أحداث الجمعة 02 شباط 2018
المعارضة السورية تشترط «مظلة دولية» للجنة الدستورية
باريس، جنيف – «الحياة»، أ ف ب، رويترز
غداة انتهاء مؤتمر «الحوار الوطني السوري» في سوتشي من دون تحقيق تقدم حقيقي لإيجاد حلّ ينهي الأزمة السورية، وفي ظلّ عدم وضوح مسار تشكيل لجنة تهدف إلى «إصلاح» الدستور السوري أقرها المؤتمر، اشترطت المعارضة السورية مظلة دولية للجنة الدستورية للمشاركة فيها، فيما واصل النظام السوري تجاهله توصيات المؤتمر بتشكيل اللجنة.
وعاد الميدان السوري ليحتلّ صدارة المشهد على ما عداه، خصوصاً مع احتدام هجوم النظام السوري على إدلب وتكثيف قصفه على الغوطة الشرقية ومعارك عنيفة في محيط عفرين ضمن عملية «غصن الزيتون» التركية (راجع ص3).
واشترط رئيس وفد «هيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة» السورية نصر الحريري، تحديد مسار صياغة الدستور الجديد تحت مظلة الأمم المتحدة للمشاركة فيه، مؤكداً أن اللجنة الدستورية يجب أن تعمل في بيئة محايدة لن تتحقق إلا من خلال مرحلة انتقال سياسي كاملة الصلاحيات.
وفي أول تعليق من النظام السوري على نتائج «سوتشي»، نقلت وكالة أنباء «سانا» الرسمية عن «مصدر مسؤول» في وزارة الخارجية قوله، إن «سورية ترحب بنتائج» المؤتمر «الذي أثبت أن العملية السياسية لا يمكن أن تبدأ وتستمر إلا بقيادة سورية ومن دون أي تدخل خارجي». وأشار المصدر إلى أن «البيان الختامي هو اللبنة الأساسية في المسار السياسي التي سينطلق منها أي حوار أو محادثات بعد الآن ويشكل أرضية شرعية ومنطلقاً وحيداً وأساساً ثابتاً لأي مسار سياسي»، وتجاهل أي إشارة إلى اللجنة الدستورية.
وطالبت الخارجية الفرنسية أمس، روسيا وإيران بصفتهما «ضامنتَي عملية آستانة وحليفتي النظام السوري»، بالتدخل «في شكل ملحّ» لدى دمشق لوقف القصف على إدلب والغوطة الشرقية، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية من دون عراقيل. وفي الإطار ذاته، دقت الأمم المتحدة جرس الإنذار لتدني مستوى إدخال هذه المساعدات إلى سورية، مشيرةً إلى بلوغه أقل حدّ له منذ تشكيل قوة مهام إنسانية تابعة للمنظمة الدولية في 2015، وكشفت أن أي مساعدات لم تدخل خلال الشهرين الأخيرين إلى سورية.
وأتت المطالبات الدولية غداة قصف مكثف تعرضت له إدلب في الأيام الأخيرة أدى إلى مقتل عشرات المدنيين، فيما واصلت قوات النظام مع الجماعات المتحالفة معها أمس، هجوماً نحو طريق حلب– دمشق، ووسعت سيطرتها على نحو 20 قرية خلال الساعات الأخيرة بين أبو الضهور وسراقب. ومكَّن ذلك قوات النظام من التقدم إلى مسافة أقل من 14 كيلومتراً من بلدة سراقب وطريق حلب- دمشق الدولي. أما في الغوطة الشرقية لدمشق، فاتهم ناشطون وسكان النظامَ السوري باستخدام غازات سامة مجدداً في قصفه مدينة دوما. وذكر «الدفاع المدني» أن عشرات المدنيين أصيبوا بحالات اختناق جراء إلقاء صواريخ محمّلة كلوراً، فيما نقل «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن سكان دوما تأكيدهم تسجيل حالات اختناق نتيجة القصف على المنطقة فجر أمس، فيما قتلَ طفلان بقصف طاول مدينة حرستا.
واشنطن لا تستبعد شن ضربات عسكرية في سورية بعد «هجمات كيمياوية جديدة»
واشنطن – أ ف ب
قال مسؤلون أميركيون بارزون أمس (الخميس) إن الحكومة السورية ربما تكون في مرحلة تطوير أنواع جديدة من الأسلحة الكيمياوية وإن إدارة الرئيس دونالد ترامب مستعدة للقيام بعمل عسكري مجدداً ضد قوات الحكومة السورية إذا اقتضت الضرورة، لردعها عن استخدام هذه الأسلحة.
وأوضح المسؤولون أنه من المعتقد أن الرئيس السوري بشار الأسد احتفظ ببعض مخزون بلاده من الأسلحة الكيمياوية، على رغم اتفاق أميركي-روسي سلمت بموجبه دمشق كل الأسلحة من هذا النوع في 2014.
وأضاف المسؤولون للصحافيين في إفادة أن قوات الأسد طورت أسلحتها الكيمياوية وواصلت بين الحين والآخر استخدامها بكميات أصغر منذ هجوم في نيسان (أبريل) الماضي، ما دفع الولايات المتحدة إلى شن هجوم صاروخي على قاعدة جوية سورية.
وأشاروا إلى أن سمات بعض الهجمات التي نفذت أخيراً تشير إلى أن سورية ربما تكون في مرحلة تطوير أسلحة جديدة وطرق أخرى لاستخدام مواد كيمياوية سامة بشكل يجعل تعقب مصدرها الأصلي مهمة أصعب. وطلب المسؤولون عدم ذكر أسمائهم وأحجموا عن تقديم أمثلة محددة.
ودفع هجوم دموي نفذ على منطقة كانت تخضع إلى سيطرة مقاتلي المعارضة في نيسان (أبريل) ترامب إلى إصدار أمر بتوجيه ضربة صاروخية على قاعدة الشعيرات الجوية التي قيل إن الهجوم نُفذ انطلاقا منها.
وقال مسؤول منهم: «نحتفظ بحق استخدام القوة العسكرية لمنع أو ردع استخدام الأسلحة الكيمياوية»، لكنه رفض تحديد مدى خطورة الهجوم الكيمياوي الذي يمكن أن يستلزم رداً عسكرياً أميركيا.
بيد أن مسؤولا ثانياً قال إن إدارة ترامب تأمل بأن تساعد العقوبات الدولية المعززة والضغوط الديبلوماسية في تقييد برنامج الأسد للأسلحة الكيمياوية. وأضاف أن «الأسلحة الكيمياوية السورية ستنتشر خارج حدود سورية وربما تصل أيضاً إلى السواحل الأميركية إذا لم يسارع المجتمع الدولي بتكثيف الضغوط على الأسد». وتابع محذراً: «ستنتشر إن لم نفعل شيئاً».
وكرر المسؤولون اتهاماً وجهه أخيراً وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى روسيا، حليفة الأسد في الحرب الأهلية السورية، بأنها تتحمل جانباً من المسؤولية عن تلك الهجمات بسبب عدم تمكنها من تطبيق حظر على الأسلحة الكيمياوية في سورية. ونفت روسيا أي تواطؤ، فيما قالت الحكومة السورية إنها لم تشن أي هجمات كيمياوية.
ولفت المسؤولون الأميركيون إلى أنه إذا تُرك الأمر من دون رادع، فستقع مزيد من الهجمات الكيمياوية الأصغر باعتبارها «أداة رعب» لتعويض الأسد عن افتقاره لما يكفي من القوات العسكرية لاستعادة بعض المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
وقال أحد هؤلاء المسؤولين: «يعتقدون إن في إمكانهم الإفلات من العقاب إذا أبقوه (استخدام الأسلحة الكيمياوية) تحت مستوى معين».
وشكك مسؤولون غربيون أخيراً في أن تكون الحكومة السورية هي التي تقف وراء هجوم بغاز الكلور في جيب تسيطر عليه المعارضة شرقي العاصمة أسفر عن إصابة 13 شخصاً على الأقل.
وذكرت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية هيذر ناورت أمس أن الولايات المتحدة «قلقة للغاية» من تقارير تفيد بأن القوات السورية نفذت هجوماً آخر بغاز الكلور هذا الأسبوع في منطقة الغوطة الشرقية.
وقال المسؤولون الأميركيون أيضاً إن متشددي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) استخدموا أسلحة كيمياوية أيضاً مثل غاز الخردل والكلور، مشيرين إلى أنهم استخدموا تلك المواد في عبوات ناسفة بدائية الصنع، وهو أسلوب أقل تطوراً من التي تستخدمه الحكومة السورية.
باريس والأمم المتحدة تدعوان «الدول الضامنة» إلى الضغط على دمشق
لندن، باريس، جنيف – «الحياة»، أ ف ب، رويترز
دعت فرنسا أمس روسيا وإيران إلى التدخل «في شكل ملحّ» لدى حليفهما النظام السوري لوقف القصف على محافظة إدلب، شمال غربي سورية، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، فيما دعت الأمم المتحدة إلى «كسر الجمود» في شأن إدخال المساعدات إلى سورية.
وذكرت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آنييس فون دير مول أنه «من الملحّ أن تأخذ روسيا وإيران، ضامنتا عملية آستانة وحليفتا نظام دمشق، تدابير من أجل وقف القصف وتسهيل وصول المساعدة الإنسانية بشكل آمن وكامل وبدون عراقيل إلى من هم في حاجة إليها».
ولفتت باريس إلى أن القصف الذي استهدف في 29 و30 كانون الثاني (يناير) الماضي محافظة إدلب وخصوصاً مدينة سراقب «غير مقبول»، وكذلك الهجمات التي تستهدف الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة قرب دمشق.
وتشنّ قوات النظام بدعم روسي منذ 25 كانون الأول (ديسمبر) الماضي هجوماً يستهدف «هيئة تحرير الشام» وفصائل أخرى في إدلب، تمكنت بموجبه من السيطرة على عشرات البلدات والقرى ومن استعادة السيطرة على مطار أبو الضهور العسكري في ريف إدلب الجنوبي الشرقي. وأتى تحرك قوات النظام في إدلب بعد انتهائها من آخر المعارك ضد تنظيم «داعش» في محافظة دير الزور الحدودية مع العراق.
في غضون ذلك، أعلن مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يان إنغلاند أمس إن موافقة النظام السوري على إدخال قوافل الإغاثة بلغ «أدنى مستوياته» منذ أن بدأت الأمم المتحدة العمل بـ «قوة مهام إنسانية» عام 2015، مندداً بعدم دخول أي مساعدات خلال الشهرين الأخيرين.
ودعا إنغلاند روسيا وتركيا وإيران إلى تحقيق «عدم التصعيد» في القتال بمحافظة إدلب ولهدنة إنسانية في منطقة الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها جماعات معارضة والواقعة تحت حصار القوات النظامية حيث ينتظر المئات الإجلاء الطبي. ولفت إنغلاند للصحافيين في جنيف إلى أن «دبلوماسية الشؤون الإنسانية تبدو عاجزة تماماً، ولا نحقّق أي تقدم».
ميدانياً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن قوات النظام واصلت مع الجماعات المتحالفة معها هجوماً نحو طريق حلب– دمشق، موسعة سيطرتها إلى نحو 20 قرية خلال الساعات الأخيرة بين أبو الضهور وسراقب. ومكَّن هذا التقدم قوات النظام من التقدم لمسافة أقل من 14 كلم من بلدة سراقب وطريق حلب- دمشق الدولي.
وفي الغوطة الشرقية، واصلت قوات النظام تصعيد قصفها حيث استهدفت مدينة دوما بقذائف أدت إلى مقتل طفلين وجرح 10 آخرين، غداة استهدافها المدينة فجر أمس بـ4 صواريخ تسببت بحالات اختناق لـ3 أشخاص، فيما اتهم سكان المنطقة قوات النظام باستهدافهم بصواريخ تحمل غازات. واستهدفت القوات النظامية مدينة حرستا بـ13 غارة وقصفاً بصواريخ أرض– أرض تزامناً مع الاشتباكات المتواصلة مع مسلحي و «هيئة تحرير الشام» و «حركة أحرار الشام الإسلامية».
الولايات المتحدة “تخشى” أن يكون غاز السارين استخدم في سوريا
واشنطن: أعلن وزير الدفاع الامريكي جيم ماتيس الجمعة للصحافيين ان الولايات المتحدة “تخشى” ان يكون غاز السارين استخدم في الآونة الاخيرة في سوريا.
وقال ماتيس انه “تم استخدام” الكلور في هجمات في سوريا “لكن اشد ما يثير قلقنا هو احتمال ان يكون غاز السارين استخدم” في الآونة الاخيرة موضحا ان الولايات المتحدة ليس لديها في الوقت الراهن أدلة على استخدام غاز السارين.
ناشطون يطلقون حملة ضد استهداف النظام السوري للغوطة الشرقية بالكيماوي
وفي إسطنبول أطلق ناشطون حملة على وسائل التواصل الاجتماعي، ضد استخدام النظام السوري للأسلحة الكيمائية في غوطة دمشق الشرقية المحاصرة، دعوا فيها المجتمع الدولي الى التدخل لمنع تكرار استخدامها.
وجاءت الحملة بعد استهداف النظام السوري لمدينة دوما في الغوطة، لأكثر من مرة خلال الشهر الاخير بغاز الكلور، ما أسفر عن إصابة العشرات من المدنيين بحالات اختناق، بحسب الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء).
وعلى صفحاتهم وحساباتهم الشخصية على مواقع التواصل، شارك الناشطون في الحملة صورهم وقد أغلقوا أفواههم وأنوفهم بأيديهم في إشارة للاختناق، كما أطلقوا وسم “دوما تختنق” للتعبير عن استهداف المدينة بغاز الكلور السام.
وأعربت وزارة الخارجية الأمريكية، أمس الخميس، عن قلقها إزاء أنباء استخدام أسلحة كيماوية في الغوطة الشرقية للعاصمة السورية دمشق.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية “هيثر ناويرت”، خلال المؤتمر الصحفي اليومي، “في حال صحة هذه الأنباء، فإن أسلحة كيماوية تكون استخدمت للمرة الثالثة في الغوطة خلال الأيام الـ 30 الأخيرة”.
يشار أن قوات النظام السوري استخدمت الاسلحة الكيمائية والغازات السامة بشكل كبير خلال السنوات الماضية ما أسفر عن وقوع آلاف الضحايا، من أبرزها مجزرة الغوطة في آب عام 2013 التي أسفرت عن مقتل أكثر من 1400 شخص، ومجزرة خان شيخون شمالي سوريا في نيسان 2017 وأسفرت عن أكثر من 100 قتيل.
وذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن النظام السوري استخدم الأسلحة الكيماوية 174 مرة خلال العام الماضي وحده، بالرغم من صدور عدد من القرارات في مجلس الأمن بهذا الصدد وإدانة لجنة التحقيق الدولية المشتركة النظام السوري لاستخدام هذه الأسلحة.(وكالات).
واشنطن تتوعد النظام السوري بعد اتهامه بشن هجمات كيميائية جديدة
المعارضة تقاطع مخرجات «سوتشي»… ومقتل 20 في غارات روسية على إدلب
بيروت ـ دمشق ـ «القدس العربي» من هبة محمد ووكالات: في تطور مفاجئ أمس، أعلن مسؤول أمريكي كبير أن الولايات المتحدة لا تستبعد شنّ ضربات عسكرية في سوريا بعد اتهامات بحصول هجمات كيميائية جديدة في البلاد. وقال المسؤول إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد وتنظيم «الدولة» «يواصلان استخدام الأسلحة الكيميائية»، فيما قال مسؤول ثان إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب «لا يستبعد أي خيار» وإن «استخدام القوة العسكرية يتم بحثه على الدوام».
وحسب أسوشييتد برس قالت واشنطن، أمس، إن الهجمات الكيميائية الأخيرة في سوريا تشير إلى أن نظام الأسد يطور أنواعاً جديدة من الأسلحة. وتأكيداً للشكوك الدولية القوية حول استعمال النظام السوري للسلاح الكيميائي والغاز السام ذكر الدفاع المدني السوري «الخوذ البيضاء» أن العشرات من مدنيي غوطة دمشق، أصيبوا أمس باختناق جراء إلقاء قوات النظام صواريخ محملة بغاز الكلور.
وفي شمال سوريا قتل أمس عشرون مدنياً على الأقل في غارات نفذتها طائرات روسية وسورية على مناطق عدة في محافظتي حلب وإدلب، وفق ما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفي دمشق قتل سبعة أشخاص على الأقل أمس جراء قذائف أطلقتها «المجموعات المسلحة» وفق ما أورد الإعلام الرسمي للنظام. وأفاد المرصد بمقتل «15 مدنياً على الأقل في غارات نفذتها قوات النظام على بلدتي جزرايا وآباد اللتين تسيطر عليهما هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل مقاتلة في ريف حلب الجنوبي». كما «قتل خمسة مدنيين على الأقل جراء قصف لقوات النظام على مدينة سراقب في ريف ادلب الشرقي»، وفق المرصد أيضاً.
ومنذ 25 كانون الأول/ديسمبر، تنفذ قوات النظام السوري بدعم روسي هجوماً في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، حيث تمكنت من السيطرة على عشرات القرى والبلدات إلى جانب مطار أبو الضهور العسكري بعد طرد هيئة تحرير الشام والفصائل المقاتلة. وفي الغوطة الشرقية المحاصرة، آخر معقل للفصائل المعارضة قرب دمشق، قتل ثلاثة أطفال، اثنان منهم في مدينة دوما، جراء قصف مدفعي لقوات النظام، بحسب المرصد.
وأوضح بيان صادر عن الدفاع المدني نشره على صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي «أن العشرات من المدنيين أصيبوا بحالات اختناق بينهم نساء وأطفال ومتطوع من الدفاع المدني، نتيجة استهداف قوات النظام السوري أطراف مدينة دوما صباح اليوم بصواريخ أرض ـ أرض من طراز «جولان» محملة بغاز الكلور». وأوضح البيان أن فرق الدفاع المدني قامت بإخلاء العديد من المصابين إلى المراكز الطبية، وأصيب أحد متطوعي الدفاع المدني بحالة اختناق أثناء قيامه بواجبه في إخلاء المصابين من المنطقة المستهدفة.
سياسياً، عقد رئيس الهيئة العليا نصر الحريري، مؤتمراً صحافياً في مدينة اسطنبول التركية للوقوف على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني في منتجع سوتشي الذي عقد نهاية الشهر الفائت، وأعلن في بيان مقاطعة الهيئة العليا للتفاوض لمخرجات مؤتمر «سوتشي».
ووفقاً لبيان الحريري فقد «اتضحت النوايا الروسية بتصعيد كثيف للعنف والقصف الجوي الذي سقط ضحيته العشرات من المدنيين، وبروز الخلاف على آليات إنشاء اللجنة المراد تشكيلها، وأن تكون مرجعيتها وتكوينها وفق القرار 2254 وبيان جنيف ومن قبل الأمم المتحدة، بالإضافة لعدم وجود ما يكفي من الضمانات التي تؤكد لنا أن كل ذلك سيكون في إطار مسار جنيف، ولا توجد نية عند أي طرف لخلق مسار مواز أو معارض له».
الجيشان التركي والحر يسيطران على حصون الوحدات الكردية تباعاً مع تقدمهما في محيط عفرين
قوات «غصن الزيتون» تصل إلى ناحية بلبل وجبل دارمق الاستراتيجيين
هبة محمد
دمشق ـ «القدس العربي» : واصلت القوات التركية والجيش السوري الحر، أمس تقدمها، حيث سيطرت على سفوح جبل «دارمق» بمنطقة عفرين السورية، في إطار عملية «غصن الزيتون». وحسب معلومات حصل عليها مراسلو الأناضول، فإن الجبل يقع مقابل قرية «غُل بابا» بولاية كليس جنوبي تركيا، وكان يحوي ما يسمى نصبًا تذكاريًا لزعيم منظمة «بي كا كا» عبد الله أوجلان (المحكوم مدى الحياة في تركيا) قبل تدميره أمس من قبل المقاتلات التركية. كما سيطرت فصائل المعارضة المدعومة من الجيش التركي على بلدة بلبل في منطقة عفرين في ريف حلب الشمالي أمس بعد معارك عنيفة مع مسلحي وحدات حماية الشعب الكردي.
وقال قائد عسكري في غرفة عمليات غصن الزيتون لوكالة الانباء الالمانية (د ب أ) «تمكنت قواتنا من السيطرة على بلدة بلبل 25 كم شمال غرب عفرين، بعد اشتباكات استمرت ساعات عدة مع مسلحي وحدات الحماية الكردية ومقتل 24 عنصراً منهم وانسحاب باقي عناصر الوحدات من البلدة بشكل كامل».
وكانت القوات المشتركة انتزعت السيطرة على قريتي زغرة وعلي كار ومعسكر «الهام» في ناحية بلبل، بالتزامن مع قصف مكثف للمدفعية التركية على مواقع تمركز وحدات الحماية الكردية في محيط جبل دارماك بمنطقة عفرين، فضلاً عن استهداف المواقع الكردية على طول الخط الحدودي الممتد بين ولايتي كليس وهاتاي.
وتعتبر ناحية بلبل أهم البلدات في أقصى شمالي عفرين وتحكمها سلسلة جبال وتلال عالية، والتي احكم الجيشان الحر والتركي السيطرة عليها البارحة مما أدى لسقوط بلبل نارياً.
قصف مدنيي تركيا
من جهة أخرى أعلن والي كليس التركية، محمد تكين أرسلان، إصابة 5 مدنيين، جراء سقوط قذيفتين صاروخيتين، مساء أمس الخميس، على مركز الولاية الجنوبية، مصدرهما مناطق يحتلها تنظيم «ب ي د/ بي كا كا» بمنطقة عفرين، شمالي سوريا. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها «أرسلان» لمراسل الأناضول، وأضاف فيها أن إحدى القذيفتين سقطت على مطعم والأخرى على منزل. وأشار إلى أنه تم نقل الجرحى إلى المستشفى، وأنهم بحالة جيدة. وردت الوحدات التركية على الحدود مع سوريا، على مصادر القذيفتين بعد تحديدها، وسُمعت أصوات القصف المدفعي من مركز الولاية، حسب مراسل الأناضول.
وواصلت فصائل الجيش الحر تقدمها في محيط مدينة عفرين بتمهيد مدفعي وجوي تركي ومساندة وحدات من القوات الخاصة التركية، حيث قصفت المدفعية المتركزة على الشريط الحدودي مواقع ومخابئ لقوات الحماية الكردية في محيط عفرين فضلاً عن استهداف الاستخبارات التركية لمرابط المدفعية التي تستخدمها القوات الكردية في قصف مدن الجنوب التركي وأهمها كليس والريحانية.
تهاوي حصون الوحدات
وبدأت حصون القوات الكردية تتهاوى تباعاً مع تقدم الجيشين «التركي» و«الحر» في محيط عفرين، بعد ان استطاعت القوات المهاجـمة ترسيـخ سيـطرتـها والتمدد على أكثر من 91 كيلو متراً مربعاً، كان آخـرها السـيطرة على خمسة مواقع استراتيجية خلال السـاعات الفـائتة منـها قرية «قورنة» في سفح جبل قورنة، وبلـدة «باك أوباسيه» عقب مواجهات عنيفة مع قوات وحدات الحماية الكردية، التي خسرت خلال عملية غصن الزيتون أكثر من 26 نقطة هامة بينها 5 تلال الاستراتيجية في محيط منطقة عفرين، فيما ذكرت رئاسة الأركان التركية انه تم تدمير 18 هدفاً كانت قوات الحماية الكردية تستخدمها كخنادق ومخابئ سلاح ومراكز تتموضع فيها الميليشيات وتتخذها مراكز لاطلاق عملياتها العسكرية.
ويسعى الجيش التركي إلى تدعيم نقاط المراقبة التابعة له وتعزيز قواته في المناطق التي انتزع السيطرة عليها، حيث شهدت المعابر الحدودية حركة عسكرية مكثفة، حيث دخل رتل عسكري من معبر باب الهوى يتألف من مجموعة آليات عسكرية متجهاً إلى مدينة «دارة عزة» واستقر في قرية «صلوة» بريف حلب الغربي لمساندة القوات التركية المنتشرة في المنطقة، فيما كانت قد وصلت إلى بلدة كليس دفعة جديدة من التعزيزات العسكرية تضم ناقلات جنوداً ومدرعات ودبابات بهدف نشرها على الشريط الحدودي مع سوريا، وتأتي تلك التحركات ضمن اتفاق «خفض التصعيد» التي أنشأ الجيش التركي بموجبها ثلاث نقاط مراقبة حتى الآن، في محيط قلعة سمعان غربي حلب، ومحيط قرية صلوة شمال إدلب، وعلى أطراف قرية (الشيخ عقيل) غربي حلب.
من جهة أخرى ذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «إن تقاریر لم یتم التحقق منها تحدثت عن نزوح داخلي لنحـو 15 ألف مدني من المناطق المحیطة بمدينة عفرين، وذلك منذ العشـرين من شـهر كانون الـثاني /ينـاير.
الأركان التركية تعلن ضبط صاروخ دفاع جوي حراري في إطار “غصن الزيتون”
أنقرة: أعلنت رئاسة الأركان التركية الجمعة، عن ضبط صاروخ دفاع جوي حراري محمول من طراز “SA-18″، إضافة إلى أسلحة عديدة وذخائر في إطار عملية غصن الزيتون بمنطقة عفرين السورية.
جاء ذلك في بيان للأركان حول الأسلحة والذخائر التي تم ضبطها من إرهابيي تنظيمي “داعش” و”بي كا كا/ كا جي كا/ ب ي د- ي ب ك”، خلال يومي 30 و31 يناير/ كانون الثاني الماضي في إطار “غصن الزيتون.
وفي هذا الإطار، قالت الأركان، “ضُبط صاروخ دفاع جوي حراري محمول على الكتف من طراز “SA-18″، و4 بنادق “كلاشينكوف”، وبندقيتين آليتين “بيكيسي”، وقاذفين صاروخيين “أر بي جي” إضافة إلى 7 قطع قاذفات صاروخية.
كما أضافت الأركان أنه تم ضبط 11 مقذوف خاص لقاذفات صاروخية، وبندقية قناصة، و3 مسدسات، ولغم مضاد للدبابات، وقنبلتين يدويتين، ومنظار، وجهازي اتصال لاسلكيين، و15 مخزن سلاح، فضلًا عن كميات كبيرة من الذخائر العائدة لأسلحة خفيفة متنوعة.
ويواصل الجيش التركي، منذ 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، عملية “غصن الزيتون” التي تستهدف المواقع العسكرية لتنظيمي الدولة الاسلامية “داعش” و”ب ي د/ بي كا كا” شمالي سوريا، مع اتخاذ التدابير اللازمة لتجنيب المدنيين أية أضرار. (الأناضول)
ماتيس يلمح لشن ضربة عسكرية جديدة ضد النظام السوري
أشار وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، اليوم الجمعة، إلى احتمال شن ضربة عسكرية جديدة ضد النظام السوري إذا تم التأكد من إعادة استخدامه لغاز السارين، مبيناً في الوقت نفسه أن النظام استخدم غاز الكلور مرارا كسلاح.
وقال ماتيس خلال تصريحات للصحافيين، اليوم الجمعة، نقلتها “رويترز”، “نشعر بقلق أشد إزاء احتمال استخدام السارين. لا أملك الدليل، ما أقوله هو نقلا عن جماعات موجودة على الأرض، ومنظمات غير حكومية ومقاتلين، لذلك فنحن نبحث عن أدلة”. وأشار أيضاً إلى أن النظام السوري استخدم غاز الكلور مرارا كسلاح.
وكان مسؤول أميركي، قد حذر أمس، من أن بلاده تحتفظ بحق اتخاذ “إجراء عسكري” ضد النظام السوري “إذا اقتضى الأمر لمنع أو ردع استخدام الأسلحة الكيميائية”، مرجحاً قيام النظام بتطوير أسلحة جديدة، وذلك بعد ورود تقارير عن هجوم كيميائي على مدينة دوما المحاصرة في شرق دمشق فجر الخميس.
ونقلت وكالة “رويترز” عن المسؤول الأميركي، أن النظام السوري “واصل استخدام الأسلحة الكيميائية من حين لآخر، وبكميات أصغر منذ هجوم إبريل/ نيسان الماضي”، في إشارة إلى مجزرة خان شيخون التي ارتكبها النظام في 4 إبريل 2017، وخلفت مقتل أكثر من مائة مدني، وأكثر من أربعمائة جريح، معظمهم من الأطفال، واستخدم فيها غاز السارين السام المحظور دولياً.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، هيذر ناورت، الخميس، إن الولايات المتحدة “قلقة للغاية” بشأن تقارير تفيد بأن قوات النظام السوري استخدمت أخيراً غاز الكلور كسلاح في هجمات بمنطقة الغوطة الشرقية.
وكان الدفاع المدني السوري قد كشف، أمس، عن إصابة عشرات المدنيين، بينهم نساء وأطفال ومتطوع من الدفاع المدني، بحالات اختناق، نتيجة استهداف قوات النظام السوري لأطراف مدينة دوما بصواريخ أرض-أرض “جولان”، محمّلة بغاز الكلور السام.
وأضاف الدفاع المدني أنّ فرقه “عملت في المدينة بمؤازرة من مركز 270، على إخلاء العديد من المصابين إلى المراكز الطبية”، مشيراً إلى أنّ “أحد متطوعي الدفاع المدني أُصيب في مركز 300 بحالة اختناق، أثناء قيامه بواجبه في إخلاء المصابين من المنطقة المستهدفة”.
ونفّذت واشنطن، في السابع من إبريل العام الماضي، قصفاً بصواريخ عابرة من طراز “توماهوك”، استهدف قاعدة الشعيرات التابعة للنظام السوري بريف حمص.
وجاءت الضربة الأميركية، بعدما قتل أكثر من 100 مدني، وأصيب أكثر من 500 غالبيتهم من الأطفال باختناق، في هجوم بالأسلحة الكيميائية شنّته طائرات النظام السوري، على بلدة خان شيخون بريف إدلب، وسط إدانات دولية واسعة.
إسرائيل تصادق على وحدة صاروخية تستهدف كامل لبنان وسورية
القدس المحتلة ــ نضال محمد وتد
كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” في ملحقها الأسبوعي اليوم، أن جيش الاحتلال صادق في الرابع من يناير/ كانون الثاني الماضي على إقامة وحدة صاروخية خاصة مكونة من صواريخ أرض أرض، قادرة على تغطية لبنان والأراضي السورية.
وقال التقرير إن القرار اتخذ من قبل وزير الحرب الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، بعدما كان هذا الموضوع مطروحاً على جدول أبحاث وزارة الأمن والجيش الإسرائيلي لسنوات عديدة.
وبحسب التقرير، فإن المرحلة الأولى من المشروع تتحدث عن وحدة صاروخية قادرة على الوصول لغاية مدى 150 كيلومتراً مع القدرة على إصابة كل هدف وإبادته خلال خمس دقائق من إطلاق الصاروخ. أما المرحلة الثانية، فتقضي بالتزود بصواريخ قادرة على الوصول لكل نقطة داخل لبنان وفي العمق السوري، وذلك تمهيداً لسيناريو تضرر حرية الحركة والطيران التي يتمتع بها حالياً، سلاح الجو الإسرائيلي، بفعل التنسيق العسكري المشترك مع روسيا.
وكشف المراسل العسكري للصحيفة، أليكس فيشمان، أنه من المقرر أن ينتهي تأسيس هذه الوحدة كلياً حتى العام 2020، وفي حال تم ذلك، فإنه سيعكس تغييراً كبيراً في العقيدة القتالية للجيش الإسرائيلي، التي اعتمدت لغاية الآن على التفوق الجوي.
ووفقاً للتقرير، فإن رئيس أركان الجيش، غادي أيزنكوت، كان من المؤيدين للفكرة، فيما عارضه جنرالات من الأذرع الأخرى لا سيما سلاح الجو.
ويجري الحديث عن تشكيل وحدة صاروخية لصواريخ أرض أرض من طراز “أكسترا” التي تنتجها شركة الصناعات العسكرية الإسرائيلية وتبيعها للدول الأجنبية. كما سيتم بموجب القرار الجديد تزويد السفن الحربية بهذه الصواريخ، كما ستتم ملاءمة هذه الصواريخ للمقاتلات الجوية، مع السعي نحو التزود بصواريخ يصل مداها لغاية 300 كيلو متر.
ويستدل من التقرير أن التوجه نحو تطوير هذه الصواريخ طُرح لأول مرة قبل خمس سنوات بعدما بات ممكناً بفعل التطور التكنولوجي تحويل صواريخ “غبية” إلى صواريخ ذكية عبر تزويدها بأجهزة توجيه متطورة “جي بي إس” تزيد من قدرتها على إصابة الهدف بشكل دقيق.
ووفقاً للتقرير، فإن ما ساهم في ترجيح القرار بتشكيل هذه الوحدة، هو حقيقة التطور التكنولوجي في مجال اعتراض الطائرات والمقاتلات الجوية بصواريخ ومنظومات بات جزءٌ منها متوفراً لسورية، مع حاجة إسرائيل إلى “توزيع الحمل” في المواجهات العسكرية القادمة، وإلى وجوب توفر رد سريع للغاية، لا يحتاج إلى انتظار استدعاء قوات الاحتياط أو استنفار القوات النظامية، لأن هذه العمليات تستغرق ساعات طويلة في أحسن حال. إلى ذلك فإن حقيقة نشاط قوات أجنبية في سورية، وتحديداً القوات الروسية يلزم توفير رد عسكري لا يخاطر بوقوع اشتباك مع هذه القوات، وهو ما يمكن توفيره من خلال إطلاق الصواريخ الموجهة ودقيقة الإصابة، دون المخاطرة بالتورط في معركة مع القوات الأجنبية.
ويهدف استخدام هذه الوحدة الصاروخية والاعتماد عليها أيضاً إلى ضمان سرعة الرد الإسرائيلي، وفي حالة سيناريو لاختطاف جنود إسرائيليين مثلاً في لبنان، استخدام القوة الصاروخية لقصف وتدمير الجسور والطرقات لمنع منفذي عملية الاختطاف من الابتعاد والتوغل في العمق اللبناني.
ويمكن بحسب التقرير القول إن الهدف من هذه الوحدة أيضاً توفير الرد للتهديد الصاروخي الذي تمثله الترسانة الصاروخية المتوفرة لـ”حزب الله”، والتي تغطي العمق الإسرائيلي كله، من خلال توفير ردّ عسكري يمكن له خلال وقت قصير، أن يطاول كافة المقار ومفاصل القرار سواء في بيروت أم دمشق، وبالتالي تشكيل ميزان ردعٍ صاروخي.
قتلى وجرحى بقصف النظام السوري على ريفي حلب وإدلب
جلال بكور
قُتل وجُرح مدنيون، بقصف من طيران النظام السوري، على ريفي حلب الجنوبي الغربي، وإدلب الجنوبي الشرقي شمالي البلاد، فيما تدور معارك عنيفة بين قوات النظام والمعارضة، على عدة محاور في المنطقة.
وقالت مصادر أهلية في ريف حلب الجنوبي، لـ”العربي الجديد”، اليوم الجمعة، إنّ طيران النظام المروحي، ألقى خمسة براميل متفجرة دفعة واحدة، على قرية حوير العيس ومناطق في محيطها بريف حلب الجنوبي الغربي، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى بين المدنيين، (لم تذكر عددهم)، فضلاً عن أضرار مادية جسيمة.
وتحدثت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” عن مقتل 7 مدنيين وإصابة أكثر من 10 آخرين جراء قصف من الطيران الحربي التابع لقوات النظام على الطريق الواصل بين قريتي تل حديا ومحيريم في ريف حلب الجنوبي.
وطاول القصف الجوي مناطق في قرية الشيخ أحمد ومناطق على طريق حلب دمشق الدولي، ما أسفر عن وقوع إصابات بين المدنيين بحسب ما أفاد به الدفاع المدني السوري في حلب.
وأوضحت المصادر أنّ القصف تزامن مع معارك عنيفة، على محاور ريف حلب الجنوبي، إثر محاولة تقدّم من قوات النظام والمليشيات المساندة له، على قرى زيارة وتل علوش وخربة الوكاد.
وفي غضون ذلك، قُتل مدني، جرّاء قصف من الطيران الحربي التابع لقوات النظام السوري، على قرية الغدقة، في ريف إدلب الجنوبي الشرقي.
وتحدّث “مركز إدلب الإعلامي”، عن إلغاء شعائر صلاة الجمعة، في مدينة سراقب، جرّاء حملة التصعيد الجوي التي تطاول المدينة والقرى المحيطة بها.
ويشهد ريفا حلب وإدلب، قصفاً عنيفاً على المواقع المدنية، أسفر عن عشرات القتلى والجرحى، وسط معارك عنيفة وتقدّم متواصل لقوات النظام على حساب المعارضة السورية المسلحة، و”هيئة تحرير الشام”.
وكان الطيران الروسي قد قصف بقنابل “نابالم” الحارقة، أطراف مدن وبلدات: سراقب وتفتناز وكفرنبل وخان شيخون بريف إدلب الجنوبي والشرقي، موقعاً أضراراً مادية، بحسب ما أفاد به “مركز إدلب الإعلامي”.
في غضون ذلك، قالت مصادر، لـ”العربي الجديد”، إنّ قوات النظام مدعومة بمليشيات أجنبية والطيران الروسي، حقّقت تقدّماً، أمس الخميس، في محور ريف سراقب بريف إدلب، ما دفع بالمعارضة، فجر اليوم الجمعة، إلى شنّ هجوم معاكس، بهدف استعادة السيطرة على النقاط والقرى التي تراجعت عنها.
وتدور معارك عنيفة، على أكثر من عشر نقاط، في محور شرق سراقب وغرب أبو الظهور، في قرى: البراغيثي، تل خطرة، السكرية، الصالحية، جديدة، الذهبية، مغارة، طويحنية، طويل الحليب، وموقعي تلة المقبرة، وكتيبة الدفاع الجوي.
وباتت قوات النظام على بعد قرابة 10 كيلومترات من مدينة سراقب، و20 كيلومتراً من مدينة إدلب مركز المحافظة، والتي تضم أكبر تجمّع سكاني معارض للنظام في سورية.
مقتل مدنيين بالغوطة
قتل ثلاثة مدنيين وجرح آخرون اليوم جراء قصف جوي ومدفعي من النظام السوري على الأحياء السكنية والأسواق في مدن وبلدات الغوطة الشرقية المحاصرة في ريف دمشق.
وأفادت مصادر من الغوطة الشرقية لـ”العربي الجديد” بأن قوات النظام شنت أكثر من عشرين غارة جوية تزامنا مع قصف مدفعي على مدن عربين ودوما وحرستا وكفربطنا ومديرا وحمورية ما أسفر عن مقتل مدني وإصابة أكثر من عشرين آخرين.
وأوضحت المصادر ذاتها أن القصف طاول السوق الشعبية في مدينة دوما والأحياء السكنية في بقية المدن بعد خروج المدنيين من المساجد، موضحة أن معظم القتلى سقطوا في مدينة عربين ومن بينهم طفل.
وقالت المصادر إن الطيران الحربي قصف مدينة عربين بسبع غارات. كما قصف مدينة حرستا بخمس عشرة غارة على الأقل موقعا دمارا جسيما في ممتلكات المدنيين.
وأفاد الدفاع المدني في ريف دمشق بأن العديد من المدنيين أصيبوا بجروح بينهم أطفال، جراء قصف مدفعي لقوات النظام بسبع عشرة قذيفة مدفعية على الأحياء السكنية في المدينة، وقد عملت فرق الدفاع المدني على نقل المصابين إلى المراكز الطبية.
وقالت مصادر محلية، لـ”العربي الجديد”، إنّ قذائف صاروخية سقطت، مساء أمس الخميس، على مناطق في أحياء: عش الورور، المزة، وضاحية الأسد القابعة تحت سيطرة قوات النظام السوري على أطراف مدينة دمشق، ما أسفر عن مقتل عشرة أشخاص، بينهم طفل وثلاث نساء، وإصابة ثمانية آخرين بجروح.
وشهدت الأطراف الشمالية الشرقية من مدينة دمشق، معارك عنيفة، أمس الخميس، جراء هجوم من قوات النظام على مواقع المعارضة المسلحة، في محاور مدينة عربين، على أطراف الغوطة الشرقية.
قصف القنيطرة
أصيب ثلاثة عناصر من مليشيات “الدفاع الوطني” التابعة لقوات النظام السوري، اليوم الجمعة، جراء قصف مدفعي على موقع لهم في ريف القنيطرة جنوب غرب سورية، في حين تضاربت الأنباء عن مصدر القصف.
وقالت مصادر لـ”العربي الجديد” إن جيش الاحتلال الإسرائيلي أطلق قذيفتين على موقع لقوات النظام السوري في منطقة قرس النفل بمحيط قرية جباثا الخشب وبلدة حضر بريف القنيطرة الشمالي، ما أسفر عن إصابة ثلاثة من عناصر “فوج الجولان” التابع لمليشيا “الدفاع الوطني”.
ونفت مصادر أخرى لـ”العربي الجديد” وقوع قصف إسرائيلي مشيرة إلى أن القصف المدفعي مصدره المعارضة السورية المسلحة المتمركزة جنوب بلدة حضر بريف القنيطرة.
“غصن الزيتون”: استمرار المواجهات في نواحي عفرين
إسطنبول ــ باسم دباغ، جلال بكور
تتواصل المواجهات بين “الجيش السوري الحر”، ومليشيا “وحدات حماية الشعب” الكردية، في أطراف بلدة بلبل بناحية مدينة عفرين بمحافظة حلب، شمالي سورية، في حين طاول قصف بالمدفعية وراجمات الصواريخ من الجيش التركي مواقع للمليشيا، ضمن عملية “غصن الزيتون”.
وقالت مصادر ميدانية، لـ”العربي الجديد”، اليوم الجمعة، إنّ مدفعية الجيش التركي قصفت، فجر اليوم، مواقع مليشيا “وحدات حماية الشعب” الكردية، في قرية جقلا في منطقة جنديرس جنوب غربي عفرين، وقرى: أومرسمو وسعرينجكة وميدانكي شمالي عفرين، بالتزامن مع قصف براجمات الصواريخ على مواقع في بلدة بلبل.
واستمرت الاشتباكات، في أطراف بلدة بلبل، حيث يحاول “الجيش السوري الحر”، مدعوماً بقوات من الجيش التركي، اقتحام البلدة بعد السيطرة، أمس الخميس، على التلال والقرى الفاصلة بين البلدة والحدود السورية التركية.
وفي غضون ذلك، قصفت مدفعية الجيش التركي، المتمركزة في ناحية إعزاز والباب شمال شرقي محافظة حلب، مواقع للمليشيات الكردية، في مدينة تل رفعت شمالي حلب.
من جهتها، قصفت مليشيا “وحدات حماية الشعب” الكردية، بالمدفعية والصواريخ، مناطق في قرية كلجبرين بريف حلب الشمالي، موقعة أضراراً مادية.
واليوم الجمعة، أكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أنّ كلاً من ولايتي هاتاي وكيليس التركيتين، تلقّتْ، حتى الآن، 82 قذيفة، من مناطق سيطرة مليشيات “حزب الاتحاد الديمقراطي” (الجناح السوري للعمال الكردستاني)، منذ بدء عملية “غصن الزيتون”، في 20 يناير/كانون الثاني الماضي.
وقال يلدريم، في تصريح، “لمَ ذهبنا إلى عفرين؟ اليوم رأينا كم كانت العمليات محقة، حتى الآن تم إطلاق 82 صاروخاً، من عفرين باتجاه الريحانية وهاتاي وكيليس، 82 صاروخاً خلال 12 يوماً، وفقد على إثرها خمسة من مواطنينا حياتهم، كما جُرح أكثر من مئة أخرين”.
وسقطت، صباح اليوم الجمعة، قذيفتان على مدينة كيليس التركية، أطلقتها مليشيات “الاتحاد الديمقراطي” من عفرين، سقطت إحداهما على حي علي متين بالمدينة، فيما سقطت الثانية في أرض خالية بالقرب من مشفى كيليس الحكومي، دون سقوط ضحايا.
وفي السياق، أعلن الجيش التركي، أنّ عدد قتلى المليشيات الكردية، وصل إلى 823 عنصراً، منذ انطلاق عملية “غصن الزيتون” شمالي سورية.
وأعلنت رئاسة الأركان التركية، في بيان، عن ضبط صاروخ دفاع جوي حراري محمول من طراز “SA-18″، إضافة إلى أسلحة عديدة وذخائر في إطار العملية.
وقالت الأركان، بحسب ما أوردت وكالة “الأناضول”، إنّه “ضُبط صاروخ دفاع جوي حراري محمول على الكتف من طراز (SA-18)، و4 بنادق كلاشنكوف، وبندقيتان آليتان (بيكيسي)، وقاذفان صاروخيان (أر بي جي)، إضافة إلى 7 قطع قاذفات صاروخية”.
وأضافت أنّه تم ضبط 11 مقذوفاً خاصاً لقاذفات صاروخية، وبندقية قناصة، و3 مسدسات، ولغم مضاد للدبابات، وقنبلتان يدويتان، ومنظار، وجهازا اتصال لاسلكيان، و15 مخزن سلاح، فضلًا عن كميات كبيرة من الذخائر العائدة لأسلحة خفيفة متنوعة.
وبدأت عملية “غصن الزيتون”، عصر السبت في 20 يناير/كانون الثاني الماضي، من قبل الجيش التركي و”الجيش السوري الحر”، وسيطرت على أكثر من 25 قرية وجبلاً وموقعاً عسكرياً، بعد طرد مليشيا “وحدات حماية الشعب” الكردية منها.
سورية: مقتل 7 مدنيين تحت التعذيب خلال شهر واحد
جلال بكور
وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، مقتل سبعة مدنيين تحت التعذيب في سورية خلال يناير/كانون الثاني الماضي، بينهم خمسة قضوا على يد قوات النظام السوري، فيما قضى اثنان على يد المليشيات الكردية.
وقالت الشبكة، اليوم الجمعة، في أحدث تقاريرها عن الانتهاكات في سورية، الذي رصدت فيه حصيلة الضحايا بسبب التعذيب على يد الأطراف الخمسة الرئيسية (قوات النظام السوري، التنظيمات الإسلامية المتشددة، قوات الإدارة الذاتية الكردية، فصائل المعارضة المسلحة، جهات لم تتمكن من تحديدها)، إنّ سبعة مدنيين قضوا تحت التعذيب في السجون والمعتقلات في سورية، منهم خمسة قضوا في سجون النظام السوري والفروع الأمنية التابعة له.
وأضافت أنّ مدنيين اثنين قتلا في السجون والمعتقلات التابعة لمليشيات الإدارة الذاتية التي تقودها مليشيا “وحدات حماية الشعب” الكردية، الجناح السوري لمنظمة “حزب العمال الكردستاني”.
وبينت أن من بين الضحايا طبيباً وطالباً جامعياً، ورجلاً كهلاً، وتوزع الضحايا على محافظات دير الزور وحلب ودرعا وريف دمشق.
وأوضحت أن قوات النِّظام السوري منذ الأيام الأولى للحراك الشعبي نحو الديمقراطية في مارس/آذار2011، لجأت إلى سياسة الاعتقالات التَّعسفية العشوائية والمركَّزة، وبالتَّزامن مع عمليات الاعتقال والإخفاء القسري.
ورصدت، في التقرير، تزايدا ملحوظا منذ 2015 في وتيرة سقوط الضحايا بسبب التعذيب على يد الأطراف الأخرى بشكل خاص تنظيم داعش الذي استطاع تأسيس مراكز احتجاز عدة، وجهاز خاص للاعتقال والتعذيب، في المناطق الخاضعة لسيطرته، وكذلك قوات الإدارة الذاتية الكردية التي مارست أساليب تعذيب مشابهة للنظام السوري خاصة تجاه المتهمين بالانتماء إلى فصائل في المعارضة المسلحة وأقربائهم، كما حملت بعض عمليات التعذيب صبغة عرقية.
وقال رئيس الشبكة فضل عبد الغني: “لا بُدَّ من تطبيق مبدأ “مسؤولية الحماية” بعد فشل الدولة في حماية شعبها، وفشل الجهود الدبلوماسية والسلمية كافة حتى اللحظة، ولا تزال جرائم ضدَّ الإنسانية وجرائم حرب تُرتكب يومياً في سورية، وبشكل رئيس من قبل أجهزة الدولة نفسها”.
وأوصت الشبكة، في تقريرها، بفتح تحقيق فوري في جميع حالات الوفاة داخل مراكز الاحتجاز، والتوقف عن ارتكاب ممارسات ونمطية التعذيب التي تشكل جرائم ضد الإنسانية، وترتكبها أجهزته بشكل يومي، تعليق أحكام الإعدام كافة، لأنها صادرة بناء على اعترافات مأخوذة تحت التعذيب، السماح الفوري لدخول لجنة التحقيق الدولية المستقلة واللجنة الدولية للصليب الأحمر وجميع المنظمات الحقوقية الموضوعية إلى مراكز الاحتجاز.
كما دعت إلى اتخاذ إجراءات فورية لوقف كافة أشكال التعذيب، وتحسين ظروف مراكز الاحتجاز، والتعهد بحماية عشرات آلاف المعتقلين من التعذيب والإهانة.
جميع حقوق النشر محفوظة 2018
روسيا تحكم قبضتها على قطاع الطاقة السوري
عدنان عبد الرزاق و جلال بكور
منح النظام السوري وزارتي الكهرباء والطاقة الروسية عقود إعادة تأهيل وتركيب عدد من محطات الكهرباء الرئيسية، حيث تضمنت العقود الموقعة أول من أمس الأربعاء بين الطرفين قيام الجانب الروسي بإعادة إعمار وتأهيل محطات توليد الطاقة الكهربائية، كما وقع وزير الكهرباء في حكومة النظام السوري محمد زهير خربوطلي مع وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك اتفاقية للتعاون في مجال الطاقة الكهربائية بين البلدين.
وقال نوفاك: “تم التوقيع على خريطة طريق لتشييد وإعادة تأهيل وتحديث مشروعات عدة لمحطات التوليد، كما ننظر بالتعاون في مجال شبكات وخطوط نقل الطاقة الكهربائية ومجمل هذا القطاع بشكل عام في سورية”.
وقال خربوطلي إنّ “هذه المشروعات تندرج تحت بند تطوير المنظومة الكهربائية من خلال إعادة إعمار وتأهيل محطة حلب الحرارية، وتركيب محطة توليد في دير الزور، وأيضا إعادة توسيع استطاعة محطتي محردة وتشرين”.
من جهته، قال المسؤول السابق بشركة كهرباء إدلب، عبد الجليل سعيد: لم يكن اتفاق الأربعاء كسابقاته، أي اتفاقا لتركيب محطة أو تأهيل خطوط ومحولات، بل كان تسليم هذا القطاع لروسيا، وفق ما سماه وزير الكهرباء السوري “خارطة طريق” لعام 2018 وما بعده، لتشمل تعهيد روسيا بتأهيل وإصلاح محطات قائمة، إضافة إلى تشييد مشاريع جديدة.
ورأى سعيد خلال حديثه لـ”العربي الجديد” أن الاتفاق الأخير جاء تتويجاً لاتفاقات سابقة مع روسيا، بدأت منذ عام 2014 وتم وضع إطارها العام وتكاليفها، خلال ما سميّ اللجنة الحكومية السورية ــ الروسية المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي، في سوتشي الروسية نهاية العام الفائت.
وتساءل المتحدث كيف سيتم إرضاء إيران اليوم، بعد التوقيع مع روسيا على تسليمها قطاع الكهرباء؟
وسبق أن وقعت وزارة الكهرباء السورية اتفاقات مع إيران وروسيا معاً، العام الفائت، بقيمة تريليونَي ليرة (نحو 4.5 مليارات دولار) كانت حصة طهران تساوي حصة روسيا وتم تعهيدها بإعادة تأهيل محطات توليد الكهرباء في حلب وبانياس.
ولفت المسؤول السوري السابق إلى أن ثمة خلافات يمكن أن نراها قريباً، جراء انسحاب دمشق من اتفاقاتها مع إيران أو توقيع اتفاقات مماثلة مع روسيا، لأن اتفاق الأربعاء يتضمن تسليم الكهرباء لروسيا بما يسمى تطوير المنظومة الكهربائية خلال فترة إعادة الإعمار، وليس تأهيل محطة حلب الحرارية، وتركيب محطة توليد في دير الزور وإعادة توسيع استطاعة محطتي محردة وتشرين، كما قيل، حسب نص الاتفاق.
ويضيف سعيد أن خسائر قطاع الكهرباء، ووفق بيانات رسيمة، زادت عن 800 مليار ليرة سورية، في حين تبلغ قيمة العقود التي تم توقيعها مع روسيا في سوتشي، خلال اللجنة المشتركة، نحو تريليون و80 مليار ليرة سورية.
وكانت روسيا قد أبرمت خلال الفترة الماضية، العديد من العقود والاتفاقات التي تضمن لها التفرد بقطاع الطاقة السوري، في مناطق سيطرة نظام الأسد على الأقل، حيث قام وفد روسي وزاري الأسبوع الماضي بتوقيع عدد من العقود في دمشق تم منح روسيا بمقتضاها حق الاستثمار وإعادة تأهيل منشآت النفط والغاز في سورية.
وتأتي أهمية العقود الأخيرة في ضوء ما كشفته مؤخرا وزارة النفط والثروة المعدنية بسورية عن خطتها لعام 2018، والتي تستهدف إنتاج 5.560 مليارات م3 من الغاز الطبيعي، وإنتاج 42340 طنّاً من الغاز المنزلي، و51866 مليون م3 من الغاز النظيف، حيث من المتوقع أن يكون لروسيا دور في تأهيل حقول النفط ومعامل الغاز لتحقيق مستهدف وزارة النفط السورية.
كما أن إنتاج النفط السوري بدأ يستعيد عافيته بعد الهزائم التي مني بها تنظيم “داعش” مؤخرا، واستعادة قوات الأسد لعدد من مواقع إنتاج الغاز والنفط، وخاصة بمدن شمال شرق سورية (دير الزور، الرقة والحسكة)، حيث ارتفع الإنتاج من أقل من 10 آلاف برميل نفط نهاية العام الماضي، لنحو 20 ألف برميل نفط حاليا، كما ارتفع إنتاج الغاز لنحو 16 مليون متر مكعب، مع توقعات بزيادة الإنتاج، بعد تأهيل مواقع الإنتاج بدعم روسي.
وبحسب وزارة النفط السورية، فقد انتهت الفرق المتخصصة المكونة من خبراء روس وسوريين من مراحل التأهيل الثلاث بمشروع غاز شمال المنطقة الوسطى، الذي استعادته من تنظيم الدولة “داعش” قبل شهرين، ليعود إنتاج سورية من الغاز، بعد رفد غاز شمال المنطقة الوسطى بنحو 1.3 مليون متر مكعب، إلى ما نسبته 75% مما كان عليه عام 2011.
وتثار تكهنات متباينة حول ثروة سورية من الغاز، إلى الحد الذي ينسب فيه كثيرون الغاز لكونه أهم أسباب الحرب وسيطرة روسيا على أهم مناطق الإنتاج والاحتياطي المتوقع، كما تسعى روسيا للاستفادة من موقع سورية كنقطة عبور الطاقة إلى أوروبا.
تغييرات في المناصب الإدارية لتلفزيون النظام السوري
جلال بكور
أصدر وزير الإعلام السوري عماد سارة، المعين حديثاً من قبل الأسد، قراراً بتعيين نايف عبيدات مديراً عاماً للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السوري، كما عين شخصيات أخرى في الإدارات المتحكمة بمفاصل الإعلام السوري الرسمي.
ووصل عماد سارة إلى منصب وزير الإعلام السوري في مرسوم أصدره بشار الأسد بداية العام الجاري، وقضى بإقالة وزير الإعلام السابق رامز ترجمان، وهو الوزير الذي كان قد أقال عماد سارة من منصبه، كمدير عام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، وتكليف معاونه حبيب سلمان، ليعود بقرار تكليف جديد في المنصب نفسه، بعد ساعات.
وشغل عماد سارة، المشهور بضلوعه في قضايا فساد كثيرة، منصب مدير الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون منذ 24 يوليو/ تموز عام 2016، قبل أن يصل إلى منصب الوزارة، وكان خلف قرار فصل كثيرٍ من العاملين في التلفزيون السوري، كذلك شغل سابقاً منصب مدير قناة “الدنيا”، ويعدّ مقرباً من مسؤولين أمنيين في قوات نظام الأسد.
وأصدر عماد سارة مساء أمس الخميس قراراً بتعيين عدد من الإعلاميين بمناصب مدراء لعدد من مؤسسات الوزارة، وإلى جانب عبيدات في الهيئة العامة للتلفزيون، تم تعيين كل من: زياد غصن مديراً عاماً لمؤسسة الوحدة التي تصدر عنها الصحف الرسمية، وذلك خلفا لخالد مجر، كما تم تعيين علي خالد مديراً للتلفزيون السوري، ومحمد مصة مديراً لقناة الإخبارية السورية، وزياد الريس مديراً لمؤسسة الإنتاج.
وأفادت مصادر بأن المدير العام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون نايف العبيدات ينحدر من مدينة درعا، يحمل شهادة الدبلوم في الصحافة التلفزيونية، وهو خريج روسيا عام 1992 وشغل سابقا مدير إدارة الإذاعة، وتولى الإشراف المباشر على إذاعة معرض دمشق الدولي في نسخته الأخيرة صيف 2017.
ويشار إلى أن تعيين المدراء في المؤسسة الإعلامية السورية وفق مصادر معارضة، يأتي على حسب الولاء للسلطة والنظام وضباط الأمن المتنفذين، بغض النظر عن كفاءتهم وملفات الفساد الضالعين بها.
الغوطة الشرقية:إفشال محاولات النظام لفصل حرستا
شنت قوات النظام، الجمعة، هجوماً عسكرياً على محور المشافي في مدينة حرستا من الغوطة الشرقية، ضمن محاولاتها لفصل حرستا عن الغوطة الشرقية، والوصول إلى “إدارة المركبات” العسكرية، من هذا المحور، بحسب مراسل “المدن” منتصر أبو زيد.
وبدأت قوات النظام الهجوم من نقاطها بين المشافي ومساكن الشرطة، باتجاه منطقة كرم الرصاص، وهي المزارع الفاصلة بين مدينتي دوما وحرستا، واستبقت الهجوم بقصف المنطقة بـ20 صاروخ أرض-أرض من نوع “الفيل”، والخراطيم المتفجرة شديدة التدمير التي ترمى من كاسحات الألغام الروسية. كما شن الطيران الحربي خلال الهجوم على هذا المحور 8 غارات جوية، واستمرت محاولات الاقتحام لساعات من دون أن تحرز المليشيات أي تقدم في المنطقة.
ودارت اشتباكات عنيفة على جبهة عربين بين المعارضة وقوات النظام التي تسعى لتوسيع نقاط سيطرتها في البيوت العربية والوصول للأبنية السكنية في الأحياء الشمالية للمدينة، لتعزيز طريقها الواصل إلى “إدارة المركبات”.
وشنّ الطيران الحربي، الجمعة، حوالي 35 غارة جوية على مختلف مناطق الغوطة الشرقية. وانطلق الطيران الحربي من 4 مطارات؛ الضمير والسين والشعيرات وخلخلة، وفق “مرصد سوريا للطيران”.
وقتل ثلاثة مدنيين في عربين، واثنان في حرستا، واثنان في دوما، وواحد في مسرابا. وأصيب العشرات خلال حملة تصعيد القصف على مختلف مدن الغوطة الشرقية. واستخدمت قوات النظام الصواريخ العنقودية بكثافة، بالإضافة إلى قذائف الهاون، في استهداف الأحياء السكنية.
وأصيب عدد من المدنيين اليوم في بلدة حزة ومسرابا نتيجة قصف قوات النظام بالهاون بالتزامن مع خروج المصلين من صلاة الجمعة.
المعارضة كانت قد أعلنت الخميس عن قتلها 15 عنصراً، وتدمير دبابة وإعطاب أخرى، لقوات النظام، خلال صدّ اقتحامها على جبهة حوش الضواهرة شرقي الغوطة.
وتحاول المليشيات بشكل يومي اقتحام الغوطة الشرقية من محاور متعددة، خاصة محاور مدينة حرستا.وقد صعدت المليشيات من قصفها على الغوطة الشرقية بعد انتهاء “مؤتمر سوتشي”، وجددت محاولات اقتحامها على جبهات حرستا وعربين والمرج وحوش الضواهرة، من دون إحراز أي تقدم ملحوظ، على أي منها.
دمشق:سوتشي أساس لأي مسار سياسي
رحبت دمشق بنتائج مؤتمر “الحوار الوطني السوري”، واعتبرت أن البيان الختامي الذي صدر عن المؤتمر، هو “اللبنة الأساسية في المسار السياسي والقاعدة الصلبة التي سينطلق منها أي حوار أو محادثات”.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن الخارجية السورية، أن “العملية السياسية في سورية لا يمكن أن تبدأ وتستمر إلا بقيادة سورية ومن دون أي تدخل خارجي”. واعتبرت “أن البيان الختامي للمؤتمر أكد على إجماع السوريين على التمسك بالثوابت الوطنية بما يتعلق بالحفاظ على سيادة ووحدة سوريا أرضاً وشعباً، وحق الشعب السوري الحصري في اختيار نظامه السياسي والاقتصادي”.
وأضافت الخارجية السورية، أن المؤتمر “أكد على الحفاظ على الجيش والقوات المسلحة لتؤدي مهامها في حماية الحدود الوطنية والشعب من التهديدات الخارجية ومكافحة الإرهاب وتعزيز مؤسسات الدولة للقيام بمهامها على أكمل وجه خدمة لجميع المواطنين”.
وأكدت الخارجية السورية، أن مؤتمر سوتشي أصبح “أرضية شرعية ومنطلقاً وحيداً وأساساً ثابتاً لأي مسار سياسي”.
من جهة ثانية، قال رئيس “منصة موسكو” قدري جميل، الجمعة، إن مؤتمر “الحوار الوطني السوري” الذي انعقد في سوتشي أواخر يناير/كانون الثاني، سيكون نقطة مهمة في سياق الجهود السياسية لحل الأزمة السورية، وخصوصاً مسار جنيف.
واعتبر جميل، في مؤتمر صحافي في موسكو، إن “مؤتمر سوتشي حقق نجاحاً، تمثل في تبني الوثيقة الختامية وتشكيل اللجنة الدستورية”. وبرغم حصول ما وصفها بالـ”المناقشات الحادة”، إلا أن “نجاح سوتشي يعني أن مفاوضات جنيف قد أنقذت، وأن عملية سياسية تؤمن المخرج من الأزمة باتت أقرب من أي وقت مضى، وأن كافة القوى الفاعلة في الأزمة السورية أعلنت استعدادها لبحث قضايا الدستور”.
ودعا جميل موسكو وواشنطن إلى عدم التدخل في عملية صياغة الدستور السوري، مشدداً على أنها عملية تخص السوريين وحدهم. وأوضح “يجب أن نتفق فيما بيننا، علما بأن هناك احتمال لتدخل الدولتين العظميين، روسيا والولايات المتحدة، في هذه العملية، أدعوهما إلى عدم التدخل”.
وأشار جميل إلى أن اللجنة الدستورية التي تم الاتفاق على تشكيلها في مؤتمر سوتشي، تقدم إلى عضويتها 100 مرشح “من جانب الحكومة السورية والمعارضة الداخلية المعتدلة”، و50 من المعارضة الخارجية. ولفت إلى أن توسيع اللجنة أمر متاح أمام المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، لأنها ليست لجنة منتخبة، ويمكن نقاش ضم أسماء جديدة إليها بعد التشاور.
النظام يسيطر على كامل سكة الحجاز..ويتجه نحو سراقب
بسطت مليشيات النظام سيطرتها الكاملة على القرى والبلدات الواقعة في المنطقة المتبقية من سكة الحجاز في ريف حلب الجنوبي شمالي منطقة أبو ظهور. وسيطرت المليشيات على قرى تليجن وعثمانية صغيرة وتل الفخار وتل الديدان والواسطة وأم الكراميل وعطشانة غربية، وحاولت التوسع غربي السكة، وهاجمت جزرايا والزيارة، بحسب مراسل “المدن” خالد الخطيب.
ومع تقدم المليشيات، خلال الساعات الـ24 الماضية في ريف حلب الجنوبي، وسيطرتها على مسار سكة القطار حلب–دمشق “سكة الحجاز”، بشكل كامل، يكون الهدف المُعلن من العمليات العسكرية التي بدأتها قبل 4 شهور، قد تحقق. ونتج عن ذلك سيطرة المليشيات على مساحات واسعة تزيد عن 2400 كيلومتر مربع في أرياف حلب الجنوبي وحماة الشمالي الشرقي وادلب الجنوبي الشرقي.
وواصلت مليشيات النظام عملياتها البرية في محور أبو ظهور–سراقب وحاولت تقليص المسافة التي تفصلها عن مدينة سراقب، مستهدفة قرية تل الطوقان والتلال القريبة منها، وتمكنت المليشيات خلالها من السيطرة على أجزاء من محيط تل الطوقان شرقاً، وهاجمت قرى رأس العين وكفر عميم وتل الأغر ووبليصة وغيرها، الواقعة في المنطقة التي تفصل أبو ظهور عن سراقب.
وبدت جبهات محور أبو ظهور–سراقب أكثر تماسكاً خلال الساعات الماضية بسبب التعزيزات العسكرية التي دفعت بها كتائب محلية تابعة لعدد من الفصائل إلى جبهات القتال. جهود المعارضة في المنطقة منصبة في الوقت الحاضر على منع المليشيات من التقدم أكثر، ووقف زحفها في موازاة الطريق الرئيسية أبو ظهور-سراقب، وليس هناك ما يشير إلى اقتراب تشكيل غرفة عمليات في المنطقة بهدف تنفيذ هجمات معاكسة ضد المليشيات لاستعادة المناطق التي تقدمت فيها.
مصدر عسكري معارض، أكد لـ”المدن”، وصول قوات روسية إلى مناطق ريف ادلب، الخميس، ومعها تعزيزات عسكرية تابعة لـ”الفيلق الخامس”. ولا يعرف بعد ما إذا كانت هذه القوات سوف تدعم العمليات العسكرية المتصاعدة نحو غربي أبو ظهور للتوغل أكثر في ادلب، أم أنها ستنفذ مهام أخرى تتعلق بتجميد خطوط القتال.
القصف الجوي والمدفعي والصاروخي كان وحشياً، وهو الأعنف، الخميس، واستهدف مناطق ريف حلب الجنوبي وريف ادلب الجنوبي والشرقي، وصولاً إلى ريف حماة الشمالي، وتسبب بمقتل وجرح 100 مدني على الأقل توزعوا على 4 مجازر في المنطقة.
وكان لريف حلب الجنوبي الحصة الأكبر من عدد الغارات الجوية، وحصيلة القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، وبلغت حصيلة الغارات التي شنتها الطائرات الحربية الروسية والتابعة للنظام 125 غارة جوية، وألقى مروحي البراميل 65 برميلاً متفجراً، ووصل عدد القرى والمزارع المستهدفة بالقصف الجوي في ريف حلب الجنوبي إلى 30. الغارات الأعنف استهدفت جزرايا التي قتل فيها 12 شخصاً، وأباد التي قتل فيها ثمانية أشخاص.
الغارات الجوية طالت أيضاً منطقة سراقب، وتسببت بوقوع مجزرة في قلب المدينة قتل على إثرها 6 أشخاص وجرح آخرين، وتعرض مركز الدفاع المدني فيها لغارات ما أدى إلى إصابة عناصر من الدفاع المدني، وتدمير الآليات، كما وخرج مبنى المجلس المحلي في سراقب عن الخدمة نتيجة الغارات الجوية المتواصلة. الغارات طالت ريفي سراقب الشرقي والجنوبي.
مدينة سراقب أصبحت شبه خالية من السكان بسبب الغارات الجوية العنيفة التي تتعرض لها، ووجه العديد من وجهاء المدينة نداءات لإخلاء المدينة من المدنيين حرصاً على سلامتهم ولو بشكل مؤقت إلى أن تنتهي المواجهات وحملات القصف الوحشية التي تنفذها طائرات النظام وروسيا.
القصف الجوي والمدفعي لاحق النازحين من مناطقهم في ريف ادلب الشرقي، الطائرات الحربية استهدفت سيارات النازحين بالرشاشات الثقيلة وجرحت أعدداً كبيرة منهم. واستهدفت الغارات الجوية بلدة كفر نبودة في ريف حماة ما تسبب بمقتل 9 أشخاص وجرح آخرين، وبذلك يصبح عدد القتلى المدنيين، الخميس، 35 شخصاً بينهم أطفال ونساء.
كيماوي الأسد إلى الواجهة مجدداً..وواشنطن تحذر
نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤولين أميركيين بارزين، إن النظام السوري يقوم بتطوير أنواع جديدة من الأسلحة الكيماوية، على الأغلب، وأكدوا استعداد إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التعامل مع هذه التطورات بحزم.
ويعتقد المسؤولون الأميركيون، أن الرئيس السوري بشار الأسد، لم يسلم كل مخزون بلاده من الأسلحة الكيماوية، على الرغم من الاتفاق الذي تم التوصل إليه عام 2014 بين روسيا والولايات المتحدة، وسلمت دمشق بموجبه مخزونها الكيماوي لتدميره.
ونبّه المسؤولون الأميركيون إلى أن الهجمات التي تم شنها في سوريا، في الآونة الأخيرة، واستخدم فيها السلاح الكيماوي، ربما يكون تعقب مصدرها الأصلي صعب جداً. وأضافت المصادر” نحتفظ بحق استخدام القوة العسكرية لمنع أو ردع استخدام الأسلحة الكيماوية”.
وقالت “رويترز”، إن المسؤولين كرروا اتهاماً وجهه مؤخراً وزير الخارجية ريكس تيلرسون لروسيا، بأنها تتحمل جانباً من المسؤولية عن تلك الهجمات بسبب عدم تمكنها من تطبيق حظر على الأسلحة الكيماوية في سوريا.
وأشارت مصادر الوكالة إلى أنه إذا تُرك الأمر دون رادع فسيقع مزيد من الهجمات الكيماوية الأصغر، باعتبارها “أداة رعب” لتعويض الأسد عن افتقاره لما يكفي من القوات العسكرية لاستعادة بعض المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. وقال أحد المسؤولين “يعتقدون إن بإمكانهم الإفلات من العقاب إذا أبقوه (استخدام الأسلحة الكيماوية) تحت مستوى معين”.
وكان عشرات المدنيين، وعنصر من “الدفاع المدني”، أصيبوا في مدينة دوما، الخميس، بحالات اختناق وتسمم، جراء استهداف قوات النظام الأحياء الغربية للمدينة بثلاثة صواريخ تحوي غازات سامة، بحسب مراسل “المدن” منتصر أبو زيد.
وقال الناطق الرسمي باسم “الدفاع المدني” في ريف دمشق سراج محمود، لـ”المدن”، إن هذه هي المرة الثالثة التي يستهدف فيها النظام الأحياء ذاتها بالغازات السامة المحرمة دولياً، خلال أقل من شهر، ويعتبر هذا العمل جريمة ممنهجة. وأوضح أنه تم إسعاف جميع المصابين إلى النقاط الطبية، وكانت أوضاعهم الصحية مستقرة، وتم تخريج بعضهم بعد إجراء الإسعافات اللازمة من الكوادر الطبية.
وأصدر المجلس المحلي لمدينة دوماً بياناً أكد فيه استهداف المدينة بالغازات السامة، وناشد المنظمات الدولية لتحمل مسؤولياتها في حماية المدنيين من الأسلحة المحرمة دولياً التي يستخدمها النظام.
في هذا السياق، قال وزير الخارجية الأميركية جميس ماتيس، إن واشنطن متأكدة من استخدام النظام السوري السلاح الكيماوي مجدداً، لكنها تبحث عن الأدلة التي تثبت تورطه بشكل حاسم.
وأضاف ماتيس “نحن أكثر قلقا بشأن إمكانية استخدام السارين.. ليس لدي دليل، ما أقوله هو أن الجماعات الأخرى على الأرض والمنظمات غير الحكومية والمقاتلين على الأرض، قالوا إن السارين قد استخدم ، لذلك نحن نبحث عن أدلة”.
عندما لقي الطبيبان حتفهما.. قررت مغادرة الرقة
أدار الطبيب بركات، البالغ من العمر 28 عاماً، عيادة سرية في مدينة الرقة شمالي سوريا، عندما كانت تحت سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”. أمّا حالياً، فهو يعمل في عيادة منظمة “أطبّاء بلا حدود” في حزيمة شمالي الرقة.
يقول بركات: “غادرت زوجتي برفقة طفلَي الرقة في وقت مبكر، (بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية عليها)، إلا أن المدينة افتقرت إلى الأطبّاء والممرضات، ولهذا السبب بقيت فيها عوضاً من مرافقة عائلتي”. ويتابع: “كنت أعمل كطبيب في المستشفى الوطني، ولكن عناصر تنظيم الدولة الإسلامية سيطروا عليه، وبالرغم من معالجتهم لمرضى من عامة الناس، إلا أنهم أعطوا الأولوية إلى مناصريهم ومقاتليهم. وهذا ما دفعني إلى مغادرة المستشفى وافتتاح عيادتي الخاصة”.
وتمكن بركات من شراء الإمدادات والمعدات الطبية والحصول على الأدوية من صديق له يعمل صيدلانياً. ولكن عندما تصاعدت حدة الوضع وفُرض الحصار، اضطر إلى إغلاق العيادة، قبل أن يفتتح وصديقه الصيدلاني عيادة سرية في منزله، لتوفير العلاج الطبي المجاني للجرحى المدنيين. وانضمّ إليهم ثلاثة أطبّاء وصيدلاني، وتولى كل منهم تغطية منطقة محددة.
يقول بركات: “في كل شهر كنا نعالج 200 جريح حرب على الأقل، أُصيب معظمهم نتيجة الألغام الأرضية أو الأجهزة المتفجرة اليدوية الصنع. للأسف، عجزنا عن معالجة الكثير من المرضى – مثل الحالات الطارئة الحرجة- بما أننا افتقرنا إلى المعدات اللازمة أو الأدوية أو أدوات التعقيم، ولكننا حاولنا إنقاذ حياة أكبر عدد ممكن من المرضى”.
أمّا التحدّي الرئيسي، فكان التنقل بسبب الغارات الجوية والألغام على الطرقات. يتابع بركات: “لم يستطع المرضى الوصول إلينا والعكس صحيح. ولذلك، فقد الكثير من المدنيين حياتهم لأننا لم نتمكن من الوصول إليهم. كانت الحياة هناك شاقة فعلًا. لم يتوفر الطعام ولا الكهرباء أو المياه – بالرغم من أننا تمكنا في بعض الأحيان من الحصول على المياه من البئر”.
يقول بركات: “عشتُ يومَين لن أنساهما في حياتي. في غضون 48 ساعة، شُنَّت نحو 1,000 غارة جوية على الرقة. في اليوم الأول، عالجنا 17 مريضاً؛ وفي اليوم الثاني عالجنا 18 مريضاً، أصابتهم الشظايا. ثم لقي طبيبان وصيدلاني من مجموعتنا حتفهم نتيجة غارات جوية. كنا كالأخوة، وقطعنا وعداً على بعضنا البعض أنه بالرغم من الصعوبات والتحديات، سنبقى في الرقة”.
بذل الأطباء ما في وسعهم، وحاولوا جاهدين تقديم كل ما أمكن إلى المدنيين، ولكن في تلك المرحلة، عند ارتفاع حدة الغارات الجوية ومقتل الطبيبَين، “بات من الصعب جداً أن نبقى في مكاننا. عندها اتّخذت قرار المغادرة. أنا حزين لأنني فقدت الكثير منهم، ولكنني ممتن من جهةٍ أخرى لأنني بقيت على قيد الحياة”.
لكن المغادرة لم تكن سهلة. فقد استخدم عناصر “الدولة الإسلامية” الناس كدروع بشرية. وحتى في الأيام الأخيرة من المعركة، “منعنا العناصر من مغادرة المدينة. حاولنا مغادرة الرقة المرة الأولى في منتصف شهر أغسطس/آب من هذا العام. كنت مع مجموعةٍ من 102 شخص أرادوا مغادرة المدينة المحاصرة. وبينما كنا نتقدّم، راح عناصر تنظيم الدولة الإسلامية يطلقون النار علينا. وبدأ الناس يمشون بوتيرةٍ أسرع ويركضون. وما إن باشروا الجري حتى انفجر لغم. فتوفي تسعة أشخاص، من بينهم ابن عمي وزوجته. أمّا ابنهما البالغ من العمر ستة أعوام، فأصيب بجروح، وكان من واجبي الاعتناء به، بما أنه لم يتبقَ له سواي، واضطررت إلى إعادته إلى الرقة لتلقي العلاج الطبي”.
بعد مرور شهر واحد، حاول بركات المغادرة مجدداً، برفقة 76 شخصاً، واصطحب معه نجل ابن عمه المصاب لأنه فقد والدَيه، وما من أحد آخر ليعتني به.
يقول بركات: “غادرنا الساعة 3.30 فجراً، عابرين طريقاً على طول شارع تل الأبيض. ونجحت هذه المرة محاولتنا الثانية. ما إن أدركنا نقطة مستقرة، حتى تمكنت من تغيير ضمادات الطفل وتابعنا بعدئذٍ تقدمنا، ووصلنا أخيراً إلى حزيمة. سعيت بعدها إلى إرسال الطفل إلى عائلة والدته في دمشق حيث يمكنها الاعتناء به على أن يحظى بعلاج طبي أفضل”.
عندما تردد إلى مسامع الطبيب أن منظمة “أطبّاء بلا حدود” ستفتتح عيادة في حزيمة، تقدم مباشرةً بطلب عمل. وهو يعيش الآن مع عائلته في مزرعة على مقربة من حزيمة، كان قد ابتاعها قبل بضع سنوات عندما عرف أن الوضع سيزداد سوءاً.
وبعد توقف المعارك في الرقة، “قصدتها في زيارة سريعة خلال الاحتفالات ورأيت كيف أضحى منزلي المؤلف سابقاً من أربعة طوابق مجرد ركام. لا يمكننا العودة الآن إلى الرقة حتى يتم تطهير المدينة من الألغام الأرضية كافة ومخلفات الحرب، إلاَّ أني أرغب فعلاً بذلك، أريد العودة إلى مدينتي، وإعادة بناء منزلي وافتتاح عيادة جديدة”.
لكن مخاطر الألغام تعيق عودة الأهالي إلى الرقة، فخلال الأسبوع الأول من العام 2018، عالجت طواقم منظمة “أطباء بلا حدود” الطبية في مدينة الرقة 33 مريضاً يعانون من إصابات ناجمة عن التفجيرات، من بينهم 13 طفلاً ما دون سن الثامنة عشرة. وقد أصيب معظمهم خلال عودتهم إلى بيوتهم وأحيائهم في مدينة تملؤها مخلفات الحرب غير المنفجرة، ما يشكل خطراً هائلاً يهدد سكان الرقة. ومن المتوقع استمرار وقوع أعداد كبيرة من ضحايا التفجيرات من بينهم الأطفال في الأشهر المقبلة، في حال لم تُنفَّذ أنشطة نزع الألغام.
في عيادة منظّمة “أطبّاء بلا حدود” أو في الشوارع، يلتقي بركات أفراداً يتذكرونه ويتذكرون أنه عالجتهم في الرقة. “يتوجهون دائماً إليّ بكلمات الشكر، وأشعر بالفخر لأنني تمكنت من القيام بشيء ما من أجل شعبي. لا أصدق فعلًا أنني غادرت الرقة وأنني تمكنت من الخروج سالمًا من هذه الحرب”.
في نهاية المطاف، ومهما حاول بركات، كما يقول: “سأعجز تماماً عن وصف ما اختبرناه بالكلمات. فعلنا كل ما في وسعنا، والأكثر أهمية هو عدم اضطرارنا إلى اختبار أي من هذه المآسي من جديد”.
المدن
تركيا ترد على صواريخ الأكراد بقصف مكثف بعفرين
قتل مدني تركي وأصيب آخرون اليوم الجمعة جراء قصف نفذته وحدات حماية الشعب الكردية انطلاقا من منطقة عفرين السورية، ورد الجيش التركي باستهداف مواقع المسلحين الأكراد بصورة مكثفة بالتزامن مع إحراز عملية غصن الزيتون تقدما على الأرض.
وقد أفادت وكالة أنباء الأناضول بمقتل مواطن تركي في الـ 68 وإصابة سبعة آخرين جراء سقوط صواريخ أطلقت من منطقة عفرين (شمال غربي سوريا) على بلدة الريحانية بولاية هاتاي، مشيرة إلى أن قذائف أخرى أطلقت في وقت سابق اليوم مما تسبب في إصابة شخصين.
وفي مدينة كليس الحدودية جنوبي تركيا، أصيب ثلاثة أشخاص حالة أحدهم خطيرة. وقال مراسل الجزيرة المعتز بالله حسن إن القوات التركية ردت بقصف مصدر القذائف ومواقع أخرى.
وكان خمسة أشخاص بينهم سوري قتلوا في عمليات قصف نفذها المسلحون الأكراد من عفرين على بلدات تركية حدودية كليس وهاتاي، وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم إن الوحدات الكردية أطلقت 82 قذيفة على البلاد منذ بدء عملية غصن الزيتون في العشرين من الشهر الماضي.
الجيش التركي قصف براجمات الصواريخ مواقع للمسلحين الأكراد في ريف عفرين شمال غربي سوريا (الأناضول)
قصف مكثف
في الأثناء، قال مراسل الجزيرة إن طائرات تركية شنت اليوم سلسلة غارات استهدفت معاقل وحدات الحماية الكردية -وهي المكون الرئيس لما يسمى قوات سوريا الديمقراطية- في ناحية “راجو” بأقصى شمال غربي منطقة عفرين.
كما قالت وكالة الأناضول إن القوات التركية قصفت اليوم بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ مواقع في الريف الغربي لمنطقة عفرين، وأضافت أن تعزيزات عسكرية تركية جديدة توجهات إلى المناطق الحدودية.
وبالتزامن، قال الجيش التركي اليوم إنه “حيد” خلال الساعات الـ 24 الماضية 12 من المسلحين في منطقة عفرين، وأكد أن عدد من جرى تحييدهم ارتفع إلى 823 مسلحا. كما قال إنه دمر في الساعات الماضية مستودعات أسلحة ومواقع وملاجئ.
وكان الجيش السوري الحر قد سيطر أمس بدعم من الجيش التركي على بلدة بلبل، وهي أول مركز ناحية من أصل سبع نواحٍ تشكل منطقة عفرين.
ويأتي هذا التطور بالتزامن مع سيطرة الجيش الحر بدعم تركي مباشر على تلال إستراتيجية ونقاط تطل على مركزيْ ناحيتي راجو وجنديرس. من جانبها، قالت وحدات حماية الشعب إنها صدت عدة هجمات للجيش الحر في عدة محاور.
المصدر : الجزيرة + وكالات
دمشق تبرر امتداحها مؤتمر سوتشي
قالت وزارة الخارجية التابعة للنظام السوري إن البيان الختامي الصادر عن مؤتمر “الحوار الوطني السوري” الذي انعقد نهاية الشهر الماضي في مدينة سوتشي الروسية، يشكل لبنة أساسية في المسار السياسي والقاعدة الصلبة لأي حوار أو محادثات مقبلة.
وأضافت الوزارة في بيان نقلته وكالة الأنباء السورية (سانا) التابعة للنظام أن العملية السياسية في سوريا لا يمكن أن تبدأ وتستمر إلا بقيادة سورية ودون أي تدخل خارجي.
يذكر أن الهيئة العليا للمفاوضات وقوى الثورة السورية المعارضة أعلنت على لسان رئيسها نصر الحريري ترحيبها بمخرجات مؤتمر سوتشي شريطة أن يتوافق مع القرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن، وضمان عملية الانتقال السياسي في سوريا.
وكانت الهيئة العليا للمفاوضات قاطعت المؤتمر بسبب عدم تقديم الحكومة السورية وحلفائها التعهدات اللازمة، مضيفة أن المؤتمر محاولة لتقويض جهود الأمم المتحدة للتوسط في اتفاق سلام.
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قد اعتبر أن القرارات التي صدرت عن مؤتمر سوتشي ستدمج مع مسيرة مفاوضات جنيف، مؤكدا ضرورة إحياء مفاوضات جنيف.
وشدد أوغلو في تصريحات صحفية على ضرورة التفاوض الجدي مع النظام السوري ضمن مفاوضات جنيف بشأن مواضيع مثل الانتخابات والمرحلة الانتقالية.
من جهته قال مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف في ختام مؤتمر سوتشي الثلاثاء الماضي، إن الاجتماع صدّق على ثلاث وثائق في بيانه الختامي ستسلم إلى مبعوث الأمم المتحدة ستفان دي ميستورا لمواصلة العمل بها، متوقعا أنها ستسهم في إنجاح الحوار السوري في جنيف.
يشار إلى أن 150 منظمة مجتمع مدني سورية أعلنت رفض مخرجات مؤتمر سوتشي، وقالت في رسالة وجهتها إلى الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريش إن مشاركة الأمم المتحدة في المؤتمر تعتبر تقويضا لعملية السلام التي تقودها المنظمة الدولية، ومخالفة لتعهدات سابقة ربطت المشاركة بجدية وفد النظام في مفاوضات جنيف.
المصدر : الجزيرة