أحداث الجمعة، 29 حزيران، 2012
كلينتون ولافروف يجتمعان للتفاهم والأسد يرفض أي حل غير سوري
دمشق، بيروت، نيويورك، جنيف – «الحياة»، ا ف ب، رويترز
تجتمع في جنيف اليوم لجنة تحضيرية للاعداد للاجتماع الذي دعا المبعوث الدولي – العربي كوفي انان الى عقده غداً السبت في جنيف للبحث في حلول للازمة السورية. ويشارك في اللجنة كبار الموظفين من الدول والمنظمات التي دعيت الى الاجتماع، وهي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الى جانب تركيا والعراق وقطر والكويت، اضافة الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي وكاثرين اشتون المسؤولة عن الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي. وقد اكد كل من وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس حضور الاجتماع.
واستبق الرئيس الاسد اجتماع جنيف بالتأكيد انه لا يمكن قبول حل غير سوري للصراع لان السوريين وحدهم هم الذين يعرفون كيفية الوصول لحل. وقال انه لا يتوقع عملا عسكريا ضد سورية، وان عملية على غرار ما حدث في ليبيا ليست ممكنة في بلاده.
واستبقت كلينتون ايضا الاجتماع بلقاء تحضيري تعقده اليوم في سان بطرسبورغ لاجراء محادثات حول الازمة السورية مع لافروف والتفاهم على المرحلة الانتقالية.
كذلك استبقت موسكو الاجتماع بتأكيد موقفها الرافض لاي تسوية سياسية في سورية بمعزل عن الرئيس بشار الاسد. وقال لافروف امس خلال مؤتمر صحافي عقده في موسكو مع وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام ان خطة الوساطة التي وضعها أنان يجب أن تسعى الى وضع اطار لانتقال سياسي لا أن تحدد مسبقا ما اذا كان سيتم استبعاد الاسد عن المرحلة المقبلة وعن حكومة الوحدة الوطنية المنوي تشكيلها. واكد ان شكل اي حكومة سورية جديدة يجب ان يحدده الشعب السوري ولا تفرضه قوى خارجية. واعتبر ان المحادثات التي ستعقد في جنيف لمناقشة الخطة الانتقالية يجب ان تحدد شروط بدء حوار وطني بين جميع السوريين لا أن تحدد مسبقا مضمون هذا الحوار. كما انتقد لافروف استبعاد ايران من المحادثات.
وأثار تراجع روسيا عن تأييد الوثيقة «اللاورقة» المقترحة من أنان على اجتماع جنيف ردود أفعال مشككة في مجلس الأمن. وأكد ديبلوماسيون غربيون في المجلس لـ «الحياة» أن «روسيا أكدت لأنان والدول المعنية موافقتها على «اللاورقة» الثلثاء الماضي، حين كانت ممثلة بمندوب على مستوى مدير سياسي في اجتماع عقد في جنيف لبحث التفاصيل النهائية للوثيقة المقترحة». واعتبر ديبلوماسي عربي أن «لاورقة أنان لم تطرح جديداً، عند مقارنتها بقرارت جامعة الدول العربية… لن يكفي لوثيقة أنان أن تعتمد على النيات الطيبة فهذا غير مجد في الأزمة السورية» مضيفاً أن «اجتماع جنيف لن يكون مجدياً من دون قرار تحت الفصل السابع يصدر عن مجلس الأمن ويتضمن لغة حازمة».
يذكر ان الـ»لاورقة» تنص على «استثناء الذين يشكل استمرار وجودهم تقويضاً لصدقية العملية الانتقالية وزعزعة للاستقرار والمصالحة» من أي تسوية سياسية. وبحسب ديبلوماسيين في مجلس الأمن فإن هذه الفقرة «تعني أن الرئيس السوري بشار الأسد لن يجد مكاناً في العملية الانتقالية».
وجاءت الوثيقة التي حصلت «الحياة» على نسخة عنها في 3 صفحات وأربع فقرات رئيسية وحملت عنوان «لاورقة – خطوط عامة ومبادىء لانتقال يقوده السوريون».
ونصت على أن اي تسوية سياسية يجب أن تؤمن انتقالاً للشعب السوري نحو مستقبل يمكنه أن يكون مشتركاً لكل السوريين، ويؤسس تصوراً وخطوات واضحة بناء على إطار زمني محدد نحو تحقيق ذلك التصور، ويمكن تطبيقه في بيئة سلمية ومستقرة وهادئة للجميع يتم التوصل إليها من دون أي مزيد من سفك الدماء والعنف».
وفي الفقرة الأولى، تحت عنوان «تصور للمستقبل»، شددت الوثيقة على أن تطلعات الشعب السوري تطمح الى بناء «دولة تعددية ديموقراطية تسمح بالتنافس السياسي النزيه والمتساوي في انتخابات» وتتقيد «بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان واستقلال القضاء والمحاسبة لمن هم في السلطة من خلال آليات متاحة للشعب»، وتؤمن «الفرص المتساوية للجميع من دون طائفية أو تمييز اثني أو ديني أو سواه بما يحترم حقوق الإقليات الصغرى».
وفي الفقرة الثانية، تحت عنوان «خطوات واضحة في العملية الانتقالية»، أكدت الوثيقة ضرورة وضع «إطار زمني لأي تسوية ذات خطوات محددة وغير متراجع عنها للعملية الانتقالية». وأضافت أن أي تسوية يجب أن تتضمن «تأسيس حكومة وحدة وطنية انتقالية يمكنها أن تنشىء بيئة محايدة للمرحلة الانتقالية، تعمل بصلاحيات تنفيذية كاملة ويمكنها أن تضم عناصر من الحكومة الحالية والمعارضة وسواهما من المجموعات على أن تستثني أولئك الذين يشكل استمرار وجودهم تقويضاً لصدقية العملية الانتقالية وزعزعة للاستقرار والمصالحة». وشددت الوثيقة على «ضرورة مشاركة كل المجموعات والشرائح في المجتمع في سورية في عملية الحوار الوطني التي يجب أن تخضع نتائجها للتطبيق».
وفي الفقرة الثالثة، تحت عنوان «السلامة والاستقرار والهدوء»، ذكرت الوثيقة أن أي «انتقال لا بد أنه يشتمل على التغيير» ويتطلب «تحقيق الهدوء التام والتماسك وعلى جميع الأطراف التعاون مع حكومة الوحدة الوطنية لتأمين وقف دائم للعنف وتنفيذ الانسحابات الكاملة ومعالجة مسألة نزع السلاح ودمج المجموعات المسلحة».
وتحت عنوان «خطوات سريعة للتوصل الى اتفاق سياسي ذي مصداقية»، شددت الوثيقة على ضرورة «احترام سيادة واستقلال ووحدة سورية وسلامة أراضيها» وعلى أن «النزاع يجب أن يحل من خلال حوار سلمي ومتفاوض عليه، وإنهاء سفك الدماء وأن يتعهد الأطراف التزام خطة النقاط الست كاملة».
وتدعو الوثيقة الأطراف الى «الاستعداد لتعيين محاورين للعمل نحو تسوية يقود السوريون التوصل إليها تلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري». وتشدد على ضرورة «استعداد المجتمع الدولي بما فيه أعضاء مجموعة العمل لدعم تطبيق الاتفاق المتوصل إليه بين الأطراف (السوريين)، ما قد يشمل وجود مساعدة للأمم المتحدة بتكليف من الأمم المتحدة (في سورية) في حال تطلب الأمر ذلك» على أن «يكون التمويل متوفراً لدعم إعادة البناء والتأهيل».
وظهرت ردود سلبية من المعارضة السورية على الاقتراحات التي تم تداولها في اليومين الماضيين والمتعلقة بترتيبات العملية الانتقالية في سورية.
اذ جدد «المجلس الوطني السوري» رفض «اي حوار او شراكة» مع نظام الاسد، واي «خطة تجدد شرعية هذا النظام»، وذلك تعليقا على ما نقل عن اقتراح انان بتشكيل حكومة انتقالية تضم وزراء من انصار الاسد ومعارضين. وشدد بيان صادر عن المجلس على «الثوابت» ومنها ان «لا المجلس الوطني، ولا الشعب السوري الثائر، يقبل اي حوار او شراكة مع نظام بشار الاسد، ولكنه يقبل التفاوض مع من لم تلوث ايديهم بدماء الشعب السوري من اجل ضمان انتقال سلمي للسلطة الى الشعب». واشار الى ان الشعب السوري «قاتل وسيقاتل حتى حصوله على كامل حريته وكرامته وسيادته على أرضه»، وحتى «اسقاط نظام القهر والاستبداد بكل رموزه».
وذكر المجلس ان المعارضة كانت وافقت على خطة انان للحل في سورية غير ان النظام السوري «لم ينفذ أيا من بنود هذه المبادرة وخصوصا بندها الأول القاضي بوقف قتل المدنيين، وبالتالي فمن العبث وتسويق الأوهام الحديث عن اقتراحات جديدة لتنفيذ البند الأخير في الخطة السداسية».
كما هاجمت حركة «الاخوان المسلمين» اقتراح تشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة نظام الاسد. وقالت في بيان اصدرته امس ان «اي حكومة تشكل تحت عنوان الوحدة الوطنية في مناخ القتل والاعتقال والتعذيب، هي نوع من خداع النفس والانخراط في لعبة النظام وفي احاديثه العبثية عن الاصلاح والانفتاح».
ميدانياً، وقع امس انفجاران في مرآب القصر العدلي في منطقة المرجة بوسط دمشق، وذكر التلفزيون السوري انه تم تفكيك عبوة ثالثة لم تنفجر. واوضح مصدر امني ان الانفجارين ناتجان من «عبوتين مغناطيسيتين وضعتا تحت سيارتي قاضيين»، مشيرا الى ان المرآب المذكور المكشوف مخصص لقضاة وموظفي قصر العدل. وتسبب التفجيران باصابة ثلاثة اشخاص بجروح وبتضرر 18 سيارة في المرآب.
واستمرت العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات النظام في ريف دمشق وخاصة في ضاحية دوما التي تعرضت لقصف عنيف. وشنت هذه القوات هجمات في حمص ودير الزور. وذكرت لجان التنسيق المحلية ان القصف تجدد على احياء حمص القديمة، وعلى مدينة الرستن في محافظة حمص التي تعاني من انقطاع كامل للتيار الكهربائي والمياه. وتعرضت مدينة دير الزور للقصف والاشتباكات التي تشهدها احياء عدة». وقدرت اوساط المعارضة عدد القتلى في مواجهة امس بتسعين على الاقل.
وترافق ذلك مع تحرك قوافل عسكرية تركية نحو الحدود السورية ردا على إسقاط سورية طائرة عسكرية تركية فوق البحر المتوسط يوم الجمعة الماضي. وانطلقت اول قافلة وتضم نحو 30 مركبة عسكرية بما في ذلك شاحنات محملة ببطاريات صواريخ مضادة للطائرات من بلدة الاسكندرونة الساحلية التركية نحو الحدود السورية على بعد 50 كيلومترا. كما غادرت قافلة اخرى قاعدة في غازي عنتاب قرب الحدود السورية واتجهت الى اقليم كيليس الذي يوجد فيه مخيم كبير للاجئين السوريين. وظهرت القافلة المكونة من نحو 12 شاحنة وناقلة في شريط فيديو وهي تمر عبر بوابة القاعدة. واكد مجلس الأمن التركي في بيان امس يقول انه سيرد «بحزم وفي إطار القانون الدولي» على العمل «العدائي» السوري باسقاط المقاتلة التركية. ويرأس الرئيس عبدالله غل مجلس الامن التركي ويشارك فيه عدد من الوزراء البارزين وكبار قادة الجيش.
المعارضة تهاجم «قلب دمشق» وتحاول نسف وزارة العدل
لندن، دمشق، بيروت، عمان – «الحياة»، أ ف ب، رويترز، أ ب
لليوم الثالث على التوالي يهاجم جنود منشقون وعناصر من المعارضة المسلحة أهدافاً في قلب دمشق مستهدفين أحد ركائز السلطة. واستهدف انفجاران أمس مرأب قصر العدل في المرجة. وواصلت القوات النظامية قصف مواقع المعارضين وتجمعاتهم وتظاهرات مدنية في مختلف أنحاء سورية ما رفع الحصيلة إلى 80 قتيلاً حتى الخامسة بعد ظهر أمس بتوقيت غرينتش في أعقاب يوم دامٍ الأربعاء أسفر عن سقوط حوالى 150 قتيلاً.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس بأن «تفجيراً إرهابياً» وقع ظهراً في مرأب القصر العدلي في منطقة المرجة في دمشق «ناجم عن عبوة ناسفة ملصقة بسيارة ما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص ووقوع أضرار مادية كبيرة لنحو عشرين سيارة كانت متوقفة في المرأب».
وأشارت إلى أن «سيارات الإطفاء تعاملت مع الحريق الذي نشب بعد التفجير الإرهابي وتمكنت من إطفائه بعد دقائق قليلة»، وإلى أن «السيارة التي انفجرت فيها العبوة الناسفة تعود إلى امرأة من سكان دمشق».
وأوضحت أن «التفجير الثاني الذي وقع في المكان ناجم عن انفجار خزان وقود سيارة أخرى كانت متوقفة بجوار السيارة التي تم تفجيرها ما أدى إلى حدوث حريق امتد إلى جميع السيارات المحيطة بموقع التفجير».
وأفاد التلفزيون السوري عن وقوع «تفجيرين إرهابيين في مرأب القصر العدلي في منطقة المرجة» مشيراً إلى أن عبوة ثالثة تم تفكيكها قبل أن تنفجر.
وأوضح مصدر أمني لم يكشف اسمه لوكالة «فرانس برس» أن الانفجارين ناتجان من «عبوتين مغناطيسيتين وضعتا تحت سيارتي قاضيين»، مشيراً إلى أن المرأب المذكور المكشوف مخصص لقضاة وموظفي قصر العدل.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى عمليات قصف عنيف تطاول مدناً وأحياء سورية مختلفة طيلة النهار وتمددت رقعة العنف والاشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في كل من ريف دمشق وحمص ودرعا ودير الزور.
وقتلت أمس امرأة إثر إصابتها برصاص قناص في دمشق.
في الوقت نفسه، تستمر العمليات العسكرية في ريف دمشق على بعد بضعة كيلومترات من العاصمة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 12 شخصاً من عائلة واحدة بينهم ثلاثة أطفال وأربع نساء قتلوا نتيجة القصف على دوما، بينما قتل ستة أشخاص آخرين ومقاتل معارض في إطلاق نار واشتباكات وقصف في المدينة ومحيطها. وأشار إلى استمرار محاولات قوات النظام «اقتحام دوما».
وقتل مواطن نتيجة القصف على بلدة حمورية في ريف دمشق، وآخر في بلدة عربين التي تشهد اشتباكات وإطلاق نار، وثالث في إطلاق رصاص في مدينة داريا.
وذكرت الهيئة العامة للثورة في بريد إلكتروني أن قوات النظام تقتحم بعض الأحياء في المنطقة، وأن «الجرحى بالعشرات»، متحدثة عن «تهدم و تضرر عدد كبير من المنازل وسط نقص حاد في المواد الطبية والإغاثية».
وقتل أربعة عناصر من القوات النظامية السورية بينهم ضابط برتبة ملازم أول في منطقة عربين «إثر مكمن نصبه لهم مقاتلون من الكتائب الثائرة»، وفق المرصد الذي أشار إلى اشتباكات تلت المكمن. وأشار المرصد إلى تمدد الاشتباكات فجراً إلى منطقة السيدة زينب قرب دمشق.
في محافظة حمص (وسط)، قتل مدنيان وأربعة مقاتلين معارضين في بلدة الحصن في «اشتباكات وقعت إثر اقتحام القوات النظامية ومجموعات تابعة لها البلدة»، وفق المرصد. كما قتل مقاتل في البويضة الشرقية في ريف القصير.
وقتل مواطن في بلدة تلبيسة في ريف حمص إثر تجدد القصف على البلدة.
وقتل مواطن في حي جورة الشياح في مدينة حمص التي تتعرض أحياء فيها منذ نحو شهر لقصف متواصل تترافق مع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والجيش الحر، ومقاتل آخر في حي الخالدية، وفق المرصد.
وذكرت لجان التنسيق المحلية أن القصف تجدد أيضاً على أحياء حمص القديمة، وعلى مدينة الرستن في محافظة حمص التي تعاني من «انقطاع كامل للتيار الكهربائي والمياه».
في مدينة دير الزور (شرق)، قتل ثمانية أشخاص بينهم امرأة وطفل «نتيجة إطلاق النار والقصف والاشتباكات التي تشهدها أحياء عدة».
في محافظة درعا (جنوب)، قتل ثلاثة مواطنين، اثنان منهم بعد منتصف ليل الأربعاء – الخميس نتيجة القصف الذي شهدته بلدة الحراك في الريف، وثالث برصاص قناص في بلدة جاسم.
في مدينة إدلب (شمال غرب)، قتل مقاتل معارض في اشتباكات مع القوات النظامية السورية في منطقة خان شيخون. وقتل مدني برصاص القوات النظامية قرب بلدة معرة النعمان.
وقتل ما لا يقل عن 19 عنصراً من القوات النظامية، بينهم ضابط برتبة مقدم في اشتباكات في محافظات دير الزور ودرعا وحمص وإدلب وحلب.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين لوكالة «سانا» إنه «للمرة الخامسة تُفشل المجموعات الإرهابية المسلحة الجهودَ التي بذلها الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر العربي السوري والسلطات المحلية في مدينة حمص لإخراج الجرحى والمرضى والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة من مخلب العنف والدمار اللذين تمارسهما المجموعات الإرهابية المسلحة الموجودة في بعض أحياء حمص من دون أية مبررات على الإطلاق سوى إصرار هذه المجموعات على استمرار ممارسة القتل والإجرام بحق هؤلاء المواطنين الأبرياء».
ونقلت عن المصدر أن «الحكومة السورية قدمت للصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر العربي السوري كل التسهيلات اللازمة من أجل إخلاء هؤلاء المواطنين الأبرياء وتقديم الدواء والغذاء والأمان لهم»، مضيفاً: «بعد محاولات بذلتها هذه المنظمات طيلة أيام عدة أبلغت المجموعات المسلحة منظمة الصليب الأحمر الدولي رفضها السماح لأي إنسان مغادرة الأماكن التي تسيطر عليها».
وأكد المصدر أن سورية «ستستمر في بذل كل جهد ممكن دفاعاً عن شعبها وأنها ستتحمل مسؤولياتها كاملة في إخراج هؤلاء المدنيين الأبرياء من محنتهم ومنع المجموعات الإرهابية المسلحة من الاستمرار في سفك الدماء السورية».
إلى ذلك، أشارت الوكالة الرسمية إلى أن «مجموعة إرهابية مسلحة في بلدة الحصن في ريف حمص اغتالت الدكتورة أحلام عماد الأستاذة في كلية الهندسة البتروكيميائية في جامعة البعث» في وسط البلاد، حيث «اقتحمت المجموعة الإرهابية منزل الدكتورة عماد وقامت بإطلاق النار عليها وعلى أفراد عائلتها ما أدى إلى مقتلها على الفور مع أمها وأبيها وثلاثة من أبناء أختها.
وزادت الوكالة الرسمية أن أهالي الحي الذي تقيم فيه الدكتورة عماد «أخبروا الجهات المعنية عن الحادثة حيث تدخلت الجهات المختصة واشتبكت مع الإرهابيين الذين ارتكبوا المجزرة ما أدى إلى مقتل 10 منهم بينهم اثنان من جنسيات عربية وعرف من الإرهابيين المقتولين أحمد محمد ديب حيدر وأيهم محمد ديب حيدر وخالد أحمد الجلخ ومحمد عمر الكافي وعلي عبدو الطلي وسعد خالد بيطار وعلاء العمر وإصابة أكثر من 20 آخرين».
كما أشارت إلى أن «الجهات المختصة اشتبكت خلال ملاحقتها المجموعات الإرهابية المسلحة في منطقة تل دو مع الإرهابي خالد محمد وليد عبدالواحد وأسفر الاشتباك عن مقتله ومصادرة أسلحة كانت بحوزته شملت بندقية آلية وقناصة وست قنابل وكمية من الذخيرة. كما فككت وحدات الهندسة في حمص اليوم عبوتين ناسفتين مزروعتين في محطة الغاز بقرية كفر عبد».
الاسد يتهم الغربيين بدعم المعارضة المسلحة عسكريا
طهران – ا ف ب – اتهم الرئيس السوري بشار الاسد الغربيين وبعض الدول العربية بدعم المعارضة المسلحة في سورية عسكريا بطريقة “سرية”، وذلك في مقابلة بثها التلفزيون الايراني الرسمي الخميس.
وقال الاسد “من الواضح ان الدول الغربية وبعض دول المنطقة (…) تدعم مجموعات مسلحة في سورية”.
واضاف “لا نملك ادلة مادية (…) تدل على ان هذه الدول تتدخل (في المواجهات المسلحة)، ان دعمها خفي وغير مباشر في غالبية الوقت، والحكومات ليست متورطة مباشرة”.
وتدارك الرئيس السوري “لكن الرابط واضح جدا، يمكن رؤيته في مواقفهم السياسية، حتى ان بعض الدول اعلنت دعمها للكفاح المسلح”.
ولم يتطرق الرئيس الاسد الى اخر تطورات الازمة السورية، كثافة المعارك واسقاط طائرة تركية او اجتماع مجموعة العمل الدولية حول سوريةا المتوقع السبت في جنيف، في المقابلة التي استغرقت اربعين دقيقة واجريت “الاسبوع الماضي” في موعد غير محدد، بحسب التلفزيون.
لكنه اكد في المقابل انه لا يزال يدعم خطة الوسيط الدولي كوفي انان لاعادة احلال الهدوء في سورية على الرغم من فشلها والقاء الغربيين المسؤولية على القوات الحكومية السورية.
وقال “من الخطأ القول اننا افشلنا هذه الخطة. (الغربيون) الذين يؤكدون دعم خطة انان يسعون في الواقع الى العمل على افشالها للتمكن من اتهام سوريا وادانتها من قبل مجلس الامن الدولي”.
واضاف “بالنسبة الينا، انها خطة جيدة لانها تنص على وضع حد لعنف المجموعات الارهابية ومنع بعض الدول من تسليحها”، و”لا تزال صالحة اليوم وللمستقبل”.
واكد الاسد مجددا ايضا ان “القاعدة ومجموعات دينية متطرفة اخرى متورطة في اعمال ارهابية” وهي موجودة في صفوف غالبية مجموعات المعارضة المسلحة.
ولم يعط الرئيس الاسد مقابلات الا نادرا منذ بداية اعمال العنف في سورية التي اوقعت اكثر من 15 الف قتيل منذ 15 شهرا بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
تفجيران في قلب دمشق وحشود تركية
أنان يقترح “حكومة وحدة وطنية انتقالية”
و ص ف، رويترز، ي ب أ
كلينتون تلتقي لافروف اليوم وموسكو ترفض فرض حل من الخارج
الأسد يدعو الى “القضاء على الارهابيين” ويؤكد أنه “لن نقبل أي نموذج غير وطني”
استمر العنف على أشده في سوريا أمس وسط تمدد رقعة الاشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين الى مناطق متعددة، تزامنا مع تفجيرين في القصر العدلي بوسط دمشق. وتحدث المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ لندن مقراً له عن سقوط 91 قتيلا. وفي الجانب التركي، ارسلت انقرة بطاريات صواريخ وآليات عسكرية الى حدودها مع سوريا من اجل اقامة “ممر امني” ضمن حدودها، وذلك بعد اسبوع تقريبا من اسقاط سوريا طائرة حربية تركية.
واقترح المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي أنان تأليف حكومة انتقالية تضم وزراء من الحكومة الحالية في نظام الرئيس بشار الاسد ووزراء معارضين، بينما تلتقي مجموعة العمل حول سوريا على المستوى الفني اليوم في جنيف قبل الاجتماع على المستوى الوزاري غداً. وعشية هذا الاجتماع، قال الرئيس السوري بشار الاسد ان من واجب حكومته “القضاء على الارهابيين” لحماية شعبها. واستبعد فرض حل من الخارج.
وثيقة أنان
وأعد أنان وثيقة حملت عنوان “توجهات ومبادىء لعملية انتقالية يقودها السوريون” شدد فيها على “انه يعود الى الشعب (السوري) ان يحدد مستقبل بلاده”. ويطرح فكرة مساعدة دولية “مهمة” في حال التوصل الى اتفاق بين السلطة والمعارضة على عملية انتقالية. وقد سلمت وثيقة العمل هذه الى اعضاء مجموعة العمل بمن فيها الاعضاء الدائمون في مجلس الامن، الى تركيا وقطر والكويت.
وهي تشدد على ضرورة تحديد “مراحل واضحة لا رجوع عنها في العملية الانتقالية وفقا لجدول زمني محدد” لكنها لا تحدد مهلاً. ومن المراحل “تأليف حكومة وحدة وطنية موقتة يمكنها ايجاد بيئة حيادية” تشجع هذه العملية الانتقالية. وهذه الحكومة التي ستمارس “سلطات تنفيذية حقيقية”، قد تضم “اعضاء في الحكومة الحالية ومن المعارضة ومن مجموعات اخرى” غير محددة. وسيستبعد عنها اولئك الذين “قد يسيء وجودهم الى صدقية العملية الانتقالية ويعرض الاستقرار والمصالحة للخطر”.
وقال بعض الديبلوماسيين ان هذا البند قد يعني ترك الرئيس بشار الاسد السلطة من غير ان تعارض روسيا ذلك. وبموجب الوثيقة، يتوقع أنان ايضا “حوارا وطنيا” واسعا ومراجعة الدستور والنظام القضائي، على ان تطرح نتيجة ذلك على استفتاء شعبي.
ثم تنظم “انتخابات حرة ونزيهة ومتعددة للمؤسسات الجديدة والمناصب” التي ستنشأ من وراء ذلك. و”ينبغي ان تتمثل النساء تمثيلا كاملا في كل اوجه العملية الانتقالية”. لكن انان يشدد مع ذلك على ان مثل هذه العملية الانتقالية يجب ان تترافق “مع وقف حمام الدم” في سوريا الذي اوقع اكثر من 15 الف قتيل منذ اذار 2011.
وتضيف الوثيقة ان “جميع الاطراف يجب ان يتعاونوا مع حكومة الوحدة الوطنية الموقتة لضمان وقف دائم للعنف”. ويأمل أنان في ان “تؤكد” السلطة والمعارضة المسلحة “مجددا وبطريقة ذات صدقية موافقتهما على الخطة المؤلفة من ست نقاط” التي كان طرحها قبل اشهر ولكنها لم تطبق. ويطلب منهما اتخاذ “اجراءات فورية ذات صدقية وواضحة” للعمل على وقف المعارك وتسمية “محادثين فعالين” للتفاوض.
وفي حال الاتفاق، يكون أعضاء مجموعة العمل “على استعداد لتقديم دعم مهم”، استنادا الى الوثيقة التي تطرقت ايضا الى امكان “وجود دولي لتقديم مساعدة بتفويض من الامم المتحدة” والى توفير “أموال مهمة للمساعدة في اعادة اعمار” البلاد.
وناقش وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف هاتفيا مع أنان موضوع الاجتماع الدولي. وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية أنهما حددا خلال هذه المحادثة “الجوانب التنظيمية للقاء الدولي في 30 حزيران في جنيف في شأن حل الازمة في سوريا”.
وقبل هذا الاجتماع، سيلتقي لافروف وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في مدينة بطرسبرج الروسية. ويعقد هذا اللقاء فيما اعلنت روسيا انها لن تؤيد اي حل يفرض على سوريا، وان مصير الاسد يقرره الشعب السوري وحده.
الاسد
ومع تصاعد العمليات العسكرية وحشد تركيا قوات على حدودها مع سوريا، صرح الاسد في مقابلة استمرت ساعة مع التلفزيون الايراني الرسمي: “من مسؤولية الحكومة السورية حماية جميع مواطنينا. علينا مسؤولية القضاء على الارهابيين” في أي موقع في البلاد. وأضاف:”عندما تقضي على ارهابي فان من المحتمل انك تنقذ ارواح العشرات او المئات او حتى الالاف”. واستبعد أي حل يفرض من الخارج قائلاً: “لن نقبل أي نموذج غير سوري وغير وطني… سواء جاء من دول كبرى أو دول صديقة. لا أحد يعرف كيف تحل مشاكل سوريا مثلما نعرف نحن”. وتطرق الى العلاقات المتوترة مع تركيا فقال ان هناك اختلافا بين موقف المسؤولين الاتراك والرأي الايجابي للشعب التركي حيال سوريا. ووصف تقارير عن تدخل عسكري ايراني في سوريا بانها “مزحة تهدف الي إحداث انقسامات في الجيش السوري”. واتهم الغربيين وبعض الدول العربية بدعم المعارضة المسلحة في سوريا عسكريا بطريقة “سرية”.
المعارضة
وتعليقاً على اقتراح أنان حكومة وحدة وطنية، شدد “المجلس الوطني السوري” المعارض على “الثوابت” وابرزها “لا يقبل المجلس الوطني السوري، ولا يقبل الشعب السوري الثائر، أي حوار او شركة مع نظام بشار الاسد، لكنه يقبل التفاوض مع من لم تلوث ايديهم بدماء الشعب السوري من أجل ضمان انتقال سلمي للسلطة الى الشعب”.
الى ذلك، انتقدت جماعة “الاخوان المسلمين” في سوريا انان، وقالت في بيان: “لم ينجح السيد انان حتى الآن في اغاثة المنكوبين وتقديم المساعدة للمحتاجين، ولو في شكل زجاجة حليب او عبوة دواء. ويأتي اليوم ليتحدث عن تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم أنصار بشار الأسد واعضاء من المعارضة”. واكدت ان “اي حكومة تشكل تحت عنوان الوحدة الوطنية في مناخ القتل والاعتقال والتعذيب، هي نوع من خداع النفس والانخراط في لعبة النظام وفي احاديثه العبثية عن الاصلاح والانفتاح”.
موسكو
* في موسكو، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشينكو بأن الهجوم على مقر قناة “الإخبارية السورية” نفذ لاعتبارات سياسية. وأسف للدعوات التي أطلقها بعض أعضاء مجلس جامعة الدول العربية في الدوحة إلى وقف بث القنوات التلفزيونية السورية عبر أقمار “عرب سات” و”نايل سات”، والعقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي في أيلول 2011 على قناة سورية خاصة أخرى هي قناة “الدنيا” معتبرا أنها تندرج في قائمة “الأعمال المتناقضة مباشرة مع مبادئ حرية الرأي والنشر”.
وفي نيويورك، قال الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نيسيركي “إنه أمر مؤسف بأي معيار أن تهاجم قناة تليفيزيونية، وهذا العمل يجب ادانته ولا يمكن قبوله”.
الأسد يستبق انعقاد مؤتمر جنيف: أي نموذج غير سوري للحل ليس مقبولاً
استبق الرئيس السوري بشار الأسد مؤتمر «مجموعة العمل حول سوريا» في جنيف غداً بالتأكيد على رفض دمشق أي حل يفرض من الخارج، مشدداً على أن واجب الحكومة اجتثاث «الإرهابيين» لإنقاذ آلاف الأرواح، فيما كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يؤكد أن المحادثات التي ستعقد في جنيف لمناقشة خطة المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا كوفي انان لا تحدد مسبقاً مضمون الحوار المتوقع بين السوريين كافة، ولا تفرض وصفات خارجية.
في هذا الوقت، زادت تركيا من نسبة التوتر مع دمشق، عبر إرسالها قوات وآليات وصواريخ مضادة للطائرات إلى الحدود مع سوريا. وأعلن مجلس الأمن القومي التركي أن انقرة ستتحرك «بعزم وفي إطار القانون الدولي» في قضية المقاتلة التركية التي أسقطها الجيش السوري. (تفاصيل صفحة )
وأعلن المتحدث باسم الموفد الدولي أحمد فوزي، في بيان، أن لجنة تحضيرية ستلتئم في جنيف اليوم استعداداً للاجتماع المقرر غداً لمجموعة العمل حول سوريا. وتتضمن وثيقة أعدّها انان تمهيداً لاجتماع جنيف غداً سلسلة مراحل «واضحة ولا رجوع عنها» نحو عملية انتقالية ديموقراطية في سوريا منها «حكومة وحدة وطنية مؤقتة». (تفاصيل صفحة )
وقال الأسد، في مقابلة مع التلفزيون الرسمي الإيراني بثت أمس، إن حلاً يفرض على سوريا من الخارج غير مقبول، لأن السوريين وحدهم يمكنهم حل أزمة بلدهم. وأضاف، في المقابلة التي استمرت ساعة، «أي نموذج غير سوري غير مقبول، حتى لو كان من دول كبرى او صديقة، لأنه لا أحد غيرنا يعرف كيف تحلّ المشكلة»، مؤكداً أن «الضغوط لم تؤثر على سوريا حتى الآن ولن يكون لها تأثير في المستقبل».
وحول العلاقات المتوترة مع أنقرة، قال الأسد إن هناك اختلافاً بين موقف المسؤولين الأتراك والرأي الإيجابي للشعب التركي تجاه سوريا. وأعلن أن بعض الدول تريد لخطة أنان أن تفشل من أجل لوم سوريا، موضحاً أن عملية على غرار ما حدث في ليبيا غير ممكنة في سوريا. وقال «من الخطأ القول إننا أفشلنا هذه الخطة. (الغربيون) الذين يؤكدون دعم خطة انان يسعون في الواقع الى العمل على إفشالها للتمكن من اتهام سوريا وإدانتها من قبل مجلس الامن الدولي». وأضاف «بالنسبة الينا، انها خطة جيدة لأنها تنص على وضع حد لعنف المجموعات الإرهابية ومنع بعض الدول من تسليحها، ولا تزال صالحة اليوم وللمستقبل».
ووصف تقارير عن تدخل عسكري إيراني في سوريا بأنها مزحة تهدف إلى إحداث انقسامات في الجيش. واعلن ان إيران وقفت إلى جانب سوريا وعلى دمشق إظهار الوفاء في المقابل، موضحاً أن سوريا تتعرّض لضغوط بسبب دعمها للقضية الفلسطينية.
وأعلن أن تنظيم القاعدة موجود في سوريا، والولايات المتحدة تقبل أن تهاجم «القاعدة» الدول التي لا تروق لها. وقال «من واجب الحكومة اجتثاث الإرهابيين لإنقاذ آلاف الأرواح. عليك واجب اجتثاث الإرهابيين في أي زاوية من البلد»، مضيفاً «هناك دول إقليمية ما زالت تدعم المسلحين في سوريا». وقال «من الواضح إن الدول الغربية وبعض دول المنطقة تدعم مجموعات مسلحة في سوريا». وأضاف «لا نملك أدلة مادية تدلّ على أن هذه الدول تتدخل (في المواجهات المسلحة)، إن دعمها خفيّ وغير مباشر في غالبية الوقت، والحكومات ليست متورطة مباشرة»، لكنه أضاف «لكن الرابط واضح جداً، يمكن رؤيته في مواقفهم السياسية، حتى ان بعض الدول أعلنت دعمها للكفاح المسلح». وتابع «لقد تم دفع أموال طائلة للمسؤولين السوريين للانشقاق عن النظام». وشدّد على ان «الجيش وقوات الأمن وحفظ النظام بريئة من مجزرة الحولة وغيرها».
لافروف
وكرّر لافروف، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره التونسي رفيق عبد السلام في موسكو، أن شكل أي حكومة سورية جديدة يجب أن يحدده الشعب السوري ولا تفرضه قوى خارجية. وقال «يهدف الاجتماع الذي سيعقد في جنيف إلى دعم خطة انان، ويجب أن يحدد شروط إنهاء العنف وبدء حوار وطني سوري شامل، لا أن يحدد مسبقاً محتوى هذا الحوار».
وأضاف لافروف، الذي اتصل بأنان، «نحن لا ندعم، ولا يمكن ان ندعم، اي نوع من التدخل من الخارج في شكل فرض وصفات. ينطبق هذا على مصير بشار الأسد. يجب أن يحدده السوريون بأنفسهم في إطار حوار سوري».
وقال لافروف إن خطة انان ليست وثيقة نهائية، معرباً عن امتعاضه لتسريبها لوسائل الإعلام قبل محادثات جنيف. وأشاد بمحادثات جنيف بوصفها فرصة لبدء حوار سياسي في سوريا، لكنه انتقد استبعاد إيران كقوة إقليمية من المحادثات التي ستشارك فيها دول دائمة بمجلس الأمن التابع للامم المتحدة وأخرى في الشرق الاوسط.
وجدد «المجلس الوطني السوري» المعارض رفضه «اي حوار او شراكة مع نظام الاسد، واي خطة تجدد شرعية» هذا النظام، فيما اعتبرت «جماعة الإخوان المسلمين السوريين» أن «اي حكومة تشكل تحت عنوان الوحدة الوطنية في مناخ القتل والاعتقال والتعذيب، هي نوع من خداع النفس والانخراط في لعبة النظام وفي أحاديثه العبثية عن الإصلاح والانفتاح».
مود
واعتبر قائد بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود، في مقابلة مع صحيفة «التايمز» البريطانية نشرت أمس، أن حلاً سلمياً ممكن التحقيق في سوريا وأن بعثة الامم المتحدة لا بد منها. وقال إن النظام السوري والمعارضة المسلحة «اعتبرا أنهما بإمكانهما تحقيق المزيد من المكاسب باللجوء إلى العنف أكثر من مواصلتهما العمل السياسي».
وبعد أن أشاد بشجاعة حوالى 300 مراقب في سوريا، حذر مود من أنه «يجب السماح لنا القيام بعملنا». وأعرب عن معارضته تزويد المراقبين بالأسلحة. وقال إن «الرغبة في قتل مراقب غير مسلح تكون صعبة جداً. إذا كنت مسلحاً فتصبح هدفاً شرعياً».
ميدانيات
ووقع انفجاران في مرأب القصر العدلي في منطقة المرجة وسط دمشق، بينما تمّ تفكيك عبوة ثالثة لم تنفجر، بحسب ما ذكر الإعلام الرسمي السوري. واوضح مصدر امني ان الانفجارين ناتجان من «عبوتين مغناطيسيتين وضعتا تحت سيارتي قاضيين»، مشيراً الى ان المرأب المكشوف مخصص لقضاة وموظفي قصر العدل. وأشار إلى أن التفجيرين تسببا بإصابة ثلاثة اشخاص وتضرر 18 سيارة.
وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان»، في بيان، «قتل 91 شخصاً، بينهم حوالى 20 عنصراً من القوات النظامية، في قصف واشتباكات في دوما وحمورية وداريا في ريف دمشق وحمص وريفها ودير الزور ودرعا وادلب».
(«السفير»، «سانا»،
ا ف ب، ا ب، رويترز)
وثيقــة أنــان لمؤتمـر جنيـف
تتضمن وثيقة أعدّها موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان تمهيداً لاجتماع جنيف غداً سلسلة مراحل «واضحة ولا رجوع عنها» نحو عملية انتقالية ديموقراطية في سوريا منها «حكومة وحدة وطنية مؤقتة».
وفي هذه الوثيقة، التي حملت عنوان «توجّهات ومبادئ لعملية انتقالية يقودها السوريون» وحصلت وكالة «فرانس برس» على نسخة منها من دبلوماسيين، يشدّد انان على «انه يعود للشعب (السوري) أن يحدد مستقبل بلاده». ويطرح فكرة مساعدة دولية «مهمة» في حال التوصل إلى اتفاق بين السلطة والمعارضة على عملية انتقالية.
وتشدد الوثيقة على ضرورة تحديد «مراحل واضحة لا رجوع عنها في العملية الانتقالية وفقاً لجدول زمني محدد»، لكنها لا تحدّد مهلاً. وبين المراحل «تأليف حكومة وحدة وطنية مؤقتة يمكنها إيجاد بيئة حيادية»، تشجع هذه العملية الانتقالية. وهذه الحكومة التي ستمارس «سلطات تنفيذية حقيقية» قد تضمّ «أعضاء في الحكومة الحالية ومن المعارضة ومن مجموعات أخرى» غير محددة، ولكن سيستبعد منها أولئك الذين «قد يسيء وجودهم إلى مصداقية العملية الانتقالية، ويعرض الاستقرار والمصالحة للخطر». وقال بعض الدبلوماسيين إن هذا البند قد يعني مغادرة الرئيس بشار الأسد السلطة.
ويتوقع أنان «حواراً وطنياً» واسعاً ومراجعة الدستور والنظام القضائي، على أن تطرح نتيجة ذلك على استفتاء شعبي. ثم تنظم «انتخابات حرة ونزيهة ومتعددة للمؤسسات الجديدة والمناصب» التي ستنشأ من وراء ذلك و«ينبغي أن تتمثل النساء بشكل كامل في كل أوجه العملية الانتقالية».
لكن أنان يشدّد مع ذلك على أن مثل هذه العملية الانتقالية يجب أن تترافق «مع وقف حمام الدم» في سوريا. وتضيف الوثيقة إن «كل الأطراف يجب أن تتعاون مع حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة لضمان وقف دائم للعنف».
وأعرب أنان عن أمله في أن تقوم السلطة والمعارضة المسلحة «بالتأكيد مجدداً، بطريقة ذات صدقية على موافقتهما على خطة (السلام) المؤلفة من ست نقاط». ويطلب منهما اتخاذ «إجراءات فورية ذات صدقية وواضحة» للعمل على وقف المعارك وتسمية «محادثين فعالين» للتفاوض.
وفي حال الاتفاق، يكون أعضاء مجموعة العمل «على استعداد لتقديم دعم مهم»، بحسب الوثيقة التي تطرّقت أيضاً إلى إمكان «وجود دولي لتقديم مساعدة بتفويض من الأمم المتحدة» وإلى توفير «أموال مهمة للمساعدة في إعادة إعمار» البلاد.
(أ ف ب)
واشنطن ترى أن الأسد هو المسؤول الرئيسي عن أعمال العنف في سوريا
واشنطن- (ا ف ب): اعتبرت الولايات المتحدة الخميس أن الرئيس السوري بشار الأسد هو المسؤول الرئيسي عن اعمال العنف في بلاده بعد اعتداء بالقنبلة نفذ في مراب سيارات قصر العدل في دمشق ونسبته وسائل الاعلام الرسمية الى “ارهابيين”.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند ان الولايات المتحدة تدين الهجمات “التي تنفذ ضد ابرياء ايا كان منفذوها”.
واضافت “لكن قلقنا الاساسي –كما نقول منذ اسابيع عدة– هو ان الاسد هو المسؤول الرئيسي” عن اعمال العنف.
وتابعت المتحدثة “كان في وسع (الاسد) لو اوقف قواته واعادها الى ثكناتها، ان يغير منذ اليوم المعطى على الارض وان يوجد ظروف وقف اطلاق نار ويضع حدا لكل هذا”.
وقالت نولاند ايضا ان “القسم الاكبر من اعمال العنف هو من ارتكبه، القوات الاكثر قوة تقف الى جانبه، انه المسؤول عن الوضع”.
شكوك حول عقد اجتماع جنيف حول سوريا السبت بسبب تحفظات روسية
نيويورك- (ا ف ب): افاد دبلوماسيون في الامم المتحدة أن مبعوث المنظمة الدولية والجامعة العربية إلى سوريا كوفي انان يخوض معركة دبلوماسية الخميس لضمان عقد الاجتماع الوزاري حول سوريا المقرر السبت في جنيف والذي يواجه تحفظات روسية تتناول خطة الانتقال السياسي في البلاد.
وهدد عدد من وزراء الخارجية، بينهم وزراء الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، بعدم المشاركة في اجتماع جنيف في حال امكان عدم نجاجه باقرار هذه الخطة.
وقال دبلوماسي طلب عدم كشف اسمه “ثمة تهديدات جدية في وجه (عقد) اجتماع جنيف”.
واضاف الدبلوماسي “من المهم جدا ان يتوصل اجتماع جنيف الى نتيجة. كنا نعتقد (…) ان الاعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الامن اتفقوا مبدئيا على الخطة (الانتقالية) الا ان تصريحات الروس منذ 24 ساعة يبدو انها اثارت شكوكا حيال ذلك”.
واعلنت روسيا، حليفة دمشق، تحفظها على خطة العملية الانتقالية السياسية التي اقترحها انان. وتنص الخطة على تشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية قد يستبعد منها بعض المسؤولين في الحكومة السورية الحالية.
وفي محاولة لانقاذ اجتماع السبت الوزاري، دعا كوفي انان الى اجتماع تحضيري الجمعة لموظفين كبار من القوى الكبرى (روسيا، الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا والصين)، كما التقى وزراء خارجية هذه البلدان الخمسة.
واضاف الدبلوماسي نفسه ان انان “يبذل ما في وسعه لايجاد حل”.
واوضح ان “روسيا اعطت موافقتها في بادئ الامر”. الا انه ومنذ الدعوة الى الاجتماع “لدينا الانطباع بانهم يتراجعون عن موقفهم، وهو امؤ مؤسف للغاية وقد يهدد المؤتمر”.
واعتبر دبلوماسي اخر ان عقد الاجتماع الوزاري بات مرتبطا بنتيجة لقاءات سان بطرسبورغ بين وزيري خارجية الولايات المتحدة وروسيا، هيلاري كلينتون وسيرغي لافروف. وقال “من المرجح ان كلينتون ولافروف لن يتمكنا من تفادي اعلان فشل” محادثاتهما.
وتنص الوثيقة المقدمة من كوفي انان تمهيدا لاجتماع جنيف على ان الحكومة الانتقالية بامكانها ان تضم اعضاء في الحكومة الحالية والمعارضة الا انها ستستثني اشخاصا سيلحق وجودهم “ضررا بمصداقية العملية الانتقالية ويهدد الاستقرار والمصالحة”.
وكان دبلوماسيون اشاروا في بادئ الامر إلى أن هذا البند قد ينتج عنه تنحي الرئيس بشار الاسد عن السلطة وان روسيا لن تعارضه. الا ان سيرغي لافروف اكد الخميس ان روسيا لن تقبل اي “وصفة مفروضة من الخارج” وان “ما من مشروع موافق عليه” بشأن اجتماع جنيف.
وقال دبلوماسي غربي انه “بالنسبة الينا يجب ان تشكل وثيقة انان نقطة الوصول للمحادثات في جنيف ويجب الا تخضع لاي تعديل كبير في وقت يعتبرها الروس نقطة انطلاق”.
واضاف “الروس يقومون بالمزيد من الخطوات الى الوراء”.
لواء بالجيش الحر: دبابات سورية تحتشد قرب حدود تركيا
انطاكية- (رويترز): قال لواء في الجيش السوري الحر المعارض الجمعة إن قوات الحكومة السورية حشدت نحو 170 دبابة إلى الشمال من مدينة حلب بالقرب من الحدود مع تركيا لكن لم يرد تأكيد للنبأ من مصدر مستقل.
وقال اللواء مصطفى الشيخ رئيس المجلس العسكري الأعلي- وهو تجمع لكبار الضباط الذين انشقوا عن قوات الرئيس بشار الأسد- ان الدبابات تجمعت في مدرسة المشاة بالقرب من قرية المسلمية الى الشمال الشرقي من مدينة حلب على بعد 30 كيلومترا من الحدود التركية.
وقال الشيخ لرويترز هاتفيا من الحدود “الدبابات الآن في مدرسة المشاة. وهي إما تستعد للتحرك إلى الحدود لمواجهة نشر قوات تركية أو لمهاجمة البلدان والقرى السورية (المعارضة) في منطقة الحدود شمالي حلب وحولها.”
وأضاف قوله إن الدبابات في معظمها من الفرقة الميكانيكية السابعة عشرة.
وقد نشرت تركيا أسلحة للدفاع الجوي على امتداد حدودها مع سوريا يوم الخميس في اعقاب اسقاط طائرة حربية تركية فوق البحر المتوسط يوم الجمعة الماضي.
اتساع رقعة العنف وانفجاران في مرآب القصر العدلي وسط دمشق وعدد القتلى وصل 91
الاسد يقر بوجود القاعدة بسورية ويقلل من الأزمة مع تركيا
انباء عن ارسال انقرة بطاريات صواريخ وآليات عسكرية الى حدودها مع سورية لاقامة ‘ممر امني’
دمشق ـ بيروت ـ جنيف ـ موسكو ـ وكالات: قال الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة مع التلفزيون الرسمي الايراني الخميس إن حلا يفرض على سورية من الخارج غير مقبول لأن السوريين وحدهم يمكنهم حل ازمة بلدهم.
واضاف الاسد قائلا في المقابلة النادرة التي استمرت ساعة ‘أي نموذج غير سوري غير مقبول لانه لا أحد غيرنا يعرف كيف تحل المشكلة’.
ومشيرا الى العلاقات المتوترة مع تركيا في اعقاب اسقاط سورية طائرة عسكرية تركية قال الاسد ان هناك اختلافا بين موقف المسؤولين الاتراك والرأي الايجابي للشعب التركي تجاه سورية.
ووصف الاسد تقارير عن تدخل عسكري ايراني في سورية بانها مزحة تهدف الى إحداث انقسامات في الجيش.
وقال الاسد ان القاعدة موجودة في سورية والولايات المتحدة تقبل ان تهاجم القاعدة الدول التي لا تروق لها.
جاء ذلك فيما رفض مكونان رئيسيان في المعارضة السورية الخميس المشاركة في اي حكومة في ظل بقاء الرئيس السوري بشار الاسد في السلطة، وذلك غداة اقتراح المبعوث الدولي كوفي عنان تشكيل حكومة انتقالية في سورية وعشية اجتماع مهم لمجموعة العمل حول سورية في جنيف.
في هذا الوقت، استمر العنف على اشده في سورية الخميس وسط تمدد رقعة الاشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين الى مناطق متعددة تزامنا مع انفجار في وسط العاصمة، وتحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن سقوط 91 قتيلا.
ووقع الخميس انفجاران في مرآب القصر العدلي في وسط دمشق، بينما تم تفكيك عبوة ثالثة لم تنفجر، بحسب ما ذكر الاعلام الرسمي السوري.
وافاد التلفزيون السوري عن وقوع ‘تفجيرين ارهابيين في مرآب القصر العدلي في منطقة المرجة’ في وسط العاصمة تسببا بجرح ثلاثة اشخاص وبأضرار في السيارات، مشيرا الى ان عبوة ثالثة تم تفكيكها قبل ان تنفجر.
واوضح مصدر امني لم يكشف اسمه لوكالة فرانس برس ان الانفجارين ناتجان من ‘عبوتين مغناطيسيتين وضعتا تحت سيارتي قاضيين’، مشيرا الى ان المرآب المذكور المكشوف مخصص لقضاة وموظفي قصر العدل. وقتلت امرأة اثر اصابتها برصاص قناص في دمشق.
وشدد بيان صادر عن المجلس الوطني السوري المعارض على ‘الثوابت’ وابرزها ‘لا يقبل المجلس الوطني السوري، ولا يقبل الشعب السوري الثائر، اي حوار او شراكة مع نظام بشار الاسد، ولكنه يقبل التفاوض مع من لم تلوث ايديهم بدماء الشعب السوري من اجل ضمان انتقال سلمي للسلطة الى الشعب’.
واضاف ‘ليعلم الجميع ان شعبنا لم يخض احدى اعظم الثورات في العالم، ولم يضح بالآلاف من خيرة أبنائه، من اجل الحصول على حقائب وزارية، او التوصل الى صفقات او تسويات تحت سقف نظام دموي مجرم’.
واشار الى ان الشعب السوري ‘قاتل وسيقاتل حتى حصوله على كامل حريته وكرامته وسيادته على أرضه’، وحتى ‘اسقاط نظام القهر والاستبداد بكل رموزه’.
واضاف المجلس ‘لا يوجد سوري واحد مخول بقبول أي خطة تجدد شرعية هذا النظام المتهالك’.
وذكر المجلس بان المعارضة كانت وافقت على خطة عنان للحل في سورية والتي تنص على ‘وقف ارتكاب النظام لجرائمه في حق السوريين، وسحب آلياته من المدن، واطلاق سراح المعتقلين، وضمان حرية التعبير والتظاهر، ورفع القيود عن الاعلام، وأخيرا البدء بعملية سياسية تفضي الى قيام نظام ديمقراطي’.
وقال البيان ان ‘النظام السوري لم ينفذ أيا من بنود هذه المبادرة وخصوصا بندها الأول القاضي بوقف قتل المدنيين، وبالتالي فمن العبث تسويق الأوهام والحديث عن اقتراحات جديدة لتنفيذ البند الأخير في الخطة السداسية’.
وستكون الازمة السورية السبت على طاولة اجتماع دولي تشارك فيه الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن للبحث في حل للازمة السورية.
وتتضمن وثيقة أعدها موفد الجامعة العربية والامم المتحدة كوفي عنان تمهيدا لاجتماع جنيف السبت سلسلة مراحل ‘واضحة ولا رجوع عنها’ نحو عملية انتقالية ديمقراطية في سورية منها ‘حكومة وحدة وطنية مؤقتة’.
وفي هذه الوثيقة التي حملت عنوان ‘توجهات ومبادىء لعملية انتقالية يقودها السوريون’ وحصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها من دبلوماسيين، يشدد عنان على ‘انه يعود للشعب (السوري) ان يحدد مستقبل بلاده’.
ويطرح فكرة مساعدة دولية ‘مهمة’ في حال التوصل الى اتفاق بين السلطة والمعارضة على عملية انتقالية.
وقد سلمت وثيقة العمل هذه الى اعضاء ‘مجموعة العمل’ حول سورية التي تجتمع في جنيف السبت وبينها الاعضاء الدائمون في مجلس الامن الدولي (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين)، اضافة الى تركيا ودول اعضاء في الجامعة العربية.
وتشدد الوثيقة على ضرورة تحديد ‘مراحل واضحة لا رجوع عنها في العملية الانتقالية وفقا لجدول زمني محدد’ لكنها لا تحدد مهلا.
وبين المراحل ‘تأليف حكومة وحدة وطنية مؤقتة يمكنها ايجاد بيئة حيادية’ تشجع هذه العملية الانتقالية. وهذه الحكومة التي ستمارس ‘سلطات تنفيذية حقيقية’، قد تضم ‘اعضاء في الحكومة الحالية ومن المعارضة ومن مجموعات اخرى’ غير محددة.
ولكن سيستبعد منها اولئك الذين ‘قد يسيء وجودهم الى مصداقية العملية الانتقالية ويعرض الاستقرار والمصالحة للخطر’، بحسب الوثيقة.
وقال بعض الدبلوماسيين ان هذا البند قد يعني مغادرة الرئيس بشار الاسد السلطة من دون ان تعارض روسيا ذلك.
لكن موسكو قللت الخميس من امال التوصل الى اتفاق لان وزير خارجيتها سيرغي لافروف اكد مجددا ان روسيا ‘لن تدعم اي حل يفرض من الخارج’ وانه ليس هناك ‘اي مشروع تمت المصادقة عليه’ قبل اجتماع جنيف.
من جانبه، اكد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو الخميس ان وزير الخارجية لوران فابيوس سيمثل فرنسا السبت في اجتماع جنيف حول سورية.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اعلن خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التونسي رفيق عبد السلام الخميس ان ‘لا اتفاق نهائيا’ على اقتراح عنان.
وجدد القول ان مصير الرئيس السوري يجب ان يقرره الشعب السوري من خلال حوار وطني.
كما اعتبر وزير الخارجية الروسي ان من ‘الخطأ’ استبعاد ايران من مؤتمر جنيف، واتهم الولايات المتحدة باعتماد سياسة ‘الكيل بمكيالين’ بمعارضتها مشاركة طهران في المؤتمر.
وقد وصلت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الخميس الى سان بطرسبورغ بشمال غرب روسيا حيث ستلتقي نظيرها الروسي سيرغي لافروف الجمعة لاجراء محادثات حول الازمة في سورية، كما افاد مراسل لوكالة فرانس برس.
في الجانب التركي، افادت وسائل الاعلام التركية الخميس ان انقرة ارسلت بطاريات صواريخ وآليات عسكرية الى حدودها مع سورية من اجل اقامة ‘ممر امني’ ضمن حدودها، وذلك بعد اسبوع تقريبا على اسقاط سورية لطائرة حربية تركية.
ولم يصدر اي تأكيد رسمي حول تحركات الجيش.
وافادت صحيفة ‘ملييت’ ان قرابة 30 آلية عسكرية ترافقها شاحنة تقطر بطارية صواريخ غادرت قاعدة في محافظة هاتاي (جنوب شرق) متوجهة الى الحدود التي تبعد قرابة 50 كلم’.
وبثت قناة تي اي تي الرسمية صور مدرعة ام113 مجهزة بقاذفة صواريخ قادرة على اطلاق ثمانية صواريخ ارض جو من طراز ستينغر تجرها آلية اخرى.
وافادت وسائل اعلام تركية الاربعاء عن ارسال مدرعات الى الحدود ومعدات اتصالات ورادار اضافية، الامر الذي لم تؤكده رئاسة الاركان التركية.
الجنرال مود: الحل في سورية يجب ان يكون سياسيا والطرفان يريدان الاستفادة من العنف
الامن يعتقل المتظاهرين وينساهم.. يحرك النعرات الطائفية ويجبرهم على تقبيل صورة الاسد
لندن ـ ‘ القدس العربي’: جرائم حرب يرتكبها الطرفان هذا ما قاله تقرير صادر عن مفوضية الامم المتحدة لحقوق الانسان، اما عنان المبعوث الاممي فيحاول انقاذ خطته بدعوته وزراء خارجية الدول الكبرى لجنيف لمناقشة حل سياسي للازمة بحضور صيني وروسي، وعلى الارض فقد شدد الجنرال روبرت مود على اهمية الحل السياسي وعلى بقاء بعثته في سورية مع ضرورة السماح لها بممارسة مهماتها.
وقال الجنرال مود قائد بعثة المراقبين الدوليين على ان الحل السياسي هو المخرج للازمة ودعا للسماح لبعثته مواصلة مهمتها، حيث دعا الى اهمية السماح لفريقه مواصلة العمل. وقال ان وقف اطلاق النار الذي التزم به الطرفان لايام يظهر ‘انه ممكن لو كان لديهما الارادة للالتزام به’. وكان مود قد علق عمل بعثته الشهر في الخامس عشر من الشهر الحالي نظرا للاخطار التي باتت تحيق بالمراقبين وتعرضهم للنار من قبل الطرفين ولكنه لم يطالب مجلس الامن بالغائها، ووصف نشر القوات في سورية بانه الاسرع الذي يتم في دولة حتى هذه اللحظة.
جرائم حرب
وكان مود يتحدث الى صحيفة ‘التايمز’ حيث قال انه عندما وصل كان هناك ‘خمسة اشخاص وثماني هواتف نقالة وخمس اجهزة كمبيوتر وبدون سيارات ولا اجهزة اتصال’، واستطاع فريقه وخلال اسابيع الانتشار بشكل كامل واجراء اتصال في الميدان. وقال انه بسبب حظر سورية على الاعلام فان مهام وحدته التي سمح ببثها كان الجزء الوحيد المحايد على الارض. ومع ان الوضع خطير الا انه رفض تزويد وحدته التي تتكون من 300 مراقب اسلحة حيث قال انه بتسليحهم يجعلهم هدفا فيما سيكون من الصعب اطلاق النار على مراقب اعزل من السلاح، واثنى مود على افراد فرقته الذين تم تجميعهم من 50 بلدا، واشارت الصحيفة الى ان مود يعتقد ان الاسد ومعارضيه المسلحين يعتقدون انهم سيحققون انجازات من خلال العنف.
وجاءت تصريحات مود بعد يوم وصفه المرصد السوري من اكثر الايام دموية في الانتفاضة التي مضى عليها 16 شهرا وقتل فيها اكثر من 15 الف شخص، وبعد يوم تدمير قناة ‘الاخبارية’ المؤيدة للنظام من قبل مقاتلين وقتل 7 من العاملين فيها. فيما اتهم تقرير اصدرته مفوضية حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة طرفي الازمة بارتكاب جرائم حرب. وجاء في التقرير انه ‘في صراع يتخذ بشكل متزايد طابعا عسكريا فانتهاكات حقوق الانسان تحدث في كل البلاد وعلى قاعدة مثيرة للقلق وذلك اثناء العمليات العسكرية ضد المواقع التي ينظر اليها على انها معادية للحكومة بمن فيهم عناصر الجيش الحر’ وقال التقرير الذي جاء في 20 صفحة ان اللجنة لم تكن قادرة على تحديد هوية مرتكبي جريمة قرية الحولة الشهر الماضي ولكنها اضافت ان قوات الميليشيات الموالية للنظام ارتكبت جرائم من قبل.
وعلق محللون على التقرير بانه ناقص مما يعني ان حقيقة ما حدث في الحولة تظل حائرة بين هذا التقرير وتقرير الحكومة السورية ووجه الضعف في تقرير المفوضية انه قام على تحليل لاشرطة فيديو على اليوتيوب واتصالات عبر ‘سكايب’ مع الشهود على الجريمة، وحسب كارين ابو زيد التي شاركت في التحقيق فان بعض من قتلوا قتلوا لاسباب طائفية. وفي الوقت الذي يقوم فيه الجيش السوري باستخدام الرشاشات والمدفعية والمصفحات فيما يعتمد المقاتلون على القنابل المصنعة محليا.
وعبرت اللجنة عن قلقها من اعتماد المقاتلين على الاطفال لنقل المواد الطبية ومراسلين وطباخين مما يعرضهم لخطر الجرح والقتل. واظهر هجوم ‘الاخبارية’ صورة عن جرأة تكتيكات المعارضة المسلحة التي تتلقى اسلحة من السعودية وقطر بمساعدة تركية، وجاء الهجوم بعد يوم واحد من الهجوم على مركزين للحرس الجمهوري في قدسية والهامة قرب العاصمة دمشق، واعتبرت منظمة امنستي العملية هجوما موجها على المدنيين حتى لو كان بوقا اعلاميا للنظام. ومع انه من الصعب الحصول على معلومات صحيحة عن الهجمات التي يقوم بها المقاتلون المعارضون الا انه من المتوقع ان تتكثف الهجمات بعد ان بدأت المعارضة تستهدف الصحافيين والمؤسسات الاعلامية.
المعتقلون
وفي تقرير لصحيفة ‘نيويورك تايمز’ تحدث عن عمليات الاعتقال المستمرة التي يقوم بها الامن السوري، حيث نقل التقرير عن ناشط شارك في مظاهرة سلمية حيث لاحقه الامن بعد هروبه وامسكوه وجروه للسجن وهناك عذب لاربعين يوما، وقال السجين السابق ان الامن يعتقل المئات وينساهم لانه منشغل بالاعداد الجديدة التي تتدفق دون توقف. ويقول التقرير انه في الوقت الذي تتجه فيه عيون العالم على المجازر وقصف المدن التي يقوم بها الجيش النظامي والشبيحة التابعون له، يقوم الامن السوري بحملة اعتقال للالاف من الناشطين العلمانيين ومن ابناء المناطق التي يحاصرها الجيش.
ونقل التقرير عن محامين وجماعات حقوق انسان سورية قولهم ان من يعتقل يلقى ويترك بدون تقديمه للمحاكمة او توجيه تهم له ويتعرض للتعذيب، ونقلت عن طالب جامعي انه كلما تذكر اعداد الذين يتواجدون في السجن يشعر بالانزعاج وكان الطالب اعتقل بسبب توزيعه بطاقات كتب عليها ‘اوقفوا القتل’. ويقول الناشطون انه مع فشل الحكومة في السيطرة على الانتفاضة وانهائها فقد لجأت الى سياسة الاعتقال الواسعة التي تشمل من ترى انهم مقاتلون محتملون وناشطون في نشاطات سلمية. ويقول الناشطون ان هدف الحكومة من ملاحقة المتظاهرين وتفريغ الشوارع منهم هو تأكيد رواية الحكومة انها تواجه تمردا مسلحا يقوم به ارهابيون تدعمه دول من الخارج خاصة السعودية، اضافة لحرمان المعارضة من اعضائها الفاعلين. ويقول محام ان الامن كان في البداية يعتقل كل من يقف في طريقه لكن بالتجربة اخذ يفرق بين ما يراه مهما وغير مفيد. فقد قام الامن باعتقال اشخاص شاركوا في جنازات او تظاهرات او على نقاط التفتيش لانهم لم يكونوا يحملون بطاقة الهوية. وفي العادة ما يجبر هؤلاء المعتقلون على اعتراف بحيازتهم اسلحة. ويقول سجين سابق انه التقى برجل كبير لقبه ابو رياض اعتقله الامن لمجرد سؤاله السلطات عن اولاده الذين اعتقلوا على نقطة تفتيش اثناء عودتهم من عملهم في موقع للبناء.
ويقول انه عندما قابل ابو رياض كان قد فقد الكثير من وزنه وظهرت على جسده اثار اعقاب السجائر. اما الناشطون في الحركات المدنية من المهنيين والطلاب الذين اعتقلوا لاسباب متعددة منها المشاركة في تنظيم الدعم للمدن المحاصرة او توزيع ملصقات او بطاقات تدعو للوحدة ووقف القتل فانهم يعتقلون من اجل الحصول على المعلومات وتحديد من هم الناشطون الرئيسيون، فمن خلال اعتقالهم او اختراع وسائل لنفيهم من البلاد يقوم الامن بتفريغ الشوارع منهم. ويقول ناشط في التظاهرات السلمية ان عددا من دعاة اللاعنف ممن اعتقلوا قرروا بعد خروجهم حمل السلاح.
ويقول ناشطون ان الحكومة عملت على تحريك النعرات الطائفية في السجن، فالمعتقلون معظهم من السنة اما المحققون فهم من العلويين او من ابناء الطوائف الاخرى، حيث قال معتقل سابق ان السجناء اجبروا على تقبيل ملصقات عليها صور الرئيس الاسد او القول ‘لا اله الا بشار’، وقال انهم كانوا ممنوعين من الصلاة واحيانا كان المحققون يطلقون العبارات الساخرة من النبي. ويشير تحليل في صحيفة ‘التايمز’ البريطانية ان ما قاله الاسد يوم الثلاثاء من ان سورية تواجه حربا شاملة يمثل تحول عن اتهام ‘العصابات الارهابية’ وانها رسالة واضحة لطائفته والاقليات التي تقف وراءه ان النزاع سيصل اليهم وعليهم والحالة هذه اختيار الطرف في المعركة، كما انها رسالة اخرى ان المعركة ستطول وستصبح اكثر دموية خاصة مع زيادة تدفق السلاح والمال للمعارضة التي طالما اشتكت من قلة المال والسلاح، وستزداد عمليات القتل والذبح خاصة ان النظام سيواجه المعركة الاخيرة.
كبير مستشاري أردوغان: تركيا ستبذل ما في استطاعتها لتفادي مواجهة عسكرية مع سورية
وسائل اعلام: تركيا ترسل قوات الى الحدود السورية
اسطنبول ـ ا ف ب: افادت وسائل الاعلام التركية الخميس ان انقرة ارسلت رتلا من الاليات العسكرية وبطارية صواريخ ارض – جو الى حدودها مع سورية، وذلك بعد اسبوع تقريبا على اسقاط سورية طائرة حربية تركية. ولم يصدر اي تاكيد رسمي حول تحركات الجيش.
وافادت صحيفة ‘ملييت’ ان قرابة 30 آلية عسكرية ترافقها شاحنة تقطر بطارية صواريخ غادرت قاعدة في محافظة هاتاي (جنوب شرق) متوجهة الى الحدود التي تبعد قرابة 50 كلم’.
وبثت قناة تي اي تي الرسمية صور مدرعة ام113 مجهزة بقاذفة صواريخ قادرة على اطلاق ثمانية صواريخ ارض جو من طراز ستينغر تجرها آلية اخرى.
وافادت وسائل اعلام تركية الاربعاء عن ارسال مدرعات الى الحدود ومعدات اتصالات ورادار اضافية، الامر الذي لم تؤكده رئاسة الاركان التركية.
والثلاثاء ندد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان امام البرلمان التركي بحدة بالنظام السوري واصفا اياه بانه ‘ديكتاتورية مجرمة’ مؤكدا ان قواعد الاشتباك العسكري حيال سورية تغيرت، مضيفا ‘كل عنصر عسكري يشكل (…) تهديدا امنيا وافدا من سورية على الحدود التركية’ سيعتبر هدفا.
اما صحيفة ‘طرف’ فاوردت نقلا عن مصادر لم تحدد هويتها ان انتشار القوات يعتبر بمثابة اقامة ‘ممر امني’ بحكم الامر الواقع على الاراضي التركية.
ويأتي انتشار الجيش اثر اسقاط الدفاعات الجوية السورية لطائرة حربية تركية من طراز اف-4 فانتوم فوق شرق المتوسط الجمعة، في ما اعتبره رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ‘اعتداء جبانا’.
ولم يؤكد الجيش التركي عملية الانتشار لكن سبق له وان نفى تقارير بانه في ‘حالة تأهب’ بعد اسقاط الطائرة الحربية التي لا يزال طياراها مفقودين.
وارسلت قاطرات تنقل مدرعات من شانلي اورفه جنوب تركيا الى الحدود بحسب الاعلام المحلي. ويأتي نشر المدرعات بعد رفع علم المتمردين الاكراد في بلدة عين العرب السورية المتاخمة للحدود التركية بحسب المصادر نفسها.
ورفعت الراية مجموعة سورية على علاقة بحزب العمال الكردستاني الذي يواجه السلطات التركية. لكن الراية ازيلت صباح الخميس بحسب وكالة انباء الاناضول نقلا عن شهود.
ومنذ قطع انقرة الجسور مع دمشق في اعقاب قمع السلطات للاحتجاجات المعارضة في سورية اتهمت السلطات التركية دمشق تكرارا بمساعدة حزب العمال الكردستاني.
وتؤكد انقرة ان عدة هجمات نفذها الحزب الكردي في تركيا شنها متمردون وفدوا من سورية.
وافادت وسائل اعلام تركية ان الانتشار العسكري على الحدود يشكل تحذيرا الى سورية والى المتمردين الاكراد في آن بعد ان كثفوا هجماتهم مؤخرا.
أعلن إبراهيم كالين كبير مستشاري رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الخميس إن بلاده ستبذل كل في استطاعتها لتفادي مواجهة عسكرية مع سورية، مشدداً في الوقت ذاته على أن موقف تركيا المدروس من إسقاط سورية لطائرة عسكرية تركية الأسبوع الماضي يجب ألا يعتبر إشارة على ضعف.
وذكرت وكالة الأناضول التركية أن كالين كان يتحدث عبر الفيديو في مؤتمر تركي في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، ونقلت عنه قوله ان
‘ سورية مسؤولة وحدها عن الوضع الحالي للعلاقات وسنفعل كل ما باستطاعتنا لتفادي مواجهة عسكرية على الحدود’.
وأضاف ‘نحن ضد جميع أشكال الحرب في المنطقة. ولهذا كان ردنا على إسقاط طائرتنا مهندساً بعناية. ولكن يجب ألا يعتبر أحد موقفنا المدروس على أنه إشارة ضعف’.
وقال كالين إن إسقاط سورية لطائرة ‘استطلاع تركية غير مسلحة’ كانت في طلعة تدريبية منفردة، يظهر بوضوح أن سورية لا تحترم القانون الدولي، مضيفاً أن هذا أيضاً ‘مؤشر على زيادة عدوانية وعدائية النظام السوري في وجه ضعف شرعيته وسيطرته على البلاد’.
إلاّ أنه أشار إلى أنه أعيد النظر في قواعد الاشتباك العسكري للقوات المسلحة التركية على ضوء التطورات الأخيرة، مضيفاً أن تركيا ستعتبر أي عنصر عسكري من سورية يقترب من حدودها تهديداً عسكرياً و’ستتعامل معه بناء على ذلك’.
وتابع كالين أن ‘تركيا ليس لديها نية في تصعيد التوترات في المنطقة ولكن لن ندع أحداً يختبر تصميمنا’.
وكانت تركيا أعلنت يوم الجمعة الماضي أن القوات السورية أسقطت طائرة من نوع ‘أف 4’ تابعة لها قد تكون دخلت المجال الجوي السوري، وأقرت سورية بذلك وقالت ان الطائرة اخترقت أجواءها.
واعلن الجيش التركي الخميس ان فرق الانقاذ التركية عثرت على اغراض شخصية لطياري الطائرة التركية التي اسقطتها سورية وقطع من الطائرة لكنها ما زالت تبحث عن الطيارين بعد ستة ايام عن الحادث.
واعلنت قيادة اركان القوات التركية في بيان نشر على الانترنت ان ‘اعمال البحث والانقاذ ادت الى العثور على بعض اغراض طيارينا وبعض قطع الطائرة (…) لكننا لم نتمكن من تحديد مكان الطيارين وجسم الطائرة’.
واسقطت الطائرة التركية من طراز اف-4 فانتوم يوم الجمعة الماضي عندما كانت تقوم بمهمة تدريب في المجال الجوي الدولي والمتوسطي حسب أنقرة، بينما قالت دمشق انها اسقطتها لانها انتهكت المجال الجوي السوري.
واكد الجيش التركي انه نظرا لعمق البحر في مكان الحادث حيث يبلغ في المتوسط 1260 مترا، سيرسل قريبا بارجة مجهزة لانتشال الحطام.
روسيا: محادثات جنيف يجب الا تحدد شكل حكومة الوحدة السورية المقترحة ومصير الاسد يقرره السوريون
الاطلسي: لا تدخل في سورية طالما لم تستنفد كل الوسائل السياسية
تالين ـ موسكو ـ ا ف ب ـ رويترز: اعلن الجنرال كنود بارتلز رئيس اللجنة العسكرية في حلف شمال الاطلسي الخميس في تالين ان الحلف لن يتدخل عسكريا في سورية ولا ايران طالما لم تستنفد كل الوسائل السياسية.
ويأتي هذا التصريح من مسؤول كبير في الحلف الاطلسي بعد اسبوع من اسقاط سورية طائرة تابعة لتركيا العضو في الحلف.
وردا على سؤال حول الطائرة التركية صرح الجنرال برتلز ‘لن يتدخل الحلف الاطلسي في سوريا ولا ايران طالما لم تستنفد كل الوسائل السياسية’.
واضاف الجنرال الذي ينهي زيارة يومين لاستونيا العضو في الحلف الاطلسي منذ 2004 ‘انا سعيد جدا لانني ارى في الوقت الراهن امكان فتح حوار عبر الامم المتحدة خلال الايام المقبلة من اجل ايجاد حل مع سورية’.
واضاف ان ‘الطائرة التركية التي اسقطت بدون سابق انذار القت الاضواء مجددا على الوضع المتازم’.
من جهة اخرى اكد الجنرال انه يؤمن بامكان شراكة استراتيجية بين روسيا والحلف الاطلسي.
وقال ‘انا من اشد انصار الحوار وروسيا شريك استرايتجي لحلف شمال الاطلسي’.
وتابع الجنرال ان ‘حلف شمال الاطلسي لا يريد البتة ان يشكل خطرا على روسيا ومشروع الحلف الاطلسي الدفاعي المضاد للصواريخ لم يصمم ليشكل خطرا على روسيا’.
وفي معرض حديثه عن افغانستان اعرب الجنرال عن تفاؤله بقدرة قيادة ذلك البلد على ادارة الوضع بعد انسحاب جنود الحلف الاطلسي.
ومن المقرر ان يسحب الحلف الاطلسي وحداته المقاتلة من افغانستان مع نهاية 2014، وسيوكل امن البلد عندها الى القوات الافغانية وحدها.
من جهتها قالت روسيا الخميس إن المحادثات متعددة الأطراف بشأن خطة الوساطة التي وضعها المبعوث الدولي للسلام كوفي عنان يجب أن تسعى الى وضع اطار لانتقال سياسي لا أن تحدد مسبقا ما اذا كان الرئيس بشار الاسد سيستبعد من حكومة وحدة وطنية محتملة.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن المحادثات التي ستعقد في جنيف السبت المقبل لمناقشة الخطة الانتقالية لعنان يجب ان تحدد شروط بدء حوار وطني بين جميع السوريين ولا تحدد مسبقا مضمون هذا الحوار.
وردا على سؤال حول ما اذا كان استبعاد الاسد من السلطة سيكون مقبولا بالنسبة لروسيا – حليفه الرئيسي – قال لافروف إن شكل اي حكومة سورية جديدة يجب ان يحدده الشعب السوري ولا تفرضه قوى خارجية.
وقال لافروف في إفادة صحافية ‘نحن لا ندعم ولا يمكن ان ندعم اي نوع من التدخل من الخارج في شكل فرض وصفات. ينطبق هذا على مصير بشار الاسد. يجب ان يحدده السوريون بأنفسهم’.
وقالت جماعات سورية معارضة إنها ترفض خطة عنان للانتقال السياسي مالم تنص صراحة على تنحي الاسد قبل تشكيل حكومة وحدة.
وقالت مصادر دبلوماسية في الامم المتحدة إن خطة عنان التي تهدف الى وقف الصراع المستمر منذ 16 شهرا لا تنص على تنحي الاسد الا انها قالت إن حكومة الوحدة الوطنية يجب الا تشمل شخصيات تهدد الاستقرار.
وايدت روسيا وقوى عالمية اخرى خطة عنان لتشكيل حكومة وحدة وطنية سورية قد تضم اعضاء من الحكومة والمعارضة. ولازال دور الاسد وفقا للخطة غير واضح.
وقال لافروف في موسكو إن خطة عنان ليست وثيقة نهائية واعرب عن امتعاضه لتسريبها لوسائل الاعلام قبل محادثات جنيف.
واشاد لافروف بمحادثات جنيف بوصفها فرصة لبدء حوار سياسي في سوريا لكنه انتقد استبعاد ايران كقوة اقليمية من المحادثات التي ستشارك فيها دول دائمة بمجلس الامن التابع للامم المتحدة واخرى في منطقة الشرق الاوسط.
وقال لافروف عقب اجتماعه مع نظيره التونسي رفيق عبدالسلام ‘لاشك ان ايران لاعب مؤثر في هذا الوضع برمته وكذلك دولا اخرى في المنطقة واعتبر انه خطأ استبعادها في اجتماع جنيف’. وقال ‘هذا تطبيق لمعايير مزدوجة’.
وكان عنان قال إنه يتعين ان تحضر ايران محادثات جنيف لكن دبلوماسيين يقولون إن الولايات المتحدة والسعودية ودولا اخرى رفضت.
وكرر لافروف تحذيرات روسية من تدخل في سورية على غرار ما حدث في ليبيا وقال إن العواقب ستكون ‘كارثية اكثر’.
واكد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو الخميس ان وزير الخارجية لوران فابيوس سيمثل فرنسا السبت في اجتماع جنيف.
وقال فاليرو ‘كما سبق ان قلنا، يجب على هذا الاجتماع الذي اراده كوفي عنان ودعمناه ان يخرج بموقف مشترك حول حل سياسي ذي صدقية للمأساة السورية’.
واضاف ‘على مجموعة العمل ان تتفاهم على المبادىء والمراحل لانتقال ديمقراطي في سورية اضافة الى اولوية وقف القمع وتسهيل وصول المساعدة الانسانية للسكان المدنيين’.
كما أعرب جيدو فيسترفيله وزير الخارجية الألماني عن اعتقاده بأن مؤتمر مجموعة العمل الجديدة بشأن سورية المقرر في جنيف السبت، يمكن أن يمثل علامة حاسمة على طريق حل الأزمة السورية.
وقال الوزير الألماني الخميس إن احتمال التوصل لحل سياسي للأزمة السورية معلق ‘بخيط حريري’ وذلك في ضوء العنف المتصاعد في البلاد.
وأكد فيسترفيله أن روسيا وبقية الدول الأربع دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي عليها الآن ‘مسئولية خاصة’ ووعد بأن بلاده ستدعم الجهود الرامية إلى إنشاء حكومة انتقالية في دمشق.
المعارضة السورية ترفض المشاركة في اي حكومة في ظل بقاء بشار الاسد
قوى معارضة في الداخل تعلن عن وثيقة توافقات سياسية من أجل اسقاط النظام
بيروت ـ ا ف ب: اكد المتحدث باسم المجلس الوطني السوري المعارض جورج صبرا لوكالة فرانس برس الخميس ان موقف المعارضة ‘الثابت والمعلن’ يتمثل في عدم المشاركة في اي حكومة في ظل بقاء الرئيس السوري بشار الاسد في السلطة، وذلك غداة اقتراح المبعوث الدولي كوفي عنان تشكيل حكومة انتقالية في سورية.
وانتقدت جماعة الاخوان المسلمين السوريين من جهتها مبادرة عنان، ووصفتها بانها ‘عبثية’، معتبرة ان اي ‘حكومة وحدة وطنية’ ما هي الا ‘انخراط في لعبة النظام’.
وقال صبرا ان ‘موقف المعارضة السورية المعلن والواضح والثابت يتمثل في عدم مشاركتها في اي حكومة يبقى على راسها بشار الاسد’.
واضاف ان ‘المعارضة لم تحصل بعد على تفاصيل في شأن اقتراح الموفد الدولي الخاص كوفي عنان حول تشكيل حكومة انتقالية، ولا يمكنها بالتالي الرد عليه’، الا ان ‘الموقف الثابت انها لن تشترك في اي مشروع سياسي ما لم يزح بشار الاسد من السلطة’.
واوضح ‘يجب ان نعرف تفاصيل الاقتراح، وان نسمع كلاما محددا حول الهدف من المشروع قبل اتخاذ موقف رسمي منه’.
وجاء في بيان للاخوان المسلمين صدر الخميس ‘يؤسفنا ان نقول ان السيد كوفي عنان وبعثته العاملة على الأرض السورية، لم ينجحا حتى الآن في تنفيذ البند الثالث من مبادرته الذي ينص على تحسين سبل المساعدات الانسانية’.
واضاف ‘لم ينجح السيد عنان حتى الآن في اغاثة المنكوبين وتقديم المساعدة للمحتاجين، ولو في شكل زجاجة حليب او عبوة دواء. ويأتي اليوم ليتحدث عن تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم أنصار بشار الأسد واعضاء من المعارضة’.
وتابع ‘أليس من حقنا ان نقول للسيد كوفي عنان دعنا ننتظر حتى تنجحوا في وقف المجازر التي يرتكبها بشار الأسد وعصابته، وتنجحوا في اغاثة المنكوبين، وتفتحوا أبواب المعتقلات أمام أبنائنا.. لتنتقلوا – بعد ذلك – الى ما هو أكبر منه؟’.
وقالت جماعة الاخوان ان عنان يقترح اشراك ‘عصابات الاسد’ في ‘حكومة وحدة وطنية مستقبلية تشكل مخرجا من الأزمة التي يراها (…) صراعا دوليا أو اقليميا او طائفيا’، بينما هي ‘في حقيقتها ثورة شعب على الظالمين والمستبدين والفاسدين والمتوحشين’.
واكد الاخوان ان ‘اي حل سياسي في سورية لن يكون الا بين اطراف مدنية سياسية في تعبيراتها ومرتكزاتها’، وان ‘اي مبادرة تقدم خارج هذا الاطار انما هي محاولة للالتفاف على ثورة الشعب السوري’.
واعتبروا ان ‘اي حكومة تشكل تحت عنوان الوحدة الوطنية في مناخ القتل والاعتقال والتعذيب، هي نوع من خداع النفس والانخراط في لعبة النظام وفي احاديثه العبثية عن الاصلاح والانفتاح’.
ووضع البيان ‘المجتمع الدولي امام مسؤولياته الانسانية والسياسية’، مؤكدا ان ‘الوقت قد ضاق على جميع المبادرات العبثية التي لا تستوعب الواقع بكل معطياته الحقيقية، ولا تستجيب لمطالب الشعب’.
ونقل دبلوماسيون عن الوسيط الدولي لحل الازمة في سورية كوفي عنان اقتراحا بتشكيل حكومة انتقالية في سورية تضم انصار الرئيس السوري واعضاء من المعارضة.
وقال الدبلوماسيون ان القوى العظمى (روسيا والصين والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا) تدعم هذه الفكرة التي ستبحث خلال اجتماع مجموعة العمل حول سوريا السبت في جنيف.
واكدت موسكو الخميس ان ‘لا اتفاق نهائيا’ على اقتراح عنان بعد.
وقال صبرا ان المعارضة السورية ستجتمع ب’كافة اطيافها في القاهرة في الثاني من تموز (يوليو) من اجل توحيد مواقفها وللبحث في المرحلة الانتقالية ووضع رؤية موحدة للمرحلة الانتقالية ومستقبل سورية’.
الى ذلك أعلنت مجموعة من القوى والتيارات والأحزاب السورية المعارضة الخميس عن وثيقة لتوافقات سياسية مشتركة بهدف طرحها للنقاش العام والحوار في مؤتمر لقوى المعارضة السورية.
وأشارت الوثيقة إلى المرتكزات والأسس التي وقعت عليها القوى وفي مقدمتها إسقاط النظام بكافة رموزه ومرتكزاته بما يعني ويضمن بناء الدولة الديمقراطية المدنية.
وأكدت الوثيقة نبذ الطائفية والمذهبية وكل ما من شأنه تقسيم المجتمع على أسس ما دون الوطنية وتأكيد النضال السلمي كاستراتيجية ‘ناجعة لتحقيق أهداف الثورة’.
وأوضحت أن الجيش الحر ‘ظاهرة موضوعية نشأت بسبب رفض افراد من الجيش السوري قتل ابناء شعبهم المتظاهرين سلمياً،ومن هذا المنطلق أيضاً نعتبرم مكونا من مكونات الثورة وعليه دعم وتعزيز وحماية الاستراتيجية السلمية للثورة’.
وأكدت مرتكزات الوثيقة ‘ضرورة استعادة الجيش النظامي لدوره الوطني الحقيقي الذي أنشئ من أجله وانتزاعه من يد السلطة’ وعلى ‘الحرص على تحقيق أهداف الثورة بالقوى الذاتية للشعب السوري وتحميل النظام مسئولية أساسية في خلق المناخات التي تستدعي الأجنبي’.
وشددت الوثيقة على ‘العمل على تأمين حماية المدنيين وفق القانون الدولي باعتبارها مطلباً ملحاً في ظل تعاظم عمليات القتل والمجازر الجماعية المرتكبة بحق المدنيين الأبرياء’.
ودعت القوى الموقعة على الوثيقة إلى عقد ‘مؤتمر عام للمعارضة السورية يضم كل القوى والهيئات والتنسيقيات والمجالس والشخصيات العامة الوطنية المستقلة دون إقصاءأو استبعاد لأي طرف، والعمل على عقده داخل سورية أو في أي بلد عربي تحت رعاية الامانة العامة للجامعة العربية’.
وقع على الوثيقة هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي وائتلاف وطن وتيار بناء الدولة والتيار الديمقراطي وشباب نداء من أجل الوطن والحزب الديمقراطي الكردي السوري وتجمع شباب سورية المستقبل وتجمع نداء من أجل الحرية والكرامة الحراك الشعبي للتغيير الديمقراطي.
تركيا تحشد وتهدّد… والمعارضة ترفض حكومة الـــوحدة
بالتزامن مع ارسال بطاريات صواريخ الى الحدود، أعلنت تركيا انها ستبذل كل ما في استطاعتها لتفادي مواجهة عسكرية مع سوريا، وذلك عشية اجتماع اللجنة التحضيرية للقاء جنيف المرتقب غداً
ارسلت انقرة، أمس، بطاريات صواريخ وآليات عسكرية الى حدودها مع سوريا من اجل اقامة «ممر امني» ضمن حدودها، وذلك بعد اسبوع تقريباً على اسقاط سوريا لطائرة حربية تركية. وافادت صحيفة «ملييت» ان قرابة 30 آلية عسكرية ترافقها شاحنة تقطر بطارية صواريخ غادرت قاعدة في محافظة هاتاي متوجهة الى الحدود التي تبعد قرابة 50 كلم.
اما صحيفة «طرف» فأوردت، نقلاً عن مصادر لم تحدد هويتها، ان انتشار القوات يعتبر بمثابة اقامة «ممر امني» بحكم الامر الواقع على الاراضي التركي.
وأعلن إبراهيم كالين، كبير مستشاري رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده ستبذل كل في استطاعتها لتفادي مواجهة عسكرية مع سوريا. وذكرت وكالة الأناضول التركية أن كالين كان يتحدث عبر الفيديو في مؤتمر تركي في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، ونقلت عنه قوله «نحن ضد جميع أشكال الحرب في المنطقة. ولهذا كان ردنا على إسقاط طائرتنا مهندساً بعناية. ولكن يجب ألا يعتبر أحد موقفنا المدروس على أنه إشارة ضعف».
غير أنه أشار إلى أنه أعيد النظر في قواعد الاشتباك العسكري للقوات المسلحة التركية على ضوء التطورات الأخيرة، مضيفاً أن تركيا ستعتبر أي عنصر عسكري من سوريا يقترب من حدودها تهديداً عسكرياً و«ستتعامل معه بناء على ذلك».
وفي السياق، قال مجلس الامن القومي التركي، أمس، ان أنقرة سترد بحزم لكن في اطار القانون الدولي على إسقاط سوريا طائرة استطلاع تركية الاسبوع الماضي. ووصف المجلس في بيان صدر بعد اجتماع استمر خمس ساعات إسقاط الطائرة بأنه عمل «عدائي». وقال المجلس، الذي يضم رئيس البلاد ووزراء بارزين وقادة عسكريين ،«ستتصرف تركيا بحزم لاستخدام جميع حقوقها في اطار القانون الدولي للرد على هذا العمل العدائي».
سياسياً، اقترح الوسيط الدولي كوفي انان تشكيل حكومة انتقالية في سوريا تضم انصار الرئيس بشار الاسد واعضاء من المعارضة لايجاد حل سلمي للنزاع، حسب ما اعلن دبلوماسيون أول من امس. وحسب الصورة التي رسمها انان، من الممكن ان تضم هذه الحكومة الائتلافية الجديدة وزراء من الحكومة السورية الحالية ووزراء من مجموعات المعارضة، ولكن ليس مسؤولين «قد يضر وجودهم بالعملية الانتقالية ويجهض صدقية هذه الحكومة (الجديدة) او الجهود التي تبذل من اجل المصالحة»، حسب احد الدبلوماسيين.
ورداً على اقتراح انان، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان مصير الرئيس السوري بشار الاسد يجب ان يقرره الشعب السوري من خلال حوار وطني.
واكد عدم وجود «اتفاق نهائي» على اقتراح انان تشكيل حكومة انتقالية في سوريا تضم انصار الرئيس بشار الاسد واعضاء من المعارضة لايجاد حل سلمي للنزاع.
واضاف لافروف، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التونسي رفيق عبد السلام، ان مصير الاسد «يجب ان يقرر في اطار حوار للشعب السوري»، مشيرا الى انه ليس هناك «اي مشروع تمت المصادقة عليه» قبل اجتماع جنيف. واضاف ان موسكو تدعم حصول تغييرات في سوريا تحقق «التوافق الوطني» والاصلاح في هذا البلد.
وقال لافروف، الذي من المرتقب أن يلتقي اليوم نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون التي وصلت إلى روسيا أمس، ان روسيا «لن تدعم اي حل يفرض من الخارج»، فالامر يتعلق بـ«تشجيع الحوار وليس اصدار احكام مسبقة على نتائجه». كذلك اعتبر أن من «الخطأ» استبعاد ايران من مؤتمر جنيف، واتهم الولايات المتحدة باعتماد سياسة «الكيل بمكيالين» بمعارضتها مشاركة طهران في المؤتمر.
وفي السياق، اكد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان وزير الخارجية لوران فابيوس سيمثل فرنسا السبت في اجتماع جنيف حول سوريا.
وقال فاليرو «كما سبق ان قلنا، يجب على هذا الاجتماع الذي اراده كوفي انان ودعمناه ان يخرج بموقف مشترك حول حل سياسي ذي صدقية للمأساة السورية».
من جهته، دعا «المجلس الوطني السوري» المعارض إلى عمل دولي مشترك للتدخل في سوريا تحت مظلة مجلس الأمن أو خارجها، مجدداً رفض المعارضة السورية لأي حوار مع نظام الرئيس بشار الأسد ما عدا الشخصيات التي «لم تتلطخ» أياديها بدماء السوريين أو بالفساد. واتهم سمير نشار، عضو المكتب التنفيذي للمجلس، في حديث لوكالة «الأناضول»، النظام السوري بأنه «يحاول جر المنطقة إلى كارثة دولية متمثلة بإسقاط الطائرة (التركية) لصرف أنظار الرأي العام والدولي عن المجازر التي يرتكبها ضد شعبه»، داعياً «المجتمع الدولي إلى أخذ زمام المبادرة للتدخل الدولي الذي يهدف إلى حفظ الأمن والسلم الدوليين». وأوضح نشار أن «جل المطالب الروسية من المعارضة تتلخص بدعوتها إلى فتح حوار مع النظام، وهذا ما لن يحصل ولن يتحقق لأن المعارضة والمجلس لا يقبلان بأية مفاوضات مع الأسد». إلّا أنه أشار إلى أن المعارضة قد تقبل بمفاوضات مع بعض «شخصيات في النظام من الذين لم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين أو بالأموال الفاسدة».
(رويترز، ا ف ب، يو بي آي)
هلع في دمشق: تفجير في مرأب قصر العدل
عادت موجة التفجيرات لتطاول قلب العاصمة السورية. فبعد تفجير مبنى «الإخبارية السورية»، وقع انفجار يوم أمس في مرأب قصر العدل، ما أدى إلى إصابة 3 أشخاص ووقوع أضرار مادية كبيرة
وسام كنعان
دمشق | «من هنا يبدأ العدل وهنا ينتهي»، هذه العبارة اقترحها نجم الدراما السورية سليم صبري على كبار مسؤولي بلده، منذ زمن، لتكتب على باب قصر العدل، على أن تنفذ الأحكام أمام المبنى الشهير بمواجهة قلعة دمشق وتمثال صلاح الدين الأيوبي. لكن الاقتراح لم يجد آذاناً صاغية، وظلّ الفساد مستشرياً في مفاصل القضاء. كل ما سبق كان يمهد، من وجهة نظر كثيرين من العاملين في السلك القضائي، ليكون ذريعة أمام المعارضة المسلحة لاستهداف الأبنية الحكومية وخاصة قصر العدل. ليكون، يوم أمس، هو الموعد المشهود، بعدما سمعت أصوات ثلاثة انفجارات، واحد منها في مرأب القضاة بمواجهة قصر العدل، ليسري الخوف في جموع السوريين، في قلب العاصمة دمشق.
إذاً، وقع تفجير، ظهر أمس، في مرأب القصر العدلي في منطقة المرجة بدمشق. وذكر مصدر في الشرطة أن الانفجار الناجم عن عبوة ناسفة ملصقة بسيارة أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص وتضرر 18 سيارة في المرأب. وأشار المصدر إلى أن التفجير الثاني الذي وقع في المكان، ناجم عن انفجار خزان وقود سيارة أخرى كانت متوقفة بجوار السيارة التي جرى تفجيرها، ما أدى إلى حدوث حريق امتد إلى جميع السيارات المحيطة بموقع التفجير.
ولأن سائقي سيارات الأجرة هم عيون المدينة، كان لا بد من سؤال أبو أحمد، سائق الأجرة والرجل الستيني، الذي يقول: «سمعت أصوات ثلاثة انفجارات في قلب دمشق، ورأيت النيران تشتعل في المرأب المواجه لقصر العدل». ويضيف «اعتدت الانفجارات لأنها صارت تفصيلاً يومياً نعيشه، ولم أعد أفكر في الموت، لكن كل ما أخشاه أن يصيبني أحد الانفجارات». ومن «قبل الحدث» تروي محامية شابة، بالكاد تستطيع استجماع قواها، ما حدث أمام عينها، وتقول «ينتابني مزيج من المشاعر السلبية، ولا أقوى على التماسك، لأنني وصلت إلى درجة كبيرة من الخوف بتّ فيها أستعين بزملائي لحضور جلسات الدعوى الموكلة إليّ، لكن اليوم كان عليّ النزول شخصياً لتقديم طعن في أحد الأحكام، وعندما انتهيت سمعت الانفجار، ولم أعد أدري ما الذي يحدث».
خلق الهلع الذي لفّ أرجاء المكان حالة من الفوضى لدى المراجعين والموظفين. وأخذ بعضهم ينزل إلى الطوابق السفلى، بينما صعد آخرون بشكل عكسي. والغريب أن أبواب القصر كلها مغلقة، باستثناء الباب الرئيسي، وهذا ما خلق حالة من الاختناق والخوف المضاعف لدى جميع من كانوا داخل القصر، حتى تمكّن بعض الموظفين من خلع بعض الأبواب لإخراج الناس. وتقول المحامية جنى لـ«الأخبار» إنها «هربت من باب المحكمة الشرعية بعد خلعه نحو حي الحريقة، لأن الشعور الذي تسيّد المكان، إضافة إلى الخوف، هو انتظار الأعظم إذ كنا ننتظر الانفجار الأكبر الذي سيحوّل المكان إلى أرض محروقة وجثث متفحمة ودخان أسود».
في مواجهة ذلك الأسى، يشعر المحامي طارق بحسن حظه، لأنه مقيم في جرمانا، وهي من أكثر مناطق ريف دمشق هدوءاً، ما جعل بيته يتحول إلى ملجأ لعدد من أقربائه الذين كانوا يقيمون في مناطق متوترة. وكردّ فعل أوليّ، يقول طارق ساخراً «لم أر َ شكل المحكمة منذ شهور لأنني ثعلب المحاكم ولا أنزل إلا لأسباب مهمة، أصلاً العمل قليل».
في الوقت نفسه، استمرت العمليات العسكرية في ريف دمشق، على بعد بضعة كيلومترات من العاصمة. وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان» إنّ 12 شخصاً من عائلة واحدة قتلوا جرّاء القصف على مدينة دوما، بينما قتل ستة أشخاص آخرين ومقاتل معارض في إطلاق نار واشتباكات وقصف في المدينة ومحيطها. وأشار الى استمرار محاولات قوات النظام «اقتحام مدينة دوما».
وقتل أربعة عناصر من القوات النظامية السورية، بينهم ضابط برتبة ملازم أول، في منطقة عربين، «إثر كمين نصبه لهم مقاتلون من الكتائب الثائرة»، بحسب المرصد. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن القصف تجدد على أحياء حمص القديمة، وعلى مدينة الرستن في محافظة حمص التي تعاني من «انقطاع كامل للتيار الكهربائي والمياه».
وارتفعت حصيلة أعمال العنف في سوريا، يوم أمس، إلى 69، بحسب المرصد الذي أشار إلى عمليات قصف عنيف تطاول مدناً وأحياءً سورية مختلفة، وتمدد رقعة العنف والاشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في كل من ريف دمشق وحمص ودرعا ودير الزور.
بدورها، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، يوم أمس، إن الجهود لإجلاء المدنيين والمصابين من مدينة حمص فشلت مجدداً، بعد تعذّر دخول فريق إنقاذ إلى المناطق المتضررة. وقالت رئيسة عمليات الصليب الأحمر الدولي في منطقة الشرق الأوسط والأدنى بياتريس ميجيفاند روجو، في بيان، إنه كان هناك اتفاق مع السلطات السورية والمعارضة كي يقوم فريق الصليب الأحمر بعملية إجلاء يوم الأربعاء.
وأحجم المتحدث باسم اللجنة بيجان فارنودي، في جنيف، عن تقديم تفاصيل أو توجيه اللوم الى أحد في الانتكاسة الأخيرة بعد موافقة الجانبين، مبدئياً، على هدنة لأغراض إنسانية.
وفي سياق آخر، أقدمت مجموعة مسلّحة في سوريا على قتل أستاذة في كلية الهندسة البتروكيميائية في جامعة البعث مع 5 من أفراد أسرتها، عقب اقتحام منزلها في ريف حمص. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن مصدر في محافظة حمص قوله إن «مجموعة إرهابية اقتحمت منزل الدكتورة أحلام عماد وأطلقت النار عليها وعلى أفراد عائلتها، ما أدى إلى استشهادها على الفور مع أمها وأبيها و3 من أبناء أختها». وأضاف المصدر أن «أهالي الحي الذي تقيم فيه الدكتورة عماد أخبروا الجهات المعنية عن الحادثة حيث تدخلت الجهات المختصة واشتبكت مع الإرهابيين الذين ارتكبوا المجزرة، ما أدى إلى مقتل 10 منهم بينهم 2 من جنسيات عربية».
روسيا تبدد آمال التوصل الى اتفاق حول سوريا في جنيف
أ. ف. ب.
أعلنت روسيا على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف، رفضها دعم أية وصفة مفروضة من الخارج بهدف ايجاد الى حل بما يخص سوري، مبددة بذلك الآمال المتعلقة بالتوصل الى حل في اجتماع جنيف.
موسكو: بددت روسيا امال التوصل الى اتفاق حول سوريا في اجتماع جنيف بإصرارها على رفض أي حل مفروض من الخارج، وذلك غداة عرض موفد الأمم المتحدة كوفي انان خطة تدعو الى تشكيل حكومة انتقالية في سوريا.
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي عشية اجتماع جنيف حول سوريا “ان روسيا لا يمكن ان تدعم ولن تدعم اي وصفة مفروضة من الخارج”.
وأضاف أن الأمر يتعلق بـ”تشجيع الحوار (بين السوريين) وليس إصدار أحكام مسبقة على نتائجه”.
وأفاد دبلوماسي في الأمم المتحدة أن خطة أنان تقترح تشكيل حكومة انتقالية بمشاركة أنصار نظام دمشق، وعناصر من المعارضة على أن يستبعد منها الرئيس بشار الأسد.
وكانت تعليقات موسكو مرتقبة جدا بعد ان أكد دبلوماسيون الأربعاء أن الأمم المتحدة والدول الكبرى بما فيها روسيا تدعم اقتراح أنان.
وقال لافروف “ليس هناك مشروع مصادق عليه (لمؤتمر جنيف) وإن العمل حول الوثيقة النهائية متواصل”.
ويفترض أن تطرح خطة أنان السبت على النقاش في جنيف بمشاركة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (روسيا والصين والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا).
ورداً على هذه الخطة، أعلنت المعارضة السورية الخميس انها ترفض المشاركة في اي حكومة طالما لا يزال الرئيس بشار الأسد في السلطة.
وأضاف لافروف الخميس أن مصير الأسد “يجب أن يقرره الشعب السوري في إطار حوار سوري”.
وأكد أنه “لا يجب أن يملي الفاعلون من الخارج وصفاتهم على السوريين، بل يجب أن يمارسوا نفوذهم على كل الأطراف في سوريا كي تضع حداً لأعمال العنف”.
وقد نفى وزير الخارجية الروسي الأسبوع الماضي تليين موقف روسيا بهذا الصدد، بينما أكد بعض قادة الدول الغربية، ان موسكو تعد لمرحلة “ما بعد بشار الاسد”.
وقال لافروف إن الخطة الرامية الى رحيل بشار الأسد قبل تسوية الأزمة “غير قابل للتحقيق” لأنه لن يرحل.
وترفض روسيا حتى الآن التقليل من دعم حليفتها سوريا، وما زالت تزودها بالأسلحة رغم انها نفت مرارا دعم سلطة بشار الاسد شخصيا.
وجدد مسؤول في الهيئة الفدرالية الروسية للتعاون العسكري، نقلت تصريحاته وكالة ريا نوفوستي، تأكيد عزم موسكو على مواصلة تزويد سوريا بالأسلحة رغم انتقادات الغربيين.
وصرح الكسندر فومين قائلا “سوريا صديقتنا ونحن نفي بالتزاماتنا تجاه أصدقائنا”، مؤكدا أن روسيا ستسلم سوريا ثلاث مروحيات هجومية من طراز ام.اي-25، تعطل ارسالها الاسبوع الماضي بسبب الضغوط الغربية.
من جهة أخرى، أعرب لافروف عن الأسف لاستبعاد إيران، أكبر حلفاء سوريا في المنطقة، من مؤتمر جنيف.
وقال إن “ايران عامل مؤثر في هذا الوضع وأعتقد أنه من الخطأ استبعادها من اجتماع جنيف”.
واعتبر ان “الطرف الأميركي، كما يقال علنا في واشنطن، يعارض بشدة مشاركة ايران، انه مثال على سياسة الكيل بمكيالين”.
وأسفر قمع الانتفاضة في سوريا عن سقوط نحو 16 الف قتيل حسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
تدمير الطرف الآخر هو الوسيلة الوحيدة لإنهاء القتال
لميس فرحات
أياً كان ضبط النفس الذي تمارسه أطراف الحرب الأهلية في سوريا، فمن المرجح أنه لن يستمر والأمور متجهة نحو المزيد من التصعيد، وفقاً لصحيفة الـ “كريستيان ساينس مونيتور”.
تتكشف الأحداث في سوريا بسرعة، فيوم أمس تخلى الرئيس السوري بشار الاسد عن مزاعمه بأن النظام كان يقاتل الارهابيين الذين أرسلتهم قوى خارجية لزعزعة الاستقرار في سوريا، وقال إن البلاد في “حالة حرب حقيقية”.
وفي حين يلجأ الأسد إلى حملة عسكرية شرسة لإخماد الثورة، وذلك باستخدام قذائف الهاون الأثقل في العالم، وإطلاق نيران المدفعية على بلدات ذات الأغلبية السنية مثل حماة وحمص، إلا أنه كان هناك بعض من ضبط النفس.
عناصر مسلحة من المعارضة خلال اشتباكات مع قوات الأسد
حتى الآن لم يكن هناك تكرار لمجزرة حماة عام 1982، عندما وجه الأسد الأب، حافظ الأسد، قواته إلى المدينة لاخماد الانتفاضة فيها مما اسفر عن مقتل أكثر من 10 آلاف مواطن.
يوم أمس، اعترف الأسد الابن بالحرب التي تدور في البلاد، وهذا قد يكون مؤشراً للجوء إلى أساليب أكثر قسوة. وفي حال حدث ذلك، فإن الحملة الجديدة التي سيشنها ستكون ضد المعارضة المسلحة التي نمت بشكل مطرد أكثر في الأشهر الأخيرة، وأصبحت اكثر فتكاً مع تدفق الأسلحة الى الثوار وزيادة وتيرة الهجمات على قوات الامن الحكومية.
في هذه المرحلة، يرى كلا الطرفين أن التدمير الكامل للطرف الآخر هو الوسيلة الوحيدة لإنهاء الحرب.
ومن المقرر عقد اجتماع دولي في جنيف في نهاية هذا الاسبوع حيث ستناقش القوى العالمية الأزمة السورية. وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن لديها “املاً كبيراً” بتحقيق نتائج إيجابية. لكن في ظل استبعاد ايران، حليفة سوريا الرئيسية، من المحادثات، فمن المرجح أن تصاب كلينتون بخيبة الأمل.
ومن بين التقنيات التي يستخدمها الثوار، هي العبوات الناسفة التي تستهدف قوافل الحكومة. وتوضع هذه العبوات الناسفة على جانب الطريق لتسبب حجماً كبيراً من الخسائر، إسوة بما كان يحدث في العراق ضد القوات الأميركية.
وعلى الرغم من صعوبة الحصول على أرقام دقيقة، فمن المرجح أن هذه العبوات أسفرت عن مقتل أكثر من 400 عسكري سوري، ووفقاً لما ذكرته الحكومة.
وتستخدم العبوات الناسفة بشكل كبير بين الثوار لأنها غير مكلفة وأقل خطراً من تنفيذ اعتداءات مباشرة على القوات النظامية المدججة بالسلاح.
وهناك أيضًا مؤشرات على استخدام الثوار للقنابل المتطورة على نحو متزايد. إذ يشير المدون موزس براون، والذي يجمع أخباراً عن حرب سوريا، الى تزايد استخدام العبوات الناسفة الخارقة للدروع في سوريا، والتي تخترق أبعد من العبوات الناسفة العادية.
في العراق، شكا ضباط كبار في الولايات المتحدة أن ايران تقوم بتزويد المسلحين بالقذائف الخارقة للدروع. لكنهم وجدوا أيضاً ورشاً لإعداد هذه القذائف داخل البلاد.
الأمر ذانه يحدث في سوريا اليوم، فمن البديهي أن تستمر الحرب في الوقت الذي أصبح فيه الثوار أكثر خبرة من الناحية الفنية في تصنيع القنابل محلياً.
وكان الهجوم على محطة تلفزيون سورية موالية للأسد صباح الأربعاء بمثابة مؤشر بأن المدنيين الموالين للثوار، ليسوا فقط الذين يقتَلون في الحرب. حيث قتل ثلاثة اشخاص على الاقل في الهجوم على تلفزيون الاخبارية السورية. وقال أنصار الثوار إن الهجوم الذي استهدف العاملين في المحطة كان “مناسباً”، لأن الاخبارية هي منفذ للدعاية الحكومية.
في هذا السياق، اعتبرت الـ “ساينس مونيتور” أن الدعاية جزء كبير من الخطة التي تهدف إلى الحفاظ على النظام. لكن عندما قُتل الصحافيان الاجنبيان ريمي أوشليك وماري كولفين عندما صبت قوات الحكومة وابلاً من نيران المدفعية على الحي الذي يسيطر عليه الثوار في حمص في وقت سابق هذا العام، كانت هناك صيحات غضب من جانب المعارضة واستنكارات شديدة لاستهداف الصحافيين.
من وجهة نظر تكتيكية، قدرة الثوار على ضرب رمز النظام الرئيسي على مقربة من دمشق، تعتبر مؤشراً على بداية المشاكل الحقيقية للاسد.
في حين كانت هناك إشارات قليلة على انهيار النظام من الداخل، أظهرت التقارير المزيد من الانشقاقات في الايام الاخيرة. ومن شأن فقدان السيطرة على الطرق المؤدية إلى دمشق، زيادة الضغوط على الأسد وزرع الشكوك بين الكثير من أنصاره، وهو أمر سيقاتل الأسد بشراسة لتجنبه.
من يطلع على الحرب في العراق، وتحديداً الحرب الطائفية بين السنة والشيعة، يرى بوضوح أن الأزمة في سوريا، حيث الأقلية العلوية الحاكمة والأغلبية السنية، تتجه نحو هذا الطريق البشع.
إطلاق لوبي سوري لدعم الجيش الحر في أروقة صنع القرار الأميركي
عبدالاله مجيد
فتح مؤيدون للجيش السوري الحر مكتب اتصالات في واشنطن يقوم بدور اللوبي، في وقت تناقش إدارة اوباما تسليح المعارضة السورية عن بعد أو التدخل بصورة مباشرة في النزاع السوري.
واشنطن: قالت المنظمة التي أطلقت المبادرة باسم “مجموعة دعم سوريا” انها ستعمل على نيل الدعم من الكونغرس والبيت الأبيض والأجهزة الفيدرالية ذات العلاقة لإيصال السلاح وغيره من المعدات العسكرية الى الجيش السوري الحر في معركته ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن لؤي سقا وهو مواطن كندي ـ سوري شارك في إنشاء مجموعة الدعم ان عملها “يركز على قدرات الجيش السوري الحر لإسقاط الأسد بمفرده إذا جرى مدّه بالمعدات والمعلومات المناسبة”.
وكانت ادارة اوباما استبعدت مدّ المعارضة بأسلحة اميركية ولكن وكالة المخابرات المركزية ووزارة الخارجية كثفتا اتصالاتهما بالجيش السوري الحر عن طريق قواعده في بلدان مثل تركيا ولبنان.
وتهدف الاتصالات بالدرجة الرئيسة الى تقييم امكانات الجيش السوري الحر، ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين اميركيين ان وكالة المخابرات المركزية ساعدت ايضا في ايجاد طرق لوجستية وتدريب افراد الجيش السوري الحر في مجال الاتصالات.
سوريون في أميركا يحاولون كسب دعم استخباراتي وعسكري للجيش الحرّ
وقال مسؤولون ومحللون اميركيون في تقييمات جديدة ان قدرات الجيش السوري الحر شهدت تطورا في الأشهر الأخيرة ولكنه يبقى سيئ التنظيم.
واشار محللون الى ان نضوب الموارد المالية المتاحة للرئيس السوري وتنامي قوة الجيش السوري الحر يقللان احتمالات تمكن نظامه من استعادة السيطرة الكاملة على الوضع في أي وقت لاحق.
وقال جوزيف هاليداي الخبير في الشؤون السورية في معهد دراسة الحرب “ان النزاع في سوريا يقترب من نقطة حرجة تسيطر فيها المعارضة المسلحة على اراضي أوسع من تلك التي يسيطر عليها النظام”.
ولكن مسؤولين استخباراتيين اميركيين قالوا ان من المرجح ان يستمر النزاع فترة مديدة فيما يقاتل النظام والمعارضة من اجل انتصار احدهما على الآخر دون ان يلوح حل في الأفق المنظور.
وقال مسؤول استخباراتي اميركي رفيع “لا يبدو لنا ان أياً من الطرفين في هذه المرحلة في موقع يحقق له الهيمنة أو الانتصار على المدى القريب”.
واشار المسؤولون الاستخباراتيون الاميركيون الى ان نظام الرئيس بشار الأسد ومقاتلي المعارضة تبادلا تفوق احدهما على الآخر مرات متكررة خلال الأشهر الستة الماضية.
ويرى محللون ان ما يُسهم في حالة التعادل دون حسم طبيعة قوى المعارضة المشتتة، ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤول استخباراتي اميركي رفيع ان المجلس الوطني السوري لم يصبح حتى الآن قوة توحيد لفصائل المعارضة في الداخل، واضاف المسؤول “ليس هناك ما يشير الى انه الآن معارضة مسلحة متماسكة”.
في غضون ذلك ما زالت الانشقاقات في صفوف الجيش السوري تقتصر على المراتب الدنيا في الغالب حيث لم ينتقل الى صفوف المعارضة إلا عدد صغير من الضباط، بحسب مسؤولين استخباراتيين اميركيين.
ونقلت صحيفة ووول ستريت جورنال عن احد المسؤولين وصفه الانشقاقات بأنها “تحدث بالقطّارة”، ولاحظ المسؤولون ان حلقة الأسد الداخلية ما زالت سليمة من حيث الأساس وان اوساط الأعمال السنية لم تنفض يدها من النظام حتى الآن.
وقال محللون عسكريون وخبراء ان الأسد ما زال يسيطر على المدن الرئيسة مثل دمشق وحلب واللاذقية، واشار خبراء الى ان حمص، ثالث أكبر المدن السورية، تخضع لسيطرة النظام ولكن الثوار ينازعونه هذه السيطرة وان مناطق واسعة من سوريا، لا سيما في محافظة ادلب في الشمال ومحافظة درعا في الجنوب، تقع الآن خارج سيطرة النظام.
ويستمر البيت الأبيض في التعامل بحذر مع الجيش السوري الحر للاشتباه بوجود ارتباطات مع متطرفين اسلاميين، وما زالت ادارة اوباما تخشى من ان يؤدي مد المعارضة بأسلحة اميركية الى تفاقم انعدام الاستقرار.
وفي واشنطن من المتوقع ان تبقى اتصالات الادارة الرسمية مع مجموعة دعم سوريا على مستويات متدنية، ولكن من المرجح ان يسهم وجود المجموعة في تعريف اعضاء الكونغرس والرأي العام الاميركي بالثوار على نحو أفضل.
وقال سقا انه ومغتربين سوريين آخرين كانوا في البداية يدعمون الانتقال السياسي السلمي. ولكن موقفه تغير في نيسان/ابريل 2011 بعد اتهام قوات النظام بقتل مئات خلال احتجاج سلمي في حمص ، في ما اصبح معروفا بمجزرة برج الساعة.
ومنذ ذلك الحين يعمل سقا مع مغتربين وضباط سوريين متقاعدين ومستشارين غربيين لتسليح الجيش السوري الحر وتنظيمه. كما حاولوا طمأنة المخاوف الاميركية. ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن سقا ان مجموعة دعم سوريا ركزت على إبعاد المتطرفين الاسلاميين من صفوف الجيش السوري الحر.
وقام سقا ومدير العلاقات الرسمية في مجموعة دعم سوريا براين سايرز بجولة في واشنطن خلال الأيام الأخيرة للقاء موظفين في الكونغرس ومؤسسات ابحاث تعمل في العاصمة الاميركية.
وقال سايرز وهو مسؤول سياسي سابق في منظمة حلف شمالي الأطلسي ان مجموعة دعم سوريا تبحث عن راع في الكونغرس من وزن عضو الكونغرس الراحل تشارلي ولسن من تكساس الذي تصدر الحملة من اجل تسليح المجاهدين الافغان ضد الاتحاد السوفيتي في الثمانينات.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن سايرز “ان هناك فرصة متاحة وما نفعله الآن سيؤثر في المنطقة خلال العشرين الى ثلاثين سنة القادمة”.
تخوف النظام من سقوط دمشق بين أيدي الجيش الحر في ساعة الصفر
دمشق: مع تداول النشطاء والثوار المعارضون لما يعرف في سوريا “بساعة الصفر”، وحديثهم عن قرب قيامها وإنهاء الوضع بناء عليها، بات الخوف يتسرب إلى نفوس الموالين للنظام من عواقب وقوع هذه الخطوة المفاجئة والغامضة في تفاصيلها، ويشرع في محاولة مواجهتها والاستعداد لها، بحسب ما ينقلها ويرويه ويسربه نشطاء الثورة السورية.
إحدى الوثائق التي تم تسريبها عن القيادة العامة للجيش السوري النظامي، والمنسوبة إلى قائده العماد فهد جاسم الفريج، تناولت الحديث عن قرب ساعة الصفر التي يتحضر لها النشطاء والثوار في سوريا، وعن تفاصيل حول ما هو محتمل أن يقوموا به لإعلان سقوط النظام.
وفيما يلي نص إحدى الوثائق السرية التي تم تسريبها عبر وسائل الإعلام الاجتماعي.
القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة
هيئة العمليات – إدارة العمليات
الرقم 4 \ 24 \ 505
التاريخ 21-6-2012م
تعميم
“الحرب الإعلامية هي فن الانتصار بدون حرب تسعى للسيطرة على عقل وقلب الخصم، وهي وسيلة لمن يمتلكها ينجح بقدر ما يوليها من اهتمام وخبرة.
وإن ما تقوم به الدول المعادية من حرب إعلامية فاجرة ضد قطرنا الصامد في مجملها تقوم على الكذب والتضليل والخداع والنفاق الإعلامي المعتمد على سيناريوهات معدة مسبقاً في مخيلة مؤلفها ومن فبركها.
لقد وردت للقيادة العامة للجيش والقوات المسلحة معلومات تفيد بأن المجموعات الإرهابية التي تعمل في مجال حرب الإعلام سوف تقوم بتطبيق الطريقة التي قامت بها في العراق وليبيا، وهي وضع مجسمات في الصحراء على شكل (ساحة الأمويين – ساحة الفردوس – ساحة العباسيين -ساحة البنك المركزي – القصر الجمهوري) ومن ثم يضيفون صوراً لأشخاص مسلحين يحملون أعلام ما يسمى الثورة، بعدها تبدأ الإداعة ببث خبر عن سقوط مدينة دمشق وإنشقاقات في الفرق والألوية والفروع الأمنية الجهات المختصة، وذلك على نفس ترددات ( الدنيا – الإخبارية السورية).
ويكون مركز البث من قطر، بالإضافة للإذاعات والقنوات المغرضة والعميلة، وقد حددوا ساعة الصفر لهذه العملية يومي الجمعة والسبت القادمين.
وإذ تهيب القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة بالقادة على مختلف مستوياتهم توخي الحيطة والحذر، وخاصة عند بدء تنفيذ المخطط الإعلامي المفترض، وشرح مكونات هذا المخطط الخبيث للمرؤوسين الاعتماد على التقاط قنوات البث الأرضية السورية والقنوات الصديقة الفضائية، وتوليف أجهزة المستقبلات الفضائية واستقبال البث عن طريق القمر الإيراني والقمر الروسي”.
العماد فهد جاسم الفريج
رئيس هيثة الأركان العامة للجيش والقوات المسلحة
تركيا تتوعد الأسد برد حازم.. وجدل حول مشروع أنان لحكومة انتقالية
أنان يقترح حكومة تضم المعارضة وأنصار النظام.. والمجلس الوطني والجيش الحر يشترطان رحيل الأسد * الرئيس السوري يستبعد عملا عسكريا على غرار ليبيا * أكثر من 90 قتيلا.. وانفجاران في القصر العدلي بدمشق واشنطن: هبة القدسي * حماس تتهم إسرائيل باغتيال أحد قياداتها العسكرية في دمشق
لندن: علي الصالح بيروت: بولا أسطيح ويوسف دياب
توعدت أمس أنقرة بالرد بحزم، لكن في إطار القانون الدولي، على نظام الأسد عقب إسقاط طائرة الاستطلاع التركية الأسبوع الماضي، بينما ترددت أمس في الأروقة الدبلوماسية أنباء عن جدل دولي يدور حول «الأولويات» في ما يخص مقترح المبعوث العربي – الدولي إلى سوريا كوفي أنان، والخاص بتشكيل «حكومة إنقاذ انتقالية».
وأكد مجلس الأمن القومي التركي أمس أن تركيا سترد بحزم على إسقاط طائرتها، واصفا ذلك بأنه عمل «عدائي».. في الوقت الذي أكدت فيه تقارير إخبارية أن قوافل عسكرية وشاحنات تحمل بطاريات صواريخ انطلقت من بلدة الإسكندرونة الساحلية بإقليم هاتاي متجهة نحو الحدود السورية.
من جهة أخرى، أعلن المتحدث باسم الموفد الدولي كوفي أنان، أمس، أن لجنة تحضيرية ستلتئم اليوم في جنيف، استعدادا للاجتماع المقرر غدا لمجموعة العمل حول سوريا، وأشار دبلوماسيون في نيويورك إلى أن أنان طرح مقترحا حول «تشكيل حكومة انتقالية في سوريا، تضم أنصار الرئيس بشار الأسد وأعضاء من المعارضة، لإيجاد حل سلمي للنزاع».
. لكن المعارضة السورية والجيش السوري الحر اتفقا على رفض الاقتراح، معتبرين أن «أي مبادرة للحل لا تبدأ بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه عن السلطة محكوم عليها بالفشل».
من جانبه، قال الأسد في مقابلة مع التلفزيون الرسمي الإيراني أمس، إنه يستبعد عملا عسكريا على غرار ليبيا، وأضاف أن «أي نموذج غير سوري غير مقبول لأنه لا أحد غيرنا يعرف كيف تحل المشكلة».
ميدانيا، هز انفجاران مرآب القصر العدلي في وسط دمشق موقعين عددا من الجرحى، في وقت استمرت فيه الحملة الأمنية التي تشنها قوات الأمن السورية في حمص ودوما ودير الزور، موقعة بحسب الهيئة العامة للثورة ما يزيد على 90 قتيلا، أغلبهم في ريف دمشق وحمص.
إلى ذلك، اتهمت حركة حماس (الموساد) الإسرائيلي باغتيال أحد قادتها العسكريين في دمشق أول من أمس، وهو كامل غناجة، المعروف باسم نزار أبو مجاهد، بينما اتهمت المعارضة السورية النظام السوري بالضلوع في العملية.
انفجاران يهزان القصر العدلي بوسط دمشق.. وأكثر من 85 قتيلا في سوريا أمس
قوات النظام تقنص عائلة كاملة حاولت الهروب من القصف في دوما
بيروت: بولا أسطيح
استمرت أمس أعمال العنف التي تضرب العاصمة دمشق وضواحيها منذ مطلع الأسبوع الحالي، وهزّ انفجاران مرأب القصر العدلي في منطقة المرجة في وسط دمشق موقعين عددا من الجرحى، في وقت استمرت فيه الحملة الأمنية التي تشنها قوات الأمن السورية في حمص ودوما ودير الزور، موقعة وبحسب الهيئة العامة للثورة ما يزيد عن 85 قتيلا، أغلبهم في ريف دمشق وحمص.
وبينما ذكر التلفزيون السوري الرسمي أن تفجيرين إرهابيين وقعا يوم أمس الخميس في مرأب القصر العدلي في وسط دمشق، وأنه تم تفكيك عبوة ثالثة، قالت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» إن انفجارا ناجما عن عبوة ناسفة ملصقة بسيارة أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص ووقوع أضرار مادية كبيرة لنحو 20 سيارة كانت متوقفة في المرأب.
ونقلت «سانا» عن مصدر أمني قوله إن التفجير الثاني الذي وقع في المكان ناجم عن انفجار خزان وقود سيارة أخرى، كانت متوقفة بجوار السيارة التي تم تفجيرها، ما أدى إلى حدوث حريق امتد إلى جميع السيارات المحيطة بموقع التفجير.
وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، أوضح مصدر أمني لم يكشف عن اسمه أن الانفجارين ناتجان عن «عبوتين مغناطيسيتين وضعتا تحت سيارتي قاضيين»، مشيرا إلى أن المرأب المذكور المكشوف مخصص لقضاء وموظفي قصر العدل.
وجاء ذلك بعد ساعات قليلة على تفجير حافلة تقل عناصر من الأجهزة الأمنية والشبيحة في حي ركن الدين، وتداول ناشطون صورا للحافلة مشيرين إلى استهدافها بعبوة ناسفة.. إلا أن السلطات السورية لم تأت على ذكر الحادث، واكتفت بالإعلان عن التفجير الذي حصل أمام القصر العدلي.
ونفى الجيش السوري الحر مسؤوليته الكاملة عن التفجير الذي هز وسط دمشق، وقال أحد قيادييه لـ«الشرق الأوسط»: «نحن ندين أعمال التفجير هذه التي تحصل في مناطق مكتظة بالسكان، ونجزم بأنّها من صنع النظام الذي يسعى لإلهاء الرأي العام عن المجازر التي يرتكبها في مختلف أنحاء سوريا»، مؤكدا في الوقت عينه أن قوة الجيش الحر تتنامى تدريجيا في العاصمة دمشق.
من جانبه قال الناطق باسم اتحاد شباب سوريا في دمشق سمير الشامي إن الانفجاريين كانا متزامنين، ووقعا الساعة الواحدة إلا خمس دقائق ظهرا بالتوقيت المحلي. وحمّل الشامي النظام مسؤولية التفجيرين «في إطار محاولته لمعاقبة الدمشقيين والتجار، حيث وقعا على بعد أمتار من الأسواق الرئيسية التي نفذت إضرابا شاملا».
في هذا الوقت، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن تمدد رقعة العنف والاشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة المسلحة في كل من ريف دمشق وحمص ودرعا ودير الزور بشكل خاص، غداة يوم دام قتل فيه 150 شخصا، بينهم 16 طفلا في إدلب.
ومن دوما، تحدث محمد السعيد، عضو مجلس قيادة الثورة لـ«الشرق الأوسط» عن «مجزرة يرتكبها النظام السوري في المدينة بقصفها بمدافع الهاون من جميع المحاور واستهدافه أحياء عبد الرؤوف وشارع عمر بن الخطاب وجامع طه وحي المساكن»، مؤكدا وقوع ما يزيد عن 23 قتيلا ومئات الجرحى جراء القصف الوحشي والعنيف، وقال: «كما استهدف النظام عائلة بأكملها خلال توجهها إلى أحد الملاجئ، مطلقا النار على امرأة مسنّة (90 عاما) وعلى عدد من النساء والأطفال».
ووصف السعيد الوضع في دوما بـ«الخطير للغاية»، مشيرا إلى أن نحو 100 قذيفة سقطت على المدينة حتى ساعات ما بعد الظهر. وذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن بين قتلى يوم أمس ناشطا إعلاميا قتل جراء القصف على دوما ويدعى سامر السلطة، إضافة إلى قتيل سقط جراء التعذيب.
من جانبها أوضحت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن العديد من الجرحى سقطوا في دوما، بينما أشارت الهيئة العامة للثورة السورية إلى أن قوات النظام تقصف المدينة بعنف وتحاول اقتحامها من عدة محاور وسط انقطاع كامل للكهرباء. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان إن أربعة مدنيين قتلوا نتيجة القصف الذي تتعرض له المدينة من «القوات النظامية التي تحاول اقتحامها».
وأضاف أن «اشتباكات عنيفة» تدور بين القوات النظامية والمعارضين في مدينة دير الزور التي تتعرض لقصف عنيف تستخدم فيه المروحيات، ما أدى إلى مقتل مواطنين اثنين. كما تحدث المرصد عن اشتباكات عنيفة تشهدها منطقة خان شيخون في محافظة إدلب، متحدثا عن انسحاب القوات النظامية من بلدة خان السبل في إدلب بعد دمار كبير لحق بالبلدة نتيجة القصف، وذلك بعدما كانت قد شهدت اشتباكات عنيفة خلال الأيام الماضية، مشيرا إلى أن مدينة الحراك في محافظة درعا تعرضت إلى قصف عنيف من القوات النظامية، ما أدى إلى مقتل مواطن وإصابة العشرات بجروح.
وفي محافظة حلب، أفاد ناشطون عن تعرض بلدة حيان لقصف من القوات النظامية السورية، فيما قتل ثلاثة مقاتلين معارضين في بلدة الحصن في ريف حمص إثر اقتحام القوات النظامية للبلدة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وبينما أعلن المرصد عن اندلاع اشتباكات فجر يوم الخميس في منطقة السيدة زينب القريبة من العاصمة دمشق، أفاد عن قصف قوات النظام مدينة حرستا بريف دمشق، وسط سماع دوي انفجار ضخم بالقرب من حاجز عسكري في مدينة سقبا بالريف الدمشقي.
في غضون ذلك أفاد ناشطون بأن قتلى وجرحى سقطوا في قصف لجيش النظام على مدينة حمص وريفها وسط البلاد. وذكرت شبكة «شام» أن أحياء حمص القديمة وحي الخالدية في حمص تتعرض لقصف عنيف بالمدفعية والرشاشات الثقيلة، في حين سقط ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى جراء القصف العنيف على قلعة الحصن بنفس المحافظة وفق المصدر عينه.
هذا وأشار ناشطون إلى أن قوات النظام استهدفت مدينة الحولة بالدبابات والرشاشات الثقيلة، مما أدى إلى تدمير عدد من المنازل، وتعرضت مدينة تلبيسة بحمص لقصف عنيف بقذائف الهاون والمدفعية.
وشرقا في دير الزور قالت لجان التنسيق إن تسعة أشخاص قتلوا بينهم عائلة كاملة مكونة من أب وأم وثلاث بنات قتلوا جراء سقوط قذيفة هاون على أحد المنازل في حي العرفي. وتتعرض دير الزور لقصف عنيف من قبل قوات النظام شمل أيضا أحياء الحميدية والشيخ ياسين وساحة الحرية.
وذكرت شبكة «شام» أن الطيران المروحي للنظام قصف حي الحميدية مما أسفر عن تهدم منازل بأكملها وسط إصابات خطيرة في صفوف المدنيين.
وجنوبا، سقط قتيلان وعدد من الجرحى نتيجة القصف العشوائي بالصواريخ والمدفعية على بلدة الحراك من قبل قوات الأمن وجيش النظام، وفق الهيئة العامة للثورة، كما تجدد القصف على مخيم النازحين في درعا وبلدتي كفر شمس ودير العدس اللتين اقتحمتهما قوات النظام وسط إطلاق نار كثيف وشنت حملة مداهمات وحرق وتكسير للمنازل واعتقالات عشوائية.
وتحدثت شبكة «شام» عن تجدد القصف المدفعي العنيف وبراجمات الصواريخ على قرى في جبل الأكراد بمحافظة اللاذقية الساحلية، وبينها قرية تردين.
الفاتيكان: كاهن فرنسي نشر إشاعات مغرضة عن تعرض مسيحيي حمص للاضطهاد
المعارضة السورية تتهم النظام بفبركتها.. وتؤكد أن حمص مثال للتآخي الديني
بيروت: يوسف دياب
كشفت مصادر مطلعة في الفاتيكان أمس أن «كاهنا فرنسيا انتحل صفة أسقف، أعطى معلومات خاطئة لوكالة (فيديس) الإرسالية الكاثوليكية، تتضمن مزاعم بتعرض المسيحيين في حمص للاضطهاد». وأفادت المصادر بأن الكاهن الكاثوليكي الفرنسي فيليب تورنيول دو كلو – المرتبط باليمين – قدم نفسه على أنه ارشمندريت كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك، ووصف لوكالة الفاتيكان وضعا مأساويا يعيشه مسيحيو حمص. وتحدث عن «تدمير كنائس واحتلالها من طرف المعارضين المسلحين، وعن مقتل كاهن وفرار الكثير من المسيحيين نتيجة تهديدات إسلاميين».
وفي تعليقه على هذا التقرير، رأى نائب رئيس الأركان في الجيش السوري الحر العقيد عارف الحمود أن «حمص كانت وما زالت عنوانا للتآخي والتعايش الإسلامي المسيحي». وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «ما ورد من معلومات على لسان هذا الكاهن هو بالتأكيد إحدى فبركات النظام السوري».
وقال الحمود «يجب ألا ننسى أننا في حرب استخباراتية وعسكرية وكل شيء فيها يبدو مباحا، وهذا ما عمد إليه نظام بشار الأسد»، مذكرا بأن «حي الحميدية في حمص، الذي هو خليط إسلامي مسيحي، احتضن الثورة السورية منذ 18 نيسان (أبريل) 2011، وقدم لها كل الدعم، كما أن هناك عناصر مسيحية تقاتل في الجيش السوري الحر»، مؤكدا أن «حمص لا تضطهد المسيحيين كما يروج النظام، إنما هي تمثل الوجه الحقيقي للتلاقي الإسلامي المسيحي، وهي ترفض أي فرقة بينهما».
بدوره، قال عضو قيادة «الإخوان المسلمين» في سوريا ملهم الدروبي «نحن نعتبر أن كل السوريين هم إخوة لنا لأي ديانة انتموا، وهم شركاء في الحقوق والواجبات، ومبادئنا عدم التفريق بين السوريين لا في الدين ولا في الطائفة ولا في العرق». وأكد الدروبي لـ«الشرق الأوسط» أن «الحديث عن محاولات تهجير المسيحيين من حمص وسوريا، ما هو إلا مؤامرة دنيئة يقف وراءها بشار الأسد، ليقول للناس إن الأقليات مهددة في سوريا إذا رحلت عن السلطة وجاء الإسلاميون». وقال «ما أعلنه الفاتيكان عن مزاعم هذا الكاهن معناه أنه شهد شاهد من أهله، ونحن نشكر الفاتيكان على هذه الصراحة، وبالمناسبة نؤكد لها أن المسيحيين في سوريا هم أهلنا وإخواننا، لهم ما لنا وعليهم ما علينا من دون زيادة أو تفريط».
إلى ذلك، أوضح قيادي بارز في المعارضة السورية أن «هذا التقرير يتوافق مع ما حذرت منه المعارضة السورية، خصوصا المجلس الوطني مرات عدة، من أن النظام يخطط ويعمل على إثارة فتنة طائفية في سوريا، وعلى ضرب مكونات الشعب السوري بعضها ببعض». وأكد القيادي المعارض لـ«الشرق الأوسط» أن «النظام كان يخطط لتفجير سيارات مفخخة بدور العبادة وفي الكنائس لدفع المسيحيين إلى الهجرة من البلد، وقد أدى كشف هذه المعلومات إلى التراجع عن هذا المخطط، وما نشر في هذا التقرير خير دليل على أن هذا النظام هو من يقف وراء إثارة الفتن الطائفية والمذهبية في سوريا لتبرير بقائه في السلطة».
وكانت مجلة «مسيحيو المتوسط» ومدونة «إل موندو دي أنيبال» المتخصصة في شؤون العالم العربي، اللتان نشرتا القصة، أكدتا أن «هذا الكاهن ليس أسقفا، لا بل إنه لم يكن في سوريا أصلا، وأن الفاتيكان نأى بنفسه عن هذه المعلومات الخاطئة أثناء اجتماع أعمال إغاثة الكنائس الشرقية، الذي انعقد الأسبوع الماضي في روما. وهذه المعلومات الخاطئة قد تكون مناورة من النظام السوري العلماني لدعم أقواله حول هجمات ينفذها إرهابيون يتلقون أسلحتهم من الإسلاميين ضد الشعب السوري، لا سيما الأقلية المسيحية التي ما زالت بأغلبيتها تؤيد النظام خوفا من المستقبل». وكتبت المدونة «ما زال ينبغي فهم كيف وقعت وكالة مثل (فيديس)، الناطقة باسم التجمع من أجل نشر الإنجيل بين الشعوب، في فخ كهذا؟».
وتأتي هذه المعلومات بعد أن حذّر السفير البابوي المونسنيور ماريو زيناري في 13 يونيو (حزيران) من «معلومات تنشر عبر وسائل الإعلام هدفها التخويف؛ من خلال نشر أنباء عن اضطهاد المسيحيين». وقال «حتى اليوم لن أقول إنهم تعرضوا لتمييز محدد أو أي اضطهاد، من المهم التيقظ ورؤية حقيقة الوقائع».
الأردن ينفي اعتقال أحد ضباطه العسكريين وعناصر أمنية في سوريا
عمان: محمد الدعمة
نفى وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، سميح المعايطة ما تداولته بعض وسائل الإعلام عن اعتقال ضباط وعناصر عسكرية أردنية في سوريا، مؤكدا أن تلك الأخبار «غير صحيحة ولا تستند إلى أي حقائق».
وقال المعايطة في تصريح للصحافيين أمس، إن «الأردن لا يتدخل في الشأن الداخلي السوري، وإن المعلومات التي تتحدث بخلاف ذلك مغلوطة ولا تستحق التعليق عليها».
وجدد المعايطة دعوة الأردن إلى تضافر مختلف الجهود الإقليمية وجهود المجتمع الدولي من أجل وقف العنف وإراقة الدماء في سوريا، مؤكدا موقف بلاده الداعي لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية.
وقال «إننا نتحمل الكثير من الأعباء بسبب استضافة الأشقاء السوريين الذين وفدوا إلى الأردن خلال الأزمة».
وكانت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السورية قد بثت خبرا أمس تحت عنوان «توقيف ضباط وأمنيين أردنيين في سوريا»، اتهمت فيه الأردن بتأجيج الأزمة السورية.
وقالت الهيئة في خبرها، الذي بثته وفق مصادر لم تكشف عنها: «أوقفت القوات السورية في حمص ضباطا وعناصر أمنية أردنية، وضبطت نحو 200 بزة عسكرية تعود للجيش الأردني». ولمحت المصادر إلى ما وصفته بـ«دور أمني أردني في تسعير الأزمة السورية، بدأت فصوله بخطف طائرة (ميغ 21) وهبوطها في الأردن لإيهام الرأي العام بحصول انشقاق في سلاح الجو السوري».
وكان الطيار السوري المنشق عن الجيش السوري العقيد حسن مرعي الحمادة قد فر يوم الخميس الماضي بطائرته الحربية «ميغ 21» إلى قاعدة الملك حسين الجوية في محافظة المفرق، والمتاخمة للحدود الأردنية – السورية (75 كيلومترا شمال شرقي عمان) طالبا من الأردن اللجوء السياسي، وقد تمت الموافقة على طلبه.
ويذكر أن السلطات الأردنية سلمت ليلة أول من أمس طائرة «ميغ 21» إلى السلطات السورية، حيث قامت شاحنة أردنية بتحميلها وعبرت بها الحدود البرية إلى منطقة الحدود جابر نصيب.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تجاوز فيه عدد السوريين المقيمين في الأردن، منذ اندلاع الأحداث في سوريا في شهر مارس (آذار) 2011، نحو 140 ألف شخص حاليا وفق تقديرات أردنية. ويشكل نزوح عشرات الآلاف من السوريين إلى الأردن، هربا من العنف في بلدهم.
دبلوماسيون: أنان يقترح حكومة انتقالية في سوريا.. وخلاف حول الأولويات
كلينتون قبل اجتماعها بنظيرها الروسي: توافق بين أطراف اجتماع جنيف.. ولافروف ينفي.. وفابيوس يلتقي سيدا
واشنطن: هبة القدسي موسكو: سامي عمارة لندن: «الشرق الأوسط»
بينما أعلن المتحدث باسم الموفد الدولي كوفي أنان، أمس، أن لجنة تحضيرية ستلتئم اليوم في جنيف، استعدادا للاجتماع المقرر غدا (السبت) لمجموعة العمل حول سوريا، أشار دبلوماسيون في نيويورك إلى أن أنان طرح مقترحا حول «تشكيل حكومة انتقالية في سوريا، تضم أنصار الرئيس بشار الأسد وأعضاء من المعارضة، لإيجاد حل سلمي للنزاع»، وهو الأمر الذي أثار جدلا بين القوى الدولية حول أولويات حل الأزمة، وما إذا كان تشكيل مثل تلك الحكومة يجب أن يكون سابقا على مناقشة تنحي الأسد، أم أن تنحي الأسد هو لب المشكلة السورية.
وأوضح أحمد فوزي، المتحدث باسم أنان في بيان، أن «اللجنة ستلتئم على مستوى كبار الموظفين في الدول المشاركة في اجتماع السبت»، وهي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، فرنسا وبريطانيا)، إضافة إلى تركيا والعراق وقطر والكويت. ودعيت هذه الدول الثلاث الأخيرة للمشاركة في الاجتماع لدورها الحالي داخل الجامعة العربية. كما سيشارك في الاجتماع الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام للجامعة العربية، إضافة إلى وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون.
وقد أعلن أنان الاجتماع الأول لهذه المجموعة الأربعاء الماضي بعد مباحثات صعبة بين المشاركين. وحدد أهداف اجتماع السبت، موضحا أن «أهداف مجموعة العمل حول سوريا هي تحديد المراحل والتدابير لتأمين التطبيق الكامل لخطة النقاط الست وقراري مجلس الأمن 2042 و2043، بما في ذلك الوقف الفوري للعنف بكل أشكاله».
وأضاف أنان، الذي يسعى إلى تطبيق خطته المؤلفة من ست نقاط والتي تم اعتمادها في مجلس الأمن في أبريل (نيسان) الماضي، «على مجموعة العمل الاتفاق أيضا على توجهات ومبادئ لانتقال سياسي يقوم به السوريون تلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري، والاتفاق على جعل هذه الأهداف حقيقة على الأرض». وحول أهداف المؤتمر، أشار دبلوماسيون بالأمم المتحدة إلى أن أنان «اقترح تشكيل حكومة انتقالية في سوريا تضم أنصار الأسد وأعضاء من المعارضة (التي تتبنى الحل السلمي) لإيجاد حل سلمي للنزاع ضمن جدول زمني محدد»، وأشاروا إلى أن «القوى العظمى (روسيا والصين والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا) تدعم هذه الفكرة».
وقال أحد الدبلوماسيين، إنه «بحسب الصورة التي رسمها أنان، من الممكن أن تضم هذه الحكومة الائتلافية الجديدة وزراء من الحكومة السورية الحالية ووزراء من مجموعات المعارضة، وليس مسؤولين قد يضر وجودهم بالعملية الانتقالية ويجهض مصداقية هذه الحكومة أو الجهود التي تبذل من أجل المصالحة».
ولا تشير لغة خطة أنان إلى استبعاد الأسد بشكل صريح، لكنها تؤكد استبعاد من يتسبب وجودهم في السلطة في تقويض مصداقية عملية الانتقال أو يضر باحتمالات المصالحة الاستقرار. ويقول الدبلوماسيون، إن الاجتماع سيركز على كيفية إقناع الأسد بالتنحي وتشكيل حكومة انتقالية تمهد الطريق لإجراء انتخابات.
ورغم التدهور السريع للأوضاع في سوريا، والذي دفع القوى الدولية للاجتماع العاجل في جينيف، فإن مراقبين يشككون في نجاح تلك القوى في التوصل إلى صيغة مشتركة لحل النزاع. وقد برز الجدل السياسي قبل اجتماع السبت، حيث تصر الولايات المتحدة على أنه لا يمكن حل الصراع، بينما لا يزال الأسد في السلطة، في حين يشير الجانب الروسي إلى أن واشنطن ليس لديها خطة ذات مصداقية للتعامل مع التداعيات التي ستعقب انهيار النظام.
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون للصحافيين، خلال زيارتها للاتفيا الخميس، إنه من الواضح أن جميع المشاركين في الاجتماع (بما في ذلك روسيا) متفقون حول الخطة الانتقالية التي قدمها أنان. وأكدت أنها تتوقع أن يسفر الاجتماع عن إتاحة فرصة لإحراز تقدم حقيقي في هذه الخطة.
وتابعت كلينتون: «سأناقش هذه القضايا مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في سان بطرسبرغ، ونتطلع إلى المشاركة في الاجتماع، ونريد له إتاحة الفرصة لإحراز تقدم حقيقي في دعم وتنفيذ خطة أنان، وخارطة طريق للانتقال، المنصوص عليه في الخطة».
وتعقد كلينتون اليوم محادثات مع نظيرها الروسي في سان بطرسبرغ، في حين لم تكشف الخارجية الأميركية عن تفاصيل بشأن المفاوضات بين الوزيرين، وما إذا كانت روسيا قد خففت معارضتها لاتخاذ مزيد من الإجراءات ضد نظام الأسد. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند: «لدينا اختبار إذا كان هذا الاجتماع سيدفع إلى الأمام ونتمكن من تحقيق تقدم ملموس أم لا».
وأوضحت نولاند أن اجتماع لافروف وكلينتون سيحدد الكثير، ومنه قدرة أنان على دفع الدول لاتخاذ مواقف مشتركة والعمل لتحقيق وحدة حول الخطة الانتقالية. وأكدت: «سنواصل توضيح موقفنا لروسيا، وهو أننا نعتقد أن تسليح نظام الأسد فكرة سيئة».
وأشارت نولاند إلى أن «أحد الجوانب المختلف عليها هو كيفية الانتقال من نظام الأسد الدموي إلى مرحلة ما بعد نظام الأسد، ونحن بحاجة لمنح المزيد من الثقة للسوريين أن حياتهم ستكون أفضل بعد الأسد، وبحاجة لخلق مزيد من الوحدة داخل المجتمع الدولي حول الكيفية التي يمكن بها تحقيق ذلك».
من جهته، قال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، للصحافيين أمس، إن «موافقة موسكو على حضور الاجتماع يوم السبت لا يعني تقديمها لضمانات أنها سوف تقبل خطة أنان، وإنما يعني أنها وافقت على أن تكون خطة أنان هي أساس للمناقشات»، وهو ما أكد عليه سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، في ختام مباحثاته مع نظيره التونسي رفيق عبد السلام في موسكو، من أن بلاده «لم تناقش مع أي كائن كان المسائل المتعلقة باحتمالات رحيل الأسد عن منصبه»، في حين أشار إلى عدم وجود أي مشاريع متفق عليها بين الأطراف المشاركة في المؤتمر، مشيرا إلى أن العمل يتواصل حول وضع وثيقته النهائية.
وقال لافروف: «لقد بات واضحا للجميع أنه من الضروري إقرار مرحلة انتقالية من أجل تجاوز الأزمة، ووضع قواعد تروق للجميع في سوريا. أما عن مضمون هذه المرحلة الانتقالية وآلياتها، فهو ما يجب أن يقرره الشعب السوري في سياق الحوار الوطني بين الحكومة وكافة أطياف المعارضة».
كما أكد عدم جواز محاولات من وصفهم باللاعبين الخارجيين لفرض تعليماتهم على السوريين، وطالب بـ«ضرورة التزام هذه الأطراف بالوقوف على مسافة واحدة من كل الأطراف التي يجب الضغط عليها وبنفس القدر من أجل وقف العنف، وانسحاب الوحدات المسلحة التابعة لها من المراكز السكنية بشكل متزامن وتحت إشراف المراقبين الدوليين»، داعيا المعارضة السورية إلى «التخلي عن مواقفها غير المهادنة والجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الحكومة».
وفي حين أكد لافروف مشاركة بلاده في مؤتمر جنيف وبغض النظر عن تشكيلة المشاركين فيه، قال: «من الخطأ استبعاد إيران عن المشاركة»، كما وصف عدم قبول الولايات المتحدة بمشاركة إيران بأنه تعبير عن سياسة المعايير المزدوجة، معيدا إلى الأذهان أن واشنطن سبق أن أقامت اتصالات مع طهران، عندما حاولت المساهمة في تهدئة الوضع في العراق، على حد قوله، مؤكدا أن الحديث يدور عن وقف إراقة الدماء في سوريا، وهو ما كان ينبغي معه عدم استثناء أي من اللاعبين المؤثرين.
وفي سياق ذي صلة، كشفت صحيفة «فيدومستي» الروسية عن توقف روسيا عن تنفيذ اتفاقية توريد منظومة «إس – 300» الصاروخية المضادة للجو التي تقدر قيمتها بـ105 ملايين دولار إلى سوريا. ونقلت الصحيفة عن مصادر مسؤولة في مجمع الصناعات الحربية الروسية تصريحاتها حول وقف شحن المنظومة بناء على توجيهات صدرت من المراجع العليا، على حد تعبير هذه المصادر.
وأضافت «فيدومستي»، نقلا عن أحد مديري المؤسسة قوله: «يبدو أن الكرملين قرر عدم تزويد سوريا بواحدة من أقوى منظومات الدفاع الجوي المعروضة للتصدير من قبل روسيا، وذلك لتهدئة الغرب وإسرائيل». وأشارت الصحيفة إلى «أن روسيا قد نفذت ولا تزال تنفذ اتفاقيات تزويد سوريا بمنظومة الدفاع الجوي المتوسطة المدى (بوك)، ومنظومة (بانتسير – س) القصيرة المدى للصواريخ والمدافع، وتطوير منظومة (إس – 125) المضادة للجو بناء على نموذج (بيتشورا – 2 إم)، الأمر الذي يجعل الدفاع الجوي السوري قوة لا بد من حسابها لدى تخطيط الغرب لعملية قصف هذا البلد من الجو».
إلى ذلك، أعلنت الخارجية الفرنسية أمس، أن وزير الخارجية لوران فابيوس سيلتقي اليوم للمرة الأولى رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا في باريس.
وقال برنار فاليرو، المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، إن فابيوس «سيبحث معه (سيدا) جهود فرنسا لإنهاء العنف والقمع وتفعيل خطة أنان»، مضيفا أن فابيوس «سيعيد تأكيد دعم فرنسا لجهود المعارضة السورية لكي تتوحد حول رؤية مشتركة للانتقال السياسي، تتماشى مع تطلعات الشعب السوري».
المعارضة والجيش الحر يرفضان اقتراح أنان بتشكيل حكومة انتقالية لحل الأزمة في سوريا
أكدا أن أي مبادرة لا تبدأ بتنحي الأسد ونظامه محكومة بالفشل
بيروت: يوسف دياب
اتفقت المعارضة السورية والجيش السوري الحر على رفض الاقتراح الخاص بالمبعوث الدولي العربي إلى سوريا كوفي أنان، والرامي إلى تشكيل حكومة انتقالية في سوريا تضم أنصار الرئيس بشار الأسد وأعضاء من المعارضة لإيجاد حل سلمي للنزاع.. واعتبر المعارضون أن «أي مبادرة للحل لا تبدأ بتنحي الأسد ونظامه عن السلطة محكوم عليها بالفشل».
ويرى عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري أحمد رمضان أن فرص نجاح هذا الاقتراح غير متوفرة على الإطلاق»، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن «الأزمة في سوريا لا تدور حول طبيعة الحكومة، بل حول نظام استبدادي قمعي ارتكب جرائم حرب وجرائم إبادة بحق شعبه، وهذا ما اعترفت به الأمم المتحدة».
وقال رمضان «لا يمكن لمن تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء في سوريا أن يكونوا شركاء في السلطة، كما أن المبادرة التي قدمتها جامعة الدول العربية وتبنتها الأمم المتحدة، تشير صراحة إلى تنحي الرئيس وتسليم سلطاته إلى نائبه لفترة انتقالية لا تشمل (الرئيس السوري) بشار الأسد أو المجموعة التي معه الآن». مبديا اعتقاده أن «فرص هذا الاقتراح تبدو ضعيفة جدا، لأن الشعب الذي قدم ما يقارب الـ20 ألف شهيد لا يقبل أن يكون شريكا ببضعة وزراء في الحكومة. ولذلك فإن ما قدم من السيد أنان وسمعناه عبر الإعلام لا يشكل مفتاحا لحل الأزمة، لأنه يعطي النظام فرصة للبقاء مدة أطول في الحكم، ولا يترجم الواقع بأن هناك شعبا ثار على هذا النظام الذي فقد السيطرة على 60 في المائة من الأرض، وينكفئ الآن إلى مواقعه وحصونه».
أما نائب رئيس الأركان في الجيش السوري الحر العقيد عارف الحمود، فرأى أن «أي مبادرة لا يكون عنوانها رحيل بشار الأسد لن تبصر النور». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لن نقبل بتسوية على الأرض قبل إعلان نهاية بشار الأسد ورحيله، وأي جهة سياسية تتبنى رأينا وتنسيق معنا من أجل الحل وتحت هذا العنوان نرحب بها، لأن الكلمة النهائية هي للثوار وللمقاتلين على الأرض، أما إذا تماهت أي جهة مع توجهات الأسد فلن نقبلها على الإطلاق».
وردا على سؤال عن موقف الجيش الحر في حال وافق اجتماع جنيف (غدا) على هذا الاقتراح، أوضح الحمود أن «المجتمع الدولي يجب أن يتوافق مع ما يريده الشعب السوري، كما أن هذا المجتمع لم يقدم أي دعم للسوريين، باستثناء تركيا التي تقدم دعما إنسانيا، وبالتالي هذه الدول ليس لها أي فضل على الشعب السوري». وأضاف «إذا أرادوا المساعدة بشيء، فيكون ذلك بالعمل على دفع الأسد إلى الرحيل».
بدوره، أكد المتحدث باسم المجلس الوطني السوري المعارض جورج صبرا أن «موقف المعارضة الثابت والمعلن يتمثل بعدم المشاركة في أي حكومة في ظل بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة». وقال في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية «إن المعارضة لم تحصل بعد على تفاصيل بشأن اقتراح كوفي أنان حول تشكيل حكومة انتقالية، وبالتالي لا يمكن الرد على هذا الاقتراح، إلا أن الموقف الثابت أنها لن تشترك في أي مشروع سياسي ما لم يُزح بشار الأسد من السلطة». وأوضح أنه «يجب أن نعرف تفاصيل الاقتراح، وأن نسمع كلاما محددا حول الهدف من المشروع قبل اتخاذ موقف رسمي منه»، مشيرا إلى أن «المعارضة السورية ستجتمع بكافة أطيافها في القاهرة في الثاني من يوليو (تموز) المقبل من أجل توحيد مواقفها وللبحث في المرحلة الانتقالية ووضع رؤية موحدة للمرحلة الانتقالية ومستقبل سوريا».
انفجاران في مرأب قصر العدل وسط دمشق والأسعد يتهم النظام بـ”صناعة التفجيرات“
تركيا تنشر قواتها على الحدود و”الأطلسي” يؤكد عدم التدخل العسكري
نشرت تركيا أمس رتلاً من الآليات العسكرية وبطارية صواريخ “ارض-جو” على حدودها مع سوريا فيما أعلن حلف شمال “الأطلسي” (الناتو) أنه لن يتدخل عسكرياً في سوريا طالما أنه لم تستنفد كل الوسائل السياسية. وفي حين وقع انفجاران في مرأب القصر العدلي في دمشق وسط استمرار عمليات القصف والاشتباكات في مناطق مختلفة من البلاد، اتهم قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد النظام السوري بـ”صناعة التفجيرات” التي تشهدها العاصمة دمشق.
وفي أنقرة، أفادت وسائل الإعلام التركية أمس أن أنقرة أرسلت رتلاً من الآليات العسكرية وبطارية صواريخ “أرض-جو” الى حدودها مع سوريا، وذلك بعد أسبوع تقريباً على أسقاط سوريا طائرة حربية تركية.
وأفادت صحيفة “ملييت” أن قرابة 30 آلية عسكرية ترافقها شاحنة تقطر بطارية صواريخ غادرت قاعدة في محافظة هاتاي (جنوب شرق) متوجهة الى الحدود التي تبعد قرابة 50 كيلومتراً”.
وبثت قناة “تي اي تي” الرسمية صور مدرعة “ام113” مجهزة بقاذفة صواريخ قادرة على إطلاق ثمانية صواريخ أرض جو من طراز ستينغر تجرها آلية أخرى.
وأفادت وسائل إعلام تركية أول من أمس عن إرسال مدرعات الى الحدود ومعدات اتصال ورادار إضافية.
أما صحيفة “طرف” فأوردت، نقلاً عن مصادر لم تحدد هويتها، أن انتشار القوات يعتبر بمثابة إقامة “ممر أمني” بحكم الأمر الواقع على الأراضي التركية.
وأمس، أعلن إبراهيم كالين كبير مستشاري رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أن بلاده ستبذل كل في وسعها لتفادي مواجهة عسكرية مع سوريا، مشدداً في الوقت ذاته على أن موقف تركيا المدروس من إسقاط سوريا طائرة عسكرية تركية الأسبوع المنصرم يجب ألا يعتبر إشارة الى ضعف.
وذكرت وكالة الأناضول التركية أن كالين كان يتحدث عبر الفيديو في مؤتمر تركي في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، ونقلت عنه قوله إن “سوريا مسؤولة وحدها عن الوضع الحالي للعلاقات وسنفعل كل ما في استطاعتنا لتفادي مواجهة عسكرية على الحدود”. أضاف “نحن ضد جميع أشكال الحرب في المنطقة. ولهذا كان ردنا على إسقاط طائرتنا مهندساً بعناية. ولكن يجب ألا يعتبر أحد موقفنا المدروس على أنه إشارة ضعف”.
وذكرت وكالة أنباء “الأناضول” التركية أن 151 لاجئاً سورياً بينهم عقيد ومقدم في الجيش السوري، دخلوا أمس إلى الأراضي التركية. فيما قال منسق الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين السوريين بانوس مومتزيس إن وكالة الأمم المتحدة للاجئين ضاعفت توقعاتها لعدد اللاجئين الذين سيفرون من سوريا هذا العام ليصل إلى 185 ألفاً. وقالت إنها ستحتاج الى أكثر من ضعفي المال الذي توقعته في وقت سابق لتمويل رعايتهم.
وفي تالين، أعلن الجنرال كنود بارتلز رئيس اللجنة العسكرية في حلف شمال “الأطلسي” أن الحلف لن يتدخل عسكرياً في سوريا في الوقت الحالي، ورداً على سؤال حول الطائرة التركية، صرح الجنرال بارتلز “لن يتدخل الحلف الأطلسي في سوريا ولا إيران طالما لم تستنفد كل الوسائل السياسية”. أضاف “أنا سعيد جداً لأنني أرى في الوقت الراهن إمكان فتح حوار عبر الأمم المتحدة خلال الأيام المقبلة من أجل ايجاد حل مع سوريا”.
وفي حديث لوكالة “الأناضول”، اتهم عضو المكتب التنفيذي لـ”المجلس الوطني” سمير نشار النظام السوري بأنه “يحاول جر المنطقة إلى كارثة دولية متمثلة بإسقاط الطائرة التركية لصرف أنظار الرأي العام والدولي عن المجازر التي يرتكبها ضد شعبه”، داعياً “المجتمع الدولي إلى أخذ زمام المبادرة للتدخل الدولي الذي يهدف إلى حفظ الأمن والسلم الدوليين”.
وفي السياق الأمني، ارتفعت حصيلة أعمال العنف في سوريا أمس الى 69، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار الى عمليات قصف عنيف طاول مدناً وأحياء سورية مختلفة وتمدد رقعة العنف والاشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في كل من ريف دمشق وحمص ودرعا ودير الزور.
ووقع أمس انفجاران في مرأب القصر العدلي في وسط دمشق، بينما تم تفكيك عبوة ثالثة لم تنفجر، بحسب ما ذكر الإعلام الرسمي السوري.
وأفاد التلفزيون السوري عن وقوع “تفجيرين إرهابيين في مرأب القصر العدلي في منطقة المرجة” في وسط العاصمة، مشيراً الى أن عبوة ثالثة تم تفكيكها قبل أن تنفجر.
وأوضح مصدر أمني لم يكشف اسمه أن الانفجارين ناتجان من “عبوتين مغناطيسيتين وضعتا تحت سيارتي قاضيين”، مشيراً الى أن المرأب المذكور المكشوف مخصص لقضاة وموظفي قصر العدل.
وذكر أن التفجيرين تسببا بإصابة ثلاثة أشخاص بجروح وبتضرر 18 سيارة في المرأب.
وقتلت أمس امرأة اثر إصابتها برصاص قناص في دمشق.
وفي تصريح لاذاعة “سوا” الأميركي، نفى العقيد رياض الأسعد أن يكون الجيش السوري الحر يقف وراء تلك التفجيرات، مضيفاً أن الجيش الحر يقوم بالتصدي للعصابات التي تزعم السلطات السورية وجودها وارتكابها جرائم من هذا النوع ، وأن النظام السوري هو من يقوم بصناعة التفجيرات.
وفي الوقت نفسه، استمرت العمليات العسكرية في ريف دمشق على بعد بضعة كيلومترات من العاصمة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 12 شخصاً من عائلة واحدة بينهم ثلاثة أطفال وأربع نساء قتلوا جراء القصف على مدينة دوما، بينما قتل ستة أشخاص آخرين ومقاتل معارض في إطلاق نار واشتباكات وقصف في المدينة ومحيطها. وأشار الى استمرار محاولات قوات النظام “اقتحام مدينة دوما”.
وقتل مواطن جراء القصف على بلدة حمورية في ريف دمشق، وآخر في بaلدة عربين التي تشهد اشتباكات وإطلاق نار، وثالث في إطلاق رصاص في مدينة داريا.
وذكرت الهيئة العامة للثورة في بريد الكتروني أن قوات النظام تقتحم بعض الأحياء في المنطقة، وأن “الجرحى بالعشرات”، متحدثة عن “تهدم وتضرر عدد كبير من المنازل وسط نقص حاد في المواد الطبية والإغاثية”.
وقتل أربعة عناصر من القوات النظامية السورية بينهم ضابط برتبة ملازم أول في منطقة عربين “اثر كمين نصبه لهم مقاتلون من الكتائب الثائرة”، بحسب المرصد الذي أشار الى اشتباكات تلت الكمين. وأشار المرصد الى تمدد الاشتباكات فجراً الى منطقة السيدة زينب قرب دمشق. في محافظة حمص (وسط)، قتل مدنيان وأربعة مقاتلين معارضين في بلدة الحصن في “اشتباكات وقعت إثر اقتحام القوات النظامية ومجموعات تابعة لها البلدة”، بحسب المرصد. كما قتل مقاتل في البويضة الشرقية في ريف القصير.
وقتل مواطن في بلدة تلبيسة في ريف حمص إثر تجدد القصف على البلدة.
وقتل مواطن في حي جورة الشياح في مدينة حمص التي تتعرض أحياء فيها منذ نحو شهر لقصف متواصل تترافق مع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والجيش الحر، ومقاتل في حي الخالدية، بحسب المرصد.
وذكرت لجان التنسيق المحلية أن القصف تجدد أيضاً على أحياء حمص القديمة، وعلى مدينة الرستن في محافظة حمص التي تعاني من “انقطاع كامل للتيار الكهربائي والمياه”.
في مدينة دير الزور (شرق)، قتل ثمانية أشخاص بينهم امرأة وطفل “جراء إطلاق النار والقصف والاشتباكات التي تشهدها أحياء عدة”.
في محافظة درعا (جنوب)، قتل ثلاثة مواطنين، اثنان منهم بعد منتصف ليل الأربعاء الخميس جراء القصف الذي شهدته بلدة الحراك في الريف، وثالث برصاص قناص في بلدة جاسم.
في مدينة إدلب (شمال غرب)، قتل مقاتل معارض في اشتباكات مع القوات النظامية السورية في منطقة خان شيخون. وقتل مدني برصاص القوات النظامية قرب بلدة معرة النعمان.
وقتل ما لا يقل عن 19 عنصراً من القوات النظامية، بينهم ضابط برتبة مقدم في اشتباكات في محافظات دير الزور ودرعا وحمص وإدلب وحلب.
وفي الأردن، نفى وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية سميح المعايطه ما تداولته بعض وسائل الإعلام عن اعتقال ضباط وعناصر عسكرية أردنية في سوريا، مؤكداً أن تلك الأخبار غير صحيحة ولا تستند إلى أي حقائق.
(ا ف ب، رويترز، يو بي اي، ا ش ا)
المعارضة ترفض المشاركة في أي حكومة مع الأسد.. ولجنة تحضيرية لاجتماع مجموعة العمل تلتئم اليوم
هل تبدد روسيا آمال التوصل الى اتفاق حول سوريا في جنيف؟
لندن ـ مراد مراد ووكالات
سيجد سيناريو العملية الانتقالية السلمية للسلطة في سوريا، على غرار اليمن، طريقه الى التنفيذ عبر مؤتمر جنيف غدا (السبت) في حال وافق الرئيس السوري بشار الأسد على عرض ترك السلطة مقابل حصانة دولية تضمن عدم ملاحقته قضائيا. في وقت، تحضّر جامعة الدول العربية لتوحيد المعارضين السوريين في بوتقة واحدة من خلال اجتماع في القاهرة الاسبوع المقبل يهدف الى رسم خطة العملية الانتقالية.
ويتوقع في مؤتمر جنيف ان تسعى روسيا، الراعي الاول للنظام السوري، الى ايجاد مخرج لائق لحليفها الأسد من السلطة عبر دعوته وقادة المعارضة الى حوار ينتهي بموافقة الاسد على مغادرة السلطة ليس تحت الضغط الدولي ولكن بعد حوار سوري ـ سوري، لا سيما بعدما اعلن امس وزير خارجيتها سيرغي لافروف اصرار بلاده على رفض اي حل مفروض من الخارج، وذلك غداة عرض موفد الامم المتحدة كوفي انان خطة تدعو الى تشكيل حكومة انتقالية في سوريا.
واضاف لافروف ان الامر يتعلق بـ “تشجيع الحوار بين السوريين وليس اصدار احكام مسبقة على نتائجه”. وتابع “ليس هناك مشروع مصادق عليه لمؤتمر جنيف وان العمل حول الوثيقة النهائية متواصل”.
ويفترض ان تطرح خطة انان غدا (السبت) على النقاش في جنيف بمشاركة الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (روسيا والصين والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا).
وستتضح معالم هذا السيناريو في الساعات القليلة المتبقية على بدء المؤتمر، وخاصة ان المعارضة السورية اكدت امس انها لن ترضى بأي مقترح جديد لأنان لا يتضمن رحيل الأسد، بحسب ما اكد الناطق باسم “المجلس الوطني” السوري جورج صبرا.
وقال صبرا ان “موقف المعارضة السورية المعلن والواضح والثابت يتمثل في عدم مشاركتها في اي حكومة يبقى على رأسها بشار الاسد”. اضاف ان “المعارضة لم تحصل بعد على تفاصيل في شأن اقتراح الموفد الدولي الخاص كوفي انان حول تشكيل حكومة انتقالية، ولا يمكنها بالتالي الرد عليه”، الا ان “الموقف الثابت انها لن تشترك في اي مشروع سياسي ما لم يزح الاسد من السلطة”.
واعلن الناطق باسم الموفد الدولي كوفي انان في بيان ان لجنة تحضيرية ستلتئم اليوم (الجمعة) في جنيف استعدادا للاجتماع المقرر غدا (السبت) لمجموعة العمل حول سوريا.
وستلتئم هذه اللجنة على مستوى كبار الموظفين في الدول التي تشارك في اجتماع الغد، وهي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن اضافة الى تركيا والعراق وقطر والكويت. كما سيشارك في الاجتماع الامين العام للامم المتحدة والامين العام للجامعة العربية اضافة الى وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي.
وفي باريس، اعلنت الخارجية الفرنسية ان وزير الخارجية لوران فابيوس يلتقي اليوم (الجمعة) للمرة الاولى رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا.
في ظل هذه الاجواء المليئة بالترقب على امل التوصل الى حل سلمي يرضي الجميع، تناقلت صحف بريطانية امس السيناريو البديل الذي يقضي بقيام حلف شمال “الاطلسي” (الناتو) بفرض حظر جوي على المنطقة الشمالية من سوريا المحاذية لحدود تركيا.
وبدأت بريطانيا وفرنسا تحضيراتهما لمؤتمر الحوار حول سوريا الذي تستضيفه غدا (السبت) مدينة جنيف السويسرية بمبادرة من الموفد المشترك للجامعة العربية والامم المتحدة كوفي انان.
وقبل يومين من هذا الاجتماع، استقبل وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ في لندن الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي واتفقا على الدعم الكامل لجميع مقترحات انان بما في ذلك المشاركة في مؤتمر جنيف الذي ينبغي ان يوصل الى نتائج تنهي العنف في سوريا وتسمح ببدء عملية انتقالية للسلطة. واكدت فرنسا مشاركة وزير خارجيتها لوران فابيوس في مؤتمر جنيف، وشددت على ان “بشار الأسد فقد كامل شرعيته ويجب ان يرحل”.
وفي لندن، اصدر هيغ بيانا عقب لقائه العربي، اكد من خلاله مشاركته وضيفه في مؤتمر جنيف، داعيا الى دعم كامل من المجتمع الدولي لخطة انان. وقال “لقد تطرقت مطولا مع الامين العام للجامعة العربية الى المحادثات التي ستجري في جنيف بشأن الأزمة السورية وسنشارك فيها انا وهو”. اضاف “اتفقت والعربي على وجوب دعم الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن والاسرة الدولية بالإجماع جهود كوفي انان لإنهاء العنف في سوريا واجراء عملية انتقالية، بشكل تام وواضح لا لبس فيه. اتفقت والعربي على اهمية ان تتبنى جميع اطياف المعارضة السورية رؤيا موحدة لسوريا ديموقراطية وان نعمل مع انان لإنجاز ذلك. بريطانيا تدعم هذا التحرك بشكل كامل وهي مستعدة للمساعدة بأي طريقة”.
وتابع الوزير البريطاني “اتفقنا انه من المهم جدا زيادة الضغوط السياسية والاقتصادية على النظام السوري. وأعدت التأكيد على ان بريطانيا تدعو الى تشديد هذه التدابير من خلال مجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة”.
ودعت بريطانيا الى تطوير العلاقات بين الاتحاد الاوروبي وتركيا نظرا للدور المهم الذي تلعبه تركيا في حاضر الشرق الاوسط ومستقبله وأثنت الخارجية البريطانية على الدور التركي في تشديد الضغط الدولي على نظام الأسد.
وفي باريس، أكد الناطق بإسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو امس مشاركة “فابيوس في محادثات جنيف”، مشددا على ضرورة ان يؤدي الاجتماع الى “موقف دولي مشترك حيال الحل السياسي للمأساة السورية. يجب ان تتمكن هذه المجموعة من الاتفاق على الأسس والخطوات التي تنجز العملية الانتقالية الديموقراطية في سوريا اضافة الى اولوية وقف القمع والسماح بدخول المساعدات الانسانية الى المدنيين السوريين”. وردا على سؤال حول موقف فرنسا من مصير الأسد في الحكومة الانتقالية التي يدعو اليها انان، اوضح فاليرو: “بعد سقوط اكثر من 15 الف قتيل بينهم العديد من النساء والاطفال بسبب اختيار بشار الأسد ان يقمع بالقوة تطلعات الشعب السوري المشروعة نحو الديموقراطية فهو يتحمل مسؤولية خياره بإغراق بلده وشعبه في دوامة عنف لا مثيل لها. بشار الأسد في نظر شعبه ونظر الأسرة الدولية فقد كامل شرعيته”.
وكان فابيوس شدد هو الآخر اول من امس على ان “زعيم السفاحين بشار الأسد يجب ان يرحل”.
وتشاطر بريطانيا فرنسا رأيها في الرئيس السوري وكذلك حال جميع الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي الذي أكد موقفا موحدا من شخص الأسد في بيان مجلس خارجيته الاخير الاثنين الماضي أن “لا مكان لبشار الأسد في مستقبل سوريا”.
وفي حال لم تسير الأمور على النحو السلمي المرسوم لها وحصل عناد من النظام السوري قابله عناد مشابه من الجانب الروسي، فإن حلف شمال “الاطلسي” سيجتمع مجددا للنظر في كيفية الرد على حادث الطائرة التركية وطبعا رد الحلف لن يحتاج الى قرار في مجلس الامن تتحكم بمصيره موسكو وبكين.
وأكد مصدر ديبلوماسي أميركي لصحيفة “التلغراف” البريطانية امس هذا الاتجاة بالإشارة الى ان “تركيا فاجأت سفراء الحلف الثلاثاء الماضي باقتراحها فرض حظر جوي على المنطقة السورية الشمالية المحاذية لحدودها. لم تعطي انقرة تفاصيل هذا التحرك في الاجتماع لكنها فاجأت المشاركين الذين لم يتوقعوا هكذا طلب. ولهذا عاد السفراء الى بلدانهم بالطلب التركي الذي تتم دراسته قبل الاجتماع مجددا خلال الايام المقبلة بشأن حادث الطائرة التركية”.
واشارت الصحيفة البريطانية الى قلق تركيا الشديد من “تحركات مقاتلي حزب “العمال الكردستاني” في شمال سوريا الذين اطلق لهم نظام الأسد الحرية المطلقة في التحرك. وبدا ذلك جليا من خلال رفع هؤلاء علم حزبهم في قرية عين العرب السورية القريبة من الحدود التركية قبل ان يسحبوه مجددا لكن الاتراك شاهدوه ما اثار حفيظتهم”. واكدت “التلغراف” ان “استخبارات النظام السوري لا تزال على علاقات جيدة مع حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره انقرة منظمة ارهابية”.
الى ذلك، وصفت إيران الوضع في سوريا بالحساس ودعت الى وقف العنف وإتاحة أجواء مناسبة للبدء فوراً بحوار بين الحكومة والشعب.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “ارنا” عن الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست، قوله “ان السبيل لتسوية الأزمة السورية يكمن بإتاحة اجواء مناسبة للحوار بين الحكومة والشعب”.
ووصف مهمانبرست الأوضاع الحالية في سوريا بـ”الحساسة”، وقال إن “على الجانبين، وقف كل انواع العنف لإتاحة الفرصة امام إجراء المحادثات المثمرة وتعزيز الحوار وسط أجواء سلمية”.
رمضان: فرص نجاح تشكيل حكومة من أنصار الأسد والمعارضة غير متوفرة
رأى عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري أحمد رمضان أن فرص نجاح اقتراح المبعوث الدولي العربي إلى سوريا كوفي أنان، والرامي إلى تشكيل حكومة انتقالية في سوريا تضم أنصار الرئيس بشار الأسد وأعضاء من المعارضة لإيجاد حل سلمي للنزاع “غير متوفرة على الإطلاق”، مؤكداً أن “الأزمة في سوريا لا تدور حول طبيعة الحكومة، بل حول نظام استبدادي قمعي ارتكب جرائم حرب وجرائم إبادة بحق شعبه، وهذا ما اعترفت به الأمم المتحدة”.
رمضان، وفي تصريح لصحيفة “الشرق الأوسط” قال: “لا يمكن لمن تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء في سوريا أن يكونوا شركاء في السلطة، كما أن المبادرة التي قدمتها جامعة الدول العربية وتبنتها الأمم المتحدة، تشير صراحة إلى تنحي الرئيس وتسليم سلطاته إلى نائبه لفترة انتقالية لا تشمل بشار الأسد أو المجموعة التي معه الآن”.
أعرب رمضان عن اعتقاده أن “فرص هذا الاقتراح تبدو ضعيفة جدا، لأن الشعب الذي قدم ما يقارب الـ20 ألف شهيد لا يقبل أن يكون شريكا ببضعة وزراء في الحكومة. ولذلك فإن ما قدم من السيد أنان وسمعناه عبر الإعلام لا يشكل مفتاحا لحل الأزمة، لأنه يعطي النظام فرصة للبقاء مدة أطول في الحكم، ولا يترجم الواقع بأن هناك شعبا ثار على هذا النظام الذي فقد السيطرة على 60 في المئة من الأرض، وينكفئ الآن إلى مواقعه وحصونه”.
استمرار القصف على حمص والمعارضة تدعو للتظاهر تحت شعار “واثقون بنصر الله“
أفاد ناشطون أن القصف على مدينة حمص تواصل اليوم، وذلك غداة سقوط 178 قتيلاً في أحد أكثر الأيام دموية منذ اندلاع الاحتجاجات قبل 15 شهراً، فيما دعت المعارضة السورية إلى التظاهر ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد تحت شعار “واثقون بنصر الله”، في إشارة واضحة إلى الإستياء من المساعي الدولية التي تعتبرها المعارضة خجولة والتي لم تنجح في إيجاد حل للازمة وللتصعيد الدموي الذي تشهده البلاد منذ أسابيع.
وجاء في الدعوة إلى التظاهر على صفحة “الثورة السورية ضد بشار الاسد 2011” على موقع “فيسبوك” للتواصل الاجتماعي “خذلنا العالم، لكن الشعب السوري أعلنها منذ البداية: يا الله مالنا غيرك يا الله”، في إشارة الى شعار يطلقه المتظاهرون في مسيراتهم المطالبة باسقاط النظام. وأضافت الصفحة “واثقون بنصر الله رغم كل شيء..ألا إن نصر الله قريب”.
في غضون ذلك، أفادت لجان التنسيق المحلية في رسالة عبر البريد الالكتروني تلقتها “فرانس برس” صباح اليوم عن “قصف مدفعي عنيف على حي جورة الشياح (في حمص) وسط إطلاق نار كثيف من رشاشات جيش النظام الثقيلة”، مشيرة إلى “اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري الحر وجيش النظام في مدينة دير الزور، وسط إطلاق نار كثيف من حواجز جيش النظام في حيي الجورة والعمال”.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان فجراً أن ضابطاً منشقاً هو قائد كتيبة مقاتلة معارضة، قُتل عند منتصف ليل الخميس الجمعة في منطقة معرة النعمان في محافظة إدلب في كمين نصبته له القوات النظامية السورية.
(أ.ف. ب.)
الصليب الأحمر يفشل مجددا في دخول حمص
139 قتيلا بسوريا وانفجاران بدمشق
قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 139 شخصا قتلوا أمس الخميس برصاص قوات الأمن معظمهم بريف دمشق وحمص ودير الزور، فيما هز انفجاران وسط العاصمة دمشق، في وقت قال فيه الصليب الأحمر إن جهود إجلاء المدنيين والمصابين من حمص فشلت مجددا.
وأفادت شبكة شام باستمرار القصف من قبل القوات النظامية على مدينة دوما بريف دمشق منذ ساعات صباح أمس، وأكدت أن الطيران الحربي يقصف بالرشاش وبالقذائف خلف مبنى البلدية، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى فيها وفي حرستا وسقبا بريف دمشق.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن ستة أشخاص من عائلة واحدة قتلوا في قصف استهدف بلدة العشارنة بريف حماة، بينما استمر القصف على مدينتي الرستن وتلبيسة وعدة أحياءٍ بحمص.
وتحدثت الهيئة عن اشتباكات عنيفة بين عناصر من الجيش السوري الحر وقوات من الجيش السوري النظامي في بلدة الصور بريف دير الزور، مشيرة إلى استمرار القصف العنيف على معظم أحياء المدينة، وخاصة حيي العرضي والكنامات.
وفي مدينة القصير بحمص يتواصل قصف عنيف بالدبابات والمدفعية والهاون من قبل القوات السورية النظامية باتجاه منازل المدنيين في المدينة والقرى المحيطة بها، مما أدى إلى ارتفاع عدد الجرحى وسقوط عدة قتلى.
وفي محافظة درعا جنوبا سقط ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى نتيجة القصف العشوائي بالصواريخ والمدفعية على بلدة الحراك من قبل قوات الأمن وجيش النظام وفق الهيئة العامة للثورة، كما تجدد القصف على مخيم النازحين في درعا وبلدتي كفر شمس ودير العدس اللتين اقتحمتهما قوات النظام وسط إطلاق نار كثيف وشنت حملة دهم وحرق وتكسير للمنازل واعتقالات عشوائية.
وتحدثت شبكة شام عن تجدد القصف المدفعي العنيف وبراجمات الصواريخ على قرى في جبل الأكراد بمحافظة اللاذقية الساحلية بينها قرية تردين.
انفجاران بدمشق
في دمشق، قال التلفزيون السوري إن عبوتين ناسفتين انفجرتا خارج القصر العدلي، بوسط العاصمة السورية، وأضاف أن ثلاثة أشخاص أصيبوا في الانفجار، وتضررت عشرون سيارة، بينما لم تنفجر عبوة ثالثة وجدت في المكان.
ووقع الانفجاران في منطقة المرجة القريبة من أسواق دمشق القديمة، ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني لم يكشف عن اسمه أن التفجيرين نجما عن “عبوتين مغناطيسيتين وضعتا تحت سيارتي قاضيين”.
وأوضح أن الجهات المختصة فككت عبوة ثالثة قبل أن تنفجر، كما أشار إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح وتضرر 18 سيارة في المرآب.
من جانبه قال الناطق باسم اتحاد شباب سوريا سمير الشامي في اتصال مع الجزيرة من دمشق إن الانفجارين كانا متزامنين ووقعا الساعة الواحدة إلا خمس دقائق ظهرا بالتوقيت المحلي. واتهم الشامي النظام بالمسؤولية عن التفجيرين في إطار محاولته لمعاقبة الدمشقيين والتجار، حيث وقعا على بعد أمتار من الأسواق الرئيسية التي نفذت إضرابا شاملا.
الصليب الأحمر
في هذه الأثناء قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس الخميس إن جهود إجلاء المدنيين والمصابين من مدينة حمص فشلت مجددا، بعد تعذر دخول فريق إنقاذ إلى المناطق المتضررة.
وقالت رئيسة عمليات الصليب الأحمر الدولي في منطقة الشرق الأوسط والأدنى بياتريس ميجيفاند روجو في بيان إنه كان هناك اتفاق مع السلطات السورية والمعارضة كي يقوم فريق الصليب الأحمر بعملية إجلاء يوم الأربعاء.
وأضافت “في الموقع لم يتم الالتزام بما تم الاتفاق عليه ولم يتمكن أعضاء الفريق من العمل”.
وأحجم المتحدث باسم اللجنة في جنيف بيجان فارنودي عن تقديم تفاصيل أو توجيه اللوم إلى أي جهة في الانتكاسة الأخيرة بعد موافقة الجانبين مبدئيا على هدنة لأغراض إنسانية، ولكن مسؤولا بوزارة الخارجية السورية أنحى باللائمة على ما سماها “مجموعات إرهابية مسلحة”.
وهذه هي المرة الثانية خلال أسبوع التي يضطر فيها فريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر للعودة إلى دمشق، ففي 21 يونيو/حزيران عاد فريق مشترك من الصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري أدراجه بعد سماعه دوي إطلاق نار عند محاولته دخول المدينة القديمة، حيث تقول اللجنة إن مئات من المدنيين ما زالوا محاصرين بسبب الاشتباكات.
وفي هذا السياق أصدرت منظمات إنسانية اليوم في جنيف نداءات لزيادة المبالغ المرصودة لمساعدة اللاجئين السوريين في لبنان وتركيا والأردن والعراق. وقدرت الحاجة في هذه المناطق بنحو 193 مليون دولار، أي ضعف المبلغ الذي كلن متوقعا في شهر مارس/آذار الماضي.
تحفظات روسيا تهدد اجتماع جنيف
قال المتحدّث باسم المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان إنّ اجتماعا سيعقد اليوم الجمعة في جنيف للتمهيد لعقد اجتماع مجموعة العمل بشأن سوريا المقرّر غدا السبت، والذي يواجه تهديدا بعدم الانعقاد بسبب تحفظات روسية على خطة أنان بخصوص المرحلة الانتقالية في سوريا.
وأفاد دبلوماسيون في الأمم المتحدة أن عددا من وزراء الخارجية، من بينهم وزراء الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، هددوا بعدم المشاركة في اجتماع جنيف المتعلق ببحث الأزمة السورية في حال وجود شكوك بعدم نجاحه.
من جانبه، نفى رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وجود خلافات بين قطر وروسيا قد تؤثر على اجتماع جنيف. وأعرب في اتصال مع الجزيرة عن أمله في التوصل إلى حل يوقف العنف ويضمن تنفيذ باقي البنود في خطة كوفي أنان.
اجتماع سان بطرسبرغ
في هذه الأثناء، وصلت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى مدينة سان بطرسبرغ بروسيا لحضور اجتماع اليوم الجمعة مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف في وقت يختلف فيه البلدان اختلافا شديدا بشأن سوريا.
وقال لافروف الذي كانت حكومته النصير الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد في حملته ضد الاحتجاجات الشعبية إن اجتماع جنيف يجب أن يحدد الشروط لإنهاء العنف وبدء حوار وطني لعموم سوريا وألا يحدد مسبقا مضمون هذا الحوار.
واستبق لافروف الاجتماع بالقول إن “روسيا لا يمكن أن تدعم ولن تدعم أي وصفة مفروضة من الخارج”. وأضاف أن “الأمر يتعلق بتشجيع الحوار بين السوريين وليس إصدار أحكام مسبقة على نتائجه”.
غير أن كلينتون التي وافقت على حضور اجتماع جنيف شريطة أن يحدد إطارا لتنحي الأسد، اختلفت معه اختلافا حادا، وقالت لصحفيين في لاتفيا قبل سفرها إلى سان بطرسبرغ “من الواضح بجلاء من الدعوات التي وجهها المبعوث الخاص كوفي أنان أن المدعوين سيأتون على أساس خطة الانتقال السياسي التي قدمها”.
وقال الرئيس السوري بشار الأسد إن بلاده لن تقبل أي حل غير سوري للأزمة، وأشار إلى أن بعض الدول تتمنى فشل خطة أنان لإلقاء اللوم على بلاده.
تحرك عسكري تركي باتجاه الحدود
أنقرة تتوعد برد حازم على إسقاط طائرتها
توعد مجلس الأمن التركي في اجتماع له اليوم بأن رد أنقرة على إسقاط سوريا طائرتها الاستطلاعية سيكون حازما وفي إطار القانون الدولي، في حين نقلت وسائل إعلام أن مركبات عسكرية تركية تحركت صوب الحدود السورية.
واعتبر المجلس الذي يضم كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين الحادث عملا عدائيا، وأوضح أنه بحث القضية تفصيليا وأن أنقرة ستتحرك “بحزم مع احتفاظها بكل حقوقها في إطار القانون الدولي”.
وقال مراسل الجزيرة في أنقرة المعتز بالله حسن إن موضوع الطائرة حظي باهتمام واسع في اجتماع المجلس الذي استمر زهاء خمس ساعات ويجيء بعد نحو أسبوع من إسقاط المقاتلة التركية “إف 4” في شرق المتوسط، بالدفاعات الجوية السورية.
وأضاف المراسل أن الاجتماع نص بصورة حرفية على أن تركيا ستتحرك بكل إصرار من أجل المحافظة على حقوقها وأن الرد سيكون حازما ووفقا للقانون الدولي، وقال إن جميع الكتل السياسية متفقة على اعتبار الحادث اعتداء وما يجري تداوله والنقاش حوله هو بحث آليات الرد.
نشر مركبات
وجاء الاجتماع بعد ما نقلت وسائل إعلام تركية أن قرابة ثلاثين مركبة عسكرية، وشاحنات تحمل بطاريات صواريخ، انطلقت صوب الحدود مع سوريا.
وذكرت وكالة الأناضول الرسمية أن هناك تقارير تفيد أن هذه المركبات ستنتشر على طول الحدود، في سانليورفا وإقليم هاتاي المتاخم لسوريا.
وأفادت صحيفة “ملييت” أن المركبات التي ترافقها شاحنة تحمل بطارية صواريخ غادرت قاعدة في محافظة هاتاي متوجهة إلى الحدود، أما صحيفة “طرف” فنقلت عن مصادر لم تحدد هويتها أن انتشار القوات يعتبر بمثابة إقامة “ممر أمني” بحكم الأمر الواقع على الأراضي التركي.
وأظهرت لقطات فيديو بثتها وكالة “دياتشايه” القافلة وهي تتجه صوب الحدود. وقالت وكالة دوجان إن القافلة توجهت إلى محافظة كيليس التي تضم مخيما ضخما للاجئين السوريين وأغلق المرور أمام بعض الطرق للسماح بمرور القافلة.
تهديد واضح
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد وصف في تصريحات له أول أمس الثلاثاء سوريا بأنها تشكل “تهديدا واضحا ووشيكا”، وتوعدها برد عسكري قاس على أي انتهاك حدودي.
وقال في كلمة ألقاها أمام برلمان بلاده الثلاثاء إن الطائرة التركية لم تكن مسلحة، ولم تخف هويتها ولو كانت هناك نوايا عدوانية لأخفتها، ورغم أنها اخترقت المجال الجوي السوري لوقت قليل جدا فإنها غادرته بعد تنبيهها من المركز.
وأوضح أن الطائرة كانت تقوم بطلعة تدريب لتجربة رادارات تركية جديدة، وتعرضت للإسقاط في المياه الدولية على بعد 13 ميلا بحريا عن سوريا، دون أن تعطَى أي إشارة أو تحذير أو توجيه من الدفاعات الجوية السورية.
وأصر أردوغان على أن سوريا كانت تعرف هوية الطائرة وأسقطتها عن عمد، و”لا يمكن ربط الإسقاط بهذا الاختراق، فقد أحصت تركيا منذ بداية العام الحالي 114 اختراقا جويا منها خمس مرات لمروحيات سورية، وأشار إلى أن هذه الحوادث لا تعالج بإسقاط الطائرات”.
وأكد أردوغان أن تركيا لن تخضع للاستفزاز أو تنجر وراء من يدقون طبول الحرب، لكن هذا لا يعني أنها ستسكت عن حقها وبقدر ما هي وادعة وآمنة تجاه جيرانها، فإن غضبها شديد وقاهر إذا عبث أحد معها”.
لاجئو سوريا يتدفقون على الأردن
محمد النجار-الرمثا
سجلت معدلات تدفق اللاجئين السوريين إلى مدينة الرمثا الحدودية مع الأردن ارتفاعا كبيرا وصل إلى نحو خمسمائة لاجئ يوميا منذ الأحد الماضي، تزامنا مع القصف المتواصل لجيش النظام السوري على مدن وقرى محافظة درعا الحدودية مع الأردن.
وزارت الجزيرة نت الخميس مكان تجميع اللاجئين السوريين في سكن البشابشة بمدينة الرمثا، ووقفت على حجم معاناة اللاجئين داخل السكن، حيث اضطرت السلطات الأردنية لنصب خيام داخل السكن وضع الرجال فيها، فيما خصصت المباني للنساء.
وأدى هذا التدفق الكبير إلى زيادة معاناة الأطفال وكبار السن الذين اكتظ بهم المكان، إضافة للمرضى وبعض المصابين الذين زاد اللجوء من معاناتهم هروبا من الحرب التي يشنها عليهم نظام الرئيس بشار الأسد.
وقدر مسؤولون أعداد اللاجئين السوريين الذين وصلوا سكن البشابشة خلال الأسبوعين الماضيين بسبعة آلاف لاجئ، ووصفوا الموجة الأخيرة من اللجوء بالأسوأ منذ اندلاع الثورة السورية على نظام الرئيس بشار الأسد في مارس/آذار من العام الماضي، ليصل عدد اللاجئين السوريين في الأردن إلى نحو 150 ألفا.
وشاهدت الجزيرة نت عمليات قبول الكفالات من أردنيين وسوريين مقيمين بالأردن للاجئين الجدد، وهي الكفالات التي تأمل السلطات الأردنية منها تخفيف أعداد اللاجئين المتكدسين داخل السكن.
وتشرف على سكن البشابشة جهات أمنية أردنية، فيما تقوم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين وجمعية العون الإنساني وجمعيات خيرية داخل مدينة الرمثا بتقديم الخدمات بداخله بالتعاون مع جمعية الكتاب والسنة.
قصص الفرار
وروى نور الدين المصري الذي وصل الأردن فجر الأربعاء الماضي هاربا من مدينة عتمان بدرعا لحظات الهروب من الموت كما يصفها.
وقال للجزيرة نت “القصف على عتمان استمر لثلاثة أيام متواصلة وطال كل شيء في المدينة، كما أن الجيش والشبيحة أحرقوا العديد من البيوت التي قتل بعض ممن كانوا فيها بالسكاكين”.
وأضاف “خرجت مع العديد من أهالي البلدة بحراسة من الجيش الحر من مكان لمكان حتى وصلنا الحدود الأردنية”.
وتابع “كنا حوالي مائتي شخص، نساء وأطفال ورجال وكبار بالسن، مشينا مسافة ثلاثة كيلومترات في الوعر وسط عتمة الليل دون أي همس، وكنا نضع أيدينا على أفواه الأطفال لأن الجيش الحر أوصانا بأن أي صوت سيؤدي لإطلاق الرصاص علينا من جيش الأسد”.
ورغم أن العدد الأكبر من الفارين من سوريا من محافظة درعا إلا أن نصيب أبناء محافظة حمص حافظ على نسبته من المعاناة التي يرويها محمد راتب الحلبي الذي فر من حمص حتى وصل الحدود الأردنية مع زوجته وأولاده.
وقال “عند وصولنا للحدود مع الأردن قام الجيش الحر بتجميعنا وكان عددنا نحو مائة والأعمار كانت من شهرين إلى 55 سنة، ووصلنا ولله الحمد للأردن الذي أشكره على أنه قام بتأميننا”، غير أنه يشكو من بطء إجراءات الكفالة التي قال إنها توفرت له ولكل أفراد عائلته باستثناء أحد أبنائه، وناشد السلطات الأردنية بأن تسرع من مثل هذه الإجراءات لتخفيف معاناة اللاجئين.
وباتت أزمة اللاجئين السوريين في الأردن أحد الملفات الضاغطة في المشهد الأردني لا سيما مع تفاقم الوضع الأمني في سوريا وموجات اللجوء التي يواجهها الأردن الذي يعيش أزمات سياسية واقتصادية تجعل من قضية اللاجئين السوريين أزمة متحركة ومتفاقمة ولا يعرف المدى الذي ستصل إليه.
رجال الأعمال السوريون يدعمون الثورة
تحركات لتخفيف المآسي والتفكير في الاقتصاد
محمد أفزاز-الدوحة
يمثل الدعم المادي الذي تعهد رجال أعمال سوريون في الخارج بتقديمه للثورة السورية تعزيزا مباشرا للثورة من جهة، ودعم صمود الأهالي في مواجهة الأزمات من جهة ثانية، علاوة على أن المبادرة تستنفر الجهود للتنسيق مع رجال الأعمال في الداخل السوري لتطوير الاقتصاد المحلي.
وفي هذا الصدد أكد رئيس المنتدى السوري الدولي للأعمال مختار عبارة أن صندوق دعم الثورة السورية -الذي تم إطلاقه بالعاصمة القطرية الدوحة قبل أسابيع- سيظل مقتصرا في الوقت الراهن على الجوانب الإنسانية والإغاثية على اعتبار الأوضاع المتدهورة بسوريا.
وقال عبارة للجزيرة نت “هناك توجه للاتفاق على أن يكون الدعم موجها للمآسي الإنسانية وأزمة السكن والطعام والمياه وأزمات أخرى”، وأضاف أن رجال الأعمال والتجار السوريين بالداخل بدؤوا ينحازون للثورة، وينفذون إضرابات للتأثير على النظام، مشيرا إلى وجود تنسيق دائم بين هؤلاء ونظرائهم من رجال الأعمال السوريين في الخارج.
دراسة اقتصادية
وقدر عبارة عدد رجال الأعمال السوريين الموجودين في الخارج بنحو 300 شخص حسب تقديرات أولية للمنتدى، غير أنه توقع أن يرتفع العدد إلى 500 رجل أعمال في حال تم إحصاء الأشخاص الموجودين بالمنطقة الأميركية. وأعلن عبارة أن المنتدى -بتنسيق مع جهات أخرى- يعكف على إعداد دراسة بشأن مستقبل الاقتصاد السوري، وتوقع أن تظهر هذه الدراسة في صورتها الأولية بعد 45 يوما، وفي صورتها المفصلة بعد أربعة أشهر.
وقال رجل الأعمال السوري بالخارج عمر الحراكي إن صندوق دعم الثورة السورية سيتوجه بالأساس لتخفيف المعاناة عن السوريين في الداخل وفي المخيمات من النواحي الطبية والإغاثية والخدمية والتعليمية.
وأضاف للجزيرة نت أن الإستراتيجية المستقبلية للصندوق -الذي يتوقع أن يجذب 300 مليون دولار- تركز على تنمية سوريا من كافة نواحيها وإعادة إعمار البلد ووضع الدراسات اللازمة لهذا الشأن بالتعاون مع أصحاب الاختصاص والخبراء من رجال الأعمال السوريين وأصدقائهم، مشيرا إلى أن الصندوق يوجد الآن تحت الدراسة بالتنسيق مع بعض بيوت الخبرة لوضع آليات وأوجه الصرف والتدقيق والمتابعة.
خريطة تنمية
وحدد الحراكي بعض معالم خريطة الطريق التنموية لحقبة ما بعد بشار الأسد، ومن ذلك تحرير الاقتصاد من قبضة الفساد، وتخفيف نسب البطالة والتضخم والفقر، وتنمية التعليم ومنتجاته، وتطوير كل مكونات الاقتصاد زراعيا وتجاريا وصناعيا وخدميا، علاوة على دعمه بقوانين وأنظمة ودستور يؤسس لدولة حرة.
وأكد رجل الأعمال أن هناك أسسا كثيرة تتصل باستشراف مستقبل سوريا، وذكر منها حماية الخدمات والمنشآت العامة والخاصة المهمة، وإعادة بناء ما دمرته آلة الحرب، ودعم استقرار العملة السورية.
وشدد على أولوية محاربة الفساد ورفع كفاءة العاملين بالقطاعين العام والخاص، وتعزيز الشفافية والمحاسبة، فضلا عن تنمية مستوى الصادرات السورية، ووضع أسس للمساواة بين كل مكونات المجتمع.
طرد كفاءات
وأكد الاقتصادي والمعارض السوري بسام جعارة أن الشعب السوري يحتاج إلى كافة أوجه الدعم أيا كان مصدرها لمواجهة شح المياه والطعام والدواء في ظل نزوح أكثر من مليوني شخص، مشيدا بمبادرة رجال الأعمال السوريين بتأسيس صندوق لدعم الثورة هناك.
بيد أنه أكد في تصريح للجزيرة نت أهمية أن يعمل رجال الأعمال بالخارج على إقناع نظرائهم بالداخل السوري بالانشقاق على النظام، لأن ذلك من شأنه أن يعجل بانهياره.
واعتبر أن انشقاق أصحاب رؤوس الأموال أقوى من أي تدخل آخر يهدف إلى إسقاط النظام، مشيرا إلى أن هذا الأخير يلزم كثيرا من رجال الأعمال بتمويل حملته القمعية على الشعب السوري.
ولفت جعارة إلى أن نحو 10 ملايين سوري مغتربون، بينهم مليون عالم وكفاءة على أتم استعداد لربح رهان تنمية سوريا ورفع كفاءتها الاقتصادية لمستويات تتجاوز بكثير المستويات السابقة.
ونبه المعارض على أهمية الإسراع ببلورة خريطة طريق اقتصادية تحقق الازدهار للشعب السوري من الآن دون انتظار سقوط النظام، وقال في هذا السياق إن الكفاءات التي طردها النظام منذ مجزرة حماة عام 1982 تتوفر على الإمكانات التقنية والفنية والمادية للمساهمة في رسم هذه الخريطة.
هل تدفع إيران نحو حل أزمة سوريا؟
قدمت إيران عرضا جديدا لتوظيف دورها الإقليمي ونفوذها في سوريا، من أجل مساعدة المبعوث الأممي العربي المشترك كوفي أنان على إيجاد مخرج للأزمة السورية. ويطرح هذا العرض تساؤلات عن قدرة إيران على حل الأزمة، وارتباط ذلك بمصير الرئيس السوري بشار الأسد. وجاء العرض الإيراني على لسان سفير طهران في الأمم المتحدة محمد خزاعي الذي اعتبر أن نفوذ إيران ودورها البناء في المنطقة “حقيقة مهمة للغاية لا يمكن لأحد تجاهلها”.
وقال للصحفيين أمس الأربعاء في نيويورك “إذا كانت بعض القوى لا تريد أن تستفيد من هذا النفوذ وهذا الدور البناء فهذه مشكلتها، وهي مؤشر آخر على التجاهل الفعلي للحقائق على الأرض”، مؤكدا أن الحل هو في “التعاون بين الجميع”.
وصدرت هذه التصريحات في وقت ينظر لإيران على أنها أحد أسباب استمرار الأزمة السورية، وذلك انطلاقا من الاتهامات التي توجه إليها بالتدخل المباشر في سوريا وتقديم الدعم لنظام الرئيس بشار الأسد.
وفي تعليقه على هذه التصريحات قال الباحث المتخصص في الشؤون الآسيوية بشير عبد الفتاح إن العرض يدخل ضمن مسعى إيراني للحصول على اعتراف دولي بأنها فاعل مهم في المنطقة، وفي إطار الصراع مع تركيا في الساحة الإقليمية، ورغبة منها في ضمان مخرج آمن للأسد من هذه الأزمة، وهو ما سيحسب من قبل طهران على أنه نجاح لمعسكر الممانعة على حساب معسكر الحوار.
وأشار عبد الفتاح في اتصال مع الجزيرة نت إلى أن هذه المبادرة تأتي أيضا ضمن مساعي تخفيف الضغوط التي تصاعدت على الأسد في أعقاب إسقاط الطائرة التركية من قبل القوات السورية نهاية الأسبوع المنصرم.
وأوضح عبد الفتاح أن المساهمة الإيرانية لن تكون بمعزل عن الرؤية الروسية والصينية للأزمة، لأن دور طهران تابع ولا يمكن لها أن تتخذ خطوات بمعزل عن اللاعبين الأساسيين في المنطقة.
وأشار إلى أن التحركات الإيرانية لا يمكن أن تصل إلى الموافقة على رحيل الأسد باعتباره “القاسم المشترك” بين الأطراف ذات المصلحة في المنطقة.
وأوضح أن جهد طهران سيتجه نحو وقف العنف ودفع دمشق لتقديم تنازلات عبر إشراك رموز المعارضة وإطلاق سراح السجناء والسماح برقابة دولية أكبر على البلاد، وأكد أن أقصى ما يمكن أن تصل إليه المبادرة الإيرانية هو الدفع نحو السيناريو اليمني الذي يضمن خروجا آمنا للرئيس السوري وحصانة من المتابعة القضائية.
وفيما يتعلق بعلاقة المبادرة الإيرانية بملفها النووي، أشار عبد الفتاح إلى أن الملفين منفصلان باعتبار أن ايران وصلت إلى مرحلة اللاعودة في الملف النووي، بشكل يدفع الولايات المتحدة وإسرائيل للقبول به ولو عبر مساومات محددة.
وعن الرد الإيراني في حال اللجوء إلى الخيار العسكري في سوريا، قال عبد الفتاح إن هذا الخيار غير مطروح في المدى المنظور، بالنظر إلى تحفظ عدد من دول الجوار عليه، والمخاطر التي قد يجلبها هذا التدخل، وتهديده لاستقرار المنطقة، فضلا عن عدم وجود ضمانات لتبعات التدخل العسكري، إضافة إلى قوة الدفاعات السورية المدعومة بتواجد روسي على الأرض، عكس ما كان عليه الحال في ليبيا.
الدور الخليجي
في المقابل قال الخبير في الشؤون الإيرانية كامل وزني إن حل الأزمة السورية يبقى مرهونا بتفاهم خليجي إيراني، واعتبر أن الأزمة السورية تعبير عن واقع الصراع بين الطرفين.
وأشار وزني في اتصال مع الجزيرة نت إلى أن الدول الخليجية تسعى لاستعادة التوازن في المنطقة بعدما فقدت دولا محورية في المنطقة وهي مصر والعراق، وذلك عبر فرض رؤيتها لحل الأزمة والتي تنبني على رحيل الرئيس الأسد.
وقرأ المبادرة الإيرانية ضمن موقف طهران الداعم لسوريا، والتي ترى أن دمشق وعبر ما تمر به الآن تدفع ثمن مواقفها من إسرائيل خلال السنوات الماضية، وهو ما دفعه إلى توقع استمرار دوامة العنف خلال الفترة القادمة.
وأوضح وزاني أن المبادرة الإيرانية لن تبتعد عن ما طالبت به طهران منذ اندلاع الأزمة، وذلك عبر دفع دمشق لوقف العنف وتبني مزيد من الإصلاحات وإشراك المعارضة في حوار بهدف التوصل إلى رؤية سياسية مشتركة للحل.
الفصل السابع وأفق الحل بسوريا
يجد المجتمع الدولي نفسه إزاء استمرار دوامة العنف في سوريا وعدم قدرة خطة المبعوث الأممي كوفي أنان على إيجاد حل للأزمة، أمام خيار أخير يتمثل في الدفع نحو الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. وبين الدعوات العربية والغربية إلى اللجوء إلى هذا الخيار والتحفظ الروسي والصيني عليه يبقى التساؤل واردا عن الفرص الحقيقية التي يمنحها هذا الخيار من أجل حل الأزمة.
وبالرغم من ارتباط الفصل السابع باستخدام القوة والتدخل العسكري بمباركة من مجلس الأمن، فإن هذا الفصل المكون من 13 مادة يتدرج في التعامل مع الحالات التي تشكل “تهديدا للسلم أو إخلالا به”.
ويسمح الفصل بممارسة ضغط على بلد لكي يمتثل لقرارات مجلس الأمن الدولي، عبر إقرار ما يجب اتخاذه من التدابير التي لا تتطلب استخدام القوات المسلحة لتنفيذ قراراته، ويمكن أن تتضمن هذه التدابير “وقف الصلات الاقتصادية والمواصلات الحديدية والبحرية والجوية والبريدية والبرقية واللاسلكية وغيرها من وسائل المواصلات، وقفا جزئيا أو كليا، وقطع العلاقات الدبلوماسية”.
وإذا رأى مجلس الأمن أن هذه التدابير “لا تفي بالغرض”، بإمكانه اللجوء إلى المادة 42 التي تجيز له “أن يتخذ بطريق القوات الجوية والبحرية والبرية من الأعمال ما يلزم لحفظ السلم والأمن الدولي أو لإعادته إلى نصابه”.
وتتعهد جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة -وفقا للمادة 43- بأن “تضع في تصرف مجلس الأمن بناء على طلبه وطبقا لاتفاق أو اتفاقات خاصة، ما يلزم من القوات المسلحة والمساعدات والتسهيلات الضرورية لحفظ السلم والأمن الدولي ومن ذلك حق المرور”.
مباركة وتحفظ
ويبرز الحديث عن الفصل السابع في الحالة السورية مرادفا لاستخدام القوة العسكرية، وذلك بالنظر إلى أن قائمة العقوبات الغربية على النظام السوري تتزايد بمرور الوقت في مسعى لعزل النظام وخنقه اقتصاديا مما قد يثير موجة انشقاقات داخلية تدفع لتصدع النظام من الداخل.
ويثير الحديث عن التدخل العسكري جدلا بين خبراء القانون الدولي، فالمؤيدون يستندون إلى الالتزامات الأخلاقية للمجتمع الدولي تجاه حماية حقوق الإنسان، في حين يرى المعارضون أن للتدخل أخطارًا وتكاليف تصاحبه، ويدفعون بتعارضه مع مبادئ القانون الدولي كمبدأ السيادة، وعدم التدخل الواردة في ميثاق الأمم المتحدة.
سياسيا تجد الدعوات إلى استخدام هذا الفصل لحل الأزمة السورية شرعيتها في المطالب التي رفعتها الجامعة العربية في اجتماعها في الدوحة بداية يونيو/ حزيران الجاري، والتي طالبت بتنفيذ خطة أنان استنادا إلى مضمون الفصل السابع.
وساند هذا الاتجاه عدد من القادة الغربيين، فقد اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن استصدار قرار وفق موجبات الفصل السابع “يبقى خيارا مطروحا على الطاولة في الوقت المناسب”.
غير أن هذا التوجه يواجه بتحفظ روسي وصيني، حيث وقفت الدولتان في وجه استصدار قرارات عن مجلس الأمن حول سوريا، وترفع الآن تحفظات تمنع استصدار أي قرار تحت بند الفصل السابع.
وتربط روسيا الموافقة على أي حل للأزمة السورية بحصول التغيير وفقا لإرادة السوريين وليس عبر التدخلات الأجنبية.
تغيير الموقف
وانطلاقا من المعطيات السابقة يتضح أن اللجوء إلى الفصل السابع يبقى مرهونا بتغيير في الموقف الروسي والصيني، وهنا يرى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن موقف الدولتين يمكن أن يتغير انطلاقا من تدهور الأوضاع في سوريا وانزلاقها نحو الحرب الأهلية.
وقد اعتبر وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ أن الرئيس السوري بشار الأسد حتى وإن مُنح حرية ارتكاب جرائم فظيعة، فلن يعود إلى السيطرة على الوضع في سوريا، وأكد أن الخيار “ليس بين خطة أنان من جهة وتقوية نظام الأسد لنفسه من جهة أخرى.. إنه خيار بين تطبيق خطة أنان وزيادة الفوضى”.
وأمام هذه الوضعية يرى مراقبون أن خيار اللجوء إلى الفصل السابع ضمن مساعي حلحلة الأزمة السورية يبقى مرهونا بصفقة بين واشنطن وموسكو، صفقة قد يكون توقيتها غير مناسب حاليا بالنسبة للولايات المتحدة، لأنها قد تمنح فرصة لروسيا للاستحواذ على أدوار أخرى في عدد من الملفات الدولية ولاسيما الملف النووي لكل من كوريا الشمالية وإيران وقضية الدرع الصاروخية.
سي آي أي تتفحص المعارضة السورية
لتحديد من يمكن تسليحه منها
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن مجموعة صغيرة من ضباط الاستخبارات المركزية الأميركية يعملون بشكل سري بجنوب تركيا على مساعدة الحلفاء في تحديد أي من مجموعات مقاتلي المعارضة السورية يمكن تسليمها أسلحة لاستخدامها في معركتها مع الحكومة السورية.
ونقل الكاتب بالصحيفة إريك شميت عن مسؤولين أميركيين وضباط مخابرات عرب أن أسلحة تشمل بنادق آلية ومقذوفات صاروخية وذخيرة وبعض الأسلحة المضادة للدبابات اُرسلت بالفعل عبر الحدود التركية بواسطة شبكة سرية من الوسطاء بمن فيهم الإخوان المسلمون السوريون ويتم تمويلها من قبل تركيا والسعودية ودولة قطر.
وأشار إلى أن ضباط الاستخبارات المركزية ظلوا موجودين بجنوب تركيا لعدة أسابيع جزئيا للمساعدة في منع وقوع الأسلحة بأيدي المقاتلين المتحالفين مع تنظيم القاعدة “أو المجموعات الإرهابية الأخرى”. وأضاف أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما سبق أن قالت إنها لا تزوّد الثوار السوريين بالأسلحة، لكنها أضافت أيضا أن جيران سوريا يمكنهم القيام بذلك.
وقال شميت إن الجمع السري للمعلومات هو أكثر الأنشطة المعروفة تفصيلا بين أوجه الدعم الأميركي للحملة العسكرية ضد الحكومة السورية. كما أنه يمثل جزءا من محاولة واشنطن زيادة الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد الذي صعّدت حكومته مؤخرا قمع المدنيين وأفراد المليشيات الذين يعارضون نظامه.
وذكر الكاتب أنه مع إحباط روسيا للمزيد من الخطوات القوية ضد حكومة الأسد، تحولت واشنطن وحلفاؤها إلى السبل الدبلوماسية ودعم الجهود المشتركة لتسليح الثوار لإرغام الأسد على التخلي عن السلطة.
وبالمساعدة في تفحص مجموعات الثوار السورية، يأمل مسؤولو الاستخبارات المركزية الأميركية العاملون في تركيا معرفة المزيد عن شبكات المعارضة النامية والمتغيرة داخل سوريا وخلق علاقات جديدة.
وقال أحد مسؤولي الاستخبارات العرب الذين يتلقون معلومات من نظرائهم الأميركيين بانتظام إن “ضباط الاستخبارات المركزية الأميركية موجودون ويحاولون إنشاء موارد جديدة ويقومون بتجنيد الناس”.
ويقول المسؤولون الأميركيون ومسؤولو الاستخبارات المركزية المتقاعدون إن الإدارة الأميركية تدرس إمكانية تقديم مساعدة إضافية للثوار السوريين مثل تزويدهم بصور الأقمار الصناعية والمعلومات المفصلة الأخرى عن مواقع القوات السورية وتحركاتها.
وأضاف شميت أن إدارة أوباما تدرس أيضا إمكان مساعدة المعارضة في إنشاء جهاز استخبارات ابتدائي، لكنها لم تتخذ أي قرار بشأن هذه الأمور أو بشأن خطوات أقوى مثل إرسال ضباط من الاستخبارات المركزية إلى داخل سوريا نفسها.
وقالت الصحيفة إن المعركة داخل سوريا يُتوقع أن تتصاعد بشكل كبير خلال الأشهر المقبلة نظرا إلى تدفق الأسلحة القوية الجديدة إلى كل من الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة.
وذكرت أن أوباما ومساعديه الكبار يسعون إلى الضغط على روسيا لوقف شحنات الأسلحة مثل المروحيات الهجومية إلى الحكومة السورية، حليفها الرئيسي في الشرق الأوسط.
وتستمر وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” في دراسة سلسلة من الخيارات العسكرية عقب طلب أوباما مطلع مارس/ آذار الماضي ذلك. وأبلغ رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي أعضاء مجلس الشيوخ في ذلك الوقت أن الخيارات المعنية تشمل جسرا جويا للمساعدات الإنسانية ومراقبة جوية للجيش السوري وإقامة منطقة لحظر الطيران.
كذلك وضعت البنتاغون خططا بشأن الكيفية التي تستطيع بها قوات الحلفاء تأمين مخزون الأسلحة البيولوجية والكيميائية السورية الكبير الحجم في حالة تهديد حرب أهلية شاملة أمن هذه الأسلحة.
لكن كبار المسؤولين بالإدارة الأميركية يقللون حاليا من أهمية الخيارات العسكرية. وقال الجنرال ديمبسي للصحفيين هذا الشهر “أي شيء عسكري يتعلق بسوريا في الوقت الراهن هو مجرد افتراضات نظرية”.
ما تغيّر منذ مارس/ آذار هو التدفق الكبير للأسلحة والذخائر إلى الثوار. ووفقا لأعضاء المجلس الوطني السوري والنشطاء الآخرين فإن الهدف من ازدياد الهجمات الجوية والبرية الشرسة من قبل الحكومة على الثوار هو محاولة خلق توازن مع التنسيق، والتكتيكات والتسلح الذي تحسن كثيرا في جانب قوات المعارضة.
غليون زار معاقل الجيش الحر وقال: النظام شبه انتهى
أكد أن رفعت الأسد صرح بأنهم على استعداد لقتل الملايين من أجل إبقاء النظام
العربية.نت
قال برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري السابق، والعضو الحالي في ذات المجلس، إنه قام بزيارة منطقة إدلب وعدد من المناطق المحيطة بها، بغية الوقوف على التطورات على الصعيد الميداني، ولمعرفة الإشكاليات التي تقف حجر
عثرة أمام مقاتلي الجيش السوري الحر، مشيراً إلى أن استراتيجية النظام هي ممارسة القتل للبقاء على قيد الحياة، ولكونه يشعر بأنه بات يلفظ أنفاسه الأخيره.
وأكد أنه شاهد أناساً أحراراً جل ثقافتهم قائمة على العزة والكرامة والحرية، منوهاً بأنه فوجئ بروح البطولة التي يتمتع بها هؤلاء الأبطال.
وتابع “من ضمن الأسباب التي دفعتني للقيام بهذه الزيارة الخاطفة، أنني شعرت بأن الوقت مناسب جداً لها”، وأوعز تأخير الزيارة فيما مضى، لكونه كان على هرم سلطة المجلس الوطني السوري، ولكثرة اللقاءات الدبلوماسية والصحفية.
وعن كيفية بلوغه تلك المناطق والصعاب التي اعترضته أثناء تلك الزيارة، صرح خلال حديث لبرنامج “استوديو بيروت” الذي يذاع على قناة “العربية” بأن البلدات التي زارها محررة بالكامل، وتخضع لإدارة الجيش الحر، وليس لدى النظام حضور سياسي ونفسي واقتصادي.
وكشف عن وجود لجان إعاشة وتحقيق، وأخرى للقضاء، والمسؤول عن إدارتها سكان تلك البلدات، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه مر على مقربة من تجمع للقوات النظامية تبعد حوالي 25 متراً فقط.
العالم لم يهتم بسوريا
وأشار غليون إلى أن العالم لم يهتم بسوريا، حيث قال إن الشعب السوري ظلم من ناحية المساعدات الدولية، ونقدر ما يفعله المقاتلون في بلادنا ولكن الموارد ضعيفة، نافياً وجود أسلحة جديدة ونوعية لدى الجيش الحر، حيث أفاد بأنه لم يلحظ منها سوى النزر القليل، وأن مصدرها يكون من قبل المنشقين الجدد، أو عن طريق الاستيلاء عليها عقب إلحاق الهزيمة بمعسكرات الجيش النظامي المتاخم لحدود العديد من البلدات. وشدد على أن الجيش الحر بحاجة إلى أسلحة نوعية من دبابات وغيرها.
وأوضح ليس هناك تنسيق بين قادة الجيش الحر على مستوى البلاد، لأن المناخ السائد يشير إلى عدم حالة من اللامركزية بين المقاتلين، ولكن هناك تنسيق بين عناصر الجيش الحر الذين يقبعون في بلدة أو مدينة واحدة، ونوه بأنه يسعى لوضع المقاتلين السوريين تحت قيادة واحدة.
تصريح الأسد غطاء شرعي لممارسة القتل
وفيما يتعلق بما ينسب للجيش الحر من تجاوزات، لفت إلى أن سوريا تعيش حالة من الحراك الثوري، وبالتالي فإنه ينضوي تحت لواء هذا الجيش العديد من الشعب وكل واحد له ميوله وأهدافه، ولا يمكن أن ننتقي الثوار، وأن أفعال النظام هي التي تولد رد فعل، في إشارة إلى الانفجار الذي استهدف محطة تلفزيونية حكومية وأودى بحياة ثلاثة إعلاميين، رافضاً في الوقت ذاته إلصاق التهمة بالجيش الحر، واصفاً الانفجار بأنه غير لائق، ونحن نحترم حرية الرأي والإعلام.
كما عقب على تصريح الأسد الذي قال فيه إن سوريا في حالة حرب، قائلاً “هذا يعطي مبرراً لممارسة كافة أشكال القتل التي تمارس يومياً بحق السوريين”.
وأضاف “إن رفعت الأسد صرح في وقت سابق بأنهم سيدافعون عن النظام حتى لو تم تصفية نصف السكان أو تم إزهاق روح ملايين الأشخاص”.
وبخصوص قراءته لا نشقاقات الطيارين، أفاد بأنها ستزيد في المستقبل المنظور لكون معنويات الجيش النظامي في الحضيض، وعن استهداف الطائرة التركية، قال أعتقد أنها ستسرع خطط دعم الثورة السورية، وأن النظام ارتكب خطأ فادحاً بإقباله على إسقاط الطائرة، وسيدفع الثمن من خلال تعزيز المجتمع الدولي للثورة من خلال تقديم أسلحة نوعية ومساعدات إنسانية وهذا هو المأمول.
وزاد “إن خطة أنان وجامعة الدول العربية، تمثل مرحلة مناقشة الأوضاع ما بعد الأسد، وأن مؤتمر جنيف المقبل سيكون المحطة الأخيرة في إطار المبادرات الدولية قبل إطلاق رصاصة الرحمة على النظام”.
وأنهى حديثه مخاطباً المجتمع الدولي “إذا كنتم تخشون على أرواح قواتكم، قدموا لنا السلاح، واشرعوا في تنفيذ منطقة حظر جوي حتى يتسنى لنا القضاء على قوات الأسد لوضع حد لنهايته في غضون عدة أسابيع”.
أسماء الأسد تستفز السوريين بقميص “حلوة يا بلدي“
ظهرت حافية القدمين خلال تدريب فريق البادمنتون السوري قبل دورة الألعاب في لندن
العربية.نت
خطفت زوجة الرئيس أسماء الأسد الأضواء من جديد بسبب ارتدائها “تي شيرت” أسود كتب عليه “حلوة يا بلدي”، ما أثار جدلاً كبيراً بين الجاليات السورية في العالم، وقد اعتبره البعض لامبالاة من السيدة الأولى بما يحدث في بلدها, لاسيما بعد سقوط نحو 15 ألف قتيل جراء حملة القمع التي يمارسها النظام الحاكم في سوريا، وفق ما ذكرته صحيفة “السياسية” الكويتية.
وعلّق آخرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالقول: “هل سوريا في ظل كل هذا الدم حلوة في نظر حرم الرئيس”، في حين اعتبره البعض الآخر استفزازاً للشعب السوري.
وذكرت صحيفة “لوموند” الفرنسية أن صحيفة “بيلد” الألمانية وصحيفة “لوجورنال دو ديمانش” قاما بنشر عدة صور لزوجة الرئيس السوري بشار الأسد وهي ترتديه، في حين أن القمع في سوريا أسفر عن مقتل أكثر من 15 ألف شخص منذ بداية الثورة.
وأوضحت صحيفة “لوجورنال دو ديمانش” أن اللقطات هذه قد تم اتخاذها يوم الاربعاء 20 يونيو في دمشق خلال تدريب فريق البادمنتون السوري قبيل دورة الالعاب في لندن، وقد ارتدت أسماء جينز أزرق وبدت في الصور حافية القدمين.
يُذكر أن صحيفة “الغارديان” البريطانية سبق وأن رفعت النقاب عن حياة الترف التي تعيشها أسماء الاسد، إذ إن السيدة الاولى كانت تنفق أموالاً طائلة على التسوق من ماركات عالمية رغم الاضطرابات السياسية التي تعيشها البلاد.
تصاعد العنف بسوريا عشية مؤتمر جنيف
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قتل 10 أشخاص، صباح الجمعة، في مدن سورية عدة بينهم 4 نساء، برصاص الجيش النظامي وجراء القصف العشوائي حسب ما أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فيما دعت المعارضة إلى التظاهر تحت شعار “جمعة واثقون بنصر الله “.
ويأتي هذا غداة يوم دام سقط فيه 178 قتيلا في أعمال عنف متفرقة، حيث استمر العنف على أشده في سوريا، وسط تمدد رقعة الاشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين إلى مناطق عدة ترافق مع انفجار في وسط العاصمة، وذلك قبل يومين من انعقاد المؤتمر الدولي لبحث الأزمة السورية في جنيف.
وتحدثت لجان التنسيق المحلية من جانبها عن قصف مدفعي عنيف،الجمعة، على حي جورة الشياح في حمص “وسط إطلاق نار كثيف من رشاشات جيش النظام الثقيلة”.
ومن دمشق، قال الناطق باسم اتحاد شباب سوريا من أجل الحرية، سمير الشامي، إن مظاهرة خرجت بعد صلاة الفجر،الجمعة، من مسجد زيد بن ثابت في باب سريجة بالعاصمة هتف فيها المحتجون “للمعتقلين”.
وأضاف في اتصال هاتفي مع سكاي نيوز عربية أن المتظاهرين طالبوا بـ”إعدام بشار الأسد (الرئيس السوري) وبتسليح الجيش السوري الحر لتحرير دمشق”.
ولفت الشامي إلى أن المعارضين في سوريا “كفروا بالمؤتمرات الدولية وكوفي أنان.. ووضعوا ثقتهم بالجيش السوري الحر الذي سيحرر سوريا”.
وأوضح أن المجتمع الدولي “يراقب ببلاهة منقطعة النظير ما يحدث في سوريا من مجازر”، مؤكدا في المقابل أن “المبادرة الحقيقة هي بيد الشعب السوري لدعم الجيش الحر”.
وأشار إلى أن الجيش ارتكب الخميس “مجزرة” في دوما راح ضحيتها 44 شخصا على الأقل.
وكانت المعارضة دعت إلى التظاهر ضد نظام الرئيس السوري تحت شعار “واثقون بنصر الله”، في إشارة واضحة إلى الاستياء من المساعي الدولية التي تعتبرها المعارضة خجولة، والتي لم تنجح في إيجاد حل للأزمة، وللتصعيد الدموي الذي تشهده البلاد منذ أسابيع.
وجاء في الدعوة إلى التظاهر على صفحة “الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011” على موقع “فيسبوك” للتواصل الاجتماعي “خذلنا العالم، لكن الشعب السوري أعلنها منذ البداية: يا الله مالنا غيرك يا الله”، في إشارة إلى شعار يطلقه المتظاهرون في مسيراتهم المطالبة باسقاط النظام.
وأضافت الصفحة “واثقون بنصر الله رغم كل شيء..ألا أن نصر الله قريب”.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، وصلت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، إلى سان بطرسبورغ الروسية حيث ستلتقي نظيرها الروسي سيرغي لافروف لاجراء محادثات حول الأزمة في سوريا.
وخلال زيارة للاتفيا، قالت كلينتون إنها تأمل أن يحقق اجتماع جنيف تقدما حقيقيا في تطبيق خطة السلام للمبعوث الدولي كوفي أنان.
وحاولت كلينتون زيادة الضغط على روسيا، الخميس، قبيل الاجتماع، قائلة ‘نه يجب على كل البلدان المعنية أن تساند خطة أنان الموسعة من أجل انتقال سياسي في سوريا.
ومن المقرر أن تحضر كلينتون ولافروف اجتماعا للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا في جنيف،السبت، لكنهما عبرا عن وجهات نظر مختلفة اختلافا حادا عما يتوقعان أن يسفر عنه الاجتماع.
وكان أنان دعا إلى عقد الاجتماع كوسيلة لجمع الأعضاء الخمسة الدائمين لمجلس الأمن ومنهم روسيا والصين، مع دول الجوار البارزة مثل تركيا لمناقشة إيحاد طريق إلى تسوية الأزمة في سوريا.
ولم يدع أنان إيران الحليف الرئيسي لسوريا في المنطقة لحضور الاجتماع. وتقول موسكو أنه يجب أن تلعب إيران دورا في حل الأزمة، لكن الولايات المتحدة ترفض الفكرة.
وعلى الرغم من المواقف المتباعدة، فإن المسؤولين الأمريكيين لا يزالا يحدوهم الأمل أن يساهم تصاعد إراقة الدماء والخطر الحقيقي لنشوب حرب أهلية في اقناع روسيا بالتخلي عن مساندتها للأسد، وهو شرط رئيسي لمقاتلي المعارضة الذين يقاتلون الجيش النظامي في المدن والقرى.
المرصد: 178 قتيلا بسوريا ومجزرة بدوما
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
ارتفعت حصيلة أعمال العنف في سوريا الخميس إلى 178 قتيلا على الأقل بينهم 117 مدنيا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، وقالت لجان التنسيق المحلية إن القوات الحكومية ارتكبت مجزرة في دوما راح ضحيتها 44 شخصا على الأقل.
وأضافت اللجان في بيان أن قوات الأمن السورية “ارتكبت مجزرتين بحق عائلتين في كل من دوما و العشارنه في حماة”.
وأوضح البيان أن 44 قتيلا قضوا في مدينة دوما وقتل 3 أشخاص في بلدات داريا وعربين وحمورية بريف دمشق.
وتابع البيان: “قضى 25 شخصا في حمص و12 في دير الزور و10 في درعا، و9 في كل من حماه وإدلب، و2 في مدينة دمشق”.
وأوضحت اللجان أن قوات الأمن أطلقت النار على متظاهرين في حي المهاجرين بدمشق بالقرب من جامع الدر المحمدي خرجت “تضامنا مع دوما و المدن المنكوبة”.
وأشارت اللجان إلى تمكن “الجيش الحر” من إسقاط مروحية للجيش السوري قرب مطار تفتيناز العسكري في محافظة إدلب.
من جانبها، ذكرت شبكة شام الإخبارية المعارضة أن إصابات خطيرة وقعت في صفوف المدنيين جراء قصف الطيران المروحي لحي الحميدية في مدينة دير الزور.
وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان وثقت في تقريرها الأربعاء مقتل 103 أشخاص، سقط معظمهم في إدلب، موضحة أن من بينهم 20 طفلاً و8 نساء.
وقالت إن إدلب شهدت مقتل 42 شخصاً، فيما قتل 16 في درعا و14 في دمشق وريفها و11 في دير الزور و9 في حمص و7 في حلب و2 في الحسكة ومثلهم في حماة.
تحفظات روسية تهدد عقد اجتماع جنيف
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أفاد دبلوماسيون بأن المبعوث العربي والدولي المشترك إلى سوريا كوفي أنان خاض معركة دبلوماسية الخميس لضمان عقد الاجتماع الوزاري حول سوريا المقرر السبت في جنيف والذي يواجه تحفظات روسية تتناول خطة الانتقال السياسي في البلاد.
وهدد عدد من وزراء الخارجية، بينهم وزراء الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بعدم المشاركة في اجتماع جنيف في حال وجود خطر بعدم نجاحه في إقرار هذه الخطة.
وقال دبلوماسي طلب عدم الكشف عن اسمه “ثمة تهديدات جدية في وجه عقد اجتماع جنيف”.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف صرح الخميس أن بلاده لن تدعم أي حل يفرض على سوريا من الخارج، مشدداً على أن مصير الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يقرر من خلال حوار وطني سوري.
وحاولت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون زيادة الضغط على روسيا الخميس قبيل اجتماع حاسم بشأن الأزمة السورية قائلة إنه يجب على كل البلدان المعنية أن تساند خطة الوسيط الدولي كوفي أنان الموسعة من أجل انتقال سياسي في سوريا.
مصدر دبلوماسي لـ آكي: الحكومة السورية التي اقترحها أنان يجب أن تكون ذات صلاحيات كاملة
باريس (28 حزيران/ يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قال مصدر دبلوماسي غربي رفيع المستوى إن اقتراح كوفي أنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية للسلام في سورية تشكيل حكومة وحدة وطنية في سورية “مشروط” ويضم تفاصيل يجب التوافق عليها خلال الاجتماع المرتقب في جنيف للدول الكبرى
وأوضح المصدر في تعليق لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “من المفترض أن يتم بحث هذا الاقتراح خلال اجتماع جنيف لمجموعة العمل السبت المقبل، وهذه الحكومة المقترحة من قبل أنان يجب أن تكون بصلاحيات كاملة، وأن تتبعها القوات الأمنية والعسكرية، ويتم تحديد مهامها بدقة ومدتها، وغيرها من التفاصيل التي تضمن انتقال السلطة في سورية بشكل سلمي” حسب تعبيره
وأوضح المصدر “نتوقع أن تكون روسيا جادة ومسؤولة” في اجتماع مجموعة العمل بشأن سورية الذي سيُعقد في الثلاثين من الشهر الجاري في سويسرا بمشاركة وزراء خارجية الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن ودول في الشرق الأوسط، ونأمل أن يصدر عنه “نتائج ملموسة ومرضية”
ومن المقرر أن يجتمع وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة، بالإضافة إلى تركيا والاتحاد الأوربي والعراق والكويت وقطر في جنيف يوم السبت المقبل بدعوة من أنان ، بهدف السعي لإنهاء العنف في سورية والاتفاق على مبادئ الانتقال السياسي فيها
وقال المصدر “هدف الاجتماع ضمان تنفيذ خطة أنان المكونة من ست نقاط، وتقديم مقترحات للتوافق عليها دولياً بشأن العملية السياسية الانتقالية وتفاصيلها، لتكون برنامجاً لكافة الأطراف”
ولن تشارك إيران أو السعودية في هذا الاجتماع بسبب اعتراض الولايات المتحدة وبريطانيا على أي مشاركة لإيران لأنها تعتبرها جزءاً من المشكلة وليست جزءاً من الحل، وبسبب اعتراض روسيا على مشاركة السعودية كرد على ذلك
“178” قتيلا في سوريا ومساع حثيثة لعقد اجتماع جنيف
فيما تحيط الشكوك بامكانية عقد مؤتمر جنيف الدولي بشأن الازمة في سوريا افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا ان اعمال القتال حصدت ما لايقل عن 178 شخصا في انحاء البلاد الخميس.
فقد تواصلت اعمال العنف وزادت وتيرتها بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين حيث افاد المرصد ان بين القتلى ثمانية وخمسين جنديا نظاميا.
وذكر المرصد ان 25 مدنيا قتلوا في محافظة حمص و13 في دير الزور و12 في درعا و42 في ريف دمشق الذي تستمر فيه العمليات العسكرية بوتيرة عنيفة و8 قتلى في ادلب و10 في حماة، اضافة الى 5 قتلى في محافظة حلب.
ووقع الخميس انفجاران في مرآب القصر العدلي في وسط دمشق، بينما تم تفكيك عبوة ثالثة لم تنفجر، بحسب ما ذكر الاعلام الرسمي السوري.
وأوضح مصدر أمني، لم يكشف عن اسمه، لوكالة فرانس برس أن الانفجارين ناتجان عن “عبوتين مغناطيسيتين وضعتا تحت سيارتي قاضيين”، مشيرا إلى أن المرآب المذكور المكشوف، مخصص لقضاة وموظفي قصر العدل.
اجتماع جنيف
يأتي ذلك فيما تتواصل المساعي الدبلوماسية من اجل نجاح الاجتماع الذي دعا اليه المبعوث الدولي كوفي عنان في جنيف للبحث عن مخرج للازمة مع انحدار الاوضاع في سوريا الى حرب اهلية.
وافاد دبلوماسيون في الامم المتحدة ان عنان يخوض معركة دبلوماسية لضمان عقد الاجتماع الوزاري والمقرر السبت حيث يواجه تحفظات روسية تتناول خطة الانتقال السياسي في البلاد.
وهدد عدد من وزراء الخارجية، بينهم وزراء الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، بعدم المشاركة في اجتماع جنيف في حال امكان عدم نجاجه باقرار هذه الخطة.
وقال دبلوماسي طلب عدم الكشف عن هويته “ثمة تهديدات جدية” قد تعيق عقد الاجتماع.
واضاف الدبلوماسي ان “روسيا اعطت موافقتها في بادئ الامر”. الا انه ومنذ الدعوة الى الاجتماع “لدينا الانطباع بانهم يتراجعون عن موقفهم، وهو امر مؤسف للغاية وقد يهدد المؤتمر”.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان الاجتماع يجب أن يحدد الشروط لإنهاء العنف وبدء حوار وطني لعموم سوريا وألا يحدد مسبقا مضمون هذا الحوار.
غير ان نظيرته الامريكية هيلاري كلينتون، التي وافقت على حضور الاجتماع شريطة أن يحدد إطارا لتنحي الأسد، اختلفت معه اختلافا حادا.
وقالت في تصريحات صحفية في لاتفيا قبل سفرها إلى سان بطرسبرج للقاء لافروف اليوم الجمعة “من الواضح بجلاء من الدعوات التي وجهها المبعوث الخاص كوفي عنان أن المدعوين سيأتون على أساس خطة الانتقال السياسي التي قدمها.”
واضافت ان الانتقال السياسي يجب “أن تقوده سوريا” لكنه يتعين أيضا أن يلبي معايير معينة.
وقالت كلينتون “نحن نؤمن يقينا بأنه يجب أن يحدث انتقال سياسي يفي بالمعايير الدولية الخاصة بحقوق الإنسان ونظام حكم قابل للمساءلة وسيادة القانون وتكافؤ الفرص لكل الشعب السوري.
تصريحات الاسد
وكانت الرئيس السوري بشار الاسد قد اكد عدم استعداد بلاده لقبول حلا يأتي من الخارج على حد وصفه. وقال إن أي حل يفرض على سوريا من الخارج غير مقبول لأن السوريين وحدهم يمكنهم حل أزمة بلدهم.
وأضاف الأسد في مقابلة مع التلفزيون الرسمي الايراني “أي نموذج غير سوري غير مقبول لأنه لا أحد غيرنا يعرف كيف تحل المشكلة”.
وحول العلاقات المتوترة مع تركيا في أعقاب إسقاط سوريا طائرة عسكرية تركية، قال الأسد ان هناك اختلافا بين موقف المسؤولين الاتراك والرأي الايجابي للشعب التركي تجاه سوريا.
أما عن علاقة طهران ودمشق فقال الأسد إن “الجمهورية الإيرانية أعلنت موقفها من القضية الفلسطينية التي هي قضية العالم العربي والإسلامي” مضيفا أنه ” لا يمكن أن نقيم علاقات مع دول طالما أنها لم تساند القضية الفلسطينية”.
وأكد الأسد أن إيران لطالما ساندت بلاده في قضايا كبيرة وصغيرة ومن الطبيعي أن تساند سوريا إيران.
المزيد من بي بي سي
BBC © 2012
انفجار يهز دمشق وتركيا تنشر قوات قرب الحدود
بيروت/الإسكندرونة (تركيا) (رويترز) – قال التلفزيون السوري إن قوات المعارضة شنت هجوما على القصر العدلي في وسط دمشق يوم الخميس ونشرت تركيا قوات وبطاريات صواريخ مضادة للطائرات على امتداد الحدود السورية مع تزايد الضغوط على الرئيس بشار الأسد.
وترددت أصداء انفجار شديد في الشوارع وتصاعد عامود من الدخان الأسود فوق دمشق التي كانت حتى الأيام القليلة الماضية بعيدة عن ضربات مقاتلي المعارضة المسلحة. ووصف التلفزيون الحكومي الهجوم بانه تفجير “إرهابي”.
وتناثرت عشرات من السيارات المحطمة والمحترقة في أرجاء مربض للسيارات يستخدمه المحامون والقضاة. وقالت الوكالة العربية السورية للانباء ان ثلاثة اشخاص أصيبوا بجراح من جراء انفجار قنبلة مخبأة في إحدى السيارات.
وتزامن الانفجار مع حشد عسكري تركي على الحدود مع سوريا وتزايد الإحساس بإلحاح الجهود الدبلوماسية التي يساندها الغرب والعرب لكسب التأييد لفكرة تشكيل حكومة وحدة وطنية لإنهاء 16 شهرا من إراقة الدماء غير ان الأسد نفسه رفض فكرة أي حل خارجي للأزمة السورية.
وأبلغ الاسد التلفزيون الرسمي الايراني في مقابلة “لن نقبل اي نموذج غير سوي وغير وطني.. سواء جاء من دول كبرى أو دول صديقة. لا أحد يعرف كيف تحل مشاكل سوريا مثلما نعرف نحن.”
وقال إن موقف تركيا الرسمي يخالف “النظر الإيجابية” عن سوريا لدى الشعب التركي.
واتجهت قافلة أولى من نحو 30 مركبة عسكرية تركية من بينها شاحنات محملة ببطاريات صواريخ مضادة للطائرات من مدينة الإسكندرونة الساحلية صوب الحدود السورية على بعد 50 كيلومترا.
وقال مسؤول تركي طلب ألا ينشر اسمه انه لا يعرف عدد القوات أو المركبات التي يجري نشرها لكنها ترابط في مناطق يايلاداجي والتينوزو وريحانلي الحدودية.
وقال لواء في الجيش السوري الحر المعارض يوم الجمعة ان قوات الحكومة السورية حشدت نحو 170 دبابة إلى الشمال من مدينة حلب بالقرب من الحدود مع تركيا لكن لم يرد تأكيد للنبأ من مصدر مستقل.
وقال اللواء مصطفى الشيخ رئيس المجلس العسكري الأعلي -وهو تجمع لكبار الضباط الذين انشقوا عن قوات الرئيس بشار الأسد- ان الدبابات تجمعت في مدرسة المشاة بالقرب من قرية المسلمية الى الشمال الشرقي من مدينة حلب على بعد 30 كيلومترا من الحدود التركية.
وقال الشيخ لرويترز هاتفيا من الحدود “الدبابات الآن في مدرسة المشاة. وهي إما تستعد للتحرك إلى الحدود لمواجهة نشر قوات تركية أو لمهاجمة البلدان والقرى السورية (المعارضة) في منطقة الحدود شمالي حلب وحولها.” وأضاف قوله ان الدبابات في معظمها من الفرقة الميكانيكية السابعة عشرة.
وجاء نشر تركيا أسلحة للدفاع الجوي على امتداد حدودها مع سوريا في اعقاب اسقاط طائرة حربية تركية فوق البحر المتوسط.
ورأى مراسل لرويترز قرب بلدة انطاكيا القافلة التركية وهي تتحرك من التلال وعبر بلدات صغيرة على طريق سريع ضيق ترافقها الشرطة.
وفي وقت مبكر يوم الخميس غادرت قافلة أخرى قاعدة في غازي عنتاب قرب الحدود السورية واتجهت الى اقليم كيليس الذي يوجد به مخيم كبير للاجئين السوريين. وأظهر تسجيل فيديو لوكالة (دي.إتش.ايه) القافلة المكونة من نحو 12 شاحنة وناقلة وهي تمر عبر بوابة القاعدة.
ووصف ديفيد هارتويل المحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط بمؤسسة (آي.إتش.إس) جينز التحرك التركي بأنه “رد فعل عملي وعقلاني” بعد إسقاط الطائرة التركية التي تصر سوريا على أنها كانت تحلق على ارتفاع منخفض وبسرعة في المجال الجوي السوري.
وأضاف “تم تحذير دمشق مرة. أشك أنه سيكون هناك تحذير ثان.”
وقال اعضاء بالجيش السوري الحر بالقرب من الحدود لرويترز إنهم لا يعتقدون أن نشر القوات التركية يجري على نطاق واسع أو انه يمهد لتدخل عسكري عبر الحدود.
وقال قائد كبير بالجيش السوري الحر طلب عدم نشر اسمه “الاتراك يعرفون ان اي عمل عسكري على نطاق كبير سيحتاج الى دعم دولي.”
وكانت تركيا قد تحدثت فيما مضى عن فتح ممر انساني على الاراضي السورية اذا أصبحت غير قادرة على التعامل مع تدفق اللاجئين او اذا بات العنف والقتل غير محتملين.
وتخشى تركيا اثارة صراع طائفي اقليمي لهذا تؤكد دائما إن هذا لا يمكن ان يتم دون تأييد من الامم المتحدة. وفشلت الجهود التي تدعمها دول عربية وغربية حتى الآن في التوصل الى حل دبلوماسي مشترك مع روسيا.
وكثف الجيش السوري الحر الضغط على دمشق في الاسابيع القليلة الماضية ويمثل هجوم يوم الخميس مرحلة جديدة في حملته.
واقتحم مقاتلون من المعارضة يوم الأربعاء قناة تلفزيونية موالية للاسد واستهدف مسلحون ثكنات افراد من الجيش والشرطة. وفي ابريل نيسان أطلق مسلحون قذائف صاروخية على مبنى البنك المركزي.
وقال مسؤول كبير بالمعارضة إن جماعات المعارضة السورية سترفض خطة للانتقال السياسي اقترحها المبعوث الدولي للسلام كوفي عنان ما لم تطالب الاسد صراحة بالتنحي قبل تشكيل حكومة وحدة.
وذكرت مصادر دبلوماسية بالأمم المتحدة أن اقتراح عنان الذي يهدف الى إنهاء الصراع المستمر منذ 16 شهرا في سوريا لا ينص على تنحي الأسد غير أنه يقول إنه يجب الا تضم حكومة الوحدة شخصيات تعرض الاستقرار للخطر.
وقال سمير النشار العضو بالمجلس الوطني السوري “لايزال الاقتراح غير واضح بالنسبة لنا لكنني أستطيع أن أقول إنه اذا لم يذكر صراحة أن على الأسد التنحي فإنه لن يكون مقبولا لنا.”
وقال دبلوماسيون بالأمم المتحدة إن خطة عنان بشأن انتقال السلطة ستكون احد الموضوعات الرئيسية التي ستبحثها روسيا والدول الاربع الاخرى دائمة العضوية في مجلس الامن مع دول أخرى بالشرق الاوسط خلال اجتماع يعقد في جنيف يوم السبت.
لكن مقاتلي المعارضة يقولون إنه لا يوجد ما يمكن قبوله في الخطة وإن صبرهم يوشك أن ينفد فيما يتعلق بجهود احلال السلام التي يبذلها عنان.
وتقول الامم المتحدة إن اكثر من عشرة الاف شخص قتلوا خلال الانتفاضة على حكم الاسد.
وفي ابريل نيسان حاول عنان تنفيذ وقف لإطلاق النار لإخماد أعمال العنف قبل بدء محادثات للسلام. لكن الهدنة لم تصمد.
وقالت مصادر دبلوماسية بالأمم المتحدة إن الخطة التي سيطرحها عنان يوم السبت تهدف الى بدء عملية سياسية دون انتظار وقف إطلاق النار.
(إعداد محمد عبد العال للنشرة العربية)
من إريكا سولومون وخالد يعقوب عويس