أحداث الجمعة 12 آب 2016
تواصل الاشتباكات في حلب… وجدال دولي حول «الهدنة الإنسانية»
الدمام – منيرة الهديب < لندن، باريس، نيويورك، جنيف، دمشق – «الحياة»، رويترز، أ ف ب –
استمرت الاشتباكات والمعارك في حلب في وقت بدت روسيا والدول الغربية أمس على طرفي نقيض في شأن تفجر الوضع الميداني ودور مجلس الأمن في معالجته، وتواجه الطرفان بطرحين متناقضين وتجادلا في شأن كيفية التوصل إلى موقف يدعو إلى هدنة أو هدنات لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى المدينة.
ودارت معارك الأمس بين القوات النظامية وفصائل مقاتلة في محيط حلب على رغم إعلان موسكو هدنة إنسانية لمدة ثلاث ساعات. وتحدث «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن معارك عنيفة وقصف كثيف طوال الليل حتى صباح الخميس في جنوب غربي حلب، لافتاً إلى أن حدة الاشتباكات والقصف تراجعت مع موعد بدء الهدنة الإنسانية التي أعلنت عنها روسيا من الساعة 10:00 إلى 13:00 بالتوقيت المحلي». واعتبر المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في مؤتمر صحافي في جنيف، أن هدنة من «ثلاث ساعات لا تكفي»، وقال إن هذا الاقتراح «الأحادي الجانب» من موسكو لا يمكن أن يؤدي إلى ادخال قوافل المساعدات. ونقل عن الروس استعدادهم «لمناقشة كيفية تحسين اقتراحهم الأصلي»، مجدداً مطالبة الأمم المتحدة بهدنة من 48 ساعة لإيصال المساعدات.
وغداة اتهام ناشطين معارضين للقوات النظامية بإلقاء برميل متفجر على حي الزبدية الخاضع لسيطرة الفصائل في حلب يحتوي على غاز الكلور، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت أن بلاده «قلقة حيال معلومات» عن وقوع هجوم كيماوي.
واستقبل وزير الخارجية السعودي عادل الجبير رئيس «الهيئة العليا للمفاوضات» رياض حجاب، وبحثا في «عددٍ من المواضيع ذات العلاقة بالشأن السوري»، ووصف سفير «الائتلاف الوطني السوري» في باريس عضو «الهيئة العليا» منذر ماخوس، التقدم الذي أحرزته فصائل معارضة في حلب بـ «القيمة المضافة» لإنضاج حل سياسي، مؤكداً أن «الحل السياسي في سورية لن يتحقق من دون ضغط عسكري لمصلحة المعارضة والثوار وخلق ظروف عسكرية جديدة تنهي مراهنة النظام على إمكان استمراره»، مشيراً إلى أن «الأوضاع الحالية في حلب والتقدم الذي أحرزه الثوار والفصائل المقاتلة من شأنها خلق شروط جديدة تنهي مراهنة النظام على إمكان استمراره».
وفي موسكو، ذُكر أن روسيا تخطط لتحويل مطارها العسكري في حميميم في اللاذقية حيث تتمركز طائراتها منذ نهاية أيلول (سبتمبر) الماضي، إلى قاعدة جوية دائمة. وقال فرانتس كلينتسيفيتش، النائب الأول لرئيس لجنة شؤون الدفاع والأمن في المجلس لصحيفة «إيزفيستيا»: «بعد تحديد وضعها القانوني، ستصبح حميميم قاعدة عسكرية روسية. سنشيد فيها بنية تحتية مناسبة، وسيعيش عسكريونا في ظروف كريمة». ولم يستبعد بعد ذلك إمكان زيادة عدد الطائرات العسكرية الروسية، لكنه أكد أنه «لن يتم نشر أسلحة نووية وقاذفات ثقيلة بصورة دائمة» في سورية.
في نيويورك، بدت روسيا والدول الغربية أمس، على طرفي نقيض في شأن تفجر الوضع الميداني في حلب ودور مجلس الأمن في معالجته. وفيما تمسكت الدول الغربية بضرورة التوصل إلى «هدنات كافية تستجيب لدعوة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين» الذي دعا إلى هدنة أسبوعية من ٤٨ ساعة، شدد السفير الروسي فيتالي تشوركين على تمسك بلاده بمبدأ «هدنة الثلاث ساعات»، معتبراً أنها «مهلة يجب أن تكون كافية، وفق ما نراه على شاشات التلفزيون، إذ إن المساعدات تدخل إلى المدينة بجهد من الحكومة السورية ونحن ندعمها بذلك». كما طرح تشوركين مشروع بيان يضع شروطاً على المجموعات المعارضة «لتعلن فك ارتباطها بالإرهابيين» ويؤكد ضرورة تنسيق دخول المساعدات الإنسانية مع الحكومة السورية ويدعو إلى رفع العقوبات عنها.
وقال إن روسيا تواصل البحث مع الولايات المتحدة ودي ميستورا للتوصل إلى توافق على «إجراءات إنسانية» من دون تحديد إطار زمني لذلك. وأضاف أن ثمة «أسئلة تطرح حول ما قاله أوبراين بأن الأمم المتحدة تحتاج إلى ٤٨ ساعة لإدخال المساعدات، قد تكون هذه المهلة مطلوبة لإدخال قوافل كبيرة، ولكننا نرى على التلفاز أن المساعدات تدخل والحكومة السورية منخرطة في ذلك ونحن ندعمها، وبالتالي مهلة الثلاث ساعات قد تكون كافية لمثل هذه الأنشطة».
من جهتها، جددت بريطانيا أمس طرح مشروع بيانها في شأن الدعوة إلى هدنة بعد إدخال تعديلات طفيفة على الصيغة التي اقترحتها الثلثاء. ويدعو المشروع البريطاني إلى «هدنة عاجلة وكافية» لإدخال المساعدات تقضي بوقف كل الأعمال العسكرية ويشدد على حرية اختيار سكان المدينة بين البقاء أو المغادرة «مع ضمان إيصال المساعدات لهم أينما كانوا» في شطري المدينة أو خارجها.
وقال ديبلوماسيون في المجلس إن روسيا طرحت مشروع بيان مضاداً، قوبل بدوره برفض غربي، إذ ركز على تحميل «الإرهابيين» مسؤولية تفاقم الأزمة الإنسانية، ووضع شروطاً على المجموعات المعارضة «لتعلن فك ارتباطها بالتنظيمات الإرهابية»، في إشارة إلى تنظيم «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً)./
مشاهد من حلب قبل أن يُطبِق الحصار على المدينة
حلب اليوم (أ ف ب)
محمد نبهان
الجميع يتكلم عن حلب، وعن معارك حاسمة هناك، وكما جرت العادة أخيراً، يتم وصف حلب بأنها المدينة الأخطر في العالم، وأنها المدينة الأكثر تعرضاً للتدمير منذ الحرب العالمية الثانية. أيضاً وأيضاً، لطالما ذكر اسمها في بداية كل اجتماعٍ لأي مؤسسة تهتم بالشأن الإنساني.
من جهتي، فالوضع مختلف قليلاً، فعندما أسمع اسم «حلب»، لا يحيلني خيالي إلى تلك المدينة المتروكة لإجرام قوى الطيران متعدد الجنسيات، كما لا أرى الأعداد الكبيرة من الميليشيات التي تنهش لحم المدينة وبشرها وكل ما هو حي فيها ليلَ نهارَ من دون رقيبٍ ينصف الضحايا. ليس أيٌّ مما سبق، وإنما على نقيض ذلك، أتذكرُ حلب في أبهى حللها.
لقد أتيحَ لي المقام لعامٍ كاملٍ فيها، حفلَ بكثيرٍ مما حفر في ذاكرتي. دخلتُ حلب وعلى مدخلها مكتوبٌ على رخامٍ صقيل: «حلب الوفاء»، توكيداً على تبعيتها لنظام الأسد، الذي كان آنذاك يشهد منذ أشهر سبعٍة ثورةً تتصاعد وتيرتها ضده. كان وصولي نهاية العام 2011 عندما قصدت جامعتها التي كانت في الساعات الأولى للقائي بها تشهد استقطاباً حاداً غلب عليه، على ما بدا لي، انجذابها إلى ضفة النظام، في شكلٍ أو في آخر، إذ أذكر ذلك الموقف الغريب، حين أُجبرت من موظف التسجيل، على الذهاب معه أنا وجميع من أراد التسجيل في ذلك اليوم، إلى واحدة من المسيرات المؤيدة في ساحة سعدالله الجابري. يومها، كان شأني شأنُ الجميع، ممن كانت وجوههم تشي بغضبٍ مكتوم، وتجنبوا على رغم ذلك، الاحتجاج على الدعوات «العفوية» التي نظمتها المؤسسات الحكومية والنقابات، ما قادنا في النهاية إلى هناك.
رواية الاصلاح
لم يطل هذا النفاق، كما لم تعش رواية الإصلاح في حلب طويلاً، فضلاً عن أسطورة الصمت المطبق على المدينة منذ ما بعد الثمانينات، وإلى الأبد. لقد قُضيَ على كل تلك الثرثرة الموجهة في الذكرى السنوية الأولى للثورة، إذ احتُجزتْ مجموعة من الطلبة الجامعيين، كنتُ بينهم، إضافة إلى شبان قادمين من أحياء المدينة، بعد انطلاق تظاهرة الجامع الكبير «الجامع الأموي»، في طقسٍ بدا أقرب الى الاحتفال الذي دُعيَ إليه، وأُشيعَ كنبوءةٍ في كل مناطق حلب، وهمساً بين طلبة جامعتها.
ضربنا موعداً بعد صلاة الظهر فور خروج المصلين، الأمرُ الذي لم يحدث وفق الخطة المأمولة تلك. كان أحد المشاركين متّقدَ الحماسة، إلى درجة أنه سارع إلى الهتاف بالتكبير في بهو الجامع، وقبل خروج الناس. كنتُ أنا وصديقي نلتقط أحذيتنا في تلك اللحظة، لنكتشف ما أن التفتنا حولنا أن قسماً لا بأس به ممن عَلِموا بالتظاهرة وكانوا ينوون المشاركة فيها، كانوا في الخارج لأسباب شتى. منهم من تردد خوفاً من عيون المخبرين، ومنهم من لم يكن في وارد الصلاة، من أشخاص ليبراليين أو يتبنون أسلوب حياة ٍغير ديني. عند بدء التكبير، اشتعلت حماسة هؤلاء أيضاً، لتتطور الأمور في ثوانٍ إلى إطلاق الرصاص من مخبري النظام وشبيحته المنتشرين في كل مكان. بدا أن مدخلَ الجامع وداخله خاليان من أعوان النظام، ما دفع الموجودين قريباً من الباب إلى إغلاقه، لنأمن نسبياً إلى بعضنا بعضاً ويبدأ ما هو أقربُ إلى التعارف الحذر، مواجهةٌ عارية بين الخوف والضرورة.
علم الاستقلال
التجأ الجميع في البداية إلى الاحتماء بالجدران والسقوف خوفاً من القناصين وأخبارهم التي كانت تفزعنا، إلى أن كسرت مجموعة من الشجعان الخوف فينا، بتسلقهم السور ورفع علم الاستقلال، علم الثورة السورية. يومها، وبينما كان الجميع مدركاً لحجم الخطر المحدق، ساد أيضاً وعيٌ جديد، لمستُه في حالة التقبل الجماعي لطيفِ اختلافاتنا كشبابٍ مناوئين للنظام، اختلافاتنا من حيث ألسنتنا وأفكارنا وطرق تعبيرنا. ما لا ينسى، تحديداً، من ذكرى ذلك اليوم، هو التجسيد الحي لأقصى إمكانات التعاون والتنسيق الفاعل بين المجموع، بدافعٍ من حتمية رفع المعنويات، وتصويب الرأي.
المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا ومساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية يان إيغلاند في مؤتمرهما الصحافي في جنيف أمس. (أ ب)
المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا ومساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية يان إيغلاند في مؤتمرهما الصحافي في جنيف أمس. (أ ب)
0
جنيف – موسى عاصي انتهى ذلك اللقاء الدامي بكسب مجموعةٍ من الأصدقاء، أحرصُ حتى اليوم على التواصل معهم. منهم من عبر البحر، ومنهم من انتهى به المطاف لاجئاً في لبنان أو تركيا، ومنهم من لا يزال صامداً في حلب المحررة.
يُفضي التأمل في حال الإنسان في حلب، الذي تحاصره فكرة الحصار بشجونها، حتى قبل أن يطبق الحصار أسواره حول المدينة. فمعنى فكّ الحصار عن حلب المحررة، عملياً، هو التوجه إلى محاصرة القسم الخاضع لسيطرة النظام من المدينة، وزيادة الضغط عليه. سيشكلُ موقفٌ كهذا، جحيماً حقيقياً بالنسبة إلى من يحمل السلاح على خط المواجهة في الجزء المحرر، وتقيم عائلته تحت سيطرة النظام في الوقت نفسه. عقبَ كل فرحٍ بالتحرير، تنهال القنابل وتُسفَكُ الدماء، ومع فكّ الحصار يطبقُ حصارٌ آخر.
أسألُ في حيرة العاجز الآن حيال التطورات المتسارعة: ترى لماذا أجدني في هذه الزاوية الحادة جداً، أفاضلُ بين حصارٍ وآخر؟ وما هو هذا القدر الأعمى، الذي قادنا إلى وضعٍ أجادَ وصفه المثل العربي القاسي: كجادع أنفه بيده؟.
الحياة
موسكو تطيل هدنة حلب إذا التزمتها المعارضة دو ميستورا: التصعيد لتحسين شروط التفاوض
فضل المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا الالتفاف على أي حديث أو سؤال من الصحافيين عن مصير الجولة المقررة مبدئياً نهاية آب الجاري للحوار بين الأطراف السوريين في جنيف، واختار العودة الى ما قاله قبل أيام في احاطته أمام مجلس الأمن من أن التركيز لا يزال على الموعد المحدد سابقاً، والمحادثات متى بدأت يجب أن تكون من دون شروط مسبقة “لأن من يضع الشروط المسبقة لا يريد دخول العملية الحوارية”.
لكن المبعوث الاممي أشار على نحو غير مباشر الى مساع تبذل لاعادة اطلاق الحوار قريباً عندما وضع التصعيد الأخير في حلب ومحيطها في خانة تحسين الشروط التفاوضية “عندما يشعر الأطراف المتحاربون بوجود فرصة للحوار”.
وصرح في مؤتمر صحافي بعد اللقاء الأسبوعي لمجموعتي العمل الدوليتين الإنسانية والعسكرية: “نحتاج الى تحديد واضح لتوقيت المحادثات وهذا التوقيت لا يزال نهاية آب”.
وقالت أوساط المجموعة الدولية لـ”النهار” إن اتصالات جدية تجري منذ أيام عدة من أجل العودة الى المحادثات وأن الأمم المتحدة تعول كثيراً على التقارب الذي يحصل بين موسكو وأنقرة وزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لموسكو ولقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتوقعت أن تظهر نتائج هذه اللقاءات التي تجري فيموازاة اتصالات مستمرة بين موسكو وواشنطن خلال أيام قليلة، وأشارت الى أن البحث يجري في تفاصيل مهمة كبدء مفاوضات مباشرة بين الأطراف ومشاركة الاكراد فيها انطلاقاً من التقارب الروسي – التركي.
ورداً على سؤال لـ”النهار” قال دو ميستورا ان كل هذه التفاصيل يمكن ان يجيب عنها الأسبوع المقبل.
وركز المؤتمر الصحافي المشترك لدو ميستورا ومساعد المبعوث الاممي للشؤون الإنسانية يان ايغلاند، على الأوضاع الإنسانية “الخطيرة في مدينة حلب بقسميها الشرقي، حيث السيطرة للمجموعات المسلحة، والغربي الذي تسيطر عليه القوات الحكومية”، وشدد على أن المبادرة الروسية (هدنة 3 ساعات) في حلب غير كافية والمطلوب هو هدنة 48 ساعة أسبوعياً.
وأوضح ايغلاند أن السكان في شطري حلب باتوا في حاجة الى مساعدات مماثلة وأنهم “يلقون المصير ذاته، فالمنطقتان تتعذيان بالمياه والكهرباء من المصادر نفسها وهذا الامر لا يحصل حاليا بشكل منتظم”، وشدد على أن الأمم المتحدة تحتاج الى الساعات الـ48 نظراً الى الكثافة السكانية في المدينة (250 ألفاً في شرق حلب وأكثر من مليون في الشطر الغربي) والى وعورة الطرق “التي دمرت في معظمها”.
وعلمت “النهار” ان الجانب الروسي اقترح إطالة أمد الهدنة في حلب “إذا تمكن الفريق الاممي من الحصول على التزام واضح من المجموعات المسلحة للهدنة أيضاً”.
وأبرز المسؤول الاممي ضرورة فتح طريق للامدادات من دمشق الى حلب وطريق آخر من تركيا، على أن يكون طريق الكاستيلو آمناً “لأنه الطريق الوحيد الذي يمكن إيصال المساعدات عبره الى شطري المدينة”. وكشف أن الجانب الروسي خلال اجتماع المجموعة الدولية في جنيف أمس، وافق على خطة قابلة للتنفيذ من أجل عبور هذا الطريق بشكل آمن وايصال المساعدات في الشرق والغرب”.
اتفاق المدن الـ4
من جهة أخرى، أعلن مساعد الممبعوث الاممي يعقوب الحلو المقيم في دمشق أن السكان الذين يعيشون في المدن الأربع التي تم التوصل الى توافق في شأنها العام الماضي بين الأطراف المتنازعين، كفريا والفوعا ومضايا والزبداني، يواجهون مأساة حقيقية وهم في حاجة الى مساعدات عاجلة.
وعدد دو ميستورا أسماء أطفال يواجهون خطر الموت بسبب الحصار وعدم السماح لهم بالخروج، وطالب “حزب الله” والحكومة السورية وايران من جهة و”أحرار الشام” من جهة أخرى بفتح الطرق الى هذه المدن بشكل سريع. وطالب الجانب الروسي في الاجتماع بالعودة الى الاتفاق عن هذه المدن الذي تم التوصل اليه في لقاءات عقدت في تركيا بين مسؤولين إيرانيين وآخرين من “جيش الإسلام” و”أحرار الشام” في رعاية تركية اممية، والذي يقضي بفتح المعابر اليها وايصال المساعدات ووقف الاعمال العدائية في مقابل انسحاب مقاتلي المعارضة مع عائلاتهم في اتجاه إدلب وتدمير السلاح الثقيل في الزبداني في مقابل خروج غالبية المدنيين من الفوعة وكفريا.
واشنطن
في غضون ذلك، صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية إليزابيت ترودو بأن الولايات المتحدة سترحب بتعاون عسكري تركي – روسي في سوريا إذا ما كان يستهدف حقاً تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).
وقالت: “لقد كنا واضحين جداً. إذا كانت روسيا حقاً مهتمة بمحاربة الدولة الإسلامية وبمكافحة تهديد إرهابي يواجهه المجتمع الدولي بأكمله فنحن سنرحب باهتمامها بذلك”.
وجاءت تصريحات الناطقة تعليقاً على تقارير إعلامية أشارت إلى تعاون عسكري مقترح بين تركيا وروسيا في سوريا.
تركيا تدعو روسيا إلى عمليات مشتركة ضد “داعش” في سوريا وترى أن القيادة السورية الحالية يمكنها الاضطلاع بدور في حل الأزمة
المصدر: (و ص ف، رويترز)
دعت تركيا روسيا الى عمليات مشتركة ضد تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في سوريا وقالت إن القيادة السورية الحالية يمكن ان تقوم بدور في عملية الانتقال السياسي.
صرح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو لشبكة “ان تي في” التركية الخاصة للتلفزيون على خلفية المصالحة بين موسكو وانقرة: “سنبحث في كل التفاصيل. لطالما دعونا روسيا الى عمليات مشتركة ضد داعش… عدونا المشترك… الاقتراح لا يزال مطروحاً”، محركاً مجدداً الاقتراح الذي قدمته انقرة قبل الخلاف مع موسكو.
وأضاف ان وفداً يضم ثلاثة مسؤولين أتراك يمثلون الجيش والاستخبارات والخارجية كان في روسيا أمس لاجراء محادثات في شأن سوريا.
وحرك الوزير بذلك اقتراحا لانقرة قبل الازمة مع موسكو اثر اسقاط سلاح الجو التركي في نهاية 2015 مقاتلة روسية فوق الحدود التركية – السورية.
وقام الرئيس رجب طيب اردوغان هذا الاسبوع بزيارة لروسيا اعادت العلاقات الى مسارها وإن يكن الرئيس فلاديمير بوتين اعتبر بان احياء التعاون والعلاقات الاقتصادية بين البلدين يحتاج الى “عمل شاق”.
وسوريا من الملفات الكبرى التي لا تتفق عليها انقرة وموسكو اذ تدعم روسيا عسكرياً الرئيس بشار الاسد الذي تطالب انقرة بتنحيه.
وقال جاويش أوغلو: “فلنحارب معا التنظيم الارهابي…للقضاء عليه في اقرب فرصة” لئلا يتمدد في سوريا والى دول أخرى. وكرر إنه لا يمكن إجراء عملية انتقال سياسي في سوريا في ظل وجود الأسد.
لكن وكالة الإعلام الروسية نقلت عن السفير التركي لدى روسيا أوميت يارديم أن حكومة تركيا تعتقد أن القيادة السورية الحالية يمكن أن تشارك في المحادثات الرامية الى حل الأزمة في سوريا. ونسبت اليه خلال مؤتمر صحافي في موسكو: “نرغب في أن تشارك القيادة السياسية الحالية للبلاد في عملية التفاوض”.
ونقلت وكالة “تاس” الروسية الرسمية للأنباء عن يارديم أن أنقرة لا تعارض قيام القيادة السورية الحالية بدور ما في عملية انتقال سياسي. وأعلن أن روسيا وتركيا اتفقتا على تكثيف اتصالاتهما في شأن سوريا.
وفي الوقت عينه، شدد يارديم على أنه ليس من حق حلف شمال الأطلسي أن يحدد لأنقرة مع من تبني علاقاتها وأن تركيا ستطور علاقاتها مع روسيا على رغم مواقف الغرب. وقال: “ليس في إمكان حلف شمال الأطلسي في أي حال أن يقيد اتصالاتنا مع الدول الأخرى… هذا يعني أنه ليس من حق حلف شمال الأطلسي أن يملي شروطه أو يحدد لنا من ينبغي لنا أو لا ينبغي لنا أن نجتمع ونتواصل معه”.
تداعيات الانقلاب
وعلى صعيد ذيول المحاولة الانقلابية الفاشلة التي جرت في 15 تموز، قال مسؤول تركي بارز إن ملحقين عسكريين اثنين في السفارة التركية باليونان اختفيا بعدما استدعتهما أنقرة في إطار التحقيقات المتعلقة بهذه المحاولة الشهر الماضي.
وسرحت تركيا التي تملك ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي آلاف العسكريين بينهم نحو 40 في المئة من جنرالاته بعد المحاولة الانقلابية التي قاد خلالها جنود متمردون طائرات مقاتلة وهليكوبتر ودبابات في محاولة للاستيلاء على السلطة.
وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه نظراً إلى حساسية الأمر: “نحن نعلم أن الملحقين العسكريين في اليونان حاولا السفر الى الخارج. معلومات الاستخبارات التي تلقيناها تشير إلى أنهما ربما ذهبا إلى إيطاليا… وإذا تأكد ذلك سنبلغ السلطات الإيطالية”.
وأضاف إن مكان الملحق العسكري في البوسنة غير معروف، لكن السفارة هناك نفت ذلك قائلة إنه لم يستدع.
وأشار مسؤولون إلى أن 160 من أفراد الجيش المطلوبين في ما يتعلق بمحاولة الانقلاب لا يزالون طلقاء ومنهم تسعة جنرالات.
وتتهم تركيا الداعية المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن بتدبير المحاولة الانقلابية مستغلاً شبكة واسعة من المدارس والجمعيات الخيرية والشركات التي أسسها على مدار عقود داخل تركيا وخارجها لايجاد “هيكل مواز” في مؤسسات الدولة.
وأعلن وزير التعليم عصمت يلمظ إن تركيا ألغت اجازات عمل 27424 شخصاً في قطاع التعليم في إطار تحقيقاتها في أمر الحركة التابعة لغولن.
بند في «الصفقة»؟ وماذا عن بقية الفصائل؟ ولماذا زيارة ظريف لتركيا؟
توسع عسكري روسي.. و«حرب» تركية على «داعش»!
كتب محرر الشؤون العربية:
لقاء سان بطرسبورغ يعزز الغموض السوري. لكن شيئا ما يتحرك ما بين موسكو وأنقرة وطهران. اللقاء الثلاثي الأطراف للاتراك والروس عقد، ووزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في العاصمة التركية اليوم، بعد اتصال بينه وبين نظيره الروسي سيرغي لافروف. اما نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف فسيكون في طهران الاثنين المقبل.
لم يقدم لقاء سان بطرسبورغ حتى الآن اجابات شافية لما دار بين الرئيس فلاديمير بوتين ورجب طيب اردوغان، او لما دار في الاجتماعات الثلاثية الاضلاع (الجيش والاستخبارات والخارجية) للدولتين. «الدرة اليتيمة» التي نطق بها الاتراك أمس تمثلت بالاعلان عن الرغبة في المشاركة مع الروس في الضربات الجوية ضد تنظيم «داعش» حتى لا يتكاثر في سوريا وغيرها.
الاتراك الذين ما زالوا يقولون إن لا مكان للرئيس بشار الاسد في المستقبل، لم يتطرقوا الى «انعطافة» تركية حول الشأن السوري. صحيح ان سلوكهم الميداني كان يشتهي انتصارا «داعشيا» مثلا في مدينة عين العرب في العام الماضي، ورعاية امنية وحدودية لتمديد عصابات التكفير في الاراضي السورية، وهو بهذا المعنى تحوّل تركي يجب مراقبة جديته، الا انه حتى الان ليس «انعطافة»، والاعلان عن الرغبة في محاربة «داعش» في حد ذاته يبدو ملتبسا، طالما ان لائحة الارهاب الخاصة ببوتين، «الصديق» الجديد لاردوغان، تشمل فصائل اخرى لا تقل تكفيرا وارهابا عن «داعش»، على غرار «نور الدين الزنكي» و «احرار الشام» و «جبهة النصرة»، وهي فصائل الكثير منها يتمتع بالحضن الدافئ للاجهزة الأمنية التركية.
ويعزز هذا الغموض سيل التكهنات والتساؤلات. هل تمّت مقايضة روسية ـ تركية، يتخلى بموجبها الروس عن الاعتراف بالتمثيل الكردي في موسكو ودعم قوات «وحدات حماية الشعب» الكردية في الشمال السوري، مقابل اجراءات تركية فاعلة لضبط حدودها المفتوحة امام السلاح والمقاتلين؟ هل تطرق لقاء سان بطرسبورغ الى مصير جثث الجنود الروس الخمسة في ادلب؟ وهل تقوم الاجهزة الامنية التركية حاليا باتصالات لسحبهم من هناك وتسليمهم الى «الحليف» الروسي المستجد؟ هل ينعكس التطبيع بين انقرة وموسكو على مصير الجبهات السورية، وتحديدا في حلب؟ وماذا سيكون موقف الايرانيين في ما لو كان هناك مثل هذه التفاهمات؟ ثم، الا يظهر نوع من الفتور الاميركي تجاه هذا التقارب إن صح التعبير بين روسيا وتركيا؟ وتتوالى التساؤلات.. لماذا هذا الصمت في دمشق؟ وهو صمت غالبا سينجلي بعد ان تتلقى العاصمة السورية زيارة من مسؤول روسي يضعها في اجواء سان بطرسبورغ. والاهم الآن، هل ستتجلى نتائج أي تفاهمات روسية ـ تركية في الاسابيع القليلة المقبلة، ام ستمتد الى ما بعد جلاء صناديق الانتخاب الاميركية عن رئيس جديد في البيت الابيض؟
الاسئلة كثيرة، لكن الاوضاع الملحّة في كل من انقرة وموسكو، قد تعجّل في إبراز ملامح التفاهمات بينهما. ولعل طاولة مفاوضات جنيف التي كان يفترض أن تلتئم في آب الحالي، قد تمنح مؤشرات اضافية على ما يمكن أن يكون.
اللافت الآن، أن موسكو كأنها تنتهج سياسة متعددة الأوجه. التطبيع مع اردوغان الجريح، يوازيه تصعيد في الدور السوري. موسكو الآن لاعب اساسي في تفاصيل التفاصيل المتعلقة بالهدنة في حلب. الإعلان الآن عن احتمال توسيع قاعدة حميميم العسكرية في اللاذقية، قد لا يكون عبثيا وهو يترافق مع الاعلان ايضا عن مناورات بحرية كبيرة قبالة السواحل السورية خلال الايام المقبلة، على الرغم من التوتر المستجد مع اوكرانيا والغرب في شبه جزيرة القرم.
وتبدأ المناورات البحرية الاثنين المقبل، بحسب ما اعلنت وزارة الدفاع الروسية، بمشاركة سفينتي «سيربوخوف» و «زيليوني دول» الصاروخيتين ومجموعة من السفن المساندة، وذلك بهدف «التحقق من قدرة قوات الأسطول على تسوية الأزمات المتعلقة بالتهديدات الإرهابية».
بالتوازي مع ذلك، قال النائب الأول لرئيس لجنة مجلس الاتحاد الروسي لشؤون الدفاع والأمن فرانتس كلينتسيفيتش لصحيفة «ايزفيستيا» الروسية إنه «بعد تحديد وضعها القانوني، ستصبح حميميم قاعدة عسكرية روسية، سنشيد فيها بنية تحتية مناسبة، وسيعيش عسكريونا في ظروف كريمة». لم يستبعد المسؤول الروسي احتمال زيادة عدد الطائرات العسكرية الروسية المتمركزة في سوريا، لكنه اكد انه «لن يتم نشر اسلحة نووية وقاذفات ثقيلة بصورة دائمة» فيها.
وفيما كانت القاذفات الاستراتيجية الروسية تشن غارات جوية على مواقع لتنظيم «داعش» في الرقة، أكد بوغدانوف ترحيب موسكو بإعلان وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو استعداد بلاده لبحث عمليات مشتركة مع روسيا ضد «داعش». وقال بوغدانوف «بالطبع تركيا شريك مهم جداً، وإذا كانت لديهم هذه التوجهات، فلا يسعنا سوى أن نرحب بما قاله جاويش أوغلو. وباعتقادي، فإن ذلك جاء نتيجة لاتصالات أجريناها مع شركائنا الأتراك على المستوى الأعلى وعلى مستويات أخرى. وأعتقد أنه إعلان مهم جدا».
وكان وزير الخارجية التركي أكد في وقت سابق استعداد أنقرة لدراسة إمكانية شن عملية عسكرية مشتركة مع روسيا ضد «داعش»، معلناً ان بلاده «ستكثف مشاركتها في العمليات ضد داعش، وسترسل مقاتلاتها لقصف مواقع التنظيم». وأضاف «إننا نعرف جميعا أين يتواجد إرهابيو داعش، ونحن كنا ندعو دائما إلى التركيز على العمليات ضدهم».
وأكد جاويش اوغلو أن وفدا يضم ثلاثة مسؤولين اتراك يمثلون الجيش والاستخبارات والخارجية «كان في روسيا الخميس لإجراء مباحثات حول سوريا»، مضيفاً «سنبحث في التفاصيل كافة. لطالما دعونا روسيا الى تنفيذ عمليات ضد داعش…عدونا المشترك الاقتراح ما زال مطروحا». وبحسب الوزير التركي، كُلف الوفد التركي الذي يزور روسيا البدء بتطبيق القرارات التي اتخذها اردوغان وبوتين الثلاثاء.
وقال الوزير التركي «فلنحارب معاً التنظيم الإرهابي للقضاء عليه في اقرب فرصة» لكي لا يتمدد في سوريا ولا الى دول اخرى.
وأوضح ان تعزيز التعاون بين تركيا وروسيا سيتيح تجنب أزمات مثل تلك التي نشأت من اسقاط المقاتلة الروسية، موضحاً أنه «لتفادي تكرار ذلك، علينا ان ننفذ آلية التضامن والتعاون بيننا، بما في ذلك تقاسم المعلومات الاستخبارية في الوقت المناسب».
وأكد وجوب ان تتوافر لاردوغان وبوتين وقائدي الجيشين وسائل تواصل مباشر في الوقت المناسب.
وأكد جاويش اوغلو مجدداً أمس عدم رؤية بلاده لأي دور للرئيس الأسد في المرحلة الانتقالية في سوريا.
من جهتها، أعلنت الخارجية الأميركية، على لسان المتحدثة باسمها إليزابيث ترودو، أن الولايات المتحدة سترحّب بالتعاون الروسي التركي إذا كان الهدف منه هو مواجهة تنظيم «داعش». كذلك، رحبت الأمم المتحدة، على لسان نائب أمينها العام، فرحان حق، بتوحيد جهود المجتمع الدولي في محاربة تنظيم «داعش».
من جهته، قال المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، إنه «يتابع باهتمام بالغ» محادثات أردوغان وبوتين بخصوص الأزمة السورية، معتبرا أن المحاولات التي تبذلها تركيا من أجل إيجاد حل لهذه الأزمة «لا يمكن الاستخفاف بها»، مضيفاً «اعتقد أننا يجب أن ننتظر نتائج زيارة إردوغان إلى موسكو لمعرفة الأطراف المشاركة في المفاوضات السورية».
وبحث وزيرا الخارجية، الروسي سيرغي لافروف، والإيراني محمد جواد ظريف، أمس، هاتفياً، مسألة الدعم الخارجي للتسوية السورية، بعد القمة التي جمعت بوتين ونظيره الايراني حسن روحاني في 8 آب الحالي.
وفي سياق مواز، أعلنت السفارة الروسية في إيران، أن بوغدانوف سيتوجه في زيارة عمل إلى طهران في 15 آب لبحث آخر التطورات في الشرق الأوسط مع التركيز على الشأن السوري.
وفي زيارته المرتقبة اليوم لأنقرة، سيلتقي ظريف نظيره التركي الذي من المقرر ان يعقد معه مؤتمراً صحافياً، ثم الرئيس رجب طيب اردوغان.
وكانت طهران، إلى جانب موسكو، من اوائل العواصم التي اعربت بعد الانقلاب التركي الفاشل في 15 تموز عن دعمها لأردوغان الذي اشتكى من تقاعس حلفائه الغربيين وفي مقدمهم الولايات المتحدة، عن الاعلان عن تضامنهم معه.
اعتداء على منزل وأعمال فنان الكاريكاتير السوري المعارض علي فرزات في دمشق
لندن- القدس العربي- تعرّض منزل فنان الكاريكاتير السوري علي فرزات في دمشق لاعتداء طال عدداً من أعمال الفنية كما أكد الفنان، الذي كان ترك دمشق في العام 2011 إثر عملية خطفه من وسط العاصمة السورية، والاعتداء عليه جسدياً وتهشيم أصابعه في محاولة لإسكاته رسوماته الناقدة للنظام.
فرزات أكد، في حديث لـ “القدس العربي”، أن قوة أمنية يترأسها ضابط برتبة رائد، كسرت قفل المنزل، وبدّلته، ثم ترك أربعة عناصر فيه. ليجري بعدها سرقة أثاث المنزل، وخلع صناديق وخزائن وسرقة رسوم”.
ونقل فرزات عن شهود عيان أن جيران المنزل سألوا القوة المداهمة فجاء الجواب بأن “لدينا أوامر عليا”، و”هذا ليس شغلكم”.
وتساءل الفنان السوري “دولة المؤسسات والقانون تلجأ عادة إلى مؤسسات قضاء مختصة، وتختم بالشمع الأحمر، أما ما يفعلونه هنا فهو “سلبطة” أمام الجميع″. وأضاف “هم فوق ذلك صادروا البيت وينوون عرضه للبيع في مزاد علني”.
الفنان قال إنه “بات من المعتاد التحريض على الفنانين والأدباء، ومصادرة بيوتهم نتيجة مواقفهم المعارضة”، وتساءل “ما الفرق بين النظام وبين “داعش” الذي يعتدي على المتاحف والتماثيل، فيما هم يكسرون أعمال الفنانين المعاصرين”.
وأضاف “يبدو أن الفكر والفن يوجعهم أكثر من أي شيء آخر. علي فرزات لا يملك سوى القلم، ليس لديه سلاح ولا آربي جي”.
ولم يخف الفنان سخريته، حتى وهو يراقب هذا الاعتداء على أعمال عزيزة بالنسبة له، حين قال “إنها لوحة كاريكاتيرية، حين نراهم يصادرون اللوحة مع الطنجرة والمقلاية. هناك سريالية في المشهد أكثر من سريالية وكاريكاتيرية اللوحة”.
الحادثة الجديدة أعادت إلى الأذهان الاعتداء الذي تعرض له فرزات مع بداية الثورة السورية العام 2011، حيث خطف من ساحة الأمويين وسط دمشق، وضرب وهشمت أصابعه قبل أن يلقى في الطريق. وهو يعلق بالقول “الحادثة كانت سببها النقد والرسم، بعد أن اعتبروا بعض رسوماتي التي تتناول الرئيس أو فروع الأمن تجاوزاً للمحرمات. لكن الحقيقة أنهم أدركوا أننا كسرنا حاجز الخوف، ولم نعد نقبل بتأليه الأشخاص الذين قدسوهم لأربعين عاماً”.
كذلك أشار الفنان إلى العديد من الحوادث المماثلة التي تعرّض لها فنانون، من أمثال الفنانين جمال سليمان ويارا صبري وعبدالحكيم قطيفان ومالك جندلي وابراهيم القاشوش”.
وختم فرزات بالقول “لا أدري إلى أين يريدون أن يصلوا. لديهم دائماً هاجس معاقبة الفنان ومنعه من الرسم. يحاولون لوي يدي ومنعي من القول”.
قوات سوريا الديمقراطية تستعد لاقتحام ما تبقى من احياء منبج تحت سيطرة تنظيم الدولة
دمشق- د ب أ- أعلنت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) أن جميع خيارات انقاذ المدنيين وطرد عناصر تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” من مدينة منبج في ريف حلب الشرقي قد فشلت رغم طرح ثلاث مبادرات لخروج المدنيين وعناصر التنظيم من المدينة.
وقالت قسد في بيان لها الجمعة تلقت وكالة الانباء الالمانية نسخة منه “أننا في المجلس العسكري لمنبج وريفها, نعلن أنه لم يبق لنا أي خيار لتحرير الرهائن غير الحسم العسكري، وإطلاق عملية شاملة لدحر بقايا ارهابيي داعش المتبقين في حي السرب الذي يتحصنون به، لتكون هذه عملية الحسم الأخيرة لتحرير مدينة منبج”.
وأضاف البيان “منذ بدء حملة تحرير منبج اتخذ تنظيم داعش المدنيين دروعاً بشرية للاحتماء بهم، وجعلهم جزء من خططه في الحرب؛ و نحن بدورنا اخذنا كل الاحتياطات اللازمة لتأمين سلامة وحياة اهلنا واعتبرناها من أولوياتنا الأساسية واتخذنا كل التدابير اللازمة لوقاية المدنيين الأبرياء من أي مكروه”.
واكدت قوات التحالف الذي يضم عناصر كردية وعربية وسريانية وأرمنية وتركمانية، انها “بسطت سيطرتها على معظم أحياء المدينة وحصر فلول ارهابيي داعش في جزء ضيق من حي السرب”.
وتابع أنه “انطلاقاً من حساسيتنا تجاه أمن وسلامة المدنيين قدمنا حتى الان ثلاث مبادرات تهدف لإنقاذ المدنيين واخراجهم من مناطق الاشتباكات، كانت اخرها قبل خمسة ايام, حيث رفضها إرهابيو داعش”.
واقتربت عملية حملة تحرير منبج من يومها الـ75 حيث سيطرت قوات سوريا الديمقراطية على اكثر من 90 بالمئة من المدينة وحصر عناصر داعش في الجزء الشمالي الغربي من المدينة في معارك سقط خلالها مئات القتلى والجرحى في صفوف الجانبين والمدنيين.
كنيسة سويدية تسقط من طائرات بدون طيار نسخا من الإنجيل على مواقع «الدولة الإسلامية» في العراق
قالت إنها «لنشر رسالة الحب والسلام المسيحية على المواطنين»
لندن ـ «القدس العربي»: أكدت الكنيسة الإنجيلية السويدية أنها ستسقط آلاف النسخ من الإنجيل بهدف نشر رسالة الحب والسلام الإنجيلية على المواطنين والمقيمين في مواقع تخضع لسيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق.
وبحسب ما نقلت صحيفة «إندبندنت» البريطانية، الأربعاء ، فإن كنيسة «ليفيت أورد» في مدينة أوبسالا شمال السويد ستقوم بتسيير الطائرات المسيرة على ارتفاعات كبيرة ثم تقوم بإلقاء آلاف النسخ الرقمية من الإنجيل فوق هذه المناطق في العراق وسوريا.
وتنقل الصحيفة قول الكنيسة ومقرها شمال السويد أن هذه النسخ الرقمية يبلغ حجم الواحدة منها حجم علبة أقراص الدواء المعتادة ولا تحتاج التوصيل بالكهرباء وتعمل بيسر شديد.
وتشير الصحيفة إلى أن الكنيسة أكدت في بيان لها أن هذا الجهد لا يهدف إلى استفزاز الإسلاميين، لكنه يقتصر على حب الخير والهداية للبشر أجمعين، مؤكدة أنها تسعى «لنشر رسالة المحبة الموجودة في الإنجيل في مجتمعات مغلقة ولا تحظى بأي حق من حقوق الإنسان المعروفة”.
وأضاف البيان: «سنبدأ في مشروعنا في غضون أسابيع قليلة، ونأمل في إسقاط آلاف الكتب المقدسة».
وتابع البيان: «نحــــن نؤمــــن بالحـــب الذي لا يفتر ولا ينتهي أبداً، الذي منحــنا إياه الرب، ومعاً، نحن نحاول نشر الحب لأكبر عدد ممكن من الناس»، حسب تعبيرهم.
ويُترجم اسم الكنيسة «ليفيت أورد» إلى العربية بعبارة «كلمة الحياة»، وقد أُسسِت في الثمانينيات من القرن الماضي، وتتعرض بشكل مستمر لانتقادات لكونها مُنظمة مثل «طائفة دينية»، بحسب ما نقلت الصحيفة البريطانية عن موقع «كريستيان توداي».
مخاوف كردية من مقايضة روسية ـ تركية وكاتب كردي: موسكو لا تملك القوة للمقايضة بالأكراد السوريين
مصطفى محمد
غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: أبدت مصادر كردية سورية مخاوفها من انعكاس سلبي محتمل على الملف الكردي السوري بعيد الزيارة التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى روسيا، واستبقت هذه المصادر نتائج اللقاء الأول للجنة الثلاثية المشتركة الروسية التركية حول سوريا، التي تم الإعلان عنها، والتي ستضم ممثلين عن المخابرات وعسكريين ودبلوماسيين من كلا الجانبين، بوصفها نتائج «غير مرضية»، من شأنها أن تنعكس سلباً على الأكراد في سوريا.
وتجسيداً لهذه المخاوف، قال الكاتب الصحافي الكردي خورشيد دلي «لا أخلاق في السياسة، وإنما هي المصالح، وعلى الكرد أن يكونوا أهل سياسة كما هم أهل حرب»، مضيفاً عبر صفحته الشخصية «فيسبوك»: «إن روسيا لا تملك القوة لاستخدام الأكراد كورقة مقايضة مع تركيا»، وهو ما فسره البعض على أنه تراجع عن موقف سابق للكاتب نفسه ناجم عن معطيات جديدة، حيث قال قبيل انعقاد قمة بوتين ـ أردوغان، في مقال نشر في جريدة «العربي الجديد»، «قد لا تكون قمة بوتين ـ أردوغان في شقها السوري سوى لقاء تثبيت المواقف لا أكثر، فكما يبدو من التصريحات التركية أن أردوغان لا يستطيع التراجع عن مواقفه، بعد أن قطعت تركيا علاقاتها نهائياً مع النظام السوري». من جهته يرى الأمين العام لحزب التضامن السوري، عماد الدين الخطيب، أن مخاوف الحاضنة الشعبية لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي «مبررة»، مشيراً في حديث مع «القدس العربي» إلى أن «روسيا كانت تستغل الورقة الكردية للتشويش على تركيا»، معرباً عن اعتقاده بأن «روسيا لن تضحي بسوريا الموحدة جغرافياً، لأجل كيان كردي يخطط له في الشمال السوري».
ورداً على استقواء بعض الجهات الكردية بالعلاقة الاستراتيجية التي تربطها بالولايات المتحدة الأمريكية، قال المعارض السوري الخطيب: «لا يمكن للولايات المتحدة أن تضحي بعلاقتها مع تركيا، وهي البلد التي تضم بين جنبيها ترسانة نووية أمريكية، كرمى لعيون حزب كردي يريد تأسيس كيان انفصالي في شمال سوريا». وتابع: «ليست الورقة الكردية إلا لعبة بيد الدول الفاعلة لتمرير مصالحها الآنية، من ضمنها إيران التي يتعارض تشكيل كيان كردي مع أمنها القومي».
لا خوف من المقايضة
تشير المعطيات التركية الحالية، وما تعيشه البلاد من «أزمة مجتمعية، واقتصادية، وجغرافية»، إلى أن تركيا هي الطرف الذي سيقدم التنازلات الأكبر، وهذا بحسب المعارض السوري أكثم نعيسة. نعيسة خلال تصريحات لـ»القدس العربي»، لم يستبعد أن تخفف موسكو من دعمها للأكراد في سوريا، مشدداً على «أن هذا لا يعني أن تقايض روسيا بالورقة الكردية لأجل مكاسب اقتصادية، وحتماً لن تتخلى عنهم، لأسباب بعيدة المدى»، مرجحاً أن تقوم تركيا بالتراجع عن سياساتها تجاه الملف السوري، وذلك من خلال التعاون مع إقليم كردستان العراق فيما يتعلق بالشأن الكردي السوري.
سوريا: انخفاض غير مسبوق لمنسوب المياه في سدود القنيطرة وتحذيرات لمنع انهيارها
إيلاف قداح
غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: تعاني سدود محافظة القنيطرة جنوب سوريا هذا العام انخفاضاً غير مسبوق بمنسوب المياه وصل لأكثر من 35% من سعتها التخزينية ما أسفر عن انتشار الانزلاقات والتشققات في بنية ثلاثة سدود منها.
ويرجح الناشطون الإعلاميون هناك أن أسباب الانخفاض الكبير للمياه يعود بالدرجة الاولى لعمليات الإهدار والاستخدام العشوائي للمضخات في ري الأراضي الزراعية بدون وجود حسيب أو رقيب.
وتوجد داخل قرى وبلدات القنيطرة ستة سدود هي سد كودنة، وبريقة، وغدير البستان، والرقاد، والهجة، ورويحينة وتقع جميعها في مناطق سيطرة المعارضة السورية .
الناشط الإعلامي جابر القبلان يؤكد لـ«القدس العربي» أن استهتار المزارعين في سحب المياه وغياب النظام والتنظيم الإداري عن المناطق المحررة أدت إلى تفاقم مشاكل السدود في المحافظة والإنذار بكارثة إنسانية.
ويضيف: «القدرة التخزينية لمعظم سدود القنيطرة تصل لنحو 70 مليون متر مكعب وهي المورد الرئيسي في تغذية معظم الأراضي الزراعية بالقنيطرة وذلك لعدم وجود الآبار في المحافظة».
أضرار في بنية السدود
ويقول المهندس حسن أبو خالد لـ «القدس العربي» إن سد كودنة هو أهم سدود المحافظة وأكبرها حيث تصل سعته التخزينية إلى 30 مليون متر مكعب ويغذي 30 ألف دونم زراعي (10 آلاف دونم شتوي و20 ألف دونم صيفي) وتقدر مساحة الأراضي التي يقام عليها السد بحدود 40 كلم مربعاً.
ويبيّن أن سد كودنة يعاني من ضرر وإهمال شديد نتيجة الأعمال العسكرية القريبة منه وقصفه المتعمد من قبل قوات النظام، مشيراً لضرورة الإسراع في إصلاحه وترميمه ووضع شواخص لمنع الأهالي من السباحة بعد وفاة العديد من الأشخاص داخله في السنوات الاخيرة.
ويوضح الصياد عياش النعيمي أن سد الهجة سعته خفيفة حوالي 1 مليون متر مكعب وهذا العام نقص منسوبه أكثر من 200 ألف متر مكعب وبدأت حجارته بالتبعثر والسقوط في المياه وهو ما قد يؤدي لانهياره في أي لحظة.
وعن الثروة السمكية داخل السد يقول لـ «القدس العربي»، «هناك أطنان من السمك داخل السد وبأنواع كثير ومختلفة ولكن يتم اصطيادها بأشكال عشوائية، وبأشكال مضرة بالسد وبثروته السمكية عن طريق استخدام المتفجرات والألغام أو السموم والشباك العشوائية من قبل بعض الصيادين الانتهازيين « على حد تعبيره.
ويشار إلى أن الحكومة السورية المؤقتة تضم في بنيتها التنظيمية وزارة للبنى التحتية والزراعة والمشاريع المائية مهمتها التنسيق مع الفصائل العسكرية لحماية والحفاظ على الأراضي الزراعية والسدود وشبكات المياه واعادة تأهليها.
فرنسا «قلقة» من هجوم كيميائي في حلب… وتواصل القتال في المدينة رغم إعلان وقف إطلاق النار
عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت أمس الخميس ان بلاده «قلقة حيال معلومات» عن وقوع هجوم كيميائي في مدينة حلب السورية في العاشر من آب/اغسطس اسفر عن اربعة قتلى وعشرات الجرحى.
وندد في بيان «بشدة بكافة الهجمات على المدنيين، وخصوصا حين يتم استخدام أسلحة كيميائية»، محملاً النظام السوري مسؤولية ذلك في شكل غير مباشر.
وقال ايرولت ان «منظمة حظر الأسلحة الكيميائية اتيح لها في الماضي تأكيد وقوع هجمات بغاز الكلور ضد السكان السوريين انطلاقاً من مروحيات تملكها قوات النظام دون سواها، في انتهاك صارخ للقانون الدولي».
وسئل الموفد الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا عن هذا الهجوم المحتمل خلال مؤتمر صحافي الخميس في جنيف، فأجاب «لست أنا من يحسم قضية معرفة ما إذا حصل (الهجوم) فعلاً، رغم وجود ادلة كثيرة تثبت ان هذا ما حصل».
واضاف «اذا حصل ذلك فسيكون جريمة حرب، وعلى الجميع اخذ ذلك في الاعتبار».
وقال انه «سيولي اهتماماً خاصاً بخلاصات تحقيقات الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي ستعلن نهاية اب/اغسطس حول هجمات كيميائية محتملة في 2014 و2015».
واعتبر ان «المأساة التي يعيشها الشعب السوري منذ اكثر من خمسة اعوام والهجمات المشينة التي يتعرض لها هي نتيجة الموقف السيئ للنظام وداعميه الذين يمنعون اي حل سياسي في سوريا».
وليست هذه المرة الأولى يشتبه فيها بوقوع هجمات بأسلحة كيميائية ضد المدنيين في سوريا.
وفي الثالث من آب/اغسطس، اتهمت وزارة الدفاع الروسية مقاتلي المعارضة بانهم استخدموا «عناصر سامة» في حلب خلفت سبعة قتلى.
إلى ذلك قتل ثلاثون شخصاً بينهم 24 مدنياً على الاقل واصيب سبعون آخرون بجروح الخميس في قصف جوي روسي عنيف على مدينة الرقة ومحيطها، معقل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
واعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان تنفيذها ضربات على أطراف مدينة الرقة، قالت انها ادت إلى تدمير مصنع للأسلحة الكيميائية ومخيم تدريب للجهاديين، موقعة «عددا كبيرا» من القتلى في صفوفهم.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس «شنت طائرات حربية روسية عشر غارات جوية الخميس على مدينة الرقة وضواحيها في شمال سوريا»، ما اسفر عن مقتل 24 مدنياً على الأقل بالاضافة إلى ستة آخرين لم يتمكن من تحديد إذا كانوا من الجهاديين، فضلاً عن «إصابة سبعين شخصاً بجروح».
وأشار عبد الرحمن إلى ان عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطيرة. وقال ان 15 جريحاً على الاقل يعانون من اصابات بليغة وفقدوا أحد أطرافهم. واستهدفت الغارات وفق المرصد مواقع لتنظيم «الدولة» موجودة في مناطق مدنية، بينها محيط مبنى أمن الدولة في وسط المدينة ومحطة للمياه شمالها.
وغالباً ما تتعرض مدينة الرقة لقصف جوي تشنه طائرات روسية او سورية وأخرى تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن. وتستهدف الغارات عادة مقار الجهاديين وتحركاتهم، إلا انها توقع بين الحين والآخر قتلى مدنيين.
واعلنت وزارة الدفاع الروسية بدورها في بيان ان ست قاذفات من طراز توبوليف انطلقت من قاعدة عسكرية في روسيا ونفذت ضربات في محيط الرقة ما أدى إلى تدمير «مصنع للأسلحة الكيميائية في الضواحي الشمالية الغربية»، فضلاً عن مستودع أسلحة ومخيم تدريبي لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في شمال وجنوب شرق المدينة. وافادت بان «عدداً كبيرا من المقاتلين قتلوا» جراء هذه الضربات.
وتنفذ طائرات روسية منذ نهاية ايلول/سبتمبر ضربات جوية مساندة لقوات النظام السوري تقول انها تستهدف بشكل رئيسي تنظيم الدولة الإسلامية إلى جانب مجموعات «إرهابية» اخرى. ويسيطر تنظيم «الدولة» على كامل محافظة الرقة منذ العام 2014 باستثناء مدينتي تل ابيض وعين عيسى.
وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ آذار/مارس 2011 تسبب بمقتل أكثر من 290 الف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية وبنزوح وتشريد اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
إلى ذلك قالت جماعتان معارضتان وشاهد في مدينة حلب السورية إن القتال استمر في المدينة امس الخميس رغم مرور ما يزيد على ساعة على موعد وقف لإطلاق النار لمدة ثلاث ساعات يومياً أعلنته روسيا.
وقالت روسيا التي تدعم الرئيس السوري بشار الأسد وحكومته الاربعاء إن وقفاً لإطلاق النار سيستمر لمدة ثلاث ساعات يوميا اعتبارا من العاشرة صباحاً حتى الواحدة ظهراً بهدف تيسير توصيل المساعدات.
ونفى محمد رشيد المتحدث باسم جماعة «جيش الأنصار» المعارضة سريان وقف إطلاق النار عندما سئل عن ذلك الساعة 10.45 صباحاً (07:45 بتوقيت غرينتش). وقال إن القوات الحكومية تحاول منذ الصباح التقدم باتجاه منطقة الراموسة وسط تصعيد كبير من جانب الطائرات الحربية الروسية.
كما أفاد شاهد من حلب قريب من خط المواجهة بين القطاع الشرقي من حلب الذي تسيطر عليه المعارضة والغربي الذي تسيطر عليه الحكومة باستمرار القتال بعد الساعة العاشرة والنصف صباحاً. وقال مسؤول ثان من المعارضة إن القتال ما زال مستمراً.
وأفاد التلفزيون السوري امس الخميس بأن الجيش أحرز تقدماً الليلة قبل الماضية تحت غطاء من الضربات الجوية باتجاه مواقع بالقرب من مناطق استولى عليها المعارضون الأسبوع الماضي.
لكن رشيد ومتحدثاً آخر باسم «حركة نور الدين الزنكي» التي تقاتل أيضاً في حلب قالا إن قوات الحكومة استولت على بعض المواقع لكنها سرعان ما أجبرت على التراجع عنها. وأعلنت فصائل المعارضة السورية، امس الخميس، تصديها لمحاولة القوات النظامية والعناصر الموالية لها التقدم نحو حي الراموسة ومشروع 1070 في حلب.
وقال «جيش الفتح» وغرفة عمليات فتح حلب، في بيان بثته شبكة بلدي الإخبارية السورية على موقعها الالكتروني امس الخميس، إنهم «استعادوا السيطرة على مبنى البلدية والكازية العسكرية والكراجات في الراموسة، وصدوا محاولة المليشيات الطائفية التقدم على أطراف منطقة الدباغات». وأضاف أنهم تمكنوا من قتل عشرات العناصر بينهم ضباط، وتدمير دباباتين في معمل الاسمنت بعد استهدافها بصواريخ موجهة. وفي السياق، قتل القائد العسكري في «جيش المجاهدين»، يوسف زوعة، أثناء صدّ محاولة القوات النظامية التقدم على سوق الجبس جنوبي حلب.
وحسب شبكة «بلدي» الاخبارية، تصدت فصائل المعارضة السورية الأربعاء، لمحاولة القوات النظامية والعناصر المولية لها التقدم في منطقة الراموسة، وقتلت أكثر من 60 عنصراً منهم.
وذكرت قناة «أورينت نت» على موقعها الالكتروني أن «جيش الفتح» تمكن من استعادة السيطرة على مناطق عدة جنوب مدينة حلب، بالإضافة إلى تنفيذ كمائن عدة للقوات الموالية لها وتكبيدهم خسائر بشرية فادحة.
وأكدت «غرفة عمليات فتح حلب» وقوع القوات النظامية بكمائن عدة وتكبيدهم خسائر فادحة على جبهة حي الراموسة واستعادة كل من «الكراجات ـ الكازية العسكرية»، نافية حدوث أي تقدم للقوات النظامية.
وقالت وكالة الأنباء السورية «سانا» امس إن وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع القوات الحليفة واصلت تقدمها في ريف حلب الجنوبي وأحكمت سيطرتها على عدد من النقاط في محيط الكليات العسكرية ومشروع 1070 شقة.
ونقلت «سانا» عن مصدر عسكري قوله إن وحدات من الجيش بالتعاون مع القوات الحليفة «تقدمت على عدة اتجاهات في ريف حلب الجنوبي تحت غطاء جوي ومدفعي كثيف وسيطرت على عدد من النقاط في محيط الكليات العسكرية ومشروع 1070 شقة بعد إيقاع أعداد كبيرة من القتلى بين الإرهابيين».
وأكد المصدر في وقت سابق امس أن «وحدات الجيش العاملة في جنوب حلب بالتعاون مع القوات الحليفة تصدت لهجوم واسع قامت به المجموعات الإرهابية المسلحة مساء أمس من محاور عدة».
ظريف في أنقرة: نتفق مع تركيا حول وحدة سورية
طهران ــ فرح الزمان شوقي
قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، اليوم الجمعة، إن بلاده تتفق مع تركيا حول وحدة الأراضي السورية، مشيراً إلى أنه سعيد بالتقارب التركي الروسي.
وتطرق ظريف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي، اليوم في أنقرة، إلى الوضع في تركيا بعد فشل محاولة الانقلاب العسكري هناك، قائلاً: “أتيت لمباركة انتصار الشعب التركي على محاولة الانقلاب”، كما أكد على أنّ “أمن تركيا متعلق بأمن إيران والعكس صحيح”.
ولفت وزير الخارجية الإيراني، إلى أنّ “طهران تعتقد أن مرحلة الاستبداد والانقلابات قد طويت بالفعل”، مؤكداً من جديد على الموقف الإيراني الداعم لشرعية الحكومة التركية: “كل المسؤولين الإيرانيين، بدءاً من المرشد الأعلى إلى رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الأمن القومي نددوا بالمحاولة الانقلابية”.
وأكّد ظريف أنّ إيران تتشارك “هواجس الإرهاب ذاتها مع تركيا”، مبيناً أنّ البلدين يتفقان على “وحدة سورية ومكافحة التنظيمات الإرهابية”.
واعتبر أن الاختلاف في وجهات النظر بين الدول الإقليمية من الممكن حله باتباع الحوار والخيارات السياسية، حسب تعبيره، مضيفاً أنّ “العلاقات الإيرانية التركية واسعة، وشعبانا شقيقان”، وأن طهران “تسعى لتعزيز العلاقات مع تركيا على مختلف الأصعدة”.
من جانبه، قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن ثمّة “خلافات بين تركيا وطهران إزاء الحل في سورية ونعمل على تجاوزها”، مؤكّداً أن هنالك “الكثير من النقاط المشتركة بين تركيا وإيران في الملف السوري”.
وأضاف: “سنكثف التعاون مع إيران حول سورية، وننتظر تطوراً من إيران لإيجاد حل عادل للأزمة السورية”.
وقال أوغلو إنّ بلاده تريد شراء مزيد من الغاز الطبيعي من إيران.
وكان وزير الخارجية الإيرانية، قد وصل، اليوم الجمعة إلى العاصمة أنقرة، والتقى نظيره التركي، إذ نقلت عنه المواقع الرسمية الإيرانية قوله إن إيران وروسيا وتركيا من اللاعبين الرئيسيين في المنطقة، مؤكداً على ضرورة الحوار والتنسيق بين هذه الأطراف الثلاثة.
يذكر أن ظريف كان قد أجرى، مساء أمس الخميس، اتصالا هاتفياً بنظيره الروسي، سيرغي لافروف، بحث خلاله تطورات القضايا الإقليمية، كما أنّ زيارته لتركيا تأتي بعد توجّه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى روسيا وعقده قمة مع رئيسها، فلاديمير بوتين.
غارات روسية تستهدف مستشفى للأطفال في حلب
رامي سويد
أغارت طائرات روسية، اليوم الجمعة، على مناطق المعارضة السورية في مدينة حلب، مستهدفةً مناطق سكنية وأحد مستشفيات الأطفال في ريف حلب الشمالي ما أدى إلى مقتل عاملين فضلاً عن خروجه عن الخدمة.
وأفادت مصادر في الدفاع المدني ببلدة كفرحمرة، الواقعة شمال حلب، بأن طائرة حربية يعتقد أنها روسية شنّت قبل ظهر اليوم غارة جوية بصاروخ أدى انفجاره إلى مقتل مسعف وممرض من العاملين في مستشفى الأطفال ببلدة كفرحمرة، بريف حلب الشمالي، كما أدى القصف إلى دمار كبير نتج عنه خروجه عن الخدمة بشكل كامل.
بدوره، أكّد الناشط الإعلامي حسن الحلبي، في حديث مع العربي الجديد، مقتل ستة مدنيين وإصابة عشرة آخرين بغارة جوية بصاروخ موجه شنتها طائرة حربية يعتقد أنها روسية على أطراف قرية عويجل قرب بلدة اورم الكبرى بريف حلب الغربي.
وشنت طائرات حربية يعتقد أنها روسية مزيدا من الغارات الجوية منذ صباح اليوم الجمعة على مناطق سيطرة قوات المعارضة في الشقيف والجندول شمال حلب، وفي الراموسة ومنطقة عقرب ومشروع 1070 شقة جنوب المدينة، كما استهدفت طائرات حربية عدة مبان سكنية في أحياء باب النيرب وباب النصر ومحيط ساحة الألمجي وسط حلب القديمة بغارات جوية أدت إلى أضرار مادية كبيرة.
المعارضة السورية تكبّد النظام خسائر إضافيّة في غوطة دمشق
رامي سويد
تواصلت المواجهات العنيفة، فجر اليوم الجمعة، بين قوات النظام السوري والمليشيات الحليفة لها من جهة وقوات المعارضة السورية متمثلة بجيش الإسلام في القطاع الجنوبي من غوطة دمشق الشرقية، حيث تحاول قوات النظام تحقيق تقدم جديد في المنطقة.
وقالت مصادر محلّية في مدينة دوما بغوطة دمشق الشرقية لـ”العربي الجديد”، إن اشتباكات عنيفة تتواصل في محيط بلدة حوش نصري جنوب غوطة دمشق الشرقية، بالتزامن مع مناوشات بين قوات النظام وقوات المعارضة على جبهات القتال قرب أوتوستراد دمشق- حمص الدولي، من جهة مدينة دوما وبلدة المحمدية.
وقال الناشط، أكرم الشامي، في حديث مع “العربي الجديد”، إن قوات النظام المتمركزة على الجبال المطلّة على مدينة دوما من الجهة الغربية استهدفت المباني السكنية في المدينة بشكل مباشر بالرشاشات الثقيلة الليلة الماضية، ما أدّى إلى انتشار حالة ذعر بين السكان الذين نزلوا إلى الطوابق السفلية خوفاً من القصف.
وأعلن “جيش الإسلام”، أكبر فصائل المعارضة في غوطة دمشق الشرقية، أن قواته تمكنت الليلة الماضية من تدمير دبابة من طراز “تي 72” لقوات النظام على جبهات القتال بمحيط بلدة حوش نصري جنوب الغوطة الشرقية، كما أعلن الجيش أن قوّاته أعطبت ناقلة جند لقوات النظام بقذيفة “أر بي جي”، مساء أمس، بعد استهدافها قرب أوتوستراد حمص- دمشق الدولي.
واشنطن تندّد باستخدام محتمل للأسلحة الكيماوية في سورية
واشنطن ــ العربي الجديد
أعربت الولايات المتحدة عن قلقها، أمس الخميس، حيال الاستخدام المحتمل المتزايد لأسلحة كيماوية في سورية، بعد معلومات عن وقوع هجوم الأربعاء في حلب أسفر عن أربعة قتلى وعشرات الجرحى.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، اليزابيت ترودو “نستعرض المعلومات التي تفيد باستخدام أسلحة كيماوية في حلب”، مضيفةً: “نحن نأخذ هذه المعلومات على محمل الجد. وندين، كما فعلنا في الماضي، أي استخدام للأسلحة الكيماوية”.
ولم تؤكد الدبلوماسية الأميركية الهجوم الكيماوي في حلب، إلا أنها أشارت إلى أن الولايات المتحدة “قلقة جداً لتزايد مزاعم استخدام الأسلحة الكيماوية في الأسابيع الأخيرة”.
وأوضحت ترودو أنّه في حال تم تأكيد استخدام النظام السوري مجدداً للسلاح الكيماوي، فإن هذا يشكل “انتهاكاً” لقرار مجلس الأمن الدولي.
وفي الثالث من الشهر الحالي، أعربت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية عن قلقها بشأن أنباء عن هجوم بغاز الكلور قرب مدينة حلب في شمال سورية، التي تشهد اشتباكات عنيفة.
وذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن نحو 24 شخصاً عانوا صعوبات في التنفس في مدينة سراقب على بعد (50 كيلومتراً) جنوب حلب بعد هجوم ببراميل متفجرة الثلاثاء”.
500 قتيل من المرتزقة الروس في سوريا
تزداد علائم التورط الروسي في سوريا، مع الكشف عن وجود مرتزقة روس تم تجنيدهم من قِبَلِ شركة “Wagner” العسكرية الخاصة. وتشير التقديرات، إلى مقتل مالا يقل عن 500 مقاتل منهم في سوريا.
وفي مقابلة مع شبكة “سكاي نيوز”، الأربعاء، قال عنصران من تلك القوات، إنهم أرسلوا إلى المعارك مع فصائل المعارضة و”الدولة الإسلامية” لقاء ما يعادل 3000 جنيه استرليني شهرياً.
وقال عنصر يدعى ألكسندر، إنه يشعر بالحظ لبقائه حياً. “فاحتمال البقاء 50-50، وإن معظم من يقاتل في سوريا من أجل المال يُقتل في النهاية. وذلك على خلاف من يقاتل لأهداف كقتال القوات الأميركية الخاصة، أو إيماناً بمعتقد، ففرصة هؤلاء أكبر بالنجاة”.
عنصر آخر، يدعى ديمتري، أشار إلى “مقتل 500 إلى 600 شخص هناك”، وأكد أن أحداً لن يكتشف شيئاً عنهم، وهذا “أكثر شيء مخيف”.
رئيس الوزراء الروسي ديميتري ميدفيدف، كان قد حذر في شباط/فبراير، من أن نشر قوات برية خارجية، من شأنه إشعال حرب عالمية.
ووفقاً للمحلل العسكري بافل فيلنغهاور، فإن نشر المتعاقدين العسكريين يأتي في ظل تبني روسيا مبادئ الحرب الهجينة. وقال فيلنغهاور، إن شركة “Wagner” موجودة بالفعل، وهذا النوع من “المتطوعين” سبق وظهر في جبهات الحرب المختلفة، حيث تريده الحكومة الروسية. من شبه جزيرة القرم إلى دونباس، في أوكرانيا، إلى سوريا، ولكن لم يتم تشريع ذلك إلى الآن.
ويدير عمليات “Wagner” التي يحظر الدستور الروسي مثيلاتها، شخص معروف لرجاله باسم “نيكولاي أوتكين”، وهو جندي سابق في القوات الخاصة، وهاوٍ للجماليات ولأيديولوجيا نازية الرايخ الثالث الألماني، بحسب صحيفة “فونتانكا” الروسية، التي أشارت إلى أن أوتكين سمى شركته السرية بـ”Wagner”، كتمجيد للملحن الألماني الشهير، والذي كان زعيم النازية الألمانية أودولف هتلر، معجباً بموسيقاه.
وتقوم “Wagner” بتجنيد عناصر المرتزقة الروس، عبر نشر إعلانات مؤقتة في غرف دردشة ذات طبيعة عسكرية، في موقع شعبي روسي.
ونشرت “سكاي نيوز” تسجيلاً صوتياً لمحادثة بين مرتزق وعميل للشركة، جاء فيه:
المجند: سمعت أن شركة “Wagner” تبحث عن رجالٍ لتجنيدهم. لقد كنت أعمل في إحدى فرق الجيش.
“Wagner”: كيف يبدو مظهرك الخارجي؟
المجند: أستطيع الركض مسافة 10 كيلومترات، وأستطيع القيام بعشرين رفعة إلى الذقن.
“Wagner”: هل تستطيع قطع مسافة 3 كيلومترات خلال 13 دقيقة؟
المجند: بالطبع! في الجيش، كنت اقطع مسافة 11 كيلومتراً خلال 40 دقيقة.
“Wagner”: هل لديك مشاكل قانونية أو ديون؟
المجند: لديّ ضائقة مالية وأرغب في شراء شقة.
“Wagner”: هل لديك جواز سفر صالح؟
المجند: نعم، بالتأكيد.
“Wagner”: حسناً، تعال إلى “مولكينو” لديك فرصة كبيرة ليتم اختيارك.
ومولكينو، هي بلدة صغيرة جنوبي روسيا، فيها قاعدة للقوات الخاصة التابعة لوزارة الدفاع الروسية. وقد تسلمت “Wagner” جزءاً من القاعدة لاختيار وتدريب المجندين.
وقال ألكسندر الذي نفذ مهمات في سوريا، أنه كان واعياً لوجود رجال بمختلف الإمكانيات يتم قبولهم وتدريبهم. بعضهم لم يطلق رصاصة في حياته. وأضاف أنه في حال لم يكن المتقدم قد أدى خدمته العسكرية، فتدريبه يبدأ من الصفر، لكي يصبح جندي مشاة. أما إذا كان المتقدم قد خدم في سلاح المدفعية أو الاستطلاع أو الألوية المقاتلة، فإن مهاراته ستصقل. ويتابع: “يعلمونك كيف تقود وتستعمل جميع المعدات التي يملكونها”.
ألكسندر أكد أنه نُقِلَ إلى القاعدة الروسية على الساحل السوري، وأضاف: “كان هناك 564 جندياً معي، وقد تم نشرنا في القاعدة. وكانت برفقتنا وحدتا استطلاع، ووحدة من سلاح الجو، ومجموعتان من قوات المشاة، بالإضافة إلى المدفعية الثقيلة والدبابات..”.
ديمتري قال إنه وصل برفقة 900 مقاتل.
ويتهم مقاتلو “Wagner” الضباط المسؤولين عنهم، بإرسالهم في “مهمات انتحارية” مصممة لإضعاف قوات المعارضة قبل دخول قوات النظام.
وروى عنصر منهم ما جرى في معركة تدمر، وقال: “جرى استخدامنا كذخيرة للمدفعية خلال اقتحام مدينة تدمر. باستطاعتك القول إن وحدات الاستطلاع تقدمت أولاً بحيث يتسنى لها مراقبة الوضع. كنت اعرف ثلاثة أفراد من تلك المجموعة، قُتل اثنان منهم قبل وصولهم إلى المدينة. خسرت وحدتي المقاتلة 18 عنصراً. ومن بعدنا، جاء الجُبناء من جيش الأسد وأنهوا المهمة، إلا أننا نحن من أنجز معظمها”.
وأشار ألكسندر إلى التعتيم الذي تمارسه السلطات الروسية، تجاه قتلى “Wagner” في سوريا، وقال: “من سيخبرك عن هذا الأمر؟ أحياناً يتم حرق جثث المقاتلين، في حين تقول الوثائق إنهم إما مفقودين أو قُتلوا في دونباس شرقي أوكرانيا. وأحياناً يقولون حادث سيارة”.
ويقول ديمتري: “مئات العناصر قد تُركوا في سوريا، حيناً يتم دفنهم وأحياناً لا. في مرات يتم حفر حفرة فقط. فالأمر يتوقف على احساس الضباط تجاه القَتيل”.
ديميتري، عاد إلى موسكو، وتجربته مازالت تلاحقه. فلدى توقيعه عقداً مع “Wagner” يُسلّم وثائقه للشركة. وبعدما عاد ديمتري إلى البلاد، توجه إلى القاعدة التي تدرب فيها، لاسترداد وثائقه، لكن الشرطة قامت باعتقاله. وأخبره أحد ضباط الشرطة أن “Wagner” هي شركة وهمية لا وجود لها.
وقال ديميتري إن هناك أكثر من 50 حالة من ضحايا “Wagner”، يتسكعون في شوارع موسكو، مصدومين، لا يملكون أوراقاً ثبوتية. وختم بالقول: “لا أحد يعرفني الآن، فقد تخلى عني الجميع”.
وكانت صحيفة “The Telegraph” البريطانية، قد نقلت عن صحيفة “فونتانكا” الروسية المستقلة، تحقيقاً نشرته في آذار/مارس، عن توظيف الكرملين أعضاء من شركة عسكرية خاصة تدعى “Wagner”، للذهاب إلى أوكرانيا وسوريا.
استخدام المتعاقدين، يعطي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فرصة لإنكار ارسال مقاتلين مدربين إلى كلا البلدين. ونقلت الصحيفة أن 1000 مرتزق هم أعضاء في “Wagner”، ولكن الشركة غير موجودة رسمياً. فـ”Wagner” مسجلة في الأرجنتين، ولديها معسكرات تدريب في بلدة مولكينو الروسية، التي تحوي موقع تدريب لكتيبة القوات الخاصة العاشرة، التابعة للمخابرات العسكرية الروسية.
الأمم المتحدة تفاوض روسيا على هدنة حلب..وتحريك المسار السياسي
دينا أبي صعب
على وقع التصعيد العسكري في حلب، وتهاوي الوضع الإنساني فيها، عادت اجتماعات جنيف لتحرك ركود الشق السياسي من الأزمة، انطلاقاً من عمل المجموعة الدولية الخاصة بمراقبة وقف “الاعمال العدائية”، التي عقدت اجتماعات مهمة خلال الاسبوعين الماضيين، فيما سلط الاجتماع الاخير، الخميس، الضوء على هدنة انسانية لـ٤٨ ساعة تشمل مدينة حلب.
ويأتي التحضير للهدنة انطلاقاً من اقتراح روسي بوقف لإطلاق النار لمدة ثلاث ساعات عبر أربع ممرات يبدأ في التاسعة صباحاً وينتهي عند الواحدة ظهراً، تلقفته الامم المتحدة بعد أن نشر في الاعلام. ويبدو أن هدنة الساعات الثلاث لن تكون كافية لفعل شيء، لذا طالبت الامم المتحدة بتمديدها حتى ٤٨ ساعة، لتسمح بتمرير كميات كبيرة من المساعدات الجاهزة للتحرك عبر الحدود التركية، من خلال طريق الكاستللو، الذي يسمح بالوصول الى شقي حلب الغربي والشرقي. وتفرض هذه الخطة تحصيل موافقة على وقف إطلاق النار من روسيا والحكومة السورية والميليشيات المتعاملة معها، اضافة الى فصائل مختلفة من المعارضة، تحاول جميعها فرض سيطرتها على هذا الطريق الذي يعتبر شرياناً أساسياً يغذي طرفي حلب الشرقية والغربية.
يبحث اقتراح الهدنة المؤقتة يومي الخميس والجمعة، مع المندوب الروسي في غرفة عمل جنيف الدائمة الخاصة بوقف إطلاق النار، بحضور الممثل الاميركي الجديد في الغرفة ويليام وود، الذي بدا غير ملمّ بتفاصيل الطرح الروسي ذي الساعات الثلاث.
مصدر دبلوماسي متابع داخل جلسة المجموعة الدولية قال لـ”المدن”، إن وود “عارض توصيف الروس حول فكرة ان ما يجري في حلب تتحمله جبهة النصرة وحدها، وقال إن هناك مجموعات غير ارهابية تقاتل النظام السوري المستمر في تنفيذ هجمات شديدة العنف على المدنيين، وتدفع بالمجموعات المعتدلة للارتماء بحضن المتشددين”.
وأضاف المصدر أن وود “رحب بإعادة تفعيل اتفاق البلدات الاربع (كفريا والفوعة ومضايا والزبداني)، انطلاقاً مما طرح في الاجتماعات الخميس ومنذ اسبوعين”. ويبدو أن هذا الطرح، الذي قدمته روسيا في اجتماع سابق للمجموعة الدولية، ومن دون تنسيق واضح مع الجانب الاميركي في حينها، يقوم على فكرة مقايضة روسية بوقف الضربات الجوية على ادلب مقابل فك الحصار عن كفريا والفوعة، المحاصرتين من قبل حركة “أحرار الشام الإسلامية”، ومضايا والزبداني المحاصرتان من قبل حزب الله وقوات النظام.
وأعيد فتح النقاش في هذا الطرح بعد اجتماع الخميس، الذي تضمن مداخلة عبر الفيديو لمنسق الشؤون الانسانية في سوريا يعقوب الحلو، قال فيها إن “ايران وحزب الله واحرار الشام هم المسؤولون عن استمرار حصار هذه البلدات”، وحسب المصدر الذي نقل لـ”المدن” اجواء الجلسة، فإن الحلو كشف عن اتفاق عقد بين الجانب الايراني و”أحرار الشام” في اسطنبول حول هذه القرى المحاصرة، وجاء الرد الايراني على طرح الحلو متوتراً، فتدخل المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا بالسؤال: “هل بإمكان ايران إعادة تفعيل هذا الاتفاق؟ فرد المندوب الايراني: سأنقل هذا السؤال للعاصمة (طهران)، وأجاب دي ميستورا: كنت في طهران حينها، وطلبت تسمية مبعوث خاص لحل ازمة حصار البلدات الاربع، وجرت مباحثات مع الاتراك، واستضافت تركيا نهاية السنة الفائتة مفاوضات للاتفاق بين ايران واحرار الشام حول هذا الموضوع”.
وبحسب المصدر، لم يحدد ما لو تم الحوار بين الجانب الايراني و”أحرار الشام” بشكل مباشر أو عبر وساطة تركية، لكن المؤكد أن الاتفاق تم بالفعل، وأن الطرفين تواجدا في اسطنبول في الوقت نفسه.
وتشير أجواء جنيف الى تراجع ملحوظ في سقف الطروحات الانسانية، من مطالب الوقف الدائم لإطلاق النار مطلع العام الحالي، الى مفاوضات على رفع مدة الهدنة من ثلاث ساعات الى ٤٨ ساعة. ويبدو ان تكثيف الضغط حالياً باتجاه حل انساني في القرى الأربع، أو في حلب بشكل خاص، قد يحقق لدي ميستورا راحة في اجواء المباحثات، التي وضعت الامم المتحدة موعداً لها نهاية اب/ اغسطس الحالي، رغم عدم توفر معطيات تدعم تثبيت هذا الموعد، خصوصاً بعد ما نقل عن دي ميستورا عقب احاطته لمجلس الامن الدولي (٩ آب/اغسطس) إن “تردي الاوضاع في حلب يجعل عقد المفاوضات حالياً مسألة بالغة الصعوبة”.
وتترافق هذه الاجواء مع حديث في جنيف عن تراجع المواقع السياسية للهيئة العليا للمفاوضات، وإمكان مشاركة الأكراد هذه المرة في جلسات التفاوض، وإعادة طرح مسألة تشكيل وفد المعارضة من قبل الروس في الاجتماعات، خصوصاً بعد اجتماع سان بطرسبرغ بين الرئيسين رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين. وبحسب بعض المصادر الغربية في جنيف، فإن احتمال تغيير تشكيلة الوفد المعارض في هذه الجولة، حين انعقادها “وارد جداً، لأن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لن يخرج سالماً من بين فكي الدب الروسي”، في اشارة الى ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيتمكن، عبر ابرام صفقات مع تركيا، من سحب اسطنبول ومن يتبعها من الفصائل السورية الى صفه، وبالتالي قلب المعادلات على طاولة جنيف.
وكان دي ميستورا قد عقد مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة يان إيغلاند، الخميس، قال فيه إنه لن يتكلم في موضوع المفاوضات، وسيترك البت بأمرها ريثما تتبلور الاتصالات والمشاورات على إثر التقارب الروسي التركي، وتوقع ظهور نتائج هذه الاتصالات خلال الايام المقبلة، وأشار إلى أنه سيكون بمقدوره الاجابة على الاسئلة المتعلقة بجولة الحوار المقبلة خلال أيام قليلة.
مع المقاتلين في القلمون: “داعش” حصان طروادة
منير الربيع
ينتظر مقاتلو المعارضة السورية في جرود القلمون الغربي أن يفتح المعارضون في القلمون الشرقي المعركة ضد النظام السوري و”حزب الله” لفكّ الحصار عنهم، وتوحيد القلمونين. فصائل عديدة تتمركز في الجرود، مواقع محصّنة بالصخر، وبعض المغاور يلجأ إليها المقاتلون لتقيهم حمم الطائرات والصواريخ. داخل الجرود تبدو الحركة سهلة بالنسبة إليهم، “الوضع آمن” باستثناء الخوف من الطيران، لذلك يفضّلون التحرك ليلاً، غالبية الاجتماعات بين الفصائل وقادتها تعقد في الليل، وكذلك وضع الخطط العسكرية وتحريك الآليات. هذا لا يعني أن الحركة في النهار تتوقف، فمعسكرات التدريب دائمة العمل.
شاسعة هي المساحات في الجرود. الطرق وعرة جداً، شيء يشبه الإدارة الذاتية مفروض هنا، حواجز لهذا الفصيل أو ذاك يجري التنسيق في ما بينها عبر غرفة عمليات أنشئت منذ فترة قصيرة. أكثرية الخلافات حلّت بين الفصائل، لتجتمع على التخوف من خطر تنظيم “داعش”، الذي ينحصر وجوده في الجهة الشمالية من الجرود. معظم عناصر الفصائل من قرى القلمون أو ريف حمص، وخصوصاً القصير. يريدون القتال بهدف العودة إلى مناطقهم وإعادة عائلاتهم التي تشرّدت إلى مساكنها. على عكس “داعش” الطامح إلى التوسع. الوضع بعد انفكاك “جبهة النصرة” عن تنظيم “القاعدة” أصبح أفضل. يفضّلون الإقلاع عن التسمية القديمة للجبهة، ويسارعون إلى التصحيح: “جبهة فتح الشام أخي”.
منذ إعلان الإنفكاك تعمّقت الإتصالات بين كل الفصائل، تطور عمل غرفة العمليات العسكرية المشتركة، لكن ذلك تسبّب في هروب العديد من عناصر “النصرة” سابقاً لمبايعة “داعش” رفضاً لفك الإرتباط بالقاعدة.
الوضع في القلمون يشبه المخاض. لكنه من غير الممكن تحقيق شيء ما لم يتحرّك القلمون الشرقي. منذ أكثر من سنة، والوضع العسكري مجمّد، باستثناء اشتباكات محدودة تندلع في غير منطقة لكنها لا تلبث أن تتوقف. معظم قادة الفصائل يعيدون ذلك إلى التعاون الدولي الكبير الذي أنتج تفاهماً على تجميد أي عمل عسكري في هذه المنطقة، والحفاظ على الواقع المستحدث كما هو.
وهناك من يذهب أبعد من ذلك، ليقول إن السياسة الدولية باطنية إلى حدود بعيدة، “وهم من قطعوا عنّا المساعدات العسكرية ليجبروننا على الإنسحاب والإنكفاء والتعرّض للهزيمة تلو الأخرى، بغية إحداث تغيير ديموغرافي في المنطقة الممتدة على طول الحدود اللبنانية”. الهدف الدولي بالنسبة إلى هؤلاء هو رسم خريطة جديدة، بموجب الإتفاقات الدولية حول ما يحكى عن التقسيم، فيما الهدف الأساسي هو إبعاد “حزب الله” عن حدود إسرائيل في الجنوبين اللبناني والسوري. وبالتالي منحه هذه المناطق الجردية ليتمركز فيها، كما أنها تعتبر حامية مناطقه والعاصمة دمشق.
السلاح منتشر في الأرجاء. كثرته تولد بسرعة السؤال عن مصادره، ويأتي الجواب أنه تم الحصول عليه بفعل الإنجازات التي حققها المعارضون ضد مواقع النظام و”حزب الله”، بالإضافة إلى أنهم يعتمدون على خطوط إمداد سرية والسوق السوداء. وماذا عن الدعم؟ يجيب أحد القادة: “لو حصلت المعارضة على الدعم المطلوب لكانت تمكّنت من السيطرة على القلمون ووصلت إلى مشارف دمشق من الغرب”.
تنتظر فصائل المعارضة في تلك المنطقة أي فرصة كي تنتهزها لفعل شيء في القلمون الغربي، هي الآن مكبّلة رغم حرية حركتها بالشكل. “بصراحة، ننتظر القلمون الشرقي”، يقول أحدهم، مضيفاً: “إنه المنفذ الوحيد لنا ولجميع المدنيين المشردين من أراضيهم ومنازلهم”. لماذا؟ وفق ما يقولون فإن القلمون الشرقي يمتاز بعدد كبير من المقاتلين من كبار الفصائل العسكرية، لكنهم يعتبرون أن الولايات المتحدة هي المحرّك الرئيسي للعمليات العسكرية في القلمون الشرقي، كما درعا على حدّ تعبير عمر الشيخ، قائد أحد فصائل “الجيش السوري الحر” في المنطقة.
يريد المعارضون بداية، طرد “داعش” من القلمون الغربي، وفق أبو يوسف الشامي، وهو قيادي في “جبهة فتح الشام”. ويصف مقاتلي التنظيم بـ”الخوارج” ويتهمهم بالتقاء المصالح بينهم وبين النظام السوري و”حزب الله”، فيما يعتبرهم قادة الجيش الحرّ، جماعات مخترقة من قبل أجهزة الإستخبارات ولاسيما المخابرات السورية، خصوصاً أن بعض من تحوّلوا إلى أمراء في التنظيم كانوا ضباطاً ورتباء في الجيش السوري والحرس الجمهوري، لكنهم بايعوا التنظيم بغية خدمة أهداف النظام.
الهمّ الأساسي لدى هذه الفصائل هو القضاء على “داعش”، في انتظار أن يحين موعد المعركة الكبرى في القلمون، لا وقت محدداً لها، ولا يمكن الجزم بأنها ستفتح، لكن إطلاق المعارك في الغوطة، وربما إسقاط الخطوط الحمر في حلب، قد تسقط الخطوط المماثلة لديهم. إلى أن يحين الموعد، يجري إعداد الخطط لطرد “داعش” لأنه الشوكة الكبرى في الخاصرة، وهو الذي يمنع حرية حركتهم ويزيد من حصارهم ويعتبر السدّ المنيع أمام خطوط إمدادهم من القلمون الشرقي.
المليشيات تحشد.. وتتولى إدارة جبهات حلب
خالد الخطيب
تزايد نفوذ المليشيات الأجنبية، في مناطق سيطرة النظام في أحياء حلب الغربية، وباتت تدير جبهاتها الداخلية بشكل مباشر، في الأيام القليلة الماضية. ولم يعد للنظام في حلب الغربية أي سلطة، بعد الهزيمة الكبيرة أمام المعارضة، في الجبهات الجنوبية الغربية من المدينة، والتي أسفرت عن فك الحصار عن حلب الشرقية المحاصرة.
وسلّم النظام قيادة المعركة الوشيكة في حلب، لقادة مليشيات “الحرس الثوري” الإيراني و”حزب الله” اللبناني. وتهدف المعركة لوقف زحف المعارضة ومنع تمددها نحو الأحياء الغربية. كذلك تهدف المليشيات من وراء تسلمها زمام الأمور في حلب إلى استعادة منطقة الراموسة و”الكليات العسكرية” وإحكام حصار حلب الشرقية مجدداً. وفي مقدمة الأهداف بالطبع إيقاف انهيار قوات النظام في حلب.
ودفعت المليشيات بعدد كبير من مقاتليها خلال الأيام القليلة الماضية نحو جبهات حلب، وسحبت كتائب عسكرية تابعة لها كانت تتمركز في حماة وريفها وفي ريف حمص، وفي “معامل الدفاع” والسفيرة جنوب شرقي حلب، ومن “المدينة الصناعية” شمالي حلب، ومن حواجز وثكنات عسكرية على جانبي طريق البادية ومن بلدتي نبل والزهراء.
ونشرت مليشيا “حزب الله” اللبناني أكثر من 500 مقاتل إضافي من قوات “الرضوان” في أحياء الحمدانية وصلاح الدين والأعظمية والأكرمية وحلب الجديدة، في حلب الغربية، وفي محيط “تلة المحروقات” و”معمل الإسمنت” و”الأكاديمية العسكرية” جنوبي حلب. وقوات “المرتضى” تشكيل عسكري لبناني مُدرّب إيرانياً تابع لمليشيا الحزب، وخاضت العديد من المعارك إلى جانب قوات النظام وكسبت خبرة كبيرة في المواجهات المباشرة مع المعارضة السورية.
ويرافق تعزيزات مليشيا الحزب، تصعيد إعلامي يُبالغ بشدة، بحجم قوة المليشيات وامكانياتها، بغرض إحباط المعارضة. ونشرت مقاطع مصورة، توضح استخدام الحزب لطائرات من دون طيار، بإمكانها إلقاء قنابل على مواقع المعارضة. إلا أن تلك الطائرات ولأسباب تقنية تتعلق بوزنها وقدرتها على التحليق، تعجز عن التوجيه الدقيق لقذائفها من نوع “MZD-2″، وهي قنابل صينية، ذات حشوات بسيطة خفيفة، لا تشكل أي خطر على المعارضة. الأمر الذي يشبه نكتة سمجة في ظل وجود الطيران العسكري الروسي، وذلك التابع للنظام، في أجواء المدينة. كما عززت مليشيات أخرى وضعها وجلبت تعزيزات إضافية، كـ”حركة النجباء” العراقية و”أنصار الله” و”لواء فاطميون” الأفغاني و”لواء الزينبييون” و”لواء القدس” الفلسطيني و”لواء الباقر”، ومليشيات محلية من “الدفاع الوطني” و”كتائب البعث”. وأصبح تعداد مقاتلي المليشيات مجتمعة، حوالى خمسة آلاف مقاتل، التحقوا حديثاً بجبهات حلب.
وحظي مقاتلو “حزب الله” والمليشيات الأخرى بأسلحة وذخائر متنوعة، وعلى رأسها الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، والمدافع الثقيلة والمدرعات التي جاءت بها قوات النظام من “معامل الدفاع” ومن مستودعاتها في نبل والزهراء في ريف حلب الشمالي. ذلك العتاد الحربي كان مقرراً أن يتم توجيهه لخوض مرحلة جديدة في الشمال الحلبي، لتقطيع مناطق المعارضة هناك، ومتابعة التقدم إليها من الملاح نحو الغرب لتشكيل طوق يعزل حلب الشرقية، كلياً عن ضواحيها الغربية والشمالية الغربية. لكن المعارضة تمكنت من قلبت الموازين وأجبرت النظام وحلفاءه على تغيير خططهم.
وأنشأت المليشيات غرفة عمليات متقدمة في أحياء حلب الغربية، وجهزت مواقع ومرابض للمدفعية وراجمات الصواريخ في حي الحمدانية و”الأكاديمية العسكرية” و”كتيبة المدفعية” في جمعية الزهراء غربي حلب، وفي محيط “معمل الإسمنت” و”محطة معالجة المياه” و”معمل الإسكان العسكري” جنوب غربي حلب.
هذه المرابض والقواعد المدفعية والصاروخية، بدأت عملها، تمهيداً لهجوم المليشيات المعاكس، وتستهدف بشكل مستمر الطريق الذي فتحته المعارضة نحو الأحياء المحاصرة والمواقع التي سيطرت عليها في منطقة الراموسة. وذلك بالتزامن مع محاولات تقدم برية، للمليشيات، في أكثر من محور، مدعومة بهجمات جوية روسية متواصلة وبمعدل كبير يومياً تستهدف جبهات المعارضة وطريقها، وتهدف إلى عرقلة تعزيزاتها القادمة نحو المدينة، وإشغالها بشكل مستمر.
ولم تتوقف قوات النظام والمليشيات عن مهاجمة طريق الراموسة منذ أن تم فتحه نحو الأحياء الشرقية، وكانت آخر الهجمات فجر الخميس، والتي أسفرت عن تقدم كبير للمليشيات في منطقة الراموسة وسيطرتها على مواقع في الكراجات والبلدية ومنطقة الدباغات، قبل أن تتمكن المعارضة من استعادتها كاملة، في معارك عنيفة شهدتها المنطقة على جانبي الطريق.
وكانت المليشيات قد أشعلت جبهات أخرى في محاور الراشدين ومنطقة عقرب ومحيط “الأكاديمية العسكرية”، واشتبكت فيها مع فصائل المعارضة المنتمية لغرفتي عمليات “جيش الفتح” و”فتح حلب”. وقتل خلال هذه الاشتباكات القائد العسكري البارز في “جيش المجاهدين” يوسف زوعة، وعدد آخر من مقاتلي المعارضة، صباح الخميس.
وتعتبر قوات النظام والمليشيات أن قطع الطريق على المعارضة في حلب الشرقية، من جهة الجنوب الغربي، وفرض الحصار مجدداً، هو مرحلة أولى لابد منها قبل البدء بأي عمل عسكري واسع لاستعادة المواقع التي خسرتها. وإذا ما نجحت المليشيات في قطع الطريق وإعادة فرض الحصار، فإنها ستحيّد بشكل كبير جبهات قلب المدينة التي لن تكون مؤثرة في ظل حرمانها من طريق الامداد والتموين.
المقاتلات الحربية الروسية كثفت من قصفها خلال الساعات الماضية، وقصفت الجبهات الغربية والجنوبية الغربية، في عقرب والراشدين والمنصورة وخان العسل و”كلية المدفعية” و”مشروع 1070 شقة” ومنطقة الكراجات. وتجاوز عدد الغارات الروسية 100 غارة جوية، في خرق فظ للهدنة التي أعلنتها روسيا من طرف واحد، لثلاث ساعات يومياً.
“حزب الله” و”الحرس الثوري” وبقية المليشيات، يعيشون مرحلة صعبة في حلب، وأي فشل جديد لهم في مواجهة المعارضة، يعتبر كارثة ستؤثر على وجودهم بشكل كلي في مدينة حلب. ولذلك زجّت المليشيات كل جهدها العسكري، وتسلم “حزب الله” و”الحرس الثوري” قيادة غرفة العمليات، منعاً لأي انهيار متوقع نتيجة هجمات المعارضة خلال الساعات القادمة.
الثوار يكبّدون قوات الأسد والميليشيات خسائر كبيرة في الراموسة
دي ميستورا: استخدام الكلور في حلب جريمة حرب
لم يجد نظام بشار الأسد ما يرد به على هزيمته النكراء في جنوب غرب حلب، سوى العودة إلى فتح مخازن السلاح الكيميائي وقصف المدنيين به، فيما واصل الثوار تصديهم لقوات الأسد والميليشيات الإيرانية في منطقة الراموسة موقعين خسائر كبيرة في صفوف المهاجمين.
وغداة اتهام ناشطين معارضين قوات النظام بإلقاء برميل متفجّر على حي الزبدية الخاضع لسيطرة الفصائل في حلب يحتوي على غاز الكلور، أعلن المبعوث الدولي إلى سوريا ستافان دي ميستورا أن هناك دلائل قوية على استخدام غاز الكلور، مشيراً إلى أن ذلك يعتبر جريمة حرب.
وقال دي ميستورا امس ردا على سؤال حول هذا الهجوم «لست انا من يحسم قضية معرفة ما اذا حصل فعلا، رغم وجود أدلة كثيرة تثبت ان هذا ما حصل». واضاف «اذا حصل ذلك فسيكون جريمة حرب، وعلى الجميع اخذ ذلك في الاعتبار».
وفي سياق متصل اعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت ان بلاده «قلقة حيال معلومات» عن وقوع هجوم كيميائي.
وندد ايرولت «بشدة بكافة الهجمات على المدنيين، وخصوصا حين يتم استخدام اسلحة كيميائية»، محملا النظام السوري مسؤولية ذلك في شكل غير مباشر.
وبشأن هدنة الساعات الثلاث التي اقترحتها روسيا، اعتبر دي ميستورا في تصريح في جنيف، ان هدنة من «ثلاث ساعات لا تكفي» معتبرا ان هذا الاقتراح «الاحادي الجانب» من موسكو لا يمكن ان يؤدي الى ادخال قوافل المساعدات. ونقل عن الروس استعدادهم «لمناقشة كيفية تحسين اقتراحهم الاصلي»، مجددا مطالبة الامم المتحدة بهدنة من 48 ساعة لإيصال المساعدات.
لكن الإعلان الروسي عن الهدنة لم يُنفذ حتى في الساعات الثلاث المقترحة، ودارت أمس معارك عنيفة بين قوات النظام والثوار في محيط حلب.
وتصدت كتائب الثوار لمحاولة من قبل قوات الاسد مقاتلي «حزب الله» للتقدم في منطقة الراموسة جنوب حلب.
وافاد ناشطون أن قوات الاسد والميليشيات تمكنت في بادئ الامر وتحت غطاء جوي روسي من السيطرة على بناء البلدية والكراجات والكازية العسكرية وعدة نقاط أخرى في الراموسة، لكن سرعان ما شن الثوار هجوماً معاكساً وسريعاً تمكنوا خلاله من استعادة كامل المواقع والنقاط، بعدما كبدوا الاخيرتين خسائر كبيرة بالأرواح قدرت بالعشرات ، فضلا عن خسائر مادية كبيرة .
واشار الناشطون الى من بين القتلى عناصر من ميليشيا «حزب الله» اللبناني حيث سقطت مجموعة للأخيرة مع عناصر للأسد في كمين محكم بمنطقة الدباغة بالراموسة، ما اوقع كامل المجموعة قتلى.
وحاولت قوات الأسد والميليشيات التقدم من محاور سوق الجبس ومشروع 1070 شقة والراشدين وتلة المحروقات، ولكن الثوار صدوا الهجوم بعد أن قتلوا وجرحوا العديد من المهاجمين.
وشنت الطائرات الروسية عشرات الغارات الجوية على محاور الاشتباك ومحيطها وأحياء مدينة حلب الخاضعة لسيطرة الثوار والمناطق المحررة مؤخرا، ما اوقع عددا من الجرحى .
وذكرت قناة «حلب اليوم« أن الطيران الروسي استهدف اليوم بأكثر من 230 غارة جوية خطوط الجبهات الجنوبية الغربية من حلب بالتزامن مع قصف بمئات الصواريخ والقذائف.
واستهدف الثوار معاقل قوات الأسد والميليشيات الطائفية في بلدة باشكوي وطريق الكاستيلو بقذائف الهاون، وحققوا اصابات مباشرة .
كما شن طيران الاحتلال غارات على مدينة حريتان ومنطقة الملاح ومنطقة القبر الإنكليزي شمال حلب، من دون وقوع اصابات.
ووجّه أطباء سوريون من القلة المتبقية في الاحياء الشرقية رسالة الى الرئيس الاميركي باراك اوباما اتهموا فيها واشنطن بأنها لم تقم بـ»أي جهد (…) لرفع الحصار أو حتى استخدام نفوذها لدفع الأطراف إلى حماية المدنيين».
ووقع 15 طبيبا من اصل 35 يعملون في احياء حلب الشرقية الرسالة محذرين من انه «ما لم يتم فتح شريان حياة حقيقي الى حلب، فستكون مسألة وقت فقط حتى تحاصرنا قوات النظام مجددا ويفتك الجوع، وتجف مستلزمات المستشفيات تماما».
وطالبت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في بيان امس الامم المتحدة بإجراء «تحقيق مستقل» حول «الهجمات العسكرية السورية والروسية على المستشفيات في الأسابيع الأخيرة» في حلب.
وارتكب طيران الاحتلال الروسي ظهر امس، مجزرة مروعة في مدينة الرقة راح ضحيتها العشرات، بعد استهداف الطيران للمواقع المدنية بشكل مباشر.
وأفاد ناشطون من المدينة أن 12 غارة جوية استهدفت المدينة ومحيطها، ما اسفر عن استشهاد نحو 25 شخصًا كحصيلة أولية، فضلاً عن إصابة نحو 70 آخرين بجروح.
وتخطط روسيا لتحويل مطارها العسكري في حميميم بشمال غرب سوريا حيث تتمركز طائراتها الحربية، الى قاعدة جوية دائمة، على ما اعلن عضو في مجلس اتحاد روسيا، الغرفة العليا في البرلمان، امس.
وقال فرانتس كلينتسيفيتش، النائب الاول لرئيس لجنة شؤون الدفاع والامن في المجلس لصحيفة «ايزفيستيا»، «بعد تحديد وضعها القانوني، ستصبح حميميم قاعدة عسكرية روسية. سنشيد فيها بنية تحتية مناسبة، وسيعيش عسكريونا في ظروف كريمة». ولم يستبعد بعد ذلك امكان زيادة عدد الطائرات العسكرية الروسية المتمركزة في سوريا، لكنه اكد انه «لن يتم نشر اسلحة نووية وقاذفات ثقيلة بصورة دائمة» في سوريا.
كما قالت وكالات أنباء روسية امس نقلا عن وزارة الدفاع إن روسيا تعتزم بدء تدريبات بحرية في الجزء الشرقي من البحر المتوسط في 15 آب الجاري.
وقالت الوزارة إن سفينتي الصواريخ سيربوخوف وزيليوني دول المزودتين بصواريخ كاليبر الموجهة ستشارك في التدريبات. وأضافت أن الجيش يعتزم اختبار إطلاق صواريخ خلال هذه التدريبات.
(أ ف ب، رويترز، الهيئة السورية للإعلام)
الصفحة الأولى
إيران تحشد في حلب لدعم الأسد بوجه المعارضة
أفادت وكالة “فارس” التابعة للحرس الثوري الإيراني أن قرابة 2000 مقاتل من تنظيم “حركة النجباء” العراقية الشيعية وصلوا إلى مدينة حلب السورية للمشاركة في القتال ضد المعارضة، التي تستعد لمعركة تحرير كامل المدينة من قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية.
كما ذكرت الوكالة أن مجموعة من قوات النخبة التابعة لـ”حزب الله”، والمسماة “قوات الرضوان”، وصلت إلى منطقة “الحمدانية”، غرب المدينة لدعم قوات الأسد وبهدف اقتحام منطقة الراموسة.
إلى ذلك، اعترفت الوكالة في تقرير منفصل بخسارة قوات إيران وحلفائها نقاطاً استراتيجية في معارك الراموسة، وقالت إن الأسطول الأميركي في البحر الأبيض يزود المعارضة بمعلومات عن تحركات القوات السورية والميليشيات الإيرانية وحلفائها.
وبحسب وكالة الحرس الثوري، فإن “ائتلاف جيش الفتح” المعارض، خطط عمليات على 6 مراحل بدعم غربي من أجل فكّ الحصار عن حلب، وتمكن بالفعل من التقدم في بعض المناطق الاستراتيجية نحو المدينة بعد السيطرة على كلية المدفعية والطيران والتعيينات.
كما أكدت حضور عسكريين من الجيش الإيراني إلى جانب عناصر الحرس الثوري، وقالت إنهم يشاركون في المعارك الدائرة شمال وغرب الراموسة بدعم من الطيران الروسي والسوري.
وفي السياق، أفادت وكالة الأنباء الألمانية نقلا عن مصادرها أن “النظام السوري عيّن الأحد، اللواء زيد صالح نائب قائد الحرس الجمهوري رئيساً للجنة الأمنية والعسكرية في مدينة حلب بعد إعفاء اللواء أديب محمد من كافة مهامه العسكرية في حلب، حيث كان يشغل منصب رئيس اللجنة الأمنية”.
(العربية)
تقدم للمعارضة المسلحة جنوب حلب واستمرار الغارات
قالت مصادر من المعارضة إن مقاتليها سيطروا على معسكر الغزلان بريف حلب الجنوبي، بعد إطلاقهم معركة جديدة بالمنطقة، في حين تستمر غارات الطيران على مواقع في حلب وأريافها ومدن أخرى ما أوقع قتلى وجرحى من المدنيين.
وذكرت شبكة شام أن فصائل من المعارضة أحكمت سيطرتها على معسكر محمية الغزلان بريف حلب الجنوبي، بعد نحو ساعتين من بدء عملية عسكرية بالمنطقة تكبدت فيها قوات النظام والمليشيات المساندة لها العديد من القتلى والجرحى.
ويسعى مقاتلو المعارضة المسلحة من خلال العملية إلى قطع طرق إمداد قوات النظام إلى مدينة حلب، وقطع طريق خناصر الواصل بين مدينة حلب ووسط وغربي سوريا تحضيرا لمعركة كبيرة تستهدف السيطرة على كامل المدينة في الأيام القادمة.
من جهته قالت مصادر إعلامية قريبة من النظام إن قواته أخلت نقاط تمركزها داخل معسكر الغزلان بعد هجوم عنيف شنته فصائل المعارضة المسلحة.
وكان المتحدث باسم غرفة عمليات حلب التابعة لفصائل المعارضة المسلحة ياسر عبد الرحيم قد أعلن أمس الخميس أن جيش الفتح وفصائل أخرى من المعارضة استعادوا كل النقاط التي سيطرت عليها قوات النظام والمليشيات في منطقة الراموسة، ومن بينها مبنى البلدية ومحطة المحروقات وقتل عدد كبير من قوات النظام.
غارات مستمرة
من جهة أخرى أفاد مراسل الجزيرة في حلب أن اثني عشر قتيلا بينهم أطفال إضافة لعشرات المصابين سقطوا جراء غارات روسية استهدفت بلدتي أورم الكبرى وكفرناها بريف حلب الغربي ومستشفى الأطفال في كفرحمرة بريفها الشمالي.
وأضاف أن الغارات الروسية أصابت أيضا عناصر من الكوادر الطبية لمستشفى كفرحمرة بجروح، وأن عمليات رفع الأنقاض لا تزال جارية بحثا عن ضحايا جراء هذا القصف.
وكان عشرة مدنيين قد قضوا الخميس إثر غارات روسية كثيفة على مواقع المعارضة في البلدة القديمة بحلب وفي حي الراموسة ومحيطه ومنطقة الراشدين ومشروع 1070 شقة بحي الحمدانية. وجاء تلك الغارات رغم إعلان موسكو هدنة تستمر ثلاث ساعات يوميا.
وفي ريف دمشق، ذكرت مصادر المعارضة أن أربع نساء قتلن وجرح عشرات الأشخاص إثر استهداف عناصر من حزب الله وقوات النظام للأحياء السكنية في بلدتي مضايا وبقين في ريف دمشق الغربي (الخاضعتين للحصار) بالرشاشات الثقيلة وقذائف المدفعية.
وفي ريف إدلب (شمال)، قال مراسل الجزيرة إن أربعة أشخاص من عائلة واحدة قتلوا وجرح آخرون -بينهم حالات خطرة- في غارات روسية على مدينة خان شيخون الخاضعة لسيطرة جيش الفتح.
من جهة أخرى، تمكنت الفرق الطبية في ريف إدلب من إخراج أول دفعة من جرحى مدينة حلب وإيصالهم إلى المستشفيات في ريف إدلب، وذلك بعد أن تمكنت المعارضة المسلحة من فك الحصار الذي كان يفرضه النظام السوري على شرق حلب.
تنديد أميركي فرنسي باستخدام أسلحة كيميائية بسوريا
أعربت الولايات المتحدة الخميس عن قلقها حيال الاستخدام المحتمل المتزايد لأسلحة كيميائية في سوريا، بعد معلومات عن وقوع هجوم الأربعاء في مدينة حلب أسفر عن أربعة قتلى وعشرات الجرحى، كما أعربت فرنسا والأمم المتحدة عن قلقهما إزاء استخدام أسلحة كيميائية بسوريا.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية إليزابيث ترودو “نستعرض المعلومات التي تفيد باستخدام أسلحة كيميائية في حلب”، وأضافت “نأخذ هذه المعلومات على محمل الجد. وندين، كما فعلنا في الماضي، أي استخدام للأسلحة الكيميائية”.
ولم تؤكد الدبلوماسية الأميركية الهجوم الكيميائي في حلب، إلا أنها أشارت إلى أن الولايات المتحدة قلقة جدا لتزايد مزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية في الأسابيع الأخيرة.
وأوضحت ترودو أنه إذا تأكد استخدام النظام السوري مجددا للسلاح الكيميائي، فإن هذا يشكل “انتهاكا” لقرار مجلس الأمن الدولي.
وفي الثالث من الشهر الحالي، أعربت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن قلقها بشأن أنباء عن هجوم بغاز الكلور قرب مدينة حلب في شمال سوريا التي تشهد اشتباكات عنيفة.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن نحو 24 شخصا عانوا صعوبات في التنفس بمدينة سراقب (بمحافظة إدلب شمال سوريا) على بعد 50 كلم جنوب حلب بعد هجوم ببراميل متفجرة الثلاثاء الماضي.
كما أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت عن قلق بلاده حيال معلومات عن وقوع هجوم كيميائي في حلب.
وندد الوزير في بيان بكل الهجمات على المدنيين، خصوصا حين تستخدم أسلحة كيميائية، محملا النظام السوري مسؤولية ذلك بشكل غير مباشر.
من جهته قال الموفد الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا إن هناك أدلة كثيرة على أن هجوما بالأسلحة الكيميائية تم في حلب، معتبرا أن تأكد حصول ذلك يعد “جريمة حرب”، وعلى الجميع أخذ ذلك في الاعتبار.
المعارضة تقطع طريق الإمداد الوحيد لنظام الأسد في حلب
دبي- قناة العربية
تمكنت فصائل المعارضة السورية المقاتلة في حلب من قطع طريق إمداد #النظام_السوري الوحيد إلى حلب. وقال ناشطون سوريون إن فصائل المعارضة قطعت على النظام طريق خناصر المؤدي إلى مدينة #حلب.
وشهدت حلب الخميس ما قيل إنها #هدنة_روسية لثلاث ساعات، من أجل إدخال المساعدات الإنسانية، إلا أن الأمم المتحدة أكدت في تصريح بالأمس للمبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أن هذه الهدنة غير كافية وأن هناك مناقشات مع الجانب الروسي من أجل تمديدها وجعلها 48 ساعة.
ومساء الخميس، تتالت التحذيرات دولياً من احتمال قيام قوات النظام السوري باستخدام الغاز السام في #حلب . فبعد أن أكدت الأمم المتحدة الخميس أن هناك مخاوف جدية من احتمال أن تكون تلك الأسلحة الكيمياوية قد استعملت في حلب من قبل النظام، اعتبرت أنه في حال تم ذلك، فإنها تعتبر جريمة حرب.
إلى ذلك، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها، حيال الاستخدام المحتمل المتزايد لأسلحة كيمياوية في #سوريا ، بعد معلومات عن وقوع هجوم الأربعاء في حلب أسفر عن 4 قتلى وعشرات الجرحى.
أوروبا تدعم تركيا في مواجهة عنف حزب العمال الكردستاني
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 12 أغسطس 2016
UeTurkey01بروكسل – شدد الاتحاد الأوروبي على دعمه وتضامنه مع تركيا، حكومة وشعباً، في مواجهة الهجمات التي تستهدف البلاد، خاصة تلك التي طالت مؤخراً مدينتي ديار بكر وغازي عنتاب.
وفي بيان صدر ليل أمس، عن إدارة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، قالت إن “السلطات التركية تواجه تحديات صعبة، ناتجة بشكل خاص عن الأعمال العنيفة التي يقوم بها حزب العمال الكردستاني”.
ونوه الاتحاد وفق نص البيان، بأنه صنف هذا الحزب كمنظمة إرهابية، وينظر إليه على هذا الأساس، مذكّراً، “لكننا نذكر أن حواراُ حقيقياً بهدف حل الأزمة الكردية كان قد أدى إلى نتائج إيجابية وواعدة في الماضي”.
وعبرت إدارة العلاقات الخارجية عن “قناعة الاتحاد الأوروبي بأن الحوار هو الطريق الوحيدة المؤدية إلى تسوية سلمية، شاملة ومستدامة لهذه الأزمة”.
كاريتاس: صندوق طوارئ لسكان حلب
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 11 أغسطس 2016
Caritas01الفاتيكان – قالت منظمة كاريتاس إن فرعها في سورية “يطالب بإنشاء صندوق للطوارئ، لمواجهة الأوضاع الخاصة في مدينة حلب”، التي “يتم فيها استهداف المستشفيات أيضا”.
وفي تصريحات لإذاعة الفاتيكان الخميس، أضاف مدير كاريتاس الدولية، پاولو بيتشيغاتو أن “صندوق الطوارئ هذا قيد الإنشاء، وجميع فروع كاريتاس في العالم ستسهم بتوفير الغذاء والرعاية الصحية والتعليم والسكن والحماية للسكان المدنيين”، في حلب.
وتابع “لم نكف يوما عن المطالبة بوقف هذه الحرب التي لا معنى لها”، مذكرا بـ”النداء الذي أطلقه البابا فرنسيس بدعم مؤسسة كاريتاس، عندما طالب بوقف فوري لاطلاق النار، وفتح ممرات إنسانية دخولا وخروجا، وتحرك المجتمع الدولي لوقف هذه الحرب”.
ورأى رئيس كاريتاس أن “صوت البابا ذا مكانة هامة جدا”، فـ”الشعب السوري يرى فيه الصوت الوحيد الذي يكسر الخطط الثابتة”، كذلك “لدى السلطات العليا، التي يحمل ضميرها مسؤولية هذا الوضع، بمشاركة العديد من القوى العظمى”، واختتم بالقول إن “صوت البابا يهز الجميع، أمام أكثر الحروب دموية وفتكا، التي تخاض اليوم”.
البابا: غداء مع 21 لاجئا سوريا في روما
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 11 أغسطس 2016
PapaPranzoSirianiالفاتيكان – قال الكرسي الرسولي إن البابا فرنسيس تناول الغداء الخميس بمقر إقامته في الفاتيكان (كازا سانتا مارتا) مع 21 لاجئ سوري يعيشون الآن في روما”، والذي “تعنى بهم جماعة سانت إيجيديو الكاثوليكية حاليا”.
وبهذا الصدد، أضاف مدير دار الصحافة الفاتيكانية غريغ بيرك، أن “الأمر يتعلق بالعوائل التي وصلت إلى إيطاليا بعد زيارة البابا لجزيرة ليسبوس اليونانية”، في الـ16 من نيسان/أبريل الماضي. وقد “اصطحب البابا المجموعة الأولى من اللاجئين خلال رحلته الى الجزيرة”، بينما “وصلت الدفعة الثانية في منتصف شهر حزيران/يونيو”.
وذكر أن اللاجئين “سواء أكان الكبار منهم أم الأطفال، حظوا بفرصة التحدث للبابا عن بداية حياتهم في ايطاليا”. وقد “قدم الأطفال للأب الأقدس مجموعة من رسومهم”، بينما “بادلهم البابا بدمى وغيرها من الهدايا”.
هذا وقد حضر غداء البابا مع ضيوفه السوريين، نائب وزير خارجية الفاتيكان، المونسنيور انجيلو بيتشو، ومؤسس جماعة سانت إيجيديو أندريا ريكاردي، إلى جنب مسؤولين فاتيكانيين آخرين، كقائد قوات الدرك دومينيكو جاني، واثنين من عناصر الدرك الذين تعاونوا في نقل الأسر من ليسبوس الى إيطاليا.
قوات سوريا الديمقراطية تقول إنها تشن الهجوم الأخير على الدولة الإسلامية بمنبج
بيروت (رويترز) – قال تحالف قوات سوريا الديمقراطية الذي تدعمه الولايات المتحدة في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية قرب الحدود التركية في شمال سوريا يوم الجمعة إنه يشن هجوما أخيرا لطرد من تبقى من عناصر التنظيم المتشدد من مدينة منبج.
وقال شرفان درويش المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية المؤلفة من مقاتلين عرب وأكراد إن هذه هي العملية الأخيرة والهجوم الأخير.
وقبل أيام قالت قوات سوريا الديمقراطية التي يدعمها التحالف الذي تتزعمه الولايات المتحدة بغارات جوية إنها أوشكت على السيطرة بالكامل على منبج التي يتبقى بها عدد صغير من مقاتلي الدولة الإسلامية.
(إعداد سامح البرديسي للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)
احتدام القتال في حلب يزيد من تفاقم الأوضاع المأساوية للمدنيين
من جون دافيسون
بيروت (رويترز) – تسبب احتدام القتال حول مدينة حلب السورية في مقتل عشرات السوريين على مدى أسبوع وتشريد الآلاف وقطع إمدادات المياه والكهرباء عن نحو مليوني شخص على جانبي جبهة القتال في المدينة مما أدى إلى تفاقم الأوضاع المعيشية المتردية أصلا لمئات الآلاف من المدنيين.
وفي حرب تشهد أزمة إنسانية حادة قالت الأمم المتحدة إن القتال يهدد بتكرار الأوضاع التي عانى منها مؤخرا من يعيشون في الأحياء الشرقية من حلب الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في المناطق الغربية التي تسيطر عليها الحكومة.
وتحدث سكان وجماعات إغاثة اتصلت بهم رويترز عن نقص حاد في المياه وانقطاع في إمدادات الكهرباء ومخاوف من نفاد الغذاء والافتقار إلى النظافة العامة.
وتسببت المكاسب الميدانية التي أحرزتها الأطراف المتحاربة في الآونة الأخيرة والتي أسفرت عن حصار الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة وعن قطع طريق أساسي يؤدي للمناطق التي تسيطر عليها الحكومة في وقف تدفق الإمدادات وأثار مخاوف من حصار سكان المدينة بالكامل.
وحلب -التي كانت أكبر مدينة في البلاد قبل الحرب- مقسمة إلى مناطق تحت سيطرة الحكومة وأخرى تحت سيطرة المعارضة منذ بدء الصراع تقريبا وأصبحت مسرحا لتصاعد العنف منذ انهيار وقف لإطلاق النار أبرم بمساعدة واشنطن وموسكو في فبراير شباط. وستكون السيطرة عليها بالكامل إن حدثت نصرا كبيرا للرئيس السوري بشار الأسد.
وساعد التدخل الروسي في الحرب العام الماضي على تحويل دفة القتال لصالح الأسد. وحاصرت قواته بمساعدة مقاتلي جماعة حزب الله اللبنانية ومقاتلين إيرانيين الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة في حلب منذ يوليو تموز.
لكن أحدث مكاسب كبرى كانت من نصيب المعارضة التي تمكنت من كسر حصار حكومي دام شهرا في هجوم نفذته الأسبوع الماضي على مجمع عسكري سوري وأيضا قطعت خط الإمداد الرئيسي للمناطق الغربية الواقعة تحت سيطرة الحكومة من المدينة.
وقال أبو جورج وهو أحد السكان الذين فروا من حي قريب من المجمع العسكري جنوب غربي المدينة “عندما بدأ الهجوم … أطلقت صواريخ وقذائف نحو الحمدانية.”
وأضاف المهندس الزراعي البالغ من العمر 61 عاما عبر الهاتف “كان هناك أشخاص مشردون أساسا يحتمون في مناطق قريبة واضطروا إلى الرحيل.”
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قصف المعارضة للحمدانية يوم الأربعاء قتل أكثر من 12 شخصا. ونفذت طائرات روسية وسورية غارات مكثفة على المناطق التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة.
وأضاف المرصد أن عمليات القصف التي نفذها الجانبان قتلت أكثر من 120 شخصا في المدينة منذ بداية أغسطس آب.
وذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن أبو جورج من بين آلاف فروا من مناطق جنوب غرب حلب في الأيام القليلة الماضية.
وقالت المتحدثة باسم اللجنة إنجي صدقي “آلاف العائلات تشردت من جنوب غرب حلب وبينها عائلات كانت نازحة أصلا اضطرت للرحيل مرة ثانية.”
وقال سكان في غرب حلب إن قطع طريق الإمداد الرئيسي للجانب الذي تسيطر عليه الحكومة أبطأ من دخول البضائع والوقود ورفع أسعار الغذاء لكن إيصال قوات الحكومة لمساعدات عبر طريق بديل هذا الأسبوع خفف قليلا من تلك الأوضاع.
وقال توني اسحق (26 عاما) عبر تطبيق (مسينجر) على الإنترنت “كانت هناك بعض المشكلات مع الوقود لكن الإمدادات وصلت ومحطات الوقود مفتوحة وتعمل.”
والطريق البديل الذي تم استخدامه كان حتى الشهر الماضي الطريق الوحيد المؤدي للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة من حلب. وبعد قصف عنيف سيطرت القوات الحكومية على طريق الكاستيلو في تقدم لقواتها وضع شرق حلب تحت الحصار.
*قصف مستشفيات وانقطاع المياه والكهرباء
قال سكان وأطباء إن الحصار زاد الأوضاع الإنسانية سوءا في شرق حلب.
ولم يؤمن تقدم المعارضة الذي كسر الحصار يوم السبت بعد ممرا آمنا بما يكفي لإيصال أكثر من شحنة غذاء واحدة للشرق أو بما يكفي لعبور المدنيين مع استمرار سقوط قذائف القوات الحكومية على هذا الممر في ضواحي جنوب غرب المدنية.
وقال حسام أبو غيث (29 عاما) وهو أحد سكان شرق حلب “الوقود والخضروات وضروريات أخرى لا تصل لأن النظام يقصف مناطق فقد السيطرة عليها بجنون.”
وأضاف عبر مسينجر “هناك مقاتلات وطائرات هليكوبتر تحلق في السماء تقصف مناطق مدنية وخطوطا أمامية أساسية في القتال على حد سواء.”
وقالت منظمة أطباء بلا حدود التي تدعم عددا من المنشآت الطبية في القطاع الذي تسيطر عليه المعارضة إن أعداد القتلى والمصابين زادت كثيرا.
وقال بابلو ماركو مدير عمليات الشرق الأوسط في المنظمة لرويترز “بسبب القصف والقتال في حلب هناك المزيد والمزيد من الأشخاص الذين يصلون إلى المستشفى.”
وأضاف أن المستشفيات عليها أن تتكيف مع الوضع رغم وصول عشرات المصابين في ذات الوقت ووجود 35 طبيبا فقط في كل المنطقة الشرقية من حلب التي يقطنها 250 ألفا على الأقل.
وقال ماركو إن كل المستشفيات الثمانية التي تدعمها المنظمة تضررت من القصف في الأشهر الأخيرة. وتقول جماعة حقوقية مقرها الولايات المتحدة إن العديد من المستشفيات قصفت في يوليو تموز.
وأدى القصف إلى تفاقم مشكلات انقطاع المياه والكهرباء على جانبي المدينة.
وعانى سكان شرق حلب طويلا من نقص المياه وإمدادات الكهرباء لفترات طويلة بالفعل.
وقال أبو غيث “ليس لدينا كهرباء. هناك مولدات توفر قدرا ضئيلا بما يكفي لتشغيل براد أو إضاءة… نغسل مرة كل يوم جمعة. لقد اعتدنا على الحياة بهذه الطريقة… نوفر في المياه لتكفينا مدة أطول.”
وأضاف أن هناك عائلات بأكملها عادة تتعايش بخمسين لترا من المياه فقط يوميا تنقلها صهاريج أو تستخرج من آبار. وتقول منظمة الصحة العالمية إن 20 لترا مطلوبة لكل شخص يوميا للحفاظ على النظافة الأساسية.
وقالت الأمم المتحدة يوم الثلاثاء إن منشأة توليد الكهرباء الرئيسية التي تسمح بضخ المياه لجانبي المدينة قصفت مما ترك كل القاطنين في المدينة أي نحو مليوني شخص دون إمدادات مستمرة من المياه ومما يزيد من خطر إصابة الأطفال بالأمراض.
وقالت صدقي من اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن السكان يعتمدون على مصادر المياه الجوفية.
وأضافت “محطات ضخ المياه لم تعد تعمل على الجانبين. لذلك فكل سكان المدينة يعتمدون على الآبار للحصول على المياه.”
وأضافت أن جلب المياه من تلك الآبار في بعض المناطق أمر خطير لتقييد التحركات بسبب القصف والقتال.
وقالت إن الآبار والصهاريج لن توفر مياه كافية لفترة طويلة.
ودعت الأمم المتحدة لوقف إنساني عاجل لإطلاق النار في حلب وتضغط لاستئناف محادثات السلام التي فشلت في إنهاء الصراع المستمر منذ خمس سنوات والذي أدى إلى مقتل أكثر من 250 ألف شخص وتشريد نحو 11 مليونا آخرين.
(إعداد سلمى محمد للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)
أمريكا سترحب بتعاون عسكري تركي-روسي ضد الدولة الإسلامية
واشنطن (رويترز) – قالت إليزابيث ترودو المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية في إفادة صحفية يوم الخميس إن الولايات المتحدة سترحب بتعاون عسكري تركي-روسي في سوريا إذا كان يستهدف حقا تنظيم الدولة الإسلامية.
وقالت “لقد كنا واضحين جدا. إذا كانت روسيا حقا مهتمة بمحاربة الدولة الإسلامية وبمكافحة تهديد إرهابي يواجهه المجتمع الدولي بأكمله فنحن سنرحب باهتمامها بذلك.”
وجاءت تصريحات المتحدثة تعليقا على تقارير إعلامية أشارت إلى تعاون عسكري مقترح بين تركيا وروسيا في سوريا.
(إعداد سلمى محمد للنشرة العربية – تحرير محمد اليماني)
سفير تركيا في روسيا: القيادة السورية ربما يمكنها لعب دور في حل الأزمة
موسكو (رويترز) – نقلت وكالة الإعلام الروسية يوم الخميس عن السفير التركي لدى روسيا أوميت يارديم قوله إن حكومة تركيا تعتقد أن القيادة السورية الحالية يمكن أن تشارك في المحادثات الرامية لحل الأزمة في سوريا.
ونقلت الوكالة عن يارديم قوله أثناء مؤتمر صحفي في موسكو “نرغب في أن تشارك القيادة السياسية الحالية للبلاد في عملية التفاوض.”
ونسبت وكالة تاس للأنباء إلى يارديم قوله إن أنقرة لا تعارض قيام القيادة السورية الحالية بدور ما في عملية انتقال سياسي.
وقال مولود تشاووش أوغلو وزير الخارجية التركي في مقابلة تلفزيونية إنه لا يمكن إجراء عملية انتقال سياسي في سوريا في ظل وجود الرئيس بشار الأسد.
واستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الثلاثاء نظيره التركي رجب طيب إردوغان في سان بطرسبرج حيث ناقش الزعيمان ملف الصراع في سوريا حيث يدعم الاثنان منذ فترة طويلة طرفين مختلفين.
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية – تحرير دينا عادل)