أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 06 شباط 2015

 

النظام يصبّ «حمم النار» على غوطة دمشق

لندن، بـيروت – «الحيـاة»، أ ف ب –

 

صب النظام السوري «حمم النار» على الغوطة الشرقية لدمشق، وشن أكثر من 60 غارة أسفرت عن سقوط 200 شخص بين قتيل وجريح، ضمنهم أطفال ونساء، في وقت جمد «جيش الإسلام» المعارض الحياة العامة في دمشق واللاذقية معقل النظام غرب البلاد

 

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس بأن حوالى 60 شخصاً بينهم 12 طفلاً و7 سيدات قتلوا بحوالى 60 غارة شنتها مقاتلات النظام على «مناطق في مدن وبلدات كفربطنا وعربين ودوما وسقبا وعين ترما» شرق العاصمة، لافتاً إلى أن عدد القتلى «مرشح للارتفاع بسبب وجود عشرات الجرحى في حالات خطرة».

 

كما قتل تسعة أشخاص بينهم عنصر من الشرطة وجرح خمسون في دمشق، بقصف من مواقع «جيش الإسلام» بقيادة زهران علوش الذي يتخذ مدينة دوما في الغوطة مقراً له. وذكر «المرصد» أن 120 قذيفة سقطت على مناطق في العاصمة وقرب مواقع أمنية وحكومية.

 

وكان علوش أعلن الثلثاء في بيان، دمشق «منطقة عسكرية». وأورد التنظيم، وهو من أبرز مجموعات المعارضة المسلحة، أنه سيتخذ من العاصمة «مسرحاً للعمليات» ردّاً على «الغارات الجوية الهمجية التي ينفذها النظام على مدينة دوما وبقية مدن الغوطة الشرقية، وبسبب اكتظاظ العاصمة بالثكن العسكرية والمراكز الأمنية ومرابض المدفعية وراجمات الصواريخ ومقرات القيادة والسيطرة التابعة للنظام».

 

وفي 25 كانون الثاني (يناير) الماضي، طاولت حملة قصف مماثلة دمشق، وسبقتها تهديدات من «جيش الإسلام»، في وقت تتعرض مناطق في ريف العاصمة في شكل يومي لغارات طائرات حربية ومروحية تابعة للنظام.

 

وأشار علوش في حسابه على «تويتر» إلى «خروج قذائف هاون من فرع فلسطين (للاستخبارات العسكرية) وإدارة أمن الدولة وسقوطها على الأحياء السكنية في دمشق لتشويه صورة جيش الإسلام». وحذّر المدنيين من «التجول في الشوارع حتى الإعلان عن رفع حظر التجول».

 

وقال نشطاء معارضون إن «الدوام أوقف في كل المدارس العامة والخاصة في دمشق». وأعلنت الجامعات تأجيل موعد الامتحانات المقررة أمس، بالتزامن مع سماع صفارات الإنذار.

 

وأعلن «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أن «نظام الأسد شنّ هجمة إرهابية حاقدة تعبّر عن حقيقته، باعتباره عصابة إرهابية منظمة تسلطت على سورية وشعبها ومقدراتها بالقمع والقتل والإفساد طوال عقود، حيث استهدفت طائرات الأسد مدن دوما وعربين وكفربطنا في ريف دمشق بعشرات الغارات العشوائية».

 

وكانت شبكة «سمارت» المعارضة أفادت بأن مقاتلي المعارضة «استعادوا السيطرة على أجزاء من حي جوبر شرق دمشق، عقب معارك ضارية مع قوات النظام أسفرت عن قتلى وجرحى في صفوفها».

 

وساهمت هذه التطورات في انخفاض سعر صرف الليرة السورية إلى نحو 230 لليرة مقابل الدولار، علماً أنه كان 46 ليرة بداية 2011. كما ارتفعت أسعار المواد الغذائية والمحروقات.

 

واستهدف «جيش الإسلام» مدينة اللاذقية بالقصف، إذ أفاد «المرصد» عن سقوط «قذائف أطلقها جيش إسلامي على أماكن في منطقتي قنينص وعلي جمال في مدينة اللاذقية، ما أدى إلى سقوط 4 جرحى». وأشار ناشطون معارضون إلى «نزوح» في بعض أحياء اللاذقية بسبب القصف.

 

غارات أردنية على الرقة وتعزيزات إلى الحدود مع العراق

عمان – تامر الصمادي

 

أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أمس، أن الطيران الملكي قصف معاقل تنظيم «داعش» في مدينة الرقة السورية، انتقاماً لإعدام التنظيم الطيار الأردني معاذ الكساسبة بحرقه حيّاً، فيما أعلنت مصادر موثوق فيها أن وحدات من الجيش الأردني تحرّكت في اتجاه الحدود مع العراق.

 

وتزامن إعلان القصف مع زيارة الملك عبدالله الثاني بلدة عيّ في محافظة الكرك، وهي مسقط رأس الطيار، لتقديم واجب العزاء. ولفت العاهل الأردني نظر والد الكساسبة إلى أن الطائرات التي تحلّق في الفضاء أنهت غارات على معاقل «داعش» في الرقة. وأكد التلفزيون الرسمي النبأ، في حين شدد الرئيس باراك أوباما على أن «داعش عصابة قتل تمارس البربرية باسم الدين وتستخدمه سلاحاً».

 

وعلمت «الحياة» في وقت متقدم مساء أمس أن السلطات الأردنية أطلقت منظر التيار السلفي عصام البرقاوي المعروف بـ«أبو محمد المقدسي»، وأن هذه الخطوة جاءت بعد شهر على مفاوضات حثيثة أجراها الأخير مع تنظيم «داعش» للافراج عن الطيار معاذ الكساسبة في مقابل إطلاق العراقية الانتحارية ساجدة الريشاوي وآخرين. وأعدمت السلطات الأردنية ساجدة بعدما أعدم التنظيم الكساسبة بحرقه حياً.

 

وعلم أيضاً أن المقدسي كان تواصل مع «أبو محمد العدناني» ووجه رسالة إلى أبو بكر البغدادي لإتمام صفقة إطلاق الطيار، لكن محاولاته باءت بالفشل.

 

وأوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن مقاتلات التحالف العربي- الدولي شنت نحو 20 غارة قرب الشدادي، معقل تنظيم «داعش» في ريف الحسكة الجنوبي. كما استهدفت مناطق أخرى جنوب الحسكة، وسط أنباء عن خسائر بشرية. وأشار إلى سماع «انفجارات في منطقة الهول في ريف المدينة من دون معلومات عن طبيعتها».

 

على صعيد متصل، قالت مصادر أردنية إن قطعات عسكرية تحركت باتجاه الحدود العراقية، واتخذت مواقع في منطقة رويشد المقابلة لمدينة طريبيل في الأنبار، وأضافت أن هذه التحركات لم تكن معهودة.

 

وجاء في بيان رسمي أردني مقتضب، أن الملك عبدالله زار بعد ظهر أمس القيادة العامة للقوات المسلحة، واستمع إلى عرض للغارات على مواقع لـ «داعش» ومراكزه.

 

وكان والد الكساسبة قال في كلمة أمام العاهل الأردني والمعزين: «ولدي ذهب من تلقاء نفسه لضرب التطرف والإرهاب، ومشاركته الأخيرة في الحرب لم تكن المرة الأولى». وأضاف: «كل أسرتي فداء للملك والوطن، ومعاذ الذي انتقل الى رحمة الله تعالى شهيداً كان يقوم بواجبه في الدفاع عن الوطن والشعب الأردني في مواجهة قوى الإرهاب والتطرف». وزاد: «الوطن أغلى من الجميع، وحمايته واجب على كل صغير وكبير، خصوصاً في زمن المحن».

 

وكان العاهل الأردني عقد فور عودته إلى عمان أول من أمس، بعدما قطع زيارته لواشنطن، اجتماعاً مع كبار القادة العسكريين، وقال إن «دم الشهيد البطل الطيار معاذ الكساسبة لن يذهب هدراً، ورد الأردن وجيشه العربي المصطفوي على ما تعرّض له ابنه الغالي من عمل إجرامي وجبان، سيكون قاسياً».

 

إلى ذلك، أكد الناطق باسم الحكومة محمد المومني، أن الأردن «سيكثف جهوده مع أعضاء التحالف الدولي لوقف التطرف والإرهاب ولتقويض تنظيم داعش والقضاء عليه».

 

وتعكس هذه التصريحات حجم مشاركة الأردن في التحالف ضد «داعش» وأجواء الحرب في البلاد.

 

في واشنطن، قال أوباما أمس، إن «داعش عصابة قتل شريرة وحشية ترتكب أعمالاً همجية لا توصف». وأضاف خلال إفطار سنوي تصحبه صلاة: «أعمال العنف الأخيرة في باريس وباكستان وسورية وأماكن أخرى في أنحاء العالم، تظهر أن العقيدة والدين يمكن تحريفهما واستخدامهما سلاحاً». وزاد أن مسلحي «داعش يرهبون أقليات دينية مثل الأيزيديين ويعمدون إلى اغتصاب النساء كسلاح في الحرب ويزعمون امتلاك ناصية السلطة الدينية».

 

وتوقع رئيس مجلس النواب الأميركي جون بونر أن يطلب أوباما إذناً من الكونغرس لإرسال قوات برية إلى العراق لمحاربة «داعش»، ولم يستبعد الموافقة على الطلب بعد نقاشات مستفيضة. وطالب «الرئيس بمخاطبة الشعب الأميركي ووضعه في الصورة».

 

ارتفاع عدد القتلى إلى 57 شخصاً في القصف على ريف دمشق

بيروت – أ ف ب

 

ارتفعت حصيلة القصف الجوي والصاروخي الذي قامت به قوات النظام السوري اليوم (الخميس) على مناطق في الغوطة الشرقية قرب دمشق إلى 57 قتيلاً، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: «ارتفع عدد القتلى إلى 57 في القصف الجوي والصاروخي على مناطق في الغوطة الشرقية، من بينهم 12 طفلاً وسبع نساء. بينما تجاوز عدد الغارات الجوية الستين». وأشار المرصد إلى أن النظام يستخدم الطائرات الحربية وصواريخ من طراز (أرض – أرض) في قصف هذه المناطق التي تعتبر معاقل للمعارضة المسلحة. وأفاد في وقت سابق بأن حصيلة القتلى مرشحة للارتفاع بسبب وجود نحو 140 جريحاً غصت بهم المستشفيات الميدانية.

 

ووصف شاهد عيان في مدينة دوما في الغوطة الشرقية اليوم الطويل من الغارات بأنه «أسوأ الأيام» التي عاشتها دوما منذ أربعة أعوام، تاريخ بدء النزاع في سورية. وقال إن «الوضع في المستشفيات سيء جداً»، مضيفاً «هناك نقص في كل شيء»، وأشار إلى إصابة طبيب وعدد من أفراد طاقم الإسعاف بجروح في المدينة.

 

ويأتي القصف بعد وابل من القذائف الصاروخية سقط على أحياء عدة في العاصمة تسبب بمقتل عشرة أشخاص وإصابة خمسين آخرين بجروح، وفق «المرصد السوري». إلا أن سكاناً في الغوطة قالوا إن القصف على مناطقهم بدأ قبل سقوط القذائف على دمشق.

 

وقال «المرصد» إن عدد القذائف الصاروخية التي أطلقها «جيش الإسلام» منذ صباح اليوم على أحياء عدة في دمشق تجاوز 120 قذيفة، تسببت بمقتل عشرة أشخاص بينهم طفل.

 

يذكر أن قوات النظام السوري تحاصر الغوطة الشرقية منذ اكثر من عام. وينفذ سلاح الجو غارات في شكل منتظم على المنطقة في محاولة للقضاء على معاقل المعارضة المسلحة وإبعاد خطرها عن دمشق.

 

«المرصد السوري»: 82 قتيلاً في غارات على مناطق للمعارضة بعد قصف دمشق

بيروت – أ ف ب

 

اسفرت عشرات الغارات التي نفذتها طائرات تابعة للنظام السوري على مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في ريف دمشق عن مقتل اكثر من 82 شخصا بينهم اطفال، بحسب ما افادت منظمة غير حكومية اليوم (الجمعة).

 

وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” ان حصيلة قتلى الغارات التي استهدف بها النظام يوم الخميس معاقل المعارضة في الغوطة الشرقية تضمنت 18 طفلا.

 

كما قتل 16 مقاتلا من المعارضة خلال الهجوم الذي شنته قوات النظام ونفذ فيه اكثر من 60 غارة جوية اضافة الى قصف بالصواريخ ارض -ارض، بحسب المرصد.

 

ويعد هذا الهجوم الاكثر دموية الذي ينفذه سلاح الجو منذ 25 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، إذ قتل 95 شخصا خلال غارات شنها النظام على مدينة الرقة (شمال)، التي اتخذها تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) عاصمة له.

 

وياتي القصف بعد وابل من القذائف الصاروخية بلغ نحو 120 قذيفة صاروخية سقط على احياء عدة في العاصمة تسببت بمقتل عشرة اشخاص.

 

وافاد سكان من العاصمة ان المدينة بدت هادئة صباح الجمعة وان القصف بالقذائف توقف.

 

الا ان الغارات التي تنفذها طائرات النظام لاتزال مستمرة في منطقة الغوطة الشرقية، بحسب المرصد.

 

وتحاصر قوات النظام الغوطة الشرقية منذ اكثر من سنة. وينفذ سلاح الجو غارات بشكل منتظم على المنطقة في محاولة للقضاء على معاقل المعارضة المسلحة فيها وابعاد خطرها عن دمشق.

 

وقتل اكثر من مئتي الف شخص في النزاع المستمر في سوريا منذ منتصف آذار (مارس) 2011.

 

“أسوأ أيام” الحرب في دمشق وغوطتها الأمم المتحدة “جمّدت” خطة وقف النار

المصدر: (و ص ف، رويترز)

تحدث “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له عن سقوط 66 قتيلاً في القصف الجوي والصاروخي الذي استهدفت به قوات النظام السوري مناطق في الغوطة الشرقية قرب دمشق ردا على اطلاق وابل من القذائف على العاصمة اسفر عن مقتل اكثر من عشرة اشخاص وجرح العشرات وشل الحياة فيها.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: “ارتفع عدد القتلى الى 66 في القصف الجوي والصاروخي لمناطق في الغوطة الشرقية”، بينهم 12 طفلا.

وشهدت دمشق والغوطة يوما داميا الخميس إذ تجاوز عدد الغارات الجوية التي شنتها طائرات النظام الـ60 غارة. في حين اطلق “جيش الاسلام” منذ الصباح على احياء عدة في العاصمة اكثر من 120 قذيفة صاروخية تسببت بمقتل عشرة اشخاص بينهم طفل، وباصابة 50 آخرين بجروح. وأدى القصف الى اقفال جامعة دمشق والى ملازمة السكان منازلهم.

الا ان سكانا في الغوطة قالوا ان قصف مناطقهم بدأ قبل سقوط القذائف على دمشق. ووصف مصور لـ”وكالة الصحافة الفرنسية” في مدينة دوما بالغوطة الشرقية اليوم الطويل من الغارات بانه “اسوأ الايام” التي عاشتها دوما منذ اربع سنوات، تاريخ بدء النزاع في سوريا.

وأوضح المرصد ان النظام يستخدم الطائرات الحربية وصواريخ من طراز أرض – أرض في قصف هذه المناطق التي تعتبر معاقل للمعارضة المسلحة. وأضاف ان الغارات أوقعت نحو 140 جريحا غصت بهم المستشفيات الميدانية في دوما وعربين وكفربطنا وعين ترما، وكلها في الغوطة الشرقية.

وقال مصور “وكالة الصحافة الفرنسية” ان “الوضع في المشافي سيىء جدا”، و”هناك نقص في كل شيء”، مشيرا الى اصابة طبيب وعدد من افراد طاقم الاسعاف بجروح في المدينة. وأشار الى ان السكان “موجودون في الاقبية”.

وصرح مسؤول أمني في دمشق: “اذا ظنت المجموعات المسلحة انها بقصفها دمشق، ستخفف الضغط عنها، فهي مخطئة. سنواصل مطاردتهم حتى القضاء عليهم”.

وتحاصر قوات النظام الغوطة الشرقية منذ اكثر من سنة. ويشن سلاح الجو غارات منتظمة على المنطقة في محاولة للقضاء على معاقل المعارضة المسلحة وابعاد خطرها عن دمشق.

وفي الحسكة بشمال شرق البلاد، قال المرصد ان الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة واصل غاراته الجوية على تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) موقعا عشرة قتلى على الاقل.

 

“تجميد” خطة الأمم المتحدة

على صعيد آخر، أعلن ديبلوماسيون مطلعون على محادثات في شأن خطة الأمم المتحدة لوقف النار في مناطق من سوريا أن الخطة وصلت الى طريق مسدود في ظل شعور دمشق بأنها ليست في حاجة الى تقديم تنازلات لجماعات المعارضة المسلحة المختلفة.

ومنذ تشرين الأول 2014 يعمل المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا على خطة للوساطة في وقف النار في مناطق بعينها في ما يسمى “التجميد المحلي” تبدأ من مدينة حلب في شمال سوريا لتخفيف حدة القتال.

وتقول الأمم المتحدة والحكومة إن المحادثات مستمرة ، لكن ديبلوماسيين يقولون إنه لم يحرز تقدم. وقال ديبلوماسي: “التجميد مجمد. يسير من سيىء الى أسوأ”.

ولفت ديبلوماسي آخر الى أن المحادثات بين فريق الأمم المتحدة والحكومة وصلت الى طريق مسدود لأن دمشق تريد وضع الخطة استنادا الى هدنات سابقة أجبرت مقاتلي المعارضة على الاستسلام وأن الأمم المتحدة تريد تجنب هذا. وقال: “ليس هناك ما يدعو النظام الى دخول التجميد فهو يعتقد أن أداءه العسكري جيد جدا وأن لديه إمكان إغلاق الممر الى حلب ووضعها تحت الحصار”. ورأى أن ما تريده الحكومة يشبه احدى “الهدنات التي يفرضها النظام خلال عمليات الحصار”.

وتأجلت زيارة كان دو ميستورا يعتزم القيام بها لدمشق الشهر الماضي.

وقال رئيس وكالة الاستخبارات العسكرية الأميركية اللفتنانت جنرال فينس ستيوارت امام لجنة في مجلس النواب الاميركي الثلثاء الماضي: “نعتقد أن الصراع يتجه لمصلحة نظام الأسد”.

وفي كلمة امام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي ببروكسيل الاثنين الماضي ، قال دو ميستورا إن المفاوضات مستمرة لكنها ليست سهلة.

 

العملة السورية انخفضت مقابل الدولار إلى 230 ليرة ودمشق تحمّل سوق بيروت مسؤولية التلاعب والمضاربة

موريس متى

مستويات قياسية متدنية جديدة سجلها سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الاميركي، اذ وصل سعر الدولار الى 230 ليرة سورية، مقارنة بـ52 ليرة للدولار ما قبل إندلاع الازمة في منتصف آذار 2011. وهذا النزيف قد لا يبشر بالخير تجاه مستقبل الاقتصاد السوري الذي تعاني كل قطاعاته من تداعيات الحرب المستمرة منذ 4 سنوات، رغم الاجراءات “الانقاذية” التي اتخذتها السلطات النقدية والحكومة.

 

تراجع الليرة السورية

سلسلة عوامل أدت الى نزيف سعر صرف الليرة السورية المستمر، مع إنعدام الثقة في الاقتصاد السوري. ومن أبرز هذه العوامل تراجع احتياطي البنك المركزي السوري من القطع الأجنبي من حوالى 19 مليار دولار في نهاية 2010 الى دون 4 مليارات دولار، بالاضافة الى تراجع الايرادات النفطية بما قيمته 4 مليارات دولار، نتيجة انخفاض الانتاج من 400 الف الى دون 200 الف برميل يوميا، مما أفقد خزينة الدولة نحو 25% من إيراداتها وفق تقرير المركز الوطني السوري للتنافسية.

الى هذه العوامل، تضاف أزمة تراجع الحركة السياحية بأكثر من 90% من 2010، اذ تراجعت عائدات القطاع من 319 مليار ليرة الى ما دون 4 مليارات في 2014. ويضاف الى هذه العوامل تراجع تحويلات السوريين العاملين في الخارج، إضافة إلى الاستثمارات الأجنبية غير المباشرة التي تقلصت من 3 مليارات عام 2010 إلى صفر في نهاية 2014.

ومن أبرز الاسباب التي ساهمت في تراجع الليرة السورية، ارتفاع عرض العملة في السوق مقابل طلب ضعيف، بعدما أقدمت المصارف العربية والاجنبية العاملة في سوريا على تحويل عدد كبير من القروض المقدمة بالعملات الاجنبية الى الليرة السورية، لتعويض الخسائر التي تحملتها نتيجة تراجع سعر الصرف. مع الاشارة الى ان المركزي السوري لم يتدخل لمنع هذه العمليات لكونها لا تخالف القوانين. وطبعا تضاف الى الاسباب التي أدت الى انهيار سعر صرف الليرة السورية، العقوبات الاقتصادية المفروضة على دمشق، والعقوبات التي فرضت عام 2014 على روسيا واستمرار العقويات على إيران، وتراجع اسعار النفط عالميا، ما أدى الى خفض كل من موسكو وطهران دعمهما المالي للنظام في سوريا والذي كان يتم على شكل تحويلات نقدية.

 

لبنان متهم!

شهد الاجتماع الاخير للمركزي السوري تصريحات لافتة لحاكمه أديب ميالة، الذي اتهم سوق بيروت بتوفير المضاربة على العملة، محملا إياها مسؤولية انهيار الليرة السورية، ومتناسيا كافة الاسباب التي سردناها والتي أدت الى هذا الانهيار. وخلال الاجتماع، كشف ميالة عن قرار المركزي بتوسعة نطاق إجراءاته التدخلية لتصل الى السوق اللبنانية، عبر سحب الكتلة النقدية بالليرات السورية المتداولة في لبنان، بما يتيح ضبطا أكثر فعالية لحجم المعروض من الليرات السورية المتداولة في تلك السوق، والتي يجري توظيفها كأداة مباشرة للتأثير سلبا على سعر صرف الليرة السورية، وفق ميالة. ولكن يبدو أن سلسلة الاجراءات الفاشلة التي إتخذها المركزي السوري لوقف تدهور العملة، أفقده جزءا كبيرا من ثقة السوق، وخير دليل على ذلك ارتفاع سعر صرف الليرة السورية من حوالى 220 ليرة للدولار الى 235 ليرة للدولار، بعد دقائق قليلة من إعلانه عن إجراءاته الجديدة. وهذه المحاولة لسحب الكتلة النقدية السورية المتداولة في السوق اللبنانية، بالاضافة الى كونها محاولة غير قانونية، فهي خطوة مستحيلة. وما لم يلاحظه المركزي السوري هو ان فقدان العملة السورية لقيمتها، لا يمكن أن تكون نتيجة المضاربات التي تتم في لبنان، لأن العملة السورية المتداولة في سوق بيروت، ليست كتلة وازنة كي تضغط على سعر صرفها، مقابل حجم انتشار العملة في سوريا. وتقدير حجم هذه الكتلة النقدية المتوافرة في لبنان يُعتبر عملية صعبة، لا بل مستحيلة. والنقطة الثانية التي يجب التركيز عليها متعلقة بالآلية التي سيعتمدها المركزي السوري للتدخل في سوق بيروت وشراء العملة السورية منها، ومدى قانونية هذا الاجراء. فبحسب الاوساط المالية والمصرفية في لبنان، هذا الاجراء مستحيل، لكون المصرف المركزي السوري لا يمتلك اي سلطة قانونية لتنفيذ ذلك، وقرار المركزي بالتدخل في السوق اللبنانية يعني الطلب من السلطات النقدية اللبنانية ممارسة ضغوط على المصارف اللبنانية للتخفيف من “المضاربة” على العملة السورية وتوقف التعامل فيها، علماً أن هذه المصارف لا تضارب ولا تتعامل بالليرة السورية نتيجة العقوبات الغربية المفروضة على دمشق، أما المضاربة على الليرة السورية من لبنان فتتم عبر بعض مؤسسات الصرافة والافراد وليس عبر المصارف.

وأيضا، في ما يتعلق بالآلية التي سيعتمدها المركزي السوري للتدخل في سوق بيروت، فهذا الاجراء العملي، وفي حال نفذ، سيتم عبر شراء كميات كبيرة من العملة السورية الموجودة في هذه السوق، مقابل كميات من العملة الاميركية. فكيف سيتم إخراج هذا الكم من القطع الاجنبي من سوريا الى لبنان في ظل العقوبات المفروضة على دمشق. وتشدد السلطات النقدية اللبنانية في مراقبة العمليات المصرفية التي تتم بين البلدين خوفا من أي إجراء عقابي دولي قد يطالها لخرقها العقوبات؟( وهذا إذا اعتبرنا ان المركزي السوري إعتمد الاجراءات القانونية في عملية نقل الاموال، علماً أن نقل كميات كبيرة من النقد الاجنبي من مصرف مركزي الى خارج البلاد ممنوع بحسب القوانين المصرفية الدولية). وكيف يمكن لمصرف مركزي غير لبناني، بالإعلان علنا عن نيته في التدخل في سوق بيروت من دون تنسيق مع السلطات النقدية اللبنانية المعنية وعلى رأسها مصرف لبنان؟ والا يُعتبر قرار المركزي السوري انتهاكا للسيادة اللبنانية بغض النظر عن أهدافها؟ وكيف تمكن المركزي السوري من تحديد حجم الكتلة النقدية من الليرة السورية في لبنان لسحبها وتغطيتها بنقد أجنبي؟ وهل يمتلك الكميات الكافية من هذا النقد لتغطيتها لفترة غير قصيرة؟

اسئلة ننتظر أن تتوضّح في الأيام المقبلة، فربما تحمل الإجابات عنها؟

 

الدولة الاسلامية تعاقب رجل دين اعترض على قتل الطيار الاردني حرقا

بيروت – (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة إن تنظيم الدولة الإسلامية أحال رجل دين اعترض على قتل الطيار الاردني معاذ الكساسبة حرقا الى المحاكمة بعد ان نحاه عن منصبه.

 

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد ان رجل الدين، وهو سعودي، عبر عن اعتراضه خلال اجتماع للهيئة الشرعية المحلية في بلدة الباب في محافظة حلب.

 

وأدان رجال دين مسلمون قتل الطيار على نطاق واسع بل ان بعض الشخصيات المرتبطة بالقاعدة قالت انه يتنافى مع الاسلام. وبث تنظيم الدولة الاسلامية المتشدد يوم الثلاثاء تسجيلا مصورا لاعدام الطيار الاردني معاذ الكساسبة حرقا وهو داخل قفص.

 

وقال المرصد السوري ان رجل الدين السعودي طالب بمحاكمة المسؤولين عن هذا وإن تنظيم الدولة الاسلامية قد يقتله.

 

ونشرت الدولة الاسلامية على تويتر فتوى تقول بقتل الكافر حرقا. وقال رجال دين مسلمون ان الدين يحرم قتل أحد بهذا النحو.

 

مليار يورو اضافية من الاتحاد الاوروبي لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا

بروكسل – (أ ف ب) – اعلن الاتحاد الاوروبي تخصيص مليار يورو اضافية على سنتين للنزاع في سوريا والعراق والتصدي لتهديد تنظيم الدولة الاسلامية.

 

وقالت وزيرة خارجية الاتحاد فيديريكا موغيريني ان هذه الاموال ستتيح تمويل “استراتيجية شاملة” تتضمن “تدابير سياسية واجتماعية انسانية تستهدف العراق وسوريا وكذلك لبنان والاردن وتركيا”.

 

واضافت ان صرف هذه الاموال التي ستغطي مبادرات جارية واخرى خطط لها الاتحاد والدول الاعضاء فيه “سيعزز تحركاتنا لاحلال السلام والامن في منطقة (…) دمرها الارهاب والعنف منذ فترة طويلة جدا”.

 

وقال بيان ان الاستراتيجية الجديدة “تذهب من الالتزام السياسي وتأمين الخدمات الاساسية الى تعزيز القدرات لتطوير برامج ضد التطرف ومكافحة تمويل الارهاب والوقاية في مواجهة المقاتلين الاجانب ومراقبة افضل للحدود”.

 

وسيخصص حوالى اربعين بالمئة من هذه المبالع للجانب الانساني للازمتين السورية والعراقية والتكفل بمزيد من اللاجئين القضية التي تقع في صميم التحرك الاوروبي استجابة للوضع في المنطقة.

 

والاتحاد الاوروبي هو الجهة المانحة الاولى لضحايا الازمة في سوريا حيث قدم اكثر من 3,2 مليار يورو.

 

وقال البيان ان جهدا اضافيا سيكرس ايضا “للوقاية من انتقال عدوى” هذه الازمات عبر مساعدة الدول المجاورة التي تستقبل اكثر من 3,8 ملايين لاجىء في “ضمان امنها ودعم قدرات مجموعاتها المحلية على المقاومة”.

 

وسيخصص ما تبقى من الاموال الى “مكافحة الارهاب” خصوصا عبر تعزيز “تحركات الدول الاعضاء والاتحاد الاوروبي للحد من تدفق المقاتلين الاجانب” ومساعدة دول المنطقة على مكافحة “التطرف العنيف”.

 

سوريا: 82 قتيلا في غارات على مناطق للمعارضة بعد قصف دمشق

بيروت – (أ ف ب) – اسفرت عشرات الغارات التي نفذتها طائرات تابعة للنظام السوري على مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في ريف دمشق عن مقتل اكثر من 82 شخصا بينهم اطفال، بحسب ما افادت منظمة غير حكومية الجمعة.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان حصيلة قتلى الغارات التي استهدف بها النظام يوم الخميس معاقل المعارضة في الغوطة الشرقية تضمنت 18 طفلا.

 

كما قتل 16 مقاتلا من المعارضة خلال الهجوم الذي شنته قوات النظام ونفذ فيه اكثر من 60 غارة جوية بالاضافة الى قصف بالصواريخ ارض-ارض، بحسب المرصد.

 

ويعد هذا الهجوم الاكثر دموية الذي ينفذه سلاح الجو منذ 25 تشرين الثاني/نوفمبر الفائت حيث قتل 95 شخصا خلال غارات شنها النظام على مدينة الرقة (شمال)، التي اتخذها تنظيم “الدولة الاسلامية” عاصمة له.

 

وياتي القصف بعد وابل من القذائف الصاروخية بلغ نحو 120 قذيفة صاروخية سقط على احياء عدة في العاصمة تسببت بمقتل عشرة اشخاص.

 

وافاد سكان من العاصمة ان المدينة بدت هادئة صباح الجمعة وان القصف بالقذائف توقف.

 

الا ان الغارات التي تنفذها طائرات النظام لاتزال مستمرة في منطقة الغوطة الشرقية، بحسب المرصد.

 

وتحاصر قوات النظام الغوطة الشرقية منذ اكثر من سنة. وينفذ سلاح الجو غارات بشكل منتظم على المنطقة في محاولة للقضاء على معاقل المعارضة المسلحة فيها وابعاد خطرها عن دمشق.

 

وقتل اكثر من مئتي الف شخص في النزاع المستمر في سوريا منذ منتصف آذار/مارس 2011.

 

الجيش السوري يحرق الغوطة بعشرات الغارات

قذائف صاروخية سقطت على مطعم يرتاده الأسد… وعلوش يتهم النظام بقصف دمشق

ريف دمشق ـ وكالات ـ «القدس العربي» ـ من هبة سلام: في غارات هي الأسوأ منذ 4 سنوات أدت إلى حرائق ومجازر وقتل فيها أكثر من 66 شخصا بينهم أطفال ونساء قصف النظام السوري بالطائرات والصواريخ، أمس الخميس، مناطق في الغوطة الشرقية قرب دمشق، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال نشطاء سوريون إن قذائف صاروخية سقطت، صباح أمس الخميس، على مطعم شهير بدمشق يرتاده رئيس النظام بشار الأسد ومسؤولون في نظامه وأجهزته الأمنية، إضافة إلى ضيوفه من الرؤساء والمسؤولين الغربيين والعرب.

وأفاد النشطاء أن قذيفة صاروخية واحدة، على الأقل، سقطت صباح أمس على مطعم «نادي الشرق» القريب من ساحة النجمة وسط العاصمة دمشق، والملقب بـ»المطعم الرئاسي»، كون بشار الأسد وعائلته ومسؤولين في نظامه – وحتى ضيوفه من الرؤساء والمسؤولين – يعدّون من زبائنه ويرتادونه بشكل مستمر.

ولم يشر النشطاء إلى سقوط قتلى أو جرحى في سقوط القذائف على المطعم.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «ارتفع عدد القتلى إلى 66 في القصف الجوي والصاروخي على مناطق في الغوطة الشرقية»، بينهم 12 طفلا وسبع نساء، بينما تجاوز عدد الغارات الجوية الستين.

ووصف مصور في مدينة دوما في الغوطة الشرقية اليوم الطويل من الغارات بأنه «أسوأ الأيام» التي عاشتها دوما منذ أربع سنوات، تاريخ بدء النزاع في سوريا.

وأشار المرصد إلى أن النظام يستخدم الطائرات الحربية وصواريخ من طراز أرض ـ أرض في قصف هذه المناطق التي تعتبر معاقل للمعارضة المسلحة.

وكان أفاد في وقت سابق أن حصيلة القتلى مرشحة للارتفاع بسبب وجود حوالى 140 جريحا غصت بهم المستشفيات الميدانية.

وقال المصور إن «الوضع في المشافي سيىء جدا»، مضيفا «هناك نقص في كل شيء»، ومشيرا إلى إصابة طبيب وعدد من أفراد طاقم الإسعاف بجروح في المدينة.

وذكر أن السكان «موجودون في الأقبية».

ويأتي القصف بعد وابل من القذائف الصاروخية سقط على أحياء عدة في العاصمة تسببت بمقتل عشرة أشخاص وإصابة خمسين آخرين بجروح، بحسب المرصد السوري.

إلا أن سكانا في الغوطة قالوا إن القصف على مناطقهم بدأ قبل سقوط القذائف على دمشق.

وقال المرصد إن عدد القذائف الصاروخية التي أطلقها جيش الإسلام منذ صباح أمس على أحياء عدة في دمشق تجاوز 120. وقد تسببت بمقتل عشرة أشخاص بينهم طفل.

واتهم قائد جيش الإسلام «زهران علوش» – في تغريدة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي تويتر- «النظام السوري، بقصف المناطق المدنية في العاصمة، من (فرع فلسطين) التابع للاستخبارات العسكرية، وذلك لتشويه صورة جيش الإسلام»، مؤكداً أن جميع المناطق التي استهدفوها كانت عسكرية فقط، كما طالب المدنيين في العاصمة، بالتزام بيوتهم حتى إشعار آخر.

وأعلن جيش الإسلام – أحد فصائل المعارضة السورية المسلحة – إطلاق أكثر من 300 صاروخ على العاصمة دمشق، مؤكداً «مواصلة استهداف المواقع العسكرية لنظام الأسد فيها».

 

بايدن: لا يوجد تنسيق مع الأسد في محاربة «داعش»

لندن ـ من غوكهان كورتاران:صرّح نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن التحالف الدولي لمواجهة تنظيم «داعش» الإرهابي يضم أكثر من 60 دولة، نافياً أن يكون هناك تنسيق مع نظام الأسد بهذا الخصوص.

وأوضح بايدن في مقابلة مشتركة – أجراها معه عدد من الصحف الرائدة في أوروبا، منها «ذي غارديان»، و»لو موند»، وزوددويغتش تزايتونغ»، و»إلبايس»، و»لا ستامبا»، «ويبروكزا» – أن هناك عددا من الدول تسهم بدور كبير في محاربة داعش، وأن الجميع بإمكانه تقديم المزيد، فيما نفى وجود تنسيق مع نظام الأسد، «كونه يخضع لعقوبات»، بحسب تعبيره.

ولفت بايدن إلى أن الأسد فقد شرعيته نتيجة ممارساته، مشدداً على أنه لا يمكن وجود الأسد في أي حكومة مستقبلية، في «سوريا الموحدة المستقرة الآمنة»، كما أكد أن التحالف سيعمل مع المعارضة السورية المعتدلة بغية تحقيق الاستقرار في المناطق المحررة، وحمايتها من هجمات قوات النظام وتنظيم داعش.

وفي معرض رده على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية تشعر بالندم إزاء عدم توجيه ضربة عسكرية إلى نظام الأسد، عقب استخدامه الأسلحة الكيميائية، قال بايدن: «الولايات المتحدة الأمريكية نجحت بواسطة الدبلوماسية في تحقيق ما لا يمكن إنجازه بواسطة العمل العسكري»، مبيناً أنه «تم نزع الأسلحة الكيميائية التي تم رصدها من سوريا».

وأضاف بايدن قائلاً: «استخدام الأسلحة الكيميائية بقدر ما هو مرعب؛ فإن بقاءها في يد النظام الطاغية، أو احتمالية وصولها إلى أيدي تنظيم داعش الذي يرتبط بالقاعدة لم يكن يمثل تهديداً لأمن سوريا وحسب، وإنما كان سيهدد أمن المنطقة والعالم بأسره، ونحنا قلّصنا حجم هذا التهديد إلى حد كبير.»

وأوضح نائب الرئيس الأمريكي أنه «مع الأسف فإن اتفاقية الأسلحة الكيميائية لم تعالج جميع المشاكل في سوريا، فهناك مأساة إنسانية كبيرة تشهدها البلاد، وأن الولايات المتحدة وشركاءها يدعمون المعارضة السورية، حيث أرسلت مساعدات إنسانية حتى الآن تقدر بنحو 3 مليارات دولار، كما تعمل على توفير المناخ اللازم من أجل التوصل إلى حل سياسي، وإنهاء القتال، من خلال تعزيز الدول المجاورة لسوريا «، بحسب قوله. (الأناضول)

 

السعودية محاصرة من إيران الشيعية وتنظيم الدولة السني … وأول امتحان للقيادة الجديدة سيكون اليمن

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي» ما هي الدوافع التي تقف وراء تصريحات زكريا الموسوي حول الدور السعودي بدعم تنظيم القاعدة؟ فقد زعم الموسوي الذي حكم عليه بالسجن مدى الحياة لدوره في هجمات أيلول/ سبتمبر 2001 أنه تلقى أموالا من شخصيات سعودية بارزة حتى بعد إعلان أسامة بن لادن الحرب ضد الولايات المتحدة والصلييبة والصهيونية عام 1998.

ففي شهادة أمام المحكمة هذا الأسبوع قال الفرنسي من أصل جزائري إنه التقى بدبلوماسيين سعوديين يعملون في واشنطن لمناقشة خطة لاغتيال الرئيس الأمريكي باستخدام صاروخ أرض – جو كما وخطط لتفجير السفارة الأمريكية في لندن.

ورفضت السفارة السعودية الاتهامات ونقلت عنها صحيفة «نيويورك تايمز» وصفها الموسوي «بالمجرم المعتوه» ولا مصداقية لما يقوله.

 

علاقات قديمة

 

وبحسب تقرير»نيويورك تايمز» الذي أعده بن هابارد وشين سكوت تحت عنوان «علاقات سابقة لـ9/11 تلاحق السعوديين بعد ظهور اتهامات جديدة».

وبدأ التقرير بالحديث عما أسماه تحالف قوي بين العائلة المالكة ومؤسسة المشائخ لدعم وتمويل الجهاد العالمي حيث تم إرسال ملايين الدولارات للجهاد الأفغاني والبوسنة وغيرهما. وتحول جزء من المقاتلين في هذه الحروب خاصة الأفغانية إلى أتباع لتنظيم القاعدة.

ويقول مسؤولون نقلت عنهم الصحيفة من إدارة جورج بوش السابقة وإدارة أوباما الحالية إن الحكومة السعودية وخلال العقد الماضي أصبحت حليفا مهما في الحرب على الإرهاب وانضمت في العام الماضي للتحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».

ومع ذلك فتعاون السعودية التكتيكي مع المجاهدين في السنوات التي سبقت هجمات أيلول/ سبتمبر 2001 لا تزال تلاحق السعوديين.

وهنا تشير لمزاعم الموسوي الأخيرة. ونفت السعودية الاتهامات مشيرة إلى أن الموسوي إرهابي مدان ولديه تاريخ من المعاناة في الأمراض العقلية ونشر الأكاذيب حول السعودية. وقد انضم الكثير من الخبراء في السعودية ومكافحة الإرهاب للنظر في هذه المزاعم وعبروا عن شكوكهم فيها.

ووجه الشك أن زعيم القاعدة أسامة بن لادن جرد من جنسيته في عام 1994. وكما يقول البروفسور برنارد هيكل، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط بجامعة برينستون إن زعيم القاعدة كان يكتب بدون توقف ضد النظام السعودي ويعمل للإطاحة به. ومن هنا ففكرة قيام السعوديين بدعم حركة تريد تدميرهم لا معنى لها.

ولكن مزاعم الموسوي أثارت الانتباه نظرا لموقف لجنة التحقيق في هجمات 9/11 والدور السعودي في الهجمات وأكثر من هذا استخدام السعودية لأموال النفط لدعم سياساتها الخارجية كما هو الحال في سوريا وليبيا.

ولكن مزاعم الموسوي تعود إلى سنوات الثمانينات من القرن الماضي عندما كانت السعودية والولايات المتحدة متحالفتين لتمويل ودعم المجاهدين الأفغان الذين كانوا يقاتلون الغزو السوفييتي لبلادهم، وهم الذين اعتبرهم الرئيس الأمريكي رونالد ريغان «مقاتلو حرية».

ومن هنا فالدعم الذي يتحدث عنه الموسوي وجاء من أمراء كبار غير صحيح. لا يستبعد أن يكون تنظيم القاعدة حصل على مساعدات من متبرعين خاصين أما من مسؤولين كبار كما يزعم الموسوي فلا.

ومن بين المتبرعين الذي ذكرهم الموسوي الأمير تركي الفيصل، مدير المخابرات السعودية السابق والأمير بندر بن سلطان الذي كان سفيرا في واشنطن.

ويقول غريغوري غوس من جامعة «تكساس إي. أم» إن كلا الأميرين شغلا مناصب في الحكومة نفسها التي كانت القاعدة تريد الإطاحة بها.

ويقول تشارلس فريمان الذي خدم كسفير في السعودية ما بين 1988 -1992 إنه حاول تحذير السعوديين من مخاطر التطرف الديني بدون نتيجة. وقد تغير الأمر بعد التسعينات. ومن بين الأسماء التي يذكرها الأمير الوليد بن طلال الملياردير المعروف ورجل الأعمال وصاحب المشاريع المتعددة. ويقول غوس «أشك في أنه كان داعما طبيعيا للقاعدة».

ورد مكتب الأمير على تساؤلات الصحيفة جاء فيه إن «اتهامات الموسوي الإرهابي المدان غير صحيحة» و «لم يتردد الأمير في شجب القاعدة وحلفائها».

ولم يرد الأمير تركي الذي يسافر كثيرا أما الأمير بندر فلم تستطع الصحيفة الوصول إليه. وأشار المسؤولون السعوديون إلى محاكمة الموسوي حيث أكد محاميه عام 2002 أنه يعاني من مشاكل نفسية ووهم كبير.

ومعروف عن الموسوي أنه يكتب وبشكل مفرط رسائل إلى القضاة. ورسالته التي عرض فيها الشهادة في دعوى تقدم بها ناجون من 9/11 ضد السعودية هي التي قادت لشهادته المكتوبة في تشرين الأول/ أكتوبر 2014 وبعدها كتب للقاضي الفدرالي في أوكلاهوما رسالة يتهم فيها الأمير تركي وزوجة الأمير بندر هيفاء الفيصل بإرسال أموال ضخمة لمنفذي الهجمات.

ولم يقدم تفاصيل أخرى غير أنه قابل الأمير تركي في مدينة نورمان- أوكولاهوما عام 2001. ولم يتم العثور على أي إشارة لزيارة أمير سعودي للمنطقة في تلك الفترة. ويقول خبراء إن بعض المهاجمين والموسوي ربما حصلوا على مساعدات مالية كونهم طلابا ولا علاقة لهم بالهجمات. جاء التغيير في الموقف السعودي وبشكل كبير بعد موجة الهجمات التي استهدفت السعودية في عام 2003 واستمرت حتى 2005 حيث يقول فريمان «لأ أعتقد أن السعوديين فهموا طبيعة التهديد إلا في بداية القرن الحالي عندما بدأت القنابل تنفجر وتقتل الناس». ومنذ ذلك فالتعاون الأمني مع الولايات المتحدة جيد لكن السعودية واصلت دعم جماعات غير القاعدة في سوريا وليبيا.

 

شخصية غريبة

 

وتعيد اتهامات الموسوي الجدل حول دور السعودية في دعم القاعدة، مع أن شهادة الموسوي (46 عاما) تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات الأمريكية ـ السعودية تحسنا وتعاونا واسعا في المجال الأمني لمواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» والذي يعتبر من إفرازات تنظيم القاعدة.

ويظل موسوي شخصية مثيرة للجدل فقد اختير في اللحظة الأخيرة للمشاركة في الهجمات. ولم يستطع الإنضمام للمجموعة إما لأنه لم يكن قادرا على الوصول في اللحظة المناسبة أو لعدم قدرته على الطيران وإما قد تكون القاعدة قد استبعدته من الخطة في اللحظة الأخيرة. وكان دوره سيحبط العملية كليا.

وفي تعليق كتبه جيسون بيرك في صحيفة «الغارديان» قال فيه إن الموسوي رغم تصرفاته الغريبة إلا أن القاضي اعتبره عام 200 مؤهلا للوقوف أمام المحكمة والدفاع عن نفسه.

ويضيف بيرك أن بعض ماجاء في الشهادة منطقي والبعض الآخر لا يمكن تصديقه. فوصف الموسوي لقندهار في جنوب أفغانستان حيث عاش كان دقيقا. وكذا وصفه لعمل القاعدة الداخلي في أفغانستان، حيث كان التنظيم يدير مختبرات لتصنيع المتفجرات.

وربما فكر بن لادن في مرحلة استخدام شاحنات مليئة بالمتفجرات وتفجير السفارة الأمريكية في بريطانيا عام 1999 كما فعل قبل ذلك بعام مع سفارتي واشنطن في تنزانيا وكينيا. ورغم ذلك فهناك ثقوب عديدة في شهادة الموسوي، فهو يقول إن زيارة لوالدة بن لادن لأفغانستان عام 1999 تمت بترتيب من مسؤول كبير في المخابرات الباكستانية وهو حامد غول، لكن هذا كان قد ترك الإستخبارات منذ وقت طويل. وكذلك ادعاؤه أن بن لادن كان يحترم ويطيع المشايخ السعوديين.

وفكرة أن يعين بن لادن شابا فرنسيا لغته العربية مكسرة ووصل للتو إلى أفغانستان عبر الشيشان فكرة خيالية. ويصف الموسوي أنه ركب طائرة خاصة من أجل مقابلة الأمراء السعوديين عام 1999 بعد تفجيرات شرق إفريقيا ليسلمهم رسائل من بن لادن وليعود محملا بالأموال. صحيح أن الأمراء السعوديين تبرعوا للجهاد الأفغاني في الثمانينات من القرن الماضي وربما أسهموا بدعم أفراد من الشرق الأوسط يقاتلون في أفغانستان، لكن علاقة بن لادن تراجعت مع العائلة السعودية الحاكمة وجرد من جنسيته وفي عام 1995 و 1996 نشر بيانات اتهام لاذعة ضد السعودية.

وحاولت الحكومة السعودية إقناع ملا عمر زعيم طالبان بطرد بن لادن، بل وسافر الأمير تركي الفيصل في عام 1998 إلى أفغانستان لأخذه من هناك، ولكن ملا عمر تراجع عن تعهده، وعليه ففكرة نقل أموال من قصور الأمراء تبدو باهتة.

ولا يستبعد أن يكون الموسوي قد التقى دبلوماسيا سعوديا في قندهار، لكن فكرة إطلاق صاروخ ستينجر على «إير فورس وان» طائرة الرئيس الأمريكي لا يمكن لعقل تصديقها.

 

محاولة للخروج

 

ويتساءل بيرك عن السبب الذي يدعو موسوي الخروج اليوم ويتهم السعودية؟ ويجيب إنها محاولة منه لإلغاء الحكم الصادر عليه. فهو وإن اعترف بالجرم لكنه أكد أنه لم يكن جزءا من مؤامرة 9/11 وأنه كان في أمريكا للقيام بهجمات أخرى. وفي عام 2010 رفضت محكمة استئنافا تقدم به.

وربما جاءت الإتهامات الأخيرة محاولة للخروج من قسوة الحياة في السجن عالي السرية «سوبرماكس».

وتأتي اتهامات الموسوي في وقت مثير، خاصة أن النائب الأمريكي السابق بوب غراهام قد طالب بنشر 28 صفحة حذفت من التقرير الرسمي حول ظروف تنفيذ هجمات نيويورك وواشنطن والذي جاء في 800 صفحة، وتؤشر الصفحات بأصابع الاتهام للسعودية باعتبارها الممول الرئيسي للمنفذين.

ولم تكشف عن محتوى الصفحات رغم حديث الرئيس أوباما لعائلات الضحايا إنه يرغب برؤيتها منشورة.

ولكن الوفد الكبير الذي قاده بعد وفاة الملك عبدالله لتعزيز العلاقة مع الملك الجديد سلمان بن عبدالعزيز يجعل من نشرها أمرا ممكنا.

 

من يمول تنظيم الدولة؟

 

وتساءل روبرت فيسك عن الدور الذي لعبته السعودية في إشعال نار «تنظيم الدولة الإسلامية» وجاء سؤاله في ضوء الفيديو الذي أظهر حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، حيث يقول إن وزارتي الخارجية والدفاع منقسمتان فيما بينهما حول الدور السعودي.

ففي الوقت الذي ترفض الخارجية أي دور، ترى البنتاغون أن كل طرق الإسلاميين تقود إلى الرياض وأشار فيسك إلى تقرير صحيفة «نيويورك تايمز» واتهامات الموسوي الأخيرة حيث زعم الإنتحاري رقم 20 أنه مرر رسالة مرة إلى الأمير سلمان ـ الملك الحالي- حملها إياه بن لادن.

ويشكك فيسك مثل بيرك بمصداقية عضو صغير في التنظيم وأنه كان على صلة مع أمراء العائلة الحاكمة، وعلاقتهم بأمر حدث قبل 13 عاما أو كان مسؤولا- أي الموسوي ـ عن قاعدة بيانات للأشخاص الذين يتبرعون للقاعدة والتي يقول إنها كانت تضم الأمير تركي الفيصل والأمير بندر بن سلطان، الذي كان في حينه سفيرا للرياض في واشنطن. وفي تناول فيسك للموضوع يحاول أن يربط قضية تمويل القاعدة بمن يمول الآن «الدولة الإسلامية».

فهو يعيد هنا ما قيل سابقا عن العقيدة الوهابية وعلاقة السعودية بطالبان التي تلقت دعما ماليا وأخلاقيا من السعوديين، وعن بن لادن السعودي والذي التقى مرة مع تركي الفيصل أثناء زيارة الأخير للباكستان وأن منفذي الهجمات هم سعوديون وما إلى ذلك.

ورغم تأكيد السعودية على براءتها من الهجمات إلا أن تقريرا أعدته مؤسسة راند التي تقدم تقارير للمؤسسة العسكرية الأمريكية وقدمته بعد هجمات 9/11 وصفت فيه السعودية بأنها «بذرة الشر» وأنها «كانت فاعلة على كل مستوى في سلسلة الإرهاب».

ويعود فيسك لمسألة من يمول تنظيم الدولة الإسلامية؟ ويجيب أن الدول الغربية قدمت تفاصيل عن اقتصاد التنظيم الذي يمول عملياته من تهريب النفط والخطف وسرقة خزانات البنوك والضريبة لكن الأموال التي يحصل عليها من كل هذا لا تكفي لإدارة مناطق يحكمها أكبر من مساحة بريطانيا، وهنا لا بد من دعم خارجي يأتي للتنظيم من ممولين خاصين في الخليج ومنهم السعودية، هذا ما يقترحه الكاتب، مع أن الولايات المتحدة لم تجد دليلا على تورط حكومات المنطقة على المستوى الرسمي.

 

في مواجهة التحديات

 

ونعود للتساؤل هل السعودية اليوم في وضع كي تدعم تنظيم الدولة الإسلامية، فهي كما تقول كارين إليوت هاوس في مقال مطول لها نشرته مجلة «التايم» الأمريكية تواجه وضعا صعبا فرغم سلاسة انتقال السلطة إلا أن سياستها الخارجية عانت من انتكاسات في اليمن وسوريا والعراق وليبيا ومصر.

وكما تقول إن السعودية وإن أرادت بنقلها الهادئ للسلطة إرسال رسالة لجيرانها عن الاستقرار الداخلي والاستمرارية لكن الواقع هو أنها محاصرة من كل الجهات بتهديدات ومشاكل. فالسعودية التي عبرت عن استقلالية وحزم في السياسة الخارجية في السنوات الماضية ستواصل مسارها.

لكنها ستتأثر بخطوط الفصل والنزاع التي تفصل سكان المنطقة وتحديدا النزاع السني- الشيعي وتحديد طبيعة الحكم الصالح بعد نهاية عهد الرؤساء الأقوياء. ومن أهم التحديات الخارجية التي تواجهها المملكة هي المنافسة مع إيران.

وتبدو الأخيرة الرابحة في الحرب الإقليمية خاصة بعد انهيار النظام السياسي الذي كانت تدعمه السعودية في اليمن وسيطرة الحوثيين على السلطة. وتتحدث هاوس عن الطريقة التي تحركت فيها إيران واستفادت من الفراغ الذي أحدثته الولايات المتحدة في العراق عام 2003 بالإطاحة بصدام حسين.

لكن التحديات التي تواجهها السعودية تظل داخلية ونابعة من تهديد تنظيم «الدولة» حيث نقلت عن مسؤولين أمنيين إعجابهم بقدرة التنظيم على نشر رسالته من خلال وسائل التواصل الإجتماعي والإنترنت، لدرجة أصبحت فيها الدولة كما يقول الخبير في مكافحة الإرهاب بمؤسسة راند، ري جينكز «موضة بين الشبان المسلمين».

وتحاول السعودية مواجهة تأثير الدولة من خلال تشريعات وعقوبات للذين يشاركون في القتال. وفي الوقت نفسه إشغال الشباب بهوايات وفرص اخرى مثل فتح نواد للرياضة. وكان الملك الراحل عبدالله قد سمى إبن أخيه الأمير عبدالله بن مساعد كمسؤول عام لرعاية الشباب. وتقول هاوس إن المشكلة التي تواجه السعودية هي لها علاقة بالحداثة، فهناك جيل من السعوديين ممن يريدون السفر إلى سوريا للقتال وإعادة مجد الإسلام وهناك من يبحثون السفر عن طريقة لتغيير حياتهم والمغامرة، وهناك فئة ثالثة وهي الغالبية الصامتة. وتعتقد الكاتبة أن القيادة السعودية ستظهر حسما في الملف الداخلي وعدم التسامح مع المعارضة ومواجهة إيران.

والامتحان الأول سيكون في اليمن، والتعامل مع وكلاء إيران هناك. وفي النهاية تتساءل عن الكيفية التي ستتعامل فيها الولايات المتحدة مع السعودية، خاصة أن اهم مصلحتين لها في المنطقة هي حماية أمن إسرائيل، وتأمين تدفق النفط. وفي النهاية ما سيحسم العلاقة مع السعودية هي إيران، ففي حالة استطاعت إيران الحصول على القنبلة النووية فلن تتأخر السعودية بدعم من باكستان في الحصول عليها كما تقول.

 

اوباما يطلب تفويضا من الكونغرس لاستخدام القوة العسكرية ضد داعش في سوريا والعراق

رائد صالحة

واشنطن ـ «القدس العربي»: قال مشرعون أمريكيون ان الرئيس الأمريكي باراك اوباما سيطلب تفويضا من الكونغرس في الاسبوع المقبل لاستخدام القوة العسكرية ضد تنظيم « الدولة الإسلامية « في سوريا والعراق، وقال السناتور بوب كوركر بان الطلب المتوقع جاء بعد ان تغيرت قواعد اللعبة تماما بعد اعدام الطيار الاردني في قفص بشكل وحشي .

واضاف السناتور الجمهوري عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ انه سيصاب بخيبة أمل اذا لم يقدم اوباما هذا الطلب في وقت قريب جدا لا يتجاوز نهاية الاسبوع المقبل.

وسيثير إرسال الطلب المتوقع لاستخدام القوة العسكرية نقاشا معقدا حول سياسة الحرب التى تنتهجها الادارة الأمريكية حيث قال اوباما مرارا بانه لن يرسل قوات قتالية إلى العراق لمحاربة داعش رغم زيادته لعدد المستشاريين العسكريين في البلاد ولكنه في نفس الوقت لا يريد تقييد يد القوات الأمريكية في العراق، ومن المرجح معارضته أى لغة تستبعد أستخدام القوات البرية في القتال بسوريا والعراق.

ويشترط الديمقراطيون ان يتضمن طلب التفويض مهلة زمنية محددة للترخيص وحظرا صريحا لاستخدام القوات البرية في القتال بسوريا والعراق، وقال النائب جون يارموث ان الديمقراطيين لديهم مشكلة في دعم الطلب اذا شمل خيار القوات البرية وراهن على ان زملاءه في الحزب لن يصوتوا على الطلب.

واعرب النائب جيم ماكغرن عن انزعاجه من فكرة وجود « أحذية عسكرية «على الارض في الشرق الاوسط موضحا بانه غاضب جدا مثل أي شخص اخر من الفضائع التى تترتكبها جماعة « الدولة الإسلامية « ولكن كما قال :» نحن بحاجة للتاكد من فاعلية الاستجابة، وانا لست مقتنعا بان الذهاب لحرب شاملة اخرى هو الهدف «.

وعلى النقيض من هذا الموقف، يعارض قادة الحزب الجمهوري القيود المفروضة على تفويض استخدام القوة العسكرية وهم يريدون من الولايات المتحدة ان تبرز « عضلاتها « في وجه داعش، ومن المألوف ان يطالب الكونغرس بإجراءات اقوى ضد داعش بعد إعدام رهائن ولكن إعدام الطيار الاردني معاذ الكساسبة قوبل بغضب استثنائي من المشرعين، وهناك محاولات لتسريع وتحريك القتال ضد المجموعة المتشددة بصورة لم تشهدها واشنطن في وقت سابق كما ظهرت علامات قلق حول مصير امرأة أمريكية محتجزة من قبل داعش.

وقال جوش ارنست السكرتير الصحافي للبيت الابيض أن لديه اخبارا قريبة جدا حول طلب أستخدام القوة العسكرية مؤكدا بان هناك تقدما في لغة طلب التفويض بشكل يتلاءم مع مطالب الحزبين

وقال الجمهوريون إنهم يتوقون لمناقشة أسترتيجية البيت الابيض ضد داعش بعد الاحباط الذي اصابهم من تلكؤ الادارة بارسال طلب التفويض مع الاشارة إلى ان اوباما وعدهم في 13 كانون اول الماضي خلال اجتماع بارسال طلب التفويض باسرع وقت.

واكد المشرعون الأمريكيون بان قتل الطيار الاردني قد حشد الدعم للتوصل إلى اتفاق، وقال السناتور تيم كاين إن اعدام الطيار كشف بشكل اقوى ما كان واضحا من قبل وهو ان الكونغرس سيدعم تفويض أستخدام القوة العسكرية ضد الجماعة الإرهابية، واضاف: «ما حدث في الاردن وما حدث في اليابان، اثبت باننا نتعامل مع مجموعة بشعة واننا بحاجة إلى اتخاذ اجراءات لحماية الإنسانية».

 

جدل في الشارع السوري حول حرق الكساسبة… البعض يندد وآخرون يذكرّون بمجازر النظام

نور ملاح

انطاكيا ـ «القدس العربي» أثار مشهد حرق تنظيم الدولة الإسلامية للطيار الأردني معاذ الكساسبة في الرقة جدلا واسعا بين السوريين على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تباينت الآراء التي كانت في معظمها منددة بـ «الفعل الشنيع» على حد قولهم.

وقال ناشطون، إن: «هذا الفعل المروع يذكرنا بمحارق العصور الوسطى وأفعال محاكم التفتيش، ولكن الفرق هذه المرة أنه صور باحترافية عالية جدا وبدقة كبيرة».

وكتب عبد الرحمن الحوت وهو داعية سوري من مدينة حلب، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «ما يفعله تنظيم الدولة اليوم هو إجرام بحق الإسلام والمسلمين، وإن تبرير جريمته الأخيرة بحجة اعتداء التحالف على الأطفال والآمنين، أو التعاطف مع المعتدين على جريدة «شارلي إيبدو» الفرنسية بحجة الثأر لمن أساء للرسول هو الفكر نفسه الذي يحمله مؤيدو النظام السوري حتى الآن بعد أربع سنوات من الإجرام بحجج كثيرة أبرزها أنه يصد المعتدين والمندسين».

وأضاف: «علينا أن نعـــلم أن الإجـــرام لا يـــبرر أبداً، ولا بأي شكل من الأشكال، وأن التبرير هو أول درجات الإجرام، وليست المسافة كبيرة بين فكر تبرير الخطأ والوقوع بالخطأ نفسه، ومن يبرر إجراماً الآن بعد أيام سنجده مجرماً».

بدورها، رفضت الأستاذة أمان الطنطاوي تبرير الجريمة، حيث بينت «لم ننس الدماء البريئة التي أريقت في رابعة، لم ننس اليتامى والثكالى والأرامل في سورية، ولم ننس القتل الوحشي للمسلمين في بورما، ولم ننس أحداث حماة التي ما زالت تتكرر، لكن كل هذا لم يحدث باسم الاسلام، إنهم يشوهون الإسلام ويسيئون له».

كما علق الممثل محمد ناصيف من حلب على صفحته بقوله: «الطيار الأردني مع السلامة، حاولت أحزن عليك كتير بحجم ضجتك الإعلامية، سلٌم على شهداء سوريا الذين سبقوك بالإيمان وسبقوك بالحرق».

أما بتول شعبان، فقد عبرت عن دهشتها وألمها بالقول: «أرواح مليون سوري ماعادلت روح طيار واحد، إلنا الله».

فيما ذكرت الكاتبة جهان سيد عيسى من إدلب بجرائم النظام المشابهة لهذه الجريمة، عندما أوضحت «رغم أني لست مع الحرق ولست مع «داعش» حكما، ولكنها ليست المرة الأولى التي يمارس فيها القتل حرقا، فكم هي الجثث التي وصلتنا لناشطينا الذين قضوا حرقا في معتقلات النظام؟، وكم هي روائح الشواء التي شمتها أنوفنا وهي تنبعث من مقراتهم الأمنية؟».

وتساءلت أيضا «لماذا انفعلنا لهذا الطيار المجرم الذي جاء ليقتل أطفالنا فقتله تنظيم الدولة؟ مجرم يقتل مجرما، ولم ننتبه أو نتأثر لشباببنا وهم يقضون يوميا في معتقلاتهم حرقا ليصبحوا جثثا محروقة متفحمة».

كما يقول علاء طرقجي متهكما: «يحسب لتنظيم الدولة عمله البطولي على الأرض السورية بقتل أشخاص من كل جنسيات البشرية باستثناء الجنسية الإيرانية؟».

أما الإعلامي شادي الجندي، فيذكـــرنا بـ «حقيقة الأنظمة التي تعذب وتقتل أحرار الأمة في أقبية مخابراتها بالنار وغيرها، وتستنكر استخدام تنظيم الدولة للنار في عملية الإعدام، كلاكما وجهان لعملة الإرهاب الفارق الوحيد أن الظلاميين أجرأ من المستبدين في الإعلان عن إجرامهم».

من جهتها، علقت الكاتبة والمفكرة السورية نوال سباعي على صفحتها: «سلخوا جلودنا.. سملوا أعيننا، ثقبوا أجساد أطفالنا بمثاقب الجدران الكهربائية، اغتصبوا أبناءنا وبناتنا، قتلوا المعتقلين صبرا وجوعا وتعذيبا، سكتوا وصمتوا وتآمروا وكادوا، كل هذا قام به «أعداء الله ورسوله»، أعداء الإنسانية، من وحوش المستبدين الحاكمين بأمر المستعمر».

وتابعت: «أما أن يقوم بالفظائع الوحشية من يدعي أنه خليفة الله في أرضه، وباسم الله والإسلام فتلك مصيبة كبرى».

كما كتب الناشط عويد الكردي: «الترليونات عجزت أن تحمي المشردين من زمهرير العواصف الثلجية التي قتلت العشرات من المشردين، ولكن هذا الترليونات استطاعت ان تملأ العشرات من الطيارات وقودا وحقدا لقصف من بقي وعجزت برودة الثلوج أن تقتلهم».

ويتابع: «لن ألوم أبدا أي شباب مسلم يتطرف، ويحمل فكر التوحش لأن الذي يجري في مناطقنا السنية جحيم بطعم صليل نار الطيار التي أحرق بها، سيتحول العشرات بل الآلآف من شباب هذه الأمة لفكر التوحش مرغمين لعدم وجود البديل».

الدكتور عصام فوزي، أكد أن سير الأمور بهذه الطريقة غاية أمريكية، بقوله: إن «زعماء تنظيم الدولة ولادة سجون أمريكية سورية، وكذلك زعماء النصرة، الذين تلقوا تعلمياتهم كافة من المخابرات بمخطط مرسوم له بإحكام، كما أن ســيناريو 11 سيبتمبر يعود للمنطقة بطريقة أو بآخرى لرسم خريطة التقسيم السياسي للمنطقة».

فيما أكدت الناشطة هنادة الرفاعي من درعا، أنه الفيلم الهوليودي بامتياز لتشويه صورة الإسلام برعاية أمريكية، معربة عن أملها بأن الربيع العربي قد بدأ بحرق البوعزيزي لنفسه، والنهاية للنظام والإرهاب من المتطرفين ستكون من حرق «داعش» للطيار الأردني.

كما كتب الأستاذ عبد الله زنجير «هناك طريق واحد لتجفيف منابع التطرف الديني أو الأيديولوجي أو السياسي أو العنصري عموما، هذا الطريق هو الحرية وإشاعة العدل وإفشاء حقوق الإنسان، وإرساء ثقافة الحوار ما بين العقلاء والنخب المتنوعة والمعتدلة».

أما الحل من وجهة نظر الصحافي غسان الياسين هو القضاء على الإرهاب من خلال البدء بوضع آلية لقطع رأس الإرهاب ومسبب كل الكوارث في سوريا، وهو بشار وعصابته، وأي حل لا يبدأ من هناك من قلب دمشق لا يعول عليه.

 

ناشطون: صواريخ جيش النظام تستهدف مناطق في دمشق بهدف اتهام «جيش الإسلام» وتصعيد عسكري بين الطرفين

هبة محمد

ريف دمشق ـ «القدس العربي» أكد ناشطون من داخل العاصمة السورية دمشق أن أصوات قذائف الهاون يسمع انطلاقها من فرع أمن الدولة وفرع الخطيب وفروع المخابرات التابعة للنظام السوري، وتستهدف أحياء العاصمة والمدنيين.

وقال معتصم الطويل، ناشط من داخل العاصمة دمشق، في حديث خاص معه: إن الكثير من القذائف التي نسمع صوتها تنطلق من مراكز النظام الأمنية والعسكرية، تصيب أماكن داخل العاصمة الخاضعة لسيطرته، أي «من دمشق وإليها».

فيما أكد مصدر عسكري في قيادة «جيش الإسلام»، أن أهدافهم تنحصر في المراكز الأمنية والعسكرية فقط، وأن سياسة «جيش الإسلام» العسكرية لا تستهدف المدنيين في العاصمة، بكل أطيافهم وبمختلف مشاربهم.

وبحسب ناشطين، يستغل جيش النظام إعلان «زهران علوش» قائد «جيش الإسلام» أن دمشق منطقة عسكرية ومسرح للعمليات، فيقوم باستهداف أحياء دمشق، وأماكن تواجد المدنيين وحتى الموالين منهم ليتهم بها المعارضة المسلحة، ويفقده على الأقل حاضنته الشعبية.

ونشر إعلاميو «جيش الإسلام» على الصفحة الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إصابتهم أهدافهم المرسومة بدقة وإطلاق ما يزيد عن 300 صاروخ على دمشق مع استمرار العمليات حتى يتوقف جيش النظام قصفه للغوطة الشرقية.

وكان «زهران علوش» وجه نداء إلى المدنيين كافة في العاصمة دمشق للابتعاد عن ثكنات ومواقع جيش النظام، ومراكزه الأمنية والعسكرية.

وأوضح «علوش» في البيان الذي نشره على حسابه الرسمي على «توتير» أن السبب وراء هذا الإعلان، هو ما وصفه بـ «الغارات الجوية الهمجية» على مدينة دوما، وبقية مدن وبلدات الغوطة الشرقية.

وأردف: أن «اكتظاظ العاصمة بالثكنات العسكرية والمراكز الأمنية ومرابض المدفعية وراجمات الصواريخ ومقرات القيادة هو السبب في إعلان دمشق مسرحا للعمليات العسكرية.

وناشد قائد «جيش الإسلام» المدنيين عدم الاقتراب من مقرات النظام، أو حواجزه أو حتى المسير بجانب السيارات التابعة له، أو التجول أثناء أوقات الدوام في شوارع العاصمة، وشمل ذلك كلا من الطلاب وأعضاء البعثات الدبلوماسية وطلاب المدارس والجامعات. وبحسب ما ورد في البيان أن العاصمة دمشق منطقة عسكرية اعتبارا من الرابع من الشهر الجاري، وحتى إشعار آخر.

ويأتي هذا في الوقت الذي تشهد مدينة دوما والغوطة الشرقية هجوما عنيفا شنته قوات النظام منذ صباح أمس بطائرات السوخوي والميغ، والقنابل الفراغية والصواريخ الموجهة، وراجمات الصواريخ الثقيلة، ما أسفر عن سقوط قرابة 20 قتيلا من المدنيين وإصابة أكثر من 200 آخرين بجروح، في ظل استنزاف طاقات الكوادر الطبية والنقاط الميدانية.

 

صواريخ دمشق ترسي قواعد اشتباك جديدة

دمشق ــ رامي سويد

لم يكن النظام السوري ينتظر حجة قصف دمشق، أمس الخميس، بعدد كبير من الصواريخ، لتبرير مجزرة جديدة يرتكبها في الغوطة الشرقية لدمشق، وتحديداً في دوما التي قتلت طائراته فيها أكثر من 30 شخصاً معظمهم من المدنيين ومن الكادر الطبي. استهداف دمشق بالصواريخ، للمرة الثانية في أقل من شهر، يبدو وكأنه يرسي قواعد اشتباك جديدة، تقول بعدم تحييد أي منطقة سورية، حتى العاصمة دمشق التي يدّعي النظام أنه يمسك بوضعها بالكامل، وهو ما تكذبه المعطيات، بدليل أن صواريخ يوم أمس، عطلت الحياة بالكامل فيها، واستهدفت نقاطاً حساسة جداً بالنسبة للنظام، في ما قد يكون سابقة منذ اندلاع الثورة السورية.

 

وتصاعدت أعمدة الدخان من مختلف المناطق الحيوية للعاصمة، وتوقفت معظم المصالح الحكومية وألغيت الامتحانات في معظم كليات جامعة دمشق وأغلق عدد كبير من المدارس. وأعلن قائد جيش الاسلام زهران علوش مسؤولية قواته عن استهداف “المراكز والحواجز الأمنية” بمئات الصواريخ تنفيذاً لتهديداته التي أطلقها منذ يومين بقصف العاصمة السورية رداً على قصف قوات النظام السوري لمناطق غوطة دمشق الشرقية. ولم تتردد قوات النظام السوري في ارتكاب مجزرة كبيرة في كل من دوما وعربين وعين ترما القريبة، عبر عشرات الغارات الجوية أدت لمقتل وجرح العشرات.

وبدأ قصف العاصمة السورية من قبل قوات المعارضة في الساعة السابعة والنصف من صباح أمس الخميس، مع توجه الموظفين إلى أعمالهم والطلاب إلى جامعاتهم، ما أدى إلى هلع بين السكان الذين عاد معظمهم إلى بيوتهم، قبل أن تلغى الامتحانات في جامعة دمشق، وتقوم معظم مدارس العاصمة السورية بإرسال الطلاب إلى بيوتهم.

 

وأكد الناشط غيث الشامي لـ”العربي الجديد” أن أكثر من مئتي انفجار سُمع في أحياء العاصمة في أقل من ثلاث ساعات صباحاً، نتيجة سقوط عدد كبير من صواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون. أهم المناطق التي استهدفها القصف هي: منطقة المزة غرب العاصمة السورية، ومنطقة المزة 86 حيث يسكن عدد كبير من مجندي وضباط الجيش السوري وقوى الأمن السورية، ومناطق المالكي وأبو رمانة الراقية التي توجد فيها سفارات الدول الأجنبية، ومنطقة البرامكة وسط العاصمة حيث توجد وكالة “سانا” ومعظم كليات جامعة دمشق، والتي أصيب بعضها بالقصف ككلية التربية وكلية الحقوق، ومنطقة كفرسوسة وسط العاصمة، حيث يوجد مبنى رئاسة مجلس الوزراء الذي أصيب بصاروخ، وفروع أمن الدولة ومختلف فروع الاستخبارات السورية العسكرية ومبنى إدارة الجمارك السورية العامة، ومناطق أخرى في وسط العاصمة كشارع الثورة وشارع بغداد الحيويين، ومنطقة دمشق القديمة حيث سقطت عدة قذائف هاون في أحياء الشاغور والأمين والقصاع وباب توما، ومناطق العاصمة الشمالية حيث سقط عدد كبير من قذائف الهاون على مناطق الزبلطاني والعباسيين وسوق الهال.

وتحدثت الأنباء عن مقتل ثلاثة مواطنين على الأقل وإصابة ثلاثين آخرين.

 

وتصاعدت أعمدة الدخان من مختلف مناطق العاصمة السورية نتيجة القصف الذي أدى بحسب شهود عيان إلى احتراق سيارات كانت مركونة في الشوارع التي سقطت بها القذائف والصواريخ.

وقد أعلن علوش، مسؤولية قواته عن قصف دمشق، وذلك في تغريدة على حسابه على تويتر، وذلك بعد يومين فقط من اصداره بياناً يتضمن اعلان دمشق منطقة عسكرية، وتحذير المواطنين من الاقتراب من الحواجز ومباني استخبارات النظام السوري.

 

وأكد أبو نضال الشامي القيادي والناطق باسم “ألوية الحبيب المصطفى” وهي إحدى تشكيلات المعارضة الكبيرة في ريف دمشق، في حديث لـ”العربي الجديد”، قيام قواته بالمشاركة في القصف الصاروخي، فضلاً عن تأكيد مشاركة “فيلق الرحمن”، وهو أحد تشكيلات المعارضة الكبيرة في ريف دمشق، بالقصف أيضاً.

 

وأوضح الشامي لـ”العربي الجديد”، أن قوات المعارضة تملك بنك أهداف في دمشق يشمل جميع تجمعات قوات النظام السوري، وأنها “تقنن عملية القصف بحسب أولوية نجاح القصف في ايقاع خسائر في صفوف قوات ورموز النظام، حيث باتت قوات المعارضة تركز على تجمعات قوات النظام قرب خطوط المواجهة على تخوم العاصمة دمشق، كتجمع العباسيين والزبلطاني وسوق الهال المسؤول عن مساندة قوات النظام التي تقاتل قوات المعارضة في حي جوبر، وتجمع حواجز المخابرات الجوية في شارع الثورة وسط دمشق وغيرها”.

وأكد الشامي أن قوات النظام باتت تحترز في مبانيها الرئيسية في العاصمة من قصف قوات المعارضة، حيث باتت تستخدم الطوابق السفلية والأقبية فقط. كما أوضح أن صواريخ قوات المعارضة ليست مجدية في تدمير مبانٍ عسكرية محصنة كمبنى الأركان في ساحة الأمويين، حيث قامت قوات المعارضة بقصفه مراراً فيما مضى، دون أن يجدي ذلك في ايقاع خسائر بشرية كبيرة في قوات النظام بسبب تحصينات المبنى.

وتفاوتت ردود فعل سكان دمشق إزاء قصفها بالصواريخ. وأشار الطبيب هاني عبد العزيز، وهو أحد سكان دمشق، إلى أن القصف الصباحي على دمشق تسبب بحالة فزع بين السكان، الذين دخل معظمهم إلى الغرف الداخلية في بيوتهم أو نزلوا إلى الطوابق السفلية خوفاً من أن يصابوا بأحد الصواريخ الطائشة، وأكد أن هذا القصف زاد من معاناة السكان في العاصمة، نظراً لاستهدافه معظم أحيائها السكنية التي يرزح سكانها أصلاً تحت وطأة ضعف الخدمات والتشديد الأمني لقوات النظام السوري.

 

وفي السياق، اعتبر مروان فروح، وهو موظف في إحدى دوائر الدولة في دمشق، كان يقيم في الغوطة الشرقية قبل أن يضطر إلى تركها بسبب تدهور الأوضاع فيها نتيجة مجازر النظام، أن قيام “جيش الإسلام” بقصف دمشق بهذا الشكل “ليس إلا تكراراً لممارسات النظام السوري للأحياء السكنية”، لافتاً إلى أنه هرب من القصف الذي تتعرض له المناطق السكنية من قبل قوات النظام، لتلحقه الصواريخ على المناطق التي يسيطر عليها النظام.

 

في المقابل، رأى الناشط محمود الدوماني أن قصف دمشق يدحض رواية النظام التي يتحدث بها عن سيطرته على الأوضاع في سورية وقرب قضائه على المعارضة المسلحة، ويثبت القصف أن العاصمة “الحصينة” هي بكاملها “في مرمى نيران قوات المعارضة التي يمكن أن توقف الحياة فيها في حال قررت ذلك”.

وجاءت مجزرة النظام، رداً على قصف دمشق بحسب ادعاء الإعلام الرسمي، كبيرة جداً، إذ كشف الناشط يمان العربيني لـ”العربي الجديد” قيام طائرات قوات النظام السوري بقصف تجمع مدارس مدينة عربين في غوطة دمشق الشرقية بثلاث غارات، الأمر الذي أدى لوقوع دمار كبير في المدارس ومقتل أكثر من سبعة أطفال من طلاب هذه المدارس وجرح العشرات منهم. كما أكد الناشط مهند الياسين قيام قوات النظام السوري بشن أكثر من خمس عشرة غارة جوية على مدينة دوما، أكبر مدن غوطة دمشق الشرقية، الأمر الذي أسفر عن سقوط خمسة عشر قتيلاً على الأقل وجرح أكثر من مئة آخرين في حصيلة أولية بحسب مصادر طبية في المدينة.

“هيومان رايتس ووتش”: ممارسات القاهرة تخدم “داعش”

الدوحة ــ أنور الخطيب

حمّلت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية الدولية، السلطات المصرية وممارساتها، مسؤولية غير مباشرة في دفع الشباب المصري للالتحاق بتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، وطالبت بإعادة النظر في حرب التحالف الدولي على هذا التنظيم. وحملت المنظمة، في تقرير أطلقته من الدوحة، أمس الخميس، على الصمت الدولي تجاه “جرائم الحكم في سورية”، ونسبت مسؤولية ما سمته “حرباً طائفية في العراق” إلى سياسات رئيس الحكومة السابق، نوري المالكي.

 

وعلى صعيد آخر، طالب التقرير السلطات القطرية بتنفيذ إصلاحات لحماية العمال الوافدين من “انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان”، مرحباً بالإصلاحات القطرية المقترحة في عام 2014.

وانتقدت المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة “هيومن رايتس ووتش”، سارة ليا ويتسن، سلوك الحكومات الغربية وسكوتها على ممارسات النظام في مصر، وقالت، في مؤتمر صحافي عقدته في الدوحة لإطلاق تقريرها العالمي 2015، عن الشرق الأوسط، إن “ممارسات النظام المصري ضد المصريين تدفع الشباب إلى الالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية، وسياساته الخاصة بغلق المجال أمام المنتمين إلى تيار الإسلام السياسي توجه رسالة كارثية، شبيهة بما تروّجه منظمات متشددة بينها (داعش) وتنظيم القاعدة، مفادها أن العنف هو الحل”.

 

ولفتت ويتسن الى “أن الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية لم تنجح، حتى الآن، وعلى التحالف الدولي المشارك في تلك الحرب إعادة النظر فيها، لأنها تتسبب في انتهاكات ضد المدنيين”. وقالت ليا ويتسن، عقب إطلاق التقرير، إن “حكومة رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي، مسؤولة عن الحرب الطائفية هناك، والمليشيات الشيعية المدعومة من الحكومة متهمة بارتكاب جرائم ضد العراقيين السُنّة”. وأضافت أن حكومة رئيس الوزراء العراقي الحالي، حيدر العبادي، لم تنجح في أداء مهمتها، ومستمرة في استخدام المليشيات الشيعية المسلحة التي تقوم بأعمال قتل وإبادة للمدنيين السنة”. وانتقد تقرير المنظمة “صمت المجتمع الدولي على جرائم النظام ضد الشعب السوري”، بحسب تعبيره.

 

وقال نيكولاس مكغيهان من “هيومان رايتس ووتش”، والذي شارك في إطلاق التقرير، إن حالات الاختفاء في الإمارات لا تقتصر على المواطنَين القطريَّين، يوسف الملا ومحمد الحمادي، بل هناك عشرات من المواطنين الليبيين والمصريين والفلسطينيين، ممن يشتبه بأن لهم صلات بالإسلام السياسي، قد تعرضوا للاختفاء القسري في الإمارات. وقال إن المنظمة لم تعط رأياً محدداً في قضية المواطن القطري، محمود الجيدة، الذي حكم عليه في الإمارات بالسجن سبع سنوات، لكنها أصدرت بيانات حول مواطنين اختفوا قسريا هناك، وقال إن ذلك يشكل مصدر قلق كبير لدى المنظمة، ويؤشر إلى أن كل شخص في الإمارات يشتبه في أن له وجهة نظر لا تتلاءم مع العائلة الحاكمة هناك، قد يكون معرضاً للاختفاء القسري.

 

وفي ما يخص حقوق العمال في قطر، قال التقرير إنّ على السلطات القطرية تنفيذ إصلاحات عمّالية لحماية العمال الوافدين من الانتهاكات التي وصفتها بأنها “جسيمة” لحقوق الإنسان. ووصف الإصلاحات المقترحة في 2014 بأنها خطوة تستحق الترحيب، لكنّها تتطلب خطوات أبعد.

وجاء في التقرير أنه، في معرض الرد على ضغوط دولية متصاعدة بشأن الانتهاكات الحقوقية في قطاع صناعة البناء، أعلنت السلطات القطرية نيتها تنفيذ إصلاحات عمالية “في مطلع 2015”. وتخلو المقترحات من التفاصيل، لكن، من شأنها إذا تم تنفيذها أن تدخل إصلاحات جزئية على نظام الكفالة القطري، وترفع الغرامات المفروضة على مصادرة جوازات السفر، وتسهل للعمال الحصول على تأشيرات الخروج لمغادرة البلاد. ومع ذلك، لن توفر الإصلاحات المستندة إلى هذه المقترحات، وحدها للعمال الوافدين حماية كافية من الاتجار بالبشر والتشغيل القسري، وغيرها من الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان، أو تضمن حقهم في مغادرة البلاد، بحسب التقرير.

 

وقال نيكولاس مكغيهان: “أدركت قطر ضرورة الإصلاح، ووعدت باتخاذ خطوات في الاتجاه الصحيح. وفي وقت يسعى فيه منتقدو قطر إلى تجريدها من حق استضافة كأس العالم 2022، فإن أفضل دفاع متاح لها تبني إصلاحات تشريعية جادة، تنهي نظام الكفالة، وتعاقب أصحاب الأعمال المسيئين، وتضع حداً نهائياً لسداد رسوم الاستقدام من جيوب العمال”.

 

ودعا التقرير السلطات القطرية الى مد تدابير الحماية الخاصة بقانون العمل إلى عمال المنازل وضمان تطبيق تغييرات نظام الكفالة عليهم أيضا. وأعربت “هيومن رايتس ووتش” عن القلق مما اعتبرته إقرار قطر “قوانين من شأنها أن توجه تهديداً إضافياً إلى سمعتها، كمركز لحرية الإعلام في الخليج، وقالت إنها أقرت في سبتمبر/أيلول قانوناً لقمع الجرائم الإلكترونية يتضمن أحكاما غامضة الصياغة، تنص على ملاحقة الأشخاص الذين ينشرون “أخباراً كاذبة بقصد تعريض النظام العام للخطر”، ومعلومات “تنتهك المبادئ أو القيم الاجتماعية”.

 

وتعمل “هيومن رايتس ووتش” في النسخة الخامسة والعشرين من تقريرها العالمي المكون من 644 صفحة على مراجعة الممارسات الحقوقية في أكثر من 90 بلداً. ويدعو المدير التنفيذي، كينيث روث، في مقاله التمهيدي، الحكومات إلى الاعتراف بأن حقوق الإنسان تمثل مرشداً أخلاقياً فعالاً في أزمنة الاضطرابات، ويقول إن انتهاكها قد يشعل فتيل التحديات الأمنية، أو يفاقم منها. فالمكاسب العاجلة الناجمة عن تقويض القيم الأساسية للحرية وعدم التمييز، نادراً ما تعادل ثمنها الآجل.

 

الدنمارك: السفر إلى سورية تهمة بالخيانة

كوبنهاغن ـ ناصر السهلي

لم تنتظر حكومة الدنمارك اجتماع وزراء الاتحاد الأوروبي لمناقشة الإجراءات المطلوبة لمواجهة “التشدد والإرهاب”. فقد اقتربت حكومة يسار الوسط، مدعومة من اليسار، من تبني ما كان يطالب به حزب الشعب اليميني المتشدد منذ العام الماضي.

ويتمثل هذا التبني في مشروع قانون يقول إنّ “أي شخص يسافر إلى سورية بلا إذن، سيعتبر مخالفا لقوانين البلاد، وسيعتبر مقاتلا ضد القوات الدنماركية، ويحارب القيم الدنماركية، وبذلك يرتكب فعل خيانة وطنية”.

 

وكان يمين الوسط واليمين المتطرف قد بدآ منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حملة ضد المهاجرين الذاهبين إلى سورية للقتال. ووصلت هذه الحملة إلى أوجها عقب الهجوم على مجلة “شارلي إيبدو” الفرنسية. ووصلت إلى حد المطالبة بإقامة “محاكم طوارئ”.

وبذلك، فإنّ الدنمارك تخطو خطوة متقدمة على دول الاتحاد الأوروبي الأخرى في التشدد مع من تعتبرهم متشددين، وهو ما يثير قلق مراقبين.

 

من جهتهم، عبر أقطاب اليمين عن سعادتهم بتبني حكومة الدنمارك مقترحاتهم، التي يعتبرونها “نقطة انعطاف”، بحسب أمين عام حزب الشعب اليميني، كريستيان تولسين دال. كما قال رئيس الحكومة السابق وزعيم المعارضة اليمينية، لارس لوكا راسموسن: “في السابق كان المدّعون العامون يجدون صعوبة في إثبات التهم على المسافرين إلى سورية. أما الآن، فمن الجيد تبني ما كنا نطرحه بضرورة الحصول على موافقة قبل السفر. وتلك الموافقة تشمل المواطنين العاديين وعمال الإغاثة والصحافيين أيضا. وإذا لم يحصل هؤلاء على إذن بالسفر وسافروا، فستجري محاكمتهم”.

ويأتي التقارب بين الحكومة الاشتراكية الديمقراطية مع يمين الوسط واليمين المتشدد، بعد أشهر قليلة من رفض استخدام قانون العقوبات المتعلق بالخيانة الوطنية.

 

وكان وزير الخارجية، مارتن ليدغوورد، قد قال قبيل إرسال القوات والطائرات الدنماركية إلى العراق في سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول الماضيين: “لا يوجد قانونيا ما يسمح بتقديم المسافرين إلى المحاكمات بتهمة الخيانة الوطنية”.

ويعتبر مراقبون أنّ حادثة “شارلي إيبدو” بدّلت المواقف في هذا الاتجاه. حتى إنّ اليمين المتشدد بات يجد انفتاحاً على دعواته لـ”بناء معسكرات تجميع للمسلمين، كما فعلت أميركا مع اليابانيين في الحرب العالمية الثانية”.

 

في المقابل، بدت انتقادات هذه الإجراءات خجولة. وتركزت حول الخشية من سوء استخدام قانون العقوبات. ويعتبر هؤلاء أنّ “معارضة القيم الدنماركية” مسألة تحتمل الكثير من التفسير، ويمكن تطويعها بحسب مصالح الفئات السياسية. وتتركز الانتقادات بالذات على فقرات البند 102 من قانون العقوبات التي تشمل محاكمة “من يقدم العون بالمشورة والعمل والدعاية لمصالح قوى معادية”.

 

وغالباً ما تصدر مثل هذه الانتقادات عن حقوقيين ونشطاء وإسلاميين. وهي تعتمد على أرقام جهاز الاستخبارات الدنماركي، الذي شدد منذ البداية على أنّ عدد من انضم إلى جماعات متشددة في سورية لا يتجاوز 100 شخص، عاد منهم خمسون. بينما يرى هؤلاء أنّ القانون “تقرأ منه مسايرة أيديولوجيا اليمين الذي يعتبر جميع المسلمين في سلة واحدة. فالخشية هي من استغلاله في التفتيش عن النوايا”، بحسب أحد الحقوقيين المدافعين عن الحريات والحقوق المدنية للمهاجرين، والذي رفض في حديثه لـ”العربي الجديد” ذكر اسمه. فيما أكد أنّ “الأجواء تشي بهيستيريا جماعية من اليمين واليسار”.

 

وبالفعل، فإنّ مواقف اليسار الممثل في حزب اللائحة الموحدة، والمتقدم في استطلاعات الرأي، فاجأت الكثير من الدنماركيين، وخصوصاً أبناء المهاجرين. فقد بدت تعابير هذا الحزب أقرب إلى “اتخاذ موقف فكري من الإسلاميين”، بحسب أحد الأئمة في الدنمارك، من الذين دعوا إلى التصويت لهذا الحزب. وكانت مقررة الشؤون العدلية في البرلمان عن اليسار، بيرنيلا سكيبر، قالت الأسبوع الماضي عن المسافرين إلى سورية: “هؤلاء مجرمو حرب وممارسون للإرهاب. إنهم فاشيون، ويجب الحكم عليهم بأقسى العقوبات، بحسب قانون مكافحة الإرهاب الذي يحكم بالمؤبد، وليس الخيانة الوطنية الذي يحكم بـ16 عاماً فقط من السجن”.

يشار إلى أنّ تهمة الخيانة الوطنية، في قانوني العقوبات 101 و102، توجه إلى “الشخص الذي يقدم العون في أيّ أعمال عدائية لقوة احتلال في البلاد أو ضد مصالحها، أو يقدم العون بالمشورة والعمل والدعاية لمصالح قوى معادية للدنمارك ومصالحها، ويعاقب بالسجن 16 عاماً مع النفاذ”.

 

“جيش الاسلام”يفرض حالة طوارئ في دمشق..والنظام يدمّر الغوطة

سامر السليمان

 

فرضت الحواجز المنتشرة بكثافة في شوارع العاصمة السورية دمشق، صباح الخميس، تشدداً استثنائياً. فخضع كافة المارة لتفتيش دقيق، شخصي. وتمّ التدقيق في بطاقات أصحاب السيارات المتحركة، النادرة هذه الأيام، وفي رخص سوقها. وقد منعت الدراجات الهوائية من الحركة في الشوارع. ومُدت حبال في الشوارع لقطعها، ومنع حركة السيارات فيها.

 

وظهر التوتر على عناصر قوات النظام، المتأهبة على الحواجز، واضحاً، الخوف بادٍ على وجوههم، ربما بسبب تفجير جبهة النصرة لحافلة قبل أيام، في قلب دمشق. وقد تغيب كثير من الناس عن أعمالهم، وظلوا في منازلهم، يقضون الوقت بمتابعة ماذا سيحدث في قلب دمشق.

 

صباح الخميس، انهمرت الصواريخ بشكل كبير على قلب العاصمة، وأصابت كافة الأحياء تقريباً؛ أبو رمانة حيث قصر الرئاسة والمربع الأمني، والمهاجرين والبرامكة، إلى باب توما والعباسيين، وشارع بغداد والمزرعة والتجارة والقصور، وساحة الأمويين وساحة المرجة، وكفر سوسة وبالقرب من القيادة العامة للمخابرات. وسقطت قذائف الهاون بالقرب من مدرسة عباس الحامض، جوار وكالة الأنباء السورية “سانا”، وفي محيط مدرسة الأندلس في الحلبوني، ومدرسة جميل الخاني في باب السريجة. وقتلت امرأة في مدرسة ابن خلدون. وسقطت القذائف على منطقة المزة 86، والتي تعدّ مقراً للشبيحة، والتي تقع بالقرب من المزة فيلات المنطقة الخاصة بكبار الضباط والوزراء ورجال الأمن.

 

أوقفت المدارس الحصص الدراسية، وتمّ إنزال الطلاب إلى الأقبية، وتوافد الأهالي لاصطحاب أولادهم إلى المنازل، مع تزايد سقوط القذائف. وأصدرت جامعة دمشق قراراً بتأجيل الامتحانات، ليوم واحد. وسقطت قذيفة هاون على كلية التربية وأخرى على كلية الحقوق المقابلة لها، وثالثة على كلية التجارة تسببت بقتل شخص. دمشق الفارغة من الحركة، أصبحت منطقة عسكرية، كما أعلنها، منذ الثلاثاء، قائد جيش الإسلام زهران علوش.

 

النظام أخذ تهديدات زهران بجدية، فتهيأت المشافى والهلال الأحمر انتظاراً للصواريخ والقذائف، ونشرت الكثير من المواقع والصحف أن أعداد الجرحى كبيرة، وأما القتلى فأقل من عشرة أشخاص.

 

لم يحقق زهران أية إصابات لمراكز أمنية ولا عسكرية، رغم أنه قال، الثلاثاء: “رداً على الغارات الجوية الهمجية التي ينفذها النظام على مدينة دوما وبقية مدن الغوطة الشرقية، وبسبب اكتظاظ العاصمة بالثكنات العسكرية والمراكز الأمنية ومقرات القيادة والسيطرة التابعة للنظام، فإننا نعلن مدينة دمشق بالكامل منطقة عسكرية ومسرحاً للعمليات، ونرجو من كافة المدنيين وأعضاء البعثات الديبلوماسية، وطلاب المدارس والجامعات عدم الاقتراب من أي مقر من مقرات النظام أو حواجزه أو المسير بجانب السيارات التابعة للنظام أو التجول أثناء أوقات الدوام في شوارع العاصمة، مع توخي الحيطة والحذر الشديدين”.

وفي تغريدة جديدة، الخميس، في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، قال زهران، بإن معلومات مؤكدة لديه، تفيد بأن قوات النظام في فرع فلسطين وإدارة أمن الدولة، تقوم بإطلاق قذائف الهاون على التجمعات المدنية، وخاصة حي الميدان، لتشويه صورة جيش الإسلام.

 

وتأتي الصورايخ على دمشق بعد أن فرض زهران سلطته المطلقة، على معظم أرجاء الغوطة، ويريد أن يتفرغ الآن، لمهاجمة العاصمة، الحصن الأخير للنظام؛ الهدف الذي تأخر كثيراً التصويب نحوه. لكنه بصواريخه وقذائفه، يقتل المدنيين والطلاب، وبذلك ينتقل إلى منافسة النظام في قتل الأبرياء.

 

وكان طيران النظام الحربي، قد نفّذ الخميس، ما لا يقل عن 34 غارة، على الغوطة الشرقية، وسط استمرار قصف قواته لمدن دوما وعربين وزملكا. ونسف طيران النظام المشفى الميداني في دوما، وأسفرت الغارات عن مقتل 16 شخصاً معظمهم من الأطفال والنساء، وسقوط مئات الجرحى. كما قتل 20 شخصاً بغارات على مدينة كفربطنا.

 

وشهد فجر الخميس، محاولة النظام اقتحام مدينة دوما، عبر حشود عسكرية ضخمة على جبهة مخيم الوافدين. وتمكنت قوات المعارضة من صد الهجوم، بالتزامن مع قصف عنيف من قبل ثكنات قوات النظام في المخيم، المطلة على دوما. واستخدمت قوات النظام الأسلحة الثقيلة وصواريخ أرض –أرض، وبراميل الفيل المتفجرة، والقنابل الفراغية. وكان جيش الإسلام قد شنّ من جهته هجوماً مباغتاً على تل كردي شرقي الغوطة، قتل خلاله 20 عنصراً من قوات النظام.

 

وكانت قوات المعارضة المسلحة، قد استعادت السيطرة، الأربعاء، على مسجد بدر وعدد من الأبنية، في حي جوبر شرق العاصمة دمشق. في حين تستمر المعارك على أطراف جوبر، وعلى المتحلق الجنوبي، بعد حشد النظام لقوات ضخمة في محاولة لاقتحام الحي.

 

مقتل وجرح أطفال في تجدد الغارات على حلب ودوما  

جدد طيران النظام السوري المروحي اليوم قصفه بالبراميل المتفجرة لأحياء في مدينة حلب شمال البلاد، مما أسفر عن سقوط قتلى من عائلة واحدة بينهم أطفال، في حين تعرضت مدينة دوما بالغوطة الشرقية للعاصمة دمشق لغارات جوية جديدة أوقعت خمسة قتلى وعشرات الجرحى، بينهم أطفال أيضا.

 

يأتي ذلك بينما تصدت كتائب المعارضة لهجوم قوات للنظام حاولت التقدم في محيط مدينة دوما، مخلفة خسائر في صفوف المهاجمين. وجاءت هذه التطورات بعد يوم من غارات دامية خلفت نحو خمسين قتيلا في حلب وسبعين قتيلا بالغوطة الشرقية.

 

وأفاد مراسل الجزيرة في حلب بسقوط قتلى وجرحى في قصف قوات النظام بالبراميل المتفجرة لحلب القديمة.

 

وفي هذا السياق أشارت شبكة سوريا مباشر إلى مقتل ستة أشخاص من عائلة واحدة -بينهم ثلاثة أطفال- جراء سقوط براميل متفجرة على حي قرلق بحلب. وفي نفس الإطار أكد اتحاد تنسيقيات الثورة سقوط براميل متفجرة في أحياء مساكن هنانون وطريق الكاستلو والهلك.

 

وفي ريف دمشق شن الطيران الحربي للنظام منذ صباح اليوم عشر غارات على الأقل على مدينة دوما بالغوطة الشرقية، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل وإصابة العشرات -بينهم أطفال- بحسب تنسيقية دوما، في حين وثق اتحاد تنسيقيات الثورة مقتل طفل على الأقل في تلك الغارات.

 

خسائر للنظام

في هذه الأثناء أشارت وكالة مسار برس المعارضة اليوم الجمعة إلى مقتل أربعة من عناصر النظام في اشتباكات أثناء تصدي قوات المعارضة لمحاولتهم التقدم نحو مدينة دوما.

 

وفي داريا بالغوطة الغربية لدمشق أفاد ناشطون اليوم بأن مقاتلين من الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام ولواء شهداء الإسلام تمكنوا من تفجير مبنى على الجبهة الشمالية لمدينة داريا، مما أسفر عن مقتل أكثر من ثلاثين جندياً من القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد ومليشيات حزب الله اللبناني.

 

جاء ذلك بعدما اقتحمت قوات النظام نفس المبنى صباح اليوم تحت تغطية نارية كثيفة مصاحبة للقصف العنيف على المنطقة، تمكنت بعدها من التمركز فيه قبل أن يتم تفجيره.

 

وفي التطورات الأخرى اليوم ألقت مروحيات النظام السوري براميل متفجرة على مدينة خان شيخون وقرية عابدين وحرش القصابية في ريف إدلب الجنوبي، بحسب ناشطين.

 

وكان مراسل الجزيرة في سوريا أفاد بمقتل نحو خمسين شخصا وإصابة آخرين بعدما ألقى طيران النظام السوري أمس الخميس برميلا متفجرا على الدوار الرئيسي في حي بعيدين شمال شرقي حلب. ويعدّ الدوار همزة وصل مهمة بين المدينة وريفها، ويشهد على مدار الساعة اكتظاظا بالحافلات والسيارات المتوجهة من وإلى حلب، باتجاه ريف المدينة.

 

وشهدت مدن وبلدات الغوطة الشرقية في ريف دمشق أمس يوما داميا حيث قتل ما لا يقل عن سبعين مدنيا وأصيب مئات آخرون -بينهم أطفال ونساء- جراء غارات وقصف مكثف من قوات النظام السوري. وجاء هذا القصف عقب تعرض نقاط تابعة للنظام السوري في العاصمة دمشق لهجوم بعشرات الصواريخ من قبل المعارضة المسلحة، أدى إلى مقتل خمسة أشخاص.

 

الأكراد يعلنون حصيلة قتلاهم في المعارك ضد تنظيم الدولة

ناظم الكاكئي-أربيل

نشرت وزارة البشمركة في إقليم كردستان العراق حصيلة القتلى والمصابين في صفوف قواتها خلال المواجهات الدائرة مع مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية منذ يونيو/حزيران العام الماضي, دون الإشارة إلى عدد الأسرى وعدد الضحايا المدنيين على الأقل في المناطق التي تقع تحت سيطرة القوات الكردية أو التي استعادتها مؤخرا بعد أن استولى عليها تنظيم الدولة.

 

وقد أكد الأمين العام لوزارة البشمركة جبار ياور منده أن “الحصيلة النهائية للخسائر البشرية في تشكيلات قوات البشمركة في جميع المحاور بلغ 999 قتيلا و4596 مصابا بجروح مختلفة”.

 

وقال للجزيرة نت إن وزارته ملزمة بدقة هذه الأرقام، كون البشمركة هي القوة البرية الوحيدة التي تقاتل مسلحي تنظيم الدولة بالمناطق التي تقع تحت سيطرة القوات الكردية والمتاخمة للمحافظات الشمالية, داعيا إلى زيادة تعاون قوات التحالف الدولي مع البشمركة “التي سجلت ملاحم بطولية خلال الفترة الماضية”.

 

وأضاف ياور أن البشمركة “تدافع بقوة، وحررت مئات الكيلومترات التي كان مقاتلو تنظيم الدولة يسيطرون عليها داخل العراق، كما ساهمت في تحرير مدينة عين العرب السورية من مسلحي التنظيم الذين أصبحوا على بعد 25 كيلومترا جنوبي المدينة”.

 

معلومات دقيقة

 

ويشدد لواء البشمركة صلاح فيلي على أن “المعلومات التي تنشرها وزارة البشمركة في إقليم كردستان العراق دقيقة وحساسة أيضا، كونها تعتمد على احصاءات يومية تنقل من محاور جبهات القتال مع تنظيم الدولة الإسلامية، وليست اعتباطية”.

 

وتابع للجزيرة نت “هذه البيانات عامة وتشمل المتطوعين الجدد أيضا الذين يلتحقون مباشرة بتشكيلات البشمركة، ويتوزعون على الأفواج والسرايا العسكرية ويُنشرون في سجلات الوحدات العسكرية” مشيرا إلى أن أكثر الضحايا في صفوف قوات البشمركة سقطوا جنوب كركوك بعد محاولات عديدة لمسلحي تنظيم الدولة السيطرة على المدينة، والتي باءت جميعها بالفشل على الرغم من تسخير جميع طاقاته واستخدامه لأسلحة متطورة كانت البشمركة تفتقر إليها إلى وقت قريب.

 

وأوضح فيلي أن قوات البشمركة تقاتل على طول ألف كيلومتر ومنذ ستة أشهر بدون توقف، ولم تحرر منطقة وتتركها، فمن الطبيعي أن تكون لديها ضحايا وتضحيات سيما أن العدو مجهز بأسلحة متطورة.

 

ضحايا آخرون

ويتناول الباحث والمحلل السياسي عز الدين رمزي الأرقام التي أعلنتها وزارة البشمركة بكردستان العراق على لسان أمينها العام، ويرى أنها “لا تشمل كل الضحايا، فهناك قتلى وجرحى من قوات الأسايش الكردية التي لا تنتمي لوزارة البشمركة بل المجلس الأعلى لأسايش إقليم كردستان” وأيضا هناك ضحايا من الشرطة المحلية في كركوك التابعة لوزارة الداخلية.

 

واستطرد بالقول إن الإحصائية التي نشرتها وزارة البشمركة لم تذكر عدد الأسرى والمفقودين لدى تنظيم الدولة، وذلك يعني أنه لا بد من دقة في المعلومات، خاصة أن الطرف الثاني هو مجرد تنظيم وليس دولة، ولا يمكن للمنظمات الدولية ضمان حياتهم.

 

وأشار المتحدث إلى أن “وزارة البشمركة بنشرها حصيلة القتلى والمصابين في صفوفها تريد توجيه رسالة إلى المجتمع الدولي والحكومة العراقية بأن قواتها تتحمل المصاب الذي أوقعها الآخرون فيه، وأيضا لطمأنة الشارع الكردستاني بأن كفة الميزان في القتال الدائر لصالحها، كون أضعاف هذا الرقم قد سقط من جانب العدو”.

 

ويبرر رمزي ما ذهب إليه حول وجود ضحايا من الجانب الآخر، بالقول “هناك طائرات تقصف مواقع لهم، إلى جانب طيران قوات التحالف”.

 

وتوقع أن تشتد حدة القتال الدائر بين البشمركة ومسلحي تنظيم الدولة وسقوط المزيد من الضحايا في جنوب وغرب مدينة كركوك تحديدا، سيما أن التسريبات الإعلامية تشير إلى أن الجانبين في حالة تأهب للهجوم بعد أن أجمعوا قواتهما في تلك المنطقة، التي تشكل إستراتيجية وأهمية بالنسبة للأكراد لا تقل شأنا عن محافظات إقليم كردستان العراق إن لم تكن أكثر أهمية.

 

بدير الزور.. تنظيم الدولة يسلح مقاتلين لم يبايعوه  

ياسر العيسى-دير الزور

يقول جاسم -المقاتل المعارض في دير الزور- إنه مع زملائه في فصائل المعارضة عادوا للقتال ضد قوات النظام، بعد تحقيق الأخيرة تقدما كبيرا في المناطق المحيطة بمطار دير الزور العسكري لتصل إلى تخوم القرى المجاورة له، وطلب تنظيم الدولة الإسلامية منهم العودة، لكنهم اشترطوا عدم مبايعة التنظيم.

 

ويتابع أنهم باتوا بين نارين، “نار الخوف على أهلنا من احتمال سيطرة النظام على قرانا ومناطقنا، ونار تحمل تصرفات التنظيم وقادته التي لا تطاق”.

 

وأضح للجزيرة نت أن “تنظيم الدولة لبى بعض مطالبنا، بينها زيادة كميات الذخيرة التي كانت محدودة جدا، مقابل تبذير كبير في الذخيرة المعطاة لمقاتلي التنظيم المجاورين لنا، ممن لا تقاس جهودهم العسكرية بجهودنا”.

 

ويعد هذا الوضع سابقة وحالة استثنائية في تاريخ تنظيم الدولة، حيث لم يسبق له أن سلح ودعم مجموعات مقاتلة لا تعمل تحت رايته ولم تبايعه.

 

والتقدم النوعي الذي حققته قوات النظام، وبمشاركة العديد من مقاتلي العشائر الذين أطلق عليهم اسم “مقاتلي الشعيطات”، أجبر الأهالي في القرى المجاورة على النزوح، وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في المحافظة قبل نحو ثلاثة أعوام.

 

ويقول عدد من سكان المدينة إن القصف الشديد الذي رافق هذه الاشتباكات، والغارات المكثفة من طيران النظام، كانت سببا من أسباب النزوح، إلا أن آخرين أكدوا للجزيرة نت أن “السبب الرئيس هو اقتراب النظام من مناطقهم، واهتزاز ثقتهم بالإمكانيات العسكرية لتنظيم الدولة”.

 

تسويات للعودة

وكشف مصدر ميداني للجزيرة نت عن وجود “تسويات” أدت لعودة المقاتلين، أبرزها “زيادة رواتبهم، ومشاركة الكتائب في الخطط العسكرية الموضوعة بجبهات المطار، والتي كانت حكرا في الأشهر السابقة على قادة التنظيم الميدانيين دون استشارة المرابطين على الأرض”.

 

ونبه إلى “فشل أغلب هذه الخطط، مما أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى، وبشكل يفوق ما خسرته المعارضة السورية خلال العامين اللذين سبقا سيطرة التنظيم على المنطقة”.

 

وتابع المصدر “العودة لم تكن كاملة بسبب رفض الكثيرين القتال مع التنظيم، وتحكم قادته العسكريين وأغلبهم من دول المغرب العربي، الذين لا علم لهم بجغرافية المنطقة، ولا بطبيعة القتال الجاري هناك”.

 

وأكد أن “الكتائب المرابطة عند المطار رفضت مبايعة تنظيم الدولة الإسلامية منذ البداية، ولم يستطع التنظيم إجبارهم على المبايعة أو الرحيل كما فعل مع غيرهم، بسبب حاجته الماسة لهم، ولمعرفتهم بالجبهات المرابطين فيها”.

 

فشل الخطط

أحد المقاتلين -ورفض ذكر اسمه- يصف ما يحصل في جبهات المطار بالقول إنهم “يريدون منا التقدم، ولا يدعموننا”، في إشارة إلى رفض تنظيم الدولة تزويدهم بالذخائر الكافية، مبينا أن الحجة التي يطرحونها دائما هي “عدم المبايعة”.

 

ويتابع المقاتل حديثه للجزيرة نت، “عناصر التنظيم الذين يرابطون معنا لا يعلمون أبدا جغرافية المنطقة، الأمر الذي كان سببا في ملازمتهم لنا أغلب الأحيان، مخافة ضياع الطريق”.

 

بدوره يعزو “أبو الحارث” -قائد سابق لإحدى المجموعات المقاتلة بدير الزور- أسباب فشل تنظيم الدولة في خططه العسكرية لصغر سن واضعي الخطط، ورفضهم استشارة أصحاب الأرض الحقيقيين.

 

وأضاف “عمليات النظام خلال الأيام الماضية هدفها إعلامي ونفسي أكثر مما هو عسكري”، موضحا أن الجانب الإعلامي يتمثل في “رفع معنويات جنوده، وكسب تأييد المدنيين في مناطقه الذين يحاصرهم التنظيم منذ أسابيع”، إضافة إلى “استغلال هزائم تنظيم الدولة الأخيرة في سورية والعراق، وخاصة عين العرب، والتي كان لها تأثير كبير على معنويات مقاتلي التنظيم”.

 

وخلص إلى أن “قوات النظام لا تملك الإمكانات العسكرية والبشرية للامتداد في مناطق أوسع، وجعل قواته أهدافا سهلة، كما أن التنظيم غير قادر وفق إمكانياته الحالية، على اقتحام المطار والسيطرة عليه”.

 

وسيطر تنظيم الدولة على دير الزور (التي يسميها ولاية الخير بسبب احتوائها على كميات كبيرة من النفط) بشكل شبه كامل في أواخر يوليو/تموز الماضي بعد أسابيع من القتال مع جبهة النصرة وكتائب المعارضة السورية، لتبقى بعض أحياء المدينة تحت سيطرة النظام، يضاف إليها مطار ولواء عسكري وقريتا عياش والبغيلية، وكذلك قرية الجفرة الملاصقة تماما للمطار.

 

قيادي بتنظيم الدولة يبرر إحراق الكساسبة  

نشرت مواقع إنترنت مقربة من تنظيم الدولة الإسلامية مقالا لمن وُصف بأنه أحد قادته، يبرر فيه إحراق التنظيم للطيار الأردني معاذ الكساسبة حيا، وذلك في أول رد فعل للتنظيم على الإدانات والانتقادات الواسعة التي وُجهت إليه بهذا الخصوص.

 

وقال القيادي في التنظيم أبو خطاب اليماني إن الطيار الأردني كان “يُحرِّق أطفال المسلمين ونساءَهم ورجالَهم بنيران قاذفات طائراته”.

 

واستدل اليماني بآراء بعض الفقهاء التي تذهب إلى أنه “لا يجوز ابتداء العقوبة بالنار إلا في حالات المعاملة بالمثل، والقصاص”، وهو ما حدث بالنسبة لمعاذ الكساسبة، على حد تعبيره.

 

وأضاف أن دخول الكساسبة تحت ما سماها راية الصليب، وإعانتَه على قتل المسلمين، فعلٌ يُخرج صاحبه من الإسلام، وهو ما يبرر تحريقه على حد قوله.

 

وكان علماء دين مسلمون أدانوا إقدام تنظيم الدولة على قتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقا في شريط مصور نشر الثلاثاء الماضي، مشددين على أن “الإسلام بريء من تلك الأفعال الإجرامية”.

 

كما أثار إحراق الطيار الأردني ردود فعل منددة دولية وعربية وإسلامية واسعة.

 

عشرات القتلى في 60 غارة على ريف دمشق

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قتل ما لا يقل عن 66 شخصاً، بينهم 12 طفلاً، في قصف جوي وصاروخي نفذته القوات السورية على مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في ريف دمشق، وذلك رداً على استهداف العاصمة بوابل من القذائف، كما قتل أكثر من 25 آخرين في حلب جراء سقوط برميل متفجر على حافلة ركاب.

 

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن “قتل 66 شخصاً، بينهم 12 طفلاً، في القصف الجوي والصاروخي على مناطق في الغوطة الشرقية”، بحسب فرانس برس.

 

وشهدت دمشق والغوطة يوماً دامياً الخميس حيث تجاوز عدد الغارات الجوية التي نفذتها الطائرات الحكومية 60 غارة، في حين أطلق جيش الإسلام منذ الصباح على أحياء عدة في دمشق أكثر من 120 قذيفة صاروخية أدت إلى مقتل 10 أشخاص بينهم طفل، وبإصابة 50 آخرين بجروح، بحسب المرصد السوري، بينما ذكر ناشطون معارضون إنه تم إطلاق 300 قذيفة على دمشق.

 

وأدى القصف إلى إغلاق جامعة دمشق في حين لزم السكان منازلهم، غير أن سكاناً في الغوطة قالوا إن القصف على مناطقهم بدأ قبل سقوط القذائف على دمشق.

 

ووصف مصور فرانس برس في مدينة دوما في الغوطة الشرقية اليوم الطويل من الغارات بأنه “أسوأ الأيام” التي عاشتها دوما منذ بدء النزاع في سوريا قبل 4 سنوات.

 

وأشار المرصد إلى أن النظام يستخدم الطائرات الحربية وصواريخ من طراز أرض أرض في قصف هذه المناطق التي تعتبر معاقل للمعارضة المسلحة.

 

وأفاد المرصد أن هذه الغارات أوقعت حوالي 140 جريحاً غصت بهم المستشفيات الميدانية في دوما وعربين وكفربطنا وعين ترما، وجميعها في الغوطة الشرقية.

 

وقالت فرانس برس إن “الوضع في المشافي سيء جداً.. وهناك نقص في كل شيء”، ومشيرا الى اصابة طبيب وعدد من افراد طاقم الاسعاف بجروح في المدينة.

 

وقال مسؤول أمني في دمشق لوكالة فرانس برس “إذا ظنت المجموعات المسلحة، أنها بقصفها دمشق، ستخفف الضغط عنها، فهي مخطئة. سنواصل مطاردتهم حتى القضاء عليهم”.

 

وتحاصر قوات النظام الغوطة الشرقية منذ أكثر من سنة، كما ينفذ سلاح الجو غارات بشكل منتظم على المنطقة في محاولة للقضاء على معاقل المعارضة المسلحة وإبعاد خطرها عن دمشق.

 

وفي حلب قتل 25 شخصاً على الأقل، وأصيب العشرات، جراء سقوط برميل متفجر على حي بعيدين في المدينة على حافلة كانت تقل مدنيين خارج الحي بحسب ما ذكر الناشطون.

 

وأوضح الناشطون أن عدد الجرحى بلغ نحو 40 شخصاً، غالبيتهم من الأطفال والنساء.

 

“جيش الإسلام” يطلق 120 صاروخا على دمشق ومقتل 180 في غارات طيران النظام على الغوطة

(CNN)– قتل نحو 180 شخصا في الغارات التي نفذها طيران النظام السوري الخميس، على عدة مناطق في غوطة دمشق الشرقية، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الأنسان، الذي أكد أن عدد الغارات وصل إلى 40 غارة، استهدفت مدينتي دوما وعربين، ومناطق بلدة كفر بطنا، وعين ترما، وأماكن أخرى.

 

وأفاد المرصد بوقوع قصف بصواريخ يعتقد أنها صواريخ أرض- أرض، على مناطق كفر بطنا، أسفرت عن سقوط 35 قتيلا في تلك المنطقة بينهم 4 أطفال وخمس نساء، وقال بأن العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود نحو 140 جريحا، العشرات منهم أصيبوا بجراح بليغة.

 

وحول القصف على العاصمة السورية، أفاد المرصد بأن “جيش الإسلام” أطلق أكثر من 120 صاروخا على العاصمة دمشق، وأن 9 مواطنين قتلوا، بينهم طفل، وأحد عناصر الشرطة، كما أصيب 50 آخرون بجروح. لكن وكالة الأنباء السورية الرسمية تحدث عن سقوط 5 قتلى وإصابة 33 شخصا بجروح، بينهم امرأة في السبعين من عمرها بحسب ما أفادت الوكالة.

 

السعودية ترى ترتيب أوضاع الائتلاف الوطني السوري “أولوية” تليها وحدة المعارضة

روما (6 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قالت مصادر سورية معارضة إن السعودية تُرحّب بوحدة برامج ورؤى المعارضة السورية لكنها ترى أن ترتيب أوضاع الائتلاف الوطني “أولوية ملحّة”، قد تليها خطوة التوحيد.

 

ووفق مصادر متطابقة من الائتلاف ومن تيارات سورية معارضة أخرى، فإن الرياض لم تكن راضية تماماً عن اجتماعات المعارضة في القاهرة الشهر الماضي لتوحيد رؤى وبرامج المعارضة لأنها لم تر أن التوقيت موفقاً واعتبرته متسرعاً.

 

وأشار قادة في المعارضة إلى أن السعودية ترى أن الأولوية الأكثر إلحاحاً هي ترتيب أوضاع الائتلاف الداخلية قبل أي عملية توحيد كي يكون الائتلاف بوضع أقوى وبصيغة تمثيلية أفضل وأشمل.

 

ونوّهوا إلى أن قياديين في الائتلاف على صلة وثيقة بالسعودية سيساهمون في الفترة المقبلة في عملية إعادة ترتيب أوضاع الائتلاف الداخلية بشكل سريع وجدّي، في ما يشبه عملية تصحيحية شاملة، تمهيداً لطرح فكرة توسيعه وتوحيد برنامجه ورؤيته للحل السياسي مع بقية أطياف المعارضة السورية.

 

ولم يستبعدوا أن يحصل تعاون مع اللجنة المنبثقة عن مؤتمر القاهرة بعد إدخال تعديلات وإضافات على البيان الختامي الذي اتفقت عليه شخصيات سورية معارضة في العاصمة المصرية الشهر الماضي

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى