أحداث الجمعة 16 أيار 2014
إيران تستدرج عروض الصفقة السورية من حمص … والنظام ينتظر فرصة أخرى
لندن – ابراهيم حميدي
فجأة، عُلقت المفاوضات التي كانت دائرة عبر وسطاء بين ممثلي النظام السوري ومقاتلي المعارضة في حمص القديمة المحاصرة، واستبدلت بمفاوضات بين «الجبهة الاسلامية» وايران.
بعد حصار قوات النظام لنحو سنتين لأحياء حمص القديمة ضمن سياسة «الجوع او الركوع» التي اتبعت ايضاً في حزام دمشق وضواحيها، «استجاب» مقاتلو المعارضة في بداية العام الجاري لمساعي الدخول في مفاوضات لعقد هدنة تقضي بخروجهم عبر طرق آمنة الى تلبيسة والدارة الكبيرة في ريف حمص الشمالي مقابل اطلاق 25 مقاتلاً بينهم واحد يحظى بأهمية للجيش النظامي.
كانت هذه المفاوضات تتقدم وتتأخر. حاول مقاتلو المعارضة الضغط على النظام بتفجير سيارات مفخخة في احياء موالية للنظام في حمص ثم بهجوم مضاد في حي جب الجندلي الحمصي. في المقابل، حشد النظام قواته و «قوات الدفاع الوطني» لاقتحام هذه الاحياء المحاصرة مع تصعيد القصف.
نزلت المفاجأة على الطرفين من مكان آخر. تلقت المعارضة من طهران عروضاً «اكثر سخاء» فعلقت المفاوضات لمصلحة مسار تفاوضي آخر. كانت المحادثات تتناول احياء حمص فقط، لكن المفاوضات الجديدة، تتناول بعداً اوسع من حمص: خروج مقاتلي المعارضة بحافلات منظمة وحماية من الامم المتحدة يحملون سلاحهم الفردي الى الريف الشمالي في مقابل اطلاق «الجبهة» شخصية روسية وامرأة ايرانية وضمان ادخال مساعدات الى بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين في ريف حلب شمال البلاد واطلاق عشرات المدنيين لدى «الجبهة الاسلامية» في ريف اللاذقية غرب البلاد.
انها صفقة تختلف عن سابقاتها. ليس كما حصل في غوطة دمشق الغربية وفي جنوب العاصمة او في شمالها. كانت وسائل الاعلام الرسمية السورية تتحدث وقتذاك عن مقاتلي المعارضة باعتبارهم «ارهابيين» او «مواطنيين غرر بهم» وان ما جرى «تسوية اوضاع من لم تتلطخ ايديهم بالدماء» بهدف «العودة الى حضن الوطن». وحصلت وقتذاك مرات عدة ان «العصابات الارهابية المسلحة قامت بقنص اشخاص بعدما سلموا انفسهم» في ريف دمشق. وجرى مرات عدة انقلاب على عهود قطعت لادخال مساعدات غذائية.
الصفقة الجديدة، تضمنت الكثير من الدلالات الرمزية – السياسية. «الجبهة الاسلامية» تسعى الى طرح نفسها شريكا سياسياً وتريد ضمانات لتنفيذ ما يتفق عليه. وطهران تسعى الى طرح نفسها كمحاور في الاقليم وتبحث عن شريك محلي. مغزى اتفاق حمص، انه تضمن اعتراف ايران بـ «الجبهة»، التي تضم اكبر الكتائب المسلحة، محاوراً سياسياً واعتبار مقاتليها شرعيين وليسوا «ارهابيين» او «تكفيريين» عندما قبلت بـ «الشرف العسكري» لدى خروجهم بسلاحهم. اما الكتائب الاسلامية، فان موافقتها على التفاوض مع ايران، اعتراف بدور ايران في سورية الذي كان ينظر اليه معارضون على انه «احتلال صفوي». بداية اعتراف متبادل. بدأ عسكرياً وكأمر واقع وربما يترجم سياسياً وبشراكة.
وفي الصفقة ايضاً، ارضاء لابناء الساحل السوري، حيث جرى اطلاق مدنيين كانوا احتجزوا في «معركة الساحل»، بعد تعرض مسؤولين في النظام لانتقادات كبيرة من ابناء الطائفة العلوية كونهم تجاهلوا مصير مئات الاسرى لدى المعارضة في غرب البلاد وشمالها وشمالها الشرقي وريف دمشق، مقابل اكتفائه بالتركيز على عناصر اخرى، تتعلق بالصورة لدى الرأي العام العالمي والحلفاء الاقليميين، مثل صفقات اطلاق راهبات معلولا ومخطوفين لبنانيين وايرانيين، ضمن معادلة «حماية الاقليات» و «مسيحيي الشرق» والدفاع عن الحلفاء الاقليميين.
صفقة حمص، جاءت ايضاً في لحظات انتقالية محلياً واقليمياً ودولياً. لا يمكن انكار البعد الاقليمي فيها وغياب البعد المحلي – السوري، مهما قيل عكس ذلك. في الاتفاق غلبة للقرار الخارجي مقابل اضمحلال للقرار السوري. من يعرف ايران، يقول ان قادتها يعتقدون ان المرحلة الاولى التي كانت تتضمن «تغيير النظام» في سورية طويت. مرحلة الحل العسكري انتهت. كانت الكلفة البشرية والمادية من دماء السوريين وبلدهم، على ايران هائلة لن تمحى خلال عقود. وان الجرح السني – الشيعي سيبقى مفتوحاً لعقود. حافظت على جزء من سورية حامياً لظهر «حزب الله» والحديقة الخلفية لرئيس وزراء العراق نوري المالكي وأبقت على خط التماس مع اسرائيل عبر الجولان وجنوب لبنان. وحافظت على اصابعها في المياه الدافئة في البحر المتوسط. مع بدء الاعداد للانتخابات الرئاسية وترشيح الرئيس بشار الاسد لولاية ثالثة، تريد ايران تدشين المرحلة الثانية. الحل السياسي وفق رؤيتها ومصالحها. الكل في مأزق ويبحث عن منقذ يفي بتعهداته. اقدام ايران على قيادة اتفاق حمص في شكل علني ومن دون مواربة، هو محاولة لاستدراج عروض للتسوية في سورية انطلاق من ثمانية عناصر:
اولاً: فشل مفاوضات جنيف بين ممثلي النظام و «الائتلاف الوطني السوري» المعارض وانكشاف هشاشة التفاهم الروسي – الاميركي. ثانياً: انكشاف حدود تقدم القوات النظامية ومواليها بعد استعادة السيطرة بدعم من «حزب الله» على القلمون واقتصار ذلك على «الهلال الموالي» من دمشق الى طرطوس مروراً بحمص من دون القدرة على استعادة حلب وشمال البلاد وشرقها قبل الانتخابات بداية الشهر المقبل.
ثالثاً: زيادة التوتر في المنطقة الواقعة بين دمشق والجولان مقابل خط فك الاشتباك مع اسرائيل، وامكانية اغراء الغرب برعاية استعادة الهدوء على هذه «الجبهة».
رابعاً: حديث اميركي – غربي عن خطط لاستنزاف ايران وحلفائها لتكون سورية «فيتنام ايران» وامكانية تزويد المعارضة السورية بالاسلحة والوسائل اللازمة لـ «النزف البطئ» لايران اقتصادياً وامنياً وعسكرياً، اذ لا تريد ايران الخوض في البحر السوري كما خاض الاتحاد السوفياتي في المستنقع الافغاني.
خامساً: ارتفاع سد منيع في البحر السني امام النفوذ الشيعي في المنطقة بحكم التورط الايراني في سورية خلال السنوات الثلاث الماضية.
سادساً: اقتراب موعد مفاوضات الحل النهائي على الاتفاق النهائي مع الغرب ازاء البرنامج النووي.
سابعاً: بدء العد العكسي لولاية باراك اوباما المتردد والمعتصم بالانسحاب من العراق وافغانستان والرافض للحلول العسكرية.
ثامناً: انشغال اللاعبين الكبار، روسيا وأميركا والغرب، بمآلات الخلاف في اوكرانيا مع اجواء استعادية للحرب البارد.
تقترح ايران حالياً حلولاً اقليمية وتغري منافسيها في الشرق الاوسط بالبحث عن تسويات وتفاهمات خلال انكفاء اللاعب الاميركي. تريد الانتقال من العسكرة الى السياسة، من الصدام الى التفاهم. تريد الاستثمار بتثبيت اتفاقات في لحظة مفصلية، ان تقطف ثمار عدم التدخل الغربي في سورية مثلما قطفت ثمار التدخل العسكري في العراق.
يقول عارفون بالتفكير الايراني، انه كما كانت طهران ومن خلفها موسكو وراء اقتراح سياسة «الجوع او الركوع»، فإنها كانت وراء فكرة الاتفاقات المحلية لوقف إطلاق النار. وهي تسوق ذلك على انه بدلاً من التركيز على اتفاق جنيف الاول الذي نص على تشكيل حكومة انتقالية بين النظام والمعارضة من فوق الى اسفل والفشل في ذلك، تقترح الطريق العكسية من تحت الى فوق. ليس من القصر الرئاسي الى الضواحي والارياف، بل من الازقة والاحياء المحاصرة الى رئاسة مجلس الوزراء بعد سحب القصر الرئاسي من التداول باجراء الانتخابات في موعدها وبمشاركة الاسد. اتفاقات محلية لوقف العنف مع شراكة على المستوى المحلي بين قادة المجالس المحلية ومقاتلي المعارضة. ترك السياسة الخارجية والتحالفات الاقليمية للنظام المركزي مقابل تخلي النظام عن ادارة الاحياء للقادة المحليين و «المخاتير». اقتراح لامركزية في ادارة شؤون الحياة ومركزية في «القضايا الكبرى». عقد اجتماعي جديد: الخبز وادارة الافران والمازوت والكهرباء والجباية مقابل تأييد الحلف الاستراتيجي على طريق دمشق – بيروت – بغداد – طهران.
وفق المعلومات، بالتوازي مع هذه الاتفاقات، قدم مسؤول ايراني رفيع «مفوض» من الرئيس حسن روحاني الى مسؤولين غربيين في مفاوضات سرية جرت اخيراً تصوراً سياسياً للحل، يتضمن وقف دعم مقاتلي المعارضة وتوحد الجهود الاقليمية والدولية لـ «محارية الارهاب» ومنع تمويله ودعمه باعتبار ذلك نقطة تقاطع المصالح بين الحلفاء والاعداء، مع الاتفاق على سلسلة من المبادئ بينها «الاعتراف بوحدة سورية السياسية» و «احترام حقوق الغالبية السياسية» مع «ضمانات للاقلية العلوية»، اضافة الى برنامج للحل السياسي، يقوم على انه بعد الانتخابات الرئاسية يتم تشكيل «حكومة وحدة وطنية» بين النظام والمعارضة مع تسلم شخصية سنية تحظى بتمثيل وقاعدة شعبية رئاسة الحكومة لاطلاق «العملية السياسية» وفق برنامج زمني ملزم برعاية اقليمية ومن الامم المتحدة وروسيا واميركا، بحيث يجري الانطلاق من الاتفاقات المحلية لوقف اطلاق النار على ان تشرف الحكومة الوفاقية على اجراء انتخابات ادارة محلية برقابة دولية ثم انتخابات برلمانية. يتضمن ذلك «حواراً سورياً – سورياً» لتعديل الدستور بما يعني عملياً تخفيف صلاحيات الرئيس على ان يبقى قائداً للجيش والقوات المسلحة مع زيادة صلاحيات رئيس الوزراء ودور اكبر في الاقتصاد وله مع رئيس البرلمان الاشراف على اجهزة الامن.
تحاول ايران ان تطرح نفسها مفتاحاً وضامناً للحل والمصالح الغربية في سورية، بطريقة ذكرت مسؤولين غربيين، بدور النظام السوري في لبنان بعد الحرب الاهلية. وقال احدهم، بعد جلسة حوار مع مسؤول ايراني، ان طهران تحاول ان ترث دور سورية في معقله بعدما ورثته كله في لبنان وبعضه في العراق. تجس النبض ازاء «طائف سوري» يقوم على محاصصة طائفية – سياسية.
لم يمانع المبعوث الدولي – العربي الاخضر الابراهيمي هذه المقاربة، بل انه اعرب عن قناعته ان ايران «اكثر مرونة» من روسيا. كما ان بعض الدول الغربية بات مقتنعاً بعد ازمة اوكرانيا ان «مفتاح الحل» في طهران وليس في موسكو. في الاقليم وليس في الاروقة الدولية. لكن الاقليم ليس على قلب واحد. كثير من الدول لا يريد اعطاء سورية «هدية» الى ايران كما اعطي العراق قبل عقد وهو يستعد لـ «الاستنزاف». كما ان النظام السوري ليس على ذات الموجة مع ايران. يعرف المسؤولون السوريون، انه كما ان ايران مهمة لهم في معركة البقاء، فانهم مهمون للدور الايراني والروسي في المنطقة وينظرون من بين شقوق دعم طهران الميلشيات والقوات غير الحكومية وبين دعم موسكو مؤسستي الجيش والامن. ويعرفون نقاط القوة والاعتماد المتبادل ويراهنون على فشل الرهان على توسيع الشقوق كما فشل في السنوات الثلاث الماضية. وستكون انتخابات الرئاسة محطة في ادارة التوازانات في ضفة الحلفاء ومناسبة لمحاولة استعادة شرعية محلية بدلاً من البعد الخارجي. لذلك لم يكن مفاجئاً ان تؤكد صحيفة مقربة من السلطات ان اتفاق حمص سوري – سوري، من الألف الى الياء.
«أصدقاء سورية»: انتخابات الرئاسة مهزلة وتزوير … وإهانة للضحايا
لندن – بارعة علم الدين
اعتبر وزراء خارجية «النواة الصلبة» في «مجموعة أصدقاء سورية» في ختام اجتماعهم في لندن أمس، الانتخابات الرئاسية السورية بداية الشهر المقبل «تسخر من الضحايا الأبرياء» في سورية. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إنها «إهانة» و «مهزلة» و «تزوير»، في وقت رفعت لندن مستوى تمثيل «الائتلاف الوطني السوري» المعارض إلى مستوى «بعثة خارجية» أسوة بموقف واشنطن. (للمزيد)
وأسفر الاجتماع بمشاركة 11 دولة عن الاتفاق على «تكثيف» الاجتماعات التنسيقية بين الدول في المرحلة المقبلة وإقرار استراتيجية تتضمن أبعاداً سياسية واقتصادية وعسكرية وإنسانية لدعم المعارضة وزيادة الضغوط على نظام الرئيس بشار الأسد. وبدا كيري متقبلاً فكرةَ إمداد المعارضة السورية بالمساعدات بأي وسيلة من دون تغيير في استراتيجية المساعدات الأميركية، لكن ترك الباب مفتوحاً لكل دول كي تقدم الدعم بالطريقة التي تراها مناسبة، وفق مصادر المجتمعين.
وأشار كيري في مؤتمر صحافي بعد الاجتماع إلى أن الرئيس باراك أوباما مطلع على «معطيات خام» حول استخدام الكلور في هجمات في سورية خلال الفترة الأخيرة، وأنه في حال «التحقق» من ذلك ستكون هناك «عواقب» من دون أن يحدد طبيعتها.
وقال الوزير الأميركي بعد الاجتماع الذي حضره رئيس «الائتلاف» المعارض أحمد الجربا: «اتفقنا معا على القول إن انتخابات الأسد الزائفة هي مهزلة وإهانة وتزوير»، في حين دان البيان الختامي للمجموعة «البرنامج الأحادي الجانب لنظام الأسد لتنظيم انتخابات رئاسية غير شرعية في الثالث من حزيران (يونيو)» المقبل. وأضاف أن هذا البرنامج «يسخر من ضحايا هذا النزاع الأبرياء، ويتناقض تماماً مع بيان مؤتمر جنيف ويشكل محاكاة ساخرة من الديموقراطية».
وتابع بيان الدول الـ11: «ندعو المجتمع الدولي كافة إلى رفض تلك الانتخابات غير الشرعية، مثل ما فعل كل من الجامعة العربية والأمم المتحدة والولايات المتحدة وتركيا والاتحاد الأوروبي».
وسيجري الاستحقاق الانتخابي في المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام في بلاد تواجه نزاعاً دموياً منذ ثلاث سنوات أسفر عن مقتل أكثر من 150 ألف شخص.
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ للصحافيين: «اتفقنا أيضاً بالإجماع على اتخاذ مزيد من الخطوات من خلال استراتيجية منسقة لزيادة دعمنا للمعارضة المعتدلة، للائتلاف الوطني والمجلس العسكري الأعلى التابعين له، وللجماعات المسلحة المعتدلة المرتبطة به». وأضاف أن الحكومة البريطانية «قررت رفع مستوى المكتب التمثيلي للائتلاف الوطني إلى بعثة، اعترافاً بقوة شراكتنا». وقال هيغ رداً على سؤال لـ «الحياة»، إن نتائج اجتماعات لندن لا تعني نهاية العملية السياسية و «جنيف 2» للوصول إلى تطبيق «جنيف 1» وتشكيل هيئة حكم انتقالية، لافتاً إلى أن الدول لا تزال تؤمن بالحل السياسي، وأنه ليس هناك حل عسكري للأزمة في سورية. كما جدد زيادة الدعم الإنساني للسوريين بعد مرور شهرين على صدور القرار 2139 من دون تحسن الواقع على الأرض. وقال هيغ إن بريطانيا ستقدم 30 مليون جنيه إسترليني إضافية (50 مليون دولار) «كدعم عملي لمساعدة المعارضة» في مواجهة الأسد.
ميدانياً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «29 شخصاً على الأقل قتلوا لدى انفجار سيارة ملغومة عند موقع سوري على الحدود مع تركيا»، قائلاً إن بين القتلى خمس نساء وثلاثة أطفال. وأظهرت صور أرسلها نشطاء سيارات تحترق وجثثاً متفحمة وأشلاء متناثرة. وقال نشطاء إن عشرات الأشخاص أُصيبوا في الانفجار.
لندن: رفع تمثيل الائتلاف السوري مؤشر على التزامنا بدعمه
لندن – يو بي أي
أعلنت المتحدثة بإسم وزارة الخارجية البريطانية، فرح دخل الله، أن قرار حكومة بلادها رفع صفة الائتلاف السوري المعارض إلى بعثة دولية يُعد مؤشراً على التزامها بدعمه، وأكدت بأن هذه الخطوة لا تمنح بعثته في لندن صفة ديبلوماسية تامة.
وقالت دخل الله اليوم الجمعة “سنقدم 30 مليون جنيه استرليني لمساعدة الائتلاف المعارض على بناء قدراته لتمكينه من توفير الخدمات على الأرض وبشكل ميداني داخل سورية، ودعم الاستقرار في المنطقة”.
واضافت “قررنا رفع تمثيل الائتلاف السوري المعارض إلى درجة بعثة اعترافاً منا بقوة الشراكة بيننا، وهذه الوضعية الجديدة الأرفع لا تمنح بعثته في لندن صفة ديبلوماسية تامة لكنها تعزز مكانتها وتساعد رئيس البعثة في جهوده الرامية لحشد المناصرة والتأييد للائتلاف، كما أنها لا تعني أيضاً تسليمه السفارة السورية”.
وكانت بريطانيا قررت في التاسع والعشرين من أيار (مايو) 2012 إبعاد القائم بأعمال السفارة السورية واثنين من ديبلوماسييها بعد نحو شهرين على اغلاق سفارتها في دمشق وسحب جميع ديبلوماسييها من هناك، وردت الحكومة السورية بسحب سفيرها سامي الخيمي من لندن واغلاق السفارة لاحقاً.
وحول موقف بريطانيا من مطالب الائتلاف السوري المعارض إقامة حظر جوي في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة في سورية، قالت دخل الله “إن مجلس العموم (البرلمان) البريطاني كان صوّت من قبل ضد التدخل العسكري البريطاني في سورية، ونحن نحترم هذا القرار ولذلك ينصب تركيزنا على تقديم المساعدات الفنية والمساعدات غير الفتاكة والمساعدات الانسانية أيضاً، وكما هو معروف فإن بريطانيا هي ثاني أكبر دولة مانحة بشكل ثنائي للجهود الإنسانية في سورية”.
واضافت أن الحكومة البريطانية “لا تزال تؤمن بأن الانتقال السياسي عن طريق التفاوض هو السبيل الوحيد لانهاء الصراع وتخفيف المعاناة الإنسانية، وتطالب النظام السوري وداعميه بالعودة إلى المسار السياسي والمفاوضات لحل النزاع”.
واشارت دخل الله إلى أن الحكومة البريطانية “تعتبر أن مسؤولية انهيار الجولة الجديدة من مفاوضات جنيف تقع على عاتق النظام السوري”. وقالت “نحن نعمل مع شركائنا الدوليين باستمرار من أجل التوصل إلى حل ونهاية لهذه الأزمة، وكان اجتماع لندن للدول الأساسية الإحدى عشرة في مجموعة أصدقاء سورية واحداً من التحركات التي نقوم بها للتشاور مع أصدقائنا في المجتمع الدولي وفي المنطقة لانهاء هذا الصراع”.
وسُئلت عن موقف الحكومة البريطانية من انتشار الجماعات الجهادية في سورية، فأجابت دخل الله “اتفقنا مع شركائنا في مجموعة أصدقاء سورية على أهمية وقف تدفق المقاتلين الأجانب على سورية، ونحن لا نعتبر أن المقاتلين المتطرفين يشكلون جزءاً من المعارضة وموقفنا يقوم على دعم المعارضة المعتدلة، واعتبار أن المسألة ليست الاختيار بين نظام (الرئيس بشار) الأسد وبين المتطرفين”.
وقالت “الخيار البديل هو دعم الائتلاف السوري المعارض والمجلس العسكري الأعلى، والوصول إلى وضع في سورية تتمتع بمجتمع ديمقراطي وتعددي يتسع لكافة ابنائه”.
وكانت المجموعة الأساسية من أصدقاء سورية اعلنت في بيانها الختامي الخميس أنها “اتفقت بالاجماع على اتخاذ المزيد من الخطوات معاً عبر استراتيجية منسقة لزيادة دعمها للائتلاف الوطني ومجلسه العسكري الأعلى والجماعات المسلحة المعتدلة المرتبطة به، وبذل كل ما في وسعها لمحاسبة نظام الأسد على الارهاب الذي يمارسه، بما في ذلك احالته من خلال مجلس الأمن الدولي للمحكمة الجنائية الدولية، والتعاون لمكافحة قوى التطرف المتنامية، واتمام ازالة أسلحة سورية الكيماوية، وتعزيز جهودها في مجال ايصال المساعدات عبر الحدود وخطوط القتال بغض النظر عن موافقة النظام أو عدمها”.
الإئتلاف: “أصدقاء سورية” يرفضون مهزلة الانتخابات
لندن – يو بي أي
افاد مسؤول الشؤون الرئاسية في الائتلاف السوري المعارض منذر آقبيق، بأن هناك تفهماً من قبل الدول الأساسية الـ11 بمجموعة “أصدقاء سورية” لمطالب تزويد الجيش السوري الحر بأسلحة نوعية، متوقعاً قيام دول أخرى بمحاكاة القرار الأميركي والبريطاني رفع تمثيل الإئتلاف إلى مستوى بعثة دولية.
وقال آقبيق، الذي شارك مع وفد الإئتلاف السوري المعارض في اجتماع لندن لأصدقاء سورية اليوم الجمعة “إن الإجتماع كان ايجابياً والأول من نوعه منذ انتهاء جولات مفاوضات جنيف في شباط (فبراير) الماضي، وشهد تأكيداً على استمرار الدعم لطموحات الشعب السوري في التغيير الديمقراطي، والرفض المطلق لمهزلة الانتخابات الرئاسية، وزيادة المساعدات الانسانية، ودعم المعارضة المعتدلة بما فيها الائتلاف وذراعه العسكري الجيش الحر”.
واشار إلى أن الجميع “متفق الآن على ضرورة احداث تغيير في ميزان القوى على الأرض في سورية، من أجل تكثيف الضغوط على النظام للقبول بانتقال السلطة حسب ما نص عليه اتفاق جنيف”. واضاف آقبيق: “لمسنا تفهماً للمشكلة الكبيرة الناجمة عن استخدام النظام السوري لسلاح الجو بهدف قتل وجرح الآلاف من المدنيين السوريين والتسبب في مشكلة انسانية من خلال تدمير بيوتهم وتهجيرهم، وضرورة ايجاد حل عاجل لهذه المشكلة، واتفقنا مع الدول الحليفة على استمرار العمل المشترك لايجاد حل مناسب لسلاح الطيران لدى النظام السوري”.
وسُئل ما إذا كان ذلك يعني تزويد الجيش السوري الحر بأسلحة نوعية، فأجاب “هناك تفهم لهذا المطلب، وسنستمر في العمل معاً من أجل هذه المشكلة”. ولم يستبعد مسؤول الشؤون الرئاسية في الائتلاف السوري المعارض احتمال قيام دول أخرى من مجموعة أصدقاء سورية وغيرها بمحاكاة قرار الولايات المتحدة وبريطانيا رفع تمثيل مكتب الائتلاف لديهما إلى مستوى بعثة، انطلاقاً مما اعتبره “ادراك هذه الدول بأن نظام الرئيس بشار الأسد يتحدي الإرادة الدولية ويتحدى المجتمع الدولي، وقبل ذلك كله إرادة الشعب، ويمعن في قتل المزيد من السوريين من أجل أن يبقى في الحكم”.
وقال آقبيق إن الائتلاف السوري المعارض “يؤيد حلاً سياسياً يحقق طموحات الشعب السوري في الانتقال الديمقراطي، غير أن النظام غير موجود على الطرف الآخر من طاولة المفاوضات ويتحدث فقط بلغة الحرب، وعلينا أن نواجه هذا الأمر”. وأكد “غياب أي مؤشرات حول استئناف الجولة الجديدة من مفاوضات جنيف”، مستبعداً اطلاق مسار تفاوضي جديد بعد تعثر عملية جنيف واعلان المبعوث الأممي والعربي الخاص إلى سورية الأخضر الإبراهيمي، أنه سيستقيل منه منصبه بنهاية الشهر الحالي.
“نورينكو” الصينية تنفي تصديرها غاز الكلور إلى سورية
بكين – رويترز
قالت أكبر شركة مصنعة للسلاح في الصين اليوم الجمعة، إنها لم تصدر لسورية قط غاز أو اسطوانات الكلور بعد أن أفادت تقارير بأن اسطوانات غاز الكلور التي استخدمت فيما يشتبه أنه هجوم بالغاز السام في سورية كانت تحمل اسم الشركة العملاقة.
وذكرت شركة “نورث إنداستريز غروب” او (نورينكو) أن الشعار المطبوع على الاسطوانات ليس مطابقا لشعارها. كما قالت إنها تحتفظ بالحق في اتخاذ أي إجراءات قانونية ضد من يصدر تقارير خاطئة بشأن أنشطتها.
وقالت الشركة في بيان “تشعر نورينكو بقلق بالغ بشأن واقعة الهجوم بغاز الكلور في سورية وتبعاته ومنذ ذلك الحين تراجع عقودها السابقة وملفاتها القديمة، وبناء عليه تعلن “نورينكو” استنادا إلى تحقيقاتها أنها لم تصدر لسورية قط غاز الكلور أو اسطواناته”.
ونشر نشطاء معارضون في قرية كفر زيتا التي تسيطر عليها المعارضة في شمال محافظة حماة مقطع فيديو يظهر أشخاصا يعانون من الاختناق بعد ما قالوا انه هجوم بقنابل ألقيت من طائرات هليكوبتر يومي 11 و12 نيسان (أبريل).
وقالت وزارة الخارجية الصينية إنها تعتقد أن “نورينكو لم تنتهك أي معاهدات دولية”.
كما تقول الصين إنها تعارض انتاج الأسلحة الكيماوية واستخدامها وتفي بالتزاماتها بشأن عدم نشر الأسلحة.
ممثلة بريطانية تبيع فستانها لمساعدة ضحايا الحرب السورية
لندن – أب
قررت الممثلة البريطانية ميشال دوكري بيع ثوب لافت ارتدته في حفلة توزيع جوائز “إيمي” العام الماضي، لمساعدة ضحايا الحرب في سورية.
وأعلنت دار “كريستيز” للمزادات أن الفستان الأحمر والنبيذي الذي ارتدته دوكري من تصميم “برادا”، سيعرض في المزاد في لندن في 20 حزيران (يونيو) المقبل. وستذهب عائدات بيعه الى منظمة “أوكسفام” الإنسانية.
ومن المتوقع أن يحقق الثوب ربحاً يتراوح بين 5 آلاف و8 آلاف و400 دولار.
وقالت دوكري التي زارت مخيم اللاجئين السوريين في الأردن العام الماضي: “آمل أن يستمتع الشاري بامتلاك الثوب، كما فعلت عندما ارتديته خلال حفلة الـ”إيمي”، وأن أتمكن من جمع المال لدعم الشعب السوري قدر المستطاع.”
“الأصدقاء”: الانتخابات مهزلة موسكو: خطوة لصون المؤسسات
المصدر: (و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)
برز أمس تباين واضح في موقفي الغرب والعرب من جهة وروسيا من جهة أخرى من الانتخابات الرئاسية السورية المقرر اجراؤها في 3 حزيران المقبل، فبينما اعتبرتها مجموعة “أصدقاء الشعب السوري” التي اجتمعت في لندن امس “مهزلة”، وصفتها موسكو بأنها خطوة للحفاظ على المؤسسات، وأفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان 43 شخصاً قتلوا في تفجير سيارة مفخخة في معبر باب السلامة الحدودي بين سوريا وتركيا. وقتل 40 شخصاً في غارات جوية على حلب وريفها، في حين استهدفت “الجبهة الاسلامية” مقر قيادة للقوات السورية النظامية في معسكر وادي الضيف بريف ادلب بتفجير نفق بطول 850 متراً و60 طناً من المواد المتفجرة.
ومع اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي الذي لا يتوقع ان يحدث مفاجأة وسيفضي الى اعادة انتخاب الرئيس بشار الاسد، انتقدت الدول الـ11 في مجموعة “أصدقاء الشعب السوري” الانتخابات “غير الشرعية” التي وصفتها بانها تعد “مهزلة ديموقراطية”.
وحضر الاجتماع وزراء الخارجية الاميركي جون كيري والبريطاني جون هيغ والفرنسي لوران فابيوس والالماني فرانك – فالتر شتاينماير والتركي أحمد داود أوغلو والسعودي الامير سعود الفيصل والاردني ناصر جودة والمصري نبيل فهمي والقطري خالد العطية والاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد وممثل لايطاليا ورئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” أحمد الجربا. وقرر المجتمعون زيادة المساعدات التي يقدمونها الى المعارضة السورية المعتدلة.
وتعليقا على تقارير تحدثت عن استخدام النظام السوري غاز الكلور في الحرب، قال كيري: “رأيت المعلومات الأولية التي تشير إلى أنه قد يكون هناك… كما اشارت فرنسا… عدد من الامثلة التي استخدم فيها الكلور في الحرب… “إذا حدث ذلك وتم التحقق منه فعندئذ سيكون هذا خرقاً لاتفاق الأسلحة الكيميائية وضد اتفاق الأسلحة اللذين وقعتهما سوريا”. وأضاف: “لقد أوضح الرئيس (الأميركي باراك) أوباما وآخرون ان استخدام ذلك ستكون له عواقب… لن نلزم أنفسنا بوقت وموعد واسلوب عمل محدد ولكن ستكون هناك عواقب”.
موسكو
ورداً على قرار “أصدقاء الشعب السوري” زيادة المساعدة للمعارضة السورية المعتدلة، نقلت وكالة “انترفاكس” الروسية المستقلة عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف انه “على عكس بعض الشركاء الغربيين المجتمعين في لندن نحن نعمل مع كل الأطراف السوريين وليس فقط مع طرف واحد كأننا ندعمه ضد الآخر… بالنسبة الينا، هذا الأسلوب منحاز وهدام”.
وعن الانتخابات السورية، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش بأن الانتخابات الرئاسية المرتقبة خطوة مهمة على طريق الحفاظ على مؤسسات الدولة.
ونقلت عنه وسائل إعلام روسية أن الانتخابات “من شأنها تلبية التطلعات المشروعة لمواطني البلاد، ومواصلة الجهود المثابرة لإيجاد حل سلمي للأزمة الطويلة في سوريا في أسرع وقت ممكن”. ولم يستبعد حضور “ممثلين للبرلمان الروسي” إلى سوريا لمتابعة عملية الاقتراع. ورأى “أن الأهم هو ضمان أمن المراقبين الأجانب، فهناك مشاكل جديدة في هذا الشأن، لكنني آمل في أنها ستحل”.
وأبرز ضرورة ضمان اجراء الانتخابات بصورة شفافة وبما يتفق ومعايير الديموقراطية، وذلك على رغم من الظروف الصعبة جداً في البلاد.
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الصيني وانغ يي نية بلديهما تنسيق خطواتهما بشكل وثيق في مجلس الأمن إزاء عدد من المواضيع بما في ذلك التسوية في بسوريا.
وبعد ايام من اعلان الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي عزمه على الاستقالة من منصبه بحلول 31 ايار الجاري ، صرح نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف بان على الوسيط الدولي الجديد لسوريا ان يكون “سياسياً يحظى باحترام” ويعترف به في آن واحد النظام السوري والمعارضة. واعلن ان اجتماعاً حول الازمة السورية بين روسيا والولايات المتحدة والامم المتحدة قد يعقد بعد تعيين الوسيط الجديد. ولاحظ ان “اجتماعا ثلاثياً لن يكون له معنى الا بعد تعيين الوسيط الجديد”.
“أصدقاء سوريا”: لا للانتخابات… نعم للتسليح
أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في ختام اجتماع مجموعة “أصدقاء سوريا” في لندن أمس، أن الدول الـ11 التي تمثل المجموعة لا تزال تتعهد “بتغيير الأوضاع على الأرض في سوريا”. وفي حين أن كيري رفض التعليق على موضوع تقديم أسلحة إلى المقاتلين، فإن البيان الختامي للمجموعة ذكر انه “تم الاتفاق بالإجماع على اتخاذ مزيد من الخطوات من خلال إستراتيجية منسقة لزيادة دعمنا للمعارضة المعتدلة، للائتلاف الوطني والمجلس العسكري الأعلى التابع له والجماعات المسلحة المعتدلة المرتبطة به”.
وسارعت موسكو إلى اتهام المجموعة باتخاذ موقف “هدام”. وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف “على عكس بعض الشركاء الغربيين المجتمعين في لندن فنحن نعمل مع كل الأطراف السورية وليس فقط مع طرف واحد كأننا ندعمه ضد الآخر”. وأضاف “بالنسبة لنا.. هذا الأسلوب متحيز وهدام”.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف اعتبر أن على الموفد الدولي الجديد إلى سوريا أن يكون “سياسيا يحظى باحترام، وتقبل به الحكومة السورية والمعارضة. شخصية قادرة على إعطاء دفع لعملية تسوية” الأزمة السورية.
وعقد وزراء خارجية مجموعة “أصدقاء سوريا” الـ11 اجتماعا في لندن، بحضور رئيس “الائتلاف الوطني” المعارض احمد الجربا، وذلك بعد يومين من استقالة المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي. وتضم المجموعة بريطانيا وألمانيا وايطاليا وفرنسا والولايات المتحدة وتركيا والسعودية ودولة الإمارات وقطر ومصر والأردن.
وجاء في البيان الختامي للمجموعة “نحن الدول الـ11، النواة الأساسية لمجموعة أصدقاء سوريا، ندين البرنامج الأحادي الجانب لنظام الأسد لتنظيم انتخابات رئاسية غير شرعية في الثالث من حزيران. انه يسخر من الضحايا الأبرياء لهذا النزاع، ويتناقض تماما مع بيان مؤتمر جنيف ويشكل محاكاة ساخرة من الديموقراطية. وبسبب القوانين التي وضعها النظام، فان ملايين السوريين لن يستطيعوا المشاركة في هذه الانتخابات”. وأضاف “ندعو المجتمع الدولي كافة إلى رفض تلك الانتخابات غير الشرعية، مثل ما فعل كل من الجامعة العربية والأمم المتحدة والولايات المتحدة وتركيا والاتحاد الأوروبي”.
وتابع البيان “اتفقنا بالإجماع على القيام بالمزيد من الخطوات من خلال إستراتيجية منسقة لزيادة دعمنا للمعارضة المعتدلة، للائتلاف الوطني والمجلس العسكري الأعلى التابع له والجماعات المسلحة المعتدلة المرتبطة به، ومحاسبة نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد على الإرهاب الذي يرتكبه ضد شعبه والذي ينتشر في المنطقة، وضمنها إحالة مجلس الأمن (الموضوع) إلى المحكمة الجنائية الدولية، ومواجهة القوى المتشددة التي تتزايد، واستكمال إزالة الأسلحة الكيميائية السورية، وزيادة الجهود لتمرير المساعدات الإنسانية عبر الحدود وعبر خطوط إمداد بغض النظر عن موافقة النظام على الأمر من عدمه. لقد وجهنا مسؤولينا من اجل وضع خطة وتطبيقها”.
هيغ وكيري
وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ، في مؤتمر صحافي في ختام الاجتماع، أن “بريطانيا ستقدم 30 مليون جنيه إسترليني إضافية (50 مليون دولار) كدعم عملي لمساعدة المعارضة”. وقال “لقد قررنا رفع مستوى المكتب التمثيلي للائتلاف الوطني إلى بعثة، اعترافا بقوة شراكتنا” وذلك بعد 10 أيام من خطوة أميركية مماثلة.
واعتبر هيغ أن الحل السياسي لإنهاء الحرب في سوريا بعيد المنال. وقال “بالرغم من المكاسب العسكرية لقوات النظام، فان المجموعة تعتقد أن أي طرف لن يحقق نصرا عسكريا”. وأضاف ان هدف المجموعة “هو مضاعفة الجهود من اجل التأكد من بقاء المعارضة المعتدلة”.
وأعلن كيري، انه اطلع على “معطيات أولية تشير إلى أن الكلور استخدم في النزاع السوري”. وقال “لقد شاهدت دليلا، رغم انه لم يتم التحقق منه بعد، ولكنني اطلعت على معطيات أولية تشير، كما ذكرت فرنسا، إلى استخدام الكلور عدة مرات أثناء الحرب”. ولم يوضح أي طرف قد يكون استخدم الكلور، لكنه قال إنه “إذا تم التأكد من هذا الأمر، فانه يخالف معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية ومعاهدة الأسلحة التي وقعت سوريا عليها”.
وقال ان الولايات المتحدة اتفقت مع حلفائها على “مضاعفة الجهود” لدعم المعارضة “المعتدلة”، وهي راغبة في تقديم المساعدات الى المناطق الخاضعة لسيطرة المسلحين عبر منظمات غير حكومية بدلا من الأمم المتحدة.
واضاف “سيتم السعي وراء كل مجال ممكن ومتاح من جانب دولة أو أخرى. نحن منفتحون على فكرة تقديم المساعدات من خلال اي وسيلة تصل إلى الناس الذين يحتاجون إليها. وبينما لم يتم اتخاذ قرار صريح فإننا منفتحون على أي شيء”، لكنه رفض قول ما إن كان ذلك يشمل تسليحها. وتابع “لست بصدد بحث أسلحة معينة، ولا ما يمكن أن تقدمه أو لا تقدمه أي دولة (من أسلحة)، لكن بعد اجتماع اليوم سيجري النظر في كل ما يمكن القيام به، وهذا يتضمن الجهد السياسي وتقديم المساعدات للمعارضة كما يتضمن الجهود الاقتصادية والعقوبات”.
وأعلن كيري أن الدول المشاركة في المجموعة تعهدوا بشكل جماعي “تغيير الوضع على الأرض السورية”. وأضاف “ستجتمع فرقنا في وقت قريب من اجل وضع تدابير محددة ليكون لنا تأثير اكبر”، مشيرا إلى “انه تم الاتفاق على مضاعفة الجهود لدعم المعارضة المعتدلة من اجل التوصل إلى حل سلمي يريده الشعب السوري”. وتحدث عن “تغير الأوضاع على الأرض خلال العام الماضي، حيث شارك حزب الله والحرس الثوري الإيراني في القتال، وتزايد عدد الإرهابيين الذين يقاتلون ضد الأسد، وللأسف أدى هذا الأمر إلى اندلاع معارك بين المعارضة والإرهابيين، وليس الأسد”.
واعتبر كيري، ردا على سؤال، أن “الجيش السوري الحر تحسن بشكل واضح، وأصبح له مراكز قيادة وسيطرة، وهناك تنسيق اكبر حول دعمه، بخلاف العام الماضي حيث كانت دولة أو أخرى تقدم دعما إلى مجموعة أو أخرى. الآن أصبح الموضوع مركزا أكثر”.
ووصف الانتخابات الرئاسية السورية المقررة في 3 حزيران المقبل بأنها “اهانة ومهزلة”. وقال “لقد اتفقنا معا في القول بان انتخابات الأسد الزائفة هي مهزلة وإهانة وتزوير”.
(“السفير”، ا ف ب، ا ب، رويترز)
حرب الأنفاق مستمرة.. و«داعش» يزيد مكاسبه
عشرات الضحايا في تفجير على معبر تركي
طارق العبد
يستمر التصعيد العسكري في شمال سوريا وجنوبها، مع تفجيرات تضرب عند الحدود التركية وأخرى تستخدم الأنفاق، بينما شهد الريف الحوراني اشتباكات عادت «جبهة النصرة» إلى المشاركة فيها إلى جانب سائر الفصائل.
وقتل 43 شخصاً، وأصيب العشرات في انفجار سيارة في موقف قرب معبر «باب السلامة» الحدودي مع تركيا.
ويتهم ناشطون تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) بالوقوف وراء التفجير، على اعتبار أنه قد استهدف المعبر، الخاضع لسيطرة «لواء التوحيد» و«الجبهة الإسلامية»، أكثر من مرة، كما انه قريب من بلدة إعزاز الخاضعة لـ«التوحيد» و«لواء عاصفة الشمال».
وبث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا قالوا إنها لآثار التفجير، تظهر رجالا يتحلقون حول عدد من الجثث المتفحمة، بعضها مقطع الأطراف. كما بثوا أشرطة مصورة تظهر حالا من الفوضى على المعبر، وسط دخان متصاعد في أكثر من مكان جراء الحرائق الناتجة عن التفجير، في حين يقوم العشرات بالبحث عن أقاربهم.
وفي ريف ادلب، شهد معسكر وادي الضيف جنوب معرة النعمان تفجيراً استهدف حاجزاً للقوات السورية. وتبنى «فيلق الشام» و«الجبهة الإسلامية» و«لواء فجر الإسلام» العملية عبر حفر نفق طوله 850 متراً، وتم تفجيره بما يزيد عن 60 طنا من المواد المتفجرة. وتزايدت في الفترة الأخيرة عمليات التفجير عبر الأنفاق، خصوصا في ادلب وحلب ودرعا.
وفي جنوب سوريا أعلنت الفصائل المسلحة بدء معركتين في درعا البلد والريف الغربي، باسم «شهداء الخندق» و«الفاتحين»، وذلك للسيطرة على أحياء المنشية وسجنة، بالإضافة إلى استكمال فتح الطرقات المؤدية إلى بلدة نوى والتي لا تزال محاصرة من قبل القوات السورية بعد معارك تل الجابية.
وتشارك في العمليات ألوية «شهداء دمشق» و«أبابيل حوران» و«تبارك الرحمن» و«السبطين» و«أحرار الشام» و«العمرين» و«بني أمية» و«الحرمين»، بينما عادت «جبهة النصرة» للمشاركة في المواجهات إلى جانب «الجيش الحر» في المنطقة، بعد التوتر الذي ساد اثر توقيف رئيس «المجلس العسكري» احمد النعمة، حيث ان القطيعة مع التنظيم لم تشمل كل مجموعات «الحر» في حوران.
إلى ذلك، ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) ان «وحدات من الجيش والقوات المسلحة أحبطت محاولة إرهابيين التسلل إلى إحدى النقاط العسكرية في محيطة نوى، ودمرت سيارة محملة بمدفع وعربة مصفحة كانت تتحرك بين السبيل وعدوان بالريف الغربي».
وقتل 12 شخصاً، وجرح العشرات، في قصف استهدف مستشفى ميدانياً في بلدة جاسم بريف حوران وفق ما افادت به مصادر معارضة، بينما بث ناشطون صوراً تظهر شرائح الكترونية يقولون انها كانت وراء قصف المبنى.
وفي حلب، قتل 3 اشخاص، واصيب 27، جميعهم من المدنيين، نتيجة سقوط قذيفتين قرب «مول مونتانا» في منطقة الاشرفية. وقتل شخص واصيب 11 بسقوط قذيفة متفجرة قرب الساعة في منطقة باب الفرج.
وفي دير الزور، تسربت أمس أنباء عن طرح «داعش» عرضاً يقضي بفك حصاره عن مدينة دير الزور، مقابل خروج عناصر من يسميهم «تحالف الصحوات والجولاني» منها.
يذكر أن «داعش» أصبح يحاصر المدينة من كافة الجهات ويتحكم بالمعبر الوحيد للدخول إلى المدينة، وامتدت سيطرته على مسافة تقدر بحوالي 160 كيلومترا من الرقة إلى قرية جديد عكيدات في الريف الشرقي لدير الزور.
في غضون ذلك، استمر «داعش» بالتقدم على أكثر من محور، حيث سيطر أمس على بلدة كشكية في ريف مدينة البوكمال، والتي ينتمي أبناؤها الى عشيرة الشعيطات، وهي بلدة ابو علي الشعيطي الذي بايع «داعش» قبل فترة. كما سيطر على منطقة المجبل على طريق ديرالزور- البادية، ما يفتح أمامه الطريق للسيطرة على منطقة الشولا التي شهدت معارك عنيفة طوال الأسابيع الماضية من دون ان يتمكن من السيطرة عليها.
من جهة أخرى، تحدثت مصادر إعلامية عن اجتماع ضمّ بعض الشخصيات المعارضة مع النائب عضو لجنة المصالحة في دير الزور معن عبود، جرى خلاله بحث موضوع التسوية في مدينة دير الزور، من دون ان ترشح المزيد من التفاصيل عن نتائج هذا الاجتماع.
قيادي بالإئتلاف السوري: هناك تفهماً من ‘الأصدقاء’ لمطالب تزويد ‘الجيش الحر’ بأسلحة نوعية
لندن- (يو بي اي): افاد مسؤول الشؤون الرئاسية في الائتلاف السوري المعارض، منذر آقبيق، بأن هناك تفهماً من قبل الدول الأساسية الـ11 بمجموعة أصدقاء سوريا لمطالب تزويد الجيش السوري الحر بأسلحة نوعية، متوقعاً قيام دول أخرى بمحاكاة القرار الأميركي والبريطاني رفع تمثيل الإئتلاف إلى مستوى بعثة دولية.
وقال آقبيق، الذي شارك مع وفد الإئتلاف السوري المعارض في اجتماع لندن لأصدقاء سوريا، لـ يونايتد برس انترناشونال، اليوم الجمعة “إن الإجتماع كان ايجابياً والأول من نوعه منذ انتهاء جولات مفاوضات جنيف في شباط/ فبراير الماضي، وشهد تأكيداً على استمرار الدعم لطموحات الشعب السوري في التغيير الديمقراطي، والرفض المطلق لمهزلة الانتخابات الرئاسية، وزيادة المساعدات الانسانية، ودعم المعارضة المعتدلة بما فيها الائتلاف وذراعه العسكري الجيش الحر”.
واشار إلى أن الجميع “متفق الآن على ضرورة احداث تغيير في ميزان القوى على الأرض في سوريا، من أجل تكثيف الضغوط على النظام للقبول بانتقال السلطة حسب ما نص عليه اتفاق جنيف”.
واضاف آقبيق “لمسنا تفهماً للمشكلة الكبيرة الناجمة عن استخدام النظام السوري لسلاح الجو بهدف قتل وجرح الآلاف من المدنيين السوريين والتسبب في مشكلة انسانية من خلال تدمير بيوتهم وتهجيرهم، وضرورة ايجاد حل عاجل لهذه المشكلة، واتفقنا مع الدول الحليفة على استمرار العمل المشترك لايجاد حل مناسب لسلاح الطيران لدى النظام السوري”.
وسُئل ما إذا كان ذلك يعني تزويد الجيش السوري الحر بأسلحة نوعية، فأجاب “هناك تفهم لهذا المطلب، وسنستمر في العمل معاً من أجل هذه المشكلة”.
ولم يستبعد مسؤول الشؤون الرئاسية في الائتلاف السوري المعارض احتمال قيام دول أخرى من مجموعة أصدقاء سوريا وغيرها بمحاكاة قرار الولايات المتحدة وبريطانيا رفع تمثيل مكتب الائتلاف لديهما إلى مستوى بعثة، انطلاقاً مما اعتبره “ادراك هذه الدول بأن نظام (الرئيس بشار) الأسد يتحدي الإرادة الدولية ويتحدى المجتمع الدولي، وقبل ذلك كله إرادة الشعب، ويمعن في قتل المزيد من السوريين من أجل أن يبقى في الحكم”.
وحمّل النظام السوري مسؤولية تعثر مفاوضات الجولة الجديدة من مؤتمر جنيف للسلام في سوريا، مضيفاً أن نظام الرئيس الأسد “هو الذي قضى على عملية جنيف وليس الائتلاف من خلال رفضه المطلق تنفيذ بيان (جنيف 1)، وعملية الانتقال السياسي التي نص عليها عن طريق تشكيل هيئة حاكمة انتقالية، ومحاولة اجراء مسرحية انتخابية يجدد بموجبها الأسد لنفسه فترة رئاسية جديدة لمدة سبع سنوات أخرى”.
وقال آقبيق إن الائتلاف السوري المعارض “يؤيد حلاً سياسياً يحقق طموحات الشعب السوري في الانتقال الديمقراطي، غير أن النظام غير موجود على الطرف الآخر من طاولة المفاوضات ويتحدث فقط بلغة الحرب، وعلينا أن نواجه هذا الأمر”.
وأكد “غياب أي مؤشرات حول استئناف الجولة الجديدة من مفاوضات جنيف”، مستبعداً اطلاق مسار تفاوضي جديد بعد تعثر عملية جنيف واعلان المبعوث الأممي والعربي الخاص إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، أنه سيستقيل منه منصبه بنهاية الشهر الحالي.
ناشطون سوريون يطلقون اسم ‘عافش’ على الجيش النظامي
اسطنبول- الأناضول: أطلق ناشطون سوريون معارضون، حملة على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، تحت اسم (عافش)، في اشارة إلى ما يفعله الجيش التابع لقوات النظام، حين يدخل إلى مناطق تسيطر عليها قوات المعارضة، حيث يقوم أفراد منه وبرتب عسكرية مختلفة بسرقة محتويات المنازل من أدوات منزلية وأجهزة كهربائية ومفروشات (تعرف باللهجة الدارجة باسم العفش).
وأوضح الناشط الإعلامي السوري ومراسل وكالة سمارت للأنباء “سلام محمد”؛ أن الناشطون السوريون وثقوا بالصور، قيام قوات النظام السوري؛ بسرقة الأدوات المنزلية والمفروشات الموجودة في منازل المواطنين، في العديد من المناطق السورية.
وأضاف محمد – في لقاء أجراه مع مراسل الأناضول – أن مسألة سرقة الأدوات المنزلية والمفروشات من منازل المواطنين؛ ليست ظاهرة جديدة في الثورة السورية، فقد مورست من قبل قوات النظام في الكثير من المناطق، وفي مقدمتها ريف دمشق ومدينة حمص، وغيرها من المناطق.
وأشار محمد أن إطلاق حملة (عافش) – التي تهدف إلى ربط هذا الاسم بقوات النظام السوري – تأتي على غرار حملات سابقة، نجحت في إطلاق اسم (داعش) على “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، و(حالش) على حزب الله اللبناني الموالي لنظام الأسد.
ولفت محمد أن قوات النظام – التي سبق لها ممارسة الفعل نفسه، إبان وجودها في لبنان مابين 1976 – 2005، والتي لا تزال تؤرق ذاكرة اللبنانيين – لجأت إلى بيع المسروقات التي اغتصبتها من منازل السوريين، بنفس الطريقة التي كانت تبيع فيها المسروقات المغتصبة من منازل اللبنانيين، حيث انتشرت أسواق باتت تعرف باسم “أسواق السُنَّة” – في إشارة إلى أن البضائع الموجودة في تلك الأسواق تعود ملكيتها للسنة وانتزعت منهم على يد أبناء الطائفة العلوية من أفراد الجيش السوري والأجهزة الأمنية – في العديد من مناطق دمشق وطرطوس وحمص، لبيع الأدوات المنزلية والمفروشات المسروقة من قبل الجيش، على غرار “أسواق الحرامية” التي كانت تصرف مسروقات الجيش القادمة من لبنان.
وتابع محمد أن العقلية التي يقوم عليها النظام؛ تبرر لقواته سرقة ممتلكات المواطنين في المناطق المعارضة، كون أن تلك المناطق تصبح “مباحة” بعد سيطرة قوات النظام عليها، كما أن ممتلكات المواطنين المسروقة، تباع في “أسواق السنة” بأثمان بخسة للغاية، ما يجعل لها إقبالاً من قبل بعض الفئات، منوهاً أن مسألة الفساد التي كانت مستشرية ولا تزال ضمن الأجهزة الأمنية والعسكرية والإدارية السورية، ليست سراً، كما أن معظم العرب والمغتربين السوريين، الذين كانوا يزورون سوريا في العطلة الصيفية قبل الثورة بهدف الاستجمام، كانوا يشتكون من قيام قوات الجمارك بفرض الأتاوات عليهم وسرقة أشيائهم الشخصية، عند دخولهم عبر المنافذ الحدودية.
الائتلاف السوري: الجميع مسؤولون عن منع تحول سوريا إلى أفغانستان جديدة
علاء وليد- الأناضول: اعتبر قيادي في الائتلاف السوري المعارض الجمعة، أن المجتمع الدولي والدول العربية – وعلى رأسها مصر – مسؤولون جميعاً عن منع تحول سوريا إلى أفغانستان جديدة.
جاء ذلك رداً على تصريح صحفي للمرشح بالانتخابات الرئاسية المصرية عبد الفتاح السيسي الخميس، الذي حذّر فيه من “تحول سوريا إلى أفغانستان ثانية، جراء تحولها إلى منطقة جاذبة للعناصر الارهابية والمتطرفة”.
وفي تصريح لوكالة (الأناضول)، قال نصر الحريري، عضو الهيئة السياسية للائتلاف، إن منع تحول سوريا إلى أفغانستان جديدة والحفاظ على وحدة أراضيها يتحمل مسؤوليته “الجميع″، وذلك من خلال وقف “الإرهاب الحقيقي المتمثل بالميليشيات الإيرانية والعراقية وحزب الله اللبناني” التي تقاتل جميعها إلى جانب النظام.
وتعد أفغانستان المعقل الأساسي لتنظيم القاعدة المدرج على لائحة الإرهاب الدولية، ولم تفلح الحملة العسكرية التي شنتها القوات الأمريكية عليها عام 2011، في بسط السيطرة عليها أو القضاء على التنظيم بشكل كامل.
وظهرت القاعدة عبر تنظيمات فرعية في العراق بعد الاحتلال الأمريكي للأخير عام 2003، لتصل عن طريقه إلى سوريا بعد اندلاع الثورة فيها مارس/ آذار 2011.
وأوضح الحريري أن المتطرفين الموجودين في سوريا مثل تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” أو “داعش”، يتحمل مسؤولية إدخالهم إلى البلاد وتمويلهم النظام السوري وإيران وحكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.
وأشار إلى أن الجيش الحر الذي حمل راية الدفاع عن السوريين في وجه قمع وهمجية النظام المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أعوام، ما يزال يقوم بهذه المهمة ويقوم بمحاربة “داعش” كما يحارب جيش النظام، وهذا دليل على أنه “التطرف مرفوض أياً كان مصدره”.
ومنذ نهاية العام الماضي شنّ الجيش الحر وحلفاؤه من قوات المعارضة أبرزها “جبهة النصرة” و”الجبهة الإسلامية” وانضم إليهم مؤخراً مسلحون من “عشائر المنطقة”، حملة عسكرية، ما تزال مستمرة، ضد معاقل “داعش” في مناطق بشمال وشرق سوريا، كونهم يتهمون التنظيم بـ”تشويه صورة الثوار والتعامل مع النظام”.
وأدى ذلك لسقوط قتلى وجرحى من الطرفين وطرد مقاتلي التنظيم من مناطق في محافظات اللاذقية وإدلب وحلب ودير الزور، في حين أن التنظيم ما يزال يحكم قبضته على الرقة ويتخذ منها معقلاً أساسياً لقواته بعد طرد مقاتلي المعارضة منها مؤخراً.
ورأى القيادي أن السياسة الأمريكية “المترددة” والمجتمع الدولي “تائه القرار” في تحقيق مطالب الشعب ووقف جرائم الأسد وميليشياته بحقه هو الذي ساق الأمور في سوريا إلى ما هي عليها اليوم.
ورأى عضو الهيئة السياسية أن من مسؤولية مصر الشقيقة الكبرى لسوريا وباقي الدول العربية فرض إرادتها على المجتمع الدولي لإيجاد حل سياسي لا وجود للأسد فيه وفي مستقبل البلاد.
وأشار إلى أن هذا الحل يأتي بعد مقدمات لابد من إجرائها وهي الاعتراف بالائتلاف السوري كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري وتسليمه السفارات السورية في الخارج، وتسليمه أيضاً مقعد سوريا في الجامعة العربية.
واعترفت عدد من الدول العربية والغربية بالائتلاف السوري المعارض كـ”ممثل شرعي للشعب السوري”، وفتحت سفارات وممثليات له على أراضيها دون أن تقوم بتسليمها مقرات سفارات النظام لديها، كما أن الجامعة العربية تقوم بـ”المماطلة والتردد” في تسليم المعارضة السورية مقعد بلادها في الجامعة، بحسب معارضين سوريين.
صحيفة أمريكية: إيران تجند أفغانا للقتال في سوريا
واشنطن- (أ ف ب): ذكرت صحيفة وول ستريت جرنال الأمريكية الخميس أن إيران تجند أفغان للقتال في سوريا.
وقالت الصحيفة نقلا عن مسؤولين غربيين وافغان إن إيران تعرض عليهم لقاء ذلك راتبا قيمته 500 دولار في الشهر وتصريحات للاقامة على اراضيها.
وتعتبر إيران حليفا قويا لنظام بشار الاسد في النزاع المستمر منذ ثلاث سنوات ضد معارضين مسلحين غالبيتهم من السنة.
واضافت الصحيفة ان تفاصيل حملة التجنيد التي يقوم بها الحرس الثوري نشرت هذا الاسبوع على مدونة تعنى بشؤون اللاجئين الافغان في ايران.
وتابعت ان مكتب اية الله العظمى محقق كابلي وهو زعيم ديني افغاني في مدينة قم الايرانية اكد الخبر.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول غربي في إيران ان تجنيد افغان جزء من استراتيجية تقوم على ارسال جنود فقراء الى الجبهة. واضاف المسؤول ان الهدف هو الحد من الخسائر بين صفوف الحرس الثوري وحزب الله الشيعي اللبناني.
وتنفي ايران بشدة تورط قواتها بشكل مباشر في النزاع في سوريا الا ان حزب الله اقر في نيسان/ ابريل العام الماضي بان عناصره يقاتلون الى جانب قوات الاسد.
واضافت الصحيفة ان المجندين الافغان هم من الشيعة ويدعمون الأسد.
داود أوغلو: الزعم بإجراء انتخابات رئاسية في سوريا استهزاء بالعالم
لندن- الأناضول: قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو “إن الزعم بإجراء انتخابات رئاسية في سوريا، استهزاء بالعالم أجمع″، مشيرا إلى أن اجتماع (مجموعة أصدقاء سوريا) الذي انعقد أمس الخميس “أعلن إدانته لتلك الانتخابات، وعدم صلاحيتها من الآن”.
جاء ذلك في التصريحات التي أدلى بها الوزير التركي، خلال مؤتمر صحفي عقده عقب انتهاء الاجتماع الذي عقدته المجموعة، أمس الخميس، في العاصمة البريطانية لندن، والذي تطرق خلالها إلى مشروع رأس النظام السوري، “بشار الأسد”، لإقامة انتخابات رئاسية في 3 يونيو/ حزيران المقبل.
واوضح “داود أوغلو” أن الآونة الأخيرة شهدت تطورات مهمة في الشأن السوري، مضيفا “لكن الأزمة الأوكرانية ألقت بظلالها على الأزمة السورية، الأمر الذي زادة مشجاعة رئيس النظام السوري، ودفعه إلى ممارسة مزيد من القمع″.
ولفت إلى أن اجتماع الأمس، “أسفر عن بيان قصير لكنه مهم جدا”، موضحا أن سوريا شهدت مزيدا من قبل الجرائم التي يرتكبها النظام السوري بحق الإنسانية”. وأوضح أن المجموعة في اجتماعها قررت تقديم مزيد من الدعم للمعارضة المعتدلة في البلاد.
وذكر أن هناك بعض السلبيات التي حدثت عقب اجتماع المجموعة الأخير في العاصمة الفرنسية باريس، مشيرا إلى فشل اجتماع جنيف 2 الخاص بسوريا، واستقالة المبعوث الأممي والعربي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي مؤخرا.
وأدان الوزير التركي التفجير الذي وقع أمس بالجانب السوري على مقربة من الحدود التركية، والذي تم بسيارة مفخخة بالقرب من معبر “باب السلامة” الحدودي مع تركيا، بريف محافظة حلب، شمال سوريا، وأدى إلى 53 شخصاً.
وأوضح أنهم أبلغوا قلقهم حيال ذلك الحادث، وأن الوحدات الأمنية التركية على الحدود اتخذت كافة التدابير لحماية أمن البلاد، مشيرا إلى أن السبب في ذلك “هو النظام السوري الذي يظلم شعبه، وتسبب في حدوث هذا الفراغ الذي تشهدها البلاد، وجذب الإرهابيين إليها”.
وعقد وزراء مجموعة أصدقاء سوريا (وهى عبارة عن تحالف دول غربية وخليجية معارضة لرئيس النظام السوري بشار الأسد)، وعددهم 11 وزيرا من بينهم وزير الخارجية التركي “احمد داود أوغلو”، اجتماعا في وقت سابق الخميس، بمشاركة مسؤولي “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”.
الافراج عن خمسة من العاملين في أطباء بلا حدود بعد خطفهم في سوريا
جنيف- (أ ف ب): اعلنت منظمة أطباء بلا حدود الخميس الإفراج عن خمسة من عامليها الانسانيين خطفتهم جماعة مسلحة في كانون الثاني/ يناير في سوريا.
واوضحت المنظمة في بيان أن ثلاثة من العاملين الخمسة المخطوفين افرج عنهم في الرابع من نيسان/ ابريل واثنان الخميس.
وجاء في البيان انه “احتراما للحياة الخاصة للاشخاص الخمسة لن تكشف اطباء بلا حدود هوياتهم ولا ظروف خطفهم او الافراج عنهم”.
واوضحت المنظمة ان الخطف تم في الثاني من كانون الثاني/ يناير في مستشفى تديره المنظمة في شمال غرب سوريا بهدف تقديم الاسعافات الاولية للمصابين.
واضافت المنظمة انها اضطرت بعد خطف العاملين الى اغلاق مستشفى ومركزين طبيين في منطقة جبل الاكراد.
وصرحت رئيسة المنظمة جوان ليو في بيان ان “الارتياح لرؤية زملائنا يعودون سالمين يخالطه شعور بالغضب لهذا العمل الذي حرم السكان الذين يعانون من تبعات الحرب من مساعدة هم بامس الحاجة اليها”.
واضافت ليو ان “النتيجة المباشرة لخطف عاملين انسانيين هي تقليص المساعدات الحيوية. وضحايا هذا الخطف على المدى الطويل هم الشعب السوري. لان قرابة 150 الف شخص في جبل الاكراد باتوا محرومين الان من العناية الطبية التي يؤمنها اطباء بلا حدود مع انهم موجودون في منطقة نزاع″.
وقالت المنظمة انها قامت في 2013 باجراء 521 عملية جراحية في ثلاثة مستشفيات اصبحت مغلقة الان و36294 معاينة صحية واشرفت على توليد اكثر من 400 في ظروف صحية.
ومساء الخميس نقلت وكالة الانباء السويدية (تي تي) عن منظمة اطباء بلا حدود قولها ان مواطنا سويديا كان بين العاملين الخمسة الذين افرج عنهم.
واوضحت الوكالة ان العاملين الاربعة الاخرين يتحدرون من بلجيكا والدنمارك والبيرو وسويسرا.
وتابع البيان انه “وفي شمال سوريا حيث لا تزال منظمة اطباء بلا حدود تواصل العمل في منشات طبية اخرى، فان القيود الامنية تجعل من الصعب جدا تامين المساعدات”.
واضاف ان منشات طبية تعرضت للهجوم والقصف بينما قتل عاملون في المجال الطبي او تعرضوا للتهديد من قبل مجموعات مسلحة.
وفي مناطق اخرى من سوريا، حال منع الوصول وانعدام الامن دون تمكن منظمة اطباء بلا حدود من تامين ناشطاتها الطبية.
وقالت المنظمة ان عملية الخطف تصور بشكل فاضح وحشية النزاع في سوريا الذي اسفر عن اكثر من 150 الف قتيل وادى الى نزوح ملايين الاشخاص.
وتابعت ليو “هذا الحادث نموذج عن ازدراء المدنيين في كل انحاء سوريا اليوم”.
واضافت “بينما يحتاج ملايين السوريين الى المساعدة للبقاء على قيد الحياة فان بعض الاحزاب المسلحة ترفض مجرد فكرة وجود مساعدات انسانية”.
وبالنظر الى الحاجات الهائلة للسكان في سوريا، اعتبرت ليو ان المنظمة يجب ان تكون الان تدير احد اكبر برامجها منذ بدء عملها قبل اربعة عقود.
لكنها اضافت انه “في الظروف الراهنة تبقى قدرتنا على الرد محدودة بشكل مؤلم”.
وتدير المنظمة مستشفيات ميدانية ومراكز طبية في مختلف انحاء شمال سوريا منذ 2012 بعد عام على بدء النزاع.
وتقول ان منشاتها ساهمت حتى الان في القيام باكثر من سبعة الاف عملية جراحية و53 الف اجراء جراحي طارئ و88 الف استشارة طبية في العيادات الخارجية وتوليد اكثر من الفي طفل.
بالاضافة إلى ذلك، تساعد المنظمة شبكة من المجموعات الطبية السورية على ادارة 50 مستشفى ومركزا طبيا بالاضافة الى برامج لاكثر من 2,7 ملايين لاجئ هربوا الى دول مجاورة كالعراق والاردن ولبنان.
الخارجية الأمريكية: سنمد المعارضة السورية بمساعدات تغير حسابات الأسد
واشنطن- الاناضول: قالت نائبة المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية ماري هارف إن بلادها “لاتؤمن بوجود حل عسكري للأزمة السورية”، مشيرة إلى أن أمريكا ستمد المعارضة السورية بمساعدات “غير فاتكة” ولكنها ستغير حسابات رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وأوضحت هارف، في تصريحات للصحفييين يوم الخميس، أن “حل الازمة السورية يكمن في حل سياسي وهيئة حكم انتقالي يتم التوصل إليه عن طريق التفاوض”، مشيرة إلى استمرار بلادها- في الوقت نفسه- بدعم “المعارضة السورية بما فيها المعارضة المسلحة عن طريق المساعدات غير الفتاكة”.
وأشارت هارف إلى أن الولايات المتحدة “تمارس عملية تدقيق واسعة بهدف تقليل مخاطر” تمرير المساعدات التي تزودها إلى افراد لا ترغب الولايات المتحدة باستحواذهم على مساعداتها كالقاعدة وغيرها من الحركات المتطرفة.
وأوضحت ممثلة الخارجية الأمريكية ماري هارف، أن المساعدات التي تهبها الولايات المتحدة “مصممة لدعم وإسناد وتقوية المعارضة في قتالهم للنظام (….) وقدرتهم على محاربة المجاميع المرتبطة بالقاعدة كداعش والنصرة، وهو ما سيؤدي في النهاية إلى تغيير حسابات الاسد بحيث نستطيع إرجاع النظام إلى طاولة المفاوضات مع نية التفاوض على هيئة حكم انتقالية”.
اجتماع لندن يقر ارسال وفد عسكري غربي لتنسيق التسليح مع قادة المعارضة
كيري يشير الى استخدام النظام السوري الكلور كسلاح ويعتبر الانتخابات الرئاسية ‘مهزلة وإهانة وتزوير’
عواصم وكالات ‘القدس العربي’ من احمد زكي عاصي: خرج اجتماع لندن بتنسيق للمواقف بين الدول الـ11 والاتفاق على ‘استراتيجية موحدة وملموسة’، تهدف الى تصعيد دبلوماسي، يبدأ برفض نتائج الانتخابات الرئاسية السورية المزمعة، واعتبارها غير شرعية واحادية الجانب من قبل النظام.
ويأتي هذا التصعيد في سياق توافق امريكي بريطاني فرنسي على تحويل الملف السوري الى محكمة الجنايات الدولية بعد بوادر استخدام النظام لنوع من السلاح الكيماوي مجددا.
وتوج اجتماع لندن ايضا بموافقة وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ على رفع مستوى تمثيل المعارضة السورية في لندن إلى بعثة دبلوماسية رسمية، أسوة بما اتخذته الولايات المتحدة بداية هذا الاسبوع، ما يعني أن الحكومة البريطانية قد تسلم مستقبلا مبنى السفارة الى هذه البعثة التي يرأسها وليد سفور.
كما ناقش المجتمعون عدم استئناف مفاوضات جنيف قبل الحصول على ‘موافقة مسبقة’ من روسيا وإيران على انخراط النظام بمفاوضات لتشكيل هيئة حكم انتقالية.’
وقالت مصادر قريبة من المعارضة السورية أن وفد الائتلاف شعر بجدية غربية أكبر في موضوع التسليح، وأشارت المصادر الى أن وزيرا الخارجية القطري والسعودي كانا أكثر تفاؤلاً مع نهاية الاجتماع، كما ذكرت المصادر أن الاجتماع قرر ارسال وفد عسكري للقاء قادة الكتائب والألوية التابعة لهيئة أركان الجيش الحر للتنسيق معها.
وقال وزير الخارجية الامريكي جون كيري الخميس انه اطلع على ‘معطيات اولية’ تشير الى ان الكلور استخدم في النزاع السوري.
واضاف عقب اجتماع مجموعة ‘اصدقاء سوريا’ في لندن ‘لقد شاهدت دليلا، رغم انه لم يتم التحقق منه بعد .. ولكنني اطلعت على معطيات اولية تشير الى استخدام الكلور عدة مرات اثناء الحرب’.
وفي زيارة لواشنطن الثلاثاء اكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان النظام السوري استخدم 14 مرة الاسلحة الكيميائية خصوصا الكلور منذ تشرين الاول/اكتوبر.
كما وصف وزير الخارجية الامريكي جون كيري الخميس الانتخابات الرئاسية السورية المقررة في حزيران/يونيو بأنها ‘اهانة’ و’مهزلة’.
وقال عقب اجتماع مجموعة ‘اصدقاء سوريا’ التي تضم دولا عربية وغربية في لندن ‘لقد اتفقنا معا في القول بان انتخابات (الرئيس السوري بشار) الاسد الزائفة هي مهزلة واهانة وتزوير’.
وصرح وزير الخارجية البريطاني الذي يرأس اجتماع المجموعة التي تضم 11 دولة ‘لقد قررنا رفع مستوى المكتب التمثيلي للائتلاف الوطني الى بعثة، اعترافا بقوة شراكتنا’.
على الصعيد الميداني الى فقد تم تفجير حاجز الصحابة البوابة الرئيسية لوادي الضيف من خلال نفق يزيد طولة عن 250 مترا، وقد تمكنت الجبهة الإسلامية بالاشتراك مع لواء الفرقان من نسف معسكر وادي الضيف المعقل الأخير لقوات النظام في ريف ادلب الجنوبي، حيث قام المقاتلون بحفر نفق يزيد طوله عن 850 مترا، وبلغ وزن المتفجرات المستخدمة في هذا النفق حوالي 60 طنا ادت إلى نسف ما يعرف بتلة السوادي التي تتواجد فيها غرف عمليات تابعة لقوات النظام.
استهدف التفجير منتصف المعسكر والذي يضم اكثر من 100 من عناصر قوات النظام وعددا كبيرا من الاليات الثقيلة وبينها مدافع فوزليكا وراجمات صواريخ.
وفي حديث مع فادي ياسين المسؤول الإعلامي عن هذه العملية في الجبهة الإسلامية أكد ان خسائر النظام في هذا التفجير تفوق ثلاثة اضعاف الخسائر التي مني بها في تفجير حاجز الصحابة وتأكد مقتل 17 عنصرا من قوات النظام من بينهم ضابطان. ونظرا لأهمية هذه التلة التي يتمركز عليها عدد كبير من الأليات ومنها دبابات ومدافع فوزليكا فقد كان يستخدمها النظام في قصف المناطق المحيطة بها من مدينة معرة النعمان إلى الريف الشرقي الذي يقصف بشكل يومي بعشرات القذائف والصواريخ اضافة إلى عربات مجنزة ودشم كانت تحتوى على رشاشات ثقيلة.
هذا وقد استخدمت الجبهة الإسلامية وفصائل اخرى من المعارضة هذه الاستراتيجية في تدمير حواجز النظام التي لا يمكن الوصول إليها نظرا للتحصينات التي قامت بها الوحدات العسكرية لمحاولة منع اي هجوم حيث يعتبر وادي الضيف محصنا بترسانة عسكرية قوية لا يمكن اختراقها إلا بهذه الطريقة وقد سبق وان حاولت قوات المعارضة الدخول إلى المعسكر في عدة محاولات باءت جميعها بالفشل.
ويمثل معسكر وادي الضيف اهمية كبيرة بالنسبة لقوات النظام حيث يعتبر المعقل الأخير لقوات النظام على الطريق الدولي حلب دمشق في ريف ادلب الجنوبي وتكمن أهمية هذا الموقع من انه نقطة استراتيجية على الطريق الخاص بالامداد، اضافة إلى وجود مستودعات كبيرة من الذخيرة والوقود داخل المعسكر بحسب مصادر من مقاتلي المعارضة.
ويأتي هذا التفجير بعد عدة ايام من التفجيرات التي شهدتها جبهات حلب القديمة استهدفت فيها فندق الكارلتون وغيره من المباني التي تتحصن فيها قوات النظام ومن اللافت للنظر ان هذه التفجيرات تقوم وفق استراتيجية واحدة يتبعها مقاتلو المعارضة ..الانفاق
مفخخة ‘داعش’ تقتل عشرات النازحين السوريين الهاربين من براميل النظام
ياسين رائد الحلبي
عندان – ريف حلب الشمالي ـ’القدس العربي’ انفجرت سيارة مفخخة في مخيم لاجئي كراج سجو قرب معبر باب السلامة على الحدود السورية التركية، ما أدى لمقتل أكثر من 50 شخصاً بينهم أطفال ونساء واصابة ما يتجاوز الـ 150 شخصاً وجميعهم من النازحين نحو الحدود السورية التركية.
وقال ابو علي عضو المكتب التقني في معبر باب السلامة لـ’القدس العربي’ أن انفجاراً عنيفاً وقع عند الكراج والقريب من المعبر حيث يتجمع المدنيون بالمئات ليتم نقلهم الى داخل المعبر، وأضاف ابو علي ان الأنفجار حدث مكان وقوف المدنيين تحديداً ما ادى لتفحم الكثير من الجثث وتحول الكثير منهم الى اشلاء.
وقال ناشطون ان عدد الضحايا قد يصل الى أكثر من ذلك بسبب تواجد حالات حرجة بين الجرحى وبسبب انفجار السيارة بمكان يكتظ بالمدنيين حيث تقوم باصات النقل التابعة لادارة المعبر بنقل المسافرين من ذلك المكان بعد تجمعهم وادخالهم الى مكاتب ختم الجوازات التابعة لادارة المعبر، ومنه تحولهم الى مكتب الختم التركي ليدخل المسافر الى مدينة كلس التركية.
هذا وقد اتهم ناشطون’داعش’ بتفجير السيارة في كراج سجو قرب معبر باب السلامة، وذلك رداً على اعدام عشرة من عناصرها مؤخراً، ومنهم من اتهم قوات النظام بالتفجير، وذلك بغية اغلاق معبر باب السلامة من الجانب التركي امام النازحين والفارين من نيران قصف الطيران المروحي والحربي.
وبثت وسائل اعلامية صوراً تظهر نساء وأطفال تحولو الى اشلاء جراء انفجار السيارة بقربهم وبعض الصور التي بثت من وسائل اعلامية معارضة توضح حقائب السفر التي كانت مع الضحايا او الجرحى المتجهزين للسفر نحو حدود تركيا عبر معبر باب السلامة.
يقول احمد ابراهيم والذي يعمل كنقطة تفتيش للمسافرين ان الانفجار وقع ظهيرة امس الخميس في مكان انتظار المسافرين لنقلهم الى معبر باب السلامة، حيث وصل صوت الانفجار الى القاطنيين داخل الأراضي التركية واحدث اهتزازاً قوياً.
يذكر أن معبر باب السلامة تعرض سابقاً لعدت تفجيرات اخرها كان داخل المخيم ما ادى لمقتل أكثر من ثلاثين نازحا من القاطنيين داخل المخيم حيث نسب ذلك التفجير لداعش وذلك بعد خروجها مباشرة من مدينة اعزاز الواقعة على الحدود السورية التركية.
الحكومة السورية المؤقتة تفتتح مركزاً في تركيا لإيواء اللاجئين الفلسطينيين من سوريا
محمد اقبال بلو
غازي عنتاب ـ’القدس العربي’ افتتح الائتلاف السوري المعارض امس الخميس مركزاً لإيواء اللاجئين الفلسطينيين الفارين من سوريا نتيجة الحرب المندلعة في مختلف المدن والبلدات السورية، ويقع المركز في ولاية كيليس التركية القريبة من الحدود السورية عند معبر باب السلامة.
وتحدث رئيس الهيئة العام لشؤون اللاجئين الفلسطينيين في الائتلاف الوطني السوري أيمن أبو هاشم عن أن النكبة التي تعرض لها الفلسطينيون والتي قارب عمرها الستة وستين عاماً، تبدو متشابهة مع النكبة التي يتعرض لها الشعبين السوري والفلسطيني معاً هذه الأيام.
كما شكر أبو هاشم الائتلاف الوطني السوري والحكومة السورية المؤقتة التي أنشأت هيئة اللاجئين الفلسطينيين في سورية، وأكد على دور الطعمة رئيس الحكومة في استصدار هذا القرار.
وفي تصريح سابق أدلى به لـ’القدس العربي’ قال’يتعرض اللاجئون الفلسطينيون في سورية للعديد من الانتهاكات التي يمارسها النظام ضدهم منها قصف المخيمات الفلسطينية، وحصارها إلى حد التجويع والإذلال لدى وصول بعض المساعدات إليهم واعتقالهم على طوابير الإغاثة’.
وأضاف’إن هذه الممارسات تؤدي بشكل مستمر إلى تهجير الفلسطينيين من سوريا، وحتى بعد ان يغادروا يستمر النظام في قصف المخيمات كما حدث في مخيمات حلب، فما يرغب فيه النظام هو تهجيرهم دون عودة، ويتوافد الكثير من المواطنين الفلسطينيين إلى العديد من الدول، ما أوجد ضرورة تقديم المساعدة لهم والتخفيف من معاناتهم’.
ويشار إلى أن الهيئة العامة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين تدير مركز الإيواء الذي يتسع لأربعين أسرة، بحيث يكون محطة إقامة مؤقتة للأسر القادمة من سوريا حديثاً، ريثما يتم تأمين مكان أفضل للسكن لهم.
والجدير بالذكر أن المواطنين الفلسطينيين يتعرضون لحالات من القمع والإذلال خاصة في مخيم اليرموك بدمشق، حيث تمارس قوات النظام بالتعاون مع بعض الفصائل الفلسطينية كجماعة أحمد جبريل العديد من أساليب القمع والإهانات والاعتقالات.
وذكر ناشطون يوم أمس حادثة غريبة جرت داخل المخيم، حيث أعلن المجلس المحلي لمخيم اليرموك مقتل أحد شبيحة النظام وذلك عندما خرجت رصاصة من بندقيته بالخطأ أثناء توزيع السلل الإغاثية، ويعرف عن علي عودة أنه من أسوأ الشخصيات التي تتبع للنظام السوري في المخيم، ويكيل الشتائم والتهديدات بشكل مستمر للأهالي هناك.
كما أفادت بعض المصادر الإعلامية أن هدنة كانت على وشك الحدوث في المخيم، وتقضي بانسحاب مسلحي المعارضة من المخيم بما فيهم عناصر جبهة النصرة، وبقاء شباب المخيم ضمنه، مقابل فك الحصار والسماح بعودة النازحين إلى المخيم، لكن الكتائب المعارضة عادت إلى المخيم وأعلنت عن رفضها للهدنة بسبب الانتهاكات التي تمارسها القيادة العامة ونقضها لشروط الهدنة، وذلك بدخول العديد من عناصرها إلى المخيم واعتقالهم عشرات المدنيين أثناء توزيع المواد الغذائية.
وشهد مخيم اليرموك كارثة إنسانية حقيقية خلال الشهور الماضية نتيجة الحصار الذي فرضته عليه قوات النظام السوري، حيث قضى أكثر من مائة وأربعين شخصاً داخل المخيم بسبب الجوع ونقص المواد الغذائية والطبية الضرورية.
منطقة الجنوب أصبحت نقطة ضعف النظام وتقدم المقاتلين فيها سيقرر مصير دمشق
إبراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’: مع رحيل الأخضر الإبراهيمي واستقالته من مهمته كمبعوث دولي لسوريا، تراجعت فرص تحقيق الحل الدبلوماسي.
ومن هنا تقترح التطورات الجديدة من الإدارة الأمريكية المترددة في الملف السوري تشددا منها تجاه طرفي النزاع حيث قامت بمناورة عسكرية أمس الأول في الأردن، ربما كرسالة للرئيس بشار الأسد، وفي الوقت نفسه أعلنت عن تصنيف اثنين من قادة جماعتين جهاديتين في سوريا كجزء من شبكة الإرهاب العالمية محذرة أنه سيتم نبذهما من قبل الجماعات المعتدلة المدعومة من الولايات المتحدة وحلفاءها العرب والغربيين. ولاحظ مراقبون أن التطورات جاءت بعد يوم من استقالة الإبراهيمي الذي ألقى اللوم على الحكومة السورية وعجز مجلس الأمن عن اتخاذ موقف صارم ودعم الجهود لتخفيف المعاناة الإنسانية.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد وصف استقالة الإبراهيمي بأنها دليل عن فشل جماعي لطرفي النزاع في الوقت الذي رحب فيه الإعلام السوري الرسمي برحيل الإبراهيمي الذي اتهمه بالتحيز الى المعارضة.
أزمة مهاجرين
وينظر للأزمة السورية التي دخلت عامها الرابع على أنها الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية، حيث لا يزال المهاجرون السوريون يتدفقون بمعدلات كبيرة، وبحسب مجلس الهجرة النرويجي فهناك 9.500 عائلة سورية تشرد يوميا أي بمعدل عائلة في كل دقيقة. وأصبحت سوريا الأكثر تصديرا لللاجئين في العالم حيث حلت محل كل من جمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية أفريقيا الوسطى ونيجيريا وجنوب السودان.
واشارت تقارير عن مستوى الهجرة العالمي إلى عدد المهاجرين في العالم وصل إلى 33.3 مليون شخص.
وقال مجلس الهجرة النرويجي ‘لقد تجاوزنا الأيام السود في سنوات التسعينات من القرن الماضي’ والتي شهدت مذابح رواندا والحرب في البلقان. ونقل عن مدير المجلس النرويجي يان ايغلاند قوله إن تهجير السوريين أظهر ‘فشلا إنسانيا ذريعا، قوميا ودوليا’.
مناورات عسكرية
وتأتي المناورات العسكرية وسط زيارة يقوم بها وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل للمنطقة، وجرت المناورة في قاعدة موفق السلطي شرقي الأردن والتي يعتقد أن القوات الأمريكية ستتخذها كقاعدة انطلاق للعمليات العسكرية حالة قررت إدارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما التدخل العسكري في سوريا حسبما أوردت صحيفة ‘نيويورك تايمز′. وتزامنت التحضيرات العسكرية مع الخطوات التي أعلنت عنها وزارة الخزانة الأمريكية تصنيف كل من عبد الرحمن ظافر الديسي الجهني وهو سعودي الجنسية والعراقي عبد الرحمن مصطفى الكادولي اللذان اتهمتهما الإدارة باستغلال الفوضى في سوريا.
وقال ديفيد كوهين مساعد وزير المالية المسؤول عن تصنيف الجماعات الإرهابية إن هذا القرار يرسل رسالة واضحة للجماعات السورية المعارضة والشرعية بتجنب التعامل مع هذه الشخصين. وجاءت الخطوات عشية انعقاد مؤتمر لندن الذي حضره وزير الخارجية جون كيري وأصدقاء القضية السورية، وبدون إشارة عمن سيخلف الإبراهيمي في مهمة المبعوث لسوريا.
ويبدو أن التحركات الدولية جاءت بعد القرارات التي اتخذها الرئيس السوري بشار الأسد والمضي في عقد انتخابات رئاسية ينظر إليها كتحدي للإرادة الدولية وقضاء على الحل السلمي القاضي بحكومة انتقالية بدون الأسد.
نهاية مسار جنيف
وترى صحيفة ‘كريستينان ساينس مونيتور’ أن استقالة الإبراهيمي الذي بنى سمعته على حل النزاعات والقضايا الصعبة تشير للمدى الذي اصبحت فيه القضية السورية متشابكة وعصية على الحل.
وقالت إن الإستقالة جاءت في وقت شعر فيه النظام بالجرأة بعد تحقيقه سلسلة من الإنجازات الصغيرة، واستعداد للإنتخابات التي قال الإبراهيمي إنها نهاية للحل الدبلوماسي. ويعتبر الإبراهيمي ثاني ضحية من ضحايا الحرب الأهلية في سوريا بعد كوفي عنان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة.
ولكن الأزمة السورية التي تقف فيها دول الخليج وراء الجماعات المعارضة وحزب الله وإيران وراء النظام السوري كانت معقدة بدرجة أفشلت كليهما، وكان عنان قد استقال بعد ستة أشهر في المهمة فيما استمر الإبراهيمي لمدة عامين حيث تنتهي مهمته بنهاية الشهر الحالي. ومنذ أن تولي الإبراهيمي المهمة في آب/ أغسطس 2012 فشل مجلس الأمن في التوصل لسلسلة من القرارات التي كان بإمكانها تعجيل الحل وذلك بسبب الموقف الروسي والصيني.
وخلال هذه الفترة فشل مؤتمري سلام، ولم يتم الإنتهاء بعد تنفيذ بنود الإتفاق الكيميائي الذي يراه الرئيس الأمريكي باراك أوباما من اهم النجاحات على صعيد الأزمة السورية، وتوقفت الأمم المتحدة عن إحصاء القتلى بسبب الوضع الأمني السيء.
وسيطرت الجماعات الجهادية على الفصائل المقاتلة المحلية واختطفت مسار الثورة منها. وتشير الصحيفة إلى أن التقدم السريع لقوات المعارضة في بداية الثورة تبعته حالة من الجمود ثم تقدم بطيء للقوات السورية التي سيطرت على عاصمة الثورة- حمص الإسبوع الماضي.
ونقلت مجلة ‘فورين بوليسي’ عن دبلوماسي بارز قوله ‘قال الإبراهيمي في أكثر من مناسبة إن الإنتخابات الرئاسية تعني نهاية جنيف، لا تستطيع التحدث عن عملية انتقال سياسي في الوقت الذي يقوم فيه طرف تنظيم انتخابات’.
وقال أحمد فوزي الذي عمل في فريق الإبراهيمي إن لحظة استقالة المبعوث الدولي كانت متوقعة ‘كنا نعرف أنها ستحصل، ومنذ مدة طويلة’.
والسؤال الآن وبعد فشل الدبلوماسية هل توصلت إدارة أوباما إلى أن الخيار العسكري هو الباقي، وهل هناك إمكانية لتفعيل حملة الجنوب التي ظل الحديث عنها يتواتر؟ إيهود يعاري، المعلق في القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي والزميل الباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدني مقالا عن التصعيد الجاري على الجبهة الجنوبية في سوريا.
وأشار فيه أن المقاتلين السوريين الذين تعرضوا لخسائر خطيرة في وسط وشمال سوريا يحققون تقدما في الجنوب السوري، وهي المنطقة الواقعة بين دمشق والحدود الأردنية والإسرائيلية مع سوريا.
تصعيد في الجنوب
ويقول إن الموالين للرئيس الأسد في حالة دفاع على كل الجبهات في الجنوب مما يهدد بخسارة منطقة استراتيجية للنظام. مما يعني أن تقدم المقاتلين من الجنوب تجاه العاصمة دمشق يبدو ممكنا أكثر من الجبهة التي تعاني حالة من الجمود في شمال دمشق.
ويتوقع إيعاري تحقيق المقاتلين إنجازات جديدة على الجبهة الجنوبية في الأسابيع المقبلة مما سيهدد الأسد وقدرته على الإحتفاظ بالعاصمة.
وما يعزز هذا السيناريو هو ان قوات الجيش السوري قليلة في المنطقة وعادة ما ترابط في مناطق معزولة والجنود المرابطون عليها غير مجربين وحالتهم المعنوية متدنية، ويعتمدون على الدعم من المتطوعين غير النظامين الذين ينقلون لهذه المناطق. ويمكن للمقاتلين السوريين القيام بحملة تتقدم لدمشق التي لا تبعد سوى 100 كيلو مترا عن الحدود الأردنية والإسرائيلية مقارنة بالمسافة الطويلة بين العاصمة دمشق والجبهات الشمالية.
ويقول إيعاري إن المعارضة ومنذ اندلاع الحرب وعسكرتها لم تفكر في سيناريو تتقدم فيه من الجنوب، لكن الحسابات على ما يبدو تغيرت الآن خاصة أن قوات النظام لم تعد قادرة على الإحتفاظ بمواقعها في المناطق الممتدة من دمشق إلى الحدود الأردنية في الجنوب ومرتفعات الجولان في الغرب وحتى جبال الدروز في الشرق.
وحتى ينجح المقاتلون في تقدمهم من الجنوب فهم بحاجة للدعم من الشمال، وقام قادة المقاتلين لهذا الغرض بإصدار بيانات شرحوا فيها إن الحملة الحالية هي ‘شام الرسول’ والتي تقوم على محورين للهجوم على دمشق، من درعا والقنيطرة. وفي الوقت الذي نجح فيه الجيش السوري بتحقيق نجاحات في شمال دمشق بسبب دعم مقاتلي حزب الله، فالوضع في الجنوب يبدو صعبا، فقد تكبدت الكتيبتان 61 و 90 المرابطتان أمام وحدات القوات الإسرائيلية لخسائر فادحة بشكل لم تعودا فاعلتين وقادرتان على مواجهة الهجمات التي يقوم بها المقاتلون.
وتعرضت الكتيبة 61 لهزيمة في تل الجابية قرب بلدة نوى ومناطق أخرى. أما الكتيبة 90 فقد فقدت السيطرة على معظم المنطقة الحدودية مع إسرائيل بما فيها تل الأحمر.
وتسيطر قوات المعارضة على الجزء الجنوبي من درعا القريب من الحدود الأردنية فيما تسيطر قوات النظام بما فيها الفرقة الثالثة والوحدات التابعة لها على شمال المدينة. وتقع نواحي درعا خاصة المعبر الحدودي بيد المقاتلين. وسيطرت وحدات المقاتلين التي عملت كتحالف وأحيانا كفصائل متنافسة على معظم منطقة القنيطرة مما يهدد العاصمة. ويقول الكاتب إن خسارة مدينة القنيطرة ستكون هزيمة رمزية للنظام الذي يحاول الإحتفاظ بها وبسلسلة من القرى التي تقع شمالها. وتحولت الرغبة بالسيطرة على المدينة إلى هم حقيقي لدى المعارضة.
تحالف قوى
وعن القوى العاملة في الجنوب ضد النظام في دمشق فهي تتكون من حوالي 20 ألف مقاتل موزعين على عدد من الفصائل. وفي إحدى العمليات قامت هذه الفصائل بنشر 500 مقاتل مرة واحدة. وتقول مصادر المعارضة إن الجهود في الجنوب تلقى دعما من غرفة العمليات خارج درعا ويقودها العقيد زياد الحريري.
ويقود العمليات التي تهاجم القنيطرة عسكري منشق وهو الكابتن أبو حيدر. وجاء معظم المقاتلين من جبهة ثوار سوريا التي يقودها جمال معروف، ومقاتلي جبهة النصرة الموالية للقاعدة وجماعات سلفية مقاتلة.
ويتمركز المقاتلون الإسلاميون في بلدة جاسم وإنخل وخان الشيخ، مما أدى لتراجع الإقتتال بين الفصائل وسمح للتعاون الذي لم يتوقف بسبب اعتقال جبهة النصرة للعقيد أحمد النعمة في درعا. ولعبت الأسلحة النوعية القليلة التي استخدمت في المعارك كصواريخ ‘تي أو دبليو’ الأمريكية دورا في تدمير دبابات الجيش السوري.
ويرى الكاتب أن زيادة التهديد القادم من الجبهة الجنوبية يشكل معضلة لنظام الأسد، فسحب قوات من الشمال لتعزيز المواقع في الجنوب سيفتح الكثير من المناطق التي أعاد النظام السيطرة عليها لهجمات وتوغلات المقاتلين، ولم يعد لدى النظام قوة احتياط وما يتم تجنيده فهو من المتطوعين وعناصر الميليشيات والمقاتلين التابعين لحزب الله. وفي حالة عجز النظام عن إرسال قوات جديدة للجنوب فقد يخسر القنيطرة مما يهدد مواقع الفرقة التاسعة التي تتمركز في الكسوة وقطنا وكناكر في ريف دمشق.
معضلة الأسد
ويشير إيعاري أن الجبهة الجنوبية قد تكون مهمة في تقرير مصير الصراع، خاصة أن تحالف الفصائل يحاول التأكد في عملياته من استفزاز إسرائيل. ولم يعد للأسد القدرة على حماية المنطقة الجنوبية التي تبدو نقطة ضعفه وليست لديه القدرة على إرسال تعزيزات لحماية المنطقة. ويعي الأسد أيضا تجنب المقاتلين أي مواجهة مع إسرائيل مع أن بعض المعارك تحصل قرب خط الفصل بين البلدين.
ويرى أنه في حالة قامت قوات المعارضة بتحشيد القوات الكافية في الجنوب لربما قررت مصير معركة دمشق.
وحتى يحدث هذا فالمعارضة بحاجة لنشر قوات تقليدية في المنطقة، هو ما لم يحدث بعد، وتحتاج أيضا لدعم عسكري ومعدات متقدمة من الداعمين العرب والغربيين. فهي لا تحتاج الدعم والقوات التقليدية لمواجهة قوات الأسد فقط بل والإحتفاظ بالمناطق ومنع وقوعها بيد الجهاديين كما حدث في الشمال والشرق من البلاد.
“الائتلاف” السوري وفشل الزيارة الأميركية
اسطنبول – عدنان عبد الرزاق
عاد رئيس “الائتلاف الوطني” السوري المعارض، أحمد الجربا، من واشنطن، خالي الوفاض، تماماً مثلما ذهب، باستثناء ظفره بصفة “البعثة الأجنبية” التي بات يحملها مكتب “الائتلاف” في واشنطن ونيويورك، وجملة نصائح جديدة حمّلته إياها إدارة الرئيس باراك أوباما حول ضرورة توحيد المعارضة ومواجهة المتطرفين، ليحمّل بدوره الثورة والمعارضين، الذين منّوا النفس بالزيارة، خيبة جديدة، رغم يقينهم المسبق بأن الإدارة الأميركية “الديمقراطية”، لن تقدم على عمل خارق يخلصهم من الموت اليومي أو من حكم النظام الحالي.
لم يلقَ كلام مدير مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي، جيمس كومي، وتشبيهه ما يجري في سورية بما جرى في أفغانستان بثمانينات وتسعينات القرن الماضي، ما يستحق من قراءة واهتمام، بقدر ما طرب وفد “الائتلاف” لبناء علاقة استراتيجية طويلة المدى بين الولايات المتحدة، و”سورية الجديدة”، مبنية على “المصالح المشتركة”، و”جهود مكافحة الإرهاب ضد المجموعات المتطرفة” و”سبل محاسبة النظام” والحصول على “أسلحة نوعية” تساعد المعارضة لحسم النزاع المسلح مع النظام السوري.
وثمة مَن يرى في سورية وخارجها اليوم، أنه لو اهتم الجربا والائتلاف عموماً، بكلام كومي، لغيّر من برنامج زيارته، أو استخلص على الأقل، تغيّر نظرة الأميركيين، وربما معهم الأوروبيين، للثورة التي غدت حرباً أهلية في نظرهم، وللمعارضة على اعتبار أنها تمثيل منقوص ولا حول لها مع “المتطرفين” ولا قوة، وأن بقاء نظام الأسد هو الحل ولو مرحلياً بالنسبة إليهم، وأن التعايش معه على الجغرافيا التي يحكمها، أمر واقع فرضه “المتطرفون وجنوح الثورة”.
وما اكتفاء الولايات المتحدة بالإعراب عن “اشمئزازها” إزاء ترشح الرئيس بشار الأسد، ووصف الرياض له بـ”اللاديمقراطي”، سوى دليل على ذلك.
وثمة من يعتبر أيضاً أن ترحيب الرياض بإعادة العلاقات مع طهران، ودعوة وزير الخارجية محمد جواد ظريف لزيارتها، وسحب الملف السوري من يد الأمير بندر، في الوقت الذي تزج طهران بكامل طاقاتها وقوتها إلى جانب النظام السوري، هو إشارة أشد وضوحاً إلى احتمال أن تكون زيارة الجربا إلى واشنطن، آخر سهم في جعبة “الائتلاف”، قبل إعادة تدوير الأسد لفترة وراثية ثالثة، بينما تنتهي ولاية الجربا بعد أقل من شهرين.
وفي مقارنة بسيطة، يمكن ملاحظة أن “النصر الدبلوماسي” الذي حققته الزيارة الأميركية بحسب الجربا و”الائتلاف”، يُختصَر بتسهيل التحويلات المالية إلى مصارف الولايات المتحدة، وبنيل مساعدة 27 مليون دولار “معدات غير فتاكة”، بينما أملت المعارضة بالحصول على مضادات للطيران ودروع. أما في المقلب الآخر من الصورة، فتعلن موسكو عن تنفيذ الدفعة الأولى من صفقة طائرات مقاتلة للنظام السوري، تزيد قيمتها عن 100 مليون دولار، من أصل قيمة الصفقة الكلية لـ36 طائرة تبلغ قيمتها 550 مليوناً.
جميع حقوق النشر محفوظة 2014
دمشق: هدنة في القدم والعسالي
صبر درويش
بعد الحصار الطويل الذي أطبقته قوات النظام السوري على حيي القدم والعسالي، جنوب العاصمة دمشق، وقصفه المتواصل لأشهر، توصل النظام وقوات تابعة للجيش الحر، إلى عقد اتفاق يقضي بوقف اطلاق النار بين الطرفين.
المجلس المحلي في القدم والعسالي، أكّد بأنه: “في ظل القصف الممنهج الصاروخي والمدفعي، على مناطق بور سعيد والمادنية وجورة الشريباتي، في حي القدم إضافة لحي العسالي جنوب العاصمة، فقد تم الاتفاق على وقف لإطلاق النار بين قوات الجيش الحر وقوات الأسد”. ويشمل الاتفاق فعلياً، مناطق محددة لمدة أسبوع قابلة للتمديد، وذلك “بحال عدم خرقه، كما تلتزم قوات النظام بإيقاف تام لعمليات تهديم المنازل التي تمارسها في حي القدم”.
لكن الهدنة الهشة، تمّ خرقها مرتين خلال اليومين الماضيين، حين قامت دبابات النظام بقصف حيي المادنية وجورة الشريباتي. بينما جرت اشتباكات في منطقة بور سعيد في القدم.
ويبدو بأن وقف اطلاق النار في القدم والعسالي، يأتي في سياق التمهيد لهدنة أكثر اتساعاً، تكون شبيهة بما حدث مع بقية المناطق المحيطة بالعاصمة دمشق؛ كحي برزة وبلدات يلدا وببيلا. في حين، لا تزال المفاوضات مستمرة حول وضع مدينة الزبداني، ويتوقع أن يتضمن الاتفاق فيها على: عقد هدنة تقضي بوقف اطلاق النار وتأمين المدينة وخروج مقاتلي المعارضة منها، مقابل إخراج المعتقلين الأسرى لدى النظام. وكان أكثر من مئة مقاتل، من قوات المعارضة المسلحة، قد سلموا أنفسهم على دفعتين لقوات النظام في فترة سابقة، على أمل تسوية أوضاعهم وفق بنود الاتفاق الجاري بحثه بين الطرفين.
كل ذلك، يأتي في سياق محاولة النظام إعادة فرض سيطرته على محيط دمشق مستخدماً واحدة من خطتين: إما عقد هدن في المناطق التي يسمح الوضع فيها بذلك، أو استمرار العمليات العسكرية المكثفة، كما يحصل على جبهتي مدينة المليحة وحي جوبر الدمشقي منذ أكثر من شهر ونصف.
وليس خافياً استمرار الحديث عن هدنة في مخيم اليرموك المحاذي للقدم، والتي تقضي بانسحاب المقاتلين من المخيم وجعله منطقة محايدة وآمنة تخلو من السلاح. كما يجري حديث عن مفاوضات تقضي بانسحاب كافة المقاتلين من المنطقة الجنوبية من العاصمة، وانسحابهم مع سلاحهم باتجاه مدينة درعا أو القنيطرة، ولكن كل هذا لم يفضِ إلى خطوات عملية على الأرض بعد.
الكثير من المراقبين يربطون بين اندفاعة نظام الأسد لعقد اتفاقات في محيط العاصمة السورية، وبين تحضيراته للانتخابات الرئاسية المزمع عقدها مطلع شهر حزيران/يونيو المقبل. لكن ذلك لا يمنع من ملاحظة استناد استراتيجية الأسد الحالية، على تأمين منطقة جغرافية كاملة، من الساحل إلى دمشق، وتشكل بالنسبة له: “سوريا المفيدة”.
قتلى في حلب وقصف كثيف على ريف درعا
قتل خمسة مدنيين سوريين وأصيب آخرون جراء سقوط سبعة براميل متفجرة على ريف حلب الشمالي، كما قتل طفل إثر سقوط برميل متفجر على حي بني يزيد في مدينة حلب. كما أدى إلقاء الطيران الحربي برميلاً متفجراً على مدينة حريتان بريف حلب الشمالي إلى عدد من القتلى والجرحى، وفق ما ذكرت شبكة سوريا مباشر.
وفي ريف درعا تسبب قصف كثيف لقوات النظام براجمات الصواريخ وبالمدفعية على بلدات جاسم وتسيل في مقتل عدد من المدنيين وجرح آخرين. ويقول اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن طائرات حربية شنت 15 غارة على مدينة نوى في الريف نفسه، والتي تعرضت أيضا لقصف عشوائي بالصواريخ.
وبث ناشطون فيديوهات تظهر عشرات من الجرحى نقلوا إلى المستشفى الميداني في مدينة جاسم كانوا قد سقطوا نتيجة البراميل المتفجرة التي استهدفت انخل، فضلا عن الدمار الواسع الذي خلفته حيث سوت منازل بأكملها بالأرض.
صد تسلل
وتمكن الجيش الحر من التصدي لمحاولة تسلل قوات الجيش النظامي من الجهة الغربية لمدينة نوى، وقد سقط في هذه العملية العشرات من جنود النظام بين قتيل وجريح.
وفي ريف إدلب جرح ستة مدنيين إثر سقوط صاروخ على مدينة معرة النعمان، كما تعرضت مدينة بنش في الريف نفسه لغارة جوية.
من جانب آخر، قال مكتب دمشق الإعلامي إن الطيران الحربي شن غارات على حي جوبر شرقي العاصمة دمشق، وعلى بلدة الملحة الملاصقة له بالريف الشرقي، وسط اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في المنطقتين لليوم الرابع والخمسين على التوالي، والتي أسفرت عن مقتل أربعة جنود وجرح آخرين.
وقصفت قوات النظام ساحة الأوقاف في العاصمة دمشق ومحيطها بالأسطوانات المتفجرة تزامناً مع عمليات قنص متبادلة على الجبهة الشمالية لمدينة داريا بريف دمشق. وقالت سوريا مباشر إن منطقة المنشية في مزارع مخيم خان الشيح ومدينة داريا بالريف الغربي ومدينتي دوما وعين ترما بالريف الشرقي في الغوطة الغربية، تعرضت لغارات بالبراميل المتفجرة.
ريف دمشق
وفي المليحة بريف دمشق، بث ناشطون صوراً على الإنترنت تظهر حجم الدمار الذي تعرضت له المدينة نتيجة القصف اليومي المستمر من قوات النظام والاشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة، وقد دمرت أحياء بكاملها في المدينة الملاصقة لدمشق من الجهة الشرقية. وتتعرض المليحة للقصف لمنع أي تقدم للمعارضة باتجاه دمشق.
وفي حلب، قال ناشطون إن قوات المعارضة استهدفت تجمعات لقوات النظام في حي الخالدية شمالي مدينة حلب، وبث الناشطون صوراً تظهر استهداف مبنى إدارة الدفاع المدني التابع للنظام.
واستعملت قوات المعارضة أسلحة ثقيلة في قصف مقار النظام ومنها أسلحة محلية الصنع. ويعتبر حي الخالدية بوابة المدينة الشمالية، حيث يسعى كل من المعارضة والنظام إلى إحكام السيطرة عليه.
كما تدور في منطقة البريج شمال شرقي حلب معارك عنيفة بين المعارضة والنظام، إذ تحاول الأولى صد تقدم الثاني في المنطقة.
اشتباكات وانشقاق
وأورد مركز حماة الإعلامي أن الجيش الحر استهدف بالمدفعية تجمعات للنظام حول رحبة خطاب العسكرية بريف حماة، كما دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والنظام في محيط مدينة مورك بريف حماة الشمالي، وقتل فيها عدد من قوات النظام، وانشق منهم ثلاثة عناصر وانضموا للمعارضة.
وفي ريف اللاذقية، استهدفت كتائب المعارضة بمدفع محلي الصنع قوات النظام المتمركزة في قمة تشالما. وذكر مسار برس أن كتائب الثوار دمرت دبابة كانت تحاول التقدم نحو منطقة النبعين قرب كسب في ريف اللاذقية.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014
إغاثة السوريين.. مهمة إنسانية في حقل ملغوم
خليل مبروك-إسطنبول
لن ينسى الشاب أسامة خالد أصوات رفاق السجن الذين كانوا يصرخون تحت التعذيب. لكنه لا يتذكر صورهم ولا وجوههم، فقد أمضى شهرا من الاعتقال معصوب العينيين معزولا في زنزانة انفرادية في سجن عسكري بريف الحسكة في سوريا.
بدأت الحكاية -كما يقول خالد للجزيرة نت- عندما تلقى قاطرة مساعدات وتمكن من توزيع محتوياتها المكونة من 700 سلة غذائية على المحتاجين من الأيتام والأرامل والنازحين في مدينته القامشلي، لكن الثمن الذي دفعه لقاء ذلك كان كبيرا جدا.
اعتقل خالد وتعرض لأقسى أشكال التعذيب بغية إجباره على الاعتراف بمصدر المعونات التي قام بتوزيعها وكيفية نقلها وهوية من يساعدونه في إيصالها لمستحقيها.
ويضيف أنه كان يمضي حوالي عشرين ساعة في اليوم معلقا في الزنزانة، ويجبر على الوقوف لفترات طويلة، ويسمع صرخات بقية الأسرى الذين كانوا يتعرضون لأصناف أخرى من التعذيب.
مواصلة الجهود
تكللت جهود الوساطة المحلية وتدخلات المعارف والأقارب بالإفراج عن أسامة الذي غادر الأراضي السورية ليواصل العمل في مجال الإغاثة من إسطنبول.
لكن آخرين لم يكتب لهم نفس المصير ومن بينهم سوري آخر كان يقود شاحنة مساعدات إنسانية مقدمة من هيئة الإغاثة التركية، تعرضت للقصف من قبل طائرات النظام الجمعة الماضي بينما كانت في طريقها إلى مدينة حلب، فقتل السائق وجرح آخران كانا معه، واحترقت الشاحنة بكل ما فيها قبل أن تصل مواد الإغاثة إلى مستحقيها.
ولم يمنع القصف الذي تعرضت له الشاحنة منظمات الإغاثة من مواصلة أنشطتها على الأرض السورية، فقد أعلنت هيئة الإغاثة التركية أن هذا القصف لن يؤثر على جهودها في تقديم خدماتها للمواطنين السوريين في كل الظروف.
وأرسلت منظمة يد العون التركية في اليوم التالي للقصف قافلة مساعدات إلى سوريا تتكون من 37 شاحنةً محملةً بالمواد الغذائية والأدوية والبطانيات، إضافةً إلى 10 سيارات إسعاف.
وتتوالى الأنباء عن شاحنات وقوافل مساعدات تتحرك يوميا من داخل المحافظات التركية المختلفة لنقل الإغاثة إلى السوريين في مدنهم وقراهم.
اعتقال وتعذيب
ويروي رئيس جمعية النور مهدي داود قصصا حول معاناة سفراء الإغاثة أثناء نقلهم للمساعدات الإنسانية إلى داخل سوريا، مؤكدا أن بعضهم تعرض للقصف وإطلاق الرصاص، فيما أسر آخرون وعذبوا وأهينوا.
ويوضح داود أنه اعتقل مع اثنين من العاملين في هذا المجال أثناء نقلهم المساعدات إلى منطقة عفرين بسوريا.
ويؤكد للجزيرة نت أن من يعمل في مجال نقل المساعدات إلى الداخل السوري يكرس حياته لهذا الغرض، وهو يعلم حجم المصاعب التي قد يواجهها.
ويقول داود إن أغلب جهد الجمعية ينصب على توجيه مساعدات الإغاثة إلى الداخل السوري، حيث سيرت منذ بداية هذا العام 76 شاحنةً محملةً بالغذاء والكسوة والدواء لتوزع على 15 مركزا أعدت لهذا الغرض هناك، وافتتح آخرها الأسبوع الماضي في قورين الواقعة بريف أريحا بمحافظة درعا.
ويشير داود إلى أن الإغاثة تجمع من المتبرعين وتنقل إلى مستودعات الجمعية حيث تفرز وتصنف، ثم ترحل إلى وجهتها داخل سوريا عبر الحدود في شاحنات يقودها عاملون في هذا المجال، ويستقبلها نشطاء يعملون مع الجمعية، ويقومون بتوزيعها على المحتاجين.
ويوضح ما يسميه “الإغاثة الإنتاجية” بالقول إنها تعتمد على منح السكان القدرة على إقامة مشاريع خاصة يعيلون أنفسهم من ريعها مثل مشروع الزيتون الذي تستثمر فيه الجمعية نحو 3000 شجرة زيتون يوزع ثمن إنتاجها على الأيتام.
أما الشاب حسين، فهو ناشط آخر يتنقل بين إسطنبول والداخل السوري مع قوافل تقل الغذاء والكساء والدواء للمحتاجين.
لم يسبق لحسين أن تعرض لأي مكروه في رحلاته الإنسانية، لكن الكثير من التفاصيل التي يسمعها عما يلاقيه زملاؤه من متاعب لم تدفعه للتفكير في التوقف عن هذا النشاط.
سمع حسين بوفاة أحد زملاء المهنة في قصف الجمعة الماضي وتأثر لهذا الخبر كثيرا، لكن ردة فعله تمثلت بالاستعداد لنقل المزيد من المعونات إلى سوريا.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014
سوريا.. قصف بدرعا وغارات على ريف دمشق
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
شن الطيران الحربي السوري غارات على مناطق مختلفة في محافظة درعا جنوبي سوريا، حيث قال ناشطون إن عشرات القتلى والجرحى سقطوا جراء الغارات على مستشفى ميداني في مدينة جاسم.
وفي المقابل أعلن الجيش الحر، أنه بدأ قتاله لتحرير حي المنشية، أخر معاقل القوات الحكومية في درعا البلد، حيث نسف المعارضون المسلحون مقر عمليات الجيش الحكومي، وعدة مبان في حي المنشية عن طريق حفر نفق أسفل المباني.
هذا فيما يواصل الجيش السوري، القصف مجددا على بلدة المليحة في ريف دمشق، حيث أحصى ناشطون أكثر من 300 غارة على البلدة.
وفي الوقت ذاته، قصفت قوات المعارضة المسلحة، مواقع للجيش بصواريخ الكاتيوشا، وقامت كتائب المقاتلين المعارضين بعمليات تمشيط في بساتين بلدة المليحة.
وجددت القوات السورية في دير الزور، قصفها بالمدفعية الثقيلة على الأحياء التي استولت عليها المعارضة المسلحة، حيث تركز القصف على حيي الحويقة والحميدية.
فيما جرى تبادل لإطلاق النار بين الجيشين الحر والحكومي على أسوار مطار دير الزور العسكري، حيث استهدف قصف مدفعي حكومي الطريق الدولي جنوب مطار دير الزور الذي يخضع لسيطرة الجيش الحر.
دمشق: جوقة “أعداء سوريا” اتفقت على دعم الإرهاب وتعطيل الانتخابات
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — وصفت وسائل إعلام سورية، الجمعة، مجموعة أصدقاء سوريا، عقب اجتماع لندن الذي قررت فيه المجموعة زيادة دعمها للجناح “المعتدل” من المعارضة السورية، , بـ”جوقة أعداء سوريا التي اتفقت على الاستمرار في دعم الإرهاب ومحاولة تعطيل استحقاق الانتخابات الرئاسية.”
وأوردت وكالة الأنباء الرسمية السورية، سانا، إن جوقة الأعداء ” الذين يسمون أنفسهم “الأصدقاء” تركزت في هذا الاجتماع على مسألة الانتخابات الرئاسية وسير الدولة السورية إلى انجازها في مواعيدها الدستورية فانبرى وزير خارجية بريطانيا الاستعمارية، ويليام هيغ، للتعبير عن تنديده بإجراء هذه الانتخابات في حزيران القادم معتبر أن هذا الأمر يتنافى مع بيان جنيف.”
والخميس، دانت مجموعة “أصدقاء سوريا” – لندن 11 – في بيانهم الختامي، الانتخابات الرئاسية في سوريا, واصفة إياها بانها “غير مشروعة”، مضيفة: ” هذه الانتخابات فيها سخرية من أرواح الأبرياء الذين سقطوا قتلى في الصراع، وتتنافى مع إعلان جنيف وفيها استهزاء بالديموقراطية.”
وتابع البيان: “بموجب القواعد التي حددها النظام، سوف يُحرم ملايين السوريين من المشاركة السياسية. ونحن ندعو كافة أعضاء المجتمع الدولي لرفض هذه الانتخابات غير الشرعية.”
وردت سوريا، وبحسب تقرير سانا، على دعوة المجموعة، بمهاجمة وزير الخارجية البريطاني، الذي استضافت بلاده الاجتماع: ” تحريض هيغ الذي تحدث بلسان جوقة الأعداء لإفشال الانتخابات الرئاسية في سورية تجلى بشكل واضح من خلال دعوة ما أسماه المجتمع الدولي إلى “عدم الاعتراف بهذه الانتخابات” والسير مع ما اتخذته بلاده والولايات المتحدة والجامعة العربية بهذا الشأن مؤكداً في الوقت ذاته اتفاق جوقة أعداء الشعب السوري على “اتخاذ التدابير الموحدة من خلال استراتيجية فعالة لزيادة المساعدات للمعارضة ومجموعاتها”.
وتابع التقرير: “الاستمرار في دعم الإرهاب ومضاعفته والتدخل في شؤون سوريا الداخلية ومحاولة تعطيل استحقاق الانتخابات الرئاسية لمنع صوت الشعب السوري من الظهور إضافة إلى زيادة المساعدات القاتلة للمجموعات الإرهابية مع القليل من التباكي كالعادة على المعاناة والأوضاع الإنسانية في سوريا هذا ما خرجت به جوقة أعداء سوريا عبر بيان قصير لخص العدوانية التي تقوم بها هذه الدول منذ ما يقارب الأربع سنوات ضد سوريا وشعبها لمنع أي حل سياسي أو ديمقراطي يقول فيه السوريون كلمتهم ويؤكد قدرتهم على تجاوز الأزمة.”
واتفقت مجموعة “أصدقاء سوريا”: “بالإجماع على اتخاذ المزيد من الخطوات معا، عبر استراتيجية منسقة، لأجل: زيادة دعم الائتلاف الوطني الذي يمثل المعارضة المعتدلة، ومجلسه العسكري الأعلى والجماعات المسلحة المعتدلة المرتبطة به؛ ومحاسبة نظام الأسد على الإرهاب الذي يمارسه ضد شعبه وينشره في أنحاء المنطقة، بما في ذلك بإحالته من خلال مجلس الأمن للمحكمة الجنائية الدولية؛ ومكافحة قوات التطرف المتنامية؛ وإتمام إزالة الأسلحة الكيماوية من سوريا”، طبقاً لبيان المجموعة المنشور بموقع وزارة الخارجية البريطانية.
ومن جانبه، وصف اللائتلاف الوطني السوري، وعلى لسان المتحدث باسمه لؤي صافي، الاجتماع بأنه ” محاولة جديدة من جانب المجتمع الدولي لإيقاظ الحل السياسي الذي دخل في سبات عميق، نتيجة المواقف المتعنتة لنظام الأسد في جنيف.”
الناطق باسم الائتلاف: طهران أنفقت 12 مليار دولار ليصبح النظام السوري “محمية” إيرانية
روما (16 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قال الناطق باسم ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية إن استمرار النظام يعود إلى أنه تحول إلى “محمية إيرانية”، وأكّد أن “إيران أنفقت حتى الآن 12 مليار دولار لدعمه”
وحول طرح بعض أطراف المعارضة السورية أن يتم التمديد للأسد سنتين بدلاً من إجرائها الآن، قال لؤي صافي لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إن انتخابات الرئاسة لم تكن يوماً من الأيام معبّرة عن الإرادة الشعبية بسبب تحكم الأجهزة الأمنية في إجراءاتها تحكماً كاملاً، وتأخير الانتخابات أو إلغائها كلياً لن يغير من حقيقة الوضع السوري شيئاً طالما بقي نظام الأسد هو المتحكم بالسلطة، فالانتخابات في سورية لم تكن خلال العقود الخمسة الماضية من حكم أسرة الأسد ديمقراطية لأنها تفتقر لشرطي الحرية والنزاهة”، حسب تأكيده.
ورأى “إن إصرار نظام الأسد على إجرائها في حالة الفوضى والاقتتال التي تعم معظم المناطق السورية له دلالات كاشفة لطبيعة النظام وتوظيفه المستمر للانتخابات الشكلية ليتمكن من ادعاء شرعية لا يملكها، فهي من ناحية تؤكد أن الانتخابات في وعي قيادات النظام خطوة رمزية منفصلة كلياً عن الواقع، وهذا يفسر استهتاره الكامل بالمواقف المحلية والدولية، ومن ناحية أخرى يؤكد إصرار النظام إجراء الانتخابات رغم الظروف العملية التي تجعل قيام انتخابات حقيقة مستحيلاً على أنه يسعى إلى إلغاء أي جهود دولية لتنفيذ القرار 2118 الذي يُلزم الأطراف المتصارعة بالدخول في عملية انتقالية، تقودها هيئة حاكمة انتقالية بديلة للنظام”، على حد تعبيره
وعن الخطوات التي ستقوم بها المعارضة لمواجهة الانتخابات، قال صافي “إن خيارات المعارضة محدودة بسبب غياب الدعم الدولي الحقيقي واعتمادها على إمكانياتها الذاتية القليلة، إضافة إلى الدعم المحدود الذي تتلقاه الثورة من دول شقيقة، وجهود المعارضة تتركز على الاستمرار في تسليط الضوء على زيف نظام الأسد وطبيعته المراوغة، والسعي لدفع دول الداعمة لاتخاذ مواقف متقدمة لدعم الثورة والضغط على النظام ورعاته من جهة، وعلى تنظيم صفوفها ودعم جهود الحكومة المؤقتة لتوسيع دائرة خدماتها داخل المناطق المحررة”
وحول مصادر قوة إصرار النظام على إجراء الانتخابات رغم الرفض الدولي لها، قال المعارض السوري “لقد دمّر النظام القوة العسكرية الذاتية نتيجة رعونته واستهتاره بالشعب السوري، ويعتمد حالياً في حربه ضد الشعب السوري الحر على كتائب طائفية من إيران والعراق ولبنان، وعلى السلاح الذي يوفره له الروس والإيرانيين، بأموال إيرانية، لقد أنفقت إيران حتى الآن 12 مليار دولار لدعم النظام، بمعنى آخر النظام لا يمتلك من القوة إلا قوة البطش الهمجي، ولكن استمراره يعود إلى أنه تحول إلى محمية إيرانية”، على حد تعبيره.
وحول الموقف الغربي الذي لم يتجاوز حدود التنديد بالانتخابات، قال صافي “إن تنديد الغرب لم يضف الكثير لأن النظام والشعب السوري والعالم سمع من التنديد الكثير. إن تأثير الغرب يرتبط بالخطوات العملية التي يقوم بها، كالحصار الاقتصادي للنخبة الحاكمة وداعميها من رجال الأعمال، أو رفض السماح للسفارات بإجراء انتخابات زائفة في العواصم الغربية، ولكن هذه الخطوات مع الأسف قليلة جداً ولا تكفي لوضع حد لجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية الذي يستمر بارتكابها يومياً ضد المدن والقرى الآمنة وعلى مرأى العالم ومسمعه”.