أحداث الجمعة، 23 أذار 2012
تركيا تريد «خطة جماعية»… وعشرات القتلى في مدن عدة
نيويورك – راغدة درغام؛ دمشق، نيقوسيا، بيروت – «الحياة»، ا ف ب، رويترز، أ ب
دعا وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو إلى وضع «خطة عمل» دولية لانهاء «المأساة الانسانية» في سورية، وذلك غداة تبني بيان في مجلس الأمن يطالب بوضع حد للعنف. وقال الوزير التركي إن «النداءات وحدها لا تكفي… ويجب ان نضع خطة عمل جماعية». وواصلت قوات الجيش عملياتها في إدلب وحمص وحماة ودير الزور ما إدى الى سقوط ما لا يقل عن 70 شخصا ونزوح للمدنيين من حماة.
ويستعد مجلس الأمن للاطلاع على النتائج الأولى «للرسالة الموحدة والقوية إلى الحكومة السورية» التي تضمنها بيانه الداعم لمهمة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان من خلال «الفريق التقني التابع لأنان الذي عاد من دمشق أمس» بحسب مصادر رفيعة في مجلس الأمن. وبالتزامن مع انتهاء جولة المشاورات التقنية شددت مصادر المجلس على أن «انطلاق التحضير لإجراءات المحاسبة على الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت في سورية باعتبارها الأولوية في المرحلة الجديدة في مجلس الأمن بعد الإجماع غير المسبوق على دعم التحول السياسي في سورية».
ومع أن البيان الرئاسي لا يؤيد صراحة خطة الجامعة العربية التي تدعو الرئيس بشار الاسد إلى التنحي إلا انه يدعم دعوة انان إلى عملية سياسية تقترب من هذه الخطة. ورأى وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس «حلحلة» في الموقف الروسي من المسألة. وقال جوبيه لاذاعة «اوروبا -1» إن «الموقف الروسي شهد حلحلة لأننا تمكنا اخيراً من تبني نص بالإجماع في مجلس الامن سيتيح لكوفي انان ان يحصل على وقف لإطلاق النار. وأنتم تعلمون ان فرنسا في طليعة الدول المتلزمة في القضية».
وأعربت الخارجية الروسية عن الأمل في أن يتيح البيان الرئاسي المجال أمام حل سياسي للأزمة، وإعطاء الدعم لمهمة انان. وشددت على «أن تبني هذا البيان يتيح للأسرة الدولية إمكانية لبذل جهود بغية التوصل الى تسوية سلمية للأزمة السورية على أساس حوار وطني واسع».
وقالت مصادر ديبلوماسية لـ «الحياة»، إن البعثة الفنية التي كان أرسلها أنان الى سورية عادت الى جنيف أمس، وبدأت اجتماعات تقويمية لنتائج مهمتها مع المسؤولين السوريين والهادفة الى البحث في سبل وقف القتال وتأمين المساعدات الإنسانية وتولي مراقبين تابعين للأمم المتحدة الإشراف على وقف العنف والقتال في سورية. وقدمت البعثة تقريراً لأنان في هذا الصدد.
وعلمت «الحياة» في بيروت أن أنان وفريقه تباحثا مع السلطات السورية في إرسال عدد من المراقبين التابعين للأمم المتحدة من أجل الإشراف على تثبيت وقف القتال والعنف من جميع الأطراف. وأشارت مصادر ديبلوماسية الى أن دخول هؤلاء المراقبين يحتاج بالطبع الى موافقة الحكومة السورية، وأن هؤلاء سيقترحون من دول صديقة لسورية ومقبولة لدى الحكومة السورية، والبعثة الفنية ناقشت كل هذه الأمور مع الجانب السوري قبل أن تعود الى جنيف.
وتوقعت المصادر أن يقوم أنان بزيارة عدد من الدول المعنية بدعم تطبيق النقاط الست التي سبق أن طرحها على الحكومة السورية وتبناها البيان الرئاسي لمجلس الأمن. وذكرت أن أنان سيزور بعد غد الأحد موسكو للتباحث مع المسؤولين الروس في تطبيق هذه النقاط والمراحل التي قطعتها اتصالاته مع الجانب السوري.
ولم ينفِ الناطق باسم أنان، أحمد فوزي، أو يؤكد نيته التوجه الى موسكو الأحد، رداً على سؤال لـ «الحياة»، مشيراً الى أنه سيزور عدداً من الدول الأخرى، العربية وغير العربية، لكن أي تاريخ لم يحدد بعد لذلك.
وشدد فوزي على أن أنان، إضافة الى اهتمامه بمتابعة الجانب السياسي من مهمته، «قلق جداً من الموقف على الأرض، وهو حريص على أن يقوم بخطوة إيجابية في سرعة على الصعيد الميداني، وأهم شيء بالنسبة إليه وقف النزيف المستمر.
في موازة ذلك، دعا وزير الخارجية التركي إلى «خطة عمل» بعد البيان الرئاسي. وقال داود اوغلو في فيينا حيث التقى نظيره النمسوي ميكايل شبيندلغر قبل اجتماع لوزراء الخارجية الاوروبيين في بروكسيل سيشارك فيه الوزير التركي إنه «اضافة الى رسالة مشتركة يجب ان نضع خطة عمل جماعية».
واضاف: «ما زلنا نعتقد ان (الحكم في) سورية يسعى الى كسب الوقت ويجب علينا القيام بشيء لوقف هذا العنف. وحتى تنتهي هذه المأساة الانسانية يجب ان نتحرك معا». وشدد على ان «النداءات وحدها لا تكفي». ومن المقرر ان تستضيف اسطنبول في الاول من نيسان (ابريل) المقبل مؤتمرا لـ»اصدقاء سورية» بهدف الضغط على دمشق. واكدت الناطقة باسم الخارجية الاميركية فكتوريا نولاند إن الوزيرة هيلاري كلينتون ستحضر المؤتمر.
وفي نيويورك، قال ديبلوماسي رفيع إن الفريق التقني التابع لانان «أنهى جولة محادثاته (أمس) في دمشق وهو في طريق العودة». وأوضح أن الفريق «مؤلف من خمسة أشخاص وهو فريق عمل مشترك بين مكتب أنان والأمانة العامة للأمم المتحدة، وسيمهد لمجلس الأمن الاطلاع على حصيلة المشاورات حتى الآن في اجتماع يعقده المجلس لهذه الغاية الأسبوع المقبل».
وشدد المصدر على أهمية بيان مجلس الأمن حول دعم مهمة أنان إذ أنه وضع الأزمة السورية ومدى تقيد السلطات السورية بخطة أنان «تحت رقابة مجلس الأمن المباشرة»، ما يعني «أننا سندفع باتجاه مزيد من الإجراءات في حال عدم تقيد الحكومة السورية، وهو ما سنتبينه مطلع الأسبوع المقبل».
وانطلقت الاستعدادات في الأمم المتحدة «لإجراء المحاسبة» على انتهاكات حقوق الإنسان في سورية «والجرائم التي ترقى الى جرائم ضد الإنسانية» وفق ما أعدت لجنة تقصي الحقائق التابعة لمجلس حقوق الإنسان لتقديمه في إحاطة غير رسمية دعت إليها ألمانيا من خارج جدول الأعمال الى مجلس الأمن كانت مقررة بعد ظهر أمس.
وقالت مصادر المجلس إن حضور اللجنة للمرة الأولى الى نيويورك جاء بعد تبني مجلس الأمن بيانه الرئاسي «ما يعني أننا دخلنا مرحلة جديدة بينها الإعداد للمحاسبة على الجرائم في سورية». وشددت مصادر مجلس الأمن على ضرورة «وضع المحاسبة في المقدمة الآن وهي ينبغي أن تكون جزءاً من أي عملية سياسية ومصالحة في سورية».
وقال ديبلوماسي غربي رفيع إن «انضمام روسيا والصين الى باقي أعضاء مجلس الأمن كان ضرورياً لتوجيه رسالة موحدة الى الحكومة السورية، ونعتقد أن الرسالة وصلت الى دمشق وهذا أمر لاحظناه».
وأشارت المصادر الى أن آلية تطبيق خطة أنان غير متبلورة حتى الآن «وهو ما سيتضح بعد الاستماع الى نتائج مشاورات الفريق التقني العائد من دمشق».
وشدد الديبلوماسي الغربي على أن جامعة الدول العربية هي جزء من مهمة أنان «ونحن نصر على أن تبقى كذلك في مرحلة مراقبة آلية التطبيق».
وقدمت لجنة تقصي الحقائق إيجازاً حول حصيلة تحقياتها في سورية في مؤتمر صحافي في «مركز السلام الدولي» وشددت فيه على «الحل الديبلوماسي الذي يمهد الطريق الى المحاسبة في سورية». وقال رئيس اللجنة البرازيلي باولو بنيرو إن اللجنة توصلت الى تحديد المسؤوليات عن الانتهاكات «التي ترقى الى أعلى مراتب القيادة في السلطة السورية». وأشار الى أن المجموعات المسلحة المعارضة في سورية ارتكبت انتهاكات أيضاً «ولكن ليس بطريقة ممنهجة». وشدد على ضرورة عدم المبالغة في تضخيم قوة المجموعات المسلحة أو الجيش السوري الحر «وهم مواطنون يحملون الأسلحة الفردية». واعتبر أن الدعوة الى «تسليح المعارضة السورية أو تدريبها لن يؤدي الى نتيجة عملية قبل سنوات»، وأنه «سيكون من غير المسؤول الدعوة الى إقامة منطقة حظر طيران أو منطقة عازلة في سورية»، مشدداً على الحل السياسي من خلال خطة أنان. وشدد بنيرو على «ضرورة وقف العنف بالدرجة الأولى ثم إيصال المساعدات الإنسانية وإطلاق المعتقلين تعسفاً وتحديد مراكز اعتقالهم وإطلاق حوار بين الحكومة وكل أطياف المعارضة».
وقالت عضو اللجنة التركي ياكين أيرترك إن «اللجنة أودعت لائحة بأسماء المتورطين بجرائم وانتهاكات لحقوق الإنسان مع المفوضة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي وهي تتضمن مسؤولين سوريين وأشخاصاً من المعارضة». وشددت على طابع السرية بالنسبة الى الأسماء «لأنها ستكون من ضمن عملية المحاسبة في المستقبل ويجب الحفاظ على سريتها». وأضافت أن وقف العنف «هو المرحلة الأولى من عملية المحاسبة لأنه سيفتح الطريق الى العملية السياسية».
موسكو تنتظر أنان، وكلينتون إلى اسطنبول
و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ
ناشطون أعلنوا مقتل 62 شخصاً في عمليات
أنقرة تدعو الى “خطة عمل” لمواجهة الأزمة
غداة الدعم الذي قدمه مجلس الامن لمهمة المبعوث المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي انان في سوريا، قالت موسكو ان الأخير سيزورها غداً لمناقشة الجهود التي يبذلها للتوصل الى حل سياسي للأزمة السورية. بينما دعت تركيا التي تستعد لاستضافة “المؤتمر الدولي لاصدقاء الشعب السوري” الى وضع ما وصفته بـ”خطة عمل” لانهاء “المأساة” في سوريا. أما “المجلس الوطني السوري” المعارض، فاعتبر بيان مجلس الامن “فرصة جديدة” للرئيس السوري بشار الاسد لمواصلة قمع الاحتجاجات المطالبة باسقاطه. وأفاد ناشطون ان أكثر من 62 شخصا قتلوا أمس في اشتباكات في انحاء سوريا.
وأفاد مصدر ديبلوماسي روسي ان أنان سيصل الى موسكو غداً. ونقلت عنه وكالة “أنترفاكس” الروسية المستقلة أن من المنتظر أن يصل انان الى موسكو السبت، حيث يجري مشاوراته مع الجانب الروسي الذي يضم وزير الخارجية سيرغي لافروف في اليوم التالي لوصوله.
وسبق لنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ان أعلن أن أنان سيزور موسكو في وقت لاحق من هذا الأسبوع، وأنه سيزور بيجينغ وربما بعض العواصم الأخرى قريباً. كذلك أعلن أن وفداً من المعارضة السورية سيأتي إلى موسكو قريباً، مشيراً إلى إمكان لقائه لافروف، وقال: “إنهم مستعدون للمجيء اليوم. هذا الوفد سيمثل هيئة التنسيق الوطنية، المعارضة في الداخل وفي الخارج، وأتوقع أن يلتقي وزير الخارجية”. وأوضح أن الوفد يضم أحد زعماء الهيئة وهو حسن عبد العظيم المقيم في دمشق.
وعن إمكان لقاء هذا الوفد لافروف، قال: “لقد استقبل وزيرنا رئيس المجلس الوطني السوري، ونرى أن هيئة التنسيق الوطنية لا تقل نفوذاً عنه ولذلك نريد استقبال وفدها على المستوى نفسه”.
وذكر أن مجلس الأمن الآن في انتظار النتائج الأولى لعمل بعثة أنان في سوريا ولا يدور فيه حالياً أي حديث عن اتخاذ قرار جديد في موضوع سوريا.
الى ذلك، قال المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى إفريقيا ميخائيل مارغيلوف إن ما يسر موسكو هو بدء الغرب الإصغاء إلى وجهة نظرها، مشيراً إلى أن ذلك أتاح إقرار البيان الرئاسي في مجلس الأمن. وشدد على أن موسكو في الأزمة السورية كانت تنطلق دوماً من مواقف واقعية وبراغماتية. وقال إن “سوريا هي بلد متعدد الطائفة” وحل الأزمة السورية يجب أن يقوم على مبدأ تجنب أي ضرر.
وأكد أن الجانب الروسي لم يقطع اتصالاته مع المعارضة السورية، وأن موسكو مستعدة للاضطلاع بدور “جسر يربط بين الجانبين المتنازعين”.
وخلص الى ان سوريا هي “حجر الأساس للتسوية في الشرق الأوسط ومفتاح الشرق الأوسط الكبير”.
كلينتون
* في واشنطن، صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند بأن الوزيرة هيلاري كلينتون ستشارك في “المؤتمر الدولي لاصدقاء الشعب السوري” المقرر عقده في اسطنبول.
وقالت إن المؤتمر المقبل سيبني على الجهود السابقة لانهاء العنف، وسيركز على ايصال المساعدات الانسانية واطلاق العملية السياسية الرامية الى حدوث انتقال سياسي في سوريا. ولفتت الى ان خطة أنان تدعم هذا التوجه، “لذلك فاننا نتطلع الى الاجندة التي ستضعها الحكومة التركية لتعميق وتوسيع التوافق على الخطة المستقبلية، ونتوقع ان تمثل الامم المتحدة كذلك في هذه الاجتماعات”.
هيغ
* في روما، قال وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ في مؤتمر صحافي مع نظيره الإيطالي جوليو تيرسي:”لا تتوافر ظروف تسمح في الوقت الراهن بقرار إدانة لسوريا”، إلا أنه رأى في “مشاركة روسيا والصين” في البيان الرئاسي لمجلس الأمن عن سوريا “دليلاً على الضغوط المتنامية على السلطات السورية”.
ووصف تيرسي بيان مجلس الامن بـأنه “خطوة مفيدة”، ورأى أنه “من الضروري التحرك بمنتهى الحزم لوقف فوري لأعمال العنف ولإطلاق عملية سياسية ترتكز على الاحترام الكامل للحقوق والحريات الأساسية للشعب السوري ولوصول المساعدات الانسانية إلى المناطق المحتاجة” في البلاد.
وفي محاولة لتكثيف الضغوط على سوريا يعتزم الاتحاد الأوروبي اليوم فرض عقوبات على الدائرة المحيطة بالأسد بمن فيها زوجته أسماء التي وصفت نفسها بأنها “الديكتاتور الحقيقي” في رسالة بريد الكتروني نشرتها صحيفة “الغارديان” البريطانية الأسبوع الماضي.
المبعوث الدولي في موسكو غداً وواشنطن تأمل من مؤتمر اسطنبول خطة توافقية
أنقرة و«المجلس الوطني» يلتفان على مهمة أنان حـزب العمـال الكردسـتاني يحـذر تـركـيا من دخـول سـوريا
تعرّضت مهمة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي انان إلى محاولات عرقلة جدية أمس، تمثلت في مسعى وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الذي يستعدّ لاستضافة ما يُسمّى «مؤتمر اصدقاء سوريا» في اسطنبول في الاول من نيسان المقبل، الى التشكيك في جدوى التعامل مع النظام السوري قائلاً إن استمراره «مستحيل وضد المنطق والتاريخ». أما «المجلس الوطني السوري» المعارض فقد تولّى من جهة أخرى، رفض البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن قبل يومين والذي يدعو الى وقف العنف من كل الأطراف والى اطلاق حوار سياسي شامل، حيث وصفه بأنه يمنح النظام «فرصة إضافية لقمع الاحتجاجات».
وفي تطور لافت، هدد حزب العمال الكردستاني انقرة بتحويل كل المناطق المأهولة بالأكراد إلى «منطقة حرب»، إذا دخلت القوات التركية إلى سوريا، فيما أعلنت موسكو أنها ستستقبل انان غداً، قبل أن ينتقل إلى بكين.
وفي طهران، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست، تعقيباً على بيان مجلس الأمن حول سوريا، إن «إيران تدعم أي مشروع لا ينتهك السيادة السورية». وأضاف إن «إيران تتجاوب مع المشروع الذي يتضمن مطالب الشعب السوري وتطبيق الإصلاحات المعلنة من قبل الرئيس السوري (بشار الأسد) ومسؤولي الحكومة السورية وإرساء الأمن والاستقرار في هذا البلد ويمهد للحوار الوطني فيه». وشدّد على «ضرورة اعتماد الخيار السياسي لمعالجة الوضع الحالي في سوريا وتحاشي أي تسرّع وإجراء ينطوي على تدخل».
وذكرت وكالة الأنباء القطرية (قنا) إن رئيس الحكومة وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر تسلم رسالة من وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، نقلها السفير السعودي لدى قطر أحمد بن علي القحطاني «تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها وتطويرها».
وشدّد داود اوغلو، في فيينا، حيث التقى نظيره النمساوي ميكائيل شبيندلغر قبل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، على ضرورة وضع «خطة عمل دولية لإنهاء المأساة الإنسانية» في سوريا. وقال «إضافة إلى رسالة مشتركة يجب أن نضع خطة عمل جماعية». وأضاف «ما زلنا نعتقد أن سوريا تسعى إلى كسب الوقت، ويجب علينا القيام بشي لوقف هذا العنف. وحتى تنتهي هذه المأساة الإنسانية يجب أن نتحرك معاً»، معتبراً أن «النداءات وحدها لا تكفي».
وكان مجلس الأمن اعتمد بياناً أمس الأول يطالب السلطات السورية والمعارضة بان تطبق «فوراً» خطة انان لحل الأزمة، ويتضمن تحذيراً مبطناً باتخاذ إجراءات دولية حيث ينصّ على أن مجلس الأمن «سينظر في اتخاذ تدابير أخرى» إذا لم يتم الالتزام بتطبيق خطة انان.
وقال داود اوغلو، خلال حفل استقبال في السفارة التركية في فيينا، «لا أعتقد أن هذا النظام يمكن أن يبقى بخصائصه. انه ضد المنطق والتاريخ، ومجرى التاريخ». وأضاف إن «نظاماً يقاتل ضد شعبه محاولاً الحفاظ على الوضع القائم لا يمكن أن يبقى».
ورأى داود اوغلو انه لو أن الأسد بدأ تطبيق إصلاحات قبل سنة «لكان أمامه فرصة اكبر، لكن بعد أن قتل هذا العدد من الأشخاص فإن نجاحه في إقناع شعبه أمر صعب حقاً، بل شبه مستحيل». واعتبر أن «الحكومة السورية فقدت كل شرعيتها، وان الأسد نكث بكلامه أكثر من مرة». وقال «في شباط (الماضي) وعدتنا دمشق بأن أعمال العنف والفظائع ستتوقف، لكن منذ ذلك الحين ارتكب المزيد من الفظائع».
وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند أن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ستشارك في مؤتمر «أصدقاء سوريا» في اسطنبول في الأول من نيسان المقبل. وأضافت إن «المؤتمر المقبل سيبني على الجهود السابقة لإنهاء العنف، وسيركز على إيصال المساعدات الإنسانية وإطلاق العملية السياسية الرامية إلى حدوث انتقال سياسي في سوريا». واعتبرت أن «خطة انان المؤلفة من ست نقاط تدعم هذا التوجه». واضافت «لذلك فإننا نتطلع الى الاجندة التي ستضعها الحكومة التركية لتعميق وتوسيع التوافق على الخطة المستقبلية، ونتوقع أن تمثل الامم المتحدة كذلك في هذه الاجتماعات».
المجلس الوطني
وقال رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون لوكالة «فرانس برس» إن البيان الرئاسي لمجلس الامن «يمتاز بأنه موقف مشترك للمجتمع الدولي، لكنه لا يستجيب للحاجات الحقيقية للشعب السوري. الشعب السوري يتوقع اجراءات على مستوى المأساة التي يعيشها». واضاف «انها خطوة اضافية في عملية الرد الأوسع ضد نظام الاسد. لكنها ليست على مستوى المأساة. يجب ان تصدر تصريحات وقرارات اكثر قوة».
وقال عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري سمير نشار إن البيان الرئاسي لمجلس الأمن حول سوريا «في ظل استمرار عمليات القتل التي تقوم بها قوات بشار الأسد، يعطيه فرصة إضافية للاستمرار في سياسة القمع في محاولة لإنهاء ثورة الشعب السوري». ورأى أن «المطلوب من مجلس الأمن قرارات رادعة وحاسمة للنظام، يكون جوهرها وقف عمليات القتل المستمر التي ترتكبها قوات الأسد، والمجازر التي يتعرض لها الشعب السوري». وتابع «نعتقد أنه على بشار أن يتنحى ليفتح الباب أمام حلول سياسية تجنب سوريا كارثة الحرب الأهلية التي بدأت تلوح في الأفق».
«الكردستاني»
وهدد حزب العمال الكردستاني الحكومة التركية بتحويل كل المناطق المأهولة بالأكراد إلى «منطقة حرب» إذا دخلت القوات التركية إلى سوريا.
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قال، الأسبوع الماضي، إن إقامة «منطقة آمنة أو عازلة» داخل سوريا من الخيارات التي يجري بحثها إذا تدفق عدد ضخم من اللاجئين السوريين إلى تركيا.
وقال الرجل الثاني في «الكردستاني» مراد قره يلان إن تركيا تمهد الأرض لتدخّل في سوريا. ونقلت وكالة أنباء «فرات» المقربة من الحزب عن قره يلان قوله إن «الدولة التركية تخطط لتدخل ضد شعبنا». وأعلن بوضوح أنه «إذا تدخلت الدولة التركية ضد شعبنا في كردستان الغربية فإن كردستان كلها ستتحوّل إلى منطقة حرب».
ويستخدم القوميون الأكراد اسم «كردستان الغربية» للإشارة إلى المناطق الكردية في شمال شرق سوريا، بينما يقصدون بكردستان كل المناطق الكردية في تركيا والعراق وسوريا وإيران.
موسكو
أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن انان سيزور موسكو هذا الأسبوع، على أن يتوجه بعدها إلى بكين. ونقلت وكالة «إيتار تاس» عن مصدر دبلوماسي روسي قوله إن انان سيصل إلى موسكو في 24 آذار، على أن يلتقي المسؤولين الروس في اليوم التالي.
وأعلن بوغدانوف أن وفداً من المعارضة السورية سيأتي إلى موسكو قريباً، مشيراً إلى إمكانية لقائه بوزير الخارجية سيرغي لافروف. وقال «إنهم مستعدون للمجيء اليوم. هذا الوفد سيمثل هيئة التنسيق الوطنية، المعارضة في الداخل وفي الخارج. وأتوقع أن يلتقي وزير الخارجية».
وأعلن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى إفريقيا ميخائيل مارغيلوف أن «روسيا تعتبر سوريا مفتاح الاستقرار في الشرق الأوسط». وقال إن «ما يسرّ موسكو هو بدء الغرب بالإصغاء إلى وجهة نظرها»، مشيراً إلى أن «ذلك سمح بإقرار البيان الرئاسي في مجلس الأمن».
وأعربت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، عن أملها في أن «يكون بيان مجلس الأمن دعماً لمهمة انان فرصة لإحلال السلام في سوريا». وكررت أن «موسكو تدعم نشاط انان، وتأمل بأن تساعد خبراته وسمعته الدولية في إعادة سوريا إلى وضعها الطبيعي». وأضافت إن «موسكو تدعو كل الأطراف السورية إلى التعاون مع المبعوث الخاص، وتدعو أعضاء الأسرة الدولية إلى المساعدة في إنجاح بعثته المهمة».
بان كي مون وجوبيه
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في بيان، عن أمله أن تسجل وحدة مجلس الأمن «منعطفاً في رد المجتمع الدولي على هذه الازمة».
وقال بان كي مون، في كوالالمبور عاصمة ماليزيا، إن «مجلس الامن بعث برسالة واضحة الى سوريا لإنهاء العنف والدعوة إلى بدء حوار بين الحكومة والمعارضة». واضاف «بتعبيرات واضحة لا لبس فيها، دعا مجلس الأمن إلى إنهاء فوري لكل أعمال العنف وانتهاكات حقوق الانسان». وتابع «إنه طالب بالوصول الآمن للهيئات الإنسانية وحوار سياسي شامل بين الحكومة وكل أطياف المعارضة السورية». وشدّد على أن «أحداً لا يبحث الخيار العسكري» لحل الازمة.
وأعرب وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه عن أمله في ان يتيح البيان الرئاسي التوصل الى وقف لإطلاق النار في سوريا. وقال لإذاعة «اوروبا-1» إن «الموقف الروسي شهد حلحلة، لأننا تمكنا أخيراً من تبني نص بالإجماع في مجلس الامن الدولي سيتيح لانان ان يحصل على وقف لاطلاق النار، وانتم تعلمون ان فرنسا في طليعة الدول المتلزمة في القضية».
وقال وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله لإذاعة «دويتشلاند فونك» إن بيان مجلس الأمن مساهمة مهمة في حل الأزمة في سوريا. واضاف «لا يمكن للأسد أن يعتمد على اليد الروسية الحامية في العنف المرتكب ضد شعبه، ويمكن أن يؤدي هذا إلى تسارع عملية تآكل النظام».
ميدانيات
أعلن منشقون عن الجيش «تشكيل مجلس عسكري في دمشق وريفها عشية الدعوة الى التظاهر في ما أطلق عليه اسم جمعة «يا دمشق قادمون». وأعلن «العقيد المنشق» خالد محمد الحمود، في شريط فيديو بث على الانترنت، «تشكيل المجلس العسكري في دمشق وريفها ليكون هذا المجلس الراعي لشؤون وأعمال كتائب الجيش السوري الحر في هذه المنطقة».
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيانات، «قتل 62 شخصاً، أكثر من نصفهم من المدنيين». وأوضح أن «35 شخصاً قتلوا في عمليات عسكرية في محافظات حماه وحمص وادلب ودرعا»، مشيراً الى ان «اشتباكات عنيفة ادت الى مقتل 18 جندياً و9 منشقين في درعا وحمص ودير الزور».
(«السفير»، ا ف ب، ا ب،
رويترز، ا ش ا)
عقوبات أوروبية على والدة بشار الأسد وزوجته وشقيقته وعدد من وزرائه
بروكسل- (د ب أ): زاد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الجمعة وطأة العقوبات المفروضة على الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه، ليشمل حظر سفر وتجميد الاصول الخاصة بوالدته وزوجته وعدد من ذويه المقربين.
وقال دبلوماسيون في بروكسل إن العقوبات التي صدق عليها الوزراء اليوم شملت أسماء الأسد قرينة الرئيس السوري، وهي بريطانية المولد، وأمه وشقيقته وآخرين.
واستهدفت العقوبات أيضا وزير الكهرباء السوري عماد محمد ديب خميس ووزير الإدارة المحلية عمر إبراهيم غلاونجي وخمس وزراء آخرين وشركتين مواليتين للنظام، ورجل أعمال.
وقد وسع قرار الجمعة قائمة المستهدفين بالعقوبات الأوروبية التي تضم 114 مسؤولا بينهم الأسد نفسه و39 شركة.
وكانت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون قالت للصحفيين قبيل الاجتماع: “ستشهدون اليوم تشديدا بالغا للعقوبات.. لدينا 12 اسما مطروحا على الطاولة”.
وأضاف وزير الخارجية الألماني جيدو فيستر فيله: “المهم هو أن يشعر نظام الأسد بالضغط، لذا يجب أن تتضمن (العقوبات) آل الأسد”.
وقال وزير الخارجية السويدي كارل بيلد إن العقوبات الأوروبية الجديدة سوف تبعث بـ”رسالة قوية للغاية لدوائر النظام الداخلية مفادها أن أعمال القتل يجب ان تتوقف” وأن تحل محلها ” عملية سياسية”.
وشدد بيلد على أن “هذه هي الطريقة الوحيدة للحيلولة دون سقوط البلاد في هوة حرب أهلية ستكون لها تبعات مدمرة”.
بلدة بنش المتمردة ننتظر هجوم الجيش السوري بخوف لكنها تتوعده بالجحيم
بنش- (ا ف ب): تعيش بلدة بنش معقل المتمردين منذ أربعة اشهر في أجواء من الخوف من هجوم للجيش السوري بدأ الخميس، لكن المقاتلين توعدوا القوات النظامية “بالجحيم”.
وقد دوت أول الانفجارات حوالى الساعة 21,30 بتوقيت غرينتش واصيبت منازل في محيط المدينة الواقعة شمال غرب سوريا، ما بث الذعر بين سكانها الذين بدأ آلاف منهم بالفرار.
وفي الوقت نفسه اتخذ المقاتلون المعارضون مواقع للدفاع عن مدينتهم.
وقال ابو سلمو احد القادة المحليين للجيش السوري الحر “اذا قرروا دخول بنش فستتحول المدينة الى جحيم مثل بركان في حالة انفجار لا يمكن لشىء ان يوقفه”.
وكان رجاله نجحوا قبل أربعة اشهر في صد الجيش بعد معارك عنيفة استمرت اربعة ايام. وقال هذا الضابط السابق في الجيش “لن يجرؤوا على العودة. الجميع سيخرجون لمقاتلتهم”.
واكد ابو عبدو رئيس بلدية هذه البلدة الواقعة في محافظة ادلب وتضم اكثر من ثلاثين الف نسمة والمطوقة من قبل القوات الحكومية من كل الاطراف “نتوقع منذ اربعة اشهر هجوما وشيكا للجيش”.
وتشهد الساحة المركزية للبلدة كل يوم جمعة تظاهرات تطالب برحيل الرئيس بشار الاسد. لكن على بعد اقل من عشرة كيلومترات من الساحة، تنتظر دبابات الجيش منذ اشهر في نيرب سرمين لحظة بدء الهجوم النهائي على آخر معقل للمتمردين في ادلب.
واعترف رئيس البلدية بان “الناس خائفون جدا وقلقون جدا. وقد رأوا بام اعينهم الفظائع التي يمكن ان يرتبكها جنود النظام”. واضاف “لا احد يستطيع ان ينسى بابا عمرو ودرعا وادلب. انهم يخافون من ان يلقوا المصير نفسه”.
وتشهد صور علقت في الساحة ل16 شخصا قتلوا خلال الهجوم الاخير للجيش قبل اربعة اشهر على اهوال الحرب التي عاشتها بنش.
وتحمل مئات المنازل آثار رصاص بينما تحولت اخرى الى انقاض.
لكن بنش التي تتمتع بثلاثة مداخل (تؤدي الى ادلب وسرمين وتفتناز) يمكن ان تتحول الى مصيدة، ما دفع عدد كبير من سكانها الى الرحيل.
وقال محمد عبد القادر استاذ اللغة الانكليزية الذي ضرب شقيقه حتى الموت في احد السجون ان “زوجتي واولادي الثمانية في امان في حلب”. واضاف “انا ابقى هنا وان كنت ساموت فليكن ذلك في بنش مدينتي”.
وتابع ان “الاطفال يخافون من الذهاب الى المدرسة لانه خلال العملية التي استمرت اربعة ايام اوقف الجيش عددا كبيرا من الناس اضطر لاحتجازهم في المدارس”، مؤكدا ان “الاطفال مصدومون منذ ذلك الحين”.
من جهة اخرى، تبدو آثار الحصار واضحة.
وقال تاجر باسف ان “اسعار المواد الغذائية ارتفعت وتنقصنا الادوية لمعالجة زكام بسيط. كل هذا يأتي من ادلب التي اصبحت بيد الجيش الذي يمنع ارسال اي شىء إلى بنش”.
الجيش يواصل عملياته.. والدعوة لتظاهرات ‘يا دمشق قادمون’
تركيا تسعى للتعاون مع إيران لحل الأزمة السورية
بيروت ـ عمان ـ دمشق ـ وكالات: أعلن نشطاء المعارضة السورية الخميس أن 30 شخصا على الأقل لقوا حتفهم بينهم جندي حكومي في محافظات وسط وشمال وجنوب البلاد على الرغم من دعوة مجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة لكل الاطراف بوقف القتال فورا.
جاء ذلك في الوقت الذي تسعى فيه تركيا لضبط طريقة تعاملها مع الأزمة السورية حيث قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الخميس في فيينا إن بلاده تعتزم التشاور مع إيران، حليفة سورية، في إطار الجهود الدبلوماسية الرامية لإنهاء العنف في سورية.
وقال داود أوغلو عقب اجتماعه مع نظيره النمساوي ميشائيل شبيندلغر إن تركيا تريد تشكيل ائتلاف واسع لحل الأزمة، وستجري مناقشات مع دول الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية حول هذا الشأن.
وقال وزير الخارجية التركي للصحافيين: ‘نريد أيضا التحدث مع إيران بشأن ذلك’.
ومن المقرر أن يتوجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان إلى طهران يوم الأربعاء المقبل.
وأوضح داود أوغلو أيضا أن بلاده لا تثق في الرئيس السوري بشار الأسد.
وأضاف: ‘لقد أعطى (الأسد) وعودا خاصة لم يف بها قط. كما قدم تأكيدات في دمشق في شهر شباط (فبراير) الماضي، ولكن أعقبها المزيد من الأعمال الوحشية’.
يذكر أن تركيا اعترضت شحنات أسلحة قادمة من إيران إلى سورية وسمحت لمنشقين عن الجيش السوري بتشكيل ‘الجيش السوري الحر’ في معسكر مقام على أراضيها.
ومع تصاعد العمليات العسكرية للمنشقين في دمشق وتزايد حركة الانشقاق في الريف، اعلن عسكريون سوريون منشقون الخميس تأسيس مجلس عسكري في دمشق وريفها لتنظيم تحركات المنشقين عن القوات النظامية في هذه المنطقة.
وتلا العقيد المنشق خالد محمد الحمود بيانا اعلن فيه ‘تشكيل المجلس العسكري في دمشق وريفها ليكون هذا المجلس الراعي لشؤون واعمال كتائب الجيش السوري الحر في هذه المنطقة’، بحسب ما اظهر تسجيل بث على الانترنت الخميس.
ودعا الحمود ‘الشرفاء من ضباط وصف ضباط وافراد الذين ما زالوا في جيش (الرئيس السوري) بشار (الاسد) ان يلتحقوا بصفوف الجيش الحر’.
ودعا ناشطون معارضون الى التظاهر الجمعة في ما اسموه جمعة ‘يا دمشق قادمون’.
ومن جهتها قالت منظمة ‘هيومن رايتس ووتش’ امس إن قوات الأمن السورية تستخدم ‘نفس الطرق الوحشية’ التي استخدمتها في حمص خلال حصارها للقصير.
وقالت سارة لياه ويتسون مدير الشرق الاوسط لـ’هيومن رايتس ووتش’ ‘بعد رؤية الدمار الذي لحق بحمص ينبغي للحكومة الروسية أن توقف مبيعات السلاح للحكومة السورية وإلا فإنها تخاطر بالزج باسمها اكثر في انتهاكات لحقوق الإنسان’.
وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري اتهمت ‘هيومن رايتس ووتش’ قوات المعارضة بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان ضد جنود الحكومة والشبيحة بما في ذلك التعذيب والإعدام.
الى ذلك تشارك وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في مؤتمر ‘اصدقاء سورية’ الذي يعقد في اسطنبول بحسب ما افاد مسؤول الخميس.
واكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فكتوريا نولاند ان كلينتون ستشارك في المحادثات التي ستجري في اسطنبول في الاول من نيسان (ابريل) بعد ان شاركت في مؤتمر ‘اصدقاء سورية’ الاول الذي عقد في تونس الشهر الماضي وشاركت فيه تركيا ودول غربية وعربية.
وميدانيا قال سكان يقيمون في الجانب اللبناني على الحدود مع سورية لوكالة الأنباء الألمانية إنهم سمعوا أصوات قصف شديد على حمص وخاصة في منطقة القصير التي تبعد عدة كيلومترات قليلة عن شمال لبنان.
وأوضحوا أن معظم الوفيات 30 وقعت في إدلب بالقرب من الحدود مع تركيا ومحافظتي حماة وحمص وسط سورية.
وقال النشطاء السوريون إن 10 أشخاص بينهم نساء وأطفال لقوا حتفهم بينما كانوا يستقلون حافلة في محاولة للهرب من قصف القوات الحكومية في مدينة سيرمين بمحافظة إدلب.
القيادات الميدانية في سورية اصبحت اكثر تشددا واسلامية.. والمعارضة عاجزة عن السيطرة عليها
خبير: لا يمكن زحزحة الاسد عن السلطة بدون تفكيك سورية
لندن ـ ‘القدس العربي’: رفض ناشطون قرار مجلس الامن الدولي الذي مرر بالاجماع يوم الاربعاء من اجل دعم مهمة كوفي عنان، مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية لسورية، وتعزيز جهوده لحل الازمة السورية، وذلك لان القرار كما يقولون لن يغير من حقيقة ما يجري على الارض، ويوقف هجمات النظام التي يتوسع مداها، التي لم تعد مقصورة على المدن الثائرة.
ويراه الناشطون صورة عن الطريقة التي لا يزال المجتمع الدولي ‘يبيعنا كلاما’، كما قال احد الناشطين ممن نقلت عنهم صحيفة ‘اندبندنت’ البريطانية، كما ونقلت الصحيفة عن ريم علاف الباحثة السورية في معهد ‘تشاتام هاوس’ في لندن تعليقها على القرار حيث قالت انها متشائمة من امكانية تحقيق عنان انجازا لان القرار لن يدفع النظام لتخفيف حدة قمعه للمعارضة بل على العكس فانه يضفي شرعية على ما يقوم به.
وفي الوقت الذي عادت فيه المواجهات للمدن التي قال الجيش السوري انه اعاد السيطرة عليها وشهدت مدينة حمص التي كانت اكثر المدن السورية معاناة من قمع النظام فان نظرة لقرار مجلس الامن تعطي فكرة انه يمثل في حد ذاته تحديا لطرفي المعادلة، المعارضة والنظام، وان كانت الاولى امام تحد كبير. فعلى الرغم من ان القرار ينص على سحب القوات النظامية من المدن ووقف اطلاق النار واطلاق سراح المعتقلين وغير ذلك، فهو بصيغته المخففة، يعتبر تراجعا عن مطالب الغرب والدول العربية بتنحي مباشر للاسد عن السلطة ونقل صلاحياتها الى نائبه.
وما ينص عليه القرار هو مساواة بين النظام والمعارضة المسلحة حيث يدعوهما لوقف يومي لاطلاق النار لمرور المساعدات الانسانية، واهم بند في القرار هي الدعوة لتعاون المعارضة والنظام مع كوفي عنان لحل سلمي عبر التفاوض. وفي الوقت الذي لا نعرف ان كان النظام السوري سيفي بتعهداته، فتلبية النظام لبنوده في شكلها الحالي تهدد وجود النظام فمجرد سماحه للتجمع السلمي كما ينص القرار يعني خروجا للشوارع من المحتجين على الاوضاع الامنية والاقتصادية بطريقة لن يكون النظام قادرا على ضبطها.
وايا كان حال النظام فان القرار من جهة اخرى يمثل تحديا اكبر للمعارضة التي دعيت للحوار، وهذا نابع من وضعها الحالي الذي تعاني فيه من تشرذم والتي لم تتفق بعد على برنامج وطني واحد. ووجه الخطر ان قبول الحوار معناه ان ما ستحققه من انجازات على طاولة المفاوضات سيعكس ميزان القوة على الارض. ولان موقف المعارضة لا يزال ضعيفا على الارض فقد اثبت النظام، على الرغم من التوقعات بحتمية سقوطه، قدرة على الصمود ومواصلة عمليات القمع. وكان خطأ المعارضة انها اساءت تقدير قوة النظام، فقد اعتقدت حسب خبير نقلت عنه مجلة ‘تايم’ الامريكية ان مجرد خروجها للساحات العامة في المدن السورية سيدفع الالاف من السوريين للتضامن معها، وكما قال جوشوا لانديز الخبير في الشؤون السورية في جامعة اوكلاهوما فان ‘لحظة ساحة التحرير’ لم تتحقق بسبب البعد الطائفي وقلق طبقات المجتمع وهي عوامل لم تشجع على عمليات الانشقاق على قاعدة واسعة. كما ان المخاوف من البديل الذي سيحل محل الاسد، لم تجعل الاسد فقط قادرا على تعزيز ولاء الطائفة العلوية له بل وعلى تأمين ولاء الطوائف الدينية الاخرى والحصول على دعم النخب السنية التي استفادت من مساعدات النظام لها كما في حالة دمشق وحلب. ويعتقد لانديز ان طبقة رجال الاعمال عبرت عن مخاوف من الميول الاسلامية للمعارضة. ويضاف الى هذه الاسباب فان المؤسسة العسكرية ظلت وبشكل كبير داعمة للنظام ولم تحصل فيها الا بعض الانشقاقات، وكلما زادت عسكرة الانتفاضة وتلقت المعارضة اسلحة من الخارج كلما ثبت النظام في الحكم.
وتقول ‘تايم’ انه بعد عام من التضحيات وقتل اكثر من 8 الاف شخص، فان تحولا في مسار الانتفاضة قد حدث وادى الى خسارة العناصر المعتدلة الداعية للاحتجاج السلمي لصالح خيار التشدد وسيطرة العناصر المسلحة على الساحة، والذي اخذ شكلا طائفيا واسلامي النزعة. وتحول كهذا يشير الى بروز مقاومة على الطريقة العراقية حيث تقوم قيادات مجهولة وتعمل بالسر بعمليات مميتة ضد النظام، ولعل العامل المهم في هذا التحول هو الانسحاب الذي قال عنه الجيش الحر التكتيكي من المدن التي سيطر على مواقع واسعة فيها مثل حمص وادلب وغيرهما.
ويعتقد لانديز ان المعارضة العاملة في الميدان اصبحت اكثر ‘اسلامية وتطرفا’ وحذر قائلا انه في حالة فشل المجلس الوطني السوري بتجميع نفسه والتوحد فان فسيصبح كيانا لا قيمة له، ولا علاقة له بما يجري على الارض. وتظل المعادلة السورية في بعدها المحلي والعالمي معقدة ففي ظل غياب خيار التدخل الخارجي، والمخاوف من حرب اهلية فان احدا لا يمكنه التكهن بمسار الاحداث. وفي الوضع الحالي فان ما يقلق بال المراقبين هو السيناريو القادم بعد رحيل الاسد، ولهذا يعتقد باحثون مثل دانيال بيمان من جامعة جورج تاون انه من الصعب زحزحة سيطرة الاسد على سورية بدون تفكيك سورية نفسها، مما يعني ولادة دولة فاشلة تملك ترسانة من السلاح الكيماوي. ومهما يكن الامر فان الحديث ظل مركزا على المقاومة المسلحة ومواجهة النظام القمعية لها، لكن ما ينساه المحللون والتفت اليه جوناثان ستيل في تحليله في ‘الغارديان’ هذا الاسبوع فان هناك غالبية صامتة لا تحب النظام وتخشى من الثمن الفادح للخيار العسكري، وتأمل ان يتم الحل عبر الحوار.
وفي الوقت الحالي فان ايا من الطرفين ليس في مزاج الاستماع الى الاصوات المطالبة بالحوار، فالنظام يواصل معاركه على اكثر من جبهة فالمواجهات وان امتدت الى دمشق واحيائها فانها عادت الى حمص، حيث قال ناشطون ان اعدادا من السكان قتلوا فيما يهرب عدد اخر من بيوتهم بسبب هجمات ميليشيات النظام ‘الشبيحة’.
المعارضة السورية تنتقد بيان مجلس الامن وقوات الامن تواصل عملياتها وعسكريون منشقون يعلنون تشكيل ‘المجلس العسكري في دمشق وريفها’
دمشق ـ ا ف ب: اعتبرت المعارضة السورية ان البيان الرئاسي الصادر الاربعاء عن مجلس الامن يشكل فرصة اضافية للنظام لقمع الاحتجاجات، في الوقت الذي تتواصل فيه العمليات العسكرية للقوات النظامية في مناطق عدة من البلاد.
يأتي ذلك فيما اعلن منشقون عن القوات النظامية تشكيل مجلس عسكري في دمشق وريفها.
وقال عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري سمير نشار الخميس ان البيان الرئاسي لمجلس الامن حول سورية الذي صدر امس الاول عن مجلس الامن ‘في ظل استمرار عمليات القتل التي تقوم بها قوات بشار الاسد، يعطيه فرصة اضافية للاستمرار في سياسة القمع في محاولة لانهاء ثورة الشعب السوري’.
ورأى نشار ان المطلوب من مجلس الامن ‘قرارات رادعة وحاسمة للنظام يكون جوهرها وقف عمليات القتل المستمر التي ترتكبها قوات الاسد، والمجازر التي يتعرض لها الشعب السوري’.
وقال نشار ‘نعتقد انه على بشار ان يتنحي ليفتح الباب امام حلول سياسية تجنب سورية كارثة الحرب الاهلية التي بدأت تلوح في الافق’.
واضاف ‘ان سياسة القتل (التي يتبعها النظام) تؤدي الى تسلح الشعب للدفاع عن نفسه وهو حق مشروع، ولكن هذا سوف يؤدي الى عسكرة الثورة وربما اسلمتها’.
واوضح قائلا ‘القوى المدنية والتي تبحث عن العدالة والمساواة وقيم التسامح واحترام الاختلاف سوف لن تكون ميالة الى حمل السلاح’ بقدر ما ستكون ميالة اليه ‘المكونات التي قد تلجأ الى السلاح تحت خطاب ايديولوجي أخشى ان يكون ذا لون واحد’.
واعتمد مجلس الامن الدولي الاربعاء بيانا رئاسيا يطالب بان تطبق سورية ‘فورا’ الخطة التي عرضها المبعوث الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان لحل الازمة ويتضمن تحذيرا مبطنا باتخاذ اجراءات دولية.
ويقدم البيان الذي ليس له قوة قرار صادر عن مجلس الامن دعما قويا لعنان والخطة الواقعة في ست نقاط التي عرضها خلال محادثاته مع الرئيس السوري في دمشق في وقت سابق هذا الشهر.
وينص على ان مجلس الامن ‘سينظر في خطوات اضافية’ اذا لم يلتزم الاسد بتطبيق خطة عنان.
وتدعو خطة عنان الى وقف القتال وسحب القوات الحكومية والاسلحة الثقيلة من المدن التي تشهد احتجاجات وارساء هدنة انسانية لمدة ساعتين يوميا لافساح المجال لوصول العاملين الانسانيين الى المناطق المتضررة من اعمال العنف.
واشادت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الاربعاء بالبيان، وحضت الرئيس السوري بشار الاسد على تطبيق خطة كوفي عنان والا فانه سيواجه ‘المزيد من الضغوط’.
كما اشادت الصين بالبيان ووصفته بانه خطوة ايجابية باتجاه التوصل الى تسوية سياسية للازمة في سورية ودعت دمشق الى ‘وقف العنف فورا’.
وناشد كوفي عنان الموفد الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية الاربعاء دمشق ‘الرد ايجابا’ على دعوة مجلس الامن الدولي للسلطات السورية الى تطبيق خطة الست نقاط التي طرحها لحل الازمة.
وانتقدت كندا بعنف الدول التي تدعم النظام السوري بدون ذكرها بالاسماء، مؤكدة انها تتحمل جزءا من المسؤولية في سقوط القتلى والدمار و’التاريخ سيتكفل بالحكم عليهم’.
في هذا الوقت، قتل 26 شخصا في اعمال عنف متفرقة في البلاد، من بينهم عشرة قضوا اثر استهداف حافلة كانوا على متنها قرب مدينة سرمين ادلب (شمال غرب) التي تتعرض لقصف القوات النظامية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع فرانس برس ان ‘الحافلة كان على متنها 13 شخصا قتل منهم تسعة اشخاص من عائلتين اضافة الى السائق’.
وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية في ادلب ميلاد فضل في اتصال عبر سكايب مع فرانس برس ان ‘الحافلة التي استهدفتها القوات النظامية على طريق ادلب سرمين كانت تنقل نازحين الى تركيا’.
وقتل شخصان وجرح عشرات المدنيين اثر اطلاق النار من رشاشات ثقيلة وسقوط قذائف على بلدة سرمين من قبل القوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام البلدة.
وافادت لجان التنسيق المحلية بتعرض المدينة احياء البلدة لقصف متواصل، مشيرة الى اقتحام القوات النظامية ‘الحارة الشمالية حيث قام جنوده بإحراق وتحطيم الممتلكات’.
واظهرت مقاطع بثها ناشطون على الانترنت اعمدة الدخان ترتفع من امكان عدة في مدينة سرمين.
وقال احد القادة العسكريين في الجيش السوري الحر في سرمين لوكالة فرانس برس ان مقاتليه ‘ردوا على قصف المدرعات بكل ما في حوزتنا من اسلحة ولكن ذلك لم يجد نفعا، والآن نخوض حرب شوارع مع القوات النظامية’.
ومع تصاعد العمليات العسكرية للمنشقين في دمشق وتزايد حركة الانشقاق في الريف، اعلن عسكريون سوريون منشقون الخميس تأسيس مجلس عسكري في دمشق وريفها لتنظيم تحركات المنشقين عن القوات النظامية في هذه المنطقة.
وتلا العقيد المنشق خالد محمد الحمود بيانا اعلن فيه ‘تشكيل المجلس العسكري في دمشق وريفها ليكون هذا المجلس الراعي لشؤون واعمال كتائب الجيش السوري الحر في هذه المنطقة’، بحسب ما اظهر تسجيل بث على الانترنت الخميس.
ودعا الحمود ‘الشرفاء من ضباط وصف ضباط وافراد الذين ما زالوا في جيش (الرئيس السوري) بشار (الاسد) ان يلتحقوا بصفوف الجيش الحر’.
وقال المتحدث باسم مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق احمد الخطيب في اتصال مع فرانس برس ان المجلس العسكري سيأخذ على عاتقه ‘تنظيم المقاتلين وتشكيل المجموعات العسكرية بناء على الخبرة العسكرية التي يتمتع بها الضباط المنشقون’.
واضاف ‘ان وجود قيادة واحدة للمنشقين عن جيش الاسد يعطي ارتياحا للجهات التي ترغب بدعم الجيش السوري الحر’.
وردا على سؤال حول قبول تطوع المدنيين في المجموعات التي يشرف عليها المجلس قال الخطيب ‘الافضلية هي بطبيعة الحال للعسكريين، ولكن في حال توفر السلاح بشكل كاف، فإن قبول تطوع المدنيين قد يكون مطروحا تحت قيادة المجلس العسكري’.
سوريا: مجلس حقوق الإنسان يمدّد مهمة لجنة التحقيق
قرّر مجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، اليوم، تمديد التفويض الممنوح للجنة التي ألّفها لتقصّي الحقائق في سوريا، كما أدان استمرار «الانتهاكات الخطيرة والمنهجية والمتصاعدة لحقوق الإنسان والحريات الأساسية من قبل السلطات السورية»، الأمر الذي رحّب به وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ألستير بيرت. جاء ذلك بعيد تأكيد مصدر دبلوماسي أن الاتحاد الأوروبي سيقرّ، اليوم، عقوبات بحق شخصيات مقربة من الرئيس السوري، بشار الأسد، أبرزها زوجته ووالدته، في الوقت الذي يستعد فيه مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، كوفي أنان، لزيارة بكين وروسيا، نهاية الأسبوع الحالي.
أصدر مجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة في جنيف، اليوم، قرارً أدان فيه «الانتهاكات الخطيرة والمنهجية والمتصاعدة بشكل حاد لحقوق الإنسان والحريات الأساسية من قبل السلطات السورية، مثل الاعتقال التعسفي والاستخدام المفرط للقوة».
وصدر القرار بتأييد 41 عضواً ومعارضة ثلاثة، هم روسيا والصين وكوبا، وامتناع الإكوادور وأوغندا عن التصويت.
وأدان القرار أيضاً الهجمات ضد المدنيين في المدن والقرى في أنحاء البلاد، والانتهاكات الواسعة لحقوق الأطفال من قبل السلطات، والعنف الجنسي المرتكب من السلطات السورية، بما في ذلك ضد المحتجزين الرجال والأطفال.
وحثّ القرار السلطات السورية على وضع حدّ فوري لجميع أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان، مطالباً إياها بالوفاء بمسؤولياتها لحماية المدنيين.
وأشار المجلس في قراره إلى تقرير اللجنة التي ألّفها لتقصّي الحقائق في سوريا وما ورد فيه عن وجود أدلة موثوق بها بشأن مسؤولية أفراد، ومن بينهم قادة عسكريون ومسؤولون في أعلى مستويات الحكومة، عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وغيرها من الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان.
كذلك قرر المجلس تمديد التفويض الممنوح للجنة، وطلب منها مواصلة عملها وتقديم تقرير عن الوضع في سوريا أثناء الدورة العشرين للمجلس.
وشدد القرار على ضرورة إجراء تحقيق دولي شفاف ومستقل وعاجل في انتهاكات القانون الدولي، من أجل محاسبة المسؤولين عن حدوث الانتهاكات المنهجية والواسعة والخطيرة، معبّراً عن قلقه بشأن الوضع الإنساني في سوريا، وحثّ السلطات على ضمان وصول جميع العاملين في مجال الإغاثة من دون عوائق إلى المحتاجين.
وعلى الأثر، رحّب وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ألستير بيرت، بقرار المجلس، معتبراً أنه «يضمن استمرار العمل الحرج للجنة التحقيق، ويضع آلية رسمية لتخزين الأدلة والمعلومات التي جُمعت عن هذه الانتهاكات لاستخدامها في المستقبل».
وأضاف بيرت أن المجتمع الدولي «بعث بإشارة أخرى واضحة جداً أنه لن يتسامح مع الإفلات من العقاب عن التجاوزات والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في سوريا، وستواصل المملكة المتحدة بذل كل ما في وسعها مع الشركاء وعن طريق الأمم المتحدة لضمان إخضاع المسؤولين عن هذه الجرائم للمساءلة».
ودعا بيرت «الذين يستمرون بدعم نظام الأسد إلى التراجع والمساعدة في إنهاء العنف قبل فوات الأوان»، على حدّ تعبيره.
وفي وقت سابق من اليوم، أعلن مصدر دبلوماسي أن الاتحاد الأوروبي سيقر، اليوم، سلسلة جديدة من العقوبات بحق النظام السوري تستهدف بصورة خاصة زوجة الرئيس بشار الأسد ووالدته، إضافة إلى شقيقته وشقيقة زوجته.
وأضاف المصدر إن الاتحاد الأوروبي سيجمد أموال ثمانية أشخاص آخرين على ارتباط بالنظام السوري، وسيحظر منحهم تأشيرات دخول الى أوروبا.
على صعيد آخر، يزور مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا، كوفي انان، نهاية الأسبوع الحالي، موسكو وبكين لبحث الأزمة السورية مع المسؤولين هناك، بحسب ما أعلنت المتحدثة باسمه.
وأضافت المتحدثة ان البعثة التي أوفدها انان الى سوريا، بداية الأسبوع، عادت من سوريا بعد «ثلاثة أيام من المباحثات المكثفة مع السلطات السورية».
ومن المتوقع أن يفرض الاتحاد، خلال اجتماع وزراء خارجية أعضائه في بروكسل، عقوبات بحق شركتين مرتبطتين بالنظام.
وكان الاتحاد الأوروبي قد اتخاذ حوالى 12 سلسلة عقوبات تستهدف البنك المركزي وتجارة المعادن الثمينة ورحلات الشحن.
من ناحية ثانية، رحبت صحيفة «تشرين» الحكومية السورية، اليوم، ببيان مجلس الأمن، الذي يطلب من سوريا «التطبيق الفوري» للخطة التي عرضها أنان لحل الأزمة، معتبرة أنه يعكس هزيمة «عواصم أعداء سوريا».
من جهة أخرى، ذكرت مصادر تركية أن حكومة أنقرة تلقت تقريراً استخبارياً يفيد بأن السلطات السورية استأنفت تقديم الدعم لحزب العمال الكردستاني، «كردّ على الضغوط التي تمارسها تركيا على النظام السوري».
ونقلت صحيفة «حرييت» التركية عن مصادر، اليوم، قولها إن التقرير يشير إلى أن عناصر حزب العمال الكردستاني قادرون على التحرك بحرية في داخل سوريا، كما يسمح لهم بامتلاك الأسلحة وإطلاق حملات بروباغندا ضد تركيا.
وأفاد التقرير، الذي سلم إلى عدة مؤسسات حكومية، بأن الحزب في سوريا كان أكثر تنظيماً مما هو في شمال العراق، موضحاً أن «حزب الاتحاد الديموقراطي في سوريا، المرتبط سياسياً بحزب العمال الكردستاني، أعاد إحياء علاقاته المتينة مع الحزب وأطلق بروباغندا ضد تركيا».
وأشار التقرير إلى أن عناصر حزب العمال الكردستاني في سوريا يتعاونون لمنع تظاهرات كبيرة مناهضة للرئيس بشار الأسد في شمال سوريا، وعلى الأخص في حلب، كما لفتت مصادر دبلوماسية إلى أن مسألة الأكراد قد تطرح في مؤتمر أصدقاء سوريا المقرر عقده في الأول من نيسان/ أبريل المقبل.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)
أنان يقدّم لدمشق آليّة تطبيق خطته
«المجلس الوطني» ينتقد بيان مجلس الأمن… وتركيا تدعو إلى «خطة عمل»
قالت المعارضة السورية إن البيان الرئاسي الصادر امس عن مجلس الامن يشكل فرصة اضافية للنظام لقمع الاحتجاجات، في الوقت الذي تتواصل فيه العمليات العسكرية للقوات النظامية في مناطق عدة من البلاد. يأتي ذلك فيما اعلن منشقون عن القوات النظامية تشكيل مجلس عسكري في دمشق وريفها. واكد وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ضرورة وضع «خطة عمل» دولية لانهاء «المأساة الانسانية» ، بدورها أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن المبعوث الأممي كوفي أنان سيزور موسكو على أن يتوجه بعدها إلى بكين، وربما الى بعض العواصم فيما يواصل الوفد الذي ارسله انان الى دمشق مباحثاته التقنية حول آليات تطبيق خطة لوقف العنف
كشفت مصادر مطّلعة لـ«الأخبار» عن مضمون مقترحات وفد الخبراء الأممي الموجود في دمشق، كما عرضها على المسؤولين السوريين، بالإضافة إلى تفاصيل أخرى على صلة بتركيبة طاقمه الذي ضم ستة خبراء، ثلاثة منهم قدموا إلى دمشق من مقر الأمم المتحدة في نيويورك برئاسة مسؤول في دائرة قوات حفظ السلام في الأمم المتحدة، وهو ألماني الجنسية، فيما الثلاثة الباقون يعملون في مكتب المبعوث الأممي كوفي أنان في جنيف، حيث قدموا مباشرة من هناك إلى سوريا. وبحسب المصادر عينها، فإن الوفد الأممي طرح في اجتماعاته مع المسؤولين السوريين مقترحاً يتكوّن من شقّين، الأول يحدد هدف مهمة أنان، وجاء تحت مسمّى «تصوّر أوّلي عام لآلية مراقبة وقف إطلاق نار، يصادق عليه مجلس الأمن». ويلاحظ هذا الشق أن تصويت مجلس الأمن لمصلحة هذا المقترح سيكون مضموناً إذا وافقت دمشق عليه، نظراً لكون روسيا لن تطرح بوجهه الفيتو، بعدما أعلنت موافقتها على «آلية رقابة محايدة». اما الثاني، فيتفرّع عن «التصوّر العام» ويطرح ثلاث صيغ لتطبيقه، مع ترك الخيار لدمشق لاعتماد واحد منها كآلية متفق عليها للتطبيق. الصيغة الأولى تنص على أن تتم المراقبة عن طريق 150 مراقباً عسكرياً تابعاً للأمم المتحدة، من دون مواكبة أمنية أممية، والصيغة الثانية: 290 مراقباً عسكرياً تابعاً للأمم المتحدة مع 500 جندي أممي لمواكبتهم، والصيغة الثالثة تقترح ألف مراقب تابع للأمم المتحدة بحراسة ألف جندي أممي.
وتلفت هذه المصادر إلى وجود صيغة أو خيار رابع، لا يزال الوفد يؤجل طرحه بانتظار نضوج مسار من المشاورات الدولية بشأنه، ولا يزال قائماً حتى الآن، ومفاده «توسيع صلاحية قوات الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة، لتمكينها من تأمين الحماية العسكرية للمراقبين، بدلاً من إنشاء عملية حفظ سلام جديدة مع ما يتطلّبه ذلك من إجراءات طويلة الأمد، ومن آليات عمل مجلس الأمن».
كذلك تشير إلى وجود تصوّر من ضمن رؤية أنان لتطبيق «آلية وقف النار»، هو عبارة عن «وثيقة تعهّد بوقف النار» تلتزم بها المعارضة والحكومة على السواء، علماً أن أوساط الأمم المتحدة تتكتّم على «نوعية هذا الالتزام»، وتعبّر عن شكوكها بقبول «المعارضة المسلحة به». من جهة ثانية، وفيما لم يصدر بيان رسمي عن المجلس الوطني السوري حول البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الامن أول من أمس، قال عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري، سمير نشار، إن هذا البيان «في ظل استمرار عمليات القتل التي تقوم بها قوات بشار الاسد، يعطيه فرصة اضافية للاستمرار في سياسة القمع في محاولة لانهاء ثورة الشعب السوري». ورأى نشار أن المطلوب من مجلس الامن «قرارات رادعة وحاسمة للنظام يكون جوهرها وقف عمليات القتل المستمر التي ترتكبها قوات الاسد، والمجازر التي يتعرض لها الشعب السوري». وقال «نعتقد ان على بشار ان يتنحى ليفتح الباب امام حلول سياسية تجنب سوريا كارثة الحرب الاهلية التي بدأت تلوح في الافق».
من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس ان مجلس الامن بعث برسالة واضحة الى سوريا لإنهاء العنف والدعوة إلى بدء حوار بين الحكومة والمعارضة. واعتمد مجلس الامن الدولي الاربعاء بياناً رئاسياً يطالب بأن تطبق سوريا «فوراً» الخطة التي عرضها المبعوث الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان لحل الازمة ويتضمن تحذيراً مبطنا باتخاذ اجراءات دولية. ويقدم البيان الذي ليس له قوة قرار صادر عن مجلس الامن دعماً قويا لأنان والخطة الواقعة في ست نقاط التي عرضها خلال محادثاته مع الرئيس السوري في دمشق في وقت سابق هذا الشهر. وينص على ان مجلس الامن «سينظر في خطوات اضافية اذا لم يلتزم الاسد بتطبيق خطة انان». وتدعو خطة انان الى وقف القتال وسحب القوات الحكومية والاسلحة الثقيلة من المدن التي تشهد احتجاجات، وارساء هدنة انسانية لمدة ساعتين يوميا لافساح المجال لوصول العاملين الانسانيين الى المناطق المتضررة من اعمال العنف.
في هذا الوقت، اكد وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ضرورة وضع «خطة عمل» دولية لإنهاء «المأساة الانسانية» في سوريا. وقال داود اوغلو في فيينا حيث التقى نظيره النمسوي ميكايل شبيندلغر، قبل اجتماع لوزراء الخارجية الاوروبيين في بروكسل، سيشارك فيه الوزير التركي «اضافة الى رسالة مشتركة يجب ان نضع خطة عمل جماعية». واضاف في مؤتمر صحافي «ما زلنا نعتقد ان سوريا تسعى الى كسب الوقت ويجب علينا القيام بشيء لوقف هذا العنف. وحتى تنتهي هذه المأساة الانسانية يجب ان نتحرك معاً». وفي السياق، لفت إلى أن بقاء نظام الأسد هو أمر «عكس مجرى التاريخ»، وهو بالتالي «شبه مستحيل». وتابع أن «نظاماً يقاتل ضد شعبه محاولاً الحفاظ على الوضع القائم، لا يمكن أن يبقى».
وتشارك وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في مؤتمر «اصدقاء سوريا» الذي يعقد في اسطنبول مطلع الشهر المقبل، بحسب ما افادت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فكتوريا نولاند. بدورها، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس، أن كوفي أنان سيزور موسكو هذا الأسبوع. ونقلت وسائل إعلام روسية عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، قوله إن أنان سيزور موسكو هذا الأسبوع على أن يتوجه بعدها إلى بكين، وربما الى بعض العواصم الأخرى. وأضاف بوغدانوف أن وفداً من المعارضة السورية سيأتي إلى موسكو قريباً، مشيراً إلى إمكانية لقائه بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وقال «إنهم مستعدون للمجيء اليوم. هذا الوفد سيمثل هيئة التنسيق الوطنية، المعارضة في الداخل وفي الخارج، وأتوقع أن يلتقي بوزير الخارجية». بدوره، اعرب وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه امس عن امله في ان يتيح البيان الرئاسي لمجلس الامن الدولي التوصل الى وقف لاطلاق النار في سوريا، مشيراً الى «حلحلة» في الموقف الروسي من المسألة.
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)
«المجلس العسكري في دمشق وريفها»
اعلن عسكريون سوريون منشقّون أمس تأسيس مجلس عسكري في دمشق وريفها لتنظيم تحركات المنشقين عن القوات النظامية في هذه المنطقة، في وقت أعلن فيه قتل 26 شخصا في اعمال عنف متفرقة في البلاد، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وتلا العقيد المنشق خالد محمد الحمود بياناً اعلن فيه «تشكيل المجلس العسكري في دمشق وريفها ليكون هذا المجلس الراعي لشؤون واعمال كتائب الجيش السوري الحر في هذه المنطقة»، بحسب ما اظهر تسجيل بث على الانترنت. وقال المتحدث باسم «مجلس قيادة الثورة» في ريف دمشق احمد الخطيب ان المجلس العسكري سيأخذ على عاتقه «تنظيم المقاتلين وتشكيل المجموعات بناءً على الخبرة التي يتمتع بها الضباط المنشقون». واضاف «ان وجود قيادة واحدة للمنشقين عن جيش الاسد يعطي ارتياحا للجهات التي ترغب بدعم الجيش السوري الحر». وكان الخطيب اوضح قبل ايام ان العناصر المنشقين في ريف دمشق يتوزعون على «7 كتائب، اكبرها كتيبة الفرقان في الغوطة الغربية (عرطوز وداريا والكسوة والمعضمية)، وكتيبة ابو عبيدة بن الجراح في الغوطة الشرقية (دوما وحرستا وسقبا وعربين)، وكتيبة سباع الجرد في القلمون (يبرود ورنكوس وعسال الورد وغيرها)».
(أ ف ب)
انان يزور موسكو وبكين نهاية الاسبوع لبحث ملف سوريا
أ. ف. ب.
جنيف: يزور مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان نهاية الاسبوع الجاري موسكو وبكين لبحث الازمة السورية مع المسؤولين الروس والصينيين، كما اعلنت المتحدثة باسمه. واضافت المتحدثة ان الوفد الذي ارسله انان الى سوريا بداية الاسبوع عاد الخميس من سوريا “بعد ثلاثة ايام من المباحثات المكثفة” مع السلطات السورية.
وتابعت ان “السلطات السورية اعطتنا اجوبة سندرسها الان بعناية”. لكن كوفي انان لم “يقرر بعد القيام بزيارة جديدة الى دمشق” و”المفاوضات متواصلة هاتفيا”. واعرب المبعوث الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية عن ارتياحه لان “مجلس الامن الدولي بات يدعمه الان”.
واضافت المتحدثة ان “الوضع الميداني خطير جدا وكل دقيقة حاسمة وعلينا ان نحقق تقدما سريعا” في المفاوضات. واكدت ان “المفاوضات بلغت نقطة دقيقة وان انان لا ينوي اجراءها علنا”.
صحيفة سورية ترحب ببيان مجلس الأمن
إلى ذلك، رحبت صحيفة تشرين الحكومية السورية الجمعة ببيان مجلس الامن الذي يطلب من سوريا “التطبيق الفوري” للخطة التي عرضها المبعوث الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان لحل الازمة، معتبرة انه يعكس هزيمة “عواصم اعداء سوريا”.
وكتبت الصحيفة ان البيان صدر “لمصلحة سوريا والسوريين”، مشيرة الى انه “يدين العمليات الإرهابية الغاشمة التي وقعت في مدينتي دمشق وحلب (…) ويجدد التأكيد على ان الارهاب بكل اشكاله ومظاهره يشكل أحد اخطر التهديدات للسلام والأمن العالميين”.
واضافت “للمرة الاولى منذ بداية الازمة في سوريا ينحو مجلس الأمن الدولي الى توافق او شبه توافق فيما بين اعضائه (…) بعدما انسلت الحلول من الاطار العربي الذي لم يتعامل مع الازمة السورية بالشكل الايجابي والواقعي بل بالاساليب الكيدية والرضا بدور التابع لقوى لا تريد خيرا لسوريا ولا للعالم العربي برمته”.
ورأت الصحيفة “عندما ينتقد مجلس اسطنبول بيان مجلس الامن حول سوريا، فهذا يعني بوضوح أن الدوحة والرياض وأنقرة وغيرها من عواصم أعداء سوريا تلمست هزيمتها على الساحة الدولية في مشروعها الهادف إلى التدخل عسكريا وفرض مشاريع حلول وضعت في دوائر الغرب”.
واعتمد مجلس الامن الدولي الاربعاء بيانا رئاسيا يطالب بان تطبق سوريا “فورا” الخطة التي قدمها انان لحل الازمة ويتضمن تحذيرا مبطنا باتخاذ اجراءات دولية. ويقدم البيان الذي ليس له قوة قرار صادر عن مجلس الامن دعما قويا لانان والخطة المؤلفة من ست نقاط والتي عرضها خلال محادثاته مع الرئيس السوري في دمشق في وقت سابق هذا الشهر.
وتدعو خطة انان الى وقف القتال وسحب القوات الحكومية والاسلحة الثقيلة من المدن التي تشهد احتجاجات، وارساء هدنة انسانية لمدة ساعتين يوميا لافساح المجال لوصول العاملين الانسانيين الى المناطق المتضررة من اعمال العنف.
وقال رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون الخميس لوكالة فرانس برس ان البيان الرئاسي لمجلس الامن حول سوريا يمتاز بانه موقف مشترك للمجتمع الدولي، لكنه لا “يستجيب للحاجات الحقيقية للشعب السوري”.
واكدت الصحيفة الحكومية ان “اخطر ما يهدد مهمة المبعوث الاممي كوفي عنان في سورية يتمثل في السياسة التي تعتمدها بعض الدول العربية والاقليمية من الاحداث في سورية كقطر والسعودية وتركيا”.
وشددت الصحيفة على ضرورة ان “ينكفئ السوريون جميعا للبحث عن حل سياسي وطني جامع للأزمة التي تعصف بوطنهم وتهدد وحدته ومستقبله على كل الصعد”. واضافت ان “اول ذلك هو وقف جميع انواع العنف من الاطراف كافة والدعوة إلى حوار وطني سياسي شامل بعيدا عن لغة القتل والسلاح التي لا تجلب سوى الويلات والدمار والأحقاد”.
تظاهرات في مناطق عدة في سوريا في جمعة “يا دمشق قادمون”
أ. ف. ب.
بيروت: خرجت تظاهرات في عدد من المناطق السورية اليوم في ما اطلق عليه ناشطون اسم “جمعة يا دمشق قادمون”، بحسب مراقبين وناشطين ومقاطع بثت على الانترنت.
في دمشق، خرجت تظاهرات في حيي الميدان والتضامن، وتظاهر اكثر من الف شخص في حي كفرسوسة واجهتهم قوات الامن باطلاق الرصاص ما اسفر عن جرح ثمانية اشخاص، بحسب بيان للمرصد السوري لحقوق الانسان.
من جهتها، افادت لجان التنسيق المحلية ان “قوات النظام تطوق جميع المساجد لمنع خروج تظاهرات منها” مشيرة الى “وجود كثافة أمنية على حاجز جوبر العباسيين”.
وفي ريف دمشق، خرجت تظاهرات في دوما والمليحة وعربين والهامة.
وفي حلب (شمال)، اكد المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي لوكالة فرانس برس “خرجت 20 تظاهرة حتى اللحظة ابرزها في احياء صلاح الدين والمرجة ومساكن هنانو والسكري والانصاري والفردوس وبستان القصر والمشهد والحمدانية بالاضفة الى حيي الفرقان وحلب الجديدة الراقيين”.
وردد المتظاهرون، بحسب الحلبي، هتافات ابرزها “الشعب يريد اسقاط النظام” و”يا حلب ثوري ثوري هزي القصر الجمهوري” اضافة الى شتائم بحق الرئيس الراحل حافظ الاسد.
واضاف الحلبي ان “اكبر التظاهرات حتى الان سجلت في حيي السكري وبستان القصر وواجهها الامن باطلاق رصاص كثيف وقنابل مسيلة للدموع”.
واشار الحلبي الى “انتشار امني غير مسبوق في حي الشعار الذي شهد الاسبوع الماضي تظاهرات كبيرة، وانتشار كبير في حي الصاخور الذي شهد تظاهرات حاشدة في الايام الماضية، ما حال دون خروج تظاهرات فيه”.
واشارت لجان التنسيق المحلية الى اطلاق نار على المتظاهرين في حيي الميسر والسكري.
وفي ريف حلب، خرجت “نحو خمسين تظاهرة ابرزها في مدينتي الباب ومنبج” بحسب الحلبي.
وفي محافظة ادلب (شمال) التي تتركز فيها العمليات العسكرية للقوات النظامية، “خرجت تظاهرات حاشدة من عدة مساجد في مدينة معرة النعمان تطالب بمحاكمة رموز النظام ووقف شلالات الدماء”، كما خرجت تظاهرات في بلدات عدة في ريف ادلب، بحس المرصد.
وفي محافظة حماة (وسط)، خرجت تظاهرات حاشدة في بلدتي مورك وكفرزيتا طالبت باسقاط النظام ومحاكمة الرئيس السوري، فيما اطلقت قوات الامن النار لتفريق تظاهرة في حي الاربعين في مدينة حماة.
وفي درعا (جنوب)، خرجت تظاهرات في مناطق عدة منها نمر وابطع واليادودة والحارة ومدينة الحراك المحاصرة منذ 25 يوما، والمسيفرة والغارية الغربية وبلدة ام ولد وعقربة وداعل وغيرها” بحسب ما افاد عضو اتحاد تنسيقيات حوران في درعا لؤي راشد.
واضاف راشد في اتصال مع فرانس برس ان “اعداد المشاركين في التظاهرات تراوح بين المئات والالاف بحسب المناطق وان الشعارات الطاغية اليوم كانت تنادي بتسليح الجيش الحر”.
كما شهدت مدن عدة اطلاق نار قبل التظاهرات لارهاب الناس عن المشاركة في التظاهرات، بحسب راشد.
وفي محافظة الحسكة (شمال شرق)، خرجت تظاهرات حاشدة في القامشلي ردد المشاركون فيها هتافات “ازادي” (حرية باللغة الكردية)، و”آخر ايامك بشار” ورفعوا الاعلام الكردية واعلام سوريا بعد الاستقلال وقبل حزب البعث، بحسب ما اظهرت مقاطع بثها ناشطون.
وخرجت تظاهرات في مدن راس العين والمالكية والدرباسية وعامودا “رفعت فيها الاعلام الكردية وعلم الاستقلال وشعارات طالبت باسقاط النظام”، وفقا للمرصد.
وافادت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان القوات السورية اشتبكت الجمعة مع عدد من “الارهابيين” في بلدة سرمين التابعة لريف ادلب (شمال غرب) ما اسفر عن مقتل عدد منهم والقبض على اخرين.
وقالت الوكالة “اشتبكت الجهات المختصة اليوم (الجمعة) مع مجموعات ارهابية مسلحة (…) فى بلدة سرمين بادلب ما ادى الى مقتل عدد من افرادها واخطر المطلوبين اضافة الى القبض على عدد اخر من الارهابيين”.
وكشفت الوكالة على ان من بين “المطلوبين الخطيرين الذين قتلوا في الاشتباك مع الجهات المختصة الارهابيين حسنى عبد الرزاق ومحمد صادق عبد الرزاق ومحمد قدور وعبد الكافي هرموش”.
واشارت الوكالة الى ان المجموعات “كانت تقوم باعمال التخريب والقتل والخطف وترويع المواطنين”.
وعثرت الجهات المختصة بمدينة سرمين “على مصنع للعبوات الناسفة فيه المئات من العبوات مختلفة الاوزان معدة للتفجير اضافة الى سراديب وانفاق ضمن المدينة كان يستخدمها الارهابيون في تنفيذ عملياتهم التخريبية الاجرامية ضد المواطنين وقوات حفظ النظام”، وفقا للوكالة.
كما نقلت الوكالة عن مصدر رسمي لم تسمه “ان الجهات المختصة داهمت امس (الخميس) وكرا يتحصن فيه الارهابيون فى بلدة معردس (ريف حماة) واشتبكت مع الارهابيين ما ادى الى مقتل عدد منهم ومصادرة ما بحوزتهم من اسلحة وحررت عنصرين اختطفتهما مجموعة ارهابية مسلحة”.
وفي سرمين يقدر بحوالى 250 عدد مقاتلي الجيش السوري الحر لكنهم لا يملكون سوى اسلحة خفيفة تبدو غير مجدية امام الامكانات العسكرية الهائلة للقوات النظامية، بحسب مراسلين لفرانس برس في المدينة.
ويشار الى انه في 27 شباط/فبراير دخلت مئة دبابة هجومية المدينة مع حوالى الف جندي من المشاة تنقلوا من منزل الى اخر لتنفيذ “اعدامات تعسفية” حسب ما روى سكان.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان فقد اسفر قمع الاحتجاجات خلال عام عن مقتل حوالى تسعة الاف شخص في مختلف مناطق سوريا.
ولا تقر السلطات السورية بوجود حركة احتجاجية واسعة النظاق في البلاد، وتقول انها تواجه “عصابات ارهابية مسلحة” تزرع الفوضى والعنف في البلاد.
انان يزور موسكو وبكين
ويزور المبعوث الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان نهاية الاسبوع الجاري موسكو وبكين لبحث الازمة السورية مع المسؤولين الروس والصينيين، كما اعلن المتحدث باسمه.
ويلتقي انان في موسكو وزير الخارجية سيرغي لافروف والرئيس ديمتري مدفيديف بينما ما زال برنامج المباحثات مع السلطات في بكين قيد الاعداد.
من جهة اخرى اعلن المتحدث ان الوفد الذي ارسله انان الى سوريا بداية الاسبوع عاد الخميس من سوريا “بعد ثلاثة ايام من المباحثات المكثفة” مع السلطات السورية.
واضاف ان “السلطات السورية اعطتنا اجوبة سندرسها الان بعناية” مؤكدة ان كوفي انان لم “يتوقع في الوقت الراهن زيارة جديدة الى دمشق” و”المفاوضات متواصلة هاتفيا” وان “انان سيقرر في وقت ما ان يعود لكن الوقت لم يحن”.
واعرب المبعوث الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية عن ارتياحه لان “مجلس الامن الدولي بات يدعمه الان”.
واضاف المتحدث ان “الوضع الميداني خطير جدا وكل دقيقة حاسمة وعلينا ان نحقق تقدما سريعا” في المفاوضات.
واكد ان “المفاوضات بلغت نقطة دقيقة وان انان لا ينوي اجراءها علنا”.
وتابع ان “كوفي انان يدرك جيدا انه يجب المضي قدما باسرع ما يكمن”.
واضاف ان مباحثات الخبراء الذين عادوا مساء الخميس الى جنيف تناولت في دمشق المقترحات الست التي قدمها كوفي انان مدرجة في ثلاث فقرات وهي وضع حد لاعمال العنف وفتح المجال امام المنظمات الانسانية والاشخاص المحتجين اليها وفتح حوار سياسي.
مقاتلون عبروا الحدود التركيّة بحثاً عن المال لشراء الأسلحة
الذخيرة تنفذ من أيدي ثوار سوريا في وجه هجوم النظام الشرس
لميس فرحات من بيروت
بدأت ذخيرة ثوار سوريا الذين يقاتلون ضد نظام الرئيس بشار الأسد بالنفاذ في الوقت الذي نضبت فيه الإمدادات في السوق السوداء على خلفية تشديد الدول المجاورة الرقابة على الحدود، وفشل الوعود الدولية بتسليح المعارضة بالتبلور.
وفقاً لقادة المقاتلين والجنود الذين انشقوا عن الجيش النظامي السوري، فقد نفذت الأسلحة من الثوار الذين يواجهون القوات الأمنية المسلحة، ما اضطرهم إلى عبور الحدود التركية في الأيام الأخيرة بحثاً عن المال لشراء الأسلحة، ويقولون إنهم في ظروف بائسة بالفعل لأن أسلحتهم خفيفة وتنظيمهم ضعيف.
وفي هذا السياق، أشارت صحيفة الـ “واشنطن بوست” إلى أن الثوار طالبوا بالتدخل العسكري منذ بدء الثورة السورية، ووجهوا نداءات إلى حكومات العالم لتسليحهم من أجل إكمال نضالهم لإسقاط النظام. لكنهم يعترفون للمرة الأولى بأن الثورة – على الأقل الجزء المسلح منها – تعثرت في مواجهة هجوم القوات الحكومية المنسق، الذي يهدف إلى سحق المعارضة نهائياً.
ويقول “أبو يزن” جندي منشق (26 عاماً) انضم إلى الثوار في الصيف: “يوماً بعد يوم، يستمر الجيش السوري الحر بالقتال. ولكن يوماً بعد يوم، تنفذ ذخيرتنا. وفي نهاية المطاف، لا يعود امامنا خيار سوى بمغادرة منطقتنا”، واضطر أبو يزن للفرار إلى تركيا هذا الشهر مع خمسة من زملائه بعد أن نفذت ذخيرتهم أثناء القتال في إدلب.
ومنذ الهزيمة التي مُنيّ بها مقاتلو الجيش السوري الحر في حي بابا عمرو في حمص قبل ثلاثة أسابيع، اضطر الثوار إلى الهروب من منطقة إلى أخرى داخل البلاد، ونفذوا انسحابات من إدلب وديرالزور.
ومن جهته، قال المتحدث بإسم الجيش السوري الحر، أيهم الكردي، إن الانسحاب من بابا عمرو تم بجزء منه على خلفية إدراك المجموعة بالجهود المبذولة للسيطرة من قبل الثوار الذين لا يملكون ما يكفي من الإمدادات العسكرية لمقاومة القوات الأمنية.
وأضاف: “خاض المقاتلون في بابا عمرو معركة جيدة، لكنها تسببت بدمار كبير، ومات الكثير من المدنيين. نحن الآن نضع الاستراتيجيات للتأكد من أننا لا نرتكب الخطأ نفسه مرة أخرى”.
وأشار إلى أن المقاتلين ينسحبون الآن مع ظهور العلامة الأولى على استعداد الحكومة لشن هجوم جديد، وذلك بهدف تجنيب المدنيين الضرر والحفاظ على الموارد. ويخططون بدلاً من ذلك لاعتماد تكتيكات حرب العصابات، مثل زرع المتفجرات على جوانب الطرق وتنفيذ الكمائن.
لكن الـ “واشنطن بوست” اعتبرت أن حتى هذه الجهود تواجه صعوبات، لأنها تتطلب توفير الذخيرة التي بدأت تنضب. ففي أجزاء كثيرة من ادلب، التي اعتبرت كمنطقة آمنة محمية دولياً للمتمردين والمدنيين، اضطر المقاتلون لتعليق العمليات العسكرية والفرار.
“ابو مصطفى” (35 عاماً) أحد المقاتلين الذين هربوا مؤخراً إلى أنطاكيا، وهو رقيب اول من بلدة ادلب الذي طلب عدم الكشف عن اسمه الحقيقي لأنه يخشى على سلامة عائلته يقول إن الرحلة عبر الحدود كانت محفوفة بالمخاطر، بعد أن نفذت ذخيرة وحدته القتالية التي تضم بضع عشرات من الرجال، خلال هجوم على نقطة تفتيش تابعة للجيش السوري الاسبوع الماضي.
واثناء انسحابهم نحو مخبأ جبلي، قال أبو مصطفى، إنه انهار من الجوع واحتاج إلى مساعدة رفاقه ليصل إلى منطقة الأمان.
وأضاف: “لم نتناول أي طعام منذ الصباح، وكان الوقت متأخراً بعد ظهر ذلك اليوم. لم تكن لدي قوة حتى على المشي”، وفي اليوم الثاني اتجه إلى تركيا لطلب المال والمساعدة من الجيش السوري الحر.
“جئت لأقول لهم إن الذخيرة بدأت بالنفاذ ونحن بحاجة إلى دعم سريع. من دون ذخيرة، كل واحد منا يواجه الموت”.
أبواب السوق السوداء تضيق
ويقول المقاتلون إنه قبل بضعة أشهر، ومع تسارع عسكرة الثورة، كان من الممكن شراء الأسلحة من السوق السوداء في الأردن، لبنان، وبكميات صغيرة، من تركيا. لكن تلك الحكومات شددت المراقبة على الحدود، بما في ذلك تعزيزات من الجنود وقوات الشرطة لحراسة طرق التهريب المحتملة، ما أدى إلى خنق امدادات الاسلحة.
ويبقى العراق، حيث القيود المفروضة على الحدود رخوة نسبياً، المصدر الوحيد لشراء الأسلحة في السوق السوداء، وفقاً للمقاتلين السوريين. لكن معظم الأسلحة تأتي من المخزونات المدفونة من مخلفات عهد الرئيس السابق صدام حسين، ونوعيتها رديئة للغاية.
واتخذت السلطات السورية أيضاً خطوات للضغط على الثوار لمنعهم من الحصول على الأسلحة، فوضعت الألغام الأرضية على طول الحدود مع تركيا ولبنان والأردن، وعملت على احباط التواصل بين أكبر مورد للدعم: الجيش السوري نفسه.
ويقول أبو مصطفى إن المصدر الرئيسي للذخيرة بالنسبة له، كان قائد دبابات في الجيش النظامي،وكان متعاطفاً مع الثوار وعمد إلى تسريب صناديق من الرصاص كل بضعة أيام للمقاتلين. وفي الشهر الماضي، أدرك قائد الدبابة أنه كان في دائرة الشبهة، فما كان أمامه سوى الفرار والانضمام الى الانتفاضة.
وعلى الرغم من ذلك، لا يزال من الممكن شراء ذخيرة من الأفراد الفاسدين في قوات الأمن السورية والميليشيات الموالية للحكومة والمعروفة باسم “الشبيحة”، كما يقول الثوار. لكن حتى أسعار هذه الأسلحة ارتفعت، فبات ثمن رشاشات الكلاشينكوف 2000 دولار للقطعة الواحدة، وثمن الرصاصة الواحدة 8 دولارات، بعد أن كان دولارين فقط في الأشهر الماضية.
والحصول على المال أسهل بكثير من الحصول على السلاح، فيواصل السوريون في المنفى ارسال الأموال الى المعارضة وقيادة الجيش السوري الحر، التي تتمركز تحت حراسة تركية وثيقة في معسكر خاص خارج أنطاكيا.
لكن الجيش السوري الحر بدوره لا يستطيع تقديم الأسلحة للثوار، كما يقول الكردي الذي اشار إلى أن “المقاتلين يأتون للقيادة بهدف الحصول على الأسلحة، لكننا لا نملك السلاح. نحن نبذل قصارى جهدنا لمساعدتهم بالمال حتى يتمكنوا من محاولة شراء الأسلحة من الداخل”.
وقال الكردي: “لكن الوعود بتقديم الدعم المالي لم تتحقق. وحتى لو نفذوا وعودهم، لن يكون للمال أي معنى، نظراً للنقص في الإمدادات العسكرية”.
الجيش السوري يقصف مدينة نش أحد معاقل حركة الاحتجاج شرق ادلب
تشكيل مجلس عسكري في العاصمة عشية “جمعة يا دمشق قادمون”
وكالات
أعلن معارضون سوريون عن تشكيل مجلس عسكري للثورة في دمشق وريفها عشية الدعوة إلى التظاهرة في «جمعة يا دمشق قادمون». وبدأ الجيش السوري مساء الخميس قصف مدينة نش، أحد معاقل حركة الاحتجاج شرق مدينة ادلب، شمال غربي البلاد قرب الحدود التركية.
دمشق: هذا وخرجت تظاهرات ليل الخميس الجمعة في دمشق عشية الدعوة الى التظاهر اليوم في ما اطلق عليه اسم “جمعة يا دمشق قادمون”.
وخرجت تظاهرات ليلية في احياء الميدان، وركن الدين، برزة ، وجوبر، نصرة للمدن المحاصرة وتحية للجيش السوري الحر، كما خرجت تظاهرات في عدد من مناطق الريف، بحسب ما افاد المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي.
ورفع المتظاهرون في حي جوبر “اعلام الثورة” ورقصوا على ايقاع الطبول والاغاني المعارضة للنظام، ورددوا هتافات تدعو “الواقفين على الرصيف” الى الانضمام للتظاهرات، بحسب ما اظهرت مقاطع بثت على الانترنت.
وفي حي ركن الدين، خرجت تظاهرة رفعت فيها لافتة “اقصفونا بدلاً من حمص وحماة ودرعا”، وردد المتظاهرون هتافات للمدن المحاصرة و”الجيش الحر الله يحميك” و”سكابا يا دموع العين سكابا على شهداء سوريا وشبابها”.
وفي حي برزة، انتظم المتظاهرون في صفوف وتمايلوا على وقع اغانٍ وهتافات معارضة للنظام.
وفي ريف دمشق، اظهر مقطع بثه ناشطون على الانترنت تظاهرة حاشدة في مدينة دوما ردد المشاركون فيها هتافات “الله معنا يا ثوار” و”بدك تسقط يا بشار”، ورقصوا على ايقاع الطبول ورفعوا لافتات تطالب بالتدخل العسكري الفوري.
ودعا ناشطون معارضون الى التظاهر اليوم في مختلف انحاء سوريا في ما سموه “جمعة يا دمشق قادمون” للدلالة على دخول العاصمة بقوة على خط الاحتجاجات.
ارتفعت حصيلة قتلى اعمال العنف في أنحاء سوريا الى 62 شخصاً على الاقل اكثر من نصفهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، فيما انتقدت المعارضة السورية البيان الذي اصدره مجلس الامن الاربعاء وقالت إنه لا يلبي حاجات الشعب السوري.
وهاجم الجيش النظامي عدداً من البلدات والمدن السورية، فيما هاجم مسلحون مواقع للجيش في العديد من المحافظات واعلنوا عن تشكيل مجلس عسكري في دمشق وريفها عشية الدعوة الى التظاهر في ما اطلق عليه اسم “جمعة يا دمشق قادمون”.
وجاء تصعيد العنف بعد البيان الرئاسي الذي اصدره مجلس الامن الاربعاء وطالب فيه الاسد والمعارضة الى تطبيق خطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي آنان “بشكل كامل وفوري”.
وانتقدت المعارضة البيان وقالت إنه يشكل فرصة اضافية للنظام لقمع الاحتجاجات ولا يلبي احتياجات الشعب السوري. وقال رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون إن البيان الرئاسي لمجلس الامن حول سوريا يمتاز بأنه موقف مشترك للمجتمع الدولي، لكنه لا “يستجيب للحاجات الحقيقية للشعب السوري”.
واعتبر وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو أن دمشق “ما زالت تسعى الى كسب الوقت”، مضيفاً “علينا القيام بشيء لوقف هذا العنف، وحتى تنتهي هذه المأساة الانسانية يجب أن نتحرك معاً”.
ورأى اوغلو أن الحكومة السورية فقدت شرعيتها وأن الرئيس بشار الاسد نكث بكلامه أكثر من مرة. إلى ذلك، شكت الأمم المتحدة من معوقات تحول دون وصول وكالات الإغاثة إلى المحتاجين للمساعدة في سوريا.
وقالت فاليري اموس، مسؤولة المساعدات الانسانية في الامم المتحدة، الخميس، إن وكالات الاغاثة لا تتاح لها الا “امكانيات محدودة” للوصول الى المحتاجين داخل سوريا، وذلك على الرغم من مطالبة مجلس الامن الدولي بالسماح لموظفي الاغاثة بدخول البلدان السورية المحاصرة. وقالت اموس في بيان لها إن “الوضع في سوريا مستمر في التدهور مع استمرار الاقتتال والعنف في المدن في شتى أنحاء البلاد ومنها دمشق.”
وأضافت: “ما زلت أشعر بقلق بالغ على الذين يجدون أنفسهم محاصرين في هذا الوضع. والذين تشردوا يحتاجون الى الطعام والمأوى والمساعدة الطبية. وما زلت أطالب بالسماح بدخول المنظمات الانسانية بلا قيد.”
وقالت اموس: “في الوقت الحالي لا يمكننا سوى تنفيذ أنشطة محدودة لتقديم الطعام والمساندة الصحية ومساعدات الصحة العامة داخل سوريا، وذلك بسبب انعدام الامن وضيق الامكانيات المتاحة للمنظمات الانسانية للوصول الى المحتاجين.”
وكان مجلس الامن الدولي قد عقد جلسة غير رسمية الخميس مع اعضاء لجنة شكلها مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة للتحقيق في جرائم حرب يحتمل ارتكابها خلال حملة الحكومة السورية التي مضى عليها عام على المحتجين المطالبين بالديموقراطية.
وكانت حكومة الرئيس بشار الأسد قد رفضت التعاون مع اللجنة. وقال السفير الالماني في الامم المتحدة بيتر فيتيج بعد اجتماع الخميس مع اللجنة إن المجلس يجب أن يدرس اجراء تحقيق دولي. وتابع: “في الغياب الكامل لامكانية الوصول وعدم تعاون الحكومة السورية، فإنه يجب على مجلس الأمن أن يفرض بنفسه لجنة تحقيق دولية. وعلى المجلس أن يضمن أن تتم تلبية مطالبه بارساء المحاسبة”.
ميدانياً، بدأ الجيش السوري مساء الخميس قصف مدينة نش، أحد معاقل حركة الاحتجاج شرق مدينة ادلب، شمال غربي البلاد قرب الحدود التركية.
وقال المر اسل إن أولى الانفجارات التي نجمت عن مدافع دبابات متمركزة في ادلب قد أصابت عدداً من المساكن في ضواحي المدينة وآثارت الذعر في صفوف السكان الذين بدأ الآلاف منهم الفرار.
واتخذ معارضون مسلحون مواقع لهم للحؤول دون سيطرة الجيش السوري على هذه المدينة التي يقطنها 30 ألف نسمة. وكان قائد محلي في “الجيش السوري الحر” يدعى ابو سلمو قد أكد في وقت سابق الخميس أنه في حال قرروا الدخول الى نش، فإن المدينة ستتحول الى جحيم مثل بركان ثائر لا يستطيع أي شيء وقفه.
موقف أنقرة بخصوص انشاء منطقة عازلة ما زال مبهماً
محلّلون: تركيا مدعوّة إلى مراجعة موقفها من سوريا
أ. ف. ب.
يبدو أن تركيا التي كانت في الخط الامامي في معالجة الازمة السورية راهنت اكثر من المطلوب على انهيار سريع لنظام دمشق وبات عليها مراجعة مقاربتها، بحسب معلقين ومحللين، قبل أيام على انعقاد مؤتمر “اصدقاء سوريا” في اسطنبول.
اسطنبول: يقول سركان دميرتاش في صحيفة حرييت ديلي نيوز (الناطقة بالانكليزية): “احرى بتركيا مراجعة سياستها بخصوص جارتها في الجنوب، قبل المؤتمر الثاني لاصدقاء سوريا المقرر عقده في الاول من نيسان/ابريل في اسطنبول، مع تفضيل الجهود الديبلوماسية على أي خيار آخر”.
ويقصد الكاتب بعبارة “الخيارات الأخرى” السيناريوهات المختلفة المتداولة في انقرة والعواصم الغربية أو العربية مثل فتح ممرات انسانية وانشاء منطقة عازلة في سوريا لاستقبال الفارين من القمع أو مساعدة الثوار مباشرة.
ودعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان دمشق في 6 اذار/مارس الى السماح بفتح ممرات انسانية “على الفور”. ولم يوضح إن كانت الممرات ستنطلق من بلاده التي تتشارك مع سوريا حدوداً بطول 900 كلم.
وبخصوص انشاء منطقة عازلة ما زال موقف انقرة مبهماً.
وصرح وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الاثنين “إننا مصممون على بحث جميع الاجراءات الممكنة لضمان أمننا على الحدود وانهاء معاناة اشقائنا السوريين”.
واعتبر دميرتاش أن انشاء منطقة عازلة، الذي يتطلب ارسال قوات اجنبية الى سوريا، ” لن يسيء فحسب الى صورة تركيا في المنطقة بل سيتعارض مع مبادئها الديبلوماسية التي تعتمد على ركيزة اساسية هي السلام”.
وشاهد مراسلو فرانس برس الاربعاء مهربين يعبرون الحدود التركية السورية حاملين بنادق وخراطيش الصيد، ولم يروا أي سلاح حربي.
وبعد أن حاول اردوغان الضغط على دمشق لتنفيذ الاصلاحات عاد وقطع العلاقات مع الرئيس السوري بشار الاسد “صديقه” سابقاً. وقال في اواخر تشرين الثاني/نوفمبر متوجهاً اليه بالحديث “سترحل انت ايضاً يوماً ما”.
لكن يبدو أن انقرة “وضعت نفسها في مأزق”، بحسب الكاتب سميح ايديز من صحيفة “ميليات”.
وقال الكاتب: “كانت حسابات تركيا تقوم على عدم استمرار الانتفاضة في سوريا مطولاً، وعلى أن الاطاحة ببشار الاسد ستكون سريعة، كما جرى في تونس ومصر وليبيا، لتبرز تركيا آنذاك كمنقذ قوي النفوذ في سوريا الجديدة”.
غير أن تركيا مهددة حالياً بتدفق اللاجئين وتشهد تناقضات محلية حيث تضم أقلية علوية، قريبة من العلويين الحاكمين في دمشق، “تشعر بنوع من الاستياء من موقف انقرة حيال سوريا”.
واعتبر الكاتب أن النظام السوري باقٍ على ما يبدو في مكانه “لفترة اطول بكثير (…) مما استعدت له انقرة”.
في اواخر شباط/فبراير، قال النائب عن حزب الشعب الجمهوري المعارض فاروق لوغ اوغلو: “حتى الآن لا يبدو أن النظام السوري كأنه موشك على الرحيل أو سيطاح به”، معرباً عن الأسف لعدم “ابقاء انقرة على قنوات الحوار والتواصل مفتوحة مع دمشق”.
في الواقع، فإن موقف انقرة المحرج يعاني منه ايضاً غربيون وعرب بحسب كاتب آخر في “ميليات”، هو قادري غورسيل.
وتساءل هذا الاخير: “هل يملك تحالف الغرب خطة من اجل سوريا؟ وهل توجد في هذا البلد معارضة ذات مصداقية؟”
حماه وحمص وإدلب تحت القصف.. ومجلس عسكري للثورة بدمشق
اشتباكات عنيفة عشية جمعة «يا دمشق قادمون» * مسؤول بعثي ينشق ويؤكد وجود إيرانيين في لجنة الأزمة
بيروت: يوسف دياب وكارولين عاكوم لندن: نادية التركي
استمرت عمليات القمع واستهداف المحتجين السوريين في معظم المناطق، وكانت كل من حماه وحمص وإدلب على رأس هذه القائمة، بعد تعرضها لقصف عنيف.
وفي الوقت ذاته، أعلن عسكريون منشقون تأسيس مجلس عسكري في دمشق وريفها لتنظيم تحركات المنشقين عن القوات النظامية في هذه المنطقة. ووضع المقدم خالد الحمود هذه الخطوة في سياق تنظيم الأمور عسكريا، الذي يهدف إلى تسهيل عملية الاتصال والتنسيق على الأرض بين الكتائب في مختلف المناطق.
ودارت اشتباكات عنيفة عشية الدعوة إلى التظاهر في جمعة «يا دمشق قادمون»، وأعلن اتحاد تنسيقيات الثورة عن سقوط 63 قتيلا. وأكد مصدر في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» أن «قوات النظام حاصرت حي الحميدية وحي الأربعين في إدلب وقصفتهما براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، واستهدفت قلعة المضيق الأثرية لليوم الثالث على التوالي.
لى ذلك، أعلن أمين فرع إدلب سابقا في حزب البعث انشقاقه عن الحزب، من تركيا، أمس. وقال محمد عبد الله الشيخ لـ«الشرق الأوسط» إن سوريا وإيران وحزب الله يمشون على إيقاع واحد، وإن «دور سوريا أصبح محيدا؛ فبعد أن كانت تلعب دورا رئيسيا في المنطقة، تحولت إلى تابعة»، وأكد أن خلية إدارة الأزمة في النظام مرتبطة بلجنة مشكّلة من سوريين وإيرانيين وعناصر من حزب الله لإدارة كل ملفات سوريا.
حماه وحمص تحت القصف.. واشتباكات عنيفة عشية «جمعة يا دمشق قادمون»
مصدر في «الجيش الحر» لـ «الشرق الأوسط»: إطلاق كتيبة خاصة من السويداء قريبا
بيروت: كارولين عاكوم
لا تزال عمليات القمع واستهداف المحتجين السوريين مستمرة في معظم المناطق، وكانت كل من حماه وحمص وإدلب على رأس هذه القائمة بعد تعرضها لقصف عنيف، كما أفيد باشتباكات عنيفة وقعت في أحياء منها، ولا سيما في حي الأربعين والحميدية في حماه بين «الجيش الحر» والجيش النظامي. يأتي ذلك فيما أعلن منشقون عن الجيش تشكيل مجلس عسكري في دمشق وريفها عشية الدعوة إلى التظاهر في «جمعة يا دمشق قادمون».
وفي حصيلة أولية، أعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا عن وصول عدد شهداء، أمس، إلى 52 بينهم 12 طفلا و4 سيدات ومجند، وقضى اثنان منهم تحت التعذيب، و22 في إدلب و13 في حماه و10 في حمص و3 في درعا واثنان في ريف دمشق، إضافة إلى قتيل في كل من حلب ودمشق.
وفي حين أفاد ناشطون بإعدام 5 مدنيين في حي الحميدية بحماه، أكد مصدر في «الجيش الحر» لـ«الشرق الأوسط» أن «قوات النظام حاصرت حي الحميدية وحي الأربعين في إدلب وقصفتهما براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، واستهدفت قلعة المضيق الأثرية لليوم الثالث على التوالي. وهذه العمليات لم تستثن النازحين بسهل الغاب حيث نزح عدد كبير من أبناء حماه».
كذلك، أفاد ناشطون بأن حي الأربعين في حماه تحول إلى «ساحة معركة» وقع خلالها عدد كبير من الجرحى والقتلى الذين دفنوا في حديقة مجاورة، بحسب ناشطين سوريين. كما دمر عدد كبير من المنازل. وأظهرت مقاطع فيديو على موقع «يوتيوب» دبابات منتشرة في حماه ودبابة أخرى تعرضت للتدمير على أيدي مقاتلي «الجيش السوري الحر». وأوضح ناشط من المعارضة في حماه «أن 70 دبابة على الأقل تمركزت حول حماه منذ أسبوع لتعزيز قوات الجيش الموجودة في المدينة بالفعل. وتركز القصف على أحياء مشاع والحميدية والأربعين». وكان ناشطون أشاروا في وقت سابق إلى مقتل ضابط من الجيش السوري في اشتباك مع منشقين في سهل الغاب بريف حماه.
وأعلنت لجان التنسيق المحلية عن تنفيذ إضراب عام في حماه وأقفلت الأسواق التجارية لليوم الثاني على التوالي، مع تفاقم الوضع الإنساني في كل أحياء المدينة، وخاصة أحياء الحميدية والمناخ والصحة والشرقية، واستمرار عمليات المداهمة والسرقة والحرق للمنازل، وأكدت اعتقال عدد كبير من الشباب في شارع الكرم وشارع المؤسسة في حي الحميدية، كما اقتحمت قوات النظام منطقة معردس وسط إطلاق نار كثيف وأنباء عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى وإحراق بيوت الناشطين.
وأكد المصدر في «الجيش الحر»، لـ«الشرق الأوسط» أنه يتم الإعداد لإطلاق كتيبة خاصة من السويداء تابعة لـ«الجيش الحر» وسيتم الإعلان عنها قريبا.
وفي حمص، قالت لجان التنسيق المحلية إن قذائف سقطت صباح أمس على حي الحميدية بحمص، مما تسبب في إصابة منازل وتصاعد سحب دخان، واستهدفت قلعة الحصن بقصف عنيف وعشوائي بالهاون والأسلحة الثقيلة. وأفاد ناشطون بأن الجيش النظامي قصف بالأسلحة الثقيلة أحياء الخالدية وباب هود والبياضة والصفصافة والسوق المركزية. وأعلنت لجان التنسيق عن سقوط قتيل وعدد من الإصابات في حي جورة الشياح، بينهم حالات خطيرة جراء إطلاق رصاص كثيف من قناصة الأمن المتمركزة في المستشفى الوطني.
ونشر ناشطون على صفحة لجان التنسيق، فيديو يظهر العثور على جثث نسوة ذبحن في حي العدوية في حمص.
كما أعلنت لجان التنسيق عن عمليات قنص عشوائية من قبل الشبيحة الموجودين في حي العباسية وحاجز كلية البتروكيمياء باتجاه المدنيين العزل في حي الربيع العربي.
وأكد المصدر في «الجيش الحر» أن أحياء باب السباع والرفاعي تعرضت لقصف عنيف ويعاني أهلها من وضع معيشي وإنساني صعب.
وفي إدلب، أعلن عن قصف عنيف تعرضت له بلدة سرمين في محافظة إدلب في شمال سوريا واقتحام قوات النظام للقرية وتنفيذ حملة مداهمات وسط إطلاق نار عشوائي. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن 10 أشخاص من بينهم 3 أطفال وسيدتان قتلوا «إثر إصابة حافلة صغيرة بإطلاق نار كانت تقلهم قرب بلدة سرمين». وقال «الجيش الحر» إن قوات النظام ارتكبت مجازر في جبل الزاوية في إدلب وأحرقت منازل.
وفي حين أوضح مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، أن «الحافلة كانت تقل 13 شخصا، قتل منهم 9 أشخاص من عائلتين مختلفتين، إضافة إلى السائق»، قال عضو الهيئة العامة للثورة السورية في إدلب، ميلاد فضل إن «الحافلة كانت تنقل نازحين إلى تركيا».
كذلك، أعلنت لجان التنسيق المحلية أن طائرات النظام حلقت في سماء المدينة للتصوير بالتزامن مع محاصرة أحياء ومداهمات وأعمال سرقة ونهب وتخريب. كما تم اقتحام بلدتي سفوهن وفليفل في جبل الزاوية بالمدرعات والآليات العسكرية والبحث عن منشقين في المنطقة المحيطة للبلدتين.
وفي دمشق التي خرجت فيها مظاهرات في حي برزة، شهدت استنفارا أمنيا بعد المواجهات الأخيرة في حي المزة، وتحدث ناشطون عن انفجارات في حيي القابون وركن الدين.
وفي ريف دمشق، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن قوات الأمن، مدعومة برشاشات مضادة للطيران وناقلات الجند، اقتحمت كفر بطنا وقامت بحملة مداهمات واعتقالات عشوائية وتمشيط المزارع في منطقة الزور. وقالت لجان التنسيق المحلية إن اشتباكات عنيفة وقعت بين الجيش ومنشقين في الحارة الغربية بالزبداني التي استعادتها القوات الحكومية قبل أسابيع.
وفي ريف دمشق، اقتحمت دبابات الجيش حرستا التي شهدت في وقت سابق اشتباكات بين القوات السورية ومنشقين عنها.
وفي دوما، استمر الإضراب العام لليوم الثالث على التوالي بسبب اقتحام المدينة من قبل قوات النظام وإطلاق النار العشوائي لمنع تشييع الشهداء.
وفي درعا، أشارت لجان التنسيق أيضا إلى أنباء عن انشقاق في مقر اللواء 52 في مدينة الحراك حيث سمع دوي انفجارات وإطلاق نار كثيف من المقر ليلة أمس كما أفيد بسقوط جندي من الجيش النظامي السوري وإصابة أربعة آخرين بجروح إثر إطلاق مجموعة مسلحة منشقة النار على سيارة كانت تقلهم قرب قرية صيدا.
كما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات النظامية السورية نفذت حملة مداهمات في دير الزور واعتقالات في مدينة القورية بحثا عن مطلوبين للسلطات السورية وأسفرت الحملة، حتى وقت النشر، عن اعتقال 10 مواطنين، بينهم 4 من عائلة واحدة.
وفي درعا، أفاد ناشطون في الحراك، باستقدام تعزيزات أمنية على الحواجز في المدينة واستمرار الحصار لليوم الـ24 على التوالي، كما شنت قوات النظام حملة مداهمات في المدينة وانتشرت بشكل كثيف في الحي الشرقي، وأحرقت الدراجات النارية في الحي الشمالي، فيما أظهر شريط فيديو نساء البلدة وهن يحضرن الطعام لـ«الجيش الحر». وفي بانياس، خرجت مظاهرة نسائية تضامنا مع أمهات سوريا، هتفت لأبنائهن من أفراد «الجيش الحر».
«الجيش الحر» يعلن تأسيس مجلس عسكري في دمشق وريفها
المقدم خالد الحمود لـ «الشرق الأوسط»: سيتم تأسيس مجالس عسكرية في كل المناطق لتنظيم العمل ودعم الحكم المدني بعد التحرير
بيروت: كارولين عاكوم
ضمن خطة ترتيب البيت العسكري في الجيش السوري الحر وكتائبه المنتشرة في معظم المناطق السوري، أعلن عسكريون منشقون تأسيس مجلس عسكري في دمشق وريفها لتنظيم تحركات المنشقين عن القوات النظامية في هذه المنطقة. ووضع المقدم خالد الحمود هذه الخطوة في سياق تنظيم الأمور عسكريا، الذي يهدف إلى تسهيل عملية الاتصال والتنسيق على الأرض بين الكتائب في مختلف المناطق. وأكد لـ«الشرق الأوسط» أنه «سيتم في المرحلة المقبلة تأسيس مجالس عسكرية مصغرة في كل المناطق التي يوجد فيها الجيش الحر، لتكون بمثابة الداعم للحكم المدني بعد التحرير»، مشيرا إلى أن هذه المجالس العسكرية مرتبطة وعلى اتصال دائم مع «المجلس العسكري للجيش الحر»، الذي يرأسه العميد مصطفى الشيخ، وينضم تحت لوائه كل الضباط برتب عالية، ومع الجيش الحر الذي يرأسه العقيد رياض الأسعد.
وأضاف الحمود: «وهذا التنظيم شمل تأسيس لجان مالية ضمن المجالس العسكرية لتلقي الدعم المالي والعسكري والإشراف على توزيع السلاح لوضع حد لفوضى السلاح». وفي هذا الإطار، لفت الحمود إلى أنه يعمل على تسجيل أرقام كل الأسلحة التي يتم شراؤها أو تلك التي يحصل عليها العسكريون بأي وسيلة كانت، ليتم فيما بعد إعادة الأموال لهم، وبالتالي التسليح المدروس.
وكان المقدم الحمود قد أعلن، في فيديو مسجل، بيان تأسيس المجلس العسكري في دمشق، دعا خلاله «الشرفاء من ضباط وصف ضباط وأفراد، الذين لا يزالون في الجيش النظامي أن يلتحقوا بصفوف الجيش الحر».
من جهته، قال المتحدث باسم «مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق»، أحمد الخطيب، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن المجلس العسكري سيأخذ على عاتقه «تنظيم المقاتلين وتشكيل المجموعات العسكرية بناء على الخبرة العسكرية التي يتمتع بها الضباط المنشقون». وأضاف: «إن وجود قيادة واحدة للمنشقين عن جيش الأسد يعطي ارتياحا للجهات التي ترغب في دعم الجيش السوري الحر».
وردا على سؤال حول قبول تطوع المدنيين في المجموعات التي يشرف عليها المجلس، قال الخطيب: «الأفضلية بطبيعة الحال للعسكريين، ولكن في حال توفر السلاح بشكل كاف، فإن قبول تطوع المدنيين قد يكون مطروحا تحت قيادة المجلس العسكري».
وعلى خط وجود كتائب الجيش الحر وانتشارها في المناطق السورية والعمليات التي تقوم بها، قال الحمود لـ«الشرق الأوسط»: «انسحابنا من حمص وإدلب كان تكتيكيا للمحافظة قدر الإمكان على حياة المدنيين، لكن لا يزال أكبر جناح للثورة موجود في ريف إدلب وفي أماكن غير مكشوفة بالنسبة إلى قوات النظام، وهو يضم نحو 7000 مقاتل بينهم 2500 مسلح. أما في دمشق وحلب، فعملياتنا تنفذ ضمن مبدأ العمليات المدروسة والدقيقة والسريعة، مع العلم أن حلب ستشهد في الأيام المقبلة عمليات قتالية نوعية، بعدما أرسلنا إليها جماعات مدربة من جبل الزاوية، وعمدنا إلى إنشاء كتائب خاصة. وفي دمشق، على الرغم من أن وجودنا كبير، لكن لا يزال ينقصنا السلاح النوعي لمواجهة قوات النظام».
وفيما يتعلق باللاذقية وطرطوس، لفت الحمود إلى أن هناك تعليمات بعدم تنفيذ أي عمليات لأن معظم السكان في هاتين المنطقتين هم من العلويين، وبالتالي الأمر سيؤدي إلى عمليات انتقام ضد الطائفة السنية».
أجهزة الأمن السورية تشن هجوما إلكترونيا وميدانيا على «أخبار حلب» المنشقة
لندن: نادية التركي
شنت أجهزة الأمن السورية أمس هجوما إلكترونيا وميدانيا على شبكة «أخبار حلب» التي أعلنت انشقاقها عن النظام الأسبوع الماضي، وأكد ناشط سوري لـ«الشرق الأوسط» أنه «على ما يبدو، وبعد كشف التفاصيل الخاصة بعمل الجيش الإلكتروني في مقابلة (الشرق الأوسط) التي نشرت أول من أمس، فإن أجهزة الأمن السورية تمكنت من اختراق صفحة (أخبار حلب) المنشقة واستعادتها». وأضاف: «كثفت ليلة أول من أمس عملها بشكل مخيف، حيث قامت باقتحامات لبيوت أقارب مديري الصفحة المنشقين، بعد الساعة الـ4 فجرا، وتم تكثيف محاولات اختراق الصفحة في الوقت نفسه تقريبا».
وأكد الناشط الذي طلب عدم ذكر اسمه أن «انشقاق الشبكة كان ضربة كبيرة لهم (النظام)، ولكن كانوا، على ما يبدو، ينوون تجاهل الموضوع، ولكن بعد نشر المقابلة في (الشرق الأوسط) أصبحت هناك حالة تحد لأجهزة الأمن، وأرادوا القيام بضربة نوعية يكسبون منها إعلاميا».
وقال الناشط السوري إن مديري الصفحة المنشقين كانوا متوقعين هذا الأمر، فهم «كما أشاروا في المقابلة، أفراد مقابل أجهزة حكومة أو حكومات، وبالتالي، لا يمكن لهم بإمكانات بسيطة أن يقاوموا إمكانات النظام الإلكترونية، خاصة أن الصفحة في الأصل منشأة من قبلهم، وبالتالي، فإن المعلومات الأساسية لدى (فيس بوك) مسجلة في حساباتهم».
سقوط قذائف سورية في أراض لبنانية يعيد السخونة الأمنية إلى المناطق الحدودية
وزير الداخلية اللبناني لـ «الشرق الأوسط»: سنبقى بمنأى عن أخطار الأزمة السورية
بيروت: يوسف دياب
تشهد المناطق اللبنانية الواقعة على تخوم الحدود السورية في شمال لبنان وبقاعه سخونة متصاعدة يوما بعد يوم، وكان آخر ذلك سقوط خمس قذائف سورية ليل أول من أمس، داخل حقول بلدة القاع في منطقة البقاع، مما أدى إلى إصابة لبناني بشظايا إحدى هذه القذائف. وتزامن ذلك مع إطلاق نار كثيف من مواقع الجيش السوري باتجاه منطقة وادي خالد في شمال لبنان، بحسب ما أعلن مصدر أمني لبناني، أوضح أن «مواقع الجيش السوري في بلدة العريضة الحدودية أطلقت قرابة التاسعة ليلا (أول من أمس) قنابل مضيئة فوق النهر الفاصل بين البلدين، وأعقب ذلك إطلاق نار كثيف وقذائف آر بي جي باتجاه الأراضي اللبنانية». في حين أعلنت مصادر ميدانية أن «بعض سكان بلدة المقيبلة اللبنانية الحدودية خرجوا من بيوتهم مذعورين من أصوات إطلاق النار والانفجارات»، مشيرة إلى «عدم وقوع ضحايا أو أضرار في المنازل».
في هذا الوقت، أكد وزير الداخلية اللبناني مروان شربل، لـ«الشرق الأوسط»، أنه «لا خلفيات سياسية لما يحصل على الحدود مع سوريا من حين إلى آخر». وقال «عندما يحصل إطلاق نار أو اشتباكات داخل المناطق السورية القريبة من لبنان تصاب البلدات اللبنانية الحدودية ببعض الطلقات، لكن لا حزازيات بين لبنان وسوريا». وشدد على أن «لبنان سيبقى بمنأى عن الأخطار لأن الكل بحاجة ليكون لبنان مستقرا، ولست متخوفا من امتداد شرارة الأحداث السورية إلى لبنان». ولفت إلى أن اجتماعاته مع القيادات الأمنية «دائما ما تركز على ضبط الحدود ومنع تهريب الأسلحة من لبنان إلى سوريا ومن سوريا إلى لبنان، ومسألة الألغام المزروعة على الحدود ومراقبتها».
وردا على سؤال عن تعاطي الدولة مع السوريين الوافدين حديثا إلى لبنان، فرّق شربل بين الجانب الإنساني والجانب السياسي، وأضاف «واجبنا أن نقدم المساعدات الإنسانية والاجتماعية للنازحين على أكمل وجه، خصوصا المصابين منهم والذين ليس لهم مأوى، كما كان اللبنانيون بحاجة إلى السوريين في أيام الحرب، شرط ألا يكون وجود البعض يخل بالأمن اللبناني»، محذرا من «مجيء أحد من سوريا إلى لبنان ليشتغل في السياسة ضد سوريا، لأن هذا الأمر حساس ولا نسمح به». وفي سياق متصل بأمن الحدود، استجوب قاضي التحقيق العسكري في لبنان عماد الزين، اللبناني «حسين. ح»، وأصدر مذكرة وجاهية بتوقيفه في جرم نقل أسلحة إلى «الجيش السوري الحر»، عبر مشاريع القاع.
وكان وزير الداخلية ترأس في مكتبه في الوزارة ظهر أمس اجتماع اللجنة التقنية لضبط الحدود المشتركة بين لبنان وسوريا، في حضور المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، ورئيس لجنة مراقبة وضبط الحدود العميد الركن مانويل كرجيان، والمدير العام للجمارك بالإنابة شفيق مرعي، ومستشار وزير الداخلية والبلديات العميد بيار سالم. وعرض المجتمعون التطورات الميدانية على الحدود البرية بين لبنان وسوريا، وتمت مناقشة بعض الأمور العملانية المتعلقة بالقوى الأمنية المنتشرة على الحدود اللبنانية لناحية تنفيذ المهام وتوزيع وإدارة العديد. وتطرق المجتمعون إلى موضوع الاستراتيجية المتكاملة لضبط الحدود من النواحي العملانية والإنمائية والاقتصادية، والتعديلات المقترحة من قبل الأجهزة المعنية بهذا الموضوع. وتم الاتفاق على عقد جلسات لاحقة لإتمام المسودة النهائية العائدة لهذه الاستراتيجية ليصار إلى عرضها على مجلس الوزراء.
نزوح جديد من القصير وجوارها إلى لبنان استباقا لحملة واسعة تحضر لها الفرقة الرابعة
ناشط لـ «الشرق الأوسط»: خوفنا الأكبر من اغتصاب النساء كما حصل في حمص
بيروت: يوسف دياب
شهدت الحدود اللبنانية – السورية من جهة بلدة القاع البقاعية، حركة نزوح جديدة لمواطنين سوريين، باتجاه المناطق اللبنانية الحدودية، خصوصا من مدينة القصير والبلدات المجاورة لها، لا سيما النظارية وربلة التي تتعرض لقصف عشوائي، ويأتي هذا النزوح الكثيف نسبيا نتيجة تخوف الناس من عملية عسكرية تحضر للمنطقة لتطهيرها من الثوار وعناصر الجيش الحر، كما نقل أمس المواطن السوري محمد تاج الدين عن طريق بلدة عرسال البقاعية الحدودية، وهو مصاب بطلق ناري في رأسه داخل الأراضي السورية، وأدخل مستشفى دار الأمل الجامعي في دورس قرب مدينة بعلبك لتلقي العلاج.
وكشف الناشط السوري أنس أبو علي، عن «حركة نزوح كثيفة في الساعات الـ24 الأخيرة، بسبب المعلومات التي تتحدث عن حملة عسكرية كبرى تحضر لها الفرقة الرابعة (التي يرأسها شقيق الرئيس السوري ماهر الأسد)، وتستهدف القصير والبلدات المؤيدة للثورة». وأكد أنس لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخوف لم يعد من القتل والمجازر التي تزداد يوميا للقوات النظامية، إنما الخوف من اغتصاب النساء كما حصل في حمص وغيرها، خشيتنا كبيرة على أعراضنا وكراماتنا، لأن هذا النظام ليس له دين ولا أخلاق ولا قيم». ولفت إلى أن «الجيش السوري النظامي أعاد زرع الألغام على الحدود مع لبنان، لكن شباب الثورة يعرفون بعض الممرات السرية التي يؤمنون عبرها خروج العائلات إلى المناطق اللبنانية المجاورة في البقاع وشمال لبنان، وتمكنوا (الثوار) في الساعات الماضية من إجلاء أكثر من 500 شخص جلهم من النساء والأطفال إلى البقاع»، مشيرا إلى أن «هذا النزوح المتواصل جعل مدينة القصير فارغة بنسبة 75 في المائة، وبلدات أخرى شبه خالية من سكانها».
وأشارت مصادر ميدانية لبنانية لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «هناك تدفقا جديدا لعائلات سورية من قرى وبلدات هيت والسماقية والبويت، وأخرى من حمص والقصير وصلت إلى جبل أكروم ووادي خالد». وأكدت أن «هذه العائلات بحالة إنسانية صعبة للغاية وتحتاج إلى المساعدة، لا سيما أن معظمهم لم يحملوا معهم إلا ثيابهم التي يرتدونها». وشددت على «الحاجة إلى تقديم المساعدات لها من المؤسسات الإنسانية لأن حاجاتهم تفوق طاقة أهالي المنطقة الذين يستقبلونهم في بيوتهم».
إلى ذلك، قام «ائتلاف الجمعيات الخيرية لإغاثة النازحين السوريين»، بالتعاون مع معهد البخاري الشرعي بتوزيع 800 حصة غذائية على الأسر النازحة في قرى الرامة والعماير والهيشة والبقيعة في وادي خالد، وفي بلدتي مشتى حسن ومشتى حمود. وتضمنت هذه الحصص مواد غذائية وتنظيفية وملابس وتمورا، ويستكمل الائتلاف عملية التوزيع إلى بقية مناطق عكار في الأيام المقبلة.
تصريحات لافروف عن «حكم السنة» في سوريا تثير إدانات موسعة
استنكار عربي لـ«دس الأنف الروسي» في «خصوصيات» الرئيس القادم
القاهرة: محمد عبده ومحمود محسن بيروت: ثائر عباس ويوسف دياب بغداد: حمزة مصطفى الرباط: لحسن مقنع * تونس: المنجي السعيداني
هاجمت أغلب القوى العربية والإقليمية تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بشأن المخاوف من ضغوط في المنطقة لإقامة نظام سني في حال سقط النظام السوري الحالي برئاسة بشار الأسد. وفي حين أشارت بعض القوى السياسية والدينية إلى «جهل» لافروف بطبيعة دور الأقليات في العالم العربي، أعربت أغلب الآراء عن شديد استنكارها لـ«دس الأنف» الروسي في الشؤون الداخلية أو العرقية بالمنطقة.. فيما التمس البعض العذر للارتباك الروسي، الذي يأتي خشية فقدان آخر معاقل روسيا في العالم العربي المعاصر.
وفي لبنان، علق رئيس «هيئة علماء الصحوة الإسلامية» (السلفية) الشيخ زكريا المصري على كلام لافروف، فرأى فيه «تهويلا على الناس لتخويفهم من أهل السنة، من أجل إيجاد المبررات السياسية لتثبيت نظام الأسد المجرم والقاتل في الحكم». وأكد المصري لـ«الشرق الأوسط» أن «الوزير الروسي يجمع بكلامه بين العداء الروسي الشيوعي التاريخي للإسلام والمسلمين وأهل السنة بشكل خاص، وبين مصالحه السياسية مع النظام العلوي المستمد عقيدته من الفكر الشيوعي الملحد»، مشددا على أن «أهل السنة هم الأكثر قبولا للتعايش مع الآخرين، لأنهم أهل الانفتاح ويستمدون شرعهم من القرآن الكريم الذي يقول (وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل)».
بدوره، اعتبر عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب أنطوان زهرا أن ما أدلى به لافروف «هو محاولة تخويف من أن البديل عن نظام آل الأسد الذي يدّعي العلمانية، هو نظام إسلامي، بمعنى أن ذلك يخالف مطالب الشعب السوري بالحرية والتنوع والديمقراطية»، مذكرا بأن «الثورة السورية انطلقت من شعارات وهتافات تقول «واحد واحد واحد، الشعب السوري واحد»، ولذلك، فإن أفكار التخويف من البديل ما هي إلا أسلوب من أساليب الدفاع عن هذا النظام وإعطائه مبررات الاستمرار، لكن هذا لن يفيد لأن الشعب السوري حسم خياراته تجاه هذا النظام القمعي». وقال «بعد التجربة اللبنانية رغم صعوبتها، وبعد وثيقة الأزهر الأخيرة والشهيرة، ومع كلام الإسلام المعتدل، فإن الشرق الأوسط يذهب باتجاه الاعتدال وقبول الناس لبعضهم بعضا، ولن يكون هناك مجال لغلبة فئة على أخرى».
وفي القاهرة، قال مهدي عاكف، المرشد السابق لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، إن الأمر ليس بجديد على روسيا، وإن السفير الروسي بالقاهرة عندما قام بزيارة لمكتب الإرشاد مؤخرا حاول تغيير موقف الجماعة من الوضع في سوريا واستمالته نحو تأييد النظام، وهو ما رفضته الجماعة، مضيفا أن «المرشد (الحالي الدكتور محمد بديع) حمل روسيا مسؤولية إراقة النظام السوري لدماء الأبرياء من السوريين».
من جانبه، أكد الدكتور رشاد البيومي، نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين، أن هذا التصريح ليس مستغربا من النظام الروسي، مؤكدا أن النظام الروسي لا يهتم إلا بمصالحه فقط، وأنه نظام يتضاد مع الأديان السماوية، مستغربا من استناد بعض البلدان «الإسلامية» لهذه الأنظمة التي تبيح القتل والتدمير مقابل الحفاظ على مصالحها الشخصية مع أنظمة بعينها. وقال البيومي «من المؤسف أن يكون لمثل هذه الأنظمة الرأي في بلادنا، فهم لا يهتمون إلا بمصالحهم.. ومصالحهم الآن مع نظام الأسد، وهم يقفون معه ما دامت مصالحهم تتطلب ذلك».
من جانبه، قال الدكتور طارق الزمر، المتحدث الرسمي باسم مجلس شورى الجماعة الإسلامية في مصر، إنه ليس من حق روسيا ولا غيرها تحديد الملة الأصلح لحكم سوريا من غيرها، سواء كانت الشيعية أم السنية، مشيرا إلى أن الشعب السوري هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في اختيار قادته ونظام الحكم الذي يحكمه. وأوضح الزمر لـ«الشرق الأوسط» أن المخاوف من انهيار نظام الرئيس السوري بشار الأسد ووصول السنة إلى الحكم هي تفسير سطحي وساذج للأمور، مؤكدا أن سوريا في الأصل يسودها المنهج السني السلفي، الذي يضع قواعد صارمة في التعامل مع الواقع المعاصر ولن يميز حيال الأقليات هناك حال وصوله للحكم.
=واستدل الزمر بحديث سابق للمرشد الأعلى الإيراني الراحل آية الله الخميني قبل عودته إلى إيران عام 1979، قال فيه إن مشروعه للعالم الإسلامي هو أن يحكم السنة في الدول التي بها أغلبية سنية، وأن يحكم الشيعة في الدول التي فيها أغلبية شيعية. وتابع الزمر أن «الخميني ذكر من بين الدول التي يجب أن يحكمها السنة سوريا، واعتبر أنه من الظلم أن يحكمها العلويون».
ودعا الزمر بشار الأسد لئلا «يستأسد» في مقاومة شعبه في سبيل المحافظة على الحكم، معتبرا أن المشهد الذي يوجد في سوريا الآن يجعل مظهر العرب أمام العالم دمويا وغير حضاري، وقال إنه يتشبث بالكرسي حتى لو أباد شعبه بالكامل رغم أن النهاية معروفة وهي إنهاء نظامه مهما طال الزمن.
من جهته, قال كبير مستشاري الرئيس التركي إرشاد هورموزلو، ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» عن كلام لافروف، إن تركيا «تعتقد أن ما يجري في بلدان النهضة العربية هي مسائل تعبر عن نفسها، وترتبط بمطالب الشعوب من الحرية والكرامة وليست قضايا طائفية أو دينية.. فالديمقراطية تحمي الكل».
واعتبر هورموزلو أن أي نظام عصري وحضاري هو ضمانة للجميع في سوريا، مؤكدا أن بلاده لا تتخوف من انجرار سوريا إلى مسائل تنم عن التفرق المذهبي والديني والعرقي، ومعتبرا أن الشعب السوري «يمتلك من الدهاء والحكمة ما لا يسمح بحدوث حرب أهلية ولا انشقاقات طائفية ومذهبية وعرقية»، ومشددا على أن «التشرذم الديني هو الخطر الذي يتهدد بلدان المنطقة ويجب تجنبه». وشدد المسؤول التركي على أن وحدة سوريا مبنية على التصارح والتسامح والمعايير الديمقراطية التي من شأنها أن لا تسمح بجر الشعب إلى نزاعات طائفية.
ورأى مسؤول تركي رفيع أن تجربة بلاده في الديمقراطية «لا تتوافق مع مخاوف لافروف»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن هذه المخاوف ليست واقعية لأن سوريا التي تسعى إليها المعارضة السورية مدعومة من المجتمعين الدولي والعربي لا تقوم على مبادئ الفرقة والانتقام. وأوضح المسؤول أن تركيا لا تنظر إلى مساندتها المطالب المحقة للشعب السوري من منظار طائفي، لكنها في الوقت نفسه تمتلك تجربة رائدة في مجال حكم حزب إسلامي الجذور لأكبر الدول الإسلامية العلمانية، وهذا من شأنه أن يكون الجواب الواضح على مثل هذه المخاوف.
ومن العراق، أكد النائب البرلماني عن القائمة العراقية، حامد المطلك، أنه «لا بد من القول في البداية إن ما يحصل في المنطقة بشكل عام، وهو ما جرى في العراق قبل تسعة أعوام، هو تدبير إسرائيلي أميركي لتفتيت المنطقة العربية برمتها». وقال المطلك لـ«الشرق الأوسط» إن «الأمر المستغرب هو أن تدس روسيا نفسها حتى في المشاكل الطائفية أو العرقية في المنطقة، من منطلق الخوف من إقامة نظام سني في سوريا، وبالتالي تبرير الوقوف مع النظام خوفا كما تقول على المسيحيين أو الدروز أو العلويين أو غيرهم». وأشار المطلك إلى أن «المسيحيين وسواهم من الأقليات كانوا يعيشون بين العرب منذ آلاف السنيين كمواطنين من الدرجة الأولى، ولهم أدوارهم المعروفة في التاريخ العربي والإسلامي». وأوضح أن «المصالح الروسية والغربية في المنطقة تتلاقى مع الأهداف الكلية لتمزيق المنطقة، وبالتالي فإن كل طرف من هؤلاء يريد أن يبرر تدخله تحت هذه الذريعة أو تلك».. وأوضح المطلك أنه كان له رأي مختلف عن القائمة العراقية في ما يتعلق بالشأن السوري، لكن مع استمرار عمليات القتل ضد أبناء الشعب السوري فإنه لم يعد ممكنا وتحت أي ذريعة الدفاع عن النظام السوري الحالي لأنه يذبح شعبه علنا.
بينما أكد النائب في البرلمان العراقي عن التحالف الوطني والقيادي في التيار الصدري، حاكم الزاملي، لـ«الشرق الأوسط» أن هناك قلقا عميقا في المنطقة مما يجري في سوريا، وقال «أعتقد أن الراعية لمحاولات الفتنة الطائفية والمذهبية في المنطقة هي إسرائيل وأميركا، وبالتالي فإن مخاوف روسيا تأتي من هذه الزاوية؛ حيث إنه – وبصرف النظر عما يقوله وزير الخارجية الروسي بشأن حكم سني أو شيعي – فإن سوريا بالنسبة لموسكو هي آخر معاقلها، بعد أن كان الروس خلال الستينات والسبعينات من القرن الماضي يتقاسمون نفوذ المنطقة مع الأميركان». وأشار الزاملي إلى أن «مخاوف روسيا تبدو من هذه الزاوية حقيقية، بصرف النظر عن كونها مشروعة أم لا»، موضحا «لكن من ناحية أخرى، لا بد من القول إن هناك مخاوف فعلا من تحول منطق الصراع إلى طائفي بالكامل، حيث بدأت الآن مؤشرات واضحة في سوريا من خلال عمليات قتل وتهجير للشيعة والعلويين وغيرهم، وهناك دول في المنطقة تدفع بهذا الاتجاه».
ومن تونس، قال عبد المجيد الحبيبي، رئيس المكتب السياسي لحزب التحرير (تيار إسلامي ينادي بالخلافة)، لـ«الشرق الأوسط»، إن الوضع في سوريا بالخصوص أعقد بكثير مما يلوح على الخارطة السياسية الحالية، فهي عقدة المسبحة (حجر الزاوية) – على حد تقديره – بين تركيا والعراق وإيران. واعتبر الحبيب أن المسألة تتعدى تقسيم السوريين إلى أقلية شيعية وأكثرية سنية، وأن الصراع الحقيقي يتمثل في مجموعة المبادئ التي يحملها الغرب ممثلا في أوروبا وأميركا وإدارة الصراع مع روسيا التي تتقاسم في نهاية المطاف المبادئ نفسها مع الدول الغربية.
وفرق الحبيبي بين وصول الإسلاميين بصفة عامة إلى الحكم، وتطبيق الإسلام كمنهاج حياة، وتساءل عما حققه الإسلاميون بوصولهم إلى السلطة في تونس والمغرب ومصر وربما ليبيا، وعن مدى تأثيرهم على حياة الناس هناك، وقال إن المخاوف الروسية في هذا الباب لا قيمة سياسية واستراتيجية لها، على حد قوله، وإن المسالة مرتبطة بالخصوص بمشروع ثقافي واجتماعي يطرحه من يصل إلى الحكم من التيارات الإسلامية. وقال إن الصراع مصيري بين الأمة الإسلامية والنموذج الغربي، وإن روسيا والغرب ممثلا في أوروبا وأميركا يتقاسم الأدوار نفسها، وأن حق النقض (الفيتو) الذي اتخذته روسيا قبل فترة ضد مشروع إدانة النظام السوري كان مسبوقا بتنسيق أميركي روسي للمواقف.
وأوضح الحبيبي في تصريحه أن المسألة الحقيقية المطروحة في هذه اللحظة من الصراع مرتبطة بالرأسمالية كنموذج حياتي والإسلام كمنهج حياتي مختلف، وهو صراع مبادئ بالخصوص بغض النظر عمن سيقود البلدان العربية، التي شهدت ثورات اجتماعية ضد الظلم والغطرسة والديكتاتورية، معتبرا أن تصريحات لافروف من قبيل «ذر الرماد في العيون»، على حد قوله.
وفي المغرب، انتقد عبد الصمد فتحي، رئيس الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة تصريحات لافروف، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن موقف لافروف «ينطلق من تحليل غير موضوعي وغير سليم عندما ينظر إلى القضية في بعدها الطائفي بدلا من وضعها في إطار شمولي يراعي مصلحة البلاد، ويتجاوز كل النعرات من أجل تحقيق الديمقراطية وإعطاء الكلمة للشعب».
وأضاف فتحي أن «الموقف الذي عبر عنه لافروف مجرد محاولة للالتواء على حقيقة الأمر، والتغطية على موقف الحرج الذي توجد فيه روسيا بسبب تمسكها بنظام الأسد رغم الدماء التي تسفك يوميا والأرواح التي تزهق على يد النظام»، وقال إن «الأمر في سوريا ليس مشكلة عرقية أو طائفية كما يحاول أن يقدمها وزير خارجية روسيا، وإنما هي مشكلة حرية وإدارة سليمة وتحقيق الديمقراطية ومراعاة مصلحة البلد، التي يجب أن تعلو فوق كل الاعتبارات الأخرى».
ومن جهته، يرى عبد العالي حامي الدين، القيادي في حزب العدالة والتنمية، أن تصريحات وزير الخارجية الروسي تحاول تبرير تمسك روسيا بنظام بشار الأسد، قائلا إنه «بالنسبة للروس يعتبر نظام الأسد آخر معقل استراتيجي لهم في العالم العربي وفي المنطقة، ويبدو أنهم غير مستعدين للتخلي عنه». وأضاف حامي الدين أن الوضع في سوريا يزداد تعقيدا، مشيرا إلى أن نظام الأسد ما زال يبدو متماسكا ولا تزال لديه أوراق يلعبها في لحظاته الأخيرة. وقال: «رغم التقتيل المستمر، ما زال الجسم الدبلوماسي لنظام الأسد متماسكا، وكذلك أجهزة الدولة تعمل، في حين تعرف المعارضة السورية في الخارج تشتتا وضعفا».
وأضاف أن من بين الأوراق التي يلعبها الأسد ورقة التهويل من احتمال صعود السنة، رغم أن السنة تعرف صعودا عاما في العالم العربي. وأشار إلى أن الأسد نجح نوعا ما في إقناع بعض القوى الغربية بأن إزاحته قد توفر فرصة لصعود «القاعدة» والتيارات الأصولية المتطرفة، مما جعل بعض القوى ترى أنه قد يكون الاحتفاظ بالأسد أفضل من فتح الباب أمام المجهول.
المعارضة السورية: بيان مجلس الأمن إجازة للنظام بمواصلة القتل ومحاولة إنهاء الثورة
لا ردود رسمية على القرار.. ووسائل الإعلام ركزت على إبراز تصريحات المسؤولين الروس الداعمين لنظام الأسد
بيروت: يوسف دياب
تضاربت قراءات المعارضة السورية لبيان مجلس الأمن الدولي، الذي يطالب الرئيس السوري بشار الأسد بوقف العنف فورا وفرض هدنة يومية لمدة ساعتين، لتمكين المؤسسات الإنسانية من الدخول وتقديم المساعدات للسوريين، والسماح بالمظاهرات وحق التعبير عن الرأي، وتحذير النظام من إجراءات مشددة في حال عدم تطبيقه هذه المبادرة، ففي وقت رأى فيه بعضها أن هذا البيان غير الملزم هو «بمثابة إجازة جديدة للنظام السوري بمواصلة القتل ومحاولة إنهاء الثورة»، اعتبر البعض الآخر أن إيجابياته كثيرة، إذ إنه يعبر عن إجماع دولي وتغير في الموقف الروسي، ويشكل توريطا سياسيا للأسد ونظامه».
فقد اعتبر عضو المجلس الوطني السوري نجيب الغضبان، أن «البيان ينطوي على أهمية كبيرة وعلى المجلس الوطني أن يتعاطى معه بكل إيجابية». وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «هدنة الساعتين التي أعطيت في البيان هي جزئية وأقل ما يمكن أن يطلبه مجلس الأمن من بشار الأسد، لكن فيها توريطة من الأمم المتحدة للنظام السوري، بحيث إذا استطاع إلزامه بهدنة يومية لساعتين ممكن أن يلزمه بوقف دائم لإطلاق النار، وهذه خطوة لها أبعادها السياسية أيضا». وقال «صحيح أن البيان غير ملزم، لكنه أقر بالإجماع وبموافقة روسيا، التي بدأت تغير مواقفها بحسب تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأخيرة تجاه سوريا»، مؤكدا أن «النقاط الأخرى من البيان تعطي قوة إلى المبادرة العربية ومنها السماح للمتظاهرين بالتعبير عن رأيهم وهذا يعني نهاية النظام».
بدوره، رأى المعارض السوري وليد البني (المنسحب حديثا من المجلس الوطني)، أن «البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن رغم أهميته المعنوية، فإنه يعطي مهلة جديدة لعصابة بشار الأسد لمواصلة قتل الشعب السوري». وأوضح البني لـ«الشرق الأوسط»، أن «أهمية هذا البيان هو صدوره بالإجماع، ومطالبته الأسد بسحب قواته من الشوارع ووقف القتل، وتطبيق مبادرة المبعوث الدولي كوفي أنان». وقال «الجديد في الأمر أنها المرة الأولى التي توافق فيها روسيا على بيان يحذر الأسد من إجراءات أخرى ستتخذ في حال عدم تطبيقه مبادرة أنان، وأتوقع أنه بعد هذا القرار وبعد مؤتمر أصدقاء سوريا الذي سيعقد في إسطنبول، ستكون هناك قرارات أكثر حدة لإجبار عصابات الأسد على وقف القتل»، مشددا على أن «هذه العصابة لن تتمكن من إخضاع السوريين وإجبارهم على العودة إلى الوراء وإن كانت التضحيات التي يقدمونها مكلفة وباهظة جدا، خصوصا في مرحلة ما بعد سقوط هذا النظام».
أما عضو المجلس التنفيذي في «هيئة التنسيق الوطنية» المعارضة ماجد حبو، فرأى أن «المهم في البيان الرئاسي هو الإجماع الدولي، لا سيما الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، على ضرورة وقف العنف في سوريا، سواء من قبل النظام أو المجلس الوطني والمجموعات الأخرى التي هي خارج المجلس الوطني». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هناك مؤشر على محاولة إعادة الأزمة السورية إلى مربع الحل السياسي، وإفهام الأطراف المتصارعة، لا سيما النظام السوري، بأنه لم يعد هناك من مجال لمواصلة الحل الأمني وعمليات القتل، لا سيما أن اللاعبين الأساسيين في الأزمة السورية، وتحديدا الولايات المتحدة وروسيا، توصلوا إلى وجهة نظر موحدة حيال النظام في سوريا». واعتبر أن «التعديل في وجهة نظر الروس بدا وكأنهم لا يدافعون عن الأسد، وإنما عن النظام، وربما يريدون بقاءه». وأشار إلى أن «الحل السياسي هو أفضل السبل، لأن النظام السوري طليق اليدين في الداخل، وأي طرف إقليمي أو دولي ليس له تأثير مباشر على هذا النظام»، مشيرا إلى أن «المبادرة الوحيدة المطروحة هي المبادرة العربية التي تفتقر للأداة التنفيذية».
كذلك انتقد عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري سمير نشار البيان الرئاسي لمجلس الأمن حول سوريا، وقال في تصريح له «إن البيان الرئاسي الذي صدر أول من أمس عن مجلس الأمن في ظل استمرار عمليات القتل التي تقوم بها قوات بشار الأسد، يعطيه فرصة إضافية للاستمرار في سياسة القمع في محاولة لإنهاء ثورة الشعب السوري». ورأى أن «المطلوب من مجلس الأمن قرارات رادعة وحاسمة للنظام يكون جوهرها وقف عمليات القتل المستمر التي ترتكبها قوات الأسد، والمجازر التي يتعرض لها الشعب السوري».
ولم يصدر رد فعل سوري رسمي على البيان الصادر عن مجلس الأمن، إلا أن وسائل الإعلام السورية الرسمية («سانا» وصحف «تشرين» و«الثورة» و«البعث») ووسائل الإعلام الموالية للنظام (تلفزيون «قناة الدنيا» وجريدة «الوطن» وإذاعة «شام إف إم» أوردت الخبر كاملا تحت عنوان مجلس الأمن يدين «التفجيرات الإرهابية الأخيرة التي وقعت في دمشق وحلب». دون أن تعلق تلك الوسائل على البيان في افتتاحياتها وبرامجها الحوارية، التي نحت باتجاه التركيز على تصريحات المسؤولين الروس الداعمة لنظام الرئيس بشار الأسد، لا سيما تصريح سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي في مؤتمر صحافي في برلين، بأن «بيان مجلس الأمن لا يتضمن إنذارات إلى سوريا أو إشارات إلى من يتحمل الذنب أكثر». وركزت وسائل الإعلام السورية على قول لافروف «نظرا لأن مجموعة كبيرة من المسلحين تحارب الحكومة السورية فمن الساذج التعويل على أن مجلس الأمن سيطالب بسحب القوات الحكومية من المدن الكبيرة دون أن تتخذ خطوات مماثلة للتأثير على المعارضة».
وبدأ الخبر الذي ورد في كل الوسائل الإعلامية الرسمية بصيغة واحدة مأخوذة عن وكالة «سانا» بإشارة إلى الدور الروسي في إصدار هذا البيان، حيث بدأ الخبر بعبارة «قال البيان الذي اقترحته روسيا: إن أعضاء مجلس الأمن يدينون بأشد التعابير الهجمات الإرهابية التي وقعت في دمشق وحلب في 17و18 مارس (آذار) الحالي، مما تسبب بعشرات القتلى والمصابين».
تجدد الاشتباكات في المناطق التي كان النظام السوري قد أعلن أنها آمنة
نشطاء سوريون: الطائرات الحربية وسلاح المدفعية تقوم بقصف المنشقين
بيروت: آن برنارد
وسع الجيش السوري نطاق الهجمات ضد الثوار، حتى إن المناطق التي كان قد أعلن أنها آمنة، اشتعلت فيها مجددا معارك عنيفة يوم الأربعاء، حيث قامت قوات الجيش بقصف مدينة حمص، ونشرت الدبابات وطائرات الهليكوبتر لتتبع الثوار في اشتباكات خارج العاصمة، بحسب ما صرح به نشطاء مناهضون للنظام.
ويقول النشطاء إن أكثر من 24 شخصا قتلوا في حمص وحدها، بينما فر كثيرون، وغادرت المزيد من العائلات من المسلمين السنة المدينة، حيث هاجمتهم عصابات «الشبيحة» المؤيدة للنظام.
وكانت حمص هدفا لقصف بلا هوادة من جانب الجيش السوري طول فبراير (شباط) وحتى بداية مارس (آذار)، ثم تبع ذلك تصريحات رسمية عن «المدينة الباسلة التي تطهرت من الإرهابيين» المصطلح الذي تصف به الحكومة المعارضة المسلحة للرئيس بشار الأسد منذ الانتفاضة التي اندلعت منذ عام.
لم يكن واضحا يوم الأربعاء ما إذا كان الجيش يرد على هجمات الثوار في حمص أم أنه، كما أكد النشطاء، يقصف الأحياء لطرد السكان خارجها.
وأضاف النشطاء أنه في ضواح مثل حرستا وأربين، اللتين تقعان شمال شرقي دمشق، قامت الطائرات الحربية وسلاح المدفعية بقصف المنشقين الذين هاجموا القوات هناك، فيما صرحت الحكومة منذ شهرين بأنها استعادت تلك الأحياء من أيدي الثوار.
ووردت تقارير عن إطلاق نار في السيدة زينب، وهو حي في الجنوب الشرقي ويحوي مزارا شيعيا مهما، بينما في كفرسوسة، رفع النشطاء بشجاعة علم الثورة السورية الذي يبلغ طوله نحو 60 قدما على مبنى عال لم يكتمل بناؤه بعد.
كما صرح ناشط تم التواصل معه عن طريق برنامج المحادثة «سكايب» بأن هجمات الثوار على مبنى القوات الجوية أصبحت معتادة جدا في حرستا، حيث يقوم الثوار بإلقاء القنابل اليدوية، بينما تشن قوات النظام هجوما مضادا، وهو نموذج يتكرر في أنحاء متفرقة من سوريا حيث تتخذ الثورة طابع التمرد.
وذكرت أم لثلاثة أطفال تم الاتصال بها عن طريق الهاتف في منزلها بحرستا، أن ثوارا من مجموعة جماعات مسلحة يطلق عليها «الجيش السوري الحر» قد أطلقت قنابل على فرع القوات الجوية الذي يقع في الحي، قائلة: «لم نستطع النوم حتى الثانية صباحا، كانت ليلة رهيبة». وأضافت أنها كانت من مؤيدي نظام الأسد وأنها لم تندهش من أن الثوار استطاعوا أن يهاجموا تلك المنطقة، وأضافت: «الجيش السوري الحر مجهز جيدا، فهم يمتلكون كل شيء».
بينما وصف محمد معاز، ناشط تم التواصل معه عن طريق برنامج «سكايب»، الهجوم بأنه الثالث خلال ثلاثة أيام قام فيها أعضاء الجيش السوري الحر بمهاجمة المبنى، حيث تم قصف الكثير من السجناء المناهضين للنظام بقنابل صاروخية وبنادق آلية، وأضاف: «سوف يفقد مؤيدو نظام الأسد صوابهم».
بعد أسبوع من استعادة الحكومة سيطرتها على معاقل القوة الخاصة بالثوار في حمص وإدلب ودرعا، أظهر الثوار مقدرة على الرد بهجوم في أنحاء البلاد وقاوم الثوار السلميون أيضا القمع العنيف، مدللين على عدم وجود رغبة لدى الحكومة أو الثوار في التراجع أو القدرة على الانتصار قريبا.
وذكر نشطاء أن جنديين من قوات الجيش قد لقيا حتفهما يوم الأربعاء بدرعا إثر انفجار استهدف شاحنة تابعة للجيش، فيما يتزايد إلقاء القنابل من جانب الطريق على العربات التي تحمل القوات وعصابات الشبيحة.
وذكر نشطاء أن القصف المدفعي المستأنف على حمص تركز على حي الخالدية حيث ما زالت تختبئ الجماعات المسلحة.
وذكر أبو محمد، ناشط من حمص، تم التواصل معه عن طريق «سكايب»، أن نحو 25 شخصا قد لقوا مصرعهم، من ضمنهم 4 أطفال وسيدتان، بالإضافة إلى أكثر من 150 جريحا قائلا: «إن القصف لم يتوقف منذ السادسة صباحا، حيث يستخدمون الصواريخ ومدافع الهاون». وأعرب محمد أيضا عن شعوره بالخيانة، الذي يشاركه فيه الكثير من المعارضين في سوريا، من تخلي المغتربين المتعاطفين معهم ووسائل الإعلام عن قضيتهم. وقال: «أكره كل الصحافيين. إن الناس هنا يُقتلون بأبشع الصور، بينما أنتم جميعا تشاهدونهم ولا تحركون ساكنا، لا أريد أن أتحدث بعد الآن، اتركوني وشأني».
ومن المستحيل تحديد أعداد الضحايا في الصراع السوري بسبب القيود على وسائل الإعلام الأجنبية في سوريا. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن الطفلين بلال ويحيى غنطاوي قد لقيا مصرعهما عندما أطلقت القوات التابعة للحكومة الرصاص على أسر أثناء فرارها من منطقة بابا عمرو في حمص، كما تم إعادة جثث لأربعة رجال كان قد تم احتجازهم في نقطة تفتيش، وكانت تحمل جثثهم علامات حروق وتعذيب، وذلك أيضا في حمص.
كما أعرب أحد قاطني حمص، الذي تم التواصل معه عن طريق الهاتف، عن مخاوفه من أن يعزز الصراع من قوة إحدى الجماعات مثل الشبيحة، وهم مجموعة كبيرة من الناس من أحياء يسيطر عليها الطائفة العلوية التي ينتمي لها الأسد، ويقومون بقصف السكان الهاربين المذعورين، وقال: «يقوم النظام بتغيير الديموغرافيا الخاصة بالمدينة»، مقدرا أن هناك مئات الآلاف من السنّة قد فروا، وأضاف: «هؤلاء الذين لم يجدوا مكانا يلجأون له قد تم القبض عليهم أو قتلوا».
* شارك في إعداد التقرير هويدا سعد من لبنان وألان كويل من لندن وريك غلادستون من نيويورك
* خدمة «نيويورك تايمز»
جماعة كردية تهدد بإشعال «منطقة حرب» في حال تدخل تركيا في سوريا
أنقرة: «الشرق الأوسط»
هدد متشددون أكراد من تركيا أمس بتحويل جميع المناطق المأهولة بالأكراد إلى «منطقة حرب» في حال دخلت القوات التركية إلى سوريا، مما قد يكون مؤشرا على دخول حزب العمل الكردستاني، والذي يمتلك تحالفات سورية، إلى حلبة الصراع.. وقد يرفع التحالف المتجدد بين دمشق والحزب الكردستاني، من حدة الغضب التركي، مما يدفع أنقرة بصورة أكبر للتدخل بشكل أكثر قوة ضد نظام الأسد.
وقال القائد الميداني بحزب العمال الكردستاني مراد كارايلان، إن تركيا تمهد لتدخل في سوريا، وإن «الدولة التركية تخطط للتدخل ضد شعبنا»، بحسب ما نقلت عنه وكالة أنباء «فيرات» ومقرها أوروبا.
وأضاف كارايلان: «أقولها بوضوح.. لو تدخلت تركيا ضد شعبنا في غرب كردستان (وهو مصطلح يستخدمه الأكراد لوصف مناطق كردية في شمال شرقي سوريا)، فإن كل كردستان سوف تتحول إلى منطقة حرب». وتأتي تهديدات كارايلان عقب تصريحات لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الأسبوع الماضي، قال فيها، إن إقامة «منطقة آمنة» أو «منطقة عازلة» على طول الحدود مع سوريا لحماية المدنيين من قوات الأسد، كان من بين الخيارات التي يجري النظر فيها في حال ارتفاع أعداد اللاجئين.. الأمر الذي قد يتطلب تدخلا عسكريا في الأراضي السورية لتأمين المنطقة.
الاتحاد الأوروبي سيفرض عقوبات على زوجة الرئيس السوري.. ويخصص مبالغ إضافية لتمويل مساعدات الفارين من سوريا
أوغلو يدعو لضرورة «خطة عمل» دولية لإنهاء «المأساة الإنسانية» .. وجوبيه يتحدث عن «حلحلة» في الموقف الروسي
لندن: «الشرق الأوسط» بروكسل: عبد الله مصطفى
سيفرض الاتحاد الأوروبي اليوم سلسلة عقوبات جديدة على الحكومة السورية، وسيستهدف بشكل خاص زوجة الرئيس السوري بشار الأسد، أسماء، حسب ما أفادت مصادر دبلوماسية أمس.
وأسماء الأسد هي واحدة من 12 شخصية، من بينهم عدد من أفراد عائلة الأسد الذين ستجمد أموالهم وسيمنع دخولهم إلى الاتحاد الأوروبي، على ما أعلن دبلوماسي رفض الكشف عن اسمه. ويتخذ القرار الرسمي بفرض عقوبات على أسماء الأسد اليوم أثناء اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين في بروكسل، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال الاتحاد الأوروبي إنه ردا على استمرار تدهور الوضع الإنساني على حدود سوريا، قرر تخصيص مبالغ إضافية لتمويل المساعدات الضرورية لإنقاذ المصابين بجروح والذين اضطروا إلى الفرار من العنف الذي تشهده البلاد، وستخصص المساعدات الجديدة لعشرات الآلاف من السوريين الذين فروا إلى الحدود للحماية في لبنان وتركيا والأردن والعراق، وأيضا للذين ظلوا باقين في سوريا ولكن هناك صعوبة في وصول المساعدات إليهم. ورفعت المفوضية الأوروبية المخصصات المالية لهذا الصدد إلى 10 ملايين يورو، وقالت مفوضة الشؤون الإنسانية كريستالينا جورجيفا في بيان، إن الاتحاد الأوروبي دعا مرارا وتكرارا إلى ضرورة ضمان وصول العاملين في مجال المساعدات الإنسانية، خاصة أن الوضع الإنساني داخل سوريا أصبح أكثر درامية بعد عام من انطلاق المظاهرات، حيث تصاعد العنف وزادت معاناة المدنيين وتوفي عدد كبير منهم، وهناك عائلات كثيرة تجبر على الفرار من ديارهم، وجزء كبير من السكان يعاني من نقص الغذاء والرعاية والوقود والخدمات الطبية. وقالت المسؤولة الأوروبية «نشعر بالقلق البالغ على أولئك الذين هم في حاجة ماسة إلى الدعم الإنساني للبقاء على قيد الحياة، ومن أجلهم سنقوم بتعزيز دعمنا للجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمات الإنسانية الأخرى، ودعم جميع المبادرات الرامية إلى وصول المساعدات الإنسانية العاجلة». وأضافت أن موضوع هدنة يومية لوصول المساعدات أمر حيوي وضروري، وستظل المفوضية على استعداد لتقديم المطلوب في هذا الصدد للشعب السوري على حد سواء في الداخل والخارج.
ورحبت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون بالبيان الرئاسي الذي أصدره مجلس الأمن الدولي بخصوص الأزمة السورية، الداعم لخطة الموفد الخاص للأمم المتحدة كوفي عنان، معتبرة أن هذا البيان يعزز الجهود لإنهاء العنف في سوريا. كما صدرت عن العواصم الأوروبية المختلفة مواقف مشابهة. وقالت أشتون، في بيان، إن «إقرار مجلس الأمن للبيان الرئاسي بخصوص الأزمة السورية يعزز الجهود لوقف العنف ويسهل التوصل إلى حل سلمي وشامل تقوده سوريا».
وأعرب وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس عن أمله في أن يتيح البيان الرئاسي التوصل إلى وقف لإطلاق النار في سوريا، مشيرا إلى «حلحلة» في الموقف الروسي من المسألة. وصرح جوبيه لإذاعة «أوروبا – 1» بأن «الموقف الروسي شهد حلحلة لأننا تمكنا أخيرا من تبني نص بالإجماع في مجلس الأمن الدولي سيتيح لكوفي أنان أن يحصل على وقف لإطلاق النار، وأنتم تعلمون أن فرنسا في طليعة الدول الملتزمة في القضية»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
ومن جانبه، أكد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس على ضرورة وضع «خطة عمل» دولية لإنهاء «المأساة الإنسانية» في سوريا غداة تبني بيان في مجلس الأمن يطالب بوضع حد للعنف في هذا البلد. وقال داود أوغلو في فيينا، حيث التقى نظيره النمساوي ميخائيل شبيندل ايغر قبل اجتماع لوزراء الخارجية الأوروبيين في بروكسل سيشارك فيه الوزير التركي «إضافة إلى رسالة مشتركة، يجب أن نضع خطة عمل جماعية». وأضاف في مؤتمر صحافي «ما زلنا نعتقد أن سوريا تسعى إلى كسب الوقت، ويجب علينا القيام بشيء لوقف هذا العنف. وحتى تنتهي هذه المأساة الإنسانية يجب أن نتحرك معا». وشدد داود أوغلو على أن «النداءات وحدها لا تكفي».
أمين فرع إدلب بحزب البعث: سوريا وإيران وحزب الله على إيقاع واحد
المنشق محمد الشيخ: المجتمع كان مجبرا على الانتماء للحزب فلقمة العيش كانت مربوطة به
لندن: نادية التركي
أعلن أمين فرع إدلب سابقا في حزب البعث انشقاقه عن الحزب، من تركيا أمس. وقال محمد عبد الله الشيخ إن سوريا وإيران وحزب الله يمشون على إيقاع واحد، وإن «دور سوريا أصبح محيدا؛ فبعد أن كانت تلعب دورا رئيسيا في المنطقة، تحولت إلى تابعة»، وأكد أن خلية إدارة الأزمة في النظام مرتبطة بلجنة مشكلة من سوريين وإيرانيين ومن حزب الله لإدارة كل ملفات سوريا. وأضاف: «قليلون من يعرفون بهذا الأمر.. ومن هم حول الرئيس فقط يعلمون بهذا الشيء ولسنوات». وقال الشيخ الذي أحيل إلى التقاعد سنة 2004 ثم انتخب في 2005 ثم في 2011 عضوا في مؤتمر الحزب: «أنا دعوت البعثيين الشرفاء للالتحاق بركب الثورة قبل أن يفوت الأوان.. الشعب باق والسلطة زائلة، ولن يكون في سوريا موقع للخائفين. في عهد (الرئيس السوري الراحل) حافظ (الأسد) كانت سوريا لاعبا.. الآن تابعة. والحرية لا تعطى إلا لمن يستحقونها».
وقال الشيخ إنه قرر الانشقاق منذ بداية الأحداث في 2011، «خاصة عندما تعامل النظام بطريقة غير مقبولة مع أطفال درعا»، وأضاف: «قررت الابتعاد عن الحزب لأنه يعتبر مسؤولا».
وقال الشيخ إنه يعرف مجموعة من أعضاء الحزب قد انشقوا، لكنهم لم يعلنوا ذلك لأسباب مختلفة: «(الحزبية) انشقوا، لكن دون معرفة الإعلام»، كما أوضح: «تم اعتقال بعضهم بعد مشاركتهم في المظاهرات، ثم وبعد اعتقال يستمر لشهر أو شهرين، تأخذ أجهزة النظام منهم تعهدا بعدم التظاهر، ويتوقف بالتالي نشاطهم في الحزب». وأكد أنه على مستوى القيادات، لم ينشق أحد بعد لعدة أسباب؛ أهمها «الخوف من البطش والتنكيل والملاحقة للشخص وأقاربه، وهناك آخرون انتهازيون قد يكونون تورطوا بشكل أو بآخر ولا يستطيعون التراجع».
وتحدث العضو المنشق عن أن «دور الحزب ومنذ الثمانينات وصدام السلطة مع الإخوان، قد تغير؛ حيث ازدادت القبضة الأمنية، وتحولت الأجهزة الأمنية لتصبح أجهزة أمنية تعمل لصالح للنظام»، وأضاف أن الجهاز الأمني «أصبح يتدخل في الشاردة والواردة، وتغول دوره الأمني في الحياة العامة والخاصة، ومورست أعمال القمع على كل من يرفع صوته، فلا يجوز أن يخرج معارض إطلاقا من سوريا.. أي شخص ينتقد النظام يصفى». وأوضح: «فرض على السوريين المعارضين إما أن يكونوا تحت الأرض أمواتا، أو وراء القضبان، أو خارج البلاد.. وبالنسبة للمجتمع، كان مجبرا على الدخول في صفوف الحزب لأنه تم ربط لقمة العيش بذلك».
وعن الدور الذي لعبه البعثيون في مواجهة الثوار، قال: «هناك تفاوت بين منطقة وأخرى؛ في المناطق الساخنة كان دورهم شبه مشلول، حيث لم يكن النظام واثقا من أنهم مناهضون للثورة، ففي بعض المحافظات لم يسلم السلاح إطلاقا للبعثيين؛ مثل حمص، ولم يعطَ إطلاقا إلا للموالين له بشكل مباشر من الطائفة العلوية رقم واحد. وفي البداية، أعطي السلاح للبعثيين الموالين في حلب التي نرى فيها الآن تراجعا لأن خط الثورة بدأ يتعمق».
وقال الشيخ إن البعثيين خلال الثورة كلفوا بمهام عدة؛ «منها مثلا أن يذهبوا لصلاة الجمعة في المساجد حسب أوامر من القيادة القطرية، حتى يمنعوا خروج مظاهرات ويواجهوا المتظاهرين بالإضافة للأمن والشبيحة».
السلطات الليبية تسمح لعشرات من الأسر السورية بالدخول إلى أراضيها عبر مصر
خصصت لهم مجمعا سكنيا في بنغازي يضم كافة الخدمات
القاهرة: «الشرق الأوسط»
سمحت السلطات الليبية لعشرات الأسر السورية بالدخول إلى أراضيها عبر منفذ مساعد البري الحدودي بين مصر وليبيا، وبينما ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية في مصر، أمس، أن «السلطات في ليبيا سمحت بدخول العالقين السوريين الذين نجوا من عمليات الإبادة الجماعية التي يقوم بها النظام الحاكم ضد أبناء الشعب السوري»، ذكرت مصادر أمنية أنه «تم بالفعل إنهاء إجراءات دخول 290 شخصا» وأن هذه العائلات توجهت بالفعل إلى مدينة بنغازي.
بدورها قالت وكالة الأنباء الليبية إن «ليبيا رأت مساعدة اللاجئين السوريين وإتمام إجراءات دخولهم ليلتحقوا بالآلاف من النازحين السوريين في ليبيا»، مضيفة أن «العائلات خُصص لها مجمع يؤويها وتتوفر فيه كافة الخدمات في بنغازي».
من جانبه، قال مصدر أمني بمدينة طبرق الليبية إن «ليبيا أصبحت ملجأ منذ تحررها من نظام الرئيس السابق معمر القذافي، للنازحين السوريين الفارين من بلادهم لما يتعرضون له من عمليات قتل على يد نظام الرئيس السوري بشار الأسد».
وفيما تقدر السلطات الليبية عدد النازحين السوريين إلى أراضيها بأكثر من 4 آلاف شخص معظمهم عائلات فرت بصورة جماعية من سوريا، تقدر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، عدد السوريين الذين دخلوا ليبيا عبر الحدود المصرية خلال الفترة الماضية بنحو اثنين وأربعين ألف مواطن سوري بسبب الأوضاع في سوريا. وأشارت المفوضية إلى أن «النازحين السوريين بينهم أعداد كبيرة كانوا يعملون في ليبيا في السابق وآخرون يسعون للحصول على فرص عمل».
وتنص القوانين الليبية أنه على الراغبين بدخول أراضيها من حاملي الجنسية السورية، الحصول على تأشيرات مسبقة من إحدى سفاراتها، غير أن التطورات التي تشهدها سوريا دفعت بآلاف المواطنين السوريين لمغادرة البلاد، خوفا من عمليات القتل والانتقام التي يقوم بها النظام السوري.
من جهته، ناشد المجلس الوطني السوري الراغبين بالذهاب إلى ليبيا الحرص على الحصول على تأشيرات دخول قبل الوصول إلى أي نقطة حدودية، تفاديا لتعرضهم لأي تأخير في إجراءاتهم، وأشاد المجلس الوطني بالتعاون الذي أبدته السلطات الحدودية في كل من مصر وليبيا.
وكانت الجالية السورية في ليبيا وجهت رسالة تقدير للمستشار مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، لإصداره تعليمات بتقديم كافة التسهيلات الممكنة لتسهيل دخول النازحين السوريين إلى ليبيا.
تركيا: بقاء النظام السوري أمر “شبه مستحيل” غليون: بيان مجلس الأمن لا يستجيب للحاجات
عقوبات أوروبية اليوم تشمل أسماء الأسد
أكدت مصادر ديبلوماسية أمس ما تسرب خلال الأيام الأخيرة من أن الاتحاد الأوروبي سيتخذ الجمعة سلسلة عقوبات جديدة على الحكومة السورية وسيستهدف بشكل خاص زوجة الرئيس السوري بشار الأسد أسماء، في وقت رحب الأمين العام بان كي مون بالبيان الرئاسي الذي صدر عن مجلس الأمن أول من أمس، وطلبت تركيا أن تكون هناك “خطة عمل” كون التصريحات والبيانات لم تعد تكفي معتبرة أن بقاء نظام الرئيس بشار الأسد “شبه مستحيل”، في حين أكد رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون أن بيان مجلس الأمن لا يستجيب “للحاجات الحقيقية” للشعب السوري.
ديبلوماسي غربي قال أمس إن أسماء الأسد ستكون من بين 12 شخصية من بينهم عدد من أفراد عائلة الأسد الذين ستُجمد أموالهم وسيُمنع دخولهم الى الاتحاد الأوروبي.
ويُتخذ القرار الرسمي بفرض عقوبات على أسماء الأسد اليوم في أثناء اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين في بروكسل.
ولطالما اعتبرت زوجة الأسد، ابنة طبيب القلب الشهير في لندن فواز الأخرس والديبلوماسية المتقاعدة سحراً عطرياً، بأحذيتها من دار “كريستيان لوبوتان” وفساتينها من أعمال مصممين عالميين “الجانب الناعم” للسلطة المتشددة في سوريا.
وقورنت السيدة الأسد السمراء والنحيفة ذات الابتسامة الجذابة بالسيدة الفرنسية الأولى كارلا بروني أو الملكة رانيا. واستقبلت الى جانب زوجها ملك وملكة إسبانيا والممثلين براد بيت وانجلينا جولي.
في أثناء زيارة للثنائي الى فرنسا عام 2010 أكدت لمجلة “باري ماتش” أنها تزوجت الرئيس السوري “للقيم” التي يمثلها، فيما قدمتها المجلة كـ”شعاع من النور في بلاد مليئة بالظلال”.
ووصفتها مجلة “فوغ” الأميركية بأنها “وردة الصحراء” قبل أن تسحب المقابلة معها عن موقعها على الانترنت بعد اندلاع الانتفاضة الشعبية.
لكن أسماء الأسد تعرضت مذاك الى الانتقاد لصمتها حيال القمع الى حد تشبيهها بـ”ماري انطوانيت”.
الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قال أمس إن مجلس الأمن بعث برسالة واضحة الى سوريا لإنهاء العنف والدعوة إلى بدء حوار بين الحكومة والمعارضة.
وأكد بان في كلمة ألقاها في كوالالمبور عاصمة ماليزيا “بتعبيرات واضحة لا لبس فيها دعا مجلس الأمن إلى إنهاء فوري لكل أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان”. وأضاف قوله “إنه طالب بالوصول الآمن للهيئات الإنسانية وحوار سياسي شامل بين الحكومة وكل أطياف المعارضة السورية”.
إلا أن غليون رأى أن البيان الرئاسي لمجلس الأمن حول سوريا لا “يستجيب للحاجات الحقيقية للشعب السوري”، على الرغم من أنه موقف مشترك للمجتمع الدولي.
وقال غليون في تصريح لوكالة “فرانس برس” إن “المجلس الوطني السوري يؤيد كل إجراء يهدف الى وقف المجزرة اليومية التي يعيشها الشعب السوري منذ أشهر. وهذا البيان يتميز بأنه يمثل موقفاً مشتركاً للمجتمع الدولي ضد سياسة بشار الأسد”. وأضاف “لكن من الواضح أنه لا يستجيب للحاجات الحقيقية للشعب السوري. الشعب السوري يتوقع إجراءات على مستوى المأساة التي يعيشها”.
وتابع: “إنها خطوة إضافية في عملية الرد الأوسع ضد نظام الأسد. لكنها ليست على مستوى المأساة. يجب أن تصدر تصريحات وقرارات أكثر قوة”.
وفي فيينا، أكد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس ضرورة وضع “خطة عمل” دولية لإنهاء “المأساة الإنسانية” في سوريا عشية تبني بيان في مجلس الأمن يطالب بوضع حد للعنف في هذا البلد.
وقال في فيينا حيث التقى نظيره النمسوي ميكائيل شبيندلغر قبل اجتماع لوزراء الخارجية الأوروبيين في بروكسل سيشارك فيه الوزير التركي “إضافة الى رسالة مشتركة يجب أن نضع خطة عمل جماعية”. وأضاف في مؤتمر صحافي “ما زلنا نعتقد أن سوريا تسعى الى كسب الوقت ويجب علينا القيام بشيء لوقف هذا العنف. وحتى تنتهي هذه المأساة الإنسانية يجب أن نتحرك معاً”. وشدد داود أوغلو على أن “النداءات وحدها لا تكفي”.
وفي وقت لاحق أكد داود اوغلو أثناء حفل استقبال في سفارة تركيا في فيينا أن بقاء نظام الرئيس السوري بشار الأسد يذهب “عكس مجرى التاريخ” وهو أمر “شبه مستحيل”.
وقال الوزير التركي أمام صحافيين قبل أن يتوجه الى بروكسل لاجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي “لا أعتقد أن هذا النظام يمكن أن يبقى بخصائصه. إنه ضد المنطق والتاريخ، ومجرى التاريخ”. وأضاف “إن نظاماً يقاتل ضد شعبه محاولاً الحفاظ على الوضع القائم لا يمكن أن يبقى”.
ورأى أنه لو أن الأسد بدأ تطبيق إصلاحات قبل سنة في إطار استمرارية التحركات الديموقراطية للربيع العربي “لكان أمامه فرصة اكبر”. وأضاف “لكن بعد أن قتل هذا العدد من الأشخاص فإن نجاحه في إقناع شعبه أمر صعب حقاً، بل شبه مستحيل”.
وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه أعرب أمس عن أمله في أن يتيح البيان الرئاسي التوصل الى وقف لإطلاق النار في سوريا مشيراً الى “حلحلة” في الموقف الروسي من المسألة.
وصرح جوبيه لإذاعة “أوروبا 1” إن “الموقف الروسي شهد حلحلة لأننا تمكنا أخيراً من تبني نص بالإجماع في مجلس الأمن الدولي سيتيح لكوفي أنان أن يحصل على وقف لإطلاق النار وأنتم تعلمون أن فرنسا في طليعة الدول المتلزمة في القضية”.
وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرسي وصف بيان مجلس الأمن الدولي بـ”الخطوة المفيدة”، ورأى أنه “من الضروري التحرك بمنتهى الحزم لوقف فوري لأعمال العنف ولإطلاق عملية سياسية ترتكز على الاحترام الكامل للحقوق والحريات الأساسية للشعب السوري ولوصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحتاجة” في البلاد.
وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، رأى أنه لا تتوفر شروط في الوقت الراهن لمصلحة إصدار قرار إدانة من مجلس الأمن الدولي ضد السلطات السورية.
ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية (أكي) عن هيغ الذي يزور إيطاليا قوله في مؤتمر صحافي مع نظيره الإيطالي إنه “لا تتوفر ظروف تسمح في الوقت الراهن بقرار إدانة ضد سوريا”، إلا أنه رأى في “مشاركة روسيا والصين” في البيان الرئاسي لمجلس الأمن الدولي حول سوريا “دليلاً على الضغوط المتنامية ضد السلطات السورية”.
وفي المقابل، أعتبرت روسيا سوريا “حجر الأساس للتسوية في الشرق الأوسط ومفتاح الشرق الأوسط الكبير”. وقال المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى إفريقيا ميخائيل مارغيلوف إن “ما يسر موسكو هو بدء الغرب الإصغاء إلى وجهة نظرها”، مشيراً إلى أن ذلك “سمح بإقرار البيان الرئاسي في مجلس الأمن الدولي”.
وأشار مارغيلوف إلى أن موسكو في الأزمة السورية “كانت تنطلق دائماً من مواقف واقعية وبراغماتية”. وقال إن “سوريا هي بلد متعدد الطوائف، وحل الأزمة السورية يجب أن يقوم على مبدأ تجنب أي ضرر”.
ولفت إلى أن الجانب الروسي لم يقطع اتصالاته مع المعارضة السورية، مؤكداً أن موسكو مستعدة للاضطلاع بدور “جسر يربط بين الجانبين المتنازعين”.
وأكد مارغيلوف أهمية أن يخرج الشعب السوري “فائزاً” من هذه الأزمة. وقال إنه “تجرى الآن دراسة مسألة تنظيم زيارة وفد من المعارضة السورية إلى موسكو”. وأضاف أن “المعارضة السورية مفككة وأن موسكو تسعى إلى أن تتحدث النخبة السورية (الرسمية والمعارضة) بصوت واحد يستجيب لآمال الشعب السوري”.
من جهة أخرى، أعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية فكتوريا نولاند أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ستشارك في مؤتمر “أصدقاء سوريا” الذي يعقد في اسطنبول، في الأول من نيسان (ابريل) بعدما شاركت في مؤتمر “أصدقاء سوريا” الأول الذي عقد في تونس الشهر الماضي وشاركت فيه تركيا ودول غربية وعربية، مشيرة إلى أن المؤتمر المقبل “سيبني على الجهود السابقة لإنهاء العنف، وسيركز على ايصال المساعدات الإنسانية وإطلاق العملية السياسية التي تهدف الى الانتقال السياسي في سوريا”.
وأشارت نولاند الى أن خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان المؤلفة من ست نقاط تدعم هذا التوجه. وأضافت “لذلك فإننا نتطلع الى الأجندة التي ستضعها الحكومة التركية لتعميق وتوسيع التوافق على الخطة المستقبلية، ونتوقع أن تمثل الأمم المتحدة كذلك في هذه الاجتماعات”.
ميدانياً، أكدت الهيئة العامة للثورة السورية أن 56 شخصاً على الأقل سقطوا برصاص قوات الأمن فى سوريا معظمهم في مدينتى إدلب وحمص، فيما افاد المرصد السوري عن سقوط 62 شخصا على الاقل اكثر من نصفهم من المدنيين، مشيراً موضحاً ان 35 شخصا قتلوا في عمليات عسكرية في محافظتي حماة وحمص (وسط)، ومحافظة ادلب (شمال غرب)، ومحافظة درعا (جنوب)، مشيراً إلى اشتباكات عنيفة ادت الى مقتل 18 جنديا وتسعة منشقين في انحاء البلاد.
ونقلت قناة “الجزيرة” الفضائية أمس عن الهيئة قولها “إن الجيش النظامي قصف بلدات سرمين ومرعيان والفطيرة في محافظة إدلب، وأحرق عدداً من المنازل في أحياء مدينة حمص وبلدة القصير”.
وفي سياق متصل، أفاد ناشطون أن الجيش النظامي واصل القصف العنيف على حي الخالدية في حمص باستخدام قذائف الهاون والمدرعات، بالإضافة الى القصف العنيف بقذائف الهاون والمدرعات على بلدة قلعة الحصن في حمص من قوات الأمن وعناصر “الشبيحة”، كما سجلت اعتداءات لقوات الأسد في درعا وحماة ودير الزور ودمشق وريف دمشق وحلب.
وقتل عشرة سوريين أمس، بينهم ثلاثة أطفال وسيدتان في سرمين بريف إدلب برصاص أطلق على حافلة كانت تقلهم، 9 من القتلى هم أفراد من عائلتين.
“لجان التنسيق المحلية في سوريا” قالت في صفحتها على موقع “فيسبوك” عصر أمس إن عدد الشهداء حتى حينه كان قد بلغ 59 شهيداً “بينهم اثنا عشر طفلاً وأربع سيدات ومجند، وقضى اثنان من الشهداء تحت التعذيب: ثلاثة وعشرون شهيداً في إدلب، خمسة عشر شهيداً في حمص، ثلاثة عشر شهيداً في حماه، ثلاثة في درعا، شهيدان في ريف دمشق إضافة لشهيد في كل من اللاذقية وحلب ودمشق”.
إلى ذلك، تحدثت لجان التنسيق المحلية السورية من جهتها، عن انشقاق 52 عسكرياً في مقر لواء مدينة الحراك في محافظة درعا.
(أ ف ب، رويترز، أ ش ا، “لجان التنسيق المحلية في سوريا”)
العقوبات الأميركية ضد سوريا جدّية..والمطلوب زيادة تعاون لبنان
ثريا شاهين
لم يكن متعمّداً وجود مسؤولَيْن أميركيَيْن اثنين في بيروت هذا الأسبوع، إنما جاء الأمر صدفة، وفقاً لأوساط ديبلوماسية غربية بارزة. الأول معاون مساعد وزير الخزانة لشؤون مكافحة الإرهاب والاستخبارات المالية دايفيد كوهين. والثاني معاون الموفد الرئاسي لشؤون الشرق الأوسط فريدريك هوف. والاثنان أكدا في الوقت نفسه أهمية سيادة لبنان واستقلاله واستقراره.
كوهين هَدَف الى إبلاغ المسؤولين في لبنان رسالة واضحة، وهي ان على لبنان ان يتعاون في ما خص الالتزام بالعقوبات الدولية المفروضة على سوريا، وان يزيد من تعاونه، بحسب الأوساط، ما يعني انه بالنسبة الى الأميركيين هناك شيء ناقص، لكن قد لا يكون ذا شائبة من وجهة النظر اللبنانية. وقد زار كوهين لبنان في إطار جولة له في المنطقة، انطلاقاً من ان لبنان بلد محوري في ما خص الشأن السوري، وللتأكد من ان الالتزام اللبناني لا يزال واقعاً وقائماً، وضرورة التنبه وعدم نسيان الأمر، لكي لا يُلحق أي تجاهل له، الضرر بلبنان وقطاعاته خصوصاً المصرفية، وأن لا يكون ممراً لتهريب الأموال، وأهمية ان يلتزم لبنان بالعقوبات باستمرار. وذكر ان واشنطن والدول الغربية تتبع سياسة العقوبات على سوريا، حيث نبّه لبنان على ان هذه السياسة جدية للغاية، وأن العقوبات الاقتصادية والمالية على سوريا هي جزء من السياسة الأميركية حيالها. إلا ان هذه الرسائل الأميركية للبنان ليست بأسلوب قاسٍ لكن معناها هو الأهم، والذي يكمن بضرورة التنّبه والالتزام.
ويشار الى ان عدم التزام المصارف اللبنانية يعرّضها لوقف التعاملات الدولية معها، وهذا معروف من جانب أصحاب القطاع المصرفي، ولا يريدون الوصول إليه. ويشار أيضاً الى ان لبنان لا يريد الاصطدام مع المجتمع الدولي، في مسألة العقوبات على سوريا، لكنه في الوقت نفسه، لا يأخذ مواقف معلنة باستمرار ويعمم ما يتصل بالعقوبات، ولا يريد الترويج لها.
وتلفت الأوساط، الى ان هذه القضايا المالية تتابعها واشنطن بدقة. ولا تريد الولايات المتحدة ان يتم استخدام لبنان لتجنب العقوبات الدولية بصورة غير مباشرة. ولا يقتصر الوضع على ما يتصل بسوريا، انما أيضاً ما يتصل بإيران، وهو أمر أخطر من سوريا، لا سيما في ضوء وجود قرارات عن مجلس الأمن آخرها القرار 1929 في حزيران 2010، ولم تأخذ الحكومة اللبنانية موقفاً منه. وكذلك انه أمر أقسى لأن مجلس الأمن أصدر القرارات وليس فقط عقوبات صادرة عن الولايات المتحدة وأوروبا.
وأثار كوهين في بيروت، موضوع الدعوى القضائية المقامة في الولايات المتحدة ضد البنك اللبناني الكندي، وثمة انزعاج أميركي، بحسب الأوساط، من عدم تقديم لبنان المعطيات الكافية التي تطلبها السلطات القضائية الأميركية، ذلك ان القضية مرتبطة بشبكة تهريب كبيرة، وفي نظر واشنطن ان لبنان تأخر في إبلاغ المعلومات ولم يستجب بعد.
لكن في نظر لبنان إن الأمور تأخذ وقتاً. ومن غير الواضح ما إذا كان ذلك موقفا لبنانيا فعليا، أم ان إيفاد المعلومات يأخذ فعلاً وقتاً طويلاً.
أما بالنسبة الى زيارة هوف لبيروت الاثنين، فإن الأوساط أكدت ان هناك دوراً تسهيلياً تقوم به واشنطن في موضوع تحديد الحدود البحرية اللبنانية، وأن الولايات المتحدة هي الوحيدة التي يمكنها ان تؤثر وتمون على إسرائيل، ومن المهم للبنان أن يبدأ بالاستفادة من ثروته النفطية والقيام ببعض الإجراءات التي يتطلبها ذلك.
وتأتي الزيارة، رداً على الاستعجال اللبناني وعلى الحماسة لإنجاز هذا الملف، في ضوء الدور الذي يقوم به رئيس مجلس النواب نبيه بري. والموقف الأميركي يدعو الى ان يبدأ لبنان بالتنقيب عن النفط في المنطقة التي لا خلاف حولها، على ان يتم العمل بالتزامن لحلحلة الموضوع على مراحل. والأفضل هو الحلحلة لأن المستثمرين سيضعون أموالهم ومعداتهم في المنطقة، ومن غير المفيد ان تلجأ بعض الأطراف الى تصعيد عسكري، لانعكاساته السلبية على المسألة.
لبنان يناقش موضوع الحدود البحرية مع قبرص، والولايات المتحدة تناقش الأمر مع اسرائيل. ومن أجل ان يتمكن لبنان من تعديل الاتفاقية مع قبرص، يجب ان تعدّل قبرص اتفاقيتها مع إسرائيل.
بري زار قبرص أخيراً، كما زارت وزيرة الخارجية القبرصية بيروت قبل نحو 10 أيام، وبالتالي تمكّن هوف من الاطلاع على ما آلت إليه المباحثات اللبنانية ـ القبرصية في الموضوع.
وتشير أوساط قريبة من الرئيس بري الى ان هوف حرص على التعاون والايجابية، بشكل ان كل بلد يفترض ان يأخذ حصته الحقيقية وحقوقه، وأن هناك جدية أميركية في التعامل مع الملف.
ويذكر أن هوف مسؤول عن هذا الموضوع في الإدارة الأميركية، وهو في الأساس يتولى الموضوعين اللبناني والسوري في سياق مهمته مع هيل الذي خلف جورج ميتشل موقتاً.
وعلى الرغم من الاستعدادات في الولايات المتحدة للانتخابات الرئاسية في بداية تشرين الثاني المقبل، فإن الاهتمام بالوضع اللبناني، والوضع في المنطقة، يحتل أولوية أميركية، في ظل ان الإدارة الديموقراطية وحزبها اختارا مرشحهما للانتخابات وهو الرئيس باراك أوباما، والإدارة مرتاحة لذلك، ثم ان موضوعي مكافحة الإرهاب المالي، ومساعدة لبنان في مجال حقوقه البحرية مسألة متوافق عليها بين الحزبين الديموقراطي والجمهوري.
“هيومن رايتس”: قوات الأمن السورية ترتكب انتهاكات خطيرة في القصير
اتهمت منظمة “هيومن رايتس وتش” الأميركية امس قوات الأمن السورية بارتكاب انتهاكات خطيرة في حملتها العسكرية في مدينة القصير التي يبلغ عدد سكانها نحو 40 ألفا والتابعة لمحافظة حمص قرب الحدود اللبنانية.
ونقلت المنظمة عن شهود قولهم ان الأحياء السكنية في المدينة تعرضت لقصف بالمدفعية الثقيلة وأن قناصة يطلقون النار على السكان في الشوارع فيما تشن هجمات على السكان الذين يسعون للفرار من المدينة.
وشددت على ان الأوضاع الإنسانية رديئة، وسجل نقص في الأغذية والمياه إلى جانب انقطاع الاتصالات وعدم توفر مساعدة طبية.
وتحدثت المنظمة إلى عدد من الشهود الذين وصف ما تشهده المدينة، مشيرة إلى ان شهاداتهم مشابهة لما تحدث عنه شهود آخرون عن التكتيكات التي اعتمدتها القوات الحكومية السورية في إدلب وحمص، ما يشير إلى اعتمادها سياسة انتهاكات منسقة.
وقالت مدير قسم الشرق الأوسط في المنظمة سارة ليه واتسون “بعد حصارها الدموي لحمص، تطبق قوات الرئيس السوري بشار الأسد الوسائل العنيفة عينها في القصير”. أضافت “بعد رؤية ما حصل في حمص لا بد للحكومة الروسية أن تتوقف عن بيع الأسلحة للحكومة السورية أو تخاطر بالتورط أكثر من انتهاكات حقوق الإنسان”.
ودعت المنظمة روسيا والصين إلى التوضيح بأنه إذا لم يستجب الأسد لما ورد في البيان الرئاسي الذي أصدره اول من أمس مجلس الأمن الدولي فأنهما ستدعمان إجراءات المجلس.
وحضت مجلس الأمن على فرض حظر على بيع الأسلحة للحكومة السورية وعقوبات على القادة السوريين المتورطين بانتهاكات حقوق الإنسان وإحالة القضية السورية إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وتابعت واتسون “انه مع مرور كل يوم من عدم التحرك الدولي يزداد الوضع سوءاً في سوريا، وفي كل يوم تؤخر فيه روسيا والصين تحرك مجلس الأمن يتم قتل السوريين”.
وكان مجلس الأمن الدولي تبنى اول من امس، بالإجماع، بياناً رئاسياً يدعم مساعي المبعوث المشترك الى سوريا كوفي أنان ويدعو إلى إنهاء أعمال العنف، ويوجه رسالة “قوية وموحدة” إلى الحكومة السورية “وكل اللاعبين الآخرين” حتى تستجيب بسرعة للخطة الرامية إلى حل الأزمة المستمرة في البلاد.
(يو بي أي)
تظاهرات في قلب العاصمة ومناطق عدة في سوريا في جمعة “يا دمشق قادمون”
بيروت – خرجت تظاهرات في عدد من المناطق السورية اليوم في ما اطلق عليه ناشطون اسم “جمعة يا دمشق قادمون”، بحسب مراقبين وناشطين ومقاطع بثت على الانترنت
ففي دمشق، خرجت تظاهرات في حيي الميدان والتضامن، وتظاهر اكثر من الف شخص في حي كفرسوسة واجهتهم قوات الامن باطلاق الرصاص ما اسفر عن جرح ثمانية اشخاص، بحسب بيان للمرصد السوري لحقوق الانسان.
من جهتها، افادت لجان التنسيق المحلية ان “قوات النظام تطوق جميع المساجد لمنع خروج تظاهرات منها” مشيرة الى “وجود كثافة أمنية على حاجز جوبر العباسيين”.
وفي ريف دمشق، خرجت تظاهرات في دوما والمليحة وعربين والهامة.
وفي حلب (شمال)، اكد المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي لوكالة فرانس برس “خرجت 20 تظاهرة حتى اللحظة ابرزها في احياء صلاح الدين والمرجة ومساكن هنانو والسكري والانصاري والفردوس وبستان القصر والمشهد والحمدانية بالاضفة الى حيي الفرقان وحلب الجديدة الراقيين”.
وردد المتظاهرون، بحسب الحلبي، هتافات ابرزها “الشعب يريد اسقاط النظام” و”يا حلب ثوري ثوري هزي القصر الجمهوري” اضافة الى شتائم بحق الرئيس الراحل حافظ الاسد.
واضاف الحلبي ان “اكبر التظاهرات حتى الان سجلت في حيي السكري وبستان القصر وواجهها الامن باطلاق رصاص كثيف وقنابل مسيلة للدموع”.
واشار الحلبي الى “انتشار امني غير مسبوق في حي الشعار الذي شهد الاسبوع الماضي تظاهرات كبيرة، وانتشار كبير في حي الصاخور الذي شهد تظاهرات حاشدة في الايام الماضية، ما حال دون خروج تظاهرات فيه”.
واشارت لجان التنسيق المحلية الى اطلاق نار على المتظاهرين في حيي الميسر والسكري.
وفي ريف حلب، خرجت “نحو خمسين تظاهرة ابرزها في مدينتي الباب ومنبج” بحسب الحلبي.
وفي محافظة ادلب (شمال) التي تتركز فيها العمليات العسكرية للقوات النظامية، “خرجت تظاهرات حاشدة من عدة مساجد في مدينة معرة النعمان تطالب بمحاكمة رموز النظام ووقف شلالات الدماء”، كما خرجت تظاهرات في بلدات عدة في ريف ادلب، بحس المرصد.
وفي محافظة حماة (وسط)، خرجت تظاهرات حاشدة في بلدتي مورك وكفرزيتا طالبت باسقاط النظام ومحاكمة الرئيس السوري، فيما اطلقت قوات الامن النار لتفريق تظاهرة في حي الاربعين في مدينة حماة.
وفي درعا (جنوب)، خرجت تظاهرات في مناطق عدة منها نمر وابطع واليادودة والحارة ومدينة الحراك المحاصرة منذ 25 يوما، والمسيفرة والغارية الغربية وبلدة ام ولد وعقربة وداعل وغيرها” بحسب ما افاد عضو اتحاد تنسيقيات حوران في درعا لؤي راشد.
واضاف راشد في اتصال مع فرانس برس ان “اعداد المشاركين في التظاهرات تراوح بين المئات والالاف بحسب المناطق وان الشعارات الطاغية اليوم كانت تنادي بتسليح الجيش الحر”.
كما شهدت مدن عدة اطلاق نار قبل التظاهرات لارهاب الناس عن المشاركة في التظاهرات، بحسب راشد.
وفي محافظة الحسكة (شمال شرق)، خرجت تظاهرات حاشدة في القامشلي ردد المشاركون فيها هتافات “ازادي” (حرية باللغة الكردية)، و”آخر ايامك بشار” ورفعوا الاعلام الكردية واعلام سوريا بعد الاستقلال وقبل حزب البعث، بحسب ما اظهرت مقاطع بثها ناشطون.
وخرجت تظاهرات في مدن راس العين والمالكية والدرباسية وعامودا “رفعت فيها الاعلام الكردية وعلم الاستقلال وشعارات طالبت باسقاط النظام”، وفقا للمرصد.
الأمم المتحدة تطلق نداءً لجمع أموال من أجل اللاجئين السوريين
أعلنت المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة أنّ الأمم المتحدة أطلقت دعوة لجمع أموال من المجتمع الدولي بقيمة 84 مليون دولار لمساعدة اللاجئين السوريين في الأردن ولبنان وتركيا والعراق، طوال الأشهر الستة المقبلة. وتم وضع برنامج عمل مشترك بقيادة المفوضية تساهم فيه سبع وكالات للأمم المتحدة و27 منظمة غير حكوميّة وحكومات من أجل تقييم حاجات اللاجئين.
إلى ذلك، سجلت المفوضية العليا في الأردن أكثر من ستة آلاف لاجئ منذ آذار 2011، فيما ينتظر 2500 تسجيلهم، ويتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى حد كبير بحسب المفوضية. كما لجأ الى لبنان حوالى 16 ألف سوري من بينهم ثمانية آلاف في الشمال. أما في تركيا فأحصت السلطات حوالى 17 ألف لاجئ سوري، وفي العراق فعدد اللاجئين السوريين غير معروف لكن المفوضية العليا تقدم لهم المساعدة بالتعاون مع السلطات المحلية.
(أ.ف.ب)
تظاهرات في مختلف المدن والمناطق السورية في “جمعة يا دمشق قادمون”
خرجت تظاهرات في عدد من المناطق السورية اليوم في ما أطلق عليه الناشطون إسم “جمعة يا دمشق قادمون”. وفي العاصمة دمشق، خرجت تظاهرات في حيّي الميدان والتضامن، كما تظاهر أكثر من ألف شخص في حي كفرسوسة واجهتهم قوات الأمن بإطلاق الرصاص ما اسفر عن جرح ثمانية اشخاص، بحسب بيان للمرصد السوري لحقوق الانسان. من جهتها، افادت لجان التنسيق المحلية ان “قوات النظام تطوق جميع المساجد في دمشق لمنع خروج تظاهرات منها” مشيرة الى “وجود كثافة أمنية على حاجز جوبر العباسيين”.
وفي ريف دمشق، خرجت تظاهرات في دوما والمليحة وعربين والهامة. وفي حلب أكد المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي لوكالة فرانس برس “خروج 20 تظاهرة حتى اللحظة أبرزها في احياء صلاح الدين والمرجة ومساكن هنانو والسكري والانصاري والفردوس وبستان القصر والمشهد والحمدانية بالإضافة الى حيي الفرقان وحلب الجديدة الراقيين”. وردّد المتظاهرون، بحسب الحلبي، هتافات ابرزها “الشعب يريد اسقاط النظام” و”يا حلب ثوري ثوري هزي القصر الجمهوري” اضافة الى شتائم بحق الرئيس الراحل حافظ الاسد. وأضاف الحلبي أن “أكبر التظاهرات حتى الآن سُجِّلت في حيي السكري وبستان القصر وواجهها الأمن بإطلاق رصاص كثيف وقنابل مسيلة للدموع”.
وأشار الحلبي الى “انتشار أمني غير مسبوق في حي الشعار الذي شهد الاسبوع الماضي تظاهرات كبيرة، وانتشار كبير في حي الصاخور الذي شهد تظاهرات حاشدة في الايام الماضية، ما حال دون خروج تظاهرات فيه”. كما اشارت لجان التنسيق المحلية الى اطلاق نار على المتظاهرين في حيي الميسر والسكري.
وفي ريف حلب، خرجت “نحو خمسين تظاهرة ابرزها في مدينتي الباب ومنبج” بحسب الحلبي.
وفي محافظة ادلب التي تتركز فيها العمليات العسكرية للقوات النظامية “خرجت تظاهرات حاشدة من عدة مساجد في مدينة معرة النعمان تطالب بمحاكمة رموز النظام ووقف شلالات الدماء”، كما خرجت تظاهرات في بلدات عدة في ريف ادلب، بحس المرصد.
وفي محافظة حماة خرجت تظاهرات حاشدة في بلدتي مورك وكفرزيتا طالبت باسقاط النظام ومحاكمة الرئيس السوري، فيما اطلقت قوات الامن النار لتفريق تظاهرة في حي الاربعين في مدينة حماة. وفي درعا خرجت تظاهرات في مناطق عدة منها نمر وابطع واليادودة والحارة ومدينة الحراك المحاصرة منذ 25 يوما، والمسيفرة والغارية الغربية وبلدة ام ولد وعقربة وداعل وغيرها” بحسب ما افاد عضو اتحاد تنسيقيات حوران في درعا لؤي راشد.
وأضاف راشد في اتصال مع فرانس برس ان “اعداد المشاركين في التظاهرات تراوح بين المئات والالاف بحسب المناطق وان الشعارات الطاغية اليوم كانت تنادي بتسليح الجيش الحر، كما شهدت مدن عدة اطلاق نار قبل التظاهرات لارهاب الناس عن المشاركة في التظاهرات”.
وفي محافظة الحسكة خرجت تظاهرات حاشدة في القامشلي ردّد المشاركون فيها هتافات “ازادي” (حرية باللغة الكردية)، و”آخر ايامك بشار” ورفعوا الاعلام الكردية واعلام سوريا بعد الاستقلال وقبل حزب البعث، بحسب ما اظهرت مقاطع بثها ناشطون. وخرجت تظاهرات في مدن راس العين والمالكية والدرباسية وعامودا “رفعت فيها الاعلام الكردية وعلم الاستقلال وشعارات طالبت باسقاط النظام”.
(أ.ف.ب)
أنان إلى روسيا والصين… وأسرة الأسد في “شرنقة” العقوبات
موسكو تطالب الأسد بـ”الانصياع” لخطة أنان… وتسعى “جدّيًا لتوحيد صوت” المعارضة السورية
بانتظار ما سيخرج به مؤتمر “أصدقاء الشعب السوري” الذي ينعقد في اسطنبول مطلع نيسان المقبل، بدا وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو محدّدًا لسقف هذا المؤتمر حين شدد من فيينا على كون نظام الرئيس السوري بشار الأسد “يذهب بعكس مجرى التاريخ، والنظام الذي يقاتل شعبه لا يمكن أن يبقى”.. في وقت تبدو “شرنقة” العقوبات الدولية تتجه نحو تضييق الخناق أكثر فأكثر على الأسرة الحاكمة في دمشق من خلال رزمة العقوبات الأوروبية الجديدة التي تطال 12 شخصية مرتبطة مباشرة بنظام الأسد، وفي طليعتها والدة الرئيس، أنيسة مخلوف، وشقيقته بشرى، وزوجته أسماء الأخرس وشقيقتها، فضلاً عن إدخال الإتحاد الأوروبي شركتين جديدتين من الشركات المرتبطة بالنظام السوري في دائرة العقوبات المفروضة عليه.
وفي الغضون، تتجه الأنظار إلى نتائج محادثات الموفد الأممي العربي كوفي أنان في كل من موسكو والصين، سيما في ضوء ملاحظة وزير الخارجية الفرنسية آلان جوبيه بوادر “حلحلة في الموقف الروسي” من الأزمة السورية أفضت إلى تبني نصّ بيان رئاسي بالإجماع في مجلس الأمن الدولي “سيتيح لأنان أن يحصل على وقف لإطلاق النار” في سوريا… وفي هذا السياق، نقل مندوب “NOW Lebanon” عن ممثل الرئيس الروسي في الشرق الأوسط ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الفدرالي الروسي مخائيل مارغيلوف أنّ “موقف موسكو حيال الأزمة السورية سيكون مرتبطًا من الآن فصاعدًا بكيفية تطبيق دمشق مقترحات موفد الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان، بوصفها مقترحات دولية تبناها مجلس الأمن الدولي بإجماع أعضائه”، موضحًا أنّ “الإجماع الدولي على إصدار البيان الرئاسي الداعم لخطة أنان يجب أن يُشكّل إشارةً ملزمة للحكومة السورية بأنّ عليها مراعاة هذا الإجماع والانصياع بالتالي لمضامين هذه الخطة”.
وإذ شدد على وجوب “أن يبادر الرئيس السوري بشار الأسد في أسرع وقت ممكن إلى تصحيح الأخطاء التي ارتكبها في معالجة الأزمة”، أكد مارغيلوف أنّ “روسيا ستتابع اتصالاتها مع الحكومة السورية ومع المعارضة السورية على حد سواء للتأكد من تنفيذ ما هو مطلوب بموجب خطة أنان، تجنبًا للأسوأ”، لافتًا في هذا السياق إلى أنّ “البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن الدولي يتوجه إلى طرفي النزاع في سوريا، كونه يطلب الوقف الفوري للعنف من كل الأطراف، إلا أنّ الخطوة الأولى في هذا المجال يجب أن يقوم بها الرئيس بشار الأسد وحكومته، بحيث تعمد السلطات السورية إلى سحب الجيش من المدن السورية الكبيرة والسماح بوصول المساعدات الانسانية بأسرع وقت ممكن إلى سائر المناطق المتضررة”.
مارغيلوف الذي كشف عن ترقب بلاده زيارة سيقوم بها وفد من المعارضة السورية إلى موسكو، وسيكون أحد المسؤولين الروس الذين سيلتقون بأعضاء الوفد، لفت إلى أنّ “روسيا تدرس جديًا العمل على توحيد صفوف المعارضة السورية” التي وصفها بـ”المفككة”، وأوضح مارغيلوف في هذا الإطار أنّ “موسكو تسعى إلى أن يكون للمعارضة السورية “صوت واحد” يعبّر عن مطالب واحتياجات الشعب السوري”، مشددًا في الوقت عينه على أنّ الجانب الروسي لم يقطع اتصالاته مع المعارضة السورية طيلة الفترة الماضية، ومبديًا إستعداد موسكو للاضطلاع بدور يشكل “جسرًا يربط ما بين طرفي النزاع في سوريا”.
مظاهرات وقتلى في جمعة “قادمون” بسوريا
تظاهر اليوم عشرات آلاف السوريين في جمعة “قادمون يا دمشق”, وواجهت قوات الأمن مظاهرات كثيرة في العاصمة ومدن أخرى بالرصاص. وفي الوقت نفسه, واصل الجيش السوري قصف حمص وإدلب موقعا مزيدا من القتلى, وواجه مقاومة من الجيش الحر في مناطق متفرقة.
وقالت لجان التنسيق المحلية في حصيلة أولية إن ما لا يقل عن 18 شخصا قتلوا اليوم في القصف والعمليات الأمنية التي استهدفت المظاهرات.
وخرجت اليوم مظاهرات في عدد من أحياء دمشق بينها برزة والعسالي وكفر سوسة والحجر الأسود.
وقال ناشطون إن قوات الأمن أطلقت الرصاص لتفريق المتظاهرين في كفر سوسة وجرحت عددا منهم, كما استخدمت الرصاص في الحجر الأسود والقدم. ويسعى الناشطون إلى توسيع نظاق الاحتجاجات في العاصمة التي طالت عمليات الجيش السوري الحر بعض أحيائها مما استدعى فرض مزيد من القيود الأمنية.
مظاهرات حاشدة
وغير بعيد عن دمشق, خرجت بعد صلاة الجمعة مظاهرات في عدد من مناطق ريف دمشق بينها يبرود وعرطوز ودوما وفق صور بثها ناشطون على الإنترنت, في حين تعرض متظاهرون في حرستا لإطلاق نار من الأمن.
وخرجت أيضا مظاهرات حاشدة في محافظة درعا. وقال ثائر العبد الله الناطق باسم تجمع أحرار حوران للجزيرة إن مظاهرات اليوم هي الأضخم منذ اندلاع الثورة قبل عام. وأشار العبد الله إلى مظاهرات في مدن وبلدات بالمحافظة بينها الحراك, وعمليات اقتحام وإطلاق نار في درعا المحطة, وإنخل, وكفر شمس.
ومن جهته, قال الناشط عادل الحموي للجزيرة إن مظاهرات خرجت في حماة, وواجهت قوات الأمن بعضها -خاصة في حي القصور- بإطلاق نار كثيف أوقع جرحى.
كما واجهت قوات الأمن متظاهرين في حي الجورة بدير الزور مما أسفر عن إصابات متفاوتة الخطورة وفق ما قال أوس العربي الناطق باسم مجلس ثوار دير الزور للجزيرة.
وتظاهر آلاف السوريين اليوم أيضا داخل حمص المدينة, وكذلك في مناطق بريفها بينها الحولة.
وبث ناشطون صورا لمظاهرات حاشدة في القامشلي وعامود بالحسكة, بينما تدخل الأمن لتفريق متظاهرين في حيّي الأنصاري والفردوس بحلب, وفي أحياء باللاذقية. وشملت المظاهرات أيضا بلدات في إدلب بينها خان شيخون وبنّش وكفر أنبل, وجرح متظاهرون عندما أطلق الأمن الرصاص على متظاهرين في بلدة أريحا.
قصف وضحايا
وبالتوازي مع المظاهرات, تعرضت أحياء حمص القديمة, وبلدات بريفها بينها القصير لقصف بالقذائف تسبب في مقتل مدنيين, وتدمير منازل وفقا لناشطين. وأشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن اثنين من بين القتلى سقطا في حيي الخالدية وباب السباع.
وفي ريف حلب, قصف الجيش السوري اليوم مدينة أعزاز القريبة من الحدود التركية مما أسفر عن مقتل شخص على الأقل وجرح عشرات آخرين. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد قال في وقت سابق اليوم إن ثلاثة من جنود الجيش السوري وعسكريا منشقا قتلوا في قتال عنيف مع منشقين في أعزار.
وتحدث ناشطون عن حركة نزوح واسعة للسكان من إدلب بسبب القصف الذي تتعرض له بلدات بينها سرمين وكفرنبل.
وقال مراسل الجزيرة ميلاد فضل إن الجيش اقتحم بلدة إحسم بإدلب, وأحرق ثلاثين منزلا. وكان 11 شخصا على الأقل قتلوا أمس في سرمين وفق مراسل الجزيرة.
اشتباكات
وتواترت في الأثناء الاشتباكات بين الجيش السوري والمنشقين في مناطق بغدلب بينها كفر نبل, وفي منّغ بريف حلب.
وقال ناشطون إن اشتباكات عنيفة بين الجيش ومنشقين اندلعت اليوم في كفر شمس بدرعا.
وفي وقت سابق, قتل أربعة جنود نظاميين حين هاجم منشقون عربة عسكرية قرب بلدة صيدا في درعا, وسجلت اشتباكات منفصلة في ريف المدينة.
وتحدث ناشطون عن اشتباكات أخرى بين الجيشين النظامي والحر في حيّي القابون وجوبر في دمشق, وفي معضمية الشام وعربين ومسرابا بريفها.
أنان إلى موسكو وبكين لبحث أزمة سوريا
عقوبات أوروبية على عائلة الأسد
مسؤولة الأمن والسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون ووزير الخارجية الفرنسي باجتماع وزراء الخارجية ببروكسل (الفرنسية) فرض الاتحاد الأوروبي اليوم سلسلة جديدة من العقوبات بحق النظام السوري تستهدف بصورة خاصة زوجة الرئيس بشار الأسد ووالدته وشقيقته وشقيقة زوجته، وفيما يزور المبعوث الأممي العربي المشترك كوفي أنان موسكو وبكين نهاية الأسبوع الجاري لبحث الأزمة السورية، دعت تركيا لخطة جماعية لحل الأزمة.
وتشمل العقوبات التي تتضمن فرض حظر سفر وتجميد للأصول، وزير الطاقة السوري ووزير الإدارة المحلية وخمسة وزراء آخرين ورجل أعمال.
كما ينتظر أن يفرض الاتحاد خلال اجتماع وزراء خارجية أعضائه ببروكسل، عقوبات بحق شركتين مرتبطتين بالنظام.
ونظام الأسد يخضع منذ مايو/أيار 2011 لعقوبات من الاتحاد الأوروبي كما فرض الاتحاد على نحو 150 شخصا ومنظمة بينهم أبرز أركان النظام، حظرا على دخول أراضي دوله وتجميد أرصدة.
واتخذ الاتحاد الأوروبي في الإجمال 12 سلسلة عقوبات تستهدف أيضا البنك المركزي وتجارة المعادن الثمينة ورحلات الشحن.
في غضون ذلك يزور أنان نهاية الأسبوع الجاري موسكو وبكين لبحث الأزمة السورية مع المسؤولين الروس والصينيين، كما أعلنت المتحدثة باسمه.
وأضافت أن الوفد الذي أرسله الأخير إلى سوريا بداية الأسبوع عاد الخميس من سوريا “بعد ثلاثة أيام من المباحثات المكثفة” مع السلطات السورية.
أنان بموسكو وبكين
وتابعت أن السلطات السورية “أعطتنا أجوبة سندرسها الآن بعناية”. لكن كوفي أنان لم “يقرر بعد القيام بزيارة جديدة إلى دمشق” و”المفاوضات متواصلة هاتفيا”.
في السياق، نقلت وكالة الأنباء الروسية (نوفوستي) عن مصدر دبلوماسي روسي قوله إن أنان يصل إلى موسكو غداً السبت حيث سيلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم الأحد.
روسياً أيضا، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما والمقرب من الكرملين ميخائيل مارغيلوف إن على الأسد أن يقوم بالخطوة الأولى لحل الأزمة المستمرة منذ أكثر من عام في بلاده عبر سحبه لقواته من المدن والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.
أما تركيا، فشدد وزير الخارجية أحمد داود أوغلو على الحاجة لإعداد خطة عمل دولية لإنهاء ما وصفها المأساة الإنسانية في سوريا. معتبرا أن البيان الرئاسي الصادر من مجلس الأمن إيجابي لكنه غير كاف.
في هذه الأثناء مدد مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اليوم مهمة لجنة التحقيق في سوريا وطلب منها وضع “كشف بالانتهاكات الفاضحة لحقوق الإنسان” المرتكبة منذ مارس/آذار 2011 بما في ذلك تقييم عدد الضحايا.
وتم تبني قرار المجلس بتأييد 41 صوتا ومعارضة ثلاث دول (روسيا والصين وكوبا) وامتناع دولتين (إاكوادور وأوغندا).
وفي دمشق، رحبت صحيفة تشرين الحكومية اليوم ببيان مجلس الأمن الذي يطلب من سوريا “التطبيق الفوري” للخطة التي عرضها أنان لحل الأزمة، معتبرة أنه يعكس هزيمة “عواصم أعداء سوريا”.
وكتبت الصحيفة أن البيان صدر “لمصلحة سوريا والسوريين”، مشيرة إلى أنه “يدين العمليات الإرهابية الغاشمة التي وقعت في مدينتي دمشق وحلب”.
وأضافت “للمرة الأولى منذ بداية الأزمة في سوريا ينحو مجلس الأمن الدولي إلى توافق فيما بين أعضائه بعدما انسلت الحلول من الإطار العربي الذي لم يتعامل مع الأزمة السورية بالشكل الإيجابي والواقعي بل بالأساليب الكيدية والرضا بدور التابع لقوى لا تريد خيرا لسوريا ولا للعالم العربي برمته”.
وأكدت الصحيفة الحكومية أن “أخطر ما يهدد مهمة أنان، السياسة التي تعتمدها بعض الدول العربية والإقليمية كقطر والسعودية وتركيا”.
وتدعو خطة أنان إلى وقف القتال وسحب القوات الحكومية والأسلحة الثقيلة من المدن التي تشهد احتجاجات، وإرساء هدنة إنسانية لمدة ساعتين يوميا لإفساح المجال لوصول العاملين الإنسانيين إلى المناطق المتضررة من أعمال العنف.
وحدة المعارضة
هذا وكان البيان الرئاسي لاقى ترحيبا وردودا أشادت بالقرار الذي أرسل “رسالة واضحة لسوريا لإنهاء العنف والدعوة لبدء حوار بين الحكومة والمعارضة”. في حين انتقد المجلس الوطني السوري البيان، وقال إنه يعطي النظام مزيدا من الوقت لاستمرار القتل.
في غضون ذلك، قالت مصادر في المعارضة السورية الأربعاء إن معارضي الأسد سيحاولون التغلب على خلافاتهم، والاتفاق على إستراتيجية أكثر تجانسا في اجتماع دعت إليه تركيا وسيعقد أوائل الأسبوع المقبل.
ويأتي موعد عقد اجتماع المعارضة المزمع قبل مؤتمر “أصدقاء سوريا” الذي تستضيفه إسطنبول أيضا في الأول من أبريل/نيسان المقبل، وهو تحالف واسع يضم أكثر من خمسين دولة، وعقد للمرة الأولى في تونس.
الغوراني من السجن السوري لدعم الثورة
الناشط طارق الغوراني يواصل دعم الثورة السورية من تونس التي فرّ إليها بعد إطلاقه من سجون سوريا (الجزيرة نت)إيمان مهذب-تونس
يحلم الناشط السوري طارق الغوراني بلحظة انتصار الثورة السورية، فعلى الرغم من الألم الجسيم الذي يشعر به نتيجة تعرضه لسنوات من السجن والملاحقة فإنه لم يفقد الأمل يوما في نيل الحرية، فالشعب الذي كسر حاجز الصمت والخوف حتما سينتصر، حسب قوله.
للغوراني قصة تعج بالتفاصيل الدقيقة، فالشاب الذي فرّ إلى تونس بعد خروجه من السجن بسبب تعرضه للملاحقة البوليسية، قضى خمس سنوات في سجون نظام الرئيس السوري بشار الأسد بسبب نشاطه على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت)، ومناهضته للنظام السوري ومحاولته مع مجموعة من رفاقه نقد تسلط الأسد وتفرده بالحكم.
يروي الغوراني (31 عاما) للجزيرة نت تفاصيل معاناته مع النظام السوري قائلا “البداية كانت سنة 2004 عندما بدأت مع بعض الأصدقاء العمل على إعادة إنتاج المقالات والكتابات المعارضة لنظام الأسد ونشرها على المواقع الإلكترونية ومنتديات الحوار على الإنترنت بصيغة شبابية وساخرة”.
نقد السلطة
وأوضح أنه تمكن عبر الإنترنت من نقد السلطة وممارساتها الدكتاتورية حيث كانت “الوسيلة الجديدة التي يمكن للسورين من خلالها التعبير بحرية عما يشعرون به من ظلم وقسوة”.
لكن تجربة التعبير بحرية ونقد نظام الأسد لم تدم طويلا، فالبداية كانت بحجب موقع “الدومري السوري” الذي أسسه الغوراني مع عدد من أصدقائه، وحجب موقع “أخوية” الذي تحول من موقع لكنيسة مسيحية بمدينة حمص إلى موقع يجمع كل السوريين، على حد قول الغوراني.
ولم يتوقف الأمر عند الحجب فحسب بل تطور ليصبح ملاحقة، فقد أُلقي القبض على المجموعة الناشطة في هذه المواقع الإلكترونية من قبل المخابرات الجوية، ورغم محاولات التخفي التي قام بها الناشط السوري فإنه تم تفتيش البيت وتكسير كل ما فيه بعداها اقتادوه للتحقيق ثم الإيقاف فالمحاكمة.
ويتذكر الغوراني تلك السنوات التي خضع فيها لأبشع طرق التعذيب، وكان يصمت لبعض الوقت ثم يحاول الاسترسال في سرد الأحداث التي من الصعب اختزالها في عدد من الكلمات، كما يقول للجزيرة نت.
سنوات السجن
وبسبب نشاطه ومناهضته لنظام الأسد حُكم على الغوراني بالسجن سبع سنوات بتهمة “نشر أنباء تمس من هيبة الدولة، والقيام بأعمال لم تجزها الدولة من خطب ونشرات من شأنها أن تسبب أعمالا عدائية على سوريا”، ليجد نفسه معزولا في سجن صدنايا العسكري.
ويسترسل قائلا “كانت ظروف السجن سيئة، وفي تلك السنوات عشت لحظات قاسية، حيث خضعت للعزل مع عدد من المساجين وكنا محرومين حتى من الخروج إلى ساحة السجن، وحتى الماء والكهرباء كان ينقطعان في السجن لأيام”، كما يؤكد الغوراني أنه كان شاهدا على تمرد المساجين عام 2008، وشاهدا -أيضا- على جبروت النظام الذي استخدم الرصاص والقنابل المدمعة والغازات السامة لقمع المساجين الثائرين الذين فقد العشرات منهم حياتهم بسبب ذلك.
تضاعف الأمل
لكن اندلاع شرارات الربيع العربي غيرت الكثير وضاعفت الأمل في إمكانية إحداث التغيير، يقول الغوراني “خبر هروب الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي واندلاع الثورة في مصر، كان يمنحني الثقة أكثر في أن الثورة في سوريا قادمة لا محالة، وأن الشعب لن يواصل صمته وسينتفض ضد قمع نظام الأسد”.
وبعد خروجه من السجن بمقتضى عفو تشريعي على مساجين الرأي والإخوان المسلمين في شهر يونيو/حزيران الماضين في إطار سلسلة الإصلاحات، لم يصمت الغوراني، واستأنف من جديد نشاطه على الإنترنت ويساهم في العمل الإغاثي والحقوقي والإنساني.
“عندما خرجت من السجن كان كل شيء مختلفا، لكنني تمكنت بعد عشرة أيام من التواصل مع أصدقائي القدامى، وبدأنا العمل من جديد حيث كنا نقوم بتقديم المساعدات الغذائية والطبية وجمع أسماء المعتقلين والشهداء، والتواصل مع المنظمات المختصة”، يضيف محدثنا.
ويواصل الغوراني، الذي اضطر للهرب إلى تونس بسبب الملاحقة الأمنية، العمل على دعم الثورة السورية عبر توفير المساعدات المالية وتنظيم بعض المظاهرات الداعمة للثورة، وهو يأمل ككل السوريين أن يسقط نظام الأسد وأن تبنى سوريا من جديد، فـ”النظام الذي قتل شعبه واستباح دماءهم لا يستحق البقاء”.
مشاعر إسرائيلية مختلطة تجاه سوريا
أشارت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية إلى ما وصفتها بالمشاعر المختلطة التي تكنها إسرائيل تجاه الأزمة السورية، وأوضحت أن القادة الإسرائيليين يراقبون تصاعد وتيرة العنف وسفك الدماء بمزيج من مشاعر القلق والأمل والإحباط على حد سواء.
وقالت الصحيفة إن أكثر ما يخشاه القادة الإسرائيليون قد يتمثل في محاولة نظام الرئيس السوري بشار الأسد توريط إسرائيل في الصراع، وذلك في مناورة أخيرة من جانب النظام السوري لتقسيم وإرباك المعارضة، بشأن مرتفعات الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل، والتي تشكل إحدى نقاط الخلاف الرئيسية بين البلدين.
وأضافت أن ثمة قلقا عميقا لدى الإسرائيليين يتمثل في المصير المحتمل لترسانة السلاح التي تمتلكها سوريا، بما فيها الصواريخ بعيدة المدى والأسلحة الكيمياوية والبيولوجية، في ظل الخشية من وقوعها في أيدي الجماعات المسلحة في لبنان أو في أي مكان آخر.
وأشارت إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أكد أمام البرلمان الإسرائيلي الأسبوع الماضي على المخاطر المحتملة على المدى القصير، التي تفرضها الاضطرابات في سوريا على البلاد.
قلق إسرائيلي
وقال باراك “إننا نراقب ما يجري في سوريا، مع التركيز على أي جهود لنقل الأسلحة التي من شأنها أن تغير الموازين”، ومحذرا من أن “الأحداث في سوريا ربما تزيد من عدم اليقين، وتدعو لضرورة الاستعداد لأي سيناريو محتمل”.
بيد أن المسؤولين الإسرائيليين يبدون على ثقة أكبر، في ظل التقييمات الاستخباراتية الخاصة والتي تفيد بأن النظام السوري يتجه في النهاية إلى الانهيار، دون إيضاح بشأن المدة المتوقعة لبقاء الأسد في سدة الحكم.
وأشارت فايننشال تايمز إلى أن من بين أسباب القلق الإسرائيلي ليس فقط التحالف الوطيد بين سوريا وإيران، ولكن الأهم يتمثل في الدور الذي تلعبه سوريا والتي تشكل قناة حيوية لتدفق السلاح والمال والتدريب للجماعات المسلحة التي تعمل ضد إسرائيل.
ونسبت إلى وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان قوله إن انهيار نظام الأسد سيكون بمثابة الضربة القاسية لأنشطة إيران التخريبية في المنطقة، وذلك لأن “سوريا الأسد” تعتبر قاعدة متقدمة لإيران في المنطقة.
وأوضح أن إخراج سوريا من المحور الإيراني يعتبر مصلحة إسرائيلية كبيرة، وذلك برغم تحذيرات بعض المحللين والمراقبين إزاء الخليفة المحتمل للأسد، ومدى استعداده لبناء علاقات دافئة مع إسرائيل في المدى القريب.
ونسبت الصحيفة إلى مسؤولين غربيين مقربين من القادة الإسرائيليين القول إن إسقاط النظام السوري وتغييره يعتبر أمرا محببا لدى المسؤولين الإسرائيليين بمن فيهم رئيس الوزراء الإسرائيل بنيامين نتنياهو.
وزير تونسي: الحل السياسي للأزمة السورية وفق السيناريو اليمني بات مستحيلا
تونس (23 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
رأى وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام ان الحل السياسي لهذه الازمة وفق السيناريو اليمني بات أمرا “مستحيلا”، معلنا في مؤتمر صحفي الجمعة مشاركة بلاده في مؤتمر “اصدقاء سوريا” الذي يعقد في استانبول مطلع الشهر المقبل
وقال عبد السلام “مشاركتنا في مؤتمر اسطنبول ستكون نشطة وفعالة وضمن الاسس والثوابت التي عبرنا عنها في مؤتمر اصدقاء الشعب السوري الذي احتضنته تونس” في الرابع والعشرين من شباط/فبراير الماضي، و”ايضا ضمن المرتكزات التي عبرنا عنها في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة” الذي سبق مؤتمر تونس
وأشار عبد السلام إلى أن حل الازمة السورية وفق السيناريو اليمني “لم يعد له أفق لأن الصراع هناك تعقد ويتجه نحو المزيد من التعقيد “، مضيفا “هذا الامر يقلقنا كثيرا وهناك اتجاه لتسليح الصراع وايضا هناك توجه نحو مزيد من التصعيد و القتل العشوائي يمارس في مختلف المدن و القرى السورية وهذا امر مزعج و مقلق”، على حد تعبيره
واعتبر الوزير التونسي أن هذه الامور “تجعل من الحل السياسي متعذرا ان لم نقل مستحيلا ويؤسفنا ان نقول ذلك”، على حد تعبيره
وفي سياق آخر، اكد الوزير التونسي مشاركة بلاده في القمة العربية في العراق أواخر الشهر الجاري، وقال “سنشارك في قمة بغداد ولكن مستوى المشاركة لم يحسم بعد و قد يتم ذلك خلال الساعات المقبلة فاما ان يحضر الرئيس المنصف المرزوقي او وزير الخارجية”
و تعليقا على الحادثة الإرهابية في مدينة تولوز الفرنسية، قال الوزير رفيق عبد السلام “ما حدث في تولوز لا يمكن الا ان ندينه”، وأضاف “هذا عمل غير مشروع من النواحي الاخلاقية والانسانية والسياسية، وما من شك في ان الامر سينعكس على الجالية التونسية والعربية والمسلمة وهذه الانعكاسات ستكون خطيرة وحدها الادنى زيادة في الكراهية والتعصب ضد الاقليات” هناك
الجيش “السوري الحر” يستنكر ما نقلته وكالة فاتيكانية ويؤكد وجود مسيحيين في تشكيلاته
روما (23 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
استنكرت “كتائب الفاروق” التابعة لـ “الجيش السوري الحر” المنشق عن الجيش النظامي ما أوردته وكالة “فيديس” الفاتيكانية أول أمس الاتهامات التي وجهتها الكنيسة الأرثوذكسية السورية للكتائب بأنها ترتبط بالقاعدة وتقوم بتطهير عرقي للمسيحيين في حمص
وأشارت الكتائب إلى “وجود مسيحيين ضمن تشكيلاتها العسكرية وإلى وجود وحدة أهداف مع معظم مسيحيي المدينة”، واتهمت بالمقابل بعض الأسر المسيحية في المدينة بأنها “شاركت النظام في قتل المدنيين”، وذكّرت بأن عناصر الكتيبة هم من أجلى الصحفيين الأجانب المسيحيين من مدينة حمص الشهر الماضي
وفي بيان مخصص للرد على الوكالة، أكّدت أن عناصر كتائب الفاروق “ما زالوا وسيبقون ملتزمين بالأهداف التي ثاروا لأجلها عن نظام الأسد، وتحملوا مسؤولية حماية المتظاهرين ورد الجور والظلم عن المدنيين العزل”. وقالت الكتائب أن “إخواننا أبناء الطائفة المسيحية الكريمة، فهم يشاركوننا الشعور نفسه تجاه النظام إن لم يكن كلهم فأغلبهم، ويمدون لنا يد العون، فالكثير من عناصر الكتائب يتداوون عند أطبائهم وممرضيهم، والكثير من المساعدات الإنسانية تصلنا عن طريقهم ومنهم”
وأشارت إلى وجود مسيحيين منشقين عن الجيش من منطقة القصير بحمص ضمن كتائب الفاروق، كما أوضحت أن “جميع الصاغة ـ وأغلبهم من المسيحيين ـ في سوق الذهب يشهدون بأن عناصر الفاروق هم الذين حموا محلاتهم من النهب والسرقة عندما قاموا برد الأمن والشبيحة عن سوق الصاغة في الشهر العاشر من السنة الماضية”، وفق البيان
ونوهت الكتائب بأنها تؤكد دائماً على أن “مهمتها حماية المدنيين من بطش النظام”، وأنها “قامت بإطلاق سراح عناصر مسيحيين من أمن النظام بعد أسرهم كرامة لأبناء الطائفة المسيحية ومراعاة لمشاعرهم وسداً لذريعة الخلاف بين أبناء الوطن؛ ومنهم المساعد أول إدوارد الغربي ـ أمن سياسي ـ من قرية الدمينة الشرقية، والمساعد أول يوسف حنا من فرع أمن الدولة من مدينة القصير”
فيما اتهمت بعض الأسر المسيحية بالوقوف إلى جانب النظام وانخرطت في ميليشياتها وأقامت حواجزها الخاصة وذكرت أسماء بعضها، كما ذكرت أسماء بعض ضحاياها، ونوّهت بتعهد رجال الدين المسيحي في المدينة غير مرة بإخراج أسرة منهم من القصير وإلغاء الحواجز التي أقاموها ولم يستطيعوا ذلك
وذكّرت الكتائب التي تعتبر من أكبر الكتائب التابعة للجيش السوري الحر بأنه “لم تجف دماء أبناء كتيبتنا وهم يُجْلُون الصحفيين الأجانب المسيحيين، وبدورنا نطالب الجهة التي افترت علينا بهذا البيان أن تتحقق من هذه المعلومات وأن ترجع عما تفتريه وتصلح ما أفسدت، فهي الآن في نظرنا تعمل لمصلحة النظام النازي في سورية، وتعين المجرم القاتل على قتل الأبرياء، وإنها بهذا العمل تهدد الوحدة الوطنية التي يعيشها مسيحيو الشرق مع إخوانهم من باقي الطوائف”.
وكانت وكالة أنباء (فيديس) الفاتيكانية قد نقلت مذكرة للكنيسة الأرثوذكسية السورية اتهمت فيه كتائب الفاروق بأنه “تقوده عناصر مسلحة من تنظيم القاعدة وجماعات وهابية مختلفة، ويضم مرتزقة قدموا من ليبيا والعراق”، وأنها أخرجت 90% من المسيحيين من مدينة حمص وصادرت منازلهم بالقوة
مراقبون: عشرات آلاف المتظاهرين في جمعة “قادمون يا دمشق” في سوريا
قال مراقبون وناشطون إن عشرات الآلاف من السوريين تظاهروا في عدد من مناطق البلاد في جمعة “يا دمشق قادمون”.
وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة الأنباء الفرنسية أن “عشرات الالاف من الاشخاص تظاهروا في سوريا اليوم، رغم الانتشار الامني الكثيف وتعرض عدد من المناطق للقصف مما حال دون خروج تظاهرات فيها”.
وفي دمشق خرجت تظاهرات في حيي الميدان والتضامن بينما تظاهر اكثر من الف شخص
في حي كفرسوسة واجهتهم قوات الامن باطلاق الرصاص مما اسفر عن جرح ثمانية اشخاص.
وافادت لجان التنسيق المحلية ان “قوات النظام تطوق جميع المساجد في جوبر لمنع خروج تظاهرات”، مشيرة الى “وجود كثافة أمنية على حاجز جوبر العباسيين”.
وفي ريف دمشق خرجت تظاهرات في دوما والمليحة وعربين والهامة.
وفي حلب، قال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات المدينة محمد الحلبي “خرجت عشرون تظاهرة في عدد من احياء حلب كان اكبرها في حيي السكري وبستان القصر وواجهها الامن باطلاق رصاص كثيف وقنابل مسيلة للدموع”.
وفي محافظة ادلب، التي تتركز فيها العمليات العسكرية للقوات النظامية، اكد المرصد خروج تظاهرات حاشدة من عدة مساجد في مدينة معرة النعمان تطالب بمحاكمة رموز النظام ووقف شلالات الدماء”، بالاضافة الى تظاهرات في عدة بلدات من ريف ادلب.
واظهر مقطع على شبكة الانترنت تظاهرة في قرية الكستن في منطقة جسر الشغور ردد فيها المتظاهرون اغاني تنتقد الرئيس السوري بشار الاسد.
أسماء الاسد
على صعيد التطورات الدبلوماسية، أكدت مصادر أوروبية في بروكسل أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي وافقوا على فرض عقوبات جديدة ضد شخصيات سورية.
وتشمل العقوبات الجديدة فرض حظر على سفر زوجة الرئيس السوري أسماء وعدد آخر من أفراد الأسرة.
كما تشتمل العقوبات الجديدة على تجميد أرصدة ومن المتوقع أن تؤثر على 12 شخصية مقربة من الرئيس بشار الاسد.
لكن مسؤولا بدائرة الهجرة البريطانية قال إنه لا يمكن منع أسماء الأسد من دخول بريطانيا رغم حظر السفر الذي سيفرضه الإتحاد الأوروبي، بوصفها مواطنة بريطانية.
دبلوماسيا أيضا، أدان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ما سماه “التصعيد الحاد” والانتهاكات المتزايدة التي تقترفها القوات السورية.
ومدد المجلس بعثة التحقيق التابعة له في سوريا التي توثق لوقوع جرائم ضد الإنسانية بما فيها الإعدامات والتعذيب.
وتم التصويت على قرار التمديد بغالبية 41 عضوا من أعضاء المجلس الـ47.
واعترضت على القرار ثلاث دول هي الصين وروسيا وكوبا، كما تغيبت عن الاجتماع دولتان ولم تشارك دولة واحدة في التصويت هي الفلبين.
إمكانيات محدودة
في هذه الاثناء شكت الأمم المتحدة من معوقات تحول دون وصول وكالات الإغاثة إلى المحتاجين للمساعدة في سوريا.
وقالت فاليري اموس مسؤولة المساعدات الانسانية في الامم المتحدة الخميس إن وكالات الاغاثة لا تتاح لها سوى “امكانيات محدودة” للوصول الى المحتاجين داخل سوريا.
وتأتي تصريحات اموس على الرغم من مطالبة مجلس الامن الدولي بالسماح لموظفي الاغاثة بدخول البلدات السورية المحاصرة.
وقالت اموس في بيان إن “الوضع في سوريا مستمر في التدهور مع استمرار الاقتتال والعنف في المدن في شتى أنحاء البلاد ومنها دمشق.”
وأضافت “ما زلت أشعر بقلق بالغ على الذين يجدون أنفسهم محاصرين في هذا الوضع. والذين تشردوا يحتاجون الى الطعام والمأوى والمساعدة الطبية. وما زلت أطالب بالسماح بدخول المنظمات الانسانية بلا قيد.”
وقالت اموس “في الوقت الحالي لا يمكننا سوى تنفيذ أنشطة محدودة لتقديم الطعام والمساندة الصحية ومساعدات الصحة العامة داخل سوريا وذلك بسبب انعدام الامن وضيق الامكانيات المتاحة للمنظمات الانسانية للوصول الى المحتاجين.”
تحقيق دولي
وكان مجلس الامن الدولي قد عقد جلسة غير رسمية الخميس مع اعضاء لجنة شكلها مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة للتحقيق في جرائم حرب يحتمل ارتكابها خلال حملة الحكومة السورية التي مضى عليها عام على المحتجين المطالبين بالديمقراطية.
يذكر أن حكومة الرئيس بشار الأسد رفضت التعاون مع اللجنة. وقال السفير الالماني في الامم المتحدة بيتر فيتيج بعد اجتماع الخميس مع اللجنة ان المجلس يجب ان يدرس اجراء تحقيق دولي.
وأضاف “مع الغياب الكامل لامكانية الوصول وعدم تعاون الحكومة السورية، فانه يجب على مجلس الأمن ان يفرض بنفسه لجنة تحقيق دولية. وعلى المجلس ان يضمن ان تتم تلبية مطالبته بارساء المحاسبة”.
المزيد من بي بي سيBBC © 2012
المعارضة السورية: الدبابات السورية تقصف حماة ومقتل أكثر من 60 شخصا في مناطق متفرقة
أفادت مصادر جماعات معارضة سورية بتعرض حيّ كبير في مدينة حماة “لقصفٍ شديد” من دبابات الجيش السوري، وان ما يزيد على 60 شخصا قتلوا اليوم في عدة مدن سورية معظمهم في مدينتي حمص وإدلب.
وتقول المصادر إن قتالاً عنيفاً اندلع في حي الأربعين الذي تتمركز فيه المعارضة السورية لنظام الرئيس بشار الأسد.
وجاءت هذه الأنباء بعد مواجهات بين الجيش السوري الحر وقوات الأمن في المنطقة الأربعاء، حيث قُتل 12 سورياً، طبقا لمصادر المعارضة السورية.
وقالت الأنباء إن المنطقة تحولت إلى “ساحة معركة”، حيث دُفنت الجُثثْ في حديقة قريبة.
وقال شهود عيان إن عدة منازل دمرت، وجرح العديد من المدنيين أثناء القتال.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن قوات الجيش السوري استمرت في حصار حي الخالدية، كما قصفت القوات النظامية أحياء أخرى في المدينة.
وفي مدينة القصير بريف حمص قتل اربعة جنود نظاميين في اشتباك مسلح، حسب المرصد.
وتُظهر مقاطع فيديو على موقع التواصل الاجتماعي “يوتيوب” ما يُعتقد أنه دبابات تم نشرها في حماة، ودبابة أخرى تعرضت للتدمير على أيدي مقاتلي الجيش السوري الحر.
كما نشر نشطاء صورا لما يبدو وكأنه مظاهرات ليلية ضد الحكومة في حماة.
إدلب
وتحدثت تقارير عن قصف عنيف من ثلاثة اتجاهات على بلدة سرمين في محافظة إدلب في شمال سوريا.
وقال المرصد ان اكثر من 60 شخصا قتلوا اليوم في عدة مدن سورية معظمهم في مدينة إدلب.
وقال المرصد إن 10 أشخاص من بينهم ثلاثة أطفال وسيدتان قتلوا “إثر إصابة حافلة صغيرة بإطلاق نار كانت تقلهم قرب بلدة سرمين”.
وأوضح مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، لوكالات الأنباء أن “الحافلة كانت تقل 13 شخصا، قتل منهم تسعة أشخاص من عائلتين مختلفتين، إضافة إلى السائق”.
وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية في إدلب، ميلاد فضل، في اتصال عبر سكايب مع وكالة أنباء، إن “الحافلة كانت تنقل نازحين إلى تركيا”.
اصدقاء سوريا
واكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية فكتوريا نولاند ان هيلاري كلينتون ستشارك في مؤتمر ” اصدقاء سوريا” الذي سيعقد في اسطنبول في الاول من ابريل/ نيسان بعد ان شاركت في المحدثات التي عقدت في تونس الشهر الماضي وشاركت فيه تركيا ودول غربية وعربية.
وكانت الأمم المتحدة قد طلبت الأربعاء من سوريا التعاون مع خطة سلام وضعها مبعوث الأمم المتحدة كوفي عنان.
وتطالب الخطة بوقف كافة أشكال العنف، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية وبعملية تغيير سياسي.
وكان مجلس الأمن قد أقر هذه الخطة في بيان صادر عن رئاسة المجلس بموافقة كل من الصين وروسيا.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قد أعرب عن أمله في أن يكون موقف مجلس الأمن الموحد بشأن سوريا نقطة تحول في التعامل مع الأزمة هناك.
وكان كي مون يتحدث عقب موافقة القوى الكبرى في العالم على بيان غير ملزم يطالب سوريا بالتعاون مع مبعوث المنظمة الدولية والجامعة العربية كوفي أنان، وبدء سحب أفراد القوات المسلحة من وسط المناطق المأهولة بالسكان، ووقف استخدام الأسلحة الثقيلة.
هذا وقد اعرب وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه عن امله في ان يتيح البيان الرئاسي الذي تم تبنيه الاربعاء في مجلس الامن الدولي التوصل الى وقف لاطلاق النار في سوريا مشيرا الى هناك تغيراً في الموقف الروسي من المسالة.
وقال جوبيه في تصريحات لاذاعة اوروبا-1 ان “الموقف الروسي شهد تغيراً لاننا تمكنا اخيرا من تبني نص بالاجماع في مجلس الامن الدولي سيتيح لكوفي انان ان يحصل على وقف لاطلاق النار وانتم تعلمون ان فرنسا في طليعة الدول الملتزمة في القضية”.
المزيد من بي بي سيBBC © 2012
نشر رسالة من حافظ مخلوف لبشار الاسد
: مطالب المعارضة السورية من الحكومة
مطالب المعارضة السورية من الحكومة
– بإعادة الديناصورات إلى الحياة
– لبن العصفور
– الغاء قانون الجاذبية تبع نيوتن لانو مفروض عليهم من زمان
– السماح لأبليس دخول الجنة بعد محاكمة مدنية
– أهالي المحافظات الداخلية تطالب بنقل البحر لعندن
قال بدن يصيفو ما حدا أحسن من حدا .
– متظاهروا حمص يطالبون بمرفأ في حمص
– أهل درعا يريدون من الحكومة ان تبني لهم حدائق درعا المعلقة
و بابل مش أفضل من درعا
و واشنطن تشجع الحكومة السورية للإستجابة إلى مطالب الشعب
هيدول مطالب مبدئية
لسه في عندون كتير على سبيل المثال
إنشاء حديقة للحيوانات في كل مدينة سورية بمساحة 100 كلم مربع
و يجب أن يكون فيها من جميع انواع الحيوانات الحية والمنقرضة
ولازم يكون فيها : التنين و الغول و العنقاء و حورية البحر تبع سندباد
و على قيد الحياة و إلا فتعتبر غير مقبولة
القبض على بعض الصحون الطائرة و عرض الفضائيين الذين تزعم
أمريكا أنهم موجودون
أن يكون بوسع كل مواطن سوري القيام برحلة شهر عسل للقمر
بناء مشاريع شاليهات على كوكب زحل للإصطياف في الصيف
فالطقس هناك معتدل والبحر بلون ماوردي
بدهن اعتراف انو مثلث برمودا هو مربع أمني،
وما في مشكلة اذا بيكون مستطيل
كلنا شركاء
مصممة المجوهرات رشا موقع لبشار الاسد : لا أرى كيف يمكنني العيش بدونك
ذكرت صحيفة “صنداي تايمز” ان الرئيس السوري بشار الاسد تلقى كما تظهر رسائل بريد الكتروني مسربة ضمن ما بات يعرف بـ “ايميلات الاسد” رسائل حميمة من ثلاث نساء.
واشارت الصحيفة الى انه الى جانب اثنتين من مساعداته في العلاقات العامة، كان الاسد يتلقى رسائل من مصممة المجوهرات رشا موقع التي قالت له ذات مرة: “لا ارى كيف يمكنني العيش من دونك”.
وتضمنت رسالة اخرى ارسلت الى الرئيس السوري في كانون الاول/ ديسمبر الماضي وتم الكشف عنها الاحد، صورة لامرأة غير معروفة تظهر فيها متكئة على جدار على نحو مثير بملابسها الداخلية البيضاء.
وتُظهر رسائل “الايميل” ان المساعدة الاعلامية شهرزاد الجعفري تطلب من احد مستشاري الأسد الآخرين ان يبلغه بأنها تحبه جدا جدا جدا وانها تفتقده.
وبحسب الصحيفة، كشفت رسالة يعود تاريخها الى 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، عن ان الجعفري وهي ابنة سفير بلادها في الأمم المتحدة بشار الجعفري عبّرت بمشاعر فياضة جدا عن انها مبهورة بروعة الأسد، بينما تعبر في رسالة أخرى بعبارات حماسية عن سعادتها بأنها ستلتقي مقدم البرامج البريطاني المعروف بيبر مورغان في اليوم التالي.
أما مساعدة شؤون العلاقات العامة الاخرى هديل العلي – فإنها أرفقت مع احدى رسائلها الالكترونية صورة لبشار الأسد عندما كان يافعا وتصفه بأنه “لطيف”.
شركة ستراتفور الأميركية للأمن تساعد المعارضة على إسقاط الأسد
تبين رسائل مسربة أن شركة ستراتفور الأميركية للأمن تساعد المعارضة السورية على اسقاط النظام.
أظهرت رسائل البريد الإلكتروني المسربة من شركة ستراتفور الأميركية للأمن ان المؤسسة تساعد المعارضة السورية للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد، كما عملت في وقت سابق على نطاق واسع في ليبيا.
ووفقاً للمراسلات الصادرة عن “ويكيليكس”، تم التعاقد مع شركة SCG العسكرية الخاصة، لمساعدة المعارضة السورية في تركيا. وكانت مهمتها عبارة عن “بعثة تقصي الحقائق”، لكن المهمة الحقيقية هي الطريقة التي يمكن أن تساعد في تغيير النظام”، وفقاً لرسالة بالبريد الالكتروني موجهة الى نائب رئيس شركة ستراتفور لمكافحة الإرهاب، فريد برتون.
أما مصدر الرسالة فهو الرئيس التنفيذي للشركة جيمس ف. سميث، الذي كان في السابق مديراً للشركة بلاك ووتر السيئة السمعة، وهي شركة تقدم خدمات أمنية وعسكرية وتعتبر واحدة من أبرز الشركات العسكرية في الولايات المتحدة، وتعرف الآن باسم اكاديمي.
في رسالة منفصلة، يقدّم سميث نفسه لستراتفور على أنه صاحب خلفية في وكالة المخابرات المركزية، وعلى رأس شركة “تتألف من وزارة الدفاع، وكالة المخابرات المركزية، وموظفين سابقين في إنفاذ القانون”.
ويشار إلى أن مهمة شركة SCG الأمنية مع المعارضة السورية هي تأمين “غطاء جوي من عضو الكونغرس سو ميريك”، وهي نائب جمهوري من ولاية كارولينا الشمالية، وعضو في لجنة مجلس النواب الأميركي للاستخبارات، التي تشرف على أجهزة الاستخبارات الأميركية.
ويضيف البريد الإلكتروني أن سميث “يعتزم تقديم خدماته للمساعدة في حماية أعضاء المعارضة، مثلما فعل في ليبيا”.
لدى سميث سجل واسع من تبادل المعلومات الاستخبارية مع ستراتفور، فعمل على تقديم معلومات داخلية عن الخدمات المقدمة لأعضاء المجلس الوطني الانتقالي الليبي خلال الثورة عام 2011، مثل البحث عن صواريخ أرض جو من النوع المحمول التي فقدت خلال الحرب الأهلية، إضافة إلى معلومات عن مقتل الزعيم الليبي معمر القذافي، من بين أمور أخرى.
وتعتمد الولايات المتحدة بشكل متزايد على مقاولي الأمن من القطاع الخاص مثل SCG، والاستعانة بمصادر خارجية لتوفير الخدمات مثل الأمن الشخصي، وجمع المعلومات الاستخباراتية وتدريب المجندين في بلدان مثل العراق وأفغانستان.
ويقول النقاد من الناحية العملية ان هذه الشركات لا تخضع للمساءلة، ما يسمح للحكومة باستخدامها لمخططات غامضة، في حين تكون قادرة على نفي أي دور لها.
وزير الخارجية الالمانية: بوادر تآكل نظام الاسد تتضح
قال وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله إن أثر عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد بدأت تكشف عن نفسها.
وقال فيسترفيله اليوم الجمعة في مقابلة مع محطة “إن.دي.آر إنفو” الألمانية الإذاعية إن “بوادر تآكل نظام الأسد” تتضح بالفعل.
وفي سياق متصل، أشاد فيسترفيله بموافقة روسيا لأول مرة على بيان مجلس الأمن الذي طالب بوقف العنف في سورية ، وقال: “يعني هذا أن حائط الحماية للأسد لم يعد فعالا”.
واستبعد الوزير الألماني التدخل العسكري في سورية ، وقال: “ينبغي تجنب حدوث حريق هائل فهذا يعني حربا شاسعة قد تتحول أيضا إلى حرب بالوكالة، لذلك فإن طريقنا هو طريق الضغط السياسي والدبلوماسي”.