أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة، 30 آب 2013

الضربة تنتظر تقرير مفتشي «الكيماوي»

واشنطن – جويس كرم ؛ باريس – رندة تقي الدين

لندن، نيويورك – «الحياة»، أ ف ب، رويترز – أعلنت واشنطن أمس إرسال مدمرة أميركية خامسة إلى شرق البحر الأبيض المتوسط استعداداً لضربة عسكرية قالت الولايات المتحدة إنها لردع النظام عن معاودة استخدام الأسلحة الكيماوية، في حين واجه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون نقاشاً صعباً في البرلمان الذي دعاه إلى إجازة مشاركة لندن في الضربة العسكرية لسورية.

وقالت مصادر في المعارضة السورية لـ «الحياة»، إنها تبلغت من مسؤولين غربيين بأن الضربة العسكرية ستكون «متدحرجة» وأن تطور العمليات يتوقف على رد فعل النظام واحتمالات تصعيده إقليمياً.

وعقدت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن اجتماعاً جديداً مساء أمس حول الوضع في سورية، بعدما فشلت أول من امس في الاتفاق على مشروع قرار قدمته بريطانيا يجيز التحرك بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة للرد على استخدام السلاح الكيماوي. وقال مصدر في الأمم المتحدة إن روسيا هي التي طلبت عقد الاجتماع.

وقالت مصادر ديبلوماسية لـ «الحياة» إن الولايات المتحدة تسعى إلى الابتعاد عن الأمم المتحدة بشقيها، مجلس الأمن والجمعية العامة، حرصاً على عدم تقييد يديها في المسألة السورية، وخوفاً من أن تتورط في مماطلة ديبلوماسية تعوق أو تعرقل خياراتها، وخصوصا العسكرية. وأضافت أن هذه الرغبة الأميركية تم إبلاغها إلى أكثر من طرف معني بالتحرك في الجمعية العامة الذي تقوده دول عربية وتركيا، أو في مجلس الأمن الذي تقوده بريطانيا.

ومن المقرر أن يرفع محققو الأمم المتحدة الذين يغادرون الأراضي السورية غداً تقريرهم إلى الأمين العام بان كي مون ومجلس الأمن الأحد أو الإثنين، من دون أن يقول من استخدم السلاح الكيماوي النظام أو المعارضة.

وكانت موسكو أعلنت أمس أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتفق مع المستشارة الألمانية أنغيلا مركل في اتصال هاتفي على ضرورة درس مجلس الأمن تقرير المفتشين حول الاستخدام المفترض لأسلحة كيماوية في ريف دمشق. واعتبرت المستشارة الألمانية أن «الهجوم غير الإنساني بالغاز على السكان المدنيين السوريين يتطلب رداً دولياً»، وفق ما نقل عنها الناطق باسمها شتيفن سايبرت في بيان.

وأكد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية أمس، أن الولايات المتحدة سترسل مدمرة إلى قبالة السواحل السورية ما يرفع عدد السفن الحربية في شرق المتوسط إلى خمس. وقال إن «المدمرة ستاوت موجودة في المتوسط ومتوجهة شرقاً». وأضاف أن هذه السفينة الحربية ستحل محل المدمرة «ماهان»، لكن السفينتين ستبحران معاً مع ثلاث مدمرات أخرى لفترة غير محددة قبالة السواحل السورية.

وهناك أربع مدمرات أميركية في شرق المتوسط حالياً، هي «ماهان» و «راماج» و «باري» و «غرايفلي» مزودة صواريخ «توماهوك». ولم يحدد المسؤول فترة بقاء المدمرة «ماهان» في المنطقة قبل أن تعود إلى ميناء نورفولك على الساحل الشرقي الأميركي الذي أبحرت منه في نهاية العام الماضي. وتتكتم البحرية الأميركية على عدد الصواريخ التي تحملها كل من هذه المدمرات.

من جهة اخرى، أوضح المسؤول الأميركي أن حاملة الطائرات «نيميتز» والسفن المرافقة لها والتي حلت محلها الإثنين الماضي الحاملة «ترومان» ستبقى في المنطقة تحت قيادة الأسطول الخامس الأميركي. وقال: «طلب من (حاملة الطائرات) نيميتز أن تبقى في مكانها في منطقة الخليج» لفترة لم يتم تحديدها.

وفي معلومات لم تتأكد من مصدر آخر، قالت شبكة تلفزيون «سي أن أن» الأميركية إن وزارة الدفاع أرسلت أيضاً غواصتين جديدتين إلى شرق المتوسط.

وتشارك وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيان جون كيري وتشاك هاغل أمس في تقديم إحاطة إلى مسؤولين في الكونغرس بشأن التطورات في سورية، وقال مسؤولون إن مستشارة الأمن القومي سوزان رايس ومدير الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر شاركا أيضاً في إطلاع قادة الكونغرس على المستجدات في لقاء عبر دائرة تلفزيونية مغلقة مساء امس. وشكا بعض المشرعين الجمهوريين والديموقراطيين كذلك من أن الإدارة لم تطلعهم بشكل كاف على الوضع وعلى الرد الأميركي المحتمل.

ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية عن مسؤولين في الاستخبارات قولهم إن التقارير التي تربط الرئيس السوري بشار الأسد أو حلقته الضيقة بالهجوم الكيماوي الأخير ليست أكيدة، مع بقاء أسئلة حول من يسيطر على الأسلحة الكيماوية في سورية، وشكوك حول أن يكون الأسد أعطى بنفسه أمر الضربة. ومع أن أوباما صرح الأربعاء أن إدارته متأكدة من مسؤولية النظام السوري عن الهجوم، إلا أن مسؤولين أميركيين عديدين وصفوا التقرير الاستخباري بأنه «ليس مبرماً».

ومضى البيت الأبيض باستعداداته للضربة في حال اتخذ الرئيس أوباما قراره، مؤكداً على وجود «أدلة ظرفية كثيرة على استخدام نظام الأسد للسلاح الكيماوي».

وقال نائب الناطق باسم البيت الأبيض جوش ايرنيست أن الادارة لديها «الكثير من الأدلة الظرفية» عن استخدام نظام الأسد السلاح الكيماوي. وسيتم استعراضها في التقرير المرتقب عن الاستخبارات. كما استعجلت الادارة اجتماعاتها مع الكونغرس، على رغم تأكيد ايرنيست أن أوباما ليس بحاجة الى موافقة من مجلسي الشيوخ والنواب في حال اتخذ قرار التدخل. غير أن وزراء الخارجية والدفاع جون كيري وتشاك هاغل ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس قدما ايجازاً مفصلا لقيادات في الكونغرس حول الملف السوري. كما اتصل كيري بنظرائه الفرنسي والقطري والبولندي.

وفي لندن، أجبرت المعارضة العمالية رئيس الوزراء على انتظار تقرير مفتشي الأمم المتحدة قبل اتخاذ أي قرار حول هذا التدخل في سورية. وأكد كاميرون اقتناعه بأن النظام السوري شن هجوماً كيماوياً في 21 آب (أغسطس) رغم إقراره بأن مسؤولية هذا النظام «غير مؤكدة بنسبة مائة في المائة».

والمذكرة الحكومية التي رفعها كامرون إلى مجلس العموم أمس تدين «استخدام أسلحة كيماوية في سورية من جانب نظام (بشار) الأسد» الأمر الذي «يتطلب رداً إنسانياً قوياً من جانب المجتمع الدولي قد يستدعي عند الضرورة عملاً عسكرياً يكون قانونياً ومتكافئاً ويهدف إلى إنقاذ حياة الناس ويمنع أي استخدام مقبل لأسلحة كيماوية في سورية».

ولكن للانتقال من هذا الاتفاق المبدئي في حال تبنيه إلى البدء الفعلي للتدخل العسكري، فإن الاقتراح الحكومي يلحظ تصويتاً آخر بعد إعلان نتائج التحقيق الذي تجريه الأمم المتحدة.

وفي باريس، اكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الذي استقبل رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد الجربا لمدة ساعة في قصر الإليزيه، أن بلاده ستواصل تقديم الدعم السياسي والإنساني للمعارضة، لكنه امتنع عن الالتزام بتقديم مساعدات عسكرية.

وقال هولاند بعد اللقاء إن على المجتمع الدولي أن «يوقف تصاعد العنف»، وإن «فرنسا ستقدم كل مساعدتها السياسية ودعمها للمعارضة كما نفعل منذ أشهر، وأيضاً ستقدم دعمها الإنساني والمادي». وتابع: «كما سنستخدم أيضاً الدعم الذي نملكه في دول الخليج» بهذا الشأن.

من جهته، طالب الجربا المجتمع الدولي باتخاذ «قرار شجاع» والتدخل في سورية ضد نظام الأسد. وقال في مقابلة مع صحيفة «لوباريزيان» الفرنسية نشرت امس: «ليُضرب وليختف هذا النظام».

وكررت إيطاليا أمس رفضها المشاركة في أي عملية عسكرية ضد سورية، وقال الوزراء إنريكو ليتا في تصريح: «إذا لم تؤيد الأمم المتحدة (العملية) فلن تشارك إيطاليا». لكنه أضاف أن بلاده تساند تماماً الإدانة الدولية للرئيس السوري، وقال: «على المجتمع الدولي أن يرد وبقوة على الأسد ونظامه وعلى الفظائع التي ارتكبت».

وحذر قائد أركان القوات المسلحة الإيرانية الجنرال حسن فيروز ابادي، من عواقب أي عمل عسكري ضد سورية، مؤكداً أن «نيران» أي عمل عسكري في سوريا ستطاول الصهاينة»، وأكد أن «أي عمليات عسكرية جديدة ستسفر عن إلحاق المزيد من الخسائر بالمنطقة وهو أمر ليس في مصلحة أحد غير الصهاينة».

وفي جنيف، حذرت «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» من أن أي تصعيد للأزمة السورية سيزيد من معاناة المدنيين.

أوغلو: نظام الأسد مسؤول عن الهجوم “الكيماوي

أنقرة – رويترز

قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن “معلومات المخابرات، التي جمعتها أنقرة لم تدع مجالا للشك في أن قوات الرئيس السوري بشار الأسد مسؤولة عن هجوم الغاز السام”، الذي وقع قرب دمشق الأسبوع الماضي.

وقال أوغلو للصحفيين في العاصمة التركية أنقرة “من وجهة نظرنا التي تستند استناداً كاملاً إلى معلومات المخابرات والتقييمات التي أعدها خبراؤنا الوطنيون. ما من شك في أن النظام مسؤول”.

البيت الابيض” سينشر تقريراً “غير سري” عن الهجوم الكيماوي في سورية

واشنطن – رويترز

قال مسؤول أميركي إن “البيت الأبيض يعتزم أن ينشر اليوم الجمعة نسخة غير سرية من تقييم مخابراتي لهجوم بالأسلحة الكيماوية”، وقع في سورية الأسبوع الماضي.

ولم تتوفر تفاصيل عن موعد نشر التقرير.

الأميركيون منقسمون حول سورية: 50 في المئة ضد العمل العسكري

واشنطن – ا ف ب

كشف استطلاع للرأي ان “اربعة اميركيين من اصل 10 فقط يدعمون تدخلاً عسكريا اميركياً ضد النظام السوري”، رداً على الاستخدام المفترض للاسلحة الكيماوية، لكن 50 في المئة يؤيدون عملاً يكون محدوداً بـ”ضربات جوية”.

واعرب فقط 42 في المئة من المستجوبين عن تأييدهم لعمل عسكري اميركي ضد النظام السوري لاستخدامه المفترض للاسلحة الكيماوية، و50 في المئة يعارضون بحسب الاستطلاع الذي اجري في 28 و29 آب (اغسطس) لمصلحة شبكة “ان بي سي نيوز”، وشمل عينة من 700 راشد مع هامش خطأ نسبته 3,7 في المئة.

لكن 50 في المئة من الاميركيين يقولون انهم يدعمون تحركاً لبلادهم اذا “اقتصر على ضربات جوية بصواريخ عابرة”، مقابل 44 في المئة يعارضون ذلك. وطرح هذا السؤال الاخير على عينة تشمل 291 شخصاً.

ويقول ستة مستجوبين من اصل 10 (58 %) انهم يؤيدون الفكرة القائلة ان استخدام بلد للاسلحة الكيماوية “خط احمر”، يستلزم رداً اميركياً كبيرا يمكن ان يكون عملا عسكريا” مقابل 35 % يعارضون ذلك.

وتقول غالبية عظمى (79 %) انها ترغب في ان يحصل باراك اوباما على اذن من الكونغرس قبل اي تدخل عسكري في سورية. ويتطلب القانون الاميركي نظريا اذنا يصوت عليه الكونغرس لاي انتشار دائم للقوات في الخارج، لكن الرؤساء الاميركيين لطالما اعتبروا انهم يملكون السلطة الدستورية لشن عمليات عسكرية من دون موافقة البرلمان.

واخيرا رأى 21 % من المستجوبين ان التدخل سيخدم المصالح الاميركية ورأى 33 % عكس ذلك و45 % لا رأي لهم في حين اعتبر 27 % انه سيحسن مصير المدنيين السوريين و41 % عكس ذلك و31 % لا رأي لهم.

الضربة لسوريا رهن تقرير المفتشين الدوليين ومجلس العموم البريطاني يقيّد يدي كاميرون

العواصم – الوكالات

نيويورك – علي بردى

لا ضربة عسكرية غربية لسوريا قبل صدور تقرير مفتشي الامم المتحدة عن نتائج الفحوص للعينات التي جمعوها خلال الزيارات التي قاموا بها للمواقع المشتبه في تعرضها لهجوم كيميائي في 21 آب الجاري. وفي الانتظار، سادت حال من الحذر أمس العواصم الغربية مع تساؤل الطبقات السياسية عن مدى سلامة مبررات توجيه ضربة كهذه، لتعكس التردد البالغ للرأي العام في الدول المعنية. فمن لندن الى برلين، وعلى رغم الغضب الذي أثارته صور الهجوم الكيميائي المفترض في 21 آب غرب دمشق، يرفض البرلمانيون ان يوقعوا على بياض للرئاسات الاميركية والبريطانية والفرنسية لتوجيه ضربات عقابية الى نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

وخسر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تصويتا رمزيا في مجلس العموم على طلب الحكومة تنفيذ عمل عسكري ضد سوريا، اذ عارضه 285 نائبا وأيده 272 نائبا.

ويعتبر التصويت غير ملزم للحكومة، لكن كاميرون قال في كلمة مقتضبة بعد التصويت انه بدا واضحا بالنسبة اليه ان الشعب البريطاني لا يريد أن يرى عملا عسكريا. وأضاف انه سيتصرف في ضوء ذلك.

التحليل الأولي للعينات

وفي نيويورك أبلغ مسؤول دولي رفيع”النهار” أن التحليل الأولي للعينات الذي أخذها مفتشو مهمة تقصي الحقائق في الإدعاءات ذات الصلة باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا من المواقع التي زاروها والمصابين الذين عاينوهم قرب دمشق يشير الى “أدلة قيّمة” على أن “أسلحة كيميائية مسلّحة” استخدمت في هجمات 21 آب الجاري وأدت الى سقوط مئات القتلى وآلاف المصابين.

وأكد المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه أن “هذه الأدلة القيّمة أشار اليها الأمين العام للأمم المتحدة في تصريحات سابقة”. غير أنه لم يفصح عما إذا كانت المعلومات التي يتحدث عنها مستقاة مباشرة من المفتشين الدوليين برئاسة آكي سالستروم، الذي سيقدم إحاطة شفهية الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون السبت أو الأحد المقبلين، علماً أن الامين العام قطع رحلته في أوروبا وعاد أمس الى نيويورك لمواكبة التطورات المتعلقة بالأزمة السورية من المقر الرئيسي للأمم المتحدة.

ورداً على سؤال عما تعنيه عبارة “الأسلحة الكيميائية المسلحة”، أوضح المسؤول الدولي أن “الأسلحة الكيميائية المسلحة” تحتاج الى عملية تصنيع معقدة ليست متوافرة إلا لدى الدول، وهي غير الأخلاط الكيميائية التي يمكن أن تركب منزلياً أو يدوياً، علماً أن “المواد المصنعة منزلياً قد تكون بالغة الأذى أيضاً على رغم أنها قد تكون بدائية”. وشدد على ان المحققين الدوليين الموجودين على الأرض حالياً “سيستخلصون النتائج بعد اتمام كل التحاليل لإعطاء المواصفات التامة للمواد المستخدمة ولطبيعة الصواريخ أو القذائف التي حملتها من دون توجيه أصابع الإتهام الى هذه الجهة أو تلك، ذلك أن هذا الأمر لا يقع ضمن التفويض الممنوح لهم بموجب الإتفاق الموقع بين الأمم المتحدة والحكومة السورية”.

ولن يكون في وسع المهمة الدولية تحديد ما إذا كانت السلطات السورية استخدمت هذه الأسلحة الكيميائية، أو ما إذا كان أحد أطراف المعارضة حصل عليها إما من مخازن الأسلحة الكيميائية السورية، وإما من طرف خارجي.

وأعلن الناطق بإسم الأمم المتحدة فرحان حق أن مهمة المحققين الدوليين ستنتهي اليوم على أن يغادر هؤلاء دمشق السبت عبر بيروت. وقال أن الممثلة السامية للأمم المتحدة لنزع الأسلحة أنجيلا كاين، الموجودة حالياً في سوريا مع سالستروم وسائر المفتشين، ستغادر دمشق السبت أيضاً. وأضاف أن “الطلب الرسمي الذي تقدمت به الحكومة السورية للتحقيق في ثلاثة حوادث جديدة عن وقوع هجمات بالسلاح الكيميائي في سوريا يولى اهتماماً كبيراً”. بيد أنه لم يذكر ما اذا كان فريق التحقيق سيعود الى سوريا لاحقاً لاستكمال مهمته بناء على الطلب السوري. وأكد أن “المحققين الدوليين في سوريا حصلوا على نتائج ومعلومات هائلة خلال فترة مهمتهم في سوريا والتي استمرت 14 يوماً”، مشيرا الى أن المواد والعينات سترسل الى عدد من المختبرات الأوروبية، وسيقدم سالستروم النتائج النهائية الى الأمين العام. ورفض أيضا الإجابة عن سؤال عما إذا كان سالستروم سيقدم احاطته الأولية الى بان في اجتماع شخصي أو عبر الهاتف أو عبر دائرة تلفزيونية مغلقة. وختم بأن الخطوات التالية ستحدد “خلال الساعات المقبلة”.

مجلس الأمن

وأجرت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن في نيويورك مشاورات مغلقة جديدة في شأن سوريا استمرت 45 دقيقة فقط ولم تحقق تقدما ظاهرا.

وأجريت هذه المشاورات بناء على طلب روسيا التي ترفض بشدة اي عمل عسكري ضد سوريا، استنادا الى ديبلوماسيين. ولم يدل اي من سفراء الدول الخمس (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، الصين، روسيا) بأي تعليق.

وكان غرض المشاورات مناقشة مشروع القرار البريطاني الذي يبرر تدخلا عسكريا في حق النظام السوري ردا على استخدامه المفترض لاسلحة كيميائية ضد سكان مدنيين.

ويجيز مشروع القرار اتخاذ “كل التدابير الضرورية بموجب الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة لحماية المدنيين من الاسلحة الكيميائية” في سوريا. وكان سفراء الدول الخمس عقدوا اجتماعا مماثلا الاربعاء انتهى ايضا من دون الخروج باي نتيجة.

الموقف الأميركي

وفي واشنطن، قال نائب الرئيس الاميركي جو بايدن ان الرئيس باراك اوباما لم يقرر حتى الان الاجراء الذي سيتخذه في حق سوريا.

وصرح الناطق باسم البيت الأبيض جوش ارنست بأن الولايات المتحدة ستقدم التبرير القانوني لأي استجابة لاستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا إذا لزم الأمر بمجرد أن يقرر أوباما سبل المضي قدما.

وأكد أن أوباما سيتخذ قراره في شأن كيفية الرد بناء على مصالح الأمن القومي الأميركي وأشار إلى تعليقات مسؤول بريطاني كبير قال إن الولايات المتحدة يمكن أن تتخذ قرارات في شأن السياسة الخارجية من تلقاء نفسها. وكرر أن أي رد اميركي سيكون محدودا ورفض المقارنات مع الحرب التي قادتها الولايات المتحدة على العراق.

واجتمع مسؤولون كبار من إدارة أوباما مع أعضاء في الكونغرس امس بينما شكا بعض المشرعين الجمهوريين والديموقراطيين من أن الإدارة لم تطلعهم على نحو كاف على الوضع وعلى الرد الأميركي المحتمل.

وعلى صعيد التحضيرات، قال مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية ان الولايات المتحدة سترسل مدمرة الى المياه القريبة من السواحل السورية، مما يرفع الى خمس عدد سفنها الحربية في شرق المتوسط.

وأقر مسؤولون أميركيون في الأمن القومي إن الولايات المتحدة وحلفاؤها لا يملكون دليلا دامغا على أن الرئيس الأسد أصدر شخصيا أوامر الى قواته باستخدام الأسلحة الكيميائية. وأضافوا أن الدليل على مسؤولية القوات الموالية للأسد عن الهجوم تجاوز الأدلة الظنية وأنه يشمل تسجيلات الكترونية وبعض العينات العلمية التجريبية من المنطقة التي تعرضت للهجوم.

وتقول مصادر أمنية أميركية ومصادر مقربة من حكومات حليفة، إن الأدلة تشير إلى أن القرار الأولي باستخدام أسلحة كيميائية ربما صدر عن قائد ميداني وليس في شكل أمر من أعلى مستويات الحكومة السورية.

وقالت لجنة الاستخبارات المشتركة التابعة للحكومة البريطانية في مذكرة نشرت: “فوض الرئيس الأسد الى قادة كبار في النظام ربما التصريح باستخدام الأسلحة الكيميائية، لكن أي تغيير متعمد في نطاق الاستخدام وطبيعته يتطلب موافقته”. وحجب اسم القائد أو القادة من النسخة المنشورة للمذكرة.

واعترضت الاستخبارات الأميركية اتصالات بين المسؤولين في القيادة المركزية وفي الميدان تناقش الهجوم. وقالت مصادر مطلعة إن الاتصالات لا تورط الأسد ولا حاشيته بوضوح في إصدار الأمر باستخدام الأسلحة الكيميائية. ونقل أحدها عن خبراء أميركيين أن المادة الكيميائية التي يرجح أنها استخدمت في الهجوم هي غاز السارين، لكن الأدلة العلمية التي تثبت هذا لا تزال ناقصة.

الحر” يواكب الضربة الغربية

جاد يتيم

يستعد الجيش السوري الحر، لمواكبة الضربة العسكرية المتوقعة لسوريا، بسلسلة من العمليات العسكرية ضد مواقع النظام، اذ كشف الناطق الرسمي باسم القيادة العسكرية العليا للجيش الحر، العقيد الركن قاسم سعد الدين لـ “المدن”، أن الجيش الحر سينفذ بالتزامن مع الضربة هجمات برية في كل سوريا، “تستهدف السيطرة على المطارات العسكرية ومراكز القيادة وألوية الصواريخ والحواجز ومستودعات الاسلحة”.

ولفت إلى أن “مئات الضباط والجنود هربوا من المطارات والفرق البرية والحواجز العسكرية التي رفع بعضها علم الثورة، في محاولة يائسة للتمويه وتجنب الضربات الجوية”. وتحدث عن فرار “نحو ١٠٠ ضابط من مطار “تي- ٤” العسكري على بعد 90 كيلومتراً شرق مدينة حمص، بالإضافة إلى فرار مئات الضباط والجنود من مطارات الضمير والناصرية والسين العسكرية في ريف دمشق، وكذلك مطار خلخلة في السويداء”.

وأشار سعد الدين إلى أن النظام “قام بإخلاء مساكن المزة العسكرية”، موضحاً أن “١٦ ألفاً من عناصر شبيحة الجيش الوطني وجنود القوات التظامية النظام وعائلاتهم فروا من دمشق الى بيروت”. ونبه إلى أن حالات الهروب العالية هذه، بالإضافة إلى إخلاء النظام لبعض المواقع “ستجعل احتمال سقوط ضحايا بشرية بسبب الضربات العسكرية أمراً محدوداً”.

واستبعد سعد الدين أن يقوم النظام بالرد، في حال تعرضه للضربة “لأنه نظام جبان، وذلك سيعني تخلي المزيد من القوات الموالية عنه وهذا أمر يخشاه”، محذراً في الوقت نفسه من أن “أي رد من جانب نظام الأسد سيعني أن القصور الرئاسية ستكون على الأرجح على رأس أهداف الضربة الثانية”.

وفي السياق، أفاد الناشط مأمون الغيطاني، من المكتب الإعلامي في منطقة المرج، لـ”المدن”، أن “قوات النظام المتمركزة داخل مطار دمشق الدولي قامت بإخراج ما يقارب من 18 سيارة، ونقل بعضها حمولة مجهولة، فيما كان بعضها الآخر محملاً بمياه وطعام من المطار. في المقابل، “أدخلت الباصات عناصر مدنية يقدر عددها بـ 250 شخصاً، لم يتم التأكد مما إذا كانوا معتقلين يقصد بهم أن يكونوا دروعاً بشرية أم عناصر مرتزقة”.

وأضاف الغيطاني أنه تم كذلك “إخراج دبابات وآليات تم تمويهها من مطار دمشق باتجاه بلدات حران العواميد، الغسولة، المصرف”، موضحاً أنه تم “تركيز مدافع مضادة للطيران عيار 23 ملم على عدة حواجز محيطة بمنطقة المرج مثل حاجز حران العواميد وغيره”.

من جهته، أقر الناطق الرسمي باسم الجبهة الشرقية التابعة لهيئة اركان الجيش الحر، عمر ابو ليلى، لـ “المدن”، بـ “وجود تنسيق بين الأركان والجبهة الشرقية والقوات التي ستنفذ العملية العسكرية بخصوص موعد بدء الضربات”.

وكشف أن “كتائب الجيش الحر في مدينة الرقة، قامت بإعادة انتشار إلى خارج المدينة”، مشدداً على أن “إعادة التموضع هذه مكنت الجيش الحر من حشد قوة كبيرة حول الفرقة 17 النظامية بانتظار اقتحامها بالتزامن مع بدء الضربات”.

وأوضح أبو ليلى أن “حالات الفرار تتزايد في الأيام الأخيرة من مواقع النظام، لكن ذلك لن يعني إفلات هذه المواقع من العقاب”، مضيفاً إن “هناك ترتيبات قوية من جانب الجيش الحر للسيطرة على الحواجز العسكرية بالتزامن مع الضربة”.

هدوء ما قبل عاصفة الحرب على سوريا

واشنطن: لا أدلة ضد الأسد.. وسنضرب!

وكأنه هدوء ما قبل عاصفة العدوان الذي ازدادت مؤشراته أمس على الرغم من استمرار خفوت حدة التهديدات الغربية ضد سوريا، من دون تلاشي الخيار العسكري الذي تعزز بإعلان أميركي صريح، من البيت الأبيض، بأن ضربة ستتم وستكون «محدودة»، وباستمرار إرسال التعزيزات البحرية والجوية للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا الى المنطقة.

وإذا كان يوم الاربعاء ميزته لهجة التحدي الإيراني العالية النبرة، فإن الاهتمام توجه امس نحو الكونغرس الاميركي ومجلس العموم البريطاني، بعدما فرضا على حكومتي باراك اوباما وديفيد كاميرون الاستجابة للأسئلة المتزايدة في البلدين بشأن جدوى الحرب ومدى جدية الاتهامات التي استندت عليها الحكومتان من اجل السعي الى تشريع الحملة العسكرية المتوقعة ضد سوريا. وفي هذا الإطار، رفض البرلمان البريطاني في ساعة متأخرة من ليل امس، التدخل العسكري في سوريا في عملية تصويت «رمزية» نال فيها المعارضون للحرب 285 صوتاً مقابل 272 أيّدوا الحرب.

وفي ما يبدو بمثابة خطوة تراجع، تعهد كاميرون، بعد التصويت، باحترام تصويت البرلمان الرافض للحرب. وأعلن أنه «يدرك شكوك الرأي العام والبرلمان تجاه ضرب سوريا لمعاقبتها على استخدام أسلحة كيميائية. سأتصرف على ضوء ذلك».

وكان كاميرون، الشريك الاساسي في الحرب المتوقعة، قال في مداخلة أمام النواب، إنه «مقتنع بأن النظام السوري شن هجوماً كيميائياً في 21 آب»، لكنه أقر بأن مسؤولية السلطات السورية «غير مؤكدة بنسبة مئة في المئة». وخاطب النواب قائلاً «عليكم اتخاذ قرار والردّ على جريمة حرب» عبر الموافقة على مذكرة حكومية تجيز مبدأ التدخل العسكري في سوريا.

كما كان من اللافت أنه بينما أقرت كل من واشنطن ولندن بأنه لا وجود لـ«أدلة قاطعة» بشأن الهجوم الكيميائي في غوطة دمشق في 21 آب الحالي، فإن الحشود العسكرية تواصلت استعداداً للحرب التي تدور تكهنات بأنها صارت وشيكة، بعد خروج المفتشين الدوليين المفترض غداً من سوريا، وبعد إعلان اسرائيل طلبها من المجالس المحلية استكمال استعداداتها للوضع الطارئ قبل يوم الاثنين المقبل، في وقت طلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الدول الغربية على عدم شنّ عدوان على سوريا حتى يُقدم المحققون الدوليون نتائج بحثهم إليه وأعضاء مجلس الأمن الدولي.

وأعلنت الأمم المتحدة أن خبراءها حول الأسلحة الكيميائية سيقدمون «تقريراً شفهياً أولياً» إلى بان كي مون فور عودتهم من سوريا، لكن الخلاصات النهائية ستظل رهناً بتحاليل ستجري في مختبرات أوروبية. وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق لـ«السفير»، إن «مهمة بعثة التحقيق ليست معرفة من استخدم الأسلحة الكيميائية لكن إن كان لديها ادلة تتعلق بهذا الأمر فإنه يمكنها اضافتها الى التقرير». (تفاصيل صفحة 15 – 14)

وفي مؤشر على تواصل الخلاف بين الدول الكبرى حول مشروع القرار البريطاني الذي يدعو الى تدخل عسكري في سوريا، جرت مشاورات جديدة، دعت اليها روسيا، بين مندوبي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، لم تدم سوى 45 دقيقة. وكان سفراء الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا اجتمعوا، امس الاول، من دون أن يتوافقوا على مشروع قرار يجيز تدخلاً عسكرياً في سوريا مع استمرار تمسك موسكو وبكين بموقفهما المعارض.

وأكد الأسد، خلال لقائه وفداً يضمّ عدداً من قيادات الأحزاب ونواب البرلمان في اليمن في دمشق، أن «التهديدات بشنّ عدوان مباشر على سوريا سيزيدها تمسكاً بمبادئها الراسخة وبقرارها المستقل النابع من إرادة شعبها»، مشدداً على أن «سوريا ستدافع عن نفسها ضد أي عدوان».

وأكد وزير الدفاع السوري العماد فهد جاسم الفريج، خلال اتصال هاتفي تلقاه من نظيره الإيراني العميد حسين دهقان، أن «الإرهابيين الجناة عمدوا إلى استخدام الأسلحة الكيميائية وقتل النساء والأطفال والأبرياء للحصول على المزيد من الدعم من الدول الإقليمية والكبرى، للتعتيم على هزيمتهم ولحرف الرأي العام وتبرير استمرارهم في جرائمهم». وشدّد على «استعداد القوات المسلحة والشعب السوري للتصدي لأي شكل من أشكال العدوان العسكري عليهم من قبل القوى الكبرى، وسيردون عليها بحسم».

من جهته، اعتبر دهقان أن «الخاسر الرئيسي في أي حرب في المنطقة هو من يبدأ بها». وقال إن «إيران تتابع بدقة وحساسية التطورات الأمنية في المنطقة والأزمة الحاصلة في البلد الصديق سوريا»، مشدداً على «ضرورة الاستفادة من الوسائل السياسية والسلمية لحل المشكلات الأمنية».

وبدأ حجم الحشود العسكرية وطبيعتها تحضيراً للعدوان على سوريا يُظهر شيئاً فشيئاً شكل العمل العسكري الذي تنوي القوى الغربية القيام به، حيث أرسلت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا المزيد من القطع الحربية إلى المنطقة، في حين أرسلت روسيا سفينتين حربيتين يعتقد أنهما قد تؤديان دوراً وقائياً في عمليات الإنذار المبكر.

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، أمس، إن الولايات المتحدة سترسل مدمرة إلى قبالة السواحل السورية ما يرفع عدد السفن الحربية الأميركية في شرق المتوسط إلى خمس. وذكرت صحيفة «لوبوان» أن فرنسا أرسلت الفرقاطة «شيفاليه بول» الحديثة لتنضمّ إلى حشد القوات الغربية التي تستعدّ لضرب سوريا. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية إن بلاده سترسل ست طائرات من سلاح الجو إلى قبرص، مضيفاً إن الطائرات، وهي من طراز «تايفون» الاعتراضية، ستنشر في قاعدة «أكروتيري» البريطانية في قبرص.

«لا أدلة أميركية دامغة»

ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» عن مسؤولين في الاستخبارات الأميركية قولهم إن الاستخبارات الأميركية لا تملك دليلاً قاطعاً يربط بين الرئيس السوري بشار الاسد او الدائرة الضيقة حوله بالهجوم المزعوم بالاسلحة الكيميائية في غوطة دمشق، مشيرين الى انه لا يزال هناك اسئلة حول من يتحكم ببعض مخازن الاسلحة الكيميائية السورية وشكوك بشأن ما اذا كان الرئيس السوري أمر بالهجوم.

وأشار المسؤولون إلى ان تقريراً قدم إلى رئاسة الاستخبارات يرجح ان تكون القوات السورية مسؤولة عن الهجوم، لكنه يتحدث عن ثغرات. وقال مسؤول رفيع المستوى في الاستخبارات و3 مسؤولين آخرين اطلعوا على تقرير للاستخبارات قدم الى البيت الابيض انه خلال الأشهر الستة الماضية، والتي تمت خلالها تغيرات كثيرة على الأرض، لم يعد عملاء الولايات المتحدة والحلفاء يعرفون مَن يسيطر على بعض الاسلحة الكيميائية، بالاضافة الى ان المكالمة الهاتفية التي تم اعتراضها كانت بين مسؤولين من رتب منخفضة، ولا يوجد أي دليل مباشر يربط بين الهجوم الكيميائي والدائرة الضيقة للأسد او حتى مسؤول عسكري رفيع المستوى.

واوضح المسؤولون انه، وفي حين ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري اعتبر، الاثنين الماضي، ان الحكومة السورية تقف «بشكل أكيد» خلف الهجوم، فإن مسؤولي الاستخبارات غير متأكدين بشكل كامل من أن الهجوم تم بناء على أوامر الأسد، او ان القوات السورية هي مَن شنته.

وأكد البيت الأبيض أن الرئيس باراك أوباما سيتخذ قراراً بشأن كيفية الرد على استخدام أسلحة كيميائية في سوريا بناء على مصالح الأمن القومي الأميركية.

وأشار المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست إلى تعليقات مسؤول بريطاني رفيع المستوى قال إن الولايات المتحدة يمكن أن تتخذ قرارات بشأن السياسة الخارجية من تلقاء نفسها، ومن دون موافقة الكونغرس الاميركي.

وأعلن أن الولايات المتحدة ستقدم التبرير القانوني لأي استجابة لاستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا إذا لزم الأمر بمجرد أن يقرر أوباما كيفية المضي قدماً. وقال «عندما يصل الرئيس إلى رأي حاسم بشأن الاستجابة المناسبة، وعندما يتطلب الأمر تبريراً قانونياً لتأكيد القرار أو دعمه فسنقدّمه من تلقاء أنفسنا»، برغم انه اشار الى انه «ما من أدلة دامغة حتى الآن على تورط النظام السوري في استخدام السلاح الكيميائي في الغوطة».

وكرر أن أي رد أميركي سيكون محدوداً، ورفض المقارنات مع الغزو الأميركي للعراق. وقال «ما نتحدث عنه هنا هو رد محدود ومحدد جداً»، مضيفاً إن «واشنطن لا تبحث عن تغيير النظام السوري بل عن رد على استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين».

وأشار إرنست الى ان دولاً عربية وقادة العالم اعربوا عن غضبهم من الهجوم الكيميائي ويريدون رداً عليه. وأضاف «رأي قادة العالم الآخرين في هذا الوضع مهم». وقال إن «الرئيس تحادث هاتفياً مع المستشارة (الالمانية انجيلا) ميركل. وهذا يأتي في اطار الاتصالات المتواصلة التي يجريها الرئيس بشأن الوضع في سوريا».

وأعلن أن الادارة الاميركية لا تزال مصمّمة على كشف تفاصيل تقرير الاستخـــبارات الذي يظهر لماذا واشنطن متأكدة من ان «الحكومة السورية تقف وراء استخدام السلاح الكيميائي».

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

تأجيل التحرك ضد نظام الاسد بانتظار مهمة المفتشين الدوليين

دمشق ـ بيروت ـ واشنطن لندن ـ موسكو ـ وكالات: قال الرئيس باراك أوباما للأمريكيين إن من مصلحتهم توجيه ضربة عسكرية لسورية بعد هجوم بالغاز الكيمياوي، بينما قالت بريطانيا إن أي إجراء عسكري سيكون قانونيا لكن التدخل سيؤجل على ما يبدو إلى أن يصدر تقرير محققي الأمم المتحدة.

في غضون ذلك، اكد الرئيس السوري بشار الاسد الخميس عزم بلاده على ‘الدفاع′ عن نفسها في وجه اي ضربة عسكرية في اعقاب اتهام دول غربية له باستخدام السلاح الكيمياوي، فيما تزداد مخاوف السوريين يوما بعد آخر جراء تزايد ارتفاع وتيرة التصعيد واخذوا بتخزين الغذاء والدواء خوفا من ضرية عسكرية.

ومن المتوقع أن يجتمع مسؤولون كبار من إدارة أوباما مع أعضاء في الكونغرس في وقت لاحق بينما شكا بعض المشرعين الجمهوريين والديمقراطيين من أن الإدارة لم تطلعهم بشكل كاف على الوضع وعلى الرد الأمريكي المحتمل.

وبينما أمضى محققو الأسلحة الكيمياوية التابعون للأمم المتحدة يومهم الثالث في تمشيط المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة والتي تعرضت للهجوم كانت حركة المرور في دمشق تسير بشكل عادي مع بعض الوجود الزائد لقوات الجيش لكن دون مؤشرات كبيرة على أي تأهب كبير.

وكشف نقاش في البرلمان البريطاني عن شكوك عميقة نابعة من غزو العراق في عام 2003 . وبعد ضغوط من المشرعين وعدت الحكومة البريطانية – وهي لاعب رئيسي في أي هجوم جوي على سورية – البرلمان بإجراء تصويت حاسم بعد أن يسلم محققو الأمم المتحدة تقريرا بالنتائج التي توصلوا إليها.

وقالت الأمم المتحدة إن محققي الأسلحة الكيمياوية الذين يحققون في الهجمات التي قتل فيها المئات في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في ريف دمشق سيغادرون سورية يوم السبت ثم يقدمون تقريرهم إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

وحثت فرنسا وألمانيا الأمم المتحدة على إرسال التقرير إلى مجلس الأمن الدولي في أسرع وقت ممكن ‘حتى يمكنه النهوض بمسؤولياته فيما يتعلق بهذه الجريمة الوحشية.’

وتقول الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إن في مقدورهم أن يتحركوا بقرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أو بدونه. ومن المرجح أن تستخدم روسيا وهي حليف مقرب للرئيس السوري بشار الأسد حق النقض (الفيتو) لمنع صدور القرار. ومع هذا تثير بعض الدول الشكوك. وقالت إيطاليا إنها لن تشارك في أي عملية عسكرية بدون تفويض من مجلس الأمن.

ويقول دبلوماسيون غربيون إنهم يسعون إلى تصويت في المجلس لعزل موسكو وكي يظهروا أن دولا أخرى تؤيد الضربات الجوية.

وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون للبرلمان امس إنه ‘لا يمكن التفكير’ في أن تقوم بريطانيا بعمل عسكري ضد سورية إذا كانت هناك معارضة قوية داخل مجلس الأمن الدولي.

ونشر رأيا قانونيا تسلمته الحكومة يرى أن التحرك العسكري سيكون مشروعا من الناحية القانونية استنادا إلى اعتبارات إنسانية حتى اذا تعثر إصدار قرار من مجلس الأمن الدولي.

وانضمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى الأصوات الدولية المطالبة بتحرك. وقال ماجني بارث رئيس وفد الصليب الاحمر في سورية ‘من المرجح أن يؤدي المزيد من التصعيد إلى نزوح مزيد من الناس وزيادة الاحتياجات الانسانية الهائلة حاليا بالفعل.’

وأنهت التوقعات المتزايدة بتأجيل الضربة الخميس موجة بيع مستمرة منذ ثلاثة أيام في البورصات العالمية لكن المستثمرين ما زالوا قلقين من وقوع اضطرابات في الشرق الأوسط مستقبلا.

وقال اوباما في مقابلة مع شبكة التلفزيون الأمريكية العامة إن التحرك بشكل واضح وحاسم لوقف استخدام أسلحة كيمياوية في سورية ‘يمكن أن يكون له تأثير ايجابي على أمننا القومي على المدى الطويل.’

ولم يعلن اوباما بعد أي قرار بشأن توجيه ضربة عسكرية بعد أكثر من أسبوع على هجوم بسلاح كيمياوي فيما يبدو في سورية قتل فيه المئات لكنه لم يترك أي مجال للشك في تصميمه على معاقبة حكومة بشار الأسد.

وقال مساء الأربعاء ‘توصلنا الى ان الحكومة السورية هي المسؤولة عن الهجمات.’

وقال تقرير من موسكو إن روسيا تعتزم إرسال سفينتين حربيتين إلى شرق البحر المتوسط مما يبرز التعقيدات التي تحيط بضربة عسكرية محدودة رغم أن روسيا قالت إنها لن تنزلق الى صراع عسكري.

ومن المتوقع أن يجتمع زعماء غربيون في موسكو يوم الخميس القادم في اجتماع مجموعة العشرين وهو حدث يمكن أن يؤثر على توقيت شن الهجوم.

وقال متحدث من الائتلاف الوطني السوري إن المعارضة واثقة من أن الزعماء الغربيين مستعدون للتحرك.

واجتمع رئيس الائتلاف أحمد الجربا مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند. وقال متحدث باسم الائتلاف إنهما بحثا موجتين من التدخل تستهدف الموجة الأولى المنشآت التي تستخدم لشن هجمات كيمياوية ثم تستهدف الموجة الثانية القواعد الحكومية.

وحث هولاند الجربا على تشكيل قوة عسكرية يعتمد عليها مبرزا المخاوف الغربية من عدم قدرة التيار الرئيسي في المعارضة السورية على السيطرة على الميليشيات المرتبطة بالقاعدة. ويقول مسؤولون سوريون إن الغرب يعمل لصالح ميليشيات القاعدة المعادية له.

وفي دمشق قال سكان وقوات المعارضة إن قوات الأسد قامت على ما يبدو بإجلاء معظم الأفراد من مقار القيادة العسكرية والأمنية تحسبا لهجوم غربي.

وكانت دمشق تتحضر لاحتمال تدخل عسكري، وطُلب من بعض أجهزة الإعلام الرسمي البقاء في حالة جهوزية تحت الطلب، والأهم من ذلك ما كشفته مصادر عسكرية سورية لـ’القدس العربي’ عن أن هيئة أركان الجيش السورية وضعت السيناريوهات المحتملة لكيفية رد الهجوم المحتمل، وأن سلاح الصواريخ الإعتراضية والهجومية صار جاهزاً بعد أن وُضع في حالة تأهب قصوى، إضافة لكتائب الدفاع الجوي المزودة بمنظومات دفاع روسية حديثة وصلت في الأشهر الأخيرة إلى مخازن الجيش السوري وفق تأكيد تلك المصادر.

وسهر السوريون ليلة الاربعاء حتى فجر الخميس يترقبون لحظة الصفر التي تكهنت بها تقارير إعلامية عند الخامسة صباحاً لانطلاق الصاروخ الأول في الضربة العسكرية الغربية المرتقبة ضد سورية، انبلج صباح الخميس ولم تبدأ الضربة، وعبر ‘الفيسبوك’ وبرامج الدردشة والتواطل كان واضحاً وجود أعداد كبيرة من السوريين على صفحاتهم وأجهزتهم الخليوية طوال ليل الأربعاء بتعليقات ونقاشات محورها انتظار الضربة.

وقال سوريون لم يتمكنوا من الانتقال إلى لبنان إن حركة المرور تشهد اختناقا على الحدود.

الجيش السوري ينقل صواريخ سكود لتفادي استهدافها

عمان- (رويترز): قالت مصادر في المعارضة السورية الخميس إن قوات الرئيس بشار الأسد نقلت عدة صواريخ سكود وعشرات القاذفات من قاعدة في شمالي دمشق ربما لحماية الأسلحة من هجوم غربي.

وقال دبلوماسيون مقيمون في الشرق الأوسط لرويترز إن نقل الأسلحة من موقعها عند سفح جبال القلمون وهي من المناطق شديدة التسليح في سوريا يبدو جزءا من عملية إعادة انتشار احترازية ولكن محدودة لعتاد في مناطق بوسط سوريا لا تزال تحت سيطرة قوات الأسد.

وأضافوا أن هجمات المعارضة والمعارك قرب الطرق الرئيسية عرقلت عملية نقل أوسع لمئات القواعد الأمنية والعسكرية في أنحاء البلد البالغ عدد سكانه 22 مليون نسمة.

وفي الوقت الذي تلوح فيه ضربات عسكرية أمريكية في الأفق ردا على هجوم مزعوم بالاسلحة الكيماوية في الاسبوع الماضي على ضواح في دمشق تسيطر عليها المعارضة يتهم خصوم الأسد بعض التشكيلات التي يجري نقلها بإطلاق الأسلحة الكيماوية.

وتتهم الحكومة السورية المعارضين باستخدام الأسلحة الكيماوية لكن القوى الغربية تحمل الأسد المسوؤلية.

وعند مقر الكتيبة 155 وهي وحدة صاروخية تمتد قاعدتها على طول الطرف الغربي للطريق السريع الرئيسي في سوريا الممتد بين دمشق وحمص شاهد أفراد استطلاع من المعارضة العشرات من القاذفات المتنقلة لصواريخ سكود تنسحب في ساعة مبكرة اليوم الخميس.

وقالت مصادر عسكرية في المعارضة إن افراد الاستطلاع شاهدوا صواريخ ملفوفة بأغطية فوق القاذفات وشاحنات تنقل صواريخ ومعدات أخرى. وأطلق أكثر من 24 صاروخ سكود من القاعدة في منطقة القلمون هذا العام واصاب بعضها حلب في أقصى الشمال.

وقالت مصادر بالمعارضة إن القاعدة كانت ضمن قائمة أهداف مقترحة قدمها الائتلاف الوطني السوري المعارض لمبعوثين غربيين في اسطنبول في وقت سابق هذا الأسبوع. ووحدات صواريخ سكود المصنوعة في الاتحاد السوفيتي او كوريا الشمالية مصممة لتكون متنقلة ومن ثم يمكن نصبها سريعا لإطلاقها من مواقع جديدة.

ولا تناقش السلطات العسكرية السورية تحركات القوات علنا. ولم يتسن الحصول على تعليق من متحدث باسم الحكومة. وقال سكان ومصادر في المعارضة بالعاصمة إن قوات الأسد أجلت على ما يبدو معظم الأفراد من مقرات قيادة الجيش وقوات الأمن في وسط دمشق بحلول الأربعاء.

وفي منطقة القلمون قال ناشط عرف نفسه باسم عامر القلموني لرويترز عبر الهاتف “معظم الأفراد في القاعدة غادروا على ما يبدو”.

وأضاف أن شاحنات محملة بالمعدات العسكرية شوهدت أيضا على طريق دمشق الدائري إلى الجنوب. وقال “إما أن المعدات تنقل لتخزينها في مكان آخر أو أنها ستظل تتنقل بشكل مستمر لتجنب ضربها”.

وقال النقيب فراس البيطار من لواء تحرير الشام وهو من منطقة القلمون لكنه يتمركز في ضاحية بدمشق إن وحدتين أخريين قرب الكتيبة 155 في منطقتي القطيفة والناصرية تنقلان الصواريخ أيضا.

وأضاف أنها قد تنقل باتجاه الشمال الغربي إلى معاقل الموالين للأسد قرب حمص أو باتجاه المعقل الساحلي الجبلي للأقلية العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري.

وتشتبه مصادر بالمعارضة أيضا في إخلاء وحدة صواريخ أخرى في بلدة صهيا جنوبي دمشق.

وقال أبو أيهم وهو قائد في لواء أنصار الاسلام “كانت ثكنات صهيا تقصف الضواحي الجنوبية بالصواريخ والمدفعية دون توقف. منذ أمس لم يطلق شيء من المعسكر وهو ما يشير إلى أنه تم إخلاؤه”.

الجربا: الضربة الغربية للنظام السوري ستغير ميزان القوى

بيروت- (ا ف ب): اعتبر رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا الخميس ان الضربة العسكرية المحتمل ان تشنها دول غربية ضد نظام الرئيس بشار الاسد، “ستغير موازين القوى على الارض”، وان النظام “سيلفظ انفاسه الاخيرة”.

وقال الجربا في حديث إلى قناة (المؤسسة اللبنانية للارسال) إن “هذه العملية ستغير ميزان القوى على الارض (…) هذه العملية ستعيد ميزان القوى الذي طالبت فيه من اول يوم”، في اشارة الى تاريخ انتخابه رئيسا للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في تموز/ يوليو الماضي.

اضاف “نحن في هذه اللحظة، الجيش الحر (الذي يشكل مظلة لغالبية مقاتلي المعارضة) مستعد لانهاء المعركة مع النظام”.

ودعا الجربا في الحديث الذي اجري معه من باريس الجيش السوري النظامي إلى “الانفصال عن هذا النظام المجرم الفاسد (لانه) خلال هذه الفترة النظام سيلفظ انفاسه الاخيرة”.

وطمأن رئيس الائتلاف المعارض المدنيين السوريين الى ان العملية “لن تطال مدنيين ابدا”، بل ستضرب “الآلة العسكرية لهذا النظام ولن تضرب مدنيين مهما كانوا، أكانوا مع النظام او ضده”.

وتصاعدت في الايام الاخيرة استعدادات دول غربية في مقدمها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لتوجيه ضربة محتملة الى النظام السوري الذي يتهمه الغرب والمعارضة السورية بالمسؤولية عن هجوم مفترض بالاسلحة الكيميائية في الغوطتين الشرقية والغربية لدمشق في 21 آب/ اغسطس.

وقال الجربا ان الضربة العسكرية المحتملة هي “عملية رد وردع وعقاب على قيام النظام بهجوم ارهابي كيميائي ضد شعبنا في ريف دمشق”.

واتت تصريحات الجربا بعد ساعات من لقائه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. ودعا رئيس الائتلاف بعد اللقاء الى “ردع اممي ودولي قوي” للنظام السوري، من دون ان يحصل على التزام واضح بالحصول على الاسلحة التي تطالب المعارضة بها.

الا ان الجربا قال في حديثه المتلفز “بعد ضربة الغوطة سيأتي السلاح (…) وسيكون نوعيا وغير نوعي”.

ومع ان الرئيس الفرنسي كان اعلن الثلاثاء بانه سيزيد “الدعم العسكري” للمعارضة السورية، فانه تجنب الخميس بعد اللقاء مع الجربا الالتزام بهذا الامر.

وتلقت المعارضة السورية مرارا وعودا من الدول الغربية بدعمها بأسلحة نوعية، الا ان الغرب ما زال محجما عن تزويد المعارضين بالسلاح تخوفا من وقوعه في ايدي مقاتلين اسلاميين متطرفين.

عناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام يحتجزون نحو 30 كردياً بحلب

دمشق- (د ب أ): أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أن شريط فيديو أظهر قيام جماعة “الدولة الإسلامية في العراق والشام” باحتجاز نحو 30 شخصاً كردياً في بلدة “قباسين” بالريف الشرقي لمدينة حلب شمال سورية.

وذكر المرصد، في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه الجمعة، أن متحدثا باسم الجماعة دعا المحتجزين إلى “التوبة إلى الله من الانتماء إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي” كون أنه “خرج عن دائرة الإسلام”، على حد قوله.

وفي سياق آخر، قال المرصد إن مناطق في مدينة “الطبقة” بمحافظة الرقة شمال وسط سورية تعرضت صباح الجمعة لقصف من قبل القوات النظامية ولم ترد معلومات عن سقوط ضحايا.

وأضاف المرصد أن أحياء بمدينة دير الزور تعرضت لقصف من قبل القوات النظامية ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.

وأوضح المرصد أن مناطق في بلدة “قلعة الحصن” بمحافظة حمص تعرضت لقصف من قبل القوات النظامية فيما لم ترد معلومات عن سقوط ضحايا.

لاريجاني يتهم واشنطن بالإعداد سلفاً للهجوم على سوريا

طهران- (يو بي اي): اتهم رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، الولايات المتحدة الأمريكية بأنها أعدت سلفاً لهجومها المحتمل على سوريا، مثل الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان عام 2006.

ونسبت وكالة (مهر) الإيرانية للأنباء الجمعة، الى لاريجاني، قوله “من المستحيل أن يكون الأمريكيون قد استعدوا خلال الأيام القليلة الماضية لإجراء عمليات عسكرية ضد سوريا، حيث انهم استعدوا لذلك منذ عدة اشهر.. وإجراء امريكا هذا هو على غرار حرب 33 يوماً (الاسرائيلية على لبنان) الذي خطط له سلفا”.

واضاف أن “تعامل الأمريكيين تجاه سوريا ملفت للنظر، حيث ادعوا انه استنادا الى الأدلة الفنية على أن الحكومة السورية استخدمت السلاح الكيمياوي، ولهذا السبب فانهم ليسوا بحاجة الى إذن من الأمم المتحدة لشن هجوم على سوريا.. وهذا الادعاء يبين انهم يعتبرون انفسهم شرطة دولية”.

وقال لاريجاني إن “اتهام الحكومة السورية باستخدام السلاح الكيمياوي مجرد ذريعة”.

هولاند يدعو إلى تشكيل تحالف دولي ضد سورية حال عدم تصرف مجلس الأمن

مانيلا- باريس- القاهرة- (د ب أ): أيد الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند تدخلا دوليا ضد سورية اليوم الجمعة فيما واصلت الولايات المتحدة جهودها لتشكيل تحالف للتدخل في الدولة التي تمزقها الحرب، على الرغم من رفض واضح من البرلمان البريطاني للتدخل العسكري الليلة الماضية.

وقال وزير الدفاع الامريكي تشاك هاغل في مانيلا وهي المحطة الاخيرة في جولته التي تشمل أربع دول بجنوب شرق آسيا “إن هدف الرئيس أوباما وحكومتنا بأنه أيا كان القرار الذي سيتخذ سيكون هناك تعاون ومساعي دولية”.

وكان البرلمان البريطاني قد صوت بفارق ضئيل ضد مشروع قرار الحكومة لدعم التدخل العسكري في سورية في الوقت الذي تدرس فيه الولايات المتحدة ردها على التقارير الصادرة الاسبوع الماضي بشأن استخدام الحكومة السورية لهجمات كيماوية ضد الثوار.

وأضاف هاغل “توجهنا هو استمرار البحث عن تحالف دولي يعمل بشكل مشترك”.

وتابع “وأعتقد أنكم سترون عددا من حكومات الدول تعلن صراحة عن موقفها حول استخدام الاسلحة الكيماوية”.

وقال هاغل إن الولايات المتحدة تواصل التشاور مع بريطانيا بشأن قضايا من بينها البحث عن “سبل المضي قدما للرد على هذا الهجوم الكيماوي في سورية”.

ومن ناحية أخرى دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى تشكيل تحالف دولي ضد سورية بدون تفويض من الأمم المتحدة في حالة الضرورة.

وقال هولاند في تصريحات لصحيفة “لو موند” الفرنسية الصادرة اليوم الجمعة: “إذا لم يكن مجلس الأمن قادرا على التصرف فسيتم تشكيل تحالف”.

وذكر هولاند أن “كافة الخيارات مطروحة على الطاولة” لتدخل عسكري محتمل في سورية. وأعلن أنه سيقوم بمناقشة الأوضاع في سورية بشكل شامل مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم.

وبسؤاله عن رفض البرلمان البريطاني دعم العمل العسكري في سورية قال هولاند إن “كل دولة ذات سيادة ويمكن أن تختار ما إذا كانت ستشارك في عملية أم لا. هذا ينطبق على المملكة المتحدة وفرنسا”.

وقال الرئيس الفرنسي إنه سيواصل البحث مع أوباما حول الطريقة التي ستمضي بها البلدان قدما بدون دعم بريطاني.

ومن جهة أخرى قالت المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل إن بلادها لن تشارك في اي عمل عسكري ضد سورية.

ولا زالت ميركل تأمل في توصل مجلس الأمن الدولي لموقف مشترك تجاه سورية.

وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت الجمعة في برلين: “إننا نأمل في أن يصل مجلس الأمن إلى موقف موحد”.

وفي إشارة إلى موسكو وبكين، اللذين يعرقلان اتخاذ موقف أكثر صرامة ضد سورية حتى عقب تقارير عن استخدام غازات سامة، قال زايبرت: “نأمل ألا يغمض أحد في مجلس الأمن عينيه عن مثل هذه الجرائم”.

وذكر المتحدث أن تصريحات وزير الخارجية الألمانية الألماني جيدو فيسترفيله بشأن عدم مشاركة ألمانيا في عملية عسكرية ضد سورية تعبر عن الحكومة الألمانية بأكملها ، وقال: “إننا لا نضع توجيه ضربة عسكرية ضد سورية في حساباتنا”.

ومن ناحية أخرى تعتزم روسيا عرقلة أي قرار من مجلس الأمن بشأن عملية عسكرية في سورية باستخدام حق النقض (الفيتو).

ونقلت وكالة الأنباء الروسية “إيتار-تاس″ عن نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف قوله اليوم الجمعة: “روسيا ترفض أي قرار لمجلس الأمن الدولي ينص على إمكانية استخدام العنف”.

وتجدر الإشارة إلى أن روسيا شريك وثيق للنظام السوري بشار الأسد وعرقلت أكثر من مرة في مجلس الأمن اتخاذ قرارات أكثر صرامة ضد النظام السوري.

وقال زعيم حزب العمال البريطاني (إي.دي) ميليباند حول التدخل العسكري في سورية اليوم الجمعة “هناك طرق أخرى غير الوسائل العسكرية لمساعدة الشعب السوري بشكل فعلي”.

جاء التصويت في بريطانيا فيما تعهد الاسد بأن سورية ستدافع عن نفسها ضد أي عدوان وذكرت الامم المتحدة أن مفتشي الاسلحة سيغادرون البلاد غدا السبت.

ومن ناحية أخرى ذكر ناشطون سوريون أن وفدا من فريق المفتشين الأمميين الكيماويين وصلوا ظهر اليوم الجمعة إلى مستشفى “المزة” العسكري 601 في دمشق للكشف عن مصابين من جنود نظام الرئيس بشار الأسد.

وأضاف الناشطون أن الوفد الأممي وصل بمرافقة سيارات من السلطات السورية في دمشق لمعاينة جنود يشتبه ويقولون إنهم أصيبوا بغازات سامة.

ويقع مستشفى “601  العسكري” بمنطقة المزة في قلب العاصمة السورية دمشق.

ومازالت المخاوف من رد بأسلحة كيماوية على أي تدخل غربي تتصاعد في المنطقة.

وذكر تقرير ان جيش الاحتلال الاسرائيلي نشر بطارية لمنظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ في منطقة تل ابيب الكبرى الجمعة .

وذكرت صحيفة (يديعوت احرونوت) الاسرائيلية في موقعها الالكتروني ان هذه هى المرة الاولى التي تكون فيها بطارية لمنظومة القبة الحديدية موجهة الى الشمال.

الاسد.. طبيب عيون قصير النظر

صحف عبرية

يحدث الآن مع بشار الاسد ما حدث مع صدام حسين الذي فسر الرسائل الامريكية في تموز/يوليو 1990 تفسيرا غير صحيح. يبدو أنه يصعب على الطُغاة أن يلاحظوا مصادر القوة والضعف في الديمقراطيات. بعد لقاء صدام حسين مع سفيرة الولايات المتحدة في بغداد أبريل غاسبي، اعتقد أن الولايات المتحدة لن تتدخل اذا غزا الكويت. وما كان أشد دهشته حينما بدأت حربا عليه. وبعد ذلك بسنوات اعترف صدام في التحقيق معه بأنه لو عرف أن الولايات المتحدة كانت تعارض ذلك لما غزا.

وهذا ما حصل مع الاسد ايضا، فحينما رأى أن الولايات المتحدة لا تتدخل بعد أكثر من 100 ألف قتيل في بلده، وبعد أن استعمل السلاح الكيميائي مرتين، وأنها لا تتدخل في ما يجري في مصر، حيث قتل النظام العسكري نحوا من 1500 مواطن، استنتج بشار أنهم قد وافقوا له على أن يوسع استعمال السلاح الكيميائي. إن الامر من وجهة نظر النظام في دمشق، ولا سيما أبناء الأقليات هناك، أمر حياة أو موت. ولهذا فان جميع الوسائل حلال، وستكون حلالا في المستقبل ايضا لأنهم ان لم يقضوا على أعدائهم فسيقضي هؤلاء عليهم، ولن تساعد هنا فرقعات لسان جون كيري أو اصدقائه في الغرب تأنيبا ووعظا.

ما كان أشد دهشة بشار حينما جعل الامريكيون والغرب استعمال السلاح الكيميائي في هذه المرة مسدسا مدخنا، وكان سبب ذلك رؤيته، فلم يرَ الغرب الاصابات الكيميائية السابقة، لكن الشبكة العنكبوتية امتلأت بالأفلام في الحالة الحاضرة.

ومع ذلك لا يرى بشار نفسه الصيغة السورية من صدام حسين، هذا الى أن الرئيس بوش الأب قد استقر رأيه في حرب الخليج الاولى على إبقاء صدام في الحكم. وكان الحديث آنذاك ايضا عن عمل بري ضخم، لكنه لم يُخطط لمثل هذا العمل في هذه المرة. ويُقدر النظام في سورية أن يتلقى ضربة، لكن لا بصورة شديدة جدا، وهم يستطيعون العيش مع ذلك، فالمسألة مسألة كلفة وفائدة. معلوم أن سورية كانت تود أن تمنع هذا الهجوم البالستي الجوي ولهذا تُرسل التهديد في كل اتجاه حتى نحو اسرائيل القوية، لكن اذا حدث هجوم فسيكون مُقدّرا. وقد مر النظام في سورية بأكثر من هذا بكثير في السنتين ونصف السنة الأخير.

ويوجد فرق آخر بين حرب الخليج الاولى وما يجري الآن: ففي ذلك الوقت، بعد انهيار الاتحاد السوفييتي بوقت قصير، كانت في العالم قوة عظمى واحدة، أما اليوم فان روسيا والصين قوتان قويتان تؤيدان الاسد تأييدا شاملا، وهما نقيضتان للولايات المتحدة.

وإن ثنائية القوة العظمى هذه هي نوع من الرادع عن هياج دولي كبير جدا في سورية. ألا يُعذب بوتين نفسه الى اليوم لأنه لم يقف حارسا حينما أسقط اعضاء حلف شمال الاطلسي والغرب معمر القذافي؟

هل تحقق سورية تهديداتها بالهجوم على اسرائيل ردا على الهجوم الامريكي؟ يقول المنطق إن بشار لن يريد أن يجر اسرائيل الى المعركة العسكرية عليه لأنه يُضعف نفسه بذلك. فاسرائيل ستهاجم وبقوة وهو معني بانهاء المواجهة العسكرية مع الولايات المتحدة بأسرع وقت ممكن وألا يوسعها.

وهذه مسألة كلفة وفائدة مرة اخرى، لكن المنطق ليس وحده الذي يعمل في الشرق الاوسط الذي يصبح أخطر من يوم الى آخر، فالانتقام والكراهية وتصفية الحسابات والكرامة الضائعة والمخاوف والكثير من الغرائز القاتمة كل ذلك جزء لا ينفصل عن المعركة.

غي بخور

يديعوت 29/8/2013

التحضيرات الأميركية للضربة المتوقعة مستمرة

باريس وواشنطن تنسقان من أجل “رد حازم” على الأسد

أ. ف. ب.

مشاورات اللحظة الأخيرة قبل الحسم في سوريا

مفاوضات في الكونغرس حول الهجوم الكيميائي في سوريا

أعلنت فرنسا أنها لن تتاثر بموقف بريطانيا التي قررت عدم المشاركة في ضربة عسكرية على سوريا تحت ضغط برلمانها، ما يجعل باريس شريكة في “التحالف الدولي” الذي تسعى واشنطن إلى بنائه لمحاسبة النظام السوري على استخدامه اسلحة كيميائية محظورة تسببت بمقتل المئات، بحسب ما يتهمه الغرب والمعارضة.

دمشق: يفترض ان ينهي مفتشو الامم المتحدة الموجودون في سوريا الجمعة تحقيقهم في الهجوم الكيميائي المفترض الذي استهدف مناطق في ريف دمشق في 21 آب/اغسطس على ان يرفعوا لاحقا تقريرا عن عملهم للامين العام للامم المتحدة بان كي مون.

موقف بريطانيا لا يؤثر

واعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في مقابلة نشرتها صحيفة “لوموند” الفرنسية الجمعة ان رفض مجلس العموم البريطاني مشاركة حكومته في عملية عسكرية ضد سوريا لن يؤثر على موقف فرنسا الداعي إلى تحرك “ملائم وحازم” ضد دمشق.

وقال ردا على سؤال عن امكان التحرك ضد سوريا بدون بريطانيا ان “كل بلد سيد قراره في المشاركة او عدم المشاركة”، مضيفا انه سيجري “محادثات معمقة” مع الرئيس الاميركي باراك اوباما اليوم حول هذا الموضوع.

وجدد هولاند التأكيد ان “كل الخيارات مطروحة على الطاولة”، ولم يستبعد شن ضربات قبل الاربعاء، وإن رجح عدم حصول اي تدخل من هذا النوع قبل مغادرة خبراء الامم المتحدة سوريا. ويفترض ان يغادر هؤلاء المحققون سوريا السبت ليقدموا تقريرا شفويا إلى الامين العام للامم المتحدة فور وصولهم إلى نيويورك.

وخرج المحققون الدوليون ظهر اليوم من الفندق الذي ينزلون فيه وسط دمشق وتوجهوا إلى مستشفى مزة العسكري في غرب العاصمة لمعاينة مصابين يشتبه في انهم تعرضوا لغازات سامة، بحسب ما ذكر مصدر امني.

وكان النظام اتهم مقاتلي المعارضة باللجوء إلى اسلحة كيميائية لصد هجوم للجيش في حي جوبر في شرق العاصمة السبت الماضي. واشار اعلامه إلى ان جنودا اصيبوا جراء تنشقهم غازات سامة.

وجاء هذا الاتهام بعد ايام من اتهام المعارضة قوات النظام بشن هجوم باسلحة كيميائية على مناطق في الغوطة الغربية والغوطة الشرقية في ريف دمشق ما تسبب بمقتل المئات، الامر الذي تنفيه دمشق معتبرة انها اكاذيب لتبرير ضربة عسكرية غربية على سوريا.

التحضيرات مستمرة

وتستمر التحضيرات الاميركية للضربة المتوقعة. وقد اجرى البيت الابيض الخميس مشاورات مع قادة الكونغرس في هذا الاطار، في وقت تمثل عملية اجتياح العراق العام 2003 بقوة في الاذهان، ما يبرر تردد البرلمانات والراي العام الغربي.

واعلن البيت الابيض ان اوباما سيحدد قراره بشأن الملف السوري “وفقا للمصالح الاميركية”. وقالت المتحدثة باسم مجلس الامن القومي كيتلين هايدن ان الرئيس “سيبني قراره بناء على ما هو افضل لمصلحة الولايات المتحدة. انه يعتقد ان هناك مصالح اساسية للولايات المتحدة على المحك وان الدول التي تنتهك القواعد الدولية المتعلقة بالاسلحة الكيميائية يجب أن تحاسب”.

كما اعلنت الرئاسة الاميركية انه سيتم نشر “نسخة رفعت عنها السرية عن تقرير للاستخبارات بشأن استخدام نظام (الرئيس بشار) الاسد اسلحة كيميائية، مؤكدة ان الوثيقة ستنشر قريبا “قبل نهاية الاسبوع”. وقامت الادارة الاميركية خلال الايام الماضية بنشر خمس مدمرات اميركية مجهزة بصواريخ كروز في شرق المتوسط، في خطوة اعتبرت تمهيدا للضربة العسكرية.

كاميرون يحترم إرداة النواب

وتعهد رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون باحترام ارادة النواب بعد ان رفض مجلس العموم البريطاني باكثريته السماح للحكومة بتوجيه ضربة عسكرية إلى النظام السوري. والجمعة، اكدت الحكومة الالمانية انها لن تشارك في عمل عسكري في سوريا، بعد ان كانت اعلنت الاثنين دعمها ل”تحرك” الاسرة الدولية للرد على “الهجوم الكيميائي”.

في المقابل، حذر المستشار الدبلوماسي للكرملين يوري اوشاكوف من ان “التحركات التي تتجاوز مجلس الامن الدولي، اذا تمت، ستشكل مساسا خطيرا بالنظام القائم على الدور المركزي للامم المتحدة وضربة خطيرة (…) للنظام العالمي”.

واعرب مسؤول في الائتلاف السوري المعارض عن “اسفه” لموقف مجلس العموم البريطاني، معربا عن اعتقاده ان هذا الرفض لن يعرقل الاستعدادات الغربية المتزايدة لتوجيه الضربة. وقال في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس “يؤسفنا انهم (النواب البريطانيون) لم يتمكنوا من استيعاب الوضع الحقيقي في سوريا”.

واشار رافضا الكشف عن اسمه إلى نية المعارضة السورية ارسال وفد إلى لندن الاسبوع المقبل للتباحث مع النواب في موقفهم، معربا عن خشيته من “ان يتم استخدام الاسلحة الكيميائية في شكل اوسع في ريف دمشق”.

تداعيات الضربة الغربية

وفي تداعيات الضربة الغربية المحتملة في سوريا على لبنان المجاور، نصحت بريطانيا الجمعة رعاياها بتجنب “السفر غير الضروري إلى لبنان” بسبب “المخاطر الناجمة عن ازدياد المشاعر المعادية للغرب” جراء احتمال القيام بعمل عسكري في سوريا.

كما اقدمت بعض شركات الطيران الاجنبية على تعديل اوقات رحلاتها لتجنب تنقل افراد طواقمها او مبيت طائراتها ليلا في مطار بيروت. في اسرائيل، قالت وسائل الاعلام انه تم نشر بطارية من منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ في تل ابيب استعدادا للضربة العسكرية الغربية المحتملة ضد سوريا.

على الارض، تدور اشتباكات عنيفة الجمعة عند محاور معضمية الشام جنوب غرب دمشق التي تحاول قوات النظام التقدم فيها تترافق مع قصف جوي وصاروخي، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطين. والمعضمية هي احدى المناطق التي شهدت القصف المفترض بالسلاح الكيميائي، وقد زارها محققو الامم المتحدة الاثنين الماضي واخذوا عينات من تربتها ومن المصابين فيها.

بسبب الضربة لسوريا… ناقلات غربية تعدّل مواعيد رحلاتها إلى بيروت

ساره الشمالي

 بسبب الضربة الأميركية المتوقعة لسوريا، تعدل شركات الطيران الغربية مواعيد رحلاتها إلى بيروت، مستعيضة برحلات نهارية بدلًا من الرحلات الليلية، بينما تطلب الولايات المتحدة وبريطانيا من رعاياها مغادرة لبنان فورًا.

ترخي التهديدات الأميركية بضرب سوريا بظلالها على منطقة الشرق الأوسط، وتحديدًا على الدول المجاورة لسوريا، والتي تتوقع أن تنال منها تداعيات كثيرة، ناتجة من الضربة الصاروخية المتوقعة لسوريا بين لحظة وأخرى.

وقد دخلت التقارير الاعلامية في مزاد زمني حول تحديد لحظة بدء الهجوم، فمنها من يستبعد الضربة، ومنها من يستقربها، مستدلًا على ذلك بخروج مفتشي الأمم المتحدة من سوريا صباح السبت.

وإزاء هذه الأخبار، وتأثرًا بما يمكن أن يحصل في الأجواء جراء مرور الصواريخ والطائرات من البوارج الأميركية في المتوسط، في طريقها إلى أهدافها في سوريا، بدأت خطوط الطيران التي تصل إلى بيروت تعديل جداول رحلاتها.

وتتجه معظم شركات الطيران الغربية إلى تعديل مواعيد رحلاتها إلى بيروت، عامدة إلى الغاء الرحلات الليلية إلى لبنان، واستبدالها برحلات نهارية فقط. ولجأت شركات الطيران الى هذا الاجراء بعدما عمد معظم القادمون إلى لبنان إلى استبدال تذاكر سفرهم الليلية بأوقات أخرى يصلون فيها إلى بيروت خلال النهار.

تغيير رحلات

فقد اعلنت الخطوط الجوية القبرصية اليوم الجمعة إلغاء رحلاتها المسائية إلى بيروت، وتغيير توقيتها إلى الفجر، بسبب التوتر الناجم عن احتمال توجيه الغرب ضربة عسكرية ضد سوريا. وقال بيان صادر عن الشركة إن الرحلات الست الاسبوعية بين لارنكا وبيروت ستقلع في الساعة الخامسة والربع صباحًا بدلا من الساعة الثامنة والنصف مساءً، كي لا تبقى الطائرة طوال الليل جاثمة في مطار رفيق الحريري الدولي ببيروت.

وكذلك اعلنت شركة الخطوط الجوية الفرنسية إير فرانس اليوم الجمعة تغيير موعد إحدى رحلتيها اليومية بين باريس وبيروت بسبب تطور الوضع الجيوسياسي في الشرق الاوسط، خصوصًا مع إعلان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند دعم فرنسا لتحرك متناسب وحازم ضد نظام دمشق، ووقوفها إلى جانب الولايات المتحدة التي تبحث عن تحالف دولي لضرب سوريا من خارج الأمم المتحدة.

وقال المتحدث باسم الخطوط الفرنسية: “لا يمكن أحد توقع أي شيء في الوقت الراهن، وإير فرانس تراقب باستمرار الوضع في المنطقة، وتغير برنامج رحلاتها طبقًا لتطور الاحداث على الارض”.

إلا أن مصادر قالت لصحيفة الجمهورية إن بعض شركات الطيران العالمية اتخذت قرارًا بوقف رحلاتها الليلية إلى مطار بيروت الدولي على خلفية التهديدات المحيطة بطريق المطار ليلًا، بعد خطف الطيّار التركي ومساعده، نافية أن يكون لهذا القرار أيّ علاقة بالتحضير الغربي لضرب سوريا، “فعند الاضطرار لاتّخاذه أو أيّ قرار مثيل له، لا يُتّخذ على مستوى شركات الطيران بمقدار ما يطاول حركة المطار ككُلّ”.

للمغادرة فورًا

ترافقت التغييرات في جداول الرحلات مع حركة مغادرة ناشطة من لبنان، خصوصًا من جانب الأجانب المقيمين فيه, بعدما اعلنت الحكومة القبرصية استعدادها لاستقبال أجانب يفرون من لبنان، في حال حصول عملية عسكرية غربية ضد سوريا.

وكانت الحكومة البريطانية دعت رعاياها لتجنب السفر إلى لبنان إلا في الحالات الطارئة، والابتعاد عن المناطق القريبة من سوريا. وبررت وزارة الخارجية في بيانها هذا التحذير بارتفاع الشعور العدائي للغرب، المرتبط باحتمال توجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري.

وجدد البيان دعوة وزارة الخارجية المواطنين البريطانيين إلى مغادرة لبنان فورًا، اذا لم تكن هناك حاجة للبقاء، لافتًا إلى أن لبنان شهد في الفترة الاخيرة هجمات دامية، أدت الى مقتل العشرات.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية في تصريح صحافي إن حكومة بلاده ملتزمة باستقرار وامن لبنان، من خلال تقديم مساعدات مادية وانسانية مباشرة، قيمتها 120 مليون دولار، غير انه بين أن على حكومة بلاده مسؤولية تحذير رعاياها من أية أخطار أمنية يمكن ان تهدد حياتهم.

وكذلك وجهت الخارجية الأميركية غنذارًا لرعاياها في لبنان بضرورة المغادرة فورًا، محذرة من التوجه إلى لبنان حتى إشعار آخر. إلى ذلك، نقلت تقارير صحفية عن مصادر مطلعة تأكيدها أن طائرة كويتية ستصل ليل الجمعة إلى مطار رفيق الحريري الدولي لاجلاء الرعايا الكويتيين من لبنان.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/8/833128.html

روسيا: لا يحق لواشنطن التحدث باسم المجتمع الدولي

نصر المجالي

نصر المجالي: تعمل روسيا التي تستعد لاستضافة قمة العشرين في بطرسبيرغ يوم 6 ايلول (سبتمبر)، بكل وسائلها الإعلامية والدبلوماسية لمحاصرة التجهيزات الأميركية لتوجيه ضربة عسكرية لسوريا جراء استخدام السلاح الكيمائي ضد المدنيين.

وأعلن مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف للصحافيين أن روسيا تسعى جاهدة إلى منع أية عملية عسكرية في سوريا، وحين سئل عما ستفعله روسيا إذا تعرضت سوريا إلى عملية عسكرية، فقال: تعمل روسيا الآن على تفادي أي سيناريو عسكري”.

وحول ما قيل من أن الولايات المتحدة سلّمت روسيا معلومات تفيد بأن دمشق استخدمت أسلحة كيمائية قال أوشاكوف إن “الأميركيين لم يسلّمونا أية معلومات من هذا النوع، ولم يسلّموها إلى مجلس الأمن الدولي أيضا”.

وألمح أوشاكوف، حسب (أنباء موسكو) إلى احتمال عدم وجود معلومات من هذا القبيل، حيث قال “إنهم يشيرون إلى سرية معلومات ما”. وأضاف: “لا يمكن أن نصدق ونحن لا نملك هذه المعلومات”.

وعن جدول أعمال اجتماع “قمة مجموعة العشرين” الذي سيعقد في مدينة سان بطرسبورغ الروسية في 5-6 أيلول (سبتمبر) قال أوشاكوف إن جدول أعمال قمة العشرين لا يتضمن الموضوع السوري، ولكنه يعتقد أن ممثلي الدول المشاركة سيتطرقون إلى هذا الموضوع.

وأضاف: “يجب أن تُناقش سوريا ولا بد من مناقشتها”.

لا حق لواشنطن

وعلى صعيد متصل، أعرب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي عن قناعته بأن الولايات المتحدة لا تملك الحق بالحديث عن التدخل في الصراع السوري باسم المجتمع الدولي.

وكتب بوشكوف على حسابه في تويتر: “ليس لواشنطن أي حق بالحديث لا باسم المجتمع الدولي ولا باسم حلف شمال الأطلسي فنصف حلف الناتو لا يرغب بالمشاركة بالقتل وبتدمير دمشق”.

وكان رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي عن اعتقاده بأن العملية العسكرية المخطط لإجرائها في سوريا تستهدف تغيير النظام السوري “مهما قالت واشنطن”.

وقال بوشكوف عبر موقع “تويتر” يوم الأربعاء إن العملية العسكرية المخطط لها “تهدف إلى تغيير النظام في سوريا من خلال تدمير قدرته العسكرية مهما قالت واشنطن”.

وكان رئيس مجلس النواب الروسي، سيرغي ناريشكين، قال الأربعاء الماضي: “أنا واثق بأن العملية العسكرية لن تضع حدا للحرب الأهلية في سوريا، بل تؤدي إلى سقوط مزيد من الضحايا، وتلحق أضرارا كبيرة بمنظمة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والقانون الدولي”.

وذكّر ناريشكين بأن العملية العسكرية في العراق أدت إلى سقوط مئات آلاف القتلى في صفوف المدنيين، مشيرًا إلى أنه لم يُحاسب أحد على قتل المدنيين في العراق حتى الآن.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/8/833122.html

إيطاليا تحذر المتحمسين: قصف سوريا مقدمة لنزاع عالمي شامل

أسف مسؤول في الائتلاف السوري المعارض لرفض بريطانيا الضربة على سوريا، إلا أنه أكد أن موقفها هذا لن يؤثر على إتمام العمليات العسكرية الغربية، في وقت حذرت إيطاليا من آثار مدمّرة عالمية قد تنتج من وراء هذه الخطوة مؤكدة اختلافها مع باريس.

وكالات: أعرب مسؤول في الائتلاف السوري المعارض الجمعة عن “أسفه” لرفض مجلس العموم البريطاني السماح للحكومة بتوجيه ضربة عسكرية إلى النظام السوري ردًا على هجوم مفترض بالأسلحة الكيميائية، إلا أنه عبّر عن اعتقاده أن هذا الرفض لن يعرقل الاستعدادات الغربية المتزايدة لتوجيه الضربة.

وقال المسؤول في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس، “يؤسفنا أنهم (النواب البريطانيون) لم يتمكنوا من استيعاب الوضع الحقيقي في سوريا”. وأشار، رافضًا الكشف عن اسمه، إلى نية المعارضة السورية إرسال وفد إلى لندن في الأسبوع المقبل للتباحث مع النواب في موقفهم. وأضاف إن الرئيس السوري “بشار الأسد أطلق بالون اختبار، وخوفنا من أن يتم استخدام الأسلحة الكيميائية في شكل أوسع في ريف دمشق”.

وتتهم المعارضة النظام بشنّ هجوم بأسلحة كيميائية في الغوطة الشرقية والغوطة الغربية في ريف دمشق في 21 آب/أغسطس، ما تسبب في مقتل المئات. وقال المسؤول المعارض “لا أتوقع أن يؤدي التصويت إلى عرقلة الضربة. الأميركيون قالوا إن الأسد تجاوز الخط الأحمر، والفرنسيون قالوا اليوم إن فرنسا ستذهب إلى الضربة حتى لو لم تذهب بريطانيا”.

بشار أوصلنا إلى التدخل فالتدمير

وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في مقابلة مع صحيفة “لو موند” الفرنسية نشرت الجمعة أن رفض مجلس العموم البريطاني للضربة العسكرية ضد سوريا لن يؤثر على موقف فرنسا الداعي إلى تحرك “ملائم وحازم” ضد دمشق. وقال المسؤول في المعارضة السورية “أعتقد أنه حتى لو لم تسر بريطانيا في هذا الموضوع، سيكون هناك درس لبشار الأسد في موضوع استخدام الأسلحة الكيميائية”.

وأضاف “بشار أوصلنا إلى أن تتدخل الدول العظمى لتدمير سوريا، كأن هدفه هو تدمير سوريا أكثر وأكثر. هو يعرف أن ضرب الكيميائي سيجعل الدول تتدخل وتضرب سوريا”. وتابع “كنا نتمنى أن يتدخل العالم منذ زمن، ويأخذ موقفًا، قبل أن نصل إلى السلاح الكيميائي لإسقاط هذا النظام المجرم”.

إيطاليا تحذر من اشتعال نزاع عالمي

في المقابل، حذرت وزيرة الخارجية الإيطالية إيما بونينو الجمعة من أن سوريا “سترد بالطبع” على هجوم محدد الأهداف، ما قد يفضي إلى “خطر اشتعال نزاع عالمي”، مؤكدة رفضها لعمل عسكري من دون موافقة الأمم المتحدة. وقالت بونينو لقناة “سكاي تي جي 24” بشأن انعكاسات تدخل دول غربية عدة، منها الولايات المتحدة، في النزاع في سوريا: “يمكن لنزاع مأساوي وفظيع أن يتطور ويؤدي إلى اشتعال نزاع عالمي”.

وذكرت أنه يمكن لعملية عسكرية محددة الأهداف أن تطول، مضيفة: “نبدأ دائمًا على هذا النحو بضرب أهداف محددة من دون تفويض من الأمم المتحدة. بالتأكيد سترد سوريا”. وأوضحت وزيرة خارجية إيطاليا، التي تعارض بلادها بشدة أي عمل عسكري من دون تفويض من الأمم المتحدة، أنه “حتى وإن كان الأمر أكثر بطئًا وصعوبة، وإن كان يبدو لنا أحيانًا أننا لا ننجح، فإن ممارسة الضغوط الدبلوماسية والسياسية هي السبيل الوحيد الواجب انتهاجه”.

بونينو، التي زارت باريس الخميس، كانت تجيب عن سؤال عن رفض البرلمان البريطاني التدخل في سوريا، فقالت “لكل بلد إجراءاته، ويجب احترام كل القرارات. لكن الدروس التي يمكن استخلاصها هي أن تشاورًا وقائيًا بين الشركاء الأوروبيين سيكون أكثر فائدة لطرح الأفكار والشكوك”. ونقلت صحيفة “لا ستامبا” الجمعة تصريحات لبونينو في باريس حول نتائج لقاءاتها مع الرئيس فرنسوا هولاند ووزير الخارجية لوران فابيوس، قالت فيها “اتفقنا مع الفرنسيين على أننا لم نتفق”.

الأميركيون منقسمون

إلى ذلك، كشف استطلاع للرأي نشرت نتائجه الجمعة أن أربعة أميركيين من أصل 10 فقط يدعمون تدخلًا عسكريًا أميركيًا ضد النظام السوري ردًا على الاستخدام المفترض للأسلحة الكيميائية، لكن 50% يؤيدون عملًا يكون محدودًا بضربات جوية.

وأعرب فقط 42% من المستجوبين عن تأييدهم لعمل عسكري أميركي ضد النظام السوري لاستخدامه المفترض للأسلحة الكيميائية، و50% يعارضون بحسب الاستطلاع، الذي أجري في 28 و29 آب/أغسطس، لمصلحة شبكة “إن بي سي نيوز”، وشمل عيّنة من 700 راشد، مع هامش خطأ نسبته 3.7%.

لكن 50% من الأميركيين يقولون إنهم يدعمون تحركًا لبلادهم إذا “اقتصر على ضربات جوية بصواريخ عابرة”، مقابل 44% يعارضون ذلك. وطرح هذا السؤال الأخير على عيّنة تشمل 291 شخصًا. وعمومًا يقول ستة مستجوبين من أصل 10 (58%) إنهم يؤيدون الفكرة القائلة إن استخدام بلد للأسلحة الكيميائية “خط أحمر، يستلزم ردًا أميركيًا كبيرًا يمكن أن يكون عملًا عسكريًا”، مقابل 35% يعارضون ذلك.

وتقول غالبية عظمى (79%) إنها ترغب في أن يحصل باراك أوباما على إذن من الكونغرس قبل أي تدخل عسكري في سوريا. ويتطلب القانون الأميركي نظريًا إذنًا يصوّت عليه الكونغرس لأي انتشار دائم للقوات في الخارج، لكن الرؤساء الأميركيين لطالما اعتبروا إنهم يملكون السلطة الدستورية لشنّ عمليات عسكرية من دون موافقة البرلمان.

وأخيرًا رأى 21% من المستجوبين أن التدخل سيخدم المصالح الأميركية، ورأى 33% عكس ذلك، و45% لا رأي لهم، في حين اعتبر 27% أنه سيحسّن مصير المدنيين السوريين، و41% عكس ذلك، و31% لا رأي لهم.

الاتحاد الأوروبي أحيط بموقف بريطانيا وبلجيكا مطمئنة

على صعيد آخر، أعلن مكتب وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم الجمعة أنه أخذ علمًا برفض مجلس العموم البريطاني لعمل عسكري في سوريا على الفور في موقف يطمئن بلجيكا. وقال سيباستيان برابان الناطق باسم وزيرة خارجية الاتحاد كاترين أشتون “أخذنا علمًا بالمناقشات التي جرت في البرلمان في لندن، وبتصريحات رئيس الوزراء (ديفيد) كاميرون”. وأضاف أمام الصحافيين إنه “لا يعود إلينا أمر التعليق على المناقشات الداخلية التي تجري في الدول الأعضاء”.

من جهته، صرح وزير الخارجية البلجيكي ديدييه رينديرز إنه مطمئن بعد تصويت النواب البريطانيين. وقال في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء البلجيكية “بيلغا” إن “موقف البرلمان البريطاني مطابق لموقف الحكومة البلجيكية، التي تطلب براهين قبل أي تدخل في سوريا”.

أضاف الوزير البلجيكي، الذي يقوم بزيارة إلى فيلنيوس لحضور اجتماع أوروبي، “ننتظر موقف مجلس الأمن الدولي. يجب عدم إحراق المراحل، حتى إذا كان الأمر يتعلق بمعاقبة الذين استخدموا أسلحة كيميائية”، مؤكدًا أنه “يجب احترام النظام الدولي”.

وخلال الاجتماع الأوروبي، اعترف وزير خارجية ليتوانيا، التي تترأس حاليًا الاتحاد، بأنه “لا يوجد حاليًا موقف مشترك” بين الدول الأوروبية حول المسألة السورية، “لكننا نتشاور باستمرار”، كما قال ليناس لينكيفيسيوس. ويعقد وزراء خارجية الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي اجتماعًا غير رسمي في فيلنيوس في السادس والسابع من أيلول/سبتمبر.

انكشاف خيوط في تفجيرات الضاحية وطرابلس: المشغل واحد!

إيلاف

توصل التحقيق في تفجيرات لبنان الأخيرة إلى خيوط تشير إلى أن المشغل واحد، من بئر العبد إلى الرويس إلى طرابلس، وتمتد إلى ضابط سوري مسؤول عن فرع المخابرات في طرطوس.

بيروت، الوكالات: بعد أسبوع على جريمة التفجير المزدوجة أمام مسجدي التقوى والسلام في طرابلس شمال لبنان، توصل المحققون إلى خيوط مهمة، على طريق الكشف عن المخططين والمنفذين والأهداف المرجوة من التفجيرين.

فقد ادعى القضاء اللبناني اليوم الجمعة على خمسة اشخاص هم ثلاثة لبنانيين بينهم رجلا دين، وسوريان احدهما نقيب في الجيش، في قضية تفجير سيارتين مفخختين الاسبوع الماضي في طرابلس (شمال) تسببتا بمقتل 45 شخصا، بحسب ما افاد مصدر قضائي.

وادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر على “الموقوفين الشيخ احمد الغريب ومصطفى حوري وكل من يظهره التحقيق، في جرم تأليف عصابة مسلحة بقصد ارتكاب الجنايات على الناس والاموال والنيل من سلطة الدولة وهيبتها والتعرض لمؤسساتها المدنية والعسكرية وتشكيل خلية ارهابية لوضع عبوات وسيارات مفخخة وتفجيرها امام المسجدين في الشمال”.

كما ادعى على “الموقوف الشيخ هاشم منقارة بجرم عدم اخبار السلطات بالمعلومات عن التحضير لتفجير السيارتين”. ويراس منقارة “مجلس قيادة حركة التوحيد الاسلامية” السنية، وهي مجموعة منشقة عن حركة التوحيد. وتتخذ الحركتان من طرابلس مقرا وهما معروفتان بقربهما من النظام السوري. ويتهم سكان طرابلس (غالبية سنية) المتعاطفون اجمالا مع المعارضة السورية منقارة بتلقي السلاح والمال من حزب الله الشيعي المتحالف مع دمشق.

من طرطوس

وقالت تقارير متصلة بالتحقيق الأولي مع منقارة إن هذا التحقيق ختم مساء الخميس بسرعة، بإشراف صقر الذي سيدّعي على منقارة والغريب بتهمة الاشتراك في جنايات القتل وارتكاب أعمال إرهابية، ليحيلهما مع حوري إلى قاضي التحقيق العسكري، للتوسع في التحقيق معهم.

وأفادت جريدة الجمهورية اللبنانية بأنّ التحقيقات كشفت أن منقارة والغريب كانا على اتصال وثيق بإدارة المخابرات العامة السورية، التي يرأسها اللواء علي المملوك، المطلوب من القضاء اللبناني في إطار ما سمي ملف سماحة – مملوك، فأبلغتهما بأنّ سيارات مفخّخة سترسل من مركز المخابرات السورية في طرطوس إلى طرابلس خلال اسبوعين لتفجيرها امام المسجدين، من دون ابلاغهما بساعة الصفر.

كما أبلغتهما المخابرات العامة السورية نيتها تصفية المدير العام السابق لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي والنائب خالد الضاهر والشيخ سالم الرافعي، وطلبت من منقارة تأمين شباب لقيادة السيارات المفخّخة وركنها في مكان الأهداف المحدّدة. تضيف الجمهورية أن منقارة لم يؤمّن الشباب، بل شكّل جزءًا من مراقبة الأهداف في طرابلس، إذ كلّف أشخاصًا القيام بهذه المهمّات، بمعرفة الشيخ الغريب.

ونقلت النهار اللبنانية عن مصدر أمني مطلع على التحقيق قوله أن ضابط المخابرات السوري برتبة نقيب الذي أعد المخطط هو مسؤول المخابرات في طرطوس، الذي يسعى المحققون لتبيان هويته. وذكرت المستقبل اللبنانية، عن مصادرها الخاصة، أن الموقوف الحوري كان يعلم بالتخطيط للجريمة، وكان يتابع تفاصيلها مع الغريب، لكنه انقطع في الفترة الأخيرة عن متابعتها بعد خلاف بينهما لأسباب مالية.

المشغل واحد

أما في ما يتعلق بمتفجرة الرويس بضاحية بيروت الجنوبية، فقد نقلت التقارير عن مصدر رسمي تأكده أن التحقيق بلغ مرحلة متقدمة على صعيد تحديد المسار الذي سلكته السيارة التي تم تفجيرها، وهوية الجهة التي أقدمت على تقديم تسهيلات لوجستية ومعلوماتية ساعدت في اختيار المكان، وهي الجهة نفسها التي سهلت تفجير بئر العبد. كما وضعت صورة أولية من خلال الكاميرات للشخص الذي أقدم على ركن السيارة.

ونقلت جريدة السفير اللبنانية عن هذا المصدر الرسمي قوله أن مديرية المخابرات في الجيش، بالتعاون مع باقي الأجهزة الأمنية، توصلت إلى قناعة مفادها أن المُشغل واحد والشبكة واحدة من بئر العبد إلى الرويس.

ولم تستبعد المخابرات أن تكون الجهة التي نفذت تفجيرات الرويس وطرابلس واحدة، وذلك استنادًا إلى معلومات أوردتها صحيفة النهار، تفيد بأن التحقيقات في السيارات التي استخدمت في انفجارات الرويس والشمال أظهرت أن سيارتي انفجاري الرويس في الضاحية الجنوبية ومسجد السلام في الميناء بطرابلس قد نقلت ملكيتاهما مرارًا، قبل إرسالهما إلى سوريا ثم اعادتهما مجددًا إلى لبنان لتنفيذ التفجيرين، في حين أن لا تزال هوية السيارة المفخخة التي انفجرت أمام مسجد التقوى في طرابلس مجهولة.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/8/833115.html

هزيمة مذلّة لكاميرون واتهام خصمه ميليباند بـ(الخيانة)

نصر المجالي

نصر المجالي: جاء التصويت غير المتوقع من جانب مجلس العموم البريطاني مساء الخميس ضد أي عمل عسكري من جانب بريطانيا في سوريا بمثابة “ضربة قاصمة” تنذر بشق التحالف الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة منذ أيام لمعاقبة نظام بشّار الأسد لاحتمال تورطه باستخدام السلاح الكيميائي ضد شعبه.

وبالطبع لا يُتوقّع أن يقدم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون استقالته نتيجة للاقتراع بعد فشل حكومته الائتلافية في الحصول على موافقة البرلمان على إقتراح كان من شأنه ان يجيز من حيث المبدأ عملا عسكريا ضد سوريا.

ورغم هذا الفشل وإعلان كاميرون انه لن يتخطى إرادة البرلمان، فإن أول رد فعل من البيت الابيض كانت مسارعته إلى الإعلان عن أن الرئيس باراك اوباما سيتخذ القرار بشان الرد على استخدام اسلحة كيمائية في سوريا على اساس مصالح الولايات المتحدة لكن واشنطن ستواصل التشاور مع بريطانيا بعد ان رفض برلمانها إقتراحا يدعم عملا عسكريا.

مواصلة التشاور

وقالت كيتلين هايدن المتحدثة باسم البيت الابيض في بيان “نحن على علم بنتيجة الاقتراع الذي اجري في برلمان المملكة المتحدة الليلة. الولايات المتحدة ستواصل التشاور مع حكومة المملكة المتحدة.. أحد اوثق حلفائنا وأصدقائنا.

كاميرون من جانبه، كان صرح بأنه”من الواضح ان المشرعين لا يريدون ان يروا ضربة عسكرية الي سوريا لمعاقبتها على هجوم باسلحة كيمائية… انا إدرك ذلك والحكومة ستتصرف تبعا لذلك.”

لكن واشنطن، وعلى لسان وزير الدفاع تشاك هاغل، أعلنت بعد رفض البرلمان البريطاني للعمل العسكري بأن “نهجنا هو ان نواصل السعي الى ايجاد ائتلاف دولي للعمل بشكل مشترك. واعتقد اننا نرى عددا من الدول التي تقرر علنا موقفها من استخدام اسلحة كيمائية”.

وفي لندن، تباينت آراء وتقارير وتعليقات الصحف الصادرة الجمعة حول تصويت مجلس العموم، فقد حملت الصحف عناوين مثيرة مثل:”كاميرون في حالة لا يرثى لها بعد هزيمته”، و”خسارة مصيرية في تصويت مجلس العموم البريطاني”، ” كاميرون يتعرض للمهانة بعد رفض نواب البرلمان توجيه ضربة عسكرية لسوريا”

وقال موقع (بي بي سي) العربي في عرضه لتقارير صحف الجمعة إن أهمية تلك الهزيمة التي مني بها كاميرون إلى وقعها على العلاقات البريطانية الأميركية في المستقبل.

قصة حربين

وعلى هذا الصعيد، نشرت صحيفة (انديبندانت) التي انفردت بتغطية خاصة للأزمة السورية منفردة بعنوان مثير هو (قصة حربين) في إشارة إلى مشاركة بريطانيا في غزو العراق عام 2003 ومحاولة رئيس وزرائها للمشاركة في ضربة عسكرية أخرى في سوريا.

وكتب محرر الشؤون السياسية في الاندبندنت اندرو غريس كتب يقول إن احتمالات مشاركة بريطانيا في شن ضربة عسكرية ضد حكومة دمشق تبددت بصورة درامية الليلة الماضية بعد أن مني ديفيد كاميرون بهزيمة مذلة في مجلس العموم البريطاني.

ويقول جريس إن التصويت ضد قرار التدخل العسكري في سوريا فاجأ الجميع وترك كاميرون مشوشا غير قادر على تقديم الدعم للولايات المتحدة، كما يريد، في ضربتها العسكرية المحتملة.

وتباينت آراء نواب البرلمان ولكن غالبيتهم رفضوا التدخل العسكري ومن أبرزهم جيم فيتزباتريك المتحدث باسم وزارة النقل في حكومة الظل الذي قدم استقالته احتجاجا على اقتراح العمل العسكري قائلا إن “الحقيقة الوحيدة التي نعرفها إننا لا نعلم إلى أي مدى سنذهب إذا مضينا قدما في طريق العمل العسكري”.

تقارير الاستخبارات

كما تناولت الصحيفة قضية تقارير أجهزة الاستخبارات حول استخدام السلاح الكيميائي في سوريا حيث نشرت موضوعا تحت عنوان “بغض النظر عن الشكوك، الأدلة على فظائع الأسلحة الكيمائية لا تزال غير مقنعة”.

ويتناول المقال الذي كتبته كيم سينغوبتا الانتقادات الموجهة لتقرير أجهزة الاستخبارات البريطانية بأنها فشلت في توفير دافع قوي ومقنع لتدخل بريطانيا عسكريا في سوريا.

أما صحيفة (فاينانشال تايمز) فتناولت قضية تصويت البرلمان البريطاني من زاوية أخرى ونشرت موضوعا تحت عنوان ” ذكرى العراق تخيم على مداولات مجلس العموم”.

وتقول الصحيفة إن نصيب العراق من خطاب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون في جلسة البرلمان جاء مماثلا لنصيب سوريا وعقب انتهاء التصويت أوضح كاميرون الحقيقة التي توصل إليها وهي أن “رغبة الرأي العام البريطاني تأثرت بحرب العراق”.

ميليباند الخائن

أما صحيفة (التايمز) فنشرت موضوعا تحت عنوان ” ميليباند متهم بالخيانة وعلاقة بريطانيا الخاصة بأميركا تنهار”.

ونقلت الصحيفة تصريحات لمسؤولين في الحكومة البريطانية تعكس غضب كاميرون من زعيم حزب العمال اد ميليباند كان أبرزها “لا نصدق أن ميليباند فضل التنازل عن مصالح البلاد من أجل تجنب الانزلاق في حفرة”.

وتناولت الصحيفة موضوعا آخر تحت عنوان ” خبراء يحذرون أوباما من أن اللجوء لقرار فردي درب من الجنون” عرضت فيه آراء بعض الخبراء الأميركيين من بينهم الجنرال المتقاعد باري ماكفري، وهو عضو سابق في مجلس الأمن القومي الأميركي وقائد لواء المشاة الميكانيكي في حرب الخليج الأولى.

ويقول ماكفري إن ” لجوء الولايات المتحدة للتصرف بمفردها دون دعم من بريطانيا جنون مطلق”. وأضاف الجنرال ” لا يمكنني تخيل أننا سنتخذ خطوة أحادية. على الأقل نحتاج دعم بريطانيا وفرنسا. لا يمكننا التحرك دون دعم بريطانيا أنا متأكد من ذلك”.

أما كين بولاك، مستشار الأمن القومي للرئيس الأسبق بيل كيلنتون فأكد أن ” الدعم البريطاني الكامل أمر ضروري وحيوي لإدارة أوباما”.

 وفي الأخير، تناولت صحيفة (ديلي تلغراف) اتهامات المحافظين لزعيم حزب العمال بأن معارضته للتدخل العسكري يعد طوق نجاة للرئيس السوري بشار الأسد وجاء عنوان الصحيفة على صفحتها الأولى كالتالي ” انقسام حاد حول سوريا والمحافظون يهاجمون مليباند بضراوة”.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/8/833081.html

مفاوضات في الكونغرس حول الهجوم الكيميائي في سوريا

أ. ف. ب.

أجرى البيت الأبيض مشاورات مع قادة الكونغرس حول الهجوم الكيميائي الذي وقع في سوريا في وقت يزداد احتمال تنفيذ ضربة عسكرية تؤيدها فرنسا، ولم ترضَ بريطانيا المشاركة بها.

واشنطن: اجرى البيت الابيض الخميس مشاورات مع قادة الكونغرس حول الهجوم الكيميائي المفترض الذي وقع في 21 اب (اغسطس) في سوريا في وقت يزداد احتمال قيام واشنطن بعمل عسكري احادي ضد سوريا بعد تلويح الرئيس باراك اوباما بـ”ضربة تحذيرية”.

غير أن أحد أعضاء الكونغرس ال26 الذين شاركوا في مؤتمر عبر الهاتف استمر حوالي 90 دقيقة مساء الخميس مع ادارة اوباما افاد أن الرئيس لم يتخذ أي قرار بعد بشأن ضربة محتملة ردًا على اتهام نظام الرئيس السوري بشار الأسد باستخدام الأسلحة الكيميائية.

وقال اليوت إينغل المسؤول الديموقراطي الأول في لجنة مجلس النواب للشؤون الخارجية إن “فريق الرئيس للامن القومي قال إنه ما زال يدرس خياراته وسيواصل التشاور مع الكونغرس”.

اجتياح العراق… الى الأذهان

وفي وقت تعيد الأحداث الحالية إلى الاذهان عملية اجتياح العراق عام 2003 مثيرة التشكيك لدى البعض، اوضح البيت الابيض أن هذا المؤتمر عبر الهاتف يهدف إلى “تقاسم حجج الادارة (مع اعضاء الكونغرس) وطلب رأيهم بشأن الرد على نظام (الرئيس السوري بشار) الاسد”.

وشارك في هذا الاجتماع مسؤولون كبار في إدارة اوباما بينهم مستشارة الامن القومي سوزان رايس ووزير الخارجية جون كيري ووزير الدفاع تشاك هيغل ومدير الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر ونائب رئيس اركان الجيوش ساندي وينفيلد.

وكانت الرئاسة اعلنت مجدداً في وقت سابق الخميس أنه سيتم نشر “نسخة رفعت عنها السرية عن تقرير للاستخبارات بشأن استخدام نظام الاسد أسلحة كيميائية” مؤكدة أن الوثيقة ستنشر قريبًا “قبل نهاية الاسبوع”. وقال اينغل إن “البيت الابيض اكد بشكل واضح جدًا أن اسلحة كيميائية استخدمت بما لا يقبل الشك وأن نظام الاسد هو الذي استخدمها عمدًا”، مضيفًا أن الادارة “موافقة على أن عملاً من هذا النوع لا يمكن أن يمر بدون عواقب”.

وتحدث الجمهوري بوب كوركر من لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ عن “ادلة قوية” على استخدام دمشق اسلحة كيميائية.

الرد الأميركي مطلوب ومبرر

وقال إنه إن كان “يعارض ارسال قوات على الارض في سوريا، الا أنني سوف اؤيد ضربات عسكرية جراحية ومتناسبة نظرًا إلى الادلة القوية على استخدام نظام الاسد اسلحة كيميائية بشكل متواصل”.

من جهته، قال الرئيس الديموقراطي للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ روبرت ميننديز إن “الاجتماع هذا المساء عزز لديّ القناعة بان ردًا اميركيًا حاسمًا ومتناسبًا مبرر ومطلوب لحماية السوريين ولتوجيه رسالة مفادها أن الهجمات الكيميائية تنتهك القانون الدولي ولا يمكن السماح بها”.

غير أن السيناتور الجمهوري جيم اينهوف انتقد غياب “جدول زمني واستراتيجية لسوريا والشرق الاوسط أو خطة لكيفية تمويل مثل هذا الخيار” لدى الادارة الأميركية. ويدعو بعض البرلمانيين الرئيس إلى ضرب سوريا، وفي طليعتهم السيناتور الجمهوري جون ماكين الذي ضاعف التصريحات والمواقف بشأن هذا الملف منذ بدء الازمة السورية قبل اكثر من سنتين.

غير أن 116 نائبًا من أصل 435 وبينهم 18 ديموقراطياً طالبوا اوباما بدعوة الكونغرس إلى الاجتماع للحصول على اذن رسمي بشن ضربات محتملة. وينص القانون الاميركي نظرياً على أن يصوت الكونغرس على أي عملية نشر قوات بشكل دائم في الخارج، غير أن الرؤساء الاميركيين لطالما اعتبروا أن الدستور يخولهم شن عمليات عسكرية موضعية من دون موافقة مسبقة من الكونغرس.

ودعا رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ كارل ليفين إلى “ضربات محدودة ومحددة الاهداف” ضد النظام السوري، وإلى الحصول من اجل ذلك على دعم دول أخرى، لكن اجتماع الخميس عقد بعيد رفض مجلس العموم البريطاني المشاركة في عملية عسكرية ضد دمشق. وبعد ذلك اكد البيت الابيض أن اوباما سيتخذ قراره “بناء على المصالح الاميركية”. ومع نشر خمس مدمرات اميركية مجهزة بصواريخ كروز في شرق المتوسط تتضح بشكل متزايد معالم الهجوم المحتمل على سوريا.

ويرى المراقبون اوجه شبه كثيرة بين الازمة السورية في 2013 والازمة العراقية في 2003، سواء مسرح الاحداث في الشرق الاوسط أو الاتهامات الموجهة إلى نظام متسلط بحيازة اسلحة دمار شامل، أو موقف الادارة الاميركية التي تؤكد امتلاك أدلة وتبدي استعدادها للتحرك من دون تفويض من الامم المتحدة.

وفي مطلق الاحوال، فإن المعارضة العمالية في مجلس العموم البريطاني تذرعت بمثل العراق مساء الخميس لرفض مذكرة حكومية تجيز ضرب سوريا. وبعدما كان اوباما وصف قبل سنوات قرار ادارة سلفه جورج بوش باجتياح العراق بأنه “خطأ مأساوي” حاول تهدئة هذه المخاوف متحدثاً عن “مقاربة محدودة” في سوريا “حتى لا نجد أنفسنا منجرين إلى نزاع طويل وعدم تكرار تجربة العراق”.

هولاند: موقف فرنسا لن يتأثر برفض لندن تدخلاً عسكريا ضد سوريا

 اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في مقابلة نشرتها صحيفة لوموند الجمعة أن رفض مجلس العموم البريطاني المشاركة في عملية عسكرية ضد سوريا لن يؤثر على موقف فرنسا الداعي الى تحرك “متناسب وحازم” ضد دمشق. (التفاصيل).

برلين لن تشارك في عملية عسكرية ضد سوريا

اعلن وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي في مقابلة صحافية أن بلاده لن تشارك في عملية عسكرية في سوريا. وقال فسترفيلي في مقابلة تنشرها صحيفة نوي اوسنابروكر تسايتونغ المحلية السبت “لم يطلب منا” المشاركة في عملية عسكرية ضد نظام دمشق “ولا نفكر” بمثل هذه المشاركة. (التفاصيل)

روسيا تحذر مجددًا

وحذرت روسيا اليوم الجمعة من ان تدخلا عسكريا في سوريا سيوجه “ضربة خطيرة” للنظام العالمي القائم على الدور المركزي للامم المتحدة، مشيدة برفض البرلمان البريطاني مثل هذه العملية. (التفاصيل)

المحققون الدوليون غادروا الفندق في اليوم الاخير لمهمتهم في سوريا

غادر محققو الامم المتحدة حول الاسلحة الكيميائية ظهر اليوم الجمعة الفندق الذي ينزلون فيه وسط دمشق في اليوم الأخير لمهمتهم في سوريا، بحسب ما ذكر مصور لوكالة فرانس برس. وقال مصدر امني في المكان لفرانس برس إنهم يتوجهون الى مستشفى المزة العسكري قرب دمشق لمعاينة مصابين يشتبه في أنهم تعرضوا لغازات سامة.

واوضح المصور أن المحققين صعدوا في ثلاث سيارات تحمل شعار الامم المتحدة وانطلقوا قرابة الساعة الثانية عشرة (9,00 ت غ) بمواكبة عناصر وسيارات من قوى الامن. وقال المصدر الامني إن المحققين يتوجهون الى مستشفى المزة العسكري لمعاينة مصابين.

وكان النظام اتهم مقاتلي المعارضة باللجوء الى اسلحة كيميائية لصد هجوم للجيش في حي جوبر في شرق العاصمة السبت الماضي. واشار اعلامه الى أن جنودًا اصيبوا بغازات سامة. وتتهم المعارضة ودول غربية قوات النظام بشن هجوم بأسلحة كيميائية على مناطق في الغوطة الغربية والغوطة الشرقية في ريف دمشق تسبب بمقتل المئات، الامر الذي تنفيه دمشق معتبرة أنها اكاذيب لتبرير ضربة عسكرية غربية على سوريا.

تزايد احتمال تحرك أحادي لواشنطن ضد سوريا

أ. ف. ب.

تعززت القناعة لدى الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن سوريا يجب أن تدفع الثمن لانتهاكها القوانين الدولية، وربما يضطر أوباما لاتخاذ قرار بتوجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد بشكل فردي، بعدما أخفق رئيس الوزراء البريطاني في إقناع البرلمان للمشاركة في الضربة.

واشنطن:  تزايد احتمال تحرك اميركي احادي ضد سوريا مع اعلان البيت الابيض الخميس أن الرئيس باراك اوباما سيحسم قراره بهذا الشأن “وفقًا للمصالح الاميركية” بمعزل عن رفض مجلس العموم البريطاني أي ضربة عسكرية وعدم الحصول على تفويض من الامم المتحدة.

وقال مساعدون لاوباما إن الرئيس على قناعة بأن سوريا يجب أن تدفع الثمن لانتهاكها القوانين الدولية التي تحظر استخدام اسلحة كيميائية، وهو ما يشكل بنظره تهديدًا خطيرًا للامن القومي الاميركي.

 وتلقت المساعي الاميركية لتشكيل ائتلاف دولي لشن عمل عسكري “محدود” ضد النظام السوري ضربة قوية، حين صوت مجلس العموم البريطاني في لندن ضد استخدام القوة لمعاقبة النظام السوري على هجوم كيميائي اتهم بشنه في 21 اب/اغسطس في ريف دمشق موقعًا مئات القتلى.

وكان مسؤولون اميركيون افادوا في وقت سابق الخميس أن اوباما سيتحرك بشكل احادي إن كان ذلك ضروريًا، لكن هذا الاحتمال اصبح واقعًا مفروضاً عليه مع التصويت البريطاني الذي كان له وقع كبير عبر الاطلسي.

وقالت المتحدثة باسم مجلس الامن القومي كيتلين هايدن “لقد رأينا نتيجة التصويت في البرلمان البريطاني الليلة”.

وتابعت “أن الولايات المتحدة ستواصل التشاور مع الحكومة البريطانية، احد اقرب حلفائنا واصدقائنا”.

 لكنها اكدت: “كما سبق وقلنا، أن الرئيس اوباما سيتخذ قراره بناء على ما هو افضل لمصلحة الولايات المتحدة. أنه يعتقد أن هناك مصالح اساسية للولايات المتحدة على المحك وأن الدول التي تنتهك القواعد الدولية المتعلقة بالاسلحة الكيميائية يجب أن تحاسب”.

ومن المتوقع أن يؤدي رفض مجلس العموم البريطاني التحرك العسكري ضد سوريا الى تعزيز موقف الممانعين في الكونغرس الاميركي لاحتمال دخول الولايات المتحدة في حرب جديدة في الشرق الاوسط.

كما يترك التصويت في لندن الرئيس اوباما مكشوفًا سياسيًا ودوليًا في وقت يؤكد على وجوب أن يكون هناك رد اميركي شديد لردع نظام بشار الاسد عن معاودة استخدام الاسلحة الكيميائية، بعد اتهامه باستخدامها في هجوم اوقع مئات القتلى في ريف دمشق في 21 اب/اغسطس.

 وفيما دعا عدد من حلفاء الولايات المتحدة بمن فيهم فرنسا الى التحرك ضد سوريا، يبدو من المستبعد أن ينضموا الى ضربة عسكرية اميركية في غياب تفويض من الامم المتحدة تستمر روسيا في عرقلته.

وبموازاة التصويت في لندن، قام مسؤولون كبار في الادارة الاميركية بمن فيهم وزيرا الخارجية جون كيري والدفاع تشاك هيغل بعرض الردود المحتملة على الهجوم في ريف دمشق على الكونغرس.

 وفيما دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مجلس العموم الى الانعقاد، لم تظهر أي بوادر تشير الى اجتماع مماثل للكونغرس الاميركي الذي هو حاليًا في عطلته الصيفية.

ومن المرجح أن يتذرع البيت الابيض بأن التحرك المزمع ضد سوريا سيكون “محدودًا”، ما يغنيه عن الاستحصال على اذن من الكونغرس المخول بموجب الدستور اعطاء الضوء الاخضر لإعلان الحرب.

 غير أن خصوم اوباما سيطالبون بشكل متزايد بنقاش في الكونغرس قد يشكل احراجًا لاوباما بصفته القائد العام للقوات الاميركية.

وكانت ادارة اوباما نفت في وقت سابق أن يكون تشكيك الرأي العام الذي يعود الى اخفاق الاستخبارات الاميركية قبل اجتياح العراق يعقد جهودها لتبرير عمل عسكري محتمل ضد سوريا.

 وتعمل أجهزة الاستخبارات الاميركية على اعداد تقرير تنزع عنه صفة السرية حول الهجوم الكيميائي المفترض في سوريا، يقول مسؤولون إنه سيظهر بشكل لا يقبل الشك أن نظام الاسد استخدم فعلاً اسلحة كيميائية ضد مدنيين رغم نفيه ذلك بشكل قاطع.

وقال البيت الابيض انه بالرغم من أن اوباما يعول على الامم المتحدة ويتشاور بشكل وثيق مع حلفائه، الا أن واجبه الاول والاخير يبقى حماية الامن القومي الاميركي في وقت يعتبر أنه مهدد بالهجوم الكيميائي المفترض.

 وقال مساعد المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست بهذا الصدد إن “الرئيس عليه أولاً أن يقدم حسابات الى الاميركيين الذين انتخبوه لحمايتهم. والرئيس مقتنع بالكامل بأن التحديات المتعلقة بهذا الوضع تشمل اجراءات ضرورية لحماية مصالحنا الحيوية على صعيد الامن القومي”.

ومع تصويت البرلمان البريطاني سرت تكهنات بأن توقيت التحرك العسكري الذي بدا وشيكًا للعديد من المراقبين، قد يتأخر.

 غير أن مساعدة المتحدث باسم الخارجية ماري هارف اكدت “أننا نتخذ قراراتنا الخاصة تبعًا لجدول زمني خاص بنا”.

واضافت أن “استخدام اسلحة كيميائية من قبل النظام السوري ضد شعبه يمثل وضعًا يهدد مصالح الامن القومي الاميركية. من مصلحتنا (…) أن لا يبقى هذا الاستخدام من دون رد”.

كذلك ألمحت ادارة اوباما الى أنها لا ترى ضرورة لانتظار تقرير المفتشين الدوليين الذين اجروا تحقيقات في موقع الهجوم الكيميائي المفترض في سوريا.

 وقال جوش ارنست إن هذا التقرير لن يغيّر كثيرًا في موقف الرئيس اوباما موضحاً أن “هؤلاء المفتشين التابعين للامم المتحدة مهمتهم ليست تحديد من هو المسؤول عن استخدام هذه الاسلحة بل فقط تقييم ما اذا كانت هذه الاسلحة قد استخدمت ام لا”.

وكانت الادارة الاميركية اوضحت الاربعاء أنها لا ترى أي امكانية بأن تؤدي المساعي البريطانية للحصول على تفويض من الامم المتحدة لتسديد ضربة لسوريا الى نتيجة بسبب معارضة روسيا.

وقال مساعدون لاوباما إن المناقشات الجارية تدور حول ضربة عقابية “محدودة” لنظام دمشق رافضين أي مقارنة مع الاجتياح الاميركي للعراق الذي رفضه آنذاك اوباما.

 واخفاق أجهزة الاستخبارات في الادلة التي قدمتها في تلك الفترة حول امتلاك العراق اسلحة دمار شامل، والتي شكلت اساسًا لاجتياح هذا البلد، تشكل ضغطًا شديدًا على ادارة اوباما في تأكيدها على استخدام دمشق اسلحة كيميائية محظورة.

واعتبر المحلل في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية انتوني كوردسمان تقرير الاستخبارات المرتقب صدوره حول الهجوم في ريف دمشق بأنه “اهم وثيقة منذ عقد”.

غير أن بعض المسؤولين ينفون أن تكون هناك أي اوجه شبه بين الازمة الحالية حول سوريا وما كان عليه الوضع قبل اجتياح العراق.

 وقالت هارف: “لا احد بحاجة الى تقرير من اجهزة الاستخبارات ليعرف بيقين أنه تم استخدام اسلحة كيميائية هنا”.

واضافت: “في العراق كنا ننتظر تقريرًا من اجهزة الاستخبارات لنحدد ما اذا كانت مثل هذه الاسلحة موجودة حتى. اما هنا فنحن امام تقريرين من نوع مختلف تمامًا”.

المعارضة تحذر من استخدام النظام للمدنيين دروعا بشرية خلال الضربة المتوقعة

تحدثت عن نقل مقراتها إلى الأحياء المأهولة واعتقال شبان في مواقع عسكرية

بيروت: نذير رضا

حذرت المعارضة السورية، أمس، من استخدام النظام السوري المدنيين كدروع بشرية، في مواجهته للضربة الأميركية المتوقعة على سوريا، وسط أنباء أكدتها مصادر مختلفة من المعارضة، أن النظام يخلي مواقعه العسكرية والأمنية وينقلها باتجاه المناطق المأهولة بالسكان، فيما تقوم أجهزته الأمنية بحملات اعتقالات بحق مجموعات من السوريين، ونقلهم في المواقع العسكرية المتوقع ضربها.

وأعلن عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد رمضان، أن قوات النظام السوري «بدأت حملة اعتقالات واسعة في صفوف المدنيين وخصوصا الشبان في دمشق، وتعمل على نقلهم إلى معسكرات وثكنات الجيش لاستخدامهم دروعا بشرية في حال التعرض لهجوم عسكري»، مشيرا إلى أن «المعلومات تشير إلى عمليات اقتحام للمنازل واعتقال الشبان والرجال وسوقهم في شاحنات إلى معسكرات النظام».

وأوضح رمضان لـ«الشرق الأوسط» أن «النظام السوري يقوم بعملية مزدوجة، فإلى جانب الاعتقالات ونقل المعتقلين إلى المواقع العسكرية وتصويرهم على أنهم مناصرون له ضد الضربة العسكرية الغربية، وصلتنا معلومات تفيد بأنه يعمل على إخلاء المقرات الأمنية والعسكرية ونقلها إلى داخل المناطق المأهولة»، مشيرا إلى أن «بعض البيوت وسط التجمعات السكانية تستخدم كمواقع أمنية ومواقع اتصالات».

وتحدث رمضان عن معلومات بأن عناصر عسكرية وأمنية أبلغت من قياداتها «بنزعِ اللباسِ العسكري والتحرك بزي مدني، وعدمِ التحرك بآلياتٍ ومركباتٍ عسكرية لعدم لفت الانتباه واستخدام سيارات مدنية وأجرة». وكان رمضان طلب من المدنيين، عبر صفحته على «فيس بوك»: «عدمُ السماح بإقامة ملاذاتٍ آمنة لعناصرِ النظام، وإبلاغُ قياداتِ الكتائب الميدانية والجيشِ الحرِّ عن مخابئ هؤلاء وتحركاتهم، ومنعهم من استخدامِ المدنيين دروعا بشرية، كما يتوجب مراقبة حركة الطرقِ الرئيسة للحيلولة دون هروبِ عناصرِ النظام باتجاه الأراضي اللبنانية أو منطقة الساحل».

وتتفاوت تقديرات المعارضة حول هوية المواقع المعرضة للاستهداف في الضربة المتوقعة، إذ ترجح مصادرها أن تستهدف الضربة معسكرات ومقرات معروفة لقوات النظام. وحذّر رمضان من أن النظام «سيعمد إلى ضرب مناطق مدنية بالتزامن مع القصف الغربي، للزعم أن الأهداف التي قصفت من قبل تحالف الأصدقاء، واستثمارها إعلاميا».

وكان الائتلاف الوطني حذر، في بيان، من أن النظام «يضع مجموعات من المدنيين وأعدادا ضخمة من المعتقلين ضمن أو قرب مواقع عسكرية، وذلك في استخدام خطير للمدنيين كدروع بشرية في النزاعات المسلحة، وهو ما ينتهك مواثيق حقوق الإنسان ويضرب بعرض الحائط قواعد القانون الدولي الإنساني ويشكل جريمة ضد الإنسانية».

وتتركز جهود النظام على استخدام المدنيين كدروع بشرية، بحسب المعارضة، في العاصمة دمشق. وقال رمضان «إننا رصدنا تلك الإجراءات في العاصمة، فيما قام النظام بإجراءات مختلفة في مناطق أخرى، أهمها قيامه بعملية إخلاء الضباط العاملين في مراكز الأبحاث والدراسات، نقلهم إلى مناطق أكثر أمنا».

في هذا الوقت، أفاد ناشطون بأن النظام السوري يخلي مقراته الأمنية والحكومية المهمة، في ظل الاستعدادات الغربية لتوجيه ضربة عسكرية لسوريا. ونقلت «رويترز» عن ناشطين قولهم، إن النظام «قام بعمليات إخلاء لمقرات ودوائر رسمية مهمة قد تكون ضمن أهداف الضربة الجوية الغربية». وأكد المركز الإعلامي قيام شاحنات بإخلاء مقرات الفرقة الرابعة خلف جبل قاسيون في دمشق، وهي الفرقة المتهمة بقصف الغوطة بالكيماوي، عدا أنها العمود الفقري لجيش النظام.

ومن جهتها، أشارت مصادر في المعارضة إلى قيام النظام بإخلاء موظفي فروع المخابرات السورية ونقلهم إلى مراكز سرية. وأوضحت المعارضة أن بعض المواقع الأمنية الجديدة يقع في ضواحي دمشق، كحي الصبورة. ويقع البعض الآخر منها على مسافة قريبة من المقرات والإدارات الأمنية الأصلية، ويتمركز ضمن المدارس غالبا التي تم تجهيزها سابقا وتسمى بالمواقع البديلة.

سفير أميركا لدى إسرائيل: طريقة الرد على سوريا قيد النقاش لكنه سيكون قويا

مفتش عام الشرطة يطلب من الإسرائيليين الاحتفال برأس السنة العبرية من دون خوف

رام الله: «الشرق الأوسط»

قال السفير الأميركي لدى إسرائيل، دان شابيرو، إن الرئيس باراك أوباما لم يتخذ بعد قرارا بشأن طريقة رد الولايات المتحدة على استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية، لكنه أكد أنه سيكون ردا قويا وجديا.

وأضاف السفير الأميركي، في حديث للإذاعة العبرية، أن «الرئيس أوباما يتشاور حاليا مع حلفاء الولايات المتحدة في أنحاء العالم، ومع مسؤولي الإدارة الأميركية، قبل أن يتخذ قراره النهائي بهذا الخصوص».

ويراقب المستوى السياسي والعسكري في إسرائيل تطورات الموقف في سوريا قبل ضربة مرتقبة. وعلى الرغم من أن المستويين لا يتوقعان أن تبادر سوريا للهجوم على إسرائيل، فإن الجيش أبقى هذا الاحتمال قائما. وقالت صحيفة «يديعوت أحرنوت» أمس إنه على ضوء التوتر في سوريا ألغى الجيش الإسرائيلي إجازات الجنود والضباط الذين كان من المفترض أن يحصلوا عليها أمس، وطلب منهم البقاء في قواعدهم العسكرية.

جاء ذلك في وقت بدأت فيه قيادة الجيش باستدعاء قوات محددة من جيش الاحتياط، بعدما وافق المجلس الوزاري السياسي والأمني المصغر على هذا الطلب. وقررت قيادة الجيش، أمس، رفع حالة التأهب ونشر مزيد من بطاريات الصواريخ الدفاعية في الجليل القريب لسوريا، بعدما نشرت هذا الأسبوع بطاريات أخرى في حيفا ووسط البلاد.

وأمر وزير البيئة الإسرائيلي، غلعاد اردان، بالعمل على فحص إمكانية تقليص مخزون المواد الخطرة الموجودة بجوار المدن والتجمعات السكنية في أنحاء إسرائيل، وأمر بفحص مدى جاهزية الملاجئ العامة، خشية أي تدهور أمني مع سوريا.

وانعكست هذه الإجراءات على الشارع الإسرائيلي، الذي هب لتسلم مزيد من الكمامات الواقية.

وقالت الإذاعة الإسرائيلية إنه على الرغم من تأكيد كل الجهات الأمنية أن احتمالات تعرض إسرائيل لهجوم صاروخي من سوريا ضئيلة للغاية، إلا أن مراكز توزيع الكمامات الواقية من الغازات الكيماوية شهدت لليوم الثاني على التوالي إقبالا وضغطا كبيرين، مما خلف طوابير طويلة من الإسرائيليين الذين ينتظرون دورهم.

وشهدت نقاط توزيع الكمامات الواقية في تل أبيب وأماكن أخرى تدافعا أدى إلى مشاجرات وعنف كبير، مما دفع بالمسؤولين عن نقاط التوزيع إلى نقل بعضها وإغلاق بعضها وتمديد فترة توزيع الكمامات على الإسرائيليين بشكل عام.

وانتشرت الشرطة الإسرائيلية قرب هذه المراكز لمنع وقوع أعمال عنف وشغب. وقالت تقارير إسرائيلية إن بعض الإسرائيليين أخذوا يبيعون الكمامات الواقية في السوق السوداء بأسعار مرتفعة.

واضطر المفتش العام للشرطة الإسرائيلية، يوحنان دانينو، الى توجيه نداء للإسرائيليين، دعاهم فيه إلى «عدم التصرف بهلع»، مضيفا «عليكم الشعور بالاطمئنان». وقال دانينو «الجبهة الداخلية على أتم الاستعداد لمواجهة كل السيناريوهات المحتملة ردا على توجيه ضربة عسكرية مرتقبة لسوريا». وطلب المفتش العام من الإسرائيليين عدم تغيير برامجهم في العيد المقبل (عيد رأس السنة العبرية الذي يصادف مطلع الأسبوع المقبل) والتصرف بطبيعية. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أكد على ضرورة استمرار الحياة الطبيعية في إسرائيل، مؤكدا أنه وفق تقديرات المواقف الأمنية، فإنه «لا داعي لتغيير مجرى الحياة الطبيعية». وفي موازاة ذلك، قال نتنياهو إن حكومته مستعدة لأي سيناريو «جيش الدفاع جاهز للدفاع، من أي تهديد، وللرد بقوة على أي محاولة للاعتداء على مواطني إسرائيل». ويعني حديث نتنياهو أن الجهات المختصة الإسرائيلية تستبعد ردا سوريا على إسرائيل على الرغم من تهديدات مختلفة. وقالت مصادر سياسية إسرائيلية «لا تغيير في التقييمات الحالية، التقديرات لا تشير إلى أن الأسد سيحاول جر إسرائيل إلى حرب».

إيران وروسيا.. بين احتمالات الرد على الضربة العسكرية وانتظار التسوية

خبير مقرب من حزب الله: مواقع أميركية ستكون مستهدفة

بيروت: «الشرق الأوسط»

تصاعدت ردود فعل حلفاء النظام السوري حيال الأنباء عن احتمال توجيه ضربة عسكرية ضد دمشق ردا على استخدام السلاح الكيماوي.. فبينما حذر المرشد الأعلى للثورة في إيران علي خامنئي الأميركيين من أنهم سيتضررون كما تضرروا في العراق وأفغانستان، هدد رئيس هيئة الأركان الإيرانية بأن أي «هجوم على سوريا سيطال إسرائيل». أما روسيا التي سبق أن أكدت عدم الدخول في حرب مع أي طرف في حال تعرضت سوريا لضربة عسكرية فتتحضر لإرسال سفينة حربية كبيرة مضادة للغواصات إلى البحر المتوسط.

وفي حين يشير محللون سياسيون وعسكريون إلى أن «الرد على الضربة الأميركية لن يقتصر على النظام السوري بل يتعدى ذلك إلى محور الممانعة (إيران – حزب الله) لضرب مواقع عسكرية استراتيجية للدول المعتدية على سوريا»، يرى آخرون أن «المناخ الإقليمي القائم لا يسمح لإيران وحزب الله وكذلك روسيا بالإقدام على أي خطورة ميدانية تندرج في إطار الرد على الضربة التي ستستهدف دمشق».

وفي هذا السياق، يقول العميد المتقاعد اللبناني المقرب من حزب الله، أمين حطيط، لـ«الشرق الأوسط»، إن «احتمال توجيه ضربة عسكرية إلى النظام السوري ضعيف جد وما يجري حاليا هو حرب نفسية وتهويل إعلامي». لكنه يشير في الوقت عينه إلى أن «الضربة لو حصلت فإن الجهة المعتدية قد حددت نفسها حيث اجتمع رؤساء أركان عشر دول في الأردن وشكلوا حلفا دوليا يهدف إلى تنفيذ ضربة ضد سوريا بصرف النظر عن الترتيبات الميدانية لذلك». وأوضح حطيط أنه «من المعروف والبديهي أن الهجوم الذي تنفذه دولة ضد دولة أخرى من دون قرار من مجلس الأمن والأمم المتحدة، يعتبر عدوانا، وبالتالي فإن العمل الدفاعي ضد من اعتدى هو أكثر من مشروع».

وأكد حطيط أن «الدور الدفاعي لن يقتصر على النظام السوري بل سيشترك محور الممانعة والمقاومة ولا سيما إيران وحزب الله للرد على الغزاة»، مرجحا أن تكون «مساحة الأهداف التي من الممكن أن تكون في مرمى نيران محور الممانعة، فيما لو استهدفت سوريا، واسعة جدا، إذ ستشمل المصالح العسكرية والحيوية للدول العشر التي دعمت وشاركت بالعدوان على سوريا».

وتابع حطيط أن «معظم القواعد العسكرية التابعة لهذه الدول ستكون مستهدفة، إضافة إلى إمكانية ضرب الممرات المائية وممرات النفط ومراكز اقتصادية كبرى». وأشار إلى أن «الرد الدفاعي من قوى المقاومة لن يعتمد على حجم الضربة العسكرية ضد سوريا، فحتى لو كانت محدودة وعابرة كما يروج من الإعلام الغربي، فإن المواقع العسكرية الأميركية في المنطقة ستكون مستهدفة ومن غير المستبعد أن يقوم حزب الله بتوجيه ضربات ضد إسرائيل». في المقابل، استبعد الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، علي الأمين، أن «يقوم النظام السوري بأي رد عسكري على الضربة الأميركية المحتملة والتي ستستهدف منشآته وقواعده العسكرية»، مذكرا في حديثه لـ«الشرق الأوسط» بأن العديد من الضربات الإسرائيلية كانت قد استهدفت مواقع للنظام في دمشق وغيرها ولم يقم بأي رد مكتفيا بالتهديدات اللفظية، وأوضح الأمين أن «الرد قد يكون من قبل قوى أخرى، مثل (القيادة العامة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين) التي يرأسها أحمد جبريل حليف النظام السوري»، علما أنه ليس لديها القدرة اللوجستية للرد ميدانيا.

وفي حين أعلن الرئيس السوري بشار الأسد، أن «بلاده ستدافع عن نفسها في وجه أي عدوان»، ذكر مصدر عسكري روسي أن «أي تدخل عسكري غربي في سوريا لن يحقق (نصرا سهلا) لأن النظام السوري لديه ما يكفي من أنظمة الدفاع الجوي لصد الهجمات». ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن المصدر قوله إن «نظام (بوك- إم 2 آي) لصواريخ أرض – جو المتعدد الوظائف وغيره من وسائل الدفاع الجوي التي تملكها القوات السورية سترد بالشكل المناسب على المعتدين»، موضحا أن «سوريا تملك حاليا ما يصل إلى 10 بطاريات من أنظمة الدفاع الجوي هذه».

لكن الخبير العسكري اللبناني العميد نزار عبد القادر قلل من أهمية الدفاع الجوي السوري، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن «دخول سلاح الجو الأميركي إلى الأجواء السورية سيتلازم مع زخات هائلة من الصواريخ تستهدف مراكز السلاح الجوي النظامي الأمر الذي سيحيدها عن المعركة»، وأوضح أن «هناك فارق جيلين من التطور التكنولوجي العسكري بين النظام السوري والقوى التي ستنفذ الضربة مما يعني حسم المعركة سريعا لصالح الأخيرة من دون أن تملك القوات النظامية أي إمكانية للرد أو الصمود». وعن احتمال تدخل إيران في المعركة، قال الكاتب والمحلل السياسي علي الأمين، إن «المناخ الإقليمي لا يوحي بأن إيران ستذهب نحو التصعيد في ردود فعلها حيال الضربة ضد النظام السوري»، مشيرا إلى أن «وجود ممثل الأمم المتحدة جيفري فيلتمان في طهران تزامنا مع زيارة السلطان قابوس، كلها إشارات إلى أن المسار الإيراني ذاهب إلى إجراء تسويات ولن يتهور في حرب للدفاع عن نظام (الرئيس السوري بشار الأسد)»، لافتا إلى أن «حزب الله لن يتجاوز خطوط السياسة الإيرانية في هذا الإطار، ولا سيما أنه متورط في الحرب السورية إلى جانب النظام وأي رد فعل من قبله ضد إسرائيل سيعتبر مغامرة غير محسوبة وسيدخله في مشاكل جمة».

يأتي ذلك بعد إعلان مصدر في «هيئة الأركان العامة الروسية» أمس أن الهيئة ستقوم خلال الأيام القليلة المقبلة بتعزيز سفنها الحربية الموجودة في مياه البحر المتوسط. ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن مصدر عسكري روسي قوله إن «الأوضاع الحالية في شرق المتوسط تجبرنا على إجراء تعزيزات في سفننا الحربية المرابطة هناك»، مضيفا أن «الأيام المقبلة ستشهد انضمام سفينة حربية كبيرة مضادة للغواصات لأسطول الشمال الروسي».

وحول الإجراءات الروسية، أوضح الأمين أن «الروس يحاولون فتح جميع الأبواب على إجراء تسويات سياسية من شأنها إخراجهم من الملف السوري بنتائج إيجابية، مما يجعلهم يبتعدون في موقفهم عن الموقف الرسمي السوري»، موضحا أن «هذا لا يعني أن الروس باتوا مؤيدين للضربة العسكرية ضد النظام ولكنهم يساومون ويضعون أوراقهم لدى أكثر من جهة كي يضمنوا لهم مساحة نفوذ في سوريا أيا كان شكل النظام السياسي».

روسيا تطالب المفتشين الدوليين بزيارة المزيد من المواقع في سوريا

أرسلت سفينتين حربيتين إلى شرق المتوسط

موسكو: «الشرق الأوسط»

طالبت روسيا أمس مفتشي الأمم المتحدة في سوريا بزيارة مزيد من المواقع التي تردد أنها تعرضت لهجمات بالأسلحة الكيماوية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية، ألكسندر لوكاشيفيتش، إنه إضافة إلى الموقع الذي تعرض للهجوم في الأسبوع الماضي خارج دمشق، فإنه يتعين على مفتشي الأمم المتحدة زيارة ثلاثة مواقع أخرى؛ من بينها خان العسل بالقرب من حلب حيث لقي 25 شخصا على الأقل حتفهم في شهر مارس (آذار) الماضي. وأضاف لوكاشيفيتش أنه «إذا تطلب الأمر مزيدا من الوقت فإنه يتعين على المفتشين البقاء في سوريا لفترة أطول».

وفي غضون ذلك، قالت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء، أمس، إن روسيا سترسل سفينتين حربيتين إلى شرق البحر المتوسط، بينما تستعد القوى الغربية لتحرك عسكري بسبب هجوم مزعوم بالأسلحة الكيماوية في سوريا الأسبوع الماضي. ونقلت وكالة «إنترفاكس» عن مصدر في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة قوله إن سفينة مضادة للغواصات وطراد صواريخ سيصلان في الأيام المقبلة بسبب «الوضع المعروف جيدا»، في إشارة واضحة إلى الأزمة في سوريا. ونفت البحرية الروسية في وقت لاحق أن يكون لإرسال السفينتين صلة بالأحداث في سوريا، وقالت إنه يأتي في إطار تناوب مقرر منذ فترة طويلة لسفنها في البحر المتوسط. ولم تذكر البحرية نوع السفن التي تتجه إلى المنطقة ولا عددها.

وكان تقرير الوكالة الأول قد أوضح أن الهدف من إرسال السفن هو تعزيز الوجود البحري وليس الهدف أن تحل محل السفن في البحر المتوسط. ولم يتضح على الفور سبب التناقض بين التصريحين.

المعارضة السورية تترقب الضربة رغم تراجع الحماس الدولي

سفير الائتلاف لدى أميركا: معظم أعضاء الكونغرس مقتنعون بصوابية استهداف الأسد

بيروت: «الشرق الأوسط»

لا تزال المعارضة السورية تعول على اتخاذ قرار أميركي سريع بتوجيه ضربات عسكرية ضد مواقع النظام السوري رغم تراجع حدة المواقف الدولية وتريثها في تحديد موعد الضربة وخريطة استهدافاتها.

ويؤكد نجيب الغضبان، سفير «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» في أميركا، أن «تردد الرئيس الأميركي يعود إلى عدة اعتبارات، لا سيما تلك المتعلقة بالإجراءات الداخلية، فمن المفترض أن تنعقد اجتماعات بين الإدارة وأعضاء الكونغرس لدراسة المعلومات المتوافرة حول استخدام النظام للسلاح الكيماوي». وأشار إلى أن «معظم أعضاء الكونغرس مقتنعون بصوابية الضربة العسكرية وضرورة تنفيذها ضد نظام الأسد». وأوضح الغضبان أن «وجود المفتشين الدوليين في دمشق يؤخر القرار الأميركي، إضافة إلى رغبة الولايات المتحدة في التشاور مع الحلفاء لتوجيه ضربة مشتركة وليست أحادية». ولفت الغضبان إلى أن «المجتمع الدولي لن يأخذ بعين الاعتبار ردود فعل الدول الحليفة للنظام السوري عند اتخاذها القرار بتوجيه الضربة»، مشيرا إلى أن «الروس واضحون في تصريحاتهم بأنهم لن يتورطوا في حرب للدفاع عن الرئيس السوري بشار الأسد حتى وصل بهم الأمر إلى إجلاء رعاياهم» وتابع: «وبما يخص الإيرانيين، فمهما علت حدة خطاباتهم المهددة والمتوعدة، فسيعودون في النهاية إلى الواقعية التي تقتضي القبول بالضربة من دون ردود فعل متهورة». وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أشار أمس إلى أن «قرار الضربة العسكرية ضد سوريا لم يتخذ بعد»، مضيفا في الوقت عينه أن «هدف أي عمل عسكري محدود سيكون ردع استخدام أسلحة كيماوية في المستقبل». من جهته، وضع عضو الائتلاف الوطني المعارض، كمال اللبواني تردد الموقف الدولي حيال الضربة في إطار «الرسائل المتناقضة التي بدأ يرسلها النظام»، مشيرا لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الرئيس السوري (بشار الأسد) يظهر وكأنه على استعداد كي يتعهد بعدم تكرار استخدام الكيماوي في سبيل تأجيل الضربة أو تجنبها».

وأوضح أن «الأميركيين أنفسهم يخشون من أن يسقط النظام في حال نفذوا ضربات ضده، من دون أن يكون هناك بديل، فهم لم يدعموا المعارضة الديمقراطية الوطنية التي كان من الممكن أن تحل محل الأسد، بل تركوا قوى التطرف تتصارع على الأرض السورية، حيث ذهب حزب الله إلى القصير وحلب وكذلك حضر المجاهدون المتشددون من جميع أنحاء العالم»، ويتابع: «سرعان ما اكتشف الأميركيون أن الأوضاع ذهبت نحو التدهور وراحت جرائم الأسد تخرج عن الإطار المرسوم وتسبب كارثة إنسانية بحرج الدول الغربية». وفي حين، أشار اللبواني إلى أن «هدف الإدارة الأميركية هو توجيه رسالة للنظام السوري عبر ضربة عسكرية محدودة جدا، لا تهدف إلى إسقاطه ولا حتى إضعافه عسكريا، بقدر ما تهدف إلى جره لطاولة المفاوضات في (جنيف 2) وتقديمه تنازلات محدودة جدا» – أكد أن المعارضة لن تذهب إلى «جنيف 2» قبل محاكمة الأسد، «وسنعتبر كل من يذهب خائنا للثورة». وقال: «لاهاي قبل جنيف هذه هي معادلتنا التي لن نتراجع عنها، سواء وجهت ضربة أم لا».

روسيا متوجسة من الضربة العسكرية الوشيكة ضد الأسد بعد المغادرة السريعة للمراقبين

تقرير “كيميائي” شفهي غداً وأوباما لن ينتظر أحداً

                                            لم توجه الضربة العسكرية “المحدودة” ضد نظام بشار الأسد أمس، ولن توجه اليوم، كما كان سائداً في وسائل الإعلام خلال الساعات الأخيرة، لكن الضربة متوقعة في غضون ساعات مقبلة؛ قد تكون ليل الإثنين ـ الثلاثاء موعداً أقصى عقب اجتماع مقرر الإثنين في الجامعة العربية، أو قد تكون ليل السبت أو ليل الأحد، إذ أن مفتشي الكيميائي سيغادرون دمشق غداً ويتوجه رئيس الوفد مباشرة إلى نيويورك لتقديم تقرير شفهي فيما العينات التي جمعها فريقه ستأخذ طريقها إلى مختبرات أوروبية لمباشرة إجراء الفحوصات عليها، أما قرار الضربة ـ وهو أميركي أصلاً ـ فلن ينتظر موافقة الكونغرس ولا الأمم المتحدة، وفق ما أعلن البيت الأبيض أمس، قبيل ارفضاض اجتماع للدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن من دون التوصل إلى نتائج حول الموضوع السوري.

فقد أعلن البيت الأبيض امس عن وجود سلسلة كبيرة من الأدلة على استخدام نظام بشار الأسد للسلاح الكيميائي، وقال إنه سيحاسب لامتلاكه هذه الأسلحة وعدم الحفاظ عليها، لافتاً إلى إمكانية اللجوء إلى ضربة عسكرية لسوريا من دون الرجوع إلى الكونغرس.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست في مؤتمر صحافي إن هناك سلسلة كبيرة من الأدلة تظهر أن نظام الأسد استخدم السلاح الكيميائي، وأضاف أن “هناك فرقاً بين ما يمكن ان نقدمه علناُ وما هي التقارير الاستخباراتية.. ولا يمكننا أن نفصح عن المصادر، ولا يمكنني ان اتكلم بالتفاصيل عن التقرير السري”، لافتاً إلى أن” التقرير العلني يختلف عن التقرير السري”. وأضاف “سننشر قريبا تقرير الاستخبارات الذي يدين الأسد باستخدام السلاح الكيميائي”. وأشار إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما “يقوم بتقييم توجيه ضربة لسوريا بطريقة منتظمة وهو يتشاور بكثافة مع الكونغرس والحلفاء”، قائلاً “إن أوباما يأخذ بعين الاعتبار القانون الدولي خلال تقييمه، وكذلك تصريحات الجامعة العربية”. وقال المتحدث “إن القرارات التي يتخذها الرئيس الأميركي المتعلقة بسياستنا الخارجية هي ضمن مصلحة الأمن القومي الأميركي”. وأضاف “قد نلجأ لتوجيه ضربة عسكرية لسوريا من دون العودة إلى الكونغرس”، علماً أن البيت الأبيض كان أعلن سابقاً وأكثر من مرّة أنه لن ينتظر أيضاً الأمم المتحدة أيضا.

واعلن البيت الابيض ان اوباما تحادث صباح امس هاتفيا مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل حول الملف السوري.

واوضح ايرنست ان “الرئيس تحادث هاتفيا مع المستشارة ميركل. وهذا يأتي في اطار الاتصالات المتواصلة التي يجريها الرئيس بشأن الوضع في سوريا”.

ومن ابرز الذين اتصل بهم اوباما خلال الايام القليلة الماضية رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند.

واعلنت الامم المتحدة امس ان خبراءها حول الاسلحة الكيميائية سيقدمون “تقريراً شفوياً اولياً” الى الامين العام بان كي مون فور عودتهم من سوريا، لكن الخلاصات النهائية ستظل رهناً بتحاليل ستجري في مختبرات اوروبية. وقال فرحان حق متحدثا باسم المنظمة الدولية ان “التقرير الشفوي” سيتلوه رئيس فريق المفتشين اكي سيلستروم.

وسترسل العينات التي اخذها المحققون من المواقع التي زاروها الى مختبرات في اوروبا لتحليلها، وذلك التزاما بالالية الملحوظة في شرعة حظر الاسلحة الكيميائية. ولمح المتحدث الى ان هذه التحاليل قد تستغرق اسابيع.

واوضح حق ان الخبراء سيغادرون سوريا صباح السبت ومثلهم ممثلة الامم المتحدة لشؤون نزع السلاح انجيلا كاين الموجودة في دمشق منذ بضعة ايام، لافتا الى ان بان كي مون “انهى زيارته لفيينا وسيصل مساء (أمس) الخميس الى نيويورك”. واضاف المتحدث ان “الامين العام سيتلقى تقريرا شفويا ولاحقا، حين تنتهي التحاليل المخبرية فان (الخبراء) سيقدمون تقريرا نهائيا”. ورفض توضيح ما اذا كان التقرير الشفوي سيتضمن معلومات حاسمة عن استخدام اسلحة كيميائية في سوريا. ولم يشأ ايضا كشف امكنة المختبرات الاوروبية. وقال فرحان حق ليل أمس أن بان كي مون “يستقل الآن طائرته عائدا الي نيويورك وذلك للأستماع الى احاطة من فريق التحقيق بشأن مزاعم استخدام أسلحة كيماوية في سوريا”، قاطعا زيارة إلى أوروبا.

وكان مجلس الأمن الدولي عقد اجتماعا عاجلا عصر امس بتوقيت نيويورك، دعت اليه روسيا، لبحث تداعيات مغادرة فريق المحققين الدوليين للأراضي السورية، ولم يخرج الاجتماع بأي نتائج.

وفي باريس، افاد مصدر في الرئاسة الفرنسية ان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بحث الوضع في سوريا امس مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ووزيرة الخارجية الايطالية ايما بونينو. وقال المصدر نفسه ان هولاند وبان كي مون تحادثا هاتفيا حيث اجريا “جولة افق وتطرقا الى عمل مفتشي الامم المتحدة وعودتهم من سوريا”. كما استقبل الرئيس الفرنسي بونينو في قصر الاليزيه وبحث معها الوضع في سوريا ومصر.

وكثف الرئيس الفرنسي اتصالاته بشأن الملف السوري وشملت خلال الساعات الاخيرة رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون ورئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض احمد الجربا والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل.

وقال وزير الدفاع الفرنسي جون إيف لودريان، أمس، إن الجيوش الفرنسية في “وضع استعداد” لتلبية أوامر هولاند بشأن سوريا. وأضاف في تصريحات مقتضبة للصحافيين على هامش افتتاح معرض بالوزارة، أن الجيش الفرنسي “في وضع يمكنه من تلبية توجيهات وقرارات الرئيس عندما يتخذها”، وذلك في إشارة إلى قرار مشاركة القوات الفرنسية في العملية العسكرية الغربية التي تلوح في الأفق، ورفض إعطاء المزيد من التفاصيل.

ولم يتمكن رئيس الوزراء البريطاني من تمرير مشروع للحكومة بالمشاركة في الضربة المنتظرة ضد نظام الأسد وخسر تصويتا رمزياً في مجلس العموم في ساعة متأخرة من ليل أمس بـ285 صوتاً ضد 272 صوتاً مع توجيه الضربة، وقد تعهد بعدم تخطي البرلمان بشأن عمل عسكري ضد سوريا بعد خسارة التصويت علماً بأن الحكومة تستطيع التحرك بغض النظر عن موقف البرلمان. وكان كاميرون قال في مستهل جلسة للمجلس أن أي عمل بشأن سوريا، يجب أن يمر عبر مجلس الأمن، لكنه شدد على ضرورة اتخاذ ما وصفها بالإجراءات المناسبة، لئلا تستخدم دمشق السلاح الكيماوي مرة أخرى، بحسب قوله.

وكان المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء البريطاني قد أعلن أن لندن، يمكن أن تشن ضربات محددة الأهداف في سوريا، حتى من دون موافقة مجلس الامن الدولي، وفقا لما وصفه، بمفهوم التدخل الانساني.

وجاء ذلك، بعد أن حمّل تقرير للاستخبارات البريطانية، الحكومة السورية، مسؤولية الهجوم بالأسلحة الكيميائية الذي وقع في غوطة دمشق الأسبوع الماضي.

وتحضيراً للضربة المتوقعة، اكد مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية امس ان الولايات المتحدة سترسل مدمرة الى قبالة السواحل السورية ما يرفع عدد السفن الحربية في شرق المتوسط الى خمس. وأوضح ان “السفينة “يو اس اس ستاوت” موجودة في المتوسط ومتوجهة شرقا”. واضاف ان هذه السفينة الحربية ستحل محل السفينة يو اس اس ماهان لكن السفينتين ستبحران معا مع ثلاث مدمرات اخرى لفترة غير محددة قبالة السواحل السورية.

وفي المقابل نفى مصدر مسؤول في البحرية الروسية امس صلة انضمام وحدات جديدة إلى مجموعة من القوات البحرية الروسية في البحر المتوسط بتفاقم الوضع فى سوريا، مؤكدا على انه يندرج في إطار تغيير وحدات لتحل محلها وحدات أخرى. وكانت وكالة “انترفاكس” الروسية عن مصدر في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة قوله إن روسيا سترسل طراد صواريخ من أسطول البحر الاسود وسفينة كبيرة مضادة للغواصات من الأسطول الشمالي في “الأيام القادمة”.

واعتبر رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي أليكسي بوشكوف امس أن تسريع مغادرة خبراء الأمم المتحدة لسوريا يصب في مصلحة واشنطن التي تسعى لتوجيه ضربة عسكرية لسوريا بأسرع وقت ممكن، متحدثاً عن معطيات بأن الضربة ستشن في الفترة بين مغادرة الخبراء وبدء قمة مجموعة العشرين في 5 سبتمبر المقبل.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن بوشكوف قوله “حسب وجهة نظري، تريد الولايات المتحدة شن ضربة بأسرع وقت ممكن قبل ان يتبدد دخان الحملة الدعائية المكثفة حول اتهام حكومة الأسد في استخدام السلاح الكيميائي. ويتبدد هذا الدخان يوميا أكثر فأكثر. ولا تستطيع لا واشنطن ولا لندن تقديم دلائل مقنعة على أن الحكومة السورية هي من استخدم السلاح الكيميائي”.

ومن الدلائل على دنو الضربة، قالت متحدثة باسم الخطوط الجوية الفرنسية “اير فرانس” امس ان الشركة عدلت موعد احدى رحلتي الذهاب والاياب اليوميتين بين باريس وبيروت. واضافت ان هذا جاء في اعقاب التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط.

كما ألغت الخطوط الجوية القبرصية رحلتها المسائية من لارناكا إلى بيروت. وقال متحدث باسم الشركة لوكالة “رويترز”، “قررت الشركة إعادة جدولة رحلاتها بسبب الوضع الرهان”. واضاف أن الرحلة المقررة من لارناكا الساعة 8:30 مساء تأخرت إلى 5:30 صباحا لتجنب البقاء ليلا في بيروت.

وجددت رومانيا أمس دعوة الاف من مواطنيها الذين لا يزالون موجودين في سوريا الى مغادرة هذا البلد في اسرع وقت بسبب “التدهور الكبير” للوضع الامني.

في غضون ذلك، صرح بشار الاسد أمس بأن نظامه عازم على “الدفاع” عن نفسه في وجه اي ضربة عسكرية، وذلك خلال استقباله وفداً يمنياً. وقال ان “التهديدات بشن عدوان مباشر على سورية، ستزيدها تمسكاً بمبادئها الراسخة وقرارها المستقل النابع من ارادة شعبها”، مضيفاً ان “سورية ستدافع عن نفسها في وجه اي عدوان”، بحسب ما افاد التلفزيون الرسمي السوري.

وفي المقابل، اعتبر رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد الجربا امس ان الضربة العسكرية المحتمل ان تشنها دول غربية ضد نظام الاسد، “ستغير موازين القوى على الارض”، وان النظام “سيلفظ انفاسه الاخيرة”. وقال في حديث الى قناة “المؤسسة اللبنانية للارسال” ان “هذه العملية ستغير ميزان القوى على الارض (…) هذه العملية ستعيد ميزان القوى الذي طالبت فيه من اول يوم”، في اشارة الى تاريخ انتخابه رئيسا للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في تموز الماضي. اضاف “نحن في هذه اللحظة، الجيش الحر (الذي يشكل مظلة لغالبية مقاتلي المعارضة) مستعد لانهاء المعركة مع النظام”.

ودعا الجربا في الحديث الذي اجري معه من باريس الجيش السوري النظامي الى “الانفصال عن هذا النظام المجرم الفاسد (لانه) خلال هذه الفترة النظام سيلفظ انفاسه الاخيرة”.

وطمأن رئيس الائتلاف المعارض المدنيين السوريين الى ان العملية “لن تطال مدنيين ابدا”، بل ستضرب “الآلة العسكرية لهذا النظام ولن تضرب مدنيين مهما كانوا، أكانوا مع النظام او ضده”.

ورأى “الجيش السوري الحر” أن قرار توجيه الضربة العسكرية الأميركية ـ الغربية ضد نظام الأسد قد اتخذ، وأنه سيتم البدء بمهاجمة المواقع الميدانية للنظام. وقال الناطق الرسمي باسم القيادة العسكرية العليا قاسم سعد الدين، في تصريح خاص لراديو “سوا ” الأميركي أمس “إن مقرات القيادة ـ مركز القيادة الموحد الذي يقود العمليات البحرية والجوية والبرية ـ بالإضافة إلى الحرس الجمهوري وألوية الصواريخ، فضلا عن المطارات ومستودعات الأسلحة ستكون من أهم الاهداف المحتملة للضربة العسكرية”.

كما صرح اللواء المنشق محمد حسين الحاج علي الذي كان مديرا لاكاديمية الدفاع الوطني في دمشق لوكالة “فرانس برس” امس ان 48 ساعة من الضربات الجوية المتواصلة قد تكون كافية لاسقاط النظام السوري.

وقد تضاعفت عمليات الانشقاق في صفوف قوات الاسد في الايام الماضية. وصرح المتحدث باسم “الائتلاف الوطني السوري” المعارض خالد صالح “الليلة (قبل) الماضية حصلنا على تأكيد لانشقاق عدد كبير من الضباط الذين قرروا خلع لباسهم العسكري وارتداء ملابس مدنية ومغادرة البلاد”. وأضاف خلال مؤتمر صحافي عقده في اسطنبول “هناك الكثير من عمليات الانشقاق حاليا الى لبنان ويتوجه البعض الى دول عربية اخرى”.

وتستعد دمشق للضربة العسكرية، فتشهد تشديد الاجراءات على الحواجز والتدابير الامنية وحركة تبديل مواقع للقوات النظامية. ومع توالي التهديدات، بات في الامكان استشعار حالة من الترقب والقلق في دمشق، المدينة الشديدة التحصين ونقطة ارتكاز النظام السوري. فقد تم تعزيز الحواجز العسكرية المنتشرة بكثرة في دمشق، وبدا رجال الشرطة في حال من التأهب. كما يمكن في بعض الشوارع رؤية دوريات لعناصر مسلحين من أجهزة الامن.

وعمدت السلطات السورية منذ اشهر الى اغلاق نحو نصف احياء العاصمة امام حركة السير، ووضع عوائق ومكعبات اسمنتية واكياس الرمل قبالة المباني العامة.

مفتشو الأمم المتحدة يغادرون سوريا غداً

والجربا يطالب بمحاكمة “بشار الكيماوي” في لاهاي

رأي قانوني بريطاني يؤكد حق القيام بعمل عسكري من دون موافقة مجلس الأمن

                                             (اف ب،رويترز،يو بي اي)

أعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون أمس ان المحققين الدوليين سيغادرون دمشق صباح غد السبت وسيرفعون اليه تقريرهم بمجرد مغادرتهم الاراضي السورية. وجاء هذا الاعلان متزامنا مع ارتفاع الاصوات المطالبة في عواصم القرار بدعم الحل السياسي لإنهاء الازمة السورية مع التلويح بإحالة بشار الأسد الى المحكمة الجنائية الدولية لإرتكابه جرائم بحق الانسانية آخرها مجزرة الغوطة بالأسلحة الكيميائية. وهذا ما بدا يطرح بشكل جدي حول العالم وطالب به رئيس الائتلاف الوطني السوري احمد الجربا خلال لقاء صحافي في باريس مع صحيفة “لوباريزيان”.

وبدأت ملامح اهداف التدخل العسكري الغربي المقترب تتحدد وتنحصر بشل قدرة الأسد على استخدام الاسلحة الكيميائية واعادة التوازن الى المعركة الميدانية بين النظام والثوار من اجل فرض حل سياسي يؤدي الى حكومة وحدة وطنية وينقل البلاد الى مرحلة جديدة. وهذا ما طالب به امس الفاتيكان وباريس وموسكو فيما تحاول لندن اقناع برلمانها والرأي العام البريطاني بمحدودية الضربة وعدم امتدادها وصولا الى اطاحة الأسد كما حصل مع القذافي في ليبيا او صدام حسين في العراق، مبدية في الوقت عينه استعدادها للقيام بالضربة الى جانب حلفائها حتى بدون تفويض من مجلس الامن الدولي.

واعلنت الامم المتحدة أن مهمة المحققين الدوليين حول الاسلحة الكيميائية ستنتهي السبت، في وقت يتريث الغربيون في توجيه ضربة لسوريا بدت وشيكة خلال اليومين الاخيرين، ردا على “الهجوم الكيميائي” في ريف دمشق الذي يتهمون النظام به.

واكد بشار الاسد ان بلاده “ستدافع عن نفسها في وجه اي عدوان” في وقت يستمر حلفاء دمشق وخصومها الدوليون في حشد الطائرات والسفن الحربية في المنطقة رغم اعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما ان قرار الضربة لم يتخذ بعد.

واعلن بان كي مون امس في فيينا ان المفتشين الدوليين “سيواصلون تحقيقاتهم حتى غد (اليوم) الجمعة وسيخرجون من سوريا بحلول صباح السبت وسيرفعون تقريرهم فور خروجهم”.

وأوضح لصحافيين انه تحدث الاربعاء مع الرئيس الاميركي باراك اوباما “عبرت عن رغبتي الصادقة في ان يسمح للمفتشين بمواصلة عملهم”.

وصرح اوباما في مقابلة تلفزيونية بثت ليلا بأنه لم يتخذ قرارا بعد بضرب سوريا. وقال ان واشنطن “استخلصت بشكل قاطع ان نظام الاسد هو الذي يتحمل مسؤولية الهجوم” الذي وقع الاسبوع الفائت في ريف دمشق قالت المعارضة انه اسفر عن مقتل المئات. واوضح ان اي تحرك اميركي سيكون بمثابة “ضربة تحذيرية” تهدف الى اقناع سوريا بانه “يجدر بها عدم تكرار الامر”.

ووقع 116 نائبا من 435 هم اعضاء مجلس النواب الاميركي، بينهم 18 ديموقراطيا، رسالة موجهة الى اوباما الاربعاء لمطالبته بدعوة الكونغرس الى الاجتماع لطلب موافقته رسميا على ضرب سوريا.

اوروبيا، اعلنت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية نجاة فالو بلقاسم امس ان على المجتمع الدولي “ان يجد ردا ينسجم مع الوضع”، مضيفة انه “من المعقد بناء” مثل هذا الرد على النظام السوري.

واعلنت وزارة الدفاع البريطانية ارسال ست طائرات حربية من طراز “تايفون” الى قاعدتها في قبرص في “اجراء احتياطي” لحماية المصالح البريطانية، مؤكدة ان “الطائرات لن تشارك في اي عمل عسكري ضد سوريا”.

ويفترض ان يصوت النواب البريطانيون على اقتراح بادانة استخدام الاسلحة الكيميائية من النظام السوري والموافقة على مبدأ التدخل العسكري.

وتعكس هذه المواقف تريثا في قرار الضربة العسكرية بعد ساعات على مناقشة الاعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الامن الدولي في نيويورك مسودة قرار تقدمت به بريطانيا يفتح الباب للجوء الى القوة ضد النظام السوري من اجل “تأمين حماية المدنيين” السوريين، من دون التوصل الى اتفاق.

وقالت واشنطن ان سبب عدم التوصل الى توافق هو “التعنت الروسي”. وابلغ مساعد وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف الامين العام للامم المتحدة بان الخطط الغربية للتدخل عسكريا في سوريا هي “تحد صريح” لميثاق الامم المتحدة. الا ان الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والايراني حسن روحاني اكدا خلال مكالمة هاتفية بينهما مساء الاربعاء انه من “غير المقبول” استخدام اسلحة كيميائية “من اي كان” في سوريا.

واعلن مصدر عسكري روسي امس ان روسيا تعتزم ارسال سفينة مضادة للغواصات وقاذفة صواريخ “خلال الايام المقبلة” الى المتوسط، بسبب “الوضع الذي يزداد تعقيدا في شرق المتوسط”.

ومن شأن اي هجوم عسكري على اهداف للنظام ان يعطي دفعا للمعارضة التي تواصل مواجهتها على الارض مع القوات النظامية من دون ان تكون قادرة على تحقيق انجازات حاسمة في مواجهة الترسانة العسكرية والجوية للجيش النظامي.

والتقى رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية احمد الجربا امس في باريس الرئيس الفرنسي.

وفي الفاتيكان اعلن بيان ان البابا فرنسيس وعاهل الاردن الملك عبد الله الثاني يريان ان “التفاوض والحوار” هو “الخيار الوحيد” للخروج من الازمة في سوريا.

في المواقف العربية، اكدت الحكومة المصرية امس معارضتها “بقوة” توجيه ضربة عسكرية الى سوريا.

بريطانيا

في لندن، نشرت الحكومة البريطانية امس رأيا قانونيا تلقته وقالت إنه يظهر أن من حقها قانونا القيام بعمل عسكري ضد سوريا حتى اذا عرقل مجلس الأمن الدولي هذا الإجراء.

كما نشرت معلومات مخابراتية عن هجوم بالأسلحة الكيميائية وقع في سوريا الأسبوع الفائت قائلة إنه ليس لديها شك في وقوع هذا الهجوم وإن من “المرجح بشدة” أن الحكومة السورية هي المسؤولة عنه وإن هناك معلومات تدل على ذلك.

وجاء في نسخة من تقرير عن الموقف القانوني للحكومة البريطانية “إذا جرت عرقلة التحرك في مجلس الأمن سيظل مسموحا لبريطانيا بموجب القانون الدولي اتخاذ إجراءات استثنائية لتخفيف حجم الكارثة الإنسانية الجسيمة في سوريا.” وأضاف التقرير أنه في ظروف كهذه فإن “التدخل العسكري لضرب أهداف محددة بغرض الردع وتعطيل أي هجمات أخرى مماثلة سيكون ضروريا ومتناسبا ومن ثم سيكون مبررا من الناحية القانونية”.

وجاء في خطاب من رئيس اللجنة المشتركة للاستخبارات البريطانية أنه “لا توجد سيناريوات بديلة معقولة” غير سيناريو أن القوات الموالية للرئيس بشار الأسد هي التي شنت الهجوم بأسلحة كيميائية في ريف دمشق.

وأضاف “لدينا كذلك حصيلة محدودة لكنها تنمو من المعلومات المخابراتية التي تدعم الحكم بأن النظام هو الذي شن الهجمات وأنه شنها لطرد المعارضة من مناطق استراتيجية في دمشق.

روسيا

في موسكو، شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، على أهمية دراسة مجلس الأمن الدولي لتقرير المحققين الدوليين في الاستخدام المحتمل للأسلحة الكيميائية في سوريا. وذكر بيان للكرملين امس أن ميركل اتصلت ببوتين وجرى تبادل للآراء حول الأزمة السورية.

وأضاف أن الطرفين ينطلقان من ضرورة مواصلة العمل المكثف في الأمم المتحدة وفي الأطر الدولية الأخرى بشأن مسائل التسوية السياسية ـ الديبلوماسية للوضع في سوريا، مشيراً إلى أنهما ركزا بشكل خاص على أهمية دراسة مجلس الأمن الدولي تقرير المحققين الدوليين في الاستخدام المحتمل للأسلحة الكيميائية بسوريا.

وكانت وزارة الخارجية الروسية، دعت في وقت سابق امس، مجلس الأمن الدولي إلى النظر في موضوع الاستخدام المحتمل للسلاح الكيميائي في سوريا بصورة متكاملة، والاهتمام بالتقرير الروسي الذي سيقدّم في هذا الشأن، وذلك بعد أن أعلن مصدر في هيئة الأركان العامة الروسية، أن بلاده سترسل سفينتين حربيتين إلى شرق المتوسط لتعزيز وجودها فيه.

وكان مجلس الأمن الروسي اعتبر انه من غير المقبول اتهام القيادة السورية باستخدام أسلحة كيميائية إلى أن ينتهي تحقيق الأمم المتحدة ويتم إيجاد دليل على ذلك.

وذكرت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء امس ان روسيا سترسل سفينتين حربيتين إلى شرق البحر المتوسط، لكن موسكو نفت أن يكون ذلك لتعزيز قوتها البحرية هناك فيما تستعد القوى الغربية لتحرك عسكري ضد سوريا.

ونقلت الوكالة عن مصدر في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة قوله إن روسيا سترسل طراد صواريخ من أسطول البحر الاسود وسفينة كبيرة مضادة للغواصات من الأسطول الشمالي في “الأيام المقبلة”.

ومن شأن أي تعزيز للوجود البحري أن يزيد التوترات لا سيما أن الولايات المتحدة قالت إنها تعيد تمركز قواتها البحرية في البحر المتوسط بعد هجوم مزعوم بالأسلحة الكيميائية في سوريا الأسبوع الفائت.

وقال المصدر في إشارة إلى الاحداث في سوريا ان “الوضع المعروف جيدا الآن في شرق البحر المتوسط يقتضي منا إدخال بعض التعديلات على القوة البحرية.” ولم يتضح متى ستصل السفينتان لكن انترفاكس قالت إن طراد الصواريخ موسكوفا متواجد في الوقت الحالي في شمال المحيط الأطلسي وسيبحر في الأيام القليلة المقبلة.

واوضح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان الوجود البحري مطلوب لحماية مصالح الأمن القومي ولا يشكل تهديدا لأي دولة. وتتعاون روسيا مع الأساطيل البحرية لحلف شمال الأطلسي في مكافحة القرصنة وسفنها تزور موانئ غربية.

وأشارت البحرية في وقت لاحق إلى أن الانتشار وشيك في البحر المتوسط إلا أنها لم تقدم تفاصيل باستثناء القول ان إرسال السفينتين يأتي في إطار تناوب مقرر منذ فترة طويلة لسفنها في البحر المتوسط وأشارت إلى أنها لن تزيد من حجم القوات الروسية هناك.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية الرسمية عن مسؤول كبير في البحرية لم تكشف عن اسمه قوله “هذه ليست مجموعة جديدة وإنما تناوب مقرر منذ فترة طويلة.” ولم يتضح على الفور سبب التناقض بين تقرير انترفاكس وتقرير وكالة الإعلام الروسية، لكن الارتباك أحاط أحيانا بعمليات انتشار روسية سابقة في شرق البحر المتوسط بسبب السرية التي تحيط بها. وامتنعت وزارة الدفاع الروسية عن التعليق.

وقال خبراء عسكريون إن إرسال السفينتين المذكورتين في تقرير انترفاكس قد يمنحان الأسد إنذارا مبكرا من أي صواريخ قد تطلق وخصوصا الصواريخ التي تطلق من غواصات أو تقوم بالتشويش على الرادارات أو أجهزة الملاحة رغم أنها ربما لم تستخدم قط في هذا الغرض.

وقال لي ويليت رئيس تحرير نشرة نيفي انترناشونال التي تصدرها مجموعة جينز “ما قد نراه هنا هو مثال لديبلوماسية البوارج أكثر من كونها محاولة مقصودة للتدخل مباشرة في أي ضربة عسكرية من قوى التحالف.” وتابع “سيكون لمجرد وجود أي سفن تأثير سياسي وذلك هو الغرض الأساسي.” وكان رئيس الأركان الروسي قال في حزيران إن البحرية الروسية لديها 16 سفينة حربية وثلاث حاملات طائرات هيلكوبتر متمركزة في البحر المتوسط وهذا أول انتشار بحري دائم لروسيا هناك منذ أيام الاتحاد السوفياتي.

ودعت وزارة الخارجية الروسية امس مجلس الأمن الدولي إلى النظر في موضوع الاستخدام المحتمل للسلاح الكيميائي في سوريا، بصورة متكاملة، والاهتمام بالتقرير الروسي الذي سيقدّم في هذا الشأن. ونقلت وسائل إعلام روسية عن المتحدث باسم الخارجية ألكسندر لوكاشيفيتش، قوله إن على مجلس الأمن إجراء مناقشة شاملة بشأن أي حالات محتملة لاستخدام الأسلحة الكيميائية. عليه أن يأخذ بالحسبان النتائج المقبلة لخبراء الأمم المتحدة وتقريراً أعده خبراء روس أجروا تحقيقاتهم في خان العسل. وأشار إلى ان نتائج هذه التحقيقات الروسية أكدتها مختبرات تابعة مرخّصة من قبل منظمة منع انتشار الأسلحة النووية. ودعا المفتشين الدوليين في سوريا إلى إنجاز التحقيقات في جميع مواقع الهجمات الكيميائية المحتملة.

وقال إن خطط المفتشين الدوليين العاملين في سوريا لإنهاء التحقيق في الغوطة الشرقية والعودة إلى لاهاي قريباً، لا يجب أن تمنعهم من إنجاز التحقيقات في المناطق التي وقعت فيها الهجمات المحتملة السابقة بالسلاح الكيميائي.

واعتبر مجلس الأمن الروسي أن من غير المقبول اتهام القيادة السورية باستخدام أسلحة كيميائية إلى أن ينتهي تحقيق الأمم المتحدة ويتم إيجاد دليل على ذلك.

ونقلت وكالة (إيتارتاس) الروسية،عن مصدر مطلع في مجلس الأمن الروسي، قوله إنه من الواضح أن استخدام أسلحة كيميائية في سوريا أو خلال أي نزاع يعد أمراً غير مقبول، لكن لا إجابة بعد على السؤال حول من استخدم السلاح الكيميائي هناك إن كانت قوات المعارضة او الحكومة.

وشدّد على أنه لا بد من إيجاد جواب من قبل خبراء كفوئين في فريق الأمم المتحدة الذي يقوم بتحقيق على الأرض .

وأضاف أنه من غير المقبول توجيه اتهامات إلى القيادة السورية وحدها من دون نتائج تحقيق الخبراء .

وتابع أن السياسيين الأميركيين والبريطانيين والفرنسيين أعطوا تصريحات من دون توفر دليل، فلماذا نصدق الكلام وأين الدليل؟ .

وقال إن الإرهابيين قد يستخدمون أية وسيلة، بما في ذلك الاسلحة الكيميائية . وسأل المصدر لماذا لا تستمع القوى في العالم إلى الامين العام للأمم المتحدة الذي دعا كل أطراف النزاع السوري الى وضع حد لإراقة الدماء والعنف؟ ومن يدفع الرئيس الأميركي لاتخاذ قرار باستخدام القوة ضد سوريا؟.

وختم قائلاً إن السوريين وجيرانهم ليسوا الوحيدين الذين سيتضررون من ذلك، بل مواطنو الدول الغربية أيضاً، وليس فقط من شاركوا في الإعتداء بل عامة الناس أيضاً.

واعتبر الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والايراني حسن روحاني خلال مكالمة هاتفية مساء الاربعاء انه من “غير المقبول” استخدام اسلحة كيميائية “من اي كان” في سوريا، بحسب ما اورد بيان نشر امس على موقع الكرملين.

واكدت الرئاسة الروسية في البيان انه خلال المكالمة الهاتفية التي جرت مساء الاربعاء بمبادرة من طهران “تركز الاهتمام بصورة خاصة على ابعاد الوضع في سوريا واعتبر الطرفان من غير المقبول بصورة عامة استخدام اسلحة كيميائية من قبل اي كان”. كما شدد بوتين وروحاني على “ضرورة البحث عن سبل تسوية سياسية ـ ديبلوماسية”، بحسب البيان.

الفاتيكان

في روما، اعلن الفاتيكان في بيان امس ان البابا فرنسيس وعاهل الاردن الملك عبد الله الثاني يعتبران ان “التفاوض والحوار” هما “الخيار الوحيد” للخروج من الازمة في سوريا. وقال البيان انه “تم التأكيد مجددا” خلال المحادثات بين البابا والعاهل الاردني ان “طريق الحوار والتفاوض بين مكونات المجتمع السوري مع دعم المجتمع الدولي هو الخيار الوحيد لوضع حد للنزاع”. واكد الفاتيكان ضرورة وقف اعمال “العنف التي تسبب كل يوم خسارة في الارواح خصوصا بين السكان الابرياء”.

فرنسا

في باريس، قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند امس ان سوريا في حاجة إلى حل سياسي، لكن ذلك لن يتأتى إلا إذا تمكن المجتمع الدولي من وقف أعمال القتل مثل الهجوم الكيميائي وزيادة الدعم للمعارضة.

وكان هولاند أكثر حذرا عن تصريحات أدلى بها في وقت سابق هذا الأسبوع حين قال إن فرنسا مستعدة لمعاقبة المسؤولين عن هجوم بغاز سام على ما يبدو أودى بحياة مئات من المدنيين في دمشق.

وأشار إلى أن فرنسا تتطلع إلى دول الخليج العربية لتعزيز دعمها العسكري للمعارضة بعدما أعلنت باريس هذا الأسبوع أنها ستفعل ذلك.

وأضاف هولاند للصحافيين عقب اجتماعه مع رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا “يجب بذل كل جهد من اجل حل سياسي لكن هذا لن يحدث الا اذا استطاع الائتلاف أن يظهر كبديل يتمتع بالقوة اللازمة خاصة على صعيد جيشه. لن نستطيع التعامل مع هذا الأمر الا اذا تمكن المجتمع الدولي من وضع نهاية مؤقتة لهذا التصعيد في العنف والهجوم الكيميائي أحد أمثلته.” وقالت مصادر ديبلوماسية فرنسية إن هولاند تحدث مع الجربا عن تقديم المزيد من الوسائل العسكرية بعد أن صرح الجربا لصحيفة لو باريزيان بان المعارضة تحتاج إلى المزيد من الدعم الخارجي.

ولم تشارك فرنسا في الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق العام 2003 والذي عارضته بقوة لكنها انضمت إلى بريطانيا والولايات المتحدة وغيرهما في الحملة العسكرية التي ساعدت في الاطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي عام 2011. وأرسل هولاند قوات إلى مالي في غرب أفريقيا هذا العام لمواجهة متمردين اسلاميين.

من جهته دعا الجربا الى محاكمة الأسد في المحكمة الجنائية الدولية واصفا اياه بـ”بشار الكيميائي”، وحض على توجيه ضربة للنظام السوري وتقديم دعم حقيقي للمعارضة السورية. وقال الجربا للصحيفة الفرنسية، ان “بلدنا يشهد عملية قتل رهيبة بعدما استخدم النظام أسلحة كيميائية، وقد ذبح بشار الكيميائي شعبنا ولا يجب أن يفلت من العقوبات التي يستحقها”. وشدد على ضرورة “تسديد ضربات ضد النظام واسقاطه” مضيفاً ان “الأسد أصبح التهاباً أو فيروساً بالنسبة للمنطقة”. وتساءل “أي عقاب يستحقه رئيس قتل خلال سنتين ونيف أكثر من 300 ألف شخص بالرصاص وصواريخ سكود والأسلحة الكيميائية؟. أي نهاية يستحقها هذا الرجل؟ أطرح السؤال على الرأي العام الغربي”.

اضاف الجربا “لا بد أن يقدم الأسد وعائلته ليحاكم أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. ورأى انه لا بد من توجيه ضربة عقابية غربية للنظام السوري، ومن ثم تقديم دعم سياسي وعسكري للجش السوري الحر لأن نظام الأسد يحظى بدعم روسيا وحزب الله وإيران، ونحن ينقصنا كل شيء ولم يقدم إلينا حلفاؤنا ما طلبناه ونحن بحاجة لدعم حقيقي”. واوضح “إذا سكتت الدول التي تعلم قيم الديموقراطية والإنسانية فسوف يستنتج الأسد ان لا عائق أمام جرائمه، وشعبنا مهدد بالإبادة. ان هدفنا الرئيسي هو التخلص من النظام للحصول على الديموقراطية، ولكن إذا نجحنا في إضعافه فقد نتوصل إلى حل سياسي”.

وسئل عما اذا كانت نهاية الأسد قريبة، فأجاب الجربا “هذا يعتمد على ما نحصل عليه من أصدقائنا، وقد لعبت فرنسا دوراً اساسياً في سقوط نظام القذافي في ليبيا، وواجهت المتطرفين في مالي والنظام السوري أسوأ من نظام القذافي وقد جلب إلى البلاد الأعداء الذين حاربتهم فرنسا في مالي”.

وأضاف “إذا حصل تدخل (عسكري دولي) لن يصمد النظام طويلاً والمهم هو اتخاذ قرار شجاع ونحن بحاجة لاصدقائنا ولا يجب أن يكتفوا بالكلام، ونحن لا نشك في صدقهم ولكن ها قد مر عامان ونحن ننتظر ولم يفعلوا شيئاً لنا”. وذكر ان “سوريا بحاجة إلى مراقبة دولية في ما يتعلق بالمساعدات للاجئين السوريين”، مجدداً رفض التطرف الذي يعد خطاً أحمر.

في المقابل، اكد رئيس النظام السوري بشار الاسد امس ردا على التهديدات الغربية التي تستهدف سوريا، ان بلاده “ستدافع عن نفسها” ضد اي اعتداء، بحسب ما اورد التلفزيون السوري الرسمي في شريط اخباري عاجل على شاشته. وقال في لقاء مع وفد من قيادات الاحزاب والنواب اليمنيين “ان التهديدات بشن عدوان مباشر على سوريا، ستزيدها تمسكا بمبادئها الراسخة وقرارها المستقل النابع من ارادة شعبها”، مضيفا ان “سوريا ستدافع عن نفسها في وجه اي عدوان”.

وشدد الاسد على ان “سوريا بشعبها الصامد وجيشها الباسل ماضية ومصممة على القضاء على الارهاب الذي سخرته وتدعمه اسرائيل والدول الغربية خدمة لمصالحها المتمثلة بتقسيم المنطقة وتفتيت شعوبها واخضاعها”.

واضاف الاسد للوفد ان “الحالة الشعبية هي الضامن للانتصار، وهذا ما يحدث في سوريا”.

واكد مصدر امني سوري لوكالة فرانس برس امس ان الجيش النظامي يتحضر لـ”السيناريو الاسوأ” مع الاخبار عن احتمال توجيه ضربة عسكرية للنظام ردا على هجوم كيميائي مفترض وقع الاسبوع الماضي في ريف دمشق ويتهمه الغرب به.

وقال المصدر الامني “نأخذ احتياطاتنا لمواجهة هذا الموقف. نحن نعمل على السيناريو الاسوأ. هذا ما يحصل في كل الجيوش”. اضاف ان “الجيش مهدد بضربة، ومن الطبيعي اتخاذ مجموعة اجراءات لصد الضربة والرد على العدوان”، معتبرا ان “اي جيش مهدد يتخذ جملة من الاجراءات التي تكفل الوقاية من الضربة وتهيئة الظروف للرد المناسب”.

هروب جماعي من دمشق تخوّفاً من الضربة العسكرية

هكذا ختم النظام السوري مجازره الستمئة وخمسين بمجزرة كيميائية هي الأولى من دون دماء، لكنها الأكثر ضحايا، فاق عددهم الـ1400، فيما قالت جهات محسوبة على المعارضة السورية إنهم فاقوا الـ2000 ضحية.

 وتحدث العميد المنشقّ زهير الساكت، الرئيس السابق لأحد فروع السلاح الكيميائي، عن احتمال وصول عدد الضحايا إلى 4000، في وقت تستعد اللجنة الأممية التي زارت الغوطة الشرقية وعاينت مواقع طبية واستقبلت إصابات وأخذت عينات منها، لمغادرة سوريا السبت، بعدما قامت كذلك بمعاينة مكان سقوط الصواريخ المحملة بالرؤوس الكيميائية وأخذت عينات من المكان.

 من ناحية ثانية وإثر الأنباء شبه المؤكدة عن قرب الضربة الجويّة الغربية على سوريا، والأنباء غير المؤكدة عن هروب بشار الأسد إلى إيران مع عائلته – وهو ما نفته طرهان-، شهدت مناطق ريف دمشق حالات هروب جماعية وفوضى عارمة لا سيما في مساكن الحرس الجمهوري والعرين والورود في قدسيا، وجبل الورد في الهامة والبحوث العلمية. ونقل ناشطون أن هستيريا عامة سادت، وازدحمت الطرقات بالسيارات الممتلئة بالفارين.

وسجّلت الساعات القليلة الماضية هبوط طائرة الرئيس السوري بشار الأسد في مطار الخميني بطهران في زيارة مفاجئة، وذلك مساء الثلاثاء. وذكر التلفزيون الرسمي الإيراني (شبكه يكـ) في خبر عاجل نقلاً عن مصدر في الخارجية الإيرانية أن “طائرة الأسد حطت مساء الثلاثاء 27 آب في مطار الإمام الخميني الدولي”، مشيراً إلى أن الأسد وصل برفقة عدد من المسؤولين في الحكومة السورية وبعض أفراد عائلته، في زيارة مفاجئة غير معلنة.

 تزامن ذلك مع تسارع في وتيرة الانشقاقات بشكل كبير، وخصوصاً من المنشآت العسكرية، كمعامل الدفاع والمطارات العسكرية والدفاعات الجوية، ناهيك عن عمليات التهريب الكبيرة لعائلات الضباط وأموالهم إلى وُجهات عربية معروفة، لاسيما لبنان حيث يغادرون من هناك الى عدد من الدول العربية كالإمارات وربما الى مصر والجزائر.

 ولوحظ إخلاء الحي الشرقي في المعضمية بشكل شبه كامل من ساكنيه المعروفين بـ”جيش الدفاع الوطني”، الذين توجهوا إلى العاصمة وغادروا بشاحنات كبيرة حملت ما استطاعوا إخراجه من بيوتهم، وسلكوا بها الطريق العسكري المحاذي للجبال التي تتواجد فيها الفرقة الرابعة، بالإضافة الى تعالي أصوات الجنود الذين يشتبكون مع ضباطهم بسبب عدم إطاعة الأوامر ومحاولة الهروب من المعركة للّحاق بعوائلهم.

 وتم كذلك إخلاء مساكن يوسف العظمة ومساكن الفرقة الرابعة ومساكن الحرس الجمهوري ومساكن سرايا الصراع ومساكن السومرية وهي المساكن التي تضم عائلات الضباط، وجزء كبير منها من الساحل.

وأكد مصدر صحفي الأربعاء 28 آب، أن آليات وقطعات النظام العسكرية بدأت بالتحرك وبشكل سريع في محيط فوج الحرس الجمهوري في جبل قاسيون. وقال مراسل “شبكة بلاد الشام” الإخبارية، إنه شوهدت شاحنات ضخمة يرجح أنها تنقل ذخائر في محيط الفوج 105 حرس جمهوري على قمة جبل قاسيون، علماً أن ذلك الفوج يحوي العديد من مدافع الفوزديكا والتي تمطر العاصمة ومدن وبلدات الغوطة بنيران مدافعها يومياً.

 وأظهر مقطع فيديو بثه ناشطون على موقع اليوتيوب تحركات غير معتادة لدبابات ومدرعات تابعة للنظام على أطراف مدينة عربين من جهة المتحلق الجنوبي. وأفاد ناشطون عن إخلاء النظام كافة فروعه الأمنية المفترض استهدافها بالضربة العسكرية من العناصر الأمنية، فيما أبقى على عشرات آلاف الموقوفين والسجناء، في محاولة للخلاص منهم وإخفاء آلاف المفقودين سابقاً.

 ولليوم الثالث على التوالي لم يسجّل إقلاع أو هبوط أي طائرة (حوّامة أو ثابتة الجناح) من مطار المزّة العسكري. وفي وقت لاحق قامت عناصر تابعة للنظام بإشعال نار داخل مطار المزة من الجهة الأقرب للساتر الجنوبي لم يتم التأكد من أهدافها.

 إلى ذلك بدأت بوادر أزمة الخبز في دمشق، حيث يصطف عشرات المواطنين أمام الأفران عدة ساعات للحصول على ربطة خبز. وأفاد شهود عيان أن هناك بعض الأفران تشهد هذا الازدحام منذ ساعات الفجر الأولى وحتى انتهاء ساعات النهار.

دمشق تتهيأ لمغادرة المفتشين وتستبق النتائج، رفضت أي تقرير جزئي

قال مصدر تابع للأمم المتحدة في بيروت إن مفوضة الأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح أنجيلا كين غادرت العاصمة السورية دمشق، في الوقت الذي من المقرر أن ينهي فيه فريق التفتيش الدولي عمله في آخر أيام مهمته قبيل مغادرته غدا السبت.

 وقد زار المفتشون اليوم مستشفى المزة العسكري في منطقة تسيطر عليها الحكومة في دمشق لزيارة جنود يشتبه بتعرضهم لغازات سامة. وقد أعلنت دمشق رفضها أي “تقرير جزئي” لمفتشي الأمم المتحدة، وشددت على ضرورة انتظار “التحاليل المخبرية” للعينات التي جمعتها البعثة.

 وقد نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر أممي أن كين توجهت إلى بيروت برا كي تغادر من المطار الدولي في  لبنان. ومن المتوقع أن يظل بقية فريقها حتى السبت.

كما شوهد رئيس فريق التحقيق في الأسلحة الكيمياوية أكي سيلستورم يتحدث إلى مفتش وهو جالس في إحدى السيارات المغادرة إلى بيروت مع كين، وفق وكالة رويترز.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قال أمس إن فريق التفتيش الدولي عن الأسلحة الكيمياوية في سوريا يعتزم مغادرة دمشق صباح السبت، وأشار إلى أن الفريق الذي وصل سوريا يوم 18 أغسطس/ آب الحالي سيرفع تقريرا إليه فور مغادرته للبلاد.

وكان المفتشون قد أمضوا الأسبوع في زيارة مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بريف دمشق بعد تقارير عن هجوم بالغاز السام الأسبوع الماضي تلقي المعارضة بالمسؤولية فيه على الرئيس بشار الأسد، وعلى الجانب الآخر تتهم الحكومة مقاتلي المعارضة بشن هجمات بأسلحة كيمياوية على مدنيين وجنود.

زيارة مستشفى عسكري

وقالت مصادر أمنية سورية وشهود عيان اليوم إن فريق التفتيش وصل مطار المزة العسكري لزيارة جنود تقول وسائل الإعلام الحكومية إنهم تعرضوا لغاز سام بضاحية جوبر في دمشق السبت الماضي.

ونقلت رويترز عن شاهد أن المفتشين لم يكونوا يرتدون سترات واقية مما يشير إلى أنهم لن يزوروا مناطق تسيطر عليها المعارضة بعد زيارتهم القاعدة العسكرية.

وذكرت وسائل الإعلام الرسمية حينها أن بعض الجنود تعرضوا لأدخنة كثيفة بعد أن عثروا على مواد كيمياوية في نفق كان يستخدمه مقاتلو المعارضة. وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية إن الجنود عانوا من حالات اختناق.

ولم تظهر تغطية القنوات التلفزيونية الرسمية دلائل توضح استخدام سلاح كيمياوي وإنما عرضت لقطات لخمسة براميل بلاستيكية زرقاء وخضراء من النوع الذي يستخدم عادة في نقل النفط، مصفوفة أمام جدار في غرفة، وكذلك لقطات لعدد من قذائف هاون صدئة وغيرها من المقذوفات.

وكان النظام اتهم مقاتلي المعارضة باللجوء إلى أسلحة كيمياوية لصد هجوم للجيش في حي جوبر في شرق العاصمة السبت الماضي. وتتهم المعارضة ودول غربية قوات النظام بشن هجوم بأسلحة كيمياوية على مناطق بالغوطتين في ريف دمشق تسبب بمقتل 1300 وفق مصادر الثوار.

رفض سوري

ومع قرب إنهاء المفتشين مهمتهم بدمشق, أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم اليوم رفض أي “تقرير جزئي” لمفتشي الأمم المتحدة. ونقلت وكالة سانا عنه ضرورة انتظار “التحاليل المخبرية” للعينات التي جمعتها البعثة “والتحقيق بالمواقع التي تعرض فيها الجنود السوريون للغازات السامة”.

وأوضحت سانا أن المعلم سأل، في اتصال هاتفي مع بان، عن أسباب سحب أعضاء البعثة من دمشق قبل إنجاز مهمتهم، فأجاب الأمين العام بأنهم “سوف يعودون مرة أخرى لمتابعة مهماتهم”.

وكان المتحدث باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش دعا أمس المفتشين الأمميين لزيارة مزيد من المواقع التي تردد أنها تعرضت لهجمات كيمياوية، مطالبا ببقاء المفتشين مدة أطول.

كما طالب المسؤول الروسي بأن يأخذ مجلس الأمن الدولي في الاعتبار تقرير الخبراء الروس الذين فتشوا موقع استخدام سلاح كيمياوي في خان العسل بريف حلب، بالإضافة إلى التقرير المنتظر من فريق خبراء الأمم المتحدة.

مظاهرات غربية مناهضة لضرب سوريا

                                            ينظم تحالف “أوقفوا الحرب” في بريطانيا مظاهرة وسط لندن السبت المقبل احتجاجا على خطط غربية لضرب النظام السوري المتهم باستخدام أسلحة كيماوية في ريف دمشق الأسبوع الماضي، في حين شهدت نيويورك وباريس وأثينا مساء أمس الخميس مظاهرات رافضة لأي تدخل عسكري في سوريا.

وقال تحالف “أوقفوا الحرب” أمس إن بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة تستعد لمهاجمة سوريا رغم تحذير قادة عسكريين سابقين من أن مثل هذا الهجوم يمكن أن تكون له عواقب كارثية لا حصر لها، واعتبر التحالف أن حكومات تلك الدول تخاطر بإيقاع خسائر رهيبة بالأرواح، “ويزيد سعير الحرب الأهلية اليائسة في سوريا، ويزيد من مخاطر جر قوى إقليمية أخرى إلى هذا النزاع”.

وكان التحالف نظم مساء أمس مظاهرة طارئة أمام مقر رئاسة الحكومة البريطانية (10 داوننغ ستريت) احتجاجا على مهاجمة سوريا.

وقد تظاهر العشرات في باريس مساء أمس احتجاجا على عمل عسكري غربي محتمل في سوريا، وكان غالبية المشاركين، وفق وكالة الصحافة الفرنسية، من الناشطين المناهضين للحرب واليساريين والمؤيدين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد والأكراد.

وتجمع المتظاهرون الذين بلغ عددهم 250، حسب مصدر في الشرطة، وسط العاصمة بدعوة من “حركة من أجل السلام”، وهي منظمة قريبة تاريخيا من الحزب الشيوعي.

وقد تميزت المظاهرة بتنوع الشعارات المرفوعة من شعارات الحزب الشيوعي الفرنسي إلى العلم الكردي إلى علم حزب الله اللبناني. وكان القاسم المشترك الوحيد بين كل هؤلاء رفض التحرك العسكري المحتمل ضد سوريا.

ودعا الناشطون إلى تطبيق خطة موفد الأمم المتحدة السابق إلى سوريا كوفي أنان التي تنص خصوصا على وقف إطلاق النار بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة وإطلاق عملية حوار سياسي.

كما نظم زهاء 3000 شخص مساء أمس مظاهرة بالعاصمة اليونانية أثينا ضد اتجاه توجيه ضربة عسكرية  لسوريا. ودعا إلى المظاهرة الحزب الشيوعي اليوناني.

وقال التلفزيون اليوناني إن المتظاهرين احتشدوا أمام السفارة الأميركية في أثينا، حيث رددوا شعارات مناهضة للولايات المتحدة. وقالت الشرطة اليونانية إن المظاهرة مرت بصورة سلمية.

مظاهرات أميركية

وفي واشنطن نظمت مظاهرة أمام البيت الأبيض مناهضة لضرب سوريا، ورفع المشاركون لافتات تعتبر أن الحرب على سوريا “بنيت على أكاذيب”.

كما تظاهر المئات في ساحة تايمز سكوير في نيويورك مساء أمس للتعبير عن رفضهم لأي تدخل عسكري أميركي محتمل في سوريا.

وانقسم المتظاهرون بين من يتظاهر تأييدا للأسد ومن يحتج رفضا لفكرة تورط واشنطن في حرب جديدة في الشرق الأوسط، وهتفوا “الولايات المتحدة، الحلف الأطلسي، ارفعوا أيديكم عن سوريا”، في حين رفع بعضهم صورا للرئيس السوري.

ورفع بعض المشاركين لافتة كتب عليها “سوريا=العراق.. نفس الأكاذيب”، وقارن آخرون ما سيحدث بسوريا بما حدث في العراق واجتياحه عام 2003.

وفي شارع غير بعيد عن مكان المظاهرة المناهضة للضربة العسكرية وقف مؤيدون للمعارضة السورية يتظاهرون بدورهم دعما للخيار العسكري، وقد هتفوا “الأسد إرهابي، الأسد هتلر”.

وفي تطور متصل بالأحداث في سوريا جددت بوخارست أمس دعوة آلاف من مواطنيها الذين لا يزالون موجودين في سوريا إلى مغادرة هذا البلد في أسرع وقت بسبب “التدهور الكبير” للوضع الأمني.

وحسب تقديرات وزارة الخارجية الرومانية فإن ما بين 12000 و14000 مواطن روماني لا يزالون في سوريا، وذلك بعد إجلاء نحو 500 آخرين منذ بدء النزاع.

تجدر الإشارة إلى أن بوخارست العضو في حلف شمال الأطلسي أعلنت تأييدها تنفيذ عمل عسكري محتمل ضد النظام السوري. واعتبر الرئيس الروماني ترايان باسيسكو الثلاثاء أنه إذا أثبتت الأمم المتحدة ضلوع دمشق في هجوم كيماوي، فهذا الأمر “سيؤدي إلى تدخل عسكري” وبوخارست “ستتضامن” مع حلفائها.

روسيا تلوح بالفيتو والصين تدعو للتريث

                                            قالت روسيا إنها ستستخدم الفيتو ضد أي مشروع قرار دولي يسمح بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا، في حين دعت الصين إلى انتظار تقرير المفتشين الدوليين في سوريا قبل اتخاذ أي إجراء في مجلس الأمن الدولي، بينما أعلنت عدة دول معارضتها استخدام القوة ضد دمشق دون تفويض دولي.

وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي في اتصال هاتفي بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن الصين تدعم بشكل كامل تحقيقا مستقلا وموضوعيا بشأن الهجوم الكيمياوي الذي قالت المعارضة السورية إنه استهدف غوطة دمشق قبل عشرة أيام “بمعزل عن ضغط أو تدخل خارجي”.

ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة عنه قوله إن على كل الأطراف أن تتفادى استباق النتائج، وعليها ألا تدفع مجلس الأمن إلى اتخاذ إجراء.

وكان الوزير الصنيي يشير إلى مشروع القرار البريطاني بشأن سوريا الذي عرض على مجلس الأمن أمس. ويدين المشروع استخدام النظام السوري السلاح الكيمياوي، ويدعو إلى إجراءات ضمن الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز استخدام القوة في الحالات التي تعد تهديدا للأمن والسلم الدوليين.

ومن المقرر أن يغادر المفتشون الدوليون غدا السبت دمشق إلى نيويورك لتقديم تقرير شفهي إلى بان كي مون بعدما زاروا غوطة دمشق وأخذوا عينات من مصابين. وتؤكد المعارضة السورية أن أكثر من 1400 مدني قتلوا في هجوم كيمياوي استهدف عدة بلدات في ريف دمشق فجر يوم 21 من هذا الشهر، بينما نفى مسؤوليته عن أي هجوم كيمياوي.

وبينما تقول واشنطن إنها تسعى إلى بناء تحالف دولي لتوجيه ضربة للنظام السوري بناء على “أدلة” تثبت استخدامه سلاحا كيمياويا، قال وزير الخارجية الصيني إن القوة لن تساعد على حل الأزمة السورية، داعيا إلى تسوية سياسية هناك.

معارضة وتحفظات

وكانت روسيا -وهي الحليف الرئيسي لدمشق- قد دعت بدورها إلى انتظار تقرير المفتشين الدوليين، واستبعدت مسبقا أن يكون نظام الرئيس بشار الأسد قد استخدم سلاحا كيمياويا.

وأجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس اتصالا هاتفيا بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، قالا إثره إنه ينبغي دراسة تقرير المفتشين جيدا في مجلس الأمن.

كما قالت الخارجية الروسية إن على مجلس الأمن النظر بشكل متكامل في الاستخدام المحتمل للسلاح الكيمياوي بسوريا، ودعت إلى الاهتمام بتقرير ستقدمه موسكو إلى المجلس بهذا الشأن.

وكان مجلس الأمن الروسي اعتبر أمس أن من غير المقبول اتهام دمشق باستخدام أسلحة كيمياوية حتى ينتهي تحقيق الأمم المتحدة، والتوصل إلى أدلة بهذا الخصوص.

وكانت إيران -وهي حليف آخر رئيسي لإيران- قد حذرت على لسان المرشد الأعلى علي خامنئي وقادة سياسيين وعسكريين من أن ضرب سوريا سيؤدي إلى حريق في المنطقة يطول إسرائيل.

دوليا أيضا، أعلنت الأرجنتين الرئيس الحالي لمجلس الأمن الدولي وفنزويلا معارضتهما ضرب سوريا، في حين قالت البرازيل إن أي تدخل عسكري في هذا البلد يجب أن يحصل على موافقة الأمم المتحدة. كما أعلنت جنوب أفريقيا أمس رفضها توجيه ضربة عسكرية لسوريا دون تفويض من مجلس الأمن.

في الأثناء تظاهر أمس مئات الأميركيين في ساحة تايم سكوير بنيويورك وكذلك في واشنطن وسان فرانسيسكو بكارليفورنيا، احتجاجا على العملية العسكرية التي تلوح بها إدارة الرئيس باراك أوباما ضد النظام السوري.

في المقابل تظاهر مؤيدون للمعارضة السورية بنيويورك منددين بالهجوم الكيمياوي على غوطة دمشق. وفي لندن نظم أمس تحالف “أوقفوا الحرب” مظاهرة ضد الضربات المحتملة في سوريا، كما نُظمت مظاهرات أصغر حجما في أثينا وعواصم أخرى.

مع تواصل القتال بأنحاء سوريا قصف بريف دمشق بعد خروج المراقبين

                                            واصل الجيش النظامي في سوريا قصفه العنيف على بلدة معضمية الشام في ريف دمشق الليلة الماضية، وذلك بعد خروج بعثة الأمم المتحدة منها، كما أكد ناشطون تجدد القصف المدفعي والجوي على مناطق عدة في درعا وإدلب والرقة وحمص، فيما تحدث حقوقيون عن قيام جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام باحتجاز نحو 30 كرديا بريف حلب.

وقال ناشطون إن بلدة المعضمية تتعرض لقصف هو الأعنف منذ استهدافها بالسلاح الكيماوي من قبل قوات النظام الأسبوع الماضي وفقا لتقارير حقوقية، وأفادوا بأن مصدر القصف هو مطار المزة العسكري الذي يعد من أبرز الأهداف المحتمل قصفها في حملة أميركية محتملة.

وأضاف الناشطون أن قوات النظام استخدمت صواريخ أرض أرض في قصف المنازل السكنية مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، وبثوا تسجيلا مصورا يظهر فيه وميض إطلاق كثيف للصواريخ قبل انفجارها، في حين ذكرت شبكة شام أن قوات النظام صعدت حملتها العسكرية جويا وبريا على البلدة الملاصقة للعاصمة من جهة الجنوب عقب خروج بعثة مراقبي الأمم المتحدة للتحقق من استخدام السلاح الكيمياوي منها قبل يومين.

وأوضحت الشبكة أيضا أن القصف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة طال مدن وبلدات بيت سحم وداريا والزبداني وزملكا ومعظم مناطق الغوطة الشرقية حول العاصمة، وأضافت أن القصف لم يمنع كتائب الثوار من التصدي لجنود النظام في محيط المعضمية.

قصف وخطف

وعلى الصعيد نفسه، رصد الناشطون تعرض مدينة قلعة الحصن في حمص لقصف مدفعي، وكذلك الحال بمدينة السفيرة في ريف حلب وبأحياء درعا البلد ومدينة بصرى الشام جنوب البلاد.

وفي ريف إدلب، قصفت قوات النظام براجمات الصواريخ والمدفعية مدينة أريحا وجبل الأربعين، مما أدى لوقوع إصابات عديدة، بينما تدور اشتباكات قرب بلدة أورم الجوز لمنع قوات النظام من التقدم إلى أريحا.

وتستمر المعارك أيضا في حي المنشية بدرعا وبعض أحياء دير الزور، وبث ناشطون صورا لمحاولة الثوار استهداف طائرة مروحية أثناء قصفها مدينة الطبقة بريف الرقة.

وكانت الرقة قد شهدت أمس انفجار سيارتين مفخختين وفقا لناشطين، كما تعرضت المدينة اليوم لقصف متجدد دون أن ترد معلومات عن سقوط ضحايا.

في سياق آخر، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن تسجيلا مصورا أظهر قيام جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام باحتجاز نحو 30 كرديا في بلدة قباسين شمال حلب.

وذكر المرصد أن الجماعة دعت المحتجزين إلى “التوبة إلى الله من الانتماء لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي” المقرب من حزب العمال الكردستاني، لكونه “خرج عن دائرة الإسلام”، فيما لم يتم التحقق بعد من صحة التسجيل من قبل أي جهة مستقلة.

خريطة الأهداف المحتملة لضرب سوريا

                                            تتزايد التوقعات بقرب اتخاذ الغرب قراره بتوجيه ضربات عسكرية ضد النظام السوري بعد تورطه المرجح في استخدام السلاح الكيمياوي بالغوطة في ريف دمشق الأسبوع الماضي، حيث يتناقل محللون قائمة بعدد من الأهداف العسكرية والأمنية المحتمل تعرضها للقصف، والتي تم توضيحها على الخريطتين المرفقتين.

 وتوضح الخريطة الأولى أهم المطارات العسكرية والمدنية التي من المتوقع قصفها في عدة محافظات، ومن أهمها مطارات الضمير والقصير ودير الزور والطبقة واللاذقية.

ومن المتوقع أيضا تعرض بعض المصانع والمخازن التي يعتقد بأنها مخصصة للسلاح الكيمياوي، وهي تتوزع على دمشق وريفها واللاذقية وحمص وحماة والسفيرة بحلب.

خريطة المواقع المحتمل قصفها بدمشق اضغط هنا للتكبير

وفي العاصمة دمشق، تظهر الخريطة الثانية عددا من المقار الأمنية التي يقول ناشطون إنها تضم معتقلات يُمارس فيها أشد أنواع التعذيب، وهي تنتشر في مناطق سكنية عدة.

كما تضم دمشق العاصمة قيادة الأركان وثكنات الفرقة الرابعة المدرعة والحرس الجمهوري، وهما وحدتان مشاركتان في قصف المناطق المدنية، بحسب ناشطين.

وتهدف الضربات المتوقعة إلى “معاقبة” نظام بشار الأسد وتوجيه رسالة له، وليس للقضاء على قدراته الجوية أو إعطاء تقدم إستراتيجي للمعارضة، وفق الخبراء.

بدء اجتماع أوباما وفريق الأمن القومي لبحث الشأن السوري

الرئيس الفرنسي: اقتراع البرلمان البريطاني لن يؤثر في رغبتنا بالتدخل في دمشق

واشنطن- قناة العربية، باريس – رويترز، فرانس برس

أفادت مراسلة العربية في واشنطن ببدء اجتماع بين أوباما وفريق الأمن القومي لبحث الشأن السوري، في وقت تتواصل ردود الفعل حيال الضربة العسكرية المتوقعة في حق النظام السوري.

وأعلن الرئيس الفرنسي، فرنسوا أولاند، في مقابلة نشرتها صحيفة “لوموند” الفرنسية، اليوم الجمعة، أن رفض مجلس العموم البريطاني المشاركة في عملية عسكرية ضد سوريا لن يؤثر في موقف فرنسا الداعي إلى تحرك “متناسب وحازم” ضد دمشق، في حين استبعدت ألمانيا على لسان وزير خارجيتها أن تشارك في عملية عسكرية بسوريا.

وحين سئل إن كانت فرنسا ستتحرك دون بريطانيا، أجاب أولاند: “نعم.. كل دولة حرة في المشاركة أو عدم المشاركة في عملية ما. وهذا ينطبق على بريطانيا مثلما ينطبق على فرنسا”.

ولم يستبعد أولاند من جهة أخرى توجيه ضربات جوية إلى نظام دمشق قبل الأربعاء، اليوم الذي تعقد فيه الجمعية الوطنية الفرنسية اجتماعاً لمناقشة الموضوع السوري، مؤكداً أن “هناك مجموعة أدلة تشير إلى مسؤولية نظام دمشق” في الهجوم المفترض بالأسلحة الكيماوية الذي وقع في 21 أغسطس/آب في ريف دمشق وأسفر عن مئات القتلى.

وأضاف أولاند في مقابلة مع صحيفة “لوموند” الفرنسية أنه يؤيد القيام بتحرك عقابي “حازم” بسبب الهجوم الذي قال إنه ألحق ضرراً “لا يمكن علاجه” بالشعب السوري. ومضى يقول إنه سيعمل عن كثب مع حلفاء فرنسا.

وكان الرئيس الأميركي، باراك أوباما، قد أعلن أنه سيحدد قراره بشأن سوريا، “وفقاً للمصالح الأميركية”، رغم تصويت البرلمان البريطاني بالرفض على مشاركة البلاد في ضربة عسكرية ضد دمشق.

من جانبه، أعلن وزير الخارجية الألماني، غيدو فسترفيلي، في مقابلة صحافية، أن بلاده لن تشارك في عملية عسكرية في سوريا.

وقال فسترفيلي في مقابلة تنشرها صحيفة “نوي اوسنابروكر تسايتونغ” المحلية السبت “لم يطلب منا” المشاركة في عملية عسكرية ضد نظام دمشق، “ولا نفكر” في مثل هذه المشاركة.

وكانت ألمانيا قد أعلنت الاثنين دعمها لـ”تحرك” الأسرة الدولية رداً على هجوم مفترض للنظام السوري بالأسلحة الكيماوية ضد مدنيين في ريف دمشق.

وشددت المستشارة الألمانية الخميس على أن يدرس مجلس الأمن الدولي تقرير المفتشين حول الاستخدام المفترض للأسلحة الكيماوية في ريف دمشق بعد أن أجرت اتصالات هاتفية مع الرؤساء الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين والفرنسي فرنسوا أولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.

المخابرات التركية: قوات الأسد مسؤولة عن هجوم “الكيماوي

أميركا تعتزم نشر معلومات مخابرات اليوم عن الهجوم الكيماوي في سوريا

العربية.نت، وكالات

قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو اليوم الجمعة إن معلومات المخابرات التي جمعتها أنقرة لم تدع مجالا للشك في أن قوات الرئيس السوري بشار الأسد مسؤولة عن هجوم الغاز السام الذي وقع قرب دمشق الأسبوع الماضي.

وقال داود أوغلو للصحفيين في العاصمة التركية أنقرة “من وجهة نظرنا التي تستند استنادا كاملا إلى معلومات المخابرات والتقييمات التي أعدها خبراؤنا الوطنيون..ما من شك في أن النظام (السوري)مسؤول.”

وفي واشنطن، قال مسؤول أميركي إن البيت الأبيض يعتزم أن ينشر اليوم الجمعة نسخة غير سرية من تقييم مخابراتي لهجوم بالأسلحة الكيماوية وقع في سوريا الأسبوع الماضي. ولم تتوفر تفاصيل عن موعد نشر التقرير.

وفي سياق التحضيرات لتوجيه ضربة عسكرية إلى نظام الأسد، أعلنت فرنسا أنها لن تتأثر بموقف بريطانيا التي قررت عدم المشاركة في ضربة عسكرية على سوريا تحت ضغط برلمانها، ما يجعل باريس شريكة في “التحالف الدولي” الذي تسعى واشنطن إلى بنائه لمحاسبة النظام السوري على استخدامه أسلحة كيماوية محظورة تسببت بمقتل المئات، بحسب ما يتهمه الغرب والمعارضة.

ويفترض أن ينهي مفتشو الأمم المتحدة الموجودون في سوريا الجمعة تحقيقهم في الهجوم الكيماوي المفترض الذي استهدف مناطق في ريف دمشق في 21 أغسطس/آب على أن يرفعوا لاحقا تقريرا عن عملهم للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

المعارضة: جيش الأسد ينقل مقراته إلى المدارس والجامعات

نقل صواريخ “سكود” إلى أماكن مجهولة.. وتضاعف الانشقاقات في الجيش

دبي – قناة العربية

قالت المعارضة السورية إن قوات النظام السوري قامت بنقل مقراتها الحكومية إلى مباني مدارس وجامعات لحمايتها من هجمات عسكرية متوقعة، كما قامت بنقل عشرات الصواريخ والقاذفات من قاعدة عسكرية في شمال دمشق لحمايتها فيما يبدو من ضربة عسكرية غربية محتملة.

في هذه الأثناء، أعلن رئيس الائتلاف السوري المعارض، أحمد الجربا، أن أي ضربة للنظام ستسقطه، وأن الجيش الحر مستعد للمشاركة في هذه المعركة.

وتزامن التحرك الجديد من قبل قوات النظام مع ارتفاع أصوات طبول الحرب في سوريا.

وقالت مصادر في المعارضة إن قوات النظام بدأت بنقل مقارها الأمنية والاستخبارتية إلى مباني المدارس والجامعات في دمشق خوفاً من قصفها وسعياً منها لتوفير ملاذ آمن ضمن مناطق سكنية آمنة.

ولم تنقل قوات الأسد مقارها الأمنية فحسب، بل بدأت بنقل صواريخ سكود وقواعد إطلاقها من قواعدها شمال دمشق إلى جهات لم يتم تحديدها خوفاً من تعرضها للقصف.

وأكدت لجان التنسيق أن النظام قام بقطع التيار الكهربائي عن القطع العسكرية في جبل قاسيون، وكذلك عن قصر الشعب في دمشق.

ومع تزايد مخاوف قوات النظام، أكدت مصادر مطلعة أن نسبة المنشقين من قوات الأسد تضاعفت خلال الأيام القليلة الماضية.

وأكد المتحدث باسم الائتلاف الوطني السوري المعارض، خالد صالح، أن “الليلة الماضية حصل الائتلاف على تأكيد انشقاق عدد كبير من الضباط، الذين قرروا خلع لباسهم العسكري، وارتداء ملابس مدنية ومغادرة البلاد”.

وتزامنت مخاوف النظام من العمليات العسكرية التي هددت بتنفيذها واشنطن ضد قوات الأسد مع إعلان الجيش الحر جاهزية كاملة لإنهاء المعركة مع قوات النظام، وهي التصريحات التي أكدها رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا، الذي أكد أن العملية العسكرية ضد سوريا ستغير ميزان القوى على الأرض.

ابن بشار الأسد يتمنى أن تبدأ أميركا بهجومها العسكري

كتب يقول: “أريدهم أن يرتكبوا خطأ كبيراً ويبدأوا بشيء ما لا يدركون نهايته

لندن – كمال قبيسي

في “فيسبوك” رسالة بالإنجليزية تتحدى الولايات المتحدة ونيتها بتوجيه ضربة عسكرية للنظام السوري، وتجردها من الشجاعة للإقدام على ما تنويه كعقاب منها للنظام الذي تتهمه بأنه قام بمجزرة كيماوية حصد بها الأسبوع الماضي مئات السوريين واهتز لها ضمير العالم.

الرسالة كتبها طفل ذكر في حسابه أن والده هو بشار الأسد، لكن ما قاله ليس دليلاً على أنه ابن الرئيس السوري، بل القرينة الأهم على أنه قد يكون فعلاً حافظ بشار الأسد هم أصدقاؤه في الموقع، ممن كتب بعضهم تعليقات إعجاب برسالته الصغيرة.

ومعظم أصحاب التعليقات هم أبناء عائلات علوية شهيرة وغيرها من طوائف أخرى، كما وأبناء مسؤولين سابقين وحاليين في الدولة، بحسب ما يبدون من صورهم وحساباتهم التي تجولت فيها “العربية.نت”، كما وفي حسابه أيضاً بـ”الفيسبوك”، ولم تجد بينهم من كتب مشككاً بهويته.

بين من كتبوا “لايك” أسفل الرسالة أبناء للواء الراحل آصف شوكت، إضافة إلى أن الطفل نشر صورته، وهي لحافظ بشار الأسد، إلى جانب ما ذكره عن مدرسته الابتدائية بأنها “مونتيسوري” وهي بالديماس قرب قرى الأسد، وفيها درس أبناء الرئيس السوري الثلاثة: حافظ البالغ عمره 11 سنة و9 أشهر، وزين وكريم.

أهم من كتبوا تعليقات إعجاب برسالة حافظ هم باسل وشقيقتاه بشرى وأنيسة شوكت، أبناء بشرى الأسد، الشقيقة الوحيدة للرئيس السوري من زوجها آصف شوكت، نائب رئيس الأركان ونائب وزير الدفاع القتيل في منتصف العام الماضي بتفجير قام به “الجيش الحر” وأتى على مقر الأمن القومي بدمشق حين كان بعض الوزراء والأمنيين الكبار مجتمعين فيه.

كما بين المعجبين علي وسالي، وهما ابنا اللواء محمد ناصيف خير بك، المعروف باسم أبو وائل، وهو مخابراتي من مشاهير العلويين ومنصبه منذ 3 أعوام “معاون نائب رئيس الجمهورية” برتبة وزير.

أما الرسالة التي تنشر “العربية.نت” صورة عنها نقلاً من حساب “ابن” الرئيس السوري، فبدأها حافظ الأسد الذي درس الإنجليزية أيضاً بمدرسة Berlitz وهي فرع من مؤسسة تعليمية أميركية في حي البرامكة بدمشق، بقوله إن الأميركيين “ربما كان لديهم أفضل جيش بالعالم، وأفضل سفن وطائرات ودبابات مما عندنا، لكن جنود؟ لا أحد لديه جنود كالذين عندنا في سوريا”، وفق تعبيره.

بعض التعليقات

ويبدأ حافظ الصغير الفقرة الثالثة والأخيرة من الرسالة بعبارة: “أريدهم فقط أن يقوموا بالهجوم، لأني أريدهم أن يرتكبوا خطأ كبيراً ويبدأوا بشيء ما لا يدركون نهايته”، طبقاً لما كتب، أو طبقاً ربما لما كتب شخص آخر في حسابه.. ومن يدري، فقد يكون الآخر هو بشار الأسد نفسه.

أوباما يبدأ اجتماعا مع فريقه للأمن القومي

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أفاد مراسلنا أن الرئيس الأميركي باراك أوباما بدأ اجتماعا مع فريقه للأمن القومي بشأن سوريا، في وقت من المقرر أن يقوم الفريق الدولي المكلف بالتحقيق بمزاعم استخدام الكيماوي، برفع تقريره إلى الأمم المتحدة السبت.

ويعتزم البيت الأبيض الجمعة، نشر نسخة غير سرية للاستخبارات الأميركية، والتي ستعرض فيها، ما قالت إنه تقييمها بشأن هجوم بالسلاح الكيماوي وقع الأسبوع الماضي في الغوطة الشرقية بريف دمشق، حسبما أعلن مسؤول أميركي.

مغادرة المفتشين

وينهي فريق خبراء الأمم المتحدة عملهم الجمعة، أي قبل ثلاثة أيام، من الموعد المحدد لانتهاء مهمته رسميا، وأكدت الأمم المتحدة أن كل أعضاء فريق المفتشين سيغادرون سوريا، بحلول يوم الأحد.

وتوجه فريق المحققين الدوليين إلى مستشفى المزة العسكري لمعاينة جنود الجيش السوري الذين أصيبوا بالكيماوي في حي جوبر، قبل مغادرته البلاد.

وقال الأمين العام للمنظمة بان كي مون، إنه سيتسلم نتائج التحقيق السبت المقبل، وسيطلع أعضاء مجلس الأمن عليها.

دمشق ترفض “التقرير الجزئي”

وأعلنت دمشق الجمعة رفضها أي “تقرير جزئي” لمفتشي الأمم المتحدة حول الأسلحة الكيميائية، مشددا على ضرورة انتظار “التحاليل المخبرية” للعينات التي جمعتها البعثة.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن وزير الخارجية وليد المعلم قوله خلال اتصال هاتفي مع الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن “سوريا ترفض أي تقرير جزئي يصدر عن الأمم المتحدة قبل إنجاز البعثة لمهامها، والوقوف على نتائج التحاليل المخبرية التي جرى جمعها من قبل البعثة، والتحقيق في المواقع التي تعرض فيها الجنود السوريون للغازات السامة”.

موقف موسكو

وترى روسيا أن أي تدخل عسكري في سوريا سيوجه “ضربة خطيرة” للنظام العالمي القائم على الدور المركزي للأمم المتحدة.

وقال المستشار الدبلوماسي للكرملين يوري أوشاكوف إن “مثل هذه التحركات التي تتجاوز مجلس الآمن الدولي، إذا جرت ستشكل مساسا خطيرا للنظام القائم على الدور المركزي للآمم المتحدة وضربة خطيرة للنظام العالمي”.

وأضاف أنه يرحب برفض البرلمان البريطاني التدخل العسكري في سوريا.

وكان نائب الوزير الخارجية الروسي صرح أن موسكو تعارض تبني أي قرار في مجلس الأمن الدولي يجيز استخدام القوة ضد سوريا.

وقال غينادي غاتيلوف في تصريحاته إن “روسيا تعارض أي قرار في مجلس الأمن الدولي ينص على إمكانية استخدام القوة”.

وعقد سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي اجتماعا قصيرا الخميس بطلب من روسيا حليفة دمشق، دون أن ينجحوا في تقريب وجهات النظر بينهم.

رفض بريطاني وألماني وتأييد فرنسي

وكان مجلس العموم البريطاني رفض مذكرة تنص على مبدأ تدخل عسكري في سوريا. ومع ذلك صرح وزير الدفاع الأميركي تشاك هغل الجمعة أن الولايات المتحدة تسعى إلى بناء “تحالف دولي” للتصدي للهجوم المفترض بأسلحة كيماوية على مدنيين من قبل دمشق.

لكن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قال إن بلاده مستعدة للمشاركة في أي عمل عسكري على سوريا على الرغم من عدم مشاركة بريطانيا، في وقت يتأهب مفتشو الأمم المتحدة لمغادرة العاصمة دمشق.

ويرى هولاند أن رفض لندن تدخلا عسكريا ضد دمشق لا يغير شيئا في الموقف الفرنسي من ضرب سوريا، وأوضح أن الهجوم الكيماوي تسبب في “الآلام” للشعب السوري ويجب ألا يمر دون عقاب لفاعله.

ولم يستبعد هولاند من جهة أخرى توجيه ضربات جوية إلى نظام دمشق قبل الأربعاء، اليوم الذي تعقد فيه الجمعية الوطنية الفرنسية اجتماعا لمناقشة الموضوع السوري، مؤكدا أن “هناك مجموعة أدلة تشير إلى مسؤولية نظام دمشق” في الهجوم المفترض بالأسلحة الكيماوية الذي وقع في 21 أغسطس في ريف دمشق وأسفر عن مئات القتلى.

وانضمت الحكومة الألمانية إلى نظيرتها البريطانية برفضها المشاركة بالحرب على سوريا بقولها “إنها ليس لديها حاليا خطط للمشاركة في أي عمل عسكري ضد سوريا”.

وقال المتحدث باسم الحكومة شتيفن زايبرت في برلين الجمعة “إننا لم نبحث أي مشاركة عسكرية ألمانية ومازلنا عند موقفنا ولن نبحث ذلك”.

وجاءت تصريحاته بعد مقابلة أجراها وزير الخارجية غيدو فيسترفيله مع صحيفة نويه أوسنابروكر تسايتونغ قال فيها إنه لم يطلب من ألمانيا المساهمة في عمل عسكري ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في أعقاب هجوم كيماوي مزعوم قتل مئات المدنيين الأسبوع الماضي.

“أدلة جديدة” و “شكوك”

وقدمت إدارة الرئيس باراك أوباما للمشرعين الأميركيين ما وصفتها بأنها أدلة جديدة على أن الحكومة السورية هي المسؤولة عن هجوم بأسلحة كيماوية لكنها واجهت مقاومة صلبة لأي تحرك عسكري من كل من الحزبين الجمهوري والديمقراطي ورفضا قاطعا من بريطانيا الحليف الرئيسي.

وخلال مؤتمر بالهاتف الخميس في نهاية يوم صعب للبيت الأبيض أبلغ مسؤولون أميركيون أعضاء في الكونغرس أنهم ليس لديهم “أي شك” في أن أسلحة كيماوية استخدمت في سوريا الأسبوع الماضي.

وقال إليوت أنجيل – أبرز الأعضاء الديمقراطيين في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب – إن مساعدي أوباما أشاروا إلى إتصالات لمسؤولين سوريين جرى اعتراضها وأدلة على تحركات للجيش السوري حول دمشق قبل الهجوم الذي أسفر عن مقتل أكثر من 300.

وشارك في المؤتمر الهاتفي الذي استمر 90 دقيقة ونظمته الإدارة الأميركية لإطلاع أبرز أعضاء الكونغرس على التطورات في سوريا وزيرالخارجية جون كيري ووزير الدفاع تشاك هغل ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس وغيرهم من كبار المسؤولين الأميركيين.

وقال العديد من المشرعين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي إن المؤتمر قدم حجة مقنعة للقيام بعمل عسكري. لكن كثيرين لم يقتنعوا بينهم العديد من المشرعين الكبار من الحزبين.

ومن هؤلاء الديمقراطي كارل لفين رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ وهو عادة مؤيد قوي لأوباما. وقال لفين عقب المؤتمر الخميس إنه يجب على البيت الأبيض أن يجمد أي عمل عسكري على الأقل حتى يكمل مفتشو الأمم المتحدة تحقيقاتهم في موقع الهجوم.

وأضاف لفين أنه على البيت الأبيض أيضا أن يحشد التأييد الدولي للتدخل في سوريا وهو شرط يبدو بعيد المنال بصورة متزايدة بعدما رفض مجلس العموم البريطاني التدخل العسكري خلال تصويت الخميس.

في الوقت نفسه ألقى مشرعون أمريكيون آخرون بسلسلة من التعقيدات في طريق أوباما. فقد طرحوا أسئلة عما إذا كان العمل العسكري “المحدود” الذي اقترحه أوباما سيمنع الرئيس السوري بشار الأسد حقا من الأقدام ثانية على استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين وعما إذا كان بوسع البنتاغون أن يتحمل تكلفة مهاجمة سوريا بعد أن وافق الكونغرس على خفض الإنفاق الحكومي 85 مليار دولار في وقت سابق هذا العام.

ويبدو أن الشكوك المتنامية حول دعوة أوباما للتدخل العسكري في سوريا تزيد احتمالات أن تقدم الولايات المتحدة على التحرك وحدها إذا أرادت شن هجوم صاروخي لمعاقبة حكومة الأسد على انتهاك القانون الدولي باستخدام السلاح الكيماوي.

دمشق تتدثر بالخوف خشية ضربة عسكرية

لارا حسن- أبوظبي – سكاي نيوز عربية

بعجز وخوف تترقب أقدم المدن المأهولة في العالم قرار توجيه ضربة عسكرية لها، ففي ذاكرة السكان ذكرى ضرب العراق وفي جيوبهم عملة تنهار يوما بعد يوم قد لا تكفي ثمنا لبضعة أرغفة.. إنها دمشق.

تسري الإشاعات في شوارع وأزقة المدينة عن ضربة محتملة، وأن الضربة العسكرية ستكون ليلا فاستعرت أسعار البضائع وامتلأت الأسواق بالأهالي لشراء الخبز والكعك والمعلبات بأسعار ارتفعت بين ليلة وضحاها ثلاثة أضعاف.

تعود نجوى، مدرسة ابتدائي، من السوق الذي خرجت إليه عقب المدرسة، إلى منزلها محملة بأكياس ملئة بالمعلبات والكعك والخبز وتقول لموقع سكاي نيوز عربية “هذه مونة المنزل بحال ضربونا.. أكيد ستغلق الأسواق.. أمي مريضة ولا أدري ما أفعل خاصة أن غدا  الجمعة هو موعد جلسة غسيل الكلاوي الأسبوعية.. من دون الجلسة قد تموت”.

تصمت قليلا وتتابع “صبرنا كثيرا في مدينتنا.. أنا من الشام ولم أغادرها يوما.. كل من سافر إلى الخارج من معارفي سعيدون بالضربة العسكرية.. لم يسألنا أحد نحن سكان الداخل الذين نحارب لنعيش كل يوم.. لم يسألوننا عن رأينا.. أو ماذا نريد”.

نجوى (39 عاما)، مطلقة وأم لطفلين وتعيش مع أمها في أحد أحياء قلب العاصمة السورية، تشعر بالخوف وتقول “أذكر تماما عندما ضربوا العراق.. يومها تحول الليل في بغداد إلى النهار.. بكينا عليها وعلى السكان.. اليوم أنا أبكي حالنا”.

هروب باتجاه لبنان

عائلات كثيرة اتخذت قرارها بالرحيل بعد أكثر من عامين من الصراع الدامي الذي أودى بحياة أكثر من 100 ألف قتيل، بعد عامين “صمدوا” فيها في منازلهم مع أهاليهم وأطفالهم.

أبو عصام (51 عام) ترك منزله في شارع بغداد، المنزل الذي اشتراه “بشقاء عمره” والذي كبر أطفاله بين جدارنه.. تركه متوجها إلى لبنان خوفا من الضربة العسكرية التي يصفها بـ “العمياء”.

ويقول لموقعنا “قلبي يحترق على ترك منزلي.. لكن الأمر لم يعد سوريا بعد الآن.. كانت الاشتباكات تقع تحت المنزل فنغلق الشبابيك ونحكم إغلاق الأبواب.. لكن صواريخ توماهوك ستقتلنا جميعا”.

يعزّ على أبو عاصم ترك منزله الذي سكن فيه لأكثر من 20 عاما ويقول “لم أرد أن أترك تعب عمري وضنى السنوات الطويلة.. قلت لنفسي البقاء في منزلي كرامة لي.. لن أكون لاجئا يوما..”، يصمت ويتنفس بصعوبة ويتابع “سأبقى في لبنان حتى تنتهي الضربة العسكرية ومن ثم سأعود إلى منزلي.. أخاف على أولادي..”.

يتابع “بالتأكيد أنا ضد أي ضربة عسكرية على بلدي”.

خائفون لكن.. ما الفرق

في حي ركن الدين الذي يشهد أغلب الأوقات اشتباكات بين طرفي النزاع السوري إلى جانب عمليات دهم واعتقال مستمرة يسكن حسين (29 عاما).

يدرس حسين في الجامعة ولم يتغيب عنها مهما كانت الظروف ويؤكد لنا أنه وبالرغم من إمكان توجيه ضربات عسكرية لدمشق إلا أنه سيبقى وسيذهب إلى جامعته.

لافرق لدى حسين بين الضربات الخارجية أو الضربات الداخلية التي تحدث ما بين الجيشين السوري والحر ويقول “لم تعد التهديدات تهمني.. ولا إمكانية ضرب البلد تعنيني فأنا لا قرار لي.. والحقيقة أنه لا فرق لدي إن قصفت أميركا أو لم تضرب.. كل ما أعرفه أني لست مهتما بعد اليوم.. يعني مو فارقة معي”.

حسين لا ينكر خوفه بل ذعره، ويعتبر ذلك أمرا طبيعيا لكنه يعود ويؤكد بعد لحظات “إن سألتني عن رأي فأنا ضد كل ما يحدث في سوريا.. دمرت البلد وسرقت الآثار وقتل الناس ولدينا الآن أكبر سوق للتجارة بالمخدارت والبشر والسلاح.. رأي غير مهم .. نحن ليس لنا وجود..”.

وتصاعدت المطالب بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا عقب “هجوم كيماوي” على ريف دمشق في 21 أغسطس، أوقع أكثر من 1300 قتيل وفقا لمصادر المعارضة، ووجهت الاتهامات إلى نظام الرئيس بشار الأسد.

هيثم مناع: روسيا لم تغير موقفها ومقتنعة بأن الضربة الأمريكية ستقوي النظام

روما (30 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّد قيادي معارض سوري التقى مسؤولين روس وأمريكيين في لاهاي قبل يومين أن موسكو لم تغير موقفهما من الأزمة السورية، وأنها لن تقف في وجه أي ضربة أمريكية محتملة لسورية لقناعتها بأن هذه الضربة ستكون محدودة وستقوي النظام بدلاً من أن تُضعفه

وقال المعارض السوري هيئم مناع، رئيس هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي في المهجر، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “مازال الروس يرفضون عقد أي صفقة مع الأمريكيين فيما يتعلق بالقضية السورية، ولم يتغير موقفهم ولم يتزحزح”. واضاف “لديهم شعور بأن ما ستقوم به الإدارة الأمريكية من عمل عسكري ضد النظام السوري سيشكل ورطة لإدارة واشنطن، ويتوقعون أن يخرج النظام السوري بعد هذه الضربة أقوى وليس أضعف على عكس ما يتوقع الأمريكيون”

وأعرب مناع عن اعتقاده بأن “الولايات المتحدة لن تستطيع توسعة الضربة التي يمكن أن تقوم بها ضد النظام السوري، وهي تنظر بعين الاعتبار إلى أكثر من خطر يهددها كدور إيران وحزب الله وبعض القوى العراقية واحتمالات إغلاق مضيق وغيرها”، وفق قوله

مناع، الذي التقى مسولين روس وأمريكيين كان من المفترض أن يجتمعوا سوية في لاهاي قبل أن تطلب الولايات المتحدة تأجيل الاجتماع، أوضح أن الروس الذين التقاهم “أكّدوا من جديد أن أي عودة لأي حل سياسي بالنسبة للأزمة السورية لن يكون أساسه إلا بيان جنيف الأول ومؤتمر جنيف الثاني، ويجب أن يكون مؤتمر جنيف الثاني بحضور ثلاث أطراف أساسية، ائتلاف قوى الثورة والمجلس الوطني الكردي وهيئة التنسيق”. وأضاف “لقد قال لنا الروس إن مات مؤتمر جنيف 2 فإنه في أي اتفاق جديد ستحصلون، أي المعارضة السورية، على أقل مما يمكن أن يحصلوا عليه في جنيف، ومن الذكاء التجاوب معه وكسبه”

وعبّر المعارض السوري عن قناعته بترجيح توجيه الولايات المتحدة ضربة عسكرية محدودة لقوات النظام السوري، وقال “القضية الهامة هي أن الادارة الأمريكية تعتمد على معلومات قديمة ليس لها قيمة عسكرية حالية”. وأضاف “الأهداف المتداولة في الإعلام هي مراكز الأمن ومعسكرات الجيش، لكن في الغالب لن يُقتل قادة الأمن ولا الصف الأول من المسؤولين، والأماكن الأساسية للعديد من الأسلحة الهامة في سورية توجد بمناطق سكنية أو قريبة منها، وسيدفع المدنيون ثمناً أكثر من العسكريين، وعليه سيكون النظام أقوى من الأول بعد الضربة الأمريكية” حسب تقديره

وقال مناع “نحن ندفع ثمن التردد والتضارب والأخطاء الكبيرة للأمريكيين وغيرهم التي أدّت إلى تحويل العمل المسلح إلى عمل تمسك بمفاصله الأساسية منظمات متطرفة مرتبطة بتنظيم القاعدة، وأصبح الجيش الحر أضعف من القاعدة والجماعات التكفيرية في سورية، فهناك أكثر من 18 ألف مقاتل مدرّب خاضوا أكثر من أربعة حروب، جميعهم مع الكتائب التكفيرية، وضرب الجيش منح الفرصة للأطراف الأكثر تطرفاً وتطييفاً، وأصبحنا وسط حرب قذرة ستستمر لسنوات” حسب تقديره

وحول الحل الممكن، قال “نعتقد أن الحل الوحيد للخروج من الأزمة هو أن يبقى تماسك الجيش، وأن يتفق مع الجيش السوري الحر الوطني الذي يؤمن بسورية وطنية مدنية متماسكة بدون أي تسليم بأرضها وبدون أي عقلية تكفيرية، وأن تكون معهم المعارضة الوطنية الديمقراطية، ليرسموا خريطة طريق لسورية المستقبل

المعلم: سورية ترفض أي تقرير جزئي للأمم المتحدة قبل إنجاز بعثتها لمهامها

روما (30 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعلنت الحكومة السورية على لسان نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية وليد المعلم أنها ترفض أي “تقرير جزئي” لبعثة المحققين الدوليين بشان استخدام الأسلحة الكيميائية

وقال في اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن “سورية ترفض أي تقرير جزئي يصدر عن الأمانة العامة للأمم المتحدة قبل إنجاز البعثة لمهامها والوقوف على نتائج التحاليل المخبرية للعينات التي جرى جمعها من قبل البعثة والتحقيق في المواقع التي تعرض فيها الجنود السوريون للغازات السامة، التي طلبت الحكومة السورية من الأمين العام التحقيق فيها”، حسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية

واشارت الوكالة إلى أن المكالمة الهاتفية كانت حول عمل بعثة المحققين الدوليين بادعاءات استخدام الأسلحة الكيميائية، حيث “شدد المعلم على أن سورية تنتظر من الأمين العام الموضوعية ورفض الضغوط وممارسة دوره في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين”، كم “تدعم جهوده لعقد مؤتمر جنيف” الثاني كونها “تعتبر أن الحل السياسي يشكل المخرج من هذا الوضع، وأن أي عدوان على سورية هو نسف للجهود المبذولة من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة

كما أعلن الأمين العام للامم المتحدة أن “الأمانة العامة بصدد تقييم نتائج عمل البعثة وعرض ما حصلت عليه على المخابر الدولية المعتمدة”، وقال “إن المحققين سوف يعودون مرة أخرى لمتابعة مهامهم”، حسبما نسبت إليه سانا

وكان الائتلاف الوطني السوري المعارض قد دعا بعثة التحقيق الأممية إلى سورية، لـ”إتمام مهامها على النحو المطلوب، والتعجيل في بيان الحقيقة وكشفها للعالم بأسره”، على حد وصفه

ونوه الائتلاف المناهض للنظام الحاكم في دمشق بـ”إن جميع الوحدات الدولية مدركة لحقيقة واحدة لا لبس فيها، مفادها أن نظام الأسد هو المسؤول الوحيد عن جرائم الأسلحة الكيميائية في سورية، وأنه السبب الرئيس لكل ما وقع بالسوريين خلال العامين الماضيين من موت ودمار ونزوح ولجوء”، حسبما جاء في بيان

أسقف سوري: يسهل الهجوم بينما يصعب انهاء الحرب

الفاتيكان (30 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

قال أسقف سوري إن “من السهل البدء بتوجيه ضربات جوية على سورية، لكن من الصعب العمل على انهاء الحرب والحد من عواقب هذه الهجمات على الشرق الأوسط” بأسره

وفي إطار وصفه لحالة “القلق والانزعاج من جراء الأوضاع التي تمرّ بها البلاد”، أضاف رئيس أساقفة أبرشية الجزيرة والفرات للسريان الأرثوذكس المطران أسطاثيوس متى روهم في تصريحات لوكالة أنباء (فيدس) الفاتيكانية أن “المؤمنين في كل مكان، خارج وداخل سورية يصلون لدرء الهجوم المحتمل من قبل دول أجنبية ضد البلاد، ولأجل التمكن من بناء السلام في جميع أنحاء المنطقة”، معربا عن “الأمل بأن يتحرك المسؤولون وفقا للعدالة والسلام ومن أجل خير البشر” حسب قوله

وخلص المطران روهم بالتحذير من أن “الناس التي تعاني أصلا من جرّاء الصراع، تخشى المزيد من التدهور للأوضاع، مع كل ما يترتب على ذلك من عواقب كالجوع والبؤس” على حد تعبيره

ناشطون معارضون: نقل مقرات للقوات الأمنية السورية لمدارس داخل دمشق

روما (30 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّد ناشطون معارضون في مدينة دمشق أن بعض القوات الأمنية والميليشيات التابعة للنظام انتقلت إلى مدارس داخل الأحياء السكنية واحتلت مبانيها بدلاً من مقراتهم الأمنية والعسكرية، على حد وصفهم

وقال الناشطون وشهود عيان، إن “القوات الأمنية انتقلت مع معداتها إلى داخل الأبنية المدرسية في أحياء متعددة بدمشق مكتظة سكانيا كالمزة والميدان وكفرسوسة والبرامكة، هرباً من ضربات متوقعة”، فيما لو قررت الولايات المتحدة شن هجوم على هذه مراكزهم الأمنية المعروفة في المدينة.

وقال الناشطون المعارضون في دمشق إن قوات النظام وعناصر الأمن السوري “تتحصّن داخل المدارس والمعاهد الدراسية داخل أحياء العاصمة وأطرافها متّخذة من المدنيين دروعاً بشرية” لاتّقاء الضربات العسكرية الامريكية المتوقعة

وحسب تنسيقيات الثورة في دمشق، فإن “17 مدرسة على الأقل تم تحويلها إلى مراكز أمنية، منها (مدرسة بكري قدورة، الزهراء، طلعة الإسكان، زهرة دمشق، علي مخلوف) في المزة، (المتفوقين، المحدثة للإناث، عبد الرحمن الخازن، الأيتام، سعد بن معاذ) في البرامكة، (ساطع الحصري، دار السلام، عبد الرحمن الشهبندر) في المالكي والشعلان، (المقدسي، بهجت البيطار، روضة البراعم، رسلان الدمشقي) في الميدان”

كما أتهم ناشطون السلطات الحاكمة “بنقل بعض القوى الأمنية انتقلت أيضاً إلى مستشفيات ومراكز ثقافية وأبنية حكومية ومدن رياضية والمدينة الجامعية في دمشق

القرضاوي: الغرب “أدوات الله للانتقام” من الأسد

ابدى الداعية الاسلامي يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين دعماً ضمنياً لأي ضربة غربية على سوريا رداً على تعرض مدنيين لاعتداء بالسلاح الكيماوي، معتبراً أن القوى الغربية هي “أدوات الله للانتقام”.

وقال الشيخ المصري الولادة: “نتمنى لو نتمكن من الانتقام لإخواننا الذين قتلوا.. بالمئات. لكن الله يعد هؤلاء الذين سينتقمون لهم”.

واضاف في خطبة الجمعة التي بثها التلفزيون القطري: “نطلب من الله معاقبتهم على كل ما فعلوه. انهم يستحقون ما يحصل لهم”، في اشارة الى قوات الرئيس السوري بشار الأسد.

هولاند ما زال مصمما على التدخل عسكريا في سوريا

قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إن تصويت مجلس العموم البريطاني لصالح الامتناع عن المشاركة في عمل عسكري ضد سوريا لم يثن فرنسا عن تصميمها على اتخاذ ما وصفه “باجراء قوي.”

وقال الرئيس الفرنسي في مقابلة اجرتها معه صحيفة لوموند إن كل الخيارات حول التدخل العسكري ما زالت مطروحة، ولكن فرنسا لن تتخذ قرارا دون توفر الظروف التي تبرر اتخاذ ذلك القرار.

واضاف أنه لا يستطيع نفي احتمال التدخل العسكري قبل الاربعاء المقبل.

في لندن، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون انه هناك حاجة إلى “رد قوي” على الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية في سوريا، رغم أن التدخل العسكري البريطاني لم يعد مطروحاً.

وهزم كاميرون في مجلس العموم بعدما رفض النواب مبدأ العمل العسكري. ورغم نتيجة التصويت، قالت الولايات المتحدة انها ستواصل السعي إلى التحالف من أجل التدخل العسكري.

في هذه الاثناء شوهد محققو الأمم المتحدة يغادرون مقر إقامتهم إلى أحد المستشفيات في منطقة تسيطر عليها القوات الحكومية في العاصمة دمشق.

وقال هولاند “لكل أمة الحق في اتخاذ قرارها سواء المشاركة في تلك العملية أو الرفض وهو حق لبريطانيا كما هو حق لفرنسا”.

كما لم يستبعد هولاند حدوث عمليات عسكرية قبل يوم الأربعاء المقبل موعد انعقاد البرلمان الفرنسي لمناقشة الملف السوري.

ويقول الصحفيون إن الرئيس الفرنسي ليس في حاجة إلى تفويض من البرلمان ليوجه الجيش الفرنسي للمشاركة في عمليات عسكرية وهو ما يخالف الوضع الذي يواجهه رئيس الحكومة البريطانية.

وكانت الولايات المتحدة قد قالت في وقت سابق إنها ستتصرف بناء على “مصالحها العليا” بخصوص الأزمة السورية، وذلك بعد ان رفض مجلس العموم البريطاني فكرة التدخل العسكري.

وقال الأمريكيون إن “الدول التي تنتهك القوانين والاعراف الدولية بخصوص الأسلحة الكيمياوية يجب ان تحاسب على ذلك.”

وتتهم واشنطن الحكومة السورية باستخدام الاسلحة الكيمياوية ضد شعبها، وهو اتهام تنفيه دمشق.

وفي برلين، قال وزير الخارجية الالماني غويدو فيسترفيله في تصريحات صحفية الجمعة إن بلاده لن تشارك في اي عمل عسكري مزمع ضد سوريا.

وقال فيسترفيله إن احدا لم يطلب مشاركة المانيا، وان الحكومة الالمانية لا تفكر بهذا الاحتمال اساسا.

ولكن بالرغم من النتيجة غير المتوقعة للتصويت في مجلس العموم بلندن مساء الخميس، أكد وزير الدفاع الامريكي تشاك هيغل إن الولايات المتحدة ستواصل بذل جهودها لتشكيل “تحالف دولي” يرغب في التعاون حيال الملف السوري.

“دون ادنى شك”

سيواصل الامريكيون بذل الجهود لتشكيل “تحالف دولي”

وكان البيت الابيض قد قال في بيان اصدره الخميس إن الرئيس باراك أوباما سيتخذ قراراته “بما تمليه المصالح العليا للولايات المتحدة.”

واكد البيان على ان الرئيس “يعتقد بأن ثمة مصالح امريكية اساسية متوقفة على الخطوات التي ينبغي اتخاذها ازاء سوريا.”

من جانبه، قال وزير الخارجية الامريكي جون كيري، اثناء حضوره جلسة احيط خلالها كبار اعضاء الكونغرس علما بآخر المعلومات الاستخبارية المتوفرة حول الموقف في سوريا، إن واشنطن لن تكون رهينة السياسات الخارجية للآخرين.

وقال اليوت انغيل، رئيس الكتلة الديمقراطية في لجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس النواب الامريكي، للصحفيين عقب الجلسة إن مسؤولين آخرين في ادارة الرئيس اوباما قالوا إن “أسلحة كيمياوية استخدمت (في سوريا) دون ادنى شك، وكان استخدامها متعمدا من قبل نظام الأسد.”

وأضاف أنغيل إن اولئك المسؤولين استشهدوا بادلة تتضمن “اتصالات جرى رصدها بين مسؤولين سوريين كبار.”

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين امريكيين قولهم إن واحدة من هذه الاتصالات التي رصدت تتضمن قولا لمسؤول سوري يبدو انه يشير الى أن الهجوم الكيمياوي (الذي جرى قرب دمشق في الحادي والعشرين من الشهر الجاري) كان اشد وقعا مما كان مخططا له.

وكان 355 شخصا على الاقل قد قتلوا في الهجوم المذكور الذي وقع في غوطة دمشق.

يذكر ان فريقا من مفتشي الاسلحة الكيمياوية التابعين للامم المتحدة موجود في دمشق الآن للتحقيق في مجريات الهجوم الذي حملت الحكومة السورية مسؤوليته للمعارضة.

سيتم فحص النماذج التي جمعها المفتشون في مختبرات أوروبية مختلفة للتحقق مما اذا كان هجوم كيمياوي قد وقع بالفعل، وشكل هذا الهجوم. ولكن التخويل الممنوح للمفتشين لا يتضمن تحميل أي طرف مسؤولية استخدام الاسلحة الكيمياوية.

من المقرر ان ينهي المفتشون مهمتهم في وقت لاحق من اليوم الجمعة، وسيرفعون تقريرهم الى الامين العام للمنظمة الدولية يوم غد السبت.

“تشاور”

وأكد البيت الأبيض في بيانه يوم الخميس أنه “سيواصل التشاور” مع بريطانيا حول الملف السوري، واصفا لندن بأنها “واحدة من أقرب حلفائنا واصدقائنا.”

وجاء صدور البيان عقب رفض نواب مجلس العموم البريطاني لمبدأ التدخل العسكري في سوريا باغلبية 285 مقابل 272.

وقال وزير الدفاع البريطاني فليب هاموند عقب التصويت لبي بي سي إن هذه النتيجة المفاجئة تعني أن بريطانيا لن تشارك في أي عمل عسكري محتمل ضد سوريا.

ولكن اضاف انه يتوقع “أن تواصل الولايات المتحدة وغيرها من الدول البحث عن سبل للرد على الهجمات الكيماوية.”

وقال “سيخيب أملهم لرفض بريطانيا المشاركة، ولكني لا اتوقع ان يؤدي غياب بريطانيا الى اجهاض العمل العسكري.”

ولكن مراسل بي بي سي في أمريكا الشمالية مارك مارديل يقول إن التصويت الذي جرى مساء الخميس في مجلس العموم في لندن سيكون له وقع مؤثر في ادارة الرئيس اوباما.

ويضيف مراسلنا أن بريطانيا اعتادت على الوقوف صفا واحدا مع الولايات المتحدة، وأن الرفض البريطاني لطروحات الرئيس اوباما سيكون له وقع سيء على ادارته.

ويعد تصويت النواب بمثابة لطمة قوية لكاميرون المؤيد لشن ضربة عسكرية ويعني أن بريطانيا لن تشارك على الإطلاق في أي تحرك عسكري تقوده الولايات المتحدة ضد سوريا.

وكان كاميرون قد قال إن قراره بالحث على التحرك لم يكن يتعلق بالانحياز إلى طرف على حساب الطرف الآخر أو بغزو سوريا وإنما يتعلق برد بريطانيا على جريمة حرب.

ورفض نواب البرلمان أيضا الشرط الذي وضعه حزب العمال لتأييد ضربة عسكرية بضرورة تقديم أدلة دامغة على استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا.

العامل الروسي

وكان مندوبو الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن قد غقدوا في وقت سابق من يوم الخميس اجتماعا قصيرا في مقر المنظمة الدولية في نيويورك، ولكن دبلوماسيين قالوا إن وجهات نظرهم ما زالت متباعدة جدا.

وقال مصدر دبلوماسي لبي بي سي إن أي تقارب لم ينتج عن الاجتماع، إذ ما زالت روسيا والصين في جانب والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في جانب آخر.

وكان الاجتماع قد عقد بدعوة من روسيا التي سبق لها ان عرقلت صدور قرارات عن المجلس تدين النظام السوري.

ويقول محللون إنه من غير المرجح أن توافق موسكو على أي قرار يخول استخدام القوة العسكرية ضد سوريا.

“روسيا هي المسؤولة”

من جانبه، قال وزير الخارجية البولندي الجمعة إن روسيا هي المسؤولة عن تزويد سوريا بالسلاح الكيمياوي ابان الحقبة السوفييتية، وبامكانها استخدام نفوذها لدى سوريا للتأثير في مسار الأزمة.

وقال الوزير رادوسلاف سيكورسكي للصحفيين في العاصمة وارشو “دأبت روسيا على التأكيد بأنها تعارض استخدام الاسلحة الكيمياوية، ولكننا نعلم أن تاريخ الترسانة الكيمياوية السورية يعود الى الحقبة السوفييتية، فهي عبارة عن تقنية سوفييتية.”

ومضى للقول “اعتقد لو ان روسيا قالت إنها ستضمن السيطرة على الترسانة الكيمياوية السورية يبكون لذلك تأثير على مسار الامور.”

وكان رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك قد قال الاربعاء إن وارشو لن تشارك في أي عمل عسكري ضد سوريا.

وقال توسك “لست مقتنعا بأن العمل العسكري سيضع حدا للجرائم”، وذلك في تناقض نادر مع الموقف الامريكي.

يذكر ان بولندا دأبت على دعم الامريكيين في تدخلاتهم العسكرية في افغانستان والعراق.

ولكن الرئيس البولندي قال في وقت سابق من الشهر الجاري إن بلاده قررت تقليص مساهمتها في العمليات العسكرية الخارجية وستركز عوضا عن ذلك على تحديث قواتها.

“لا مجال للشك”

وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الجمعة إن المعلومات الاستخبارية المتوفرة لدى تركيا لا تدع مجالا للشك بأن القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد هي المسؤولة عن الهجوم الكيمياوي الذي وقع في الحادي والعشرين من الشهر الجاري في غوطة دمشق.

وكانت تركيا قد عبرت عن استعدادها للمشاركة في أي عمل عسكري دولي ضد نظام الرئيس الأسد، حتى لو كان هذا العمل خارج اطار الأمم المتحدة، كما وضعت قواتها على اهبة الاستعداد تحسبا لأي تهديد سوري محتمل.

وقال داود أوغلو للصحفيين في انقره “من وجهة نظرنا، واعتمادا على جهدنا الاستخباري وتقديرات خبرائنا، فلا مجال للشك بأن النظام هو المسؤول.”

من جانب آخر، قال مسؤول أمريكي إن الولايات المتحدة تنوي نشر نسخة غير سرية من تقييمها الاستخباري للضربة الكيمياوية في وقت لاحق.

BBC © 2013

مجموعة من مفتشي الامم المتحدة تغادر دمشق

غادر العاصمة السورية الجمعة الدفعة الاولى من المفتشين الدوليين التابعين للامم المتحدة الذين زاروا مواقع يشتبه في تعرضها لـ”هجوم كيماوي”.

وقال عساف عبود مراسل بي بي سي في دمشق إن المجموعة التي غادرت هي من الإداريين بقيادة آنجيلا كاين، بينما يُتوقع أن تغادر المجموعة الثانية التي تضم الفنيين الاراضي السورية مساء اليوم أو صباح السبت.

ومن المقرر أن يتم فحص النماذج التي جمعها المفتشون في مختبرات أوروبية مختلفة للتحقق مما اذا كان هجوم كيمياوي قد وقع بالفعل، وشكل هذا الهجوم. ولكن التخويل الممنوح للمفتشين لا يتضمن تحميل أي طرف مسؤولية استخدام الاسلحة الكيمياوية.

ثم سيتم رقع تقرير إلى الأمين العام للمنظمة الدولية يوم غد السبت.

وزار فريق من المفتشين مشقى 601 العسكري في المزة حيث التقوا أطباء و جنودا تقول دمشق إنهم اصيبوا بأسلحة كيميائية.

وأكدت دمشق رفضها لاي تقرير جزئي حيث اعتبر وزير الخارجية السوري وليد المعلم عمل المفتشين مجتزأ، داعياً البعثة لتمديد الزيارة للقاء مزيد من الجنود المصابين واستكمال التفتيش كي يكون التقرير كاملاً.

كان الوفد الأممي زار دوما وجوبر وزملكا والمليحة في الريف الشرقي لدمشق، لكن الزيارات لم تشمل المعضمية وغيرها من مناطق الريف الغربي.

عملية عسكرية؟

وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إنه لا يستطيع نفي احتمال التدخل العسكري في سوريا قبل الاربعاء المقبل موعد انعقاد البرلمان الفرنسي لمناقشة الملف السوري.

ويقول الصحفيون إن الرئيس الفرنسي ليس في حاجة إلى تفويض من البرلمان ليوجه الجيش الفرنسي للمشاركة في عمليات عسكرية وهو ما يخالف الوضع الذي يواجهه رئيس الحكومة البريطانية.

وأضاف في مقابلة اجرتها معه صحيفة لوموند أن تصويت مجلس العموم البريطاني لصالح الامتناع عن المشاركة في عمل عسكري لم يثن فرنسا عن تصميمها على اتخاذ ما وصفه “باجراء قوي.”

وقال الرئيس الفرنسي إن كل الخيارات حول التدخل العسكري ما زالت مطروحة، ولكن فرنسا لن تتخذ قرارا دون توفر الظروف التي تبرر اتخاذ ذلك القرار.

وفي لندن، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون انه هناك حاجة إلى “رد قوي” على الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية في سوريا، رغم أن التدخل العسكري البريطاني لم يعد مطروحاً.

وهزم كاميرون في مجلس العموم بعدما رفض النواب مبدأ العمل العسكري. ورغم نتيجة التصويت، قالت الولايات المتحدة انها ستواصل السعي إلى التحالف من أجل التدخل العسكري.

وقال هولاند “لكل أمة الحق في اتخاذ قرارها سواء المشاركة في تلك العملية أو الرفض وهو حق لبريطانيا كما هو حق لفرنسا”.

وكانت الولايات المتحدة قد قالت في وقت سابق إنها ستتصرف بناء على “مصالحها العليا” بخصوص الأزمة السورية، وذلك بعد ان رفض مجلس العموم البريطاني فكرة التدخل العسكري.

وتتهم واشنطن الحكومة السورية باستخدام الاسلحة الكيمياوية ضد شعبها، وهو اتهام تنفيه دمشق.

وفي برلين، قال وزير الخارجية الالماني غويدو فيسترفيله في تصريحات صحفية الجمعة إن بلاده لن تشارك في اي عمل عسكري مزمع ضد سوريا.

وقال فيسترفيله إن احدا لم يطلب مشاركة المانيا، وان الحكومة الالمانية لا تفكر بهذا الاحتمال اساسا.

ولكن بالرغم من النتيجة غير المتوقعة للتصويت في مجلس العموم بلندن مساء الخميس، أكد وزير الدفاع الامريكي تشاك هيغل إن الولايات المتحدة ستواصل بذل جهودها لتشكيل “تحالف دولي” يرغب في التعاون حيال الملف السوري.

وكان 355 شخصا على الاقل قد قتلوا في الهجوم الذي وقع في غوطة دمشق.

BBC © 2013

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى