أحداث الجمعة 01 أيار 2015
كيري يستقبل خوجة ويصعد ضد الأسد
واشنطن – جويس كرم
لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب – صعَّد وزير الخارجية الأميركي جون كيري من لهجته إزاء الرئيس بشار الأسد، وقال إنه «فقد كل شرعية ليكون جزءاً من مستقبل سورية»، فيما كرر رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض خالد خوجة طلب إقامة «مناطق آمنة» في سورية، في وقت نجحت فصائل «الجيش الحر» وأخرى إسلامية بطرد جماعة محسوبة على تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) من معبر في الجولان السوري المحتل، بالتزامن مع قرار الحكومة السورية بث أغان وطنية على أثير إذاعاتها في دمشق.
وكان خوجة جدد قبل لقائه كيري في مقر وزارة الخارجية في واشنطن أمس، طلبه من الولايات المتحدة إنشاء «مناطق آمنة في سورية» الأمر الذي لا يزال قيد البحث والتنسيق الإقليمي، وفق مصادر ديبلوماسية غربية. وأضاف: «تجب محاسبة الأسد على الانتهاكات التي ارتكبها ضد السوريين، وندعو واشنطن الى إقامة مناطق آمنة في سورية». أما كيري، فقال إن الأسد “فقد كل حس بالمسؤولية تجاه الشعب السوري وفقد كل شرعية ليكون جزءاً من مستقبل سورية».
وسيلتقي خوجة أيضاً نواباً في لجان العلاقات الخارجية في الكونغرس قبل أن يعود إلى نيويورك لإلقاء محاضرة في مجلس العلاقات الخارجية، ومن ثم إلى واشنطن نهاية الأسبوع ليلتقي الجالية السورية، على أن يستكمل لقاءاته الرسمية حتى منتصف الأسبوع المقبل.
إلى ذلك، قال نشطاء إنه «اعتباراً من الغد (اليوم) تلغى البرامج المنوعة الإذاعية الحكومية والأغاني كافة، حيث سيقتصر البث على الأغاني الوطنية وأغاني الجيش» النظامي، ذلك بعد أيام على سلسلة انتكاسات تعرضت لها القوات النظامية في شمال غربي البلاد وجنوبها.
ميدانياً، نجحت «حركة أحرار الشام» ومقاتلو الجبهة الجنوبية في «الجيش الحر» و «جبهة النصرة» أمس، بطرد «جيش الجهاد» الذي أنشئ قبل أسابيع ويضم بضعة فصائل صغيرة مؤيدة لـ «داعش»، من معبر منطقة القنيطرة في الجولان. كما سجلت معارك مماثلة منذ الثلاثاء في منطقة سحم الجولان في محافظة درعا الجنوبية بين «الجيش الحر» و «لواء شهداء اليرموك» المحسوب على «داعش». وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «مقاتلي الفصائل الإسلامية باتوا يتفردون بالسيطرة على معبر القنيطرة الحدودي مع الجولان السوري المحتل عقب اشتباكات عنيفة مع جيش الجهاد أسفرت عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين».
في دمشق، نقلت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) عن رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، قوله بعد استقباله وزير الدفاع السوري العماد فهد جاسم الفريج في طهران الأربعاء، إن «إيران لن تدخر جهداً وستقف دوماً إلى جانب سورية وستقدم كل ما يلزم لتعزيز صمودها في الحرب الإرهابية التي تتعرض لها». وأوضح الفريج أن «التنسيق والتعاون المشترك ضروري ومهم في مختلف المجالات، ومنها الاقتصادية والعسكرية، بسبب حساسية المرحلة التي تمر بها المنطقة».
خوجة يُطالب أميركا بإقامة “مناطق آمنة” في سوريا
واشنطن – هشام ملحم – نيويورك – علي بردى
قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري لدى استقباله رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” خالد خوجة في واشنطن أمس، إن الوضع في سوريا “كارثي ويجب ألا يستمر”. وأضاف ان “هذا نظام فقد مسؤوليته حيال شعبه، ولذلك يجب ان تكون هناك عملية انتقالية من نظام الاسد الى حكومة تمثل الشعب السوري بكامله وتتولى إصلاح الاضرار الهائلة التي تعرضت لها سوريا، وتوحيد البلاد وحماية جميع الاقليات، وتوفير مستقبل شرعي”. واشار الى التأثير السلبي الضخم للحرب في سوريا على الدول المجاورة وتحديدا لبنان وتركيا والاردن.
ولاحظ أن ثلاثة ارباع الشعب السوري مقتلعون، نصفهم داخل سوريا، وان الشعب السوري يتعرض للقتل بالبراميل المتفجرة التي تلقى عليه من الجو. ورأى ان “الاسد مشغول بتدمير بلاده ليخدم مصالحه، وهو يجذب الارهابيين الى البلاد مع اثرهم السلبي على المنطقة، ولذلك فهو فقد الشرعية تماماً كي يكون جزءاً من المستقبل البعيد للبلاد”.
في المقابل، تواصل المعارضة السورية كفاحها ضد تحديات صعبة، وقد وافقت على المشاركة في المحادثات التي ترعاها الامم المتحدة والتي ستعقد في الاسابيع المقبلة. وأمل “في شق طريق جديد يؤدي الى نتائج تحيي سوريا دولة علمانية ومتحدة وتكون قادرة على منع هذه الكارثة الانسانية التي يشاهدها العالم”.
أما خوجة، فصرّح بأنه سيطلب “دعم الولايات المتحدة في إنشاء مناطق آمنة في الأراضي المحررة”. وبعدما شكر للولايات المتحدة تقديمها أكثر من ثلاثة مليارات دولار مساعدات واعترافها بالائتلاف الوطني ممثلاً للشعب السوري، قال: “وكما أوضح الوزير كيري فان الاسد لم تعد له أي شرعية وهو ليس جزءا من مستقبل سوريا ويجب ان يحاكم محاكمة عادلة لما اقترفه من جرائم في حق الشعب السوري”.
دو ميستورا
وفي نيويورك، أعلن ديبلوماسيون أن المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا سيباشر الاثنين المقبل جولة جديدة من المحادثات مع أطراف الحرب السورية، بصورة منفصلة مع كل طرف على حدة، على أن يتبعها باجتماعات مع الأطراف الاقليميين والدوليين المعنيين بهذه الأزمة في عملية قد تستمر ستة أسابيع يأمل بعدها في أن يتمكن من عقد مؤتمر دولي جديد.
ويسعى دو ميستورا بصورة رئيسية الى “نقل التوافق على بيان جنيف المؤرخ 30 حزيران 2012 الى مرحلة عملانية”، أي وضعه موضع التنفيذ، وخصوصاً البند المتعلق بتأليف هيئة حكومية انتقالية تحظى بتوافق كل الأطراف وبكل الصلاحيات التنفيذية.
وكشف بعض هؤلاء لـ”النهار” أن دو ميستورا وجه 17 دعوة الى الدول التي ستشارك “مبدئياً” في المحادثات، وهي تتضمن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن: الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، ودول جوار سوريا: لبنان والأردن والعراق وتركيا، والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وقطر والكويت ومصر وعمان والجزائر وايران، فضلاً عن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية.
الى ذلك، عقد أعضاء مجلس الأمن جلسة غير رسمية مع خوجة وممثل الائتلاف في الولايات المتحدة نجيب الغضبان وأعضاء آخرين، لعرض أحدث تطورات الأزمة السورية. وطالب خوجة أعضاء مجلس الأمن باتخاذ “اجراءات ضرورية لوقف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها قوات النظام السوري”، مشدداً على أن “الأزمة السورية تشكل تهديداً عالمياً بسبب التهديد الإرهابي المتطرف الذي يغذيه نظام الأسد”.
وقال للصحافيين إن مشاركة ايران في الجولة الجديدة من المحادثات في جنيف ستكون “مقبولة من المعارضة” اذا وافقت طهران على بيان جنيف الذي يتضمن انشاء هيئة حكومية انتقالية تتسلم كل السلطات التنفيذية. وطالب ايران بأن تضطلع بدور مشابه لدور روسيا في دعم العملية السياسية، مؤكداً أن أطراف المعارضة سيشاركون في مؤتمر جنيف الجديد.
دمشق تُعلن عزم طهران على تعزيز دعمها العسكري لها ظريف: مطالب بإطاحة الأسد أذكت إراقة الدماء
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)
تحدث مسؤولون ايرانيون وسوريون عن نية طهران تعزيز دعمها العسكري لسوريا، بعد سلسلة خسائر منيت بها قوات النظام في شمال البلاد وجنوبها، ورأى وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف أن مطالب دول غربية وعربية بإطاحة الرئيس السوري بشار الاسد أذكت سنوات من اراقة الدماء لا ضرورة لها لانها حالت دون اجراء مفاوضات في شأن تسوية سياسية.
نقلت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” عن رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني بعد استقباله نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة السورية العماد فهد جاسم الفريج في طهران الاربعاء ان “إيران لن تدخر جهداً وستقف دوماً إلى جانب سوريا وستقدم كل ما يلزم لتعزيز صمودها في الحرب الإرهابية التي تتعرض لها”.
وتأتي زيارة الفريج للحليف العسكري والمالي الاقليمي الابرز لدمشق، وقت تعرض النظام لخسائر عسكرية متتالية في الفترة الاخيرة أمام مقاتلي المعارضة.
وأضاف لاريجاني ان سوريا “استطاعت ان تصمد على رغم كل انواع المؤامرات والدعم اللامحدود للإرهابيين والمرتزقة”.
أما الفريج، فقال ان “التنسيق والتعاون المشترك ضروري ومهم في مختلف المجالات، ومنها الاقتصادية والعسكرية، بسبب حساسية المرحلة التي تمر بها المنطقة”. وأوضح ان “المحادثات التي أجراها مع وزير الدفاع (حسين دهقان) والمسؤولين الإيرانيين كانت لتثبيت بعض الخطوات وكيفية العمل تجاه التصعيد الذي حصل منذ أشهر… نحن متفقون وآراؤنا متطابقة في كل الخطوات اللاحقة لمواجهة هذا الإرهاب”. وقال إن “المرحلة الراهنة تتطلب جهودا اضافية لمواجهة التحديات في ظل التطورات الإقليمية والدولية”.
في المقابل، لم تورد وكالة الجمهورية الاسلامية الإيرانية للأنباء “ارنا” تصريحات لاريجاني التي وزعتها “سانا”، الا انها نقلت عن وزير الدفاع الايراني قوله: “توافق الطرفان على مواصلة التعاون الثنائي لمواجهة الارهاب والتطرف والعنف بهدف ارساء الاستقرار في المنطقة… سنقاوم بكل قوتنا في مواجهة المجموعات التكفيرية والصهيونية”.
ظريف
وفي نيويورك، رفض وزير الخارجية الايراني الذي يزور الامم المتحدة لحضور اجتماع للامم المتحدة في شأن معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية، تلميحات الى أن متشددي تنظيم “الدولة الاسلامية” كانوا قادرين على اجتذاب مجندين جدد بسبب انتهاكات الجيش السوري.
وقال:”الناس الذين يتهمون حكومة سوريا والذين يقولون إن حكومة سوريا مسؤولة عن دماء كثير من الناس عليهم ان يخلوا بأنفسهم ويفكروا في الاسباب التي منعت وقفاً للنار في سوريا قبل سنوات قليلة… الشيء الوحيد الذي منع وقف النار … كان شرطاً مسبقا” ألا يكون الاسد طرفاً في أي حكومة انتقالية في سوريا. وشدد على ان ايران يجب ان تكون طرفاً في أية محادثات في شأن سوريا، مشيراً الى أن “آخرين يحاولون استبعاد ايران وهو ما يضر بمصلحتهم… لا يمكنك ان تبلغ (السوريين) ان هذا الشخص يجب ألا يكون طرفاً في مستقبلكم، أو ان الشخص الآخر يجب ألا يكون طرفا في مستقبلكم… هذا سيمنع حصول المفاوضات”. وأكد أن ايران منفتحة على “كل الخيارات” لكن عملية السلام يجب ان يقودها السوريون.
طبابة مجانية وحسومات
وفي دمشق، أصدر الاسد مرسوماً أمس منح بموجبه عائلات القتلى والمفقودين من العسكريين أو غيرهم المسجلين لدى السلطات، جراء النزاع، بطاقات تخولهم الافادة من طبابة مجانية وحسومات على أجرة النقل.
وقالت “سانا” ان الرئيس السوري اصدر مرسوما تشريعيا يمنح “بطاقة شرف” يستفيد منها “أزواج وأولاد ووالدا الشهداء والمفقودين بسبب العمليات الحربية… او على يد العصابات الارهابية أو العناصر المعادية” وتؤمن لهم “جميع الخدمات الصحية مجاناً بما في ذلك التداوي والعمليات الجراحية والاستشفاء بالمستوصفات والمشافي العسكرية والحكومية”.
ويستفيد اصحاب البطاقة أيضاً “من حسم مقداره خمسون في المئة من اجور وسائط النقل التابعة للقطاع العام أو المشترك، بما في ذلك وسائط النقل الجوي والبري والبحري بكل أنواعها”. كما يستفيد من البطاقة “المصابون بعجز كلي نتيجة الاسباب المذكورة ووالداهم وازواجهم واولادهم طيلة مدة استحقاقهم المعاش”.
وأعلن مصدر أمني سوري ان “كل من يسقط في ساحة المعركة أو على يد عصابة ارهابية يسمى شهيداً، وتصدر تسميته بمرسوم رئاسي”.
معبر القنيطرة
على صعيد آخر، نجحت كتائب اسلامية مقاتلة في طرد مقاتلي “جيش الجهاد” المؤيد لـ”الدولة الاسلامية” من معبر القنيطرة الحدودي مع الجولان، بعدما كانت هذه الفصائل مجتمعة مع “جبهة النصرة”، تمكنت من السيطرة عليه في أيلول إثر معركة مع قوات النظام.
الى ذلك، تدور معارك عنيفة بين “النصرة” وكتائب اسلامية مقاتلة من جهة وعشرات الجنود السوريين الذين لا يزالون محاصرين في مبنى داخل مدينة جسر الشغور منذ انسحاب القوات النظامية من المدينة السبت الماضي.
وتلقى “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له معلومات مفادها ان حصيلة الاسرى لدى “جبهة النصرة “وحلفائها من “قوات النظام والمسلحين الموالين لها مع عائلاتهم” ارتفعت الى 200. وكانت دمشق تحدثت قبل يومين عن “مجزرة” ذهب ضحيتها مئتا شخص على يد “النصرة” في محيط جسر الشغور.
ووسط مدينة حلب، قتل سبعة أشخاص واصيب 35 آخرون على الاقل بينهم نساء واطفال بقذائف صاروخية استهدفت حديقة عامة.
مقاتلو المعارضة يقاتلون قوات الجيش السوري قرب معقل الاسد
عمان- (رويترز): يخوض مسلحون اسلاميون قتالا عنيفا ضد قوات الجيش السوري في محافظة اللاذقية بشمال غرب البلاد في مناطق قريبة من مسقط رأس عائلة الرئيس بشار الأسد.
وأبلغ مصدر بالجيش وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) أن مقاتلات قصفت مخابئ للمتمردين في ريف اللاذقية الشمالي وأن “العشرات سقطوا بين قتيل وجريح”.
وسعى مقاتلو المعارضة في السابق الي نقل معركتهم التي بدأت قبل اربعة اعوام للاقتراب من المناطق الساحلية في اللاذقية التي تسيطر عليها قوات الحكومة حيث معقل الاقلية العلوية التي ينتمي اليها الاسد. واللاذقية هي الميناء الرئيسي في سوريا وحيوية لتحقيق هدف مقاتلي المعارضة للاطاحة بحكومة الاسد.
وقال مصدران بقوات المعارضة ان القتال يدور قرب جبل الاكراد بالقرب من بعض من أعلى القمم الجبلية في سوريا ومن بينها النبي يونس التي تطل على قرى علوية وقريبة من القرداحة مسقط رأس عائلة الاسد.
وقال قائد ميداني بحركة أحرار الشام وهي جماعة اسلامية بالمعارضة المسلحة مقرها إدلب عبر سكايب “الاستيلاء على القمم الجبلية سيجعل القرى العلوية في مرمى نيراننا.”
واستولى مقاتلو المعارضة على مناطق استراتيجية في الجنوب وفي محافظة إدلب الشمالية الغربية ليصبحوا اكثر قربا من اللاذقية.
وفي اغسطس آب 2013 تمكن مسلحون اسلاميون بمساعدة من مقاتلين اجانب من السيطرة لفترة قصيرة على قرى تسكنها الاقلية العلوية.
ويقول محللون ان مقاتلي المعارضة يحاولون الضغط على قوات الجيش المرهقة في أكبر عدد ممكن من الجبهات لإحداث مزيد من الانهاك لها واجبارها على نشر مواردها بشكل أوسع بما يضعف قوتها.
كيري: نظام الأسد لن يصبح شريكاً في محاربة الإرهاب
واشنطن- الأناضول: أكد وزير الخارجية الأمريكية، جون كيري الخميس (بتوقيت واشنطن) على أن النظام السوري لا يمكن أن يصبح شريكاً في محاربة الإرهاب، كونه المتسبب في وجوده.
جاء ذلك خلال لقاء له مع رئيس الائتلاف السوري المعارض، خالد الخوجة، بمقر وزارة الخارجية في العاصمة الأمريكية واشنطن، حسب المتحدثة باسم باسم الخارجية الأمريكية، ماري هارف.
وأوضحت هارف خلال الموجز الصحفي اليومي من واشنطن أن “الوزير (كيري) أكد بشكل واضح أن نظام الأسد لا يمكن أن يصبح شريكاً في محاربة الإرهاب الذي زرعه، والذي فشل في مواجهته”.
وأشارت إلى أن كيري رأى أن “استمرار جرائم نظام الأسد وفظائعه ضد الشعب السوري، بما في ذلك استخدام البراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية، ساعد وشجع على أن يكون نقطة جذب للمتطرفين إلى سوريا”.
وكان كيري قد اجتمع برئيس الائتلاف السوري المعارض، خالد الخوجة، صباح يوم الأربعاء، وبحث معه الأزمة في سوريا وسبل زيادة المساعدات للشعب السوري، بحسب هارف.
ومنذ منتصف مارس/ آذار (2011)، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من (44) عامًا من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ودفع سوريا إلى دوامة من العنف، جسّدتها معارك دموية بين القوات النظام والمعارضة، لا تزال مستمرة حتى اليوم.
نجاة مراسل «القدس العربي» في ريف إدلب من موتٍ محقق ومقتل سبعة أطفال بينهم ابني أخيه في غارة على بلدته
حارثة الجواش
ريف ادلب ـ «القدس العربي» نجا مراسل «القدس العربي» في ريف إدلب عبد الله جدعان من موت محقق، عندما استهدفت طائرة حربية للنظام السوري بلدة جوزف في جبل الزاوية بصاروخ فراغي، أدى إلى تهدم منزله على ابني شقيقه، وإصابة اثنين من إخوته.
يقول جدعان الذي فر بعائلته إلى المخيمات على الشريط الحدودي، إنه كان يوم الاثنين الماضي، ينقل أخبار منطقته عبر جهاز الانترنت الفضائي في منزله، على الرغم من تحذيرات المراصد العسكرية من نية النظام استهداف البلدة، إلا أنه آثر أن ينقل للعالم ما يجري في منطقته من مجازر يرتكبها طيران النظام الحربي في جبل الزاوية بريف إدلب.
ويضيف: «استهدفت الطائرة الحربية منزلي الواقع وسط البلدة، وتهدم قسم منه، وحالت العناية الإلهية دون إصابتي أنا وزجتي وطفلي الصغير، إلا أننا فقدنا اثنين من أطفال أخي»، لقد انتشلت فرق الدفاع المدني الطفل أحمد وتعرف عليه ذووه بصعوبة، بسبب تشوه جثته، ثم انتشلوا جثة شقيقه الطفل محمد بعد ساعات، من تحت أنقاض منزلهم الذي هوى على رؤوسهم.
تسببت الغارة التي استهدفت الحي الذي يسكن فيه جدعان بمقتل خمسة أطفال آخرين، إضافةً لابني أخيه وشاب آخر، كما سقط عشرات الجرحى معظمهم من أطفال الحي، وكانت غارةٌ مماثلة تسببت بمقتل تسعة مدنيين بينهم أربعة أطفال في قبل ساعات قليلة في الليل.
وأجبرت هذه الغارات المكثفة على جبل الزاوية في ريف إدلب أهالــــي المنطقة إلى مغادرتها، والانتـــــقال إلى مناطق يظــــنون انها أكـــثر أمــنا، ويقول عبد الله جدعان إن أحداث بلــــدته أجبرته على الانتقال هو وعائلته للعيــــش في أحد المخيمات المنتشرة على الشريط الحدودي مع تركيا في ريف إدلب الشمالي.
ويعتبر عبد الله جدعان من أبرز الناشطين الإعلاميين الذين ساهموا بنقل الأحداث في إدلب وريفها منذ بداية الثورة السورية، وعمل في عدة شبكات إعلامية وصحف، وهو أبرز الناشطين في المنطقة الذين تتم استضافتهم بشكل منتظم في القنوات الإخبارية العربية، لنقل التطورات الميدانية، وأكد في حديثه مع «القدس العربي» أنه سيعود قريباً لمتابعة نشاطه في التغطية الإعلامية من قلب بلدته التي تحول كثير من منازلها إلى ركام.
نجاة مراسل «القدس العربي» في ريف إدلب من موتٍ محقق ومقتل سبعة أطفال بينهم ابني أخيه في غارة على بلدته
كتائب تطرد مقاتلين مؤيدين لـ«الدولة الاسلامية» من معبر القنيطرة الحدودي مع الجولان المحتل
درعا ـ «القدس العربي» ـ من مهند الحوراني: نجحت كتائب إسلامية مقاتلة في طرد مقاتلي «جيش الجهاد» المؤيد لتنظيم الدولة الإسلامية، الخميس، من معبر القنيطرة الحدودي مع الجولان بعدما كانت هذه الفصائل مجتمعة مع جبهة النصرة، تمكنت من السيطرة عليه في أيلول/ سبتمبر إثر معركة مع قوات النظام.
ومنذ مساء الاثنين، تشتبك جبهة النصرة وكتائب مقاتلة بينها حركة أحرار الشام ومقاتلون تابعون للجبهة الجنوبية (الجيش الحر) مع «جيش الجهاد» الذي انشىء قبل أسابيع ويضم بضعة فصائل صغيرة مؤيدة لتنظيم الدولة الإسلامية، في منطقة القنيطرة. كما تسجل معارك مماثلة منذ الثلاثاء في منطقة سحم الجولان (محافظة درعا) الجنوبية بين النصرة وحلفائها ولواء شهداء اليرموك القريب من تنظيم الدولة الإسلامية.
وبدأت المعارك إثر كمين نصبه «جيش الجهاد» لمقاتلين في الطرف الآخر تسبب بمقتل ستة منهم. وأوضح الناشط الإعلامي القريب من «الجبهة الجنوبية» ضياء الحريري الخميس لفرانس برس أن مقاتلي الجبهة وحلفاءهم «كشفوا تأييد جيش الجهاد ولواء شهداء اليرموك لتنظيم داعش، بعد أن كانوا يشكون في ذلك. وهذا مأخذهم الاساسي».
وقبل تشكيل «جيش الجهاد»، قاتلت المجموعات المنضوية في إطاره إلى جانب النصرة ومقاتلي المعارضة في منطقة القنيطرة لطرد قوات النظام والسيطرة على المعبر مع منطقة الجولان المحتلة من إسرائيل.
وقال المرصد، الخميس، إن «مقاتلي حركة أحرار الشام الإسلامية والفصائل الإسلامية باتوا يتفردون بالسيطرة على معبر القنيطرة الحدودي مع الجولان السوري المحتل عقب اشتباكات عنيفة مع جيش الجهاد أسفرت عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». ورجح مشاركة جبهة النصرة في القتال إلى جانب حلفائها الإسلاميين.
وأفاد المرصد عن ارتفاع عدد القتلى في الطرفين خلال المعارك المستمرة منذ ثلاثة أيام في القنيطرة ودرعا إلى 47، يتوزعون على الشكل الآتي: 31 من مقاتلي الفصائل الإسلامية والجبهة الجنوبية وجبهة النصرة و14 من جيش الجهاد واثنان من لواء شهداء اليرموك.
على خطى أخوة المنهج «شهداء اليرموك» يحاول إنقاذ «جيش الجهاد» المقرب من تنظيم «الدولة الإسلامية» وإشغال «النصرة» بمعارك ضده جنوب سوريا
مهند الحوراني
درعا ـ «القدس العربي» غابت عن الساحة خلال اليومين الماضيين في كل من درعا والقنيطرة جنوب البلاد مشاهد المعارك بين الجيش الحر وقوات النظام، لتستبدل بمعارك مع «جيش الجهاد «المقرب من «تنظيم الدولة الإسلامية»، والذي نفذ كمين لمجموعة من الجيش الحر في القحطانية في ريف القنيطرة، ليقوم الحر بمساندة من جبهة النصرة على إثرها بهجوم واسع على مقرات جيش الجهاد، وتمكن من السيطرة على غالبية مقراته باستثناء جيوب صغيرة في بلدة القحطانية وسط أنباء تتحدث عن أسر أبو مصعب الفنوصي قائد جيش الجهاد. لم يُترك جيش الجهاد يواجه مصيره وحده؛ فقام لواء شهداء اليرموك والمقرب أيضاً من تنظيم الدولة الإسلامية بهجوم مباغت على مقرات جبهة النصرة في سحم الجولان في الريف الغربي من درعا، وقطع الطريق إلى القنيطرة حيث المعارك مع جيش الجهاد، في محاولة لإضعاف النصرة، وتخفيف الضغط عن جيش الجهاد.
واستمرت الاشتباكات لعدة ساعات استخدم فيها الأسلحة الرشاشة والمتوسطة واستطاع على إثرها لواء شهداء اليرموك إخراج النصرة من سحم الجولان القريبة من أماكن نفوذ اللواء، والتي قد تشكل منطلقا في أي هجوم مستقبلي عليه.
وحول أسباب الاقتتال بين النصرة وشهداء اليرموك قال عبد الحي الأحمد لـ «القدس العربي»: أهم سبب للعداء بين شهداء اليرموك وجبهة النصرة هو خوف الأخيرة من العقيدة التي ينتهجها شهداء اليرموك والمقربة من فكر تنظيم الدولة الإسلامية في إقصاء الآخر والتفرد بالقرارات؛ وهو ما يثير قلق أمراء جبهة النصرة من وجود بيعة غير معلنة لتنظيم الدولة في الجنوب السوري.
وتابع: هذا العداء الذي تخلله مواجهة عسكرية قبل عدة أشهر بين الطرفين بعد أن انتشرت أنباء في الجنوب السوري أن شهداء اليرموك قد بايع تنظيم الدولة، وهذا سبب كاف لاندلاع مواجهات جديدة بعد إعلان معظم الأطراف العسكرية في درعا والقنيطرة الحرب على جيش الجهاد المقرب من شهداء اليرموك».
وقال الأحمد حول إمكانية تدخل الجيش الحر لجانب النصرة: هذا الأمر مرهون بتصرفات شهداء اليرموك خلال الساعات والأيام القادمة، لأن الحرب ضد جيش الجهاد كانت بدعوة من دار العدل، وأي تعرض من أي طرف ثالث لهذه الدعوة سوف يستدعي دار العدل لقرارات حاسمة بحقه، كما أن الجيش الحر مكون أساسي بدار العدل، لذلك لا نستبعد تدخل الجيش الحر في المرحلة المقبلة، وهو أمر مرهون بتصرفات شهداء اليرموك، على حد قوله.
وأفاد مصدر محلي أن لواء شهداء اليرموك يضم ما يقارب 600 مقاتل، ويحوي اللواء على مجموعة لا بأس بها من الرشاشات الثقيلة والآليات الثقيلة، من دبابات وعربات يصل عددها قرابة 21 آلية.
وأشار المصدر إلى قدرة شهداء اليرموك على التصدي لأي هجوم قد تشنه النصرة بمفردها، كما أكد أن ما يدفع غالبية مقاتلي لواء شهداء اليرموك على البقاء ضمن صفوف اللواء والدفاع عنه هو الولاء العشائري والمناطقي، لأن النسبة الأعلى من مقاتلي اللواء هم من عائلة البريدي التي يعود إليها قائد اللواء أبو علي البريدي الملقب بـ»الخال».
على خطى أخوة المنهج «شهداء اليرموك» يحاول إنقاذ «جيش الجهاد» المقرب من تنظيم «الدولة الإسلامية» وإشغال «النصرة» بمعارك ضده جنوب سوريا
10 قتلى بقصف للنظام السوري على حلب
حلب ــ هيا خيطو
قتل عشرة أشخاص، في قصف النظام السوري، اليوم الجمعة، حي الصالحين في حلب بالبراميل المتفجرة، في وقت استعادت فيه قوات النظام السيطرة على ثلاثة مواقع في ريف حماه الغربي.
وأوضح مراسل وكالة “سمارت”من حلب، مصطفى الإبراهيم، لـ”العربي الجديد”، أنّ “طيران النظام المروحي ألقى برميلين متفجرين على المناطق السكنية في حي الصالحين، أدى انفجار أحدهما لوقوع مجزرة، راح ضحيتها عشرة مدنيين، بينهم طفل، فضلاً عن إصابة آخرين بجروح”.
كذلك ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على حيي بعيدين ومساكن هنانو، فيما “اقتصرت الأضرار على المستوى المادي”، بحسب الإبراهيم.
واندلعت اشتباكات بين جبهة “النصرة”، وجبهة “أنصار الدين” من طرف، وقوات النظام مدعمة بمسلحين موالين لها من طرف آخر، في محيط قرية باشكوي ومحيط حندرات بريف حلب الشمالي، كما دارت معارك بين عناصر معارضة وبين “كتائب البعث” في حي باب النصر بحلب القديمة، في حين ألقى الطيران المروحي برميلاً متفجراً على منطقة في حي الشيخ خضر شرق حلب، وفق ما أكد “المرصد السوري لحقوق الإنسان”.
في موازاة ذلك، نقلت وكالة “سمارت” عن مسؤول المكتب الإعلامي في “تجمع صقور الغاب”، محمد رشيد، قوله، إن “قوات النظام استعادت السيطرة على ثلاثة مواقع في ريف حماه الغربي، أمس الخميس”.
وأفاد رشيد بأن “اشتباكات دارت بين قوات النظام والفصائل المقاتلة في المنطقة، انتهت بسيطرة الأولى على حاجز التنمية وبلدة الزيارة، والقسم الشمالي من بلدة تل واسط، فيما تسيطر الفصائل على القسم الجنوبي من البلدة”.
وأضاف أن “عدداً من القتلى والجرحى سقطوا في صفوف الطرفين”، لافتاً إلى أن “نحو خمسين عنصراً لقوات النظام قتلوا بمعارك حاجز التنمية ومفرق قرية قطسون الشمالي”، حسب وصفه.
“الائتلاف” إلى جنيف… وعينه على الرياض
إسطنبول ــ عبسي سميسم
تنتظر الانتصارات التي تحققها قوات المعارضة المسلحة استثماراً سياسياً، يمكن ترجمته بصورة تكثيف للضغوط على النظام السوري، بما يؤدي إلى إضعاف موقفه، ودفعه ليكون جدياً، في أيّة مفاوضات مقبلة.
وفي هذا السياق، يستعد “الائتلاف الوطني” السوري، للذهاب إلى جنيف بهدف المشاركة في المشاورات الثنائية، التي دعا لها المبعوث الدولي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا.
وبحسب مصادر خاصة بـ”العربي الجديد”، فإن “الائتلاف” قد يذهب بكامل أعضاء هيئته السياسية، في الرابع من شهر مايو/أيار المقبل، بعدما كان وفده يقتصر على ثلاثة أعضاء فقط، هم نائب الرئيس، هشام مروة، وعضواه هيثم المالح وسمير نشار.
وكان “الائتلاف” قد أصدر بيانا، أعلن فيه أنّ رئيسه، خالد خوجة، أبلغ دي ميستورا موافقته على حضور اللقاءات التشاورية في جنيف، والتي سيجريها فريق أممي بشكل منفصل مع أطياف المعارضة السورية، أوائل شهر مايو/أيار المقبل.
وجدّد “الائتلاف”، في بيانه، تأكيده على التمسك بالحل السياسي واستئناف المفاوضات من حيث انتهت، لتشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات، وذلك على الرغم من قناعته بأن النظام السوري لا يزال مصراً على التمسك بالحل العسكري، ويماطل بقبول المبادرات الدولية لهدف وحيد، وهو كسب المزيد من الوقت لقمع ثورة الشعب السوري المطالب بالحرية والكرامة.
بدوره، قال عضو الهيئة السياسية والأمين العام الأسبق لـ”الائتلاف”، بدر جاموس، في لقاء خاص مع “العربي الجديد”، إن “الائتلاف سيشارك في أي مؤتمر يكون برعاية الأمم المتحدة، ويهدف إلى إيقاف العنف في سورية ويضمن حقوق الشعب السوري بنيل حريته وكرامته”، مشيراً إلى أن المشكلة ليست لدى المعارضة، وإنما لدى النظام السوري الذي يصر على الحل العسكري.
ولفت جاموس، إلى أنه لن يكون هناك جدوى من جنيف أو غيره، في حال عدم وجود قناعة لدى المجتمع الدولي بالضغط على النظام لإجباره على القبول بالحل السياسي، مشيراً إلى أن “الائتلاف” كان وما زال متمسكاً بالحل السياسي.
وفيما يخص المؤتمر الذي يتم التحضير له في الرياض، أوضح جاموس أن “المملكة العربية السعودية كان لها دور كبير في إيقاف الحرب الأهلية في لبنان من خلال اتفاق الطائف، الذي جرى التوقيع عليه في عام 1989″، مضيفاً أن الرياض لها دور كبير في دعم الثورة السورية وحقوق الشعب السوري.
وعبر جاموس عن تفاؤله بأن تلعب السعودية دوراً هاماً وإيجابياً في سورية، وأضاف: “لكن تحت سقف رحيل النظام ورأسه من اللعبة السياسية”، مؤكداً على ضرورة ألا يتضمن الاتفاق محاصصات طائفية، بل محاصصات وطنية تضمن حقوق جميع السوريين ضمن دولة القانون والعدالة.
حرب القلمون.. البحث عن أي نصر
كان من المفترض أن تنطلق معركة القلمون يوم الإثنين الفائت. أعد “حزب الله” العدة كاملة لخوض معركة الجرود، بعد جملة عوامل دفعت الحزب الى استعجال هذه المعركة، خصوصاً الهزائم التي تكبدها النظام السوري في شمال سوريا، والبحث عن انتصار في مكان ما لرفع معنويات الجمهور.
احباط بيئة المقاومة من الضربات في سوريا و”عاصفة الحزم” في اليمن، حتّم البحث عن معركة تعيد إحياء وعود النصر، وفي سبيل ذلك، لجأ الحزب والنظام السوري الى اجراء استثنائي مع وسائل الإعلام، على غير العادة تم تجهيز الفرق الإعلامية للتوجه الى القلمون قبل بدء المعركة، وهو ما لم يكن يحصل من قبل، اذ كانت الوسائل الإعلامية تستدعى الى أرض المعركة بعد احراز “حزب الله” والجيش السوري تقدماً في الميدان، لكن ضرورة صناعة انتصار اعلامي جعلت مرافقة وسائل الاعلام للحزب ضرورية قبل بدء المعركة.
مرّ يومان ولم تعلن ساعة توجه القنوات التلفزيونية الموالية للحزب والنظام السوري الى أرض المعركة. لاحقاً تبين أن المعركة أُجّلت، لكن جو الضخ الإعلامي لم يتوقف. وتكشف مصادر متابعة لـ”المدن” أن تأجيل المعركة يأتي لأسباب عدّيدة، أولها الغارات الإسرائيلية على مواقع الحزب في القلمون، بالإضافة الى أسباب أخرى تدفع الحزب الى إعادة دراسة الوضع هناك، وإعداد جدوى تلك المعارك في ميزان الربح والخسارة إن صح القول.
الإستعدادات العسكرية في البقاع ظاهرة، وفق ما تشير مصادر مقرّبة من الحزب لـ”المدن”، لأن “المعركة آتية عاجلاً أم آجلاً، وما تأجيلها إلا بسبب استكمال بعض التجهيزات اللوجستية”، وتلفت إلى أن “الهجوم حين يأتي موعده سيكون من ثلاثة محاور، من جرود بريتال باتجاه موقع عين الساعة المقابل لعسال الورد، ومن جرود يونين، بالإضافة الى بعض تلال الزبداني التي يسيطر عليها الحزب”.
وفي محاولة لجس نبض الواقع في الجرود، أرسل “حزب الله” قافلة مؤلفة من اربع سيارات محملة بالسلاح والذخيرة من منطقة بريتال باتجاه القلمون، فاستهدفها عناصر جبهة “النصرة” ودمرت بمن فيها ما أدى الى سقوط ٦ قتلى من الحزب، ترافقت هذه العملية مع أسئلة عديدة تدور داخل “حزب الله”، حول الجدوى من هذه المعارك.
ويقول أحد المسؤولين الكبار في “حزب الله” خلال جلسة خاصة، بحسب معلومات “المدن”، أن الحزب وايران لم يعودا قادرين على أن يقدما للنظام السوري أكثر مما تم تقديمه على مدى أربع سنوات، فقد تم تقديم أقصى ما يمكن للدفاع عن النظام والحفاظ عليه، لكن هذه المعارك التي يخسر النظام فيها في شمال سوريا، لا يقدر أحد التعويض عنه هناك، ويضيف: “لا يملك الحزب جيشاً جراراً، نحن حمينا دمشق وحمص مع تأمين خط الساحل، لا يمكن فعل أكثر من ذلك، ومن ثم يأتي أحد ليقول ان الفضل للجيش السوري ونحن ندفع الدماء والشهداء”.
يتنامى هذا النوع من الكلام أكثر، مع استمرار إصرار الحزب على ضرورة انهاء الوضع في القلمون، وبين الرأيين، هناك آخر بدأ يتبلور لكن لا شيء محسوماً بعد، اذ هناك من يعتبر أنه لا بد من أن يحشد الحزب على طول الحدود لحماية المناطق اللبنانية، من دون الدخول الى جرود القلمون، لأن معركة كهذه لا أحد يضمن حسمها بسبب وعورتها وتحصن المسلحين فيها، والحزب غير جاهز لأن يدفع فيها حوالى ٣٠٠ قتيل إضافي، وهو ما يعني عودة الحزب إلى إعلان بعبدا.
هذا الكلام يتلاقى مع آخر على ضفة المسلحين في الجرود، اذ يعتبر قائد لواء الغرباء أبو يزن لـ”المدن” أن الحزب يحشد ولكنه لن يشن الهجوم لأنه يعلم حجم الخسائر التي سيتكبدها، مشيراً الى أن “حوالى خمسة آلاف مقاتل جاهزون للمعركة وقد أجروا تحصينات في المغاور والصخور ويعتمدون على حرب العصابات”. ويؤكد أن الاستعدادات لدى الطرفين جاهزة لكن لا أحد يستطيع تحديد ساعة الإنطلاق، معتبراً أن “الحزب يبحث عن نصر معنوي، وهو سيبدأ في اليومين الأولين للمعركة بالتهليل بالنصر، ونحن سندعه يدخل ليصل الى مكان لا يستطيع بعده التراجع ومن ثم سنبدأ عملياتنا الإلتفافية على قواته”.
تصعيد على جبهات حلب..و25 قتيلاً لداعش بانفجار مستودع لهم
اندلعت الخميس، اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بين “الفرقة السادسة عشر” التابعة للجيش الحر، وقوات النظام، في منطقة الخالدية بحلب، وسط تحليق مكثف للطيران الحربي.
واستهدف مقاتلو المعارضة المسلحة مواقع لقوات النظام وطريق إمداده بقذائف “مدفع جهنم”، فيما قصف الطيران المروحي حي قاضي عسكر في المدينة، ببرميل متفجر.
وقام تنظيم “الدولة الإسلامية”، الخميس، بتفجير جسر قرة قوزاق، للمرة الثانية بريف حلب الشرقي، في حين استهدفت المعارضة المسلحة بقذائف الهاون و”مدفع جهنم” مواقع لتنظيم الدولة في بلدة تل مالد بريف حلب. وقصفت مقاتلات النظام بلدة مارع بصاروخ فراغي، ما أوقع 6 قتلى.
في المقابل، استهدف مقاتلو “الفوج الأول” وبمشاركة من كتائب “الصفوة الإسلامية”، بقذيفة “جهنم”، مبنى تتحصن فيه قوات النظام في حي الجديدة بحلب، “ما أسفر عن تدميره، ومقتل سبعة وخمسين عنصراً كانوا بداخله، مقابل جرح اثنين من مقاتلي الفوج الأول”، بحسب ما نقلت وكالة “سمارت” السورية المعارضة، عن عضو المكتب الإعلامي في “الفوج”. ونسبت المعارضة شدة التفجير الذي وقع في حي الجديدة، إلى انفجار ألغام كانت قد زرعتها قوات النظام في محيط المباني التي تسيطر عليها. وقال المسؤول الإعلامي في كتائب “الصفوة الإسلامية”، عمر حافظ، لوكالة “السورية نت”، إن “مجاهدي الصفوة والفوج العاشر وكتائب أخرى قامت بتفجير الخطوط الأولى لقوات النظام أدى لمقتل العشرات منهم تبعه تقدم كبير باتجاه ساحة الحطب في حلب القديمة”.
كما استهدفت المعارضة مبنى في حي جمعية الزهراء بمدينة حلب، بمدفع “جهنم” محلي الصنع. وتمكنت “كتائب أبوعمارة” من التسلل إلى مبان تتمركز بداخلها قوات النظام في حي الإذاعة بمدينة حلب، وفجرت واحداً منها. وقصف طيران النظام أحياء تراب الغرباء وباب الحديد والكلاسة والفردوس في حلب القديمة، ما أدى لسقوط خمسة قتلى.
وفي ريف حلب، استهدف الطيران سوق الخميس القديم في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، بغارتين جويتين، موقعاً 4 قتلى. كما طاول القصف منطقة قبر الإنكليز بريف حلب الشمالي، وأطراف مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي. واندلعت اشتباكات بين قوات النظام والمعارضة المسلحة في قرية عزان بريف حلب والجبل المجاور لها.
من جهة ثانية، تعرضت مدينة بنش، في ريف إدلب، إلى غارات جوية وقصف مدفعي من قوات النظام، انطلاقاً من مواقعها في بلدة الفوعة. وقصفت حوامات النظام بالبرميل المتفجرة قرى كفر بطيخ والجانودية وبلدة تفتناز بريف إدلب. وارتفعت حصيلة المصابين جراء إلقاء الطيران المروحي براميل متفجرة تحوي غاز الكلورين على مدينة سراقب إلى 12 مصاباً، فيما قصف الطيران الحربي محيط مطار أبو الظهور العسكري بريف إدلب.
وفي الرقة، قال قائد لواء “ثوار الرقة” أبو عيسى، لوكالة “سمارت”، إن “سبعة عشر عنصراً من تنظيم الدولة الإسلامية قتلوا وأسر عدد آخر، أمس الأربعاء، جراء اشتباكات مع ثوار الرقة في منطقة خان مامد بريف مدينة كوباني”. وتأتي المواجهات ضمن عملية “الثأر لعشيرة الشعيطات”، التي أطلقتها غرفة عمليات “بركان الفرات”، بهدف “تحرير كامل ريف كوباني من تنظيم الدولة”.
وسمع دوي انفجارات بمدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، وأكد “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، أن مستودع عبوات ناسفة تابع لتنظيم “الدولة الإسلامية” انفجر في المدينة، ما أحدث عدة انفجارات، أسفرت عن مقتل 25 عنصراً على الأقل من التنظيم. وفي الحسكة، تجددت الاشتباكات، مساء الأربعاء، بين تنظيم “الدولة الإسلامية” وقوات النظام، في قرى رد شقرة وسبع سكور.
وفي دمشق، دارت اشتباكات على طريق المتحلق الجنوبي من جهة حي جوبر، حيث تمكنت المعارضة من قنص عدد من قوات النظام، في حين شن الطيران الحربي غارات على الحي.
وقال الناطق باسم “جيش الإسلام” النقيب إسلام علوش، في تصريح لوكالة “مسار برس” إن الوضع العسكري بدمشق وريفها، “يسير بشكل جيد، ولا سيما بعد الانتصارات الأخيرة التي حققها الثوار ضد قوات الأسد وتنظيم الدولة، حيث تمكنوا من السيطرة على عدة نقاط في منطقة طيبة بحي جوبر كان يتحصن بها عناصر لقوات الأسد”. وأضاف علوش أن “الثوار تمكنوا من تطهير أحياء تشرين وبرزة والقابون من تنظيم الدولة، وسيطروا على الحجر الأسود معقل التنظيم الرئيسي في دمشق واعتقلوا أميره”. وأشار علوش إلى أن “الثوار في الغوطة الشرقية أحرزوا تقدماً في بلدة زبدين، حيث استعادوا العديد من النقاط التي كانت قوات الأسد تسيطر عليها، وفي القلمون أيضاً تمت استعادة منطقة المنقورة من تنظيم الدولة وقتل حوالي 30 عنصراً منه”.
وكانت 4 فصائل في منطقة القلمون بريف دمشق، أعلنت الأربعاء، عن توحدها في جسد عسكري باسم “واعتصموا بحبلِ الله”. وكانت فصائل “لواء الغرباء” و”كتائب السيف العمري” و”لواء نسور دمشق” و”تجمع رجال من القلمون” قد اتفقت على “جمع كلمتهم في تجمع واحد لمقاومة قوات الأسد واستعادة الأراضي”. ودارت اشتباكات، الخميس، بين المعارضة وقوات النظام المدعومة بمليشيا “حزب الله” اللبناني في جرود القلمون، ما أسفر عن تدمير 3 آليات عسكرية لقوات النظام وللحزب.
المعارضة تسيطر على مدينة القنيطرة المهدمة..وتطرد داعش من معبرها
أعلنت قوات المعارضة المسلحة، الخميس، سيطرتها على مدينة القنيطرة المهدمة، وإخراج عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” منها، وتحرير مدنيين كان التنظيم يحتجزهم في مستشفى المعبر. وأعلن “جيش الإسلام” سيطرته على منطقة العدنانية بريف القنيطرة، واستعادتها من التنظيم، ونشر صوراً تظهر اقتحام دباباته المنطقة. وكانت المعارضة المسلحة قد استعادت المعبر الحدودي مع الجولان السوري المحتل، من يد “جيش الجهاد” المبايع لتنظيم “الدولة الإسلامية”.
وأصدرت “دار العدل في حوران” الخميس، بياناً حول قضية “لواء شهداء اليرموك”، شرحت فيه ما حدث منذ نهاية العام 2014 مع قادة اللواء الذي أنكر حينها مبايعة تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وقالت دار العدل، إن “لواء شهداء اليرموك” لم يستجب حينها لقرارات التحكيم، وأعاد فتح محكمة “الشجرة” الخاصة به، وصرّح بتكفير “محكمة دار العدل”، وقام باختطاف عدد كبير من الناس، وتعريضهم لصنوف التعذيب. كما أن اللواء قام، على منابره، بتكفير الجيش الحر وخاصة “الجيش الأول” الذي يضم معظم التشكيلات العسكرية الفاعلة في درعا.
“دار العدل” أشارت إلى اعتقال اللواء قائد “كتيبة الصوارم” ومحاكمته بطريقة غير شرعية، وعدم تسليمه لدار العدل. كما أشارت إلى القبض على خلية تابعة للواء تخطط لاغتيال “بعض المجاهدين في مدينة نوى”. وأكدت تهديد اللواء بـ”تسوية بلدة تل شهاب بالأرض إذا ما تمّ تسليم خلية الاغتيال لدار العدل”.
كما أن اللواء قام باختطاف قائد “لواء بروج الاسلام” التابع للفيلق الأول وتعذيبه مع مرافقيه، قبل أن يفرج عنهم بعد وساطات عشائرية، تعهد خلالها اللواء بإزالة جميع حواجزه من بلدة سحم الجولان. إلا أن مقاتلي اللواء عادوا واقتحموا البلدة في 29 نيسان/إبريل 2015، بالدبابات والمضادات، مع قصف عنيف. ثم دخلوا أحد مقرات الجيش الحر وقتلوا كل من فيه، مهددين باقتحام بلدة حيط بعد الانتهاء من سحم الجولان. اللواء أعلن جميع المناطق التي تقع تحت سيطرته منطقة عسكرية، ومنع أي فصيل من التواجد فيها.
من جهة أخرى، دارت اشتباكات منذ صباح الخميس، بين المعارضة المسلحة، وقوات النظام، في حي المنشية بمدينة درعا، وفي بلدة عتمان وعلى أطراف بلدة بصر الحرير الشرقية. وواصلت قوات النظام تفجير المزارع الواقعة بين بلدتي مليحة العطش وإزرع بريف درعا لليوم الرابع على التوالي، خوفاً من تسلل الثوار. واستهدف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة بلدتي الملزومة والمسيكة الغربية في منطقة اللجاة بالريف الشمالي، وتل حمد القريب من بلدة الشيخ مسكين، وبلدات الصورة وبصر الحرير ونوى وناحتة والحراك وكفر شمس في ريف المحافظة.
إيران أنفقت على نظام الأسد 35 مليار دولار خلال عام
إيلاف- متابعة
النظام السوري بات أكثر اعتمادًا عليها بعد توالي هزائمه
35 مليار دولار هو المبلغ الذي أنفقته إيران دفاعًا عن النظام السوري خلال عام، فضلاً عن مشاركة آلاف الجنود الإيرانيين في قتال المعارضة السورية دفاعًا عن النظام، وبسبب سلسلة الهزائم المتتالية التي منيّ بها النظام مؤخرًا بات أكثر اعتمادًا على طهران خاصة في الموارد البشرية.
دمشق: ذكرت صحيفة “كريستيان ساينس مونتيتور” الأميركية أن الحكومة الإيرانية أنفقت 35 مليار دولار لدعم النظام السوري، الذي يخوض حربًا أهلية ضد المعارضة منذ أربعة أعوام.
وقال التقرير الذي أعده الكاتب “نيكولاس بلانفورد” إن إيران كانت بمثابة طوق النجاة لنظام بشار الأسد في الحرب الأهلية التي تشهدها سوريا منذ أربعة أعوام، فقد أرسلت إيران آلاف الجنود وعناصر الحرس الثوري الإيراني إلى سوريا، وقدمت قروضًا بالمليارات لدعم الاقتصاد السوري.
وعلى الرغم من كل الدعم الذي قدمته إيران للنظام، إلا أنه شهد سلسلة انتكاسات أمام المعارضة السورية خلال الشهر الماضي، مشيرًا إلى أن النظام يعاني نقصًا في الجنود وعناصر الميليشيات الموالية له، ما جعله أكثر اعتمادًا على إيران.
الخيار الوحيد
وحسمت إيران أمرها في دعم نظام الأسد، ذلك أنها ترى في بقائه مصلحة استراتيجية مهمة، ويعد النظام السوري حليفًا لإيران منذ 35 عامًا، لذلك فهي غير مستعدة للنظر في خيار آخر غير هزيمة المعارضة عسكريًا، لكن هذا الأمر يأتي في وقت ترزح فيه إيران تحت عقوبات اقتصادية خانقة، وتساءلت الصحيفة عن قدرة إيران على مواصلة دعم نظام الأسد من عدمه.
ويُعتقد أن جيش النظام السوري تكبد خلال سنوات الحرب الأهلية ما بين 80 ألفاً و100 ألف قتيل وجريح، ويعد هذا ضربة لمعنويات وقدرات المؤسسة العسكرية، بحسب تقرير الصحيفة الأميركية.
فائدة ضئيلة
ونقل التقرير عن السفير الأميركي السابق في دمشق “روبرت فورد” قوله: “يمكن للإيرانيين تقديم دعم إضافي من المقاتلين، ومع مرور الوقت ستصبح فائدة القوات الأجنبية قليلة”. مؤكداً أن “هذا لا يعني انتصار قوات المعارضة على النظام، ولكن الأخير سيصبح في وضع حرج مع تحول حرب الاستنزاف ضده”.
ولم تكتفِ إيران بجلب عناصر الجيش والحرس الثوري الإيرانيين إلى سوريا، بل دفعت بمقاتلين من حزب الله اللبناني، وأعضاء الميليشيات الشيعية من العراق، فضلاً عن استقطابها مقاتلين شيعة من أفغانستان لتعويض الخسائر في صفوف النظام، مؤكدة أن إيران ساعدت بإنشاء قوة الدفاع الوطني بـ80 ألف عنصر، وهي تشكيلات شبه عسكرية تعمل تحت إشراف النظام، وخففت هذه التشكيلات من الضغوط الهائلة على قوات النظام لكنها لا تزال تفتقر للفعالية، كما أنها لا تستطيع شن هجمات على جبهات متعددة.
نقص الجنود
وقال مسؤول سوري سابق رفض الكشف عن اسمه: “لا يتوفر لدى الأسد حشد من القوات لتحقيق النصر، ومن أجل الانتصار فإنه يحتاج إلى إقناع ما بين 200 إلى 300 ألف أم لإرسال أبنائهنّ للقتال، ولكن لماذا يريد أب أو أم سنيان إرسال ابنهما للموت من أجل بشار الأسد؟”.
ووفقًا للكاتب، فإن مشكلة نقص القوات العسكرية ترافقت مع تحسن طرأ على التنسيق بين القوى السنية في سوريا مع السعودية وتركيا وقطر والأردن. ففي بداية آذار(مارس)، التقى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، واتفقا على “ضرورة تعزيز الدعم للمعارضة السورية بطريقة تثمر نتائج”.
واعتبر أن نتيجة اللقاء جاءت سريعة، ففي الشهر الماضي خسر النظام مدينة إدلب وبصرى الشام في الجنوب ومعبر نصيب، ويوم السبت الماضي سيطرت المعارضة على البلدة الشمالية جسر الشغور، وفي الجنوب توقفت الحملة الإيرانية في القنيطرة ودرعا؛ بسبب المقاومة الشديدة من المعارضة، وتم تأجيل الحملة التي كان يعد لها حزب الله في سلسلة جبال القلمون.
أهمية جسر الشغور
وتفيد الصحيفة بأن سيطرة المعارضة على جسر الشغور تعني أنها تسيطر على أكبر تجمعين سكانيين في محافظة إدلب، وهو ما يسمح لها بشن هجمات في غرب البلاد، خاصة في محافظة اللاذقية. وفي حال نجحت المعارضة بإخراج قوات النظام من محافظة إدلب كليًا فسيصبح الطريق الواصل إلى حلب أكثر خطرًا.
ووصف التقرير سوريا أنها تعد واحدة من المناطق الاستراتيجية التي تربط ما بين طهران وحزب الله في لبنان، ففي شباط (فبراير) قال أحد أبرز رجال الدين الإيرانيين، معلقًا على أهمية سوريا: “لو هاجمنا العدو وأراد مهاجمة سوريا أو محافظة خوزستان (إقليم الأحواز العربي).
مليارا دولار شهرياً
وتنقل الصحيفة عن دبلوماسيين قولهم إن إيران تنفق ما بين مليار إلى ملياري دولار في الشهر لدعم نظام الأسد. وأخبر المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، في اجتماع خاص أن إيران أنفقت ما يقرب من 35 مليار دولار في العام على سوريا.
تكيّف مع الخسائر
وتقول الخبيرة بحزب الله، والمديرة في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى راندا سليم: “اعتبرت إيران سوريا دائمًا بوابتها للمنطقة العربية، ولا أعتقد أن هذا الرأي قد تغيّر، لكن النكسات التي أصابت الأسد في الشمال والجنوب قد تدفع إيران لنصحه بأن يتخلى عن حلب، في حال وسّع المقاتلون سلطتهم في محافظة إدلب، لكن خسارة حلب، التي تعد أكبر مدينة سورية وقلبها التجاري، ستكون ضربة معنوية قاصمة للنظام، بحسب الصحيفة.
ويعتقد الكاتب أن مصالح إيران الاستراتيجية في سوريا لا تتطلب سيطرة النظام على البلاد كلها، فما يهم إيران هو الممر الذي يربط دمشق مع طرطوس، الذي يمر قريبًا من الحدود اللبنانية. وهو ما سيسمح لطهران بمواصلة شحن الأسلحة لحزب الله.
لا بديل
وبدوره، يقول الباحث في مركز كارنيغي للسلام العالمي كريم سجادبور، إن إيران ليست ملتزمة بحماية الأسد شخصيًا، إنهم مهتمون بحماية مصالحهم في سوريا”، ومع ذلك فقد استثمرت طهران الكثير في سوريا، وليس أمامها أي خيار سوى مضاعفة جهودها لمساعدة حليفها المحاصر.
علي المملوك مصاب بفيروس رستم غزالي
مروان شلالا
قيد العلاج من السرطان أو قيد الاقامة الجبرية؟
تباينت الأنباء حول مصير اللواء السوري علي المملوك، بين تلقيه العلاج من السرطان في مستشفى الشامي، حيث توفي رستم غزالي، وبين خضوعه للإقامة الجبرية، بعد رصد اتصال بينه وبين المخابرات التركية.
بيروت: تقاطعت المعلومات الصحفية الواردة من العاصمة السورية حول اللواء علي المملوك، رئيس مكتب الأمن القومي، مفيدة بأنه يرقد في مستشفى الشامي المجاور للمنطقة التي يقع فيها القصر الرئاسي السوري، ليتلقى علاجًا لمرض سرقان الدم، الذي أصيب به أخيرًا، فيما تقول مصادر أخرى، عير مؤكدة بعد، إن المملوك خاضع للاقامة الجبرية، التي فرضها عليه النظام السوري، إثر رصد مكالمة بين المملوك والاستخبارات التركية، قبيل وفاة اللواء رستم غزالي.
الرابع أو الخامس!
والمملوك، إن صح الاتهام للنظام السوري بالمسؤولية عن تصفيته بالتدريج، هو الضحية الرابعة التي توجه التهمة إلى بشار الأسد بالخلاص منه، لإبعاد أي شبهات أمنية وجنائية عن النظام، بعد غازي كنعان، وجامع جامع، ورستم غزالي. إلا أن بعض المراقبين يجعله الخامس، إذ لا يبرّئون النظام من تفجير خلية الأزمة في العام 2012، الذي قتل فيه صهر النظام آصف شوكت.
كل هذه الأسماء، وبينها المملوك، على صلة بجرائم يتهم النظام السوري بارتكابها، بين قتل رئيس الحكومة اللبناني الراحل رفيق الحريري ومجموعة كبيرة من السياسيين اللبنانيين المناوئين لدمشق، وبين ما اعترف به النائب والوزير اللبناني السابق ميشال سماحة عن تزوده من المملوك بقنابل لتفجيرها في جوامع بالشمال اللبناني، من اجل إحداث فتنة طائفية في لبنان.
مصير غزالي
أبدت المصادر خشيتها من أن يلقى المملوك مصير غزالي، خصوصًا أن بعض التقارير أفادت بأن المملوك هو من أمر بحقن غزالي بالمادة السامة التي أدت إلى وفاته، وفق ما قالت غارديان البريطانية.
وما عزز فرضية تصفية النظام السوري للمملوك هو أنه قد أعفي أخيرًا من منصبه، ووضع تحت الإقامة الجبرية، بحسب مصادر سورية مقربة من النظام، وتعيين ضابط أمني خدم سابقًا في لبنان رئيسًا للأمن القومي بدلًا منه.
ويذكر أن القضاء العسكري في لبنان طلب الإعدام لسماحة والمملوك بتهمة التخطيط لأعمال إرهابية، غداة اعتقال سماحة مطلع العام 2013.
والمملوك من مواليد دمشق في العام 1946، وكان يشغل منصب رئيس فرع أمن الدولة قبل تبوّئه قيادة الأمن القومي، خلفًا لهشام بختيار الذي قضى في تفجير خلية الأزمة. وهو من الطائفة العلوية وينحدر من منطقة لواء اسكندرون.
الهيئة السياسية للائتلاف السوري تشارك في لقاءات جنيف
بهية مارديني
معارضون يعتبرونها غير مجدية
قرر الائتلاف الوطني السوري المعارض مشاركة الهيئة السياسية التابعة له في لقاءات جنيف التشاورية في الشهر المقبل، والتي دعا إليها المبعوث الأممي لسوريا ستيفان دي ميستورا، لكنّ معارضين طالبوا المبعوث الأممي بإيجاد خطة عمل واضحة المعالم لسوريا، في حين رأى معارضون آخرون أن هذه الحوارات لا طائل منها.
بهية مارديني: قررت الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري المعارض، الخميس، في اجتماع لم يعلن عنه، مشاركة الهيئة السياسية للائتلاف بكامل أعضائها، في المشاورات التي دعا إليها المبعوث الأممي لسوريا ستيفان دي ميستورا، ومن المقرر عقدها في أيار (مايو) المقبل في جنيف.
ونشرت “إيلاف” أول أمس تقريرًا تحدث عن نية الائتلاف الوطني السوري المعارض المشاركة في مشاورات جنيف بوفد يتكون من الدكتور خالد خوجة رئيس الائتلاف، والمحامي هشام مروة نائب الرئيس، والمحامي هيثم المالح وسمير نشار، عضوي الهيئة العامة، لكن اقتراحات تجري الآن بخفض التمثيل وتغيير الوفد، نظرًا إلى عقم اللقاءات التشاورية المقبلة في جنيف باعتراف المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا نفسه.
سيشارك وفد الائتلاف إلى جانب كل من أعضاء الائتلاف ممن وصلتهم الدعوة بشكل فردي، على أن يكون الذهاب بوفد مشترك، وسط غموض حول أعداد أعضاء الائتلاف، الذين وجّه إليهم دي ميستورا الدعوة بصفة شخصية.
وقال عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني والأمين العام السابق له بدر جاموس لـ”إيلاف”، إن الهيئة السياسية اجتمعت اليوم وصوّتت على الموافقة بذهاب الهيئة إلى المشاورات التي يعقدها دي ميستورا في جنيف مع بقية الأعضاء المدعوين. وتتألف الهيئة السياسية من 24 عضوًا، 18 منهم أعضاء منتخبون، وخمسة من الهيئة الرئاسية، وهم رئيس الائتلاف وثلاثة من النواب والأمين العام.
لخطة واضحة
وأعرب الأمين العام السابق للائتلاف وعضو الهيئة العامة نصر الحريري لـ”إيلاف” عن أسفه لأنه “لا توجد لدى السيد دي مستورا فكرة واضحة يقدمها إلى السوريين، فيما الوضع الآن لا ينقصه هدر للوقت”. وأضاف “نحن بحاجة إلى خطة واضحة وبرنامج على أساس جنيف ومن النقطة التي انتهينا منها”.
وشدد على “أن الوضع العسكري للمعارضة ممتاز، وهناك تقدم للثوار في الشمال والجنوب، والآن يتم تحرير المسطومة، وبعدها أريحا، إذن الأمور أفضل للمستقبل وسط انهيار وإفلاس كامل للنظام”.
وأبلغ خالد خوجة دي ميستورا في وقت سابق بموافقته على حضور اللقاءات التشاورية المقبلة في جنيف، والتي سيجريها فريق أممي بشكل منفصل مع أطياف المعارضة السورية في الخامس من شهر أيار/مايو المقبل.
حوارات شكلية
في السياق عينه، قال زارا صالح القيادي الكردي لـ”إيلاف” إن الدعوات التي وجّهت إلى المعارضة السورية بهذا الشكل من الأعداد الكبيرة لن تكون لها نتائج إيجابية. وأشار إلى أن جنيف المقبلة كغيرها من الحوارات لا علاقة لها بما يحدث على الأرض، نافيًا تعويله عليها بالوصول إلى حل سياسي.
ويقترح أعضاء في الائتلاف تخفيض التمثيل نظرًا إلى عدم جدوى اللقاءات التشاورية في جنيف باعتراف المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا نفسه.
إطلاع على الآراء
واقترحت الأمم المتحدة هذه المشاورات من أجل تفعيل بيان جنيف وتوضيح عناصره الأساسية والوقوف على آراء المعارضة وقطاعات واسعة من المجتمع السوري، إضافة إلى القوى الإقليمية والدولية في ما يتعلق بكيفية المضي قدمًا نحو حل سياسي، يقوده السوريون بأنفسهم، بحسب ما ورد في تصريحات مختلفة.
لكن حسب المعلومات المتوافرة، فإن دي ميستورا وجّه دعوات فردية غير مفهومة أيضًا إلى أعضاء في الائتلاف والمعارضة وأفراد في بعض فصائل في الجيش الحر وسط استياء من معارضين، قائلين إن المعارضة يجب أن تذهب بقرار واحد.
وقال ناشطون معارضون سوريون لـ”إيلاف” إن معارضين سيصطحبون معهم بشكل منفرد رؤيتهم للحل في سوريا، لتصبح على طاولة دي ميستورا عشرات الرؤى المختلفة، وأكدوا أن هذا يعتبر دفنًا لكل الجهود الحقيقية نحو الحل، فيما قدّر أحد المعارضين عدد المدعوين بحوالى 400 معارض من الائتلاف وتيارات المعارضة والجيش الحر ومنظمات المجتمع المدني.
تعليقًا على مشاورات جنيف المقبلة، قال خوجة إن “المفهوم الأساسي لهذا الاجتماع هو إيجاد موقف مشترك للمعارضة من عملية الانتقال في الحكم، ونحن موقفنا واضح من البداية، وكانت لدينا مشاورات مع هيئة التنسيق وتيار بناء الدولة، ولنا وثيقة للرؤية السياسية من 14 مادة”.
وأكد خوجة على أن “موقفنا محدد، ليس فقط في الوثيقة، بل أيضًا من مكتسبات وتراكمات وثائق المجلس الوطني السوري إلى الآن، وإن السقف السياسي للائتلاف واضح جدًا: لا يريد الائتلاف أي دور لبشار الأسد ولا لمنظومته الأمنية في العملية السياسية”.
إسقاط الأسد
وجدد الائتلاف في بيان تأكيده على التمسك بالحل السياسي واستئناف المفاوضات من حيث انتهت؛ لتشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات، وذلك على الرغم من قناعة الائتلاف بأن نظام الأسد لا يزال مصرًّا على التمسك بالحل العسكري، ويماطل بقبول المبادرات الدولية لهدف وحيد، وهو كسب المزيد من الوقت لقمع ثورة الشعب السوري المطالب بالحرية والكرامة.
وأكد الائتلاف على أن لا حل في سوريا إلا بإسقاط نظام الإجرام والاستبداد بكل رموزه ومرتكزاته وأجهزته الأمنية، وألا يكون لرأس النظام وزمرته الحاكمة أي دور في المرحلة الانتقالية وفي مستقبل سوريا.
واعتبر أن انتصارات الثوار تفرض تغييرًا لموازين القوى على الأرض، ونظرة جديدة من المجتمع الدولي للواقع السياسي الحالي، ويتطلب انعطافة حقيقية في مستوى الدعم والتنسيق المقدم لقوى الثورة السورية.
جيش الاسد يحصن مواقعه على قمة استراتيجية في اللاذقية
أ. ف. ب.
بيروت: قتل سبعة مقاتلين على الأقل من كتائب المعارضة السورية وعشرة من قوات النظام والمسلحين الموالين لها في اشتباكات اندلعت بين الطرفين في محافظة اللاذقية الساحلية حيث يحاول النظام تحصين مواقعه وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد الجمعة ان “سبعة مقاتلين على الاقل من الفصائل الإسلامية والمقاتلة قتلوا في اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في ريف اللاذقية الشمالي” مضيفا ان “عشرة عناصر على الاقل من قوات النظام وعناصر قوات الدفاع الوطني الموالين قتلوا ايضا”.
واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان الاشتباكات بين الطرفين اندلعت بعد منتصف الليل في محيط قمة النبي يونس الاستراتيجية، النقطة الاعلى في المحافظة والواقعة على الحدود الادارية الفاصلة بين محافظات ادلب (شمال غرب) وحماة (وسط) واللاذقية (غرب).
وقال ان “قوات النظام تحاول التقدم في محيط قمة النبي يونس في شمال شرق اللاذقية لتحصينها باعتبارها نقطة استراتيجية للتقدم باتجاه سهل الغاب (شرقا) ومدينة جسر الشغور (شمالا)”.
وخسر النظام السبت الماضي سيطرته على مدينة جسر الشغور الاستراتيجية في محافظة ادلب بعد اقل من شهر على خسارته مدينة ادلب مركز المحافظة.
وقال محللون ان سقوط جسر الشغور يعد ضربة كبيرة للنظام، كون سيطرة المعارضة المسلحة عليها تفتح الطريق امام احتمال شن هجمات في اتجاه محافظة اللاذقية ومناطق اخرى خاضعة لسيطرته في ريف حماة.
ويقتصر وجود كتائب المعارضة في محافظة اللاذقية ذات الغالبية العلوية ومعقل عائلة الرئيس السوري بشار الاسد على المناطق الواقعة في غرب القمة وشمال غربها.
وفي حال تمكنت كتائب المعارضة من السيطرة على قمة النبي يونس، تصبح طريقها مفتوحة الى الساحل، وفق عبد الرحمن الذي يشير ايضا الى ان القمة تعد قاعدة انطلاق ضرورية لاي عمليات قد تشنها قوات النظام باتجاه جسر الشغور.
وترافقت الاشتباكات في محيط قمة النبي يونس بحسب المرصد، مع قصف جوي عنيف ومكثف من قبل طائرات النظام الحربية والمروحية، استهدف مناطق عدة في جبل الاكراد واماكن اخرى في ريف اللاذقية الشمالي.
وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا” من جهتها ان “وحدات من الجيش والقوات المسلحة اوقعت اعدادا من افراد التنظيمات الارهابية قتلى ومصابين فى ضربات جوية نفذتها على اوكارهم وتجمعاتهم فى ريف اللاذقية الشمالي”.
ودارت معركة شرسة بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام في المنطقة ذاتها اواخر نيسان/ابريل 2013 انتهت باستيلاء قوات النظام على قمة النبي يونس.
«الائتلاف السوري» يدعو لتحويل «المناطق المحررة» إلى «آمنة»
لؤي حسين القيادي البارز في معارضة الداخل: غادرت دمشق بعدما تحول النظام إلى ميليشيا
بيروت: كارولين عاكوم – واشنطن: «الشرق الأوسط»
دعا رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض خالد خوجة، الولايات المتحدة إلى المساعدة في إقامة «مناطق آمنة» في المناطق «المحررة»، التي باتت تحت سيطرة المعارضة، وذلك بعد اجتماعه مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري في واشنطن أمس. وشكر خوجة أيضا الولايات المتحدة لتقديمها أكثر من 3 مليارات دولار كمساعدات للشعب السوري منذ اندلاع أعمال العنف في 2011.
ومن جهته، قال كيري إن الرئيس السوري بشار الأسد «فاقد الشرعية، وهو ليس جزءا من مستقبل سوريا». وأردف: «يجب ملاحقته قضائيا على الجرائم التي ارتكبها ضد الشعب السوري».
في غضون ذلك، قال لؤي حسين، أحد أبرز الشخصيات المعارضة السورية في الداخل، إنه قرر مغادرة دمشق بعدما تحول النظام إلى ميليشيا. وذكر حسين، رئيس تنظيم «تيار بناء الدولة» في سوريا، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أنه غادر سوريا سرًّا قبل نحو عشرة أيام ثم وصل لاحقًا إلى إسبانيا حيث تقيم عائلته، بعدما توصّل إلى قناعة بأن النظام تحوّل إلى ميليشيا، وبات من المستحيل عليه أن يدخل في عملية سياسية للحل. وتابع أن النظام «بات، نتيجة لطبيعته الميليشياوية، عاجزًا عن الدخول في مفاوضات أو القبول بمشاركة المعارضة في السلطة». ورأى أيضًا أن مقررات «مؤتمر جنيف» التي يطالب «الائتلاف الوطني السوري» بأن تكون منطلقًا لأي مفاوضات سياسية «لم تعد صالحة».
وفي حين لمّحت بعض المعلومات من مصادر في المعارضة إلى أنّه قد يكون لحسين، وهو من الطائفة العلوية، دورٌ ما في العملية السياسية المستقبلية في سوريا، اكتفى حسين بالقول: «هناك تواصل مع بعض الدول المعنية، إنما ليس هناك أي كلام جدي في هذا الإطار».
وكان «تيار بناء الدولة» أعلن الثلاثاء الماضي نقل مقره إلى خارج البلاد «نظرًا لازدياد الضغوط الأمنية للنظام، وذلك بعد نحو عشرة أيام من الإعلان عن خروج حسين ونائبته منى غانم من دمشق»، في حين أعلن عدد من أعضاء التيار الانسحاب منه بسبب ما قالوا إنها «مجموعة من التغييرات التي طرأت على خطاب التيار وكيانه».
لؤي حسين: خرجت من دمشق بعدما أدركت أن النظام تحول إلى ميليشيا
رئيس «تيار بناء الدولة» لـ («الشرق الأوسط») : سنلتقي دي ميستورا لإبلاغه بأن «مقررات جنيف لم تعد صالحة»
بيروت: كارولين عاكوم
تخطّى لؤي حسين، رئيس تنظيم «تيار بناء الدولة» في سوريا، مواقف المعارضة السياسية السورية، معتبرًا أنّ مقررات «مؤتمر جنيف» التي يطالب «الائتلاف الوطني السوري» بأن تكون منطلقًا لأي مفاوضات سياسية، «لم تعد صالحة»، لأنه، وفق رأيه، «تحوّل النظام إلى ميليشيا».
حسين، الذي خرج من سوريا سرًّا قبل نحو عشرة أيام ووصل لاحقًا إلى إسبانيا حيث تقيم عائلته، قال إن قرار مغادرته دمشق جاء بعدما توصّل إلى قناعة بأن النظام تحوّل إلى ميليشيا وبات من المستحيل عليه أن يدخل في عملية سياسية للحل. وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «نتيجة لطبيعته الميليشياوية بات عاجزًا عن الدخول في مفاوضات أو القبول بمشاركة المعارضة في السلطة».
وأوضح رئيس «تيار بناء الدولة» الذي كان يعد من «المعارضة الداخلية» المعتدلة المفترض بها أنها من النظام، أنّ الضغوط عليه وعلى أعضاء تنظيمه زادت كثيرًا في الفترة الأخيرة، وكان اعتقاله رسالة واضحة بأن أي تحرك سياسي معارض إضافي سيكون عقابه أشدّ بطشًا.
ما يُذكر أن حسين كان قد اعتقل في نهاية العام الماضي، بتهمة «إضعاف الشعور القومي وتوهين نفسية الأمة»، لدى محاولته مغادرة سوريا عبر لبنان، وذلك بعد إصدار تنظيمه بيانًا اعتبر فيه أنّ «النظام يتهالك وينهار»، داعيا السوريين إلى «إنقاذ دولتهم» عبر «تسوية سياسية» تؤدي إلى تشكيل «سلطة ائتلافية» من المعارضة والسلطة بديلة عن نظام بشار الأسد، وفي ما بعد أطلق سراحه في شهر فبراير (شباط) الماضي، بكفالة مادية.
غير أن حسين ما زال، على ما يبدو، متمسكًا بالموقف الذي كان وراء توقيفه. ولقد شدد خلال حديثه على «ضرورة العمل لإنقاذ سوريا ككيان موحّد بعدما انهار النظام وأوصل معه الوطن إلى حافة الهاوية»، وفق تعبيره. وأضاف: «مع الحالة التي وصل إليها النظام، ومن ثم سيطرة (داعش) و(جبهة النصرة) اللذين لا يختلفان عنه، على مناطق عدّة، بات من الضروري القيام بتحرّك مختلف من خارج سوريا».
وفي حين لمّحت بعض المعلومات من مصادر في المعارضة إلى أنّه قد يكون لحسين، وهو من الطائفة العلوية، دورٌ ما في العملية السياسية المستقبلية في سوريا، اكتفى حسين بالقول: «هناك تواصل مع بعض الدول المعنية، إنما ليس هناك أي كلام جدي في هذا الإطار».
كذلك، بينما يشير حسين إلى أن «الصورة السياسية» المستقبلية لتنظيم «تيار بناء الدولة» لم تكتمل بعد، ويقول إن مقره الجديد سيكون في تركيا، فإنه حرص على التأكيد: «لن نحاول أن نكون رقمًا مضافًا إلى أرقام المعارضين، كما أننا لن نكون حركة سياسية شريكة ضمن (الائتلاف) أو بموازاته ولا في مواجهته»، ثم أوضح: «هذا ليس اعتراضا على مسار (الائتلاف) الذي نتواصل معه بشكل دائم، إنما الوضع لم يعد يحتمل، بل يتطلب حراكًا سريعًا وفاعلا بالتفاهم والتنسيق مع (الائتلاف) وبعض الدول المعنية بالقضية السورية». وتابع رئيس «تيار بناء الدولة»: «الرؤية لم تكتمل لغاية الآن، لكن الأكيد أنه يجب أن نتحرك لإيجاد خيار جديد غير النظام أو (داعش) و(النصرة) لإنقاذ البلد» من دون أن ينفي أنّ المهمة صعبة للغاية نتيجة الانهيار في سوريا، لا سيما في ظل التدخلات الخارجية. ومن ثم، لم يستبعد حسين أن يحصل في سوريا تدخّل عسكري، إلا أنه في الوقت عينه أكد أنّ المرحلة المقبلة ستشهد وضوحًا للصورة، وأن «التغيير قد يحصل باعتماد الوسيلة العسكرية».
من ناحية أخرى، مع أن «تيار بناء الدولة» سيكون حاضرًا في مشاورات جنيف المقبلة التي دعا إليها ستيفان دي ميستورا، المبعوث الدولي إلى سوريا، بعد يومين، فإن لؤي حسين لا يعوّل على هذه المفاوضات ولا على أي عملية سياسية، بل يقول: «سنبلّغه أن وثيقة جنيف لم تعد صالحة. كنا نطالب بالحل السياسي والمشاركة في السلطة، لكن اليوم الوضع اختلف، وهذه المطالب لم تعد صالحة».
يذكر أن «تيار بناء الدولة» كان قد أعلن الثلاثاء الماضي نقل مقره إلى خارج البلاد «نظرًا لازدياد الضغوط الأمنية للنظام، وذلك بعد نحو عشرة أيام من الإعلان عن خروج حسين ونائبته منى غانم من دمشق»، في حين أعلن عدد من أعضاء التيار الانسحاب منه بسبب ما قالوا إنها «مجموعة من التغييرات التي طرأت على خطاب التيار وكيانه».
وكان قد أعلن عن تأسيس «التيار» في سبتمبر (أيلول) 2011 في دمشق بهدف العمل على «بناء دولة ديمقراطية مدنية»، والعمل على تمكين السوريين، خصوصًا الشباب من «الانخراط العلني والفعّال» في الحياة السياسية والعامة، وفق ما أعلن آنذاك، ومنذ ذلك الحين سار في ما وصف بخط المعارضة المعتدلة. وكما سبقت الإشارة، ينتمي حسين (55 سنة) إلى الطائفة العلوية، وهو كاتب معارض منذ زمن طويل، ومؤسس «دار بترا» للنشر المتخصصة بنشر الكتب الفكرية والسياسية.
وقبل اعتقال حسين نهاية العام الماضي، كان قد اعتقل بعد اندلاع الاحتجاجات الشعبية في سوريا عام 2011 إثر إصداره بيان تضامن مع أبناء محافظة درعا الذين جرّدت عليهم حملة عسكرية دموية نتيجة مشاركاتهم في مظاهرات ضدّ النظام، وطالب بمنح السوريين الحق في التظاهر السلمي وحرية التعبير.
واعتقل حسين، من قبل، عام 1984 أيضا حين كان طالبا جامعيا، على خلفية نشاطه السياسي وانتمائه إلى حزب العمل الشيوعي، وأفرج عنه عام 1991.
سوريا.. الثوار يحررون تلة “معرطبعي” ويتقدمون نحو أريحا
العربية.نت
أفاد بيان الهيئة العامة للثورة السورية، أن مقاتلي جيش الفتح تمكنوا مساء الخميس، من السيطرة على تلة قرية “معرطبعي” إلى الغرب من معسكر القرميد المحرر، والقريبة من جبل الأربعين ومدينة أريحا، التي تسيطر عليها قوات الأسد.
وقال أبو عيسى الشيخ، قائد ألوية صقور الشام، ورئيس مجلس شورى الجبهة، في تغريدة له على تويتر قبل قليل: “تم تحرير تلة معرطبعي واغتنام دبابتين ومزرعة بثينة قاب قوسين أو أدنى من التحرير والعمل قائم عليها”.
ويشار أن قوات الأسد انسحبت من تلة “معرطبعي” بين قتيل وجريح، إلى حاجز المهندسين على أطراف مدينة أريحا، في وقت يتقدم فيه جيش الفتح لتحرير بلدة مصيبين ومعسكر المسطومة.
وقد دارت اشتباكات عنيفة جداً بين مقاتلي جيش الفتح وقوات الأسد على حاجز “بثينة” شرق أريحا، وقصر الفنار في جبل الأربعين، وبلدة مصيبين لتصبح مدينة أريحا، على جدول أعمال جيش الفتح للتحرير.
فرنسا منحت 3450 تأشيرة للاجئين السوريين منذ 2012
باريس – فرانس برس
أعلن وزير الداخلية الفرنسية، برنار كازنوف، اليوم الخميس، أن فرنسا منحت 3450 تأشيرة للاجئين سوريين، بينهم حوالي 500 في 2014، وذلك خلال لقاء في باريس مع المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وبحسب مقربين من وزير الداخلية الفرنسي، فإن كازنوف أعلن لأنطونيو غوتيريس أن1800 تأشيرة منحت من يوليو 2014 للأقليات في العراق، بينهم مسيحيون مشرقيون.
وفي يوليو 2014، أعلنت الحكومة الفرنسية أنها مستعدة لاستقبال مسيحيين عراقيين.
وأصدرت وزارة الداخلية الفرنسية بيانا قالت فيه إنه “نظرا للوضع الحالي في سوريا وليبيا”، كازنوف وغوتيريس “توصلا إلى ضرورة تفعيل آليات التضامن لمساعدة وحماية اللاجئين في أوروبا”.
وأضاف البيان: “في المقابل فإنه من الضروري أن تتوزع مسؤولية مساعدة اللاجئين بين بلدان الاتحاد الأوروبي، وخصوصا بالنسبة لبلاد الدخول الأول، في إطار برامج إعادة التموضع وحق الدخول الإنساني”.
وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قد أعلن، في ختام قمة في أوروبية استثنائية حول الهجرة غير الشرعية في المتوسط في 23 أبريل الحالي، أن بلاده ستتحمل قسطها من المسؤولية عبر استضافة “بين 500 و700” من اللاجئين السوريين.
وفي عام 2014، تلقى الاتحاد الأوروبي625 ألف طلب تأشيرة (في زيادة 44% عن 2013)، وفرنسا تلقت 45 ألف طلب في 2014 (بانخفاض 2.2% عن 2013)، بحسب الداخلية الفرنسية.
احتدام القتال بريف اللاذقية إثر تقدم المعارضة
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
احتدمت المعارك في عدة مناطق من ريف اللاذقية بسوريا بين القوات الحكومية مدعومة بميليشيات موالية لدمشق، وبين فصائل من المعارضة المسلحة، كانت قد حققت تقدما في شمال غرب البلاد.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 5 مقاتلين معارضين قتلوا في “اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في ريف اللاذقية الشمالي”، مشيرا أيضا إلى سقوط قتلى بصفوف الجيش.
وترافقت المعارك الميدانية مع شن مقاتلات الجيش غارات على مواقع فصائل المعارضة في “جبل الأكراد”، ومناطق أخرى من محافظة اللاذقية، التي تعد معقلا للموالين للرئيس السوري، بشار الأسد.
وأثار تقدم المعارضة في محافظة إدلب المجاورة لمحافظة اللاذقية بعد سيطرتها على مناطق استراتيجية، مخاوف الحكومة من اقتراب المعارك من المناطق الساحلية ومدينة اللاذقية، الميناء الرئيسي بالبلاد.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن مصدر بالجيش، لم تسمه، قوله، الجمعة، إن مقاتلات قصفت مخابئ فصائل المعارضة في ريف اللاذقية الشمالي، حيث سقط “العشرات بين قتيل وجريح”.
من جانبه، قال مدير المرصد السوري، رامي عبد الرحمن، إن معارك اللاذقية “بدأت بهجوم شنه الجيش السوري أمس الخميس بالتحالف مع ميليشيات محلية بغرض طرد قوات المعارضة من المحافظة”.
وتسعى القوات الحكومية من وراء هذا الهجوم إلى استعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة في إدلب، ومنع المعارضين من إحكام سيطرتهم على المرتفعات المحيطة بسواحل اللاذقية.
ويتركز القتال بين طرفي النزاع في محيط جبل الأكراد بالقرب من أعلى القمم الجبلية في سوريا، ومن بينها النبي يونس، التي تطل على قرى علوية قريبة من القرداحة مسقط رأس عائلة الأسد.
قرار سعودي مفاجئ بتأجيل اجتماع المعارضة السورية لأجل غير مسمّى
روما (30 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
ذكرت مصادر في المعارضة السورية أن اجتماع المعارضة، الذي تُحضّر له المملكة العربية السعودية قد تم تأجيله بشكل مفاجئ إلى أجل غير مسمّى، وأشارت المصادر إلى أن الرياض لديها خطط بديلة في للمرحلة المقبلة.
وافادت تلك المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء بأن السعودية أبلغت بشكل مفاجئ بعض المعارضين السوريين عن قرارها تأجيل الاجتماع إلى أجل غير مسمّى، بعد أن كانت قد اتصلت بعدة أطراف سورية وإعلامها بأن مؤتمراً للمعارضة يضم نحو 30 شخصية من المعارضة مدعوون لحضور مؤتمر في الثالث من أيار/مايو المقبل. وجرى الاتصال عشية التغييرات التي جرت في المملكة وإعلام من دُعي بتأجيل الموعد إلى أجل غير مسمّى من أجل استكمال التحضيرات وليكون ناجحاً، وقالت المصادر إن هذه المعلومة أّبلِغت أيضاً للأطراف الدولية المهتمة وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا.
ووفق المصادر، فإن السعودية رأت أن “الظروف غير ناضجة لمثل هذا الاجتماع بعد”، وقالت “على ما يبدو أيضاً أن عدداً من الشخصيات المدعوة لم يعط رداً إيجابياً منتقداً طريقة التحضير والحضور والاستعجال، في إشارة إلى وجود خلاف بين أطياف المعارضة السورية حول الدعوة”. وشددت على أن المملكة “لا تريد فشل أي اجتماع تدعو إليه أو ترعاه، ولهذا فإنها فضّلت التريث بالدعوة للاجتماع لحين التأكد من توافق المعارضة السورية النسبي، وتأكدها من أن النتائج ستكون إيجابية.
غير أن تأجيل السعودية للاجتماع لا يعني أنها تخلّت عن نيّتها بدعوة التيارات والقوى السياسية السورية المعارضة وشخصيات معارضة مستقلة من كافة التوجهات السياسية داخل وخارج سورية ليتوافقوا على وثيقة وخارطة طريق، ثم اختيار مجموعة من الشخصيات المعارضة المقبولة من كل الأطراف كلجنة ممثلة للمعارضة في أي مفاوضات مقبلة للحصول على اعتراف دولي بها، ودائماً وفق المصادر.
ورجّحت المصادر وجود خطط غير مُعلنة لدى المملكة فيما يتعلق بالأزمة السورية، وأن تأجيل اجتماع المعارضة السورية لديها لا يعني قلّة اهتمامها بالملف وإنما يعني أن لديها خطط أقوى وأكثر فاعلية
أسقف سوري: صد هجوم جهادي ضد الحسكة
الفاتيكان (30 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قال أسقف سوري “نحن نمر بلحظة رهيبة”، فعلى “مدى يومين هاجم عناصر داعش الحسكة من ثلاث جهات، وتم صدهم من قبل الجيش النظامي والميليشيات الكردية”، حسب وصفه
وفي تصريحات لوكالة أنباء (فيدس) الفاتيكانية الخميس، أضاف رئيس أساقفة السريان الكاثوليك في الحسكة ونصيبين، المطران جاك بهنام هندو “لكننا لا نزال معزولين وكأننا على جزيرة محاطة بالجهاديين من جميع الجهات”، وتابع “علمنا الليلة الماضية أن الجيش قصف مدينة الشدادي، معقل داعش الذي يبعد ستين كيلومترا عن الحسكة”، وقد “سمعنا أن المؤذنين يناشدون الناس من المساجد للذهاب للتبرع بالدم لإنقاذ العديد من الجرحى”، ووفقا “للمعلومات التي لدينا، فربما كان مؤكد أن المختطفين الاشوريين المائتين وثلاثة وعشرين لا يزالون هناك، أولئك الذين اتخذهم الجهاديون رهائن عندما هاجموا قرى وادي نهر الخابور”، شمال البلاد
وتعليقا على أنباء عن طلب تنظيم (الدولة الإسلامية) لفدية لأطلاق الرهائن الآشوريين، أشار الأسقف الكاثوليكي الى أن “عناصر داعش عادة ما يطالبون ما يعلمون أن بإمكانهم الحصول عليه”، لكن “الهدف في هذه الحالة، والمتمثل بدفع مائة ألف دولار عن رهينة، قد يكون بعيد المنال تماما، وهم يعرفون ذلك”، ولا “ننسى أننا نتعامل كل يوم مع اناس يأتون إلينا كوسطاء لطلب المال”، وأن “هناك من يستغل معاناة المسيحيين للكسب، وهذا الأمر لا يحدث هنا فقط”، واختتم بالقول “نحن نفكر الآن بمحاولة جديدة لاستئناف المفاوضات على أسس جديدة، لكننا ما نزال في البداية” على حد تعبيره
سجين من الدولة الإسلامية لايزال يتوق للشهادة
من إيزابيل كولز
أربيل (العراق) (رويترز) – أصابت الضربة الجوية هدفها في شمال العراق وتشتت الرجال. غطس أربعة منهم في النهر وعبروا بسلام للضفة الأخرى لكن الخامس وقف بلا حراك على حافة المجرى المائي. فهو لا يعرف العوم.
ليومين ظل عضو تنظيم الدولة الإسلامية البالغ من العمر 30 عاما مختبئا بين النبتات المنتشرة على ضفتي نهر دجلة قبل أن يخاطر بالخروج بحثا عن قارب يقله بعيدا.. لكن القوات الكردية كانت قد وضعت يدها على هذه المنطقة واحتجزته.
قال مهند لرويترز في مقابلة بالسجن شديد الحراسة المحتجز به منذ يناير كانون الثاني في أربيل عاصمة كردستان العراق “كنت أرجو الشهادة.”
جرت المقابلة في مكتب بالسجن بعد الترتيب مع السلطات الكردية بناء على طلب من رويترز. وحضر مسؤول بالسجن معظمها لكنه كان يترك المكتب بين الحين والحين.
أما مهند فبدا بصحة جيدة وعلت وجهه علامات الارتياح وهو يتحدث عن ذكرياته مع التنظيم.
لم يكن يرتدي ملابس السجن وإنما تي. شيرت أبيض مقلما بالأزرق ولم تكن لحيته طويلة كما هو حال معظم المقاتلين الإسلاميين وإنما نبتت ذقنه بشعيرات صغيرة. كانت يداه موثقتين وقدم له الماء والشاي في كوبين من الورق المقوى لكن يده لم تمتد لأي منهما.
صورة مهند بعيدة كل البعد عن الصور التي تنشرها الجماعة المتشددة في تسجيلات مصورة لمقاتليها وهم يذبحون رهائن ويطلقون الرصاص على محتجزين بالجملة. وتلقي تجربته بصيص ضوء على دور العناصر الدنيا في سلم التنظيم.
الأمر بالنسبة لمهند كان في جانب منه استكمال لدور أخويه الأكبر اللذين انضما بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 لتنظيم القاعدة الذي كان على الساحة في البلاد قبل ظهور الدولة الإسلامية. قتل الاثنان أثناء قتال القوات الأمريكية في الموصل أكبر مدن شمال العراق.
يرى مهند أن السنة يلقون معاملة سيئة في ظل النظام الذي سيطر على العراق بعد الغزو الأمريكي ويهيمن عليه الشيعة.
وفي يونيو حزيران الماضي وفي اليوم الذي اجتاح فيه مقاتلو الدولة الإسلامية الموصل قادمين من سوريا كان مهند جالسا بالبيت يشاهد مبتهجا على شاشات التلفزيون اقتحام المتشددين السنة للمدينة قبل أن يتوجهوا صوب بغداد.
وبدأ شبان من المنطقة في الانضمام للجماعة وقرر مهند فعل نفس الشيء. قال “فكرت: اثنان من إخوتي انضما لهذا التنظيم وأنا الوحيد الباقي.”
كان والده قد توفي في حادث سيارة قبل أعوام لكنه طلب مباركة أمه قبل الرحيل. “قالت: إذهب.” يضحك وهو يتذكر كلماتها “فقدت ابنين.. إذهب معهما.”
وفي مقر محلي للدولة الإسلامية في حي الشورى قرب الموصل بايع مهند التنظيم بين يدي رجل يدعى أبو صالح.
تسلم المتطوع الجديد بندقية كلاشنيكوف وتعلم كيف يستخدمها وقلد خلال المقابلة كيف يحشو البندقية بقدر ما سمح له القيد الموثق به اليدان.
وخلال الأشهر الخمسة التالية كان مهند يحرس مكتبا تابعا للدولة الإسلامية في قرية إلى الجنوب الغربي من الموصل. كان الجو يخلو من الأحداث.
أما الثلاثمئة ألف دينار عراقي (260 دولارا) التي كان يتقاضاها شهريا من التنظيم فكانت أكثر مما كان يتحصل عليه من اشتغاله بأعمال يدوية دنيا منذ ترك المدرسة وهو مازال طالبا بالسنة الأولى من المرحلة الثانوية بعد رسوبه المتكرر.
* “طريق الصالحين”
بينما كانت الجماعة المتشددة تفقد أراضي في شمال العراق قرب نهاية 2014 كان مهند مكلفا بقيادة وحدة صغيرة تضم أربعة رجال غيره في نقطة على الحدود جنوب شرقي الموصل حيث كانت الدولة الإسلامية تواجه قوات الأمن الكردية.
كان الخمسة جميعهم عراقيين وكانوا يتناوبون مراقبة العدو بمجهر كل ساعتين خلال ساعات النهار بينما كانت مجموعة أخرى أكبر تتولى المهمة ليلا.
كان المقاتلون الذين انتهوا من ساعات الخدمة يجلسون في خيمة صغيرة يحتسون الشاي. وكانوا يشترون الخبز والمربى والبيض من أحد الباعة في قرية على الضفة الأخرى من النهر مستخدمين مركبا شراعيا صغيرا.
الأوامر كانت تأتي من “أبو سعد” وهو قيادي محلي كانوا يتواصلون معه باللاسلكي.
كانت المجموعة تتشارك في سلاح آلي واحد رغم أن مهند قال إنهم لم يشتركوا في قتال.
وكل خمسة أيام كان مهند يعود لزوجته وأطفاله الثلاثة الذين تبلغ أعمارهم السادسة والخامسة والثالثة. قال إنهم الآن لا يعرفون عنه شيئا ولابد أنهم يظنونه في عداد الأموات.
يشتاق مهند لأسرته لكنه ليس آسفا إلا على الإمساك به وحرمانه من نيل الشهادة التي تضعه في جنة الخلد مع الحور العين.
وحين سئل لماذا لم يتطوع في مهمة انتحارية ما دام راغبا في الشهادة قال إن المهمة مروعة كما أنه لم يتعلم قيادة السيارات.
وتبدو ملامح التوقير على وجه مهند لدى ذكر اسم أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم رغم أنه لم يره إلا على شاشات التلفزيون. قال “هو على طريق الصالحين بإذن الله.
“أهم شيء هو نشر الإسلام… ستواصل (الدولة الإسلامية) القتال حتى تكون لها الكلمة العليا.”
(إعداد أمل أبو السعود للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)
مقاتلون اسلاميون يشتبكون مع قوات الجيش السوري قرب معقل الاسد
عمان/بيروت (رويترز) – يخوض مسلحون اسلاميون قتالا عنيفا ضد قوات الجيش السوري في محافظة اللاذقية في مناطق قريبة من مسقط رأسد عائلة الرئيس بشار الاسد وذلك بعد مكاسب حققتها قوات المعارضة على مدى اسابيع في شمال غرب البلاد.
وسعى مقاتلو المعارضة في السابق الي نقل معركتهم التي بدأت قبل أربعة أعوام للاقتراب من المناطق الساحلية في اللاذقية التي تسيطر عليها قوات الحكومة حيث معقل الاقلية العلوية التي ينتمي اليها الاسد.
وأبلغ مصدر بالجيش وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) أن مقاتلات قصفت مخابيء للمتمردين في ريف اللاذقية الشمالي وأن “العشرات سقطوا بين قتيل وجريح”. واللاذقية هي الميناء الرئيسي في سوريا وهي واحدة – الى جانب العاصمة دمشق – من أهم المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية.
وجرت الاشتباكات بعد تقدم جماعة أحرار الشام وجبهة النصرة جناح القاعدة في سوريا ومقاتلين متحالفين في محافظة إدلب المجاورة.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان إن معارك اللاذقية بدأت بهجوم شنه الجيش السوري يوم الخميس بالتحالف مع ميليشيات محلية بغرض طرد قوات المعارضة من المحافظة حتى يتمكن الجيش من التقدم واستعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة في إدلب.
وقال المرصد الذي يجمع المعلومات من شبكة مصادره على الارض إن خمسة على الاقل من قوات المعارضة قتلوا وعددا غير معروف من الجانب الموالي للحكومة.
وقال مصدران بقوات المعارضة إن القتال في اللاذقية يدور قرب جبل الأكراد بالقرب من أعلى القمم الجبلية في سوريا -ومن بينها النبي يونس- التي تطل على قرى علوية وقريبة من القرداحة مسقط رأس عائلة الاسد.
وقال قائد ميداني بحركة أحرار الشام وهي جماعة اسلامية بالمعارضة المسلحة مقرها إدلب عبر سكايب “الاستيلاء على القمم الجبلية سيجعل القرى العلوية في مرمى نيراننا.”
وقال مدير المرصد السوري إن الجيش يريد تأمين الوادي والقمم الجبلية حتى يتقدم صوب بلدة جسر الشغور التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة في محافظة إدلب قبل أسبوع.
واستولى مقاتلو المعارضة على مناطق استراتيجية في الجنوب وفي محافظة إدلب الشمالية الغربية ليصبحوا أكثر قربا من اللاذقية.
وفي أغسطس آب 2013 تمكن مسلحون إسلاميون بمساعدة مقاتلين أجانب من السيطرة لفترة قصيرة على قرى تسكنها الأقلية العلوية.
وقال التلفزيون السوري يوم الجمعة إن وحدات الجيش استهدفت “جماعات ارهابية” في شرق وجنوب ريف إدلب وقضت على عدد كبير منهم ودمرت أسلحتهم وذخيرتهم.
ويقول دبلوماسيون ان مقاتلي المعارضة يحاولون الضغط على قوات الجيش المرهقة في أكبر عدد ممكن من الجبهات لإنهاكها أكثر واجبارها على نشر مواردها بشكل أوسع بما يضعف قوتها.
(اعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير سها جادو)