أحداث الجمعة، 27 تموز 2012
النظام يحشد لاقتحام حلب والعالم يتخوف من «حمام دم»
دمشق، بيروت – «الحياة»، ا ف ب
تتوقع المعارضة السورية هجوماً واسعاً لقوات النظام على مدينة حلب اليوم الجمعة او غداً السبت، لاستعادة السيطرة على الاحياء التي اضطرت لاخلائها نتيجة مواجهات الايام الماضية مع مقاتلي «الجيش السوري الحر». واشارت معلومات امنية الى ان تعزيزات من القوات الخاصة انتشرت امس واول من امس عند الجهة الشرقية للمدينة. ويعتبر النظام ان بقاء حلب في يدي المعارضة بمثابة هزيمة كبرى له لا تقل عن خسارة دمشق.
وكتبت صحيفة «الوطن» القريبة الى النظام امس ان «حلب ستكون المعركة الاخيرة التي يخوضها الجيش العربي السوري. وبعد القضاء على الارهابيين فيها ستخرج سورية من أزمتها».
واكد رئيس المجلس العسكري لمحافظة حلب التابع لـ «الجيش الحر» العقيد عبد الجبار العكيدي «وصول هذه التعزيزات العسكرية الى قوات النظام. وقال ان مقاتلي المعارضة يتوقعون هجوما كبيرا في اي لحظة، لا سيما في المناطق الجنوبية والشرقية والغربية الواقعة على الاطراف. واشار الى ان نحو مئة دبابة وعدد كبير من الآليات وصلت الى حلب التي بدأت فيها الاشتباكات بين الطرفين قبل اسبوع. واضاف: «لا مجال للمقارنة بين امكاناتنا وامكاناتهم. عندهم دبابات ولا نملك الا الاسلحة الخفيفة والمتوسطة. لكننا نؤمن بالقضية التي نقاتل من اجلها، وهم يقاتلون من اجل لا شيء». واكد العكيدي ان «الجيش الحر» سيدافع عن احياء حلب التي سيطر عليها مهما كلف الثمن وسيمتد الى احياء جديدة «لتحريرها».
وقالت مصادر امنية ان ما بين 1500 والفي مقاتل وصلوا ايضا من خارج حلب لدعم حوالى الفي مقاتل موجودين فيها، والذين ينتشرون في الاحياء الجنوبية والشرقية على اطراف المدينة، لا سيما صلاح الدين والجوار.
وابدت جهات غربية مخاوف من وقوع «حمام دم» في حلب عند اقتحامها من قوات النظام، أسوة بما حصل في حمص وحماة ودمشق وتلبيسة والحفة، وسواها من المناطق التي اقتحمتها هذه القوات بعد سيطرة الثوار عليها. ودعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس كلاً من روسيا والصين الى العمل مع بقية اعضاء مجلس الأمن لوقف حمام دم يمكن حدوثه في مدينة حلب. وقال: «نأمل أن تسمع موسكو وبكين في النهاية الصرخات لا من شعب سورية فحسب بل من بقية العالم والبلدان العربية من أجل وقف حمام الدم هذا». واضاف إن الأخبار القادمة تظهر «أن مرتكب المذابح (الرئيس بشار) الأسد مستمر في هذا النشاط المحزن. إنه يقتل ويقتل وذلك هو كل ما يفعله». وأكد فابيوس انه مقتنع «مثل كل الديموقراطيين في العالم بأن الأسد سيسقط عاجلا أو آجلا.»
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون امس خلال زيارة يقوم بها لبلدة سريبرينتسا في البوسنة قوى العالم من أن تتكرر في سورية الأخطاء التي ارتكبت في هذه البلدة في التسعينات عندما لم تتمكن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة من منع مذبحة راح ضحيتها ثمانية آلاف من الرجال والأطفال المسلمين. وقال بان: «لا أريد أن أرى أيا ممن سيأتون بعدي وهم يزورون سورية بعد 20 عاما ويعتذرون عن عدم فعل ما كان يمكن فعله الآن لحماية المدنيين في سورية».
ودعت المديرة العامة لمنظمة «يونيسكو» ايرينا بوكوفا جميع الاطراف الضالعين في النزاع في سورية الى «ضمان حماية الارث الثقافي الاستثنائي» في مدينة حلب. وذكرت بان «هذه المدينة القديمة احتلت تاريخيا موقعا استراتيجيا على الطرق التجارية بين الغرب والشرق، وقد احتفظت بارث تراثي استثنائي يعكس تنوع ثقافات الشعوب التي اقامت فيها منذ اكثر من الف عام».
في هذا الوقت استمرت الاشتباكات في احياء في دمشق، انسحب اليها المسلحون بعد سيطرة قوات النظام على معظم مناطق العاصمة. وتعرضت احياء التضامن والحجر الاسود ومخيم فلسطين في جنوب دمشق للقصف. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان ما لا يقل عن 16 مواطنا قتلوا في قصف تعرضت له بلدة يلدا المتاخمة لحي الحجر الاسود بينهم خمسة اطفال دون سن 16 سنة واربع نساء. ووصفت الهيئة العامة للثورة مقتل هؤلاء بـ «المجزرة»، مشيرة الى استخدام الطيران المروحي والاسلحة الثقيلة في القصف. وقالت ان «الاهالي في حالة رعب لا توصف»، وهناك «صعوبة في اسعاف الجرحى». كما اشارت الى «تهدم بعض المنازل على رؤوس اصحابها».
كما اقتحمت قوات النظام حي العسالي الذي شهد اشتباكات عنيفة. وخلا حي التضامن من معظم سكانه. وقال ناشطون ان «الجيش الحر» موجود فيه للرد على اي هجوم من قوات النظام. وذكرت «الهيئة العامة للثورة السورية» ان قوات النظام اقتحمت حي السيدة زينب المتاخم لداريا بالدبابات والمدرعات وسط اطلاق رصاص من رشاشات ثقيلة.
من جهة اخرى علمت « الحياة» أن المكتب التنفيذي في «المجلس الوطني السوري» الذي اجتمع في الدوحة امس كلف لجنة مختصة لاعداد رؤية حول الحكومة الانتقالية التي ستعقب اسقاط نظام الرئيس الأسد. وقال عضو المكتب التنفيذي في المجلس أحمد رمضان إن اللجنة «تضم عضوين من المكتب التنفيذي وستعد رؤيتها في غضون اسبوع وستعرضها على المجلس اجتماع لاحق».
ونفى رمضان، في حديث الى «الحياة»، أن يكون المجلس ناقش موضوع ترشيح شخصية لرئاسة الحكومة الانتقالية، وأكد انه ليس هناك مرشح حتى الآن لرئاسة الحكومة الانتقالية وما تردد في بعض وسائل الاعلام ليس صحيحا او دقيقا. واكد من اهم المعايير لاختيار رئيس الحكومة الانتقالية «أن يكون من الشخصيات الوطنية المعارضة المعروفة بدعمها للثورة، وأن يكون شخصية توافقية».
وأكد المكتب التنفيذي «أن التوجه الرئيسي هو لدعم الداخل لوجستيا ولتثبيت الحراك الداخلي، وتوفير وسائل الدعم له، خاصة أنه يوجد الآن أكثر من مليوني مهجر داخل سورية» وقال رمضان «ان هناك شعوراً لدى المجلس الوطني أن المبادرات السياسية الخارجية فقدت قوة الدفع اللازمة في ضوء رفض النظام التعامل معها وبالتالي ستحسم المواجهة داخل سورية»، مشيرا الى رفض النظام النداء الاخير الذي وجهه وزراء الخارجية العرب في الدوحة، وتوقع حدوث موجة انشقاق كبيرة خلال الأيام المقبلة، وستضم شخصيات رئيسية تعمل في المجالين السياسي والديبلوماسي.
في موازاة ذلك، نقل تلفزيون «برس» الإيراني عن نائب الرئيس محمد رضا رحيمي ان دعم طهران لسورية «لا يقبل التغيير»، في رد على تلميحات إلى أن طهران يمكن أن تخفف دعمها للأسد. واكد رحيمي ان «الشعب الإيراني له موقف لا يقبل التغيير إزاء السوريين وسيقف دائما إلى جوارهم»، متهما القوى الكبرى بالتوحد لإلحاق الضرر بالأمة السورية.
ونقلت وكالة «أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية» عن أمين سر مجلس الأمن القومي الإيراني سعيد جليلي ان طهران مستعدة لدعم دمشق «أكثر من ذي قبل في مواجهة الضغوط الأجنبية».
وفي علامة ملموسة على الدعم الايراني للسلطات السورية استقبلت طهران وفدا من وزراء سوريين امس، واتفق الطرفان على صفقة في شأن استيراد الكهرباء من إيران عن طريق العراق.
ونقلت «وكالة أنباء العمال» الايرانية عن وزير الطاقة الإيراني ماجد نامجو قوله «إيران لن تترك سوريا وحدها في الأوقات الصعبة»، مضيفا أن طهران مستعدة لإعادة بناء المنشآت التي تضررت أثناء الانتفاضة.
أردوغان يتهم دمشق بوضع 5 مدن في عهدة حزب العمال الكردستاني
اسطنبول، دمشق – «الحياة»، أ ف ب، رويترز
وسط ارتفاع ملحوظ للقلق التركي من خروج «ورقة اكراد سورية» عن السيطرة، اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان النظام السوري بانه وضع خمس مدن في شمال سورية «في عهدة» حزب العمال الكردستاني، وحذر من أن أنقرة يمكنها ممارسة حقها في ملاحقة المتمردين الأكراد الأتراك داخل الأراضي السورية عند الضرورة.
وجاءت لهجة اردوغان التصعيدية وسط أنباء عن «تسليم» السلطات السورية مناطق شمال سورية على الحدود مع تركيا إلى حزب العمال الكردستاني، وفرعه السوري حزب الاتحاد الديموقراطي، وهى الخطوة التي وصفها اردوغان أمس أنها «موجهة ضد تركيا». غير أن أكراد سوريين يقولون إن النظام السوري يلعب «الورقة الكردية» لتخفيف الضغوط عليه، مشيرين إلى أن «فزاعة دولة كردية في سورية» بلا أساس. وقال ضابط سوري منشق من انطاكيا في تركيا لوكالة «فرانس برس» إن الاكراد السوريين المشاركين في الانتفاضة «غير مدفوعين بالرغبة في دولة مستقلة»، ملاحظا ان «ثمة لعبة سياسية تجري في الخارج كما لو أن كلا من الاكراد والعلويين والتركمان يريدون كيانات مستقلة. هذا غير صحيح. 95 بالمئة من السوريين يريدون علما موحدا ودولة موحدة».
وأعلن اردوغان أن وزير خارجيته أحمد داود أوغلو سيتوجه إلى اربيل الاسبوع المقبل للقاء رئيس الاقليم مسعود بارزاني والحديث معه حول التطورات التي يشهدها شمال سورية.
وأوضح اردوغان أن رسالة داود اوغلو للقادة الأكراد في العراق هي:»نثق فيكم… لكن نرجو أن لا تكونوا طرفا في أي خطوات خاطئة».
ولا تخفي أنقرة قلقها من احتمال تقسيم سورية وانشاء اقليم كردي مستقل في شمالها، على غرار اقليم كردستان في شمال العراق.
وقال اردوغان، في مقابلة مع قناة «كانال-24» التركية انه «في هذه اللحظة نظام الاسد متركز في دمشق ومحشور هناك وفي جزء من منطقة اللاذقية ايضا. في الشمال وضع خمس محافظات بعهدة الاكراد، والمنظمة الارهابية»، في اشارة الى حزب العمال الكردستاني. واضاف ان «هؤلاء يحاولون الآن ايجاد وضع يتفق مع مصالحهم عبر رفع صور زعيم المنظمة الارهابية الانفصالية»، في اشارة الى حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان.
وردا على سؤال عن إمكان أن تستخدم تركيا حقها في مطاردة المتمردين الأكراد في حال الضرورة داخل الاراضي السورية اذا قاموا بعمل ما في تركيا، قال اردوغان «إنه امر غير قابل للنقاش، هذا أكيد، هذه هي المهمة وهذا ما يجب أن نفعله».
ولم يستبعد اردوغان احتمال انشاء منطقة عازلة داخل الاراضي السورية للتصدي للمتمردين الاكراد، مشيرا إلى ان كل ذلك يشكل جزءا من الخيارات التي لدى أنقرة.
واعتبر اردوغان إن الرئيس بشار الأسد والحلقة المقربة منه راحلان قريبا، مضيفا أن الترتيبات جارية لتدشين مرحلة جديدة في سورية، وأن الحكومة الإنتقالية ستعد دستورا جديدا للبلاد وإنتخابات رئاسية وبرلمانية.
في موازة ذلك، قال السياسي المقرب من حزب العمال الكردستاني داوود باغستاني لـ»الحياة» إن «الاكراد بصورة عامة بغض النظر عن أي شيء يفهمون أوضاع بعضهم البعض ويحذرون من الوضع، وتحاول تركيا أن تخلق المشاكل بين الأكراد السوريين انفسهم، أو بين الأكراد العراقيين والأتراك. وأعتقد بأن أنقرة لم تتمكن من ذلك»، مشيرا إلى أن «حزب العمال أخذ شرعيته من جميع الأطراف بما فيها تركيا، إذ أن هناك مفاوضات مع أنقرة لحل المشكلة الكردية حلا سلميا، وأعتقد أن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن بالنسبة للحكومة التركية».
المعارضة تخوض «معركة حاسمة» في حلب وتعتبرها «بنغازي سورية»
دمشق، بيروت، انقرة، نيويورك – «الحياة»، ا ف ب
دفع النظام السوري امس آلاف الجنود للمشاركة في الدفاع عن مدينة حلب بعد تشديد «الجيش السوري الحر» حملته فيها واعلانه السيطرة على كثير من احيائها. وسحب النظام معظم قواته من منطقة جبل الزاوية في محافظة ادلب، قرب الحدود التركية، ودفعها الى المعركة. وتواصل القوات النظامية منذ 48 ساعة ارسال تعزيزات في اتجاه المدينة من مناطق عدة.
وفي اليوم السادس لبدء المعارك في المدينة السورية الثانية اعلن «الجيش الحر» ان هذه ستكون «المعركة الحاسمة» وأنه سيحول حلب الى «بنغازي سورية»، للانطلاق منها لـ «تحرير» باقي المناطق، كما فعل ثوار ليبيا.
وفي انقرة، كشفت مصادر مطلعة لـ «الحياة» ان الادارة الاميركية اتخذت قبل اسبوعين قراراً بتصعيد ضغوطها على الرئيس بشار الاسد «لأن بقاءه في السلطة ينذر بقيام صومال جديد في بلد يمتلك ترسانة من الاسلحة الصاروخية والكيماوية وتؤثر التطورات فيه على استقرار جيرانه». واضافت ان واشنطن ابلغت موقفها هذا الى دول في المنطقة، وشددت على ضرورة السعي الى توحيد وحدات «الجيش الحر» الذي ستوفر واشنطن له اجهزة اتصالات ومعلومات فيما ستسرع دول اخرى عملية تسليحه. وقالت «ان مرحلة انتظار انان انتهت، وبدأت مرحلة اخرى خصوصاً بعد الموقف الروسي الاخير في مجلس الامن».
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من استخدام القوات السورية أسلحة كيماوية، مشيراً الى اطلاعه على «تقارير حول تغيير مواقع الأسلحة الكيماوية في سورية وازدياد الهواجس حول إمكان استخدامها». ونقل المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الى الشرق الأوسط روبرت سيري عن بان أن «المسؤولية الكاملة عن تأمين سلامة المخزون الكيماوي وأمنه في سورية تقع على عاتق الحكومة السورية، وهو لا يجب أن يستخدم تحت أي ظرف». وأشار «بقلق بالغ الى أن سورية ليست طرفاً في اتفاق الأسلحة الكيماوية».
من جهة اخرى قال وزير الخارجية الاردني ناصر جودة ان الاردن اتخذ احتياطات تحسبا لاستخدام النظام السوري اسلحة كيماوية. ورداً على هذا الاحتمال، قال ان الاردن لا يتدخل في الشؤون الداخلية للدول لكنه اتخذ احتياطاته لحماية سلامة البلاد وامنها الوطني. واضاف ان الحديث عن استخدام سورية لاسلحة كيماوية ما زال مجرد فرضية حتى الان وليس حقيقة واقعة.
وقالت مصادر ديبلوماسية في الأمم المتحدة إن «المجموعة العربية تعد مشروع قرار الى الجمعية العامة يحمل الحكومة السورية مسؤولية مخزونها من السلاح الكيماوي ويحذر من استخدامه».
وقال السفير السعودي في الأمم المتحدة عبدالله النعيمي لـ «الحياة»: «إننا ملزمون بترجمة ما صدر عن المجلس الوزاري العربي ونعمل على صوغ مشروع القرار ليحظى بأكبر تأييد ممكن في الأمم المتحدة». وأضاف: «ثمة استنكار دولي للمجازر والعنف المستمر ضد الشعب السوري والعالم مستعد للمساهمة في تحمل مسؤولياته لإنهاء الأزمة في أقرب وقت».
وعما إذا كانت مهمة أنان قد انتهت عملياً، قال النعيمي إن «مهمة أنان ينبغي أن تتطور وفق تطور الأحداث المتلاحقة في سورية التي تؤكد ضرورة التركيز على البحث في عملية الانتقال السياسي للسلطة واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتحقيق الدولة الديموقراطية التعددية».
وأكد النعيمي ضرورة «دعم الشعب السوري بكل الوسائل التي تمكنه من الدفاع عن نفسه وحماية أرواحه وتحقيق أهدافه وتطلعاته في الحرية والرخاء والتقدم إسوة بجميع شعوب المنطقة».
ورجح النعيمي أن يطرح مشروع القرار في الجمعية العامة الأسبوع المقبل «بعد انتهاء التشاور في المجموعة العربية وعرضه على باقي المجموعات فيها».
وقالت مصادر ديبلوماسية عربية أن مشروع القرار «لن يطرح تجديد التفويض لأنان بل سيعطيه مهمة محددة تتعلق بتسهيل التوصل الى صيغة من صيغ الانتقال السياسي تؤدي الى سورية تعددية ديموقراطية تلبية لتطلعات الشعب السوري». وأشارت الى أن الأمم المتحدة «سحبت نصف مراقبيها في سورية، ما يؤشر الى مصير البعثة بعد انقضاء مهلة الـ٣٠ يوماً التي أقرها مجلس الأمن في قراره الأخير ٢٠٥٩».
وعلمت «الحياة» أن ليبيا اقترحت إضافة فقرة «تطالب بتجميد عضوية سورية في الأمم المتحدة لكنها لم تلق موافقة المجموعة العربية».
وفي اول رد تركي على ما تردد عن سيطرة «حزب العمال الكردستاني» على المناطق ذات الاكثرية الكردية في شمال سورية، قال مكتب رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان في بيان ان «التطورات الاخيرة في سورية وانشطة المنظمة الارهابية الانفصالية في بلادنا وفي الدول المجاورة تم تناولها خلال اجتماع» برئاسة اردوغان. وذكرت وكالة انباء الاناضول ان رئيس اركان الجيش التركي الجنرال نجدت اوزيل ووزير الخارجية احمد داود اوغلو ووزير الداخلية ادريس نعيم شاهين ووزير الدفاع عصمت يلماز ورئيس الاستخبارات حقان فيدان شاركوا في الاجتماع الذي استمر اكثر من ساعتين وتمت فيه مناقشة «الاجراءات الاضافية الواجب اتخاذها على كل الصعد في ما يتصل بامننا القومي»، من دون توضيح هذه الاجراءات.
واتخذت الحكومة التركية امس اجراء امنياً بمنع دخول مواطنيها الى سورية عبر المعابر الثلاثة التي سيطرت عليها المعارضون السوريون الاسبوع الماضي. وقال وزير الجمارك والتجارة حياتي يازجي ان الامن على هذه المعابر غير متوافر في الجهة المقابلة. وتقع المعابر الثلاثة قبالة معابر جرابلس وباب الهوى والسلامة عند الحدود السورية.
وشكك وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تصريح في سيطرة «الجيش السوري الحر» على هذه المعابر. وقال ان المسلحين الذين سيطروا عليها «ربما يكونون جماعات ذات صلة مباشرة بتنظيم القاعدة». واضاف أن الدول الغربية يجب ألا تتسرع وتحتفل بمكاسب معارضي الرئيس الاسد على الأرض. لأنه «اذا كانت مثل هذه العمليات مدعومة من شركائنا فيجب ان نتلقى اجابة على السؤال بشأن موقفهم من سورية وما الذي يحاولون تحقيقه في هذا البلد.»
والى جانب المعركة الدائرة للسيطرة على حلب، اطلقت القوات النظامية السورية امس وابلا من نيران المدفعية والصواريخ على مدينة التل بريف دمشق في محاولة للسيطرة عليها، ما أجبر مئات الأسر على الفرار من المنطقة. وقال ناشطون ان الكتيبة الآلية 216، ومقرها قرب مدينة التل، بدأت تقصف المدينة التي يسكنها نحو 100 ألف نسمة في وقت مبكر من الصباح. وقال احدهم ان «طائرات الهليكوبتر الحربية تحلق الان فوق المدينة. الناس أفاقوا على صوت التفجيرات وهم يفرون. انقطعت الكهرباء والاتصالات الهاتفية».
وتقع مدينة التل على بعد ثمانية كيلومترات إلى الشمال من دمشق وسقطت في أيدي مقاتلي المعارضة الاسبوع الماضي مع أحياء في العاصمة وعلى مشارفها بعد التفجير الذي ادى الى مقتل أربعة من كبار المسؤولين الامنيين. كما تحدثت مصادر المعارضة عن اطلاق نيران طائرات الهليكوبتر والرشاشات على حي الحجر الاسود الواقع عند المشارف الجنوبية لدمشق. ويعتبر هذا الحي ملاذا لمقاتلي المعارضة الذين يتسللون الى دمشق من الضواحي.
واوقعت اعمال العنف في مناطق مختلفة من سوريا حتى مساء امس 87 قتيلا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان هم 43 مدنيا و32 عنصرا من قوات النظام و12 مقاتلا معارضا. وقال المرصد ان اشتباكات عنيفة دارت بعد الظهر في حي العسالي جنوب دمشق، في وقت تعرض حي الحجر الاسود لقصف عنيف استخدمت فيه المروحيات. وروى احد سكان حي القابون في شمال شرقي العاصمة الذي استعادت قوات النظام السيطرة عليه قبل ايام بعد معارك عنيفة ان الجرافات جرفت صباحا محالاً تجارية عدة كانت احترقت او دمرت في القصف.
قوات خاصة تستعد لـ«هجوم مضاد» في حلب وأحياء في دمشق «سُوّيت بالأرض»
دمشق، عمان، بيروت – «الحياة»، أ ف ب، رويترز
تستعد القوات الخاصة السورية مع تعزيزات من الجيش النظامي، لشن هجوم كبير على مدينة حلب في شمال سورية من اجل استعادة السيطرة على المدينة التي يسيطر على عدد من احيائها المقاتلون المعارضون، وفق ما ذكر مصدر امني سوري ومقاتلو المعارضة. وبعد هجوم كبير على المعارضين في دمشق الأسبوع الماضي، تحول الجيش السوري إلى حلب وعزز قواته فيها بطابور من المدرعات التي سحبت من شمال البلاد. وبينما تَلُوح معركة حلب في الآفاق، حذرت فرنسا من أنه يتعين على روسيا والصين أن تعملا مع بقية دول مجلس الأمن الدولي لوقف حمام دم يمكن حدوثه في المدينة. في موازاة ذلك، استمرت عمليات الجيش في دمشق، وذكر سكان في جنوب العاصمة أن قذيفة تسقط في مناطق جنوبية بالعاصمة بمعدل كل دقيقة، كما قال ناشطون وشهود إن الجيش يستخدم البلدوزر لهدم أحياء كاملة في دمشق بعد استعادة السيطرة عليها ويسوّيها بالأرض في اطار سياسة «الأرض المحروقة» لضمان عدم عودة مقاتلي المعارضة إليها مرة اخرى.
وتواصلت التظاهرات الليلية في مناطق عدة من سورية أمس، بينما يستعد السوريون اليوم لـ «جمعة انتفاضة العاصمتين» في إشارة إلى المعارك الدائرة في كل من دمشق وحلب.
وعن معركة حلب، قال مصدر أمني سوري لفرانس برس: «انتشرت الأربعاء والخميس تعزيزات من القوات الخاصة من الجهة الشرقية للمدينة، بالاضافة الى وصول قوات اخرى ستشارك في هجوم مضاد شامل الجمعة او السبت» على حلب.
واوضح المصدر ان «1500 إلى الفي مقاتل وصلوا ايضاً من خارج المدينة، لدعم حوالى ألفي مقاتل من المتمردين موجودين في المدينة»، مشيراً الى ان هؤلاء ينتشرون في الاحياء الجنوبية والشرقية على اطراف حلب، لا سيما صلاح الدين والجوار.
وقال المصدر إن مطار حلب صار شبه معزول عن المدينة، لأن هناك أربع طرق من خمس تقود الى المطار يسيطر عليها المقاتلون المعارضون، ولا يجرؤ احد على سلوكها.
ويتوقع «الجيش السوري الحر» من جهته، حصولَ هجوم وشيك لقوات النظام على حلب.
وقال رئيس المجلس العسكري لمحافظة حلب التابع للجيش الحر، العقيد عبد الجبار العكيدي لفرانس برس، في اتصال عبر سكايب: «وصلت تعزيزات عسكرية الى حلب، ونتوقع هجوماً كبيراً في اي لحظة، لا سيما في المناطق الجنوبية والشرقية والغربية الواقعة على الأطراف».
وأشار الى ان نحو مئة دبابة وعدداً كبيراً من الآليات التابعة لقوات النظام وصلت الى حلب، التي بدأت فيها الاشتباكات بين الطرفين قبل اسبوع.
وتابع: «لا مجال للمقارنة بين إمكاناتنا وامكاناتهم. عندهم دبابات ولا نملك الا الاسلحة الخفيفة والمتوسطة، لكننا نؤمن بالقضية التي نقاتل من اجلها، وهم يقاتلون من اجل لا شيء».
وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن بدوره، في اتصال هاتفي مع فرانس برس، أن «التعزيزات العسكرية لقوات النظام لا تزال تتوافد الى مدينة حلب».
وأشار إلى قافلة مؤلفة من دبابات ومدرعات وشاحنات عسكرية لنقل الجنود وغيرها من الآليات كانت آتية من معسكر النيرب في إدلب (شمال غرب) في اتجاه حلب، تعرضت ليلاً لهجوم من المقاتلين المعارضين تلتها اشتباكات.
واندلعت اشتباكات عنيفة في الساعات الاولى من صباح أمس في حلب، وقال نشطاء إن مقاتلي المعارضة يسيطرون الآن على نصف المدينة، ولم يتسن التأكد بشكل مستقل من تلك التقارير.
وقال ناشط في حلب يدعى أبو هشام: «حدث قصف هذا الصباح في صلاح الدين والمشهد… والآن توقف، لكن طائرات الهليكوبتر مازالت تحلق في الاجواء». وذكر نشطاء أن 24 شخصاً قتلوا في الاشتباكات في حلب ومحيطها اول من أمس.
كما افاد المرصد السوري عن وقوع «اشتباكات في حي المحافظة فيما سقطت قذائف على حيي المشهد والشيخ بكر أسفرت عن مقتل طفلة وإصابة سبعة اشخاص بجروح». واضاف ان مواطناً قتل مساء داخل منزله في مدينة حلب برصاص الامن. ونقل عن ناشطين أنه تم العثور على أدوية داخل المنزل، مضيفاً ان «الامن اعتبر انه ينظم مشفى ميدانياً».
وأظهرت صور التقطها مصور فرانس برس، سيطرةَ مقاتلين من الجيش السوري الحر على مركز الشرطة في حي الشعار بمدينة حلب. وظهرت اعداد من عناصر الشرطة المعتقلين وبعضهم مصاب، فيما آخرون قتلوا، وظهرت جثتا اثنين منهم على الاقل ممددة ارضاً. وكان مبنى المركز يحمل آثار حريق وقصف.
وعلى الرغم من التوتر الامني واستقدام تعزيزات عسكرية ضخمة من الطرفين الى المدينة، خرجت ليلاً «تظاهرات حاشدة في أحياء الفرقان والاشرفية وحلب الجديدة تنادي بإسقاط النظام»، وفق المرصد.
وفي بلدة اعزاز السورية الواقعة على بعد كيلومترات جنوبي الحدود مع تركيا، بدا ان مقاتلي المعارضة يسيطرون، بعد اشتباكات عنيفة طوال الشهر المنصرم نجحوا خلالها في طرد القوات الحكومية من البلدة التي أصبحت مدينة أشباح.
وقال مراسل لرويترز زار البلدة، إن الصراع دمر اعزاز. وشوهدت ناقلات جند مدرعة محترقة في الطرق، حيث قصفها مقاتلو المعارضة بالقذائف الصاروخية، وتناثرت في كل مكان خراطيش الرصاص الفارغة.
وفر معظم سكان البلدة خلال القتال الأخير، الذي دفع قوات النظام للخروج خلال الشهر المنصرم وأفضى إلى سيطرة مقاتلي المعارضة على معبر باب السلام الحدودي مع تركيا يوم الأحد.
وكتبت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من السلطات أمس، أن «حلب ستكون المعركة الاخيرة التي يخوضها الجيش العربي السوري، وبعد القضاء على الارهابيين فيها ستخرج سورية من أزمتها وسيتم الإعلان رسمياً عن إخفاق المشروع الإسلامي التركي القطري للسيطرة على الشرق الأوسط».
وأشارت الصحيفة إلى ان حلب «تعيش حرباً حقيقية في عدة أحياء، ويقوم الجيش العربي السوري بعمليات نوعية من الصعب الكشف عنها حالياً، إلا أن الاخبار الواردة من هناك ونقلاً عن السكان، تؤكد ان المئات من المقاتلين سقطوا ويسقطون كل ساعة، في حين يتم القبض على آخرين».
وفي دمشق، التي استعادت القوات النظامية السيطرة عليها بشكل شبه كامل، تسجَّل اشتباكات متقطعة في جيوب وحارات لجأ اليها المقاتلون المعارضون. وذكرت لجان التنسيق المحلية صباح امس، أن «اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش الحر وجيش النظام في حي مخيم اليرموك». واكد المرصد سماع «اصوات انفجارات في شارع 30 في المخيم يعتقد انه تفجير عبوات ناسفة بآليات للقوات النظامية». وقال أحد سكان المخيم لفرانس برس، إن «الاشتباكات اندلعت الساعة السابعة صباحاً (4:00 ت غ) بعد ليلة هادئة»، مشيراً الى استخدام «قذائف الآر بي جي والرشاشات الثقيلة فيها».
وسمع دوي انفجارات في حي الحجر الاسود، حيث قال شاهد عيان إنه رأى دبابات تتوجه الى هذا الحي القريب من مخيم اليرموك. وأفادت ساكنة في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، بأن قصفاً عنيفاً وقع في العاصمة، خاصة بالقرب من حي الحجر الأسود في جنوب المدينة.
وقالت إن الجيش كان يستهدف في ما يبدو مواقع على أطراف المخيم ويطلق قذيفة كل دقيقة. وبدأ القصف حوالى الساعة السابعة صباحاً (4:00 بتوقيت غرينتش)، واستمر لثلاث ساعات لاحقة. كما تحدث المرصد السوري عن استخدام النظام مروحيات لمهاجمة جيوب للمسلحين في دمشق. وقال البيت الابيض ان استخدام النظام السوري المروحيات القتالية يظهر «مدى انحطاطه»، وندد بالهجوم المستمر على مدينة حلب.
وفي محافظة دير الزور (شرق)، قتل مواطنان بعد منتصف ليل الاربعاء-الخميس، احدهم برصاص قناص عند دوار التموين في مدينة دير الزور، وآخر في مدينة الميادين برصاص حاجز امني.
في مدينة حماة (وسط)، قتل مواطنان اثر اطلاق رصاص على سيارتهما في حي القصور بعد منتصف ليل الاربعاء الخميس. وقتل شاب اثر اصابته برصاص قناص فجراً في حي طريق حلب.
وكانت اعمال العنف اوقعت اول من امس في مناطق مختلفة من سورية نحو 143 قتيلاً، هم 75 مدنياً و41 من افراد قوات النظام و27 مقاتلاً معارضاً، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان. ولا يمكن التحقق من هذه الارقام من مصادر مستقلة.
لافروف: روسيا مستعدة لإرسال مراقبين إلى سورية ولا ممرات أمنية مع دعم المعارضة
موسكو، لندن – «الحياة»
أعرب سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي عن أمله بتمديد بعثة المراقبين الدوليين في سورية بعد انتهاء فترة بقائهم هناك لمدة 30 يوماً. وأفاد لافروف في مؤتمر صحافي أمس في أعقاب محادثات أجراها مع نظيره الصربي فوك يريميتش: «آمل بأن يكون باستطاعة مجلس الأمن الدولي بعد مرور 25 يوماً حين تنتهي فترة 30 يوماً أن يمدد هذه البعثة ويتخذ قراراً باستعادة تعدادها وربما زيادته».
وحسب الوزير الروسي فإن موسكو مستعدة لإيفاد 30 مراقباً منها ليشاركوا في البعثة. وأضاف قائلاً:» بالطبع نريد أن تتوافر فرص للمراقبين ليعملوا في كل أنحاء البلاد، حيث تقع المواجهة بين الحكومة والمعارضة. كما نعول على أن كلا الجانبين سيردان على دعوة مجلس الأمن الدولي لضمان أمن المراقبين».
وقال لافروف إن روسيا لم تتلق أية إشارات حول نية الجامعة العربية الذهاب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل الدعوة لإقامة ممرات إنسانية وتشكيل مناطق آمنة في سورية.
وأضاف قائلاً: «لم نتلق أية إشعارات مباشرة، أو عن طريق الجمعية العامة للأمم المتحدة».
وشدد لافروف على أنه لا يجوز الحديث عن تهيئة ممرات إنسانية وتشكيل ما يسمى مناطق آمنة في سورية، ما دامت المعارضة المسلحة السورية تتلقى دعماً من بعض الدول.
وتابع: «نحن نقترح أموراً ستساعد في إيقاف العنف فوراً. أما الجانب الآخر فيقول إما أن يستسلم النظام أو أن نواصل تقديم الدعم للمعارضة المسلحة بشتى الوسائل، بما فيها الوسائل المادية، ونبرر العمليات الإرهابية. وينحصر جوهر المشكلة في أنه ما دام هذا الدعم مستمراً لا يمكن أن يدور الحديث عن العمليات الإنسانية التي بادر إليها من لا يعمل على إخماد الحريق».
وأعرب فوك يريميتش وزير الخارجية الصربي، الذي انتخب مؤخراً رئيساً للاجتماع القادم للجمعية العامة، عن شكوكه بضرورة اتخاذ مثل هذه الإجراءات في سورية. وقال رداً على سؤال من وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء:»نعرف من خبرتنا أن مثل هذه الخطوات تخلو أحياناً من المنفعة».
إلى ذلك، أعلن الأميرال فيكتور تشيركوف قائد سلاح البحرية الروسي أن القوات البحرية الروسية تنوي الاحتفاظ بمركز التأمين المادي والتقني في ميناء طرطوس السوري، موضحاً في تصريحات أمس:» يستخدم هذا المركز لإمداد سفننا بكل المستلزمات لتعمل في البحر المتوسط وخليج عدن، ونحن نعتزم الاحتفاظ به لأنه يوفر الأموال اللازمة لتأمين السفن في رحلاتها البحرية البعيدة».
وحسب الأميرال تشيركوف فإن 10 سفن حربية روسية بالإضافة إلى 10 سفن مساعدة تعمل حالياً في البحر الأبيض المتوسط. وفي رده على سؤال عما إذا كانت تلك السفن تحمل وحدات لمشاة البحرية قال تشيركوف: «تؤدي السفن المتواجدة في البحر المتوسط مهمات التدريب القتالي المقررة منذ عام 2011. ويعني ذلك أن تلك السفن تحمل وحدات مشاة البحرية المزودة بأسلحتها».
وأفاد الأميرال تشيركوف بأن مجموعة السفن الحربية الروسية لا تنوي الدخول في ميناء طرطوس. وتابع: «لا نخطط لدخول مجموعة السفن الروسية المتألفة من سفن حربية تابعة للأساطيل الثلاثة في ميناء طرطوس، علماً أنها تقوم بأداء مهماتها في البحر المتوسط وفقاً لخطة التدريب القتالي». وكان ممثلون عن المجلس الوطني السوري قد أعربوا عن قلقهم بشأن إرسال مجموعة من السفن الحربية الروسية إلى الساحل السوري.
محافظ الأنبار يعد اللاجئين السوريين بتسهيل إجراءات دخولهم إلى العراق
بغداد – جودت كاظم
وعد محافظ الأنبار بتذليل الإجراءات المعقدة التي واجهت اللاجئين السوريين في العراق خلال يومين، مؤكداً أن لجاناً مختصة ستدقق في هويات الوافدين عبر المنافذ الحدودية.
وأكد محافظ الأنبار قاسم عبد في اتصال مع «الحياة» أن «الإجراءات المعقدة التي تؤخر دخول اللاجئين إلى العراق ستنتهي في غضون اليومين المقبلين، بعد الاتفاق والتنسيق مع مكتب القائد العام للقوات المسلحة ووزارة الداخلية وجهاز الاستخبارات لتشكيل فريق عمل يدقق في المستمسكات الثبوتية ومطابقتها مع قوائم المطلوبين أو المعروفين لدينا بأنهم مجرمون خطرون أو ينتمون إلى تنظيمات إرهابية».
وأشار إلى أن «عمل اللجنة مستمر طوال 24 ساعة بنظام الوجبات لتأمين دخول أكبر عدد من اللاجئين في وقت قياسي».
وأوضح أن «الروتين المتبع الآن يؤخر قوافل اللاجئين ساعات طويلة ما ينعكس سلباً على وضعهم الصحي والنفسي وأعتقد بأن الإجراءات الجدية ستخفف الأعباء عنهم».
ولفت إلى أن «أكثر من 1800 لاجئ يقيمون الآن في المخيم الذي يبعد 3 كلم عن مركز مدينة القائم، علماً أن القدرة الاستيعابية للمخيم تتجاوز 5 آلاف بخدمات بسيطة على أمل الارتقاء بها، بما يتناسب ومتطلبات عائلات النازحين خلال الأسبوع المقبل حيث استنفرت كل الدوائر لتوفير منظومات مياه الشرب والصرف الصحي والتيار الكهربائي فضلاً عن تزويد المخيم مبردات هواء تعمل بالطاقة الشمسية والأخيرة هيأتها عشائر الأنبار الذين هبوا لإغاثة أشقائهم».
وزاد أن «اللاجئين السوريين يدخلون الأراضي العراقية من منفذين هما الوليد والبوكمال والأخير يشهد ازدحاماً شديداً حيث تقصده معظم العائلات السورية، علماً أن المحافظة، بالتنسيق مع شيوخ الأنبار وفرت حافلات لنقل النازحين إلى المخيم فيما تطوع بعض وجهاء الأنبار لإيواء تلك العائلات إلى حين استكمال تجهيزات المخيم».
وتابع إن «الحكومة شددت على ضرورة استقبال العائلات النازحة وتوفير ملاذات آمنه لها».
إلى ذلك أعلنت «كتلة الأحرار» التابعة للتيار الصدري دعمها قرار مجلس محافظة النجف استضافة اللاجئين السوريين، وقال عضو مجلس المحافظة جواد الكرعاوي في تصريحات، إن «كتلة الأحرار تدعم قرار مجلس محافظة النجف وفاء لما قدمته سورية للعراقيين، معتبراً أن التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي السوري تشكل انتهاكاً للمواثيق والأعراف».
النظام السوري ينشر تعزيزات من القوات الخاصة تمهيداً لمهاجمة حلب
اشتباكات في مخيم اليرموك والمروحيات تقصف حي الحجر الأسود بدمشق
و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ
مضت قوات النظام السوري أمس في استقدام تعزيزات الى مدينة حلب في شمال سوريا تمهيداً لشن هجوم كبير من اجل استعادة الاحياء التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون والتي تشهد منذ اسبوع اشتباكات تعنف حينا وتخف احيانا.
أفاد مصدر امني ان “تعزيزات من القوات الخاصة انتشرت الاربعاء والخميس في الجهة الشرقية للمدينة، كما وصلت قوات اضافية ستشارك في هجوم مضاد شامل الجمعة او السبت” على حلب. واوضح ان “1500 الى الفي مقاتل وصلوا ايضا من خارج المدينة لدعم نحو الفي مقاتل من المتمردين موجودين في المدينة”، مشيراً الى ان هؤلاء ينتشرون في الاحياء الجنوبية والشرقية على اطراف حلب، وخصوصا صلاح الدين والجوار.
و توقع “الجيش السوري الحر” حصول الهجوم فعلاً. وقال رئيس المجلس العسكري لمحافظة حلب التابع له العقيد عبد الجبار العكيدي في اتصال عبر “سكايب”: “وصلت تعزيزات عسكرية الى حلب، ونتوقع هجوما كبيرا في اي لحظة، ولا سيما في المناطق الجنوبية والشرقية والغربية الواقعة على الاطراف”.
وأوردت صحيفة “الوطن” السورية القريبة من السلطات ان “حلب ستكون المعركة الاخيرة التي يخوضها الجيش العربي السوري. وبعد القضاء على الارهابيين فيها ستخرج سوريا من أزمتها”.
وعلى الارض، استمرت الاشتباكات في بعض احياء حلب وترافقت مع قصف مصدره قوات النظام. وقتل في محافظة حلب سبعة اشخاص، خمسة مدنيين ومقاتلان معارضان.
وقال مراسل لـ”وكالة الصحافة الفرنسية” في حلب ان المقاتلين المعارضين يستعدون “للمعركة الكبرى”، وقد اعدوا مراكز لتقديم العلاج للجرحى في اقبية المدارس والجامعات. واشار الى نقل ولد في العاشرة من عمره اصيب بشظية قذيفة امامه الى احد هذه المراكز، الا انه سرعان ما توفي متأثرا بجروحه.
ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” عن مصدر رسمي أن وحدة من القوات المسلحة لاحقت “مجموعات مسلحة” في حيي صلاح الدين والسكري بمحافظة حلب. وأضافت أن “الاشتباك مع المجموعات أسفر عن مقتل وإصابة عدد كبير من المسلحين، وأنه تم التعرف بين القتلى على محمد صالح عفير ومازن اقرع وهما مطلوبان في جرائم عدة”.
اشتباكات دمشق
وفي دمشق، قال “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان اشتباكات دارت بعض الوقت في شارع 30 بمخيم اليرموك جنوب شرق المدينة. واضاف ان القصف تواصل على حي الحجر الاسود الذي تستخدم فيه المروحيات، وتحدث عن “اشتباكات عنيفة مستمرة منذ يوم امس في الحي الذي تحاصره القوات النظامية من محاور عدة”.
في الوقت عينه تعرضت قرى وبلدات في ضواحي دمشق الجنوبية بينها داريا، وبعضها متاخم لحي الحجر الاسود مثل يلدا، لقصف عنيف. وأوضح المرصد ان قوات النظام تحاول السيطرة على مدينة داريا التي لجأ اليها عدد كبير من المقاتلين المعارضين بعد انسحابهم من دمشق.
وبلغ عدد القتلى في دمشق وريفها 27، هم 24 مدنيا وثلاثة مقاتلين. وبين هؤلاء 16 شخصا هم اربع نساء وخمسة اطفال وسبعة رجال قتلوا في قصف لبلدة يلدا.
وأعلن العثور على 14 جثة مجهولة الهوية في حي القابون الذي دخلته القوات السورية اخيرا “قتلوا قبل ايام خلال العمليات العسكرية في الحي”.
وفي محافظة درعا، عثر الخميس على جثث 12 مقاتلا معارضا في منطقة العجمي على الحدود السورية – الاردنية، وفقد عشرة آخرون. وذكر المرصدان المنطقة “تعرضت للقصف امس من القوات النظامية السورية” بينما كان هؤلاء المقاتلون “يساعدون الاهالي الذين يحاولون النزوح الى الاردن”.
وفي محافظة حمص، سجل المرصد محاولة اقتحام لمدينتي الرستن وتلبيسة المحاصرتين منذ اشهر، وقتل في الاشتباكات اربعة مقاتلين معارضين في تلبيسة، فيما استمر القصف لاحياء الخالدية وجورة الشياح والقرابيص في مدينة حمص.
الانشقاقات
وعلى صعيد الانشقاقات، اكدت وزارة الخارجية السورية انشقاق ثلاثة ديبلوماسيين سوريين خلال الساعات الاخيرة، مقللة شأن دورهم ومتهمة عاصمة عربية لم تسمها بـ”تمويل وتشجيع” هذا النوع من “الانشقاق على الوطن”.
وقالت في بيان ان هؤلاء “العاملين في الوزارة اختاروا ترك اماكن عملهم ببعثات ديبلوماسية والتوجه الى عاصمة عربية معينة بالذات تتولى مهمة تمويل وتشجيع هذا النوع من الموظفين على الانشقاق عن اوطانهم في مقابل عروض لم تعد تخفى على احد”. وجاء بيان الخارجية ان السفير السوري لدى الامارات العربية عبد اللطيف الدباغ الذي نقلت وسائل الاعلام انشقاقه الاربعاء “هو قيد المراجعة لدى دمشق …وليس على راس عمله فى ابو ظبي منذ الرابع من حزيران المنصرم”. واضافت ان زوجته لمياء الحريري التي كانت تقوم باعمال السفارة السورية في قبرص واعلن انشقاقها في اليوم السابق “لم تحمل ولا تحمل حاليا لقب سفيرة لسوريا بل هي ديبلوماسية تعمل في السفارة في قبرص ومكلفة ادارة شؤون السفارة بالنيابة في انتظار تعيين قائم بالاعمال اصيل او سفير”.
واشارت الى ان الملحق الامني في السفارة السورية في سلطنة عمان محمد تحسين الفقير الذي اعلنت قناة “الجزيرة” القطرية انشقاقه الاربعاء “لا يحمل اي صفة ديبلوماسية … او امنية، بل هو موظف اداري فى وزارة الخارجية” انتهت مهمته اعتبارا من ايار “وهو في انتظار الاحالة على التقاعد خلال اشهر”. وخلصت الوزارة الى انها “قامت باتخاذ الاجراءات القانونية والمسلكية والديبلوماسية المطبقة اصولا، علماً ان سفاراتنا المعنية تعمل بشكل منتظم ومن دون اي انقطاع لخدمة الرعايا السوريين في الدول المعنية”. وكانت “الجزيرة” بثت الثلثاء ان لمياء الحريري وصلت الى قطر بعد اعلان انشقاقها.
10 آلاف متطوّع
وإقترح وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية في سوريا علي حيدر عقب لقائه وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام إرفيه لادسوس ورئيس بعثة مراقبي الأمم المتحدة الجنرال باباغار غاي في دمشق توفير 10 آلاف متطوّع سوري من ذوي الإختصاصات العالية للمساهمة في العمل الميداني لبعثة المراقبين الدوليين في البلاد، معتبراً أن هذا الإقتراح يختبر نيات البعثة وجدّيتها. قال أن “هذا الإقتراح سيدرس جدياً في الأيام المقبلة”.
واشنطن تعتمد على “أصدقاء الشعب السوري“
وسيري يحذّر من تأثيرات الأزمة على لبنان
رويترز، ي ب أ
حذر منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سيري خلال جلسة لمجلس الأمن في وقت متقدم الاربعاء، من “أن تأثيرات الأزمة السورية على لبنان هي أكبر منها في أي مكان آخر”.
وقال إن الوضع في سوريا يؤثر على المنطقة على نحو متزايد، مشيراً إلى دخول قوى الأمن السورية منطقة عمليات قوة الأمم المتحدة لمراقبة فك الاشتباك في سوريا في 18 تموز و19 منه، الأمر الذي احتجت عليه قيادة قوة الأمم المتحدة لدى الحكومة السورية.
وأوضح أنه منذ الإحاطة التي قدمها منسق الأمم المتحدة الخاص في لبنان ديريك بلامبلي أمام المجلس في 18 تموز، “تواصل نمط انتهاكات الجيش السوري للحدود اللبنانية – السورية، بما في ذلك القصف المتقطع من سوريا لوادي خالد. ورداً على ذلك، نشرت الحكومة قوات إضافية من الجيش اللبناني على حدودها الشمالية، وسمحت لها بالرد بإطلاق النار”.
وأفاد أن هناك نحو 30 ألف لاجئ سوري في لبنان مسجلين لدى المفوضية السامية للامم المتحدة للاجئين، إلى 18 ألفاً آخرين عبروا الحدود إلى لبنان الأسبوع الماضي في غضون يومين، عاد كثيرون منهم مرة أخرى إلى سوريا. وأشار أيضاً إلى التحديات الأمنية التي تواجه أمن لبنان واستقراره على خلفية الأزمة السورية.
وخلال الجلسة تبادل اعضاء مجلس الأمن الاتهام بالمسؤولية عن تزايد العنف في سوريا. وتعهدت الدول الغربية العمل على وضع حد للصراع خارج إطار المنظمة الدولية، بينما نبهت روسيا الى أن سلوك هذا السبيل ستكون له على الارجح “عواقب وخيمة”.
وقال المندوب الالماني السفير بيتر فيتيغ: “سيدفع الشعب السوري ثمن هذا الفشل”.
وقال المندوب الروسي السفير فيتالي تشوركين: “تتبع واشنطن وعدد من العواصم الأخرى مثل هذه السياسة منذ بداية الأزمة السورية وقد أدى هذا الى تفاقمها الى حد بعيد”. ورأى ان واشنطن “ستتحمل المسؤولية عن العواقب الوخيمة التي يرجح أن تؤدي إليها مثل هذه الخطوات”. وخلص الى “أن وضعاً يقال فيه للمعارضة – وجزء كبير منها لا يريد ان يسمع كلمة حوار – إنها ستلقى مزيداً من المساعدة سيؤدي الى تصعيد المواجهة ويساهم فيه”.
وقال نائب المندوبة الأميركية جيفري ديلورنتس: “لما كان مجلس الامن قد فشل في النهوض بمسؤولياته، فستواصل الولايات المتجدة العمل مع (أصدقاء الشعب السوري)”. واضاف أن واشنطن ستعمل على زيادة الضغوط على الحكومة السورية وتدعم المعارضة السورية وتنظم المعونة وتساعد في الإعداد لانتقال ديموقراطي تقوده سوريا.
ولاحظ المندوب البريطاني مارك الغير ليال غرانت “أنهم مستعدون لحرمان المجلس القدرة على التأثير على الوضع وتغييره إلى الأحسن… العواقب واضحة: مزيد من العنف وسفك الدماء ووضع متدهور يتسع نطاقه الآن متجاوزاً الحدود”، في إشارة إلى دخول قوات سورية لبنان ومرتفعات الجولان التي تحتلها اسرائيل.
وقال المندوب الفرنسي السفير جيرار آرو: “إن العجز الذي قيد حركة المجلس بسبب استخدام روسيا والصين حق النقض “الفيتو” لا يترك المجلس من دون بديل… سنواصل مساندتنا للشعب السوري وإرساء انتقال ديموقراطي”.
أردوغان: نهاية الأسد اقتربت وسوريا تستعد لعهد جديد
المنطقة العازلة جزء من خياراتنا ولن نسمح بكيان كردي
وص ف، رويترز، أب
اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان النظام السوري بوضع مناطق في شمال سوريا “في عهدة” عناصر “حزب العمال الكردستاني”، محذراً من انه يمكن تركيا ممارسة حقها في ملاحقة المتمردين الاكراد الاتراك داخل سوريا في حال الضرورة، أو انشاء منطقة عازلة داخل الاراضي السورية للتصدي لهم.
وفي ظل التطورات المتسارعة في سوريا، أبلغ اردوغان قناة “كانال 24” مساء الاربعاء “أن نظام الاسد في هذه اللحظة متمركز في دمشق ومحشور هناك وفي جزء من منطقة اللاذقية (بشمال غرب البلاد) ايضاً. في الشمال وضعت خمس محافظات في عهدة الاكراد، المنظمة الارهابية”، في اشارة الى “حزب العمال الكردستاني”. واضاف: “هؤلاء يحاولون الآن ايجاد وضع يتفق مع مصالحهم برفع صور زعيم المنظمة الارهابية الانفصالية”، في اشارة الى هذا الحزب الذي يخوض كفاحا مسلحا ضد انقرة منذ 1984.
وسئل هل يمكن أن تستخدم تركيا حقها في مطاردة المتمردين في حال الضرورة داخل الاراضي السورية اذا قاموا بعمل ما في تركيا، فأجاب: “انه امر غير قابل للنقاش، هذا اكيد، هذه هي المهمة وهذا ما يجب ان نفعله… هذا في نهاية المطاف جزء من تغيير قواعدنا للاشتباك” للجيش التركي حيال سوريا.
وكانت أنقرة اعلنت تعديل هذه القواعد بعدما اسقط الدفاع الجوي السوري طائرة مقاتلة تابعة لها قبالة السواحل السورية.
وأضاف أردوغان: “هذا ما نفعله اصلا وما نواصل القيام به في العراق. اذا شننا غارات جوية على مناطق الارهابيين من حين الى آخر، فان الامر يتعلق باجراءات اتخذت لضرورة الدفاع”. ووصف نشر دمشق “حزب العمال الكردستاني” او فرعه السوري “حزب الاتحاد الديموقراطي” قرب الحدود التركية خطوة “موجهة ضد” تركيا، و”سيكون هناك بالتأكيد رد من جانبنا على هذا الموقف”.
نهاية الاسد
وقبل أن يتوجه الى لندن لحضور افتتاح دورة الالعاب الاولمبية الصيفية، اعتبر ان “نهاية الاسد اقتربت وسيصير قريباً مع أفراد دائرته المقربة خارج السلطة في سوريا”، وأن سوريا “تحضّر نفسها لعهد جديد، لكن بعض الدول لا يسبّب إلا تأخير هذه العملية”. ولن يغفر التاريخ للذين يدخلون في شركة الظلم مع الأسد”.
وسئل عن احتمال انشاء منطقة عازلة داخل الاراضي السورية للتصدي للمتمردين الاكراد، فأجاب أن هذا “الخيار يندرج في اطار احتمالات التحرك. منطقة امنية، منطقة عازلة، كل ذلك يشكل جزءا من الخيارات التي لدينا في مواجهة معسكرات (حزب العمال الكردستاني)”، لكن “الاولوية فيها تظل رهنا بتقدم العملية. سيبحث (في هذه الخيارات) تبعا للعملية”.
كذلك، لفت الى أن “مقاربة إنشاء مجلس وطني كردي سوري ستكون خاطئة… إذا تجزأت سوريا ستتجه آنذاك الى الصراع الطائفي وتصير وقتها الأمور صعبة للغاية، ولا يمكن أن نسمح لهذا الوضع بأن يتفاقم”. وأعلن أن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو سيتوجه الى أربيل في شمال العراق قبل الاربعاء المقبل لـ”التشاور في حساسية هذه القضية” مع القيادة في اقليم كردستان العراق وتأكيد “عزم انقرة” على معالجتها.
وكان رئيس “المجلس الوطني السوري” المعارض عبد الباسط سيدا تحدث الاثنين عن تسليم النظام السوري المتمردين الاكراد وحلفاءهم مناطق في شمال سوريا، قبل ان تنسحب قواته منها.
وأوضح ناشطون أكراد سوريون ان القوات السورية النظامية انسحبت الاسبوع الماضي من منطقة كوباني في شمال شرق حلب بينما كان النظام يخوض مواجهات عنيفة في دمشق وحلب. وبعد ايام، انسحبت القوات النظامية السورية من قرى في منطقة يفرن في شمال حلب، وكذلك من قرى في محافظة الحسكة. وقد انتشر متمردون أكراد في منطقتي كوباني ويفرن آتين من شمال العراق.
تنسيق أميركي
في غضون ذلك، نشرت صحيفة “إكسبرس” المحلية التركية ان ثمة تنسيقا بين السفارة الأميركية في أنقرة وقنصليتها في محافظة أضنة في شأن تنفيذ خطة العمليات العسكرية ضد نظام الأسد في دمشق، مشيرة إلى أن أكثر العمليات العسكرية يخطط له في السفارة والقنصلية الاميركيتين بعلم الحكومة التركية.
وقالت إن أعدادا كبيرة من الشاحنات تخرج من قاعدة انجرليك في أضنة محملة بالأسلحة والذخيرة وتوزع على المعارضة السورية في المناطق الحدودية مع تركيا.
العبور
على صعيد آخر، قال وزير الجمارك والتجارة التركي حياتي يازجي إنه سمح للآليات التي تحمل لوحات تسجيل سورية بالعبور من تركيا وإليها، بعدما أُعلن الاربعاء اقفال المعابر الحدودية البرية في وجه حركة التجارة.
ونقلت عنه وكالة “الأناضول” التركية شبه الرسمية أنه يمكن رجال الأعمال السوريين دخول تركيا في سيارات تحمل لوحات تسجيل سورية وشراء سلع مع شركائهم الأتراك أو الشركات التركية، ثم العودة في السيارات نفسها… في هذه المرحلة، لا نسمح للآليات التي تحمل لوحات تسجيل تركية بدخول سوريا”.
معركة حلب وشيكة، والغرب يخشى مجزرة
و ص ف، رويترز، أ ب، ي ب أ، أ ش أ
واشنطن ترى تصعيداً خطيراً في جهود النظام لسحق المعارضة
اسرائيل تعزز قواتها على خط وقف النار في الجولان
مع حشد الجيش السوري النظامي مزيداً من القوات استعداداً لهجوم وشيك يشنه على مدينة حلب التي تسيطر المعارضة المسلحة على اجزاء منها، ارتفعت أصوات في الغرب تحذر من ارتكاب النظام مجرزة في ثانية كبرى المدن السورية والعاصمة الاقتصادية للبلاد، فيما حاولت القوات النظامية اقتحام حي الحجر الاسود في دمشق في ظل قتال عنيف تستخدم فيه المروحيات. وافاد ناشطون ان أعمال العنف في مناطق مختلفة من سوريا أدت الى مقتل 119 شخصا هم 56 مدنيا و29 مقاتلا معارضا ومنشقان اثنان و32 جنديا نظاميا.
وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نيولاند بأن تقارير جديرة بالثقة عن أرتال دبابات تتجه نحو حلب وغارات جوية بطائرات هليكوبتر وطائرات مقاتلة تمثل “تصعيدا خطيرا” في جهود الحكومة لسحق المعارضة المسلحة. وقالت: “هذا هو مبعث القلق، ان نشهد مجزرة في حلب وهذا ما يحضر له النظام كما يبدو”. واضافت :”قلوبنا مع أهل حلب وهذه مجدداً محاولة أخرى يائسة من النظام الذي يتهاوى للحفاظ على السيطرة ونشعر بقلق كبير مما يمكنهم عمله في حلب”.
لكن نيولاند كررت ان الولايات المتحدة، التي قصرت مساعدتها للمعارضة السورية على المساعدات غير الفتاكة مثل معدات الاتصالات، لا تتوقع تدخلاً عسكرياً في الصراع من دون تفويض من مجلس الامن حيث أعاقت روسيا جهودا قادتها الولايات المتحدة لحشد رد أقوى. وقالت: “يتعين علينا مضاعفة جهودنا مع الدول التي تتفق معنا في الرأي خارج نظام الامم المتحدة”، موضحة ان الهدف الرئيسي الآن هو العمل مع المعارضة على خطط انتقال ديموقراطي في نهاية الامر، و”عندما يحين ذلك اليوم يجب ان تكون هناك سوريا لكل السوريين”.
وتخوف وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس والامين العام للامم المتحدة بان كي – مون من حصول مجزرة في حلب.
وأبدى وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام إرفيه لادسوس قلقه من تصاعد الاوضاع في سوريا ومن قتل السوريين للسورين، وصرح بأن هدف بعثة المراقبين هو وضع حداً لدوامة العنف. وقال خلال مؤتمر صحافي في دمشق: “لا استطيع القول إن هناك مؤشرات لحل سياسي لإنهاء هذا الوضع، ولا أقول إن هذا الامر سوف ينتهي بين ليلة وضحاها، لكنه سيظل هدفنا الاول… قتل السوريين للسوريين أمر يجب ان يتوقف” .
وأضاف: ” التقيت شخصيات من الحكومة والمعارضة وان بعثة المراقبين بقيادة الجنرال بابكر غاي والأشخاص الذين معه ملتزمون جميعهم تطبيق المهمة التي أوكلها اليهم مجلس الامن، كما تعلمون هي مهمة قصيرة المدى وستراجع منتصف آب المقبل ولست في صدد الحكم على قرار مجلس الامن في شأن تحديد مدة عمل البعثة “. ودعا جميع الاطراف الى المشاركة في الوصول الى حل سياسي يتمثل في نقاط خطة المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي أنان الست .
وفي الدوحة بدأت أحزاب من المعارضة السورية أوسع محاولة للاتفاق على قيادة لادارة سورية انتقالية قد تعمل بمثابة حكومة موقتة في حال اطاحة قوى المعارضة نظام الاسد.
وفي روما، وقع معارضون سوريون نداء مشتركا من أجل حل سياسي للنزاع في سوريا، مطالبين خصوصا بوقف النار والافراج عن المعتقلين والمصالحة الوطنية.
وقال الموقعون الـ17 لهذا النداء والذين ينتمون الى 11 تجمعا وهيئة سورية معظمها من داخل البلاد انهم يرفضون تحول سوريا “ساحة للصراعات الدولية والاقليمية”. واعتبروا ان المجتمع الدولي “يتمتع بالقوة والقدرة اللازمتين لتحقيق توافق دولي يؤسس لمخرج سياسي من الأوضاع المأسوية الراهنة يقوم على فرض فوري لوقف النار، وسحب المظاهر المسلحة وإطلاق المعتقلين والإغاثة العاجلة للمنكوبين وصولاً إلى مفاوضات شاملة لا تستثني أحدا تستكمل بمصالحة وطنية”.
وقال أحد موقعي النداء عبد العزيز الخير الذي أمضى 14 سنة في سجون النظام السوري ان “الاسلحة ليست الحل، انها لا تبني الديموقراطية”.
وفي اسرائيل، أفادت مصادر امنية اسرائيلية ان اسرائيل تعزز قواتها على طول خط وقف النار مع سوريا في هضبة الجولان المحتلة، مع احتدام المواجهات في سوريا.
وفي بروكسيل، أكد خبراء في الاتحاد الاوروبي ان الازمة الانسانية في سوريا تفاقمت على نحو ملحوظ خلال الايام الاخيرة، مشددين على الحاجة الى مزيد من الاموال لبرامج المساعدة التي تبدو غير كافية.
دمشق: تحديات عسكرية واجتماعية.. في ظل لعبة الأمم
دمشق ـ زياد حيدر
لم يكن أحد في سوريا يتوقع رداً مختلفاً على تفجيرات مكتب الأمن القومي التي ذهب ضحيتها أربعة من أركان النظام، وتعرّض إثرها اثنان آخران لإصابات بليغة. قرّرت دمشق في أعلى مستويات قيادتها، أن ضربة في الصميم تحتاج إلى رد مدمّر، أياً كانت كلفته.
اختارت كما هو واضح إرسال رسالة مفادها «لا تسامح ولا حسابات تكتيكية في المعالجة العسكرية للتطورات الميدانية الأخيرة». برهنت قيادة الجيش وعيدَها بضربات عسكرية استخدمت فيها الأسلحة الأكثر ثقلاً وتكلفة في المنظومة العسكرية لسحق التمرّد العسكري بكل صوره، حتى لو كان ضمن بيئات اجتماعية حاضنة أو مجبرة على الاحتضان.
وتشير مصادر الإعلام المحلي أو القريبة منه إلى نتائج تحققت في تقييم الحكومة لعمليتها التي تستمر لليوم الثامن على التوالي، وتتزامن في أكثر من منطقة.
قيام الجيش بممارسة قوته الصارمة هي مؤشر على مستوى الأزمة في سوريا، والذي وصل مرحلة التحدي الأخير. هو ليس المعركة الأخيرة، ولكنه بنظر كثيرين الضربة التي ستحوّل ما تبقى من الصراع على السلطة لحرب عصابات متفرقة أكثر منه حرب مناطق وسيطرة. هذا يمكن استخلاصه ليس من طبيعة العمل العسكري ولكن أيضاً من أسلوبه، كما من طريقة تعاطي الإعلام الرسـمي مع هذه العملية في تأكيده نتائجها واستعراضه خسائر الطرف الآخر من جثث وعتاد.
المزاج السائد في المؤسسة العسكرية لا ينطبق فقط على العملية بحد ذاتها. بل يسري على كافة التطورات. لم تعد على سبيل المثال الانشقاقات المدنية والعسكرية منها تلقى التأثير ذاته لدى المسؤولين على اختلافهم.
ينظر المخلصون للدولة في سوريا إلى تلك الانشقاقات على أنها «تطهير». يقول أحدهم لـ«السفير»، إن «هؤلاء خارج السرب أفضل. فرار الخونة أفضل من بقائهم في سريرك». تستأثر فكرة «أنني أقاتل معركتي الآن. وهي معركة شخصية إضافة لكونها سورية… وربما تكون الأخيرة».
ليس واضحاً إن كانت النظرة هي ذاتها لدى المعارضة المسلحة، والتي مُنيت بخسائر جسيمة في الأيام الماضية، لكن الدولة حسمت أمرها بلا شك، أياً كان تكتيك الطرف الآخر. وفي الأيام المقبلة لن تذيع وسائل الإعلام المنصتة لمصادر الطرفين أخباراً وإحصائيات مختلفة عن الأيام التي سبقت.
لكن يبقى سؤال لا يمكن كبته بعد كل تصعيد لهذا المستوى. ماذا بعد؟
تقوم الحكومة السورية بجهود تقول إنها مخصصة لإعادة الحياة للمناطق المدمرة والتي تأثرت بالصراع. الواقع أن أحياء بكاملها في مدن متفرقة باتت بحاجة لإعادة إعمار وتأمين بنية تحتية جديدة. آلاف العائلات إن لم يكن أكثر، باتت حرفياً من دون مسكن وليس فقط بعيدة عن منازلها. ووفقاً لمسؤول العمليات في منظمة الهلال الأحمر العربي السوري، خالد عرقسوسي «يقدر عدد المتواجدين حالياً خارج منازلهم بحوالى مليون ونصف»، وإن «عدد الذين استقبلهم الهلال الأحمر في مدارس دمشق وريفها يتراوح ما بين 8 و10 آلاف شخص، توزعوا في 18 مدرسة في مدينة دمشق و18 مدرسة في الريف».
هذا كله يحتاج للمال الذي تمّ الإنفاق منه كثيراً في الأشهر الماضية على وجوه الأزمة المختلفة.
معالجة المشكلة المادية ليست هي الوحيدة. الآثار الاجتماعية التي نتجت عن الأزمة وطرق معالجتها هي الأكثر تعقيداً. وقال أحد المعنيين بالأزمة من طرف الدولة مرة «إنه أياً كان عدد المتمردين يمكن القضاء عليهم بمعركة أو أكثر، لكن ما هو صعب هو مداواة الجروح الاجتماعية الناتجة عن ذلك». وهي جروح يعتقد وزير المصالحة الوطنية علي حيدر أنه قادر بجهد كبير وتعاون أطراف أخرى على معالجتها واحتوائها.
ثمة من يرى أن هذه المعالجة كان يمكن أن تبدأ من اللحظة التي بدأ فيها نزوح الأهالي في مناطق التوتر والاشتباك. لكن الاهتمام بهؤلاء اقتصر على نشاط المجتمع المدني، وقد ظهرت حالات تعاون نادرة بين ناشطي المعارضة والسلطة في بعض المناطق، وذلك وفقاً لما أكده ناشطون لـ« السفير» من الطرفين.
لكن هذا يقتصر على هذه الناحية فقط، وجرى بحكم الظرف العام. هذا التعاون غير ممكن عموماً لأن القانون السوري جرم مؤخراً حتى الدعم المعنوي للمعارضة المسلحة باعتبارها إرهاباً، وهو ما يوسّع دائرة الاتهام حتى لتشمل أنواع الناشطين كافة، بمن فيهم الذين ينشطون في القطاع المدني القريب من بيئة المعارضة المسلحة.
من ضمن ما يزيد تعقيد المشكلة أيضاً هو قناعة غلاة الطرفين بأن «التعايش مستحيل بينهما». بين الغلاة تقف الآن مشاهد فيديو وتصريحات تحريضية وأشلاء وضحايا وعنف وعنف مضاد وعنف مضاد عكسي. الدم يقف منتصباً حاراً في وجه الحل السياسي الذي لا أفق له حالياً.
وتنشغل في هذه الأثناء دول محورين كلاهما يقف لجانب الشعب السوري من وجهة نظره. يرتب الطرفان لجولة جديدة من النزاع السياسي. ترى دول الخليج وعلى رأسها السعودية وقطر أن استهداف الدولة السورية يمكن عبر الجمعية العامة للأمم المتحدة وعبر الاستناد لحجج «السلاح الكيميائي». تخوّف دمشق من كمين تنصبه المعارضة لا شك بات واضحاً وعلنياً.
أيضاً تدرس قطر إمكانية إلغاء عضوية سوريا في الأمم المتحدة قبل نهاية ولايتها في ايلول المقبل على الجمعية العامة، وهو أمر دونه عقبات قانونية. وتقوم الدولة الصديقة سابقاً للسلطة السورية بدعم المعارضة المسلحة بأشكال مختلفة ومعلنة. من جهتها، لا تقيم روسيا وزناً للتحرك الدولي، وتأمل في أمرين. أن يحصل الحسم العسكري المشتهى سورياً للتمكن من العودة لخطة المبعوث الدولي كوفي أنان في ظروف أكثر استقراراً. لا يعتقد الروس أن الوقت مناسب للتنازل. يرى الرئيس فلاديمير بوتين أن هذه فرصة لا تعوّض لموسكو لتعزيز قوة متجددة بعناصر كثيرة.
خلال زيارة الرئيس الروسي السابق ديميتري ميدفيديف اليتيمة إلى دمشق منذ سنوات قلنا لوزير الخارجية سيرغي لافروف «أهلاً بعودة روسيا إلى المشرق مجدداً». انتفض الرجل وهو يردّ «نحن لم نغب ولم نقلل تواجدنا. يمكنكم أن تسألوا المسؤولين السوريين»، ثم أضاف بعصبية ظاهرة «كلما عرضنا عليهم أمراً قالوا، شكراً لكن نتـعاون مع تركـيا على هذا الأمر»…
من سخرية القدر وتقلبات السياسة أن يحصل الانقلاب الإقليمي بهذا الشكل.
ساعات حاسمة في حلب .. وموسكو تنتقد ازدواجية الغرب
أردوغان يلوّح بضرب الأكراد داخل سوريا
صعّد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس، لهجته التهجمية على النظام السوري، ملوّحاً بعبور الحدود التي تفصل البلدين، لخلق منطقة عازلة في شمال سوريا أو استهداف حزب العمال الكردستاني، متهماً دمشق بوضع 5 محافظات سورية «في عهدة» الحزب الكردي.
أما موسكو فلم يشهد موقفها أي تحوّل، إذ اعتبرت أن المطالبة بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد، ودعم المعارضة المسلحة، يلغيان إمكانية الحديث عن «عمل إنساني»، وأعربت عن أملها في تمديد بعثة المراقبين الدوليين وتوسيعها، فيما استقدمت القوات السورية تعزيزات إلى مدينة حلب تمهيداً لشن هجوم كبير من أجل استعادة الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة. كما شهدت دمشق اشتباكات متواصلة، في مخيم اليرموك، وفي أحياء الحجر الأسود وغيره.
وقال مسؤول عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة هيرفيه لادسو، في ختام يومين من المحادثات التي أجراها في دمشق مع مسؤولين سوريين وشخصيات معارضة، إن «هدف بعثة المراقبين الدوليين في سوريا هو المساهمة في وقف أعمال العنف، وهذا يشمل استخدام الأسلحة الثقيلة من جانب القوات الحكومية». وأضاف ان المنظمة الدولية تريد أيضا المساهمة في إطلاق «عملية سياسية» لحظتها خطة الموفد الدولي الى سوريا كوفي انان و«لا بديل منها حتى الآن»، لكنه أعرب عن الأسف «لارتفاع وتيرة العنف ارتفاعاً كبيراً» في مختلف المدن السورية.
أردوغان
وقال أردوغان، في مقابلة مع «قناة 24» التركية، «في هذه اللحظة نظام الأسد متركز في دمشق ومحشور هناك وفي جزء من منطقة اللاذقية أيضا. في الشمال وضع خمس محافظات في عهدة الأكراد، المنظمة الإرهابية»، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني. وأضاف ان «هؤلاء يحاولون الآن إيجاد وضع يتفق مع مصالحهم عبر رفع صور زعيم المنظمة الإرهابية الانفصالية».
وعن إمكان أن تلجأ تركيا إلى استهداف عناصر «الكردستاني» داخل الأراضي السورية إذا قاموا بعمل ما في تركيا، قال اردوغان «انه أمر غير قابل للنقاش، هذا أكيد، هذه هي المهمة وهذا ما يجب أن نفعله».
وتابع أردوغان «هذا ما نفعله أصلا وما نواصل القيام به في العراق. إذا قمنا بشن ضربات جوية على مناطق الإرهابيين من حين لآخر فإن الأمر يتعلق بإجراءات اتخذت لضرورة الدفاع». وأكد ان أنقرة تعتبر أن نشر دمشق لحزب العمال الكردستاني أو فرعه السوري «حزب الاتحاد الديموقراطي» قرب الحدود التركية خطوة «موجهة ضد» أنقرة. وقال «سيكون هناك بالتأكيد رد من جانبنا على هذا الموقف».
وردا على سؤال خلال مؤتمر صحافي قبل أن يتوجه إلى لندن لحضور افتتاح الألعاب الاولمبية عن احتمال إنشاء منطقة عازلة داخل الأراضي السورية للتصدي لحزب العمال الكردستاني، قال أردوغان «هذا يشكل جزءا من الخيارات. منطقة أمنية، منطقة عازلة، كل ذلك يشكل جزءا من الخيارات التي لدينا في مواجهة معسكرات» حزب العمال الكردستاني. لكنه أكد ان «الأولوية فيها تظل رهناً بتقدم العملية. سيتم بحث (هذه الخيارات) بحسب العملية».
وأعلن أردوغان أن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو، الذي التقى العميد المنشق مناف طلاس في أنقرة، سيتوجه إلى اربيل في شمال العراق لـ«التشاور في حساسية هذه القضية» مع القيادة في إقليم كردستان العراق وتأكيد «عزم أنقرة» على معالجتها.
وأعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أمله في تمديد بعثة المراقبين الدوليين في سوريا بعد انتهاء فترة بقائها هناك لمدة 30 يوما. وقال «آمل أن يكون باستطاعة مجلس الأمن الدولي بعد مرور 25 يوما، حين تنتهي فترة 30 يوما أن يمدد هذه البعثة، ويتخذ قرارا باستعادة تعدادها وربما زيادته».
وأضاف لافروف، في مؤتمر صحافي مع نظيره الصربي فوك جرميتش في موسكو، إن «روسيا لم تتلق أية إشعارات تشير إلى نية الجامعة العربية مراجعة الجمعية العامة (للأمم المتحدة) بشأن تهيئة ممرات إنسانية وتشكيل مناطق آمنة في سوريا».
ورأى لافروف أن الحديث لا يمكن أن يدور حول عمليات إنسانية ما دام دعم العمليات الإرهابية في سوريا مستمرا. وقال «نحن نقترح أمورا ستساعد في إيقاف العنف فورا، أما الجانب الآخر فيقول إما أن يستسلم النظام أو أن نواصل تقديم الدعم للمعارضة المسلحة بشتى الوسائل، بما فيها الوسائل المادية، ونبرر العمليات الإرهابية».
وأصدر الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، قانوناً يقضي بتشكيل محكمة تختص بالنظر في قضايا الإرهاب، مقرها دمشق، ويجوز عند الضرورة تشكيل أكثر من دائرة تابعة لها بقرار من مجلس القضاء الأعلى.
وأعلن رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني خلال استقباله نائب رئيس الوزراء السوري لشؤون الخدمات وزير الإدارة المحلية عمر غلاونجي أن طهران «تعتبر أن من واجبها الإنساني دعم سوريا حكومة وشعبا في مواجهة المؤامرات الخارجية والإرهابيين في الداخل».
ميدانيات
وتسببت أعمال العنف في مناطق مختلفة من سوريا بمقتل 119 شخصا، هم 56 مدنيا و31 مسلحا و32 جنديا نظاميا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مصدر أمني ان «تعزيزات من القوات الخاصة (الحكومية) انتشرت الأربعاء والخميس من الجهة الشرقية لمدينة حلب، كما وصلت قوات إضافية ستشارك في هجوم مضاد شامل الجمعة أو السبت» على حلب. وأوضح المصدر ان «1500 الى ألفي مقاتل (من مسلحي المعارضة) وصلوا ايضا من خارج المدينة لدعم حوالي ألفي مقاتل من المتمردين موجودين في المدينة»، مشيرا الى ان هؤلاء ينتشرون في الأحياء الجنوبية والشرقية على أطراف حلب، لا سيما صلاح الدين والجوار.
وكتبت صحيفة «الوطن» السورية ان «حلب ستكون المعركة الأخيرة التي يخوضها الجيش العربي السوري. وبعد القضاء على الإرهابيين فيها، ستخرج سوريا من أزمتها».
وفي دمشق، وقعت اشتباكات استمرت لبعض الوقت في شارع 30 في مخيم اليرموك، وتواصل القصف على حي الحجر الأسود (جنوب) الذي تستخدم فيه المروحيات، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الذي أشار الى «اشتباكات عنيفة مستمرة في الحي المحاصر من القوات النظامية من محاور عدة». («السفير»، أ ف ب، أ ب، رويترز، أ ش ا)
«الجيـش الحـر» يعتـرف بتزايـد نشـاط «القاعـدة»
واشنطن: مساعدة المعارضة السورية تنتظر مناطق آمنة
جو معكرون
وضعت الإدارة الأميركية بالأمس «الجيش السوري الحر» أمام اختبار الاستفادة من تحسين قدرات التنسيق بين مجموعاته لإقامة مناطق آمنة داخل سوريا سيعتمد عليها إيصال المساعدات الأميركية، في وقت يزداد فيه النقاش في واشنطن حول حجم ودور تنظيم «القاعدة» داخل سوريا.
وقال مسؤول أميركي لـ«السفير» إن «التمرد يزيد بشكل واضح وتيرة نشاطه وعملياته على مدى مساحات اكبر من الاراضي. وبعض المجموعات التي لا تعد ولا تحصى، والتي تشكل المعارضة المسلحة، بدأت تتحدث أكثر مع بعضها الآخر، ويبدو أن التنسيق التكتيكي يتحسن». وتابع المسؤول الأميركي «الاختبار الحقيقي الآن هو تحديد ما إذا كان يمكن للمقاتلين المتمردين التمسّك بالمناطق الرئيسة في مواجهة الهجوم المضاد».
المعلومات تشير الى أن الإدارة الأميركية تعتبر أن التنسيق بين مجموعات المعارضة المسلحة يتحسن بعد حصولها على معدات الاتصال الأميركية، وانه في حال تمكنها من إقامة مناطق آمنة داخل سوريا والاحتفاظ بسيطرتها كما حصل في ليبيا، يمكن إمداد خطوط مع هذه المناطق من تركيا او غيرها من دول الجوار، وقد تكون خطوة تمهيدية لإقامة خط مباشر من المساعدات العسكرية الى داخل سوريا لتغيير دينامية المواجهات، في وقت حذرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند من حصول «مجزرة» في حلب.
وصرح المتحدث باسم وزارة الدفاع جورج ليتل أن النظام السوري «تمكن عبر عقود من بناء أنظمة دفاع جوية متطورة، وبالتالي فإن فكرة فرض منطقة عازلة او ما شابه غير مطروحة الآن». ولم ينف البنتاغون وجود «القاعدة» في سوريا لكنه اعتبر انها ليست المعارضة السورية.
الجنرال مصطفى الشيخ، الذي يقود المجلس العسكري في الجيش السوري الحر، صرح لموقع «دايلي بيست» الالكتروني بالامس ان «الواقع ليس كما يبدو» وان الانتصار لا يزال بعيدا، وان الجيش السوري الحر «ليس قويا بشكل كاف بعد ليسيطر على حلب». واضاف «نحتاج الى كل شيء. نحن نموت. ليس لدينا خبز نأكله. ليس هناك اي شيء. لا اسلحة. لا اتصالات. لا دواء».
وعن المعارضة المسلحة ودورها، قال الشيخ «كل واحد يعمل من تلقاء نفسه، لسنا مجموعة جماعية». وذكر ان تنظيم «القاعدة» يزداد قوة على الارض، واصفا هذا الوضع بانه «خطير للغاية».
ويعد هذا اول اعتراف رسمي من «الجيش السوري الحر» بوجود مجموعات لتنظيم «القاعدة» تقاتل في سوريا. وقال الشيخ في نهاية المقابلة «ترك سوريا هكذا أمر خطير للغاية. قد تصبح افغانستان او عراقا آخر. على المجتمع الدولي ان يفعل شيئا والتحرك بسرعة».
كبيرة الباحثين في برنامج الشرق الاوسط في «معهد كارنيغي للسلام الدولي» مارينا اوتاواي علقت في تصريح لـ«السفير» على ما قاله الشيخ معتبرة انه «يريد التأكد من ان المجتمع الدولي لن يقرر ان القتال انتهى ولن يوقف امداد الاسلحة».
وأضافت ان الشيخ ذكر تنظيم «القاعدة» ليعطي من يوفر هذه الاسلحة «حافزا اضافيا لزيادة الشحنات»، وليحث المجتمع الدولي على التدخل عسكريا لمساعدة الجيش السوري الحر «قبل ان تكسب القاعدة المزيد من النفوذ».
لكن اوتاواي رأت ان تزايد الحديث عن دور «القاعدة» في سوريا يأتي ردا على «معلومات واقعية» في هذا السياق. واضافت «اشك في انه سيكون لهذا الامر تأثير في السياسة الاميركية» التي اعتبرت انها ستبقى «تراقب الوضع وتصدر بيانات ولا تفعل شيئا».
وأشارت إلى أن حضور «القاعدة» في سوريا لا يزال «صغيرا» وهذه العناصر «ليست على وشك اجتياح هذا البلد». وبالتالي فهي تعتبر ان هذه الحجج حول «القاعدة» لن تغير طبيعة السياسة الاميركية، وذلك لسببين: اولهما أن الادارة الاميركية ذهبت بعيدا في مواقفها حول سوريا ولن تتراجع، وثانيهما ان الادارة تعتقد انه لا يمكن للرئيس بشار الاسد عمليا اعادة السيطرة على سوريا.
وتابعت اوتاواي ان تسليح الادارة الاميركية للجيش السوري الحر اقل ترجيحا الآن «خوفا من وقوع هذه الاسلحة في يدي تنظيم القاعدة».
الاجواء في واشنطن توحي بأن شعور الادارة بالسقوط الوشيك للنظام السوري بعد ساعات من تفجير المكتب الامن القومي في دمشق بدأ بالتراجع بعد تقييم الوضع الامني على الارض، مع التمسك بفكرة ان هذا السقوط اصبح حتميا لكن لا يمكن التكهن بالتوقيت لان وتيرة هذه المواجهات متسارعة وقد تزداد دموية ولا يعرف احد ما قد يحصل خلالها. اما التوقعات لمرحلة ما بعد سقوط النظام فكثيرة، ولا يوجد إجماع داخل الادارة حول ما قد يحصل من ترددات داخل سوريا وفي دول الجوار.
ويبدو أيضاً أن هناك طبقات في مقاربة السياسة الاميركية تجاه سوريا: اولا التخطيط السياسي لمرحلة ما بعد الاسد لتكون المرحلة الانتقالية جاهزة عند سقوط النظام؛ ثانيا البعد الامني في مراقبة اداء المعارضة المسلحة؛ ثالثا الحذر من مخاطر تورط تنظيم «القاعدة» في سوريا على أمن الولايات المتحدة والعراق والدول المجاورة، اضافة الى الموقف التركي المتصلب من حزب العمال الكردستاني؛ ورابعا مخاطر استخدام النظام السوري للاسلحة الكيميائية او وصولها الى ايدي مجموعات متطرفة.
كل هذه العوامل قد تبلور في النهاية موقفا اميركيا من طريقة التصرف حيال سوريا.
معارضون سوريون يطلقون “نداء روما من أجل سوريا” ويبدون استعدادهم لعقد حوارات داخل البلاد
أطلق معارضون سوريون ما أسموه “نداء روما من أجل سوريا” في نهاية اجتماع عقدوه في العاصمة الايطالية، وابدوا فيه استعدادهم لعقد حوارات داخل البلاد.
وقال المعارضون في بيان “نداء روما”، “إننا نختلف في الآراء والتجارب، لكننا ناضلنا ولا زلنا نناضل من أجل الحرية والكرامة والديموقراطية وحقوق الإنسان، ومن أجل بناء سوريا ديموقراطية مدنية آمنة للجميع ودون خوف أو قهر، ونحب سوريا ونعلم أنها مكان تعايش أديان وقوميات مختلفة وأنها تواجه اليوم خطراً محدقاً يمس وحدة الشعب وحقوقه وسيادة الدولة”.
وحمل البيان تواقيع معارضين سوريين بارزين هم: هيثم مناع، وميشيل كيلو، وفاير سارة، وسمير عيطة، ورجاء الناصر، وعبد العزيز الخير، وحسين العودات، وفائق حويجة، وعقاب أبو سويد، وأمل نصر، وعبد السلام أحمد، ورياض درار، وصدى حمزة، وأنس جودة، وأيهم حداد، وعلي رحمون، وريم تركماني.
وعارض البيان الحل العسكري، واعتبر أنه “يحتجز الشعب السوري رهينة دون حل سياسي يحقق مطالبه”، مبدياً استعداد المعارضين الموقعين على نداء روما “لعقد حوارات داخل البلاد”.
واضاف “ان الضحايا، من قتلى وجرحى ومعتقلين ومفقودين ومشردين إضافة للأعداد الكبرى للمهجرين داخل البلاد واللاجئين خارجها، تدعونا لتحمل مسؤولياتنا من أجل وقف دوامة العنف، ودعم كل أشكال النضال السياسي السلمي والمقاومة المدنية بمختلف تعبيراتها بما في ذلك عقد اللقاءات والحوارات والمؤتمرات داخل البلاد”.
وشدد بيان “نداء روما من أجل سوريا” على “أن الأوان لم يفت لانقاذ البلاد”، رافضاً الركون إلى “السلاح والعنف كحل”، لإيمانه بأنهما “يعرضان وحدة الشعب والدولة والسيادة الوطنية للخطر”.
وقال “نحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى مخرج سياسي للأوضاع في سوريا، وهذه هي الطريقة الملائمة للدفاع أيضاً عن مٌثل وأهداف من يضحون ويعرّضون حياتهم للخطر من أجل الحرية والكرامة”، داعياً “الجيش السوري الحر وكل من حمل السلاح إلى المشاركة في عملية سياسية تؤدي إلى سوريا سلمية آمنة وديموقراطية”.
واضاف “إننا إذ نرفض أن تتحول سوريا إلى ساحة للصراعات الدولية والإقليمية، نعتقد أن المجتمع الدولي يتمتع بالقوة والقدرة اللازمتين لتحقيق توافق دولي يؤسس لمخرج سياسي من الأوضاع المأساوية الراهنة، يقوم على فرض فوري لوقف إطلاق النار، وسحب المظاهر المسلحة وإطلاق سراح المعتقلين والإغاثة العاجلة للمنكوبين وعودة المهجرين وصولاً إلى مفاوضات شاملة لا تستثني أحداً تستكمل بمصالحة وطنية أصيلة تستند إلى قواعد العدالة والإنصاف”.
وطالب بيان “نداء روما من أجل سوريا” اعتبار الأمم المتحدة “الطرف الدولي لوحيد المسؤول عن تنسيق جهود اغاثة السوريين ودعم صمودهم داخل وخارج البلاد”.
معارضون سوريون:
أطلقوا ‘نداء روما’ من أجل سورية ومستعدين للحوار داخل البلاد!
أطلق معارضون سوريون اليوم الخميس ما أسموه “نداء روما من أجل سورية” في نهاية اجتماع عقدوه في العاصمة الايطالية، وابدوا فيه استعدادهم لعقد حوارات داخل البلاد.
وقال المعارضون في بيان “نداء روما”، “إننا نختلف في الآراء والتجارب، لكننا ناضلنا ولا زلنا نناضل من أجل الحرية والكرامة والديمقراطية وحقوق الإنسان، ومن أجل بناء سورية ديمقراطية مدنية آمنة للجميع ودون خوف أو قهر، ونحب سوريا ونعلم أنها مكان تعايش أديان وقوميات مختلفة وأنها تواجه اليوم خطراً محدقاً يمس وحدة الشعب وحقوقه وسيادة الدولة”.
وعارض البيان الحل العسكري، واعتبر أنه “يحتجز الشعب السوري رهينة دون حل سياسي يحقق مطالبه”، مبدياً استعداد المعارضين الموقعين على نداء روما “لعقد حوارات داخل البلاد”.
واضاف”أن الضحايا، من شهداء وجرحى ومعتقلين ومفقودين ومشردين إضافة للأعداد الكبرى للمهجرين داخل البلاد واللاجئين خارجها، تدعونا لتحمل مسؤولياتنا من أجل وقف دوامة العنف، ودعم كل أشكال النضال السياسي السلمي والمقاومة المدنية بمختلف تعبيراتها بما في ذلك عقد اللقاءات والحوارات والمؤتمرات داخل البلاد”.
وشدد بيان “نداء روما من أجل سوريا” على “أن الأوان لم يفت لانقاذ البلاد”، رافضاً الركون إلى “السلاح والعنف كحل”، لإيمانه بأنهما “يعرضان وحدة الشعب والدولة والسيادة الوطنية للخطر”.
وقال “نحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى مخرج سياسي للأوضاع في سورية، وهذه هي الطريقة الملائمة للدفاع أيضاً عن مٌثل وأهداف من يضحون ويعرّضون حياتهم للخطر من أجل الحرية والكرامة”، داعياً “الجيش السوري الحر وكل من حمل السلاح إلى المشاركة في عملية سياسية تؤدي إلى سورية سلمية آمنة وديمقراطية”.
واضاف “إننا إذ نرفض أن تتحول سورية إلى ساحة للصراعات الدولية والإقليمية، نعتقد أن المجتمع الدولي يتمتع بالقوة والقدرة اللازمتين لتحقيق توافق دولي يؤسس لمخرج سياسي من الأوضاع المأساوية الراهنة، يقوم على فرض فوري لوقف إطلاق النار، وسحب المظاهر المسلحة وإطلاق سراح المعتقلين والإغاثة العاجلة للمنكوبين وعودة المهجرين وصولاً إلى مفاوضات شاملة لا تستثني أحداً تستكمل بمصالحة وطنية أصيلة تستند إلى قواعد العدالة والإنصاف”.
وطالب بيان “نداء روما من أجل سوريا” اعتبار الأمم المتحدة “الطرف الدولي لوحيد المسؤول عن تنسيق جهود اغاثة السوريين ودعم صمودهم داخل وخارج البلاد”.
وكان معارضون سوريون من 11 تجمعاً وهيئة سورية معظمهم من داخل البلاد عقدوا يومي الخامس والعشرين والسادس والعشرين من تموز/يوليو الحالي اجتماعات وصفوها بالسرية شارك فيها مسؤولون إيطاليون، واتفقوا خلالها على اطلاق “نداء روما من أجل سورية”.
وحمل البيان تواقيع معارضين سوريين بارزين من بينهم، هيثم مناع، وسمير عيطة، ورجاء الناصر، وميشيل كيلو، وعبد العزيز الخير، وحسين العودات، وفائق حويجة، وعقاب أبو سويد.
شخصيات سورية معارضة تطلق “بيان روما” من أجل مخرج سياسي يمنع الانزلاق لحرب أهلية
روما – أطلق ممثلو فصائل من المعارضة السورية من روما نداء مشترك يدعو الى وقف الاقتصار على “الحل العسكري” للأزمة السورية وانقاذها من الحرب الأهلية باتاحة المجال الى حل سياسي عبر مفاوضات لتحقيق المطالب بالتغيير الديمقراطي.
وأصدر اجتماع ضم شخصيات تمثل 11 مجموعة بصفتهم مواطنون ينتمون الى فصائل من المعارضة الناشطة داخل سوريا وخارجها مساء اليوم بيانا ختاميا أطلق عليه “نداء روما من أجل سوريا” الى الشعب السوري والأطراف المعنية والجماعة الدولية وذلك في ختام مؤتمر استمر يومين استضافته منظمة “سانت ايجيديو” الكاثوليكية.
وفيما ألقى المؤتمرون على الحل الأمني العسكري لقمع الثورة الشعبية المطالبة بالحرية والكرامة مسؤولية “الأزمة الحالية الأكثر مأساوية في تاريخ سوريا” وتعميم العنف وتفاقم الخسائر البشرية والدمار الواسع قالوا انهم يناضلو رغم اختلافات مشاربهم وآرائهم “من أجل بناء سوريا ديمقراطية مدنية آمنة للجميع ودون خوف أو قهر”.
وأكدوا عدم حياديتهم كجزء “من الشعب السوري الذي يعاني قمع الديكتاتورية وفسادها ووقوفهم بحزم ضد الممارسات الطائفية والتمييزية من أي طرف جاءت” وانهم ينتصرون للمساواة في وطن للجميع يحترم الحياة والكرامة البشرية في اطار العدالة.
واعتبروا أن “الحل العسكري يرتهن الشعب السوري” دون حل سياسي يحقق مطالبه معربين عن اعتقادهم بأن “الآوان لم يفت لانقاذ البلاد” و”أن السلاح ليس هو الحل” مؤكدين رفض العنف والانزلاق نحو الحرب الأهلية بما يعرض وحدة الشعب والدولة والسيادة الوطنية للخطر” مع الاقرار في الوقت ذاته بحق المواطنين في الدفاع المشروع عن النفس.
وشدد النداء على الحاجة الملحة “أكثر من أي وقت مضى لمخرج سياسي” باعتباره “الطريقة الملائمة للدفاع أيضا عن أهداف الذين يضحون ويعرضون حياتهم للخطر من أجل الحرية والكرامة” داعيا “المواطنين في الجيش السوري الحر وكل من حمل السلاح الى المشاركة في عملية سياسية تؤدي الى سورية سلمية آمنة وديمقراطية”.
ورفض أن تتحول سوريا ساحة للصراعات الدولية والاقليمية معتبرا “أن المجتمع الدولي يتمتع بالقوة والقدرة اللازمتين لتحقيق توافق دولي يؤسس لمخرج سياسي من الأوضاع المأساوية الراهنة يقوم على فرض فوري لوقف اطلاق النار وسحب المظاهر المسلحة واطلاق سراح المعتقلين والاغاثة العاجلة للمنكوبين وعودة المهجرين وصولا الى مفاوضات شاملة لا تستثني أحدا تستكمل بمصالحة وطنية أصيلة تستند الى قواعد العدالة والانصاف”.
ودعا النداء الى “اعتبار الأمم المتحدة الطرف الدولي الوحيد المسؤول عن تنسيق جهود اغاثة السوريين ودعم صمودهم داخل وخارج البلاد” مؤكدا الالتزام بصناعة مستقبل سوريا بأيدي أبنائها وبناء دولة ديمقراطية مدنية وتعددية.
ووقع النداء ميشيل كيلو وفايز سارة وسمير عيطة من المنتدى الديمقراطي وهيثم مناع وعبدالعزيز الخير ورجاء الناصر من هيئة التنسيق الوطنية والناشطة أمل نصر وعبدالسلام أحمد من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي ورياض درار من الجماعة الاسلامية الديمقراطية وأيهم حداد من الكتلة الوطنية وفائق حويجة من ائتلاف وطن وعلي رحمون من حركة معا وريم تركماني وأنس جودة من تيار بناء الدولة وصدى حمزة وعقاب أبو سويد من ملتقى حوران للمواطنة وحسين العودات.
معارضون سوريون يطلقون “نداء روما” الرافض لتهميش الحلول السياسية
روما (26 تموز/يوليو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
اجتمع في العاصمة الإيطالية روما بمقر منظمة سانت إيجيديو في يومي الاربعاء والخميس مجموعة من المعارضين يمثلون أحد عشر تجمعاً وهيئة سورية معظمهم من الداخل
وقد ناقش الحضور سبل “وقف تهميش الحلول السياسية” وتصاعد العنف في بلادهم، وأعلنوا عن نداء لوقف العنف ووضع مقدمات الحل السياسي للمرحلة الانتقالية نحو الديمقراطية
شارك في المؤتمر شخصيات من الجماعة الإسلامية الديمقراطية، هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي، المنتدى الديمقراطي، ائتلاف وطن، معاً من أجل سورية حرة ديمقراطية، تيار بناء الدولة، حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، والكتلة الوطنية وملتقى حوران للمواطنة
وأصدر المجتمعون في نهاية اجتماعاتهم اليوم بياناً أطلقوا عليه اسم “نداء روما” من أجل سورية، تضمن الإشارة إلى أن الأزمة التي تعيشها سورية “ناتجة عن الحل الأمني العسكري في مواجهة الانتفاضة الشعبية المطالبة بالحرية والكرامة”، وهو الذي أدى إلى “تعميم العنف وتصاعد كبير في الخسائر البشرية والدمار العام” في البلاد
وأضافوا في ندائهم “إننا نختلف في الآراء والتجارب، لكننا ناضلنا ولا زلنا نناضل من أجل الحرية والكرامة والديمقراطية وحقوق الإنسان، ومن أجل بناء سورية ديمقراطية مدنية آمنة للجميع ودون خوف أو قهر. إننا نحب سورية، ونعلم أنها مكان تعايش أديان وقوميات مختلفة، وأنها تواجه اليوم خطراً محدقاً يمس وحدة الشعب وحقوقه وسيادة الدولة”
وتابع “لسنا محايدين. نحن جزء من الشعب السوري الذي يعاني قمع الديكتاتورية وفسادها، ونقف بحزم ضد الممارسات الطائفية والتمييزية من أي طرف جاءت، ننتصر للمساواة في المواطنة ونريد مستقبلاً لسورية وطناً للجميع، يحترم الحياة والكرامة البشرية في إطار العدالة”
وأضاف “يحتجز الحل العسكري الشعب السوري رهينة دون حل سياسي يحقق مطالبه، ويحمل العنف على الاعتقاد بعدم وجود بديل للسلاح. لكن الضحايا، من شهداء وجرحى ومعتقلين ومفقودين ومشردين، إضافة للأعداد الكبرى للمهجرين داخل البلاد واللاجئين خارجها، تدعونا لتحمل مسؤولياتنا من أجل وقف دوامة العنف، ودعم كل أشكال النضال السياسي السلمي والمقاومة المدنية بمختلف تعبيراتها بما في ذلك عقد اللقاءات والحوارات والمؤتمرات داخل البلاد”
وشدد البيان على أنه “لم يفت الأوان لإنقاذ البلاد، ومع الإقرار بحق المواطنين في الدفاع المشروع عن أنفسهم فإننا نعتقد أن السلاح ليس هو الحل، ونرفض العنف والانزلاق نحو الحرب الأهلية، لأنهما يعرضان وحدة الشعب والدولة والسيادة الوطنية للخطر”
وتابع “نحن نحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى مخرج سياسي للأوضاع في سورية، وهذه هي الطريقة الملائمة للدفاع أيضاً عن مٌثل وأهداف من يضحون ويعرّضون حياتهم للخطر من أجل الحرية والكرامة. إننا ندعو مواطنينا في الجيش السوري الحر وكل من حمل السلاح للمشاركة في عملية سياسية تؤدي إلى سورية سلمية آمنة وديمقراطية”
وأضاف “وإذ نرفض أن تتحول سورية إلى ساحة للصراعات الدولية والإقليمية، نعتقد أن المجتمع الدولي يتمتع بالقوة والقدرة اللازمتين لتحقيق توافق دولي يؤسس لمخرج سياسي من الأوضاع المأساوية الراهنة، يقوم على فرض فوري لوقف إطلاق النار، وسحب المظاهر المسلحة وإطلاق سراح المعتقلين والإغاثة العاجلة للمنكوبين وعودة المهجرين وصولاً إلى مفاوضات شاملة لا تستثني أحدا تستكمل بمصالحة وطنية أصيلة تستند إلى قواعد العدالة والإنصاف”.
كما طالب اعتبار الأمم المتحدة “الطرف الدولي الوحيد المسؤول عن تنسيق جهود إغاثة السوريين ودعم صمودهم داخل وخارج البلاد”.
وتوجه المجتمعون بالنداء إلى “جميع السوريين وخاصة الشباب منهم، ونقول لهم: إننا سنصنع مستقبلنا بأيدينا، وسنتمكن معا من بناء سوريا ديمقراطية مدنية وتعددية. كما نتوجه بهذا النداء للمناضلات والمناضلين من أجل التغيير الديمقراطي في سورية، مهما كانت انتماءاتهم، من أجل التحاور والتنسيق فيما بيننا، للانتقال إلى الديمقراطية على أسس العهد الوطني المشترك”
ومن الموقعين على البيان أمل نصر، عبد السلام أحمد، عبد العزيز الخير، سمير عيطة، رجاء الناصر، رياض درار، ميشيل كيلو، صدى حمزة، حسين العودات، أنس جودة، أيهم حداد، فائق حويجة، هيثم مناع، علي رحمون، ريم تركماني، فايز سارة، عقاب أبو سويد
نشاط أميركي على حدود سوريا: تلاعب بالعشائر والأكراد ضد النظام
محمد بلوط
لا تكتفي الولايات المتحدة بالتنبؤ بالذهاب نحو مناطق آمنة في سوريا، على ما رأت وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون، في تقدم المعارضة السورية المسلحة على الأرض، بشيراً بقرب قيامها، ولكن الأميركيين يجتهدون كي تتحقق النبوءة على ما يقوله معارضون سوريون.
فخلال الأسابيع الماضية نشرت الاستخبارات الأميركية مجموعة من خبرائها ومستشرقيها
وبعض عناصر القوات الخاصة على الجانب التركي من بلدة «جزيرة ابن عمر» التي تقع على الحدود مع سوريا. وتمركزت المجموعة الأميركية في منطقة شرنخ، على مقربة من الحدود التركية. كما وصلت مجموعة أميركية أخرى إلى الحدود العراقية – السورية، بالقرب من معبر تل كوجك ـ ربيعة.
وبحسب مصادر سورية معارضة في المنطقة يسعى الأميركيون إلى إقامة حلف عشائري على جانبي الحدود السورية – العراقية، حيث تنتشر، إلى جانب الأكراد، قبائل تنتمي إلى شمر والزبيد. وكان الجيش السوري واجه في المنطقة، التي وصل إليها الأميركيون، مجموعات مسلحة تنتمي إلى الزبيد بعد أن هاجمت مخفراً سورياً قرب «كري هوك» واليعربية في أقصى الشمال الشرقي السوري.
وتتقاسم العشائر العربية السيطرة على بعض نواحي المنطقة، مع «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي. وتدخل الطيران السوري في هذه المنطقة، التي لا ينشر فيها الجيش السوري قوات كافية، وقام بهجوم مضاد على مسلحي «الزبيد» وقتل منهم عشرة وجرح العشرات.
ويجري الأميركيون اتصالات واسعة في المنطقة لتنظيم حلف عشائري عربي يقف ضد النظام السوري، ويعمل على اختراق المنطقة الكردية. ويقول المصدر السوري المعارض إن القوة الاستخباراتية الأميركية في المنطقة تقيم اتصالات مع المهربين والمختصين بمسالكها الصعبة. وفي ظل الفوضى التي تسود مناطق قريبة من المثلث العراقي – السوري – التركي تقوم هذه القوة بمساعٍ لتجنيد مرتزقة للعمل كأدلاء ومساعدين وعناصر لحماية تحركات القوة الأستخباراتية الأميركية.
ويحاول الأميركيون جس نبض الأحزاب الكردية التي تسيطر على المنطقة لمعرفة مدى استعدادها للتعاون في أي عملية عسكرية ضد الجيش السوري، على طول خط الحدود السورية – التركية، للمساعدة على إنشاء منطقة آمنة. كما يحاولون معرفة مدى فعالية وحدات الحماية الشعبية الكردية التي تسيطر على الحدود السورية – العراقية.
ويتزامن النشاط الاستخباراتي الأميركي في المنطقة مع مسعى تركي بدأ منذ مطلع العام الحالي، بحسب مصادر سورية معارضة، لإنشاء غرفة عمليات مشتركة، تحت إشراف جهاز «ميت» التركي، لتوحيد جهود القبائل العربية السنية في العراق وسوريا. وتحتفظ الاستخبارات الأميركية بعلاقات متينة في المنطقة مع بعض العشائر التي انتظمت في ميليشيات «الصحوة» العراقية، ساهمت في قتال الجماعات الجهادية الإسلامية الآتية من سوريا.
ومن المفترض أن يصل إلى اربيل الأسبوع المقبل وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو، للقاء «رئيس» اقليم كردستان مسعود البرزاني. ويذهب وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو مكلفاً من اجتماع مجلس الأمن القومي التركي لطلب تفعيل اللجنة العراقية – الأميركية – التركية الثلاثية. والمسعى التركي يصب في إطار العمل الإستخباري الأميركي نفسه لتنشيط اللجنة التي توقف عملها قبل عام، وكانت تقوم بتنسيق أعمال مطاردة مقاتلي حزب العمال الكردستاني المنتشرين في شمال العراق. ويعمل الأتراك على إقناع البرزاني بدفع الأكراد السوريين نحو موقف أكثر هجومية ضد النظام السوري، وتهديدهم بالتدخل إذا ما واصلوا بناء «كيان ذاتي»، كما قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان.
نائب سورية عن حلب تعلن انشقاقها عن النظام وتوجهها إلى تركيا
عمان- (رويترز): أعلنت إخلاص بدوي عضو مجلس الشعب (البرلمان) السوري الجمعة انشقاقها بعد وصولها إلى تركيا لتكون بذلك أول نائب في البرلمان تنشق عن النظام منذ بدء الانتفاضة على الرئيس بشار الأسد.
وقالت إخلاص بدوي “أنا الآن عبرت الحدود التركية بهدف انشقاقي عن هذا النظام الغاشم”.
وأوضحت أنها انشقت “بسبب أساليب القمع والتعذيب الوحشي بحق الشعب الذي يطالب بأدنى حقوقه”.
وتقول مصادر المعارضة ان قوات ومدرعات سورية تحتشد حول مدينة حلب الشمالية لسحق المقاومة المسلحة لنظام الأسد التي اكتسبت زخما عقب حملة عسكرية على المظاهرات المناهضة لحكمه في الشوارع.
وكانت السلطات اختارت إخلاص بدوي- وهي أم لستة أطفال ومسلمة سنية- لتترشح نائبة في البرلمان عن فئة العمال والفلاحين. وهي عضو في حزب البعث الحاكم في سوريا.
وكان اشتداد عمليات القصف البري والجوي للمدن السورية من جانب قوات الأسد في الأسابيع الأخيرة قد جعل بعضا من قياديي البعث والموالين للأسد ينشقون عليه. وكان معظمهم من المسلمين السنة.
وفر نواف الفارس سفير سوريا لدى العراق والقيادي السابق في حزب البعث في محافظة دير الزور الشرقية الى قطر عبر الأردن قبل أسبوعين.
وتقول مصادر المعارضة ان الفارس صديق لمناف طلاس العميد بالحرس الجمهوري واحد المقربين من الأسد الذي فر من سوريا في وقت سابق من هذا الشهر.
تفاصيل أول إشتباك على الحدود الأردنية السورية بسبب مطاردة طفل لاجيء
عمان- القدس العربي: إنشغلت الأوساط الإعلامية والسياسية الأردنية طوال فجر الجمعة بتناقل الأنباء والتسريبات والدلالات المتعلقة بأول حادث متوتر بين الجيش العربي الأردني والقوات النظامية السورية على الحدود بين الجانبين وبالتحديد بالقرب من قرية تل شهاب الرابضة على منطقة جبلية وسط الحدود بالقرب من مدينة الطرة الأردنية.
وإعترفت الحكومة الأردنية رسميا لأول مرة بحصول إشتباك وصفته مصادر (القدس العربي) بأنه لم يكن ناريا أو مباشرا لكن تخلله تبادل لإطلاق النار إحتل الصدارة في الأنباء إعتبارا من فجر الجمعة.
ووفقا للناطق الرسمي بإسم الحكومة الأردنية سميح المعايطة فقد شاغلت قوات الجيش الأردني بالنيران فرقة عسكرية سورية لاحقت بنيرانها عائلة سورية كانت تهم بدخول الشيك الفاصل بإتجاه الأراضي الأردنية بقصد اللجوء للأردن.
ولم تصدر بيانات رسمية سورية ولا إفصاحات ميدانية من القيادة العسكرية الأردنية لكن المعايطة تحدث عن عملية إنقاذ من قبل الجيش الأردني لطفل سوري أطلقت عليه النيران.
وحسب رواية المعايطة للحدث حاولت عائلة سورية الفرار عبر الشيك الحدودي الفاصل فأطلق الجيش السوري النار عليها ولاحق بعض أفرادها داخل الأراضي الأردنية مما إضطر الجيش الأردني لإطلاق الرصاص بالهواء بهدف لفت نظر الجانب السوري بأنه يتجاوز الحدود وبهدف التمكن من إنقاذ الطفل السوري الذي أصيب بعدة عيارات ونقل لمستشفى الرمثا الحكومي لكنه غادر الحياة لاحقا بعدما عادت عائلته أدراجها إلى سوريا.
بالنسبة لتقارير صحفية محلية إنتهى هذا الحادث بإصابة جنديين أردنيين بالنيران السورية لأول مرة مما دفع المئات من الأردنيين للتجمهر أمام السفارة السورية للإحتجاج قبل تدخل قوات الدرك.
وبالنسبة للمعايطة كانت العملية فنية وبهدف إنقاذ العائلة والطفل ولم يتخللها إشتباك عسكري أو تبادل لإطلاق النار كما قالت فضائية العربية.
وقال المعايطة: فجر الجمعة أنه وأثناء دخول عائله سوريه قام الجيش السوري بإطلاق النار باتجاهها ما أسفر عن إصابة طفل , وإن مجموعه من الجيش الاردني اخلت الطفل المصاب الى مستشفى الرمثا الحكومي حيث فارق الحياة هناك.
الحادث وهو الأول من نوعه الذي يبرز بالمستوى الإعلامي إنتتهى بحالة توتر شديدة على الحدود بين البلدين وبإستنفار أمني أردني وببداية لإحتمالات سيئة بعد تحولات ملموسة في الموقف السياسي الأردني من الأزمة السورية.
لكن السلطات الأردنية بوضوح عملت على تقليص أهمية الحادث وضبط ردود فعلها فيما نفى المعايطة وقوع إصابات تحدثت عنها تقارير صحفية محلية في صفوف العسكر الأردنيين حيث قالت صحيفة عمون الإلكترونية بأن عسكريا أردنيا أصيب بيده وهو يحاول إنقاذ الطفل السوري الهارب وتحدثت صحيفة خبرني بدورها عن إصابة جنديين في هذه الحادثة وهو الأمر الذي نفاه المعايطة عمليا.
والحادث عموما ليس الأول من نوعه حيث تشتكي سلطات أردنية من مخالفات سورية متتالية على الحدود لبروتوكول الإشتباك العسكري لكنه حادث يعكس الإنطباع العام حول توترات يومية وأمنية تعيشها حدود نصيب الأردنية السورية حيث أطلقت النار قبل ثلاثة أيام أيضا على حافلة سورية داخل الأراضي الأردنية وبدأت شظايا القذائف السورية تصل بعض القرى الأردنية.
داود اوغلو يلتقي العميد السوري المنشق مناف طلاس
انقرة- (ا ف ب): التقى وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو مساء الخميس في انقرة العميد مناف طلاس، ابرز ضابط سوري اعلن انشقاقه عن النظام السوري وكان صديق الرئيس بشار الأسد منذ الطفولة.
وافاد مصور وكالة فرانس برس أن العميد طلاس الذي وصل إلى تركيا آتيا من السعودية حل ضيفا على مائدة افطار الوزير التركي.
وينتمي طلاس إلى الطائفة السنية، وهو نجل وزير الدفاع السوري الاسبق مصطفى طلاس الذي خدم لفترة طويلة في عهد الرئيس الراحل حافظ الاسد، والد الرئيس الحالي. وهو اهم الضباط السوريين الذين انشقوا منذ بدء حركة الاحتجاجات في منتصف آذار/ مارس 2011.
ويتحدر طلاس من الرستن في محافظة حمص (وسط)، المدينة الخارجة عن سيطرة النظام منذ اشهر طويلة والتي تعتبر معقلا للجيش السوري الحر.
وكان مناف طلاس قائد اللواء 105 في الحرس الجمهوري، الا انه أقصي من مهامه منذ نحو سنة بعد ان فقد النظام ثقته به.
البنتاغون يقلل من شأن مشاركة مقاتلين من القاعدة في النزاع السوري
واشنطن- (ا ف ب): قلل البنتاغون الخميس من شأن مشاركة مقاتلين اسلاميين متشددين، ولا سيما من الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، في النزاع المسلح الدائر في سوريا، مؤكدا ان هؤلاء ربما يكونون موجودين فعلا في سوريا ولكن “وجودهم ليس كبيرا”.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية جورج ليتل “لا يمكنني ان استبعد امكانية ان يكون هناك متطرفون في سوريا ولا يجدر باحد ان يظن ان تنظيم القاعدة في العراق لديه في سوريا وجود كبير او ضخم او قوي”.
واضاف انه لا يعود لواشنطن ان تحدد الطريق الواجب على السوريين سلوكه لتحقيق انتقال السلطة، مشددا على ان الولايات المتحدة تدرك “الغموض الذي يكتنف مستقبل هذا البلد في حال سقوط نظام بشار الاسد”.
ومطلع تموز/ يوليو اكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ان انتقال مقاتلي القاعدة من بلاده الى سوريا يغذي النزاع الدائر في الجارة الغربية.
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز فان عملاء من وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي آي ايه) موجودون حاليا في تركيا لضمان ان شحنات الاسلحة المرسلة إلى مقاتلي المعارضة المسلحة السورية الذين يتلقون تمويلا من دول مثل السعودية وقطر خصوصا، لا تقع في أيدي مقاتلي القاعدة.
قائد البحرية الروسية يستبعد تخلى بلاده عن ميناء طرطوس السوري
موسكو- (د ب أ): استبعد قائد البحرية الروسية الادميرال فيكتور شيركوف الخميس تخلى بلاده عن ميناء طرطوس غرب سورية.
ونقلت وكالة ريا نوفوستي عن شيركوف قوله للصحفيين الخميس ان روسيا ليس لديها النية للتخلى عن ميناء طرطوس الذي تستأجره في سورية.
غير انه لم يقدم اي تفاصيل اخرى أو يوضح كيفية الاحتفاظ بالميناء الذي تتخذمنه قاعدة بحرية في حالة وصول حكومة موالية للغرب في سورية.
واضاف ان مجموعة من السفن الحربية الروسية قبالة ساحل سورية لن ترسو في الميناء.
وتابع “مجموعة سفن الاسطول المشتركة التي تنفذ تدريبات عسكرية في البحر المتوسط لن تدخل ميناء طرطوس” بحسب ريا نوفوستي.
وتضم مجموعة السفن عشر سفن حربية اضافة إلى سفن حراسة.
وكانت البحرية الروسية قد اعلنت في وقت سابق الشهر الحالي أن نشر قوة المهام القوية ليس له صلة بالازمة الحالية في سورية.
وميناء طرطوس الذي يقع غرب سورية هو القاعدة البحرية الروسية الوحيدة خارج الاتحاد السوفيتي السابق . ولكن المحللين الروس قللوا على نحو مستمر من الاهمية الاستراتيجية للميناء ، قائلين انه في الحقيقة اكثر قليلا من محطة لاعادة التزود بالوقود.
ويشار إلى ان روسيا اضافة الى الصين تساند حكومة الرئيس السوري بشار الاسد ضد الاحتجاجات التي تشهدها بلاده منذ شهر اذار/ مارس من العام الماضي . واودت اعمال العنف بحياة اكثر من 14 الف شخص بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي مقره لندن.
ولايمكن التحقق من البيانات الخاصة بالقتلى نظرا لان الحكومة السورية لاتسمح لوسائل الاعلام والمنظمات الانسانية الدولية بدخول البلاد.
روسيا: مطالبة الأسد بالتنحي تطيل أمد الصراع في سورية
معركة فاصلة في حلب.. والنظام يرسل قواته الخاصة
مقاتلون عرب واسلاميون يتدفقون ‘لإسقاط العلويين’
حلب ـ دمشق ـ بيروت ـ باب الهوى ـ وكالات: يستعد مئات من مقاتلي المعارضة السورية في حي صلاح الدين في حلب لمواجهة هجوم واسع من جانب القوات النظامية، وسط اقتناع يسود كثيرين منهم بأنهم سيقتلون حتما، لكنهم يرفضون الاستسلام للخوف، جاء ذلك فيما قال نشطاء في المعارضة ان 16 شخصا على الاقل بينهم نساء واطفال قتلوا في ضربات صاروخية خلال هجوم للجيش في حي يلدا بجنوب العاصمة دمشق.
وفي شمال غرب سورية، وجدت الحركة المسلحة ضد قوات نظام الرئيس بشار الاسد حلفاء متحمسين للقتال الى جانبها، هم اسلاميون قدموا من دول عدة عربية واجنبية للانضمام الى المعركة.
الا ان هؤلاء بدلا من تبني شعارات ‘الثوار’ الداعية الى الديمقراطية واسقاط النظام، يؤكدون انهم قدموا الى سورية ‘لاسقاط العلويين’ الذين ينظرون اليهم على انهم ‘كفار’.
في باب الهوى، المعبر الحدودي مع تركيا الذي سيطر عليه الاسبوع الماضي الجيش السوري الحر المؤلف من منشقين عن الجيش النظامي ومقاتلين مدنيين، يمكن رؤية عشرات المقاتلين الذين يقولون انهم يأتون من دول عربية او اسلامية، مثل الجزائر والمغرب والسعودية وتونس… وكذلك من الشيشان او الصومال.
ومنذ بداية الانتفاضة الشعبية ضد نظام الرئيس بشار الاسد قبل اكثر من 16 شهرا ثم تحولها من حركة سلمية الى نزاع عسكري دام، وتتهم السلطات المعارضة باستقدام مقاتلين من تنظيم القاعدة، مؤكدة ان لا وجود لحركة احتجاج، انما هي ‘مؤامرة’ من الخارج تشارك فيها دول اجنبية وخليجية.
ويصعب تحديد عدد المقاتلين الاسلاميين الاجانب على الاراضي السورية، في وقت لا يقر المقاتلون المعارضون بدور لهؤلاء في المعركة.
ويقول مقاتل في محافظة حماة (وسط) يقدم نفسه باسم ابو عمار ويقول انه يقود مجموعة من 1200 عنصر ‘لن نسمح بتاتا بان يكون هناك موطىء قدم للقاعدة هنا. الثورة للسوريين فقط’.
الا ان هذا لا يمنع وجود اسلاميين يؤكد بعضهم انه تجاوب مع دعوات الى الجهاد تنشر على مواقع على شبكة الانترنت.
وميدانيا قال ناشط في المنطقة ان وابلا من الصواريخ أصاب بنايتين في دمشق حيث سقط اغلب القتلى.
ووقع الهجوم بينما قصفت القوات السورية التي تدعمها طائرات الهليكوبتر الحربية حي الحجر الاسود في العاصمة وهو أحد آخر معاقل المعارضة المسلحة في المدينة.
وقامت القوات السورية النظامية ليل الاربعاء لحوالى خمس ساعات متواصلة بدك حي صلاح الدين في حلب الواقع جنوب شرق ثاني كبرى مدن سورية والذي بات شبه خاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة، على ما افاد مصور فرانس برس.
واقام هؤلاء المقاتلون مراكز عناية صحية في الطوابق الواقعة تحت الارض في المدارس والمساجد. وتم نقل طفل في العاشرة من عمره الى احد هذه المراكز بعد اصابته بشظية قذيفة خلال نومه، الا انه ما لبث ان لفظ انفاسه بعد دقائق، بحسب المصور.
ولا تمنع القنابل المتمردين من تناول افطار رمضان معا. وخلال احد هذه الافطارات، قدموا الطعام لشابين اعينهما معصوبة وايديهما مكبلة خلف ظهريهما.
ويؤكد المقاتلون الذين كانوا يحرسون هذين الشابين انهما من ‘الشبيحة’ او الميليشيات المؤيدة للنظام. وفي وقت لاحق ليلا، تم اعدام الرجلين في الشارع برصاصة في الرأس على مرأى من المصور.
ويعيش المقاتلون حال استنفار تحضيرا للوصول المرتقب لتعزيزات الجيش النظامي ولهجوم محتمل واسع النطاق. وتمت اقامة حواجز ومتاريس رملية، ووضعت حافلة في عرض احدى الطرق لاقفالها.
في هذا الوقت، يحلق عدد من المروحيات فوق المناطق السكنية وتطلق نيرانها.
اما سكان الحي فيهربون بكثافة وخصوصا النساء والاطفال، وفي اغلب الاحيان على متن شاحنات صغيرة.
ويطلق المقاتلون شعارات حماسية لشحذ الهمم، مع استمرار التدريبات لمواجهة الهجوم الداهم.
وقام المتمردون، وتقدر اعدادهم بالمئات، بالانتظام في مجموعات مختلفة يقود كلا منها زعيم يؤدي دور القائد العسكري والديني في آن واحد.
بعض هؤلاء اجتاز مسافات طويلة للقتال في حي صلاح الدين، مثل سوري مقيم في السويد جاء لنصرة مواطنيه، او ليبي حضر ‘لتحرير’ سورية بعد قتاله نظام معمر القذافي في بلاده.
الى ذلك حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس من ان المطالب بتنحي الرئيس السوري بشار الاسد تعوق جهود انهاء الصراع المستمر منذ 16 شهرا.
وقال لافرورف إن مثل هذه المطالب والتي صدرت عن الولايات المتحدة وعدد من الدول الاوربية والعربية وتركيا تؤجج العنف.واكد زعم موسكو بأن دعم المعارضة السورية المسلحة يرقى إلى حد دعم الارهاب.
معارضون سوريون يدعون من روما الى حل سياسي
روما ـ ا ف ب: وقع معارضون سوريون الخميس في روما نداء مشتركا من اجل حل سياسي للنزاع في سورية، مطالبين خصوصا بوقف اطلاق النار والافراج عن المعتقلين والمصالحة الوطنية.
وقال الموقعون الـ 17 لهذا النداء والذين ينتمون الى 11 تجمعا وهيئة سورية معظمها من داخل البلاد انهم يرفضون تحول سورية الى ‘ساحة للصراعات الدولية والاقليمية’.
واعتبروا ان المجتمع الدولي ‘يتمتع بالقوة والقدرة اللازمتين لتحقيق توافق دولي يؤسس لمخرج سياسي من الأوضاع المأسوية الراهنة، يقوم على فرض فوري لوقف إطلاق النار، وسحب المظاهر المسلحة وإطلاق سراح المعتقلين والإغاثة العاجلة للمنكوبين وصولا إلى مفاوضات شاملة لا تستثني أحدا، تستكمل بمصالحة وطنية’.
ورأوا ان سورية ‘تعيش الأزمة الاكثر مأسوية في تاريخها بفعل الحل الامني العسكري في مواجهة الانتفاضة الشعبية المطالبة بالحرية والكرامة’، والمستمرة منذ اكثر من 16 شهرا ضد نظام الرئيس بشار الاسد.
وقال احد موقعي النداء عبد العزيز الخير الذي امضى 14 عاما في سجون النظام السوري ان ‘الاسلحة ليست الحل، انها لا تبني الديمقراطية’.
وسبق هذا النداء مشاورات اجراها المعارضون في مقر جماعة سانتي اجيديو، وهي منظمة كاثوليكية تنشط لحل النزاعات في افريقيا والشرق الاوسط.
وشدد رئيس الجماعة ماركو امباغليازو على ان ‘المجتمع السوري يقوم على توازن هش يتعرض للتدمير جراء العنف’.
تسلل الاسلام المتطرف الى النزاع في سورية
صحف عبرية
تقارير أخيرة عن عشرات الجهاديين من الكويت، يشقون طريقهم نحو المشاركة في القتال في سورية تشدد بقوة أكبر السيطرة الشديدة لمنظمات الاسلام المتطرف فيها. فمنذ حزيران 2012، تحولت سورية الى ميدان القتال الاساسي لعالم الجهاد، الذي يشارك فيه عدد من المنظمات الجهادية الاجنبية والسورية. ويشكل هذا التطور تهديدا خطيرا ليس فقط على الحكومة السورية الحالية او على كل حكومة مستقبلية، بل ويهدد أيضا المعارضة المسلحة في سورية، وعلى رأسها الجيش السوري الحر.
في هذا الوقت، ما لا يقل عن عشر منظمات اجنبية وسورية معروفة، تتبنى ايديولوجيات مختلفة، تدير جهادا كفاحيا في سورية. ورغم هذه الفوارق الايديولوجية، سيكون من المجدي التمييز والتشبيه بين سبل عمل كل واحدة من هذه المنظمات، والتي تنقسم الى ثلاثة انواع:
منظمات ‘دعم’ تعنى أساسا بالمساعدة في الدفع بالذخيرة والمقاتلين الى سورية.
منظمات ‘عصابات’ تنفذ هجمات على نطاق ضيق، ولكن دائم ضد قوات الامن.
منظمات ‘ارهاب’ تنفذ عمليات صاخبة خارج مناطق القتال العادية.
ويفيد هذا التمييز بان منظمات ‘الارهاب’ قدمت المساهمة الاكبر في النزاع في سورية. فقد هذه المنظمات ما لا يقل عن دزينة هجمات هامة منذ شهر كانون الثاني 2012، بما فيها عمليات انتحارية بواسطة سيارات مفخخة في دمشق، في حلب وفي ادلب. واضافة الى مساهمتها في تصعيد العنف في سورية، وجهت هذه الهجمات ضربة نفسية شديدة للنظام السوري، إذ شددت على ضعف أجهزة الامن السورية. وقد نفذت هذه الهجمات أساسا منظمتان سوريتان سلفيتان، جبهة النصرة وجناح منظمة كتائب أحرار الشام، التي تعمل من قاعدتها في ادلب، وهاتان منظمتان استمدتا الالهام والمساعدة من منظمة القاعدة في العراق واصبحتا المنظمتين السوريتين الابرز التي تعمل اليوم في النزاع.
رغم ذلك، فان منظمات الارهاب في سورية لا تحظى فيها بدعم واسع وهي لم تحاول تثبيت علاقات مع الجيش السوري الحر. ولكن هذه المنظمات جمعت في خارج سورية تأييدا واسعا، واساسا في شكل تلقي عدد صغير من المقاتلين السلفيين الاجانب من العراق، من الاردن، من مصر، ومؤخرا من الكويت ايضا.
هذا الدعم الخارجي منح ايضا لبعض من منظمات حرب العصابات، التي تعمل في النزاع السوري، ويمكن ربطها بالعنف المتصاعد حول حمص، وكذا مع تصعيد بنسبة 134 في المائة في الهجمات من خلال العبوات الناسفة المعدة محليا ضد قوات الامن السورية منذ شهر كانون الثاني 2012.
ورغم الفوارق الايديولوجية فان الكثير من المنظمات السورية والاجنبية في هذا الصنف أقامت علاقات هزيلة مع الجيش السوري الحر (مثلا، المنظمة السورية ذو النورين ومنظمة فتح الاسلام التي تتخذ من لبنان قاعدة لها) وهي تساعده في حربه ضد أجهزة الامن السورية، من خلال استخدام تكتيكات حرب العصابات، استنادا الى التجربة التي جمعتها في ساحات الجهاد الاخرى. وتشكل منظمات الدعم المختلفة خلية أساس في توريد السلاح والمقاتلين الى سورية على طول مسارات التهريب القائمة، ولا سيما من العراق ومن لبنان، ورغم بقاء هذه المنظمات في الهوامش، الا أنه تنسب لها مساهمة هامة في المساعدة على تغذية النزاع في سورية. وفضلا عن ذلك، فان بعضها، مثل منظمة ‘جيش العراق الحر’، اشارت الى أنها كفيلة بان تنضم الى النزاع في موعد لاحق.
على خلفية ضغط النزاع الداخلي، الذي يمس منذ الان بصلاحيات الحكومة السورية الحالية، فان هذه المنظمات الاسلامية المتطرفة تزيد فقط الضغط على الحكم. صغر حجم هذه المنظمات، اعتباطية هجماتها، وقدراتها المتزايدة لاثارة الهياج تجعل من الصعب على قوات الامن السورية مقاتلتها بنجاعة مثلما تفعل مع الجيش السوري الحر. على المدى البعيد، هذا الضغط المتواصل يساعد على مواصلة اضعاف الحكومة السورية. بالنسبة للقسم الاكبر من المعارضة السورية، تشكل المحافل الاسلامية المتطرفة اليوم شريكا حيويا ولكن اشكاليا في حربها ضد الحكومة السورية. فمن خلال الابقاء على مسافة عن المنظمات الاسلامية المتطرفة هذه، تثبيت تحالفات مع بعضها، ونبذ اخرى (ولا سيما القاعدة)، تأمل باستغلال قدرات هذه المنظمات القتالية دون أن تمس بمصداقيتها في نظر الشعب السوري والاسرة الدولية. ولكن على المدى البعيد، حين تجمع هذه المنظمات الاسلامية المتطرفة تأييدا وقدرة اكبر، فان هذه العلاقات الاشكالية كفيلة بان تثور، والمعارضة، ولا سيما الجيش السوري الحر، من شأنه أن يتبين بان عليه أن يتصدى لتحد اضافي في الطريق الى صعوده الى الحكم في سورية. قدرة كل حكومة سورية مستقبلية على تعطيل نفوذ هذه المنظمات الاسلامية المتطرفة، هي مسألة أساس، في ضوء امكانية تكرار الاحداث في العراق بعد الاجتياح الامريكي في العام 2003. وهكذا مثلا، في حالة العراق، استغلت المحافل الاسلامية المتطرفة الفراغ السلطوي الناشيء كنتيجة لتفكك جهاز الامن وثبتت تواجدا قويا يبدو ملموسا اليوم ايضا.
محافل اسلامية متطرفة في سورية من شأنها أن تؤثر في المدى البعيد على لاعبين اقليميين: حزب الله واسرائيل. في وضع بات فيه النزاع يضر بالدعم الحيوي بعيد المدى الذي يتلقاه حزب الله من سورية ومن ايران، فان ظهور منظمات سنية متطرفة معادية على شفا بابه في سورية يضعضع الهيمنة الحصرية التي تميز بها حزب ا لله في الماضي. من ناحية اسرائيل، النزاع في سورية شكل ميزة بالاساس، في أنه ساعد في ضعضعة استقرار الحكومة السورية، وكنتيجة لذلك، استقرار حليفيها الاساسين، ايران وحزب الله. ومع ذلك، في ضوء ظهور بعض منظمات الاسلام المتطرف في سورية، المعادية جدا لاسرائيل، فان الحدود الشمالية لاسرائيل ستشكل هدفا لهجمات من جانب هذه المنظمات في المستقبل. مع تحول الوضع في سورية الى فئوي وفوضوي أكثر، من المتوقع للمنظمات الاسلامية المتطرفة فيها ان تجني الارباح، ولكن ليس واضحا بأي قدر.
يونتان روبنسون، طل فيرست وعيناب يوغاف
نظرة عليا – 26/7/2012
في ‘امبراطورية الريف’ المقاومة السورية متفائلة وخائفة من ثمن النصر الباهظ
خطة سرية امريكية لدعم المعارضة.. السلاح من قطر والسعودية.. والمعلومات الاستخباراتية من الاردن وتركيا واسرائيل والامارات
لندن ـ ‘القدس العربي’: علينا ان نحضر لليوم التالي، عندما يرحل، ولكن ماذا نفعل ان كانت المعارضة التي ستقود المرحلة منقسمة على نفسها، افرادها يتصارعون على السلطة ولا يثقون ببعضهم البعض. كل هذا وهي مطالبة بالتخلي عن خلافاتها وانشاء حكومة انتقالية تكون جاهزة حالة سقوط النظام، وعلق ايان بلاك المحلل في صحيفة ‘الغارديان’ على لقاء المعارضة الذي بدأ في الدوحة حيث قال ان رياض سيف، المعارض الذي يحظى باحترام من معظم اطراف المعارضة هو المرشح الاقوى لقيادة الحكومة المدنية، فيما قال ان الجنرال مناف طلاس المنشق عن النظام طرح اسمه ليكون قائدا لمجلس عسكري اعلى تكون مهمته الحفاظ على وحدة الجيش. واشار التقرير الى ان السعودية وفرنسا وروسيا تريد ان يلعب دورا في المرحلة القادمة. واضاف بلاك ان هناك من داخل المعارضة من يرفض ترشيحه نظرا لانه كان مرتبطا بشكل وثيق بالنظام.
وقال بلاك ان تشكيل حكومة وحدة وطنية يعتبر موضوعا مثيرا للجدل بالنسبة للمجلس الوطني، فقد اجبر عبدالباسط سيدا، رئيس المجلس على نفي اخبار نسبت اليه من انه يدعم نقل السلطة من الاسد الى رمز اخر في النظام يقود المرحلة الانتقامية، كما حدث في اليمن. وفي الوقت الذي دعم فيه المجلس خطة عنان للمرحلة الانتقالية الا انه يرى ان الاوضاع قد تغيرت على الارض منذ الاسبوع الماضي بعد قتل القادة الثلاثة الكبار في نظام الاسد وتقدم المقاتلين في دمشق والمعركة الدائرة على حلب.
وعلى الرغم من كل هذا يقول بلاك ان المجلس يعاني من ازمة مصداقية، فهو منقسم داخليا بين تيار الليبراليين والاسلاميين من جهة وبين العرب والاكراد من جهة اخرى، اضافة الى الهيئة التنسيقية الوطنية في دمشق والتي تعارض عددا من قادة المعارضة المسلحة.
واشار التقرير الى العراك واللكم بين المعارضين في لقاءات المعارضة خاصة اثناء المؤتمر الذي انعقد برعاية من الجامعة العربية في دمشق. ويقول ناقدو المجلس الوطني انه فشل في الحصول على دعم دولي بتدخل عسكري على غرار ما حدث في ليبيا على الرغم من دعم قطر وتركيا له، وعلاقاته الدولية، ولم يتعد الدعم الامريكي للمعارضة عن توفير دعم مالي محدود لشراء اسلحة غير فتاكة ودعم عمليات سرية تجسسية الطابع.
ونقل التحليل عن عضو في الهيئة التنسيقية قوله ان سيدا ليس رجل صنع قرار، وهو مع برهان غليون مجرد بيادق، فيما يسيطر الاسلاميون على المجلس بدون انتخابات ديمقراطية، فيما تدير كل من تركيا والسعودية المجلس وربما بدعم امريكي، واضاف ان الثورة لا تريد في النهاية استبدال نظام فاسد باخر. ويؤكد قادة المجلس الوطني انه سيقومون قريبا بانشاء مناطق نفوذ لهم على الارض على الطريقة الليبية. ويضيف ان المجلس الوطني انشأ بنك معلومات لتوفير المعلومات للدول الغربية عن نشاطات الجيش الحر وطريقة توزيع السلاح لئلا تقع في يد الجماعات السلفية.
وبعيدا عن كل هذا فالتنسيقيات المستقلة مع الجيش الحر هي التي تدير الاحداث ولديها شكوك عميقة من قيادة الخارج والامر في النهاية بيد الثوريين بمن فيهم الجيش الحر. ويعتقد معلق لبناني ان قيادة ستظهر تدريجيا من الداخل تتمتع بالثقة اكثر المجلس الوطني الذي يقول البعض انه سيختفي مع رحيل الاسد، ويختم التحليل بالقول ان وضع المجلس معقد بسبب الاجندات الخارجية، مشير الى ان فرنسا ذات الارتباطات التاريخية والتي ساعدت مخابراتها في انشقاق طلاس تدفع جهود انشاء حكومة انتقالية. وبالنسبة لبريطانيا فانها ترى ان انشاء حكومة قد تسبب ارباكا للجهود العملية حيث قال مسؤول بريطاني ان انشاء حكومة انتقالية الان سيقود الى خلافات حول الشخصيات التي ستشغل المناصب، مضيفا ان الخلافات موجودة الان بدون حكومة انتقالية.
دولة الشمال
في نفس الوقت يقول المقاتلون داخل سورية ان المقاومة منتشرة في كل مكان في سورية ولكن بدون دعم خارجي سيدفعون ثمنا باهظا للنصر، ففي تقرير كتبه لوك هاردي في ‘الغارديان’ وجاء فيه ان من الباكر التكهن بنهاية النزاع في سورية قريبا، فالمقاتلون المتطوعون للاطاحة بنظام الاسد المتمرس لا يملكون الا اسلحة خفيفة، كلاشينكوفات ومسدسات تشيكية الصنع وسكاكين مقابل جيش تحميه الطائرات المروحيات الحربية والدبابات روسية الصنع. وعلى الرغم من كل هذا الا ان هناك شعورا بأن النصر الى جانب المقاتلين ليس بالسلاح وحده ولكن بالدعم البشري المتزايد. واشار الى المعركة على مدينة حلب التي يقاتل فيها الثوار معركة غير متوازنة لكنهم يقولون ان النصر الى جانبهم وانهم يسيطرون على نصف المدينة. ويقول قائد الجيش الحر الذي يدير المعركة في حلب ان الجيش ضعيف وتنقصه الثقة بالنفس، مشيرا الى ان الاسد مثل جيشه مريض نفسيا وديكتاتور.
ويضيف التقرير ان الجيش الحر يزعم ان 80 بالمئة من سورية تحت سيطرته الآن، وقد يكون زعما مبالغا فيه لكن المؤكد ان حكومة دمشق التي فقدت توازنها بعد هجوم الاسبوع الماضي اصيبت بضربة معنوية وتواجه تمردات في معظم السورية – حلب وحمص وحماة ودير الزور وادلب وفي كل نقطة على خارطة سورية.
ويشير ان الثوار نجحوا في خلق حالة من فراغ السلطة برسم امبراطوريتهم في الريف والتي تغطي كل المناطق الريفية الشمالية وحتى تخوم تركيا. ويقول ان المتطوعين من سوريي الخارج يتدفقون ليلا عبر الحدود للانضمام للجيش الحر. ويرى التقرير انه على الرغم من القوة التي يتمتع بها الجيش الحر وتطور اساليبه الا ما ينقصه هو الاسلحة الثقيلة، ويقول قائد الجيش الحر في المنطقة ان كل الاسلحة التي يملكها المقاتلون تم شراؤها من داخل سورية او اخذها من الجيش. ويضيف التقرير انه على الرغم من الروح المعنوية العالية في داخل معسكر الجيش الحر وزيادة اعداد مقاتليه وتحوله الى جيش نظامي الا ان هناك مخاوف من الثمن الذي يجب ان يدفع قبل الاطاحة بالاسد، وبدون الحصول على دعم من الغرب. وينقل عن مقاتل هرب من دمشق في نهاية الاسبوع الماضي قوله ان النظام يؤكد دائما على ان الامور طبيعية لكن الثورة مثل كرة الثلج التي يمكن ان تدمر كل شيء.
تركيا مركز الثورة
وفي هذا السياق تشير ‘واشنطن بوست’ الى الدور الذي تلعبه تركيا كحاضنة للثورة السورية والنشاطات على الحدود من والى سورية ـ وان اغلاق معبر باب الهوى لن يؤثر على حركة اللاجئين والمقاتلين والمنشقين بل على الاتراك الذين يعبرون الى سورية. ومع ان نشاطات اخرى تحدث على الحدود مع العراق والاردن ولبنان الا ان تركيا هي البلد الذي احتضنت السوريين. ونقلت عن متحدث باسم الخارجية التركية ان رعاية السوريين 43 الف لاجىء ضرورية لانهم اخواننا. ولكن تركيا تلعب دورا اعمق من الترحيب، مع انه لا يعرف المدى الذي ذهبت فيه بدعم الثورة الا انها تحاول رسم استراتيجية لمواجهة الفوضى التي قد تحصل على ابوابها.
ونقلت عن هيو بوب الباحث في مركز الازمات الدولية قوله ان تركيا تريد ان يكون لها دور في سورية لكنها لا تملك اجابات واضحة. وما هو واضح ان تركيا منخرطة وبشكل غير مباشر في سورية، حيث تحولت مدينة انطاكية الى المعبر المحبب للسوريين والمقاتلين الباحثين عن ممولين لشراء السلاح، فيما يجوب سلفيون من دول الخليج شوارعها، ووجودهم واضح من اثوابهم البيض ومطاعم الكباب التي تمتلىء بهم. كما ان الرجال الذين يقدمون انفسهم على انهم ممثلون للثوار يحتلون البيوت والغرف في الفنادق الرخيصة، والجميع يتحدثون عن السلاح والمال حيث لم يصل منه الا القليل. وتقول ان البعض يلوم تركيا ورئيس وزرائها طيب رجب اردوغان لانه لا يحسن سوى الكلام.. ورغم ذلك تركيا مشتركة بشكل عميق في الثورة حيث تقوم باحتضان المجلس الوطني السوري وتحاول لم اطرافه، كما ان قيادة الجيش الحر تقيم في بلدة ابايدين في جنوب تركيا، ومظهر اخر من مظاهر انخراط تركيا في النزاع واضح من التعزيزات العسكرية بعد حادث اسقاط الطائرة التركية الشهر الماضي. وتقول ان عمليات العبور غير الشرعية تم تنظيمها الآن حيث يسجل الجيش اسماء الداخلين والخارجين من والى تركيا. ولاحظت الصحيفة نشاطا مستمرا من ناحية الحافلات وسيارات الاسعاف والتي تحمل الجرحى وحافلات صغيرة محملة بالشباب ربما من المتطوعين واخرين في زيارات لعائلاتهم في مخيمات اللاجئين. وتقول ان المقاتلين يعبرون نقطة التفتيش مرارا، كما ان المعبر هو المكان الذي يتم من خلاله نقل الاسلحة والتي تحمل في عربات الجيش التركي حسب مزارعين في المنطقة. ومع ان تركيا نفت الدعم العسكري الا ان بوب يقول انها على الاقل تغض الطرف عن النشاطات، مشيرا ان قرارا رسميا لم يتخذ بالتأكيد لدعم الثورة لكن تركيا لا تمنعهم من الحصول عليها.
ما بعد الاسد
وتحمل التعليقات حسا بأهمية التحضير لليوم التالي للاسد والذي صارت ايامه معدودة حيث تحدث ديفيد اغناطيوس في ‘واشنطن بوست’ قائلا ان الوقت قد حان كي تؤكد ادارة اوباما ما يمكن لامريكا عمله في سورية وان تقوم بمنع انتشار الازمة الانسانية الى دول الجوار، من خلال دعم كل من تركيا على توفير الطعام لعشرات الالوف من اللاجئين السوريين وتعزيز وضع كل من لبنان والعراق لاحتواء العنف الطائفي. وعبر عن رغبة بعملية روسية ـ امريكية مشتركة لتوفير الدعم الانساني لوسط سورية باستخدام القاعدة الروسية في طرطوس، مشيرا الى ان الروس يتحدثون كثيرا، مذكرا بموقفهم من غزو العراق ومن الهجوم على ليبيا، ويقول ان ارادت روسيا ان تفعل شيئا فيها هي الساحة المناسبة، قائلا انه يجب ان يستيقظ الروس على الحقيقة لان الثوار صاروا على ابواب دمشق. ويقول ان امريكا وراء برنامج سري تقوم فيه السعودية وقطر تأمين السلاح وواشنطن الاجهزة غير الفتاكة واسرائيل وتركيا والاردن والامارات المعلومات الامنية. ودعا المسؤولين لان يتفطنوا لما سيحدث بعد رحيل الاسد من مخاطر القاعدة (100 جهادي عراقي) يساعدون جهاديي سورية، وتأمين السلاح النووي. ومن اجل منع هذا يجب ان يتحد كل اللاعبين روسيا وامريكا وايران والعراق وتركيا والاردن ولبنان. ويستبعد الكاتب الخيار العسكري نظرا لان منافعه ستكون اقل من تكاليفه. ومن الاشارات الجيدة مساعدة امريكا للمعارضة في بداية الشهر الحالي على برنامج الميثاق الوطني لحماية الاقليات واعداد خطة انتقالية لاعادة بناء الجيش والحكومة، كما ان معهد السلام في واشنطن يقوم بدعم نقاشات مماثلة. ومع ان هناك مخاطر من العنف في الايام التي ستلي سقوط الاسد الا ان امريكا يجب ان تساعد في اعادة اعمار البلاد ويمتدح صبر الادارة وانها اعدت كل شيء.
البيت الابيض يعتبر ان ايام النظام السوري ‘معدودة‘
واشنطن ـ ا ف ب: اعلن البيت الابيض الاربعاء ان ايام النظام الرئيس السوري بشار الاسد باتت ‘معدودة’، معلقا على انشقاق القائمة باعمال السفارة السورية في قبرص والسفير السوري في الامارات.
وقال جاي كارني المتحدث باسم الرئيس باراك اوباما للصحافيين معلقا على سلسلة الانشقاقات التي شهدها النظام السوري واخرها انشقاق لمياء الحريري وعبد اللطيف الدباغ ‘ان كبار المسؤولين من دائرة الاسد المقربة يخرجون عن الحكومة بسبب الاعمال الكريهة التي يقوم بها الاسد ضد شعبه’.
واضاف متحدثا في الطائرة الرئاسية التي كانت تقل اوباما الى نيو اورلينز بولاية لويزيانا الجنوبية ان انشقاق السفيرين الجديدين بعد انشقاق السفير السوري في العراق نواف الفارس قبلهما يؤكد ان ‘ايام الاسد معدودة’. كما قال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية لفرانس برس ان انشقاق السفيرين يشير الى ان ‘النظام .. ينهار ويفقد السيطرة على السلطة’.
وكانت قناتا الجزيرة والعربية اعلنتا الثلاثاء انشقاق لمياء الحريري عن النظام السوري فيما اكدت العربية انها وصلت الى قطر، كما اعلنت الجزيرة الاربعاء انشقاق زوجها عبد اللطيف الدباغ. واكد مصدر قريب من السلطات السورية الاربعاء انشقاق لمياء الحريري رافضا تاكيد انشقاق الدباغ.
وفي 11 تموز (يوليو) اعلن السفير السوري في العراق نواف الفارس انشقاقه عن النظام، ولجأ الى قطر. وكان اول دبلوماسي بهذا المستوى يعلن انشقاقه منذ بدء الاضطرابات في سورية في منتصف آذار (مارس) 2011.
وقبل ذلك انشق العميد مناف طلاس القريب من عائلة الاسد عن الجيش السوري في بداية تموز (يوليو)، ودعا بعد ذلك في بيان عبر قناة ‘العربية’ السوريين الى التوحد من اجل ‘خدمة سورية ما بعد الاسد’.
من جهة اخرى اعتبر المتحدث باسم البيت الابيض ان استخدام دمشق المروحيات لقصف المقاتلين المعارضين انما هو دليل على ‘قسوة’ النظام.
وقال كارني معلقا على المواجهات في سورية ‘ان هجوما يجري في حلب وحكومة الاسد تستخدم بحسب معلوماتنا مروحيات وطائرات ودبابات لارتكاب اعمال عنف كريهة ضد السوريين والمدنيين العزل’ مضيفا ‘اننا ندين ذلك’.
وتجري اشتباكات عنيفة منذ الجمعة في مدينة حلب بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية ويستقدم الطرفان تعزيزات الى المدينة، لخوض ما وصف بانه ‘المعركة الحاسمة’.
وكانت حلب، ثاني مدن سورية والرئة الاقتصادية لهذا البلد، ظلت لاشهر طويلة في منأى عن حركة الاحتجاجات الى ان تصاعدت فيها التظاهرات ضد النظام قبل حوالى ثلاثة اشهر ثم اندلعت فيها المعارك الاسبوع الماضي مترافقة مع اعلان الجيش السوري الحر بدء ‘معركة تحرير حلب’.
اما في دمشق، فقد استعادت قوات النظام خلال الايام الماضية السيطرة على معظم احياء العاصمة مستخدمة المروحيات والرشاشات الثقيلة بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، باستثناء جيوب واجزاء من احياء لا يزال يقاوم فيها المقاتلون المعارضون.
الخارجية السورية: دبلوماسيون تركوا أعمالهم مقابل عروض مالية تلقوها من دولة عربية
دمشق يو بي أي: قالت وزارة الخارجية السورية إن بعض الدبلوماسيين السوريين العاملين في إطارها اختاروا ترك أماكن عملهم مقابل عروض مالية تلقوها من دولة عربية لم تسمها شجعتهم على الإنشقاق.
وأضافت الوزارة في بيان الخميس، إن ‘بعض العاملين في وزارة الخارجية والمغتربين اختاروا ترك أماكن عملهم ببعثات دبلوماسية والتوجه لعاصمة عربية معينة بالذات تتولى مهمة تمويل وتشجيع هذا النوع من الموظفين على الإنشقاق عن أوطانهم مقابل عروض لم تعد تخفى على أحد نظراً لرفضها من قبل الكثيرين داخل وخارج الوزارة’.
ورأت الوزارة ‘أنه من واجب الرأي العام أن يعلم حقيقة أن عبد اللطيف الدباغ هو سفير سورية لدى دولة الإمارات العربية المتحدة وهو قيد المراجعة لدى دمشق بناء على طلب من الوزارة للتشاور، وليس على رأس عمله في أبو ظبي’منذ 4 حزيران المنصرم’.
وذكرت أن ‘لمياء الحريري لم تحمل بالسابق ولا تحمل حالياً لقب سفيرة لسورية، بل هي دبلوماسية تعمل بالسفارة بقبرص ومكلفة بإدارة شؤون السفارة بالنيابة’بانتظار تعيين قائم بالأعمال أصيل أو سفير’.
وأوضحت أن ‘محمد تحسين الفقير لا يحمل أي صفة دبلوماسية بل هو موظف إداري في وزارة الخارجية يعمل لدى السفارة في سلطنة عمان وقد انتهت بعثته في السفارة بموجب قرار رقم 129 صادر منذ 21-5-2012 وهو بانتظار الإحالة للتقاعد خلال أشهر، وليس لديه أي صفة أمنية أبداً’.’
‘وقالت الوزارة في بيانها إنها قامت ‘باتخاذ الإجراءات القانونية والمسلكية والدبلوماسية المطبقة أصولاً، علماً أن سفاراتنا المعنية تعمل بشكل منتظم ودون أي انقطاع لخدمة الرعايا السوريين بالدول المعنية’.
أردوغان يهدّد بالتدخل ويتهم دمشق بوضع مناطق في عهدة «العمال»
أنقرة تتذرّع بالأكراد لإقامة منطقة عازلة
بعد نفي متكرر من الجانب التركي، أعلن رجب طيب أردوغان إمكان «إقامة منطقة عازلة» لمواجهة استفزاز «أكراد» سوريا. بعد اتهامه النظام السوري بوضع عدة مناطق في شمال سوريا «في عهدة» حزب العمال الكردستاني
حسني محلي
إسطنبول | لم يتردد الرئيس التركي الراحل، تورغوت أوزال، في ربيع عام 1991، بالاستنجاد بصديقه الرئيس جورج بوش الأب عندما «غزت» تركيا موجة كبيرة من اللاجئين الأكراد العراقيين اثر الشائعات التي ترددت آنذاك عن احتمال شن الرئيس العراقي صدام حسين هجوماً شاملاً على الشمال العراقي الكردي بعد انسحابه من الكويت. ولبى بوش طلب المساعدة فأرسل ما سميّ، آنذاك، بقوات المطرقة إلى تركيا، وتضمّ حوالي 100 طائرة أميركية وبريطانية وفرنسية وألمانية جاءت لمدة شهر بحجة حماية الأكراد، وتقديم المساعدات الإنسانية لهم. وفوجئ الجميع بالقرار الأميركي، من جانب واحد دون العودة إلى الأمم المتحدة، إذ تمّ إعلان شمال خط العرض 36 وجنوب خط العرض 32 مناطق حظر جوي، لا يسمح لأي طائرة عراقية بالاقتراب منها. واضطرت جميع الحكومات التركية، في ما بعد، إلى التمديد لهذه القوة، التي وصفها زعماء المعارضة، حينها، بأنها قوة احتلال تهدف لإقامة دولة كردية، ومنهم بولنت أجاويد، وسليمان دميرال، ونجم الدين أربكان. هؤلاء أصبحوا، جميعاً، في ما بعد رؤساء حكومة. وبقيت هذه القوات في تركيا حتى الاحتلال الأميركي للعراق في آذار عام 2003، وبموافقة كل الحكومات عليها. وقامت هذه القوة، التي انسحبت منها فرنسا وألمانيا في ما بعد، بتقديم الحماية الجوية لأكراد العراق الذين استغلوا ذلك، وأقاموا كيانهم الفدرالي المستقل حتى قبل الاحتلال الأميركي للعراق.
وبدأت أوساط إعلامية وسياسية تركية، أخيراً، بالحديث من جديد عن هذه المسألة، التي قد تتكرر مع سوريا بعد أن فشلت واشنطن وحلفاؤها في تمرير أي قرار في مجلس الأمن الدولي للتدخل العسكري المباشر. كما سبق لرئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته أحمد داود أوغلو أن تحدثا، في بداية الأحداث في سوريا، عن ضرورة إقامة منطقة أو شريط أمني عازل داخل الأراضي السورية وعلى طول الحدود المشتركة لمنع المزيد من عملية النزوح البشري باتجاه تركيا، التي كانت تتوقع أن يصل عدد السوريين الهاربين إليها إلى 100 ألف على الأقل، نهاية العام الماضي. وهذا ما يفسر إقامة المزيد من المخيمات الجديدة على طول الحدود التركية مع سوريا انطلاقاً من انطاكيا حتى بلدة قرقميش المطلة على نهر الفرات، التي تقابل مدينة جرابلس المسيطر عليها من «الجيش السوري الحر» منذ أسبوعين، ما اضطر الحكومة التركية إلى إغلاق كل بواباتها الحدودية البرية مع سوريا باستثناء بوابتين فقط، مع الإشارة إلى استمرار استعداد تركيا لاستقبال أي عدد جديد من اللاجئين السوريين ليزيد هذا العدد على 100 ألف، وهو الرقم الكافي للاستنجاد بالحليف الأميركي لتكرار تجربة شمالي العراق عام 1991، وخصوصاً أن تركيا تستضيف، أيضاً، مخيمات «الجيش السوري الحر»، ويزداد عدد الوافدين إليها يومياً من المنشقين عن الجيش السوري النظامي، مع المعلومات عن ميزانية جديدة وضعتها أميركا بالتنسيق مع قطر والسعودية وتركيا لـ«شراء» أكبر عدد ممكن من الضباط من ذوي الرتب العليا، واقناعهم بالهرب إلى تركيا بالتنسيق والتعاون مع «الجيش الحر»، الذي يسيطر على بعض الممرات الرئيسية في المنطقة الممتدة لمسافة 300 كيلومتر. ويسيطر الأكراد، بشكل كامل، على طول الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا بدءاً من مدينة رأس العين حتى أطراف القامشلي القريبة من الحدود السورية مع العراق.
وفي السياق، بحث أردوغان مع القيادات العسكرية والأمنية آخر التطورات في المناطق الكردية السورية لمواجهة أيّة احتمالات مفاجئة، مع المعلومات التي تتحدث عن خطة تركية جديدة لتعزيز القوات العسكرية على طول الحدود السورية في هذه المناطق، وهي بطول 480 كيلومتراً. كذلك تسعى أنقرة إلى إقناع رئيس أقليم كردستان العراق مسعود البرزاني بضرورة أن يكون همزة الوصل بينها وبين أكراد سوريا، حتى لو كانوا «امتداد» لحزب العمال الكردستاني في تركيا. ويشير محللون أتراك إلى أنّ حزب «العمال» سيطر على المنطقة الكردية السورية بضوء أخضر من النظام السوري، وذلك لإزعاج تركيا وإحراجها.
وهدد أردوغان، أمس، بالتدخل في حال تحويل شمال شرق سوريا إلى نقطة انطلاق لعناصر حزب العمال الكردستاني ضد تركيا. وقال، في حديثه لإحدى المحطات التلفزيونية إنّه سيرسل وزير خارجيته أحمد داود أوغلو، قريباً، إلى شمال العراق لبحث آخر التطورات في المنطقة الكردية السورية. وتابع أردوغان، في حديثه أمس، أن تركيا «لا ولن تقف مكتوفة الأيادي حيال التطورات في شمال سوريا»، وإنها ستتخذ الإجراءات اللازمة لمواجهة أي خطر مصدره شمال سوريا. وقال أردوغان إن إقامة منطقة عازلة أو حزام أمني هناك من بين الخيارات المطروحة للنقاش بالنسبة إلى الحكومة التركية لمواجهة أي استفزاز من أكراد سوريا.
وبعد اتهامه النظام السوري بوضع عدة مناطق في شمال سوريا «في عهدة» حزب العمال الكردستاني، حذر أردوغان من «أنّ تركيا يمكنها ممارسة حقها في ملاحقة المتمردين الاكراد الاتراك داخل سوريا في حال الضرورة». وأضاف أن «هذا في نهاية المطاف جزء من تغيير قواعد الاشتباك» للجيش التركي حيال سوريا. كما كرّر انتقاداته لرئيس اقليم كردستان العراق مسعود البرزاني لدعمه أكراد سوريا، فيما أكّد أنّ «الأسد وأفراد دائرته المقربة سيصبحون قريباً خارج السلطة في سوريا»، مضيفاً أن سوريا «تحضّر نفسها لعهد جديد، لكن بعض الدول لا تسبّب إلا تأخير هذه العملية».
بالمقابل، وفي منزل آمن في تركيا، يعلن عابد ميوز، وهو قائد كردي لمجموعة سورية متمردة حاجته الى دعم تركي لمساعدة رجاله في قتال النظام السوري، مبدياً استعداده أيضاً لحملة ضد حزب العمال الكردستاني. وفي حديث لوكالة «فرانس برس»، اثناء استراحته «من المعارك الدموية التي يقود فيها 45 متمرداً بالقرب من حلب»، يقول ميوز «أتمنى لو نحظى ببعض الدعم العسكري من تركيا». ويشير الى أنه «إذا تمكن مقاتلوه من الحصول على مساعدة كهذه، فسيردون الجميل بضرب حزب العمال الكردستاني».
إدلب… ممرّ السلاح وحاضنة «الجيش الحر»
نجح مسلحو المعارضة في الآونة الأخيرة في فرض سيطرتهم على المعابر الحدودية وتعزيز نفوذهم في عدد من المناطق الحدودية، وتحديداً في إدلب، ما سرّع من وتيرة تهريب السلاح وأعاد الحديث عن مشروع المنطقة العازلة
محمد صالح
دمشق | قبل أسابيع، وفي مؤتمر أصدقاء سوريا في باريس، تحدث الناشط المعارض خالد أبو صلاح عن منطقة عازلة صنعها الثوار بأيديهم، ليتبين لاحقاً أن ما قاله لم يكن مجرد كلام. ففي الوقت الذي شُغلت فيه السلطة باشتباكات مع الجيش الحر وصلت للمرة الأولى إلى قلب العاصمة، وبينما كان النظام يفقد مجموعة من قادته العسكريين والأمنيين، كانت هناك معركة أخرى في شمال البلاد في حلب وإدلب، حيث تعد الجبهة الأكثر خطورة في سوريا. بل ربما هي تفوق في خطورتها كل ما حدث في حمص، نظراً إلى وجود الورقة الكردية من جهة والطبيعة الجغرافية لإدلب من جهة أخرى. والأهم إعلان الجناح المسلح في المعارضة سيطرته على المنافذ الحدودية مع تركيا، وهو ما من شأنه إعلان مشروع جدي للمنطقة العازلة التي تحدث عنها الأتراك والمعارضون السوريون أخيراً.
ولا يتردد مسلحو «الجيش الحر» في شمال البلاد في الحديث جهاراً عن منطقتهم العازلة التي يقولون إن النظام فقد سيطرته عليها، ومنها تسلل معارضون كثر إلى خارج البلاد هرباً من قبضة النظام. كذلك دخلت عبر الحدود الشمالية عشرات الشخصيات لزيارة هذه المناطق، أبرزهم رئيس المجلس الوطني السابق برهان غليون، فيما يجري تهريب الأسلحة بكل أصنافها من تركيا إلى الجيش الحر. كل هذه العوامل دفعت النظام إلى إعلان حسم عسكري واسع النطاق في الشمال منعاً لإنشاء المنطقة العازلة.
تقع إدلب في شمال البلاد بين محافظتي حلب واللاذقية، وتحدّها من الشمال تركيا، حيث تعتبر المنطقة الحدودية جغرافياً مكونة من مناطق جبلية وغابات واسعة، لكنها سهلة السيطرة العسكرية. وتعتبر من المناطق ذات الهوى المعارض بشدة للنظام. فقد انطلقت التظاهرات في ريف المحافظة غير متأخرة عن درعا، مفجرة الاحتجاجات. وتصاعدت تدريجياً في ظل امتلاك معظم أهالي الريف أسلحة للدفاع عن أراضيهم. وهو ما جعل النظام يجرد حملة عسكرية واسعة في جسر الشغور امتدت إلى باقي الريف الإدلبي، وليخرج الرصاص من بين أغصان الزيتون ولتخرج معه الآلاف من العائلات السورية إلى تركيا، ما فتح الباب بشكل كبير على أهمية تلك المنطقة بالنسبة إلى المعارضة السورية المسلحة ومعها تركيا. وأتبع ذلك معارك طاحنة بين مقاتلي الجيش الحر والنظام في القرى المحيطة بإدلب كخان شيخون وسلقين وسراقب وأريحا، لتصل هذه الاشتباكات إلى إدلب المدينة. وهو ما حول معظم هذه المناطق إلى ساحات اقتتال بين الجيش الحر والجيش النظامي، لتصبح تحت سيطرة المعارضة المسلحة، رغم أنها شهدت أخيراً عمليات عسكرية للنظام وصلت إلى حد قصف المناطق الحدودية وصولاً إلى إسقاط الطائرة التركية. وهو ما أعطى المعارضة المسلحة سهولة في التحرك وتنظيم كتائب الجيش الحر وصولاً إلى إنشاء ممرات برية لإيصال معدات الاتصال والمساعدات الطبية، وبالطبع الأسلحة التي نشط الكثيرون في إدخالها عبر الحدود. وعند الحديث عن السلاح بالنسبة إلى الجيش الحر، وصل الأمر إلى إدخال أسلحة ثقيلة مع حديث البعض عن مدفعية مضادة للطائرات أصبحت في قبضة المسلحين. ومع انتهاء المعارك في دمشق وقرار السلطة التوجه نحو الشمال، يتوقع كثيرون أن تكون المعركة مختلفة عن كل ما حصل من اشتباكات بين النظام والجيش الحر. وبالانتقال من إدلب إلى حلب، أدرك المعارضون أن النظام لن يتهاوى ما لم تخرج عاصمة سوريا الثانية ورئتها الاقتصادية عن سيطرة النظام. فانطلقت الاحتجاجات بدءاً من جامعة حلب إلى أحياء عديدة، قبل أن تنطلق معارك طاحنة مع دخول الجيش الحر إلى قلب المدينة بعد أن سيطر على ريفها وسيطر معها على المعابر الحدودية مع الأتراك. ويبدو من اللافت أن حلب هي ذات تنوع عرقي وطائفي كبير بين سنّة وعلويين ومسيحيين وعرب وتركمان وأرمن وأكراد. والأخيرون لا يزالون خارج إطار الاحتجاجات الشعبية، ويقطنون في قرى حدودية مع تركيا ينشط فيها حزب العمال الكردستاني الموالي نوعاً ما للنظام. وهو ما يدفع الأتراك ربما إلى الحماسة أكثر تجاه دعم المسلحين في تحرير هذه المنطقة، ما من شأنه إعاقة عمل الحزب المغضوب عليه من تركيا، فيما يتركز العرب في ريف المحافظة الذي نجح الجيش الحر في السيطرة عليه، ثم عاد ففقد السيطرة إثر معارك شديدة مع النظام. وبدت النتيجة أشبه بالريف الدمشقي إن لم يكن أكثر خطورة لجهة التركيبة العشائرية المناهضة للنظام فيها، فيما تتركز صعوبتها بالنسبة إلى الجيش الحر في جغرافيتها المسطحة التي تعرقل عملية التنظيم والتسليح بالنسبة إليهم. وفي الحديث عن كتائب الجيش الحر، فإنه من اللافت في المنطقة الشمالية في حلب وإدلب وريفهما أن كافة الفرق العسكرية قد اتحدت تنظيمياً تحت راية واحدة، فيما يشير ناشطون إلى أن كتائب المعارضة في الشمال هي الأكثر تسليحاً، بل تتفوق في ذلك على تلك المتمركزة في حمص. ويعود ذلك إلى الطبيعة الجبلية في إدلب، والتي تسمح بالنسبة إلى الجيش الحر بتهريب السلاح الخفيف ومعدات الاتصال القادمة من تركيا. وقد تطور الأمر في الآونة الأخيرة مع وصول كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة والرشاشات استعداداً لمعركة دمشق الكبرى، والتي «لم يحن وقتها» بعد بحسب قول ناشطين. ووفقاً للناشطين، ستسمح المعركة لآلاف المقاتلين في حلب وإدلب وحمص ودرعا بالتوجه إلى عاصمة الأمويين وشن هجمات على النظام، مستفيدين من أرضية صلبة بحسب قولهم. وتتجسد في إعلان المنطقة العازلة ضمن ريف حلب وريف إدلب مع دعم تركي قد يخترق الحدود بعمق يتجاوز 20 كيلومتراً. كل هذه العوامل تدفع المعارضين للقول إن حلب ليست دمشق، وإن المعركة الحقيقية في الشمال أكثر منها في العاصمة.
في المقابل، يرى النظام أن الحسم في الشمال بات ضرورياً أكثر من أي وقت مضى. فالسيطرة على الحدود وإضعاف قدرة المسلحين في هذه المناطق بمثابة الصمام القادر على إيقاف النزف والسيطرة عليه. أضف إلى ذلك أن النظام حتى الآن لا يزال يعتمد على حزب العمال الكردستاني ذي النفوذ الواسع في مناطق الأكراد والقادر على تحييدهم عن الصراع إلى حد ما، ما يسهل على السلطة القدرة على الحسم.
حلب: النظام يحشد والمعارضة تستعدّ «للمعركة الكبرى»
في يومها السابع على التوالي، استمرت الاشتباكات، أمس، في بعض أحياء مدينة حلب سوريا بين مجموعات معارضة والقوات النظامية، فيما أفاد مصدر أمني بأنّ هذه القوات تستعد لشن هجوم مضاد وشيك على حلب لاستعادة الاحياء، التي يسيطر عليها المعارضون. وأفاد المصدر الأمني بأنّه «انتشرت يومي الاربعاء والخميس تعزيزات من القوات الخاصة من الجهة الشرقية للمدينة، بالاضافة الى وصول قوات أخرى ستشارك في هجوم مضاد شامل يوم الجمعة أو السبت» على حلب. وأوضح المصدر أنّ «1500 الى الفي مقاتل وصلوا أيضاً من خارج المدينة لدعم حوالي الفيْ مقاتل من المتمردين الموجودين في المدينة»، مشيراً الى أن هؤلاء ينتشرون في الاحياء الجنوبية والشرقية على اطراف حلب، ولا سيما مناطق صلاح الدين والجوار.
بدوره، توقّع رئيس المجلس العسكري لمحافظة حلب، التابع للجيش السوري الحر، العقيد عبد الجبار العكيدي، «هجوماً كبيراً في أي لحظة، ولا سيما في المناطق الجنوبية والشرقية والغربية الواقعة على الاطراف». وأشار الى أنّ نحو مئة دبابة، وعدداً كبيراً من الآليات التابعة لقوات النظام وصلت الى حلب. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن اشتباكات في حيّي صلاح الدين والحمدانية، وغيرها من الاحياء الواقعة في جنوب المدينة.
وقالت وكالة «فرانس برس»، في حلب، إن المقاتلين المعارضين يستعدون «للمعركة الكبرى»، وقد أعدوا مراكز لتقديم العلاج للجرحى في أقبية المدارس والجامعات. وأفادت الوكالة بأنّ آثار الفجوات الناتجة من القذائف تظهر بوضوح في مركز الشرطة في حيّ الشعار في شرق المدينة، الذي استولى عليه عناصر «الجيش السوري الحر»، فيما أفاد «المرصد السوري» عن اشتباكات في محيط مدينة الباب، أسفرت عن مقتل مقاتليْن معارضيْن.
في السياق، كتبت صحيفة «الوطن» السورية أنّ «حلب ستكون المعركة الاخيرة التي يخوضها الجيش العربي السوري. وبعد القضاء على الارهابيين فيها ستخرج سوريا من أزمتها، وسيتمّ الاعلان رسمياً عن اخفاق المشروع الاسلامي التركي القطري للسيطرة على الشرق الأوسط». وأشارت الصحيفة الى أن حلب «تعيش حرباً حقيقية في عدة أحياء، ويقوم الجيش العربي السوري بعمليات نوعية من الصعب الكشف عنها حالياً، الا أنّ الاخبار الواردة من هناك، ونقلاً عن السكان تؤكد أنّ المئات من المقاتلين سقطوا ويسقطون كل ساعة، في حين يتم القبض على آخرين».
أما في دمشق، التي استعادت القوات النظامية السيطرة عليها بشكل شبه كامل، فسجّل اشتباكات متقطعة في جيوب وحارات لجأ اليها المقاتلون المعارضون. ووقعت اشتباكات في «شارع 30» في مخيم اليرموك في جنوب العاصمة صباح أمس، ما تسبب في مقتل شخصين واصابة اكثر من عشرة آخرين بجروح. وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» حدوث «اشتباكات عنيفة في حيّ الحجر الاسود بعد محاصرة الحي من القوات النظامية من محاور عدة»، فيما شهدت مدينة داريا، في ضاحية دمشق الجنوبية، اشتباكات اسفرت عن مقتل أربعة اشخاص، بحسب المرصد.
في محافظة دير الزور، قتل مواطنان، بعد منتصف ليل الاربعاء الخميس، احدهم برصاص قناص عند دوار التموين، وآخر في مدينة الميادين. وفي محافظة ادلب، قتل ثلاثة مقاتلين معارضين في اشتباكات وقعت في بلدة كورين صباح أمس.
وتدور في مدينة حمص اشتباكات بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية في محيط احياء الخالدية، وجورة الشياح، والقرابيص «تترافق مع قصف متقطع لهذه الاحياء»، بحسب المرصد.
وفي محافظة درعا، قال المرصد إنه تمّ، يوم أمس، العثور على جثامين اثني عشر مقاتلاً معارضاً في منطقة العجمي على الحدود السورية الاردنية، فيما فقد عشرة آخرون، مشيراً الى أن المنطقة «تعرضت للقصف من القوات النظامية السورية» بينما كان هؤلاء المقاتلون «يساعدون الاهالي الذين يحاولون النزوح الى الاردن». وتسببت اعمال العنف في مناطق مختلفة من سوريا، أمس، بمقتل خمسين شخصاً، بينهم 36 مدنياً و14 مقاتلاً معارضاً.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)
اجتماعات متفرقة للمعارضة السورية
سجّل اليومان الماضيان ثلاثة اجتماعات مختلفة للمعارضة السورية. فمن روما أطلق معارضون سوريون، أمس، ما سموه «نداء روما من أجل سوريا» في نهاية اجتماع عقدوه في العاصمة الايطالية، وأبدوا فيه استعدادهم لعقد حوارات داخل البلاد. وقال المجتمعون، في بيانهم الختامي، «إننا نختلف في الآراء والتجارب، لكننا ناضلنا ولا زلنا نناضل من أجل الحرية والكرامة والديموقراطية، ومن أجل بناء سوريا ديموقراطية مدنية آمنة للجميع ودون خوف أو قهر».
وعارض البيان الحلّ العسكري، واعتبر أنه «يحتجز الشعب السوري رهينة دون حلّ سياسي يحقق مطالبه». وأضاف البيان أن «الضحايا، من شهداء وجرحى ومعتقلين ومفقودين ومشردين إضافة إلى الأعداد الكبرى للمهجرين داخل البلاد واللاجئين خارجها، تدعونا إلى تحمل مسؤولياتنا من أجل وقف دوامة العنف، ودعم كل أشكال النضال السياسي السلمي والمقاومة المدنية بمختلف تعبيراتها». وشدد بيان «نداء روما من أجل سوريا» على «أن الأوان لم يفت لانقاذ البلاد»، وقال «نحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى مخرج سياسي للأوضاع في سوريا، وهذه هي الطريقة الملائمة للدفاع أيضاً عن مُثل من يضحون بحياتهم من أجل الحرية وأهدافهم»، داعياً «الجيش السوري الحر وكل من حمل السلاح إلى المشاركة في عملية سياسية تؤدي إلى سوريا سلمية آمنة وديموقراطية».
وأضاف «إننا إذ نرفض أن تتحول سوريا إلى ساحة للصراعات الدولية والإقليمية، نعتقد أن المجتمع الدولي يتمتع بالقوة والقدرة اللازمتين لتحقيق توافق دولي يؤسس لمخرج سياسيّ من الأوضاع المأساوية الراهنة، يقوم على فرض فوري لوقف إطلاق النار، وسحب المظاهر المسلحة وإطلاق سراح المعتقلين. وكان معارضون سوريون من 11 تجمعاً وهيئة سورية، معظمهم من داخل البلاد، قد عقدوا يومي الأربعاء والخميس، اجتماعات وصفوها بالسرية، شارك فيها مسؤولون إيطاليون. وحمل البيان تواقيع معارضين سوريين من بينهم، هيثم مناع، وسمير عيطة، ورجاء الناصر، وميشيل كيلو، وعبد العزيز الخير، وحسين العودات، وفائق حويجة، وعقاب أبو سويد.
في موازاة ذلك، تعكف مجموعة من خمسين معارضاً سورياً، في برلين، على اعداد دستور جديد لسوريا «استعداداً لمرحلة ما بعد نظام بشار الاسد»، وفق ما اعلنت مؤسسة «علوم وسياسة»، التي تقدم اليهم المساعدة. وأوضحت المؤسسة أن هذه المجموعة تضمّ ضباطاً سابقين وخبراء اقتصاديين وقانونيين، وممثلين لمختلف المكونات الدينية في سوريا. وأضافت أنّ هذا المشروع أطلقه «المعهد الاميركي للسلام»، على أن يعلن المعارضون نتيجة عملهم في بداية شهر آب. وقال مدير مؤسسة علوم وسياسة، فولكر بيرتس، إنّ ما يقوم به المعارضون قد يستخدم أساساً للتشاور في حال جرى انتقال سياسي في سوريا. وأوضح أن «المجلس الوطني السوري» ومجموعات سورية أخرى هي التي اختارت أعضاء مجموعة العمل هذه.
إلى ذلك، اجتمعت فصائل من المعارضة السورية في قطر، أمس، سعياً الى الاتفاق على قيادة موحدة لقيادة المرحلة الانتقالية إذا استطاع المتمردون اطاحة النظام.
(أ ف ب، أ ب، يو بي آي)
الكيميائي السوري يشغل مجلس الأمن
مشروع عربي يدعو إلى تحديد مناطق عازلة لـ «إنقاذ المواطنين»
تحولت جلسة مجلس الأمن الدولي الشهرية المخصصة للحالة في الشرق الأوسط، أول من أمس، إلى فرصة للتنديد بالوضع في سوريا وتقديم مشروع عربي يختص بخطر السلاح الكيميائي السوري
نزار عبود
نيويورك | كان مستغرباً طرح مجموعة من الدول العربية، خلال جلسة مجلس الأمن الدولي الشهرية أول من أمس، وضمن بند الحالة في الشرق الأوسط، مشروع قرار تنوي مناقشته والتصويت عليه في الجمعية العامة في مطلع الأسبوع المقبل يختص بخطر السلاح الكيميائي السوري.
ففي جلسة البند المختص بمعالجة القضية الفلسطينية وإنهاء احتلال إسرائيل الأراضي العربية منذ عام 1967، قُدم طرح يتطابق مع الطرح الإسرائيلي ــ الأميركي ــ الأوروبي، لأنه يضع الموضوع الكيميائي السوري في موقع أكثر تهديداً لأمن المنطقة من الترسانة النووية الإسرائيلية ويقوض الضغط العربي المستمر منذ عام 2003 الرامي إلى تجريد الشرق الأوسط من السلاح النووي الإسرائيلي.
القرار العربي يتجه نحو تحديد مناطق عازلة داخل سوريا «للحفاظ ولإنقاذ المواطنين السوريين» من مخاطر كيميائية. ويطالب بمقاطعة عالمية لسوريا على الصعد الدبلوماسية والاقتصادية.
هذا الموقف العربي لقي صداه لدى الأمانة العامة للأمم المتحدة، التي بدأت بيانها على لسان المنسّق روبرت سري، من بلغاريا بدلاً من التركيز على الشأن الفلسطيني، فأدانت استهدافت السياح الإسرائيلييين ولم تدن قرار هدم 8 قرى فلسطينية في الضفة. واكتفت بادانة الصواريخ التي تطلق من قطاع غزة.
وبعد غياب عن الصورة دامت عدة أشهر، أطل مندوب السعودية، عبد الله المعلمي، على قاعة المجلس مندداً أولا بالاستيطان الإسرائيلي الجامح وبالممارسات التعسفية بحق الفلسطينيين قبل أن ينتقل إلى الساحة السورية. وبنى على «جرائم ومجازر ارتكبت في الحولة والتريمسة السوريتين»، والتي لا تزال التحقيقات الدولية حول هوية مرتكبها غير قاطعة، ليؤكد أن الدول العربية حسمت أمرها وقررت تحميل الجمعية العامة للأمم المتحدة مسؤوليتها بعد أن وقفت دول نافذة في مجلس الأمن ضد أي قرارات، مانحةً بذلك الحكم السوري ورقة بيضاء للقتل. المعلمي تحدث باسم المجموعة العربية بكاملها رغم أن الدول التي دعمت هذا التوجه لم تشمل لبنان والعراق والأردن وسوريا.
من جهته، اتهم المندوب السوري، بشار الجعفري الدول التي تدّعي حرصها على القانون الدولي وحقوق الإنسان بأنها تمنح إسرائيل حصانة غير شرعية ضد كل جرائمها المرتكبة في الأراضي العربية المحتلة على مدى عقود من الاحتلال.
وفي موضوع التدخل الخارجي المسلح في بلاده، اتهم الجعفري أطرافاً سياسية لبنانية، بتمويل وتسليح وإيواء مجموعات إرهابية ودفعها إلى سوريا للقيام بأنشطة ارهابية بهدف دفع الأمور نحو المزيد من المواجهات مستثنياً لبنان الرسمي من هذا الاتهام. كذلك اتهم دولاً خليجية، على رأسها قطر والسعودية، ودولاً أخرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا بتقديم «دعم عسكري ومالي واعلامي مباشر، وتزويد هذه المجموعات بمعدات متطورة، تلعب دوراً كبيراً في تسهيل تنفيذ العمليات الارهابية».
وعرض الجعفري وثيقة من أصل عدة وثائق رفعها إلى مجلس الأمن تحتوي على 110 حالات موثقة لعمليات تهريب أسلحة من لبنان إلى سوريا، وانتقد الأمانة العامة لعدم التطرق إليها في تقاريرها رغم أنها موثقة بالصور والصوت والأسماء. وتحدث الجعفري عما وصفها «حالة الهستيريا التي تسود قناتي الجزيرة والعربية» وكذلك بيانات مسؤولي قطر والسعودية وغياب الموضوعية فيها عن مقاربة هذين البلدين للأوضاع في بلاده. وأضاف، «كان حرياً بالدبلوماسيتين السعودية والقطرية دعم خطة (كوفي) أنان ووثيقة جنيف بدلاً من التآمر عليهما لإفشالهما بهدف الدفع باتجاه التصعيد ضد سوريا ومصالحها في الجمعية العامة بعد أن فشلوا في ذلك في مجلس الأمن». ووعد الدولتين بربيع لديهما بدعوته حكومتي قطر والسعودية إلى «الانكباب فوراً على تلبية مطالب شعبيهما ومعارضتيهما في الداخل والخارج». وأشار إلى أن السعوديين يعانون الأمرين من قمع السلطات العسكرية والامنية في منطقتي القطيف والعوامية.
أما نائب المندوب الإسرائيلي، حاييم واكسمان، فحذر مما وصفه بخطر إرهاب إيران وحزب الله على الشرق الأوسط والعالم، وعلى العالم في حال امتلكت إيران السلاح النووي. ولم ينس السلاح الكيميائي السوري الذي عدّ استخدامه خطاً أحمر من شأنه إحداث تحولات كبرى في المنطقة. واعتبر أن «الشرق الأوسط ربما يقف عند أهم تقاطع طرق في تاريخه منذ نهاية الحرب العالمية الأولى».
أما المندوب الروسي، فيتالي تشوركين، فهاجم الولايات المتحدة وحلفاءها بسبب عملهم خارج إطار الشرعية الدولية سواء من حيث العقوبات أو الدعم العسكري للمعارضة والمنظمات الإرهابية. وحمّلهم مسؤولية «العواقب الكارثية» للأزمة ولتلك الممارسات. وقلل من أهمية اللغط حول السلاح الكيميائي السوري مؤكدا أن سوريا ستبقى ملتزمة بنحو تام بالمعاهدات الدولية التي انضمت إليها منذ عام 1968.
لافروف: المطالبة بتنحي الأسد تطيل الأزمة
حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، من أنّ المطالب بتنحي الرئيس السوري بشار الاسد تعوّق جهود انهاء الصراع في سوريا. وأشار لافرورف إلى أنّ مثل هذه المطالب، التي صدرت عن الولايات المتحدة وعدد من الدول الاوربية والعربية وتركيا تؤجج العنف، كما أكد «أن دعم المعارضة السورية المسلحة يرقى إلى حد دعم الارهاب»، مضيفاً، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الصربي فوك جرميتش في موسكو، «أي نوع من العمل الانساني يمكننا الحديث عنه ما دام هذا الدعم مستمراً؟». كذلك لفت لافروف إلى أنّه «نأمل بشدة أن يمتثل الطرفان لنداء مجلس الامن الخاص بضمان سلامة مراقبي الامم المتحدة، ويحدوني الامل، في هذه الحالة، أنّه خلال 25 يوماً عندما تنقضي مدة الثلاثين يوماً سيتمكن مجلس الامن من تمديد هذه المهمة».
في السياق، أكد مسؤول عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة، هيرفيه لادسو، أنّ الامم المتحدة تواصل مساعيها لوقف اعمال العنف في سوريا، رغم مغادرة نصف المراقبين الدوليين. وقال لادسو، في ختام يومين من المحادثات مع مسؤولين سوريين وشخصيات معارضة، إنّ «المنظمة الدولية تريد، أيضاً، المساهمة في اطلاق عملية سياسية لحظتها خطة الموفد الدولي كوفي انان ولا بديل منها حتى الآن». وأضاف أنّه «اذا تغيّرت الظروف فسيتمّ ارسال المراقبين المغادرين مجدداً».
بدوره، اقترح وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية، علي حيدر، توفير 10 آلاف متطوّع سوري، من ذوي الاختصاصات العالية للمساهمة في العمل الميداني لبعثة المراقبين، معتبراً أن هذا الاقتراح «يختبر نوايا البعثة وجدّيتها». ولفت حيدر الى أن «هذا الاقتراح سيدرس جدياً في الأيام القادمة». وأكد أن «الوزارة جاهزة لحل جميع الإشكاليات التي تعوق عمل البعثة، ليصبح دورهم فاعلاً لوقف العنف وتحميل الأطراف التي تمارس عنفاً حقيقياً على الأرض المسؤولية بمهنية وشفافية». وأكد أن «وقف العنف والذهاب إلى عملية سياسية إرادة سورية بالدرجة الأولى، وليست اختراعاً لمجلس الأمن»، معتبراً أن السوريين وافقوا على خطة المبعوث الدولي كوفي أنان «لا لتقديمه شيئاً جديداً لهم، بل لأنه يعبّر عن إرادة دولية تتوافق مع إرادتهم في إخراج وطنهم من دوامة العنف والذهاب لعملية سياسية والخروج من الأزمة».
واستغرب حيدر «ممن غيّر الأولويات، فبعد أن كان العالم كله حتى من يُسمي نفسه معارضاً سورياً في الخارج يضع شرطاً للذهاب إلى عملية سياسية تتمثل في وقف العنف، أصبح الجميع يسكت عن طلب واستحقاق وضرورة وقف العنف ويقفز للخطوة الثانية التي تتمثل بالعملية السياسية»، معتبراً ذلك «هروباً الى الأمام».
من ناحيته، قال نائب الرئيس الايراني محمد رضا رحيمي إن دعم طهران لسوريا «لا يقبل التغيير». فيما نقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن أمين سر مجلس الأمن القومي الإيراني سعيد جليلي قال إن طهران مستعدة لدعم دمشق «أكثر من ذي قبل في مواجهة الضغوط الأجنبية».
ونقلت وكالة أنباء العمال الايرانية، عن وزير الطاقة الإيراني ماجد نامجو، قوله إنّ «إيران لن تترك سوريا وحدها في الأوقات الصعبة»، مضيفاً أن طهران مستعدة لإعادة بناء المنشآت التي تضررت أثناء الانتفاضة.
بالمقابل، أبدى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أمس، ثقته بأن الرئيس السوري بشار الاسد سيسقط «عاجلاً أم آجلاً». واعتبر فابيوس أن «على كل دول العالم، وخصوصاً أعضاء مجلس الامن الدولي أن تفهم أين تكمن مسؤوليتها»، مذكراً بأن «روسيا والصين اعترضتا على القرارات التي هدفت الى وقف المعارك».
إلى ذلك، أكد خبراء في الاتحاد الاوروبي أنّ الازمة الانسانية في سوريا تفاقمت في شكل ملحوظ خلال الايام الاخيرة، مشددين على الحاجة الى مزيد من الاموال لبرامج المساعدة التي تبدو غير كافية.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)
التلفزيون السوري في واد وواقع الازمة في واد آخر
بيروت – (ا ف ب) – يصعب على مشاهد برامج التلفزيون السوري الرسمي ان يصدق ان هناك ازمة في البلاد. الا ان الانفجار الذي وقع في وسط العاصمة قبل اكثر من اسبوع والمعارك التي وصلت الى دمشق فتحت نافذة على الواقع الحزين.
على مدى اكثر من 16 شهرا من الازمة التي تطورت الى نزاع مسلح، خصص التلفزيون السوري معظم برامجه لمواضيع خفيفة مثل النظام الغذائي، وحفظ التراث، وتربية الاطفال، و… ممارسة الرياضة من اجل وضع صحي ومعنوي افضل.
بعد انفجار 18 تموز/يوليو الذي تسبب بمقتل اربعة قادة امنيين كبار في البلاد والمعارك التي اندلعت في دمشق حيث الحراسة الامنية مشددة الى اقصى حد، تغيرت لهجة التلفزيون بعض الشيء.
وبثت القناة للمرة الاولى صور جثث مدماة، وجنود يعلنون بفخر انهم ‘طهروا’ العاصمة من ‘فلول العصابات الارهابية بناء على طلب من الاهالي’.
وكان التلفزيون بث في السابق صور جثث فقط لدى اتهام قوات النظام بارتكاب مجازر في مدينتي حمص والحولة وغيرها، ليؤكد ان المجازر في الواقع من تنفيذ ‘مجموعات ارهابية مسلحة’.
ويتم تمرير صور التطورات الامنية واخبارها في النشرات الاخبارية، مع استعادة متكررة لعبارات ‘المؤامرة’ و’محاولات نشر الفوضى’ التي تواجهها سوريا والتي ‘لن تخضع لها’.
ومنذ حوالى اسبوعين، يبث التلفزيون السوري لقطات مصورة ‘لقواتنا المسلحة الباسلة’ وهي تتدرب او تقاتل، وتختم كلها بعبارة ‘الجيش الوطني السوري، حامي الوطن’.
ويركز التلفزيون على البيانات الصادرة عن السلطات والتي تحمل على قناتي ‘الجزيرة’ و’العربية’، مؤكدة انهما تبثان ‘الاكاذيب’ حول سوريا. ويقول شعار التلفزيون ‘صوتنا اقوى… صورتنا اوضح’.
الا ان غالبية برامج التلفزيون تبقى من نوعية خفيفة بالمقارنة مع مأسوية الاحداث الجارية في سوريا.
وبينما تحتل سوريا العناوين الاولى في كل محطات التلفزة في العالم التي تبث صور الحرائق والدمار والقتلى الذين تجاوز عددهم 19 الفا في 16 شهرا، يستفيق مشاهدو التلفزيون السوري صباحا على برنامج رياضي، يشرح فيه شاب كيفية تقوية العضلات في قاعة كتب على احد جدرانها بالانكليزية ‘تمتع بحياة صحية’.
ومن المواضيع التي ركزت عليها البرامج الصباحية التي تستضيف ضيوفا من قطاعات مختلفة خلال الفترة الاخيرة ‘فوائد الخبز الاسمر والابيض’، و’مزارع النعام وامكانية التوسع في تربيتها’، و’معرض احياء التراث القديم في حلب’، و’التغذية النباتية فوائد ومضار’، و’انعكاس البخل على الطفل’.
كما تناولت هذه البرامج افطارات رمضان، ومشاكل توزيع الاعلاف في سوريا، و’البشرة النضرة في الغذاء الصحي’…
تضاف الى ذلك، مسلسلات سورية تحظى عادة بشعبية كبيرة بين مشاهدي التلفزيون في العالم العربي.
قبل بدء المعارك في العاصمة في منتصف تموز/يوليو، تم بث ريبورتاج باللغة الانكليزية عن جمال موسم الصيف في دمشق.
في اليوم الاول للمعارك، قطع التلفزيون السوري برامجه ليقوم ببث مباشر من حي الميدان القريب من وسط العاصمة ليؤكد ان ‘الوضع هادىء تماما’ في دمشق.
واوقف مراسل التلفزيون سيارات مرت في المكان ليطرح اسئلة على سائقيها وراكبيها الذين بدوا خائفين بعض الشيء، رغم تاكيد بعضهم ان الامور على ما يرام ولا توجد معارك، وذلك قبل ان تقاطعهم اصوات انفجارات ورشقات رشاشة.
وانتشر هذا المقطع المصور على مواقع الانترنت مع تعليقات ساخرة لا تحصى.
ويصف الناشطون السوريون المعارضون التلفزيون السوري بانه اداة لتشويه الحقائق والترويج السياسي للنظام.
وفرض الاوروبيون والاميركيون خلال الاشهر الماضية عقوبات على هيئة الاذاعة والتلفزيون في سوريا.
ولا ينجح التلفزيون السوري الذي لا يسمح بغيره في الاماكن العامة في دمشق، في اقناع حتى الموالين له.
ويقول بسام، وهو صاحب محل تجاري صغير في دمشق، انه حتى وقت قريب مضى، كان لا يشاهد الا التلفزيون الرسمي وقناة ‘دنيا’ السورية شبه الرسمية. ويضيف ‘اريد ان ادعم الحكومة والجيش، لكن هاتين القناتين لا تقولان الحقيقة’.
ويقول احمد، وهو سوري لجأ الى بيروت اخيرا، ‘كنت اشاهد تلفزيون الدولة، لكنني توقفت عن ذلك. يعتقدون اننا اغبياء’.
وتقول شابة سورية في بيروت تؤكد انها مؤيدة للرئيس بشار الاسد ‘انهم يبالغون. لا يأتون على ذكر التظاهرات والمعارضة. هذا خطأ’.
على مواقع التواصل الاجتماعي، يتم التداول بنكات حول التلفزيون السوري، مثل ذاك الجندي الذي اوقف على حاجز سيارة فيها عائلة قالت انها تتوجه في نزهة الى احدى المناطق السورية المضطربة، فيقول لها الجندي ‘يبدو انكم لا تشاهدون الا التلفزيون السوري’.
البحث عن دور مركزي للعميد مناف طلاس بمرحلة نقل السلطة
عبدالاله مجيد
لندن: تبحث إدارة أوباما ومسؤولون من دول عربية وغربية سبل وضع العميد السوري المنشق مناف طلاس في مركز عملية نقل السلطة في سوريا، كما أفادت مصادر رسمية أميركية وعربية. ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن المصادر ان التركيز على العميد طلاس صديق الرئيس بشار الأسد في أيام الطفولة، يتزايد مع تبدد الآمال المعقودة على نجاح المجلس الوطني السوري في توحيد المعارضة.
وقالت المصادر إن الجهود الرامية إلى ايجاد شخصية انتقالية مقبولة لروسيا التي تدعم الأسد وللدول العربية الكبرى فضلا عن قبول المعارضة به اكتسبت طابعا أشد الحاحا بتأثير النجاحات التي يحققها مقاتلو المعارضة في مدن سورية كبيرة وانشقاق مسؤولين كبار في النظام.
وأشارت المصادر إلى أن العميد طلاس واحد من القلائل بين شخصيات المعارضة الذين يمكن ان يساعدوا في إعادة النظام في دمشق وتأمين ترسانة سوريا الكبيرة من الأسلحة الكمياوية. وكان العميد طلاس قائدا في الحرس الجمهوري النخبوي قبل انشقاقه في 16 تموز/يوليو، وعمل والده وزيرا للدفاع 30 عاما في عهد حافظ الأسد والد بشار. كما ان طلاس عربي سني يأمل المسؤولون الغربيون بأن تجعله هويته هذه مقبولا للمقاتلين وقادة المعارضة الذين غالبيتهم من السنة.
وقال مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الاميركية لصحيفة وول ستريت جورنال “ان من السابق لأوانه القول ما إذا كان طلاس سيتحمل الضغط الواقع عليه ويكسب شعبية أو يتلاشى، وان الاسبوع المقبل أو الاسبوعين المقبلين سيكشفان رصيده وجاذبيته للفصائل والأطراف المختلفة داخليا ودوليا”.
ولكن التركيز على العميد طلاس يؤكد ايضا ندرة الشخصيات التي يمكن ان تقدم بديلا مقبولا عن الأسد. فان كثيرين في المعارضة ينظرون الى طلاس على انه شديد الارتباط بآلة الأسد القمعية وفساد نظامه بحيث لن يكون مقبولا للسوريين. كما يشككون في قدرته على كسب افراد الطائفة العلوية التي تشكل 12 في المئة من سكان سوريا وتبدو موحدة اساسا وراء الأسد.
وقال الناشط عمار عبد الحميد الذي يقيم في واشنطن “ان من الصعب تسويق شخص مثل طلاس على الشعب السوري وهو بكل تأكيد لا يستطيع ان يقوم بأي دور قيادي في العملية الانتقالية”.
وكان شح الخيارات المتاحة للغرب اتضح مؤخرا بالتغير الذي طرأ على موقف الاتحاد الاوروبي الداعم للمجلس الوطني السوري بعد ان اعتبرته بروكسل ممثل المعارضة الرسمي منذ اوائل 2012. إذ جاء بيان وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي حول سوريا يوم الاثنين خاليا من أي اشارة الى المجلس الوطني السوري.
وقال دبلوماسي اوروبي ان نقطة الانعطاف كانت في مؤتمر اصدقاء سوريا الذي عقد في باريس في 6 تموز/يوليو عندما بدا المجلس الوطني السوري عاجزا عن الاستجابة لدعوات الاتحاد الاوروبي الى توسيع قاعدته السياسية. ونقلت صحيفة وول ستريت عن الدبلوماسي الاوروبي “ان المجلس لا يحقق تقدما في هذا الشأن على ما يبدو”.
وكانت واشنطن وبروكسل رحبتا بفرار العميد طلاس الى باريس بوصفه اسطع دليل على تصدع النخبة الحاكمة في دمشق. واعتُبر انشقاق طلاس دعوة الى الضباط السنة في الجيش السوري للاقتداء بمثاله. وظهر العميد طلاس على التلفزيون يوم الثلاثاء متعهدا بالعمل من اجل التغيير في سوريا وتحقيق الوئام المذهبي والقومي بين مكونات الشعب السوري.
وكان طلاس يتحدث من السعودية حيث بدا متضايقا بعض الشيء في قميص بياقة مفتوحة، على حد تعبير صحيفة وول ستريت جورنال ناقلة عن مصادر عربية ان ظهوره في السعودية يبين دعم الرياض للجهود الرامية الى اناطة دور بالعميد المنشق في المرحلة الانتقالية.
كما يأمل المسؤولون الاميركيون والاوروبيون بأن يسهم دور العميد طلاس في نيل دعم روسيا لنقل السلطة في دمشق نظرا لعلاقة عائلة طلاس القديمة بنظام الأسد الذي يعود دعم روسيا له الى فترة الحرب الباردة. ولكن سوريين يعرفون العميد طلاس وافراد عائلته يستبعدون امكانية قيامه بدور مركزي في اي عملية انتقالية نظرا لدور عائلته في نظام الأسد على امتداد العقود الأربعة الماضية.
وقال سوري يعرف العائلة انها منخرطة في التجارة وفي الجيش وبالتالي “فهي مغطاة من الناحيتين”. وللعماد طلاس شقيق اسمه فراس فاز بعقود حكومية لاستيراد السكر وتموين الجيش مثلا. وقال فراس طلاس انه لا يستطيع التعليق حول ما إذا كان شقيقه يجري محادثات بشأن دور يضطلع به في عملية نقل السلطة.
ويضع بعض من يعرفون العميد طلاس قدراته القيادية موضع تساؤل. وقال صديق للعائلة ان العميد طلاس اعترض على استخدام القوة لقمع الانتفاضة في مناطق مثل حمص وحماة ودعا الى الحوار ولكنه لم يتمكن من الوقوف بوجه المتشددين من اركان النظام.
عقدة الطائفية تنتقل مع السوريين إلى مخيمات اللاجئين
صبري عبد الحفيظ حسنين
وصف معارضون بالخارج أوضاع اللاجئين السوريين في تركيا والأردن والعراق بأنها مأساوية، لكنهم حملوا نظام بشار الأسد المسوؤلية عما يتعرضون له من قلاقل، متهمين إياه بالوقوف وراء ما وصفوه ب”الفتن” في مخيمات اللاجئين في تركيا.
القاهرة: دعا معارضون سوريون بالخارج الأمم المتحدة إلى القيام بدورها في مجال رعاية اللاجئين السوريين، لاسيما أنها لم تقم بدورها في حمايتهم وذويهم من القتل والإبادة على يد نظام بشار الأسد.
وقال المعارضون الذين زار بعضهم مخيمات اللاجئين في تركيا والأردن أن الطائفية والمخبرين والفتن إنتقلت مع السوريين إلى الملاجيء في الدول المجاورة، وأشاروا إلى أن ما يمكن وصفه ب”فيروس الطائفية والبوليسية”، يتسببان فيما يحدث من مشاجرات ومظاهرات في المخيمات.
120 ألف لاجيء
وفقاً لتقديرات المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فإن أعداد اللاجئين السوريين في الدول المجاورة لسورية وهي الأردن ولبنان وتركيا والعراق وصل لأكثر من 120 ألف شخص.
وقالت المفوضية إن حكومات هذه الدول تقول إن الأعداد الحقيقية للاجئين السوريين أكبر بكثير من العدد المذكور، مشيرة إلى أن 75% من اللاجئين هم من الأطفال والنساء.
وتوقعت المفوضية ارتفاع العدد إلى 185 ألف شخص بنهاية العام الجاري.
وأفاد ادريان ادواردس، السكرتير الصحافي للموضية بأن “عدد اللاجئين السوريين المسجلين في الأردن من قبل دائرة مفوض الامم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين بلغ 33 ألف شخص، منهم 79% سجلوا في الأربعة أشهر الأخيرة”.
وأضاف أن الدائرة ومنظمات شريكة بدأت بالترتيبات لمخيم جديد للاجئين في مقاطعة المفرق في شمال المملكة، ويتسع لاكثر من مئة ألف شخص. وأشار إلى أن عدد اللاجئين المسجلين في تركيا بلغ 40 ألف شخص، وفي لبنان – 30.1 ألف شخص، والعراق 7.9 ألف شخص. بينما بلغ عدد المسجلين في 1230 لاجئا حتى شهر يوليو الجارى.
وأشار ادواردس إلى أن العدد الحقيقي للأشخاص الذين غادروا الأراضي السورية منذ اندلاع الأزمة “أكبر بكثير”، إذ أن الحديث هنا يدور فقط عن اللاجئين المسجلين في قوائم رسمية والذين قدمت لهم المساعدة.
أوضاع مأساوية
يعاني اللاجئون الذين يعيشون في مخيمات بتركيا من أوضاع مأساوية، بسبب نقص المواد الغذائية والأدوية، وعدم توافر الحياة الكريمة، فضلاً على إندلاع أعمال عنف في تلك المخيمات من حين لآخر، وتتحدث تقارير إعلامية عن نقص في وجبات الإفطار والسحور في رمضان، إضافة إلى إندلاع المشاجرات من حين لآخر بين اللاجئين بعضهم البعض أو بينهم وبين القوات التركية التي ردت بإطلاق القنابل المسلية للدموع لتفريق المحتجين على نقص المواد الغذائية، بينما تقف المعارضة السورية في الخارج عاجزة عن تقديم يد العون لهؤلاء الذين فروا هرباً من حجيم المعارك بين نظام يأبي الإصلاح، وثورة جامحة تندفع بقوة نحو التغيير.
ليست حسنة
المعارض السوري بالقاهرة ثائر الناشف زار مخيمات اللاجئين في تركيا والأردن مؤخراً، وقال لـ”إيلاف” إنّ عدد اللاجئين في الدولتين يقدر بنحو 150 ألف لاجيء، مشيراً إلى أن أوضاعهم ليست حسنة، وأوضح أن اللاجئين يعانون من نقص المواد الغذائية، والأدوية، ولا يلقون معاملة كريمة في المخيمات التي يعيشون فيها.
وأضاف أن الأمم المتحدة لا تقدم لهم الدعم الكافي، كما أن حكومات تركيا والأردن تقدم لهم دعماً حسب المتاح، وأضاف الناشف أن اللاجئين يزدادون عدداً يومياً، هرباً من القتل وتدمير منازلهم من قبل قوات بشار الأسد، ولفت إلى أنه ومجموعة أخرى من المعارضين تحدثوا مع حكومتي تركيا والأدرن من أجل تحسين أوضاع اللاجئين، حتى تنتصر الثورة ويعودوا إلى ديارهم مرة أخرى.
وحول ما يتواتر بوسائل الإعلام عن تعرض اللاجئين لمعاملة قاسية من قبل السلطات في تركيا، قال الناشف إن المعارضين تحدثوا مع الحكومة التركية، لافتاً إلى أنها وعدت بتقديم أفضل معاملة لهم.
الطائفية
وعلى النقيض من حديث الناشف، يرى المعارض السوري بالقاهرة، رياض غنام أن الطعام والدواء متوفر في مخيمات اللاجئين في تركيا، نافياً وجود إضطرابات بسبب المعاملة السيئة للاجئين في تركيا، غير أنه قال إن المواطن السوري يعاني من سوء المعاملة في تركيا وغالبية الدول العربية، ويرجع غنام الإشتباكات أو المظاهرات التي تقع في مخيمات اللاجئين في تركيا إلى وجود من وصفهم بالمندسين بينهم، وأوضح أن اللاجئين يوجد بينهم أبناء الطائفة العلوية، ومرشدين تابعين للأجهزة الأمنية لنظام بشار الأسد، متهماً هؤلاء بإثارة القلاقل في مخيمات اللاجئين، وزرع الفتن بينهم بهدف إثارة القلاقل لتركيا، وحملهم على إتخاذ قرارات ضد مصلحة اللاجئين إما بطردهم أو غلق الحدود أما تدفق المزيد منهم.
وإتهم غنام الطائفة العلوية في تركيا بمعاداة اللاجئين السنة في تركيا، مشيراً إلى أن تركيا تضم نحو 20 مليون علوي، وهؤلاء على تواصل مع الطائفة العلوية في سوريا، وتدعم نظام بشار الأسد في حربه ضد الثورة، ومن مصلحتها إثارة القلاقل في مخيمات اللاجئين السوريين الذين يندرج غالبيتهم ضمن الطائفة السنية.
عقدة الفتن
يتفق المعارض السوري أسامة الكردي مع غنام فيما ذهب إليه، وقال لـ”إيلاف”: المجتمع السوري بتركيبته المعقدة طائفياً وعقدته البوليسية إنتقل إلى مخيمات اللاجئين في تركيا والأردن والعراق”.
وأضاف أن المجتمع السوري كان قائماً على “المخبر أو المرشد والفتن”، وأوضح أن نظام عائلة الأسد كان يعتمد في الحكم على الأمن، الذي كان يعتمد بدوره في إدارة شؤون البلاد على زرع المرشدين التابعين له في كل مكان وكل مؤسسة، حتى في المدارس بين التلاميذ وإثارة الفتن بين الجميع، وكان نتيجة لذلك زرع الشك بين أبناء الوطن الواحد، بل إن الرجل يشك في أخيه ويشك في والده وزوجته في أن تكون تابعة للأمن وتتجسس عليه.
وأضاف أن النظام السوري زرع مرشدين له المخيمات في تركيا، لأنها كانت أول الدول التي استقبلت اللاجئين، ولفت إلى أن النظام يدفع رواتب شهرية لهؤلاء المرشدين من أجل إثارة الفتن بين سكان المخيمات، عملاً بخطة “المرشد والفتن”، وذلك من أجل إثارة العنف بين اللاجئين بعضهم البعض وبين الحكومة التركية من جانب آخر.
وحمل الكردي هؤلاء “المندسين” كما وصفهم المسوؤلية عن إثارة العنف والتحريض على المظاهرات بين اللاجئين السوريين في تركيا، وتابع قائلاً: إذا كان هذا النظام البوليسي إستطاع زرع جواسيس وعملاء له بين المعارضة في الداخل والخارج، رغم أنها من المفترض أن أعضاءها يتمتعون بالثقافة ويمارسون العمل السياسي والنضالي منذ سنوات، فما بالنا باللاجئين البسطاء الذين لم يحصل غالبيتهم على أي قسط من التعليم”.
ولفت إلى أن المجلس الوطني السوري المعارض على إتصال دائم بالحكومة التركية من أجل تحسين ظروف المعيشية للاجئين في كل الأحوال.
الأسد يستعين بمواقع التواصل الاجتماعي لاستهداف المعارضة
أشرف أبو جلالة
لعبت شبكات التواصل الاجتماعي على الانترنت، دوراً بارزاً في الانتفاضة السورية وكسرت هيمنة الإعلام الحكومي القائمة منذ عقود. لكنها ساعدت الحكومة السورية على قمع الناشطين وتتبع أنشطتهم.
دمشق: رغم قرار الحظر الذي فرضته على مدار سنوات حكومة الرئيس بشار الأسد على المواطنين السوريين فيما يتعلق باستخدام مواقع إلكترونية منها فايسبوك ويوتيوب ومواقع تواصل اجتماعي أخرى، إلا انه ومع اجتياح موجة الربيع العربي كافة أنحاء المنطقة مطلع العام الماضي، حدث شيء غريب، وهو سماح سوريا المفاجئ بعودة عمل تلك المواقع التي بزغ دورها في الانتفاضات الشعبية بدول عربية أخرى.
ورغم غرابة قرار كهذا، إلا أنه لم يبدو كذلك بالنسبة لخبراء متخصصين في الشأن الإلكتروني وناشطي حقوق إنسان، حيث أكدوا أن إعادة تلك المواقع جاء لكي يسهل على السلطات تعقب الأشخاص وتحديد من يقفون ضدهم وذلك من خلال تحديد حركة الحواسيب وزيارات المستخدمين لمثل هذه المواقع أو خداع الزوار عن طريق الضغط على روابط بغيضة تحمل برامج تجسس على أجهزة الحواسيب الخاصة بهم.
وبدرجة تفوق ما حدث في ليبيا ومصر أو ربما أي دولة أخرى في العالم العربي، نجحت الحكومة السورية في قلب استخدام الناشطين للأدوات الرقمية ووسائل الإعلام الاجتماعي لصالح النظام، وفقاً لما ذكره خبراء إلكترونيون معنيون بالشأن السوري.
ووجد تقرير حديث أن صفحة “الثورة السورية” على فايسبوك، التي تم إنشائها في آذار/ مارس عام 2011، جمعت 41 ألف مشترك في غضون بضعة أيام قليلة، حتى ارتفع هذا العدد إلى 138 ألف مشترك بعد مرور أسابيع قليلة.
الانترنت ساحة صراع بين الأسد ومعارضيه
لكن تكرار إنشاء مثل هذه الصفحات ربما يشكل مخاطر محتملة وربما يكون تعليمياً أو تحفيزياً.
وفي دراسة جديدة نشرت الشهر الماضي من جانب مؤسسة ميديابوليسي دوت أورج البحثية في لندن، قال أمجد بيازي وهو باحث سوري يقيم في العاصمة البريطانية:” لعبت شبكات التواصل الاجتماعي على الانترنت، والتي يمكن لأي شخص استخدامها من منزله، دوراً بارزاً في الانتفاضة السورية وكسرت هيمنة الإعلام الحكومي القائمة منذ عقود. لكنها ساعدت الحكومة السورية على قمع الناشطين”.
فمع بدء إطلاق الرصاصات والقنابل، بدأت تنقلب وسائل الإعلام الاجتماعية المفضلة لدى المعارضين ضدهم، وتم الكشف عن هوياتهم عبر قراصنة إلكترونيين مواليين للحكومة.
وأشارت في هذا الصدد صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية إلى قيام الحكومة في سوريا منذ عدة أشهر بشراء معدات تساعد على التنصت بصورة مركزة على شبكة الإنترنت، في الوقت الذي أصبح فيه تحميل برامج التجسس بشكل مباشر على حواسيب الناشطين هو أحدث أسلحة سوريا الإلكترونية على هذا الصعيد.
وقال خبراء متخصصون في الأمن الإلكتروني إن تلك البرامج الضارة، المتاحة على شبكة الإنترنت، تستخدم بغرض اختراق الحواسيب الشخصية للمعارضين وناشطي حقوق الإنسان، وإعادة إرسال معلومات لأصدقائهم ومعارفهم وكذلك كلمات مرور.
ومضت الصحيفة تنقل عن ريتشارد زالوسكي، رئيس مركز علوم الأمن والفضاء الإلكتروني الإستراتيجي، الذي يوجد مقره في لندن، قوله :” لطالما منع النظام السوري الوصول لمواقع التواصل الاجتماعي. ومع هذا، حال المنع دون تعقب أثر الناشطين، ولهذا تعامل النظام في نهاية المطاف بإتاحة مواقع مثل فايسبوك ويوتيوب وتويتر. وهي الخطوة التي مكَّنت أجهزة الأمن السورية من شن حربها الإلكترونية الداخلية ضد شعبها وساعدت في تقفي أثر الهويات الخاصة بالناشطين”.
وإلى جانب المنتديات الإلكترونية المفتوحة، استخدم الآلاف من السوريين المدونات لشن هجوم مضاد على القيود التي تفرضها الحكومة على التعبير الشعبي، طبقاً لما أبرزته الدراسة التي أجراها بيازي بعنوان “حروب سوريا الإلكترونية”.
دعوات لعدم استغلال الأزمة السورية ورقة في الصراع السياسيّ
وسيم باسم
أثنى عراقيون استطلعت إيلاف آراءهم على قرار الحكومة باستقبال اللاجئين السوريين، مرجعين ذلك الى ضغوط الشارع العراقي التي اسفرت عن تغيير قرارها السابق والقاضي بالاعتذار عن فتح الحدود العراقية امام دخولهم.
بغداد: ما إن قرر العراق استقبال النازحين حتى تدفق عشرات السوريين الى داخل الاراضي العراقية هربًا من العنف، وكشف مصدر مسؤول في قوات حرس الحدود، عن دخول 2600 سوري الى الاراضي العراقية عبر منفذ (البو كمال) الحدودي هذا الاسبوع.
وبحسب ماجد الهيتي، الذي يستعد لتسلّم مهام عمله في لجان استقبال النازحين السوريين على الحدود، فإن الحكومة العراقية وفرت الدعم اللوجستي والاستخباري والامني لفرق العمل التي تعمل مع النازحين، كما تم اختيار موظفين عملوا سابقًا في منظمات المجتمع المدني واغلبهم من مدن غرب العراق لتنظيم عمليات الاستقبال.
وبحسب الهيتي، فإن زيارته الاولى للمخيم في منطقة البوكمال الحدودية اسفرت عن رؤية عائلات سورية فقيرة وفي حالة مزرية جدًا من ناحية المظهر، اضافة الى حالة الجوع والهلع التي تنتابهم، وأضاف أن المخيمات نصبت في مزارع منطقة البو كمال.
وبحسب الناشطة النسوية امل حكيم من بابل (100 كم جنوب بغداد) ، فإن استقبال اللاجئين السوريين امر تفرضه علاقات الجيرة والأديان السماوية والقيم الانسانية، مؤكدة أن البعض كان يتحجج بذريعة الوضع الامني لكن ذلك لم يكن سببًا مقنعًا ، لان الوضع الامني في العراق ليس خطرًا الى درجة تمنع استقبال لاجئين في اماكن معينة تتم حراستها والاستعانة بمتطوعين ومنظمات المجتمع المدني بغية تقديم الخدمات.
لاجئون سوريون لدى وصولهم الى الاراضي العراقية
وتابعت حكيم: بعض الدول نالت استحسان المجتمع الدولي عبر استقبال لاجئين ونصب مخيمات لهم في الصحراء كما في الاردن، واضافت: بل أن هذه الدول لم تخسر شيئًا واستعانت بمساعدة مالية من دول اوروبا والخليج لترتيب اوضاع اللاجئين . وترى حكيم أن استقبال العراق للنازحين السوريين هو بمثابة رد جميل على احتضان سوريا لآلاف العراقيين طيلة السنوات الماضية.
وكانت الولايات المتحدة قررت منح الحكومة الاردنية نحو 100 مليون دولار اضافية، لدعم اجندة خاصة باللاجئين السوريين.
الناشط المدني لؤي توفيق يرى أن العدول عن عدم استقبال النازحين اثلج صدور العراقيين لاسيما وأن اغلب الدول بينها الاردن تستقبل النازحين يوميًا، ويقول: كل المخيمات في الاردن هي في الصحراء، وتفتقر تلك المناطق الى البنى التحتية لكن الاردن انشأها بدعم مالي و لوجستي من الدول المجاورة وأوروبا.
الجدير بالذكر أن سوريا تشترك مع العراق بحدود تمتد لحوالي 600 كلم، يقع اكثر من نصفها تقريبًا في محافظة الانبار.
نزوح الى المناطق الحدودية
يرى كريم الحلي الناشط في منظمات المجتمع المدني أنه منذ الازمة السورية تدفقت بعض العوائل الى مناطق محاذية على الحدود مثل الرمادي، اضافة الى قرى أخرى.
ويقول: وتيرة اللجوء السوري تندفع نحو الاردن لأن هناك مخيمات اقيمت لهم . ولو اقيمت مثل هذه المخيمات في العراق قبل هذا الوقت لتدفقت اعداد كبيرة من السوريين اليها.
وكان الآلاف من الأكراد السوريين فروا الى اقليم كردستان في العراق، حيث وفرت لهم مستلزمات الاقامة الموقتة، أو هم يعيشون في منازل أقارب أو في مخيمات لاجئين أقامتها السلطات المحلية والهيئات الدولية.
وقالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن عدد النازحين السوريين إلى إقليم كردستان العراق بلغ أكثر من 4000 شخص.
رأي الجهات الامنية
ضابط الشرطة احمد الهيتي عزا اعتذار العراق ( السابق) عن استقبال اللاجئين الى أسباب امنية ونشاطات تنظيم القاعدة والجماعات المسلحة العابرة للحدود.
يرى الهيتي أنه منذ بدء الازمة فإن اعداد السوريين الذين يقصدون العراق قليلة مقارنة بعدد اللاجئين الذين يعبرون إلى الاردن و تركيا ولبنان، لأن النازحين السوريين أنفسهم لا يحبذون التوجه الى العراق بسبب الوضع الامني المقلق.
وتقول الأمم المتحدة إن ما يصل إلى 30 ألف لاجئ ربما يكونون قد عبروا الحدود نحو الدول المجاورة.
حساسية خاصة
لكن الباحث السياسي والأكاديمي في جامعة بابل ماجد حسن يقرأ الازمة من زاوية أنها ذات حساسية خاصة بالنسبة للعراق، وأن الحكومة لا تريد أن تتدخل كثيرًا فيها.
ويعتقد حسن أن الحكومة العراقية اتخذت موقفًا حذرًا، لكن الموقف السابق انتقده كثيرون لأنه لا يلتفت الى الجانب الانساني في الازمة، وأعمال العنف التي يتعرض لها الشعب السوري.
ونجح بعض السوريين من التسلل الى أقرباء لهم يقيمون عند الحدود السورية العراقية، كما أن سوريين يقيمون في بعض مدن العراق قرروا البقاء في العراق في الوقت الحاضر.
ويقول عمر سعد من اهالي منطقة حمص في سوريا ويقيم في بغداد إنه حاول أن يجلب افراد اسرته للعيش في بغداد لكنه لم يتمكن من ذلك بسبب الإجراءات القانونية، وتابع: اضطروا الى الهجرة الى الاردن حيث يقيمون اليوم.
في مدينة النجف ( 160 كم جنوبي بغداد ) اضطرت عائلة علي حمدان السورية الى الاقامة الموقتة في النجف منذ نحو السنة، وعلى الرغم من أنهم تجاوزوا قوانين الإقامة الا أنهم مضطرون الى البقاء بسبب الوضع الامني حيث يقيمون الآن عند اصدقاء لهم.
وكان مثقفون عراقيون عبروا الخميس الماضي عبر وسائل الاعلام عن قلقهم من تطورات الموقف الميداني وتصاعد أعمال العنف في سوريا داعين الحكومة العراقيّة الى تحمل مسؤولياتها، وطالبوا الأطراف السياسيّة العراقيّة بعدم استثمار الأزمة السوريّة المتفاقمة لصالح أجنداتها الخاصّة أو استغلالها كورقة لعب في الصراع السياسيّ الدائر في العراق حالياً.
تركيا تشكل مركزاً حيوياً وحقيقياً للثورة في سوريا
أشرف أبو جلالة
أكدت تقارير صحافية، أن قرار تركيا بإغلاق المواقع الحدودية الشرعية أتى على خلفية مخاوف من اجتياح المتشددين الاسلاميين لأحد المواقع السورية، وأكدت تركيا على أن هذا القرار لن يؤثر على السوريين الذين سيسمح لهم باللجوء الى تركيا حتى بعد الاغلاق.
القاهرة: بعدما قامت تركيا يوم أمس بإغلاق كل مواقعها الحدودية الشرعية، إثر فرض الثوار السوريين هيمنتهم على العديد من المنافذ في الجانب السوري، أكدت تقارير صحافية أنه تم اتخاذ تلك الخطوة نتيجة عدة أسباب من بينها مخاوف من أن يكون المتشددون الإسلاميون قد اجتاحوا واحداً على الأقل من المواقع السورية، عند باب الهوى، بعد بث فيديو على الإنترنت يظهر إعلان مقاتلين جهاديين عن تأسيسهم دولة إسلامية.
وقال في هذا السياق مسؤولون أتراك إن قرار الغلق هذا سيؤثر فقط على الأتراك الذين يسافرون إلى سوريا، وأنهم سيستمرون في السماح للاجئين السوريين بدخول تركيا.
وقد أشارت في هذا الصدد اليوم صحيفة واشنطن بوست الأميركية إلى أن اللاجئين لا يستخدمون المنافذ الرسمية، شأنهم شأن الثوار ومهربي السلاح والمنشقين وجرحى الحرب الذين احتشدوا في جنوب تركيا خلال الأشهر القليلة الماضية، ليحولوا بذلك واحدة من أكثر مناطق البلاد هدوءًا، إلى مركز حيوي بالنسبة للثورة السورية.
ولفتت الصحيفة كذلك إلى أن باقي حدود سوريا مع العراق ولبنان والأردن تشهد نشاطاً مماثلاً على نطاق أصغر. لكن القدر الأكبر من الترحيب قد لاقاه الثوار السوريون في تركيا التي تتبنى حكومتها منذ مدة طويلة نداءات تطالب برحيل الأسد.
وأعقبت الصحيفة بنقلها عن صبحي عطان، وهو متحدث باسم وزارة الخارجية التركية في الجنوب، مشيراً إلى الـ 43 ألف لاجئ سوري الذين تم استقبالهم في مخيمات للاجئين على الحدود، قوله:”علينا أن نعتني بهم لأنهم أشقاؤنا وشقيقاتنا”.
إلى ذلك، أكدت الصحيفة أن دور تركيا في الثورة السورية امتد لما هو أعمق من مجرد مساعدة اللاجئين، رغم عدم وضوح مدى المساعدات التي قدمتها على هذا الصعيد بعيداً عن الدبلوماسية العالمية. وقال هوغ بوب، من مجموعة الأزمات الدولية في اسطنبول، إن تركيا تتلمس حالياً على ما يبدو إستراتيجية كي تتصدى من خلالها لأعمال الفوضى والهرج والمرج التي قد تتكشف مع مرور الوقت على حدودها.
وتابع بوب حديثه بالقول: “تريد تركيا أن يكون لها رأي في ما يحدث داخل سوريا. لكنني غير متأكد ما إن كانت قد تحصلت على أي إجابات سهلة لما يدور هناك. فهذا أمر جديد وغير متوقع تماماً بالنسبة لتركيا”. ورأت الصحيفة أن ما يبدو واضحاً الآن هو أن الصراع السوري قد أثر بشكل كبير بالفعل على تركيا. فمدينة أنطاكيا القديمة، وهي المقصد المفضل لمعظم السوريين بعد عبورهم الحدود، تمتلئ بالأقاويل الخاصة بالحرب المندلعة على مسافة قريبة. كما أن مقاتلي الجيش السوري الحر يجوبون في شوارعها على أمل مقابلة متبرعين يمنحونهم المال والسلاح.
وتابعت الصحيفة بقولها إن الرجال الذين يعرِّفون عن أنفسهم باعتبارهم ممثلين لكتائب الثوار يستأجرون شققاً وغرفاً فندقية رخيصة، ليزيدوا بذلك عدد سكان المدينة، التي كانت جزءًا من قبل من سوريا، حيث مازال يتحدث كثيرون العربية باعتبارها لغتهم الأم.
ومع هذا، أوضحت الصحيفة أن البعض مازال يتهم تركيا بالتقصير وعدم القيام بالدور اللازم من جانبها لدعم الثوار السوريين، حتى في الوقت الذي أدان فيه رئيس وزرائها، رجب طيب أردوغان، بعبارات قوية الرئيس الأسد، الذي كان يعتبر صديقاً وحليفاً في السابق، وتكهنه في الوقت ذاته بزوال حكمه ورحيله عن السلطة في النهاية.
لكن الصحيفة شددت من جانبها على أن تركيا تقوم بدور كبير على صعيد الجهود التي يتم بذلها لتنظيم صفوف المعارضة السورية، باستضافتها مكاتب المجلس الوطني السوري المعارض في اسطنبول، وعملها كجهة مسيطرة في المعسكر المغلق الذي يستضيف الجيش السوري الحر في منطقة في قرية تقع على بعد بضعة أميال من الحدود.
وختمت الصحيفة مع بوب بنقلها عنه قوله: “بالتأكيد لم يتم الإعلان عن قرار خاص بأن تركيا تُسلِّح الثوار، لكني لا أعتقد أن أي أحد يحاول منع الثوار من التسلح أيضاً”.
مخاوف من وقوع مجزرة في حلب وواشنطن “لن تتدخل“
أ. ف. ب.
قالت الولايات المتحدة إن القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد “تحضر لمذبحة” في ما يبدو في مدينة حلب، لكنها استبعدت مرة أخرى التدخل العسكري في الصراع.
واشنطن: أعربت الولايات المتحدة الخميس عن خشيتها من وقوع مجزرة في حلب، ثاني كبرى مدن سوريا والتي يبدو أن القوات النظامية تستعد لشن هجوم عليها، مؤكدة في الوقت نفسه أنها لن تتدخل عسكريا في هذا البلد.
وخلال لقاء مع الصحافيين، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند ان “القلق هو في أن تحصل مجزرة في حلب وهذا ما يبدو أن النظام يعدّ له”.
وتطرقت نولاند الى “معلومات ذات مصداقية” مفادها أن “قوافل من الدبابات” تتقدم باتجاه المدينة التي تبعد 355 كلم الى شمال دمشق وحيث تدور معارك ضارية بين المتمردين والجيش الموالي للرئيس بشار الأسد.
وقصف الجيش السوري الخميس الأحياء التي يتمركز فيها المتمردون في حلب تمهيدا لشن هجوم واسع لاستعادة السيطرة على المدينة.
وافاد مصدر أمني وكالة فرانس برس ان “تعزيزات من القوات الخاصة انتشرت الاربعاء والخميس من الجهة الشرقية للمدينة، كما وصلت قوات اضافية ستشارك في هجوم مضاد شامل الجمعة او السبت” على حلب.
واعتبرت نولاند ان تقدم الدبابات واستعمال المروحيات والطائرات يشير الى “تصعيد خطير في النزاع”.
وقالت ايضا “تفكيرنا مع سكان حلب. مرة جديدة، يحاول النظام بكل الوسائل التمسك بالسلطة ونحن قلقون جدا لما يمكن ان يفعله في حلب”.
واكدت نولاند مع ذلك على الموقف الاميركي لناحية عدم تسليم أسلحة للمتمردين السوريين. وقالت “لا نعتقد أن صبّ الزيت على النار من شأنه أن ينقذ الأرواح”.
وأكدت انه خلافا للنزاع في ليبيا الذي تدخل فيه الحلف الاطلسي، فإن “اغلبية السوريين ما زالت ترفض تدخلا عسكريا أجنبيا وتدفقا للاسلحة على بلادهم”.
إلى ذلك، قلل البنتاغون الخميس من شأن مشاركة مقاتلين إسلاميين متشددين، ولا سيما من الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، في النزاع المسلح الدائر في سوريا، مؤكدا ان هؤلاء ربما يكونون موجودين فعلا في سوريا ولكن “وجودهم ليس كبيرا”.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية جورج ليتل “لا يمكنني ان استبعد امكانية ان يكون هناك متطرفون في سوريا ولا يجدر باحد ان يظن ان تنظيم القاعدة في العراق لديه في سوريا وجود كبير او ضخم او قوي”.
واضاف انه لا يعود لواشنطن ان تحدد الطريق الواجب على السوريين سلوكه لتحقيق انتقال السلطة، مشددا على ان الولايات المتحدة تدرك “الغموض الذي يكتنف مستقبل هذا البلد في حال سقوط نظام بشار الاسد”.
ومطلع تموز/يوليو اكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ان انتقال مقاتلي القاعدة من بلاده الى سوريا يغذي النزاع الدائر في الجارة الغربية.
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز فان عملاء من وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) موجودون حاليا في تركيا لضمان أن شحنات الاسلحة المرسلة الى مقاتلي المعارضة المسلحة السورية الذين يتلقون تمويلا من دول مثل السعودية وقطر خصوصا، لا تقع في ايدي مقاتلي القاعدة.
حلب… معركة حياة أو موت للأسد والثوار
صبري عبد الحفيظ حسنين
وصف معارضون سوريون في القاهرة المعركة الدائرة حالياً في مدينة حلب بين الجيش النظامي والجيش الحر بأنها “معركة حاسمة”، وأن الفائز فيها سوف يوطد أقدامه على الأرض أكثر.
القاهرة: أشار معارضون سوريون في مصر إلى أن سيطرة المعارضة على مدينة حلب تعني أن الطريق صارت ممهدة أمامها لتحرير دمشق وإسقاط النظام، غير أنهم أعربوا عن قلقهم من عدم تمكن المعارضة من ذلك، لاسيما في ظل عدم وجود غطاء جوي يحمي تقدمها، ويعزز قواتها على الأرض، في حين أن قوات الأسد تتفوق بالطيران الحربي.
مفتاح النصر
وفقاً للمعارض السوري في القاهرة أحمد رياض غنام، فإن معركة حلب تمثل أهمية قصوى للمعارضة، بل أنها تمثل مفتاح النصر على كتائب بشار الأسد، وقال لـ”إيلاف” إن أهمية حلب تنبع من أنها تلاصق الحدود التركية لمسافة طويلة، مما يضمن دخول المساعدات الغذائية والأدوية والسلاح إلى قوات الجيش السوري الحر، بالإضافة إلى أنها تمثل أهمية عسكرية للجيش الحر، نظراً لأنها تضم مخازن للسلاح، ومنها مضادات الطائرات والصواريخ المحمولة على الكتف، مما يمكن المعارضة من حماية سماء المدينة في حال السيطرة عليها، وأضاف غنام أنه بالسيطرة على حلب سوف يتم قطع جزء كبير من الإمدادات على قوات النظام، ومحاصرته.
حاضنة للثورة
معركة مفصلية وحاسمة تدور حاليًا في حلب السورية بين الجيش النظامي والجيش الحرّ
وأوضح أن الأهم بالنسبة للجيش السوري الحر أن المدينة سوف تتحول إلى حاضنة للثورة السورية، وسوف تتحول إلى مركز للتدريب وإستقبال المتطوعين للقتال في صفوفه، إضافة إلى أنها تضم قوة بشرية تقدر بالملايين من الشباب الذين سوف يتحولون إلى جنود في صفوف القوات المعارضة المقاتلة، مشيراً إلى أن سيطرة الجيش الحر عليها سوف تجعله يثبت أقدامه أمام المجتمع الدولي، ويظهر أمام الدول الداعمة للأسد أن النظام على قاب قوسين أو أدنى من الإنهيار.
ونوه بأن الجيش السوري الحر سيطر على نحو 50% من المدينة وريفها حتى الآن، منبهاً إلى أن القلق يساور المعارضة من إمكانية وقوع خسائر فادحة لاسيما في ظل إستخدام الأسد للطائرات المقاتلة، مما يتطلب تدخلاً دولياً وفرض حظر طيران على المدينة على الأقل.
معركة دمشق
حول إمكانية تكرار سيناريو معركة دمشق في حلب ودحر قوات الجيش السوري الحر، قال غنام إن توقيت معركة دمشق كان خاطئاً، مشيراً إلى أن ما قام به الجيش الحر لم يكن مبنياً على أسس عسكرية، ونبّه إلى أن قادته اعتقدوا أن تفجيرات مبنى الأمن القومي وقتل أربعة من رموز النظام يمكن أن تشكل نهاية سريعة أو تجعل النظام ينهار، فضلاً عن أنهم كانوا يريدون جر القوات الأسدية إلى حرب شوارع وعصابات، لكنهم فشلوا، لاسيما أن النظام استخدم قواته في دك الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية، مما أوقع المئات من القتلى بين المدنيين، وهدم مئات المنازل فوق رؤوس ساكنيها، وأرغم القوات الثورية على التراجع حقناً لدماء الشعب السوري الأعزل، ولفت غنام إلى أن معركة حلب مختلفة، لأنها تم الإعداد لها جيداً، وسوف ينتصر فيها الجيش الحر على الكتائب الأسدية، على حد تعبيره.
منطقة عازلة
وصف المعارض السوري معتز شقلب معارك حلب بأنها تدشن لمرحلة جديدة من عمر الثورة السورية، وقال لـ”إيلاف”: هجوم الجيش الحر على حلب وإستماتته في المعارك طول الأيام الماضية يؤكد أنه لم يعد مجرد مجموعات من المتطوعين، بل اصبح جيشًا موحدًا لديه قيادات واعية تضع خططاً مدروسة بدقة.
وأضاف شقلب أن الجيش الحر تطور من مجموعات تدافع عن المتظاهرين والمنازل أمام هجمات الشبيحة إلى جيش قادر على القتال مع جيش آخر نظامي يمتلك جميع الأسلحة الثقيلة، مشيراً إلى أن معركة حلب سوف تكون معركة فاصلة في تاريخ الثورة السورية، لاسيما أن المخطط له هو إقامة منطقة عازلة تأوي النازحين من القتال أو بطش القوات التابعة للنظام، وإقامة مخيمات للاجئين، ولفت إلى أن السيطرة على حلب سوف تفتح الطريق أمام تدخل دولي حقيقي إما بفصل القوات ووقف القتال بين قوات الأسد والجيش الحر أو إقامة منطقة حظر جوي في حلب.
حظر جوي
شدد شقلب على أهمية التدخل الدولي وفرض الحظر الجوي، لأنه بدونه لن تدوم سيطرة المقاتلين الأحرار على حلب طويلاً، لاسيما في ظل القصف المكثف من جانب قوات بشار الأسد للمدينة والأحياء السكنية.
ونبه إلى أن المقاتلين لديهم خطط بديلة في حال أصر المجتمع الدولي على عدم التدخل وحماية المدنيين. وكشف شقلب عن أن الخطط البديلة تتمثل في الحصول على مضادات الطائرات والصواريخ المحمولة كتفاً وإستخدامها في فرض حظر الطيران على حلب، ولفت إلى أنهم سوف يحصلون عليها من مخازن السلاح التابعة للقوات النظامية.
وأشار إلى أن غالبية السلاح الذي يقاتل به الثوار هو من الغنائم التي فازوا بها من جيش بشار الأسد. وأضاف شقلب أن حلب هدف إستراتيجي بالأساس يمكن من خلاله الإنطلاق إلى معركة التحرير الكبرى في دمشق.
نقطة الصفر
ورداً على سؤال بشأن فشل معركة دمشق الأولى، قال شقلب إن معركة دمشق لم تبدأ بعد، وما حدث لم يكن إلا مناوشات واختبار لقوة النظام، وأوضح أن المعركة الحقيقية الآن هي معركة حلب، مشيراً إلى أن حلب سوف تتحول إلى عاصمة للثوار، ولفت إلى أنها سوف تتحول إلى مقصد للشباب السوري في الخارج، يرغب في المشاركة في عملية التحرير، ولفت إلى أن هناك عشرات الآلاف من السوريين يرغبون في الإنضمام الى صفوف الجيش الحر، لكنهم لا يستطيعون الوصول إلى سوريا، وأضاف أن هناك ما يترواح بين 30 و40 ألف مقاتل يستعدون لمعركة دمشق بعد الإنتصار في معركة حلب.
ونبه شقلب إلى أن الجيش الحر يسيطر على نحو 70% من الأراضي السورية، ونحو 80% من أراضي حمص واللاذقية والرستن وريف دمشق، ويجري التحضير لمعركة دمشق، مشيراً إلى أن نقطة الصفر تكون بالإنتصار وتحرير حلب.
حياة أو موت
ومن جانبه، قال اللواء محمود سعيد الخبير العسكري أن مدينة حلب لها أهمية إستراتيجية لطرفي النزاع في سوريا، وأوضح لـ”إيلاف” أن أهمية حلب بالنسبة للجيش الحر تتمثل في أنها صارت قاعدة عسكرية له، يمكن الإنطلاق منها للسيطرة على باقي المدن والقرى السورية، وخاصة دمشق ومن ثم إسقاط النظام بالكامل وإجباره على الفرار إلى جبال العلويين والتحصن فيها، ثم تبدأ معركة تتبع فلوله، وأضاف سعيد أن مدينة حلب سوف تجعل الجيش الحر يطل على العالم الخارجي، لاسيما أنها ترتبط بحدود طويلة مع تركيا، وهي قريبة من البحر المتوسط، وتتحكم في مجموعة من المعابر والمنافذ الحدودية بين تركيا وسوريا، إضافة إلى الأهمية الإقتصادية للمدينة التجارية.
وأشار إلى أنه يمكن أن تحل أزمة التمويل وإمدادات الغذاء للمقاتلين، وتضمن تواصل المقاتلين مع العالم عبر تركيا التي تدعمهم بشكل صريح، فمن الممكن إقامة مراكز تدريب وجلب السلاح عبر تركيا التي تسعى الى ضمان ولاء دولة ما بعد الأسد لها.
وقلل سعيد من الأهمية الإقتصادية لحلب بالنسبة لنظام بشار الأسد، وقال إن بشار الأسد لم يعد يعتمد بالأساس على الإقتصاد السوري في معركته ضد الثورة، مشيراً إلى أنه يعتمد بالأساس على الدعم الذي يأتيه من إيران أو العراق لدفع رواتب الجيش والعاملين في الدولة والشبيحة ليضمن ولاءهم له، ولفت إلى أن حلب تكمن أهميتها بالنسبة للنظام في أنها تعد ثاني أكبر مدينة في سوريا، وتعد عمقاً استراتيجياً له وفي حال سيطرة الثوار عليها، فهذا يعني أن نهايته صارت قريبة، لأنه لن يتوقف القتال عند هذا الحد، فسوف يواصل الثوار الزحف حتى يصلوا إلى دمشق.
غير أن سعيد يعتقد أن الثوار لن يتمكنوا من بسط سيطرتهم على حلب، وبرر لذلك بعدة أسباب منها: إتساع مساحة حلب. ضعف قوة الثوار في مواجهة جيش نظامي لديه أسلحة ثقيلة ومتنوعة. وتفوق النظام السوري على الجيش الحر بسلاح الطيران. وعدم إمتلاك الجيش الحر لسلاح ردع، مثل مضادات الطائرات. وأكد سعيد أن حلب معركة حياة أو موت بالنسبة لكلا الطرفين.
حلب.. من عاصمة النظام الاقتصادية إلى عاصمة المعارضة السياسية بعد «معركة الحسم»
الثوار يؤكدون أن «بنغازي» سوريا باتت «قاب قوسين» من التحرير بعد السيطرة على الريف
بيروت: كارولين عاكوم
في خضم المعارك الشرسة التي تدور رحاها في مدينة حلب، ورغم الاستعدادات التي تقوم بها قوات النظام لشن هجوم على المدينة لاستعادة السيطرة عليها؛ بعد استقدام تعزيزات من القوات الخاصة إلى الجهة الشرقية، بهدف تنفيذ هجوم مضاد شامل اليوم الجمعة أو غدا السبت على حلب، يؤكّد كل من الجيش السوري الحر والناشطون في قيادة الثورة أنّ حلب – التي يرى المراقبون أنّها ستكون «بنغازي» سوريا – باتت «قاب قوسين» من التحرير.
وبالتالي فإن هذه المنطقة التي تعتبر عاصمة النظام الاقتصادية في سوريا، هي اليوم الهدف الأوّل بالنسبة إلى الجيش الحر، وذلك ضمن خطّة تحويلها إلى العاصمة السياسية الأولى بالنسبة إلى المعارضة، ولا سيما المجلس الوطني السوري الذي أعلن رئيسه عبد الباسط سيدا أنّ «مشكلة المنفى سيتم تجاوزها قريبا والحكومة الانتقالية التي يتم العمل عليها، ستكون في الأراضي المحررة وقد تكون مدينة حلب».
وهذا ما لفت إليه أيضا مصدر قيادي في المجلس الوطني السوري لـ«الشرق الأوسط» بالقول: «نأمل ونتمنى أن تتحوّل حلب إلى العاصمة السياسية للمعارضة، لا سيما أن المعركة في حلب تتجه نحو الحسم بعدما وصلت المواجهات إلى الشوارع في داخل المدينة؛ رغم كل التعزيزات العسكرية التي يقوم النظام بإرسالها إليها من حماه وإدلب.. وبالتالي يبقى الرهان على الجيش الحر لإضعافها وإنهاكها قبل وصولها». وانطلاقا من هذا الواقع، يؤكدّ العقيد عارف الحمود، نائب رئيس الأركان في الجيش الحر، أنّ النظام يستميت لسحب قواته من عدد من المناطق وتوجيهها إلى حلب، وهذا ما حصل أوّل من أمس في جبل الزاوية بعدما حاول نقل القوات الموجودة فيه إلى حلب.. لكن الضربات بدأت تتوالى عليها وفقدت أكثر من 40 في المائة من قدراتها بعد اجتيازها ما بين 20 و30 كيلومترا، وكان قد سبقها هزيمة قوات مدرسة المشاة. وتابع الحمود لـ«الشرق الأوسط»: «لكن هذا لن يكون بالأمر السهل بالنسبة إليه، فهو يتكبّد خسائر فادحة في صفوف هذه القوات قبل وصولها إلى حلب، وذلك نظرا إلى انتشارنا على طول الطرقات والكمائن التي ننصبها لها». ويلفت الحمود إلى أنّ «المعركة ترتكز بالنسبة إلى النظام على إيصال قواته إلى حلب، فيما يرتكز هدفنا على مواجهتها». وفي حين يؤكّد أنّ حلب باتت «قاب قوسين» من التحرير، يعتبر أنه في حال نجح النظام في إيصال قواته، وهذا لن يتحقّق، رغم استخدامه الطائرات التدريبية التي تحمل قنابل ورشاشات في القصف، فإن المعارك ستكون طويلة الأمد وأكثر شراسة. ويؤكّد الحمود أنّ الجيش الحر بسط سيطرته على كامل ريف حلب، وعلى معظم المناطق في مدينة حلب، فيما وجود قوات النظام مقتصر على الأماكن أو المساحات المحدّدة التي تتركّز فيها مراكز الفروع الأمنية وحيث يركّز آلياته العسكرية، لافتا إلى أنّ هناك عددا من هذه المراكز في منطقة ملاصقة لحلب، تقع تحت الحصار من قبل كتائب الجيش الحر ويعمد النظام على إمدادها من خلال استخدام الطائرات، وهي «مدرسة المشاة وكلية المدفعية وكلية التسليح والمدرسة الجوية».
بدوره يرى ياسر النجار، عضو قيادة الثورة في حلب، أنّ نتائج خطّة التحرير التي يسير عليها الثوار وعناصر الجيش الحر ممتازة، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «تحرير مدينة حلب أصبح قريبا جدا بعدما سيطرنا على ريفها»، مضيفا «امتلكنا الأرض وما نحتاج إليه اليوم هو امتلاك السماء، أي السلاح النوعي، وتوقيف الهجمات الجوية التي أصبحت الوسيلة الوحيدة التي يعتمد عليها النظام بعد الخوف الذي يسيطر على عناصره».
ويضيف النجار «الوضع على الأرض ممتاز ومعنويات الثوار مرتفعة جدا، لا سيما بعدما عمدنا إلى تنظيم الصفوف وتدريبهم بشكل دقيق، بما في ذلك على الحرب الوقائية من الحرب الكيميائية، وإن كان ينقصنا الكثير من المعدات اللازمة ولا سيما منها الكمامات والأقنعة الواقية». وهذا التنظيم شمل أيضا السجون التي عمدت المجالس الثورية إلى وضع قواعد وأسس لوضع المعتقلين من النظام في داخلها، إضافة إلى كيفية تزويدهم بالذخيرة التي توزّعت مستودعاتها في كل المناطق بحيث يصبح من السهل عليهم الوصول إليها. كما أكّد النجّار أنّ يوم أوّل من أمس تمّ الاستيلاء على ثكنة هنانو العسكرية، بما فيها من أسلحة وذخيرة، وهي مركز تدريب لقوات حفظ النظام.
ويؤكّد كل من النجار والحمود أنّ الجيش الحر يسيطر لغاية الآن على كامل ريف حلب وعلى مناطق محدّدة في المدينة، وهي، صلاح الدين والصاخور وطريق الباب والشعار وباب الحديد والفردوس ومساكن هنانو، والعامرية وسيف الدولة والإذاعة والزبدية والفردوس والحيدرية ومساكن هنانو، والتي تمتد على الخريطة من الجنوب إلى شرق حلب. وهي مناطق ذات كثافة سكانية كبيرة، إذ يصل عدد سكانها إلى نحو 700 ألف نسمة. ويشير النجار إلى أنّ هذه المناطق باتت خالية تماما من قوات النظام، حتى إنّ التنقّل فيها أو الدخول إليها يتطلّب المرور على حواجز تابعة للجيش الحر، ويعيش فيها الأهالي حياة طبيعية، لا سيما أنّ هناك حواجز متنقّلة للجيش الحر.
وفي سياق معركة حلب الحاسمة، فقد نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مراسل صحيفة سورية في مدينة حلب قوله «إنَّ مئات المتمردين القادمين من كل شمال سوريا يتدفقون إلى حلب، في ما يبدو أنَّه تحول إلى المعركة الحاسمة»، لافتًا إلى أنَّ «المتمردين يسيطرون على نحو عشرة أحياء في أطراف حلب». وأشار إلى أنَّ «أصوات القصف والرشقات الرشاشة تتردد في كل أنحاء المدينة».
بدوره، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لذات الوكالة إن «الثوار يعززون مواقعهم وسبق لهم أن أعلنوا أن معركة حلب هي معركة حسم وتحرير»، مُضيفا «هي كذلك معركة مصيرية بالنسبة إلى النظام». ورأى أن «حلب بالنسبة إلى الثوار هي عاصمة الشمال وتمثل بنغازي (المدينة الليبية التي قادت المعارضة ضد الرئيس معمر القذافي) سوريا، خصوصا أنَّ معظم المناطق شمال مدينة حلب باتت خارجة عن سيطرة النظام».
وقال عبد الرحمن إنَّ القوات النظامية «تواصل إرسال تعزيزات في اتجاه مدينة حلب من مناطق عدة. وتسلك هذه التعزيزات طريق دمشق – حلب الدولي».
تجدد الاشتباكات في مخيم اليرموك بدمشق.. واستمرار القصف على حمص ودير الزور
مجزرة في درعا تودي بحياة 22 شخصا قتل بعضهم بالرصاص وتم إحراق البعض الآخر
بيروت: ليال أبو رحال
تواصلت الاشتباكات في أحياء عدة في مدينة حلب، شمال سوريا أمس، بين مجموعات من الجيش السوري الحر والقوات النظامية، في حين اقتصرت المواجهات في العاصمة السورية دمشق على حي مخيم اليرموك، مع استعادة النظام السوري سيطرته بشكل كامل على معظم أحياء دمشق، باستثناء بعض الحارات، حيث يتحصن بعض المنشقين، وفق ما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو ما أدى في مجمله إلى سقوط أكثر من 145 قتيلا.
وأفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا أمس بأن «اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش الحر والجيش النظامي في مخيم اليرموك»، على وقع دوي انفجارات في شارع 30، يعتقد أنه ناجم عن «تفجير عبوات ناسفة بآليات للقوات النظامية». وذكر ناشطون أن الاشتباكات بدأت فجرا في المخيم، وسط محاولة قوات الأمن اقتحام حي الحجر الأسود من شارع 30، الأمر الذي أدى إلى وقوع اشتباكات عنيفة استخدمت خلالها قوات الأمن القصف المدفعي وبالمروحيات في كل من أحياء الحجر الأسود، ومخيم فلسطين، ومخيم اليرموك. كما عثر في حي القدم على جثث أربعة قتلى ذبحوا بالسكاكين. وتزامن قصف أحياء عدة في دمشق، لا سيما في منطقة السيدة زينب، حيث سقط عدد من القتلى والجرحى في حي المشتل مع قصف بقذائف الدبابات والهاون لبلدات في ريف دمشق، بينها الزبداني ومسرابا ومضايا وحرستا والمعضمية. وقالت لجان التنسيق المحلية إن «مدينة المعضمية تعرضت لقصف عنيف بالطيران الحربي ولحصار خانق، وتساقطت قذائف الهاون والمدفعية على مدينة قدسيا، بينما تعرضت داريا لحصار من المداخل كافة، فرضته قوات من الفرقة الرابعة، بالتزامن مع حملة مداهمات وتمشيط للمزارع المحيطة».
أما في حلب، فقد تحدث المرصد السوري عن اشتباكات وقعت في حي المحافظة في المدينة، فيما سقطت قذائف على حيي المشهد والشيخ بكر أسفرت عن مقتل طفلة وإصابة سبعة أشخاص بجروح، لافتا إلى أن «مدن وبلدات الباب والأبزمو وحيان وبيانون في ريف حلب تعرضت لقصف مدفعي مصدره القوات النظامية».
وفي إدلب، طال قصف مدفعي عنيف مدينة سراقب وسط تحليق الطيران الحربي، كما وقعت اشتباكات بين القوات النظامية وعناصر من «الجيش الحر» في محيط المدينة. وقصفت الحواجز الواقعة شمال مدينة خان شيخون قرية موقا، التي شهدت حركة نزوح جماعي لأهلها. وأعلن المرصد السوري عن مقتل 3 عناصر من «الجيش الحر» إثر اشتباكات دارت في بلدة كورين.
وفي درعا، ارتكبت قوات الأمن النظامية وفق ما أعلنته لجان التنسيق مجزرة جديدة في وادي العجمي في منطقة تل شهاب راح ضحيتها 22 شخصا قالت إنهم سقطوا «بالرصاص المباشر والبعض الآخر حرقا وبينهم منشقون كانوا قد نزلوا إلى وادي العجمي لإنقاذ المدنيين الهاربين من القصف». كما تعرضت بلدة بصر الحرير لقصف عنيف بقذائف الهاون من اللواء 12، وفق ما أكده ناشطون.
وفي حمص، استمر القصف على أحياء المدينة مثل جورة الشياح والخالدية وعلى البلدات القريبة منها تحديدا الرستن وتلبيسة والقصير وتلكلخ وقلعة الحصن. وفي الرستن أكد ناشطون سقوط عدد من الجرحى وتدمير عدد كبير من المباني جراء استمرار القصف العنيف على المدينة في ظل انقطاع الماء والخبز والكهرباء ونقص حاد في الدواء.
وذكر المرصد السوري أن قصفا عنيفا استهدف تلبيسة استخدمت خلاله القوات النظامية السورية الطائرات الحوامة بالقصف، مشيرا إلى اشتباكات وقعت صباح أمس مع مقاتلي «الجيش الحر» خلال محاولتهم اقتحام المدينة.
الأمانة العامة للمجلس الوطني تجتمع في الدوحة وتبحث الموقف الدولي من الأحداث السورية
غليون لـ«الشرق الأوسط»: فكرة الحكومة الانتقالية موضوع رئيسي في مداولاتنا
بيروت: يوسف دياب
بدأت الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري، اجتماعها الدوري في الدوحة لبحث القضايا التي تهمّ المجلس والمعارضة السورية ككل والحركات الثورية والجيش الحر في الداخل السوري، لا سيما الموقف الدولي مما يجري في سوريا.
ولفت عضو الأمانة العامة (الرئيس السابق للمجلس الوطني) برهان غليون إلى أن «المواضيع الجوهرية التي يجري بحثها، هي إعادة هيكلة المجلس وإصلاحه وتطبيق خطة توسيع المشاركة، والوضع السياسي برمته والموقف الدولي من الأحداث في سوريا». وأكد غليون في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «النقاش يشمل أيضا الفكرة الطارئة عن الحكومة الانتقالية، وهي ستكون موضوعا رئيسيا في المداولات والنقاش، حول شكل الحكومة وأهدافها، وبحث فكرتها مع الأطراف السورية الأخرى سواء في المعارضة أو الحراك الثوري أو الجيش الحر، ليكون ثمة تفاهم مع كل الأطراف حولها».
وردا على سؤال عمّا قيل عن طرح اسم المعارض السوري رياض سيف لترؤس هذه الحكومة، أجاب غليون «أولا لم يطرح بعد أي اسم لرئاسة هذه الحكومة، وثانيا من المبكر جدا الحديث عن اسم رئيسها أو أعضائها طالما فكرة إنشائها وطبيعتها ودورها لم تتبلور بعد».
وعمّا إذا كان سفيرا سوريا لدى قبرص والإمارات العربية المتحدة المنشقين أول من أمس عن النظام قد انضما إلى اجتماع المعارضة؛ نظرا لوجودهما في الدوحة، قال «كلا.. الاجتماع مخصص فقط لأعضاء الأمانة العامة فقط، ولم يحضر أحد من خارجها». لافتا إلى أنه «لم يحصل بعد أي تواصل مع هذين السفيرين، كما أنه لم يمض أكثر من ساعات على انشقاقهما، هما يحتاجان إلى أيام لترتيب أمورهما، كما أنه لم يسجّل أي تواصل لهما مع الإعلام». مشددا على أن «المجلس الوطني منشغل الآن في التواصل مع الدول والأطراف لتأمين الإغاثة الإنسانية والمساعدات اللازمة للمدنيين والثوار، وتوفير الأسلحة النوعية للجيش الحر التي تمكنه من التصدي لهجمات قوات النظام».
من جهة أخرى، أشار الدكتور عبد الباسط سيدا، رئيس المجلس الوطني السوري، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية قبيل الاجتماع إلى أن هناك طلبات للانضمام للمجلس. وأضاف: «تواصلنا مع هذه القوى التي تريد الانضمام قبل وبعد مؤتمر القاهرة، وما زلنا مستمرين في هذا الاتجاه»، دون أن يحدد أسماء بعينها.
وقال سيدا إن الاجتماع سيتطرق للأوضاع المستجدة مثل ما بعد الفيتو المزدوج في مجلس الأمن والنتائج التي تمخض عنها الاجتماع الوزاري في الدوحة وجملة قرارات سيتم تناولها ووضع تصور حولها، إلى جانب التطورات على الأرض في حلب ودمشق.
وحول المبالغ التي حددتها الجامعة العربية (مائة مليون دولار) لإغاثة الشعب السوري، قال سيدا إن «سوريا تحتاج إلى الكثير والمزيد من الإغاثة.. ووفقا للإحصاءات التي أعدها مكتب الإغاثة التابع للمجلس الوطني فإننا نحتاج شهريا لنحو 145 مليون دولار كحد أدنى، ولدينا مليونا نازح إلى جانب أن كل سوريا منكوبة، وهذا يدفعنا للتوجه للأصدقاء بنداء مفتوح طلبا للإغاثة.. لجمع المزيد من التبرعات، وإيجاد الطرق والممرات الآمنة لإيصال هذه المعونات إلى المحتاجين».
وحول القرار العربي بالخروج الآمن لبشار الأسد، قال إن هذه الفكرة مطروحة، و«نحن نناقشها ولا بد من معايير وضوابط، لأنه ليس من السهل عرض الفكرة على الشعب السوري بعد عام ونصف وأنهار من الدماء التي سببها هذا النظام القاتل». وأوضح أن «الوضع في سوريا مغاير لما كان عليه الأمر في اليمن، ولحسن حظ اليمن أن التدمير كان يسيرا جدا مقارنة مع الوضع في سوريا. ولذلك يجب بحث هذا الأمر بمنتهى العمق وبالتفاصيل». وحول الانشقاقات في صفوف النظام، قال إنهم قد دعوا إلى هذه الانشقاقات «ونشجعها ونشجع المسؤولين المدنيين والعسكريين بضرورة الانشقاق عن هذا النظام لأننا نعيش لحظة مفصلية». وقال إن الانشقاقات «نرحب بها وهي تدلل على ضعف النظام وتأكله من الداخل وتصدعه وهو ما يبشر بنهاية قريبة للنظام».
وبالتزامن مع طرح فكرة تشكيل الحكومة الانتقالية، بدأ أمس تداول مكثف للأسماء المرشحة لرئاستها، وفي مقدمها المعارض السوري رياض سيف الذي ولد في مدينة دمشق في عام 1946، وهو ابن عائلة من الطبقة المتوسطة، اتجه إلى الحقل السياسي بدخوله مجلس الشعب السوري كمرشح مستقل في عام 1994، وفي الدورة التالية عام 1998 تكرر انتخابه وطُبع خطابه بمزيد من الجرأة والنقد للاقتصاد والسياسة الاقتصادية.
ويعد سيف من نشطاء المنتديات السياسية والفكرية ولجان إحياء المجتمع المدني في سوريا، تلك المنتديات التي نشطت في الفترة التي تلت وصول بشار الأسد إلى الرئاسة وهي الفترة التي تسمى عادة ربيع دمشق. واعتقل في 6 سبتمبر (أيلول) 2001، عقب استضافته (في اليوم السابق) لحلقة دراسية سياسية في منزله، دعا فيها ضيف الندوة (رئيس المجلس الوطني السوري السابق) برهان غليون، إلى الإصلاح السياسي وإلى إجراء انتخابات ديمقراطية. وكان رياض سيف قد أصدر في مارس (آذار) 2001 ورقة نقاش حول مبادئ حركة السلم، وهي حركة للسلم الاجتماعي (منظمة جديدة كان يعتزم تأسيسها).
العرب يتجهون للجمعية العامة للأمم المتحدة بعد يأسهم من مجلس الأمن
مندوب السعودية في نيويورك لـ«الشرق الأوسط»: المشروع سيطرح الأسبوع المقبل.. وبان كي مون يحذر العالم من تكرار أخطاء البوسنة في دمشق
الرياض: سالم سلمان باريس: ميشال أبو نجم لندن – نيويورك: «الشرق الأوسط»
أكد عبد الله المعلمي، المندوب السعودي لدى الأمم المتحدة، في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»، أن الدول العربية قررت التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة حتى تتولى الجمعية مسؤولياتها تجاه ما يحدث في سوريا، ومؤكدا أن هذا الموقف اتخذ يوم الأحد الماضي خلال الاجتماع الوزاري لدول الجامعة العربية.
وأشار المعلمي إلى أن هذا الموقف يأتي انسجاما مع موقف الدول العربية تجاه الوضع في سوريا، ومشيرا إلى أن موقف جامعة الدول العربية نص على أنه نظرا لعدم اتخاذ أي قرار دولي في مجلس الأمن، قرر مجلس الجامعة العربية التوجه للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وبين المندوب السعودي لدى الأمم المتحدة أن مشروع القرار العربي سيتم تقديمه للجمعية العامة للأمم المتحدة مطلع الأسبوع المقبل، وموضحا أن الدول العربية قررت التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة حتى تتولى الجمعية مسؤولياتها تجاه ما يحدث في سوريا بعد قتل قوات النظام السوري أكثر من 16 ألف شخص خلال الاحتجاجات هناك.
وانتقد المعلمي الدول الداعمة للنظام في دمشق، مشددا على أن النظام السوري يعمل على قتل من يعارضه من الشعب السوري، ولافتا إلى أن عجز المجتمع الدولي عن التحرك يشجع النظام السوري على كل ما يرتكبه بحق الشعب.
وأوضح سفير السعودية لدى الأمم المتحدة أن مشروع القرار العربي المتوقع تقديمه للجمعية العامة سيمثل، إذا أقر، شرعية دولية في التعامل مع الوضع السوري، متوقعا أن يحظى مشروع القرار العربي بتأييد كبير لدى أعضاء الجمعية العامة، ومؤكدا أن قرارات سابقة تخص الشأن السوري لاقت تأييدا كبيرا داخل مجلس الأمن والجمعية العامة.
وتأتي هذه المبادرة السعودية الجديدة بعد فشل محاولة غربية الأسبوع الماضي في استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يهدد نظام الرئيس السوري بشار الأسد بفرض عقوبات بعد استخدام روسيا والصين حقهما في النقض (الفيتو). وقرار التوجه إلى الجمعية العامة، وهو تحرك تدعمه دول عدة، منها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا. وقال مسؤول في وزارة الخارجية البريطانية لـ«الشرق الأوسط»: «نحن ندعم مشروع القرار كليا ونعتبره رسالة سياسية مهمة»، إذ يتطلع الداعمون لمشروع القرار إلى أن يحصل على أكثر من 100 صوت من 100 دولة لإظهار إجماع سياسي حول القضية السورية. ومن المتوقع أن يشكل مشروع القرار، في حال حصل على أغلبية عالية من الأصوات، إحراجا لروسيا والصين الداعمتين الرئيسيتين للنظام السوري من خلال استخدام «الفيتو» في مجلس الأمن.
وأفادت المصادر الفرنسية التي تحدثت إليها «الشرق الأوسط» بأن باريس أيضا تؤيد وتدعم المبادرة السعودية في الأمم المتحدة، وهي على تواصل دائم بالسعودية ومع كل الأطراف في نيويورك. وتعتبر فرنسا أن ما تسعى إليه الرياض «مهم»؛ لأن صدور قرار يحظى بدعم واسع في الأمم المتحدة يحمل رسالة قوية ومن شأنه «تقوية الدينامية السياسية» الهادفة إلى تحقيق الانتقال السياسي.
وردا على سؤال عما إذا كان مشروع القرار سيتناول تهديد الحكومة السورية باستخدام ترسانتها من الأسلحة الكيميائية في حال تعرضها لهجوم أجنبي، قال المعلمي إن المشروع «سيأتي على ذكر كل المسائل المهمة في الوضع السوري».
وأوضح دبلوماسيون في الأمم المتحدة أن القرار قد يدعو الدول الـ193 الأعضاء في المنظمة الدولية إلى تطبيق العقوبات الدولية نفسها التي فرضتها الجامعة العربية على سوريا، كما قد يطالب القرار بتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة بالنزاع في سوريا، بحسب الدبلوماسيين الذين طلبوا عدم كشف هوياتهم. ومن المتوقع أن يتناول مشروع القرار أيضا أهمية محاسبة المسؤولين عن القتل في سوريا، ولكن من المتوقع عدم الإشارة مباشرة إلى تحويل قيادات النظام السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية.
ولا يمكن للجمعية العامة للأمم المتحدة إصدار عقوبات ملزمة خلافا لمجلس الأمن الدولي بأعضائه الـ15، إلا أنه من غير الممكن لأي دولة عضو في المنظمة الدولية فرض فيتو على قرارات الجمعية العامة التي تتطلب موافقة غالبية الأعضاء لإصدارها.
وتختزل عبارة قالها مندوب فرنسا لدى الأمم المتحدة، السفير جيرار أرو، عقب اجتماع مجلس الأمن الدولي للتداول في وضع الشرق الأوسط، وتحديدا سوريا، توجهات السياسة الفرنسية إزاء هذه المسألة؛ فقد أعلن أرو أن «العجز الذي فرضه استخدام روسيا والصين حق النقض لا يعني أن الأسرة الدولية معدومة الوسائل» للتحرك. وتصب هذه العبارة في الاتجاه نفسه لما قالته المندوبة الأميركية سوزان رايس ليل الخميس الماضي، عقب استخدام موسكو وبكين للمرة الثالثة حق النقض لإجهاض مشروع القرار، حيث أكدت أن واشنطن «ستعمل من خارج نطاق مجلس الأمن».
ولذا يتعين اللجوء إلى «البدائل» التي يقع من بينها التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما حصل ذلك في الماضي، من أجل استصدار قرار جديد لا يتمتع بقوة «الإلزام» كالتي يتمتع بها قرار من مجلس الأمن تحت الفصل السابع، ولكن له قيمة «سياسية»، إذ سيبين عزلة سوريا والدول التي تدعم نظامها. وتبادل أعضاء مجلس الأمن الدولي الاتهام بالمسؤولية عن تزايد العنف في سوريا، وتعهدت الدول الغربية بالعمل على وضع نهاية للصراع خارج إطار المنظمة الدولية، في حين حذرت روسيا من أن سلوك هذا السبيل ستكون له على الأرجح «عواقب وخيمة». وقال سفير ألمانيا لدى الأمم المتحدة، بيتر فيتيج، في مناقشة في مجلس الأمن بشأن الشرق الأوسط، مساء أول من أمس: «سيدفع الشعب السوري ثمن هذا الفشل».
وقالت فرنسا أمس إنه يتعين على روسيا والصين أن تعملا مع بقية دول مجلس الأمن الدولي لوقف حمام دم يمكن حدوثه في مدينة حلب السورية. وسئل وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، خلال زيارة إلى وارسو، عما إذا كان ينتابه قلق إزاء الوضع في حلب فأجاب: «على بلدان العالم، وبخاصة الدول دائمة العضوية (في مجلس الأمن)، أن تعمل معا وتضطلع بمسؤولياتها».
وخص روسيا والصين بالذكر قائلا: «نأمل أن تسمعا في النهائية الصرخات لا من شعب سوريا فحسب، بل من بقية العالم والبلدان العربية من أجل وقف حمام الدم هذا». ولكن ترفض موسكو تحمل مسؤولية تفاقم الأزمة السورية مع دعمها لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، بل تحمل واشنطن ودولا حليفة لها مسؤولية ذلك. وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين: «تتبع واشنطن وعدد من العواصم الأخرى مثل هذه السياسة منذ بداية الأزمة السورية، وأدى هذا إلى تفاقمها إلى حد بعيد». وأضاف أن واشنطن «ستتحمل المسؤولية عن العواقب الوخيمة التي يرجح أن تؤدي إليها مثل هذه الخطوات».
ومن جهته، حذر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قوى العالم أمس من تكرار الأخطاء التي ارتكبت في البوسنة خلال التسعينات من القرن الماضي، في سوريا، وذلك خلال زيارة تاريخية إلى سربرنيتشا، حيث لم تتمكن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة من منع مذبحة راح ضحيتها ثمانية آلاف من الرجال والأطفال المسلمين.
وقال بعد أن وضع إكليلا من الزهور على نصب تذكاري من الرخام الأبيض لضحايا سربرنيتشا: «لا أريد أن أرى أيا ممن سيأتون بعدي وهم يزورون سوريا بعد 20 عاما ويعتذرون عن عدم فعل ما كان يمكن فعله الآن لحماية المدنيين في سوريا». وأضاف: «ينبغي أن لا يتكرر ما حدث في سربرنيتشا أبدا.. لا في أي مكان ولا مع أي أحد».
وجاءت الزيارة – وهي الأولى التي يقوم بها أمين عام للأمم المتحدة لسربرنيتشا – ختاما لجولة لمدة أسبوع قام بها بان لدول يوغوسلافيا السابقة.
وقال أمام برلمان البوسنة في سراييفو أول من أمس، حيث لقي عشرة آلاف شخص حتفهم في حصار دام 43 شهرا، إنه يناشد العالم توحيد الصف و«وقف المذبحة» في سوريا.
ومن جهة أخرى، علمت «الشرق الأوسط» أن الاستعدادات بدأت لعقد اجتماع جديد، مبدئيا، لمجموعة أصدقاء الشعب السوري في المغرب بداية سبتمبر (أيلول) المقبل. وكان وزير الخارجية المغربي قد عرض استضافة بلاده للاجتماع المذكور الذي سيكون الرابع من نوعه بعد تونس وإسطنبول وباريس.
الأسد يصدر قانونا باستحداث محكمة متخصصة في الإرهاب
لا تتقيد بالتشريعات.. واختصاصها يشمل المدنيين والعسكريين
لندن: «الشرق الأوسط»
أصدر الرئيس السوري بشار الأسد أمس قانونا باستحداث محكمة تختص بالنظر في قضايا الإرهاب، على أن يكون مقرها في العاصمة دمشق. وذلك بعد يوم واحد على إقرار مجلس الشعب السوري للقانون. وكان الأسد أصدر بداية الشهر الحالي، ثلاثة قوانين لمكافحة الإرهاب، وتسريح العامل بالدولة في حال ارتكابه عملا إرهابيا، ومعاقبة من يقوم بفعل الخطف بالأشغال الشاقة.
ويقضي القانون الجديد بحسب ما نقلته عدد من المواقع الإخبارية السورية ووكالة الأنباء الألمانية بأن «لا تخضع الأحكام الغيابية الصادرة عن المحكمة لإعادة المحاكمة في حال إلقاء القبض على المحكوم عليه؛ إلا إذا كان قد سلم نفسه طواعية»، كما لا تتقيد المحكمة، بحسب القانون الصادر، «بالأصول المنصوص عليها في التشريعات النافذة وذلك في جميع أدوار وإجراءات الملاحقة والمحاكمة».
وأشارت مواد القانون إلى أن المحكمة تؤلف من 3 مستشارين، رئيس وعضوين أحدهما عسكري.. وأن اختصاصها يشمل جميع الأشخاص من مدنيين وعسكريين.. وذلك بعد إقرار مجلس الشعب بصورة مستعجلة يوم الأربعاء لمشروع القانون، والمتضمن إحداث محكمة خاصة تتولى النظر بجرائم الإرهاب.
وأفاد موقع سوريا اليوم الإخباري بأن هذه القرارات تأتي «في ظل ما تشهده عدة مدن سورية منذ أكثر من 16 شهرا من مظاهرات، مناهضة للسلطات، ترافقت بسقوط ألاف الشهداء من المدنيين والجيش وقوى الأمن، إضافة إلى نزوح عشرات الآلاف من المواطنين داخل وخارج البلاد».
الحدود التركية تتحول إلى مركز للثورة السورية
الصراع الذي تشهده سوريا وصل بالفعل إلى أعماق الدولة التركية
الحدود التركية السورية: ليز سلاي *
يوم الأربعاء الماضي، قامت السلطات التركية بإغلاق كافة حدودها مع الجانب السوري، بعد أن تمكن الثوار في سوريا من السيطرة على عدد كبير من المعابر. وقد اتخذت تركيا هذه الخطوة نتيجة القلق من سيطرة المتطرفين الإسلاميين على الأمور في تلك المناطق الحدودية بعد سيطرتهم على معبر باب الهوي، ولا سيما بعدما تم بث مقطع فيديو مؤخرا على شبكة الإنترنت أعلن خلاله المجاهدون تأسيس «دولة إسلامية».
ومن جهتها، أعلنت السلطات التركية أن القرار سوف يؤثر فقط على حركة الأتراك الذين يسافرون إلى سوريا، بينما سيتم السماح للاجئين السوريين بالدخول إلى الأراضي التركية. ومع ذلك، لا يمر اللاجئون عبر المعابر الرسمية، ونفس الأمر ينطبق أيضا على الثوار ومهربي الأسلحة والمنشقين والمصابين الذين يتدفقون إلى جنوب تركيا بشكل كبير خلال الأشهر الماضية، وهو مما أدى إلى تحويل منطقة من أكثر المناطق هدوءا في تركيا إلى المحور الرئيسي للثورة السورية.
وتشهد الحدود السورية مع كل من العراق ولبنان والأردن أنشطة مماثلة، ولكن على نطاق أضيق. وتم استقبال السوريين استقبالا حارا في تركيا التي تطالب حكومتها منذ فترة طويلة بالإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. وقال صوفي أتان، وهو المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية التركية: «يتعين علينا أن نهتم بهم لأنهم إخواننا وأخواتنا»، في إشارة إلى 43 ألف لاجئ سوري مقيمين بمعسكرات للاجئين على الحدود التركية.
ولم يتوقف الدور التركي على إيواء اللاجئين السوريين فحسب، على الرغم من عدم وضوح نشاط أنقرة في تقديم المساعدة بفعالية في الحرب بعيدا عن الدبلوماسية العالمية. وقال هيو بوب، وهو عضو في مجموعة الأزمات الدولية في إسطنبول، «يبدو أن تركيا في طريقها لوضع استراتيجية للتصدي لحالة الفوضى التي تحدث على حدودها». وأضاف بوب: «تسعى تركيا لأن تفرض كلمتها على الأوضاع التي تشهدها سوريا، ولكني لست متأكدا مما إذا كانت لديها إجابات سهلة عن ما يحدث هناك، خاصة أن ما تشهده سوريا حاليا يعد جديدا وغير متوقع بالنسبة لتركيا».
أما الشيء المؤكد، فهو أن الصراع الذي تشهده سوريا حاليا قد وصل بالفعل إلى أعماق الدولة التركية، حيث لا يتوقف سكان مدينة أنطاكية التركية، التي تعد الوجهة المفضلة لمعظم السوريين الذين يعبرون الحدود، عن الحديث عن الحرب التي تدور رحاها في سوريا.
وتقاتل العناصر التابعة للجيش السوري الحر في شوارع ضيقة في حرارة الشمس الحارقة وتفوح منهم رائحة العرق من ساحة المعركة، ويحدوهم الأمل في الحصول على المال والسلاح اللازم. ويتجمع السلفيون، الذين جاءوا لتقديم المساعدة من دول الخليج العربي، بلحاهم الطويلة وجلابيبهم بشكل لافت للنظر في تركيا العلمانية، ويقوم الرجال الذين يعرفون أنفسهم بأنهم ممثلو كتائب الثوار باستئجار غرف فندقية وشقق رخيصة، وهو ما زاد التكدس السكاني في تلك المدينة التي كانت يوما ما جزءا من سوريا والتي يتحدث غالبية سكانها باللغة العربية باعتبارها لغتهم الأم.
وغالبا ما تشكو المعارضة السورية من قلة الأسلحة والمعدات التي تصل إليها والتي تحتاج إليها بشدة. وتصل الأسلحة إلى الثوار بكميات صغيرة وتم شراؤها من تجار السلاح الأتراك وبتمويل من المملكة العربية السعودية وقطر، ولكن تصلهم تلك الأسلحة على مراحل متقطعة، علاوة على أن الأسلحة الصغيرة والذخائر ليست كافية لمواجهة الجيش النظامي السوري المجهز تجهيزا جيدا، على حد قول الثوار. ويلقي كثيرون باللوم على تركيا التي اكتفى رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان بالتصريحات الرنانة التي تدين صديقه وحليفه السابق بشار الأسد وتتوقع سقوطه.
ويقول أبو علاء، وهو مقاتل مخضرم وفلاح سابق كان قد عبر الحدود إلى سوريا ليحصل على إمدادات جديدة من الذخيرة: «تركيا لا تفعل شيئا سوى الكلام». وكانت كتيبة أبو علاء قد حصلت على 4 آلاف قنبلة يدوية من أحد تجار الأسلحة الأتراك، ولكنها سرعان ما نفدت.
ومع ذلك، تشارك تركيا بقوة في الجهود المبذولة لتنظيم المعارضة السورية، وتستضيف مكاتب المجلس الوطني السوري في إسطنبول وتحمي المعسكر الذي يضم قيادة الجيش السوري الحر في منطقة أبايدن على بعد بضعة كيلومترات من الحدود. ويقوم الجنود الأتراك بمراقبة التدفق المستمر لقادة الثوار والعرب الذين يتبرعون بالأموال والسوريين المعدمين الذين يقفون على الأبواب لتقديم الأموال والأسلحة إلى القادة في الداخل أو للحصول على حصة منها. ولا يتم السماح للصحافيين بالدخول، كما يتعين على الضباط الحصول على إذن قبل المغادرة.
وثمة مؤشر آخر يعكس مدى الجهود الحثيثة التي تبذلها تركيا لتقديم المساعدة والسيطرة على التدفق السوري، ويتمثل هذا المؤشر في منطقة مرتفعة قليلا تعلوها نقطة عسكرية محصنة تم تعزيزها بصورة أكبر عقب قيام سوريا بإسقاط طائرة تركية الشهر الماضي.
وهنا، تم تحويل معبر غير قانوني إلى معبر رسمي، عن طريق تثبيت بوابة معدنية صغيرة عبر فجوة في حاجز الأسلاك الشائكة، حيث يجلس ضابط تركي أمام طاولة مطبخ ويقوم بكتابة أسماء من يدخلون البلاد ومن يخرجون منها. وضمن دفتر الأوراق الذي يمسك به، توجد قائمة تبين الشارات العسكرية السورية، كي تساعده في التعرف على رتب المنشقين من الجيش السوري القادمين لعبور الحدود.
وذات أمسية قريبة، كانت تقف هناك سيارة إسعاف في انتظار قدوم أي جرحى، إضافة إلى شاحنة تفرغ ما بدا أنه إمدادات طبية كي يتم نقلها إلى داخل سوريا. وكانت الحافلات الصغيرة على الجانب التركي من الحاجز تعج بالنساء والأطفال، بينما كانت الحافلات الصغيرة على الجانب السوري تعج بالشباب، وهم على الأرجح ثوار عائدون إلى سوريا بعد زيارة عائلاتهم في مخيمات اللاجئين. وقد رفض الجنود الأتراك الموجودون في المعبر السماح بإجراء حوارات هناك، إلا أن الثوار في مناطق أخرى يقولون إنهم يأتون ويذهبون بانتظام عبر نقطة التفتيش، وهي الطريق الوحيد غير الشرعي إلى سوريا الذي يستطيع السوريون القيادة خلاله في مجاز موحل وعر.
وهذه أيضا هي النقطة التي يتم نقل الأسلحة منها إلى سوريا، حيث تقوم بتوصيلها شاحنات تابعة للجيش التركي ويتسلمها المقاتلون على الجانب الآخر تحت ستار الليل، بحسب مزارعين يعيشان قريبا ذكرا أنهما شاهدا هذه العملية وهي تتم في وقت متأخر من الليل. وقد أنكرت تركيا مرارا قيامها بتسليح الثوار، وقالت إن جهودها لمساعدة المعارضة السورية هي جهود إنسانية محضة، إلا أن بوب يقول إن تركيا على الأقل تشيح بناظريها في الاتجاه الآخر، مضيفا: «بالتأكيد، لم يعلن أي قرار يقضي بأن تقوم تركيا بتسليح الثوار، لكنني لا أظن أن أحدا يحاول منع الثوار من الحصول على الأسلحة أيضا». أما بالنسبة لقدرة تركيا على ذلك من عدمها، فهذه مسألة أخرى. ونظرا لأن تركيا تقوم بنقل كل من يأتون من سوريا عبر المعبر الخاضع لإدارتها إلى مخيمات اللاجئين، فإن الكثير من السوريين ما زالوا يفضلون استخدام الطرق غير الشرعية. ومع غروب شمس إحدى الأمسيات القريبة على القرية، سار جندي تركي باتجاه بستان الزيتون الذي يظهر منه السوريون في المعتاد، وهو يلوح بيديه في إلحاح، ثم ارتفع صوت طلق ناري، لردع من يحاولون التسلل إلى البلاد. وبعد ساعة واحدة، كان الجندي قد اختفى، وانسلت أسرة مكونة من 5 أفراد خارج بستان الزيتون واختفت في جنح الظلام.
* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»
تركيا تلوح لدمشق باتفاقية أضنة «السرية».. وأردوغان: الأسد والمقربون يوشكون على الرحيل
مصدر رسمي لـ «الشرق الأوسط»: لن يسمح باستخدام شمال سوريا ضدنا
بيروت: ثائر عباس
حذرت تركيا النظام السوري من مغبة «التورط في دعم الجماعات الإرهابية المسلحة» في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني المحظور. واتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان النظام السوري بأنه وضع عدة مناطق في شمال سوريا «في عهدة» حزب العمال الكردستاني، محذرا من أن تركيا يمكنها ممارسة حقها في ملاحقة المتمردين الأكراد الأتراك داخل سوريا في حال الضرورة. واعتبر أن إنشاء منطقة عازلة في الأراضي السورية يشكل أحد الخيارات الممكنة للتصدي لمتمردي حزب العمال الكردستاني في سوريا، كما قال إن الرئيس السوري بشار الأسد وأفراد دائرته المقربة يوشكون على ترك السلطة وإنه يجري الاستعداد لعهد جديد هناك.
قالت مصادر تركية قريبة من رئيس الوزراء التركي لـ«الشرق الأوسط» إن النظام السوري يعرف تماما ما يمكننا أن نفعله عند تجاوز الخطوط الحمر، ولا نريد لعهد الثمانينات أن يعود إلى الحدود بين البلدين، في تلويح واضح بالتدخل العسكري في شمال سوريا، على غرار ما كانت تركيا قد باشرت به في عام 1989، وانتهى باتفاقية أمنية سرية البنود بين البلدين معروفة بـ«اتفاقية أضنة» تسمح إحدى بنودها لتركيا بحق تعقب المقاتلين في الداخل السوري «إذا تعرض أمنها للخطر».
وأكد مصدر رسمي تركي لـ«الشرق الأوسط» أن أنقرة تمتلك معلومات موثقة عن اجتذاب النظام السوري لعدد من قيادات «الكردستاني» إلى سوريا؛ من ألمانيا تحديدا. وأشار المصدر إلى أن هؤلاء شاركوا في العديد من الاجتماعات مع أركان النظام في دمشق ومع قيادات كردية سوريا.
وأوضح المصدر أن تركيا «قلقة جدا» من مسار الأمور في الجانب السوري من الحدود، وتحديدا في المناطق ذات الغالبية الكردية. وأوضح أن المعلومات المتوفرة للاستخبارات التركية تشير إلى أن النظام السوري بدأ بتسليم تدريجي للمناطق الكردية للميلشيات الكردية، وأن ظهورا ملحوظا لـ«الكردستاني» يسجل في هذه المناطق. وكشف أن المعلومات تتحدث عن استعدادات للنظام لتسليم مدينة القامشلي لهؤلاء، بعد تسليمهم قريتي كوباني وعفرين، وهذا ما يثير حفيظة تركيا لقرب هذه المدينة من الحدود التركية.
وشدد المصدر على أن تركيا «لن تسمح بتحول هذه المناطق إلى بؤر تجمع للإرهابيين الذين يستهدفون أمن تركيا وشعبها»، مشددا على أن تركيا سوف تقوم بكل ما تسمح به المواثيق الدولية والاتفاقات الثنائية (في إشارة ضمنية إلى اتفاق أضنة السري مع سوريا) لمحاربة الإرهاب والحفاظ على أمن وسلامة مواطنيها.
وأعلن أردوغان أن وزير الخارجية التركي سيتوجه إلى أربيل في شمال العراق قبل الأربعاء المقبل لـ«التشاور في حساسية هذه القضية» مع القيادة في إقليم كردستان العراق وتأكيد «عزم أنقرة» على معالجتها.
وقال أردوغان في مقابلة مع قناة «كانال – 24»: «في هذه اللحظة نظام الأسد متركز في دمشق ومحشور هناك وفي جزء من منطقة اللاذقية (شمال غرب) أيضا. في الشمال وضع خمس محافظات بعهدة الأكراد، والمنظمة الإرهابية»، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني. وأضاف أن «هؤلاء يحاولون الآن إيجاد وضع يتفق مع مصالحهم عبر رفع صور زعيم المنظمة الإرهابية الانفصالية»، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني الذي يخوض حربا مسلحة ضد أنقرة منذ 1984.
وردا على سؤال عن إمكان أن تستخدم تركيا حقها في مطاردة المتمردين في حال الضرورة داخل الأراضي السورية إذا قاموا بعمل ما في تركيا، قال أردوغان «إنه أمر غير قابل للنقاش، هذا أكيد، هذه هي المهمة وهذا ما يجب أن نفعله». وأضاف أن «هذا في نهاية المطاف جزء من تغيير قواعدنا للاشتباك» للجيش التركي حيال سوريا. وقال أردوغان «هذا ما نفعله أصلا وما نواصل القيام به في العراق. إذا قمنا بشن ضربات جوية على مناطق الإرهابيين من حين لآخر فإن الأمر يتعلق بإجراءات اتخذت لضرورة الدفاع». وأكد رئيس الوزراء التركي أن أنقرة تعتبر أن نشر دمشق لحزب العمال الكردستاني أو فرعه السوري حزب الاتحاد الديمقراطي قرب الحدود التركية خطوة «موجهة ضد» تركيا. وأضاف «سيكون هناك بالتأكيد رد من جانبنا على هذا الموقف».
وردا على سؤال خلال مؤتمر صحافي قبل أن يتوجه إلى لندن لحضور افتتاح الألعاب الأولمبية عن احتمال إنشاء منطقة عازلة داخل الأراضي السورية للتصدي للمتمردين الأكراد، قال أردوغان إن هذا الخيار يندرج في إطار احتمالات التحرك. وقال «هذا يشكل جزءا من الخيارات. منطقة أمنية، منطقة عازلة، كل ذلك يشكل جزءا من الخيارات التي لدينا في مواجهة معسكرات (حزب العمال الكردستاني)». لكنه أكد أن «الأولوية فيها تظل رهنا بتقدم العملية. سيتم بحث (هذه الخيارات) بحسب العملية».
واشنطن تحذر من مجزرة في حلب والجيش الحرّ يستعد للمنازلة الكبرى
تركيا تغيّر قواعد الاشتباك مع سوريا
أرسلت أنقرة أمس إشارات واضحة في اتجاه قرب تدخلها العسكري المباشر في الأزمة السورية انطلاقاً من قواعد الاشتباك الجديدة التي أقرّتها الحكومة التركية إزاء سوريا، في خطوة من شأنها أن تعطي دفعاً قوياً للجيش السوري الحر الذي يستعدّ لمنازلة كبرى في مدينة حلب حيث يحضر نظام الأسد لمجزرة، اعتبرت واشنطن أنها محاولة يائسة من جانب نظام يتهاوى.
وأكدت الولايات المتحدة أمس أنها تدرس زيادة المساعدات التي تقدمها للمعارضة السورية في حال استطاع الثوار إقامة منطقة آمنة يسيطرون عليها في داخل الأراضي السورية.
ففي اسطنبول، اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان النظام السوري بأنه وضع مناطق عدة في شمال سوريا “في عهدة” حزب العمال الكردستاني، وحذر من أن تركيا يمكنها ممارسة حقها في ملاحقة المتمردين الأكراد الأتراك داخل سوريا في حال الضرورة.
واعتبر أيضاً أن إنشاء منطقة عازلة في الأراضي السورية يشكل أحد الخيارات الممكنة للتصدي لمتمردي حزب العمال الكردستاني في سوريا.
وقال اردوغان في مقابلة مع قناة “كانال-24” مساء أمس، “في هذه اللحظة نظام الأسد متركز في دمشق ومحشور هناك وفي جزء من منطقة اللاذقية (شمال غرب) أيضاً. في الشمال وضع خمس محافظات بعهدة الأكراد، المنظمة الإرهابية”، في إشارة الى حزب العمال الكردستاني.
وأضاف ان “هؤلاء يحاولون الآن ايجاد وضع يتفق مع مصالحهم عبر رفع صور زعيم المنظمة الإرهابية الانفصالية” في إشارة الى حزب العمال الكردستاني الذي يخوض كفاحاً مسلحاً ضد أنقرة منذ 1984.
ورداً على سؤال عن إمكان أن تستخدم تركيا حقها في مطاردة المتمردين في حال الضرورة داخل الأراضي السورية إذا قاموا بعمل ما في تركيا، قال اردوغان “إنه أمر غير قابل للنقاش، هذا أكيد، هذه هي المهمة وهذا ما يجب أن نفعله”. وأضاف ان “هذا في نهاية المطاف جزء من تغيير قواعدنا للاشتباك” للجيش التركي حيال سوريا.
وكانت تركيا أعلنت تعديل هذه القواعد بعدما أسقط الدفاع الجوي السوري طائرة قتالية تابعة لها قبالة السواحل السورية.
وقال اردوغان “هذا ما نفعله أصلاً وما نواصل القيام به في العراق. إذا قمنا بشن ضربات جوية على مناطق الإرهابيين من حين لآخر، فإن الأمر يتعلق بإجراءات اتخذت لضرورة الدفاع”.
وأكد رئيس الوزراء التركي أن أنقرة تعتبر أن نشر دمشق لحزب العمال الكردستاني أو فرعه السوري حزب الاتحاد الديموقراطي، قرب الحدود التركية خطوة “موجهة ضد” تركيا. وأضاف “سيكون هناك بالتأكيد رد من جانبنا على هذا الموقف”.
ورداً على سؤال أمس خلال مؤتمر صحافي قبل أن يتوجه الى لندن لحضور افتتاح الألعاب الأولمبية عن احتمال إنشاء منطقة عازلة داخل الأراضي السورية للتصدي للمتمردين الأكراد، قال اردوغان إن هذا الخيار يندرج في إطار احتمالات التحرك.
وقال “هذا يشكل جزءاً من الخيارات. منطقة أمنية، منطقة عازلة، كل ذلك يشكل جزءاً من الخيارات التي لدينا في مواجهة معسكرات (حزب العمال الكردستاني)”، لكنه أكد أن “الأولوية فيها تظل رهناً بتقدم العملية. سيتم بحث (هذه الخيارات) بحسب العملية”.
وتابع رئيس الوزراء التركي “لن نسمح لجماعة إرهابية بإقامة معسكرات في شمال سوريا وتهديد تركيا”، وأضاف “إذا كانت هناك خطوة يتعين اتخاذها ضد الجماعة الإرهابية فسنتخذها قطعاً”.
وأعلن اردوغان أن وزير الخارجية التركي سيتوجه الى أربيل في شمال العراق قبل الأربعاء المقبل لـ”التشاور في حساسية هذه القضية” مع القيادة في إقليم كردستان العراق وتأكيد “عزم أنقرة” على معالجتها.
وقال رئيس الوزراء التركي إن الرئيس السوري وأفراد دائرته المقرّبة سيصبحون قريباً خارج السلطة.
والاثنين، أعلن رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا أن النظام السوري سلم مناطق في شمال سوريا للمتمردين الأكراد وحلفائهم قبل أن تنسحب قواته منها.
وفي تركيا كذلك التقى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو مساء في أنقرة العميد مناف طلاس، أبرز ضابط سوري أعلن انشقاقه عن النظام السوري.
ميدانياً، لا تزال حلب محط الأنظار بانتظار المعركة الكبرى بين قوات الأسد والمعارضة التي تسيطر على جزء كبير من المدينة التي قالت الولايات المتحدة أمس إن القوات الموالية للرئيس السوري “تحضر لمذبحة” فيها.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن تقارير جديرة بالثقة عن طوابير دبابات تتجه صوب حلب وهجمات جوية بطائرات هليكوبتر وطائرات مقاتلة تمثل “تصعيداً خطيراً” في جهود الحكومة لسحق المعارضة المسلحة.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند “هذا هو مبعث القلق، أن نشهد مذبحة في حلب وهذا ما يحضر له النظام في ما يبدو”. وأضافت “قلوبنا مع أهل حلب وهذه مجدداً محاولة أخرى يائسة من جانب النظام الذي يتهاوى من أجل الحفاظ على السيطرة ونشعر بقلق كبير بشأن ما يمكنهم عمله في حلب”.
لكن نولاند قالت إن الولايات المتحدة التي قصرت مساعدتها للمعارضة السورية على المساعدات غير الفتاكة مثل معدات الاتصالات لا تتوقع تدخلاً عسكرياً في الصراع بدون تفويض من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حيث عرقلت روسيا جهوداً قادتها الولايات المتحدة لحشد رد أقوى.
وقالت نولاند “يتعين علينا مضاعفة جهودنا مع الدول التي تتفق معنا في الفكر خارج نظام الأمم المتحدة”، مضيفة أن الهدف الرئيسي الآن هو العمل مع المعارضة بشأن خطط انتقال ديموقراطي في نهاية الأمر.
وقالت نولاند “عندما يحين ذلك اليوم يجب أن تكون هناك سوريا لكل السوريين”.
وقلل البنتاغون أمس من شأن مشاركة مقاتلين متشددين، ولا سيما من الفرع العراقي لتنظيم القاعدة في النزاع المسلح الدائر في سوريا، مؤكداً أن هؤلاء ربما يكونون موجودين فعلاً في سوريا ولكن “وجودهم ليس كبيراً”.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جورج ليتل “لا يمكنني أن أستبعد إمكانية أن يكون هناك متطرفون في سوريا، ولا يجدر بأحد أن يظن أن تنظيم القاعدة في العراق لديه في سوريا وجود كبير أو ضخم أو قوي”.
واستمرت قوات النظام السوري أمس في استقدام تعزيزات الى مدينة حلب في شمال سوريا تمهيداً لشن هجوم كبير من أجل استعادة الأحياء التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون والتي تشهد منذ أسبوع اشتباكات تعنف حيناً وتخف أحياناً.
وتسببت أعمال العنف في مناطق مختلفة من سوريا أمس بمقتل 145 شهيداً حسب لجان التنسيق المحلية.
وأفاد مصدر أمني أن “تعزيزات من القوات الخاصة انتشرت الأربعاء والخميس من الجهة الشرقية للمدينة، كما وصلت قوات إضافية ستشارك في هجوم مضاد شامل الجمعة أو السبت” على حلب.
وأوضح المصدر أن “1500 الى ألفي مقاتل وصلوا أيضاً من خارج المدينة لدعم نحو ألفي مقاتل من المتمردين موجودين في المدينة”، مشيراً الى أن هؤلاء ينتشرون في الأحياء الجنوبية والشرقية على أطراف حلب، لا سيما صلاح الدين والجوار.
وتوقع الجيش السوري الحر كذلك حصول الهجوم.
وقال رئيس المجلس العسكري لمحافظة حلب التابع للجيش الحر العقيد عبد الجبار العكيدي “وصلت تعزيزات عسكرية الى حلب، ونتوقع هجوماً كبيراً في أي لحظة، لا سيما في المناطق الجنوبية والشرقية والغربية الواقعة على الأطراف”.
وقال مراسل لوكالة “فرانس برس” في حلب أمس، إن المقاتلين المعارضين يستعدون “للمعركة الكبرى”، وقد أعدوا مراكز لتقديم العلاج للجرحى في أقبية المدارس والجامعات. وأشار الى نقل طفل في العاشرة من عمره أصيب بشظية قذيفة الى أحد هذه المراكز، إلا أنه توفي على الفور متأثراً بجروحه.
وفي العاصمة، وقعت اشتباكات استمرت لبعض الوقت في شارع 30 في مخيم اليرموك (جنوب دمشق)، بحسب ما أفاد شهود والمرصد السوري.
وتواصل القصف على حي الحجر الأسود (جنوب) الذي تُستخدم فيه المروحيات، بحسب المرصد الذي أشار الى “اشتباكات عنيفة مستمرة منذ يوم أمس في الحي المحاصر من القوات النظامية من محاور عدة”.
في الوقت نفسه، تعرضت قرى وبلدات في ضواحي دمشق الجنوبية بينها داريا، وبعضها متاخم لحي الحجر الأسود مثل يلدا، لقصف عنيف.
وقال المرصد إن قوات النظام تحاول السيطرة على مدينة داريا التي لجأ إليها عدد كبير من المقاتلين المعارضين بعد انسحابهم من دمشق.
وعثر أمس على 14 جثة مجهولة الهوية في حي القابون الذي دخلت اليه القوات السورية أخيراً “قتلوا قبل أيام خلال العمليات العسكرية في الحي”.
وفي محافظة درعا (جنوب)، قال المرصد إنه تم الخميس العثور على جثامين اثني عشر مقاتلاً معارضاً في منطقة العجمي على الحدود السورية الأردنية وفقدان عشرة آخرين، مشيراً الى أن المنطقة “تعرضت للقصف أمس من القوات النظامية السورية” بينما كان هؤلاء المقاتلون “يساعدون الأهالي الذين يحاولون النزوح الى الأردن”.
وأعرب مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام هيرفيه لادسو أمس، عن قلقه من تصاعد الأوضاع في سوريا مؤكداً على ضرورة وقف الاقتتال بين السوريين.
وقال لادسوس في مؤتمر صحافي “لا أستطيع القول بأن هناك مؤشرات على حل سياسي لإنهاء هذا الوضع ولا أقول بأن هذا الأمر سوف ينتهي بين ليلة وضحاها، لكنه سيظل هدفنا الأول.. قتل السوريين للسوريين أمر يجب أن يتوقف”.
ديبلوماسياً، أبدى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس من وارسو أمس، ثقته بأن الرئيس السوري بشار الأسد سيسقط “عاجلاً أم آجلاً”. وقال “نواصل العمل لوقف المعارك ومن أجل حل بديل يجمع المعارضة السورية ومسؤولين آخرين”.
وفي إسرائيل، ذكرت مصادر أمنية إسرائيلية أن إسرائيل تقوم بتعزيز قواتها على طول خط وقف إطلاق النار مع سوريا في هضبة الجولان المحتلة، مع احتدام المواجهات في سوريا.
في روما، وقع معارضون سوريون نداء مشتركاً من أجل حل سياسي للنزاع في سوريا، مطالبين خصوصاً بوقف إطلاق النار والإفراج عن المعتقلين والمصالحة الوطنية.
وفي بروكسل، أكد خبراء في الاتحاد الأوروبي أن الأزمة الإنسانية في سوريا تفاقمت في شكل ملحوظ خلال الأيام الأخيرة، مشددين على الحاجة الى مزيد من الأموال لبرامج المساعدة التي تبدو غير كافية.
من جهتها، دعت المديرة العامة لمنظمة اليونيسكو ايرينا بوكوفا “جميع الأطراف الضالعين في النزاع” في سوريا الى “ضمان حماية الإرث الثقافي الاستثنائي” في مدينة حلب.
(ا ف ب، رويترز،
يو بي آي، ا ب)
“وول ستريت جورنال”: دور مهم للعميد مناف طلاس يظهر في المرحلة الانتقالية
ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما وبعض المسؤولين من الدول العربية والغربية يناقشون سبل وضع الضباط المنشقين في سوريا في مركز التحول السياسي في هذه الدولة العربية الممزقة، وذلك وفقا لما قاله بعض المسؤولين الأميركيين والشرق أوسطيين.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين في عددها الصادر امس قولهم إن “التركيز على العميد مناف طلاس وهو صديق قديم للرئيس السوري بشار الأسد آخذ في الازدياد في الوقت الذي تتلاشى الآمال بشأن إمكان أن يستطيع المجلس الوطني السوري حشد المعارضة تحت جبهة واحدة”.
أضافوا ان “الجهود المبذولة لإيجاد شخصية إنتقالية لديها القبول بالنسبة لمؤيدي نظام الأسد من الروس والدول العربية الرائدة وكذلك للمعارضة كانت بمثابة المحور الأهم نظرا الى ما يناله الثوار من مكاسب في المدن السورية الكبرى، فضلا عن تزايد حدة الانشقاقات من قبل المسؤولين الرفيعي المستوى”.
ورأى المسؤولون أن العميد طلاس يعد بمثابة احدى الشخصيات القليلة من الشخصيات المعارضة للنظام التي يمكن أن تساعد على الأرجح في استعادة النظام في دمشق وتضمن أن يكون مخزون الأسلحة الكيميائية في سوريا آمنا، معربين عن أملهم في أن يكون طلاس (المسلم السني) الشخصية الانتقالية المقبولة بالنسبة للمعارضة التي تعد بأغلبها من مسلمي السنة.
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قوله إنه من السابق لأوانه القول إذا كان طلاس سيكون رجل المرحلة المقبلة أم لا، مشيرا إلى أن الأسابيع القليلة المقبلة ستكشف تفكيره ومدى قبوله مختلف العناصر داخليا ودوليا.
وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن التركيز على طلاس يؤكد أيضا على قلة عدد الشخصيات التي يمكن أن تقدم كبديل عملي للأسد. فالكثيرون من المعارضة ينظرون إلى طلاس وعائلته باعتبار أنهم جزء وثيق جدا ومرتبط بالحملة القمعية التي شنها الأسد، فضلا عن الفساد المتفشي في أغلب أركان الإدارة الداخلية، مشيرة إلى تشككهم أيضا في قدرته على التغلب على أعضاء الطائفة العلوية والتي تمثل نحو 12% من سكان سوريا وتبدو متمسكة إلى حد كبير ببقاء نظام الرئيس بشار الأسد.
وفي السياق ذاته، نسبت الصحيفة إلى بعض الذين يعرفون العميد مناف طلاس تخوفهم من قدرته على تولي زمام القيادة. وأشار أحد معارف العائلة إلى أنه على الرغم من أن طلاس اعترض على استخدام القوة والعنف في إخماد الانتفاضة في أماكن مثل حمص وحماة ويفضل الحوار، إلا أنه يرى أنه لن يتمكن من الوقوف في وجه متشددي النظام.
كما أوضحت الصحيفة الأميركية أنه لا يزال هناك بعض السوريين الذين يعرفون طلاس وغيرهم من أفراد أسرته يستبعدون إمكان أن يلعب طلاس دورا مركزيا في أي تحول وعلى الأخص بسبب الدور الذي لعبته عائلته في نظام الأسد على مدى أربعة عقود.
ورغم ذلك، أعرب مسؤولون أميركيون وأوروبيون عن أملهم في أن يكون دور طلاس في المعارضة من شأنه أن يساعد في كسب الدعم الروسي للعملية الانتقالية في دمشق، نظرا الى الروابط العائلية لطلاس الطويلة مع نظام الأسد.
(أ ش أ)
أردوغان يلوّح بالتدخل بشمالي سوريا
لمّح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى احتمال تحرك بلاده عسكريا شمالي سوريا لمواجهة ما دعاه تهديد منظمة إرهابية تنشط هناك، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني، واتهم النظام السوري بتسليم مناطق بشمالي سوريا لحزب كردي تابع لحزب العمال المناوئ لأنقرة.
وحذر أردوغان من تقسيم سوريا، وقال إنه سيؤدي إلى صراع مسلح بين أتباع المذاهب المختلفة, وقال إن الصراع المذهبي يتطور بشكل مختلف عن الصراع العرقي، وسيؤدي إلى ظهور وضع أكثر صعوبة.
وقال في مؤتمر صحفي قبل سفره الخميس إلى لندن إن الرئيس السوري بشار الأسد وأفراد دائرته المقربة يوشكون على ترك السلطة وإنه يجري الاستعداد “لعهد جديد” هناك، واتهم نظام الأسد بأنه وضع عدة مناطق في شمالي سوريا “في عهدة” حزب العمال الكردستاني.
وحذر أردوغان من أن تركيا يمكنها ممارسة حقها في ملاحقة المتمردين الأكراد الأتراك داخل سوريا في حال الضرورة، وقال “لن نسمح لجماعة إرهابية بإقامة معسكرات في شمالي سوريا وتهديد تركيا”. وأضاف “إذا كانت هناك خطوة يتعين اتخاذها ضد الجماعة الإرهابية فسنتخذها قطعا”.
واعتبر أيضا أن إنشاء منطقة عازلة في الأراضي السورية يشكل أحد الخيارات الممكنة للتصدي لمتمردي حزب العمال الكردستاني في سوريا. وقد جرى الحديث عنه في السابق، لكن من غير المتوقع أن تتحرك تركيا بصفة منفردة، ومن غير المرجح صدور قرار من الأمم المتحدة بالموضوع نظرا لمعارضة روسيا.
وتمثل هذه التصريحات أول إقرار بقلق أنقرة بشأن النفوذ المتنامي لحزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا المرتبط بحزب العمال الكردستاني الذي يخوض صراعا انفصاليا على مدى 28 عاما في تركيا قتل فيه أكثر من أربعين ألف شخص.
وتأتي هذه التصريحات بعد إشارة تقارير إلى أن حزب الاتحاد الديمقراطي سيطر على أربع بلدات في الشمال، خاصة أن المناطق الكردية في سوريا نجت من أسوأ أعمال عنف في الانتفاضة التي تفجرت قبل 16 شهرا ضد نظام الأسد، وأن شخصيات معارضة سورية اتهمت حزب الاتحاد الديمقراطي بالتصرف نيابة عن الأسد، حيث قام بإخماد مظاهرات في المناطق الكردية واغتال ناشطين مناهضين للأسد.
وفي هذا السياق، من المتوقع أن يزور وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إقليم كردستان بشمالي العراق الأسبوع القادم، ويقول محللون إنه قد يطلب من رئيس الإقليم مسعود البارزاني ممارسة ضغوط على الأكراد السوريين للحد من نفوذهم هناك.
اشتباكات بدمشق وتحذير من مجزرة بحلب
قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 180 شخصا قتلوا أمس الخميس بنيران الجيش النظامي معظمهم في دمشق وريفها وحلب ودرعا، وفيما حذرت الولايات المتحدة من ارتكاب مجزرة في حلب تستمر الاشتباكات والقصف في دمشق وأنحاء عدة بالبلاد.
وأفادت الهيئة العامة للثورة بأن اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي وعناصر الجيش السوري الحر اندلعت في حيي صلاح الدين والحمدانية وغيرهما من أحياء حلب، كما تواصل القصف المدفعي والمروحي على أحياء المرجة والصاخور والشعار وسيف الدولة.
وذكرت شبكة شام الإخبارية أن بلدتي منبج ودارة عزة بحلب تعرضتا لقصف عنيف من راجمات الصواريخ في قصف هو الأعنف منذ اندلاع الثورة.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إن تقارير جديرة بالثقة عن أرتال دبابات تتجه صوب حلب وهجمات بالمروحيات والطائرات المقاتلة تمثل “تصعيدا خطيرا” وإن مبعث القلق هو “أن نشهد مذبحة في حلب”، وأضافت “قلوبنا مع أهل حلب، وهذه مجددا محاولة أخرى يائسة من النظام الذي يتهاوى من أجل الحفاظ على السيطرة”.
وأوضحت نولاند أن واشنطن لا تتوقع تدخلا عسكريا في الصراع بدون تفويض من مجلس الأمن، واكتفت بالقول إنه يجب مضاعفة جهود الولايات المتحدة مع الدول التي تتفق معها خارج نظام الأمم المتحدة.
قصف واشتباكات
وقالت لجان التنسيق المحلية إن الجيش النظامي قصف مناطق في أحياء مخيم اليرموك والحجر الأسود والتضامن والقدم بدمشق. بينما دارت اشتباكات قرب ضريح الجندي المجهول على سفح جبل قاسيون وفي الحجر الأسود بالعاصمة.
واتهمت شبكة شام قوات النظام بارتكاب مجزرة في بلدة يلدا بريف دمشق حيث قتل العشرات جراء القصف، كما تواصل القصف على داريا والسيدة زينب وكفر بطنا.
وتجدد القصف أيضا على مدن القصير وتلبيسة والحولة والرستن وقرى الضبعة والبويضة الشرقية في حمص، واقتحمت قوات النظام أحياء في حماة، كما قصفت قرى الشريعة وباب الطاقة والحواش والحويجة في ريفها.
وفي دير الزور، تجدد القصف على أحياء الجبيلة والكنامات والعرضي، وعلى بلدات الحصان والعليان ومحيميدة، والأمر نفسه في قرى العيدو وسلمى ودورين بريف اللاذقية، وفي قرى الحراك واليادودة واللجاة وداعل والشيخ مسكين وطفس بريف درعا، وفي قرية جباتا الخشب بالجولان.
وقال مراسل الجزيرة إن جنديا أردنيا أصيب في كمين للجيش النظامي السوري أثناء عبور لاجئين سوريين إلى منطقة الرمثا، وتبعه تبادل لإطلاق النار بين جنود الطرفين عبر الحدود.
وعلى الحدود التركية في الشمال، أفاد مراسل الجزيرة بحدوث حركة نزوح واسعة إثر القصف العنيف على بلدة تفتناز بمحافظة إدلب، كما انشق عدد من الجنود عن الجيش النظامي في مطار البلدة، وذكرت شبكة شام أن القصف طال مدينتي كفرنبل وسراقب مع استمرار الاشتباكات وسقوط عدد من القتلى والجرحى.
وعلى صعيد آخر، بث ناشطون مشاهد لمظاهرات مسائية في أحياء قبر عاتكة ومخيم فلسطين والقنوات ودمر البلد ومشروع دمر في دمشق، كما خرجت مظاهرات في سقبا وكفر بطنا ودوما وحرستا والتل والكسوة في ريف دمشق، وكذلك في حي سيف الدولة ومساكن هنانو في حلب، وفي كفرتخاريم وكفرنبل في إدلب، وحي السبيل بدرعا، والميادين في دير الزور ومناطق أخرى من سوريا.
لاجئون وإغاثة
من جهة أخرى، استقبل العراق أمس الخميس 800 لاجئ سوري بينهم 5 جرحى من منطقة البوكمال الحدودية، وقال مصدر محلي إن الجهات الصحية قدمت الإسعافات الأولية للجرحى وأحالت أحدهم إلى مستشفى الرمادي.
وفي الأردن، قال مصدر أمني إن نحو 200 لاجئ سوري تمكنوا من الهرب ظهر الخميس من مكان تجمعهم في ملعب حديقة الملك عبد الله الثاني بمدينة الرمثا، مؤكدا أن البحث لا يزال جاريا عنهم في المدينة.
ويقدر عدد اللاجئين المتواجدين في الملعب بما بين 3800 و4000 لاجئ، علما بأن السلطات الأردنية أوقفت الثلاثاء الماضي قرار السماح للأردنيين بكفالة اللاجئين السوريين.
وفي الأثناء، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن وكالات الإغاثة العاملة في سوريا تمكنت الشهر الماضي من زيادة مساعداتها بشكل كبير رغم خطورة الأجواء.
في السياق أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية أن أوكرانيا بدأت الخميس عملية إجلاء رعاياها من سوريا، الذين تقدر أعدادهم بنحو 5000، معظمهم من النساء والأطفال.
ونقل مراسل الجزيرة نت في كييف محمد صفوان جولاق عن المتحدث أوليكساندر ديكوساروف قوله إن الرئيس الأوكراني كلف وزارة الخارجية وغيرها من الوزارات المعنية بإجلاء الرعايا من سوريا، بسبب التوتر وخطورة الأوضاع فيها، على حد وصفه.
اشتباك بين الجيشين الأردني والسوري
مقتل طفل سوري وإصابة جندي أردني
محمد النجار-عمان
أكدت مصادر متعددة في مدينة الرمثا الأردنية حدوث اشتباك بين الجيشين الأردني والسوري الليلة أسفر عن مقتل طفل سوري كان يعبر الحدود مع عائلته من سوريا باتجاه الأردن، كما أصيب جندي أردني، لكن الحكومة الأردنية نفت حدوث الاشتباكات.
وفي حديث للجزيرة نت قال ناشطون أردنيون في مدينة الرمثا الحدودية مع درعا وآخرون من الحدود السورية المواجهة للأردن إن الاشتباكات بين الجيش الأردني والجيش السوري النظامي استمرت زهاء ساعتين، وقالوا إن لديهم معلومات بإصابة واحدة على الأقل في الجانب الأردني.
وتحدث مصدر سوري من داخل الحدود السورية مع الأردن للجزيرة نت عن أن الاشتباكات تفجرت عندما بدأت عائلات سورية بالنزوح تجاه الأردن من منطقة تل شهاب المواجهة لقرية الطرة الأردنية، حيث كان عدد من جنود الجيش السوري الحر يحمون هذه العائلات -كالعادة- حتى يصلوا للجانب الأردني من الحدود.
وأضاف المصدر أن قوات من الجيش النظامي السوري أطلقت النار على هذه العائلات عندما دخلت الحد الأردني وأن طفلا أصيب على الفور وتوفي لاحقا قبيل وصوله لمستشفى الرمثا الحكومي.
وحسب المصدر شوهدت إصابة على الأقل في صفوف الجيش الأردني الذي قال إنه رد بقوة على مصدر النيران السورية، وإن كثافة النيران دفعت بجنود سوريين كانوا في مركزين أمنيين قرب الحدود لتركها والهرب باتجاه واد مجاور.
وأفاد المصدر بوصول تعزيزات كبيرة من القوات الأردنية وأنها انتشرت بكثافة في المنطقة وأن هدوءا حذرا يسود المنطقة الحدودية بين الجانبين.
وتحدث المصدر السوري عن حدوث اشتباكات متكررة بين الجيشين الأردني والسوري أثناء عبور عائلات سورية باتجاه الأردن تستمر عادة لدقائق معدودة، لكنه وصف اشتباك فجر اليوم الجمعة بالأقوى منذ اندلاع الثورة السورية على نظام بشار الأسد.
الحكومة تنفي
من جهته نفى الناطق باسم الحكومة الأردنية وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال سميح المعايطة وقوع أي اشتباكات بين الجيشين السوري والأردني.
وقال للجزيرة نت “ما حدث الليلة هو أن الجيش السوري أطلق النار باتجاه لاجئين سوريين كانوا في طريقهم للجوء نحو الأردن مما أدى لإصابة طفل نقلته قوات الجيش للمستشفى إلا أنه توفي متأثرا بجراحه”.
وتابع “لم تحدث اشتباكات بين القوات الأردنية والسورية، وقوات الجيش الأردني نجحت في تأمين العائلات السورية التي هربت باتجاه الأردن”.
وكان ثمانية سوريين أصيبوا فجر الخميس أثناء محاولتهم الهرب نحو الأردن، حيث نقلتهم قوات الجيش الأردني لمستشفيي الرمثا الحكومي والملك المؤسس، وتراوحت إصاباتهم بين متوسطة وسيئة.
وشيعت مدينة الرمثا الأردنية عصر الخميس لاجئا سوريا توفي متأثرا بجراح أصيب بها قبل أيام ووصل للعلاج بالرمثا، إلا أنه توفي الخميس وشيعه العشرات من اللاجئين السوريين ومن أهالي مدينة الرمثا.
صحف ألمانيا تنتقد تهديدات الأسد بالكيماوي
ركزت الصحف الألمانية اهتمامها مجددا على الحرب الدائرة رحاها بين قوات نظام الأسد ومقاتلي المعارضة السورية، ولا سيما تهديدات النظام السوري باستخدام أسلحته الكيماوية في حال تعرض بلاده لهجوم خارجي.
فقد بدأت صحيفة زود دويتشه تسايتونغ تعليقها بالإشارة إلى وثيقة لوزارة الخارجية الألمانية تحث على اتخاذ مبادرات جديدة، لأن الصراع الدائر في سوريا وصل إلى نقطة تحول، وقالت الصحيفة “وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله يعطي بهذا البيان السياسة الألمانية تجاه سوريا بعدا جديدا، واللافت أنه لم يعد هناك حديث عن تكثيف الضغط على الأسد باعتماد عقوبات إضافية، وبما أن مجلس الأمن عاجز عن التحرك، وجب عوض ذلك أن يتركز التعاون بين أصدقاء الشعب السوري”.
ومضت الصحيفة تقول إن هذه المجموعة التي هي على اتصال مع المعارضة السورية تضم أكثر من 100 دولة ومنظمة، بدون الصين وروسيا، وأوضحت أن البيان يحث المعارضة على احترام القانون الدولي الإنساني، مع الأمل بأن يساهم بسط سيطرتها على مساحات على الأرض في تحسين إمكانية تقديم المساعدة الإنسانية.
وردا على تلميحات النظام السوري باستخدام الأسلحة الكيماوية، قالت الصحيفة “يجب إبلاغ حكومة بشار الأسد بوضوح بأن تصعيدا سيجلب معه عواقب وخيمة”، مشيرة للتهديدات الإسرائيلية في حال نقلت أسلحة كيماوية لمنظمات “إرهابية” مثل حزب الله والقاعدة.
أما صحيفة فرانكفورت تسايتونغ فعلقت على التهديدات السورية باستخدام الأسلحة الكيماوية قائلة “سوريا ستستخدم أسلحتها الكيماوية التي تخضع لمراقبة الجيش، فقط في حال تعرضها لاعتداء خارجي”، واعتبرت الصحيفة أن اللجوء لهذه الأسلحة بمثابة انتحار، لأنه سيأتي بنتيجة مماثلة، “فالنظام السوري لن يقضي من الناحية الأخلاقية فقط، بل سينتهي ككيان، وهو يريد تحديدا تفادي هذا الأمر”.
أما صحيفة تاغشيغل الصادرة ببرلين فتساءلت عن مصير الأسلحة الكيماوية في حال سقوط نظام الأسد، وقالت “السؤال المحوري هو: ما الذي سيحصل مع الأسلحة في حال انهيار النظام؟ الجواب بمنتهى السهولة: ستختفي. في العراق لم يتمكن 22 ألف جندي أميركي من تفادي اختفاء 330 طنا من المتفجرات من قاعدة القعقاع وحدها، استخدمت لاحقا باعتداءات ضد الوحدات العسكرية الأميركية، وعلى هذا النحو يمكن أن تظهر الأسلحة الكيماوية السورية عند حزب الله في لبنان، وفي أفغانستان أو في العراق، أو أن يسيء استخدامها متمردون بلا مسؤولية”.
فيما رأت صحيفة ميركيشه أودرتسايتونغ أن إعلان النظام السوري أن الأسلحة الكيماوية ستستخدم فقط في حال هجوم أجنبي وليس ضد الشعب لا يبعث على الطمأنينة فعلا، لأن بشار الأسد أكد مرارا بما يكفي أن شعبه ليس هو الذي يقاتل ضده، بل إرهابيون أجانب، وهذا ليس بعيدا عن سلسلة تعليلات قد تقود بالنهاية للأسوأ، ألا هو استعمال الغازات ضد الشعب”.
وبدورها قالت صحيفة شتونغارتر تسايتونغ إن حمص وحماة ودرعا والرستن دمرت عن آخرها، وإن المصير نفسه يهدد دمشق وحلب، التي يعيش في كلتاهما نصف مجموع العائلات التي ظلت حتى فترة وجيزة بمنأى عن التدخل بالنزاع، ورأت الصحيفة أن سوريا مقبلة على الأسوأ.
ماذا سيفعل “الرئيس رومني” لسوريا؟
قالت صحيفة أميركية في افتتاحيتها إن من ينظر إلى تصريحات المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة مت رومني في الصحافة، يظن أن هذا المرشح لديه نظرة وطريقة للتعاطي مع الأزمة السورية تختلف تماما عن تلك التي يتبعها الرئيس الحالي باراك أوباما.
واستشهدت كريستيان ساينس مونيتور بعنوان لمقال بالصحيفة البرلمانية الأميركية “ذي هِل” جاء فيه “رومني ينتقد بشدة سياسة أوباما في سوريا، ويدعو إلى تسليح الثوار السوريين”، وقالت إن رومني أعطى درجة “فاشل” لأوباما في مجال السياسة الخارجية.
وتساءلت الصحيفة: كيف سيتعامل “الرئيس رومني” إذا فاز بالانتخابات مع سوريا؟ وتجيب: على عكس جميع إداناته، سيتبع رومني في الواقع نفس سياسة أوباما، وقول رومني نفسه بخطابه أمام المحاربين القدماء الثلاثاء الماضي إن الشأن السوري يفتقر لخيارات متاحة لهو خير دليل على ذلك.
ويرى رومني أن الرئيس أوباما قد وضع مصير الأزمة السورية في ملعب روسيا والأمم المتحدة، واتهمه في تصريحات صحفية الاثنين الماضي بأنه “يقوّي نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ويضعف الثوار”. كما اتهم إدارة أوباما بأنها أخطأت في قراءة الأزمة، وكان على الولايات المتحدة “أن تتدخل بشكل صارم منذ البداية وتقول إن على الأسد الرحيل”.
وعلّقت الصحيفة على آراء رومني بالقول “لكن رومني نفسه لم يقدم رؤية شاملة للسياسة تجاه سوريا (كما هو الحال مع الإدارة الحالية)”.
وأكملت الصحيفة: إن للرجلين وجهة نظر متطابقة حول الخيار الحاسم، فكلاهما يرفض التدخل العسكري بحملة على غرار تلك التي شنت في ليبيا. كما يرفض رومني فكرة تطبيق منطقة للحظر الجوي، ويرى بأنها لن تكون فاعلة، على عكس ما يراه البعض في حزبه الجمهوري نفسه مثل السناتور جون ماكين الذي ما انفك يدعو إلى إجراءات على الأرض في الأزمة السورية.
وسياسيا، ألقت الصحيفة الضوء على توافق رومني وحملته الانتخابية مع الخيارات التي يتبعها أوباما فيما يتعلق بالتعامل مع المعارضة السياسية السورية، فقد أعلنت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في ديسمبر/كانون الأول الماضي أن المجلس الوطني السوري المعارض “ممثل رئيسي وشرعي للسوريين الساعين إلى تغيير ديمقراطي مسالم”. وبعد ذلك قام عدد من كبار مستشاري السياسة الخارجية بحملة رومني الانتخابية بالتوقيع على رسالة مفتوحة تقترح إيجاد قنوات اتصال مباشر مع المجلس.
واستمرت الصحيفة بسرد أوجه تطابق وجهات النظر بشكل غير مباشر بين أوباما ورومني حول سوريا، وقالت إن النقطة الوحيدة التي يختلف فيها الاثنان هي “تسليح الثوار السوريين” حيث أعرب رومني بعيد مجزرة الحولة التي راح ضحيتها 108 مدنيين سوريين عن اعتقاده بأن على الولايات المتحدة أن تعمل مع شركائها لتسليح المعارضة “ليتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم”.
وعادت الصحيفة إلى القول بأن الضجة التي يحاول رومني إثارتها حول رؤيته المختلفة للتعامل مع الشأن السوري، لن تؤدي إلى سياسات مختلفة على الأرض. وضربت الصحيفة في ذلك مثالا بانتقادات رومني لإدارة أوباما واتهامها بأنها “لينة مع روسيا”، ثم عادت وأبرزت تصريحا في هذا الاتجاه لدان سينور أحد مستشاري حملة رومني قال فيه إن الولايات المتحدة ليس لديها اليد العليا في التعامل مع الكرملين فيما يتعلق بالأزمة السورية.
المصدر:كريستيان ساينس مونيتور
واشنطن تخشى مجزرة في حلب
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أعربت الولايات المتحدة الخميس عن خشيتها من وقوع مجزرة في حلب، ثاني كبرى مدن سوريا والتي يبدو أن القوات النظامية تستعد لشن هجوم عليها، مؤكدة في الوقت نفسه أنها لن تتدخل عسكريا في هذا البلد.
وخلال لقاء مع الصحفيين، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند أن “القلق هو في أن تحصل مجزرة في حلب وهذا ما يبدو أن النظام يعد له”.
وتطرقت نولاند إلى “معلومات ذات مصداقية” مفادها أن “قوافل من الدبابات” تتقدم باتجاه المدينة التي تبعد 355 كلم إلى شمال دمشق وحيث تدور معارك ضارية بين المتمردين والجيش الموالي للرئيس بشار الأسد.
وأفاد مصدر أمني لوكالة فرانس برس أن “تعزيزات من القوات الخاصة انتشرت الأربعاء والخميس من الجهة الشرقية للمدينة، كما وصلت قوات إضافية ستشارك في هجوم مضاد شامل الجمعة أو السبت” على حلب.
واعتبرت نولاند أن تقدم الدبابات واستعمال المروحيات والطائرات يشير إلى “تصعيد خطير في النزاع”، وقالت أيضا “تفكيرنا مع سكان حلب. مرة جديدة، يحاول النظام بكل الوسائل التمسك بالسلطة ونحن قلقون جدا لما يمكن أن يفعله في حلب”.
وأكدت نولاند مع ذلك على الموقف الأميركي لناحية عدم تسليم أسلحة للمتمردين السوريين. وقالت “لا نعتقد أن صب الزيت على النار من شأنه أن ينقذ الارواح”.
وشددت على أنه خلافا للنزاع في ليبيا الذي تدخل فيه الحلف الأطلسي، فإن “أغلبية السوريين ما زالت ترفض تدخلا عسكريا أجنبيا وتدفقا للأسلحة على بلادهم”.
المعارضة: مقتل 200 شخص بسوريا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قالت مصادر في المعارضة السورية، الخميس، إن 200 شخص قتلوا في أنحاء متفرقة من البلاد، وأشارت إلى أن غالبية القتلى سقطوا في حلب وإدلب، وتزامن ذلك مع استمرار القصف العنيف على مختلف المدن السورية.
وذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن القتلى سقطوا في أنحاء عدة لكن حمص شهدت وحدها مقتل ما يقرب من 50 شخصا على يد قوات الجيش النظامي.
من جهة أخرى، استمرت الاشتباكات الخميس في بعض أحياء مدينة حلب في شمالي سوريا بين قوات الجيش الحر المعارض والقوات النظامية، بينما أفيد صباحا عن تجدد الاشتباكات في حي مخيم اليرموك في دمشق، حسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون.
وكانت أعمال العنف أوقعت الأربعاء في مناطق مختلفة من سوريا 143 قتيلا هم 75 مدنيا و41 عنصرا من قوات النظام و27 مقاتلا معارضا.
وقال المرصد في بيان صباح الخميس إن “اشتباكات وقعت في حي المحافظة في مدينة حلب، فيما سقطت قذائف على حيي المشهد والشيخ بكر أسفرت عن مقتل طفلة وإصابة 7 أشخاص بجروح”.
وكان القصف تركز مساء الأربعاء على حي صلاح الدين، فيما وقعت اشتباكات في حي طريق الباب.
وذكر المرصد أن مواطنا قتل مساء داخل منزله في مدينة حلب برصاص الأمن. ونقل عن ناشطين أنه تم العثور على أدوية داخل المنزل، مضيفا أن “الأمن أعتبر أنه ينظم مشفى ميدانيا”.
ورغم التوتر الأمني واستقدام تعزيزات عسكرية ضخمة من الطرفين إلى المدينة، خرجت مساء “تظاهرات حاشدة في أحياء الفرقان والأشرفية وحلب الجديدة تنادي بإسقاط النظام ورحيل رئيسه بشار الأسد”، حسب المرصد.
وقتل 15 مواطنا بينهم امرأة وطفل جراء القصف على حلب الأربعاء، حسب المرصد الذي أشار أيضا إلى مقتل ثلاثة مقاتلين معارضين في اشتباكات قرب مخفر الكلاسة في المدينة “الذي سيطر عليه الثوار وأحرقوه”.
كما تعرضت مدن وبلدات الباب والابزمو وحيان وبيانون في ريف حلب إلى قصف مدفعي مصدره القوات النظامية، حسب المرصد.
وأفاد ناشطون بانشقاق قائد كتيبة حفظ النظام الثانية في دمشق المقدم عمر الملحم. وجاء ذلك بعدما استعادت القوات النظامية السيطرة عليها بشكل شبه كامل، تسجل اشتباكات متقطعة في جيوب وحارات لجأ إليها المقاتلون المعارضون.
وذكرت لجان التنسيق المحلية صباح اليوم أن “اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش الحر وجيش النظام في حي مخيم اليرموك”.
وأكد المرصد سماع “أصوات انفجارات في شارع 30 في المخيم يعتقد أنه تفجير عبوات ناسفة بآليات للقوات النظامية”.
وقال أحد سكان المخيم لوكالة “فرانس برس” إن “الاشتباكات اندلعت الساعة السابعة صباحا بعد ليلة هادئة”، مشيرا إلى استخدام “قذائف ار بي جي والرشاشات الثقيلة فيها”.
من جهة ثانية، أفاد المرصد بالعثور على 14 جثة مجهولة الهوية في حي القابون الذي دخلت إليه القوات السورية أخيرا.
لبنان المنقسم في عين العاصفة السورية
لمياء راضي- أبوظبي – سكاي نيوز عربية
رغم محاولات لبنان النأي بنفسه عن أزمة سوريا إلا أن العاصفة فرضت نفسها عليه بحكم الجغرافيا والسياسة بين البلدين، في الوقت الذي بدأ التوتر يتصاعد داخل لبنان جراء اشتباكات طائفية داخلية متقطعة على خلفية النزاع بسوريا يعززها انقسام سياسي دائم في هذا البلد.
فالتخوف من استخدام دمشق لحزب الله اللبناني، حليفها الاستراتيجي، كورقة أخيرة لفتح جبهة مع إسرائيل تصرف بها الأنظار عن المعارك في سوريا، تعزز بعد تحذيرات وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان من أن بلاده سترد على الفور وبحزم إذا ما رصدت نقل أسلحة كيماوية أو بيولوجية من سوريا إلى حزب الله.
وتخشى رئيسة معهد العلوم السياسية بجامعة القديس يوسف ببيروت فادية كيوان من اشتعال الجبهة اللبنانية الإسرائيلية.
وتقول لسكاي نيوز: “إسرائيل لديها ثأر مع حزب الله منذ حرب 2006 ونخشي أن تتحين الفرصة لعمليات عسكرية ضده لإعادة تلميع صورتها وصورة جيشها داخليا وخارجيا”.
وتتوقع كيوان أنه إذا أقدمت الدولة العبرية على عمل عسكري فإنه سيكون”سريعا وخاطفا، فإسرائيل لا تدخل في حروب استنزاف طويلة الأجل”.
لكنها استبعدت في الوقت نفسه أن “يكون حزب الله هو البادئ بإشعال الحرب، لأن إشعال الجبهة سوف يفتح النار عليه داخليا وإقليميا وعالميا، وليس له مصلحة في ذلك”.
ويوافقها الرأي الخبير الاستراتيجي أمين حطيط، المؤيد لحزب الله والنظام في سوريا، حيث يري أن حزب الله “لن يعطي للعدو مبررات لرد غير مناسب”.
ويستبعد استخدام الحزب لسلاح كيماوي تخشى إسرائيل أن يكون قد تسرب إلى يديه.
ويقول لسكاي نيوز عربية: “حزب الله يعرف أن إسرائيل تملك سلاحا نوويا وبيولوجيا وبالتالي لن يعطي لها المبرر لاستعمال هذا السلاح، عبر استخدام الحزب لسلاح كيماوي”.
ورأى الخبير الاستراتيجي أن “حزب الله ليس في موقع يسمح له بأن يقوم بعملية لإلهاء الأبصار عما يجري في سوريا، لأن ذلك مكلف جدا.”
اغتيالات
وأدى تدفق اللاجئين السوريين والخروقات علي الحدود إلى إثارة المخاوف الدولية والمحلية من امتداد النزاع إلى الداخل اللبناني المتوتر أصلا وتأجيج الانقسامات الطائفية.
هذا الخوف يسيطر على المعارضة اللبنانية الممثلة في كتلة 14 آزار المناهضة للنظام السوري وحزب الله.
النائب اللبناني ووزير العمل السابق بطرس حرب يعتبر لسكاي نيوز عربية أن أكثر ما يخشاه أن تزداد حدة التوتر السياسي والطائفي بلبنان بسبب الأزمة السورية وحدوث استقطاب بين حلفاء دمشق ومعارضيها في الداخل.
ويقول: “لبنان الآن متعثر سياسيا والمرتقب أن يكون هناك إضعاف أكثر وشلل للحياة السياسية جراء تناحر مؤيدي ومعارضي دمشق من السياسيين”.
ويرى حرب أن نتيجة هذا التناحر هو انهيار الوضع في لبنان، متوقعا وقوع “محاولات اغتيال”، على حد قوله.
ويقول “الحمد لله أنها لا زالت في إطار المحاولات التي تهدف لإزالة أي شخصيات معارضة أو غير مقتنعة بالنظام السوري”.
واتهم السياسي اللبناني البارز حزب الله بمحاولة اغتياله بوضع مواد ناسفة في مصعد المبنى الذي يقع فيه مكتبه الأسبوع الماضي وهو ما نفاه الحزب.
وعمقت الأزمة السورية الهوة بين فريقي 8 آزار ذو الأغلبية النيابية الموالي لدمشق بقيادة حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر بزعامة العماد مشيل عون، وفريق 14 آذار الذي يقوده تيار المستقبل بزعامة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري نجل رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري والذي تتهم المحكمة الدولية الخاصة في لبنان قادة في حزب الله بالضلوع في اغتياله.
ووقف حزب الله وأمل بقوة مع الرئيس بشار الأسد بينما بدا بعض المتحالفين معهم، بما فيهم رئيس الوزراء نجيب ميقاتي والزعيم الدرزي وليد جنبلاط، أقل حماسة لمساندة دمشق.
وأبدى حرب قلقه من أن “تنسحب الأزمة السورية على المخيمات الفلسطينية في لبنان والتي هي بالأصل مراكز للتوتر وبؤر قلق، ودائما ما تثير المخاوف والدور السوري في التأثير على هذه المخيمات معروف”.
وكانت معارك في مخيم نهر البارد بشمال لبنان بين مسلحين فلسطينيين والجيش اللبناني قد استمرت أكثر من 100 يوم وأدت إلي مقتل أكثر من 400 شخص عام 2007.
وتقول كيوان إن “الأحداث في سوريا تتسارع ونخشي أن تتجه إلى حرب أهلية وتداعيات ذلك على لبنان كثيرة لأن ليس هناك نسيج واحد”.
وتحذر أيضا من تفجر الموقف في شمال لبنان خاصة طرابلس، ثاني أكبر المدن اللبنانية، والتي كانت مسرحا في الآونة الأخيرة لاشتباكات متعددة بين الطائفة العلوية المؤيدة لدمشق والمتمركزة خاصة في جبل محسن وبين السنة في منطقة باب التبانة.
وفي 12 مايو 2012 تفجر الموقف في طرابلس إثر توقيف داعية سني قيل أنه يساند أعمال إرهابية ضد الحكومة السورية، وهو ما رفضه أهل باب التبانة، وأسفرت الاشتباكات المسلحة بين الطرفين عن مقتل ما لا يقل عن 8 أشخاص.
وتجنب حزب الله التعليق لسكاي نيوز عربية. وقال النائب عن الحزب بالبرلمان علي فياض: ” لقد أخذنا قرار بعدم التصريح للصحافة في هذا الشأن”.
كما رفض النائبان أحمد فتفت (14 آذار) وعلي حسن خليل (حركة أمل) التعليق علي تداعيات الأزمة السورية على لبنان.
روزانا بومنصف، كبيرة المحللين السياسيين بجريدة النهار اللبنانية حذرت من جانبها من تدفق النازحين السوريين وما يعنيه “من ثقل على لبنان ليس إنسانيا ولكن سياسيا بسبب الانقسامات الطائفية، فهناك انقسام طائفي مغلف بانقسام سياسي بين مؤيدي ومعارضي النظام السوري”.
حرب إقليمية شاملة؟
وتقول بومنصف لسكاي نيوز عربية إن “هناك أيضا الشق الإقليمي في الأزمة بين إيران، حليفة سوريا، من جهة والعالم والخليج العربي من جهة أخرى وطبعا لبنان جزء من هذا الصراع بطبيعة موقعه ومكوناته السياسية والطائفية”، مشيرة إلى أن “المسألة تتعدى حزب الله إلى إيران”.
وفي هذا الصدد يرى حطيط أن “الأسد لن يسقط إلا عبر تدمير كامل للشرق الأوسط بحرب شاملة، وانتقال الحرب إلى طهران وهو ما لن تسمح به إيران”. ويضيف: “اللحظة التي سيكون فيها بشار في خطر ستنزل الصواريخ على إسرائيل”.
ولا ترى بومنصف أنه يوجد ما يوحي بأن حزب الله يريد أن يدخل في مواجهة مع إسرائيل، “لأن ذلك فيه نوع من الانتحار العسكري والسياسي”،
“توحد الفرقاء والسمو فوق الطائفية هم العاملان الكفيلان بتحصين لبنان ضد انزلاقه والدخول طرفا محاربا في الأزمة السورية”، بحسب حسب المحللة السياسية لكنها تشير إلى عدم مد أي فريق يده للآخر.
وفي ظل هذا الوضع بالغ الحساسية، بحسب بومنصف، فإن الترقب سيكون سيد الموقف في لبنان حيث لا “يريد أحد أن يحرق أوراقه. فكل طرف من الأطراف يراهن على شيء لأن اللعبة ستسفر عن رابحين وخاسرين وليس من مصلحة أحد التنازل عن أوراقه الآن قبل أن تنتهي اللعبة”.
شركة فرنسية متهمة بتقديم معدات مراقبة لسوريا
العربية.نت
أعلن مصدر قضائي أن نيابة باريس فتحت اليوم الخميس، تحقيقاً أولياً بعدما تقدمت منظمتان حقوقيتان غير حكوميتين بشكوى ضد شركة فرنسية متهمة بتزويد سوريا بمعدات للمراقبة الإلكترونية، بحسب وكالة “فرانس برس”.
وتفيد الدعوى: يبدو أن شركة كوسموس أثارت شبهات مرات عدة لمساهمتها في تسليم النظام السوري معدات للمراقبة الإلكترونية الضرورية لقمع كل معارضة سياسية أو فكرية.
ويتهم الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان ورابطة حقوق الإنسان شركة كوسموس ومقرها باريس، بتوفير “معدات مراقبة يستخدمها النظام السوري في مراقبة معارضيه” وتنظيم القمع، كما أعلن لوكالة فرانس برس محامي الاتحاد باتريك بودوان، لكن كوسموس أكدت أن “ليس لديها مطلقاً ما تلام عليه”.
وسبق للاتحاد والرابطة أن تقدما في تشرين الأول/أكتوبر الماضي بشكوى “التواطؤ في جرائم التعذيب” ضد شركة امسيس، لأفعال مماثلة تتعلق بليبيا إبان حكم الزعيم الراحل العقيد معمر القذافي.
وفتحت محكمة في باريس تحقيقاً في الشكوى ضد أمسيس في أيار/مايو الماضي.
وتعتبر المنظمتان أن الشركة “قدمت إلى نظام القذافي بدءاً من عام 2007، نظاماً لمراقبة الاتصالات مخصصاً لمراقبة الشعب الليبي”.
وقال بودوان إن كوسموس قدمت “معدات مراقبة يستخدمها النظام السوري لمراقبة معارضيه” وتنظيم القمع.
وأشار ألى أن الشكوى، التي حصلت فرانس برس على نسخة منها، ستقدم في المحكمة الأربعاء.
ليفي: ما فعلناه في ليبيا يمكن تحقيقه في سوريا
الفيلسوف الفرنسي ناشد حكام الغرب لقيادة تحالف لإجبار الأسد على التنحي
العربية.نت
بعث الفيلسوف والكاتب الفرنسي، برنار هنري ليفي، برسالة إلى حكام الدول الغربية الكبرى قائلاً: “أود من الرؤساء مثل هولاند أو كاميرون أو أوباما أو أي جهة أخرى العمل تولي قيادة تحالف تجبر بشار الأسد على التنحي”.
وأضاف في حديثه إلى برنامج “نقطة نظام” على قناة “العربية”: “نود من أحدهم تولي زمام المبادرة، لأنه في ظل الظروف الحالية ما يحتاجه المرء هو قبطان أو قائد.
فهناك جيش قوي ومتمرس بمقدوره التدخل ولدينا الجامعة العربية التي تتمنى التخلص من بشار الأسد، لكننا بحاجة إلى قائد وقد يكون هذا القائد من الدول العربية أو أوروبا”.
تسليم الشعلة من ثوار ليبيا إلى السوريين
يذكر أن ليفي أنتج مؤخرا فيلما وثائقيا عن الثورة الليبية، بعنوان “قسم طبرق” عرضه في مهرجان “كان” السينمائي، مصحوبا بشخصين ملثمين، قال ليفي إنهما ضابطان في الجيش السوري الحر تسللا من سوريا بمساعدة فرنسا وحضرا معه وقائع المهرجان.
وشرح ليفي أن الرسالة التي قصد أن يوجهها من خلال ذاك المشهد هي أن “ما فعلناه في ليبيا بالتعاون مع العرب والأوروبيين والأمريكيين يمكن تحقيقه في سوريا. الأمر أشبه بشعلة الأولمبياد تنتقل من يد الليبيين إلى يد السوريين”.
وفيما أقر ليفي بأن سوريا تختلف عن ليبيا فإنه اعتبر أنه بإمكان التدخل الخارجي في سوريا أن يحقق نجاحا أكثر من الذي حققه في ليبيا لعدة أسباب، حسب قوله، ومنها الدور التركي وتصميم الجامعة العربية القوي على التخلص من بشار الأسد.
كما أنه من بين أسباب النجاح المحتمل للتدخل الخارجي بحسب ليفي، كون “بشار الأسد أقل جنونا من القذافي”، وبالتالي فإن أي تصعيد في التهديد لحكم الأسد مع تكاتف الأسرة الدولية في ذلك سيجعل الأسد يصغي لهذا التهديد، الأمر الذي لم يفعله القذافي، حسب قول ليفي.
صهيوني مناصر للثورة السورية
وشدد ليفي على وجود سببين يستدعيان التدخل الخارجي في سوريا، هما: “تزايد أعداد الشهداء والمصالح الاستراتيجية التي لا تقل أهمية عن المصالح الاقتصادية”، بالإشارة إلى أنه وعلى خلاف ليبيا، سوريا لا تملك نفطا أو غازا.
وفي هذا السياق تساءل ليفي: “هل نريد حقا أن يهيمن أقرب حليف لأحمدي نجاد على هذا الجزء من العالم؟”.
وفيما نفى ليفي أنه صهيوني فإنه يقر بأنه مناصر لإسرائيل، مؤكداً أن ذلك ليس من شأنه أن يؤثر على تأييده للثورة السورية، قائلاً: “أنا أعلم أن كثيرا من السوريين لا يرون ضيرا في ذلك لأنهم يؤمنون بالديمقراطية مثلي”.
وفي السياق نفسه قال: “وأصدقائي الديمقراطيون في سوريا يريدون السلام مثلي ويفضلونه على الحرب لأن الأخيرة تعني الجحيم بالنسبة إليهم”.
يذكر أن عدة أوصاف أطلقت على برنار هنري ليفي من “عراب الربيع العربي” إلى “جيمس بوند الفرنسي”، إلا أن الفيلسوف يفضل وصف “لورنس العرب” باعتباره “كان شخصية عظيمة وهو خليط من الشجاعة والمواهب وكتابه أعمدة الحكمة السبعة من أعظم ما سجله الأدب العالمي في التاريخ”، حسب قوله.
وزير سوري سابق: انشقاق طلاس لم يكن مبرمجاً
روما (26 تموز/يوليو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
رفض قيادي بعثي ووزير سوري سابق اعتبار انشقاق العميد مناف طلاس مبرمجاً لصالح اتفاق دولي عربي ليكون شخصية توافقية لقيادة مرحلة انتقالية وقال إنه “افتراض لا يصلح أخذه كحقيقة”، على حد وصفه
وقال مروان حبش لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “أرى أنه من واجب المعارضة بكل تلاوينها وأطيافها وهي تدرك بأن السياسة ليست حقداً أو تصفية حسابات، أن ترفض ما يردده بعض المعارضين الذين لا كار لهم في السياسة، بأن فلاناً قفز من السفينة قبل أن تغرق، وعليها أن ترحب بكل من يضع نفسه في خدمة انتصار قضية الحرية والكرامة بغض النظر عن التوقيت والمكان”. وأردف “لا أستطيع الأخذ بالنظرية القائلة بأن خروج العميد مناف طلاس كان مبرمجاً، وهذا الأخذ يبقى من باب الافتراضات التي لا تصلح أخذها كحقائق”
وقال عضو القيادة القطرية السابق حبش “معلوماتي عن العميد مناف طلاس أنه كان منذ بداية الثورة في تونس من دعاة الإصلاح في سورية، ومن دعاة حل الأزمة منذ بدايتها عن طريق الحوار، وأنيط به مهمة الحوار مع المنتفضين ومع بعض القوى السياسية، وإن أي شخصية للقيادة في مرحلة انتقالية مفترضة يجب أن تلقى قبولاً وتأخذ دعماً من المحتجين ومن المعارضة المسلحة ومن المعارضة السياسية، كما يجب أن تلقى قبولاً من الطيف الشعبي غير المشارك في الحراك الثوري، ودعماً عربياً ودولياً” حسب تقديره
وحول احتمال قبول المعارضة السياسية السورية بحل وسط يوقف نزيف الدم ويضمن زوال النظام خلال مدة محددة، قال حبش “الهدف الرئيس الذي يجب أن تسعى إليه المعارضة بكل أطيافها وكل مواطن مخلص لوطنه ولشعبه، هو وقف نزيف الدم وعمليات التدمير والتهجير وانتصار قضية ثورة الحرية والكرامة”. ورأى أنه “من المؤسف أن تعنّت النظام ولجوئه للخيار العسكري ـ الأمني أفسح المجال وحوّل سورية إلى ساحة تبغي الدول الكبرى المتصارعة تحقيق مصالحها وأجنداتها ضاربة بعرض الحائط مصالح الشعب في سورية وغير مكترثة بالدماء المستنزفة، أو بالتجييش الخطير المدمر للمجتمع التي كان أهلها يتعايشون مع تنوعاتهم في إطار وحدة وطنية جامعة” بالبلاد
وحول طبيعة المرحلة الانتقالية وإن كانت قيادتها عسكرية أم سياسية، قال حبش “كما أن هناك من يرى أن المرحلة الانتقالية يجب أن تُقاد من مجلس أو هيئه مؤلفة من مدنيين وعسكريين لها مهام رئيس الجمهورية ووزارة وحدة وطنية بصلاحيات واسعة من المجلس أو الهيئة ومحددة زمنياً لبدء الانتقال نحو الدولة الديمقراطية العتيدة، وأن هذا المجلس أو الهيئة ضروري لإعادة الجيش إلى ثكناته وضبط الأجهزة الأمنية واستيعاب ما يعرف بالجيش الحر وبقية المسلحين وإنهاء كل المظاهر المسلحة”، حسب تعبيره
وفيما ما يتردد بأن بقاء الرئيس بشار الأسد هو ضمانة للأقلية العلوية، قال “إذا كان من المؤسف للسوري أن يجد نفسه يتكلم عن طائفة ما، بعد أن قضى زمناً طويلاً يتكلم فيها عن الانتماءات السياسية لأبناء الوطن، ولكن الاستبداد بما يفرز من فساد وإرهاب وإدارة سيئة تضغط بثقلها الأمني على المجتمع أدت إلى تجييش خطير وظهرت بعض التوترات في بعض المناطق مع ثورة الشعب أنبأت بأن النظام من خلال ممارساته أشعل ناراً وحافظ على جمرها متوقّداً تحت الرماد، فما أن يلامسه الهواء حتى يلتهب مهدداً بحريق”
وتابع “النخب من أبناء الطائفة العلوية كغيرهم من أبناء الطوائف الأخرى، بل نسبتهم تفوق الآخرين في معارضتهم للنظام منذ تأسيسه في نهاية السبعينيات من القرن الماضي وأمضوا في المعتقلات عقوداً من الزمن ومنهم من قضى نحبه فيها، كما شاركوا في الحراك الثوري منذ انطلاقه وفي عمليات الإغاثة ومئات من شاباتهم وشبابهم دخلوا المعتقلات وتعرضوا للتعذيب والإهانة، كما أنهم في مواقع قيادية بالمعارضة السياسية، ويدرك كل عليم بأن طائفة النظام الموالية له تضم ومن جميع الطوائف كل الذين ارتبطت وترتبط مصالحهم باستمرار النظام” الحالي
وأضاف “أكدت انتفاضة الشعب في سورية من أجل الحرية والكرامة على ثوابت هادية لها في مسيرتها ومن أهم هذه الثوابث لا اجتثات لأي مكون سياسي أو إثني أو ديني أو مذهبي، وإن سورية وطن لكل الجماعات الإثنية التي تعيش على أرضها (عرباً وغير عرب)، ولكل تلك الجماعات وللجنسين في المجتمع حقوقاً سياسية وثقافية واجتماعية متساوية، وللجماعات الدينية كامل الحرية في ممارسة طقوس عباداتهم، وللجميع حق الوصول إلى الثروة الوطنية من غير استثناء أو تمييز
العميد السوري المنشق طلاس يقول إنه يسعى لتوحيد المعارضة
انقرة (رويترز) – اجتمع العميد مناف طلاس أحد أبرز المنشقين عن نظام الرئيس السوري بشار الاسد يوم الخميس مع وزير خارجية تركيا التي لها مصلحة في تشكيل اي قيادة سورية فيما بعد الاسد.
وقالت وزارة الخارجية التركية ان طلاس وصل إلى انقرة وتناول الافطار مع وزير الخارجية احمد داود اوغلو. وظهر طلاس لفترة وجيزة مع داود اوغلو في دار ضيافة رسمية لكنه لم يدل بأي تصريحات.
ونقل عن طلاس في وقت سابق قوله انه سيحاول المساعدة في توحيد المعارضة السورية المتشرذمة داخل وخارج البلاد للاتفاق على خارطة طريق لنقل السلطة.
وقال طلاس في مقابلة صحفية أجريت معه في مدينة جدة السعودية ونشرت يوم الخميس إنه يتطلع لدعم من المملكة العربية السعودية وقوى اخرى.
وقال في مقابلته مع صحيفة الشرق الاوسط “سأتواصل مع كل شريف يريد بناء سوريا سواء كان المجلس الوطني أو الجيش الحر أو إن كان في الداخل أو الشرفاء وإن كانوا في داخل النظام سأتواصل مع الجميع لنجد خارطة طريق للخروج من الازمة.”
وقال طلاس وهو صديق سابق للاسد ويمكنه القيام بدور في اي انتقال للسلطة “لم اخرج من سوريا لكي اقود المرحلة الانتقالية.”
وأضاف قوله “أعي ان هذه المرحلة صعبة ومن الصعب ان يتحمل شخص واحد المسؤولية في هذه المرحلة فالمفروض ان يتولى فريق من الداخل والخارج التعاون لانجاز هذه المرحلة.”
وانشق طلاس وهو سني كان ضمن الدائرة المقربة من الاسد وضابطا بارزا في الحرس الجمهوري في وقت سابق من الشهر.
وقال “الانقلاب في سوريا صعب الحدوث لان هناك تركيبة معينة وآلية منهجية للنظام تجعل من الصعب الانقلاب من الداخل.” لكنه استطرد “لا ارى سوريا ببشار الاسد.”
وبسؤاله عما اذا كان الاسد هو وحده الذي يدير الامور في سوريا قال “إنها قرارات الدائرة التي حوله.”
وقال طلاس إنه يجب الحفاظ على المؤسسات الوطنية في سوريا في تحذير مستتر ضد تكرار ما حدث في العراق بعد الغزو الامريكي عام 2003 من اجتثاث لمسؤولين عراقيين ومؤسسات للدولة مما أوقع البلاد في سنوات من الفوضى.
وقال “هناك اشخاص كثر في النظام اياديهم لم تلطخ بالدماء ولم يشاوروا وهؤلاء لا يجب اجتثاثهم.”
(إعداد ابراهيم الجارحي للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)
من ميرت اوزكان
بدوي تدعو أعضاء برلمان سوريا للانشقاق
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
دعت النائبة المنشقة من مجلس الشعب السوري إخلاص بدوي جميع زملائها السابقين في البرلمان إلى الانشقاق ردا على “المجازر التي ترتكبها القوات الحكومية بحق المدنيين.”
ودعت بدوي في مؤتمر صحفي من مدينة أنطاكيا التركية الجمعة البرلمان العربي إلى بذل المزيد من الجهود لدعم المعارضة السورية والجيش السوري الحر.
وقالت بدوي إن الحكومة السورية تتخذ من مجلس الشعب وسيلة لتمرير قرارات معدة مسبقا.
وكانت بدوي أكدت لسكاي نيوز عربية انشقاقها بعد وصولها إلى تركيا الخميس، لتكون بذلك أول نائبة في البرلمان تعلن انشقاقها عن النظام منذ الانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد في مارس 2011.
وقالت بدوي:” أنا الآن عبرت الحدود التركية بهدف انشقاقي عن هذا النظام الغاشم”.
وأوضحت أنها انشقت “بسبب أساليب القمع والتعذيب الوحشي بحق الشعب الذي يطالب بأدنى حقوقه”.
وتنتمي بدوي إلى حزب البعث السوري الذي يحكم البلاد منذ عام 1963، وكانت قبل انشقاقها أحد أعضاء لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية في مجلس الشعب.
أسر 150 “شبيحا” في حلب وإدلب
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المجموعات المقاتلة المعارضة أسرت، الجمعة، خمسين عنصرا من قوات النظام في مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب (شمال غرب)، بينهم 14 ضابطا.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس إن “مقاتلي الكتائب الثائرة أسروا خمسين عنصرا من القوات النظامية بعد اشتباكات استمرت حوالى 12 ساعة، وانتهت بتدمير نقطة عسكرية أمنية في معرة النعمان والاستيلاء عليها”.
وأوضح عبد الرحمن أن المقاتلين المعارضين تمكنوا كذلك من الاستيلاء على كمية كبيرة من الأسلحة المتنوعة والذخائر من النقطة العسكرية التي تتضمن حاجزا أمام مقر البلدية ومركزا للقوات النظامية، بحسب قوله.
وفي شريط فيديو بثه ناشطون على موقع “يوتيوب” على الإنترنت، يبدو مسلحون بلباس مدني داخل موقع أثري مع باحة داخلية يوحي بأنه مقر حكومي أو رسمي. وفي الباحة، خراب ودمار وسيارة عسكرية محترقة.
ويقول صوت مسجل على الشريط “تحرير أكبر شوارع معرة النعمان الذي كان يسيطر عليه النظام الأسدي”، مشيرا إلى أن كتائب معرة النعمان وجبل الزاوية (إدلب) التابعة للجيش الحر قامت بالعملية. ويضيف أن هذه الكتائب “قامت بتدمير حاجز البلدية، وهو أكبر الحواجز في معرة النعمان يحوي عناصر القوات الخاصة”.
أسر 100 في حلب
وفي الوقت ذاته، بث ناشطون معارضون للنظام السوري شريط فيديو على شبكة الإنترنت يظهر حوالى مئة رجل جالسين أرضا يتحدثون أمام الكاميرا عند إلقاء القبض عليهم من جانب الجيش السوري الحر في مناطق مختلفة من مدينة حلب.
وقال صوت مسجل على الشريط: “قام لواء التوحيد في محافظة حلب في معركة الفرقان بإلقاء القبض على عناصر أمن وضباط وجيش وشبيحة”. وقام عدد من هؤلاء بالتعريف عن أسمائهم والمكان الذي أوقفوا فيه.
ووصف الجيش الحر “معركة تحرير حلب”، التي أعلنها في 22 يوليو بعد يومين على بدء الاشتباكات في المدينة، بـ”معركة الفرقان”.
وأمر الصوت الأسرى، الذين ارتدى معظمهم قمصانا قطنية بيضاء مع سراويل، بالتعريف عن أنفسهم، فقال أحدهم: “أنا العقيد محمد الراشد المحيمد، من مرتبات الجيش الشعبي-الرقة. ألقي القبض علي عندما كنت عائدا من محافظة الرقة على مدخل مدينة حلب”.
وقال آخر: “أنا النقيب الإداري فؤاد الحوش، من مرتبات قيادة شرطة محافظة حلب-شرطة الشعار. تم إلقاء القبض علي بعد خروجي من القسم”.
وأفاد مراسل لوكالة فرانس برس في حلب أن الجيش الحر سيطر بعد معركة قبل يومين على مركز شرطة الشعار في حلب.
وقال ثالث وقد لف رأسه بضمادة: “أنا العقيد علي قاسم من شرطة جرابلس. سلمت نفسي إلى الجيش الحر في قسم الشعار في حلب”. ويوضح الرجل الذي يطرح الأسئلة والذي لا يظهر في الفيديو أن ذلك تم “بعد نفاد ذخيرتك؟”، ويومئ الأسير بالإيجاب.
وذكر أحد الرجال أن مركزه في مطار حلب العسكري، وأنه أوقف عند مفرق حي طريق الباب في حلب. وعرف البعض عن انفسهم بأنهم من “الشبيحة”، وقال أحدهم وبدت آثار لكمة على عينه، أنه “قتل أحد المتظاهرين”.
وقال آخر: “أنا الشبيح مصطفى عساف، القي القبض علي على حاجز للجيش الحر في مساكن هنانو”. وذكر عدد من الأسرى أنهم أوقفوا على حواجز للأمن، وقال أحدهم أن العناصر الذين كانوا معه على الحاجز “فطسوا”، أي قتلوا.
وينهي صاحب الصوت: “هذا مصير كل من يتعاون مع النظام (…) سيقع في أيدي الجيش الحر”.
سوريا.. 90 قتيلا وحشد لمعركة حلب
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قالت لجان التنسيق المحلية، الجمعة، إن 90 شخصا قتلوا في مختلف المدن السورية، في جمعة أطلق عليها “انتفاضة العاصمتين”، بينهم 18 في دمشق وريفها، و 15 في حلب، و 10 قتلى في حمص، و 8 في دير الزور، و 3 في حماه، و 3 في إدلب، و قتيلان في اللاذقية و قتيل في الرقة.
يأتي ذلك في وقت، عززت قوات النظام السوري حشودها حول مدينة حلب، استعدادا -في ما يبدو- لاستعادة أجزاء من المدينة تمكن الجيش السوري الحر من بسط سيطرته عليها خلال اليومين الماضيين.
وأوضحت الشبكة أنه قتل الجمعة في حلب 22 شخصا، ودرعا 18، ودمشق وريفها 14، وسقط 9 في حمص، و سبعة في دير الزور، وستة في إدلب، وقتيل في حماة.
وأفادت لجان التنسيق المحلية أن المواجهات مازالت مستمرة بين الجيش الحر وقوات النظام في عدة مناطق من حلب. وقالت مراسلة سكاي نيوز عربية من المدينة إن مظاهرات حاشدة خرجت للمرة الأولى في حلب بحماية الجيش السوري الحر، الذي يسيطر على 40 بالمائة منها، وفقا لما أفاد ناشطون ميدانيون.
وتعرضت أحياء عدة في مدينة حلب شمال سوريا، الجمعة، لقصف من رشاشات المروحيات، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، في وقت استكملت قوات النظام تعزيزاتها استعدادا لهجوم حاسم على المناطق التي يسيطر عليها المعارضون في المدينة، بحسب مصدر أمني.
وقال مصدر امني سوري لوكالة فرانس برس “استكمل تقريبا انتشار وحدات الجيش في محيط حلب”، مشيرا إلى أن “المتمردين ينتشرون من جهتهم في الأزقة الصغيرة، ما سيجعل المعركة صعبة جدا”. وكانت قوات النظام ترسل تعزيزات إلى حلب منذ الخميس.
ورأى مدير المرصد السوري أن “المسألة المطروحة تكمن في معرفة إلى أي حد ستلجأ قوات النظام الى القوة المفرطة، لأن حصول ذلك فعلا يعني سقوط مئات القتلى”.
وذكر المرصد في بيان أن “أحياء صلاح الدين والأعظمية (جنوب غرب) وبستان القصر والمشهد والسكري (جنوب حلب) تعرضت لإطلاق نار من رشاشات الطائرات الحوامة”، مشيرا أيضا إلى اشتباكات في محطة بغداد وحي الجميلية وساحة سعد الله الجابري (وسط) فجرا.
وفي حي صلاح الدين، يستعد مئات المقاتلين المعارضين لمواجهة “الهجوم الكبير” الذي تعد له قوات النظام، بحسب ما ذكر مصور لوكالة فرانس برس.
وقال إن المقاتلين في حال استنفار، وأقاموا حواجز ومتاريس رملية، بالإضافة إلى مراكز عناية صحية في أقبية المدارس والمساجد.
وقال مقاتل يقدم نفسه باسم مولهان في صلاح الدين في اتصال هاتفي مع فرانس برس، إن “الحي خلا من المدنيين”، مضيفا أن “الجيش موجود عند مشارف الحي، لكنه لم يتمكن من دخوله”.
ورغم التوتر الأمني في المدينة، خرجت تظاهرات في “جمعة انتفاضة العاصمتين… معركة التحرير مستمرة” التي دعت إليها المعارضة الجمعة، في أحياء عدة من حلب، بحسب المرصد السوري.
وتعرضت بلدة يلدا جنوب دمشق صباح الجمعة “لإطلاق نار من رشاشات الحوامات”، بحسب المرصد الذي أشار إلى محاولة القوات النظامية “فرض سيطرتها على البلدة” التي لجأ إليها عدد كبير من المقاتلين المعارضين بعد انسحابهم من أحياء دمشق التي استعادت قوات النظام السيطرة عليها، ما تسبب بمقتل شخص.
في محافظة درعا (جنوب)، قتل عشرة أشخاص بينهم مقاتلين في اشتباكات عنيفة في مخيم النازحين بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين هاجموا قسم الشرطة في المخيم.
الجنرال مود: سقوط الأسد مسألة وقت
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
وفي تصريحات لرويترز قال الجنرال النرويجي الذي غادر دمشق في 19 يوليو “إن سقوط نظام يستخدم مثل هذه القوة العسكرية المفرطة والعنف غير المتناسب ضد السكان المدنيين ليس إلا مسألة وقت في رأيي.”
وقال “في كل مرة يقتل فيها 15 شخصا في قرية ينضم 500 آخرون إلى المتعاطفين 100 منهم تقريبا مقاتلون.”
لكن مود قال إن الأسد سيكون في مأمن على الأرجح على المدى القصير لأنه يمتلك القدرة العسكرية التي تجعله بمنأى عن المقاتلين وإن سقوطه في نهاية الأمر قد يستغرق شهورا أو أعواما.
وقال “من المحتمل جدا أن يصمد على المدى القصير لأن قدرات الجيش السوري العسكرية أقوى بكثير جدا من قدرات المعارضة.”
وأضاف “في اللحظة التي نرى فيها تشكيلات عسكرية أكبر تترك صفوف الحكومة لتنضم للمعارضة سيكون هذا إيذانا ببدء تسارع الخطى… وهذا قد يستغرق شهورا أو أعواما.”
وغادر مود سوريا بعد انتهاء أجل مهمته التي امتدت 90 يوما. وتجدد التفويض لمدة 30 يوما في 20 يوليو وحل محله اللفتنانت جنرال بابكر جاي الذي تولى عمله بالفعل في سوريا.
ولم يتمكن مود الذي رأس بعثة تضم 400 فرد من وقف العنف المتصاعد وقال إن مجموعات منظمة مزودة بمدفعية وقذائف مورتر وتشكيلات آلية مسؤولة عن جانب من العنف في القرى السورية.
بولندا تغلق سفارتها بدمشق
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أعلنت بولندا أنها أغلقت مقر سفارتها في سوريا وأجلت دبلوماسييها بسبب الأوضاع الأمنية المتدهورة في العاصمة دمشق، حسب وكالة أسوشييتد برس.
وقال وزير الخارجية البولندي ردايك سيكوريسكي الجمعة إنه اتخذ القرار بدافع الخوف على أمن طاقم السفارة.
جدير بالذكر أن السفارة البولندية في سوريا كانت تمثل المصالح الأميركية هناك.
وقال سيكوريسكي إن السفارة سيعاد فتحها حالما تسمح الأوضاع الأمنية بذلك.