أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 09 شباط 2017

توتر بين «الهيئة» وفصائل آستانة… ودي ميستورا متمسك بموعد جنيف

لندن – إبراهيم حميدي

أرجأ المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا توجيه الدعوات إلى مفاوضات جنيف بضعة أيام، لكنه بقي متمسكاً بتشكيل «وفد المعارضة السورية» وعدم قبول احتكار «الهيئة التفاوضية العليا» تمثيل المعارضة وسط زيادة التوتر بين «الهيئة» من جهة وفصائل مسلحة شارك في اجتماع آستانة من جهة أخرى على خلفية تمسك الفصائل بغالبية مقاعد الوفد.

وكان دي ميستورا أبلغ مجلس الأمن الأسبوع الماضي أنه في حال لم تشكل «الهيئة التفاوضية» وفداً للمعارضة قبل 8 شباط (فبراير)، فإنه سيوجه الدعوات للشخصيات التي يراها مناسبة و «يشكل» وفد المعارضة بموجب القرار 2254 لعقد مفاوضات مع الوفد الحكومي في جنيف في 20 الشهر الجاري. وحمل هذه المهمة معه إلى واشنطن وطلب دعم وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ومسؤول الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي ديرك هيرفي.

وبعث مكتب دي ميستورا رسالة إلكترونية أمس، جاء فيها أنه «في ضوء المشاورات الجارية مع الأطراف السورية في شأن تشكيل الوفود في 8 شباط، سيقوم بذلك في الأيام المقبلة»، وأنه «بصرف النظر عن التاريخ الذي سيصدر دعوات يحافظ على نيته عقد المفاوضات في 20 الجاري».

بذلك، باتت «الهيئة» تحت ضغوط من جهات عدة: أولاً، من دي ميستورا الذي يصر على «تشكيل» الوفد على رغم انزعاج «الهيئة» التي اعتبرت في ذلك تجاوزاً لمضمون القرار 2254 الذي لا يخوله «تشكيل» الوفد بل «وضع لمساته» على الوفد، بل أن دي ميستورا أكد أنه في حال لم تشكل «الهيئة» وفداً وازناً وتمثيلياً للمعارضة، سيقوم بذلك كي يكون «وفد المعارضة» وليس «وفد الهيئة». ثانياً، ضغوط تأتي إلى «الهيئة» من حلفائها كي تكون مرنة وتقبل التغييرات الحاصلة داخلياً وخارجياً وانطلاقة مسار آستانة الذي تقوده روسيا وتركيا، حيث يقيم قادة الفصائل و «الائتلاف الوطني السوري». ثالثاً، ضغط الجانب الروسي لـ «إنهاء» حصرية «الهيئة» للمعارضة وتلويح موسكو بـ «قائمة روسية» تضم معارضين من المنصات الأخرى واعتبار «الهيئة» موازية لمجموعات أخرى.

لكن التحدي الأكبر، جاء من داخل المعارضة، إذ إن الفصائل المسلحة التي شاركت في اجتماع آستانة الشهر الماضي، باتت تطالب بأكثر من 51 في المئة من مقاعد وفد المعارضة وترك المقاعد الأخرى لباقي الكتل و «الهيئة»، ما اعتبر رفضاً لاقتراح آخر تضمن أن يضم وفد المعارضة ثلثاً من «الهيئة» و «الائتلاف» وثلثاً من مجموعتي القاهرة وموسكو والمستقلين وشخصيات أخرى مثل الرئيس السابق لـ «الائتلاف» معاذ الخطيب وثلثاً للفصائل المسلحة التي شاركت في آستانة.

وعشية اجتماع قيادة «الهيئة» برئاسة منسقها رياض حجاب في الرياض في الساعات المقبلة، نفى رئيس وفد الفصائل القيادي في «جيش الإسلام» محمد علوش وجود خلافات مع «الهيئة»، قائلاً إن «الأهداف واحدة للوفد العسكري والهيئة». لكن إغراءات موسكو لدى اعترافها بشرعية الفصائل بينها «جيش الإسلام» و «أحرار الشام» وفصائل إسلامية ومعتدلة أخرى بعد أشهر من اعتبار موسكو هذه الفصائل «تنظيمات إرهابية»، غيرت من حسابات هذه الفصائل ما بات «مصدر قلق» بالنسبة إلى «الهيئة» وكتل سياسية من جهة وقوى سياسية محسوبة على موسكو من جهة أخرى.

وفي حال تم حل موضوع تشكيل وفد المعارضة، يصر دي ميستورا على عقد المفاوضات في 20 الجاري على أمل أن تؤدي «المفاوضات السياسية» بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي تيلرسون في ميونيخ نهاية الأسبوع المقبل إلى توفير غطاء سياسي، باعتبار أن موقف المبعوث الأميركي مايكل راتني من الملف السوري لا يزال قائماً على دينامية وتعليمات وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري.

وباعتبار أن الفصائل المسلحة اشترطت تحقيق تقدم في وقف النار وآلية الرقابة ووقف الخروقات خصوصاً في ريف دمشق وغوطتها الشرقية، يأمل فريق دي ميستورا أن يؤدي الاجتماع المقبل لمسؤولين روس وأتراك وإيرانيين في 15 الجاري لإنهاء اتفاق كيفية التعاطي مع خروق وقف النار، إضافة إلى تحقيق تقدم في الملف الإنساني، خصوصاً أن تقديرات فريق المبعوث الدولي أن كانون الثاني (يناير) كان الأسوأ في مجال إيصال المساعدات الإنسانية منذ سنة. إذ قدمت الأمم المتحدة 21 طلباً لدمشق لإيصال مساعدات لحوالى 914 ألف شخص محاصرين، لكن حصلت على موافقة واحدة لإغاثة 40 ألفاً.

خطة دي ميستورا أن تبدأ في 20 الجاري أو بعد يومين أو ثلاثة مفاوضات مباشرة تستمر لأسبوعين بين وفد الحكومة «بعد ضمان موسكو أن يكون الوفد جدياً ويتعاطى مع جميع قضايا القرار 2254» من جهة و «وفد معارض وازن يمثل جميع أطياف المعارضة الفعلية» من جهة ثانية. وقال عضو لجنة مجلس الدوما الروسي لشؤون الدفاع ديمتري سابلين الذي يرأس الوفد البرلماني إلى دمشق بعد لقائه الرئيس بشار الأسد أمس أن دمشق «مستعدة لإجراء مفاوضات مباشرة مع جميع ممثلي المعارضة بما في ذلك المعارضة المسلحة» وأن الأسد «يدعم الجهود الروسية في آستانة ونتائج الاجتماع الأخير للمجموعة المشتركة حول مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في سورية».

لم يقبل دي ميستورا حصرية مناقشة المسودة التي قدمها الجانب الروسي للدستور السوري في جنيف، بل متمسك أن تكون مفاوضات متوازية في 15 يوماً حول البنود الثلاثة في القرار 2254: تشكيل «حكم تمثيلي وغير طائفي» من الحكومة والمعارضة ومجموعات أخرى، دستور جديد لسورية، انتخابات برلمانية ورئاسية. لكن دولاً أخرى حليفة للمعارضة، تدفع حالياً بضرورة «استئناف المفاوضات من حيث توقفت» في نيسان (أبريل) الماضي وإقناع ممثلي الحكومة والمعارضة في الإجابة عن أسئلة جوهرية و «عدم وضع العربة قبل الحصان» باستعجال طرح موضوع الدستور أو الانتخابات قبل مناقشة مسائل أخرى.

وكان دي ميستورا وزع وثيقة في نيسان الماضي، تضمنت نقاط الاتفاق بين الحكومة و «الهيئة» واتفاقهما على «الانتقال السياسي» وطرح 18 سؤالاً تتطلب إجابات بينهما، تتعلق بـ «كيفية ممارسة الحكم للسلطة خلال المرحلة الانتقالية بما ذلك ما يتعلق بالرئاسة والصلاحيات التنفيذية والرقابة على المؤسسات الحكومية والأمنية» علماً أن دي ميستورا لم يعد يتحدث عن «هيئة انتقالية» بل عن تشكيل «حكم تمثيلي» يؤدي إلى توفير بيئة «الانتقال السياسي».

وتتعلق أسئلة أخرى بـوضع «الاستراتيجيات والهيئات المشتركة وآليات التنسيق لمكافحة الإرهاب وضمان حماية حدود سورية وسلامتها الإقليمية»، إضافة إلى «ترتيبات الحكم الانتقالي للإشراف والرقابة على المؤسسات الأمنية ومصالح الاستخبارات خلال المرحلة الانتقالية» و «المعايير اللازمة لإقامة جيش موحد ووطني ومهني ونزع السلاح وتسريح المقاتلين وإعادة دمج المجموعات المسلحة» وعناصر أخرى لها علاقة بالمصالحة وإعادة الإعمار والدستور.

في غضون ذلك، تضغط لندن وباريس على مسؤولة الشؤون الخارجية الأوروبية فيدريكا موغيرني لوضع شروط سياسية تتضمن ضمان «الانتقال السياسي وعملية سياسية ذات صدقية» قبل الوفاء بوعود المساهمة في إعادة الإعمار وتقديم وعود بذلك خلال المؤتمر الدولي للمانحين في بروكسيل في 7 نيسان المقبل.

الحياة»،

 

تركيا «تعبر» الباب بغطاء روسي… وإلى الرقة بتأييد أميركي

لندن، واشنطن، أنقرة، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

وصلت فصائل «درع الفرات» التي يدعمها الجيش التركي بـالتنسيق مع روسيا، إلى مشارف مدينة الباب معقل تنظيم «داعش» شمال حلب، ما عجل البحث مع واشنطن لفتح معركة عزل الرقة وتحريرها من «داعش» خلال أشهر، في وقت قصفت القوات النظامية السورية حي الوعر المحاصر في حمص بالتزامن مع شن غارات جديدة لم يُعرف ما اذا كانت أميركية أو روسية، على إدلب.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير: «في الأيام الأخيرة، حققت قواتنا الخاصة، وجنود وأفراد الجيش السوري الحر تقدماً واضحاً» في الباب. وأضاف أن «الهدف التالي في سورية، هو عملية الرقة. من الضروري القيام بالعملية، ليس مع الجماعات الإرهابية، لكن مع الأشخاص المناسبين» في إشارة إلى الميليشيات الكردية الحليفة لواشنطن في مكافحة الإرهابيين.

وقال الجبير إن الرياض «تدعم الجهود التركية في مواجهة الإرهاب كما تدعم تركيا جهود المملكة في مواجهته». وأضاف: «نعتقد أن حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، ونؤيد أي جهد للقضاء على الإرهاب في أي مكان في العالم، وإذا كان الإرهاب في سورية، فقد تحدثنا عن داعش والقاعدة والمنظمات الأخرى، والمملكة العربية السعودية من الدول المؤسسة للتحالف الدولي لمواجهة داعش الإرهابي في سورية، والقوات الجوية السعودية تقوم بعمليات مستمرة فوق الأجواء السورية لاستهداف المنظمات الإرهابية هناك، وهذه عمليات مستمرة، ونحن نتطلع إلى العمل مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تكثيف الجهود للقضاء على داعش وللعمل مع الدول الشقيقة، وعلى رأسها تركيا في هذا المجال».

من جهة أخرى، قال الناطق باسم التحالف الدولي بقيادة أميركا ضد «داعش» الكولونيل جو دوريان في بغداد: «ما نتوقعه هو أنه خلال الأسابيع القليلة المقبلة ستُعزل المدينة (الرقة) بصورة شبه تامة ثم ستكون هناك مرحلة اتخاذ قرار بالاقتحام». وأضاف: «لن نعطي التوقيت المحدد لمسعى السيطرة على المدينة».

وأعلنت أنقرة في وقت سابق الأربعاء، أن الرئيس ترامب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان اتفقا على التعاون لمحاربة «داعش» في أول اتصال هاتفي بينهما منذ تولي ترامب مهماته. وقال مصدر في الرئاسة التركية إن رئيسي الدولتين في حلف شمال الأطلسي (ناتو) اتفقا أيضاً على زيارة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) مايك بومبيو تركيا اليوم.

وفي هذا الاتصال الهاتفي الذي طال انتظاره وتم في وقت متقدم الثلثاء، بحث الرئيسان التعاون في معركة تركيا لانتزاع السيطرة على مدينة الباب السورية من تنظيم «داعش» وعلى معقل التنظيم في الرقة.

وأضاف المصدر: «اتفق الرئيسان على العمل معاً في الباب والرقة».

ويعتقد أن دور «وحدات حماية الشعب» الكردية، التي تقاتل ضمن «قوات سورية الديموقراطية» تنظيم «داعش» وتسعى إلى محاصرة الرقة، سيكون محورياً في محادثات بومبيو مع المسؤولين الأتراك الذين يعارضون أي دور للأكراد ويقترحون دعم فصائل سورية لتحرير الرقة من «داعش»، كما هو الحال في الباب.

وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أشار إلى معارك عنيفة الأربعاء بين التنظيم المتطرف وقوة «درع الفرات» في محيط مدينة الباب. وتمكنت قوة «درع الفرات» من إحراز تقدم ليلاً على الأطراف الغربية للمدينة، حيث سيطرت على مواقع عدة كانت تحت سيطرة التنظيم. ووزعت فصائل «درع الفرات» صوراً لعناصرها غرب الباب. وأضاف «المرصد» أن «الأطراف الغربية لمدينة الباب شهدت اشتباكات مستمرة بوتيرة عنيفة بين قوات «درع الفرات» والقوات التركية التي تحاول اقتحام المدينة والسيطرة عليها من جهة، وبين عناصر تنظيم «داعش» التي تسعى إلى صد الهجوم العنيف من جهة أخرى»، وترافقت مع قصف مكثف من القوات التركية وطائراتها على المدينة أدى إلى مقتل ستة مدنيين على الأقل وإصابة 12 آخرين بجروح بعد منتصف الليل. وذكرت وكالة الأناضول الموالية للحكومة نقلاً عن الجيش التركي، أن 58 «إرهابياً» وجنديين تركيين قتلوا في المعارك أمس.

وبدأت القوات النظامية السورية أخيراً حملة ضد الباب، وليس واضحاً ما إذا كان هناك سباق بين الطرفين للسيطرة على المدينة أو إذا كان هناك تفاهم ضمني بين موسكو وأنقرة. وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم خلال مؤتمر صحافي في أنقرة، إن مدينة الباب «باتت محاصرة من جميع الجهات». وقال الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين خلال مقابلة تلفزيونية: «نقوم بالتنسيق مع روسيا تجنباً» لأي حادث. وأشار إلى «خطة ملموسة» لطرد التنظيم من الرقة تتم مناقشتها مع واشنطن حالياً.

إلى ذلك، ذكر «المرصد» أن طائرات القوات الحكومية السورية قصفت حياً تسيطر عليه المعارضة في مدينة حمص، وأن ثمانية أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 24.

وأفاد «المرصد» بأن «انفجارات هزت مدينة إدلب، ناجمة عن تنفيذ الطائرات الحربية غارات استهدفت أماكن في منطقة الملعب البلدي ومناطق أخرى قربها في وسط المدينة، ما تسبب بأضرار مادية، وتوافرت معلومات عن سقوط جرحى».

وتأتي هذه الغارات بعد 24 ساعة من ضربات «لم تُعرف هويتها، وما إذا كانت روسية أم تابعة للتحالف الدولي أم أنها مشتركة بين الطرفين، نفذت مجزرة في مدينة إدلب، قضى فيها 46 شخصاً على الأقل هم 24 مدنياً بينهم 10 أطفال و11 مواطنة، إضافة إلى 15 عنصراً من جنسيات آسيوية وجنسيات دو

 

سيناريو «صفقة استراتيجية» بين موسكو وواشنطن

موسكو – رائد جبر

«ثنائي ترامب- بوتين… العنصر الجديد في السياسة الدولية». قد تعكس العبارة التي وضعتها صحيفة «كوميرسانت» الروسية الرصينة على صدر صفحتها الأولى قبل أيام، المزاجَ العام لدى النخب الروسية. وبينما تتبادل موسكو «الغزل» مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بانتظار الدفعة القوية التي سيوفرها اللقاء الأول للرئيسين، يعكف «مهندسو» الكرملين على وضع سيناريو محتمل لـ «صفقة استراتيجية» ترسم ملامح نظام دولي جديد.

وتتزايد التوقعات ببدء سريع لتحسين العلاقات بين موسكو وواشنطن، على رغم الصعوبات الكثيرة، وبينها رزمة الملفات الخلافية والعلاقة الشائكة مع حلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي. ورصدت مراكز البحوث الروسية توجهاً جدياً لدى الكرملين والبيت الأبيض لتسريع وتيرة التقارب بهدف «استخدام الزخم الحاصل حالياً، وعدم انتظار عقبات يمكن أن يصنعها معارضو تحسين العلاقات، خصوصاً في الكونغرس».

ووفق توقعات روسية، فإن ترامب يسعى إلى تجنب مواجهة واسعة مع الأطراف التي ترى في طموحات روسيا خطراً، وسيبدأ العمل «خطوة خطوة» لتفكيك العقوبات المفروضة على الروس واستئناف التعاون مع موسكو.

ويشكل تشديد ترامب على هدف دحر الإرهاب والقضاء على تنظيم «داعش» مدخلاً عملياً مناسباً جداً لبوتين، للانطلاق إلى البحث في رزمة الملفات المطروحة على أجندة التقارب بين البلدين.

ووضع خبراء مقربون من الكرملين سيناريو لما وصف بـ «الصفقة الاستراتيجية»، التي أشارت مصادر إلى أن مراكز في موسكو وواشنطن تعمل حالياً لإنضاج بنودها تمهيداً للقاء الأول بين الرئيسين الذي سيضع أساساً لإطلاق العمل عليها.

وتنطلق الأوساط الروسية من أن فريق ترامب بات يضم شخصيات «مؤثرة» ومقتنعة بأن «الاتفاق مع روسيا يصب في مصلحة الولايات المتحدة».

ويرتكز السيناريو بالنسبة إلى واشنطن على أولوية: القضاء على «داعش»، وردع الصين وإيران. وبالنسبة إلى روسيا، فان المطلوب الإقرار بـ «الوضع الراهن» على صعيد منظومة العلاقات الدولية، أي عدم السعي لإدخال تعديلات أساسية فيها، والإقرار بنفوذ روسيا في الفضاء السوفياتي السابق (ما عدا بلدان حوض البلطيق) وتطبيع العلاقات مع حلف الأطلسي والشروع بـ «تراجع حاسم» عن العقوبات المفروضة.

ووفق الافكار التي تتداولها حالياً مراكز البحث الروسية القريبة من الكرملين، فإن «اتفاق البلدين على إطلاق ضربات قوية مشتركة ضد «داعش» في سورية وبلدان أخرى في المنطقة سيسفر عن تخفيف الاعتراضات داخل الكونغرس على رفع العقوبات عن روسيا». ما يعني أنه سيجعل مهمة ترامب أسهل في وضع آليات «استراتيجية» للتعاون.

كما أن «انزعاج» روسيا من سياسة طهران في «مرحلة ما بعد رفع العقوبات»، يوفر أرضية للتوافق مع واشنطن في ملف إيران، على رغم أن موسكو ستستخدم «الورقة الإيرانية» لتعزيز مواقفها التفاوضية مع إدارة ترامب من جانب، والضغوط الأميركية على طهران تتيح لموسكو مجالات للمناورة في الجانب الآخر، بهدف تقليص التأثير الإيراني في سورية الذي بات يتعارض أحيانا مع الخطط الروسية.

في المقابل، يبدو الموقف الروسي حذراً تجاه مساعي «ردع الصين»، فموسكو حريصة جداً على عدم توتير العلاقات مع بكين، لذلك فإن التعاون المحتمل مع واشنطن في هذا المجال «لن تكون له جوانب سياسية أو عسكرية» بل يقتصر في سياق «جيو- اقتصادي»، وفق تعبير خبير روسي، يقوم على إطلاق تعاون واسع في مناطق سيبيريا والشرق الأقصى الروسي، مع إشراك اليابان وكوريا الجنوبية في عدد من المشاريع العملاقة.

وفي الملف الأوكراني، تعول موسكو على أن ترامب سيكتفي بالحصول على ضمانات كافية بأن روسيا لن تحاول التوسع في أراضي البلد الجار، بمعنى عدم وضع أي خطط لتشجيع ضم أو انفصال أجزاء من شرق أوكرانيا. أما موضوع القرم والازمة الكبرى بين البلدين، فهي بالنسبة إلى ترامب ستكون «شأناً ثنائياً بين بلدين جارين».

 

واشنطن تدرس «طلاقاً إقليمياً» مع طهران

واشنطن – جويس كرم ؛ طهران – محمد صالح صدقيان

أبلغت مصادر أميركية موثوق فيها «الحياة» بأن إدارة الرئيس دونالد ترامب تضع استراتيجية «طلاق» إقليمية شاملة تتعامل بالدرجة الأولى مع محاربة تنظيم «داعش» والحدّ من نفوذ إيران. ووضعت مراجعة بدأتها وزارة الخارجية الأميركية لإدراج «الحرس الثوري» الإيراني على لائحة الإرهاب، في إطار هذه الخطوات، إلى جانب «استراتيجيات جديدة في محاربة داعش لا تعتمد على أدوات طهران».

لكن مصدراً إيرانياً بارزاً قلّل من أهمية الخطوة، وقال لـ «الحياة» إن «الحرس الثوري» لن يُفاجأ بصدور قرار ضده، داعياً إدارة ترامب إلى أن «تأخذ مصالحها في المنطقة بالاعتبار». واعتبر قائد «الحرس» الجنرال محمد علي جعفري، أن «الساسة الأميركيين يدركون أن تهديد إيران لا يجدي، بل يؤذي مصلحة أميركا»، مشيراً إلى أن «خبراء ينصحون ترامب بأن يعرف أين تقع إيران التي تعتبر أميركا نمراً من ورق، وبأن تنسى أنها كانت تشكّل نصف القوة العظمى في العالم».

وأشارت المصادر الأميركية إلى أن إدارة ترامب «تعيد في شكل كامل قراءة الاستراتيجيات في محاربة داعش، وتربطها بالحدّ من نفوذ إيران». وتخوّف مسؤولون في الإدارة من انعكاس الضغط على طهران في الحرب على «داعش»، لكن المصادر القريبة من البيت الأبيض لفتت إلى أن «فريق ترامب ماض في الضغط على إيران، ويريد استراتيجية ومقاربة مختلفتين في محاربة داعش لا تعتمدان على تعاون طهران».

وقد تنعكس هذه التوجهات في العراق، مع ضغط ترامب على حكومة حيدر العبادي لتقليص نفوذ إيران. كما ستكون على طاولة محادثات سيجريها مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) مايك بومبيو في تركيا.

وأبلغ مسؤولون أميركيون وكالة «رويترز» وصحيفة «نيويورك تايمز»، بأن إدارة ترامب تدرس اقتراحاً قد يدرج «الحرس الثوري» على لائحة التنظيمات الإرهابية، ومعه تنظيم جماعة «الإخوان المسلمين». وأوردت «نيويورك تايمز» أن الزخم حول إدراج «الحرس» على اللائحة هو أكبر من إدراج «الإخوان»، مضيفة أن وزارة الخارجية والوزير ريكس تيليرسون سيتوليان مراجعة هذين الاقتراحين. ويحضّ مستشارون لترامب في البيت الأبيض، بينهم مايكل فلين وستيفن بانون وسيباستيان غوركا، على إدراج التنظيمين على اللائحة.

وصنّفت وزارة الخزانة الأميركية عام 2007 «فيلق القدس» التابع لـ «الحرس» تنظيماً إرهابياً، معتبرة أنه ذراع طهران «الأساسية لتطبيق سياستها بدعم الإرهاب وجماعات متمردة». وأدرجت واشنطن عشرات من الكيانات والأفراد على لائحة سوداء، بسبب ارتباطهم بـ «الحرس»، لكن لتصنيف «الحرس» بأكمله تنظيماً إرهابياً تداعيات محتملة أكثر اتساعاً، بما في ذلك على الاتفاق النووي المُبرم بين إيران والدول الست.

وقال مسؤول أميركي بارز يشارك في مراجعة السياسة تجاه طهران: «تعتبر الإدارة الجديدة إيران أوضح خطر على المصالح الأميركية، وتبحث عن سبل للضغط» عليها. وأضاف أن البيت الأبيض قد يتّجه، بدل «تمزيق» الاتفاق النووي، إلى معاقبة طهران على دعمها جماعات في دولٍ شرق أوسطية، مثل «حزب الله» اللبناني والحوثيين في اليمن وتنظيمات شيعية في العراق. لكنه حذر من نتائج عكسية محتملة للعقوبات على «الحرس»، إذ قد تقوّي شوكة الأصوليين في إيران، وتضعف الرئيس حسن روحاني، وتشجّع قوى تدعمها طهران في العراق وسورية على الحدّ من أي جهود ضد «داعش» في البلدين، وربما رعاية جهود ضد قوى تدعمها الولايات المتحدة أو القوات الأميركية التي تحارب التنظيم في العراق. وقال المسؤول: «لن يقبل الإيرانيون أي تصرّف أميركي باستسلام. قد لا يتصرّفون بسرعة أو علناً، لكن هناك خطر نشوب صراع متصاعد».

ولن يتم إعلان خطوة مشابهة قبل استكمال مراجعة وزارة الخارجية، وهي أكثر ترجيحاً لإدراج «الحرس الثوري» من «الإخوان» في لائحة الإرهاب، بسبب انعكاسات إقليمية قد تطاول الأردن وتونس وتركيا والكويت ودول أخرى للتنظيم فيها حضور سياسي. وأبلغت مصادر موثوقة «الحياة» بأن الإدارة قد تُدرج أجنحة لجماعة «الإخوان» بدل التنظيم بأكمله، أو تضع استثناءات خارج دولٍ، بينها مصر.

في المقابل، اعتبر مصدر إيراني بارز أن هذه الخطوة «لا تؤثّر في طابع عمل الحرس، مثل بقية القرارات التي صدرت في حق شخصيات تابعة له خلال السنوات الماضية». وقال لـ «الحياة» إن «الحرس» لن يُفاجأ إذا صدر أي قرار ضده، ودعا إدارة ترامب إلى أن «تأخذ مصالحها في المنطقة بالاعتبار، لأن تأزيم الأوضاع لا يخدم الأمن والاستقرار في المنطقة، ويعرّض المصالح الأميركية لخطر». وسأل: «إلى أي مدى يمكن أن تحقق مثل هذه الخطوة أهداف الإدارة الأميركية؟». ولفت المصدر إلى أن مستشاري «الحرس» أو «فيلق القدس» موجودون في سورية والعراق لمواجهة تنظيمات إرهابية، وزاد: «إذا كانت الإدارة الأميركية صادقة في ما تقول بأنها تريد مواجهة هذه التنظيمات، فعليها ألا تواجه أو تهدد مَن يحارب هذه التنظيمات منذ 4 سنوات، وألا تمنحها مكافأة سخيّة».

 

روسيا تفصل بين دمشق وأنقرة في الباب واشنطن: 6 أشهر لإنهاء الرقة والموصل

المصدر: (و ص ف، رويترز)

أعلنت انقرة أمس ان الفصائل المقاتلة السورية التي تدعمها أحرزت تقدماً ضد تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في مدينة الباب، مشيرة الى احتمال مشاركة قواتها الخاصة في معارك استعادة الرقة “عاصمة” الجهاديين في سوريا.

وصرح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو: “في الايام الاخيرة، حققت قواتنا الخاصة، وجنود وأفراد الجيش السوري الحر تقدما واضحا” في الباب.

وأضاف ان “الهدف التالي في سوريا، هو عملية الرقة. من الضروري القيام بعملية الرقة، ليس مع الجماعات الارهابية، ولكن مع الاشخاص المناسبين”، في اشارة الى الميليشيات الكردية حليفة واشنطن في مكافحة الجهاديين.

وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السعودي عادل الجبير الذي يقوم بزيارة لانقرة: “يمكننا كبلدان في المنطقة وفي الائتلاف، اشراك قواتنا الخاصة”.

وأفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان معارك عنيفة دارت الاربعاء بين القوات التركية والجهاديين في محيط مدينة الباب. وأوضح ان قوة “درع الفرات” تمكنت من احراز تقدم ليلا على الاطراف الغربية للمدينة، حيث سيطرت على مواقع عدة كانت خاضعة لسيطرة الجهاديين.

وأشار الى ان المعارك تترافق مع قصف مكثف من القوات التركية وطائراتها للمدينة، أدى الى مقتل ستة مدنيين على الاقل واصابة 12 آخرين بعد منتصف الليل.

واكد مقتل ستة آخرين هم رجل وزوجته واطفالهما الاربعة، جراء قصف لقوات النظام الاربعاء لدى نزوحهم من بلدة تادف التي يسيطر عليها الجهاديون قرب الباب.

ونقلت وسائل الاعلام التركية عن قيادة الاركان التركية ان المعارك الليلية أسفرت عن مقتل أربعة جنود أتراك و58 “ارهابياً”.

وتحاصر الفصائل والقوات التركية مدينة الباب ومحيطها من الجهات الغربية والشمالية والشرقية، فيما تحاصرها قوات النظام من الجنوب.

وقال المرصد إن قوات النظام تمكنت أمس من التقدم جنوب الباب أيضاً، حيث باتت على مسافة أقل من ثلاثة كيلومترات منها.

وكانت قوات النظام بدأت أخيراً حملة على مدينة الباب، وليس واضحاً ما اذا كان هناك سباق بين الطرفين للسيطرة على المدينة او اذا كان هناك تفاهم ضمني بين موسكو وانقرة.

وصرح رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم خلال مؤتمر صحافي في انقرة بان مدينة الباب “باتت محاصرة من كل الجهات”.

وقال الناطق باسم الرئاسة التركية ابرهيم كالين في مقابلة تلفزيونية: “ننسّق مع روسيا تجنباً” لأي حادث. وتحدث عن “خطة ملموسة” لطرد الجهاديين من الرقة قيد المناقشة مع واشنطن حالياً.

وكانت انقرة أعلنت في وقت سابق ان الرئيسين الاميركي دونالد ترامب والتركي رجب طيب اردوغان اتفقا على التعاون في محاربة الجهاديين في سوريا.

وفي اتصال هاتفي طال انتظاره وأجري في وقت متقدم الثلثاء، بحث الرئيسان في التعاون في معركة تركيا للسيطرة على مدينة الباب ومعقل الجهاديين في الرقة. وقد “اتفق الرئيسان على العمل معا في الباب والرقة”.

واشنطن

الى ذلك، صرح الناطق العسكري باسم الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الكولونيل الاميركي جون دوريان عبر فيديو كونفرنس” من بغداد: “نتوقع ان تصير مدينة الرقة معزولة تماماً كامل خلال الاسابيع المقبلة”.

وقال إن المدينة لن تكون محاصرة تماماً الا انه “سيصير من الصعب جداً دخولها أو الخروج منها”. وأضاف: “لقد قلنا منذ أشهر عدة إننا منفتحون” على مشاركة تركيا في استعادة الرقة.

ونقلت وكالة “الأسوشيتد برس” عن اللفتنانت جنرال في الجيش الأميركي ستيفن تاونسند :”أعتقد أننا سنرى خلال الاشهر الستة المقبلة نهاية (لحملتي الموصل والرقة)”.

دمشق نفت الشنق الجماعي

على صعيد آخر، نفت دمشق تقريراً اصدرته منظمة العفو الدولية التي تتخذ لندن مقراً لها واتهمالسلطات السورية بارتكاب عمليات شنق جماعية لـ13 الف معتقل “سراً” داخل سجن صيدنايا خلال خمس سنوات، قائلة ان مضمونه “عار عن الصحة”.

وأصدرت وزارة العدل السورية بياناً جاء فيه ان “هذا الخبر عار من الصحة جملة وتفصيلاً لان احكام الاعدام في سوريا لا تصدر الا بعد محاكمة قضائية تمر في عدة درجات من التقاضي”. ورأت ان “هذا الخبر ليس القصد منه إلّا الاساءة لسمعة سوريا في المحافل الدولية”. واضافت: “وزارة العدل تنفي صحة ما ورد وتستنكره اشد الاستنكار لعدم قيامه على ادلة صحيحة وهو مبني على عواطف شخصية تستهدف تحقيق غايات سياسية معروفة”.

واستندت منظمة العفو الدولية في تقريرها الذي صدر الثلثاء وحمل عنوان “المسلخ البشري: عمليات الشنق الجماعية والابادة الممنهجة في سجن صيدنايا” في سوريا، الى تحقيقات ومقابلات مع 84 شاهدا بينهم “حراس وموظفون ومحتجزون سابقون” في سجن صيدنايا، أحد أكبر السجون السورية واسوأها سمعة، فضلاً عن قضاة ومحامين.

 

 

————————-

 

 

مقتل 5 جنود أتراك في معارك مدينة الباب السورية

اسطنبول – د ب أ – أفادت وكالة “دوغان” التركية بمقتل خمسة جنود في المعارك الدائرة مع تنظيم الدولة الاسلامية على أطراف مدينة الباب بشمال سوريا.

 

وبهذا يرتفع عدد قتلى القوات التركية في المنطقة إلى عشرة خلال يومين.

 

وأعلن الجيش التركي تحييد العشرات من مسلحي التنظيم خلال نفس المدة.

 

تركيا تدعو دول المنطقة لارسال قوات برية لاستعادة الرقة

واشنطن تتوقع عزلها قريبا… وتدعم منطقة آمنة بين جرابلس وأعزاز

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي» من إسماعيل جمال: أكد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، ضرورة إرسال بلدان المنطقة والأعضاء في التحالف الدولي قوات خاصة إلى مدينة الرقة السورية، بهدف استعادتها من تنظيم «الدولة الإسلامية».

جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده جاويش أوغلو، أمس الأربعاء، مع نظيره السعودي عادل الجبير، في اختتام اجتماع مجلس التنسيق التركي السعودي، في العاصمة أنقرة.

وأشار الوزير التركي إلى الاتصال الهاتفي الذي أجراه رئيس البلاد رجب طيب أردوغان، الليلة قبل الماضية، مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب.

وأضاف جاويش أوغلو أن الجانبين بحثا خلال الاتصال الهاتفي، العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، وقضايا إقليمية على رأسها مكافحة الإرهاب. ووصف المكالمة الهاتفية بأنها كانت مفيدة جدًا.

وأردف «هنالك ثلاث مدن هامة لداعش في المنطقة، خلال المرحلة المقبلة، وتلك المدن هي الباب والرقة في سوريا، وفي العراق مدينة الموصل التي تعتبر استراتيجية بالنسبة للتنظيم».

وتابع: «الرئيسان أكدا ضرورة تضافر الجهود من أجل إلحاق الهزيمة بداعش، وتطهير تلك المدن من عناصره».

وقال في هذا السياق: «لذا يجب أن تنتهي عملية الباب في أقرب وقت ممكن، لا سيما وأن قواتنا الخاصة أحرزت تقدما مهما في الأيام الأخيرة – على جبهة الباب – مع قوات الجيش السوري الحر- على حساب داعش».

وشدد على أن الهدف التالي بعد عملية الباب، سيكون عملية الرقة. وأكد ضرورة تنفيذها مع الجهات المشروعة وليس مع منظمات إرهابية أخرى. ولفت إلى تطابق الرؤى بين بلاده والمملكة العربية السعودية فيما يتعلق بعملية الرقة.

جاويش أوغلو شدد على ضرورة التعاون مع المعارضة السورية المعتدلة المتمثلة في الجيش السوري الحر في هذه العملية.

في السياق، أعلن المتحدث العسكري باسم التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، الكولونيل الاميركي جون دوريان، ان مدينة الرقة ستصبح قريبا «معزولة» عن بقية العالم.

وأضاف «نتوقع ان تصبح مدينة الرقة معزولة بشكل شبه كامل خلال الاسابيع القليلة المقبلة».

واوضح ان المدينة لن تكون محاصرة تماما الا انه «سيصبح من الصعب جدا الدخول اليها او الخروج منها».

من جانبه قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالين، أمس الأربعاء، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ينظر بإيجابية تجاه المقترح التركي حول إنشاء منطقة آمنة خالية من الإرهاب في سوريا.

جاء ذلك خلال مشاركته في بث حي على قناة «NTV» التركية، حيث تطرق إلى المكالمة الهاتفية التي جرت الليلة قبل الماضية، بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي دونالد ترامب.

وأفاد قالين أن تشكيل المنطقة الآمنة الخالية من الإرهاب في سوريا والتي تحدث عنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يعتبر أحد التدابير الأساسية لإيقاف تدفق اللاجئين من جهة والحل الأمثل من أجل عودة اللاجئين إلى مدنهم. وأشار إلى أن ترامب أدلى بتصريحات في هذا الخصوص.

وتابع «رؤيتنا هي رفع الخط الواصل بين أعزاز وجرابلس والباب (في محافظة حلب شمالي سوريا)، إلى مساحة 5 آلاف كلم، وإعلان هذه المنطقة بالدرجة الأولى منطقة آمنة وخالية من الإرهاب، وعبر (ترامب) عن نظرته الإيجابية حول ذلك».

وأوضح قالين قائلا «فصائل المعارضة السورية ووحداتنا التي تدعمها دخلت إلى الباب».

وأكد أن العملية العسكرية في الباب تقترب من الانتهاء، لكن من المبكر الحديث عن إتمامها في الوقت الراهن.

كما أكد المسؤول التركي أن أنقرة تنسق العمليات في الباب مع الجانب الروسي من أجل الحيلولة دون صدامات مع الجيش السوري. ووصف هذا التنسيق بأنه فعال، مؤكدا أن هذا الأمر مهم بالنسبة لروسيا أيضا.

الى ذلك ذكر عمال إنقاذ والمرصد السوري لحقوق الإنسان أن طائرات القوات الحكومية السورية قصفت حيا تسيطر عليه المعارضة في مدينة حمص، أمس الأربعاء، فقتلت عددا من الأشخاص.

وقال الإعلام الحربي الذي يديره «حزب الله» حليف دمشق إن الطائرات السورية استهدفت مسلحين في الوعر بعد أن أطلق المسلحون النار على مناطق مدنية تسيطر عليها الحكومة في حمص.

وكان ذلك تفجرا نادرا للقتال في المنطقة. فقد تجنب الوعر منذ أشهر القصف المكثف من جانب القوات الجوية السورية والروسية الذي تعرضت له مناطق أخرى تسيطر عليها المعارضة، ومنها محافظة إدلب.

وقال المرصد ومقره بريطانيا إن ما لا يقل عن ثمانية أشخاص قتلوا في القصف الحكومي.

ولم يذكر الدفاع المدني السوري، وهو خدمة إنقاذ تعمل في الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة، أي عدد، لكنه قال على صفحته على فيسبوك إن مركزه في الوعر استُهدف مما أدى إلى إصابة أحد العاملين به، وإن هناك قتلى في أماكن أخرى بينهم نساء وأطفال.

 

الإعلان عن تأسيس تجمع الحسكة الوطني في الجزيرة السورية

عبد الرزاق النبهان

الحسكة ـ «القدس العربي»: أعلن في مدينة أورفا التركية، عن تأسيس «تجمع الحسكة الوطني لقوى الثورة والمعارضة» الذي يضم شخصيات سياسية وعشائرية من أبناء منطقة الجزيرة السورية، وذلك بحضور ممثلين عن الحكومة السورية المؤقتة وشخصيات سياسة تركية.

وجاء في البيان التأسيسي للتجمع «قيام مجموعة من أبناء الجزيرة السورية، من جميع الأعراق والأديان والمذاهب، والتوجهات السياسية والفكرية، متجاوزين لأي فكر قبلي أو إثني أو ديني، بإنشاء تجمع سياسي وطني ديمقراطي متمسك بوحدة البلاد السياسية».

وأضاف البيان، أن الجزيرة السورية عانت من التهميش السياسي والاقتصادي والتنموي، لعقود طويلة، حتى انطلقت الثورة السورية المباركة، والسبب الحقيقي لتأسيس هذا التجمع هو إيجاد المعبر الحقيقي عن هموم وتطلعات وطموحات غالبية أبناء الجزيرة السورية، الرافضين للمشاريع الانفصالية، أو التي تتذرع بوجوبية قيام النظام الفيدرالي ذي الصبغة القومية سبيلاً وحيداً لتحصيل الحقوق.

وفي تصريح خاص لـ «القدس العربي»، قال عضو «تجمع الحسكة الوطني لقوى الثورة والمعارضة» عبد العزيز محمد «إن تحضيرات كثيرة واجتماعات عديدة سبقت هذا التجمع خلصت جميعها إلى ضرورة عقد هذا المؤتمر، لنعلن فيه عن تكوين تكتل سياسي لأهل منطقة الجزيرة، تشارك فيه كل مكونات المنطقة بالإضافة إلى ممثلين عن العشائر والقبائل العربية».

وأضاف أن «الأولوية ستكون خلال الفترة المقبلة لتوحيد وتنظيم صفوف القوى الثورية والسياسية والاجتماعية بغية إنقاذ منطقة الجزيرة من حالة السلوكيات العدائية والصراع، والوصول إلى الحق المشترك في الوطن لكل المكونات، والإسهام في تحقيق آمال وطموحات أبناء المنطقة في العدل والمساواة والعيش ضمن الدولة السورية الواحدة الموحدة المدنية التعددية»، وفق وصفه.

وأوضح محمد أن «تجمع الحسكة الوطني يؤمن بشدة بمبادئ العيش المشترك بين مختلف المكونات العربية والكردية والسريانية والآشورية، إلا أنه يرفض بشدة كل ممارسات الوصائية التي يمارسها مكون بعينه»، في إشارة واضحة إلى «حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي»، مؤكدا على أن «لا سبيل للحفاظ على السلم المجتمعي وسلامة العلاقات السياسية، سوى بالتعاون والاحترام المتبادل القائم على الندية الإيجابية».

من جهته، يرى الناشط السياسي طلال الأشقر «أن تأسيس تجمع الحسكة الوطني يمثل محاولة أخيرة لإنقاذ منطقة الجزيرة، من حالة التشرذم والانقسام التي أدت إلى هيمنة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي «pyd» على المنطقة وتهجير أبنائها».

ولفت الأشقر في تصريح خاص لـ «القدس العربي» إلى أن «توقيت الإعلان عن تأسيس التجمع جاء في ظل الدعم التركي المباشر لفصائل درع الفرات»، مبيناً أن الفرصة متاحة أمام التجمع، لكسب ود سكان الجزيرة، من خلال استغلال الدعم التركي، لتقليص حجم وجود تنظيم «pyd»، وحل مشكلة النازحين المهجرين.

أما محمود الحسو، وهو من أبناء مدينة الحسكة، أعرب عن أمله في أن يساهم تجمع الحسكة الوطني في فرض واقع جديد ينتهي بعودتهم إلى مدينتهم ، قائلا «إن ذلك هو ما يحتاجه أبناء الجزيرة القاطنون في المخيمات في الوقت الحاضر».

وأضاف الحسو لـ «القدس العربي «، «أتمنى ألا يكون التجمع كغيره من باقي التجمعات والمجالس الأخرى التي أثبتت فشلها في المنطقة على مدار السنوات السابقة، بعدما تحولت إلى أداة بيد جهات أخرى، كان لها الدور الأبرز في مأساة أبناء منطقة الجزيرة».

 

الحكومة السورية والمعارضة تتبادلان أكثر من 100 سجين بينهم نساء وأطفال في حماة

46 قتيلاً حصيلة جديدة للغارات على إدلب

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومسؤول في المعارضة المسلحة إن الحكومة السورية وجماعات معارضة تبادلت عشرات السجينات والرهائن بعضهن معهن أطفالهن في محافظة حماة مساء الثلاثاء.

وأضاف المرصد أن ممثلي الحكومة والمعارضة تبادلوا 112 شخصا بينهم 24 طفلا في بلدة قلعة المضيق التي تسيطر عليها المعارضة بريف حماة. وكانت هناك كثيرات محتجزات منذ سنوات.

وذكر أنه تم الإفراج عن نحو نصف النساء من سجون حكومية ثم نقلن إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة.

في المقابل أفرجت جماعات معارضة مختلفة عن البقية فضلا عن ثلاثة رجال لم يتم الكشف عن هوياتهم ونقلوا إلى مناطق تسيطر عليها الحكومة على الساحل.

وقال المرصد إن عمليات التبادل من هذا النوع كانت نادرة في الحرب المستمرة منذ نحو ستة أعوام لكن معدلاتها زادت في الأشهر القليلة الماضية.

وقال محمد رشيد المتحدث باسم جماعة «جيش النصر» المعارضة التي تنشط في حماة إن لجنة أهلية تتفاوض على مثل تلك المبادلات مع الحكومة أشرفت على المبادلة الثلاثاء.

وأضاف أن السجناء على الجانبين كان بينهم أطفال وأن بعض النساء وضعن أطفالا أثناء الاعتقال.

وذكر رشيد أن أغلب الرهائن الذين أطلقت المعارضة سراحهم كانوا من محافظة اللاذقية الساحلية معقل الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد وكانوا محتجزين منذ 2013.

وقال إن بعض النساء الذين أفرجت الحكومة عنهن كن محتجزات منذ بداية الانتفاضة في 2011. ولم يصدر تعليق فوري من الحكومة السورية.

من جهة أخرى ارتفعت حصيلة قتلى الغارات التي استهدفت الثلاثاء مقار تابعة لـ»جبهة فتح الشام» (النصرة سابقا) في شمال غرب سوريا إلى 46 قتيلا على الأقل بينهم 24 مدنيا، وفق ما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان امس الاربعاء.

وأفاد المرصد بارتفاع حصيلة قتلى الغارات التي استهدفت المقار ومحيطها في مدينة إدلب إلى 46 شخصاً على الأقل، بينهم 24 مدنيا. وذكر أن بين المدنيين عشرة أطفال و11 امرأة، مرجحا ارتفاع حصيلة القتلى لوجود جرحى في حالات خطرة.

ولم يتضح وفق المرصد ما إذا كانت الطائرات التي شنت الغارات روسية أم تابعة للتحألف الدولي بقيادة واشنطن. إلا أن الجيش الروسي أكد الثلاثاء أن طائراته «لم تشن أي ضربات على إدلب البارحة أو خلال هذا الاسبوع أو حتى منذ بداية العام 2017».

وتتعرض «جبهة فتح الشام» ومجموعات جهادية أخرى متحألفة معها منذ بداية كانون الثاني/يناير لقصف جوي عنيف نفذ الجزء الأكبر منه التحألف الدولي بقيادة واشنطن وأسفر عن مقتل أكثر من 150 عنصرا، بينهم قياديون، وفق المرصد.

وأكد متحدث باسم البنتاغون الثلاثاء أن غارة شنها التحألف الدولي السبت قرب مدينة إدلب استهدفت القيادي الجهادي أبو هاني المصري، من دون أن يحدد مقتله. وتسيطر «جبهة فتح الشام» وفصائل إسلامية أخرى على كامل محافظة إدلب منذ العام 2015.

وتشهد سوريا منذ اذار/مارس 2011 نزاعا داميا تسبب بمقتل أكثر من 310 آلاف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

 

أنباء عن اتصالات تركية ـ سورية عبر روسيا قبل إستانة… وتنسيق لـ «عدم الاحتكاك» بين قوات دمشق و«الجيش الحر»

انقرة طلبت من موسكو أن تكون جرابلس والباب بعد تحريرهما خاضعتين لنفوذها المباشر

عبدالله العمري

اسطنبول ـ «القدس العربي»: كشف مصدر مطلع في المعارضة السورية عن تنسيق بين الحكومتين التركية والسورية سبق انعقاد مؤتمر إستانة الأول بوساطة طرف ثالث لم يفصح عنه.

وتحدث المصدر في اتصال مع «القدس العربي» عن «تفاهمات» تزامنت مع انعقاد المؤتمر حملها الطرف الوسيط قضت «بالتنسيق بين قوات درع الفرات والقوات السورية لعدم الاحتكاك بينهما أثناء تنفيذ عملية استعادة مدينة الباب في ريف حلب وقد تعززت تلك التفاهمات بعد المؤتمر الذي جرى الشهر الماضي في إستانة».

وقال المصدر لـ «القدس العربي»، «في الأيام القليلة الماضية تقدمت قوات النظام السوري من الجبهة الجنوبية باتجاه مدينة الباب فيما تقدمت قوات درع الفرات من الجبهتين الشمالية والغربية نحو مدينة الباب حيث أصبحت قوات النظام وقوات درع الفرات على تماس مباشر لمسافة عشرات الكيلومترات دون أي اشتباك بينهما»، حسب قوله.

وأضاف أن «التنسيق بين قوات درع الفرات وقوات النظام حتى الآن يتم عبر كل من تركيا وروسيا»، وأكد على «احتمالات أن يتم التنسيق المباشر بينهما في وقت لاحق إذا استمرت حالة الثقة بينهما قائمة كما هي عليه الآن».

وأوضح المصدر، نقلا عن قيادات في درع الفرات أن تركيا «أصرت على أن تكون مدينة جرابلس ومدينة الباب بعد تحريرهما خاضعتين للنفوذ التركي المباشر، وهو الأمر الذي لم ترفضه روسيا وشددت على أحقية تركيا في ضمان أمنها القومي وفق رؤيتها»، على حد تعبيره.

وأشار إلى أن الهدف التركي من «فرض نفوذه على هذه المناطق وتفهم روسيا للحاجات التركية جاء بعد مناقشات تركية روسية اقتنعت بعدها روسيا بصواب الرؤية التركية في فرض نفوذها على جميع المناطق بين جرابلس والباب ضمن شريط جغرافي متصل يمنع القوات الكردية من التواصل بين كانتوني عفرين وكوباني أو الكانتون الآخر الذي يسمى كانتون الجزيرة في شمال الحسكة».

من جانبه الضابط في قوات درع الفرات، سامر الأطرش، قال لـ «القدس العربي» إنّه ينتمي إلى فصائل الثورة السورية، وأضاف أن «التعليمات التركية التي تلقتها قيادة درع الفرات تنص على تجنب أي اشتباك مسلح مع قوات سوريا الديمقراطية في المرحلة الراهنة إلاّ دفاعا عن النفس» على حد قوله.

وأكد أن هذه التعليمات «تمت باتفاق أمريكي ـ تركي بتجنب اشتباك القوتين والتفرغ الكامل لقتال تنظيم «الدولة» حيث تتزامن عملية درع الفرات مع هجوم قوات سوريا الديمقراطية شمال نهر الفرات والعمليتان ضمن إطار الحرب الشاملة ضد الإرهاب وإن كانت هناك خلافات قد تصل للعداوة بين الطرفين».

وأوضح أن «الخطة المرسومة كانت تقضي بقتال «جبهة فتح الشام» وأي كيان لا يندمج ويدخل بدائرة ومشروع الثورة بعد الانتهاء من معركة تحرير مدينة الباب»، ورجح المصدر أن «تجري القيادات التركية وقيادة درع الفرات تعديلات على هذه الخطة بعد أن اندمجت «جبهة فتح الشام» في «هيئة تحرير الشام» وما يقال في أوساط الثوار عن إجراءات عملية تتخذها الجبهة لحل نفسها والاندماج في فصائل الهيئة تبعا لرغبة كوادرها ومقاتليها في اختيار الفصيل الذي يرغبون العمل تحت قيادته ضمن فصائل هيئة تحرير الشام».

وأشار المصدر إلى أن «أبو محمد الجولاني قد سلم كافة صلاحياته بشكل غير رسمي إلى قائد هيئة تحرير الشام هاشم الشيخ الذي أوضح عن طريق مبعوثين تواصلوا مع الجانب التركي جدية الخطوات التي يتخذها الجولاني لحل جبهة فتح الشام بشكل نهائي خاصة بعد موجة الاستهداف التي راح ضحيتها أكثر من 300 مقاتل بعد معركة حلب بقصف لطيران التحالف الدولي»، على حد قول سامر الأطرش من «قوات درع الفرات».

 

أردوغان وترامب يتفقان على التعاون في «الباب» والرقة ورئيس الاستخبارات الأمريكية يصل إلى أنقرة اليوم

قتيلان و15 جريحا من الجيش التركي الذي حقق «تقدماً استراتيجياً» في المدينة بدعم أمريكي

إسماعيل جمال

إسطنبول ـ «القدس العربي»: أكدت مصادر أمريكية وتركية متطابقة أن الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والتركي رجب طيب أردوغان اتفقا، الأربعاء، على التعاون في طرد تنظيم «الدولة» (داعش) من مدينتي الباب والرقة شمالي سوريا، وبحثا إقامة منطقة آمنة في سوريا، وذلك بالتزامن مع تأكيد الجيش التركي تحقيقه «تقدماً إستراتيجياً» في مدينة الباب بغطاء جوي من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.

ولقيت المكالمة الهاتفية بين أردوغان وترامب اهتماماً استثنائياً من قبل الساسة الأتراك ووسائل الإعلام التي تابعت على مدار اليوم فحواها وحللت تفاصيلها وبنت آمالا كبيرة على إمكانية أن يُقدم ترامب على خطوات فعلية تساعد أنقرة في الملف السوري ومكافحة جماعة الخدمة وإمكانية تسليم زعيمها فتح الله غولن.

وبعد ساعات قليلة من المكالمة، أكدت وسائل إعلام تركية أن ترامب سوف يوفد مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي إيه» مايك بومبيو إلى أنقرة اليوم الخميس من أجل بحث ملفات أمنية أهمها قضيتا «فتح الله غولن» والوحدات الكردية في سوريا، وذلك في أول زيارة له خارج الولايات المتحدة وفي أرفع زيارة لمسؤول أمريكي لأنقرة منذ تولي ترامب إدارة البلاد. وبينما تعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا منظمة إرهابية تطالب الولايات المتحدة بوقف دعمها وعدم الاعتماد عليها في محاربة تنظيم «الدولة» (داعش)، كما تطالب أنقرة واشنطن بتسليم فتح الله غولن الذي تتهمه بتدبير وقيادة محاولة الانقلاب التي جرت منتصف يوليو/تموز الماضي في تركيا.

وسائل الإعلام التركية التي وصفت الاتصال بأنه «جرى في أجواء إيجابية للغاية وركز على التعاون» نقلت عن مصادر في رئاسة الوزراء قولها إن أردوغان وترامب بحثا المنطقة الآمنة في سوريا وأزمة اللاجئين ومكافحة الإرهاب، لافتةً إلى أن أردوغان أكد على «أهمية مكافحة منظمة «بي كا كا» الإرهابية، ووقف دعم الولايات المتحدة لتنظيم «ب ي د/ ي ب ك»، وقال لترامب إنه «ينتظر من الولايات المتحدة الوقوف إلى جانب تركيا في كفاحها ضد منظمة فتح الله غولن».

وبحسب المصادر ذاتها فإن ترامب أعرب عن رغبته في «تطوير العلاقات الثنائية مع تركيا وتوثيق التعاون بينهما في القضايا الإقليمية»، وأنهما اتفقا على التحرك بشكل مشترك في الباب والرقة بسوريا وعقد لقاء ثنائي في أقرب وقت ممكن.

من جهته، ركز بيان الرئاسة التركية على أن «الرئيسين أكدا على أن الولايات المتحدة وتركيا، بلدان حليفان وصديقان، يربطهما تحالف دائم»، وجاء فيه: «أكد ترامب دعم بلاده لتركيا بوصفها شريكا استراتيجيا وحليفا في (حلف شمال الأطلسي) «الناتو»، ورحب بالمساهمات التي تقدمها أنقرة للحملة ضد تنظيم «الدولة».

والخميس، خاض الجيش التركي معارك غير مسبوقة داخل مدينة الباب مع مسلحي تنظيم الدولة أدت بحسب بيان لرئاسة أركان الجيش إلى مقتل 2 وإصابة 15 من عناصر الجيش التركي، و58 من مسلحي التنظيم حيث تم استهداف 254 هدفاً من قبل الطائرات والمدفعية في مدينة الباب وأطرافها.

وأكد الجيش أنه أحرز تقدماً إستراتيجياً وتمكن من السيطرة على تلال هامة داخل المدينة، فيما قالت مصادر سورية إن الجيش التركي وعناصر الجيش السوري الحر تمكنوا الخميس من السيطرة على المدخل الغربي لمدينة الباب، وذلك بعد يوم واحد من أنباء لم تؤكد رسمياً عن السيطرة على بلدة بزاعة الهامة التابعة للباب.

وفي هذا السياق، أكد وزير الخارجية التركي أن القوات المشاركة في عملية «درع الفرات» حققت «تقدماً مهماً» في مدينة الباب خلال الأيام الأخيرة، لافتاً إلى وجود دعم هام من قبل الطيران الروسي طيران التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن وأعاد دعمه للعملية التركية خلال الأيام الأخيرة بعد أشهر من التوقف.

وشدد الوزير التركي على أن تركيا ودول التحالف قادرة على تشكيل جيش من أجل طرد تنظيم «الدولة» من الباب والرقة، مشدداً على ضرورة استبعاد من وصفها بـ»المنظمات الإرهابية» من هذه العملية، وذلك في إشارة إلى الوحدات الكردية التي تدعمها واشنطن للحرب على التنظيم.

من جهته، أكد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، في مؤتمر صحافي مع نظيره التركي في أنقرة، دعم الرياض «الجهود التركية في محاربة الإرهاب داخل تركيا وخارجها»، مؤكداً على أن «السعودية تعتبر تنظيمي بي كا كا وب ي د تنظيمين إرهابيين يجب القضاء عليهما، وأن بلاده تدعم الجهود التركية الرامية للقضاء على الإرهاب في سوريا».

 

المعارضة السورية تستعدّ لجنيف 4: تمسك بوفد متوازن ومنسجم

محمد أمين

تقترب المعارضة السورية أكثر من حسم كل القضايا المتعلقة بعملية التفاوض مع النظام في جنيف، في 20 فبراير/شباط الحالي. وكثفت هذه المعارضة، بشقيها السياسي والعسكري، الجهود من أجل الاستعداد لجولة رابعة من مفاوضات يتوقع مراقبون أن تكون حاسمة لجهة وضع خارطة طريق لتسوية “تاريخية”، وفق قرارات دولية تدعو إلى عملية انتقال سياسي جاد، يقوم على هيئة حكم كاملة الصلاحيات تتولى إدارة مرحلة انتقالية تنتهي بانتخابات وفق دستور جديد.

وأعلن وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري سامح شكري، أن الأردن الذي سيستضيف القمة العربية المقبلة في 29 مارس/آذار المقبل، سيلتزم قرارات جامعة الدول العربية المتعلقة بعضوية سورية. وقال، رداً على سؤال عما إذا كانت هناك مباحثات لإعادة النظر بدعوة سورية للقمة، إن “التعامل مع الدعوات ينطلق من قرارات الجامعة العربية، ونحن نلتزم بما أقرته الجامعة العربية سابقاً، ونتعامل مع هذا الموضوع وفق هذا السياق”. وعما إذا كانت هناك اتصالات مباشرة مع إيران حول الأزمة السورية، قال الصفدي “لا توجد اتصالات مباشرة مع إيران حول هذا الموضوع، لكننا شاركنا، كما شاركوا في أستانة”. وأضاف “نفعل كل ما هو ضروري من أجل حماية مصالحنا وأمننا الوطني وحدودنا الشمالية”. من جانبه، قال شكري إن بلاده تأمل في “إنجاز المسار السياسي، بما يؤدي الى إنهاء هذا الصراع العسكري وآثاره المدمرة على الشعب السوري والحفاظ على وحدة وأراضي سورية”.

ونفت مصادر في المعارضة السورية وجود خلافات “جوهرية” حول تشكيلة الوفد، مشيرة إلى أن الفصائل العسكرية جزء من الهيئة العليا للمفاوضات، ولن تنجح الجهود الروسية في خلق فجوة بينها وبين الهيئة، التي دعت وفد الفصائل إلى اجتماعات تجريها في الرياض ظهر غد الجمعة. وشهدت مدينة إسطنبول، على مدى ثلاثة أيام، اجتماعات للهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري، مع ممثلي الأخير في الهيئة العليا للمفاوضات، للخروج برؤية تتعلق بمجمل التطورات السياسية، وفي قلبها مسألة التفاوض في جنيف. كما شهدت المدينة اجتماعاً لممثلي فصائل شاركوا في مفاوضات أستانة، التي عقدت أواخر الشهر الماضي، للتباحث في مسألة مشاركة هذه الفصائل في مفاوضات جنيف، بالإضافة إلى التداول في تشكيلة وفد مفاوض يمثّل المعارضة السورية إلى هذه المفاوضات، يضم عدداً من ممثلي الفصائل.

ونفى ممثل “لواء شهداء الإسلام”، النقيب سعيد مقرش (أبو جمال)، في تصريح لـ”العربي الجديد”، ما أوردته مواقع إخبارية، أول من أمس، عن مطالبة وفد أستانة بحصة كبيرة في الوفد الذاهب إلى جنيف، معتبراً أن الحديث عن خلافات مع الهيئة العليا للمفاوضات “هدفه التشويش على اجتماعات الرياض” التي تُعقد الجمعة، وتضم الهيئة مع وفد الفصائل، للخروج برؤية واحدة حيال مفاوضات جنيف، وتشكيل وفد مفاوض.

وأكد أحد مستشاري وفد الفصائل وجود حرص على أن يكون وفد جنيف قوياً وصلباً، ويمثّل كل مكونات قوى الثورة، السياسية والعسكرية، مشدداً على أن الفصائل العسكرية جزء أساسي وجوهري من الهيئة العليا للمفاوضات، نافياً نيتها تشكيل وفد مواز، أو أن تتحوّل إلى منصة جديدة من عدة منصات معارضة أخرى. وأشار، لـ “العربي الجديد”، إلى أن الهدف هو “تشكيل وفد منسجم ومشترك بالهدف”، مؤكداً أن ما نقلته وسائل إعلام “غير صحيح”، موضحاً أن بعض أعضاء وفد الفصائل طالب بحصة من تشكيلة وفد جنيف في إطار نقاش وتداول للأفكار، مؤكداً أن اجتماع الرياض الجمعة هو “الفيصل” في تحديد أعضاء الوفد.

وتجاهلت المعارضة السورية تلويح الموفد الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، مطلع فبراير/ شباط الحالي، بتشكيل وفد المعارضة المفاوض في حال عجزها عن ذلك، مانحاً المعارضة مهلة انتهت أمس. وقالت مصادر في الائتلاف الوطني السوري إن دي ميستورا “أدرك خطأه فأرسل توضيحاً يؤكد فيه أنه قصد وفد المنصات الأخرى، وليس وفد الهيئة العليا، الممثّل الرئيسي للمعارضة”. وأشارت المصادر، في حديث لـ “العربي الجديد”، إلى أن الموفد الأممي يعرف جيداً أنه لا يمكن لأي طرف خارجي أن يشكّل وفد المعارضة، مضيفة “في هذه الحالة تتحوّل المفاوضات إلى ملهاة لا قيمة سياسية لها، ولا مصداقية لها لدى الشارع السوري”. وكانت تصريحات دي ميستورا ولّدت حالة استياء في أوساط المعارضة، التي اعتبرتها استخفافاً بقدرتها على تشكيل وفد يمثّل قوى الثورة والمعارضة، ومحاولة ضغط غير مجدية من أجل قبولها بضم شخصيات من “منصات” تتماهى مع الرؤية الروسية للحل. وذكرت مصادر إعلامية أن الموفد الأممي ربما يتقدم باستقالته إثر الجولة الرابعة من مفاوضات جنيف المقررة في 20 فبراير/شباط الحالي، مشيرة إلى أن أداءه لا يعجب غالبية الأطراف المعنية بالملف السوري.

ولم يستطع دي ميستورا، الذي خلف الأخضر الإبراهيمي منتصف العام 2014، التوصل إلى تسوية بين المعارضة والنظام. وكان للأمم المتحدة دور سلبي وعاجز خلال فترة عمله موفداً إلى سورية، خصوصاً إزاء عمليات التهجير الممنهج للسوريين من قبل النظام، وإيران. وتتهمه المعارضة بمحاباة النظام، وحلفائه، وأنه حاول خلق مسارات متعددة في عملية التفاوض من خلال موافقته على وجود وفود محسوبة على المعارضة بينما هي أقرب إلى النظام. وذهب العميد أسعد الزعبي، الذي ترأس وفد المعارضة إلى مفاوضات جنيف 3 التي أشرف عليها دي ميستورا، أبعد من ذلك، بقوله إن المبعوث الأممي “ابن إيران، وناطق باسم خامنئي”، مؤكداً أن المعارضة طالبت بتغييره “ولم يسمع أحد”، وفق تعبيره.

وأكدت مصادر مطلعة في المعارضة السورية أن دي ميستورا عمل منذ تسلمه مهامه موفداً أممياً إلى سورية على “تشتيت تمثيل المعارضة، وضرب وحدتها”، مؤكدة، لـ”العربي الجديد”، أنه يتواصل الآن مع منصتي القاهرة وموسكو من أجل ضمهما إلى الوفد المعارض. وأكدت المصادر، التي حضرت مفاوضات أستانة، أن دي ميستورا حاول، ولا يزال يحاول، فرض دستور، وضعه خبراء روس، على السوريين، مضيفة “إنه يلعب دوراً خطيراً. وفي حال عدم تداركه سيكون له تأثير سلبي على حاضر سورية، ومستقبلها”. وقال رئيس الوفد البرلماني الروسي إلى سورية، ألكسندر سابلين، بعد اجتماع مع رئيس النظام بشار الأسد، إن الأسد أكد “استعداد سورية لإجراء مفاوضات مع جميع ممثلي المعارضة، بما في ذلك المعارضة المسلحة”. وأشار إلى “دعم الأسد للجهود الروسية في محادثات أستانة ونتائج اجتماع المجموعة المشتركة لمراقبة وقف إطلاق النار في سورية”.

ومن المنتظر أن تحسم المعارضة أمرها في الكثير من القضايا المتعلقة بالعملية التفاوضية، خصوصاً على صعيد تشكيل وفد “متوازن”، وتأكيد أن الهيئة العليا للمفاوضات هي المرجعية الوحيدة للمعارضة بما يخص العملية السياسية، لقطع الطريق أمام محاولات تُبذل من قبل الروس والإيرانيين والموفد الأممي تهدف إلى “تمييع” هذه المسألة، واظهار المعارضة على أنها منقسمة ومشتتة أمام المجتمع الدولي. وتبدأ ظهر الجمعة في الرياض اجتماعات للهيئة العليا للمفاوضات، مع وفد الفصائل العسكرية من أجل “نقاش متأن” يتناول كل القضايا المتعلقة بالتفاوض، وفق مصدر في الهيئة، مشيراً إلى أن مصلحة القضية السورية “فوق كل اعتبار”، مضيفاً “لن نترك أمرا من دون مناقشة وحسم”.

وعلمت “العربي الجديد” من مصادر أن نيّة المعارضة السورية تتجه نحو تسليم رئاسة الوفد إلى شخصية “مدنية”، مشيرة إلى احتمال ترؤس محمد علوش، رئيس المكتب السياسي في “جيش الإسلام”، ورئيس وفد الفصائل إلى أستانة، لوفد المعارضة إلى جنيف، أو أن يتم اختيار شخصية “ذات طابع قانوني” لرئاسة الوفد. وكان أسعد الزعبي ترأس وفد المعارضة السورية إلى مفاوضات جنيف 3، التي علّقت المعارضة مشاركتها فيها في أبريل/نيسان الماضي احتجاجاً على عدم تنفيذ النظام للشق الإنساني من القرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن الدولي. وأكدت مصادر أن الزعبي ما زال مرشحاً لرئاسة الوفد. ومن المتوقع أن تأخذ مسألة ضم منصات معارضة إلى الوفد المفاوض إلى جنيف حيّزاً كبيراً من اجتماعات الرياض، خصوصاً منصة القاهرة، التي أكد مصدر رفيع فيها، لـ”العربي الجديد”، استعدادها للتقارب مع الهيئة العليا للمفاوضات، كي يكون أحد أعضاء المنصة عضواً في وفد جنيف. وكان نائب رئيس “الائتلاف”، عبد الحكيم بشار، أشار في تصريحات، لـ”العربي الجديد”، إلى أن “الهيئة منفتحة على مشاركة أوسع طيف من المعارضة الملتزمة بأهداف ومبادئ الثورة السورية”، مؤكداً أنه “على ضوء ذلك، فإن ضم شخصيات معارضة حقيقية من منصات أخرى غير مصطنعة إلى الوفد المفاوض سيكون مقبولاً لدى الهيئة العليا ولدى الائتلاف”.

 

البنتاغون: قوات أميركية قتلت ناشطين لـ”القاعدة” في سورية

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الأربعاء، أنّ القوات الأميركية نفّذت ضربتين جويتين قرب إدلب في سورية هذا الشهر، مما أدى إلى مقتل 11 ناشطاً من “القاعدة”، بينهم عضو تربطه صلات بزعيم القاعدة الراحل، أسامة بن لادن، ومسؤولين آخرين في التنظيم.

 

وأضافت الوزارة، أن ضربة نُفّذت، في الرابع من فبراير/شباط، قتلت أبو هاني المصري، الذي قالت إنه كان يشرف على إنشاء وإدارة الكثير من معسكرات تدريب “القاعدة” في أفغانستان، في الثمانينيات والتسعينيات، حيث “جنّد ولقّن ودرّب وسلّح آلاف الإرهابيين”.

 

وبحسب الوزارة، فإن عشرة من عناصر “القاعدة” قُتلوا بضربة جوية أخرى، نُفذت في الثالث من فبراير/شباط على مبنى يُستخدم كمقر للاجتماعات.

 

وكانت مصادر محليّة قد أكدت لـ”العربي الجديد” أنّ “طائرة أميركية من دون طيار استهدفت سيارة تابعة لهيئة تحرير الشام، قرب مدينة سرمدا الحدودية، بريف إدلب الشمالي، ما أدّى إلى مقتل عنصرين كانا بداخلها، أحدهما القيادي العسكري أبو هاني المصري”. كما قتل عشرة على الأقل، وجرح آخرون، بقصف من طيران التحالف الدولي على مقر لـ”هيئة تحرير الشام” في سرمين، يوم الجمعة الماضي.

 

وكانت خمسة فصائل، أبرزها فتح الشام (النصرة سابقاً) و”حركة نور الدين زنكي”، قد أعلنت اندماجها في فصيل واحد، أطلقت عليه اسم “هيئة تحرير الشام”.

 

وخسرت “فتح الشام” (النصرة سابقاً) أكثر من 150 عنصراً من عناصرها بقصف لطائرات أميركية، في ريف إدلب الشمالي، وريف حلب الغربي، بينهم نحو 100 عنصر في معسكر لإعداد المقاتلين استهدفته طائرات أميركية.

 

وتُصنف الولايات المتحدة تنظيم “فتح الشام” (النصرة سابقاً)، بأنه إرهابي، إلى جانب تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)،  ولم يؤدي تغيير اسم التنظيم إلى “فتح الشام”، ولاحقاً إلى “هيئة تحرير الشام”، إلى رفع التنظيم من قائمة المنظمات الإرهابية بالنسبة للولايات المتحدة، التي واصلت طائراتها استهداف التنظيم في كل مراحل نموه وبالرغم من اندماجه مع عدة فصائل محلية أخرى.

 

(العربي الجديد، وكالات)

 

تركيا تعرض على ترامب خطة لضرب داعش تستبعد الأكراد

أنقرة تسعى لإقناع واشنطن بالوكالة في الحرب بعد نجاح تفاهمها الاستراتيجي مع موسكو.

 

أنقرة – وجدت تركيا في أول اتصال هاتفي بين رئيسها رجب طيب أردوغان ونظيره الأميركي دونالد ترامب الفرصة المواتية لعرض خطتها لهزيمة داعش في سوريا دون الحاجة إلى أكراد سوريا الذين راهنت عليهم إدارة باراك أوباما.

 

وقال المتحدث باسم الرئيس التركي إبراهيم كالين إن تركيا قدمت خطة مفصلة لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من مدينة الرقة معقل المتشددين في شمال سوريا وإن هناك مناقشات جارية بخصوص هذا الأمر.

 

وأضاف كالين لقناة إن.تي.في التلفزيونية أن التنسيق مع التحالف بقيادة الولايات المتحدة بشأن الضربات الجوية في الأيام العشرة الماضية كان أفضل وأن الأولوية بالنسبة لأنقرة هي إقامة منطقة آمنة بين بلدتي أعزاز وجرابلس السوريتين.

 

ووجدت تركيا في تطمينات ترامب داعما لجهودها العسكرية التي اتسمت بالتعثر خلال الأشهر الماضية. وأعلنت عن تسجيل اختراق ميداني مهم على أعتاب مدينة الباب، في خطوة قال مراقبون إنها تهدف إلى تأكيد قدرتها على النهوض بمهمة محاربة داعش نيابة عن الولايات المتحدة.

 

وقالت أنقرة إن الفصائل المقاتلة السورية التي تدعمها أحرزت تقدما ضد داعش في مدينة الباب، مشيرة إلى احتمال مشاركة قواتها الخاصة في معارك استعادة الرقة “عاصمة” الجهاديين في سوريا.

 

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو “في الأيام الأخيرة، حققت قواتنا الخاصة، وجنود وأفراد الجيش السوري الحر تقدما واضحا” في الباب.

 

وأضاف أن “الهدف التالي في سوريا، هو عملية الرقة. من الضروري القيام بعملية الرقة، ليس مع الجماعات الإرهابية، لكن مع الأشخاص المناسبين”، في إشارة إلى الميليشيات الكردية حلفاء واشنطن في مكافحة الجهاديين.

 

وتابع جاويش أوغلو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السعودي عادل الجبير “يمكننا كبلدين في المنطقة وفي التحالف، إشراك قواتنا الخاصة”.

 

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى معارك عنيفة الأربعاء بين التنظيم المتطرف وقوة “درع الفرات” في محيط مدينة الباب. وتمكنت قوة “درع الفرات” وفق المرصد، من إحراز تقدم ليلا على الأطراف الغربية للمدينة، حيث سيطرت على مواقع عدة كانت تحت سيطرة الجهاديين.

 

ورأى مراقبون في تركيا أن إعلان أنقرة عن تقديم خطة لطرد داعش من الرقة هدفه تقديم بديل ناجع للولايات المتحدة لاستبدال اعتمادها السابق على قوات سوريا الديمقراطية التي قوامها الأكراد.

 

ويضيف هؤلاء أن الإعلان عن الخطة جاء بعد الاتصال الهاتفي بين الرئيسين التركي والأميركي على نحو يوحي بأن الرئيس ترامب قد طالب نظيره التركي بتقديم خطة واضحة في هذا الشأن.

 

وتشدد هذه الأوساط على أن تركيا تسعى لإقناع واشنطن بأن تتكفل تركيا بخوض معركة الرقة بهدف سحب البساط نهائيا من تحت أقدام حزب الاتحاد الديمقراطي التابع لحزب العمال الكردستاني في تركيا.

 

ولا شك أن التقدم الذي تحققه القوات التركية وتلك السورية المعارضة المدعومة من أنقرة في مدينة الباب سيسهم في تسهيل اعتماد واشنطن الخيار التركي لطرد داعش من الرقة.

 

وترى أوساط دبلوماسية غربية مراقبة أن تركيا التقطت طرح الرئيس الأميركي لفكرة إقامة مناطق آمنة في سوريا وأسرعت بإبداء التأييد لها، ليس فقط لأنها كانت تحاول إقناع واشنطن بهذا الخيار إبان عهد أوباما، بل لأن الأمر يعني أيضا إشراف دول بعينها على هذا المشروع والاستغناء عن خدمات أي ميليشيات بما فيها تلك الكردية في الشمال كما تلك التابعة لإيران في مناطق أخرى.

 

وتلفت أوساط سياسية تركية مراقبة إلى أن التقارب الحاصل بين واشنطن وأنقرة يجري بالتوازي مع التقارب الجاري بين واشنطن وموسكو، وأن خيار تركيا بالتحالف مع روسيا ليس عرضيا في العقيدة التركية الراهنة وأن أنقرة لا تنوي التراجع عنه حتى في حال تحقق تقارب جدي مع إدارة ترامب.

 

وتذهب هذه الأوساط إلى أن أنقرة تود الاستفادة من دعم موسكو وواشنطن معا للدفاع عن أمنها الاستراتيجي في الشمال السوري وأن موسكو أيضا غير قلقة من أي تقارب مقبل بين تركيا والولايات المتحدة.

 

ولفتت مراجع أميركية إلى أن الزيارة التي سيقوم بها مدير وكالة المخابرات المركزية مايك بومبيو إلى تركيا، وهي الأولى إلى الخارج منذ تعيينه، تعكس حرص المؤسسات الأمنية والعسكرية الأميركية على البت في موضوع العلاقة الأميركية مع الأكراد في سوريا كما تهدف إلى إعادة رفع مستوى التنسيق الأمني والعسكري الذي تراجع في عهد أوباما.

 

ولاحظ مراقبون أن كالين خفض من سقف توقعات أنقرة بخصوص المنطقة الآمنة التي تسعى لفرضها على الأراضي السورية، بين بلدتي أعزاز وجرابلس، في تناقض تام مع الخطة التركية المعروضة لإقناع إدارة ترامب بخصوص الرقة.

 

خصوم الأزمة السورية يلتقون عند “باب” تنظيم الدولة  

ذكرت فايننشال تايمز أن قوات النظام السوري والقوات التركية أحكمت قبضتها أمس على معقل تنظيم الدولة المهم استراتيجيا بمدينة الباب، مما يثير تكهنات بأن الخصوم السابقين في الحرب الأهلية السورية ينسقون الهجوم ضد الجماعة “الجهادية”.

 

وأشارت الصحيفة إلى قول الثوار السوريين إن أي تعاون من المرجح أن يتم من خلال روسيا، التي تدعم نظام الأسد واعتبرت نفسها اللاعب الرئيسي في الجهود الرامية لإنهاء الصراع في سوريا، لكنها أردفت بأن التقدمات المتزامنة تثير خطر التصعيد الذي يجر القوى الإقليمية، مثل تركيا، أعمق في الحرب.

 

وقال يونس عودي، محلل لبناني مقرب من مسؤولي النظام السوري، إن “الباب ستكون نقطة التقاء وليس نقطة انطلاق”.

 

وأضاف عودي أن روسيا كانت تنسق العمليات البرية والجوية وأن “النظام والأتراك وحتى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ينفذون غارات جوية هناك”.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن هزيمة التنظيم التي قادتها تركيا في الباب ستسمح لأنقرة بزيادة نفوذها في شمال سوريا حيث شكل تدخلها منطقة عازلة للثوار الذين تدعمهم.

 

وألمحت إلى أن المسؤولين الأتراك قللوا من شأن حدوث اشتباكات محتملة بين القوات المتقدمة في الباب، وقالوا في مؤتمر صحفي إن التنسيق الدولي جار لمنع أي حوادث.

 

ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو قوله إن “عملية الباب يجب أن تكتمل على الفور في الفترة المقبلة. وفي الأيام الأخيرة أحرزت قواتنا الخاصة والجيش السوري الحر تقدما هاما”.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

روسيا تقتل بالخطأ جنودا أتراكا في سوريا.. وبوتين يعزي

العربية.نت – وكالات

أعلن الجيش التركي، الخميس، أن ضربات جوية روسية قتلت – خطأ – 3 جنود أتراك وأصابت 11 قرب مدينة الباب، التي تقع تحت سيطرة تنظيم “داعش” شمال سوريا، فيما اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن مقتل الجنود الأتراك سببه نقص التنسيق مع أنقرة.

وأضاف الجيش في بيان له أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عبّر للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن حزنه بسبب الحادث، فيما قال الكرملين “بوتين عبر عن تعازيه في مقتل بضعة جنود أتراك قرب مدينة الباب السورية”.

قال الكرملين في بيان إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي طيب أردوغان اتفقا أثناء اتصال هاتفي، الخميس، على زيادة التنسيق العسكري ضد تنظيم داعش في سوريا.

وقال الكرملين إن بوتين وأردوغان اتفقا أيضاً على العمل بنشاط من أجل دعم محادثات السلام بشأن سوريا في أستانا وجنيف، وناقشا الاستعدادات لاجتماع بين البلدين في روسيا في مارس/آذار.

تقدم كبير

وفي نفس السياق قتل خمسة جنود أتراك، الخميس، في معارك في مدينة الباب، ما يرفع عدد الجنود الأتراك الذين قتلوا خلال اليومين الماضيين إلى 10، بحسب “الأناضول”.

وأصيب عشرة جنود آخرين في القتال بين داعش والجيش التركي، الذي يدعم فصائل سورية معارضة تسعى إلى السيطرة على المدينة.

وقتل خمسة جنود أتراك الأربعاء وأصيب 15 آخرون.

وبحسب وكالة “دوغان” للأنباء فقد وصل عدد الجنود القتلى في العملية في سوريا إلى 66 جندياً منذ انطلاق العملية في آب/أغسطس، قتل معظمهم بنيران تنظيم “داعش”.

وأعلنت تركيا أمس الأربعاء عن تحقيق تقدم كبير في معركة السيطرة على مدينة الباب، وقالت إنها تخطط للتقدم نحو مدينة الرقة السورية، معقل تنظيم داعش، في المرحلة التالية من العملية.

وقال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، إن مدينة الباب أصبحت الآن “محاصرة من جميع الجوانب” وإن الأحياء الواقعة على مشارفها أصبحت “تحت السيطرة”.

ومدينة الباب محاصرة منذ الاثنين عندما قطعت قوات النظام السوري المتقدمة من الجنوب الطريق المؤدي إلى المدينة.

 

رئيس برلمان كازاخستان: “جنيف1” مرجعية الصراع السوري

أستانا – باسل الحاج جاسم

أكد قاسم جومارت توكايف رئيس مجلس الشيوخ في البرلمان الكازاخستاني في حوار خاص أن اتفاقية جنيف (1) تظل حتى الآن المرجعية الدولية الوحيدة في الصراع السوري.

وقال توكايف إن رؤساء روسيا وتركيا وإيران تقدموا بعرض لرئيس بلاده نور سلطان نازارباييف لإجراء محادثات بشأن التسوية السورية في العاصمة أستانا، وجاء ذلك ردا على سؤال حول العوامل التي جعلت عاصمة كازاخستان تستضيف المحادثات السورية أواخر يناير/ كانون الثاني الماضي، حيث اتجهت الأنظار نحو كازاخستان بعد وساطتها الناجحة في المصالحة الروسية التركية.

وأضاف المسؤول الكازاخستاني أن اختيار أستانا بدا منطقيا تماماً كمكان لإجراء محادثات حول التسوية السورية، حيث تتمتع كازاخستان بعلاقات ثقة متبادلة مع جميع الأطراف المعنية بالملف السوري.

وأكد توكايف، الذي سبق وشغل منصب رئيس وزراء ووزير خارجية بلاده، أن إنهاء الحرب في سوريا وتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط بشكل عام، يصب في مصلحة كازاخستان، التي تعد من أكبر دول أوراسيا، وهي جزء من العالم الإسلامي، وكذلك عضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي لعامي 2017-2018.

وأوضح أن رئيس كازاخستان نازارباييف يسعى لاستخدام كل فرصة لإيجاد وسيلة للخروج من هذا الوضع الصعب، الذي تمر به الجمهورية العربية السورية، والوساطة متعددة الأطراف، هي البديل الوحيد للاقتتال الدائر، وقد حاولنا في كازاخستان تهيئة جميع الظروف اللازمة لمثل هذا الحوار (حوار متعدد الأطراف) في العاصمة أستانا، وحصلت بذلك المفاوضات السورية على فرصة ثانية دفعة جديدة.

نتائج جولة أستانا

وحول ما حققته محادثات أستانا، قال الدبلوماسي الكازاخستاني المخضرم: أولا، حقيقة مهمة حدوث الاجتماع في أستانا، حيث كان من الصعب جدا جمع كل الأطراف على طاولة واحدة، ولا سيما لأولئك الذين يقاتلون ضد بعضهم البعض. ثانيا، اجتماع أستانا، وضع الأساس لوضع حد للعنف والتقارب بين الفصائل السورية المختلفة، بما في ذلك المسلحة، ثالثا، تم الاتفاق على إنشاء آلية ثلاثية لمراقبة وقف إطلاق النار وضمان تنفيذه بالكامل.

وتابع توكايف: من المستحيل حل جميع المشاكل في غضون يومين بعد 6 سنوات من الحرب الدامية، ولكن نأمل أن أستانا كانت بداية عملية من أجل استعادة الاستقرار والتنمية في سوريا، ونحن نتحدث عن القضاء على الكراهية المتبادلة التي تراكمت على مدى سنوات من الحرب الوحشية، ومؤخرا أصبح معروفا عن اجتماع الخبراء، بما في ذلك ممثلين عن الأمم المتحدة، إلى إنشاء آلية ثلاثية (روسيا، تركيا، إيران)، وهي تجري هذه الأيام في أستانا.

 

وذكر المسؤول الكازاخستاني أن أستانا هي مقر انعقاد المؤتمرات العادية لزعماء الأديان العالمية والتقليدية. وعقدت فيها القمة التاريخية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ومؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا، ورابطة الدول المستقلة ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي والاتحاد الاقتصادي الأوراسي وجولتان من المحادثات حول البرنامج النووي الإيراني، مؤكدا أن ورئيس كازاخستان، وجميع الكازاخستانيين على استعداد للمساهمة في إحلال السلام الذي طال انتظاره.

وأكد توكايف أننا جميعا بحاجة إلى العمل بجد كي نكون قادرين على التحدث بموضوعية حول استعادة السلام في سوريا.

وحول الفترة التي شغل فيها قاسم جومارت توكاييف منصب نائب أمين عام الأمم المتحدة، ومدير عام منظمة الأمم المتحدة في جنيف، حيث كان شاهدا على بدء التفاوض في الملف السوري هناك، قال توكايف: في ذلك الوقت قمت بتنظيم أول مؤتمر دولي حول سوريا “جنيف 1” الذي عقد في 30 يونيو/حزيران عام 2012. وأسفر الاجتماع عن بيان جنيف “مجموعة العمل بشأن سوريا”، وتظل هذه الوثيقة حتى اليوم المرجعية المؤسساتية الدولية الوحيدة في الصراع السوري.

 

من محادثات أستانا

درو مركزي للأمم المتحدة

وتابع: جنيف هي منصة حوار الأمم المتحدة بشكل كامل، وعلينا أن نبذل كل جهد ممكن لتعزيز الدور المركزي لهذه المنظمة العالمية في الشؤون الدولية، لكن أستانا تمكنت من توفير عملية غير مسبوقة من أشكال التفاوض، فقد قدمت منصتها للمشاركين وساطة دولية واسعة ومتعددة الأطراف، ولعبت كازاخستان دورا هاما في ذلك، وإنه لشرف عظيم استضافة هذا الحدث العالمي الفريد، وقد تم في استانا اختبار الثقة السياسية بين الأطراف المتحاربة، ومن أجل تحقيق السلام في سوريا نحتاج إلى استخدام كافة الميزات والجهود.

وحول ما إذا كان لدى كازاخستان وصفة أو مبادرة للحل في سوريا، قال توكايف إن الحقيقة الثابتة اليوم هو أنه لا توجد وصفة عند أحد للحل في سوريا، فهناك الكثير من التناقضات، وبالإضافة للتناقضات بين الطرفين السوريين، هناك أزمة جيوسياسية، ومشاركة غير مسبوقة في الحرب من جانب منظمات إرهابية.

واختتم توكايف الذي سبق وشغل لسنوات طويلة وزير خارجية بلاده، أنه في الدبلوماسية، لا توجد حلول معجزة، وإنما كلها ترتكز على الحكمة والصبر والقدرة على تقديم تنازلات، لذلك كل طرف من المشاركين في عملية أستانا يجب عليه أن يتخطى الطريق الوعرة من جانبه بهدف الوصول إلى المستقبل الهادئ في سوريا.

 

دي ميستورا يتراجع عن تحذيره للمعارضة السورية

دبي – قناة العربية

أعلنت الأمم المتحدة مساء الأربعاء على لسان المتحدث باسمها ستيفان دوجاريك أن موفدها الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا سيوجّه دعوات للمشاركة في محادثات “جنيف 4” للسلام خلال الأيام القليلة المقبلة، متراجعا عن تحذير كان وجهه إلى المعارضة السورية في وقت سابق.

وكان دي ميستورا قد حذّر المعارضة من أنه سيعمد بنفسه إلى اختيار مندوبي المعارضة الذين سيشاركون في محادثات السلام المقرر انعقادها في جنيف في 20 فبراير/شباط تحت إشراف الامم المتحدة في حال لم تتوصل إلى الاتفاق على من سيمثلها.

وكان دي ميستورا حدد الثامن من شباط/فبراير موعدا للمعارضة للاتفاق على من سيمثلها.

وأمس الأربعاء، قال دوجاريك للصحافيين إن “الدعوات ستوجه خلال الأيام القليلة المقبلة”. وتابع: “نعرف جميعا أن هذه الإجراءات معقدة وتتطلب الكثير من المحادثات والمشاورات مع الكثير من الأشخاص” قبل أن يضيف أن “دي ميستورا وفريقه سيواصلون العمل على هذه الطريق”.

وكانت المعارضة استقبلت بامتعاض تهديد الموفد الخاص وقالت إن اختيار ممثليها لا يعود إليه.

 

امرأة تستغيث بقاتلها “لا، يا طَلال”.. وتأتي المفاجأة!

العربية.نت – عهد فاضل

قُتلت مدرّسة سورية متقاعدة طعناً بالسكين، تدعى شمسة ملّوك، وتبلغ من العمر 65 عاماً، وقتِل معها ابنها الوحيد، وبالأداة ذاتها، ويدعى علي، ويبلغ من العمر 35 عاماً، بتاريخ الرابع من شهر ديسمبر 2016، على يد قاتل لم يكن قد تم التعرف على هويته، بعد، في مدينة السّلمية السورية التابعة لمحافظة “حماة”.

واهتزّت مدينة “السلمية” لهذه الجريمة التي راح ضحيتها مدرّسة متقاعدة خرّجت أجيالاً من المتعلمين. خصوصاً أن الضحية الثانية في جريمة القتل هذه، كان ابنها الوحيد، أيضاً.

وكانت التحقيقات قد توصّلت إلى نقطة هامة لفك طلاسم هذه الجريمة الوحشية، من خلال قول الجيران، إن الضحية صرخت في الليل قائلة: “لا.. يا طلال”. فقامت أجهزة الأمن الجنائي بإحضار واعتقال كل من يحمل اسم “طلال” في المنطقة التي حصلت فيها الجريمة. إلا أن مفاجأة غير متوقعة، حصلت في هذا السياق، وهي في سَوق من يحملون هذا الاسم إلى الخدمة الإلزامية في جيش الأسد، بعدما تبيّن أنهم “فارّون” من الخدمة في جيشه.

وذكرت وسائل إعلام محلّية، الأربعاء، أن نظام الأسد عمد إلى الكشف عن وضع هؤلاء المعتقلين الذين يحملون اسم “طلال” الذي صرخت به القتيلة، فتبيّن له أن المعتقلين الحاملين اسم “طلال” يتهرّبون من جيشه رافضين القتال في صفوفه، فقام بسَوقهم إلى الخدمة الإلزامية، مستغلا التحقيقات الرامية للكشف عن القتلة، لإرغام أهالي الشبان على تسليم أبنائهم للتحقيق معهم، بداية، ثم سوقهم مكرهين للانخراط في صفوف جيشه.

أما بالنسبة للقاتل الذي ذبح المدرّسة المتقاعدة وابنها، فتم القبض عليه، وهو الوحيد بينهم الذي يحمل اسم “طلال” وتنطبق عليه مواصفات مرتكب الجريمة. وقالت صحف سورية الأربعاء، إنه يدعى “طلال الجرف” من أبناء المنطقة. وذكرت المصادر السابقة أن “طلال” القاتل اعترف بجريمته التي ارتكبها أصلا بقصد السرقة، إلا أنه لجأ لقتل ضحيته التي صرخت باسمه، بعدما تعرّفت عليه، فأجهز عليها وابنها إخفاءً لجريمته، كما قالت المصادر.

ولفت في سياق تحقيقات الكشف عن الجريمة، أن نظام الأسد يستغل التحقيقات المفترض توجيهها نحو القاتل، كي يعتقل مزيداً من الشبان ثم زجّهم في جيشه، بعد الكشف عن أسمائهم في قوائم السَّوق إلى الخدمة الإلزامية أو قوائم الاحتياط التي يتهرّب منها سوريون كثيرون، بعدما تورّط جيشه، ومنذ الثورة السورية في عام 2011، بقتل عشرات آلاف السوريين دفاعاً عن نظام الأسد. فأصبحت الخدمة في ذلك الجيش، “تهمة” أو “عاراً” يتهرب منه السوريون الذين يقودهم حظهم العاثر لأن يحمل بعضهم اسم “طلال” فيستدعى للتحقيق، فإن لم يكن هو قاتل المدرّسة المتقاعدة وابنها، يُساق إلى الخدمة في جيش الأسد.

 

الفصائل السورية تشترط تطبيق بنود أستانا قبل جنيف 4

اشترط رئيس وفد الفصائل السورية المسلحة إلى المفاوضات السورية، محمد علوش، تنفيذ بنود محادثات أستانا قبل التوجه للمشاركة في جولة جديدة من مفاوضات جنيف 4 المزمع عقدها في العشرين من فبراير، بحسب ما أعلن الأربعاء المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا.

كما أكد علوش في تصريح لقناة الحدث مساء الأربعاء أن فصائل المعارضة تنتظر تنفيذ الوعود المتعلقة بوقف إطلاق النار والإفراج عن كافة المعتقلين لدى النظام وفك الحصار عن المناطق المحاصرة.

الحر ينفي وجود خلاف بين الفصائل والمعارضة السياسية

على صعيد آخر، وبعد ما تم تداوله من أنباء عن خلافات بين المعارضة السياسية المتمثلة في الهيئة العليا للمفاوضات، وبعض الفصائل العسكرية لجهة حجم التمثيل في الوفد الذي سيشكل للمشاركة في مفاوضات جنيف 4، نفى المستشار القانوني للجيش السوري الحر، أسامة أبو زيد، في اتصال مع الحدث الخميس وجود أي خلاف بين المعارضة المسلحة والسياسية.

واعتبر أن طلب تمثيل العسكريين بأكثر من نصف الوفد كان مجرد اقتراح ليس إلا.

 

اشتباكات بين “الحر” والجيش السوري قرب الباب

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

ذكرت مصادر للمعارضة السورية، الخميس، أن اشتباكات اندلعت للمرة الأولى بين الجيش الحر والقوات الحكومية من خلال الرشاشات الثقيلة غربي مدينة الباب بريف حلب.

وأوضحت المصادر أن الاشتباكات مستمرة بالأسلحة الثقيلة على جبهتي بلدات الغوز وأبو الزندين جنوب غربي مدينة الباب، والتي تبعد حوالي 4كم عن المدينة.

 

وأضافت أن المدفعية التركية استهدفت القوات الحكومية في محيط مدينة الباب، إذ تأتي الاشتباكات للمرة الأولى بين القوات الحكومية والجيش الحر ضمن غرفة علميات درع الفرات.

 

وأشارت المصادر إلى إصابة 4 عناصر من الجيش الحر وتدمير آليتين بعد استهدافها من قبل القوات الحكومية قرب مدينة الباب.

 

وذكرت مصادر عسكرية في الجيش الحر أن القوات الحكومية هاجمت رتلا عسكريا لفصائل درع الفرات كان متجها من قرية الزندين إلى مدينة الباب لمؤازرة فصائل الجيش الحر التي تقاتل تنظيم داعش داخل المدينة.

 

واندلعت بعدها اشتباكات بالأسلحة الثقيلة على جبهتي  بلدات الغوز وأبو الزندين جنوب غربي مدينة الباب، والتي تبعد حوالي 4 كم عن مدينة الباب، وأدت الاشتباكات لوقوع جرحى بين عناصر الجيش الحر، بالإضافة لإعطاب بعض آلياتهم العسكرية.

 

واتهمت فصائل الجيش الحر القوات الحكومية بمحاولة إعاقة تقدم فصائل الجيش الحر للسيطرة على مدينة الباب الخاضعة لتنظيم داعش.

 

الكرملين يرجع القتل الخطأ لثلاثة جنود أتراك في سوريا إلى ضعف التنسيق

موسكو (رويترز) – قالت وكالة الإعلام الروسية يوم الخميس إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ نظيره التركي طيب إردوغان أن ضعف التنسيق بين موسكو وأنقرة هو السبب في القتل الخطأ لثلاثة جنود أتراك في سوريا.

 

ونسبت الوكالة في وقت سابق إلى ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين تأكيده أن طائرات حربية روسية قتلت بطريق الخطأ ثلاثة جنود أتراك في ضربة جوية أخطأت الهدف في شمال سوريا.

 

وقال الكرملين في وقت سابق إن بوتين وإردوغان اتفقا أثناء اتصال هاتفي يوم الخميس على تعزيز التعاون العسكري ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا بعد الحادث.

 

(اعداد وجدي الألفي للنشرة العربية- تحرير مصطفى صالح)

 

الكرملين: بوتين وإردوغان يتفقان على زيادة التنسيق العسكري في سوريا

موسكو (رويترز) – قال الكرملين في بيان إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي طيب إردوغان اتفقا أثناء اتصال هاتفي يوم الخميس على زيادة التنسيق العسكري ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

 

ولم يذكر البيان تفاصيل. لكنه قال إن بوتين عبر عن تعازيه في مقتل بضعة جنود أتراك قرب مدينة الباب التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية في شمال سوريا.

 

وقال الكرملين إن بوتين وإردوغان اتفقا أيضا على العمل بنشاط من أجل دعم محادثات السلام بشأن سوريا في أستانة وجنيف وناقشا الاستعدادات لاجتماع بين البلدين في روسيا في مارس آذار.

 

(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية – تحرير وجدي الالفي)

 

وكالة: مقتل 5 جنود أتراك في اشتباكات مع الدولة الإسلامية بسوريا

 

اسطنبول (رويترز) – قالت وكالة دوجان التركية للأنباء يوم الخميس إن خمسة جنود أتراك قتلوا وأصيب عشرة بجروح في اشتباكات مع تنظيم الدولة الإسلامية خلال عمليات لانتزاع السيطرة على بلدة الباب في شمال سوريا من التنظيم المتشدد.

 

وقالت الوكالة إن سقوط القتلى والجرحى في اشتباكات يوم الخميس جاء بعد مقتل خمسة جنود في المنطقة نفسها يوم الأربعاء.

 

(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية – تحرير سها جادو)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى