أحداث الجمعة 15 تشرين الثاني 2013
«الائتلاف» يرى «مرونة» روسية
لندن، موسكو، القاهرة، واشنطن، دمشق – «الحياة»، أ ف ب
قالت مصادر في المعارضة السورية لـ «الحياة»، إنها لاحظت «بعض المرونة» في مواقف موسكو من الأزمة السورية، خصوصاً لدى حض الرئيس فلاديمير بوتين الرئيس بشار الأسد على «تخفيف معاناة المدنيين»، وتأكيد موسكو على التزام مواعيد «إزالة» الترسانة الكيماوية، إضافة إلى ذهاب نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إلى إسطنبول للقاء قيادة «الائتلاف الوطني السوري» المعارض. في غضون ذلك، واصل مقاتلون أكراد تقدمهم في شمال شرقي سورية، حيث سيطروا على 18 قرية خلال 48 ساعة، في وقت أعربت واشنطن عن «القلق» من إعلان تشكيل إدارة انتقالية كردية.
وكان الكرملين أعلن أن بوتين بادر إلى الاتصال بالأسد لتناول ثلاثة أمور تتعلق بالتحضيرات لمؤتمر «جنيف 2» والملف الكيماوي والوضع الإنساني في سورية. وأعرب عن «قلقه من المعلومات حول الاضطهاد المنهجي من قبل المتطرفين للمسيحيين والأقليات الدينية الأخرى»، وعن «الأمل في أن تبذل الحكومة السورية كل ما في وسعها لتخفيف معاناة المدنيين وإعادة السلام بين الطوائف».
إلى ذلك، أعلنت الخارجية الروسية أن بوغدانوف التقى في إسطنبول مساء أول من أمس قيادة «الائتلاف». وأوضح قيادي معارض لـ «الحياة»، أن رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا كان موجوداً في إسطنبول ولم يحضر الاجتماع مع بوغدانوف، الذي أراد الاطلاع على موقف المعارضة في ضوء قرارها المشاركة في «جنيف 2». وأشار إلى أن المسؤول الروسي دعا الجربا إلى زيارة موسكو الأسبوع المقبل، غير أن المعارضة أبلغته أن الجربا مرتبط بمواعيد مسبقة بينها زيارته للإمارات اليوم، الأمر الذي أسفر عن الاتفاق على البحث في ترتيب الزيارة لـ «وفد من الائتلاف برئاسة الجربا إلى العاصمة الروسية في الأسبوع الثالث من الشهر الجاري».
وقال القيادي أن وفد «الائتلاف» سأل بوغدانوف عن موقف موسكو من دور الأسد في المرحلة الانتقالية، فأبلغهم أن «هذا الأمر يقرره السوريون أنفسهم في المفاوضات» المقررة في «جنيف 2». وقال مسؤول معارض آخر لـ «الحياة»، إنه جرى استيضاح إمكان التفاوض مع الروس حول بنود بيان جنيف الأول الصادر في 30 حزيران (يونيو) العام الماضي، حيث «لاحظ وفد المعارضة وجود مرونة روسية لم تكن موجودة سابقاً، مع أنه أكد أن السوريين هم يقررون نتائج الحوار وليس أي أحد غيرهم».
وزاد أن الجانب الروسي أبلغ المعارضة أنه «سيرعى خلال الفترة المقبلة مشاورات مع أطراف المعارضة ومسؤولين من النظام» قبل الاجتماع المقرر بين مسؤولين روس وأميركيين والمبعوث الدولي- العربي الأخضر الإبراهيمي في جنيف في 25 الشهر الجاري لتحديد موعد المؤتمر الدولي. وعُلم أن المستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة السورية بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد سيتوجهان إلى موسكو يوم الإثنين.
وقال القيادي في «الائتلاف» منذر أقبيق لوكالة «فرانس برس» إن المعارضة «وافقت على حضور مؤتمر جنيف، على أن يؤدي إلى تشكيل سلطة انتقالية بصلاحيات كاملة، وهذا ليس شرطاً، بل يتناسب ويتوافق مع قرارات الشرعية الدولية».
وكان الملف السوري حاضراً بقوة خلال المحادثات بين وزير خارجية مصر نبيل فهمي ونظيره الروسي سيرغي لافروف في القاهرة أمس. وفيما أوضح فهمي في مؤتمر صحافي مشترك عقب المحادثات أن البحث تناول الوضع في سورية وما يبذل من جهد لعقد مؤتمر «جنيف 2» سعياً إلى حل سياسي للأزمة السورية، قال لافروف إن هناك مواقف متطابقة في شأن أهمية عقد «جنيف 2» في أسرع وقت ممكن وبين جميع الأطراف السورية.
ميدانياً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن سيطرة «وحدات حماية الشعب» الكردي على قرية تل عيد في الريف الجنوبي الشرقي لمدينة القامشلي في شمال شرقي البلاد، مشيراً إلى أن هذه الوحدات تمكنت خلال 48 ساعة من السيطرة على 18 قرية صغيرة وتجمعاً سكنياً في منطقة القحطانية بعد معارك طاحنة مع كتائب في «الجيش الحر» وجهاديين. وقالت مصادر إن عبد العزيز سلامة وعبد القادر صالح قائدي «لواء التوحيد» أحد فصائل «الجيش الحر»، أصيبا في غارة جوية في حلب شمال سورية امس.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية جين بساكي رداً على إعلان جهات كردية تأسيس إدارة مدنية انتقالية: «سياستنا على الدوام تقوم على دعم وحدة الأراضي السورية وسلامتها، وقد اعتبرنا مشاركة المجلس الوطني الكردي في الائتلاف خطوة إيجابية، ونشعر بالقلق حيال التقارير حول نية إعلان استقلال مناطق كردية في سورية. إن تأسيس منطقة كردية خاصة في سورية يجب أن يكون جزءاً من قرار أكبر
الائتلاف السوري يتلقى دعوة للتوجه إلى موسكو لبحث “جنيف 2“
موسكو ـ يو بي أي
قال الناطق باسم “الائتلاف الوطني السوري” المعارض لؤي صافي، إن الائتلاف تلقى دعوة رسمية للتوجه إلى روسيا لبحث مؤتمر “جنيف 2” ولم يتخذ بعد أي قرار بشأنها.
ونقلت وكالة أنباء “نوفوستي” الروسية الجمعة عن صافي إن “الدعوة وجهها وزير الخارجية الروسي (سيرغي لافروف) لكن لا قرار بعد، ولا تفاصيل قبل اتخاذ القرار”.
وكان مصدر في الخارجية الروسية قد أعلن للوكالة أن الدبلوماسيين الروس سيجرون مشاورات مع ممثلين عن المعارضة السورية في موسكو للتحضير لمؤتمر “جنيف -2” وللهدف عينه يجرون أيضاً مشاورات مع وفد الحكومة السورية في العاصمة السورية.
وأكد حضور وفد من الحكومة السورية إلى موسكو لإجراء مشاورات حول التحضير لمؤتمر “جنيف -2”.
وقال إنه في ما يتعلق بالمعارضة السورية فالمباحثات ستتم في موسكو وعلى منابر أخرى دولية.
حلفاء الأسد يتربّحون من تجارة سرية للغذاء في سورية
لندن ـ رويترز
قالت مصادر تجارية ومعارضة مطلعة إنه مع بدء تدفق الغذاء على سورية بعد تعطل استمر بضعة أشهر يحقق بعض الحلفاء المقربين من الرئيس بشار الأسد أرباحا كبيرة من تلك التجارة التي تجري في طي الكتمان.
ومع تواصل الحرب الأهلية تواجه سورية أسوأ محصول من القمح في ثلاثة عقود ويسارع الأسد لتعزيز إمدادات الغذاء.
وتقول مصادر تجارية مطلعة إن شبكة سرية للتجارة والنقل بدأت تظهر حاليا من خلال خطوط ملاحية وشركات واجهة لا تهدف فقط لشراء السلع الغذائية وإنما لجني أرباح كبيرة لأعضاء الدائرة المقربة من الأسد.
ورفضت المصادر الكشف عن أسمائها بسبب حساسية التجارة وقت الحرب.
وقالت إن رامي مخلوف إبن خال الأسد وأكبر حلفائه الماليين وأيمن جابر وهو شخصية بارزة أخرى تخضع لعقوبات دولية من بين المشاركين في تلك التجارة من خلال وسطاء.
وقال مصدر “أنشأت شخصيات بارزة في النظام شركات واجهة وتستخدم خطوط شحن لنقل إمدادات الغذاء إلى سورية. هذه تجارة مربحة أيضاً وكل من يشارك يتربح منها”. وأضاف قائلاً “المشاركون في هذا يجلسون في الخلفية بالطبع ولا يوجد كثير من الوثائق. لكن هذا يحدث ويتطور. ما أن تعرف شركة ما تتشكل أخرى.”
ولم يتسن الوصول إلى مخلوف أو جابر للحصول على تعقيب.
وقال أيمن عبد النور صديق الأسد أثناء الدراسة الجامعية ومستشاره السابق الذي غادر سورية في 2007 وانضم حاليا إلى المعارضة إن أفراد الدائرة المقربة من الأسد لهم دور محوري في الاقتصاد.
وأضاف عبد النور رئيس تحرير الموقع الاخباري الالكتروني (كلنا شركاء في الوطن) “هم من يساعدونه على الاستمرار. الحكومة لا تحصل على أي دخل ولا أحد يدفع ضرائب ولا يصدرون النفط. إنها مسألة حياة أو موت وهم يشاركون في كل ما يمكنهم المشاركة فيه.”
وقال عبد النور ومصادر تجارية إن شبكات تعمل في اوروبا والشرق الأوسط وخصوصا لبنان لتسهيل التجارة.
وبدأت في الأسابيع الماضية شحنات غذاء تشمل القمح لانتاج الخبز والسكر والأرز في التدفق بكميات أكبر بدعم من انهاء تجميد حسابات مصرفية كانت تخضع للعقوبات في السابق.
وأشارت مصادر مصرفية إلى عدة بنوك في الشرق الأوسط لها عمليات في أوروبا كانت جمدت أموالا في دول بينها فرنسا وإيطاليا وألمانيا.
وكانت متحدثة باسم وزارة التجارة قالت في أيلول/سبتمبر إن فرنسا سمحت باستخدام حسابات مصرفية سورية مجمدة لدفع تكاليف صادرات الغذاء.
وقال توربيورن سولتفيت، من “مابلكروفت” لاستشارات المخاطر “إنشاء خطوط إمداد يمكن الاعتماد عليها في توريد السلع الأساسية مثل الغذاء والوقود بات أمرا شديد الأهمية لجهود النظام لهزيمة المعارضة المسلحة.”
وأضاف أن “النخبة التجارية الصغيرة التي تسيطر على الغالبية العظمى من الاقتصاد السوري لديها حافز قوي بشكل خاص لتعزيز الاقتصاد الموازي بهدف تقليص الخسائر المالية الناتجة عن الحرب الاهلية.”
وقالت المصادر التجارية إن من بين الشركات التي تعمل بالنيابة عن الدولة السورية مجموعة أمان التي تديرها عائلة فوز من مدينة اللاذقية الساحلية والتي تعمل كوسيط في صفقات المؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب (حبوب). وفشلت محاولات متكررة للاتصال بممثلين لمجموعة أمان وعائلة فوز للحصول على تعقيب.
وأظهرت بيانات على موقع الشركة الالكتروني أنها استوردت شحنات من القمح هذا العام.
ومن بين الشركات الأخرى “ياس مارين” وهي شركة للنقل البحري مسجلة في طرابلس بلبنان وفي سورية أيضاً. ولم يتسن الحصول على تعقيب من الشركة.
وأظهرت بيانات ملاحية لشركة “ويندوارد” للتحليلات البحرية أن اسطول “ياس” من سفن الصب الجاف سلم شحنات في الشهور الماضية في سورية قادمة من موانئ في أوكرانيا وتركيا وروسيا ولبنان. وجاءت امدادات غذائية من عدد من الدول من بينها منتجو الحبوب في منطقة البحر الأسود مثل اوكرانيا.
وذكرت تقارير أن من بين المشاركين في عمليات الشحن إلى سوريةن أيضاً عبد القادر صبراً أحد أكبر أقطاب الشحن في البلاد.
وأظهرت مواقع الكترونية للمعارضة ودليل تجاري أن صبرا كان مساهماً في شركة شام القابصة التي تخضع للعقوبات وهي ايضا مرتبطة بمخلوف. ولم يرد مكتب صبرا على طلبات للتعقيب.
وقال مصدر مطلع “المجموعات منفصلة لكن هدفها مشترك حيث تستفيد الشخصيات الأساسية التي تقف وراءها من التجارة.”
وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على الأسد وحكومته تشمل تجميد أصول وحسابات مصرفية. وتجارة الغذاء السورية في اطار المساعدات الانسانية معفاة من العقوبات ومن ثم فإن مستوردي شحنات الغذاء المصرح بها لا يعتبرون مخالفين للعقوبات.
وقال متحدث باسم وزارة الخزانة الأميركية إن المواطنين الأميركيين مسموح لهم عموماً بتصدير أو إعادة تصدير الغذاء الأميركي المنشأ إلى سورية بما في ذلك إلى الحكومة أو إلى الأشخاص الآخرين الذين يخضعون للعقوبات “بشرط كون تلك الصادرات مسموحاً بها أو حاصلة على ترخيص من وزارة التجارة”.
وأضاف قائلاً “في حين أن وزارة الخزانة ستواصل تسهيل تصدير السلع الإنسانية والخدمات الضرورية … سنستخدم أيضا كل الأدوات التي تحت تصرفنا لزيادة الضغط على نظام الأسد وأنصاره في الوقت الذي يواصل فيه حملة من العنف ضد الشعب السوري والتي تشمل حرمان قطاعات واسعة من سكان الريف من الامدادات والمساعدات الأخرى.”
وأظهر تحقيق لـ”رويترز” أنه يجري حجب الغذاء والدواء عن مناطق المعارضة المسلحة قرب العاصمة في إطار ما وصفها مسؤول أمني موال للأسد بحملة “تجويع حتى الخضوع”.
وقال مصدر تجاري آخر “الشحنات التي يشترونها تذهب إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة سواء عبر البحر أو البر. المؤشرات توضح أن الغذاء يذهب بالتأكيد إلى المناطق الموالية للاسد.”
وقال متحدث باسم كاثرين أشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إن إجازة التعاملات أمر يعود إلى السلطات في دول الاتحاد التي توجد فيها البنوك التي تسيطر على التمويل الحيوي للتجارة.
وأضاف قائلا “عقوبات الاتحاد الأوروبي تتضمن استثناء يسمح بإتاحة الأموال والموارد الاقتصادية لشخص او كيان مدرج (في قائمة العقوبات) إذا كان هذا للأغراض الإنسانية.”
والعمليات التجارية التي تشمل وسطاء لإبرام الصفقات وخطوطا ملاحية لتسليم البضائع مربحة للغاية.
وقال مصدر تجاري مقيم في الشرق الوسط إن شحنة تزن 100 الف طن من القمح تتضمن علاوة سعرية لا تقل عن ثلاثة او اربعة ملايين دولار بينما تشمل شحنات السكر علاوة تتراوح من 5 إلى 7 بالمئة وهو ما يعني ايضا هوامش ارباح بملايين الدولارات.
وقال المصدر التجاري “مشاركة رجال الأسد في هذا ليس مفاجأة ويمكن لعدد كبير جدا من الناس على طول سلسلة الامداد تحقيق مكاسب مالية من هذا .. إنها فرصة العمر للكثيرين”.
مساعٍ لعقد جنيف – 2 في 20 كانون الأول / مكاسب ميدانية للنظام السوري والأكراد
نيويورك – علي بردى العواصم – الوكالات
قال ناشطون سوريون ان مقاتلي حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي سيطروا على سبع قرى أخرى في محافظة الحسكة بشمال شرق سوريا، غداة اعلان الجناح السياسي للمقاتلين إقامة ادارة مدنية انتقالية تهدف الى إقامة اقليم كردي سوري يتمتع بالحكم الذاتي، الامر الذي دفع “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” الى اعتبار الحزب “تنظيما معاديا للثورة”. وزاد الجيش السوري النظامي مكاسبه بسيطرته على ضاحية الحجيرة جنوب دمشق في اطار تقدم أوسع جنوب العاصمة. كما استمرت الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين اسلاميين بينهم جهاديون في ريف حلب والاحياء القديمة من المدينة. وقتل 15 شخصاً على الاقل في سقوط قذائف هاون اطلقها مقاتلون معارضون على احياء في حلب وحمص. ص11
في غضون ذلك، كشف مصدر دولي واسع لـ”النهار” أن المساعي تكثفت أخيراً لعقد مؤتمر جنيف – 2 الخاص باطلاق العملية السياسية لتسوية الأزمة السورية في 20 كانون الأول المقبل، مع العلم أن الديبلوماسية تركز حالياً على تشكيلتي الوفدين اللذين سيمثلان نظام الرئيس بشار الأسد من جهة واطياف المعارضة من جهة أخرى.
وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه إن المفاوضين الأميركيين طلبوا ارجاء موعد 25 تشرين الثاني الجاري الذي كان محدداً للاجتماع مع نظرائهم الروس ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان والممثل الخاص المشترك للمنظمة الدولية وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي للبحث في عقد مؤتمر جنيف – 2 “مدة أسبوع كي يتسنى للمعارضة السورية التي تنوي الاجتماع بين 23 من الجاري و25 منه اختيار فريقها المفاوض”، مرجحاً أن يعقد الاجتماع الثلاثي في 3 كانون الأول المقبل. وأضاف أن “الابرهيمي يسعى الى عقد مؤتمر جنيف في 20 كانون الأول”، على رغم أن المسؤولين الأميركيين والروس أشاروا الى “صعوبة ضبط هذا الموعد لقربه من عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة”. لكن “الابرهيمي قال لعدد من هؤلاء: نريدكم يوماً واحداً لإطلاق هذه العملية السياسية، ويمكنكم بعد ذلك أن تنصرفوا”.
وأضاف أيضاً أن السفير الأميركي لدى دمشق روبرت فورد “ليس متحمساً جداً للمقررات الأخيرة التي اتخذها الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، إذ أن هناك المزيد من الجهد الذي ينبغي بذله من أجل تمكين الإئتلاف من إحضار أكبر عدد ممكن من أطياف المعارضة الى الإجتماعات المقبلة لتشكيل الوفد المفاوض”، ملاحظاً أن “ثمة اصراراً على تمثيل أكبر عدد ممكن من هذه المعارضة المشتتة، بمن في ذلك النساء وفقاً لما يسعى اليه الوسطاء”.
ونقل عن الإبرهيمي تصميمه على تمثيل النساء في الوفدين الحكومي والمعارض. وهو تلقى اقتراحاً أن تكون بسمة قضماني ضمن وفد المعارضة “على رغم استمرار الإعتراضات عليها”، على أن تنضم بثينة شعبان، مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد، الى الوفد الذي يمثل النظام وفيه أيضاً وزير الخارجية وليد المعلم ووزير المصالحة الوطنية علي حيدر.
ولم تحل بعد عقدة مشاركة ايران في المؤتمر لأن المسؤولين الايرانيين لم يعلنوا صراحة موافقتهم على بيان جنيف في 30 حزيران 2012 الذي يشكل أساساً لجنيف – 2. أما بالنسبة الى السعودية، فمن الثابت وجوب أن تحضر.
وقال ديبلوماسي غربي إن اجتماع المعارضة السورية في اسطنبول “كان جيداً” إذ أن الإئتلاف وافق على المشاركة في مؤتمر جنيف – 2 على أساس “الإعداد لعملية سياسية انتقالية لا يكون الأسد جزءاً منها”، آملاً في أن يؤدي ذلك الى “تحديد سريع لموعد المؤتمر”. وأكد أن “الدعوات ستوجه الى دول الجوار، لبنان والأردن والعراق وتركيا، للمشاركة في المؤتمر”. ورأى أن “لا خلاف” بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين، على تفسير الفقرة الخاصة بضرورة تأليف هيئة حكومية انتقالية تحظى بكامل الصلاحيات التنفيذية، على أن يجري تشكيلها بالتوافق المشترك للاطراف المحاورين، علماً أن “الخلاف لا يزال مستمراً على شخص الأسد ومستقبله”.
حلب: معارك كر وفر
جاد يتيم
فجأة اخترقت القوات النظامية منطقة ريف حلب التي تسيطر عليها قوات المعارضة منذ أكثر من عام، حيث تعد حلب وإدلب وريفهما وصولاً إلى الحدود التركية قلعة حصينة للجيش الحر وباقي تشكيلات المعارضة، بينما كل مواقع النظام الباقية وتحديداً “أكاديمية الأسد” ومطارات حلب وكويريس والنيرب تفرض عليها كتائب المعارضة حصاراً خانقاً وصل إلى حد منع الطائرات العسكرية من استخدام هذه المطارات، فماذا تغير؟ وهل يستطيع الجيش الحر استرداد ما سيطر عليه النظام عبر عملية “الوعد الحق” التي انطلقت الأربعاء بحسب ما أفاد المنسق السياسي والإعلامي للجيش الحر، لؤي المقداد لـ”المدن”؟
يؤكد عدد من ضباط الجيش الحر والناشطين القريبين من “الدولة الإسلامية في العراق والشام” “داعش” في حديث لـ”المدن”، أن النظام لا يمكنه الاستمرار في التقدم أو السيطرة على هذه المنطقة الشاسعة المحررة. لكن ضباطاً ميدانيين لفتوا إلى خطورة تمكن النظام عبر “عملية نوعية” قادها مقاتلون من “حزب الله” و”أبو الفضل العباس” من قطع الطريق بين حلب ومدينة الباب وإعادة تشغيل مطارات حلب والنيرب وكويريس لناحية اقلاع وهبوط الطائرات.
وحول أسباب نجاح الهجوم المشترك لقوات النظام وحزب الله ولواء أبو الفضل العباس، قال أحد الضباط المنشقين لـ”المدن”، إن قوة من الحزب واللواء قدِمت لمساندة النظام من جهة خناصر ومعامل الدفاع. ووصلت هذه القوة إلى المطار وأمنت للنظام الهجوم من خلال تأمين خطوط الإمداد والانسحاب له لضمان عدم محاصرته، وفعلياً شكلت هذه القوة رأس حربة الهجوم.
ولفت الضابط إلى أن هذه القوة “احتلت الدويرينة ودخلت اللواء 80 وسيطرت على منطقة المواصلات الجديدة عبر فرق القناصة ونشرت فيها دبابات”، مضيفاً أنه بذلك يكون النظام “قطع الطريق بين حلب ومدينة الباب من الطرف الشرقي”. لكنه أكد في الوقت نفسه أن “العديد من الطرقات لا تزال مفتوحة بين حلب المحررة والريف المحرر”، مع الأخذ بالاعتبار أن النظام “استطاع فك الحصار عن قواته في مدينة حلب”.
واستبعد الضابط أن “يكون هدف النظام الحفاظ على مواقعه لأن المناطق التي سيطر عليها قريبة من بعضها وهي لا تعدو كونها تمتد على خط نار بمسافة 4-5 كيلومترات، والأهم أن المساحات التي يسيطر عليها الجيش الحر في حلب شاسعة جداً ومن المستحيل أن يستعيدها النظام”.
وبالنسبة للنظام، يرى الضابط أن هذا النصر هو نصر معنوي، ولا سيّما بعد استرجاعه أجزاء من اللواء 80، إضافة إلى ترويعه السكان من خلال إطلاق النار عليهم أثناء تقدمه نحو المنطقة في رسالة مفادها أنه قادر على الوصول إلى المناطق التي خسرها.
وبالتزامن مع بدء النفير العام الذي أعلنته “داعش” وعدد من كتائب الجيش الحر في مدينة حلب “للمشاركة في صد هذا العدوان الغاشم”، تمكنت الفصائل المسلحة من استعادة السيطرة على قرية عبيدة على طريق خناصر. وتابع الضابط المنشق حديثه لـ”المدن” مؤكداً على أن “غرفة العمليات التي شكلتها كتائب الجيش الحر سترد النظام إلى مواقعه”.
ولفت الضابط إلى أن “داعش” لم تقاتل كما يجب ولم تشترك في غرفة العمليات والنفير العام الذي أعلنته كتائب من الجيش الحر، مستغرباً في الوقت ذاته “تهاون داعش في القتال والسماح لقوات النظام بالخروج من المطار الذي تسيطر داعش على مناطق محيطة به”.
وكانت كل من حركـــة أحرار الشــام، جبهة النصـرة، لواء التوحيد، تجمع “فــاستـقم كما أمـرت، كــتـائب نور الدين زنـكي الإسـلامية، وأنـصار الـمهـدي أعلنت في بيان “النفير العام في مدينة حلب الشهباء” وأضافت في بيانها “نهيب بكل الفصائل والتشكيلات العسكرية المتواجدة في مدينة حلب للمشاركة في صد هذا العدوان الغاشم”.
وشدد البيان على أن “كل من لم يشارك في تلبية هذا النفير فستتم محاسبته واتخاذ الإجراءات الصارمة بحقه وسحب سلاحه وتسليمه للقضاء الشرعي”.
من جهته، قال قائد إحدى كتائب الجيش الحر التي تقاتل في ريف حلب ويدعى خطاب، في حديث لـ”المدن”، إن “القوات النظامية قامت بعملية إنزال في منطقة المواصلات وقرية نقارين شمال شرقي حلب”.
ورأى أن “للنظام أهدافا عديدة أولها معامل الدفاع” التي نجح النظام بفك الحصار عنها، وهي تحتوي على مختبرات أسلحة كيماوية وجرثومية.
من جهته، أكد الناشط الإعلامي، أسدالله الشيشاني، المقرب من تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام”، في اتصال مع “المدن”، أن “الدولة تحشد قواتها وستكون هناك معركة حسم”، مشيراً إلى أن “الدولة، بدأت بتحرير كتيبة تل حاصل الواقعة بين قرية تل حاصل ومطار حلب الدولي وهي الكتيبة التي سيطرت عليها قوات النظام قبل أيام”.
كما اعتبر أن تمكّن النظام من الانتقال من مرحلة الدفاع الى مرحلة الهجوم يعود إلى “القبض على أغلب مدعي الثورة والسارقين تحت اسم الجيش الحر أمثال غرباء الشام التابعة للجزرة (حسن الجزرة) وأحرار الزاوية”، نافياً أن يكون قيام “داعش” بإلقاء القبض على هؤلاء هو السبب في إضعاف الجبهات بل لأن “بعض هذه الكتائب أساساً تركت الجبهات وانشغلت بسرقة المعامل”.
وفيما يؤكد الشيشاني أن “الدولة” تسيطر على نصف اللواء 80، أرجع سبب عدم انضمام الدولة لغرفة العمليات المشتركة التي أعلنها الحر إلى أن “الدولة” كانت أول من أعلن النفير، لافتاً إلى أنهم وزعوا أسلحة لأغلب الكتائب ونشروا على جبهات حلب أكثر من ٥ ألاف مقاتل.
وكشف الشيشاني لـ “المدن”، أن “كل خطط النفير العام التي سينفذها الجميع وضعها أمير التخطيط في الدولة الإسلامية”، رافضاً الإفصاح عن اسمه.
صالح مسلم: الاتئلاف السوري المعارض عدو الثورة الديمقراطية
لندن- (يو بي اي): وصف الزعيم الكردي السوري المعارض صالح مسلم، الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بأنه “عدو الثورة الديمقراطية”، وقال أن اعلان حزب الاتحاد الديمقراطي اقامة ادارة مدنية انتقالية في المناطق الكردية بشمال شرق سوريا اجراء مؤقت.
وقال مسلم، الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي، عضو الهيئة الكردية العليا في سوريا، ليونايتد برس انترناشونال عبر الهاتف الجمعة “إن اقامة ادارة مدنية جاءت نتيجة اجتماع موسّع لكافة المكونات العرقية فيها بعد أن بدأنا بتحرير مناطقنا منذ تموز/ يوليو من العام الماضي بهدف تمكين سكانها من كرد ومكونات أخرى من ادارة هذه المناطق بأنفسهم وعلى غرار مناطق أخرى”.
وأضاف “رأينا أن من الأسلم أن يقوم سكان المناطق الكردية بانشاء ادارة مدنية بصورة ديمقراطية مرحلية إلى أن يتم التوصل إلى حل للأزمة أسوة بالمناطق الأخرى داخل سوريا، لكننا جوبهنا بانتقادات حادة واتهامات من أطراف في المعارضة السورية”.
وقال “الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) أنشأت امارة اسلامية في بعض مناطق محافظة حلب، كما تم تشكيل ادارة في مدينة حلب من قبل تنظيم آخر وإمارة اسلامية في الرقة، لكن أحداً من الأطراف التي هاجمتنا لم يعترض”.
وتابع قائلا “كل ما فعلناه هو أننا شكلنا ادارة مدنية ديمقراطية في مناطقنا وفي اجراء مؤقت وبعد اجتماعات عقدها 82 ممثلاً عن كافة المكونات، أي 35 تنظيماً تمثل الأكراد والعرب والسريان والتركمان وغيرهم، وتم خلالها الاتفاق على العقد الاجتماعي بين جميع هذه المكونات وتكليف قوات الحماية الشعبية بحماية هذه المناطق بعيداً عن التدخلات الخارجية”.
وشدد مسلم على أن حزب الاتحاد الديمقراطي “لم يتلق أي دعم من قوى اقليمية في هذا التوجه”، قائلاً “نحن لم نتلق إلى الآن أي دعم ولو بسيط من أي طرف آخر خارج المجتمع الكردي والمكونات السورية الموجودة، لكننا نحصل على مساعدات من أكراد تركيا والعراق وايران”.
وحول اتهام الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية لحزب الاتحاد الديمقراطي بأنه “عدو الثورة وعميل للنظام السوري”، قال مسلم “نحن نعتبر أن الائتلاف هو عدو الثورة الديمقراطية، والتي كانت بعيدة عن التسليح وقام بتسليحها ودعا للتدخل العسكري الخارجي، وهو الذي خرّب الثورة على الشعب السوري بأكمله وجلب الجماعات السلفية”.
وأضاف “إذا كان هناك من عدو للثورة السورية فإن الائتلاف هو عدوها، وإذا كان هذا الائتلاف يريد الديمقراطية فعلاً فليأتي إلى مناطقنا ليشهد بأم عينه كيف نطبقها، وإذا كان يريد الحرية فليأتي ليشاهد الحرية التي يتمتع بها السكان في مناطقنا”.
وقال مسلم “من يجلس في حضن تركيا عليه ألا يرمي الآخرين بالحجارة”.
ولم يستبعد مسلم امكانية انعقاد مؤتمر (جنيف 2) الشهر المقبل، معرباً عن أمله في “أن ينعقد بأي وقت ويصبح خطوة أولى نحو وقف نزيف الدم في سوريا”، رغم اعترافه بأن هذا الأمل ضعيف.
وقال إن المباحثات التي أجراها مع نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، في جنيف بوقت سابق هذا الشهر “تناولت القضية الكردية وضرورة ايجاد حل لها إذا كان الروس راغبون باحلال الديمقراطية في سوريا، وابلغه أنه لن تكون هناك ديقراطية في سوريا من دون ايجاد حل لها، وأبدى بوغدانوف تأييده لهذا الجانب”.
وسُئل ما إذا كان حزب الاتحاد الديمقراطي سيشارك في المفاوضات التمهيدية التي دعت إليها روسيا بين الحكومة السورية والمعارضة، فأجاب “نحن جزء من المعارضة السورية وسنشارك في أي جهد تبذله، وما زلنا أعضاء في هيئة التنسيق الوطنية وفي الهيئة الكردية العليا، وسنكون جزءاً من أي جهد تشارك فيه”.
وشدد مسلم على أن النجاحات التي حققها حزب الاتحاد الديمقراطي في ابعاد الجماعات الجهادية عن المناطق الكردية في شمال شرق سوريا لم تأت نتيجة حصوله على دعم من قوى اقليمية.
وقال “نحن لم نحصل على أي دعم كان منذ بداية الثورة وحتى الآن، ونتلقى مساعدات انسانية من الأكراد ومن المكونات الموجودة داخل غرب كردستان ومن الشعب الكردي في جميع أجزاء كردستان الشمالية والجنوبية والشرقية، ولا زالت لهذه الجماعات بعض الجيوب ونعمل على اخراجها منها، ويتعين ابعادها ليس من المناطق الكردية فقط، بل من كل الكرة الأرضية”.
وقال مسلم “نرفض أن نكون جزءاً من القتال الأعمى ونرى أن الحل في سوريا سياسي وليس عسكرياً، ونريد أن تكون سوريا المستقبل ديمقراطية تعددية يشعر فيها الكردي بعزة النفس وبكرامته ويملك جميع حقوقه المشروعة من لغة وثقافة وسياسة واقتصاد ضمن مفهوم اطار سوريا واحدة”.
مقتل خمسة قياديين في الوية مقاتلة ضد النظام السوري بمعارك وقصف
بيروت- (ا ف ب): قتل خمسة قياديين في الوية وكتائب مقاتلة ضد النظام السوري الخميس في معارك وقصف من قوات النظام، بينهم أربعة في منطقة حلب (شمال)، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وتشهد مناطق عدة في محافظة حلب معارك بين مقاتلين معارضين بينهم جهاديون والجيش السوري مدعوما من مقاتلين شيعة عراقيين ولبنانيين (حزب الله).
وتنفذ قوات النظام عمليات عسكرية واسعة منذ ثلاثة اسابيع على معاقل للمجموعات المسلحة المعارضة تمكنت خلالها من استعادة بعض المناطق والمواقع الاستراتيجية لا سيما شرق مدينة حلب.
وقتل يوسف العباس المعروف باسم ابو الطيب، وهو قيادي في لواء التوحيد النافذ، في غارة استهدفت قاعدة عسكرية عند مدخل حلب الشمالي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة منذ عام تقريبا.
واظهر شريط فيديو تم بثه على الانترنت ولا يمكن التأكد من صحته جثة قيل انها لابو الطيب بعد نقله إلى بلدته مارع في ريف حلب.
وكان العباس يستقل سيارته داخل القاعدة عند حدوث الغارة التي اصابت كذلك القائد النافذ في لواء التوحيد عبد القادر صالح، بالاضافة الى قائد اخر هو عبد العزيز سلامة.
وقام لواء التوحيد اثر ذلك باعتقال 30 شخصا متهمين “بالتخابر” مع النظام.
كما قتل، من جهة ثانية، قائدان للكتائب المقاتلة المعارضة خلال معارك ضد القوات النظامية بالقرب من مطار حلب الدولي.
وفي ريف حلب، قتل ضابط منشق وقائد لاحدى الوية المعارضة برتبة عقيد اثر معارك مع القوات النظامية في جبل معارة الأرتيق.
وجنوبا في ريف حمص، قتل قائد لواء في معارك بالقرب من بلدة مهين، التي احرزت القوات النظامية تقدما كبيرا من اجل استعادة السيطرة على مستودعات للاسلحة فيها كانت المعارضة قد استولت على اجزاء منها.
وكانت المعارضة المسلحة وجهاديون قد دعوا الاربعاء الى “النفير العام” لمواجهة القوات النظامية وحلفائها في حلب ردا على التقدم الذي احرزه النظام وبخاصة في شرق المدينة.
الشيخ أسامة الرفاعي: أمراء داعش لا يخافون الله
إسطنبول- الأناضول: وصف رئيس رابطة علماء الشام الشيخ أسامة الرفاعي، أمراء تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) بأنهم “لا يخافون الله تبارك وتعالى، ويستبيحون دماء المسلمين”، موضحا أن “استباحة دماء المسلمين توصلهم إلى الكفر”، مشددا على أن التنظيم “عنده تكفير وتطرف شديد، ولكن البلية أنهم اخترقوا من المخابرات السورية والإيرانية والعراقية”.
ودعا الرفاعي، في حوار أجراه مع مراسل الأناضول في إسطنبول الخميس، “طبقة أمراء التنظيم، إذا ارادوا أن يعرفوا الحق، بأن عليهم العودة إلى العلماء الاثبات الراسخين، وإلى كتاب الله وسنة رسوله، في تعظيم دماء المسلمين وحرمته”، لافتا إلى “قضية تكفير واستباحة دماء المسلمين، هو ما نخوفهم فيه من الله”.
و”الدولة الإسلامية في العراق والشام” أو “داعش”، هو تنظيم يتبع للقاعدة ومدرج على لائحة الإرهاب الدولية، وكثرت المخاوف خلال الفترة الماضية من تحول الصراع في سوريا إلى صراع داخلي بينه وبين الجيش الحر بالتوازي مع الصراع القائم مع النظام، وذلك مع كثرة الاتهامات من قبل الجيش الحر لـ”داعش” بكثرة الانتهاكات والسعي لتوسيع نفوذه في مناطق البلاد.
وأمل الرفاعي من “عامة الشباب الذين لا يعرفون دين الله جيدا في تنظيم داعش، ولايفرقون بين الحق والباطل، وانما اخذوا بشيء من الحماس والعواطف، بأن يهديهم الله”، مخاطبا إياهم “بأن يعودوا إلى الله، ولينظروا إلى أخوانهم المجاهدين في البلاد، وينضموا إليهم، ويتركوا الفئة الباغية ( يقصد داعش)، وقتالها كما يقول الله، حتى تفيئ إلى أمره”، على حد تعبيره.
واعتبر الرفاعي أن كثيرا من العمليات التي تجريها داعش، باتت بترتيب المخابرات المشتركة (السورية والعراقية والإيرانية)، لذا فإن التنظيم يعتبر بتصرفاته، مفرزة من مفارز النظام، الموجودة في الشمال السوري”.
واتهم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، المعارض لنظام بشار الأسد، تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” أو ما يسمى “داعش” بالإرهاب، معتبراً أنه لا يقل “إرهاباً عن النظام”.
وفي بيان أصدره، قبل نحو شهر، قال الائتلاف إنه “ينظر اليوم إلى إرهاب دولة يمارسه نظام بشار، يرافقه إرهاب عصابات تنفذه (دولة العراق والشام)، وكلاهما يأخذان من الشعب السوري محلاً لإرهابهما، ومن موارد البلاد مصدراً لتمويله، مما يهدد مستقبل سوريا وشعبها بشكل متصاعد في ضوء الصمت والعجز الدولي عن إيقاف النظام وتمدد أفرعه الأخطبوطية في البلاد”.
من جهة أخرى، شدد الرفاعي على أنهم في رابطة علماء الشام “لا يطمئنون لدول أصدقاء سوريا”، متسائلا “كيف نخاطبهم ونحن نظن أنهم أعداء”، في حين أكد أنه “ليس كل الأنظمة والحكومات مثل الحكومة التركية، التي تحتضن الشعب السوري، ودولة قطر أيضا كذلك”، مستدركا “لكن أصدقاء سوريا يعملون ضد البلاد، ولهم أجندات خاصة، لا يريدون من خلالها إيصال الشعب إلى الحكم”، واصفا إياهم بأنهم “يمكرون بالسوريين، وقد يكرهون بشار الأسد، ولكن يجدونه خيرا من أن يحكم الشعب نفسه”.
وسبق أن وضعت “مجموعة العمل حول سوريا”، التي تضم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بالإضافة إلى تركيا ودول تمثل الجامعة العربية في عام 2012 مبادرة باسم “جنيف1″ تدعو إلى انتخابات مبكرة وتعديلات دستورية لإنهاء الأزمة المندلعة في سوريا منذ آذار/ مارس 2011، غير أن المبادرة لم تشر إلى تنحي رئيس النظام السوري، بشار الأسد، وهو ما أثار خلافات عطلت تنفيذها.ومنذ مارس/آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 40 عامًا من حكم عائلة بشار الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة.
بالتوازي مع ذلك، نفى الرفاعي التواصل مع قيادات حزب الله، قائلا “إن قيادات حزب الله كما نعرفها ويعرفها السوريون واللبنانيون، هي قيادات متعصبة، ومنغلقة، ومرتبطة في قراراتها وتصرفاتها بالقيادة الإيرانية، ولا تخالفها قيد أنملة، بل قد تكون أكثر تعصبا من القيادات الإيرانية، وحزب الله وغيره لم نبادرهم بسوء، والشعب السوري بادره بالخير، ولم يكن يظن الغدر منهم، وليس منة عليهم، لأن المنة لله عز وجل، بل نحن نذكرهم بمواقف الشعب السوري”، معتبرا أنهم “لم يكونوا أهلا لهذا الاحسان، ويقابلونه بالقتل، ولا يمكن حوارهم لأنهم مرتبطون بالإيرانيين”، على حد وصفه.
وأضاف متابعا “إيران هي طرف في الصراع، وتحتضن بشار الأسد، بل لإيران مطامع في سوريا، وتستخدم الأسد كوسيلة للاستيلاء على البلاد، وبشار الأسد وطائفته بنظر ملالي إيران، هم كفار وفق كتبهم، بل يستخدمونهم كمطايا، من أجل الهيمنة على سوريا، من أولها إلى آخرها”.
ومنذ مارس/ آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 40 عامًا من حكم عائلة بشار الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة.
غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات؛ ما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية وقوات المعارضة؛ حصدت أرواح أكثر من 133 ألف شخص، بحسب إحصائية خاصة بالمرصد السوري لحقوق الإنسان (مستقل).
حلفاء الاسد يجنون ارباحا كبيرة من تجارة سرية للغذاء
الحريري اعتبره وقوفا مع نظام ظالم ضد شعب مظلوم.. وبوتين قلق على ‘المسيحيين’
نصر الله: حزب الله باق بسورية لمواجهة ‘التكفيريين’
بيروت ـ ‘القدس العربي’ من سعد الياس: دعا الرئيس اللبناني ميشال سليمان الى حماية البلدات اللبنانية التي تعرضت امس الخميس لغارات وصواريخ سورية و’التصدي لمصادر النيران’.
وقال بيان رئاسي بعد ظهر امس ان سليمان تابع مع قائد الجيش العماد جان قهوجي ‘تفاصيل تطورات الاعمال الحربية التي طالت مناطق عرسال والهرمل والنبي شيت’.
وأضاف البيان ان سليمان ‘شدد على ضرورة اخذ الاجراءات والتدابير اللازمة لحماية المواطنين والبلدات اللبنانية ومنع الاعتداءات عليها والتصدي لمصادر النيران.
من جهة أخرى بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع نظيره السوري بشار الأسد، هاتفياً، سير العمل على تدمير الأسلحة الكيميائية في سورية، والتحضير لمؤتمر ‘جنيف -2′. وذكر بيان للكرملين امس الخميس، أن الرئيسين السوري والروسي ناقشا في اتصال هاتفي سير تنفيذ الأعمال المتعلقة بوضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت الرقابة الدولية وسير عملية إتلافها.
وأعرب الرئيس الروسي عن ارتياحه، خلال الاتصال، لمستوى تعاون السلطات السورية مع البعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة’، مبدياً قلقه إزاء الأنباء التي تتحدث عن ‘استهداف المتطرفين للمسيحيين وغيرهم من الأقليات الدينية’.
وتم خلال الاتصال الإعراب عن الأمل بأن ‘تبذل الحكومة السورية ما بوسعها للتخفيف من معاناة المدنيين السوريين واستعادة السلم بين جميع الطوائف’.
وفي سياق متصل اكد الامين العام لحزب الله حسن نصرالله في خطاب القاه في ذكرى عاشوراء في الضاحية الجنوبية لبيروت وسط عشرات الآلاف من مؤيديه امس الخميس، ان مقاتلي حزبه ‘باقون’ في سورية ‘في مواجهة الهجمة الدولية الاقليمية التكفيرية’.
وقال نصرالله ‘ان وجود مقاتلينا ومجاهدينا على الارض السورية، هو كما اعلنا في اكثر مناسبة بهدف الدفاع عن لبنان وفلسطين والقضية الفلسطينية، وعن سورية، حب المقاومة وسندها في مواجهة كل الاخطار التي تشكلها هذه الهجمة الدولية الاقليمية التكفيرية على هذا البلد’.
ورفض نصر الله مطالبة بعض الفرقاء اللبنانيين بانسحاب حزبه من سورية واشتراطهم حصول هذا الانسحاب لتشكيل حكومة في بلد يعاني فراغا حكوميا منذ سبعة اشهر.
وقال ‘من يتحدث عن انسحاب حزب الله من سورية كشرط لتشكيل حكومة لبنانية في المرحلة الحالية، يطرح شرطا تعجيزيا، وهو يعرف ذلك. يجب ان يعرف الجميع اننا لا نقايض وجود سورية ووجود لبنان وقضية فلسطين والمقاومة ومحور المقاومة ببضع حقائب وزارية في الحكومة’.
ونقلت الصحف اللبنانية الاربعاء عن رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، قوله ان ‘لا مشاركة في الحكومة قبل انسحاب حزب الله من سورية’.
وتم في نيسان/ابريل تكليف تمام سلام بتشكيل حكومة جديدة بعد استقالة الحكومة برئاسة نجيب ميقاتي، الا ان محاولات التأليف تتعثر بسبب الانقسام السياسي الحاد في لبنان بين قوى 14 آذار المناهضة لدمشق وابرز اركانها الحريري، وفريق حزب الله، حليف النظام السوري.
وازدادت الامور تعقيدا مع الكشف منذ اشهر عن تورط حزب الله في القتال داخل سورية الى جانب النظام. ويقول خصوم الحزب ان هذا التدخل يناقض سياسة ‘النأي بالنفس′ التي كان لبنان اعلن انتهاجها في النزاع السوري خوفا من تداعيات امنية على ارضه.
ويشهد البلد الصغير ذو التركيبة الطائفية والسياسية الهشة توترات امنية متنقلة بين المناطق على خلفية النزاع السوري.
وسارع سعد الحريري الى الرد على نصرالله، قائلا ‘من مخازي هذا الزمن ان تتحول ذكرى عاشوراء الى مناسبة لإشهار الوقوف مع نظام ظالم ضد شعب مظلوم’.
وقال في بيان صدر عن مكتبه الاعلامي ‘نحن نؤكد على ما هو أكيد، بأننا لن نقدّم لحزب الله اي شكل من أشكال الشرعية الوطنية، لسياسات رعناء تزج بلبنان في مهب العواصف الإقليمية’، في تجديد لرفض المشاركة في حكومة الى جانب حزب الله.
واضاف ‘ان حزب الله يستطيع ان يستقوي على لبنان واللبنانيين وعلى الشعب السوري وثورته بقوة إيران ومالها وأسلحتها، وان يجعل من الحدود اللبنانية أرضا مسيبة لمقاتليه والمسلحين المستقدمين من ايران وسواها، ولكنه لن يستطيع بعد اليوم ان يفرض على اللبنانيين شروط المشاركة في الحياة السياسية’.
الى ذلك قالت مصادر تجارية ومعارضة مطلعة إنه مع بدء تدفق الغذاء على سورية بعد تعطل استمر بضعة أشهر يحقق بعض الحلفاء المقربين من الرئيس بشار الأسد أرباحا كبيرة من تلك التجارة التي تجري في طي الكتمان.
ومع تواصل الحرب الأهلية تواجه سورية أسوأ محصول من القمح في ثلاثة عقود ويسارع الأسد لتعزيز إمدادات الغذاء.
وتقول مصادر تجارية مطلعة إن شبكة سرية للتجارة والنقل بدأت تظهر حاليا من خلال خطوط ملاحية وشركات واجهة لا تهدف فقط لشراء السلع الغذائية وإنما لجني أرباح كبيرة لأعضاء الدائرة المقربة من الأسد.
ورفضت المصادر الكشف عن اسمائها بسبب حساسية التجارة وقت الحرب.
وقالت المصادر إن رامي مخلوف إبن خال الأسد وأكبر حلفائه الماليين وأيمن جابر وهو شخصية بارزة أخرى تخضع لعقوبات دولية من بين المشاركين في تلك التجارة من خلال وسطاء.
وقال مصدر ‘أنشأت شخصيات بارزة في النظام شركات واجهة وتستخدم خطوط شحن لنقل إمدادات الغذاء إلى سوريا. هذه تجارة مربحة أيضا وكل من يشارك يتربح منها.’
واضاف قائلا ‘المشاركون في هذا يجلسون في الخلفية بالطبع ولا يوجد كثير من الوثائق. لكن هذا يحدث ويتطور. ما أن تعرف شركة ما تتشكل أخرى.’
ولم يتسن الوصول إلى مخلوف أو جابر للحصول على تعقيب.
وقال ايمن عبد النور صديق الأسد اثناء الدراسة الجامعية ومستشاره السابق الذي غادر سورية في 2007 وانضم حاليا إلى المعارضة إن أفراد الدائرة المقربة من الأسد لهم دور محوري في الاقتصاد.
واضاف عبد النور رئيس تحرير الموقع الاخباري الالكتروني (كلنا شركاء في الوطن) ‘هم من يساعدونه على الاستمرار. الحكومة لا تحصل على أي دخل ولا أحد يدفع ضرائب ولا يصدرون النفط. إنها مسألة حياة أو موت وهم يشاركون في كل ما يمكنهم المشاركة فيه.’
وقال عبد النور ومصادر تجارية إن شبكات تعمل في اوروبا والشرق الأوسط وخصوصا لبنان لتسهيل التجارة.
وبدأت في الأسابيع الماضية شحنات غذاء تشمل القمح لانتاج الخبز والسكر والأرز في التدفق بكميات أكبر بدعم من انهاء تجميد حسابات مصرفية كانت تخضع للعقوبات في السابق.
وأشارت مصادر مصرفية إلى عدة بنوك في الشرق الأوسط لها عمليات في أوروبا كانت جمدت أموالا في دول بينها فرنسا وإيطاليا وألمانيا.
وكانت متحدثة باسم وزارة التجارة قالت في ايلول (سبتمبر) إن فرنسا سمحت باستخدام حسابات مصرفية سورية مجمدة لدفع تكاليف صادرات الغذاء.
وقال توربيورن سولتفيت من مابلكروفت لاستشارات المخاطر ‘إنشاء خطوط إمداد يمكن الاعتماد عليها في توريد السلع الأساسية مثل الغذاء والوقود بات أمرا شديد الأهمية لجهود النظام لهزيمة المعارضة المسلحة.’
واضاف قائلا ‘النخبة التجارية الصغيرة التي تسيطر على الغالبية العظمى من الاقتصاد السوري لديها حافز قوي بشكل خاص لتعزيز الاقتصاد الموازي بهدف تقليص الخسائر المالية الناتجة عن الحرب الاهلية.’
وقالت المصادر التجارية إن من بين الشركات التي تعمل بالنيابة عن الدولة السورية مجموعة أمان التي تديرها عائلة فوز من مدينة اللاذقية الساحلية والتي تعمل كوسيط في صفقات المؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب (حبوب). وفشلت محاولات متكررة للاتصال بممثلين لمجموعة أمان وعائلة فوز للحصول على تعقيب.
وأظهرت بيانات على موقع الشركة الالكتروني أنها استوردت شحنات من القمح هذا العام.
ومن بين الشركات الأخرى ياس مارين وهي شركة للنقل البحري مسجلة في طرابلس بلبنان وفي سوريا أيضا. ولم يتسن الحصول على تعقيب من الشركة.
وأظهرت بيانات ملاحية لشركة ويندوارد للتحليلات البحرية أن اسطول ياس من سفن الصب الجاف سلم شحنات في الشهور الماضية في سوريا قادمة من موانيء في أوكرانيا وتركيا وروسيا ولبنان. وجاءت امدادات غذائية من عدد من الدول من بينها منتجو الحبوب في منطقة البحر الأسود مثل اوكرانيا.
وذكرت تقارير أن من بين المشاركين في عمليات الشحن إلى سوريا ايضا عبد القادر صبرا أحد أكبر اقطاب الشحن في البلاد.
وأظهرت مواقع الكترونية للمعارضة ودليل تجاري أن صبرا كان مساهما في شركة شام القابصة التي تخضع للعقوبات وهي ايضا مرتبطة بمخلوف. ولم يرد مكتب صبرا على طلبات للتعقيب.
وقال مصدر مطلع ‘المجموعات منفصلة لكن هدفها مشترك حيث تستفيد الشخصيات الأساسية التي تقف وراءها من التجارة.’
وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على الأسد وحكومته تشمل تجميد أصول وحسابات مصرفية. وتجارة الغذاء السورية في اطار المساعدات الانسانية معفاة من العقوبات ومن ثم فإن مستوردي شحنات الغذاء المصرح بها لا يعتبرون مخالفين للعقوبات.
وقال متحدث باسم وزارة الخزانة الأمريكية إن المواطنين الأمريكيين مسموح لهم عموما بتصدير أو إعادة تصدير الغذاء الأمريكي المنشأ إلى سوريا بما في ذلك إلى الحكومة أو الي الأشخاص الآخرين الذين يخضعون للعقوبات ‘بشرط كون تلك الصادرات مسموحا بها أو حاصلة على ترخيص من وزارة التجارة’.
واضاف قائلا ‘في حين أن وزارة الخزانة ستواصل تسهيل تصدير السلع الإنسانية والخدمات الضرورية … سنستخدم أيضا كل الأدوات التي تحت تصرفنا لزيادة الضغط على نظام الأسد وأنصاره في الوقت الذي يواصل فيه حملة من العنف ضد الشعب السوري والتي تشمل حرمان قطاعات واسعة من سكان الريف من الامدادات والمساعدات الأخرى.’
وأظهر تحقيق لرويترز أنه يجري حجب الغذاء والدواء عن مناطق المعارضة المسلحة قرب العاصمة في إطار ما وصفها مسؤول أمني موال للأسد بحملة ‘تجويع حتى الخضوع′.
وقال مصدر تجاري آخر ‘الشحنات التي يشترونها تذهب إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة سواء عبر البحر أو البر. المؤشرات توضح أن الغذاء يذهب بالتأكيد إلى المناطق الموالية للاسد.’
وقال متحدث باسم كاثرين أشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إن إجازة التعاملات أمر يعود إلى السلطات في دول الاتحاد التي توجد فيها البنوك التي تسيطر على التمويل الحيوي للتجارة.
وأضاف قائلا ‘عقوبات الاتحاد الأوروبي تتضمن استثناء يسمح بإتاحة الأموال والموارد الاقتصادية لشخص او كيان مدرج (في قائمة العقوبات) إذا كان هذا للأغراض الإنسانية.’
والعمليات التجارية التي تشمل وسطاء لإبرام الصفقات وخطوطا ملاحية لتسليم البضائع مربحة للغاية.
وقال مصدر تجاري مقيم في الشرق الوسط إن شحنة تزن 100 الف طن من القمح تتضمن علاوة سعرية لا تقل عن ثلاثة او اربعة ملايين دولار بينما تشمل شحنات السكر علاوة تتراوح من 5 إلي 7 بالمئة وهو ما يعني ايضا هوامش ارباح بملايين الدولارات.
وقال المصدر التجاري ‘مشاركة رجال الأسد في هذا ليس مفاجأة ويمكن لعدد كبير جدا من الناس على طول سلسلة الامداد تحقيق مكاسب مالية من هذا .. إنها فرصة العمر للكثيرين.’
“الدولة الإسلامية” في سوريا تقطع رأس أحد مقاتليها بالخطأ
أعلن تنظيم “الدولة الإسلامية بالعراق والشام” عن قطع رأس أحد مقاتليه في حلب في شمال سوريا عن طريق الخطأ. وفي شريط فيديو نشر على الانترنت، ظهر مقاتلون وهم يعرضون ما يبدو أنه رأس الضحية بعد إعدامه.
بيروت: أقدم جهاديون من “دولة الاسلام في العراق والشام” التي تقاتل في سوريا على قطع رأس مقاتل ينتمي الى لواء مقاتل ضد النظام، بعدما ظنوا أنه عراقي شيعي يقاتل الى جانب قوات النظام، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم الجمعة.
وكان المرصد بث الاربعاء شريط فيديو على موقع “يوتيوب” الالكتروني يظهر مسلحين يرتديان ملابس سوداء، يرفع أحدهما رأسًا مقطوعًا لشخص ملتحٍ، بينما تجمع بالقرب منهما عدد من الشبان قام بعضهم بتصوير المشهد.
وجاء في الشريط أن الرجل “مقاتل عراقي شيعي” يحمل السلاح الى جانب القوات النظامية، وكان اصيب بجروح في معارك وقعت في محيط اللواء 80 في حلب (شمال). وتمت عملية قطع الرأس في المستشفى.
ويبدو في شريط الفيديو المتداول على الانترنت، مقاتلان يحملان الرأس المقطوع أمام حشد ويقولان إنه شيعي عراقي متطوع في جيش بشار”، ويقول المقاتل الآخر: “والله لو دخلوا لن يفرقوا من معارض ومؤيد… والله العظيم ليغتصبون الرجال قبل النساء”.
واوضح مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة الأنباء الفرنسية أنه “بعد دقائق من بث الفيديو، تم التعرف على الرجل على أنه محمد مروش، مقاتل في لواء احرار الشام”، احد ابرز الألوية المقاتلة ضد النظام. ومروش المعروف بـ “أبو عبدالله الحلبي”، ينتمي إلى كتيبة مقاتلة تابعة لحركة أحرار الشام الاسلامية
واشار المرصد الى أن دولة الاسلام في العراق والشام “أقرت في وقت لاحق أن المقاتل قتل عن طريق الخطأ، واقدمت على توقيف أحد الرجلين اللذين نفذا العملية وهو تونسي. وأحالته الى المحكمة الشرعية”. ولم يتم توقيف الرجل الآخر، وهو خليجي.
وأصدر تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، توضيحًا لحادثة قتل “المقاتل” مقرًا بأن “الدولة” قتلته خطأ، ودعا عمر القحطاني، الذي يشغل منصب المسؤول الشرعي لداعش، في بيان إلى “ضبط النفس”، لافتًا إلى أن “الحادثة ستأخذ مسارها القضائي الشرعي الصحيح، ولئن والله ثبت علينا الحق لنأخذن به ولو على نفوسنا”.
وجرح مروش في معركة في محيط اللواء 80 شرق حلب حيث وقعت اشتباكات عنيفة خلال الايام الماضية بين مقاتلي المعارضة، وبينهم جهاديون، والجيش السوري المدعوم من مقاتلين شيعة عراقيين ينتمون الى مجموعة “ابو فضل العباس” ولبنانيين من حزب الله.
واوضح عبد الرحمن أن مروش “تحت تأثير التخدير في احد مشافي حلب، كان يتلفظ بكلمات بينها: يا علي، ويا حسين، فاعتقد المقاتلان الجهاديان أنه شيعي”، مضيفاً: “من الواضح أنها من آخر الكلمات التي سمعها من المقاتلين الشيعة قبل أن يصاب في المعركة”.
بارزاني يعارض إعلان حزب حليف لأوجلان إدارة كردية بسوريا
أسامة مهدي
ايلاف
اتهم مسعود بارزاني، حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني السوري المقرب من عبدالله اوجلان بالتعاون مع نظام الأسد، وذلك بعد أن أعلن الحزب عن إدارة منفردة في المناطق الكردية في سوريا.
حمل رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني السوري المقرب من عبدالله اوجلان مسؤولية توريط اكراد سوريا في القتال الدائر هناك في وقت يعارض النظام والمعارضة حقوقهم المشروعة، ورفض بشدة اعلان الحزب لإدارة منفردة في مناطق الأكراد في سوريا، مؤكدًا أنه أضر بقضية الاكراد وعرضهم لمخاطر جدية، مهددًا بحل الهيئة العليا لأكراد سوريا.
وجاء الاعلان الثلاثاء عن ادارة انتقالية مستقلة في المناطق السورية ذات الغالبية الكردية بعد أن حقق المقاتلون الاكراد مكاسب ميدانية في مواجهة مجموعات مقاتلة معارضة. وتضم الادارة الانتقالية الكردية في الوقت الحاضر حزب الاتحاد الديموقراطي النافذ والعديد من الاحزاب الصغيرة لكنها لا تضم المجلس الوطني الكردي الذي يتألف من عدد كبير من الاحزاب الكردية ويشكل جزءًا من ائتلاف المعارضة السورية، الذي انتقد بشدة خطوة الاتحاد الديمقراطي ووصفه بأنه حزب “مناهض للثورة السورية”.
كذلك ندد اعضاء في المجلس الوطني الكردي بالخطوة “احادية الجانب” معتبرين أنها تعوق الجهود الرامية الى وضع حد للحرب في سوريا.. كما اعتبرت تشكيلات عربية أن هذا القرار يهدد وحدة البلاد.
ويبلغ عدد الأكراد السوريين أكثر من مليوني نسمة من العدد الإجمالي للأكراد الذي يتجاوز 25 مليون نسمة في سوريا وتركيا وإيران والعراق.
بارزاني يشرح اوضاع الاكراد ومناطقهم في سوريا
وقال بارزاني إنه بعد أحداث سوريا “تصورنا أن فرصة ملائمة قد أتيحت للشعب الكردي في غرب كردستان (سوريا) تنتهي فيها معاناة عشرات السنين من الإنكار وحرمان الكرد من حق المواطنة، وأن يحصل الشعب على حقوقه المشروعة في ذلك الجزء من كردستان، وقد دارت أحاديث شتى عن أوضاع غرب كردستان، أحاديث كثيرة وخاطئة، تاجر فيها البعض وكانت أولى تجارتهم موضوع غلق الحدود مع الإقليم، والتي لم ولن تغلق الحدود أبدًا بوجه المساعدات الإنسانية”. واشار في بيان صحافي اطلعت عليه “إيلاف” اليوم الجمعة الى أنه يعرض حقائق أمام الرأي العام حول اوضاع اكراد سوريا وهدفه من ذلك “الحرص الكبير على مستقبل إخوتنا في غرب كردستان وإيجاد حل للأوضاع الحالية التي تمر بها ومنع تدهور الأوضاع نحو الأسوأ”.
واشار الى أنه ومنذ البداية عمل بجد وسخر كل الإمكانيات السياسية والدبلوماسية للإقليم “في مساعدة أخوتنا هناك للاستفادة من هذه الفرصة المتاحة للشعب الكردي، وفي 28/11/2011 شاركنا شخصيًا في أول اجتماع للأطراف الكردية في سوريا وأبلغناهم باستعدادنا لمساعدتهم كإخوة لنا بشرط أن يكونوا موحدين وأن نقف معهم في أي قرار يتخذونه تجاه النظام أو تجاه المعارضة”. وقال إنه في خضم الأحداث هناك بقي الشعب الكردي محايدًا بين النظام والمعارضة، وكان عليه أن يسخر جهوده فقط من أجل الحصول على حقوقه القومية والديمقراطية، لكون النظام والمعارضة لم تكن لديهما أي استجابة ايجابية لحقوق الكرد، لذا كان من الضروري أن تتوحد كافة الأطراف الكردية ويكون لها خطاب سياسي واحد”. واوضح أنه لأجل ذلك تم في 11/7/2012 تشكيل الهيئة العليا (للقوى والاحزاب الكردية) بموجب اتفاقية اربيل لتعمل على تأسيس خطاب سياسي موحد للشعب الكردي يتلاءم مع الوضع الراهن حاضراً ومستقبلاً في سوريا .. ولكن ومع الأسف، فإن حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) مع استفادته من اتفاقية أربيل، لم يلتزم بها، بل وأقصى جميع الأطراف، وحاول بقوة السلاح وبالاتفاق مع النظام فرض الأمر الواقع مدعين أنهم أشعلوا الثورة في غرب كردستان، ولكن أية ثورة وضد من؟ فقد سلمهم النظام تلك المناطق”.
حزب الاتحاد تعاون مع النظام
واكد بارزاني أنه لو كانت لهذه الأعمال التي قام بها (PYD) أية مكاسب قومية لكانت ستقبل منه، لكن المحصلة هي أن (PYD) تفرد بغرب كردستان مستفيدًا من اتفاقية أربيل وبمعاونة النظام “وهذه لعبة خطيرة على مستقبل شعبنا هناك، لأن (PYD) لم يتوقف عند الاستيلاء على غرب كردستان بل بدأ بقتل واعتقال أعضاء الأحزاب الأخرى”.
واكد بارزاني أنه نتيجة لهذه الاوضاع فإنه ينتابه قلق جدي إزاء مستقبل غرب كردستان وضياع فرصة مهمة وسانحة للكرد لأن النظام لم يعترف بأي حق من حقوقهم مقابل الدعم الذي يقدمه له (PYD)، والمعارضة تعد الكرد كحليف للنظام، وهذه تخلق مشاكل جدية لشعبنا في المستقبل، ومنذ بداية الأحداث كان من المفترض أن لا يتدخل الكرد في الحرب والمعارك الدائرة في سوريا، إلا في حالة الدفاع عن النفس، ولكن (PYD) ورط شعبنا في حرب ليست حربهم ولا في مصلحتهم، بل أدت هذه الحرب إلى تشريد عشرات الآلاف من مواطني غرب كردستان”.
واشار الى أن حزب الاتحاد الديمقراطي قد وقف بالضد من الوحدة القومية”، حيث وصل الأمر بهم أن يمنعوا علم كردستان هناك وقاموا منفردين بإعلان إدارتهم في غرب كردستان بشكل انفرادي مقصين جميع الأحزاب الكردية الأخرى، ونحن نؤكد هنا موقفنا الثابت من مساندة الخطوات التي تقررها جميع الأطراف موحدة، ولن نتعامل مع أية قرارات انفرادية”. وعبّر عن الامل في أن تكون التحولات المستقبلية في صالح الشعب الكردي، وقال: “ننصح جميع الأطراف الكردية و (PYD) أن يوحدوا صفوفهم وأن يعودوا إلى مبادئ اتفاقية أربيل وإننا على ثقة تامة بأنها الطريق الأصوب نحو تقوية موقع الكرد في سوريا التي نساندها بكل طاقتنا”.
وشدد بارزاني بالقول: “نحن على مسافة واحدة من جميع الأطراف فهم جميعا أخوة لنا ونسعى لكي يحصلوا على حقوقهم، وأن يكون لهم قرارهم الحر، وإذا أصيب (PYD) بالغرور واستمر في إقصاء إخوته فليس باستطاعته وحده مواجهة التحديات والمخاطر بل أنه يعرض مستقبل الشعب الكردي لمخاطر جدية”. ولم يستبعد حل الهيئة العليا لاكراد سوريا قائلاً: “لذلك، فإنه ما لم تعد جميع الأطراف إلى اتفاقية أربيل فلن يبقى للهيئة العليا أية معنى ويتحمل (PYD) مسؤولية ضياع الفرصة التاريخية”.
الاتحاد الكردستاني : إنها خطوة نحو حكم ذاتي
ومن جهته، اعتبر صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني أن الإعلان الثلاثاء عن تشكيل إدارة موقتة يهدف لاقامة حكم ذاتي بالمنطقة الكردية السورية “موقت” لحين التوصل إلى حل ينهي الحرب الأهلية السورية.
وقال في تصريحات امس: “ليست مطالبة بحكم ذاتي فما قمنا به هو مجرد خطوة أولى لما يمكن أن نسميه إدارة مدنية للمنطقة لروج افا (غرب كردستان)، وما حدث بالأمس هو مجرد وضع الأساس”. واضاف أن الحزب تلقى مساعدات وأموالًا وسلاحًا من الحزب الديمقراطي الكردستاني (بزعامة مسعود بارزاني) وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني (بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني) ومن حزب العمال الكردستاني بزعامة الزعيم الكردي التركي عبد الله أوجلان الذي حارب من أجل حكم ذاتي أوسع في تركيا لنحو ثلاثة عقود. واشار الى أن نحو 30 بالمئة من آبار النفط السورية تحت سيطرة الأكراد لكنها لا تنتج حاليًا ولا توجد خطط فورية لتشغيلها.
وتأرجحت السيطرة على شمال شرق سوريا ذهابًا وإيابًا في الأشهر الماضية بين الأكراد، وهم غالبية في المنطقة، وبين المعارضة الإسلامية المسلحة وأغلبها من العرب السنة، والتي تعارض ما تشتبه في أنه خطط كردية للانفصال لكن الميليشيات الكردية المرتبطة بحزب الاتحاد الديمقراطي حققت سلسلة مكاسب في المنطقة معززة وجودها.
الفرع السوري لحزب أوجلان
وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني (PYD) مثلما هو معروف عنه يأخذ من فكر عبدالله أوجلان طريقاً ونهجاً له لذا يسميه البعض الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، فإثبات وجوده في الميدان العسكري والسياسي لم يأتِ من الفراغ وله الإنجازات كما له التخبطات مثل سائر الحركات والتنظيمات إلا أن سياساته غامضة وغير مفهومة لدى الكثيرين ولهذا فهو أشبه بلغز محير.
كما أنه حزب يكاد أن يكون الوحيد الذي استفاد حتى الآن من الثورة السورية الدائرة منذ عام 2011 أو لنقول عرف كيف يمسك الخيوط العنكبوتية للثورة واستغلالها لصالح أهدافه ومشاريعه، حيث استطاع أن يبني المجالس والهيئات والإتحادات ضمن ما سمي (المجتمع الديمقراطي)، وأهم عناصر هذه الهيئات والإتحادات هم الشباب والنساء .
واستفاد الحزب من الفراغ الأمني والخدمي الحالي في سوريا لتوطيد أركان حكمه في غرب كردستان واستلم جميع المؤسسات الخدمية والاجتماعية والثقافية والأمنية وغيرها من خلال مؤسسات (المجتمع الديمقراطي)، ونصب نفسه أشبه بحكومة الأمر الواقع .. كما حارب مسلحي القاعدة الذين حاولوا الدخول إلى العمق الكردي فكسب في ذلك رصيداً كبيراً في أكثر من نقطة وما قدمته “وحدات حماية الشعب”، وهي الجناح العسكري للحزب، من ضحايا في تلك المعارك.
حكومة المعارضة السورية تعقد أول اجتماعاتها في إسطنبول
بوتين مرتاح للتعاون القائم بين السلطات السورية ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية والأمم المتحدة
بيروت ـ لندن: «الشرق الأوسط»
عقدت الحكومة المؤقتة التي أعلنتها المعارضة السورية مطلع الأسبوع اجتماعها الأول في مدينة إسطنبول التركية برئاسة أحمد الطعمة وحضور الوزراء الذين جرت المصادقة على تعيينهم من قبل الائتلاف.
وأكدت مصادر شاركت في الاجتماع لـ«الشرق الأوسط» أنه جرى الاتفاق على إنشاء مقر مؤقت للحكومة في مدينة غازي عنتاب التركية قرب الحدود مع سوريا للعمل أقرب ما يكون من الأراضي السورية. وأوضحت المصادر أن الطعمة أبلغ الوزراء أن الحكومة ستكون في حال انعقاد دائم «من أجل القيام بمسؤولياتها حيال الشعب السوري». ونقلت المصادر عن الطعمة قوله خلال الاجتماع أن هذه الحكومة هي «الجهة التنفيذية الوحيدة للثورة السورية».
وأجرى الطعمة مجموعة تعيينات، منها تعيين أسامة القاضي مساعدا لرئيس الحكومة للشؤون الاقتصادية، وزكي التركماني مساعدا لرئيس الحكومة للشؤون التركية، كما عين المعارض السوري المعروف رضوان زيادة رئيسا لهيئة العدالة الانتقالية التي يشرف عليها الطعمة مباشرة.
وأفادت المصادر أنه جرى تكليف وزير الدفاع أسعد مصطفى إجراء الاتصالات مع المجلس العسكري الأعلى من أجل التنسيق في آلية العمل العسكري «الذي يعد من أول أولويات الحكومة» كما نقلت المصادر عن الطعمة.
في غضون ذلك، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى أمس اتصالا هاتفيا مع نظيره السوري بشار الأسد.
وأوضح الكرملين في بيان أن المحادثة التي جرت «بمبادرة من الجانب الروسي» تناولت الإعداد لمؤتمر جنيف2 وتفكيك الترسانة الكيماوية السورية والوضع الإنساني في البلاد.
وأضاف الكرملين أن «فلاديمير بوتين شدد على الجهود التي تقوم بها روسيا مع شركائها لتحضير مؤتمر جنيف2 الدولي ورحب بموافقة بشار الأسد على إرسال وفد حكومي سوري إلى هذا المؤتمر».
وأوضحت الرئاسة الروسية أن بوتين «أعرب عن الأمل في أن تتعاطى مجموعات المعارضة بطريقة بناءه وتشارك في المؤتمر».
وفيما يتعلق بتفكيك الأسلحة الكيماوية السورية، أعرب الرئيس الروسي «عن ارتياحه للتعاون القائم بين السلطات السورية ومهمة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية والأمم المتحدة».
وحول الوضع الإنساني «أعرب فلاديمير بوتين عن قلقه من المعلومات حول الاضطهاد المنهجي من قبل المتطرفين للمسيحيين والأقليات الدينية الأخرى». وأعرب بوتين عن «الأمل في أن تبذل الحكومة السورية كل ما في وسعها لتخفيف معاناة المدنيين ولإعادة السلام بين الطوائف». وخلص الكرملين إلى «شكر بشار الأسد للقيادة الروسية المساعدة والدعم اللذين تقدمهما للشعب السوري».
من جهته، عد وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أمس، أن موافقة المعارضة على المشاركة في مؤتمر جنيف2 جاء بأمر من «أسيادها»، واصفا ذلك بأنه «وصمة عار في جبينها»، حسب تصريحات نقلتها عنه الخميس وكالة الأنباء الرسمية (سانا).
وأشار الزعبي إلى أن «نقاشا سيجري في جنيف2 على سكة بيان جنيف الصادر في 30 يونيو (حزيران) 2012، وهي سكة واضحة لها شروطها ومعطياتها ومحدداتها. أما الاجتهاد في مورد النص فلا مكان له».
واعتبر أن «من يحلم أنه قادم إلى جنيف ليتسلم مفاتيح دمشق، فهو شخص سخيف وتافه ولا قيمة له سياسيا ولا يفقه في السياسة ويعيش أضغاث أحلام».
وأكد الزعبي أن حكومته «كانت تتبنى دوما المسار السياسي الذي يمر عبر الحوار الوطني ويفضي إلى نتائج وهي أعلنت موافقتها على الذهاب إلى جنيف دون شروط لنتبع مسارا سياسيا ونعثر على حلول سياسية يوافق عليها الشعب السوري باستفتاء عام».
ونقلت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من السلطات في عددها الصادر الخميس عن مصدر دبلوماسي في باريس أن «وزير الخارجية الأميركية جون كيري أبلغ نظيره الفرنسي لوران فابيوس أن واشنطن وموسكو تسعيان لعقد المؤتمر الدولي حول سوريا في 12 ديسمبر (كانون الأول) المقبل». وأضافت الصحيفة أن مصدرا سوريا مطلعا لم تسمه في دمشق «لم يستبعد هذا التاريخ».
في المقابل، أكد مسؤول في الائتلاف السوري المعارض منذر اقبيق لوكالة الصحافة الفرنسية أن هناك اقتراحات مواعيد يتم البحث فيها لعقد المؤتمر نحو منتصف شهر ديسمبر.
وقال: «لا يوجد موعد رسمي، لكن هناك اقتراحات على الطاولة»، مشيرا إلى أن «هناك رغبة لدى الرعاة بعقد المؤتمر قبل نهاية هذا العام».
وأعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الاثنين استعداده للمشاركة في مؤتمر جنيف2، شرط أن يؤدي إلى تشكيل سلطة انتقالية بصلاحيات كاملة وألا يكون لنظام الرئيس بشار الأسد دور في المرحلة الانتقالية.
انفجاران يهزان دمشق.. والمعارضة تنفي اتهامات روسية بقصف المدنيين
أنباء عن أسر «جبهة النصرة» عناصر من حزب الله
بيروت: «الشرق الأوسط»
انفجرت عبوتان ناسفتان أمس في أحياء دمشق القديمة على مقربة من المسجد الأموي في وسط العاصمة، مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 22 آخرين، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا»، في حين نفى «الائتلاف» السوري المعارض الاتهامات الروسية لمقاتلي المعارضة «بإلقاء قذائف هاون على أحياء دمشق الآمنة والمكتظة بالسكان أو استهداف المدارس».
وأكد الائتلاف، في بيان له أمس، أن «نظام الرئيس السوري بشار الأسد هو من يلقي قذائف الهاون على أحياء دمشق الآمنة ويوظف التهمة دعائيا عن طريق وسائل إعلام خارجة عن الضمير الإنساني بهدف كسب أيام قليلة في حكم البلاد»، بحسب تعبير البيان.
ميدانيا، نقلت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» عن مصدر في قيادة شرطة دمشق تأكيده «مقتل ثلاثة مواطنين وإصابة 22 آخرين جراء اعتداءات إرهابية بقذائف هاون وتفجير عبوتين ناسفتين في شارع مردم بك وحي الكلاسة (بالقرب من الجامع الاموي) بدمشق».
من جهته، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن «الانفجار نجم عن عبوة ناسفة بشارع الكلاسة، إضافة إلى سقوط قذيفة هاون في شارع مردم بك»، لافتا إلى «سقوط قذيفة هاون على حي الأمين الذي تقطنه غالبية من الطائفة الشيعية».
وتزامنت أحداث دمشق مع إعلان مجلس «قيادة الثورة في دمشق» أن «مقاتلي الجيش الحر اقتحموا أمس نقاطا قرب مشفى تشرين، ومشطوا مباني لـ(الشبيحة) في حي جوبر، كما استهدفوا تجمعا لهم على المتحلق الجنوبي». كما أفاد المصدر «بقصف استهدف مخيم اليرموك ومناطق القدم والعسالي والتضامن والحجر الأسود جنوبي دمشق، وسط معارك في المخيم والتضامن استهدف فيها الجيش الحر تجمعات لـ(الشبيحة) بسيارتين مفخختين في التضامن». وفي ريف دمشق، قصف الطيران الحربي النظامي مدينة يبرود، فيما هز قصف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة مدن وبلدات رنكوس ويبرود وراس المعرة ومعضمية الشام وداريا وببيلا وعدة مناطق في الغوطة الشرقية.
يأتي ذلك وسط اشتباكات عنيفة في بلدة ببيلا بريف دمشق الجنوبي بين الجيش الحر والقوات النظامية المدعومة بقوات حزب الله اللبناني ولواء «أبو الفضل العباس». وكان الجيش النظامي قد تمكن من السيطرة أمس على بلدة حجيرة بريف دمشق بعد قتال مع قوات المعارضة السورية بمساندة عناصر من حزب الله.
في موازة ذلك، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن «عملياتها لن تتوقف في سوريا، رغم صعوبة الوضع على الأرض وخطف عدد من موظفيها»، وفق ما ذكرت وكالة «روسيا اليوم».
وقال رئيس قسم العلاقات مع القوات المسلحة وقوات الأمن في مقر اللجنة في جنيف «ليس لدينا في الوقت الحالي أي نية لسحب موظفينا من سوريا، حتى في ظل الوضع الصعب للغاية»، موضحا أن «مهمة اللجنة الدولية في هذه المرحلة تتمثل في أعمال الإغاثة». وأشار إلى أن «أطراف النزاع في سوريا تعترف بحق اللجنة في تقديم المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الدواء والغذاء والماء».
وفي مدينة حلب، أعلنت «جبهة النصرة» أسرها 11 عنصرا من القوات النظامية وعناصر حزب الله اللبناني، ومقاتلين إيرانيين، قرب مبنى المواصلات في منطقة النقارين، بحسب ما أشارت إليه وكالة «سمارت نيوز» المعارضة، مشيرة إلى أن «مقاتلي الجبهة أسروا العناصر النظامية إثر كمين نفذوه قرب مبنى المواصلات، حيث يتحصن عشرات الجنود النظاميين».
في موازاة ذلك، أفادت شبكة «شام» الإخبارية بأن «الجيش الحر استهدف بقذائف الهاون عناصر من حزب الله والقوات النظامية في جبل معارة الأرتيق بريف حلب». كما تواصلت الاشتباكات في محيط اللواء 80 في ريف المدينة، وسط قصف مدفعي استهدف «تجمعات» للقوات النظامية قرب مطار حلب الدولي. وذكر ناشطون أن «الجيش الحر استهدف ناقلة جند على طريق خناصر بريف حلب الجنوبي، مما أسفر عن مقتل عدد من عناصر القوات النظامية وحزب الله اللبناني».وفي حلب أيضا، خرج العشرات من الناشطين والمدنيين في مظاهرة تطالب بإطلاق سراح الناشطين الإعلاميين المخطوفين. وأكد المتظاهرون على ضرورة قيام الهيئات القضائية والشرعية بالكشف عن الجهة المسؤولة عن عمليات الخطف والعمل على الحفاظ على حرية العمل الإعلامي. وانتهت المظاهرة باعتصام أمام مقرات «الهيئة الشرعية» و«دولة الإسلام في العراق والشام» و«لواء التوحيد».
وتأتي هذه المظاهرة بعد أن تصاعدت وتيرة الانتهاكات بحق الناشطين في المناطق التي تخضع لسيطرة المعارضة المسلحة وبعض الكتائب الإسلامية.
نصر الله: لا نقايض قتالنا في سوريا ببضع حقائب وزارية.. ومتمسكون بسلاحنا
أطل لمرتين أمام مناصريه.. والحريري يرد عليه برفض تقديم أي «صك براءة» لمشاركة حزب الله في الحرب السورية
بيروت: «الشرق الأوسط»
شدد أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، أمس، على جملة من ثوابت حزبه في ما يتعلق بالشأنين اللبناني والسوري، فأكد بقاء مقاتليه في سوريا وتمسكه بسلاحه ومقاومته إلى حين انتفاء الأسباب التي تستوجب ذلك، رافضا أي مقايضة بين وجود حزبه على الأراضي السورية وتشكيل الحكومة اللبنانية، في رد مباشر على مطالبة قوى 14 آذار بانسحاب حزب الله من سوريا كشرط لموافقتها على المضي في تشكيل حكومة لبنانية جديدة.
وقال نصر الله، في إطلالة مباشرة له أمام عشرات الآلاف من مناصريه صباح أمس، هي الثانية خلال أقل من 24 ساعة، خلال إحياء مسيرة ذكرى عاشوراء في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله «لا نقايض وجود سوريا ووجود لبنان وقضية فلسطين والمقاومة ومحور المقاومة ببضع حقائب وزارية في حكومة لبنانية قد لا تسمن ولا تغني من جوع». واعتبر أن «من يتحدث عن انسحاب حزب الله من سوريا كشرط لتشكيل حكومة لبنانية في المرحلة الحالية يطرح شرطا تعجيزيا وهو يعرف أنه شرط تعجيزي». وشدد على أن «الكل يعرف أننا لسنا في موضع المقايضة، وعندما تكون هناك أخطار استراتيجية ووجودية تتهدد شعوب المنطقة ودولها وحكوماتها، فهذا الأمر هو أعلى وأرقى بكثير من أن يُذكر كشرط للشراكة في حكومة لبنانية».
وجدد نصر الله الإشارة إلى أن «وجود مقاتلينا ومجاهدينا على الأرض السورية هو بهدف الدفاع عن لبنان وفلسطين وعن القضية الفلسطينية وعن سوريا، حضن المقاومة وسند المقاومة في مواجهة كل الأخطار التي تشكلها هذه الهجمة الدولية الإقليمية التكفيرية على هذا البلد وعلى هذه المنطقة»، معتبرا أنه «بصراحة، ما دامت الأسباب قائمة فوجودنا يبقى قائما هناك».
ولاقت مواقف نصر الله ردا من رئيس الحكومة السابق، رئيس تيار المستقبل، سعد الحريري، الذي أكد أن «حزب الله لن يستطيع بعد اليوم أن يفرض على اللبنانيين شروط المشاركة في الحياة السياسية»، معتبرا أنه «اختار (الحزب) أن يضحي بسيادة لبنان وكرامته ووحدته الوطنية، كرمى لنظام (الرئيس السوري) بشار الأسد، وتلبية لقرار القيادة الإيرانية بحماية هذا النظام، وهو اختيار سيلعنه التاريخ».
واتهم الحريري نصر الله، في بيان صادر عن مكتبه، بـ«تحويل عاشوراء إلى مناسبة للوقوف مع نظام ظالم ضد شعب مظلوم»، مشددا على «اننا لن نقدم لحزب الله أي شكل من أشكال الشرعية الوطنية، لسياسات رعناء تزج بلبنان في مهب العواصف الإقليمية».
وكان نصر الله، في موازاة تأكيده التمسك «بالمقاومة وجاهزيتها ومقدراتها وسلاحها وإمكاناتها»، ما دام «سبب المقاومة موجودا، وتهديد العدو ووعيده وأطماعه قائمة»، قد دعا الفريق الآخر إلى أن يذهب إلى «الواقعية، وليضعوا الشروط التعجيزية جانبا، ولنأتِ لنرى كيف نعالج مشاكلنا في لبنان». وتابع مخاطبا فريق 14 آذار «نحن لا نطلب منكم أصلا لا غطاء للسلاح ولا غطاء للمقاومة، لم نطلب سابقا ولا حاليا ولا في المستقبل»، مؤكدا كذلك «اننا لسنا بحاجة إلى غطائكم لوجودنا في سوريا، لا سابقا ولا حاضرا ولا مستقبلا».
ولفت نصر الله إلى وجوب الحفاظ على «وحدتنا الوطنية كلبنانيين وعيشنا المشترك ومصيرنا الواحد»، داعيا إلى «كل أشكال التلاقي والانفتاح رغم الانقسام والخلاف». كما أكد «رفض كل مشاريع التقسيم والتجزئة»، مشددا على «أخوّتنا الإسلامية كمسلمين من أتباع المذاهب المختلفة، خصوصا السنة والشيعة». وقال إن «مشكلة التكفيريين هي مع المسلمين جميعا، وهذا الخطر يتهدد الجميع، مسلمين ومسيحيين، وبتعاون الجميع يمكن مواجهته ومحاصرته وعزله وإنهاؤه».
يذكر أن نصر الله أطل ليل الأربعاء الماضي مباشرة أمام مناصريه في مجمع «سيد الشهداء» في عمق الضاحية الجنوبية، على بعد أمتار من مكان انفجار السيارة المفخخة في الرويس، خلال شهر أغسطس (آب) الماضي. وكان حزب الله وبالتنسيق مع الجيش اللبناني والقوى الأمنية قد اتخذ إجراءات غير مسبوقة لناحية إقفال كل مداخل الضاحية قبل ساعات من إطلالة نصر الله، نظرا للمخاوف الأمنية، وتفاديا لأي خرق أمني جديد.
وأكد نصر الله خلال إطلالته، أول من أمس، أنه «لا أحد يستطيع إلغاء فريقنا ونحن لا نريد إلغاء الفريق الآخر»، وأكد أن «صيغة 9-9-6»، أي توزيع مقاعد الحكومة مناصفة بين فريقي 8 و14 آذار (9 مقاعد لكل منها)، إضافة إلى ستة مقاعد للوسطيين، هي «نهائية، وليس مقبولا ما هو أقل منها، الآن وبعد ستة أشهر وسنة وسنتين». وقال نصر الله إنه «إذا كان أحد ما، في مكان ما في لبنان أو المنطقة، ينتظر لتشكيل حكومة لبنانية أن ينتصر في سوريا، فأقول له لن تنتصر، أما من يعتقد أن المفاوضات على الملف النووي الإيراني قد تكون نتيجتها أن موضوع حزب الله سينتهي، فهذه أضغاث أحلام، وهذا أمر لم يحصل ولن يحصل».
واستدعت إطلالة نصر الله الأولى بدورها ردا من الحريري، الذي قال إنه «لحزب الله أن يفهم، ويمكنه ألا يفهم. إننا لن نكون تحت أي ظرف من الظروف شركاء في أي عملية سياسية، تعطي حزب الله صك براءة لمشاركته في الحرب السورية، وانتهاكه الصارخ لسيادة الدولة وقرارها، حتى ولو تمكن مع إيران من إعادة تتويج بشار الأسد رئيسا أبديا فوق جماجم الشعب السوري».
وفي إطار الردود على نصر الله، اعتبر النائب في كتلة المستقبل أحمد فتفت أن «موقف نصر الله هو الذي يعطل تشكيل الحكومة من خلال إصراره على شروطه، وهو يريد من تيار المستقبل المشاركة في الحكومة والالتزام بهذه الشروط والإملاءات التي تغطي سياسته».
ورأى النائب في كتلة «القوات اللبنانية» أنطوان زهرا أنه «على حزب الله أن يعرف، بشكل واضح، أنه لا مشاركة للقوى السيادية في لبنان في حكومة يكون فيها حزب الله ما دام منخرطا في القتال في سوريا، وما دام لا يوافق على سياسة النأي بالنفس وتطبيقها».
قصف «سوري» يستهدف بلدة النبي شيت اللبنانية.. والطيران النظامي يقصف جرود عرسال
بان كي مون يحذر من تداعيات الصراع وتزايد العنف عبر الحدود
بيروت: ليال أبو رحال
شهدت بلدات بقاعية محسوبة على حزب الله أمس تساقط عدد من القذائف والصواريخ مجهولة المصدر من الجانب السوري، بالتزامن مع احياء ذكرى عاشوراء في مختلف المناطق الشيعية في لبنان، قبل أن يغير الطيران السوري ويقصف بالصواريخ مناطق في جرود بلدة عرسال، المؤيدة للمعارضة السورية.
واقتصرت الأضرار من جراء القذائف والصواريخ على الماديات، من دون تسجيل أي إصابات، في وقت شدد فيه الرئيس اللبناني ميشال سليمان على «ضرورة أخذ الإجراءات والتدابير اللازمة لحماية المواطنين والبلدات اللبنانية ومنع الاعتداءات عليها والتصدي لمصادر النيران». وتابع سليمان مع قائد الجيش اللبناني أمس العماد جان قهوجي تفاصيل تطورات الأعمال الحربية التي طاولت مناطق عرسال والهرمل والنبي شيت.
وفي التفاصيل، سقطت ثمانية صواريخ، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام، مصدرها من السلسلة الشرقية للحدود السورية، في خراج بلدة سرعين، بعيدا عن المنازل السكنية، بينما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني لبناني قوله إن «الصواريخ سقطت في مناطق غير سكنية في سهل النبي شيت، ولم تتسبب في إصابات»، لكنّ مصدرا محليا في بلدة النبي شيت قال أمس إن تسعة صواريخ سقطت بين بلدتي سرعين والنبي شيت، علما بأن البلدة الأخيرة تعد من أبرز معاقل حزب الله في منطقة البقاع الشمالي. كما أفادت تقارير إعلامية أمس بسقوط صاروخين في منطقة الهرمل قرب مدرسة «مؤسسة الإمام الصدر» من دون وقوع إصابات.
ورغم أن أي جهة لم تعلن مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ، لكن الاتهامات توجهت إلى مجموعات من المعارضة السورية التي سبق وتبنت خلال الأشهر الماضية عمليات إطلاق صواريخ مماثلة على مناطق محسوبة على «حزب الله» ردا على تدخل الأخير إلى جانب النظام السوري في العمليات العسكرية داخل سوريا.
وبعد وقت قصير على سقوط الصواريخ، أغار الطيران الحربي السوري على جرود بلدة عرسال السنية، على الحدود مع سوريا. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، الرسمية في لبنان، أن مروحية سورية نفذت غارتين على منطقة وادي عطا في جرود عرسال. وقالت مصادر محلية إن 4 صواريخ سقطت، استهدف أحدها حي الصميلي السكني، واقتصرت الأضرار على الماديات. ثم استهدفت غارة أخرى منطقة خربة يونين على الحدود مع سوريا. وذكرت تقارير إعلامية في بيروت أن سبعة صواريخ أصابت 7 منازل في منطقة وادي عطا اللبنانية.
وتتكرر في الآونة الأخيرة ظاهرة سقوط القذائف والصواريخ السورية على البلدات البقاعية، لا سيما الحدودية منها، نتيجة الاشتباكات والمواجهات العسكرية المستمرة بين القوات النظامية ومجموعات «الجيش الحر». وفي موازاة إبداء لبنان استياءه من استمرار خرق سيادته من الجانب السوري، مطالبا بتحييد البلدات الحدودية، تتهم السلطات السورية لبنان بعدم ضبط حدوده بما يجعل تنقل المسلحين والسلاح سهلا عبر الحدود.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد حذر أمس من تداعيات خطرة للصراع في سوريا على لبنان، مشيرا في تقرير لمجلس الأمن إلى «تزايد العنف عبر الحدود، وإلى التهديدات التي تمس بأمن واستقرار لبنان». كما ندد بـ«القصف والتوغل السوري داخل الأراضي اللبنانية وحض الفرقاء كافة على احترام الحدود»، مجددا دعوته «لمقاتلي حزب الله لوقف القتال في سوريا».
واشتكى لبنان مرارا من قذائف وصواريخ مصدرها الأراضي السورية، طالت مناطق حدودية بين البلدين، مشددا على وجوب احترام الفرقاء المتصارعين في سوريا سيادة لبنان وتحييد المناطق اللبنانية، بينما طالبت الحكومة السورية نظيرتها اللبنانية بضبط حدودها، مبررة ذلك بحالات تهريب سلاح ومسلحين من الأراضي اللبنانية.
وفي إطار المواقف السورية أكد النائب في حزب الله علي المقداد، بعد جولة قام بها على مواقع سقوط الصواريخ في مناطق النبي شيت وسرعين وطبشار والخضر، أن «الصواريخ التي سقطت على المنطقة، من الأراضي السورية على السلسلة الشرقية، لن ترهبنا هي أو الأحزمة الناسفة». وقال: «رغم سقوط هذه الصواريخ أثبت البقاعيون تعلقهم بخط المقاومة»، مؤكدا «التطلع إلى المستقبل، لنقول هذه هي المقاومة وهذا هو الشعب، فهذه الصواريخ لن ترهبه، وأمامنا خياران إما النصر وإما الشهادة».
وفي الإطار ذاته أكد الوكيل الشرعي في حزب الله الشيخ محمد يزبك أنه «مهما أطلقت الصواريخ، لن نتخلى عن هدفنا ومبادئنا وعن الخط الذي انتهجناه».
وسأل النائب في حزب «الكتائب اللبنانية» سامي الجميل عبر موقع «تويتر» أمس: «هل يعلم أصحاب القرار في الدولة أن هناك قرى لبنانية تقصف بالصواريخ؟»، مضيفا: «ألا يوجد قواعد اشتباك تلزم الجيش بالدفاع عن الحدود؟».
فورد: مشكلة أكراد سوريا لن تحل بإجراءات أحادية
السفير الأميركي شدد في حوار مع «الشرق الأوسط» على الحل السياسي لإنهاء «حرب استنزاف لا منتصر فيها»
روبرت فورد
لندن: مينا العريبي
بعد أيام من إعلان حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري عن إدارة محلية مستقلة عن المعارضة السورية، أكد السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد أن بلاده تدعم «وحدة سوريا». وحذر فورد أكراد سوريا من أن قضاياهم لن تحل «بإجراءات أحادية»، قائلا في حوار مع «الشرق الأوسط»: «لقد عبرنا منذ زمن عن دعمنا لوحدة سوريا». ولفت فورد إلى أن «الأكراد عانوا الكثير من نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد وحتى قبل ذلك.. لذا من السهل أن نفهم لماذا يتطلع الأكراد للتغيير. وآمل أن الشعب في المناطق الكردية السورية يتذكرون أن أساس المشكلة جاء من نظام الأسد».
وذكر المسؤول الأميركي الأبرز في التعامل مع الملف السوري أن «القضايا الكردية هي قضايا دستورية يجب أن يتفاوض جميع السوريين عليها، فلا يمكن حلها من خلال الإجراءات الأحادية». وأضاف أنه «من الأفضل الآن للأكراد أن يركزوا على إنجاح الثورة وإنجاح المعتدلين في الثورة»، لتحل القضايا الدستورية لاحقا.
وفي وقت تتراجع فيه حظوظ عقد مؤتمر «جنيف 2» سعيا للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، شدد فورد على أهمية الحل السياسي في سوريا لإنهاء «حرب استنزاف دامية.. لا يمكن لطرف أن يحقق فوزا حاسما فيها». ولفت فورد إلى «صعوبة» عقد مؤتمر جنيف، ولكنه قال إنه إذا كان هناك «حسن نية» فمن الممكن عقد المؤتمر قبل نهاية العام. واكد فورد أنه من الضروري ضم أصوات معارضة، من الناشطين والمقاتلين، إلى وفد المع ارضة للتفاوض، موضحا أن «الولايات المتحدة اعترفت بالائتلاف قبل 11 شهرا ممثلا شرعيا للشعب السوري، وهذا كان قبل أن تكون لديها علاقة رسمية مع الأكراد وممثلين عن مجالس محلية وقبل أن تكون لديها علاقة رسمية مع ممثلين من الجماعات المسلحة. لدينا كل هذه العلاقات الآن ونعتقد أن هذه المجموعات باتت الممثلة بشكل أكبر للشعب السوري الآن». وتابع: «يجب أن يكون وفد المعارضة مكونا من الأشخاص والناشطين والمعارضين الذين قادوا الثورة والمقاتلين الذين يقاتلون ضد النظام، هذا هو الوفد الذي بإمكانه أن يقدم نتائج على طاولة المفاوضات لأنه سيكون على الطرفين، المعارضة والنظام، تقديم التنازلات».
حزب الله مصمّم على معركة القلمون
بيروت ــ لا تزال معركة القلمون المُفترَضة، تقضّ مضاجع الكثيرين في لبنان وسوريا، على اعتبار أنّها تشبه إلى حدّ بعيد معركة القصير التي جرت في وقتٍ مبكر من هذا العام. وبين الحديث عن استعدادات النظام السوري وحلفائه لاقتحام القلمون، وتأكيد مقاتلي المعارضة أتمّ استعداداتهم للمواجهة، يرى ناشطون سوريّون أن حزب الله مصمّم على خوض هذه المعركة أياً كانت خسائره، في حين يعتقد بعضهم أن قوى دولية تدفع باتجاه توريط كل القوى المشاركة في القتال في سوريا بهذه المعركة لاستنزافهم جميعاً.
الناشط الإعلامي السوري “عامر القلموني” أصرّ في حديث الى موقع NOW على أن “حزب الله مصمّم على خوض معركة القلمون رغم إدراكه للخسائر الكبيرة التي سيتعرّض لها فيها”، لكنّه أكد أنّ “المعركة في حال حصلت لن تكون مثل معركة القصير، فالطبيعة الجغرافية هي سيدة الموقف في منطقة القلمون، وسيعيق الثلج الكثيف الذي يغطيها بدءاً من الشهر القادم تحرك آليات النظام السوري وعناصر حزب الله والطيران الجوي، ما سيحوّل المعركة إلى حرب عصابات”.
وأضاف القلموني: “النظام يحاول اللعب بورقة الطائفية في القلمون في ما يتعلّق بالمسيحيين، فهو أدخل آليات ثقيلة ومدفعية إلى دير الشيروبيم في صيدنايا لكي يجرّ الجيش السوري الحر إلى قصف الدير أو التصويب نحوه أثناء الاشتباكات”. وعن استعدادت “الحر” والفصائل الأخرى، أكد القلموني أن “عشرات الآلاف من المقاتلين منتشرون بشكل متفاوت في المنطقة، وهم في حالة استعداد لصدّ أي هجوم”.
من جهته، الناشط في الثورة السورية تيم القلموني، قال لـNOW إنه “عندما بدأ الحديث عن معركة القلمون، أوّل من تفاجأ بذلك هم أهالي المدينة أنفسهم. إذ لم يكن ذلك سوى خبر إعلامي تم تداوله بشكل مسيّس ومكشوف جداً، من دون أن يكون له أي أسس أو مقومات ميدانية على الارض أو أي مؤشرات تدل عليه”.
وأضاف تيم: “كان الوضع أكثر من طبيعي لمدة شهر منذ بدء الحديث عن المعركة، فلا مناوشات على الحدود اللبنانية السورية، ولا تعزيزات باتجاه القلمون من طرف النظام، لكن بعد فترة شهر، وتحديداً عند بدء معركة مهين حيث استولى المعارضون على مخازن السلاح، بدأت بعض الاضطرابات في المنطقة، وتلتها تعزيزات للنظام وقصف مباشر على داخل المدن وتحركات مريبة على الاوتستراد”.
ولفت تيم إلى أن ذلك “استدعى استنفاراً كاملاً لكافة الكتائب في المنطقة، ووضع خطط دفاعية والتهيؤ فعلاً لأي معركة مرتقبة للنظام في المنطقة، رداً على استيلاء الجيش الحر على مستودعات مهين، لا كما تم الترويج له حول لمعركة مع حزب الله على الحدود السورية اللبنانية، التي هي في كل الاحوال مرصودة من مقاتلين بالآلاف في الوديان المؤدية للجرود بين لبنان وسوريا”.
وأكد تيم أن “قوات النظام منفردة غير قادرة على اقتحام القلمون أو تحريرها، كما يدّعون، فعدد العناصر لدى النظام غير كافية لذلك على الاطلاق، وأكثر ما يستطيعه القصف عن بُعد والحصار والتضييق، وإذا أراد النظام فعلاً اقتحام القلمون سيستعين حكماً بما لا يقلّ عن 10 آلاف مقاتل من حزب الله، وستكون طريق قدومهم من القصير فقط، إذ من الاستحالة دخولهم من جرود القلمون”.
لكلّ ذلك يقول تيم إن “ما تراه الكتائب المقاتلة في القلمون من تعزيزات للنظام على الأتوستراد هي فقط تعزيزات لحماية القطع وتأمين الطريق، كي لا يتم الهجوم عليها من الثوار، وبالرغم من ذلك فجاهزية مقاتلي القلمون على أتم الاستعداد، ومعسكرات التدريب كما كانت قبل بدء الترويج للمعركة إعلامياً، تجري الأمور فيها على قدم وساق”.
وختم بالقول: “التحليل الأرجح الذي يُلاحَظ من الترويج للمعركة إعلامياً من بعض الجهات، هو أن هناك قوى دولية تريد توريط إيران وحزب الله بمعركة في القلمون، ستكون معركة استنزاف لهما كما للنظام وللثوار الوقت نفسه، مهما كان الطرف الرابح، وهذا يسهّل للقوى الدولية فرض الشروط على الجميع”.
مقتل قائد عسكري بالمعارضة وقصف على مطار حلب
قال نشطاء سوريون إن قائدا عسكريا في صفوف مقاتلي المعارضة قتل وأصيب اثنان آخران بجراح في غارة جوية شنتها قوات النظام على مدينة حلب، في الوقت الذي قصفت فيه قوات المعارضة المسلحة مطار حلب بصواريخ غراد، مما أسقط قتلى وجرحى.
فقد قالت شبكة حلب نيوز التابعة للمعارضة في بيان إن الغارة التي وقعت أمس الخميس استهدفت قاعدة للجيش كان مقاتلو المعارضة قد استولوا عليها فقتل يوسف العباس -القيادي في لواء التوحيد، وهو من أكبر مجموعات المعارضة المسلحة- وكان العباس معروفا بكنيته أبو الطيب.
وقال البيان إن قيادة لواء التوحيد كانت تعقد اجتماعا في القاعدة حينما وقعت الغارة. وأضاف أن قائد لواء التوحيد عبد القادر الصالح أصيب بجراح ونقل إلى مستشفى في تركيا على بعد 45 كيلومترا إلى الشمال، كما أصيب أيضا عبد العزيز السلامة وهو أيضا من كبار القادة العسكريين للمعارضة.
وكان لواء التوحيد قد أصدر بيانا في وقت سابق إلى جانب عدد من الجماعات الإسلامية أعلنوا فيه الطوارئ واستدعاء كل المقاتلين حتى يتوجهوا إلى الجبهة.
من ناحية أخرى قصفت قوات المعارضة السورية المسلحة مطار حلب الدولي بصواريخ غراد، مما أسقط قتلى وجرحى داخل مبنى المطار حسب رواية كتائب المعارضة المسلّحة.
وقال مراسل الجزيرة في حلب إن قصف مقاتلي المعارضة لمطار حلب الدولي بصواريخ غراد أسفر أمس الخميس عن مقتل عدد من جنود قوات النظام ولواء أبي الفضل العباس العراقي.
وأضاف أن كتائب أخرى تابعة للمعارضة بدأت عملية لقطع الطريق بين حماة وخناصر أسفرت عن تدمير دبابات وقتل عدد من جنود النظام.
وفي السياق استمرت الاشتباكات العنيفة على تلة الشيخ يوسف، بالقرب من مطار حلب الدولي، وتمكنت كتائب المعارضة من السيطرة على أجزاء من التلة الإستراتيجية.
كما تستمر الاشتباكات العنيفة بين كتائب المعارضة والجيش النظامي في محيط اللواء 80 قرب مطار حلب. وقال ناشطون إن الاشتباكات تركزت على جبهات مطار النيرب العسكري واللواء 80 وسط تقدم للثوّار, وقالوا إن قوات المعارضة قصفت بقذائف الهاون بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب.
وتشهد حلب معارك ضارية منذ شنت قوات الرئيس بشار الأسد هجوما قبل أسبوعين لاستعادة أجزاء من المدينة يسيطر عليها المعارضون.
قصف مكثف
وبالتزامن مع احتدام المعارك في مختلف جبهات حلب، كثف النظام السوري أمس ولليوم الثالث على التوالي غاراته وقصفه على معضمية الشام بريف دمشق التي تتعرض كذلك إلى قصف مكثف من مقر الفرقة الرابعة ومطار المزة العسكري, حيث تحاول قوات النظام اقتحام البلدة لكنها تلقى مقاومة من الجيش الحر.
كما سجلت اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في عدة أحياء من العاصمة دمشق، منها برزة والقابون وجوبر, وقال ناشطون إن قذيفتي هاون سقطتا قرب المسجد الأموي، إحداهما قرب المدرسة العادلية والأخرى قرب سوق العصرونية.
من جانبها قالت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) إن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب 22 آخرون جراء سقوط قذائف هاون وانفجار عبوتين ناسفتين في شارع مردم بيك وحي الكلاسة قرب المسجد الأموي بدمشق القديمة.
وقصف الطيران الحربي بلدة يبرود والطرق المؤدية إلى لبنان في منطقة جبال القلمون, كما قصف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة مدن وبلدات بيت سحم والزبداني ورنكوس وداريا ويلدا وببيلا وعربين, وعدة مناطق بالغوطة الشرقية.
اشتباكات وقتلى
وقال ناشطون إن اشتباكات بين قوات المعارضة السورية وقوات النظام السوري اندلعت في أكثر من منطقة في محافظة درعا وريفها جنوبي البلاد, حيث نفذت قوات المعارضة هجوما في بلدة “عتمان” أوقع عشرين قتيلا في صفوف قوات النظام. وأضافوا أن قوات النظام ردت بقصف عنيف بالمدفعية والطيران الحربي أسفر عن قتلى وجرحى في صفوف قوات المعارضة.
وتواصل القصف والاشتباكات بين القوات النظامية وقوات المعارضة في حي الوعر وبلدات مهين والرستن والدوير في حمص وريفها, وحي الرشدية بدير الزور, وجبل شاعر وحاجز الأعلاف بحماة وريفها, وأبو الظهور والرامي بإدلب, والسياحة والفرقة 17 والطبقة بالرقة وريفها, وغدير البستان والرفيد والناصرية بالقنيطرة وريفها.
وقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 67 شخصا أمس الخميس في مناطق سورية مختلفة, قضى أغلبهم في محافظة حلب التي تشهد اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وقوات المعارضة.
روسيا تدعو الائتلاف السوري لزيارة موسكو
وجه ميخائيل بوغدانوف -نائب وزير الخارجية الروسي- دعوة لرئيس الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة في سوريا أحمد الجربا لزيارة موسكو لمناقشة الأوضاع في سوريا والتباحث بشأن مؤتمر جنيف2 الذي قالت موسكو إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون هو المخول بالإعلان عن تاريخه.
وقال مصدر من الائتلاف إن تجمع المعارضة السورية ليس مستعجلا في الرد، ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن المصدر -الذي لم تسمه- قوله إن الائتلاف “يدرس كيفية وطريقة الزيارة بهدوء وتأن ويدرس جيدا بروتوكول الزيارة ومعظم التفاصيل”.
وكانت الخارجية الروسية قد ذكرت أن بوغدانوف التقى في إسطنبول أمس قيادات من الائتلاف السوري المعارض، وأوضحت أن المسؤول الروسي بحث مع كل من ميشيل كيلو وفاروق طيفور وبدر جاموس الوضع الإنساني في سوريا، والتحضير لمؤتمر جنيف2 بعد موافقة الائتلاف على المشاركة في أعماله بشروط.
وأعلن الائتلاف موافقته على المشاركة في جنيف2 الأحد الماضي بعد يومين من المباحثات في إسطنبول، شرط أن يكون سقف المفاوضات التفاهمات الدولية التي توصل إليها المؤتمرون في اجتماع أصدقاء سوريا في لندن، والمطالبة بضمانات بعدم مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد في مستقبل سوريا.
من جهتها أفادت وكالة الصحافة الفرنسية بأن وفدا عالي المستوى من الحكومة السورية سيبحث يوم الاثنين المقبل في موسكو التحضير لمؤتمر جنيف2، وأوضحت أن الوفد سيضم بثينة شعبان -مستشارة الرئيس السوري- وفيصل المقداد -نائب وزير الخارجية- ومسؤول الشؤون الأوروبية في الخارجية السورية أحمد عرنوس.
الأسد وبوتين
وفي اتصال جرى بينهما أمس، بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع بشار الأسد التحضير لمؤتمر جنيف2. وذكرت الرئاسة الروسية في بيان أوردته وكالة إيتارتاس أن بوتين استعرض الجهود التي تبذلها روسيا مع الشركاء في إطار التحضير لانعقاد المؤتمر.
واعتبر بوتين استعداد الأسد لإرسال وفده إلى مؤتمر جنيف إيجابيا، كما أعرب عن أمله في مشاركة جميع أطياف المعارضة السورية الرئيسية في المؤتمر.
وحث الرئيس الروسي الحكومة السورية على أن تبذل ما في وسعها لتخفيف معاناة المدنيين واستعادة السلم بين جميع الطوائف.
من جهة أخرى نفت الخارجية الروسية المعلومات التي أوردتها تقارير إعلامية عن اتفاق بين وزيري خارجية روسيا والولايات المتحدة سيرغي لافروف وجون كيري على تحديد يوم 12 ديسمبر/كانون الأول القادم موعدا لعقد مؤتمر جنيف2.
وأكدت الخارجية الروسية في بيان أصدرته أمس أن “موعد انعقاد المؤتمر الدولي حول سوريا سيحدده الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة بان كي مون”.
وأكد البيان عقد لقاء تمهيدي لتحديد إطار هذا المؤتمر بمشاركة المبعوث الدولي الأخضر الابراهيمي وممثلي روسيا والولايات المتحدة على مستوى نائبي وزيري الخارجية يوم 25 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي في جنيف.
كوريا الشمالية تنفي
من جانب آخر نفت كوريا الشمالية اليوم الجمعة إرسال طيارين من قواتها الجوية إلى سوريا لمهاجمة مسلحي المعارضة، وقالت إن تلك الاتهامات “هي مؤامرات لتشويه صورة الدولة”.
ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية (يونهاب) عن وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية تصريحا للناطق باسم وزارة الخارجية في كوريا الشمالية، قال فيه إن “بعض وسائل الإعلام في الخارج نشرت معلومات مضللة بأن كوريا الشمالية زودت سوريا بمعدات حربية وتشارك مباشرة بطيارين في الغارات الجوية على القوات المتمردة”.
واعتبر أن “مثل هذه التقارير جزء من المؤامرات الحمقاء من القوى المعادية لتشويه صورة كوريا الديمقراطية المحبة للسلام والتستر على أعمالهم الإجرامية المتمثلة في عرقلة تسوية سلمية للحالة السورية”. وأوضح أن موقف بلاده ثابت وهو أن الوضع السوري ينبغي تسويته سلميا من خلال الحوار والمفاوضات.
وكانت وسائل إعلام عربية نقلت الشهر الماضي عن الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري برهان غليون، قوله إن الرئيس السوري بات يعتمد على مجموعة من الطيارين الكوريين الشماليين لقيادة مروحياته.
أحمد طعمة: رحيل بشار الأسد هو الخطوة الطبيعية لـجنيف2
قال إن حكومته تحتاج لـ 50 مليون دولار شهريا لإطلاق أعمالها
العربية.نت
قال أحمد طعمة رئيس الحكومة السورية المعارضة، الجمعة، إن رحيل بشار الأسد عن هرم السلطة هو الخطوة الطبيعية لجنيف2، في حين كشف أن تمثيل المعارضة في حنيف2 سيتم طرحه مجددا مع الائتلاف السوري الذي لم يتخذ موقفه بعد حيال المشاركة من عدمها.
وأبان طعمة، أن النظام السوري لن يشارك في مؤتمر جنيف2، مشيرا إلى أن هذا المؤتمر المزمع عنه سيكون إجرائيا لتطبيق جنيف1.
وأكد رئيس الحكومة المؤقتة خلال حديثه لبرنامج “نهاية الأسبوع” على شاشة العربية، بأن النظام الإيراني يغامر بعلاقته مع بشار الأسد، بينما الشعب الإيراني يريد كتابة النجاح للثورة السورية لإطلاق ثورته أيضا.
وفيما يتعلق بكيفية تمويل حكومته الوليدة، أكد أنهم سيولون وجهتهم صوب دول أصدقاء سوريا لتمويلهم، كما أن الموارد الداخلية في سوريا ستكون إحدى روافد مصادر التمويل.
وصرح بإمكانية “خلق أرضية خصبة لتحقيق تفاهمات مع الكتائب المسيطرة على مواردنا الداخلية”، لافتا إلى أن حكومته “اتخذت قرارات تقشفية صارمة لضمان بلوغ الأهداف المبتغاة، وأن 50 مليون دولار هو الحد الأدنى شهريا لإطلاق عملنا”.
وحول قرار تشكيل الحكومة، لفت إلى أن تشكيلها سوري صرف خالي من الشوائب و”ناجم عن مفاوضات داخلية ولم تمارس أي ضغوط خارجية علينا، وهدفنا الأسمى هو التفاهم مع جميع الكتل الفاعلة على الأرض، ولن تكون حكومتنا أيضا عامل عرقلة جنيف2″.
وأعرب عن استعداده للتحاور مع جميع القوى ذات التوجهات الديمقراطية، مشددا في الوقت عينه على عدم سعي حكومته إلى الاتصال مع الجهات الكردية المتشددة التي تسعى لإقامة حكم ذاتي.
خبير: المخابرات الإيرانية وراء إشاعة جهاد النكاح بسوريا
مراسلة العربية انتقلت إلى تونس وانتهت إلى تأكيد عدم وجود الظاهرة في الواقع
دبي – العربية
قال خبير في الجماعات الجهادية إن الجهات التي روجت لجهاد النكاح في سوريا شوهت الإسلام وأهل السنة، متهما المخابرات الإيرانية وحليفتها السورية بافتعال هذه الفتوى.
ويأتي هذا في وقت، أفادت مبعوثة “العربية” إلى تونس، علياء ابراهيم أن المعلومات التي نشرتها قناة لبنانية مقربة من النظام السوري لا يوجد لها أثر في الواقع التونسي.
وفي التفاصيل، قال نعمان بن عثمان خبير معهد كويليام بلندن في اتصال مع “العربية”، إن معلوماته عن التنظيمات الجهادية بمختلف تفرعاتها تتناقض تماما مع ترويج إشاعة جهاد النكاح في سوريا.
وقال بن نعمان إن المخابرات الإيرانية هي من روج إشاعة جهاد النكاح في سياق الصراع الطائفي الحاصل في سوريا، والهدف هو الدفاع عن نظام الأسد، من خلال إلصاق تهم بالجهاديين الذين يتبنون الفكر السلفي عموما.
وحسب بن عثمان، فإن “المجموعات الجهادية والمتطرفة بمختلف توجهاتها، تمنع منعا باتا تواجد المرأة في محيط يوجد فيه رجال، وبعض المتشددين يرفض حتى أن ترد زوجته على الهاتف”، مشيرا إلى أن “وجود تونسيات في سوريا، ربما يكون له علاقة بممارستهن بعضهن (وليس كلهن) للدعارة حتى قبل انفجار الأزمة في سوريا، ولا علاقة له بفتوى تبيح ما يسمى بجهاد النكاح، وهو أمر برمته يشوه الإسلام والمسلمين”.
ومن جهتها، أوضحت مراسلة “العربية”، علياء ابراهيم، التي زارت تونس للتحقيق في إشاعة زواج النكاح، أنها التقت وزير المرأة في الحكومة التونسية، سهام بادي، لكنها نفت وجود شيء يثبت وجود هذه الظاهرة.
وأشارت مراسلة العربية، أن صحفيين تونسيين أيضا حققوا في الموضوع وبحثوا عن “الفتاة” التي تحدثت عنها وسائل إعلام بأنها عادت حبلى من جهاد النكاح في سوريا، لكن تبين أن اسم “لمى” غير موجود وأن الفتاة مجرد فبركة إعلامية.
وكانت قناة لبنانية مقربة من نظام بشار الأسد قد روجت قبل مدة لإشاعة جهاد النكاح، وتم التركيز على وجود “مجاهدات” تونسيات، ولاحقا قام مسؤول حكومي تونسي بتداول الإشاعة دون التثبت منها، قبل أن تتحول الإشاعة إلى حديث الرأي العام في تونس.
وظهر في وقت لاحق أن صور “فتيات جهاد النكاح” التي تم تداولها على نطاق واسع، هي لفتيات من الشيشان لكن جرى استغلالها في الوضع السوري.
الأمم المتحدة ليست مستعدة للإعلان عن موعد “جنيف 2“
المقداد: لن نشارك في أي مؤتمر ما لم تتحقق مطالب الشعب السوري
دبي – عبدالرحمن العصيمي
أعلنت الأمم المتحدة أن الأمين العام بان كي مون ليس مستعداً بعد للإعلان عن موعد عقد مؤتمر “جنيف 2” حول سوريا.
وكانت وزارة الخارجية الروسية قد نفت في وقت سابق ما تردد في بعض وسائل الإعلام عن مزاعم حول اتفاق وزيري خارجية روسيا والولايات المتحدة على عقد مؤتمر “جنيف 2” يوم 12 ديسمبر القادم.
ومن جانبه قال المنسق الإعلامي والسياسي للجيش الحر لؤي المقداد إن الجانب الأميركي أبلغ المعارضة باحتمالية عقد المؤتمر قبل 15 من الشهر المقبل.
وفي مقابلة مع قناة “العربية” أكد المقداد عدم المشاركة في “جنيف 2” ما لم تتحقق مطالب الشعب السوري ورحيل بشار الأسد.
ويبدو أن الخلاف بين النظام السوري والمعارضة بشأن مؤتمر “جنيف ” لم يقتصر على أجندة الاجتماعات بل تعداه لموعد انعقاده. تسريبات لمسؤولين نقلتها صحيفة “الوطن” السورية المقربة من النظام عن مصدر دبلوماسي في باريس أشارت إن المؤتمر سيعقد في 12 من شهر ديسمبر المقبل، موعد سارع سفير الائتلاف بنفيه من باريس أيضاً.
الشد والجذب لم يؤثر على استعدادات الحليفين روسيا وسوريا للمؤتمر. ففيما أعلن عن زيارة وفد رسمي سوري إلى الكرملين الاثنين المقبل لبحث ترتيبات “جنيف 2″، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالاً هاتفياً مع نظيره السوري، اتصال كان مؤتمر “جنيف 2” المحور الرئيسي له خصوصاً تفاصيل إعداد وتحضير المؤتمر.
وبحسب الكرملين فإن بوتين أشاد باستعداد الأسد لإرسال وفد للمؤتمر وبتعاون النظام في تفكيك الترسانة الكيمياوية السورية.
ولا يزال ائتلاف المعارضة السورية متشبثاً برحيل نظام الأسد كشرط لحضور مؤتمر “جنيف 2″، وأن ينتهي المؤتمر على إقرار عملية انتقالية لا يكون فيها أي دور للأسد، معتبرة أن هذه ليست شروطاً، بل هي تتطابق مع قرارات الشرعية الدولية.
ووصف وزير الإعلام السوري ما تقوله المعارضة بـ”صراخ لا فائدة منه”، على حد تعبيره، ورأى أن النقاش سيجري في “جنيف 2” في حالة انعقاده على خطى بيان “جنيف 1”.
فورد: القضايا الكردية يجب أن يتفاوض عليها جميع السوريين
بارزاني يتهم “الاتحاد الديمقراطي” الكردستاني بالتعامل مع النظام السوري
دبي – قناة العربية
بعد أيام من إعلان حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري عن إدارة محلية مستقلة عن المعارضة السورية، أكد السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد أن بلاده تدعم وحدة سوريا، مؤكداً أن القضايا الكردية هي قضايا دستورية يجب أن يتفاوض جميع السوريين عليها، ولا يمكن حلها من خلال الإجراءات الأُحادية.
وأضاف: “لقد عبرنا منذ زمن عن دعمنا لوحدة سوريا”، مؤكداً أن “الأكراد عانوا الكثير من نظام الأسد وحتى قبل ذلك. لذا من السهل أن نفهم لماذا يتطلع الأكراد للتغيير. وآمل أن الشعب في المناطق الكردية السورية يتذكرون أن أساس المشكلة جاء من نظام الأسد”.
وأضاف فورد، في تصريح لصحيفة “الشرق الأوسط”، أنه من الأفضل أن يركز الأكراد على إنجاح الثورة وإنجاح المعتدلين في الثورة لتحل القضايا الدستورية لاحقاً.
من جانبه اتهم مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، حزب “الاتحاد الديمقراطي” الكردستاني السوري بالتعاون مع نظام الأسد، وذلك عقب إعلانه عن إدارة منفردة في المناطق الكردية في سوريا.
وحمّل البارزاني حزب “الاتحاد الديمقراطي” مسؤولية توريط أكراد سوريا في القتال الدائر وأضراره بقضية الأكراد وتعريضهم لمخاطر جدية، مهدداً بحل الهيئة العليا لأكراد سوريا.
غارات بريف دمشق ومعارك على جبهات حلب
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
كثف الطيران الحربي السوري غاراته الجوية على بلدات في ريف دمشق الجنوبي وعدة مناطق في الغوطة الشرقية الجمعة، بينما اشتدت حدة المعارك في ريف حلب بين القوات الحكومية وعناصر المعارضة المسلحة.
وقال ناشطون إن المقاتلات الحربية شنت غارات جوية مكثفة على معضمية الشام بريف دمشق وبيت سحم وزملكا حيث تحاول القوات الحكومية دخول هذه البلدات التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة.
وذكرت مصادر للمعارضة السورية أن قوات الجيش السوري قصفت عدة بلدات بريف دمشق في إطار حملته العسكرية المتواصلة، ما أدى لوقع قتلى وجرحى.
وأوضحت مصادر المعارضة أن 7 أشخاص قتلوا على الأقل، وأصيب عشرات آخرين في جبل القلمون بريف دمشق جراء القصف الذي استهدف عدة بلدات، حيث تركز على الزبداني و يبرود و النبك، كما أسفر عن دمار واسع في الأبنية والأحياء السكنية، بينما ذكر ناشطون أن عناصر الجيش الحر تمكنوا من قتل 25 جنديا من القوات الحكومية في المعارك.
من جانبها ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب 22 آخرون جراء سقوط قذائف هاون وانفجار عبوتين ناسفتين في شارع مردم بيك وحي الكلاسة قرب المسجد الأموي بدمشق القديمة.
وقصف الطيران الحربي بلدة يبرود والطرق المؤدية إلى لبنان في منطقة جبل القلمون, كما قصف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة مدن وبلدات بيت سحم والزبداني ورنكوس وداريا ويلدا وببيلا وعربين, وعلى عدة مناطق بالغوطة الشرقية.
وقال ناشطون إن اشتباكات بين قوات المعارضة السورية وقوات النظام السوري اندلعت في أكثر من منطقة في محافظة درعا وريفها جنوب البلاد, حيث نفذت قوات المعارضة هجوما في بلدة “عتمان” أوقع 20 قتيلا في صفوف قوات النظام، بينما ردت القوات الحكومية بقصف مدفعي عنيف خلف عددا من القتلى والجرحى.
حلب
إلى ذلك، احتدمت المعارك بين القوات الحكومية وقوات المعارضة في ريف حلب، إذ قامت قوات المعارضة المسلحة بقصف مطار حلب الدولي بصواريخ غراد، مما أسفر عن مقتل عدد من جنود القوات الحكومية، وفقا لناشطين.
وأضافوا أن كتائب أخرى تابعة للمعارضة بدأت عملية لقطع الطريق بين حماة وخناصر أسفرت عن تدمير دبابات وقتل عدد من الجنود.
بينما استمرت الاشتباكات العنيفة بين كتائب المعارضة والجيش النظامي في محيط اللواء 80 قرب مطار حلب.
وقال ناشطون إن الاشتباكات تدور على جبهات مطار النيرب العسكري واللواء 80 وسط تقدم لقوات المعارضة، بينما قصفت المعارضة بقذائف الهاون بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب الموالين للحكومة.
بينما أوضح ناشطون أن القيادي في لواء التوحيد “أبو الطيب” قتل وأصيب قادة آخرون بجروح في غارة للطيران الحربي على مدرسة المشاة ظهر الخميس، حيث كان اجتماع لقيادة اللواء ينعقد هناك.
وأضافوا أن القائد العسكري للواء عبد القادر الصالح والقائد العام عبد العزيز السلامة تعرضا لإصابات خفيفة.
وفي هذه الأثناء وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 67 شخصا، الخميس، في مناطق سورية مختلفة, قضى أغلبهم في محافظة حلب التي تشهد اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وقوات المعارضة.
خطة تدمير الكيماوي
من جهة أخرى تصدق منظمة حظر السلاح الكيماوي، الجمعة، على خطة تدمير ترسانة سوريا من الغازات السامة، وغازات الأعصاب.
واقترحت دمشق نقل المخزون خارج البلاد لتدميره. وقالت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية إن ذلك هو الخيار الأكثر جدوى.
ومن المقرر أن تصوت المنظمة على خطة سرية عرضتها سوريا لتدمير مخزونها، وفي إشارة على أن الخطة ستشمل نقل الأسلحة الكيماوية خارج سوريا، قال وزير الخارجية النرويجي إن بلاده سترسل سفينة شحن وفرقاطة تابعة للبحرية إلى سوريا لاستلام المخزون ونقله إلى موقع آخر لتدميره.
“التشليح” يجتاح اللاذقية ويستبيح سكانها
لارا حسن- أبوظبي – سكاي نيوز عربية
لم يشك عصام، ولو لوهلة واحدة، بأن الحاجز العسكري الذي أمامه ليس عسكريا.. وأن العناصر الذين يرتدون البزة الرسمية للجيش السوري ليسوا ضباطا ولا حتى عساكر.. فتوقف بثقة ليتم تهديده بالقتل، أو تسليم كل ما يملك.
يقول عصام (38 عاما) لموقع سكاي نيوز عربية “كنت عائدا من بانياس بالميكرو الذي أعمل عليه عندما استوقفنا الحاجز الأمني.. نحن نتعاون جدا مع الأمن لنضع حدا للمسلحين.. لكن عندما أوقفوا الميكرو، بادروا بالهجوم عليّ، وعلى الركاب وقاموا بتشليحنا أموالنا وهواتفنا النقالة والميكرو، حتى حقائب النساء تحت التهديد بالقتل، ومن ثم ركبوا السيارات وغادروا”.
وتسمى عملية السرقة تحت تهديد السلاح في محافظة اللاذقية التي تعتبر من المحافظات الهادئة والآمنة بـ “التشليح” وفقا لعصام.
ويضيف “لم أتوقع أن يحدث هذا معي.. الميكرو ليس ملكا لي.. وهو مصدر رزقي الوحيد.. لكن لا أتوقف عن شكر الله أنني بقيت على قيد الحياة.. فهؤولاء المشلحين لن يتورعوا عن قتلنا بحال اعترضنا.. منذ أيام قليلة قتل حارس أمام عمله.. كان فقيرا جدا.. تيتم أطفاله الـ4”.
سيارات بلا لوحات أرقام
وتجري بعض حوادث عمليات التشليح في وضح النهار، بينما يحدث أغلبها ليلا مستغلا العتمة، وخلو أغلب الطرق من المارة حينا، ومن الإضاءة في أحيان أخرى.
أغلب عمليات التشليح في ريف اللاذقية تحدث ليلا
أبو أحمد كان في طريقه إلى منزله ليلا برفقة زوجته وطفليه عندما اعترضت طريقه سيارة سوداء لا تحمل لوحة أرقام، وخرج منها مسلحون هددوه بالقتل في حال لم يسلمهم كل ما يملك من نقود ومجوهرات ذهبية، وحتى السيارة التي يركبها.
لم يتردد أبو أحمد، من منطقة جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية، في تسليمهم ما يريدون، وقال لموقعنا: “سلمتهم كل ما طلبوه دون أن أنبس بأي حرف.. قصص التشليح كثيرة.. كنت خائفا على أطفالي وزوجتي.. خائفا على أرواحنا، فكل أسبوع نسمع عن مقتل رجل أو امرأة في عمليات التشليح”.
“منذ شهر ونصف قتل ابن عمي، وأصيب صديقه عندما رفضوا تسليم الموتور الذي كانوا يركبونه..” يضيف أبو أحمد الذي يسكن في إحدى قرى ريف المدينة الساحلية جبلة.
ويضيف أبو أحمد (57 عاما) لموقعنا “غالبا ما يركبون سيارات بدون لوحات أرقام”.
التشليح.. ظاهرة قديمة تحتل الواقع
ولا تعتبر عملية التشليح بحديثة على المناطق الساحلية في سوريا، فهي كانت منتشرة بكثرة في التسيعينات وحتى بدايات الألفية، حين اختفت من بعدها بسبب القبضة الأمنية القوية التي استهدفت هذه الجماعات في تلك الفترة.
هذا ما أكدته لموقعنا لميا (45 عاما) بقولها “كان التشليح موجودا من قبل.. أذكر تماما خوف أهلي بعد غياب الشمس من التنقل بين جبلة وقريتنا.. كنا في حال تأخرنا بالعودة نقضي الليلة لدى أقارب لنا”.
وعن سبب عودة ظاهرة التشليح في الوقت الذي تنحدر فيه البلاد كل يوم أكثر وأكثر في أتون حرب طاحنة راح ضحيتها أكثر من 100 ألف شخص، تقول لميا “الأمن موجود وغير موجود.. أقصد وجوده ضعيف جدا ويكاد يكون معدوما أمام العائلات المتسلطة والقوية التي تحمي مثل هذه العمليات”.
بدورها الحكومة السورية صرحت في مواقع إعلامية، مقربة من السلطة، أن الجهات المختصة في مدينة اللاذقية “شددت من إجراءاتها الأمنية في المدينة وريفها وكثفت دورياتها للقضاء على عصابات التشليح التي شكلت رعبا للمواطنين في الآونة الأخيرة ومنعتهم من التحرك والتجول بعد مغيب الشمس في الطرق المقطوعة أو على الأوتوستراد، وخاصة في قرى مدينتي جبلة والقرداحة”.
عودة التشليح إلى طرقات محافظة اللاذقية إلى جانب عودة “التشبيح” وبقوة إليها أيضا بعد غياب أكثر من 12 عاما، يجعل السكان يتسائلون عن حقيقة كون مدينتهم مكانا آمنا؟ ومنهم من اعتبر أن ضرورة مواجهة هؤلاء “المشلحين” أهم وأبدى من الحرب مع المسلحين في وقت اعتبر آخرون أن وراء التشليح فقر مدقع تغرق فيه تلك المحافظة التي نأت تحت ضغط النزوح الداخلي الذي فاق حجمه مليون نازح من مناطق متأزمة عسكريا.
الائتلاف الوطني السوري: لم نتخذ بعد قرارا بشأن زيارة موسكو
استنانبول (15 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أنه لم يتخذ بعد قرارا بشأن قبول دعوة السلطات الروسية لزيارة موسكو
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعرب مؤخرا عن أمله في أن يقوم رئيس الائتلاف أحمد الجربا بزيارة إلى موسكو، حيث قال
“لقد وجهنا أكثر من دعوة إلى السيد الجربا ليزور موسكو. ونأمل أن يلبي الدعوة”
وأشار الائتلاف في بيان إلى أن أمينه العام بدر جاموس اجتمع في “لقاء سريع مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي ميخائيل بوغدانوف في استانبول، أكد خلاله الأخير انتظار بلاده لقبول الائتلاف الوطني دعوة الرئيس الروسي لزيارة موسكو”
ونقل بيان الائتلاف عن جاموس قوله إنه والمبعوث الخاص للرئيس الروسي “لم يتطرقا خلال اللقاء للأمور التفصيلية” بشأن الزيارة
انترفاكس: سوريا وروسيا تبحثان مؤتمر السلام يوم الإثنين
موسكو (رويترز) – قالت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء إن وفدا من الحكومة السورية سيجتمع مع مسؤولين في موسكو يوم الإثنين المقبل لبحث التحضيرات لمؤتمر دولي للسلام تحاول روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة عقده.
ورفضت وزارة الخارجية الروسية التعليق على الفور على تقرير الوكالة المنقول عن مصدر بالوزارة.
وأعلنت روسيا والولايات المتحدة في مايو أيار خططا لعقد مؤتمر يضم ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة في جنيف. ولم يحدد موعد بعد للمؤتمر.
ووافق الائتلاف الوطني السوري المعارض يوم الإثنين الماضي على حضور المؤتمر لكنه قال إنه لا يمكن ان يكون هناك دور للرئيس بشار الأسد في سوريا في المستقبل.
وتقول روسيا إن خروج الأسد من السلطة لا يمكن ان يكون شرطا مسبقا للمحادثات التي تهدف إلى انهاء الحرب الأهلية التي قتل فيها أكثر من مئة ألف شخص.
وكانت روسيا اقوى مساند للحكومة السورية أثناء الصراع فأرسلت لها السلاح وعطلت جهودا غربية لإدانة الأسد أو الضغط عليه.
وأشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستعداد الأسد لإرسال وفد للمؤتمر عندما تحدث مع الرئيس السوري على الهاتف يوم الخميس فيما وصفه المتحدث باسم بوتين بأول حديث بينهما منذ عامين على الأقل.
وكان بوتين قد صرح بأن روسيا لا تربطها علاقات خاصة بسوريا التي تشتري السلاح من موسكو وتستضيف قاعدتها البحرية الوحيدة خارج جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق. واتهمت روسيا الأسد بإساءة التعامل مع الاحتجاجات السلمية عام 2011 والفشل في تجنب الانزلاق لحرب أهلية.
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية – تحرير دينا عادل)
خطة التخلص من اسلحة سوريا الكيماوية تنتظر موافقة البانيا
لاهاي (رويترز) – علقت مناقشات تهدف الى وضع خطة تفصيلية لتدمير أسلحة سوريا الكيماوية يوم الجمعة في حين تدرس البانيا طلبا أمريكيا ذا تداعيات سياسية بأن تستضيف منشأة ستتولى معالجة آلاف الأطنان من المخلفات السامة.
وتأجل اجتماع للمجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية الحائزة على جائزة نوبل للسلام والتي تشرف على تدمير الأسلحة السورية حتى يتم إعلان القرار في تيرانا عاصمة البانيا.
ومن المتوقع أن يعلن رئيس الوزراء الألباني ايدي راما المعين حديثا للمواطنين ما إذا كانت حكومته ستوافق على طلب واشنطن في وقت لاحق يوم الجمعة.
ويأتي القرار يوم الجمعة الذي يوافق 15 نوفمبر تشرين الثاني وهو الموعد النهائي لموافقة المنظمة ودمشق على خطة مفصلة تحدد كيفية التخلص من 1300 طن من غازات السارين والخردل السامة وغيرها من غازات الأعصاب التي يعتبر التخلص منها وسط الحرب الأهلية الدائرة في سوريا شديد الخطورة.
وطلبت الولايات المتحدة ان تستضيف ألبانيا منشأة تدمير الاسلحة وتتفاوض على التفاصيل الفنية وسط احتجاجات شعبية في العاصمة الألبانية.
وتجمع مئات المتظاهرين يوم الجمعة بينهم تلاميذ تركوا مدارسهم للتنديد بالخطة. ورددوا هتافات وكتبوا كلمة “لا” على وجوههم.
ويسعى راما الى طمأنة شعبه بأن القرار سيتسم بالشفافية وسيكون في مصلحة البانيا وهي دولة فقيرة عضو في حلف شمال الاطلسي وتسعى للترشح لعضوية الاتحاد الأوروبي.
وقال ايلير ميتا وهو حليف رئيسي لراما في ائتلافه الحاكم ورئيس البرلمان “لم يتم اتخاذ قرار بشأن الأسلحة الكيماوية السورية.” وأضاف “نتواصل مع الدول شريكة الأمم المتحدة.”
ووافقت سوريا في سبتمبر أيلول الماضي على تدمير كل مخزوناتها من الأسلحة الكيماوية في إطار اتفاق توسطت فيه روسيا والولايات المتحدة.
وقبل الرئيس بشار الأسد الخطة بعد أن هددت واشنطن باستخدام القوة ردا على هجوم بغاز السارين قتل فيه مئات الأشخاص في دمشق يوم 21 أغسطس آب الماضي.
ودعت مسودة مقترح يبحثها المجلس التنفيذي اليوم الجمعة الى نقل معظم المواد الكيماوية من سوريا خلال ستة أسابيع وأن يتم تدمير منشآت الأسلحة الكيماوية المتبقية بحلول مارس آذار.
ولم يتحدد بعد كيف سيتم نقل الأسلحة الكيماوية بسلام عبر أراض محل نزاع الى ميناء في شمال سوريا لشحنها الى الخارج.
ويشعر دبلوماسيون بالقلق من أن تسقط المواد الكيماوية في الأيدي الخطأ او يستهدفها المتشددون او تسرق وتباع في السوق السوداء.
(إعداد دينا عادل للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)
كوريا الشمالية تنفي تقديم مساعدات عسكرية للحكومة السورية
سول (رويترز) – نفت كوريا الشمالية انها ترسل مساعدات عسكرية إلى الحكومة السورية -وهي من أوثق حلفائها القلائل- في المعارك الدائرة بينها وبين قوات المعارضة وذلك بعد ان قالت تقارير إعلامية إن بيونجيانج بعثت بمستشارين وطياري هليكوبتر إلى دمشق.
وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية في وقت متأخر يوم الخميس إن “بعض وسائل الإعلام الأجنبية تروج معلومات مضللة بأن جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية زودت سوريا بمعدات حربية وان طياريها متورطون بشكل مباشر في غارات جوية على قوات المتمردين في سوريا.”
وكانت صحيفة جيروزالم بوست قالت في أكتوبر تشرين الأول إن 15 من طياري الهليكوبتر الكوريين الشماليين يعملون في سوريا “لصالح نظام الرئيس بشار الأسد.” وقالت إن هذا التقرير أكده المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقالت تقارير إعلامية أخرى ان ضباط مدفعية كوريين شماليين موجودون في سوريا لكنهم لا يقومون بتوجيه إطلاق النيران.
وقالت وسائل اعلام يابانية في أغسطس آب ان تركيا اعترضت طريق شحنة من أقنعة الغاز والأسلحة الخفيفة كانت متجهة من كوريا الشمالية إلى سوريا.
(إعداد محمد عبد العال للنشرة العربية)
الميزان يميل لصالح الأسد مع سعي القوى العالمية لمحادثات سلام
بيروت (رويترز) – بعد مرور اكثر من عامين ونصف العام على بدء الحرب الأهلية التي تدمر سوريا تسعى الولايات المتحدة وروسيا الى جمع الأطراف المتحاربة على مائدة التفاوض في جنيف ولكن بشروط تمثل تغيرا لصالح الرئيس بشار الأسد في مواجهة مقاتلي المعارضة الذين يحاولون الإطاحة به ويزدادون تشرذما.
ومنذ الهجمات بالغاز السام التي وقعت في 21 اغسطس آب على ضواح تسيطر عليها المعارضة حول دمشق وكادت الولايات المتحدة أن تشن هجوما صاروخيا على قوات الأسد بسببها تحولت الأجواء الدبلوماسية ضد المعارضة التي اعتقدت لفترة قصيرة أن التدخل الخارجي سيمكن قواتها من ان تشن هجوما نهائيا.
لكن تردد إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما واتفاقا أبرم في اللحظة الأخيرة بوساطة روسيا التي هي واحدة من الحلفاء الرئيسيين للأسد لتفكيك الترسانة الكيماوية السورية وضعا مقاتلي المعارضة في موقف صعب حيث يقعون الآن تحت ضغط أمريكي وأوروبي مكثف لحضور محادثات في جنيف بأجندة مبهمة.
ويخشى مستشارون للمعارضة السورية ومحللون مستقلون أن يحول هذا الصراع السوري الى عملية طويلة وغير مثمرة على غرار مشاكل إقليمية عصيبة أخرى مثل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وكان الحدث الدبلوماسي المهم الوحيد في هذا الصراع البيان الذي صدر في يونيو حزيران الماضي بوساطة الأمم المتحدة المعروف باسم (جنيف 1) وكان مبهما بما فيه الكفاية.
ودعا البيان الى تشكيل حكومة انتقالية بطريقة افترض كثيرون أنها تستبعد أي دور لعائلة الأسد التي حكمت سوريا بقبضة من حديد منذ سيطرة الرئيس السابق حافظ الأسد والد بشار على السلطة عام 1970.
ولم يكن هناك اي نوع من الاتفاق داخل سوريا بشأن مستقبل البلاد منذ اندلاع احتجاجات سلمية في مارس آذار 2011.
وقال مصدر قريب من الائتلاف الوطني السوري وهو الممثل السياسي للمعارضة المعترف به دوليا إن الائتلاف يخشى أن يكون الاتفاق الذي أبرم بوساطة روسيا وامريكا لتفكيك ترسانة الأسد من الأسلحة الكيماوية قد أعاد لإدارة الرئيس السوري شرعيتها على الرغم من استخدامها أساليب مثل تجويع المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في محاولة لاستعادة السيطرة.
الإطاحة بالأسد ليست أولوية
يتفق محللون إقليميون ودبلوماسيون مطلعون على تطورات الموقف عن قرب على أن مخاوف الغرب لم تعد متعلقة بالإطاحة بالأسد بل بكيفية منع الجماعات الجهادية المرتبطة بتنظيم القاعدة من تحقيق مزيد من المكاسب في الصراع الذي تفقد فيه جماعات المعارضة المعتدلة التي تحظى بدعم غربي محدود السيطرة تدريجيا.
وقال فواز جرجس خبير شؤون الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد إن الموقف الأمريكي هو أن “على المعارضة التفاوض مع النظام والاتفاق على خارطة طريق.”
وأضاف “يريد الأمريكيون والأوروبيون محاصرة الأسد في جنيف… إنها عملية بلا سلام.”
وقال المصدر من المعارضة الذي طلب عدم نشر اسمه إن الغرب يتحول “من خطاب الربيع العربي الى خطاب مكافحة الإرهاب ويضغط على المعارضة لتحضر (مؤتمر جنيف 2) والا ستخسر دعمه.”
وأضاف أن سوريا أصبحت الآن بالنسبة للغرب “مصدرا لإرهابيين مجندين سيعودون الى اوروبا وامريكا… لكن هذا لا يحل المشكلة الأساسية وهي كيفية وقف هذا وأن الإرهاب سيتفاقم وكلما امتدت الحرب لفترة أطول زاد تشرذم المعارضة وراديكاليتها.”
وقال ايهم كامل خبير الشؤون السورية بمجموعة أوراسيا للاستشارات “التقدم العسكري للنظام سيستمر. من الصعب تصور أن يكون موقف الأسد أضعف خلال ستة أشهر. إنه ليس في موقف ضعف.”
وأضاف “تنظيم القاعدة سيبقى. هذا واقع جديد. من الصعب تصور كيف سيختفي التهديد في المستقبل.”
حتى السعودية أكبر داعمة للمعارضة بين نارين.
ويقول دبلوماسيون ومسؤولون في المملكة إنها تعتبر الحرب السورية معركة على النفوذ الإقليمي مع ايران وحلفائها الشيعة العرب مثل حزب الله اللبناني الذي ألقى بثقله هذا الصيف وراء الأسد.
وكان انتقاد السعودية للأمم المتحدة والولايات المتحدة حادا وعلنيا على نحو غير معهود منذ بدا أن اتفاق الأسلحة الكيماوية السورية يقود الى تقارب مع ايران على الرغم من عدم تحقيق انفراجة على صعيد البرنامج النووي لطهران خلال محادثات رفيعة المستوى عقدت في جنيف الأسبوع الماضي.
وذهب الأمير بندر بن سلطان رئيس المخابرات السعودية الى حد التحدث عن “ابتعاد كبير” عن واشنطن.
لكن دبلوماسيين في الخليج يقولون إن ابن عمه الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية يشعر بقلق إزاء تنظيم القاعدة والآثار السلبية المترتبة على دعم مقاتلي المعارضة على “الإرهاب” أكثر من اهتمامه بمصير الاسد.
محاولة غير مثمرة
وفي مواجهة أصدقاء كهؤلاء وفي ظل هذا الغموض السياسي فإن المعارضة السورية ربما تتساءل ما هي الخيارات الحقيقية المتاحة لها.
وقال كامل من مجموعة أوراسيا “التوافق الدولي المؤيد للمعارضة وعسكرة الصراع لم يعد موجودا… الاعتقاد بإمكانية تحقيق المعارضة انتصارا عسكريا لم يعد موجودا.”
وتقول مصادر دبلوماسية إن هناك اعترافا من روسيا والغرب بقدرة الأسد على البقاء على الرغم من تحول سوريا بالفعل الى جيوب حيث يتواجد مقاتلو المعارضة السنة في الشمال والشرق والانفصاليون الأكراد في الشمال الشرقي والعلويون وغيرهم في العاصمة والمنطقة الساحلية بشمال غرب البلاد.
وذكرت هذه المصادر أن مسؤولين من الولايات المتحدة وروسيا يجرون مناقشات غير معلنة حول اي أجهزة الدولة السورية التي ستبقى وعلى اي مستوى ومن سيرحل ومن سيستمر مما يشير الى احتمال الوصول لحل وسط.
لكن منتقدين يقولون إن المحادثات في جنيف تتحول الى بديل للسياسة الحقيقية في ظل غياب خطة موحدة لوقف الحرب. ويقارن بعض المحللين بين هذا وبين حرب البوسنة 1992-1995 حين فشلت محادثات مطولة في وقف القتال الى أن شن حلف شمال الأطلسي هجمات جوية على القوات الصربية في أواخر صيف عام 1995.
ويعتقد مراقبون يتابعون الشأن السوري عن كثب والمعارضة التي وافقت من حيث المبدأ على حضور المحادثات التي تأجلت أكثر من مرة أن مؤتمر (جنيف 2) لن يكون مثمرا لأن الغرب ليست لديه استراتيجية ليفرض وقف الحرب التي أودت بحياة 100 الف شخص حتى الآن وأسفرت عن نزوح اكثر من أربعة ملايين شخص وخلفت 2.2 مليون لاجيء.
وقال الكاتب اللبناني سركيس نعوم لرويترز “حتى اذا جرت محادثات جنيف 2 لا تتوقعوا حلا قريبا. ربما يكون هناك المزيد من مؤتمرات جنيف وستستمر الحرب.”
وأضاف “كانت لدينا حرب استمرت 15 عاما وكان المبعوثون يلتقون دون أن يحدث شيء” في إشارة الى الحرب اللبنانية التي استمرت من عام 1975 الى عام 1990.
ويقول محللون إنه حتى اذا اتفقت الأطراف في جنيف فإنها ستحتاج الى إقناع جماعات المعارضة المسلحة في سوريا والتي قالت إنها لن توقف القتال اذا تم التوصل الى اي اتفاق لا يشمل إنهاء حكم الأسد.
وقال مصدر قريب من المعارضة “لا أرى كيف ستنجح محادثات جنيف 2 اذا كان النظام غير مستعد لإظهار أبسط بادرة على استعداده لانتقال. الأسد يقول العكس ويجري المقابلة تلو المقابلة قائلا إنه لن يسلم السلطة.”
حرب طويلة
وتأمل الدول الغربية أن تتبع روسيا الاتفاق على التخلص من ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية بممارسة ضغط على الأسد. لكن في وجود الاتفاق ومع تحقيق القوات الحكومية مكاسب فإن روسيا لا تجد حافزا يذكر لتغير موقفها.
واذا جرت محادثات جنيف ونجحت فستتمكن روسيا من تصوير نفسها على أنها صانعة سلام. اما اذا لم يحدث ذلك فستواصل لوم مقاتلي المعارضة والغرب ودول الخليج قائلة إن حكومة الأسد كانت مستعدة للحضور دون شروط مسبقة بينما فشلت الولايات المتحدة وغيرها في إقناع مقاتلي المعارضة بهذا.
على الصعيد العسكري أجبرت قوات الأسد مدعومة من ايران وحزب الله مقاتلي المعارضة على الانسحاب من مناطق محيطة بدمشق ومناطق أخرى.
اما في صفوف المعارضة فقد أصبح الجهاديون السنة والجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة التيار الأكثر نفوذا بينما تسود الفوضى بين الجماعات المعتدلة المدعومة من الغرب وتسلحها السعودية وقطر.
وفي حين يتشاور اللاعبون الدوليون بشأن محادثات جنيف مازالت ساحة المعركة في سوريا تستقطب مقاتلين متشددين أجانب من الشيعة يدعمون حكم الأقلية العلوية التي ينتمي لها الاسد وسنة يسعون للإطاحة بالرئيس وإقامة خلافة إسلامية.
وقال المصدر القريب من المعارضة “الولايات المتحدة تتبع استراتيجية شديدة الخطورة وهي مواصلة الحديث من اجل المحادثات تقريبا… الطريق الوحيد لتنتهي هذه الحرب هو رحيل النظام.”
وأضاف “اذا لم يكن هناك تدخل عسكري ضد النظام فيجب أن يكون هناك نهج مدروس واكثر جرأة لإجبار النظام على التنحي من خلال الضغط الشديد وهذا يعني إجبار روسيا وايران على المساعدة على تحقيق ذلك.”
ولا يعتقد كثيرون أن محادثات جنيف ستخفف معاناة السوريين في المستقبل القريب.
وقال جرجس “المنطق في الولايات المتحدة هو أن الطريقة الوحيدة لتنتزع المعارضة انتصارا سياسيا من بين فكي الهزيمة العسكرية هي من خلال جنيف 2.” وأضاف “ربما تكون احتمالات أن تتمخض جنيف 2 عن انفراجة أقل من 20 في المئة.”
وقال “إنه موقف مروع… إنها حرب طويلة… حرب استنزاف وفي الوقت نفسه ستتفاقم الأزمة الانسانية وتتحول الى مأساة عالمية كبيرة الابعاد.”
من سامية نخول
(إعداد دينا عادل للنشرة العربية- تحرير أميرة فهمي)