانوني ومهام بعثة المراقبين العرب الى سوريا، بحسب مصدر دبلوماسي عربي.

وتترأس قطر اللجنة الوزارية العربية المعنية بالازمة السورية التي تضم وزراء خارجية مصر والجزائر وسلطنة عمان والسودان والامين العام لجامعة الدول العربية.

كما انها مفتوحة امام اي دولة عربية ترغب في المشاركة في اعمالها.

وقال المصدر الدبلوماسي ان “الاجتماع سيتناول بالتقييم الرد السورى الذي تضمنته رسالة وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بشأن التوقيع على بروتوكول بعثة مراقبي الجامعة الى سوريا”.

وكان المعلم اشترط للتوقيع على البروتوكول الغاء قرار تعليق مشاركة سوريا في الجامعة العربية والغاء العقوبات الاقتصادية والسياسية التي فرضتها الجامعة على دمشق اضافة الى مجموعة اخرى من التعديلات.

انفجار انبوب للنفط في حمص بسوريا

إلى جانب ذلك، ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) والمرصد السوري لحقوق الانسان ان انفجارا وقع الخميس في انبوب للنفط بغرب حمص (وسط سوريا).

واعلنت سانا ان “مجموعة ارهابية مسلحة استهدفت بعملية تخريبية خطا لنقل النفط الخام في منطقة تل الشور شمال غرب مصفاة حمص”.

من جهته، افاد المرصد ان انفجارا وقع على “الانبوب الذي ينقل النفط من شرق سوريا نحو محطة التكرير” في حمص، دون تحديد اسباب للانفجار.

الا ان لجان التنسيق المحلية اتهمت النظام ب”قصف” انبوب النفط بقذائف مدفعية وعرضت تسجيل فيديو يظهر النيران مشتعلة بالانبوب بينما الدخان الاسود يتصاعد منه.

وهذا هو الحادث الثالث من نوعه الذي يستهدف بنى تحتية للنفط منذ بدء حركة الاحتجاج الشعبية ضد النظام السوري في اواسط اذار/مارس.

وفي 29 تموز/يوليو، نسبت سانا انفجارا في انبوب للنفط بالقرب من حمص الى “مجموعات تخريبية”. وفي 13 تموز/يوليو اشار ناشطون من المرصد الى وقوع انفجار على انبوب للغاز في دير الزور (شرق) وفيها حقول للنفط والغاز.

ويبلغ انتاج النفط في سوريا بحسب الارقام الرسمية 380 الف برميل في اليوم.

ومنذ 15 اذار/مارس، اوقع قمع حركة الاحتجاجات اكثر من اربعة الاف قتيل بحسب الامم المتحدة. وينسب النظام هذه الاضطرابات الى “مجموعات ارهابية مسلحة” وتواصل عملياتها الامنية ضدها.

قيمة الليرة السورية تهوي في ظل تشديد العقوبات

لميس فرحات

لميس فرحات: انخفضت الليرة السورية إلى أدنى مستوى مقابل الدولار حتى الآن، منذ بدء الاحتجاجات المناهضة للحكومة في مارس/آذار.

منذ تسعة أشهر، كان الدولار يساوي 47.5 ليرة سورية في السوق السوداء، والآن يقال إن الدولار الواحد يساوي 60 ليرة سورية أو أكثر.

وتخضع عملة الدولار المتداولة من خلال القنوات الرسمية الآن لرقابة مشددة، لكن معظم تداولات هذه العملة تتم من خلال السوق السوداء.

وانخفضت المعدلات الرسمية للبنك المركزي من 51 ليرة سوري مقابل الدولار الواحد إلى نحو 54 ليرة سورية، في ظل تشديد العقوبات الاقتصادية، وتركيز السوريين على شراء العملات الأجنبية وسط مخاوف من تصاعد العنف.

في هذا السياق، اعتبرت صحيفة الـ “فاينانشال تايمز” أن هبوط قيمة الليرة السورية في الأسابيع الأخيرة يؤشر إلى ارتفاع المخاطر على المستوى الداخلي في البلاد، ويدل على أولويات الإنفاق للنظام السوري، الذي يخضع لضغوط متزايدة من الناحية المالية.

تعرّضت الليرة السورية لهذا النوع من الضغط  في شهر أبريل/نيسان الماضي، عندما انخفضت قيمتها بنسبة 15 % مقابل الدولار في السوق السوداء، حيث أصبحت خطورة الأزمة أكثر وضوحاً.

لكن الحكومة السورية نجحت في ذلك الوقت بتحقيق استقرار العملة، من خلال تشديد الضوابط على رأس المال، ورفع أسعار الفائدة، وضخّ العملة الأجنبية. وقال محافظ البنك المركزي أديب ميالة، في أكتوبر/تشرين الأول إن المصرف أنفق 3 مليار دولار لحماية مركز الليرة السورية وتمويل التجارة منذ بدء الاضطرابات.

لكن منذ بداية شهر تشرين الثاني/نوفمبر، تراجعت قيمة الليرة السورية بنحو 14 % مقابل الدولار في السوق السوداء، وليس هناك أي مؤشر على تدخل الحكومة. ووفقاً لتقرير صادر من الحكومة السورية، تعتزم دمشق إلغاء مخططات مزادات العملات الأجنبية.

يقول ميالة إن سوريا ما زالت تملك 18 مليار دولار من احتياطي العملات الأجنبية، لكن المحللين يعتقدون أن الرقم الحقيقي قد يكون أقل من ذلك، كما حظر الاتحاد الأوروبي أخيرًا شراء النفط الخام السوري، في ظل تراجع مردود قطاع السياسة، الذي يشهد حال من الشلل بسبب الأوضاع الأمنية في البلاد.

ونقلت الصحيفة عن كريستوفر فيليبس من وحدة الاستخبارات الاقتصادية قوله: “حقيقة إن الحكومة السورية لم تفعل شيئاً حتى الآن يشير إلى أنها قررت الإبقاء على هذه الاحتياطيات لأنها تحتاجه في مكان آخر”، مضيفاً: “لا أعتقد أن الحكومة تريد أن تنفق الأموال للدفاع عن الليرة في هذه المرحلة”.

من جهته، يقول أيهم كامل من “أوراسيا”، وهي مجموعة استشارية، إلى أن وصول قيمة الدولار إلى 60 ليرة سورية، في ظل رفع أسعار السلع المستوردة، ليس من المرجّح أن يُعتبر نسبة مرتفعة بشكل غير مقبول من قبل النظام. ويشير كامل إلى حقيقة أن العملة السورية انخفضت في السابق، حيث كان الدولار يساوي 60 ليرة سورية، عندما كانت سوريا تحت ضغوط دولية مكثفة في أعقاب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في عام 2005.

وأضاف “هذا ضمن نطاق المعقول، نظرًا إلى الضغوطات التي تمارَس على سوريا. من وجهة نظرهم، يكمن التحدي على المدى الطويل، لذلك ترغب الحكومة في الحفاظ على احتياطي العملات الأجنبية والتدخل في وقت لاحق”.

وعلى الرغم من قول المحللين إن انخفاض قيمة الليرة لم يصبح ظاهرة خطرة حتى الساعة، إلا أنهم يتوقعون أن تستمر قيمة الليرة السورية بالإنخفاض على مدى الأيام الآتية.

يشار إلى أن الليرة السورية لا يتم تداولها بقيمة كبيرة خارج سوريا، على الرغم من الضغوط الاقتصادية المفروضة على البلاد. وخفضت وكالة “موديز” للتصنيف الائتماني نظرتها تجاه القطاع المصرفي اللبناني، ووضعت قيمته الائتمانية تحت خانة “المؤشر السلبي” بسبب تأثيرات سوريا وغيرها من الأسواق المتضررة بسبب انعدام الاستقرار الإقليمي.

تركيا تفتح ممرات تجارية جديدة متجنبة الأراضي السورية

وكالة الأنباء القطرية

أنقرة: قالت تركيا الأربعاء إنها ستبدأ تصدير السلع بحرًا إلى مصر وبرًا إلى العراق في مسعى إلى تجنب الممرات التجارية الحالية عبر سوريا في أعقاب تدهور العلاقات بين البلاد وتصاعد أعمال العنف في جارتها الجنوبية.

وقال وزير الاقتصاد التركي ظفر جاغليان إن دمشق بدأت السماح للشاحنات التركية بدخول سوريا يوم الثلاثاء بعد منعها من الدخول في الأسبوع الماضي ردًا على العقوبات التي فرضتها أنقرة.

وتبحث تركيا عن طرق تجارية جديدة للشرق الأوسط منذ أن ساءت العلاقات إثر تصعيد أنقرة انتقاداتها للرئيس بشار الأسد نتيجة قمعه انتفاضة شعبية اندلعت في مارس/ آذار.

وقال جاغليان لقناة سي.ان.بي.سي-اي التركية “من اليسير جدًا تجنب سوريا، لكننا فضلنا ألا نفعل ذلك. لا نزال نريد نقل تجارتنا عبر سوريا والسماح للاقتصاد السوري بتحقيق مكاسب مادية من ذلك.

“لكنهم أرادوا الأمر على هذا النحو. أقول مرة أخرى مهما فعلوا فإنهم سيعانون أكثر من تركيا في كل مرة. لا يتحتم علينا المرور بسوريا إذا أردنا تجارة مع الشرق الأوسط والخليج. فلدينا خطة (أصلية) وخطتان بديلتان جاهزتان بالفعل”.

وأوضح جاغليان أن سفن الشحن ستبدأ السفر بين ميناء مرسين في جنوب تركيا على البحر المتوسط وميناء الإسكندرية المصري يوم الخميس. وستبدأ الشاحنات العبور إلى العراق.

كانت تركيا أعلنت في الأسبوع الماضي قائمة من العقوبات الاقتصادية على سوريا، قالت إنها ستستهدف الحكومة، بما في ذلك تجميد الأصول الحكومية وفرض حظر على سفر كبار المسؤولين، إضافة إلى تعليق المعاملات المالية.

وردت سوريا في مطلع الأسبوع بتعليق اتفاقية للتجارة الحرة بين البلدين، وبفرض رسوم جمركية 30 % على كل الواردات التركية، ورسوم باهظة على الوقود والشحن. وهوّنت تركيا من أثر القرار السوري، قائلة إن الشعب السوري سيكون المتضرر الأكبر. وأضاف “ما إن بدأنا تنفيذ الخطوات (لفتح ممرات جديدة) مساء الثلاثاء حتى بدأت الحكومة السورية على الفور السماح لشاحناتنا بالمرور”.

ونقل تلفزيون “ان.تي.في” التركي الخاص عن وزير التجارة التركي قوله الأربعاء إن بلاده ستفرض تعريفة جمركية نسبتها 30 % على كل السلع السورية. يأتي ذلك في ما يبدو ردًا على ضريبة مشابهة فرضتها سوريا على السلع التركية. ونقل التلفزيون عن وزير الجمارك والتجارة حياتي يازجي قوله “سنفرض ضريبة 30 % على كل السلع الآتية من سوريا”.

وتركيا شريك تجاري كبير لسوريا، وبلغ إجمالي حجم تجارتهما الثنائية نحو 2.5 مليار دولار في العام الماضي. وقال جاغليان خلال هذا الأسبوع إن أكثر من عشرة بالمئة من واردات سوريا في عام 2010 جاءت من تركيا، في حين لم تشكل الواردات من سوريا سوى 0.3 % من إجمالي الواردات التركية.

وكان جاغليان أعلن في 17 من نوفمبر/ تشرين الثاني أن الصادرات إلى سوريا زادت نحو أربعة في المئة في الشهور التسعة الأولى من عام 2011، لكن أرقام أكتوبر/ تشرين الأول، ونوفمبر/ تشرين الثاني، أظهرت تراجعًا قدره عشرة بالمئة مقارنة بالعام الماضي، إذ أدت زيادة العنف إلى وقف الشركات التركية لصادراتها.

واشنطن ترد بعنف: الأسد إما منفصل عن الواقع أو مجنون

الرئيس السوري: لم تصدر أوامر بالقتل ومجنون من يقتل شعبه * أميركا تتهمه بالتنصل من المسؤولية.. والخارجية السورية: لم يقل إنه غير مسؤول عن الجيش مصادر تركية لـ «الشرق الأوسط»: كشفنا رسالة من أوجلان إلى الأسد * ناشط من حمص لـ «الشرق الأوسط»: النظام يدفع بـ«شبيحته» لإذكاء الاقتتال المذهبي

جريدة الشرق الاوسط

واشنطن: محمد علي صالح ـ بيروت: ثائر عباس لندن: «الشرق الأوسط»

شهد أمس تلاسنا شديدا غير مسبوق بين واشنطن ودمشق حيث قالت الخارجية الأميركية إن الرئيس السوري بشار الأسد إما أنه «منفصل عن الواقع» أو«مجنون»، واتهمته بالتنصل من المسؤولية بعد أن قال في مقابلة تلفزيونية إنه غير مسؤول عن مقتل آلاف المحتجين.

وكان الأسد قد قال في مقابلة مع شبكة «إيه بي سي نيوز» الأميركية: «نحن لا نقتل شعبنا. ليس من حكومة في العالم تقتل شعبها إلا إذا كانت تحت قيادة شخص مجنون». وصرح مارك تونر، المتحدث باسم الخارجية الأميركية، أن تلك التصريحات تدل على أنه «إما فقد تماما كل سلطة له داخل سوريا أو أنه مجرد أداة، وإما أنه منفصل تماما عن الواقع». وأضاف: «إما أن يكون ذلك انفصالا عن الواقع وإما استخفافا أو كما قال جنونا. لا أعلم». وكان الأسد قال إن قوات الأمن تابعة «للحكومة» وليس له شخصيا. وقال: «أنا لا أملكهم. أنا الرئيس ولا أملك البلاد. ولذا فهي ليست قواتي». ومن جهتها ردت دمشق على واشنطن، واتهم الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي نظيره الأميركي مارك تونر بـ«تحريف» كلام الأسد. ونفى مقدسي أن يكون الأسد قد قال إنه غير مسؤول عن قوات بلاده.

إلى ذلك, قالت مصادر تركية لـ«الشرق الأوسط» إن الاستخبارات التركية عثرت على رسالة، موجهة من عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل إلى القيادة السورية يعرض فيها إرسال 1000 مقاتل. وميدانيا، اتهم ناشط من حمص النظام بإذكاء الحرب الطائفية هناك، وقال المسؤول في تنسيقية حمص أبو جعفر لـ«الشرق الأوسط»: «يدفع النظام بشبيحته لإذكاء الاقتتال المذهبي».

مظاهرات يومية تنشط داخل كليات جامعة حلب ويتصدى لها الأمن و«الشبيحة»

عضو في «اتحاد طلبة سوريا الأحرار» لـ «الشرق الأوسط» : اعتقال أكثر من 150 طالبا في اليومين الأخيرين

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: ليال أبو رحال

تشهد مدينة حلب السورية في اليومين الأخيرين سلسلة تحركات ومظاهرات، وتحديدا في كليات جامعة حلب، حيث تنتقل المظاهرات من مبنى إلى آخر، فتلاحقها القوى الأمنية و«الشبيحة»، وفق ناشطين في المدينة. وما إن تنجح في تفريق تجمع يهتف بإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد في كلية ما، حتى تنطلق مظاهرة أخرى في كلية مجاورة.

وأكد أحد الناشطين من مدينة حلب لـ«الشرق الأوسط» أمس أنه «ليس دقيقا أن حلب لا تزال ساكنة حتى الآن ولا تشارك في المظاهرات، إذ إن قرابة عشر مظاهرات تخرج في أحيائها يوميا، لكن الحصار المفروض على المدينة يحول دون تمكننا من توصيل أخبارها إلى وسائل الإعلام». وفيما تحدث عن «مظاهرات تخرج يوميا في عدد من أحياء المدينة»، لفت إلى أن «حصارا مشددا تم فرضه على أرياف المدينة بالكامل من قبل الجيش والقوى الأمنية، حيث بعض الأحياء مغلقة بالكامل في ظل حركة اعتقالات واسعة تطال بلدات عدة كعفرين ومارع، و…».

وكانت كلية الكهرباء في جامعة حلب شهدت ظهر أمس اعتصاما طلابيا، حيث تجمع الطلاب قرابة الساعة الواحدة والربع ظهرا وبدأوا في إطلاق هتافات مطالبة بإسقاط نظام الأسد. وأشار أحد الناشطين ويدعى فارس، وهو أحد أعضاء «اتحاد طلبة سوريا الأحرار» ولجان التنسيق المحلية في سوريا، لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه «بعد مرور نحو ربع الساعة على بدء الاعتصام، حاول عناصر من الشبيحة كانوا موجودين داخل باصين مركونين قرب السور الجامعي الدخول إلى حرم الجامعة، لكن عميد كلية الكهرباء منع أي أحد من الدخول وتم إقفال أبواب الجامعة، حيث حوصر الطلاب في داخلها والشبيحة خارجها، ثم أقدمت رئاسة الجامعة على تعليق الدروس وإقفال الصفوف وتم إخراج الطلاب من حرم الكلية».

وذكرت «لجان التنسيق المحلية» في سوريا، في بيان أصدرته مساء أمس، أن «أكثر من 350 عنصر أمن وشبيحة اقتحموا أمس كلية الميكانيك في جامعة حلب لقمع المظاهرات فيها، حيث حصلت اشتباكات بين الطلاب والأمن، الذين حاصروا مبنيي كليات الهندسة الميكانيكية والمعلوماتية للقيام باعتقالات عشوائية»، لافتة إلى أنه «تم الاعتداء على طالبة قرب الكلية». وفي هذا السياق، ذكر عضو «اتحاد طلبة سوريا الأحرار» لـ«الشرق الأوسط» أن «أكثر من 15 عنصر من الشبيحة انهالوا بالضرب على هذه الفتاة لدى خروجها من حرم الجامعة، وبعدما لم تتمكن من الوقوف على رجليها تم اعتقالها».

وذكر «اتحاد طلبة سوريا الأحرار» في جامعة حلب أن «مظاهرة كبيرة تم تنظيمها في كلية العلوم، مطالبة بإسقاط النظام والحماية الدولية»، ونجحت في الخروج من الجامعة بعد طرد طلاب من كلية الهندسة التقنية والكهربائية إلى دوار أبو ريشة، حيث حصلت مواجهات بين الطلاب وقوات حفظ الأمن، التي تمكنت من تفريق المظاهرة واعتقال عدد كبير من الطلاب، عرف منهم «الأخوان ريناز، وديسم كنو، ومحمد بدرخان»، وفق ما أفاد به «اتحاد طلبة سوريا الأحرار».

وتأتي مظاهرات طلاب جامعة حلب أمس، بعد تحركات طلابية مماثلة حصلت أول من أمس. وقال عضو «اتحاد طلبة سوريا الأحرار» لـ«الشرق الأوسط» إنه «تم تحديد خمس كليات خرجت منها مظاهرات رفعت علم الاستقلال وطالبت بإسقاط النظام، مستغيثة بالجيش السوري الحر». وأكد أن «أكثر من 150 طالبا جرى اعتقالهم وفق معلومات وصلتنا من ضابط في القوى الأمنية يتعاون معنا ويمدنا بالمعلومات».

تجدر الإشارة إلى أن «اتحاد طلبة سوريا الأحرار» يضم مجموعة من الطلاب المؤيدين للانتفاضة السورية، وهو يسعى إلى توسيع نشاطه وفروعه في مقابل «الاتحاد الوطني لطلبة سوريا»، الذي ينظر إليه باعتباره «مؤسسة بعثية بامتياز». ويقدم «اتحاد طلبة سوريا الأحرار» نفسه على أنه إطار بديل للاتحاد الوطني، ويسعى لتثبيت نفسه على غرار «الجيش السوري الحر» المنشق عن الجيش الوطني. وينشط طلاب اتحاد «طلبة سوريا الأحرار» في جامعات دمشق وحلب وحمص ودير الزور، وفي روسيا وألمانيا والجزائر.

العربي: استمرار الجرائم في سوريا يهدد الجهود العربية

مصدر دبلوماسي عربي لـ «الشرق الأوسط» : اللجنة العربية تجتمع السبت لبحث الملف السوري

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: صلاح جمعة

ندد نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بالجرائم وأعمال العنف والقتل التي تشهدها مدينة حمص وأنحاء أخرى مختلفة من سوريا والتي أدت إلى سقوط العشرات من المواطنين السوريين الأبرياء.

وقال الأمين العام في تصريحات صحافية أمس، إن «توارد الأنباء عن سقوط المزيد من الضحايا يوميا يدعو إلى بالغ القلق والأسف الشديد، ويثير المخاوف من انزلاق الأوضاع في بعض المدن السورية إلى ما يشبه الفتنة الطائفية التي يدفع ثمنها أبناء الوطن السوري الواحد، ويدفع بالأوضاع نحو منزلقات خطيرة». وأضاف الأمين العام أن «استمرار تلك الجرائم يهدد الجهود العربية المبذولة لإنقاذ سوريا ومساعدتها على الخروج من المأزق السياسي الراهن وتجنب التدخل الخارجي».

وفي سياق متصل، علمت «الشرق الأوسط» من مصدر دبلوماسي عربي أن اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية ستعقد اجتماعا في الدوحة يوم السبت المقبل برئاسة رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، وبحضور أعضاء اللجنة وزراء خارجية كل من مصر والجزائر وسلطنة عمان والسودان، والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي.

وقال المصدر إن الاجتماع سيتناول بالتقييم الرد السوري الذي تضمنته رسالة وزير الخارجية وليد المعلم إلى العربي بشأن التوقيع على بروتوكول بعثة مراقبي الجامعة إلى سوريا، والذي اشترط فيه أن يتم التوقيع بدمشق بدلا من مقر الأمانة العامة للجامعة بالقاهرة، وإدخال التعديلات التي اقترحتها الجزائر، وتصريحات الأمين العام ورئيس اللجنة الشيخ حمد بن جاسم بشأن رفض التدخل الخارجي في الشأن السوري كملاحق إضافية بمشروع البروتوكول. وأشار المصدر إلى أن تركيا ربما تحضر جانبا من اجتماعات اللجنة، خاصة أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان سيكون في زيارة للدوحة في توقيت عقد الاجتماع.

من جهة أخرى، رجح مصدر سوري معارض بالقاهرة، لـ«الشرق الأوسط»، أن ترد اللجنة بالرفض على الطلب السوري خاصة أنه غير قانوني، لأن سوريا طلبت توضيحات واستفسارات من قبل بشأن البروتوكول وتم الرد عليها في حينها. وأشار المصدر إلى أن رموزا بالمعارضة السورية بالقاهرة اتصلوا بالأمين العام لاستجلاء الموقف العربي من الطلب السوري؛ إلا أن الأمين العام أبلغهم بأن العقوبات الاقتصادية والتجارية التي تم إقرارها ضد النظام السوري ستبقى مستمرة لحين عرض الموضوع برمته على وزراء الخارجية العرب في اجتماع يجري التشاور حاليا لتحديد موعد لعقده.

تأزم الأوضاع الأمنية في ريفي حماه وإدلب.. واشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي

ناشطون في حمص لـ «الشرق الأوسط» : النظام حول الأزمة إلى صراع طائفي ومذهبي مقيت

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: يوسف دياب لندن: «الشرق الأوسط»

أعلنت «كتيبة أبي الفداء» و«كتيبة صقور الشام» التابعة لـ«الجيش الحر» فجر أمس، أن اشتباكات حصلت في محافظة إدلب شمال غربي البلاد بين الجيش الحر وكتائب الجيش السوري في منطقة ما بين مورك في ريف حماه وحيش وخان شيخون في ريف إدلب، وأن حصيلة الاشتباكات «كانت انشقاق نحو 150 عسكريا وانضمامهم للجيش الحر ومشاركتهم بالاشتباك ضد الجيش السوري»، ومقتل نحو 12 جنديا من الجيش السوري بين خان شيخون وحيش في ريف إدلب، ومقتل 30 جنديا بين مورك وخان شيخون وتفجير 3 عربات بي إم بي و3 عربات مصفحة وسيارتين زيل وتفجير شاحنة تحمل قنابل وعبوات غازات سامة، وأنه جرى الاستيلاء على شاحنة صورايخ أرض جو بالكامل».

من جانبها قالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن «مجموعات إرهابية مسلحة حاولت قطع الطريق الدولي ما بين مورك بحماه وحيش بإدلب فتصدت لها الجهات المختصة ولاحقت عناصر تلك المجموعات وتمكنت من قتل عدد منهم وإصابة آخرين». كما قال ناشطون إنه تم قطع الاتصالات عن بعض مناطق محافظة حماه مع قطع الطرق الدولية بين حماه وحمص وحماه وحلب. كما تم قطع الاتصالات بشكل تام في بعض المناطق في محافظة إدلب مع قطع للكهرباء في بعض الأحيان.

وأفادت مصادر محلية بأن اشتباكات جرت يوم أمس عند مدخل مدينة إدلب الشرقي من جهة سرمين وسمع دوي انفجارات قوية هناك. وأن اشتباكات أيضا جرت في سراقب بين «الجيش الحر» والجيش النظامي وسمعت أصوات قصف دبابات وتحليق لطائرات عمودية. كما قال ناشطون إن طفلا قتل في سراقب أمس فيما أصيب طفل آخر بجراح، وإنه تم اقتحام مدينة سراقب بعشرات الدبابات وتنفيذ حملة اعتقالات ثم انسحبت إلى محيط المدينة لتفرض عليها حصارا كاملا.

من جانب آخر قالت مصادر حقوقية إن اشتباكات عنيفة وقعت بين منشقين وقوات الجيش النظامي في محافظة إدلب شمال البلاد أمس، أدت إلى سقوط جرحى من الجانبين.

وكما أكدت مصادر حقوقية أن قوات الأمن والجيش اقتحمت يوم أمس مدينة سراقب وتمركزت الآليات العسكرية في محيطها، كما جرى نشر للقوات في جبل الزاوية، حيث توجهت أعداد كبيرة من الدبابات من «معرة النعمان» إلى منطقة الحدود السورية مع تركيا.

ولا تتسرب الكثير من المعلومات حول واقع ما تشهده محافظتا حماه وإدلب في ظل انقطاع الاتصالات وتقطع الإنترنت، وصعوبة التواصل مع المناطق المحاصرة والتي تشهد اشتباكات عنيفة.

وفي تطورات يوم أمس في مدينة حمص حيث يستمر تدهور الأوضاع الأمنية، أعلن ناشطون عن مقتل حسن حمد المحمد وعامر عبد الكريم القصير برصاص الشبيحة وقوات الأمن في حي كرم الزيتون، كما قتل كل من غازي أحمد العامر من حي الشماس ورنس فجر المحمد من حي بابا عمرو تحت التعذيب.

ويقول ناشطون في حمص إن المدينة وجوارها تعيش منذ أسبوعين «نكبة الصراع المذهبي المسلح، والتصفيات الجسدية المتبادلة بين العلويين والسنة». ويؤكد المسؤول في تنسيقية حمص أبو جعفر أن «النظام السوري هو من حول الأزمة في سوريا بشكل عام وفي حمص بشكل خاص إلى صراع طائفي ومذهبي مقيت». وأوضح لـ«الشرق الأوسط»، أنه «عشية مزاعمه بالتوقيع على برتوكول مبادرة الجامعة العربية، دفع النظام بشبيحته لإزكاء هذا الاقتتال المذهبي انطلاقا من حمص التي حولها إلى مدينة أشباح، بحيث يعمد عناصر الشبيحة العلويون إلى خطف الشباب السنة من منازلهم وقتلهم وإلقاء جثثهم في الشوارع وقرب حاويات النفايات». وأعلن أن «الشبيحة يحضرون من منطقتي الزهراء والنزهة العلويتين، بسيارات تابعة للأمن السوري على أساس أنهم رجال أمن، ويدخلون الأحياء السنية مثل باب عمر وباب السباع وتلبيسة، ويخطفون الشباب إلى مناطقهم ويذبحونهم، ثم يلقون جثثهم في الشوارع، في حين يشهد حي وادي الذهب المختلط من العلويين والسنة اقتتالا مذهبيا، وعمليات كر وفر».

وقال المسؤول في تنسيقية حمص «أقدم أمس (أول من أمس) الشبيحة على دخول حي كرم الزيتون وخطف 34 شخصا من داخله وهم من البدو السنة، واقتيادهم إلى حي النزهة العلوي، حيث أقدموا على تصفيتهم في وقت واحد وألقوا بجثثهم قرب حاويات النفايات، بعد أن كتبوا عليها عبارة تقول: «هذا جزاء كل من يتمرد على النظام». وقال أبو جعفر «حتى الآن ليس لدينا أرقام محددة عن عدد الشهداء في حمص، الذين تجاوزوا الـ200 في الأيام الأربعة الأخيرة، هذا عدا عن المخطوفين والمفقودين الذين لا نعرف مصيرهم». ويعترف المسؤول في التنسيقية، أن «السنة في حمص يحاولون الدفاع عن أنفسهم ولم يعد أمامهم الخيار، ولم يعد بإمكانهم أن يسمحوا للشبيحة أن يستبيحوا بيوتهم ويسوقوا أبناءهم كالنعاج لذبحهم قربانا للنظام المجرم من دون أن يحركوا ساكنا». وأوضح ردا على سؤال أن «كل الناس لديهم أسلحة فردية في منازلهم وباتوا يستعملونها عند الضرورة ليحموا أنفسهم بالحد الأدنى».

وأضاف: «إن جرائم الشبيحة وأذناب النظام لم تقتصر على حمص فحسب، بل توسعت إلى كل مدن وقرى المحافظة، ولا سيما في تلكلخ القريبة من الحدود اللبنانية، وبلدات العقربية والقرنية والبرهانية التي تحول شبابها (العلويون) إلى شبيحة». ولفت إلى أن «قائد المخابرات الجوية اللواء جميل الحسن، جند أحد أقاربه عفيف إدريس من بلدة القرنية وهو تاجر مخدرات وقلده رتبة عقيد، وكلفه قيادة دوريات من المخابرات الجوية ومداهمة القرى والمناطق السنية، وبدأ هذا الشخص بتدمير العشرات من منازل المطلوبين وجرفها وتسويتها بالأرض تماما، وقبل يومين جرف عفيف إدريس وشلته 15 منزلا في منطقة تلبيسة في حمص وبعض هذه المنازل دمرت فوق رؤوس ساكنيها من شيوخ ونساء وأطفال في مجازر وحشية يندى لها جبين الإنسانية».

وقال أبو جعفر إن النظام السوري «لا يأبه لا للمبادرة العربية ولا للقرارات الإقليمية والدولية، إنه يراوغ فقط من أجل كسب الوقت وتنظيم صفوف قواته، والسبب الأساسي لخداعه وإعلانه زورا قبول المبادرة، هو تعزيز انتشار قواته العسكرية بالقرب من الحدود التركية تحسبا لإقامة منطقة عازلة». وقال: «بالأمس (أول من أمس) تجمعت المئات من المدرعات والمدفعية وناقلات الجند في منطقة حسي القريبة من حمص، وانطلقت هذه القافلة باتجاه إدلب للانتشار هناك تحسبا لإعلان المنطقة العازلة». وأضاف أن «هذا النظام يلفظ أنفاسه وهو يحاول إحراق سوريا قبل أن ينتهي، وهو يعلم تماما أنه إذا أقيمت منطقة عازلة وتوفر الغطاء الجوي للثوار، فإن الجيش سينقلب عليه فورا، لأن غياب هذا الغطاء الجوي هو الذي يجعل الضابط يحسب ألف حساب قبل أن ينشق، بحيث يعمد الطيران السوري إلى قصف أي منطقة تشهد انشقاقا، فضلا عن عمليات الانتقام التي يذهب ضحيتها أهالي المنشقين».

فيلتمان في بيروت لبحث الأزمة السورية ويؤكد دعم واشنطن للبنان بعد إقرار تمويل المحكمة

مصادر مقربة من حزب الله لـ «الشرق الأوسط» : ميقاتي ملتزم خطوطا حمراء أميركية وفيلتمان جاء يملي الشروط

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: بولا أسطيح

جدد مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان موقف الولايات المتحدة الأميركية المرحب بتسليم لبنان حصته من تمويل المحكمة الدولية، واصفا الخطوة بـ«الإشارة الإيجابية جدا من لبنان لجهة الوفاء بالتزاماته وبالقرارات الدولية»، لافتا إلى أن «رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أخذ قراره بالاستناد إلى مصلحة لبنان». وبينما جدد فيلتمان «دعم سيادة واستقلال لبنان»، أكد «التزام واشنطن بدعم للجيش اللبناني ليفي بالتزاماته تجاه حماية الحدود وأمن الناس».

وكان فيلتمان الذي استهل زيارته إلى لبنان بلقاء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، تناول وبإسهاب معه الوضع السوري، مشددا على «ضرورة تبيان قوة الإجماع الدولي في وجه نظام الأسد، فتركيا والولايات المتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي كلهم اجتمعوا لمحاولة إيجاد طرق سلمية للضغط على محيط الرئيس السوري بشار الأسد والتخفيف من محاربة الشعب السوري، وهذا الإجماع مهم جدا ويظهر ما تريده المنطقة وما تعتقد المنطقة أنه الأفضل للمضي قدما». وقال فيلتمان: «نريد أن نرى نهاية سلمية للأزمة في سوريا، وجامعة الدول العربية ومجلس الأمن يقولان ذلك، وهي ضغوط سلمية لوقف ما يتعرض له الشعب السوري».

وتطرق فيلتمان إلى عودة السفير الأميركي إلى دمشق، فقال: «إن سفيرنا في دمشق قام بواجبه تجاه الشعب السوري، وقام بخلق روابط مع هذا الشعب، ولا بد من أن نتذكر أن الحكومة السورية حرمت دخول وسائل الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان إلى سوريا، ونحن يجب أن نعلم ما يحصل في سوريا، ويجب أن نثبت للشعب السوري أننا نريد الوقوف إلى جانبه، وبالتالي سفيرنا لا يزال موجودا هناك لأنه يساعدنا في فهم الوسيلة الأفضل لوضع حد للعنف في سوريا، وهو يساعد الشعب السوري في مواجهة موجة العنف الشديد المستمرة».

في المقابل، أثارت زيارة السفير الأميركي الأسبق لدى لبنان موجة استياء في صفوف قوى 8 آذار التي اعتبرت أنه أتى «يملي مزيدا من الشروط على بعض اللبنانيين». وفي هذا الإطار، قالت مصادر مقربة من حزب الله لـ«الشرق الأوسط»: «لدى فيلتمان ما لديه من إملاءات وشروط جديدة بعد تمويل المحكمة الدولية. فرئيس الحكومة نجيب ميقاتي يؤكد يوما بعد يوم أنه ملتزم خطوطا حمراء أميركية وممنوعات يتجنب تعاطيها».

ولفتت المصادر إلى أن «واشنطن وعندما سكتت عن حكومة ميقاتي وقبلت بإزاحة سعد الحريري عن الساحة، رسمت خطوطا حمراء بما يتعلق بما تعتبره هي إنجازات لها خلال الخمس سنوات الماضية وعلى رأسها المحكمة، وهددت ميقاتي وغيره بأن التطاول عليها يعني تلقي عقوبات أميركية ودولية».

روسيا تعرض إرسال مراقبين إلى سوريا

قالت إن المبادرة العربية بحاجة إلى وقت

جريدة الشرق الاوسط

عرضت روسيا أمس إرسال مراقبين إلى سوريا، وقالت إن المبادرة التي أعلنتها الجامعة العربية لحل الأزمة في سوريا «تحتاج بعض الوقت لتؤتي ثمارها كما حدث للمبادرة الخليجية باليمن».

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للصحافيين بعد حضور اجتماع في ليتوانيا لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا: «أمضى جميع اللاعبين الخارجيين بضعة أشهر لإقناع الأطراف المتحاربة في اليمن بالاتفاق والتوقيع على خطة سلام مشابهة». وأضاف: «هناك حاجة لممارسة نفس القدر من الصبر ونفس القدر من المسؤولية فيما يتعلق بخطة الجامعة العربية في سوريا».

وقال لافروف إن روسيا لا تريد أن تصبح مبادرة الجامعة العربية ذريعة لتدخل خارجي.

ومن ناحية أخرى قال: إن المراقبين المزمع إرسالهم إلى سوريا يمكن أن يضموا مراقبين غير عرب إذا كان هذا يناسب دمشق. وقال: «روسيا بوجه خاص يمكنها أن تفوض ممثلين عنها لمثل هذه المجموعة إذا أبدت السلطات السورية اهتماما بالأمر».

وفي أكتوبر (تشرين الأول) استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد قرار مدعوم من الغرب في مجلس الأمن الدولي يندد بحملة سوريا على المحتجين السلميين. وقالت روسيا إن القرار يمكن أن يفتح الباب أمام تدخل عسكري غربي مثلما حدث في ليبيا حيث تقول: إن حلف شمال الأطلسي تجاوز تفويض مجلس الأمن.

واشنطن تصف تصريحات الأسد بأنها «تنصل من المسؤولية»

الناطق باسم الخارجية السورية: الأسد لم يقل إنه غير مسؤول عما يجري في البلاد

جريدة الشرق الاوسط

وصفت واشنطن تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد أمس، في المقابلة التي أدلى بها لتلفزيون «إيه بي سي»، والتي نفى فيه إعطاءه الأوامر للجيش لقتل الشعب، بأنها «تنصل من المسؤولية». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، مارك تونر، إن الأسد «حاول التنصل من المسؤولية»، مضيفا أنه «أمر مثير للسخرية أن يحاول الأسد الاختباء وراء لعبة كاذبة، ووراء نوع من ادعاء أنه لا يمارس السلطة في وطنه».

وانتقدت تركيا أيضا تنصل الأسد من المسؤولية، وقال إرشاد هورموزلو، كبير مستشاري الرئيس التركي عبد الله غل، «إنه في تركيا عندما يحصل حادث تصادم قطارات فإن وزير المواصلات يقدم استقالته». وقال هورموزلو لـ«الشرق الأوسط» إن «المسؤولية متسلسلة، والمسؤول يجب أن يتحمل مسؤوليته في إطار هذا التسلسل».

وردت دمشق بسرعة على واشنطن، واتهم الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي نظيره الأميركي مارك تونر بـ«تحريف» كلام الأسد. ونفى مقدسي أن يكون الأسد قد قال إنه غير مسؤول عن قوات بلاده، واعتبر مقدسي أن «تحريف» تصريحات الأسد «شيء مؤسف وغير صحيح».

وأكد مقدسي خلال مؤتمر مقتضب في وزارة الخارجية عقده أمس أن «التصريحات التي وردت على لسان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية تتعلق بفحوى مقابلة لم تكن قد بثت بعد، أدلى بها رئيس الجمهورية بشار الأسد لمحطة (إيه بي سي) الأميركية مع المذيعة باربرا والترز ونحن نشكرها لقيامها بهذه المقابلة الحصرية، ونحن نأسف ونستهجن ما ورد على لسان الناطق باسم الخارجية الأميركية عندما قام بتحريف والسخرية من كلام لم يصدر بالسياق الذي ذكر وهو غير دقيق وغير مهني على الإطلاق». وأضاف الناطق باسم الخارجية السورية أن «برامج والترز عفوية وأجوبة الأسد كانت جادة صريحة ونحن معتادون على الإدارة الأميركية أن تقوم بالتعليق فورا على تصريح رسمي من الرئيس الأسد ومن وزير الخارجية وليد المعلم والتصريح يقول إن الوقت غير كاف وغير ذلك، وهناك أمور أخرى وأخطاء جسيمة أخرى معتادون عليها من الإدارة الأميركية مثل احتلال العراق وأفغانستان والسجون وغوانتانامو وغير ذلك من المواقف غير الدقيقة». وأشار إلى «وجود ضجة إعلامية غير مبررة حول كلام أخذ من خارج سياقه الطبيعي وهو غير دقيق»، وأشار مقدسي إلى أن سؤال باربرا كان ببساطة «هل قامت قواتك بقمع شديد للسوريين»، والذي فهم بحسب مقدسي وكأنها تتحدث عن «ميليشيا»، فكان رد الرئيس أنها «ليست قواتي»، مقدما شرحا صحافيا، وقال إن «القوات في سوريا مهامها الحفاظ على الأمن واستقرار البلاد وهناك أخطاء حصلت والجميع تحت سقف المساءلة وهنا تكمن مسؤولية القيادة وطالما أن هناك دلائل على ذلك وهذا يتم وفق آلية قضائية وهناك لجنة مشكلة تنظر بهذه الأمور تعاقب وستعاقب إذا كانت هناك أخطاء مثبتة».

وأكد مقدسي أن «هذا كان سياق الحديث ولم يقل الأسد أنا لست مسؤولا أو ما شابه ذلك والرئيس الأسد مسؤول دستوريا عن مهامه كرئيس». وتمنى على الناطق الرسمي الأميركي «توخي الدقة وأن يبقى مهنيا في تعاطيه وأن لا يلجأ إلى تسجيل نقاط في أهداف فارغة». وأضاف مستهزئا «نحن لدينا معهد دبلوماسي ومستعدون لأن نرسل للناطق كتيبات لها علاقة بالمهنية ويمكن أن نرسلها له بالبريد الدبلوماسي».

وحول تسريبات عن رفض الجامعة التعديلات السورية على البروتوكول، قال مقدسي: «الدخان الأبيض لم يظهر بعد من أروقة الجامعة العربية ونحن لا نعتمد في ردودنا على تسريبات، والموقف الرسمي هو أن الأمين العام نبيل العربي قال إنهم يدرسون ما قدمته سوريا من طروحات منطقية بعيدة جدا عن أي شروط، ونحن بانتظار هذا الدخان الأبيض إذا كانت النوايا العربية سليمة، ونأمل أن تكون سليمة حرصا على البيت والحل العربي». وأشار إلى أن هناك «جهودا عربية نأمل أن تكون نبيلة لصالح إجلاء الوضع وأن تكون خطوة نحو طريق الحل والموضوع ليس موضوع مراقبين ولسنا بوارد تدويل أي شيء ولكننا نرحب بأي مساع حميدة من أي طرف». وتعليقا على عودة سفراء الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، قال مقدسي: «إذا كان هدفها تحسين العلاقات واحترام السيادة السورية فأهلا وسهلا ونحن نتمنى لهم التوفيق وإذا لم يكن هذا الهدف من العودة فنأمل أن تكون عطلة عيد الشكر للسفير الأميركي فرصة لإعادة قراءة معاهدة فيينا للعلاقات الدبلوماسية ليعرف ما له وما عليه».

وحول الموقف السوري من اجتماع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بالمعارضة السورية، عبر مقدسي عن أمله أن يكون اللقاء «هدفه إقناع المعارضة للقدوم إلى طاولة الحوار». وقال: «نحن مؤمنون بالحوار وأن يكون الحل سوريا بحتا، ونود من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن أن تلتزم بميثاق الأمم المتحدة وعدم اللجوء إلى اجتماعات لزعزعة الأمن بل اجتماعات هدفها السلم الأهلي ومشهد ديمقراطي جديد، سوريا تؤمن به قبل أن يسعى إليه الآخر». وكشف المسؤول السوري عن وجود مراسلات بين سوريا وتركيا تتعلق بتسرب مسلحين من الأراضي التركية باتجاه سوريا، وقال: «نحن حريصون على أن تكون علاقاتنا جيدة مع دول الجوار وخصوصا مع تركيا وإذا أراد الجانب التركي أن يجري مراجعة نقدية لهذه المواقف غير المبررة سنرحب بذلك ونحن من الطرف السوري حريصون على أمن واستقرار تركيا ونأمل هذا الحرص متبادل وتم تبادل الرسائل ونأمل الحرص على المحافظة على حسن الجوار».

الأسد: نحن لا نقتل شعبنا.. ولا توجد حكومة في العالم تقتل شعبها إلا إذا كان قائدها مجنونا

قال في مقابلة تحد مع تلفزيون أميركي إنه لا يشعر بالذنب وإنه بذل ما بوسعه «لإنقاذ الناس»

جريدة الشرق الاوسط

واشنطن: محمد علي صالح

نفى الرئيس السوري بشار الأسد أنه أصدر أوامر لقتل المتظاهرين الذين يطالبون بتنحيه، وقال إنه لا يأمر بقتل شعبه إلا زعيم «مجنون». وقال الأسد لباربرا والترز، في مقابلة مع تلفزيون «إيه بي سي نيوز»، قال إنه «لا يحس بالذنب» بسبب القتلى في سوريا. وبدا الرئيس السوري في أول مقابلة مع تلفزيون أميركي منذ بداية مظاهرات المعارضة السورية في مارس (آذار) الماضي، متحديا، وغير معتذر. وقال: «كل (تصرف وحشي) كان تصرفا فرديا وليس مؤسسيا.. هذا هو ما يجب أن تعرفوه.. هناك فرق بين اتباع سياسة قمع وارتكاب بعض المسؤولين أخطاء». وأضاف: «لم تصدر أوامر للقتل أو التعامل بوحشية». وعندما سئل عما إذا كان يشعر بالأسف بسبب العنف الذي عصف ببلاده، أجاب أنه بذل كل ما في وسعه «لإنقاذ الناس».

ورفض الأسد أي اقتراح بأن يرحل، وسخر من العقوبات العربية والدولية التي تفرض على سوريا.

ورغم أن أسئلة والترز المشهورة بمقابلة الرؤساء العرب، منذ الرئيس المصري السابق أنور السادات، كانت قوية ومركزة، ودعمتها بأرقام عن عدد القتلى المدنيين في سوريا، وعن حكم الأسد الديكتاتوري، استمر الأسد متحديا. ومما قالت والترز له: «رجالك ذهبوا من منزل إلى منزل. واعتقلوا الأطفال. أنا رأيت تلك الصور». ورد الأسد: «أكون صريحا معك، يا باربرا، لا أصدق ما تقولين».

وسألته عن حمزة الخطيب، الصبي السوري (13 سنة) الذي احتجزته القوات السورية بعد اشتراكه في مظاهرة سلمية، ثم أعادته جثة هامدة إلى والديه، وعلى جثته آثار الرصاص والتعذيب والحرق والخصي، والذي انتشرت صوره في الإنترنت والتلفزيونات والصحف في كل العالم. وكرر الأسد بأن «الإرهابيين هم الذين يمارسون العنف»، وليس قواته. ونفى الأسد أن الصبي عذب، وقال: «لا، لا، لا. ليس هذا خبرا. أنا قابلت والده، والد هذا الطفل. وهو قال بأن ابنه لم يعذب كما ظهر في وسائل الإعلام».

وألقى الأسد باللوم في أعمال العنف على «المجرمين، والمتطرفين الدينيين، والإرهابيين المتعاطفين مع تنظيم القاعدة».

وفي إجابة عن سؤال عن تقرير الأمم المتحدة الذي أعلن أن أكثر من أربعة آلاف شخص قتلوا في الاضطرابات في سوريا، رد الأسد بسؤال مضاد: «من قال إن الأمم المتحدة هيئة ذات مصداقية؟».

وقال إن ضحايا العنف في الشوارع السورية ليسوا من المتظاهرين المدنيين، وإن «معظم الناس الذين قتلوا هم من مؤيدي الحكومة»، وإن أكثر من ألف من القتلى من الجنود والشرطة.

واعترف الأسد بأن بعض أفراد القوات المسلحة خالفوا القانون، وقال إنهم عوقبوا على أعمالهم. وقال: «كل رد فعل عنيف من جانب واحد من قواتنا كان رد فعل شخص واحد، وليس رد فعل كل المؤسسة العسكرية». ونظر إلى والترز في عينيها بتحدّ، وقال: «هذا ما يجب عليك أن تعرفيه يا باربرا».

وردت عليه: «لكنك أنت الذي أصدرت الأوامر». وأجاب مدافعا: «نحن لا نقتل شعبنا. لا توجد حكومة في العالم تقتل شعبها، إلا إذا كان قائدها شخصا مجنونا».

وعن مطالب الجامعة العربية، قال الأسد إنه لا يرفض مطالب الجامعة بإجراء إصلاحات دستورية، وإنه مؤخرا أدخل إصلاحات انتخابية، بداية من الانتخابات المحلية هذا العام، وإن التصويت على رئاسته لن يتم إلا عام 2014، وإنه لن يتسرع في إجراء انتخابات الرئاسة هذه. وقال: «أبدا لم نقل إن سوريا دولة ديمقراطية. نحن نتحرك نحو الإصلاحات، ولا سيما خلال الأشهر التسعة الأخيرة. العملية الديمقراطية تستغرق وقتا طويلا، وتحتاج إلى كثير من النضج السياسي لتكون ديمقراطية كاملة».

وعن عقوبات الجامعة العربية، والعقوبات الدولية الأخرى، قال الأسد إنها لا تقلقه. وأضاف: «ظللنا نعاني من العقوبات منذ 30 أو 35 عاما. إنها ليست شيئا جديدا». وقال إنه على الرغم من عقود من العقوبات الاقتصادية «نحن لسنا معزولين. الناس يأتون ويذهبون، وهناك تجارة، وكل شيء».

وسألت والترز الأسد إذا كان أسف على أعمال العنف التي يعاني منها بلده، وعلى آلاف القتلى، وعلى صورة سوريا التي صارت صورة دولة منبوذة. فأجاب في تحدّ واضح: «بذلت كل ما أستطيع لحماية الشعب. أنا لا أشعر بالذنب عندما أبذل أحسن ما أستطيع». وفرق الأسد بين الأسف والإحساس بالذنب، وقال: «الشخص يحس بالأسف للأرواح التي فقدت. لكن لا يحس بالذنب إلا عندما يقتل الناس. لا، ليس هذا عن الإحساس بالذنب».

وزير خارجية الجزائر من باريس: لا انتقال للسلطة في سوريا خارج الحوار بين النظام والمعارضة

مصادر فرنسية لـ «الشرق الأوسط» : تصريحات الأسد للتلفزيون الأميركي «سريالية»

جريدة الشرق الاوسط

باريس: ميشال أبو نجم

احتل الملف السوري، إلى جانب العلاقات الثنائية والحرب على الإرهاب في بلدان الساحل الأفريقي، حيزا كبيرا من المحادثات التي أجراها وزير خارجية الجزائر في باريس أمس، خصوصا مع نظيره ألان جوبيه، وخلال جلسة الاستماع مع لجنة الشؤون الخارجية.

واستفادت باريس من وجود الوزير مراد مدلسي لتقوم معه ما آلت إليه المبادرة العربية في سوريا بسبب عضوية الجزائر في اللجنة الوزارية العربية ولموقفها «المتمايز» نوعا ما والذي عبر عنه مدلسي شخصيا أكثر من مرة. وبالمقابل، فإن الوزير الجزائري تعرف على الاتصالات الدولية الجارية بشأن الملف السوري قبل يوم واحد من القمة الأوروبية في بروكسل التي من المنتظر أن تصدر بيانا في هذا الخصوص وبعد القرارات الأخيرة لوزراء الخارجية الأوروبيين وتوافقهم على فرض سلة عقوبات مالية واقتصادية جديدة على سوريا.

وفي كلامه للنواب الفرنسيين، أسمع مدلسي «موسيقى مختلفة» نوعا ما عن الأجواء الفرنسية أو عن تلك التي يدعو إليها المجلس الوطني السوري والتي تصب كلها في خانة إزاحة النظام القائم وتنحي الرئيس الأسد عن السلطة، وطالب الوزير الجزائري بـ«إعطاء المبادرة العربية الفرصة الكاملة» من أجل إيجاد مخرج للأزمة السورية التي وصفها بأنها في مرحلة «ما قبل الحرب الأهلية».

غير أن الرسالة الأهم التي حملها مدلسي الذي أعرب عن «القلق البالغ» للدول العربية إزاء مسار الأحداث في سوريا، هي في دعوته إلى الحوار بين السلطة والمعارضة «لأنه خارج هذا الحوار لن يحصل الانتقال (في السلطة) ومن أجل تفادي الحرب الأهلية»، مضيفا أن الجامعة العربية «في وضع تمارس فيه ضغوطا من جهة على الحكومة السورية ومن جهة أخرى على المعارضة لتهيئة ظروف الحوار». وعبر الوزير الجزائري عن تحفظه إزاء الصورة التي تنقلها الوسائل الإعلامية عما يجري ميدانيا في سوريا وهو ما يكرره النظام السوري منذ البداية، إذ أكد أن الأخبار الواردة من سوريا «لا تتصف دائما بالموضوعية» ولذا فإنه شدد على الحاجة لإرسال اللجان العربية إلى داخل سوريا «لتنقل لنا الصورة ولنستطيع أن نتحرك بموجبها». وفي أي حال، تدعو الجزائر إلى بذل كل الجهود الممكنة من أجل تفادي تحويل الصراع في سوريا إلى «صراع دولي» في إشارة إلى ما حصل في ليبيا حيث أفضى تدخل الحلف الأطلسي العسكري إلى إسقاط نظام العقيد القذافي وإلى قتله.

وراهنت سوريا في الأسابيع الماضية على تحفظ الجزائر على قرارات الجامعة العربية ومنها تجميد عضويتها في الجامعة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية عليها. وقال مدلسي في رد على أسئلة الصحافة بعد اجتماعه بجوبيه في وزارة الخارجية إن الجزائر «لم تعد تكتفي بإدانة ما يجري في سوريا وهي اليوم تخطت هذه المرحلة» حيث إنها «تعمل على دفع المبادرة العربية إلى الأمام». وهذه المبادرة «تهدف إلى وقف العنف وبدء حوار بين السوريين أنفسهم لأن تقرير مصيرهم رهن أيديهم».

وقالت مصادر فرنسية تحدثت إليها «الشرق الأوسط» أمس تعليقا على كلام الرئيس السوري بشار الأسد لقناة تلفزيونية أميركية حول انتفاء مسؤوليته عن أعمال العنف في سوريا إن هذا الكلام «يبدو سرياليا». ورأت هذه الأوساط أن عقدة العقد التي تعيق التقدم في الملف السوري ما زالت تتمثل في مجلس الأمن وعجزه عن إصدار قرار يتناسب مع خطورة الوضع السوري. وبدت المصادر الفرنسية «متحفظة» إزاء إمكانية قبول دمشق المبادرة العربية التي تنص على إرسال فريق من المراقبين إلى سوريا ووقف العنف ومجموعة من الإجراءات مثل إطلاق المعتقلين السياسيين وتسهيل عمل الوسائل الإعلامية المختلفة وبدء حوار سياسي بين السلطة والمعارضة خارج سوريا.

وحتى تاريخه، لا يبدو أن الدول الغربية قد وجدت طريقة لتوفير «سند قانوني» يتيح المجال للتدخل «الإنساني» في سوريا. وثمة نقاشات تجرى في المحافل الدبلوماسية عن «الوزن القانوني» لمطالبة رسمية تصدر عن المجلس الوطني السوري وعن الجامعة العربية وعن هيئات أخرى من أجل «حماية المدنيين» عملا بمبدأ «حق التدخل الإنساني» وما إذا كانت كافية كـ«أساس قانوني» شرعي لحماية النازحين أو المدنيين أو إيصال المساعدات الإنسانية.

ولكن ما هو المخرج في حال لم تتوفر القاعدة القانونية؟

تقول المصادر الفرنسية إن الرهان يقوم على «الضعف» الذي بدأ يصيب النظام السوري بسبب تداخل الكثير من المؤثرات التي تدفع كلها نحو زيادة الضغوط وفرض العزلة الدولية عليه بالتوازي بروز المجلس الوطني السوري الذي أخذ يتحرك على المسرح الدولي ناهيك عن الضغوط الداخلية المتمثلة بالمظاهرات المستمرة منذ 9 شهور وبداية التشققات داخل أجهزة النظام العسكرية والأمنية. ويتواكب كل ذلك مع مفعول العقوبات المالية والاقتصادية المطبقة أميركيا وأوروبيا وعربيا وتركيا، بالإضافة إلى مجموعة من الدول الأخرى مثل أستراليا ونيوزيلندا وغيرهما والتي بدأت تظهر مفاعيلها على أكثر من صعيد.

وترى باريس أن موقف الجامعة العربية شجع تركيا على السير بالعقوبات. لكنها تعتبر أن تركيا «لم تحسم بعد أمرها وتقرر ما هي الخطة التي ستسير عليها حقيقة إزاء سوريا» بسبب تعقيدات الوضع وما تعتبره من قدرات دمشق على اللعب بأوراق «مزعجة» ليس أقلها الورقة الكردية والنتائج الاقتصادية السلبية المترتبة على إغلاق الحدود مع جارها السوري وتواجد أقلية علوية قد تتضامن مع ما يجري في سوريا.

معارضون سوريون ينتقدون تصريحات الرئيس السوري.. وعضو في المجلس الوطني: الأسد يقتل شعبه.. وهو مجنون

مسؤول في تنسيقية دعم الثورة: إعلانه بأنه غير مسؤول عن أعمال العنف يمهد للتنحي والخروج الآمن

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: كارولين عاكوم القاهرة: صلاح جمعة

رد المعارضون السوريون بغضب على كلام الرئيس السوري بشار الأسد أمس، الذي نفى فيه أن يكون قد أعطى الأوامر لقتل المدنيين، وقال جوان يوسف، عضو المجلس الوطني السوري، إنه يوافق الأسد الرأي فيما يتعلق بقول الأخير «لا توجد حكومة في العالم تقتل ناسها، إلا إذا كان يقودها شخص مجنون»، معتبرا أن «رؤساء القرون الماضية الذين نفذوا إبادة جماعية بحق شعوبهم كانوا مجانين، والأسد الذي يقوم اليوم بقتل شعبه هو مجنون». وقال يوسف لـ«الشرق الأوسط» «هذا الأمر ينافي الحقيقة، لأن الدستور السوري أعطى رئيس البلاد الصلاحيات السياسية والعسكرية والاقتصادية، وهو بالتالي مهيمن على كل القرارات في سوريا، وقول الأسد بأنه ليس مالكا للبلاد ليس إلا التفافا على الموضوع وتهربا من مسؤولياته تجاه ما قد يحاكم عليه في المحكمة الجنائية الدولية».

وفيما يتعلق برفض الأسد التقرير الذي صدر عن الأمم المتحدة الذي قدر عدد القتلى بأربعة آلاف، وتشكيكه بصدقية المنظمة، قال يوسف «الحقائق التي نوثقها والتي يراها العالم بأم العين، تؤكد صحة تقرير الأمم المتحدة، وهذا ما نعمد نحن أيضا إلى توثيقه من خلال جمع الوثائق الدقيقة لإدانة الأسد، وهي تتوزع على 3 فئات، منها ما يقتصر على عدد الشهداء وأسمائهم الثلاثية ومكان وفاتهم إضافة إلى صورهم، ويصل عددهم إلى 3850 قتيلا، ومنهم من لم نتمكن من الحصول إلا على أسمائهم الأولى والثانية، وبلغ عددهم ألف قتيل، كذلك هناك نحو 380 قتيلا حصلنا على صورهم المشوهة من دون التمكن من التعرف على هويتهم، والقسم الأكبر منهم في حمص.

وعلق يوسف على ما قاله الأسد بأن التهديد بالعقوبات لم يرعبه، معتبرا أن سوريا خضعت للعقوبات على مدى 35 سنة ولا شيء جديد اليوم، بالقول «صحيح أنه في عام 1986 خضعت سوريا للعقوبات من قبل بريطانيا وفي عام 2000 من قبل أميركا، لكن عقوبات المجتمع الدولي والعربي اليوم ستترك آثارها على الاقتصاد السوري بشكل واضح، وإن كانت ستؤثر سلبا أيضا على الشعب السوري، لكن علينا أن نتحمل هذا الأمر بهدف الوصول إلى هدفنا وهو إسقاط النظام».

وعما اعتبره الأسد أخطاء قام بها بعض المسؤولين، أشار يوسف إلى أن ما يقوم به النظام واضح بأنه عن سابق إصرار وتصميم ويهدف إلى إبادة الشعب السوري. وفيما يتعلق بالإصلاحات التي قال إنه لا يمكن تطبيقها بكبسة زر، اعتبر يوسف أن هذه الإصلاحات التي يدعيها الأسد بدأت في عام 2000 وإذا به يقوم بحملة اعتقالات في ربيع دمشق عام 2004 وكمم أفواه المعارضين في عام 2009 وها هو اليوم يقتل شعبه.

من جهته، قال مؤمن محمد نديم كويفاتيه، رئيس اللجنة الإعلامية لتنسيقية دعم الثورة السورية، ردا على تصريحات الأسد: «إنه (الأسد) يريد أن يبرئ نفسه لأنه أيقن أن نظامه آيل للسقوط، وأتوقع أن يكون هذا الكلام تمهيدا للتنحي والخروج الآمن». وأكد «أنه آن الأوان أن يتنحى ونحن نتعهد له أن يخرج من سوريا هو وعائلته خروجا آمنا حقنا للدماء السورية ويجب أن يأخذ العبرة مما حدث للقذافي».

وفي موضوع آخر، قال كويفاتيه لـ«الشرق الأوسط» إن «الحكومة السورية تماطل ولا يجب على الجامعة العربية إعطاؤها أي فرصة أخرى، فموافقتها على بروتوكول لجنة مراقبي الجامعة العربية جاء بعد 35 يوما من موافقتها على خطة العمل العربية، وكل يوم يسقط نحو30 شهيدا أي إن عدد الشهداء الذين سقطوا في هذه الفترة أكثر من ألف شهيد». وطالب الجامعة العربية بنقل الملف السوري إلى المجتمع الدولي، وقال: إن «شعبنا السوري لا يريد أن تكون الجامعة عقبة في وجه طموحاته ونحن سنتكفل فيه بتحريك الموقف للحماية الدولية والحظر الجوي». وقال رئيس اللجنة الإعلامية لتنسيقية دعم الثورة السورية، إن مسؤولا رفيعا في الجامعة أبلغنا أن اللجنة الوزارية المعنية بسوريا سترفض الشروط السورية وإن عددا من الدول العربية اعتبرتها مجحفة وتصل إلى حد لي ذراع الجامعة العربية وإن ذلك يوضح أن سوريا تستهلك الوقت ولا تريد الحل.

محطة تلفزيون بريطانية دخلت سرا الى حمص: فرق «الشبيحة» تضفي صورة قاتمة على انتفاضة سوريا

«سكاي» لـ «الشرق الأوسط»: التخطيط للرحلة السرية بدأ من لبنان.. وفريق العمل دخل الأراضي السورية مع نشطاء آخرين

جريدة الشرق الاوسط

لندن: محمد الشافعي

في تقرير تلفزيوني دولي نادر من داخل حمص، قال ستيوارت رامزي كبير مراسلي شبكة «سكاي نيوز» البريطانية أول من أمس إن الأسد يستخدم «ميليشيا الشبيحة» لمهاجمة معارضيه والمحتجين ضده.

وقال جندي من الجيش السوري الحر لشبكة «سكاي» إن ميليشيا الشبيحة «جزارون»، لا يهمهم من يقتلون، وكل ما يريدونه هو أن يروا الدماء، مضيفا أنهم يقتلون المسنين والأطفال والعجائز، و«نحن هنا لحماية المدنين». وعلى الطريق يظهر جنود الجيش السوري الحر على الطرق ليلا يقومون بدورية حراسات، وأثناء تصوير «سكاي» ليلا يصل أحد الجنود المنشقين الجدد. وكان الجندي يرتدي زيا مموها ويحمل سلاحا آليا، وصور في موقع به سواتر من أكياس الرمل قالت شبكة «سكاي» إنها تبعد 100 متر فقط عن قوات حكومية في إحدى ضواحي حمص.

من جهته قال تيم ميلر نائب رئيس القسم الخارجي في محطة «سكاي» التلفزيونية لـ«الشرق الأوسط»: «أستطيع أن أؤكد أن رامزي كبير مراسلي المحطة نجح في الخروج من سوريا بأمان مع فريق العمل المكون من ثلاثة أشخاص، وهو الآن في طريقه إلى دبي ومنها إلى بريطانيا». وعن كيفية دخول فريق محطة «سكاي» إلى الأراضي السورية دون تأشيرات دخول قال ميلر لـ«الشرق الأوسط»: «إن مراسل المحطة رامزي مع مساعديه ذهبوا إلى لبنان أولا، ومن هناك مكثوا مع نشطاء سوريين نحو عشرة أيام حتى يشعروا بمزيد من الثقة، حيث تم التخطيط للرحلة السرية المحفوفة بالمخاطر إلى عمق الأراضي السورية.

وقال إن التقرير التلفزيوني الذي تبلغ مدته نحو 9 دقائق مع تقارير أخرى عن نفس الرحلة بمدد مختلفة يعتبر أول شاهد عيان حقيقي عن حجم العنف وآلة القتل اليومية السورية بحق الأبرياء المدنيين.

وأضاف ميلر: «في التقرير المصور يظهر الجميع يعانون من العنف الدموي، الأطفال والشيوخ والنساء، بالإضافة إلى معاناة كيفية الحصول على القوت اليومي، والحصول على الخبز في ساعات الصباح الباكر تحت الرصاص وبشق الأنفس». ويضيف أن «الأطباء في المستشفيات الأهلية أصيبوا بالرعب من فكرة ظهور صورهم في شريط تلفزيوني بريطاني، لأن الإعدام بانتظارهم، بسبب علاجهم لضحايا عنف النظام الأسدي. وفي الشريط التلفزيوني المصور يظهر شخص مصاب بطلق ناري في عينه بالمستشفى، وآخر يصرخ: (ماذا فعلنا لبشار حتى يكون هذا مآلنا؟). ويظهر ستيورات رامزي كبير مراسلي (سكاي) بين المتظاهرين وفي مقدمتهم أثناء تشييع 15 شهيدا بحمص، والمتظاهرون يرددون: (لا إله إلا الله.. محمد رسول الله)، في صور واضحة لا تقبل الشك أو الجدل عن عنف النظام».

ويضيف رامزي أن «عمليات تشييع الضحايا تكشف عورات النظام. وتظهر الصور فتيات في عمر الزهور ينتحبن على فقد أخ أو قريب، بينما على مقربة تسجل عدسات (سكاي) دفن الشهداء واحدا تلو الآخر». ويظهر رامزي يسير في لقطات بين المتظاهرين من أعمار مختلفة، جميعهم يطلب الشهادة، على حد قوله.

ورامزي سجل من قبل «موقعة الجمل» في ميدان التحرير إبان الثورة المصرية، وكذلك دخل مستترا إلى ليبيا مع فريق عمل إبان حقبة القذافي، وغطى الثورة الليبية بعد الإطاحة بالعقيد الليبي.

ويدخل رامزي إلى منزل أحد الشهداء السوريين في حمص، ياسر، وتعرض عدسة المحطة صور أولاده الأربعة، ورغم أن الشهيد السوري لم يكن بين المتظاهرين، بل كان يقود سيارته على طريق قريب، لكنه يقتل على يد «الشبيحة».

وقال جندي من الجيش السوري الحر لشبكة «سكاي» إن ميليشيا الشبيحة لا يهمهم من يقتلون، وكل ما يريدونه هو أن يروا الدماء، مضيفا أنهم يقتلون المسنين والأطفال والعجائز.

ويقف جنود الجيش السوري الحر لحماية منطقة بابا عمرو، وتعرض المحطة صور وجوه الجنود وأيديهم القوية تقبض على أسلحة كلاشنيكوف ومدافع أخرى. ويسأل رامزي أحد الجنود الذي انشقوا عن أسباب خروجه عن النظام، فيقول عبر مترجم إن «نظام بشار الأسد يقتل الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة، آلة القتل مستمرة منذ ثمانية أشهر دون توقف».

وقال رامزي مراسل «سكاي نيوز»: «توجد مشاعر بأن الأجواء مثل أحداث سراييفو حقيقية بشأن هذا الوضع». وأضاف أن تسعة أشخاص قتلوا في أسبوع واحد بنيران قناصة عند مفترق طرق في ضاحية متربة بالمدينة، «ولم يكن أي منهم مسلحا».

وقدم تقرير «سكاي نيوز»، الذي قرأه ستيوارت رامزي مراسل شبكة «سكاي» الذي قضى أربعة أيام في حمص، مشاهد رائعة عن الحياة في مدينة شبهها بسراييفو تحت الحصار. وبعد إذاعة تقريره أول من أمس شرح رامزي في محادثة عبر الإنترنت مع مشاهديه أن طاقم العمل اعتمد على ناشطين وأفراد من الجيش السوري الحر لترتيب الدخول والتجوال بهم داخل البلاد، وأضاف: «نحن ندين بالفضل للأفراد الذين اعتنوا بنا وبكل شيء، فسوف يقتلون إذا ما اعتقلوا، وهم في الأغلب شباب وطلبة، لا متطرفون». ومتحدثا عن الجيش السوري الحر، قال رامزي إنه التقى جنودا منشقين كانوا شبابا معتدلين قالوا إنهم لم يستطيعوا أن يطيعوا الأوامر بإطلاق النار على المتظاهرين. «ويغامر الأطباء بالتعرض لإطلاق الرصاص عليهم إسعافهم المصابين، ولا يستطيعون العمل في مستشفياتهم الخاصة حيث يجري إعدام المصابين بصورة روتينية من قبل القوات الحكومية السورية حال وصولهم طلبا للمساعدة. هؤلاء مدنيون حوصروا خلال المعارك، ولم يكونوا مقاتلين. وعلى زاوية أحد الشوارع كانت سيدة سورية تسأل رامزي مراسل «سكاي»: من أين ستأتي المساعدة من الخارج؟، وكان صوتها يعلو على أصوات إطلاق النار، وقالت: (نريد منطقة حظر طيران)، هذا هو الطلب الذي دائما ما نسمعه مرة تلو الأخرى. إنهم يرغبون في مساعدة شبيهة بما حدث في ليبيا ولا يمكنهم فهم السبب في عدم حصولهم عليها». وأظهر تقرير محطة «سكاي» سوريين يركضون في أرض مفتوحة من ملجأ في بناية إلى ملجأ آخر في مشاهد تذكر بحصار سراييفو في حرب البوسنة في التسعينات. وقال التقرير إن نيران القناصة والأسلحة الآلية منتشرة ليلا ونهارا. لكن الأمر الغامض هو أعمال الخطف ومَن وراء هذه الأعمال.

الاستيقاظ على صوت طلقات الرصاص ليس بالأمر السار، وعندما يكون في الشارع الذي تقطن فيه فهو بكل تأكيد أمر مروع. يبدأ اليوم في حمص برصاص بنادق القناصة كل يوم، ليتفرق المصطفون لشراء الخبز والخضراوات. ويبدأ الأطفال بالصراخ، وتهرع السيارات إلى العودة إلى الخلف، بينما يسارع الرجال والنساء إلى جمع ما استطاعوا الحصول عليه والتواري في الحارات وخلف أبواب المنازل. يقول رامزي كبير مراسلي محطة «سكاي»: «في ذلك اليوم من الأسبوع الماضي قتل تسعة أشخاص في مفترق طرق نهاية الشارع الذي كنا نقيم فيه، ويتوقع أن يسقط المزيد اليوم. لم أشعر ولو لمرة واحدة خلال الأيام الأربعة التي قضيتها في هذه المدينة، التي يقطنها 850.000 نسمة، بالأمن مطلقا. فرصاصات القناصة وكل القتال في الخارج بين القوات الحكومية وجنود الجيش السوري الحر المنشق لا تتوقف. وكل ما كان حولي هو عبارة عن مؤشرات دائمة على أننا في منطقة حربية، من مبانٍ مدمرة ورجال يحملون بنادق ونقاط تفتيش ومصابين وصوت البكاء الذي لا ينقطع. إنه أمر يبعث على الكآبة. توقف القتال الكثيف الذي اندلع عندما توقفت السيارة أمام شقتنا. دخلنا إلى المستشفى الميداني حيث يحاول الجراحون إنقاذ عين شاب في منتصف العمر، والذي كان أحدث ضحايا قناصة الجيش السوري. أزالوا ضمادات الرجل وكان ربع وجهه مفقودا. كان محجر العين مكشوفا بشكل كامل. إلى جانبه كانت تعالج فتاة صغيرة لا يتجاوز عمرها عشر سنوات، أسكتت صرخاتها من رجال اعتادوا على مشاهدة هذه الآثار الرهيبة للقتال. تم اصطحابنا إلى مكان آخر، فقد كان المستشفى الميداني معروفا للجيش السوري وكانوا مرافقونا يخشون أن يتم القبض علينا.

وكما ذكر أنتوني شديد مراسل «نيويورك تايمز» الذي يدخل سرا من قبل إلى الأراضي السورية: «في واحدة من أسوأ نوبات من العنف الطائفي في سوريا منذ اندلاع الانتفاضة قبل تسعة أشهر، تم انتشال عشرات الجثث من شوارع حمص هذا الأسبوع، بعضها مقطع الأطراف أو مقطوع الرأس وتحمل آثار التعذيب بحسب نشطاء وسكان أول من أمس». وقال ناشطون في حمص إن عشرات الأشخاص اختطفوا وقتلوا هناك يوم الاثنين من قبل ميليشيات تدعم الرئيس بشار الأسد.

ويقول ناشطون وسكان إن أشخاصا قتلوا في خلال الأيام الماضية في ظروف غامضة أكثر من الذين قتلتهم قوات الأمن الحكومية التي تطلق النار في الشوارع. لكن لا يعرف الكثير على وجه اليقين بشأن من يقف وراء أعمال القتل هذه التي تستهدف في ما يبدو مؤيدي الحكومة ومعارضيها.

ومع زيادة الأكمنة وهجمات القنابل من جانب المنشقين على الجيش الذين شكلوا «الجيش السوري الحر»، فإن ظهور ميليشيا غير نظامية عقد ما بدأ في مارس (آذار) كانتفاضة شعبية ضد الرئيس بشار الأسد.

ويقول مسؤولون بالأمم المتحدة إن سوريا قريبة من «حرب أهلية». وهناك مخاوف أيضا من أن الانقسامات الطائفية يمكن أن تعمق الصراع مثلما حدث في السنوات الماضية في العراق. ولا تقدم التقارير المتاحة سوى تفسير جزئي بشأن من وراء خطف وقتل أكثر من 60 سوريا ألقيت جثثهم يوم الاثنين في مكانين منفصلين في حمص.

ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا عن شاهد في حمص قوله يوم الاثنين إنه رأى جثث 34 شخصا «كانوا قد خطفوا على إيدي شبيحة في وقت سابق اليوم من الحي الذي يشهد مظاهرات ضد النظام».

والشبيحة اسم شائع لميليشيات مدعومة من الدولة تنتمي إلى الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد، والتي تتفوق عليها من حيث العدد الغالبية السنية بمعدل نحو ثمانية إلى واحد.

ومنذ الشهور الأولى للانتفاضة يوجه الاتهام إلى الشبيحة بارتكاب أعمال خطف واغتيالات وإطلاق رصاص من سيارات مسرعة في عدد من المدن والبلدات الأكثر انقساما في سوريا.

وقال ناشط آخر مناهض للحكومة في حمص تحدث بشرط عدم نشر اسمه أنه تم جمع 32 جثة على الأقل من مواقع مختلفة، ونقلت إلى المستشفى الحكومي في المدينة الاثنين الماضي شملت معارضين ومؤيدين للأسد.

وقال ناشط إن التفسير قد يكمن في دائرة من أعمال القتل الانتقامية التلقائية، وليست بالضرورة من فعل جماعات منظمة أو جماعات متواطئة مع الدولة، وإنما تعكس تقاليد الثأر المحلية التي فاقمتها الانقسامات القبلية والدينية.

لعبة «عض أصابع» تجارية وأمنية بين أنقرة والنظام السوري.. وتركيا تعلن الحزمة الثانية من العقوبات

مصادر تركية لـ «الشرق الأوسط»: كشفنا رسالة من أوجلان إلى الأسد يعرض فيها «المساعدة»

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: ثائر عباس

تشهد العلاقات السورية – التركية عملية «عض أصابع» واضحة يلعبها الطرفان هربا من المواجهة المباشرة بينهما في الملفات الأساسية التي تضغط فيها أنقرة على النظام السوري من أجل العودة إلى «التعقل».

ويلعب الطرفان بأوراقهما بإجادة تامة، فبعد أن أقرت تركيا سلسلة من العقوبات الاقتصادية على تركيا، ردت سوريا بإجراءات مقابلة أعاقت عملية نقل البضائع التركية إلى الدول العربية عبر سوريا، فأوقفت نحو 500 شاحنة عند الحدود بحجة «تحديث نظام الكمبيوتر» وفرضت عليها «رسم عبور» كانت قد أوقفته نتيجة اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين، والتي جمدتها سوريا فارضة ضريبة بقيمة 30 في المائة على البضائع التركية لتمنعها من المنافسة في السوق السورية التي تعتبر أرضا خصبة للتجارة التركية، إذ تستورد سوريا ما نسبته الثلثان من حجم التجارة البينية البالغة 2.5 مليار دولار تقريبا.

وردت تركيا أمس بفرض عقوبة مماثلة وضعتها في خانة «الدفعة الثانية» من العقوبات ضد النظام السوري، ففرضت ضريبة مماثلة على البضائع السورية في أراضيها. وقال وزير الجمارك والتجارة هياتي يازجي إن سوريا «ستدفع ثمنا غاليا بسبب هذه العقوبات». وقالت تركيا إنها ستبدأ تصدير السلع بحرا إلى مصر وبرا إلى العراق في مسعى لتجنب الممرات التجارية الحالية. كما قال وزير الاقتصاد التركي ظفر جاغليان إن دمشق بدأت السماح للشاحنات التركية بدخول سوريا أول من أمس الثلاثاء بعد منعها من الدخول الأسبوع الماضي ردا على العقوبات التي فرضتها انقرة. وأضاف «من اليسير جدا تجنب سوريا، لكننا فضلنا ألا نفعل ذلك. لا نزال نريد نقل تجارتنا عبر سوريا والسماح للاقتصاد السوري بتحقيق مكاسب مادية من ذلك، لكنهم أرادوا الأمر على هذا النحو. أقول مرة أخرى مهما فعلوا فإنهم سيعانون أكثر من تركيا في كل مرة. لا يتحتم علينا المرور بسوريا إذا أردنا تجارة مع الشرق الأوسط والخليج. فلدينا خطة أصلية وخطتان بديلتان جاهزتان بالفعل».

وأعلن جاغليان أن سفن الشحن ستبدأ السفر بين ميناء مرسين بجنوب تركيا على البحر المتوسط وميناء الإسكندرية المصري اليوم. كما ستبدأ الشاحنات العبور إلى العراق.

غير أن الجانب الأهم في هذه اللعبة، يبقى الملف الأمني – العسكري، إذ تستضيف تركيا الآلاف من السوريين الفارين من بلادهم في مخيمات أعدتها خصيصا لهم في جنوب البلاد، بينهم مئات من عناصر «الجيش السوري الحر» الذي أنشأه منشقون عن الجيش السوري لجأوا إلى تركيا وأقاموا فيها مقرا لقيادتهم التي يعملون من خلالها على مهاجمة مراكز المخابرات والأمن في المناطق السورية المختلفة.

وفي المقابل، ترددت معلومات عن مسعى سوري لاجتذاب عناصر حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا، من أجل «إقلاق راحة أنقرة» التي ترى في هذا التنظيم خطرا كبيرا عليها، خصوصا بعد تصاعد نشاطه ضد الجيش التركي بالتزامن مع تصاعد الأزمة السورية وتورط أنقرة فيها باعتبارها «شأنا داخليا تركيا». وأتت الهجمات الأخيرة التي نفذها مقاتلون أكراد على المراكز الحدودية التركية وأوقعت 26 قتيلا في أكبر ضربة عسكرية يتعرض لها هذا الجيش منذ عام 1995، لتزيد من قلق أنقرة من استعمال «العامل الكردي» ضدها من قبل النظام السوري الذي يحتفظ بعلاقات وثيقة مع هذا التنظيم رغم طرده قياداته وبينهم عبد الله أوجلان في أواخر التسعينات. وقالت مصادر تركية لـ«الشرق الأوسط» إن الاستخبارات التركية تدرس بتمعن وحذر شديدين وثائق حصلت عليها منذ أسبوعين خلال مداهمتها لأحد مراكز «الكردستاني». وقالت المصادر إن إحدى هذه الوثائق هي رسالة موجهة من عبد الله أوجلان شخصيا إلى القيادة السورية يعرض فيها على الرئيس السوري بشار الأسد إرسال 1000 مقاتل لينضم إلى مسعى النظام في إخماد الانتفاضة، بالإضافة إلى مساعدته في منع تفجر أي أزمة في الأوساط الكردية. وأشارت المصادر إلى أن تركيا لم تجد ما يفيد بنوعية الرد السوري، لكنها تنظر إلى الأمر على أنه تهديد خطير، مشيرة إلى أن غالبية قيادات «الكردستاني» الحاليين هم من أصل سوري، بالإضافة إلى وجود كبير لمقاتلين أكراد من أصل سوري في جبال قنديل داخل الأراضي العراقية، والتي انطلقت منها الهجمات الأخيرة ضد تركيا. وحذرت تركيا «الدول المجاورة» من دون أن تسمي سوريا أو إيران، مما سمته «اللعب بورقة الإرهاب»، مشيرة إلى أن من يلعب بهذه الورقة «ستحترق يده في نهاية المطاف».

وفي المقابل، ترددت إشاعات عن توريد مقاتلين عرب وسوريين إلى الأراضي السورية عبر تركيا، ومن بينهم نحو 600 مقاتل من «المجلس الانتقالي الليبي» قالت الإشاعات إنهم أصبحوا في الأراضي التركية، وهو ما نفته أنقرة. وقالت مصادر في الخارجية التركية لـ«الشرق الأوسط» أمس إن كل ما تردد عن وجود مقاتلين عرب في الأراضي التركية «غير صحيح».

جدل حول تصريحات الأسد والجزائر تطلب “فرصة كاملة” للمبادرة

سوريا تنتظر “دخاناً أبيض” عربياً

أكدت دمشق، أمس، أنها بانتظار “الدخان الأبيض” من الجامعة العربية، رداً على رسالتها عن توقيع بروتوكول المراقبين العرب، وانتقدت التعاطي الأمريكي مع تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد لإعلامية أمريكية، متهمة واشنطن بتحريف وإخراج الكلام من سياقه، ومعطية توضيحات عن المقابلة وما ورد فيها، فيما ردت الولايات المتحدة باعتبار الحديث المذكور “فاقداً الصدقية”، وفرضت أنقرة جمارك على البضائع السورية، وأكدت رفضها استخدام أراضيها لشن هجمات على سوريا، وشددت روسيا على أهمية التوصل إلى حل للأزمة من دون تدخل خارجي، وطالبت الجزائر بمنح فرصة كاملة للمبادرة العربية .

وانتقدت الخارجية السورية تصريحات أمريكية عن مقابلة الأسد مع قناة “إيه .بي .سي”، وقال الناطق جهاد مقدسي   “نأسف ونستهجن ما ورد على لسان مارك تونر الناطق الرسمي باسم الخارجية الأمريكية، وأضاف أنه “قام بالتحريف والسخرية من كلام لم يصدر بالسياق الذي ذكر، هذا غير دقيق وغير مهني على الإطلاق” . وعن الرد العربي على تعديلات بروتوكول المراقبين، قال: “الدخان الأبيض لم يظهر بعد من أروقة الجامعة العربية . نحن لا نعتمد على تسريبات، الموقف الرسمي أن الأمين العام نبيل العربي قال إنهم يدرسون ما قدمته سوريا” .

وكان الأسد أكد أنه لم يصدر الأمر لقمع أو قتل المتظاهرين، وأقر بوقوع أخطاء من أفراد من القوى الأمنية، لكنه أكد أن هذه ليست سياسة المؤسسة الأمنية، وشكك في الحصيلة التي أعلنتها الأمم المتحدة للقتلى، وقال “معظم الذين قتلوا من مؤيدي الحكومة”، وأضاف أن بين القتلى 1100 من الجيش والشرطة . وسأل “من قال إن الأمم المتحدة مؤسسة ذات صدقية؟” . وأقر بأن بعض عناصر القوات المسلحة ذهبوا بعيداً في رد فعلهم، لكنه أكد أنهم عوقبوا، وقال “هناك فرق بين أن يكون لدينا سياسة للقمع وبين وقوع بعض الأخطاء من بعض المسؤولين . هناك فرق كبير” .

وفي رد أمريكي مباشر، قال البيت الأبيض إن “إنكار الرئيس السوري أنه أصدر أوامر بقتل آلاف المتظاهرين يفتقر إلى الصدقية” . وقال المتحدث جاي كارني إن “الولايات المتحدة وعدداً من الدول الأخرى في العالم تعرف بالضبط ما الذي يحدث ومن المسؤول عنه” .

وجدد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف دعوته إلى حل الأزمة السورية من دون تدخّل خارجي .

وأكد مصدر دبلوماسي أن تركيا لا تسمح بأي هجوم على دول أخرى انطلاقاً من أراضيها، وقال وزير الاقتصاد التركي ظافر تشاغليان إن تركيا لديها طرق ترانزيت غير سوريا، فيما نقل عن وزير التجارة حياتي يازجي قوله إن بلاده ستفرض تعرفة جمركية 30% على السلع السورية .

على المستوى العربي، ندد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بالجرائم وأعمال العنف والقتل، التي تشهدها حمص وأنحاء أخرى من سوريا، وقال إن توارد الأنباء عن سقوط المزيد من الضحايا يومياً يدعو إلى بالغ القلق والأسف الشديد، ويثير المخاوف من انزلاق الأوضاع في بعض المدن إلى ما يشبه الفتنة الطائفية، وإن استمرار الجرائم يهدد الجهود العربية لإنقاذ سوريا .

وأكد وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي أنه ينبغي إعطاء “فرصة كاملة” للمبادرة العربية لحل الأزمة السورية، لإحداث تغيير في السلطة عبر الحوار وتجنب حرب أهلية .

ميدانيا، وقعت مواجهات بين الجيش السوري النظامي ومجموعة منشقين في بلدة سراقب في إدلب قرب الحدود التركية . وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن “قوات عسكرية أمنية مشتركة نفذت حملة دهم في أطراف سراقب وأسفرت عن اعتقال ثلاثة نشطاء”، وقتلت فتاة في ال16 من العمر وأصيب 20 شخصاً بجروح بالرصاص، في حين “اقتحمت نحو خمسين آلية عسكرية مدرعة تضم دبابات وناقلات جند قرية الرامي بجبل الزاوية” . (وكالات)

الخارجيّة الفرنسية: الأسد لن يفلت من العدالة

أكد وزير الخارجية الفرنسي برنار فاليرو أنّ الرئيس السوري بشار الأسد الذي نفى في مقابلة تلفزيونية أمس الأربعاء أي مسؤولية في قتل آلاف المتظاهرين في سوريا “لن يفلت من العدالة”، وأضاف: “فرنسا لا تعطي أي مصادقية للتصريحات التحريضية لبشار الأسد والتي تتناقض بشكل كامل مع استمرار أعمال القمع والعنف ضد الشعب السوري”.

فاليرو، وخلال لقاء صحافي، أشار إلى أنّ “شعبه (الأسد) والأسرة الدولية حاكماه وككل المسؤولين عن القمع، يجب محاسبته على الجرائم المرتكبة في سوريا منذ أشهر”، منددًا برفض دمشق الرد على مطالب “جامعة الدول العربية” والأسرة الدولية.

(أ.ف.ب.)

إنفجار أنبوب للنفط في حمص بسوريا

ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” أنّ “مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت صباح اليوم خطاً لنقل النفط الخام تابعاً للشركة السورية لنقل النفط وذلك بإطلاق النار عليه عند منطقة السلطانية شمال غرب مصفاة حمص ما أدى إلى حدوث حريق في جزء من هذا الخط عند هذه النقطة”.

ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول في وزارة النفط قوله إنّ “الخط الذي تعرّض للاعتداء ينقل النفط من دير الزور إلى بانياس بقطر 24 إنشاً”، مشيرًا إلى أن “العناصر المختصة سارعت إلى إطفاء النيران بالتعاون مع الجهات المعنية بالمحافظة حيث تم إيقاف الضخ في هذا الخط فور حدوث الاعتداء وتحويله إلى خطوط بديلة دون أن يكون هناك أي تأثير على العملية الإنتاجية ونقل النفط المنتج”.

من جهته، أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” أنّ انفجارًا وقع على “الأنبوب الذي ينقل النفط من شرق سوريا نحو محطة التكرير” في حمص، دون تحديد أسباب للانفجار، إلا أن لجان التنسيق المحلية اتهمت النظام بـ”قصف” أنبوب النفط بقذائف مدفعية وعرضت تسجيل فيديو يظهر النيران مشتعلة بالأنبوب بينما الدخان الأسود يتصاعد منه.

(سانا-أ.ف.ب.)

واشنطن: الأسد فاقد للمصداقية

رفضت تصريحاته وطالبته بالتنحي

رفض البيت الأبيض تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد التي أدلى بها في مقابلة مع شبكة أي بي سي الأميركية، والتي نفى فيها إصداره أوامر بقتل المحتجين المناهضين لحكمه، مؤكدا أنه لا يشعر بأنه مذنب بالنسبة لإراقة الدماء.

 وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني -عندما سئل بشأن مقابلة الأسد التلفزيونية- “لا أعتقد أن أحدا ممن شاهدوا المقابلة سيجد إجابات السيد الأسد جديرة بالتصديق”.

 وأضاف كارني “العالم يشاهد ما يحدث في سوريا، والولايات المتحدة والدول الكثيرة الأخرى في شتى أنحاء العالم التقت معا لتدين العنف الوحشي في سوريا الذي يرتكبه نظام الأسد”.

 من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر إنه يعتقد أن تقارير العنف ضد الشعب السوري “موثوق بها وصادمة”، وإن تصريحات الأسد  تظهر انفصاله عن الواقع.

 وأضاف تونر “الأسد بدا منفصلا تماما عن الواقع في بلاده والقمع الوحشي الذي ينفذ ضد الشعب السوري..، هذا إما انفصال عن الواقع، أو عدم اكتراث، أو كما قال الأسد إنه جنون”.

 ودعا المتحدث الأميركي الأسد إلى السماح للمراقبين الدوليين بدخول بلاده لتقييم الموقف والتأكد من مزاعم النظام.

الأسد ينفي

وكان الرئيس السوري قد نفى في المقابلة إصداره أوامر بقتل المحتجين المناهضين لحكمه، وقال إن أغلب الناس الذين قتلوا في الاضطرابات كانوا من قواته وأنصاره، مؤكدا أنه لا يشعر بأنه مذنب بالنسبة لإراقة الدماء.

 وقال الأسد إن الجهود الدولية المتصاعدة لفرض عقوبات على سوريا لا تقلقه، وإن أي عنف من القوات الحكومية يحدث نتيجة أخطاء فردية وليس سياسة حكومية.

ونقلت أي بي سي عن الأسد قوله “نحن لا نقتل شعبنا، لا توجد حكومة في العالم تقتل شعبها إلا إذا كان يقودها شخص مجنون”.

وفي المقابلة -التي قالت أي بي سي إنها أول مقابلة حصرية مباشرة للأسد مع الإعلام الغربي منذ اندلاع الاحتجاجات- قال الرئيس السوري “أغلب الذين قتلوا من أنصار الحكومة وليس العكس”.

وعندما سئل عما إذا كان يشعر بالأسف بسبب العنف الذي يعصف ببلاده، أجاب بأنه بذل كل ما في وسعه “لإنقاذ الناس”. وأضاف “لا يمكنني أن أشعر بالذنب عندما أبذل قصارى جهدي، تشعر بالأسف على الأرواح التي فقدت، لكن لا تشعر بالذنب عندما لا تقتل الناس، لذلك الأمر لا يتعلق بالذنب”.

وقالت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في الأسبوع الماضي، إن أكثر من أربعة آلاف شخص قتلوا في حملة القمع إلى جانب أكثر من 14 ألف شخص يعتقد أنهم رهن الاحتجاز.

وصوت مجلس حقوق الإنسان لإدانة سوريا جراء ارتكاب قواتها لانتهاكات “جسيمة منهجية”، مما يمهد الطريق لاحتمال اتخاذ الأجهزة السياسية للأمم المتحدة في نيويورك لإجراء لاحق.

 رفض اتهامات

لكن الأسد رفض هذه الاتهامات، قائلا إن مسؤولي الأمم المتحدة لم يقدموا وثائق.

وأضاف “من قال إن الأمم المتحدة مؤسسة لها مصداقية”. وقال “إن سوريا شاركت في مداولاتها حفاظا على الرسميات”، وقال “إنها لعبة نلعبها، هذا لا يعني أننا نصدقها”.

وعرضت أي بي سي لقطات من المقابلة في البرنامج الإخباري الصباحي الرئيسي أمس الأربعاء، وقالت إنه ستكون هناك لقطات أخرى في نشرتها الإخبارية المسائية.

إقرار بأخطاء

وأقر الأسد بأن بعض أعضاء القوات المسلحة تجاوزوا الحد، لكنه قال إنهم عوقبوا على أفعالهم. وأضاف مخاطبا وولترز “كل تصرف وحشي كان تصرفا فرديا وليس مؤسسيا، هذا هو ما يجب أن تعرفوه، هناك فرق بين اتباع سياسة قمع وارتكاب بعض المسؤولين أخطاء”. وأضاف “لم تصدر أوامر للقتل أو التعامل بوحشية”.

وكرر الأسد أنه سيدخل إصلاحات ويجري انتخابات، لكنه قال إنه يجب عدم التعجل في التغييرات. ومضى يقول “لم نقل قط إننا بلد ديمقراطي، نحن نتحرك قدما في الإصلاحات خاصة خلال الأشهر التسعة الأخيرة، يستغرق هذا وقتا طويلا، التحول إلى نظام ديمقراطي راسخ يتطلب قدرا كبيرا من النضج”.

وقال الأسد إنه سيبقى في منصبه لأن شعبيته في الداخل ما زالت مرتفعة، وأردف قائلا “عندما بأشعر أن التأييد الشعبي تراجع لن أكون هنا”.

وذكر أن الجهود الدولية المتزايدة لفرض عقوبات على سوريا لن يكون لها أثر يذكر. وأضاف “نخضع للعقوبات منذ 30 أو 35 عاما، هذا ليس أمرا جديدا، لسنا منعزلين، هناك أناس يأتون ويذهبون، هناك تجارة، يوجد كل شيء”.

تحريف

وتعليقا على المقابلة التلفزيونية مع الأسد، قال المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي إن تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد التي أدلى بها لقناة أميركية أخيرا بخصوص الشأن السوري تم تحريفها، في الادعاء بأنه تنصل من المسؤولية عن عمليات القتل التي تجري في سوريا.

وقال مقدسي -في مؤتمر صحفي عقده عصر الأربعاء بدمشق- إنها “ضجة إعلامية غير مبررة حدثت بسبب كلام نقل بغير سياقه الصحيح”.

وأضاف أن “تفصيل الرئيس الأسد وتصحيحه للسؤال لم يكن تهرباً من المسؤولية كما قيل، بل إن الرئيس مسؤول عن مهامه الرسمية مسؤولية كاملة”.

الأسد قال إنه ليس مسؤولا عن القتل

21 قتيلا بسوريا معظمهم في حمص

قالت لجان التنسيق المحلية إن 21 شخصا قتلوا الأربعاء، معظمهم في مدينة حمص وبعضهم تحت التعذيب. ونددت الجامعة العربية بالجرائم وأعمال العنف والقتل التي تشهدها حمص وأنحاء أخرى مختلفة في سوريا. في حين نفى الرئيس السوري بشار الأسد إصداره أوامر بقمع المحتجين المناهضين لحكمه.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن معظم قتلى الأربعاء هم من مدينة حمص، فيما تخضع مدينة حماة للحصار.

وقد شيع أهالي باب سباع في حمص جثامين ثلاثة أشخاص، وخرج أهالي جرجناز في محافظة إدلب لتشييع جثماني شخصين يقولون إنهما توفيا تحت التعذيب.

وأعلنت الهيئة العامة أن اثنين قضيا تحت التعذيب، مشيرة إلى أن من بين القتلى امرأتان.

وفي ريف دمشق قالت الهيئة إن قوات الأمن والجيش قامت بإطلاق نار كثيف على المنازل في السهل والمحطة بالزبداني، وكانت قوات الأمن والمخابرات الجوية قامت بأعمال دهم واعتقال صباح الأربعاء في مدينة التل.

وأطلقت قوات الأمن والجيش المتمركزة عند حواجز التفتيش النار عشوائياً على بلدة الحولة في محافظة حمص، بينما وردت أنباءٌ عن اقتحام بلدة داعل في محافظة درعا وقطع الاتصالات عنها.

حصار

من جهتهم قال ناشطون سوريون إن قوات الجيش تحاصر مدينة حماة من عدة جهات، فيما شهد حي الحاضر في المدينة إطلاق نار كثيفا وانقطاعا للاتصالات.

وبدورها قالت لجان التنسيق المحلية إن مدينة سراقب في إدلب محاصرة، وإنها تعرضت لقصف من مدرعات الأمن بعد انشقاق عدد من الجنود، كما قـُطعت عنها الكهرباء.

وفي الحولة بحمص أفاد ناشطون بأن البلدة تتعرض لقصف عشوائي، وبأن السلطات قطعت عنها إمدادات الكهرباء والوقود.

وفي محافظة إدلب أيضا، شملت الحملة العسكرية بلدة تخاريم التي اقتحمتها دبابات وآليات عسكرية.

وفي المقابل، قالت وكالة سانا الرسمية للأنباء إن حرس الحدود في محافظة إدلب أحبط أمس الأول محاولة تسلل ممن قالت إنها “مجموعة إرهابية مسلحة” إلى داخل الأراضي السورية انطلاقاً من الأراضي التركية.

كما ذكرت الوكالة الرسمية أن “مجموعة إرهابية” اغتالت ضابطا برتبة مقدم طيار في حمص.

مظاهرات

ورغم الحملة الأمنية العنيفة فقد استمرت المظاهرات المطالبة بالحرية وإسقاط النظام السوري. فقد انطلقت في بلدة المسيفرة بمحافظة درعا مظاهرة جدد فيها المتظاهرون مطالبتهم برحيل الرئيس بشار الأسد ونظامه.

وفي حي الخالدية بمدينة حمص انطلقت مظاهرة طالب فيها المتظاهرون برحيل النظام السوري، وبالإفراج عن المعتقلات والمعتقلين في السجون السورية.

وفي حلب وقعت اشتباكات بين طلاب كلية الميكانيك وقوات الأمن والشبيحة التي اقتحمت الكلية لقمع مظاهرة كانت تنادي برحيل النظام.

الجامعة تندد

وفي هذه الأثناء، ندَّد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بالجرائم وأعمال العنف والقتل التي تشهدها مدينة حمص وأنحاء أخرى مختلفة من سوريا.

وقال العربي -في بيان أصدره أمس الأربعاء- “إن استمرار تلك الجرائم التي أدت إلى سقوط العشرات من المواطنين السوريين الأبرياء يهدد الجهود العربية المبذولة لإنقاذ سوريا، ومساعداتها على الخروج من المأزق السياسي الراهن، وتجنب التدخل الخارجي”.

وكان 34 شخصا قتلوا برصاص الأمن السوري الثلاثاء معظمهم في مدينة حمص.

الأسد ينفي

وتجيء هذه التطورات في وقت نفى فيه الرئيس السوري بشار الأسد إصداره أوامر بقمع المحتجين المناهضين لحكمه، وقال إن أغلب الناس الذين قتلوا في الاضطرابات كانوا من قواته وأنصاره، مؤكدا أنه لا يشعر بأنه مذنب بالنسبة لإراقة الدماء.

وقال الأسد -في مقابلة روجت لها بشكل مكثف شبكة أي بي سي الأميركية- إن الجهود الدولية المتصاعدة لفرض عقوبات على سوريا لا تقلقه، وإن أي عنف من القوات الحكومية يحدث نتيجة أخطاء فردية وليس سياسة حكومية.

ونقلت أي بي سي عن الأسد قوله “نحن لا نقتل شعبنا، لا توجد حكومة في العالم تقتل شعبها إلا إذا كان يقودها شخص مجنون”.

وعندما سئل عما إذا كان يشعر بالأسف بسبب العنف الذي عصف ببلاده، أجاب بأنه بذل كل ما في وسعه “لإنقاذ الناس”. وأضاف “لا يمكنني أن أشعر بالذنب عندما أبذل قصارى جهدي، تشعر بالأسف على الأرواح التي فقدت لكن لا تشعر بالذنب عندما لا تقتل الناس، لذلك الأمر لا يتعلق بالذنب”.

أزمة وقود خانقة في سوريا

الجزيرة نت-دمشق

يعاني السوريون في الفترة الأخيرة من أزمة خانقة في الوقود بسبب دخول فصل الشتاء باكرا هذا العام، وانخفاض درجات الحرارة أكثر من معدلاتها، وتزامن ذلك مع تصاعد الأزمة السياسية في البلاد.

وقد أصبح مشهد الطوابير الطويلة أمام محطات تزويد الوقود في سوريا أمرا اعتياديا، ففي الشهور الماضية كانت أعداد كبيرة من السيارات والشاحنات تنتظر طويلا من أجل التزود بالمازوت، ويتعطل سائقو الحافلات منذ بداية الاحتجاجات يوما كاملا عن العمل من أجل ملء خزاناتهم بالوقود.

صعوبة الحصول على المازوت دفعت السوريين إلى الاعتماد على الغاز والكهرباء من أجل التدفئة، رغم أن الغاز ليس أكثر توفرا من المازوت، كما أن الكهرباء لم تعد تصل باستمرار إلى كل المناطق، يضاف إلى ذلك أن الحكومة تقوم بقطعه يوميا.

معاناة

وعاد الحطب والفحم للرواج مجددا كوقود للتدفئة وخاصة في المناطق الريفية، حيث لجأ البعض إلى قطع الأشجار للتدفئة.

وقال أبو علاء، الذي حصل على حاجته من المازوت بصعوبة، إنه تمكن من ذلك بعد توسط قريب له يعمل في شركة توزيع المحروقات.

في حين أن السيدة روان لا تزال مثل جيرانها تنتظر دورها ضمن القوائم التي تقدموا بها لأكثر من جهة لشراء المازوت، ولا تخفي أن ثمة عائلات تقوم بتوصيل الكهرباء بطريقة غير شرعية من أجل التدفئة.

وفي تشخيص للمشكلة، عزتها الجهات الرسمية إلى عدة أسباب منها التهريب بسبب التباين في سعر الوقود بين سوريا والدول المجاورة، وصعوبة ضبط الحدود. مع العلم أن تخفيض سعر الوقود أدى إلى زيادة الطلب عليه من قبل المواطنين الذين تهافتوا على شراء المادة وتخزينها أكثر من الحاجة.

ويضاف إلى كل ذلك وجود عوائق في نقل الغاز عن طريق القطار خلال الأحداث التي تشهدها البلاد، وثمة حديث عن توزيع المازوت على المواطنين بإشراف لجان حزبية، وتتحدث الأرقام الرسمية عن زيادة في مخصصات الوقود لهذه السنة، إلا أن مشاهد الزحام أمام المحطات تقول شيئا آخر.

غياب الرقابة

ويشتكي المواطن السوري من انعدام الرقابة على أسعار الغاز والمازوت، مما يضطره لشرائهما بأسعار عالية في حال توفرها، حيث تُباع “جرة الغاز” بسعر يصل إلى ثلاثة أضعافه أحيانا.وقد أثار هذا الوضع تساؤلات عن نشوء سوق وقود سوداء، وعن جدية السلطات في وضع حد للتهريب ذي العلاقة الوثيقة بالفساد في أجهزة الدولة الجمركية والأمنية.

ويتهم آخرون السلطات باختلاق أزمة الوقود كنوع من العقاب الجماعي من أجل إنهاك الناس بالسعي وراء متطلبات الحياة اليومية وصرف اهتمامهم بالحراك السياسي، وتؤكد إحدى المدوِنات أن البرد والصقيع لن يجمد المظاهرات في مدينتها حمص، رغم كل الظروف المأساوية التي تعيشها.

في حين يشير فريق آخر إلى أن الآليات العسكرية وتحركات الجيش في البلاد استنفدت مخزون الوقود.

وينشر الناشطون باستمرار مقاطع فيديو تصور المعاناة اليومية أمام المحطات، حيث أصبحت أزمة الوقود في سوريا الشغل الشاغل للناس وأيضا حديث الإعلام السوري ومستخدمي الإنترنت الذين يتداولون صورا ولوحات وعبارات فكاهية تتناول ندرة الغاز والمازوت، ويردد بعضهم “أولادي أولى بالمازوت من الدبابة”.

فرصة أوباما في سوريا

كتب مايكل سيلفرمان الضابط المتقاعد في الجيش الأميركي، مقالا في صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية يرى فيه أن على الرئيس الأميركي باراك أوباما أن ينظر ويحلل مليا ما حدث في ليبيا، قبل أن يتعهد بتدخل أميركي في سوريا.

ويرى سيلفرمان أن التدخل الأميركي في ليبيا الذي اتسم بالأمان على المستوى السياسي بالنسبة لأوباما، وعسكريا كان حذرا وبالتالي كان مردوده على أميركا محدودا، يجب ألا يتكرر في سوريا.

يُذكر أن سيلفرمان عمل في العراق وأصدر كتابا عن تحالف الجيش الأميركي وفصائل الصحوة في العراق الذي أدى إلى انكفاء القاعدة في محافظة الأنبار العراقية، ويعمل اليوم مستشارا للجيش الأميركي وخبيرا معترفا به بشؤون مكافحة التمرد المسلح.

ويرى الكاتب أنه في الوقت الذي توضّح الخطوات التي اتخذتها الجامعة العربية مدى جديتها في إنهاء العنف في سوريا، إلا أنها في الوقت ذاته ترسل رسالة واضحة بأن الخطوة التالية للجامعة هي طلب التدخل العسكري.

ويتطرق إلى الوضع الليبي ليلخص نقاط اختلافه عن الوضع السوري، ويقول رغم أن السيطرة الحكومية الهشة في ليبيا بعد مقتل العقيد الراحل معمر القذافي قد غذّت تجارة السلاح التي تصب في مصلحة تنظيم القاعدة، إلا أن الخطر الأكبر المتمثل في أسلحة الدمار الشامل غير موجود في ليبيا، حيث تؤكد الأحداث أن الجزء الأعظم من مخزون ليبيا من تلك الأسلحة قد دمر قبل سقوط العقيد.

ولكن الوضع مختلف في سوريا، فهذا البلد هو واحد من ست دول رفضت التوقيع على معاهدة الأسلحة الكيماوية، وطبقا لتقرير في صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية في أغسطس/ آب الماضي فإن سوريا تملك مخزونا من الأسلحة الكيماوية وتمتلك الوسائل المناسبة لاستخدامه.

إن تسرب الأسلحة الكيماوية إلى السوق السوداء قد يشكل كابوسا لأميركا، كما أن “الجيش السوري وأسلحته” منتشر في جميع أنحاء سوريا، وبالتالي فإن سقوط النظام وفقدان سيطرته على ترسانته من الأسلحة قد تكون له عواقب كارثية على المنطقة برمتها.

ويجمل الكاتب نقاط اختلاف الوضع السوري عن الليبي من حيث تأثيره بالمنطقة المحيطة به بنقطتين، الأولى: احتمال أن يتسبب سقوط أو ضعف النظام السوري بإيقاظ الخلايا النائمة للقاعدة، واستئناف نشاطها في استخدام الأراضي السورية لتصدير المقاتلين والعنف إلى العراق، وبالتالي احتمال إعادة الصراع المذهبي هناك وانتقاله إلى سوريا في وقت تكون القوات الأميركية قد غادرت العراق.

والثانية: كيف سيرد النظام الإيراني على سقوط أكبر حليف عربي له؟ وهل سيدع ذلك يحدث بدون قتال؟ ويعترف الكاتب أنه من الصعب بمكان الإجابة عن هذين السؤالين، ويستطرد بالقول: لكن من الواضح أن إيران أصبحت لا تأبه بالولايات المتحدة، ولا تعيرها اهتماما وهي ترى عقيدة أوباما في ليبيا “القيادة من الصفوف الخلفية”. وبالتالي والحال هذه، لن يكون هناك ما يردع إيران من القيام بالتحرك ولو من وراء الستار لنصرة حليفها الرئيس السوري بشار الأسد.

ويرى الكاتب أن انهيار الوضع في سوريا ستكون له تداعيات وخيمة على المنطقة، ويعود للتأكيد على ضرورة قيام أوباما بدراسة عميقة للوضع قبل أن يتخذ قرارا بجولة أخرى من “القيادة من الصفوف الخلفية”.

ويعلق الكاتب على قرار عودة السفير الأميركي إلى دمشق ويقول إنه ليس كافيا، وعلى الولايات المتحدة أن تستعين بالدبلوماسيين الذين أشرفوا وهندسوا الوضع الانتقالي في العراق وأن تستفيد من خبراتهم، وأن يكونوا على الأرض في سوريا ولديهم قنوات اتصال منظمة بالمعارضة السورية حال سقوط الأسد.

ويبرز الكاتب تباهي الإدارة الأميركية المستمر بنهاية المهمة في ليبيا بدون سقوط ضحية أميركية واحدة، ويقول إن الخوف من سقوط ضحايا لا يجب أن يكون عائقا للنزول إلى الأرض وتقديم الدعم إلى جيش سوريا الحر.

ويعكس الكاتب معنى مقاربا للمقولة العربية “الأجر على قدر المشقة” ويقول على أميركا أن تتدخل بزخم أكبر في سوريا لتحصل على يد أعلى في ذلك البلد بعد سقوط الأسد.

ويعود الكاتب إلى خطاب أوباما إلى العالم الإسلامي من القاهرة عام 2009 ويقول إن أوباما وعد “ببداية جديدة بين الولايات المتحدة والمسلمين في العالم. بداية تقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل” وعلاقة تعترف بـ”المبادئ المشتركة للعدل والتقدم والتسامح وكرامة كافة بني البشر”.

ويختم الكاتب مقاله بالقول: في ليبيا، فشلت أميركا في تجسيد التزامها بتلك المبادئ، ويجب ألا تضيع الفرصة المتاحة في سوريا.

                      كريستيان ساينس مونيتور

فرزات ينال جائزة حرية الصحافة

حصل رسام الكاريكاتير السوري علي فرزات ومجلة “ويكلي اليفن نيوز” من ميانمار على جائزة حرية الصحافة لعام 2011 التي منحتها مساء الأربعاء منظمة “مراسلون بلا حدود” وصحيفة لوموند الفرنسية.

وقال الأمين العام للمنظمة فرانسوا جوليار خلال احتفال أقيم في باريس “نكرم هذا العام صحفيا شجاعا تعرض للقمع الوحشي من قبل نظام بال” مضيفا أن “علي فرزات استحق هذه المكافأة بجدارة.. رسومه تفضح ممارسات نظام ميؤوس منه وتشجع السوريين على المطالبة بحقوقهم والتعبير بحرية”.

وفي رسالة تلاها رسام الكاريكاتير الفرنسي بلانتو، أهدى علي فرزات جائزته “للشهداء والجرحى والذين يكافحون من أجل الحرية”.

وذكرت “مراسلون بلا حدود” في بيان بأن “العقل الخلاق لعلي فرزات جعله يحظى ومنذ زمن طويل بأعداء كثر”.

وأضافت “حركة الاحتجاج وموجة القمع” في سوريا كانتا في صلب عمله. وأوضح بيان المنظمة أنه تعرض للاعتداء من قبل رجال مسلحين وملثمين “كسروا له يديه وذلك بمثابة إنذار”.

وتعرض رسام الكاريكاتير السوري العالمي فرزات (مواليد 1951) لاعتداء بالضرب المبرح أصيب بسببه بكدمات بأنحاء جسمه وخصوصا الوجه واليدين بعد أن خطفته عناصر يعتقد أنها موالية للنظام السوري في أغسطس/ آب الماضي.

واتسمت رسومات الكاريكاتير اليومية التي ينشرها فرزات على موقعه والتي يتابعها جمهور عريض، بالكثير من الجرأة والقوة، وقد تناول فيها شخصية الرئيس بشار الأسد، وهذا ما لم يفعله أي رسام داخل سوريا.

كما منحت منظمة “مراسلون بلا حدود” بالتعاون مع المحطة الخامسة في التلفزيون الفرنسي “تي في 5” جائزة لمجلة “ويكلي اليفن نيوز”. وقال جوليار إنها “وسيلة إعلامية لم ترضخ أبدا لمقص الرقيب” وكانت “تقف دائما بوجه النظام العسكري الحاكم” في ميانمار.

ومنذ عام 1992، تمنح منظمة “مراسلون بلا حدود” جائزة لصحفي أو وسيلة إعلامية “ساهم/ساهمت بطريقة كبيرة في الدفاع أو في حماية حرية الصحافة”. وتمنح الجائزة من قبل لجنة دولية من الأخصائيين في وسائل الإعلام والمدافعين عن حقوق الإنسان.

وفي عام 2011، قررت صحيفة لوموند المشاركة في هذه الجائزة.

ثورات العرب كشفت جرائم الأنظمة

قالت منظمة فرنسية في تقرير لها نشر اليوم الخميس إن الثورات الشعبية في العالم العربي جعلت بعض دول الشرق الأوسط تلجأ إلى التعذيب، مشيرة إلى أن التعذيب في سوريا تحول إلى “إستراتيجية حكومية”.

وجاء في تقرير منظمة “مسيحيون ضد التعذيب”(أكات) غير الحكومية أن الحركات الاحتجاجية التي عصفت بالعالم العربي طيلة هذا العام ذكّرت بالاستعمال المستشري والمنظم للتعذيب خلال النزاعات المسلحة والحروب الأهلية أو الانتفاضات الشعبية.

وأضاف التقرير الذي يتناول ممارسات التعذيب في العالم، أنه من تونس إلى البحرين مرورا بمصر وسوريا، تعرض المدنيون للتعذيب كوسيلة قمع في خدمة الجهاز الأمني، موضحة أن “الربيع العربي” ساهم أيضا في “كشف جرائم بشعة ارتكبتها الأنظمة القائمة”.

وخصصت المنظمة الفرنسية -التي نشرت حصيلة عن التعذيب في العالم عبر 23 دولة- فصلا إضافيا عن سوريا التي تؤكد الأمم المتحدة أن القمع الحاصل فيها منذ مارس/ آذار أوقع أكثر من أربعة آلاف قتيل.

وأشارت “مسيحيون ضد التعذيب” في تقريرها -وهو الثاني السنوي لها- إلى أن التعذيب في سوريا تحول أكثر من أي وقت مضى إلى “إستراتيجية حكومية”.

واعتبر التقرير أن “القمع الدموي الذي تمارسه أجهزة الرئيس السوري بشار الأسد يهدف إلى ترهيب الشعب الذي ينتفض سلميا”.

وفي نفس السياق، نقلت المنظمة شهادة الصحفي الجزائري خالد سيد مهند، مراسل صحيفة لوموند الفرنسية، الذي سجن في سوريا من التاسع من أبريل/ نيسان إلى الثالث من مايو/ أيار- بقوله “كنت أسمع يوميا وكل ليلة تقريبا أصوات أناس يتعرضون للتعذيب، سمعت صراخهم المتصاعد حتى تحول رجال مسنون إلى أطفال”.

وأضاف هذا الصحفي أنه تعرض للكم والرفس والضرب والتهديد بالسجن، وأنه ألقي في حمام بارد. وأضاف أنه ما تعرض له هو لم يكن تعذيبا بل يعتبر “تقبيلا” أمام ما عاناه المعتقلون الآخرون بمن فيهم بعض الشبان.

                      الفرنسية

العربي يحذّر من تواصل القتل في سوريا ومندوب دمشق يشكك في صحة تصريحاته

أكد أنه يعرقل الجهود الدولية المبذولة

العربية.نت

ندد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في بيان صادر عن أمانة الجامعة باستمرار سقوط عشرات الضحايا من الأبرياء نتيجة الجرائم وأعمال العنف التي تشهدها أنحاء مختلفة من سوريا وبالذات مدينة حمص.

وقال العربي: “إن توارد الأنباء عن سقوط المزيد من الضحايا يومياً، يدعو إلى بالغ القلق ويثير المخاوف من انزلاق الأوضاع في بعض المدن السورية إلى ما يشبه الفتنة الطائفية”، وأضاف أن استمرار تلك الجرائم يهدد الجهود العربية المبذولة لإنقاذ سوريا، ومساعدتها في الخروج من المأزق السياسي الراهن، وتجنب التدخل الخارجي.

من جانبه, وصف سفير سوريا لدى القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية يوسف أحمد تصريحات العربي بغير المتوازنة، معتبراً أن الأمين العام للجامعة العربية يستقي معلوماته من وسائل إعلام “تحريضية” حسب وصفه.

وحذّر أحمد من أن استمرار الجامعة العربية وبعض الأطراف داخلَها, في تجاهل ما أسماه دور بعض جماعات المعارضة في الخارج والمجموعات الإرهابية المسلحة في الداخل، وقال إن ذلك سيعرقل سبل إيجاد حل سياسي للمأزق الذي يتحدث عنه بيان الجامعة، ويدفع الأمور نحو استحضار التدخل الخارجي حسب قول السفير السوري.

الأمن السوري يقتل 13 مدنياً.. وأعمدة دخان كثيف تتصاعد في حمص

دعوات واسعة لإضراب مفتوح

بيروت – محمد زيد مستو

أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بمقتل 13 شخصاً على أيدي قوات الأمن اليوم، معظمهم في مدينة حمص، التي تصاعدت فيها أعمدة الدخان جراء انفجار أنبوب نفط في حي بابا عمرو.

وأوضحت الهيئة العامة للثورة، أن عشرة قتلى قضوا بمدينة حمص وسط البلاد، فيما قُتل اثنان آخران في إدلب شمال سوريا، وجندي في مدينة مارع بريف حلب.

وأضافت الهيئة، أن ثمانية أشخاص أصيبوا في الحولة بحمص بينهم امرأة وثلاثه في حالة خطرة، إثر هجوم قامت به قوات الأمن على محطة للمحروقات.

وفي مدينة درعا نفذت قوات الأمن السورية حملة مداهمات في قرية الطيبة والمزارع المحيطة بها بحثا عن مطلوبين للسلطات السورية وسط إطلاق نار كثيف ترافق مع تكسير وتخريب للممتلكات العامة، حسب ما أفاد ناشطون بالمدينة في اتصال مع “العربية.نت”.

وفي ريف دمشق، قال ناشط إن منطقة مضايا شهدت انشقاقاً كبيراً، جرى على إثره إطلاق نار كثيف بين المنشقين والجيش السوري، خلّف سقوط أربع إصابات في صفوف المدنيين تصادف مرورهم بالمنطقة لحظة إطلاق النار، إصابة أحدهم خطيرة.

وأضاف المصدر أن هناك أنباء عن سقوط ستة قتلى في صفوف الأمن السوري، فيما قامت وحدات من الفرقة الرابعة بإغلاق طريق الزبداني.

تفجير أنبوب نفط

إلى ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن أعمدة النيران تصاعدت بعد ظهر اليوم في حي بابا عمرو بحمص، إثر انفجار أنبوب نفط.

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن قوات الأمن فجرت أنبوب النفط المجاور لحاجزهم الأمني بحضور وسائل الإعلام السورية لاتهام العصابات المسلحة بتفجيره وسط خشية الأهالي من التمهيد لاقتحام المدينة.

من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، أن “مجموعة إرهابية مسلحة” استهدفت بعملية “تخريبية” خطاً لنقل النفط الخام في منطقة تل الشور شمال غربي مصفاة حمص.

وفي وقت سابق، دعا نشطاء ومعارضون سياسيون في سوريا، إلى إضراب مفتوح مطلع الأسبوع المقبل، وتصعيد “ثوري” يصل إلى العصيان المدني، وسط التحضير لجمعة أطلق عليها المحتجون تسمية جمعة “إضراب الكرامة” في إشارة للتنويه بالإضراب المزمع يوم الأحد القادم.

ويهدف الإضراب إلى دفع النظام لإطلاق سراح الأسرى والمعتقلین وسحب الجیش وآلیاته من كافة المدن السوریة، والتأكيد على سلمية الثورة حسب الجهات التي دعت للإضراب، فيما جرت دعوات واسعة له على مواقع التواصل الاجتماعي، والصفحات الشخصية للنشطاء السوريين على “فيسبوك”.

وبحسب بيان عن الجهات الداعية للإضراب، فإن هذه الدعوة جرى التنسيق بشأنها بين جمیع التنسیقیات والحركات الشبابیة والھیئات ومجالس المعارضة على اختلاف أطیافھا، وهو ما أكده مصدر في المجلس الوطني السوري لـ”العربية.نت”.

وأضاف المصدر، أن هذه الدعوة شاركت فيها مجموعات عمل منها روزنامة الحرية ولجان التنسيق ومجالس الثورة والمجلس الأعلى للثورة ومتطوعون ومهتمون، وقد تبنى المجلس الوطني هذه الدعوة.

دعوة من المجلس الوطني

من جهته، دعا المجلس الوطني السوري إلى المشاركة الفاعلة في الإضراب الذي يشمل الجامعات والمدارس والاتصالات والمحلات التجارية والمواصلات وموظفي القطاع الحكومي العام.

وأكد المجلس في بيان، أن المشاركة في الإضراب العام الذي دعت إليه قوى الحراك الثوري في الحادي عشر من ديسمبر/كانون الأول الجاري، ستكون تصاعدية وستتوج بعصيان مدني شامل “يؤكد رفض السوريين جميعاً للنظام الدموي ومقاطعتهم له على كافة الأصعدة”.

وقالت ريما فليحان عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني في تصريح لـ”العربية.نت”، إن “نجاح الإضراب قد يكون صمام أمان وحراك سلمي مُجدٍ يؤدي فعلاً إلى إسقاط النظام”.

وأضافت فليحان “أن ميزة الثورة هي سلميتها وكلما تم الابتعاد عن العسكرة كانت الفاتورة أقل”، معتبرة أن النظام سعى إلى دفع الشارع للتسلح.

إضراب “الكرامة”

إلى ذلك، أعلن النشطاء في سوريا إطلاق تسمية جمعة “إضراب الكرامة” على المظاهرات التي ستخرج يوم غد الجمعة، في إشارة إلى الإضراب الذي أطلق عليه هذا الاسم.

وبحسب الجهات الداعية للإضراب، فإن تطبيقه سيكون على مراحل تصعيدية تبدأ بالانقطاع الجزئي عن الدوام في المدارس وتغيُّب جزئي للعاملین في القطاع الحكومي مع التخفیف من استعمال الهواتف النقالة والتحضير لإغلاق الأسواق والمحلات التجارية إلا في ساعات محددة.

وتستمر الإضرابات حسب خطة مفصلة تلقت “العربية.نت” نسخة منها، لتشمل الجامعات وقطاع المواصلات في وقت لاحق، ثم تنتهي بانقطاع كامل عن الدوام في المؤسسات الحكومية والمدارس والجامعات، وقطع الطرق الدولية للدخول في مرحلة العصيان المدني مع نهاية الشهر الجاري.

أنور البني لـ آكي: الدستور السوري الحالي يتوّج الرئيس الأسد مالكاً للبلاد

روما (8 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّد محام سوري رئيس مركز دراسات قانونية أن الدستور السوري الحالي يتوّج الرئيس السوري بشار الأسد “مالكاً للبلاد”، واعتبر أن تصريح الرئيس حول عدم مسؤوليته “مخالف لمواد الدستور”، على حد وصفه

وقال المحامي السوري أنور البني، رئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “في الدستور السوري الحالي فعلاً يجوز القول بأن الرئيس مالك للبلاد، فهو يضع سياسة الدولة ويشرف على تطبيقها (المادة 94)، وهو يرأس السلطة التنفيذية ويمارسها نيابة عن الشعب (المادة 93)، وهو القائد العام للجيش والقوات المسلحة ويصدر جميع الأوامر والقرارات (المادة 103)، وهو من يعين الموظفين المدنيين والعسكريين وينهي خدماتهم (المادة 109)، ويستطيع حلّ مجلس الشعب (المادة 107)، ويتولى سلطة التشريع (المادة 111)، ورئيس مجلس الوزراء والوزراء مسؤولين أمامه (المادة 117)، وهو من يشكل الهيئات والمجالس واللجان ويحدد اختصاصها (المادة 114)، وله الحق بإحالة أي وزير للمحكمة عن الجرائم المرتكبة (المادة 123)، وهو يرأس مجلس القضاء الأعلى (المادة 132)، وبالمجمل فإن الدستور السوري أعطى صلاحيات مطلقة لرئيس الجمهورية وبنفس الوقت منع محاكمته أو مساءلته عما يرتكبه خلال أداء مهامه ما عدا الخيانة العظمى (المادة 91)” حسب شرحه.

وحول كلام الرئيس السوري بشار الأسد الأربعاء لقناة (آيه بي سي) التلفزيونية الأمريكية التي نفى فيها مسؤوليته عن أوامر قتل المتظاهرين في سورية، وقال خلالها “أنا رئيس.. لست مالك البلاد، إذن هي ليست قواتي”، قال البني السجين السياسي السابق “إن تصريحات الرئيس الأسد حول عدم مسؤوليته هو مخالف لمواد الدستور، ولكن الرئيس يعتمد على نص المادة 91 التي تمنع محاكمته أمام القضاء السوري عن أي فعل في معرض قيامه بمهامه، وبالتالي حتى الجرائم التي يرتكبها الوزراء فهو فقط من يأمر بإحالتهم للمحاكمة وعليه فهم محميون بحمايته لهم فقط، ولا يمكن له التنصل من هذه المسؤولية لأنها محددة بالدستور بشكل واضح” وفق تأكيده

وحول إلقاء الرئيس السوري بعض المسؤولية على مسؤولين قال إنهم ارتكبوا أخطاء فردية، وقوله في المقابلة “هناك فرق بين انتهاج سياسة القمع المتعمد، ووجود بعض الأخطاء يرتكبها بعض المسؤولين. هناك فرق كبير”، قال المحامي البني “إن محاولة إلقاء تبعات الجرائم على الغير من المسؤولين تكون ذات مصداقية فقط عندما يأمر بإحالتهم للمحكمة ومحاسبتهم عن هذه الجرائم، هذه الجرائم ليست وليدة أخطاء بل هي ممنهجة وليس خلال الفترة السابقة فقط بل هي منذ استلام حزب البعث للسلطة، فقمع المعارضين ووضعهم بالسجون وإخفاءهم قسرياً وقتلهم والمحاكم الاستثنائية وقانون الطوارئ والصلاحيات الكاملة لأجهزة الأمن للتحكم بالمجتمع خلال العقود الماضية ومنع القضاء من النظر بها ومحاسبة مرتكبيها واستمرارها بشكل واضح وكبير وأمام العالم خلال الأشهر الماضية دليل على أن هذه السياسة هي نهج ثابت ومعتمد وليست مجرد أخطاء مسؤولين” على حد تعبيره.

تقارير عن نسف خط أنابيب نفط قرب حمص

تحذيرات اممية من تصاعد العنف المسلح

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن خط أنابيب لنقل النفط من شرقي سورية الى مصفاة في حمص قد نسف الخميس.

ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات كما لم تتضح هوية الجهة المسؤولة عن الانفجار.

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” إن “مجموعة إرهابية مسلحة قد قامت بعملية تخريبية”.

وصرح مسؤول سوري بأن الانفجار تسبب باشتعال النيران على مدى ساعات.

في المقابل اتهمت المعارضة السورية قوات الأمن بتفجير أنبوب للنفط ملاصق لحاجز امني.

في هذه الأثناء فرضت تركيا والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية عقوبات تهدف الى إجبار النظام على وقف العنف.

وقد حظر الاتحاد الأوروبي استيراد النفط من سورية وهو ما يكلف النظام السوري ملايين الدولارات كل يوم.

يذكر أن الحكومة السورية تقول ان الانتفاضة هي بفعل قوى خارجية متطرفة لا قوى داخلية تطالب بالإصلاح والديمقراطية، وهو ما تنفيه الأمم المتحدة التي تتهم النظام بارتكاب جرائم قتل على مستوى واسع وكذلك أعمال تعذيب واغتصاب، وترى الأمم المتحدة أن النظام اقترف أعمالا قد ترقى الى مستوى “جرائم ضد الإنسانية”.

ونفى الاسد في مقابلة أجرتها معه محطة ايه بي سي الأمريكية وبثت يوم الاربعاء ان تكون هناك تعليمات للجيش بقتل المحتجين، وقال ان من ارتكبوا أعمالا كتلك كانوا ينتهكون القوانين وتعرض بعضهم للمساءلة.

المزيد من بي بي سيBBC © 2011

اتهامات متبادلة حول تفجير أنبوب لنقل النفط بحمص

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– تعرض خط أنابيب لنقل النفط الخام يمر بمحافظة “حمص” السورية للتفجير الخميس، مما أدى إلى تصاعد سحابة كثيفة من الدخان، غطت سماء المنطقة، كما ارتفعت ألسنة اللهب في موقع الانفجار، الذي تبادلت الحكومة والمعارضة إلقاء مسؤوليته على الجانب الآخر.

وأظهرت مشاهد فيديو، لما يُعتقد أنه موقع التفجير، سحب دخان أسود كثيف وألسنة النيران ترتفع من مكان مرور الخط النفطي، الذي يبعد مسافة قليلة عن غربي مدينة حمص، التي تُعد واحدة من أسوأ ساحات المواجهات بين قوات الأمن السورية والمحتجين المناوئين لنظام الرئيس بشار الأسد.

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” إنه “في عملية تخريبية، تعكس الفكر الإجرامي والتخريبي، استهدفت مجموعة إرهابية مسلحة صباح اليوم (الخميس) خطاً لنقل النفط الخام، تابعاً للشركة السورية لنقل النفط، وذلك بإطلاق النار عليه عند منطقة السلطانية، شمال غرب مصفاة حمص.”

ونقلت الوكالة الحكومية عن مصدر مسؤول بوزارة النفط قوله إن “الخط الذي تعرض للاعتداء، ينقل النفط من دير الزور إلى بانياس”، وأضاف أن العناصر المختصة سارعت إلى إطفاء النيران، بالتعاون مع الجهات المعنية بالمحافظة، مشيراً إلى أنه ليس هناك أي تأثير على العملية الإنتاجية ونقل النفط المنتج.

أما “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، وهو جماعة حقوقية تنتمي للمعارضة السورية تتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقراً لها، فقال إن خط الأنابيب الذي ينقل النفط من الجزء الشرقي من البلاد إلى مدينة حمص، قد تعرض للتفجير، واشتعلت النيران فيه.

وذكر أحد أعضاء المعارضة السورية، يُدعى أبو رامي الحمصي، لشبكة CNN إنه يشكك في الرواية الحكومية حول اتهام “مجموعة إرهابية” بالوقوف وراء تفجير الخط النفطي، نظراً لأن المنطقة تخضع لسيطرة محكمة من جانب قوات الأمن، التي تنتشر فيها بكثافة.

وبحسب الحمصي، وكذلك الصوت المرافق لتسجيل الفيديو، فإن قوات الأسد قصفت خط الأنابيب، بهدف إشعال النار فيه، ثم إلقاء اللوم على المواطنين واتهامهم بتفجيره.. ويلقي نظام الأسد عادة اللوم على “مجموعات إرهابية” في أحداث العنف التي تشهدها سوريا.

يشار إلى أن CNN لا يمكنها تأكيد صحة هذه التقارير بشكل مستقل، نظراً لرفض السلطات السورية السماح لها بالعمل على أراضيها.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من 4000 قتيل في سوريا منذ فبراير/ شباط الماضي، عندما بدأ نظام الأسد حملة عسكرية لقمع أكبر موجة احتجاجات تواجهه، منذ توليه السلطة خلفاً لوالده قبل 11 عاماً.

يُذكر أن خط آخر لنقل النفط بين مدينة حمص وميناء طرطوس، كان قد تعرض لتفجير مماثل أواخر يوليو/ تموز الماضي، عند منطقة “تلكلخ”، على بعد حوالي 162 كيلومتراً إلى الشمال من العاصمة دمشق، مما أدى إلى تسرب النفط من الخط.

تصريح رياض الترك لوكالة الانباء الفرنسية (النص الكامل) بالعربي

      ـ  التأكيد على ان الثورة السورية منتصرة في النهاية ، وعلى أن هذا النظام لن يكون له مكان في العالم العربي الجديد ، فالكلمة اليوم  هي للشعوب الثائرة في سبيل حريتها وكرامتها. والشعب السوري في هذا السياق ليس استثناءً ، وهو الأقدر على التصدّي لأي مؤامرات تستهدفه لحمته الوطنية ووحدة ترابه وسيادته واستقلاله.

ـ الاستبداد كان وسيظل الطريق الأقصر لفتح الأبواب السورية علي مصراعيها أمام لعبة الأمم والأطماع الإقليمية والتدخلات الخارجية بمختلف أشكال

 ـ لا يحقٌّ  لأحِدٍ اليوم التكلم نيابة عن الشعب السوري بمجمله، وهذا الشعب العظيم سيكون قادراً عندما تؤول الأمور لممثليه المنتخبين ديمقراطياً ، أن يحدّد طبيعة العلاقات التي ستجمعه بمختلف الدول والأطراف الدولية والإقليمية، وفقا لمصالحه الوطنية ولموقف هذه الدول والأطراف من ثورته الوطنية .

ـ إذا استثنينا إسرائيل ، فإنّ الشعب السوري لا تربطه أي علاقة عداءِ أو نزاع مع أيّ من دول المنطقة . وسيكون مالطبيعي أن تعمل سلطته المنتخبة ديمقراطياً على تعميق علاقات حسن الجوار والتعايش المشترك والاحترام المتبادل والتعاون الإيجابي وفقاً لمبادئ القانون الدولي وشرعة الأمم المتحدة .

    ـ إسرائيل لم تحتلّ أراضي ما يسمى ب “سورية الأسد”، ولكنها تحتلُّ منذ عشرات السنيين  جزءاً من التراب الوطني السوري وهي في منظور كل الشرائع الدولية في موقع المعتدي على كيان وسيادة واستقلال الدولة السورية , كائناً من كان الذي يحكمها ، ومن حق الشعب السوري وواجبه أن يناضل بكل الوسائل المشروعة لإعادة الجولان المحتل إلى الوطن الأمّ .

    ـ بخصوص إيران، لا مشكلة طائفية أو قومية بين الشعب السوري والشعب الإيراني . وهذا الشعب كان سنداً حقيقياً على مدى العقود الماضية في دعم القضايا العربية المحقّة . لا بل أستطيع القول أن عواطف هذا الشعب العريق وجزءٌ من نخبته السياسية  مع الثورات العربية ومع قضية الحرية والكرامة التي رفع لواءها الربيع العربي، والتي تعني الشعب الإيراني في الصميم. واللوم إذ يقع  هنا على من يتعامى في السلطة الإيرانية الحاكمة عن مطالب الشعب السوري المحقة ويُمعن في دعمه غير المشروط للسلطة الديكتاتورية السورية وممارساتها الإجرامية بحقٍّ شعبها .

    ـ بخصوص حزب الله، المنطق العقلاني المنبثق من طبيعة الصراع في المنطقة ومن توازنات القوى الإستراتيجية ، يفترض أن يكون العدوّ الإستراتيجي لحزب الله هو إسرائيل، وليس الثورات العربية وبالأخص منها الثورة السورية. وأي تدخل لهذا الحزب في مجريات الثورة السورية، لن يفيد في المدى البعيد لا الثورة السورية و لا الحزب نفسه ولا مستقبل العلاقات التي ستربطه بالدولة السورية. وكم كنت أتمنى على قيادات هذا الحزب بدلاً من أن تمعن في تأييد سلطة مستبدة وساقطة حتماً، أن تلتزم  الصمت إذاء الثورة السورية كما فعل حلفاؤها في قيادة حماس، وآن تبادل اللاجئين السوريين في لبنان حسن الضيافة والاستقبال كما فعل الشعب السوري مع اللاجئين اللبنانيين إبّان عدوان ٢٠٠٦

 ـ  تبقى نقطة أخيرة إذا سمح لي الأخوة في لبنان بأن أبدي رأياً بخصوص قضية سلاح حزب الله . يمكنني القول : إنني مع مشروعية المقاومة لما لها من أهمّية , لكنني لست مع جعل هذه القضية محصورة بطائفة معينة , لأنها يجب أن تكون قضية وطنية وقضية قومية، تخص الدولة اللبنانية وتخص التوازنات الإستراتيجية في المنطقة .  كما أنني لست بأي شكل من الأشكال مع أن يستخدم سلاحها في السياسية اليومية للدولة اللبنانية ,وفي المخاضات السياسية الداخلية.

     ـ في النهاية يمكنني القول أنه في اللحظة التي توقف فيها السلطة الإيرانية ويوقف حزب الله دعمهما للسلطة الاستبدادية في سورية ويحترمان إرادة ورغبات الشعب السوري، فليس هناك من مشكلة معهما . لا بل يمكنني القول أنه سيكون في صالح الدولة السورية الجديدة . على المستوى الاستراتيجي يجب أن توظف هذه المقاومة بما يخدم التوازنات الإستراتيجية في المنطقة , وبما لا يتعارض مع حرية الشعوب وسيادتها وحقوقها المشروعة .ش

الراي

أعضاء شبكة ” تيليكوميكس” يساعدون السوريون في تخطي حجب الانترنت

شبكة “تيليكوميكس” تساعد داعمي الديمقراطية

تعنى شبكة “تيليكوميكس” بمساعدة الناشطين في الشرق الأوسط والداعمين لحركة الديمقراطية في الدول التي تعيش الثورات حالياً، في وقت تدعم فيه حكومات هؤلاء الناشطين الرقابة والتجسس على شبكة الإنترنت. واستطاع أحد أعضاء هذه الشبكة أندرو لويس إثبات عبقريته في هذا المجال.

يسعى الشاب الأميركي، أندرو لويس، 22 عاماً، إلى مد يد العون لناشطي الإنترنت ومستخدميه العاديين في منطقة الشرق الأوسط، من خلال عضويته في تلك الشبكة التي يطلق عليها “تيليكوميكس”، التي تعنى بمساعدة الناشطين في الشرق الأوسط.

وقال لويس في حديث له مع صحيفة واشنطن بوست الأميركية، بينما كان يقوم بعملية مسح للفضاء الإلكتروني في سوريا وقد ظهرت له مجموعة قوائم من السيرفرات :”كلما عرفت أكثر، كلما كان بمقدورك أن تقدم قدراً أكبر من المساعدة”.

ثم لفتت الصحيفة إلى العبقرية التي يتميز بها لويس في هذا المجال، حيث نجح بشكل سريع للغاية في التعامل مع الشفرات، وضغط على أحد السيرفرات التي تدير وتحرك حركة الإنترنت في سوريا – وحين طلب منه كلمة مرور في ذلك الوقت – نجح في تخمينها بصورة صحيحة في المحاولة الثانية التي قام بها لانجاز مهمته.

ومضت الصحيفة تقول إن لويس عضو بتلك الشبكة الحاسوبية الغربية، التي تقدم يد العون للناشطين بالمنطقة، خاصة بعد استعانة داعمي الديمقراطية أثناء موجة الربيع العربي التي شهدتها المنطقة هذا العام بموقع التواصل الاجتماعي، فايسبوك، للترويج للمسيرات وكذلك بخدمة سكاي بي لتجنب احتمالات التجسس على هواتفهم المحمولة، في وقت تدعم فيه حكومات هؤلاء الناشطين الرقابة والتجسس على شبكة الإنترنت. وهو ما كان يدفع بـ “تيليكوميكس” للتدخل كي تساعدهم.

وأفادت الصحيفة في هذا السياق بأنه حين قام الرئيس المصري السابق، حسني مبارك، بقطع خدمة الإنترنت في جميع أنحاء البلاد خلال شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، قامت تيليكوميكس بإنشاء روابط بالطلبات الهاتفية باستخدام سيرفرين في أوروبا.

ثم أرسل أعضاء الشبكة أرقام الاتصال عن طريق الفاكس لكافة المكاتب والجامعات والمقاهي التي كانوا يعثرون عليها في مصر. وفي آب / أغسطس الماضي، وبعد استخراجها تسجيلات من سيرفرات غير مؤمن عليها، اكتشفت الشبكة أن سوريا كانت تستعين بمعدات تصنعها شركة بلو كوت سيستيمز، العاملة في وادي السيليكون، من أجل منع وصول الخدمة إلى أماكن معينة. ولفتت الصحيفة من جهتها إلى أن السلطات الأميركية تحقق الآن مع تلك الشركة التي تنفي بيع منتجاتها لدولة تخضع لعقوبات اقتصادية. ولم يقتصر الدور الذي لعبته تيليكوميكس عند هذا الحد، بل اتضح أيضاً أنها ساعدت النشطاء في تونس واليمن والبحرين.

ورغم عدم سفر لويس من قبل إلى أي من دول الشرق الأوسط، وعدم معرفته بأي أحد هناك، إلا أنه يختلط كثيراً بالأميركيين ذوي الأصول العربية أو ينطق بعض الكلمات بالعربية. وبسؤاله عن السّر وراء تكريس كامل وقته ليلاً ونهاراً لتلك المهمة فقط، قال ببساطة ” لدي قناعة تامة بأن الإنترنت يجب أن يكون متاحاً للجميع”.

ويقضي لويس معظم وقته الآن في العمل مع الملف السوري، حيث خلَّفت الحملة العنيفة التي يقودها الرئيس بشار الأسد ضد متظاهرين يطالبون برحيله منذ 9 أشهر 4000 قتيل على الأقل، وفقاً لتقديرات خاصة بالأمم المتحدة. ويوجد لدى لويس جهاز آيبود يدخل من خلاله إلى غرفة الدردشة الخاصة بشبكة تيليكوميكس.

وذكرت الصحيفة أن المنتدى يستخدم سيرفرات وروابط إنترنت مشفرة يمتلكها أعضاء الشبكة. ويقوم لويس بتجميع تقارير مجهولة المصدر عن الاحتجاجات من معارف له في سوريا. ويمتلك لويس أيضاً حاسوبا محمولا يستعين به في اختبار الروابط الأكثر تعقيداً، التي قد يستعين بها الناشطون للإفلات من فخ الرقابة والتجسس.

كما يستعين به في رسم خرائط مسحية لشبكات وسيرفرات سوريا لتحديد المعدات التي تستخدم في أعمال المراقبة. ويرى لويس أن النشاط السيبراني هو فرصته التي قد ينجح من خلالها في إحداث تغيير في واشنطن. وأضاف “هذا مجال يمكنني أن أقدم المساعدة من خلاله. ويمكنني استخدام التكنولوجيا بشكل جيد بالفعل. فمن السهل في بعض الأحيان أن تختبئ وراء شاشة كمبيوتر”. وتابعت الصحيفة بنقلها عن كريستوفر كولينبيرغ، أحد مؤسسي شبكة تيليكوميكس، التي بدأت نشاطها قبل 5 أعوام، قوله: “الفكرة التي وقفت وراء إنشاء الشبكة هي أنه ليس من حق أي شركة أو دولة أن تحرم الأفراد من حق دخول الإنترنت”.

ثم تحدث لويس في الختام عن التحول الذي طرأ على حياته، بعد أن كان يكسب الكثير من الأموال، التي يرى أنه لا يستحقها، ليبدأ بعدها في تغيير وجهته صوب الانشغال بأمور أكثر أهمية. وقال نديم هوري، نائب مدير شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى منظمة هيومان رايتس ووتش :”سوريا واحدة من أسوأ دول منطقة في مجال المراقبة”.

ايلاف

نجاة الأسد رهن إرادة موسكو وبكين

بقلم ثاليف ديين/وكالة إنتر بريس سيرفس

الامم المتحدة, ديسمبر (آي بي إس) – لقد تحدي الرئيس السوري المحاصر بشار الأسد العالم الغربي برمته، ونجح في تقسيم مجلس الأمن، وكسر صفوف جامعة الدول العربية علي الرغم من العقوبات الإقتصادية غير المسبوقة التي فرضتها علي نظامه.

فلا يزال الأسد باقيا على قيد الحياة السياسية علي الرغم من الثورة الشعبية التي بدأت منذ أكثر من ثمانية أشهر، وذلك بفضل روسيا والصين – وحقهما في الفيتو أو الإعتراض في مجلس الأمن- وكذلك لبنان والعراق، وكلهم يرفضون فرض عقوبات ضد سورية.

ثم جاء تحالف من خمس دول قوية، أعضاء في الكتلة المعروفة بإسم “بريكس” (BRICS ) – البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا وعادة ما تتخذ مواقف مماثلة تجاه كبري القضايا الدولية- ليبعث برسالة لا لبس فيها في أعقاب اجتماع أخير له في موسكو، مفادها أن يجب إستبعاد أي تدخل خارجي في الشؤون السورية لا يتمشي مع ميثاق الأمم المتحدة.

فأصبحت النتيجة واضحة: مجلس الأمن -الذي يضم كل الدول الأعضاء في كتلة “بريكس”- لن يصوت لصالح تغيير النظام السوري أو الإقدام علي أي تدخل عسكري في سوريا، كما سبق وأن فعل في حالة ليبيا.

لكن السؤال المطرح الآن هو إلي متي سيبقي الأسد على قيد الحياة السياسية في وجه المد المتصاعد للرأي العام الغربي والعربي ضده؟

سألت وكالة إنتر بريس سيرفس معين رباني المحلل السياسي والمحرر في “ميدل إيست ريبورت” في واشنطن، عما إذا كانت جامعة الدول العربية، التي بدت محتضرة، قادرة علي تأكيد نفوذها وقوتها.

فأجاب قائلا إذا نظرنا الى تاريخ جامعة الدول العربية، لرأينا أن هناك متناهية الضئالة علي قيامها بالعمل علي الإطلاق من أجل المصلحة العربية.

وشرح رباني أن هذا هو الحال فيما يتعلق بفلسطين ولبنان والعراق والصحراء الغربية وغيرها. وفي الآونة الأخيرة “شهدنا فشلها في ليبيا والبحرين واليمن، وهذا للأسف صحيح أيضا بالنسبة لسوريا”.

وأوضح أن حقيقة الأمر هي أن الدول العربية الرئيسية وبالأخص المملكة العربية السعودية، قررت أنه ينبغي السعي لتغيير النظام في سوريا بأي ثمن، وبغض النظر عن التكلفة في حياة السوريين.

وأعرب رباني لوكالة إنتر بريس سيرفس عن رأيه بأن العهود بمصالح سوريا ومستقبلها إلى جامعة الدول العربية -أو بالأحرى تلك الأنظمة العربية المتواطئة مع واشنطن وتل أبيب التي تسيطر حاليا على صنع القرار فيها- هو مثل العهود بها إلى إيران.

وتساءل أين كانت الجامعة العربية عندما كان يجري قصف غزة وقبلها لبنان بالسلاح الجوي الإسرائيلي وعلى دوي التصفيق الحار الأمريكي؟ … “كيف يمكن أن تقنع الرأي العام العربي بأنها ربما إكتشفت فجأة الآن الصالح الوطني العربي، أو حتى الصالح الوطني السوري؟. الجواب بسيط: لا يمكن.

ومن جانبه، صرح جورج أ. لوبيز، أستاذ دراسات السلام في معهد كروك لدراسات السلام الدولية في جامعة نوتردام، باريس: “أعتقد أن عقوبات الجامعة العربية والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا والاتحاد الأوروبي تمثل بداية الانهيار الذي سيسقط النظام السوري في ستة الى تسعة اشهر”.

وشرح لوبيز -الذي كان عضوا في فريق خبراء الامم المتحدة لمراقبة العقوبات ضد كوريا الشمالية- أن هذه العقوبات سوف تحد بصورة ضخمة قدرة الأسد علي الحصول علي النقد، وتقيد قدرته علي تنويع مصادر شراء الأسلحة، وتقلص الإيرادات التي تجنيها نخبة رجال الأعمال السوريين.

وأضاف أن تأثير العقوبات سوف يعطي أيضا دفعة نفسية كبيرة للمنشقين، وتتسبب في مزيد من إنشقاق القوات المسلحة وإضعاف الدعم للأسد.(آي بي إس / 2011)

الغضبان: طلبنا من كلينتون إنشاء ممرات آمنة لحماية المدنيين السوريين كما حدث في البوسنة

اعتبر بعد مشاركته في لقاء سويسرا أن الأزمة تتجه نحو التدويل

الراي الكويتية

أكد عضو المجلس الوطني السوري نجيب الغضبان أن اللقاء الذي جمع أعضاء المجلس مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في سويسرا أول من أمس “تطرق إلى قضية حماية المدنيين السوريين”، مشيراً إلى أن الإدارة الأميركية “تفهمت طلبنا”، أن ما قالته الأخيرة بشأن “إنشاء معارضة منظمة تعبر عن الحراك الثوري” يحمل اعترافاً في المجلس.

وأوضح الغضبان الذي شارك في اللقاء مع كلينتون لـ”الراي” أن المبادرة العربية “استنزفت” وأن الأزمة السورية تتجه نحو التدويل، مشيراً إلى أن “هناك إجماعاً دولياً لمرحلة ما بعد (الرئيس بشار) الأسد وقد لمسنا هذا الأمر بعد لقائنا بالإدارة الأميركية”.

وتابع الغضبان أن “اللقاء كان جيداً وحمل دلالات مهمة وكان إيجابياً وستتبعه لقاءات أخرى، وشرحنا خلال الاجتماع مع وزيرة الخارجية الأميركية المعاناة اليومية التي يتعرض لها السوريون والتطورات الميدانية لا سيما في حمص وحماة، ونقلنا وجهة نظر المجلس الوطني السوري بشأن مسؤولية المجتمع الدولي حول حماية المدنيين، وكانت هناك إشادة أميركية بدور الجامعة العربية ولكننا قلنا لهم إن الجامعة استنزفت كل مبادرتها بسبب تصرفات النظام”.

وقال: “تفهمت الإدارة الأميركية طلبنا. وحماية المدنيين عبر إنشاء منطقة عازلة تتطلب قراراً من مجلس الأمن، وكان هناك اتفاق بشأن الموقف الروسي السلبي جداً، علماً أن هناك سوابق تاريخية لإنشاء ممرات آمنة لحماية المدنيين كما حدث في البوسنة ونحن عرضنا هذه الفكرة على الإدارة الأميركية خلال اللقاء، وهذه الممرات الآمنة قد تبدأ بنوع من الحظر الجوي”.

وعن سبب عدم اعتراف واشنطن بعد بالمجلس، قال الغضبان: “موضوع الاعتراف يرتبط بمتطلبات قانونية معينة ونحن نعمل على تأمين الاعتراف بنا على مستوى العالم العربي قبل الانتقال إلى المجتمع الدولي، ونحن نعتقد أن ما قالته وزيرة الخارجية الأميركية يحمل اعترافاً بالمجلس خصوصاً حين ثمنت الجهود التي نقوم بها والتي تعبر عن الحراك الثوري. ولكن النقطة الأساسية التي يتفق عليها الجميع بعد الجولات التي قمنا بها على عدد من الدول الأوروبية وبعد لقائنا مع الإدارة الأميركية أن هناك إجماعاً دولياً على مرحلة ما بعد الأسد”.

وعن عودة سفيري الولايات المتحدة وفرنسا إلى دمشق، أوضح: “هذه الأمر ليس سلبياً بالنسبة لنا، بل على العكس يصب في مصلحة الحراك الثوري في سورية، خصوصاً أن السفير الأميركي يُعتبر شاهداً على انتهاكات حقوق الإنسان في سورية بعدما استطلع ما يجري في سورية على المستوى الميداني”. وأضاف: “بالتالي فإن عودة هؤلاء السفراء ايجابية بالنسبة لنا، وهؤلاء بمثابة الشهود تحديداً لأننا نعمل على إحالة ملف انتهاكات حقوق الإنسان إلى المحكمة الجنائية الدولية”.

وأبدى دعم المجلس “الجهود الكبيرة التي بذلها الأمين العام لجامعة الدول العربية”. ولكنه أوضح: “نعتقد أن المبادرة العربية تم استنزافها من النظام الذي أعطي مهلاً كثيرة. ونحن مستعدون للذهاب إلى آخر الدنيا من أجل وقف القتل اليومي الذي يتعرض له المدنيون علماً أننا على تنسيق دائم مع الجامعة العربية”.

وتابع: “نعتقد أن المبادرة العربية فشلت بسبب تعنت النظام، والملف السوري ذاهب نحو التدويل وهذا ما أشار إليه رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم. الجامعة العربية قامت بدور تاريخي ومهم جداً وليس بإمكاننا الانتظار إلى الأبد وإعطاء النظام المزيد من الفرص على حساب دماء الشعب السوري الذي يقتل يومياً”.

ورحب الغضبان بإرسال مراقبين روس إلى سورية وتمنى أن “تتمتع بعثة المراقبين الروس إذا دخلت إلى الأراضي السورية بكامل الصلاحيات خلال معاينة الأحداث الميدانية”.

عماد الدين رشيد: “المجلس الوطني ليس ثورة على الثوابت السورية التي منها المقاومة

فرانس24

عضو المجلس الوطني السوري عماد الدين رشيد، يتطرق إلى السجال الدائر منذ يومَين بين زعيم “حزب الله” اللبناني السيد حسن نصر الله ورئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون حول قضية المقاومة ودعم النظام السوري.

* نشهد منذ يومَين سجالاً بين رئيس المجلس الوطني السوري الدكتور برهان غليون والسيد حسن نصر الله، زعيم “حزب الله” اللبناني. ما هو رد فعلكم على هذا السجال الذي أطلقه حسن نصر الله؟

– يجب أن يُعرَف جيداً أن المجلس الوطني انطلق من مفاهيم نضالية ثورية، والمجلس ليس ثورة على المفاهيم والثوابت السورية التي منها المقاومة.

في موقفنا من “حزب الله” ينبغي التمييز بين قضية “حزب الله” كمؤسسة داعمة للنظام السوري ومتورطة في الدعم الكامل لعملية القمع سواء اللوجيستية أو بتجنيد المرتزقة، وبين قضية المقاومة. عندما تكلم الدكتور غليون، كان يقصد “حزب الله” المتورط في دعم النظام السوري وليس “حزب الله” المقاومة.

في سورية جزء محتل، لذلك الحديث عن “حزب الله” كان من خلال تورطه بالحالة السورية ودعم النظام. أما ما خرج فيه علينا السيد نصر الله، فهو قولٌ غريب جداً ولا يمكن أن يزايد على السوريين في نضالهم ومواقفهم. مَن وقف مع المقاومة هو الشعب السوري وليس النظام السوري.

ينبغي أن يتذكر نصر الله أنه في حرب تموز/يوليو، عندما جاء الضيوف اللبنانيون إلى سورية وكانت نسبة النازحين منهم كبيرة، فتح الناس لهم بيوتهم وقلوبهم. لم يبق لا مدرسة ولا شركة ولا مسجد إلاّ وفُتِحت في سورية لاستيعاب الإخوة اللبنانيين. وهذا واجب السوريين ولا منّة لهم فيه. إنه واجبٌ وطني وواجب جيرة وعروبة وإسلام.

النظام السوري يفتعل قضية المقاومة، فحتى اليوم لم يُطلِق طلقة رصاص واحدة منذ عام 1974 في هضبة الجولان. أما الشعب السوري برمته وقف بجانب “حزب الله” في مشروعه المقاوِم.

لكن تبيّن أن قضية المقاومة هي ورقة يتستر وراءها النظام لتنفيذ أجندات إقليمية في المنطقة، بعيداً عن مصلحة لبنان نفسها ومصلحة سورية. لذلك موقفنا واضح تماماً، المقاومة هي من الثوابت السورية التي لا يُزايد عليها.

فكلّ مَن تورط في دعم النظام السوري في قمعه للشعب السوري موقفنا منه شديد، سواء كان “حزب الله” في لبنان، أو حكومة الملالي في طهران، ونحن لا نتكلم هنا عن إيران الحضارة.

* ماذا عن نصر الله و”حزب الله” كمقاومة؟ وما هو البديل بالنسبة لكم؟

– قضية المقاومة قتلها النظام السوري، فكيف نتحدث عن مقاومة في لبنان ومقاومة مدعومة في غزة وفلسطين، وبوّابة المقاومة السورية في الجولان مغلقة.

للسوريين مفاهيم في عروبتهم وإحساسهم بالقضايا العربية، وفي تحرير أرضهم. النضال السوري معروف ومشهود له، والمقاومة هي في ضمير الشارع والشعب السوري، وأظن أن مفاهيم المقاومة ستتعزز أكثر بعد غياب النظام السوري.

* لماذا شمل برهان غليون حركة “حماس” مع “حزب الله” وإيران، رغم أنّ “حماس” أخذت مسافة من النظام السوري؟

– لا بد أنه حصل هنا إشكال في قضية ترجمة النص الإنكليزي التي لم تكن دقيقة. نحن نؤمن تماماً أن تحرير سورية من الاستبداد هو مفتاح لحل القضية الفلسطينية، لأن النظام كان يقبع على مفاتيح حل القضية الفلسطينية ويحول دون وصولها.

* إذا غيّر “حزب الله” أو إيران موقفيهما مما يجري في سورية، واتخذا موقف الشعب السوري، هل ستغيّرون موقفكم منهم؟

– القضية هي سورية وتنطلق من مصلحة الشعب السوري، ولا مشكلة بيننا وبين المقاومة اللبنانية كمقاومة. مشكلتنا هي في دعم النظام المستبد في سورية عبر الميليشيات ونحوها سواء كان ذلك في إيران والعراق، أو عن طريق “حزب الله”.

لا شك أن قلوبنا مفتوحة لإخواننا اللبنانيين، ومهما اختلفنا في المذاهب والمناطق وفي الرؤى السياسية، نحن شعب واحد وعلاقتنا ستكون متميزة مع “حزب الله” إذا انتهج النهج الصحيح.

واشنطن تنتقد تهرّب الأسد من المسؤولية والعربي يندد بـ «القتل المستمر»

نيويورك – راغدة درغام القاهرة – محمد الشاذلي

دمشق، واشنطن – «الحياة»، ا ف ب، رويترز – اثار الحديث الذي ادلى به الرئيس بشار الاسد الى محطة «اي بي سي» الاميركية ردود فعل واسعة من المعارضة والادارة الاميركية وحكومات غربية اخرى. وانتقدت الخارجية الاميركية الاسد لعدم تحمله المسؤولية عما يجري في سورية.

وكان الرئيس السوري نفى، في حديثه الى الاعلامية الاميركية المخضرمة باربارا والترز، ان يكون قد أصدر أوامر لقواته بقتل المتظاهرين. واضاف ان «غالبية الذين قتلوا هم من انصار الحكومة وليس العكس.» واكد انه لم تصدر أوامر للقتل أو التعامل بوحشية مع المتظاهرين. وشكك في ارقام الامم المتحدة التي ذكرت ان اكثر من اربعة الاف قتلوا بسبب اعمال العنف. وقال إن غالبية الضحايا من قواته ومن أنصار النظام، مضيفا ان من بين القتلى 1100 من افراد الجيش والشرطة. كما قلل من اهمية العقوبات الدولية، مؤكدا انه سيبقى في منصبه «لان شعبيته في سورية ما زالت مرتفعة».

ورد الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني على حديث الرئيس السوري، قائلاً ان «الولايات المتحدة وعددا من الدول الاخرى التي اجمعت على ادانة العنف الفظيع في سورية والذي ارتكبه نظام الاسد، تعرف بالضبط ما الذي يحدث ومن المسؤول عنه». واضاف: «لا اعتقد ان أحدا ممن شاهدوا المقابلة سيجد اجابات السيد الاسد جديرة بالتصديق».

وعبرت دمشق عن استهجانها لقيام الادارة الاميركية بـ «اقتطاع» كلام من حديث الاسد واعتبرته «غير دقيق». واوضح الناطق باسم وزارة الخارجية جهاد مقدسي قول الاسد ان قوات الامن «ليست قواته» بالقول «إن هناك قوات في سورية مهامها الدستورية الحفاظ على الامن واستقرار البلاد. والجميع تحت سقف المحاسبة طالما ان هناك دلائل على ذلك وهذا يتم وفق آلية قضائية».

ومن جانبه رد «المجلس الوطني» السوري على حديث الاسد. وقال رضوان زيادة، المسؤول عن العلاقات الخارجية في المجلس «ان الاسد لم يقل الحقيقة عندما انكر حصوله على تقرير اللجنة الدولية لحقوق الانسان. اذ ان اللجنة ارفقت بتقريرها رد الحكومة السورية عليه، ما يعني ان هذه الحكومة اطلعت عليه قبل نشره».

واشار زيادة الى تشكيك الاسد في ارقام المفوضة السامية لحقوق الانسان لعدد القتلى، معتبراً ان نفيه المسؤولية عن هذه الاعمال هو مقدمة لنفي المسؤولية الجنائية عن نفسه.

وعلق الناطق باسم منظمة العفو الدولية (امنستي انترناشونال) نيل ساموندز على حديث الاسد، فقال انه «بحسب المادة 103 من الدستور يعتبر الرئيس السوري القائد العام للقوات المسلحة وبالتالي. فاذا كان يرفض ان تقوم هذه القوات باطلاق النار على المتظاهرين فقد كان عليه ان يأمرها بذلك في سورية وليس عبر مقابلات في وسائل اعلام اجنبية». واعتبر ان الاسد «يحاول ابعاد المسؤولية عن نفسه تجنباً للعقوبات وللملاحقة في المستقبل».

من جهة اخرى، ندد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أمس بـ «تصاعد أعمال العنف والقتل المستمر» في مدينة حمص وأنحاء أخرى من سورية. وأشار ديبلوماسي عربي بارز في القاهرة الى ان الجامعة تنتظر ردَّ الدول الأعضاء واختيارها لموعد عقد اجتماع المجلس الوزاري، مؤكداً أن اجتماع اللجنة الوزارية سيتزامن مع اجتماع هذا المجلس، لأن «المطلوب هذه المرة قرار حاسم»، ومشيرا إلى عقد الاجتماعين في النصف الثاني من الأسبوع المقبل.

في هذا الوقت عقد عدد من سفراء الدول العربية والغربية الأعضاء في مجلس الأمن اجتماعاً للبحث في الخيارات المتعلقة بالتحرك في شأن سورية. وقال ديبلوماسي غربي رفيع ان الخيار القائم هو قدوم «وفد من الجامعة العربية أو لجنة التنسيق العربية» الى نيويورك، مشيراً الى أنه «احتمال وارد يتم التداول فيه مع سفراء عدد من الدول العربية بينهم قطر والسعودية والأردن». وأشار الديبلوماسي الى أن الدول الغربية تعول على قيادة الجامعة العربية التحرك في شأن سورية حتى الآن. وأكد: «أننا مرتاحون جداً للطريقة التي تدير بها جامعة الدول العربية الملف السوري، والى أنهم لا يعطون الأسد فرصة للتهرب».

على الصعيد الميداني، استمرت المواجهات بين الجيش السوري ومجموعة من المنشقين في بلدة سراقب في محافظة ادلب قرب الحدود التركية. واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان القوات السورية نفذت حملة مداهمات في اطراف البلدة، كما اقتحمت نحو خمسين الية عسكرية مدرعة تضم دبابات وناقلات جند قرية الرامي في جبل الزاوية. واوقعت اعمال العنف اكثر من مئة قتيل منذ السبت في سورية.

واعلنت الحكومة التركية امس انها ستبدأ تصدير السلع بحرا الى مصر وبرا الى العراق، وذلك لتجنب الممرات التجارية عبر سورية في اعقاب تدهور العلاقات بين البلدين. وقال وزير الاقتصاد التركي ظفر جاغليان ان دمشق بدأت السماح للشاحنات التركية بدخول اراضيها اول من امس (الثلثاء) بعد منعها من الدخول الاسبوع الماضي ردا على العقوبات التي فرضتها انقرة.

مستشار للمالكي: العراق لن يربط مصيره بمصير الرئيس السوري

بغداد – مشرق عباس

لخص الشيخ عبد الحليم الزهيري، مستشار رئيس الحكومة العراقية للشؤون السياسية والمفاوض الأساسي في تطبيع العلاقات بين بغداد ودمشق بعد مرحلة طويلة من التأزم، موقف بغداد من سورية فقال: «إن العراق لن يربط مصيره بمصير الأسد وسيتعامل مع كل الاحتمالات، ومنها سقوط النظام على رغم مخاوفه من تداعيات هذا الاحتمال».

وكشف الزهيري الذي كان لقاؤه الأسد نهاية عام 2010 مفتاحاً أساسياً لتشكيل نوري المالكي حكومته في حديث إلى «الحياة» أن النظام السوري كان الطرف الأكثر تشدداً في رفض التجديد للمالكي، مقارنة بمواقف إقليمية وعربية، إذ أنه كان يفضل إياد علاوي، وأن «الأسد كان الطرف العصي أمام تشكيل الحكومة».

ويتسم الموقف الرسمي العراقي من الأحداث في سورية بالكثير من «الـتأويل»، على ما يقول الزهيري «فالعامل الإعلامي والضغط السياسي يحاول تكريس صورة مفادها أن العراق يعمل من داخل المنظومة الإيرانية الإقليمية. وهذا غير صحيح بدليل أن العلاقات بين الحكومة ذاتها ودمشق كانت سيئة جداً لسنوات، على رغم ارتباط الأخيرة بعلاقات استراتيجية مع طهران».

ويأخذ المالكي في الاعتبار احتمال سقوط النظام السوري، عبر توجيه دعوة إلى المعارضة لزيارة بغداد، معترفاً ضمناً بدورها، وهذا موقف مختلف عن الموقف الإيراني.

لكن المعارضة، على ما يقول الزهيري، «رفضت إعلامياً الدعوة، حتى قبل أن تتلقاها رسمياً، ما يشير إلى تعرضها لضغوط كي لا تلب الدعوة أو قد تكون معبأة بمواقف مسبقة».

ولا يتردد الزهيري بالقول إن «العراق لا يهمل كل الخيارات المتعلقة بمستقبل سورية، ومنها سقوط النظام، على رغم المخاوف من تبعات هذا السقوط، وبعضها يتعلق بمستقبل المنطقة ودور إسرائيل، بالإضافة إلى الحرب الأهلية».ويضيف: «إذا كان البعض يعتبر العراق منحازاً (إلى النظام) فإننا نعتبره متوازناً بدليل أن المعسكر الغربي ذاته متردد في ما يتعلق بمستقبل سورية، في ضوء المخاطر الحقيقية التي تحيق بالخيارات المتاحة».

ويستعرض بعض المواقف الغربية، وبينها عودة السفيرين الأميركي والفرنسي إلى دمشق، كأدلة على عدم وجود رؤية واضحة. ويقول إن «العراق لا يمكن أن يربط مصيره بمصير الرئيس بشار الأسد، مع أنه يقر بوجود تداعيات سلبية لسقوط النظام، لكنه لا يتردد في تأكيد الحقوق المشروعة التي تطالب بها المعارضة. نحن في العراق نقف داخل بؤرة توتر حساسة، من الطبيعي أن نتلقى ضغوطاً ممن يدعو إلى إسقاط النظام بسرعة، وآخر يدعو إلى منع سقوطه. لكن لكل دولة حساباتها. نحن على حدود سورية ومستقبل دمشق مهم بالنسبة إلى بغداد، كما أن مستقبل بغداد مهم إلى دمشق وأي تغيير سيؤثر في الجانبين على كل المستويات».

وكان العراق امتنع عن التصويت على قرارات الجامعة العربية لمعاقبة سورية، فيما اعتبر قول المالكي إن «إسرائيل هي الطرف المستفيد من الأحداث» ذروة الدعم للحكومة السورية، فضلاً عن تقارير مفصلة عن الدعم لمنع انهيار الاقتصاد السوري في ظل العقوبات الدولية المتصاعدة.

اعتقال المصورة و المنتجة السنيمائية غيفارا نمر

أقدمت سلطات الهجرة و الجوازات في مطار دمشق الدولي في الساعة الرابعة بعد ظهر اليوم 8/12/2011 على اعتقال المصورة و المنتجة السنيمائية غيفارا نمر أثناء توجهها الى دولة الامارات العربية المتحدة لحضور مهرجان دبي السنمائي حيث كانت ضمن مجموعة من الفنانين و الاعلاميين السوريين الذين تمت دعوتهم لحضور المهرجان و لدى السؤال عن اسباب توقيفها علم المركز من مصادر مقربة منها انه تم بناء على برقية صادرة من شعبة الامن السياسي دون ان نتمكن من معرفة الاسباب .

و من الجدير بالذكر أنه تم اعتقال غيفارا نمر بتاريخ 13/7/2011 أثناء مشاركتها ” بمظاهرة المثقفين ” في حي الميدان و اخلي سبيلها بكفالة لتحاكم طليقة امام محكمة صلح الجزاء بدمشق بتهمة التظاهر غير المرخص و الحض عليه و اثارة الشغب بحسب المواد 335 – 336 من قانون العقوبات السوري .

غيفارا نمر من مواليد العام 1984 خريجة معهد التصوير الضوئي بدمشق و طالبة في السنة الرابعة بالمعهد العالي للفنون المسرحية  قسم دراسات

و هذه هي المرة الاولى التي تحاول فيها غيفارا السفر خارج سوريا للاشتراك بمهرجان سنيمائي حيث كانت من المواطنين السوريين الاكراد المجردين من الجنسية و حصلت على جواز سفرها منذ مدة قصيرة .

المركز السوري للإعلام و حرية التعبير يعرب عن بالغ استنكاره لاعتقال المصورة و المنتجة السينمائية غيغارا  نمر و يطالب بإطلاق سراحها  و يستنكر بشدة الاسلوب الذي تتم فيه هذه الاعتقالات – كما لو أنه كمين ينصب للمواطن السوري عند توجهه للمنافذ الحدودية –  مع العلم ان غيفارا غير متوارية و لم يتم استدعائها  او تبليغها بمذكرة التوقيف علما ان مكان اقامتها و مكان عملها معروفين تماما لدى الجهات القضائية كونها ما تزال تحت المحاكمة و تم اطلاق سراحها بكفالة .

دمشق 8/12/2011

https://www.facebook.com/free.guevara.n?ref=ts&sk=wall

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى