أحداث الجمعة 20 كانون الأول 2013
بوادر خلاف بين موسكو ودمشق حول ترشح الأسد
لندن، نيويورك، موسكو، جنيف، الجزائر، دمشق – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
ظهرت للمرة الأولى إلى العلن، بوادر خلاف بين موسكو ودمشق إزاء ترشح الرئيس بشار الأسد في الانتخابات الرئاسية في منتصف العام المقبل. إذ اتهمت روسيا الأسد بـ «تأجيج التوتر» لدى إعلانه نيته الترشح إلى هذه الانتخابات وسط الجهود الدولية لتنظيم انعقاد مؤتمر «جنيف 2».
وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في مقابلة أجرتها معه وكالة «إنترفاكس» أن تصريحات الأسد من أنه سيرشح نفسه للانتخابات «تؤجج التوتر ولا تساهم بتاتاً في تهدئة الوضع».
وأعلن النظام السوري مراراً أن من حق الأسد أن يترشح إلى الانتخابات الرئاسية في 2014. ورداً على سؤال بشان نواياه الانتخابية، قال الأسد في مقابلة في نهاية تشرين الأول (اكتوبر) الماضي: «لا أرى أي مانع من الترشح للانتخابات المقبلة». وأثارت هذه التصريحات غضب المعارضة السورية التي تطالب برحيل الرئيس السوري كأحد الشروط الأساسية لفتح مفاوضات مع النظام.
ودعا بوغدانوف الرئيس السوري والمعارضة إلى عدم تصعيد التوتر قبل «جنيف» في 22 كانون الثاني (يناير) المقبل. وقال: «نعتبر أنه عشية مفاوضات من الأفضل عدم الإدلاء بتصريحات من شأنها أن تثير استياء أي كان وتثير غضباً أو ردوداً».
وسارعت دمشق للرد على كلام بوغدانوف. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن نائب وزير الخارجية فيصل المقداد قوله: «اسأل المعارضة لماذا لا يحق لمواطن سوري أن يترشح. من يمكنه أن يمنعه؟ لكل مواطن سوري الحق في أن يكون مرشحاً».
من جهتها، قالت مصادر ديبلوماسية غربية لـ «الحياة» إن الجانب الأميركي أبلغ نظيره الروسي أنه في حال أجرى الأسد الانتخابات الرئاسية، فإن واشنطن ستعتبرها «غير شرعية، ومعيقة للجهود الرامية لتشكيل حكومة انتقالية وتنفيذ بيان جنيف الأول»، علماً ان الدستور السوري الذي أقر في العام الماضي ينص على إجراء الانتخابات قبل ما بين 60 و90 يوماً من انتهاء الولاية الرئاسية في 17 تموز (يوليو) المقبل.
وبدأ المبعوث الدولي – العربي الأخضر الإبراهيمي أمس لقاءاته مع قوى سورية قبل لقائه اليوم مع مسؤولين روس وأميركيين للتحضير للمؤتمر الدولي. وطالب الإبراهيمي بالإفراج عن أربعة ناشطين سوريين بارزين بينهم رزان زيتونة، الذين خطفهم مجهولون في وقت سابق من هذا الشهر قرب دمشق. وانتقد اعتقال رجاء الناصر، المسؤول في «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي»، وهي إحدى مكونات معارضة الداخل. والتقى الإبراهيمي رئيس «المنبر الديموقراطي» سمير عيطة.
وأشارت مصادر إلى أن الإبراهيمي لمح في لقائه سوريين إلى احتمال تأجيل «جنيف 2» إلى بداية شباط (فبراير) المقبل.
وقال زعماء سياسيون أكراد إنهم يطالبون بأن يمثلهم وفد مستقل عن الحكومة والمعارضة في المؤتمر. ويقول الأكراد إنهم بحاجة إلى تمثيل مستقل لأن مطالبهم في المفاوضات بشأن مستقبل سورية متميزة عن مطالب الحكومة و «الائتلاف الوطني السوري» المعارض. وقال رئيس «الحزب الديموقراطي التقدمي» عبد الحميد درويش إن الأطراف الكردية اتفقت بعد محادثات في أربيل «على وفد مشترك يشكل من الأحزاب الكردية الرئيسية، وأضاف أن الزعماء الأكراد سيعرضون مطلبهم على الإبراهيمي لكنهم سيسعون أيضاً لإقناع الولايات المتحدة والدول التي تدعم قتال المعارضة السورية للأسد.
من جهته، قال وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية في مؤتمر صحافي بمناسبة زيارته للجزائر، إنه «لا يوجد غير الحل السياسي» للخروج من الأزمة في سورية. وأضاف: «في البداية كنا ندعو إلى حل سلمي لكن النظام السوري لم يستجب، لذلك دعونا إلى حل سياسي. ولا يوجد غير الحل السياسي للخروج من الأزمة السورية، ونحن ندعم هذا الحل».
وفي نيويورك، أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة أول من أمس بغالبية 127 صوتاً مشروع القرار الذي تقدمت به السعودية ويعبّر عن غضب المجتمع الدولي من الانتهاكات الواسعة والمنظمة لحقوق الإنسان التي تقوم بها السلطات السورية. ويعد مشروع القرار الذي قدمته المملكة بالنيابة عن عشرات الدول، بينها الولايات المتحدة، واحداً من أقوى الانتقادات للنظام السوري، وأجيز بأغلبية 127 صوتاً في مقابل 13، وامتناع 47 دولة عن التصويت. وعبّر القرار عن القلق الكبير من انتشار التطرف ووجود مجموعات متطرفة في سورية.
وواصل الطيران الحربي السوري لليوم الخامس شن غارات على مناطق في مدينة حلب بشمال البلاد، موسعاً قصفه الجوي أمس ليطاول مناطق في ريف حلب قرب حدود تركيا، وسط تأكيد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» سقوط 161 قتيلا منذ الأحد وحتى الأربعاء.
وتقود الولايات المتحدة حملة لدفع مجلس الأمن إلى إصدار بيان يدين تصاعد العنف في سورية، وفق ما أفاد ديبلوماسيون غربيون في نيويورك. ويعرب مشروع البيان الذي أعده ديبلوماسيون أميركيون عن «استياء» المجلس من الهجوم الذي يشنه الطيران على مدينة حلب.
وأورد مشروع القرار الذي حصلت «فرانس برس» على نسخة منه، أن مجلس الأمن «يعرب عن استيائه من الغارات الجوية التي لجات إليها الحكومة السورية، وخصوصاً استخدام الأسلحة الثقيلة وبينها صواريخ سكود و «براميل المتفجرات» التي ألقيت على حلب بين 15 و18 كانون الأول (ديسمبر) الجاري وأسفرت عن أكثر من مئة قتيل بينهم العديد من الأطفال». ويدعو كل الأطراف «وخصوصاً الحكومة السورية» إلى احترام بيان سابق صدر في الثاني من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وطالب دمشق بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
لافروف: الغرب قلق من اسقاط الاسد
موسكو – رويترز
نقلت وكالة الاعلام الروسية عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله ان “قلق الديبلوماسيين الغربيين يزداد وانهم يقولون ان بقاء الرئيس السوري بشار الاسد في السلطة، هو خيار أفضل لسورية من ان يحكمها متشددون اسلاميون”.
ونشرت الوكالة مقابلة مع لافروف قال فيها “لا يقتصر الامر على الاجتماعات الخاصة بل يحدث هذا أيضا في تصريحات علنية، الفكرة تخطر على اذهان بعض الزملاء الغربيين، بقاء الاسد في منصبه أقل خطراً على سورية من استيلاء الارهابيين على البلاد”.
مسؤول غربي لـ «الحياة»: «الجبهة الاسلامية» ألغت لقاء فورد خوفاً من «داعش»
لندن – إبراهيم حميدي
قال مسؤول غربي رفيع لـ «الحياة» ان «الجبهة الاسلامية» رفضت لقاء السفير الاميركي روبرت فورد بسبب تسريب الحديث عن الاجتماع الى وسائل الإعلام وبسبب خوف قادة الجبهة من الانتقادات التي وجهها مسؤولون في «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) واتهام الجبهة بأنها «صحوة سورية وعميلة» للغرب.
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قال في مؤتمر صحافي في مانيلا إن اللقاء «ممكن» مع قادة «الجبهة الإسلامية». لكن فورد اعلن امس: «إن الجبهة الإسلامية رفضت الجلوس معنا من دون ذكر الأسباب لذلك. نحن مستعدون للجلوس معهم، لأننا نتحدث مع جميع الأطراف والمجموعات السياسية في سورية».
وكانت أكبر ستة تنظيمات مسلحة بينها «صقور الشام» بزعامة احمد عيسى و «أحرار الشام» بزعامة حسان عبود (ابو عبد الله الحموي) و «لواء التوحيد» و «جيش الإسلام» بزعامة زهران علوش، توحدت في 22 الشهر الماضي في «الجبهة الإسلامية» التي باتت أكبر فصيل معارض للنظام في سورية مع عشرات الآلاف من المقاتلين. وأعلنت الولايات المتحدة الإثنين أنها لا ترفض إجراء لقاءات مع «الجبهة الإسلامية» التي لا ترتبط بأي علاقة مع تنظيم «القاعدة».
وكشف المسؤول الغربي ان الدول الغربية ابدت اهتماماً بإجراء لقاءات مع قادة «الجبهة الاسلامية» وأن لقاء رفيع المستوى حصل قبل اسابيع في انقرة بين قادة «الجبهة» وممثلي مجموعة لندن في «مجموعة اصدقاء سورية»، باعتبار ان هذه الفصائل «تشكل كتلة رئيسة من مقاتلي المعارضة ولا بد من الحصول على دعمها لعملية السلام في مؤتمر «جنيف2» ولضمان تنفيذ اي نتائج تسفر عنه لاحقاً».
وكانت واشنطن ولندن علقتا مساعداتهما بالتجهيزات غير القاتلة لـ «الجيش الحر» في شمال سورية قرب حدود تركيا بعد استيلاء «الجبهة الإسلامية» على منشآت لهذا الجيش في معبر باب الهوى السوري قرب حدود تركيا.
وأوضح المسؤول ان «فرنسا وبريطانيا وأميركا طلبت لقاء مع قادة «الجبهة الاسلامية» وأن الموعد حدد امس، لكن فرنسا تراجعت لاحقاً عن موافقتها واتخذت قراراً سياسياً بعدم الحوار مع «الجبهة» لقناعتها بأن هذا الحوار يضعف «الجيش الحر» ثم اصبح الموقف البريطاني مشابهاً للموقف الفرنسي، غير ان فورد بقي على موقفه بعقد لقاء مع قادة التكتل الاسلامي». وتابع المسؤول: «تسريب الخبر للإعلام والحملة التي شنّها مقربون من الدولة الاسلامية، دفعا الجبهة الى إلغاء اللقاء».
وكان المسؤول السياسي في «الجبهة الإسلامية» وزعيم «أحرار الشام» حسان عبود أقر على حسابه في «تويتر» بأنه التقى مسؤولين غربيين. وقال: «قبل أن تقوم الجبهة الإسلامية بأسابيع، التقى عدد من الثوار مع ممثلين عن مؤتمر أصدقاء سورية وأبلغوهم أن الثورة ماضية والحل يمر عبر إسقاط النظام» السوري، ذلك في سياق الدفاع عن الانتقادات التي تعرض لها من محسوبين على «داعش» واعتبار «الجبهة الاسلامية» بمثابة «عملاء» للغرب او انهم بمثابة «صحوة سورية» يروج لها الاميركيون لقتال «داعش» كما فعلت اميركا في العراق بعد العام 2003.
وكانت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) نقلت عن ناطق باسم وزارة الخارجية أن الأخيرة «تستغرب» ما ورد على لسان كيري الذي «أكد عزم الولايات المتحدة إجراء محادثات مع تنظيم الجبهة الإسلامية الإرهابي». كما ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انتقد نية واشنطن فتح حوار مع «الجبهة الاسلامية».
ودافع فورد خلال لقائه امس مع قادة «المجلس الوطني السوري» المعارض في اسطنبول عن عزم واشنطن فتح اقنية حوار مباشر مع «الجبهة الاسلامية» باعتبار ان لها دوراً فاعلاً لا يمكن تجاوزه، ذلك بعدما اعرب عن دهشته لإلغاء قادتها الاجتماع في آخر لحظة امس.
ادريس: الجيش الحر يعمل على توحيد صفوفه في مواجهة الأسد
بيروت – أ ف ب
اعلن رئيس اركان الجيش السوري الحر اللواء سليم ادريس العمل على “توحيد صفوف” المقاتلين المعارضين لنظام الرئيس بشار الاسد، فيما يشهد الميدان تراجع حضور هذا الجيش، في مقابل تصاعد نفوذ المجموعات الاسلامية والجهاديين بعد نحو اسبوعين من سيطرة مقاتلين اسلاميين على مخازن اسلحة تابعة لمقاتليه قرب الحدود التركية.
وقال إدريس في تسجيل مصور ان “رئاسة الاركان للقوى العسكرية والثورية تؤكد للجميع على انها تعمل على متابعة تأمين الامداد العسكري والاغاثي للمقاتلين، وعلى درء الفتن وتوحيد الصفوف واستيعاب كافة المقاتلين على الارض، المؤمنين باهداف ثورة الشعب السوري”.
وتوجه الى “كافة القادة عسكريين وثوريين، طالبين منهم التوحد صفا واحدا في مواجهة الظلم والطغيان”، قائلاً: “اننا نبادر ونمد يدنا للجميع نعتبر كل المقاتلين الثوار في وجه نظام (الرئيس السوري) بشار (الاسد) المجرم اخوتنا وابناءنا”.
وجاءت التصريحات بعد نحو اسبوعين من سيطرة “الجبهة الاسلامية” التي شكلت حديثاً من مجموعات اسلامية بارزة، على مخازن اسلحة تابعة لهيئة الاركان على مقربة من الحدود التركية في 7 كانون الاول (ديسمبر) الجاري.
وتشكلت الجبهة في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، في اكبر تجمع لقوى اسلامية يهدف الى اسقاط الرئيس الاسد وبناء دولة اسلامية. ومن ابرز هذه المجموعات “لواء التوحيد” وجيش الاسلام وحركة “احرار الشام”.
وعد تشكيل الجبهة نكسة للجيش الحر، الذي كان يشكل مظلة لغالبية مقاتلي المعارضة، خصوصاً انه ادى الى حرمانه من مجموعتين اساسيتين هما “لواء التوحيد” الناشط في محافظة حلب، و”جيش الاسلام” الذي يقاتل خصوصاً في ريف دمشق.
وادت سيطرة الجبهة على المخازن الى تعليق واشنطن ولندن مساعداتهما غير الفتاكة للشمال السوري الى المجموعات المصنفة “معتدلة”، وذلك خشية وقوعها في يد الجماعات المتطرفة.
وتتبع هيئة الاركان للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، ابرز مكونات المعارضة السورية المدعومة من دول غربية عدة ابرزها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.
لقاء بين الإبراهيمي والوفدين الأميركي والروسي تحضيراً لـ”جنيف 2“
الأمم المتحدة – يو بي أي
بدأت في جنيف مباحثات ثلاثية بين المبعوث الأممي والعربي المشترك إلى سورية الأخضر الإبراهيمي و الوفدين الروسي والأميركي تحضيراً لمؤتمر “جنيف 2” حول سورية المقرر عقده في 22 كانون الثاني (يناير) المقبل.
وبدأ اللقاء الثلاثي التحضيري لمؤتمر “جنيف 2” في مقر الأمم المتحدة في جنيف.
وكانت الناطقة باسم الإبراهيمي خولة مطر ذكرت الثلاثاء الفائت أن “المبعوث الأممي يأمل في أن يتوصل اللقاء الثلاثي إلى الاتفاق على البلدان والوفود التي ستشارك في المؤتمر الدولي المقبل حول سورية”.
انتقاد روسي ثم نفي لإعلان الأسد احتمال ترشحه للرئاسة دمشق تؤكد حقه في ذلك وواشنطن لا ترى له مكاناً
(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ، روسيا اليوم)
أثار تصريح نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف بأن حديث الرئيس السوري بشار الاسد عن احتمال ترشحه للرئاسة سنة 2014 يؤجج التوتر ولا يساهم في التهدئة، جدلاً بعد رد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الذي قال إن أحداً لا يمكنه أن يمنع الاسد من الترشح للانتخابات، ثم صدور نفي من السفارة الروسية في دمشق لما ورد على لسان بوغدانوف، وتأكيد ان أي تغيير لم يطرأ على الموقف الروسي القائم على ان مستقبل سوريا يجب ان يقرره السوريون أنفسهم.
وقال بوغدانوف في مقابلة أجرتها معه وكالة “انترفاكس” الروسية المستقلة ان “مثل هذه التصريحات (للاسد) تؤجج التوتر ولا تساهم بتاتا في تهدئة الوضع”.
وكان الاسد سئل في نهاية تشرين الاول هل يعتزم الترشح للرئاسة، فأجاب :”لا أرى أي مانع من الترشح للانتخابات المقبلة”.
ودعا بوغدانوف الرئيس السوري والمعارضة الى عدم تصعيد التوتر قبل مؤتمر جنيف 2 للسلام في سوريا المقرر في 22 كانون الثاني 2014 في سويسرا، قائلاً: “نرى انه عشية مفاوضات من الافضل عدم الادلاء بتصريحات من شأنها ان تثير استياء أي كان وتثير غضبا او ردوداً”.
لكنه لاحظ انه في ظل الوضع الحالي في سوريا وتشتت المعارضة وتشددها، يمكن اسقاط نظام الاسد أن يؤدي الى تداعيات خطيرة جدا على البلاد، وقال: “لنفترض أن النظام ضعف… وتكبدت قواته المسلحة خسائر… وهذا ما سيستغله المقاتلون في الكثير من المنظمات المتشددة التي ستهاجم دمشق وستسيطر على عدد كبير من المواقع بينها الادارات الحكومية”.
وأشار الى أن رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” أحمد الجربا يمكن أن يزور روسيا مطلع كانون الثاني المقبل.
وأمل أن يكون اللقاء الثلاثي اليوم لممثلين لروسيا والولايات المتحدة والامم المتحدة تحضيراً لمؤتمر جنيف 2 الأخير قبل الانعقاد. وأوضح أنه من المقرر ان تجرى الى جانب اللقاء الثلاثي مشاورات بمشاركة اعضاء في مجلس الامن فرنسا وبريطانيا والصين و”عدا ذلك سيكون هناك لقاء مع وفد من الدول المجاورة لسوريا اقصد تركيا ولبنان والاردن والعراق”، حيث سيحاول الأطراف تنسيق جميع المسائل العالقة قبل جنيف 2 ، ومن ثم “نأمل أن يحصل (الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي على قائمة الوفدين – الحكومة والمعارضة”.
في وقت لاحق، ردّت السفارة الروسية في دمشق على سؤال للوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” بأن ما تردد نقلاً عن بعض الوكالات من تصريحات منسوبة الى بوغدانوف عن ترشح الأسد هو عار من الصحة كليا فالنص الأصلي للمقابلة الصحافية مع بوغدانوف موجود في موقع “انترفاكس” الروسية ووزارة الخارجية للاتحاد الروسي.
وأضافت السفارة أن “موقف روسيا من مسألة الحل للأزمة السورية لم يطرأ عليه أي تغيير اذ تبقى موسكو على اقتناع راسخ بأن كل المواضيع المتعلقة بمستقبل سوريا بما في ذلك من يجب أن يرأسها يجب أن يحلّها السوريون أنفسهم ومن خلال الحوار الوطني في ما بينهم من دون أي تدخل خارجي على أساس تضافر جهود الجميع في القضاء على الإرهاب في سوريا حيث سيتيح انعقاد مؤتمر جنيف المقبل فرصة جدية لذلك”.
المقداد
وصرّح المقداد في مقابلة مع “وكالة الصحافة الفرنسية”: “اسأل المعارضة لماذا لا يحق لمواطن سوري ان يترشح. من يمكنه ان يمنعه؟ لكل مواطن سوري الحق في ان يكون مرشحا”.
وقال إن وفداً رسمياً من تسعة اعضاء وخمسة مستشارين سيشارك في مؤتمر جنيف 2. وأضاف: “نحن مستعدون بشكل كامل وسنعلن اسماء الاعضاء في وقت سريع”. ورفض الاجابة عن سؤال عن استعداد حكومته لمحاورة “الجبهة الاسلامية” التي تشكلت حديثاً والتي تضم فصائل اسلامية بارزة تقاتل ضد النظام، وابدت واشنطن استعدادا لمحاورتها ومشاركتها في المؤتمر.
كما رفض ان يقول ما اذا كان سيصافح ممثلي المعارضة في المؤتمر، مشيرا الى ان الوفدين لن يتوجها بالحديث احدهما الى الآخر مباشرة حول طاولة المفاوضات. وأفاد ان “الطريقة التي حددتها الامم المتحدة هي ان يوجه كل طرف حديثه الى الاخضر الابرهيمي، وهو الذي سيتولى قيادة المفاوضات”. اما ممثلو الولايات المتحدة وروسيا اللذين سيطلق عليهم “المبادرون”، فإنهم “سيجلسون في غرفتين على مقربة من القاعة. دورهم يقوم على تقديم المشورة او محاولة حل مشكلة اذا ما اراد اي من الوفدين ابلاغهم إياها”.
على صعيد آخر أعلن المقداد ان سوريا ستسلم سفارة المملكة المتحدة في بيروت اليوم على ابعد تقدير، جثمان الطبيب البريطاني عباس خان الذي توفي وهو موقوف في سوريا. وقال :”بناء على طلب العائلة، السلطات السورية واللجنة الدولية للصليب الاحمر تجري تشريحاً اخيراً لجثمان المرحوم عباس خان” لتحديد اسباب الوفاة.
واشنطن
في واشنطن، اعتبر البيت الأبيض أن “الشعب السوري قال كلمته وهي أن لا مكان للرئيس السوري بشار الأسد في مستقبل سوريا”. واذ شدد على أن “الشعب السوري هو من يحدد المسؤولين الذين سيفاوضهم”، خلص الى ان “الأسد يتحمل القدر الكبير من المسؤولية عن دمار سوريا”.
من جهة اخرى، قالت لجنة التحقيق الدولية التابعة للامم المتحدة في شأن سوريا برئاسة القاضي البرازيلي باولو سيرجيو بينييرو في تقرير ان الاختفاءات القسرية التي تنفذها قوات النظام في هذا البلد تشكل جريمة في حق الانسانية.
واتهمت منظمة العفو الدولية “الدولة الاسلامية في العراق والشام” الموالية لتنظيم “القاعدة” بعمليات خطف وتعذيب وقتل معتقلين في سجون سرية اقامتها على الاراضي التي تسيطر عليها في سوريا.
عراقيل التمثيل «الجهادي» والأدوار السعودية والإيرانية
لقاء جنيف اليوم: اصطدام بالتعقيدات السورية!
محمد بلوط
لقاء صباحي اليوم أخير في جنيف بين أطراف الثلاثي الروسي – الأميركي والوسيط الأممي الأخضر الإبراهيمي، قبل الذهاب إلى مؤتمر «جنيف 2». اللقاء لن يحمل كل الأجوبة المنتظرة لإطلاق العملية السياسية في 22 كانون الثاني المقبل.
وتضم اللقاءات الإبراهيمي ونائبي وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف وميخائيل بوغدانوف ومساعدة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان والسفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد. وينضم إليهم بعد الظهر ممثلون عن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن ودول الجوار السوري، كلبنان والأردن والعراق وتركيا.
وينتظر اللقاء في قصر الأمم المتحدة أجوبة من الأميركيين بشكل خاص بشأن تشكيل وفد المعارضة، واحتمال إشراك «الجهاديين» من «الجبهة الإسلامية» فيه أم لا، وحسم مسألة حضور إيران والسعودية، إذ قضى اتفاق أميركي – روسي بأن يتولى الأميركيون الجهود الأساسية لتشكيل وفد من المعارضة السورية، فضل فورد أن يضم أجنحتها المختلفة، ولكن تحت مظلة «الائتلاف الوطني السوري»، الذي يمكن قيادته والسيطرة عليه.
ومن غير المنتظر أن تعلن أي أسماء للوفد المعارض، لأن «الائتلاف» لم يتخذ قراراً رسمياً بالذهاب إلى «جنيف 2»، ولا تزال مسألة المشاركة رسمياً معلقة بانتظار إجراء انتخابات رئاسة «الائتلاف» وهيئته السياسية في السابع من كانون الثاني المقبل. ويتجاوز الموعد المهلة التي منحها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للجميع للإعلان عن أسماء وفدهم.
بيد أن اتساع نفوذ «الجبهة الإسلامية» أدى إلى تعقيد مساعي السفير الأميركي للتوصل إلى تسمية وفد معارض يملك أهلية التمثيل والتفاوض، من دون أن تكون شخصياته التي ساهمت في صناعة الأزمة، كما يقول معارض بارز، قادرة على المشاركة في صناعة الحل، وتبوأ مراكز حكومية لقيادة سوريا.
وبات واضحاً أن صعود دور «الجهاديين» في العمل العسكري وتلاشي «الجيش الحر» أفقد «الائتلاف» والمعارضة السورية، بأجنحتها المختلفة، القدرة على اتخاذ قرار الذهاب إلى جنيف، لسبب بسيط وهو عجزها عن الوفاء بالتزاماتها التي لا تخضع لأي تفاوض، وبدءاً بتدابير بناء الثقة التي يفرضها إعلان جنيف، كوقف إطلاق النار، فيما سيكون صعباً انتزاع تنازلات من النظام كفك الحصار عن بعض المناطق في ظل سياسة الحسم العسكري التي لا يزال يسير عليها.
والأغلب أن القوى التي لا مصلحة لها في جنيف باتت هي الكتلة الأقوى في الصراع في سوريا، بعد أن ضمرت التيارات الوسطية والمعتدلة في المعارضة، واختبر النظام بنجاح قدرته مع حلفائه على استعادة المبادرة العسكرية، وتوقف نزف الانشقاقات السياسية والعسكرية. فـ«الجبهة الإسلامية» والنظام يراهنان على انتصار عسكري، ويعتقدان أنهما قادران على حسم الصراع عسكرياً من دون المرور بمحطة التنازلات الضرورية لأي تسوية سياسية. كما أن الهجوم السعودي الواسع على الجبهة السورية سيمنع التوصل إلى أي حل، لا يبدأ بإسقاط النظام السوري.
وكانت محاولة أميركية لإشراك «أحرار الشام» و«لواء التوحيد»، قبل تشكيل «الجبهة الإسلامية»، في المفاوضات، قد أخفقت قبل شهر ونصف في لقاء جرى في أنقرة، حضره حسان عبود عن «أحرار الشام». وأخفق السفير الأميركي في إقناع «الجبهة الإسلامية» قبل يومين بالعودة إلى طاولة التفاوض.
وقال مصدر «ائتلافي» إن حسان عبود، قائد «أحرار الشام» احد أهم الفصائل «الجهادية»، اشترط لحضور المفاوضات سحب الاعتراف الدولي بـ«الائتلاف» و«هيئة الأركان» التي يقودها سليم إدريس، والاعتراف بالفصائل الإسلامية، وطي صفحة المفاوضات مع النظام السوري. ويبدو إشراك «الجهاديين» و«الجبهة الإسلامية» في مفاوضات جنيف رهاناً في غير محله أميركياً، فالمجموعات التي جرى الاتصال بها لا يمكن السيطرة عليها، كما أنها تعارض جنيف أصلاً.
ورفض زعيم «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني، في مقابلة مع قناة «الجزيرة»، مسبقاً نتائج المؤتمر الدولي في سويسرا. وقال «لن نعترف بالنتائج المنتظرة لمؤتمر جنيف 2. المشاركون لا يمثلون الأشخاص الذين ضحوا بأنفسهم وبدمائهم». وأضاف إن «المشاركين في جنيف 2 لا تمثيل لهم على الأرض، ولن نسمح للعبة جنيف 2 بخدع الأمة».
والأرجح أن لا استراتيجية نهائية لعملية التفاوض نفسها في جنيف. وليس بوسع الإبراهيمي تقرير أي منها قبل الحصول على أسماء من يشاركون في المفاوضات. وسيلجأ إلى الحل التقليدي الذي يقضي بتأجيل البحث في القضايا الخلافية إلى المحطات الأخيرة، والعمل إذا أمكن على بناء تدابير الثقة بين الأطراف.
وينتظر الإبراهيمي تشكيلاً من 9 ممثلين للمعارضة داخل قاعة المفاوضات وستة آخرين في قاعة جانبية. ومن المنتظر أن تعلن الحكومة السورية الأحد المقبل أسماء ممثليها في الوفد الذاهب إلى مونترو. وأعلن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن أحداً لا يمكنه منع الرئيس بشار الأسد من الترشح لولاية رئاسية جديدة في العام 2014، مشيراً إلى أن دمشق شكلت وفدها لحضور المؤتمر. وقال إن «وفداً رسمياً من تسعة أعضاء وخمسة مستشارين سيشارك في المؤتمر. نحن مستعدون بشكل كامل وسنعلن أسماء الأعضاء في وقت سريع».
وأصبح واضحاً أن النظام والمعارضة قد صرفا النظر عن أي لقاءات تمهيدية تسبق اللقاء في مونترو. وكان اللقاء التمهيدي، مطلباً تقدم به الروس لاختبار احتمالات التفاوض في موسكو، قبل الذهاب إلى «جنيف 2».
وعلى اللقاء التحضيري اليوم أن يحسم مسألة المشاركة الإيرانية في المؤتمر، والسعودية تالياً. ولا تزال الولايات المتحدة تعارض إشراك طهران في «جنيف 2».
وإذا لم تتوصل المعارضة في أبرز كتلها في «الائتلاف» و«هيئة التنسيق» و«المنبر الديموقراطي» و«تيار بناء الدولة» إلى التوافق على وفد، فهناك احتمالان بحسب مصادر في المعارضة السورية، أولهما الذهاب إلى جنيف وعقده بمن حضر، خصوصاً ان المرشحين للمشاركة في المفاوضات أكثر من أن يُحصَوا، بغض النظر عن قاعدتهم التمثيلية، وثانيهما التأجيل إلى مواعيد لاحقة في شباط المقبل. وقال زعماء سياسيون أكراد، في اربيل، إن أكراد سوريا يطالبون بأن يمثلهم وفد مستقل عن الحكومة والمعارضة في المؤتمر، مشيرين إلى أنهم سيتقدمون بطلب إلى الأمم المتحدة بهذا الشأن.
ويقول معارض «ائتلافي» إنه ينبغي التحضير جيداً للمؤتمر الذي سيحدد مستقبل سوريا، وتأجيله إذا اقتضى الأمر كي لا يفشل وتضيع فرصة الخروج من الحرب. وهناك بدائل أخرى للمفاوضات، تحت أعلام الأمم المتحدة، من بينها الدخول في قناة للمفاوضات جانبية ومباشرة بين ممثلين للمعارضة والنظام، وهو بديل مطروح للنقاش في أوساط النظام والمعارضة على السواء بشرط حضور الروسي والأميركي للتقدم نحو تسوية ما، ليس بالضرورة أن يكون إعلان جنيف إطارها الأول.
وزير خارجية قطر: لا يوجد غير الحل السياسي للخروج من الأزمة السورية
روسيا تتهم بشار الاسد بتصعيد التوتر بتصريحاته حول ترشحه للرئاسة
زعيم جبهة النصرة: لا نسعى لحكم سوريا والادارة القادمة وفق شرع الله
عواصم ـ وكالات: اتهمت روسيا امس الخميس الرئيس السوري بشار الاسد بتصعيد التوتر في سوريا بتصريحاته حول احتمال مشاركته في الانتخابات الرئاسية في 2014 في ظل النزاع المسلح الجاري في هذا البلد منذ اذار/ مارس 2011.
واعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في مقابلة اجرتها معه وكالة ‘انترفاكس′ ان ‘مثل هذه التصريحات تؤجج التوتر ولا تساهم بتاتا في تهدئة الوضع′.
واعلن نظام بشار الاسد مرارا ان من حق الرئيس السوري ان يترشح الى الانتخابات الرئاسية في 2014.
وردا على سؤال بشأن نواياه الانتخابية قال الاسد في مقابلة في نهاية تشرين الاول/اكتوبر ‘لا ارى اي مانع من الترشح للانتخابات المقبلة’.
واثارت هذه التصريحات غضب المعارضة السورية التي تطالب برحيل بشار الاسد كأحد الشروط الاساسية لفتح مفاوضات مع النظام.
ودعا بوغدانوف الرئيس السوري والمعارضة الى عدم تصعيد التوتر قبل مؤتمر جنيف- 2 للسلام في سوريا المقرر في 22 كانون الثاني/يناير في سويسرا.
وقال ‘نعتبر انه عشية مفاوضات من الافضل عدم الادلاء بتصريحات من شأنها ان تثير استياء اي كان وتثير غضبا او ردودا’.
الى ذلك قال زعيم جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة في سوريا في أول مقابلة تلفزيونية له إن جماعته لا تسعى لحكم سوريا لكن الحكم في المستقبل يجب ان يكون وفق الشريعة الإسلامية.
وقال أبو محمد الجولاني لقناة ‘الجزيرة’ في مقابلة ‘كجبهة نصرة لن تتفرد في قيادة المجتمع وحتى ان وصلنا إلى هذه المرحلة عندما نصل إلى مرحلة تحرير الشام مثلا عندما تسقط دمشق على سبيل المثال أو الشكل الأكبر الذي يقال إنها تقريبا تحررت بنسبة 80 في المئة ولنقل ذلك ..في هذا الوقت ستجتمع لجان شرعية ويجتمع أهل الحل والعقد وعلماء ومفكرون من الناس الذين ضحوا وشاركوا والناس الذين لديهم رأي حتى وإن كانوا من خارج هذه البلاد.’
وأضاف ‘يجتمع علماء اهل الشام مثلا ..تعقد مجالس للشورى وتعقد مجالس لأهل الحل والعقد ثم توضع خطة مناسبة لإدارة هذا البلد..بالطبع تكون وفقا للشريعة الإسلامية يحكم فيها شرع الله وتبسط فيها الشورى وينشر فيها العدل.’
ولم يظهر الجولاني من قبل في التلفزيون وتم تصويره من ظهره بينما كان وجهه مغطى بوشاح اسود ولم يظهر سوى يديه.
وكانت جبهة النصرة تعهدت بالولاء لتنظيم القاعدة الذي تبنى بدوره الجبهة كفرع له في سوريا. وتعهد الجولاني في مقابلته مع ‘الجزيرة’ بمحاربة ظاهرة التكفير.
وقال ‘بالنسبة لنا كمنهاج شرعي لجبهة النصرة نحن ننظر الى الضوابط الشرعية في الكتاب والسنة في هذه الأشياء ونشنع ونعنف على كل من يغلو في تكفير الناس أو عامة الناس ونعتقد ان المجتمعات المسلمة في عامتها هي مجتمعات مسلمة ونعتقد في عامة المجتمع في سوريا انه في عامته مجتمع مسلم.’
وأضاف قوله ‘إننا ننكر على كل من يقول ان هذه المجتمعات هي الأصل فيها الكفر وما شابه ذلك بل ونعنف عليه ونعاقب من يقترف هذا الحكم بغير علم ودراية’.
من جانبه اكد وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية الذي تدعم بلاده المعارضة السورية الخميس انه ‘لا يوجد غير الحل السياسي’ للخروج من الازمة في سوريا.
وقال العطية في مؤتمر صحافي مع نظيره رمطان لعمامرة بمناسبة زيارته للجزائر ‘قطر والجزائر تعملان وفق قرارات جامعة الدول العربية ولا خلاف بيننا حول الازمة السورية’
وتابع ‘في البداية كنا ندعو الى حل سلمي لكن النظام السوري لم يستجب، لذلك دعونا الى حل سياسي. ولا يوجد غير الحل السياسي للخروج من الازمة السورية، ونحن ندعم هذا الحل’.
ووصل وزير الخارجية القطري يرافقه وزير الطاقة والصناعة محمد بن صالح السادة الى الجزائر مساء الاربعاء في زيارة تستمر يومين.
وبينما تدعم قطر المعارضة السورية، تؤكد الجزائر على دعم المبعوث الاممي الاخضر الابراهيمي في جهوده لايجاد ‘حل شامل يؤسس لمرحلة انتقالية تضمن الاستجابة لمطالب الشعب السوري في العدالة والحرية وتقي البلاد من المزيد من التدمير والتدخلات الخارجية’، كما سبق وان اكدت وزارة الخارجية.
مسؤول أوروبي: لاجئو سورية في تركيا عشرة أمثال عددهم في 46 دولة أوروبية مجتمعة
برلين ـ د ب أ: حذر مفوض المجلس الأوروبي لحقوق الإنسان، نيلز مويزنيكس دول الاتحاد الأوروبي، من عدم التعامل بالشكل اللازم مع ما اعتبرها أكبر كارثة لاجئين في أوروبا منذ عشرين عاما، مشيرا بذلك لسيل اللاجئين السوريين المتدفق لأوروبا هربا من الحرب الأهلية في سورية.
وانتقد مويزنيكس ما يعتبره استعدادا غير كاف من قبل معظم دول الاتحاد الأوروبي لقبول اللاجئين السوريين. وقال إن تركيا قبلت كدولة مجاورة لسورية عددا من اللاجئين السوريين يبلغ عشرة أمثال عدد اللاجئين السوريين الذين قبلتهم جميع الدول الأعضاء بالمجلس الأوروبي مجتمعة والبالغ عددها 46 دولة.
وحذر مويزنيكس من أن ذلك يزيد استياء تركيا بسبب ضعف التضامن الأوروبي معها في التعامل مع هذه الأزمة.
وأثنى مويزنيكس على دور ألمانيا في أزمة اللاجئين السوريين وقال إن ألمانيا تؤدي عملا جديرا بالإشادة.
يشار إلى أن ألمانيا أعلنت استعدادها لقبول عشرة آلاف لاجئ سوري.
وتمنى مويزنيكس استعدادا مشابها من قبل بقية دول الاتحاد الأوروبي ودول مثل روسيا وأوكرانيا.
ويقدر العدد الإجمالي للاجئين السوريين حاليا بنحو 2.2 مليوني لاجئ.
الجربا يعلن مشاركة اكراد سوريا في مؤتمر جنيف-2 بوفدين
كوروكوسك- (أ ف ب): أعلن رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا في تصريح لوكالة فرانس برس في اربيل شمال العراق الجمعة ان اكراد سوريا سيشاركون في مؤتمر جنيف-2 ضمن وفدين، الاول مع المعارضة، والثاني مع النظام.
وقال الجربا لمراسل وكالة فرانس برس على هامش زيارته مخيم كوروكوسك للاجئين السوريين في محافظة اربيل “الاكراد سيشاركون في مؤتمر جنيف بوفدين، وفد من ضمن الائتلاف، ووفد النظام”، مشددا على ان “الامر منتهي”.
وتتواصل في اربيل منذ الثلاثاء اجتماعات كل من المجلس الوطني الكردي السوري المعارض، المدعوم من قبل اقليم كردستان العراق، ومجلس الشعب لغربي كردستان والذي يعتبر الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني والمعروف عنه بعلاقته مع النظام السوري.
وتهدف هذه الاجتماعات للوصول الى رؤيا موحدة ومشتركة بخصوص مشاركة الاكراد في مؤتمر جنيف-2 في شهر كانون الثاني/ يناير المقبل.
وقال نصر الدين ابراهيم سكرتير الحزب الديموقراطي الكردي في سوريا والمتحدث الرسمي باسم المجلس الوطني الكردي في سوريا لفرانس برس “عقدنا سلسلة من الاجتماعات مع الاخوة في مجلس الشعب لغربي كردستان بهدف توحيد الموقف الكردي (…) وقد اتفقنا على توحيد الرؤيا”.
ورغم تاكيد الجربا ان الاكراد سيشاركون في وفدين وان “الامر منتهي”، قال ابراهيم “اتفقنا على تشكيل هيئة استشارية لمتابعة عقد المؤتمر والعمل من اجل حضور وفد كردي مستقل، وفي حال اذا تعذر ذلك (…) سنتحدث بالرؤيا المشتركة ونحرص ان يمثل الوفدان ارادة الشعب الكردي في سوريا من اجل سوريا ديموقراطية”.
وتابع “نحن متفقون على استمرار الثورة السلمية الديموقراطية في مناطقنا وحمايتها من اي تدخل عسكري”.
ووقعت مؤخرا خلافات بين المجلس الوطني الكردي السوري ومجلس الشعب لغربي كردستان، وصلت الى حد القطعية بعد اعلان حزب الاتحاد الديموقراطي، الذي يمثل التيار الرئيسي في مجلس الشعب لغربي كردستان، تاسيس ادارة محلية بشكل منفرد في شمال سوريا.
كما ادت هذه الخلافات إلى اغلاق المعبر الحدودي سيمالكا بين اقليم كردستان العراق والمناطق ذات الاغلبية الكردية في سوريا، قبل ان يعلن عن اعادة فتحه الاربعاء اثر اجتماعات الطرفين في اربيل.
ويدعم اقليم كردستان العراق الاحزاب الكردية السورية المنضوية تحت لواء المجلس الوطني الكردي السوري، في حين يعتبر حزب الاتحاد الديموقراطي الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني.
وكان الائتلاف السوري المعارض اعتبر في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي “تنظيما معاديا للثورة السورية”، وذلك غداة اعلان تشكيل الإدارة المحلية.
واعتبر الائتلاف ان هذا الحزب بات “تشكيلا داعما لنظام (الرئيس بشار) الاسد، وعاملا من خلال جناحه العسكري المعروف باسم قوات الحماية الشعبية الكردية، ضد مصالح الشعب السوري ومبادىء ثورته”.
سقوط براميل متفجرة على حلب وقصف في إدلب
دمشق- (د ب أ): أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن الطيران المروحي قصف بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدات الحاضر وماير وبيانون في محافظة حلب شمال سورية.
وذكر المرصد، في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه الجمعة، أن “القصف أدى إلى سقوط جرحى”.
وقال المرصد إن القوات النظامية قصفت مناطق في قرية “ابديتا” بجبل الزاوية بمدينة إدلب شمال سورية مما أدى لاضرار مادية.
وأضاف أن مناطق في قرية “بئر عجم” بمحافظة القنيطرة تعرضت لقصف من قبل القوات النظامية مما أدى لسقوط جرحى.
وأوضح أن القوات النظامية نفذت حملة دهم وتفتيش للمنازل في منطقة الموازيني بالعاصمة دمشق ولم ترد معلومات عن اعتقالات.
ومن جهة أخرى، أفاد المرصد السوري بأن 204 أشخاص قتلوا في أنحاء متفرقة من البلاد الخميس.
وذكر المرصد في بيان وصل إلى وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه الجمعة: “ارتفع إلى 130 عدد الشهداء المدنيين الذين انضموا أمس إلى قافلة شهداء الثورة السورية”.
وقال “ما لا يقل عن 36 من القوات النظامية قتلوا في اشتباكات وقصف لمراكز وحواجز واستهداف آليات بعبوات ناسفة وصواريخ في عدة محافظات منها دمشق وريفها وحلب وحماة وحمص ودرعا ودير الزور”.
وأضاف أن 16 عنصرا من قوات جيش الدفاع الوطني الموالية للنظام قتلوا في اشتباكات وتفجير عبوات ناسفة في عدة مدن وبلدات وقرى سورية.
وتابع: “لقي ما لا يقل عن 12 مقاتلا من الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة والكتائب المقاتلة من جنسيات عربية وأجنبية حتفهم إثر قصف على مناطق وجودهم في عدة محافظات سورية”.
وقال المرصد: “استشهد تسعة مقاتلين من الكتائب المقاتلة وهم مجهولو الهوية خلال اشتباكات وقصف في عدة مناطق سورية”.
وأوضح المرصد أن “أحد عناصر حزب الله اللبناني قتل خلال اشتباكات مع القوات النظامية في ريف دمشق”.
صعود وهبوط في الحرب الأهلية في سوريا
صحف عبرية
‘ميزان القوى في الحرب الاهلية في سوريا يتغير. بشار الاسد ونظامه ينالان الزخم بينما المعارضة تضعف، ويبدو أن بعضا من مؤيديها التقليديين الهامين يعيدون النظر في مواقفهم. من المهم الوقوف عند طبيعة وحجم هذه الميول الجديدة، وفحص الامكانيات المتوفرة للمؤيدين للانتقال لنظام اكثر ديمقراطية واعتدالا نسبيا في سوريا مثلما ايضا لاولئك المعنيين أولا وقبل كل شيء بتحقيق الاستقرار في بلادهم وفي المنطقة.
‘ان انتصار النظام في القصير في حزيران 2013 شكل انتقالا الى مرحلة جديدة للحرب الاهلية في سوريا. فقد ضمن جهد كثيف من ايران وذراعها التنفيذي حزب الله السيطرة على النقطة الاستراتيجية، وفي اعقابها تحقق تقدم بطيء وتدريجي في مناطق اخرى ايضا. ومع ان المعارك تتواصل ومنظمات المعارضة تسجل انجازات، ولكن في الصورة العامة، يتقدم النظام في طريقه الى تحقيق سيطرة على المحور المركزي في سوريا والذي يمر من دمشق الى حلب، مع فروع نحو الغرب باتجاه المنطقة العلوية والشاطيء، وجنوبا نحو درعا. ويعد الانتصار في القلمون، قرب الحدود اللبنانية بارزا في الانجازات الاخيرة للنظام.
‘ان الميل الذي بدأ في حزيران 2013 تعزز في اعقاب أزمة السلاح الكيميائي في آب من هذه السنة. وللمفارقة، فان الحدث بالذات الذي كاد يؤدي الى هجوم جوي شديد كعقاب امريكي، انتهى بمثابة انجاز للنظام الذي سبق ان استخدم السلاح الكيميائي ضد ابناء شعب. وبالفعل، يوشك الاسد على خسارة معظم مخزونه من السلاح الكيميائي ان لم يكن كله، ولكن الامر بث فيه روح حياة جديدة، وذلك لانه اصبح شريكا حيويا في تطبيق الاتفاق الامريكي ـ الروسي. وفضلا عن ذلك، فان روسيا، الداعمة الدولية الرائدة له، ثبتت مكانتها كعامل مؤثر سواء في سياق الازمة في سوريا أم في الشرق الاوسط بشكل عام. وفي العالم العربي الشكاك اكثر من أي وقت مضى، فان الاعتقاد السائد هو ان ما بدأ كتفاهم محدود في مسألة السلاح الكيميائي هو مجرد خطوة اولى في الطريق الى اتفاق واسع سيتضمن حلا دبلوماسيا ـ سياسيا للازمة السورية، والذي سيميل الى صالح الاسد ونظامه. واشتدت مصادر القلق هذه في الشهر الاخير في اعقاب التوقيع على اتفاق جنيف بين ايران والدول العظمى الستة والمكتشفات بشأن المفاوضات السرية التي سبقته، بين الامريكيين والايرانيين.
ويخشى خصوم ايران في الخليج، في سوريا وفي لبنان من ان يكون الاتفاق ادى او سيؤدي الى تقارب متجدد بين ايران والولايات المتحدة والى تلطيف حدة المنافسة في الشرق الاوسط والذي يحتمل أن يتضمن تفاهما في شكل حل دبلوماسي سياسي في سوريا.
وهذا السيناريو ايضا يبدو في نظر اعداء الاسد كامكانية كامنة لتعزيز مكانته. وبشكل ملموس اكثر من الصعب التصور كيف يمكن لمؤتمر جنيف 2 في موضوع سوريا، والذي سينعقد في 22 كانون الثاني 2014 (اذا لم يؤجل) والذي سيستضيف روسيا وايران حول طاولة المباحثات، سينتهي برحيل الاسد عن كرسيه. وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، اعرب عن تأييده لمشاركة ايران في هذا المؤتمر، ووزير الخارجية البريطاني، وليم هيغ، القى كلمة بروح مشابهة وعلى ما يبدو بعث بدبلوماسي بريطاني الى طهران للبحث في المسألة.
‘وفضلا عن هذه التطورات، احتدمت المشاكل التي شغلت بال المعارضة واقلقت مؤيديها منذ بدء الحرب الاهلية على مدى الاشهر الاخيرة: فالمجلس الوطني السوري ضعيف، منقسم وعديم النفوذ على الارض. الجيش السوري الحر بقيادة الجنرال سليم ادريس لم ينجح في ان يصبح المنظمة العسكرية السائدة، وبالتأكيد ليس المنظمة العسكرية الموحدة التي كان يفترض بها أن تكون. ويبدو أن منظمات الجهاد ولا سيما جبهة النصرة ومنظمة ‘الدولة الاسلامية للعراق والشام’ هي العنصر الاكثر تأثيرا في المعارضة، ولكن رؤياها، خطتها وسلوكها في المناطق التي تحت سيطرتها تبعث النفور في اوساط السوريين والاسرة الدولية. لقد نجح النظام جدا، مؤخرا في أن يضع نفسه بصفته المعقل العلماني والواعد للاستقرار في ظل صده لموجة الارهاب الاسلامي في سوريا. ولم يتمكن مؤيدو المعارضة ‘اصدقاء سوريا’ في الماضي وفي الحاضر من العمل بانسجام. بعض نشاطهم منسق، ولكن في مرات عديدة تجدهم يسعون الى اهداف متضاربة. السعودية تنفر من الاخوان المسلمين ولكن هؤلاء ينالون دعم قطر. ومتبرعون خاصون في دول الخليج ممن يرعون المنظمات المختلفة، يضيفون الى الفوضى العامة. ومؤخرا تبين ايضا انه في اوساط بعض من ‘اصدقاء سوريا’ في اوروبا يتعاظم الخوف بالاساس من امكانية ان يعود مواطنوهم من نشاطاتهم كمقاتلي جهاد في سوريا وهم مدربون ومجهزون فينفذوا عمليات ارهابية في أوطانهم. ويؤدي هذا القلق بهذه المحافل الى الاستعداد لهجر التزامهم الاصلي بتغيير النظام في سوريا.
‘نظرة قريبة الى سياق الحرب الاهلية في سوريا سرعان ما ستبين انه لا توجد معارضة واحدة وان هذا المفهوم يتناول عدد كبير من المنظمات المحلية، المشاركة في القتال دون ان تكون تابعة لاي جهة أو بلا تنسيق مع مرجعية مركزية ما. ويبدو أن السعوديين استخلصوا استنتاجاتهم من الوضع، حين اصبحوا القوة الاساس′ خلف اقامة ‘الجبهة الاسلامية’ الجديدة. منظمة عليا تتشكل من عدة منظمات اسلامية لا تعتبر متطرفة وغير قريبة من الاخوان المسلمين. وكما يبدو، فان هذه المنظمة هي التي اقتحمت القاعدة العسكرية السورية وسيطرت على مخزون السلاح الذي كان هناك. والحجة التي استخدمتها هي ومؤيديها لتبرير العملية كانت انها سبقت فقط منظمات الجهاد. في كل الاحوال، ادى الامر بالولايات المتحدة وبريطانيا للاعن عن تجميد توريد السلاح غير الفتاك للجيش السوري الحر. والحق هذا الاعلان ضررا شديدا بالجيش السوري الحر وكل حركات المعارضة المناهضة للنظام في سوريا. تصريحات هدامة أقل، وان كانت لا تزال ضارة بالمعارضة، اطلقها الدبلوماسي الامريكي السابق، ريان كروكر، ورئيس السي.اي.ايه السابق، الجنرال مايكل هايدن، ورئيس الاركان الاسرائيلي السابق دان حلوتس. وكلهم أعربوا او المحوا بوضوح بان الاسد ‘الشيطان الذي نعرفه’، هو بعد كل شيء بديل افضل من سيطرة الجهاد على سوريا.
‘في ضوء هذه التطورات، فان السؤال الذي ينشأ بطبيعة الحال هو ‘أي امكانيات قائمة امام الولايات المتحدة وحلفائها في اوروبا وفي الشرق الاوسط، بعد أن دعموا المعارضة من بداية الطريق واعلنوا عن أن الاسد فقد شرعيته وان عليه أن يخلي كرسيه؟
‘في الوضع الحالي، يبدو أنه لا يوجد حل عسكري للازمة، بالتأكيد ليس الحل العسكري المرغوب فيه. ففي اثناء 2012 وبداية 2013 كان يخيل ان المعارضة قادرة على الحاق الهزيمة بالنظام، اما اليوم فيبدو أنها عديمة القدرة على عمل ذلك. فالنظام ينال الزخم، ولكن طفيفة امكانية أن يثبت مكانته بنجاعة في ارجاء سوريا. حل دبلوماسي سياسي هو الامكانية الافضل، ولكن في ضوء الزخم الجديد للاسد والدعم من روسيا وايران، مشكوك أن يكون مستعدا للتخلي عن مكانه. في كل الاحوال، اذا ما تبينت مسيرة جنيف بانها تعطي نتيجة مجدية، فسيكون مؤيدو المعارضة ملزمين بالحصول على رافعة ليست في ايديهم حاليا.
‘أولا، على المعارضة أن تضع في مقدمة نشاطها شخصيات يعملون كزعماء سياسيين وعسكريين لها. ويتعين على هؤلاء أن يبلوروا الجهود العسكرية والسياسية، جزئيا على الاقل، كي يعتبروا في الرأي العام في سوريا، في الدول العربية وفي الاسرة الدولية بانهم يتصدرون قيادة المعارضة وبانهم بديل مصداق للنظام. اذا لم ينجحوا في ذلك فستكون حاجة الى تبني التكتيك السعودي لعمل ناجع مع منظمات محلية وتنظيمات اصغر من القوى المحلية، وتوسيعها الى حجوم أكبر.
‘واضح ان الحكومة الغربية لا تسيطر على الامور التي يقولها رجال الحكم السابقين، ولكن مقرري السياسة والدبلوماسيين القائمين ملزمون بان يكونوا حذرين والا يعملوا ضد المعارضة من خلال اعمال وتصريحات تلمح بانها ليست بديلا مصداقا للاسد او باقوال عن ‘الشيطان الذي نعرفه’ هو البديل الافضل من الجهاد.
‘وأخيرا، من المهم أن نتذكر بان المسائل المركزية التي على جدول الاعمال في الشرق الاوسط ترتبط الواحدة بالاخرى وان للاعمال والتصريحات في السياق الايراني توجد آثار على سوريا، وبالعكس. ففي الشهر الماضي فقط عاد وصرح وزير الخارجية الامريكي جون كيري بان الولايات المتحدة ‘تعتقد بان الاسد فقد كل شرعية للحكم في سوريا وانه ملزم بالرحيل. كل سلوك دبلوماسي في جنيف او حوار مع روسيا وايران يدل على ان هذا لم يعد هو موقف الولايات المتحدة، سيلقي بظلال ثقيلة على مصداقية وزارة الخارجية والادارة باسرها وسيجر آثارا على ساحات اخرى. ادارة تتطلع بالتوازي الى حل مشكلة النووي الايراني، التفاوض على اتفاق دائم نهائي بين اسرائيل والفلسطينيين وترتيب الوضع في سوريا، لا بد تعرف بان اعمالها وتصريحاتها في كل واحدة من هذه الساحات سيلقي باصدائه تماما في الساحتين الاخريين.
ايتمار رابينوبيتش
نظرة عليا 19/12/2013
تقرير: الحرب السورية تزيد من مظاهر التوتر الطائفي في الخليج وتدفع السنة والشيعة لدعم طرفي النزاع
إبراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’: سورية تزيد من العنف في داخل العراق، مقاتلون سنة يوسعون هجماتهم على الجيش اللبناني، تقول ‘وول ستريت جورنال’، اليمين المتطرف يجد فرصته للنمو والإزدهار في أوروبا، وحزب ‘أتاكا’ اليميني المتطرف في بلغاريا يستغل الحنق من تدفق اللاجئين السوريين لتوسيع قاعدته ويحضر للإنتخابات البلدية بقوة، تقول صحيفة ‘نيويورك تايمز′، تركيا تعاني من مشاكل مجاهدين تقول صحيفة ‘حرييت’.
ولا يمكن للواحد منا أن يبتعد كثيرا ليكتشف الآثار الدولية والإقليمية والمحلية التي باتت تتركها الحرب الأهلية في سوريا على السياسات الدولية. فتخلق الحرب مآس شخصية مثل مقتل الطبيب البريطاني عباس خان في السجن السوري، أو مآس جماعية للسكان في المخيمات والمشردين داخل بلادهم. الحرب مستمرة وتتخذ كما يحب المعلقون الغربيون القول طابعا طائفيا.
ومن هنا فالحرب التي تشتعل في سوريا تلعب دورا مهما في إشعال التوتر الطائفي في منطقة الخليج كما تقول صحيفة ‘واشنطن بوست’.
وفي تقرير أعده جوبي واريك قال فيه إن الحرب الطائفية في سورية تعمق الإنقسام السني ـ الشيعي في دول الخليج الفارسي، بعيدا عن ميدان الحرب، حيث يدخل السنة والشيعة في حملة مبارزة تعمل على جمع المال والإغاثة للمتقاتلين في الحرب، يقول مسؤولون غربيون وخبراء مستقلون’.
ويشير التقرير إلى ان مظاهر الأزمة التي مضى عليها ثلاثة أعوام تظهر في الكويت حيث تصاعد الجدال والشغب بين السنة والشيعة والتي تعايشت في الماضي في انسجام نسبي، وبات الطرفان اليوم جزءا من النزاع من خلال إرسال المال والمتطوعين لطرفي النزاع.
وينقل التقرير عن اليزابيث ديكنسون من معهد بروكينغز قولها ‘هناك تغير في مستوى الخطاب الطائفي من كلا الطرفين’.
وقد أعدت ديكنسون دراسة عن أثر الحرب السورية على دول الخليج.
وفي الوقت الذي تصاعد فيه الخطاب الطائفي مع بداية الربيع العربي والتظاهرات في مملكة البحرين إلا ان الحرب السورية ‘جعلت الوضع أكثر سوءا’ على حد قولها.
ويحذر تقرير معهد ‘بروكينغز′ الذي صدر يوم أمس من أن ‘حربا طويلة في سوريا ستضع بشكل غير مباشر عناصر التركيبة السكانية المتنوعة في الخليج ضد بعضها البعض، مما يؤدي إلى زيادة حالة الحنق والعداء الذي لا يمكن التخلص منه بشكل سريع′.
ويقول التقرير ‘على خلاف الإتفاقات السياسية فلا يمكن التخلص من الأثار الإجتماعية للنزاع الطائفي من خلال صفقة سياسية’.ونقلت الصحيفة عن مسؤولين وخبراء آخرون لاحظوا ‘نبرة متطرفة’ بين داعمي الثورة السورية وفصائلها المسلحة، حيث تدعو بعض الجماعات وبشكل علني المتبرعين لشراء الأسلحة والتبرع لصالح جماعاتهم المقاتلة التي يفضلونها على الأخرى، فيما لا يخفي البعض الآخر دعمه الواضح والعلني للجماعات المرتبطة بالقاعدة مثل ‘جبهة النصرة’.
ويقول مسؤول أمريكي في الحد الأدنى لا آثار مترتبة على دعم جانب معين، وفي الحد الأعلى يعتبر هذا الدعم شارة شرف في دوائر الناشطين’.
ويقول المسؤول الأمريكي المتخصص في الجماعات الجهادية الخليجية ‘في داخل الجماعات المتدينة والمحافظة عليك إظهار من توالي عندما يتعلق الأمر بدعم سوريا’.
وتقول الصحيفة إن وصول آثار الأزمة السورية للخليج تأتي في وقت فشلت فيه جهود السفير الأمريكي في سورية، روبرت فورد في إقناع الجبهة الإسلامية لقاء المسؤولين الأمريكيين والتحاور معهم وبدون إبداء أسباب على حد قول السفير.
وتشير الصحيفة إلى أن الجبهة الإسلامية التي تتكون من سبعة فصائل يقاتل تحت لوائها مئات من المتطوعين من دول الخليج وتحصل على الدعم من هذه الدول ومن السعودية. وتقول الصحيفة إن الجمعيات الخيرية في الكويت ودول الخليج الأخرى أخذت دورا قياديا وخاصة في قطر لجمع التبرعات وما تحتاجه الفصائل المقاتلة من دعم غذائي ودوائي.
ومن المؤسسات منظمة ‘مدد أهل الشام’ التي تصل مساعداتها لجماعات المقاتلين ومنهم جبهة النصرة. وفي الكويت لعب ناشطون أيضا دورا مهما في تمويل الجماعات المقاتلة في سوريا، حيث جمعوا ملايين الدولارات من خلال المناسبات الخيرية التقليدية، والحملات التي أداروها على الإنترنت ووسائل التواصل الإجتماعي. وقامت عائلات كويتية معروفة بإرسال أبنائها للقتال في سوريا، كما خصصت صفحات على التويتر والفيسبوك للصراع السوري.
وبنفس السياق قام شيعة الكويت بحملات موازية في محاولة منهم لبناء الدعم للشيعة في سوريا الموالين للنظام وللعلويين حسب تقرير بروكينغز، وفي منبر عقد في مدينة الكويت العام الماضي زعمت جماعة شيعية أنها جمعت ما يقارب 81 مليون دولار أمريكي أرسلتها لقوات الأسد.
ونقل التقرير عن محرر صحيفة كويتية نقلت عنه كاتبة التقرير أن الحديث عن ‘سنة- شيعة’ بات عاديا في الكويت ومنتشرا ‘ولم يكن هذا الحديث معروفا في الكويت في السابق’.
أطفال القاعدة
وكان واريك قد اعد تقريرا لنفس الصحيفة الأمريكية وأعادت نشره صحيفة ‘إندبندنت’ البريطانية عن معسكرات لتدريب الأطفال ويقول ‘ بالنظرة الأولى لا يبدو المعسكر مختلفا عن غيره من المعسكرات التي تظهر في الإعلانات الدعائية التي تضعها الدولة الإسلامية في العراق والشام على الفيديو، متطوعون ملثمون، يقومون بالزحف ويتدربون على إطلاق النار على أهداف تحت راية الدولة السوداء، لكن نظرة قريبة تظهر المتطوعين أصغر حجما من العادي. فأطول متدرب من بينهم لا يصل صدر مدربهم، وأقصرهم يبدون في زي غير مناسب لهم ويكافحون تحت ثقل الأسلحة التي يحملونها’.
وتؤكد صورة للمتدربين بدون لثام على وجوههم أعمارهم الصغيرة وأنهم ‘ليوث الزرقاوي’ التي تعتبر كتيبة الشباب والمظهر الأكبر لطموحات القاعدة في سوريا وخططها لبناء قواعد لها في البلاد. وينقل الكاتب عن ‘خبراء مستقلين’ قولهم إن القاعدة او ‘الدولة’ توسع الآن خططها التي بدأت فيها بالمدارس وتقوم الآن بزرع أيديولوجيتها في الشباب وتدربهم على السلاح، وبعضهم في العاشرة من عمره.
وكانت ‘الدولة’ أو ‘داعش’ قد أعلنت عن فتح معسكر ليوث الزرقاوي الشهر الماضي في شريط فيديو وضعته على الإنترنت ونظر للإعلان نظرة خوف خاصة أنه ذكر بكتيبة أخرى’ طيور الجنة’ التي أعلن عنها قبل عقود أثناء تطور ونمو تنظيم القاعدة في العراق.
ونقل التقرير عن ستيفن ستالينسكي من معهد الشرق الأوسط للدراسات والأبحاث في واشنطن قوله’ هذا تهديد قادم، وهؤلاء هم أطفال القاعدة. وكانت الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان قد اتهمت فصائل المعارضة بكل أطيافها بتجنيد الأطفال واستخدامهم في أغراض مختلفة من الكشافة إلى المشاركة في المعارك.
وقابلت منظمة ‘هيومان رايتس ووتش’ أولادا لا تتجاوز أعمارهم الرابعة عشرة، استخدموا في نقل الأسلحة، بل وأطفالا أقل من العاشرة في وضع الرصاص في مخازن البنادق. ونقلت عن سارة مورغان، القائمة بأعمال المدير في واشنطن’ هذا أمر عادة ما يقوم به الأطفال لأن أصابعهم صغيرة’ ومن السهل وضع الرصاص في مخازن البنادق. ويقول التقرير إن ‘ إدارة أوباما وضعت قيودا العام الماضي على بعض الدعم العسكري بسبب قلقها على استخدام الأطفال كجنود في الحرب، حيث استندت على قانون عام 2008 والذي يحظر تقديم الدعم العسكري لدول استخدمت الأطفال كجنود، وفي المساعدات غير الفتاكة للفتاكة لسوريا وكذا لإفريقيا الوسطى، وبورما والسودان وست دول أخرى حسب وثائق الخارجية الأمريكية’.
ويقول التقرير إن الشريط الذي وضعته داعش يظهر جهودا منظمة لدمج الأطفال في الحرب كداعمين أيديولوجيين ومقاتلين في حرب دينية ضد نظام تقوده الطائفة العلوية. وينقل التقرير عن آرون زيلين من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى قوله إن بعض الجماعات الجهادية عادة ما تضع صورا لمقاتلين اطفال تظهر دورهم في القتال، ولدعم رسالة هذه الجماعات وإيصالها للشباب ‘فهم يفهمون أن الأطفال هم المستقبل ولهذا يجب تعريضهم لأفكار الحركة والقضية’، وهذا يفسر قيام بعض هذه الحركات فتح معسكرات تبدأ ‘بالليوث’ ثم تتدرج إلى مرحلة ‘الكشافة الأسود’ للأحداث.
واختارت الدولة الزرقاوي، كاسم للمعسكر نظرا لدوره في القاعدة في العراق قبل مقتله عام 2006 ولأنه يظل رمزا ملهما لها ولتوابعها في سوريا. ويظهر فيديو ‘ليوث الزرقاوي’ أطفالا ملثمين يتبعون مدربا، حيث حدد مكانه في الغوطة الشرقية قرب دمشق، ويصور الفيديو اولادا يحملون أسلحة خفيفة يتدربون تحت راية الدولة، ويصور الفيديو الأطفال في أكثر من موضع وهم يتدربون، وهم يتناولون الطعام ويتحادثون براحة وسعادة مع بعضهم البعض. وترافق الشريط أغنية حزينة. ويرى خبراء شاهدوا الشريط أنه حقيقي، ولم يكونوا قادرين على تحديد مكان تسجيله وزمنه، ولا يظهر عدد الأطفال الذين تلقوا تدريبا.ويرى خبراء شاهدوا الفيديو إنه محاولة من الجماعات الجهادية تلقين الأطفال تعاليمهم المتطرفة في بلد ظل يحكم بعقيدة علمانية.
ونشرت جبهة النصرة وداعش أشرطة تظهر مقاتليها وهم يزورون المدارس، وفي واحد منها ظهر مقاتل في زي عربي تقليدي وهو يهتف مع الأطفال شاجبا الأسد واوباما.
ولا يبدو أنه يشجبه بسبب عدم تدخله في سوريا لكن الازمة الإنسانية دعت عددا من الصحف للتركيز على حالة الأطفال
عدم التدخل
وتساءلت في هذا السياق صحيفة ‘واشنطن بوست’ عن استراتيجية اوباما المترددة بعدم التدخل في الأزمة السورية.
وقالت إن ثمن عدم التدخل كان أكبر مما لو تدخلت واشنطن بطريقة مدروسة. مشيرة في افتتاحيتها أن أي عمل لن يكون بدون مخاطر ويجب ‘ تقدير كل عمل غير كامل مقابل مخاطر الوقوف متفرجين ‘ومساءلة أنفسنا ‘ماذا سيحدث لو فشلت الولايات المتحدة في تشكيل او احتواء الوضع الخطير؟
وللتدليل على ما فعلته الحرب السورية تقترح الصحيفة النظر لنشرة أخبار أي يوم ومراجعة محتوياتها لنرى أن أثر الحرب السورية يمتد من جاراتها إلى العالم. ويؤثر الصراع على سوريا حضاريا وعلى التجانس السكاني وتقول ‘لا احد كان يمكنه التكهن بما كانت الولايات المتحدة ستحققه، لكن من الصعب التنبؤ بنتيجة اخطر وأكثر خوفا مما يحدث’ وتظل كما تقول ‘النتيجة الوحيدة لعدم التدخل او اتخاذ فعل هي التحلل من المسؤولية، أي اننا لم ندمر البلد ولسنا مسؤولين عما حدث فيه. و’حتى هذا فهو أمر لا قيمة له مقارنة مع خطط المتطرفين المعادين للولايات المتحدة لتأسيس جذور لهم في سوريا وانتشار البؤس وهو ما يقود إدارة أوباما أو التي ستخلفها اكتشاف أن ثمن عدم التدخل يفوق أكثر بكثير من تدخل حدث في وقته وبعد دراسة متأنية’.
ضحايا أبرياء
وفي افتتاحية صحيفة ‘غارديان’ قالت إن غالبية الذين دمرت حياتهم واقتلعوا من جذورهم وقتلوا في الحرب ليسوا مشاركين فيها بالفعل أو جنودا فيها.وفي افتتاحيتها عن مقتل الطبيب البريطاني عباس خان في سجن سوري قبل أربعة أيام من إطلاق سراحه، والذي ذهب لإنقاذ حياة السوريين ‘ونجح بخسارة حياته’ـ وهنا ‘ المأساة الحقيقية’، ولكنها ‘جزء صغير جدا من المأساة التي تعيشها سوريا اليوم’، فمنذ اعتقاله في حلب العام الماضي قتل الالاف من السوريين في المدينة نفسها، وحلب هي واحدة من ميادين الحرب ‘في مسرح متعدد المشاهد للوحشية التي هي الحرب الأهلية السورية’.
وتقول الصحيفة إن إساءة معاملة وتعذيب الرجال والنساء المعتقلين في سجون الحكومة والمعارضة ليس شيئا جديدا ‘ وفي نزاع كهذا فأي أمل بمعاملة إنسانية للمعتقلين يظل أمل بائس′.
خاصة أن من يحاولون الحديث عنها والمطالبة بها يتعرضون للإختطاف وخطر القتل كما حدث للناشطة رزان زيتونة التي اختطفت مع زميلين لها من مركز عملهما من جماعة غير معروفة ولا يعرف حتى الآن مصيرهم.
تحول دولي
وتقول إن ‘غالبية المتأثرين بالحرب’ قتلا وتشريدا هم في الحقيقة ليسوا مقاتلين أو فاعلين فيها بشكل واسع ومن هنا لا أحد يستطيع تحميلهم مسؤولية ما يحدث على الرغم من حصتهم الكبيرة التي حصلوا عليها من هذا الصراع الرهيب وهو ما تحدثت عنه المفوضة السامية لشؤون اللاجئين فاليري آموس التي دعت إلى جمع 6.5 مليار دولار لمواجهة الكارثة الإنسانية.
وتقول الصحيفة إن آموس في وضع لا تحسد عليه حيث ستحاول التعامل مع السلطات السورية للتأكد من دخول المواد الغذائية للمناطق المحاصرة والتي ستقوم الحكومة بالتلاعب بها لخدمة أهدافها. فقد تقوم بحظر مرورها للمناطق الواقعة تحت سيطرة المقاتلين او السماح بدخولها بشرط شمول المساعدات المناطق التي تسيطر عليها الحكومة.
و’لا تستطيع ليدي آموس الإعتماد على المجتمع الدولي لممارسة الضغوط على نظام بشار الأسد للسماح بمرور المواد أو توزيعها للفئة الوحيدة التي تحتاجها، ولان الأمم المتحدة تواجه عرقلة من روسيا، فقد تجنب تمرير قرار عن الدعم الإنساني حول سوريا’.وتشير الصحيفة إلى ‘تغير المشهد السياسي في سوريا مع استمرار المعاناة هناك، وهذا التغير غير متوقع ولا يمكن التكهن به، فالمعارضة العلمانية المعتدلة، خاصة الجيش السوري الحر، سيتم استبدالها او تفوقت عليها جماعات إسلامية، في الوقت الذي تبدو فيه سيطرة الأسد على معظم البلاد اكثر ثباتا من ذي قبل’.
وتحدثت عن التطورات الأخيرة في شمال سوريا وسيطرة الجبهة الإسلامية على مخازن معدات وأسلحة للجيش الحر مما قاد الولايات المتحدة وبريطانيا تعليق المساعدات غير الفتاكة للجيش الحر. وترى الصحيفة أن هذا التطور قد يقود إلى ‘تحول في مواقف واشنطن والعواصم الغربية’، فيما دعا رايان كروكر، السفير الأمريكي السابق في سوريا والعراق إلى إعادة النظر في السياسة من الأسد.
مشيرة أيضا لتقرير وكالة أنباء رويترزعن أن الدول الغربية أخبرت ممثلي المعارضة المسلحة أن مؤتمر جنيف-2 الشهر المقبل قد لا يؤدي إلى خلع الأسد عن السلطة. وتختم بالقول إن ‘تسوية لا تزال بعيدة، وما هو أكيد هو حاجة السوريين للمساعدة الإنسانية أكثر من أي وقت مضى، حيث يمر على الأزمة الشتاء الثالث’.
لاجئون سوريون ضائعون في مليلية الإسبانية بعدما اغلقت اوروبا الباب في وجههم
مليلية (اسبانيا) من خوليان توير وخوان ميدينا: ظل يحيى خضر يتنقل طوال أكثر من عامين في خمس دول واستخدم ستة جوازات سفر مزورة في محاولة لاخراج أسرته من مدينة حمص السورية التي مزقتها الحرب الأهلية ونقلها إلى أوروبا.
لكن رغم وصول زوجته وأطفاله الخمسة إلى مليلية الجيب الأسباني الصغير الواقع على الساحل المغربي المطل على البحر المتوسط لا تزال فرصتهم في العيش في أوروبا بعيدة المنال كما كانت من قبل.
وقال خضر الذي كان قبل اندلاع الحرب يدير تجارة ناجحة في استيراد قطع غيار الشاحنات من أوروبا ‘يسافر الناس إلى مليلية على أمل الوصل إلى أوروبا… لكن هنا مجرد سجن في الهواء الطلق.’
ويقف الحراس المسلحون والأسلاك الشائكة على طول الحدود بامتداد 12 كيلومترا حول المدينة ولطالم خيب ذلك آمال الأفارقة الفارين من الفقر والصراع الذين كانوا يتطلعون لمليلية كبوابة لأوروبا التي تقبع أمامهم لا يفصلهم عنها سوى 180 كيلومترا من مياه البحر المتوسط.
لكن اليأس دفع مئات السوريين أمثال خضر لأن يقطعوا رحلات طويلة ويجازفوا بمواجهة العصابات المغربية التي تستغل محنة المهاجرين ليصلوا إلى البوابات لتصبح المدينة الساحلية التي يبلغ عدد سكانها 80 ألف نسمة نقطة جديدة تستهدفها موجات اللاجئين أملا في الوصول إلى الأمن وسعة العيش في أوروبا.
ومع احتفال الأمم المتحدة باليوم العالمي للمهاجرين الأربعاء الماضي وتسليط الاهتمام على التزام الحكومات إزاء اللاجئين يستعد زعماء دول الاتحاد الأوروبي لعقد قمة في بروكسل امس الخميس والجمعة من المرجح أن يتفقوا خلالها على تشديد الاجراءات لمنع المهاجرين من التسلل.
وسيصيب هذا اسبانيا وايطاليا واليونان بخيبة أمل لان محاولاتهم لاقناع جيرانهم في الشمال بان يقتسموا معهم عبء استقبال الفارين عبر البحر المتوسط تفشل بسبب رفض الناخبين الذين يشعرون بوطأة سياسات التقشف الاقتصادي.
وقبل قمة للاتحاد الأوروبي في أكتوبر تشرين الأول غرق أكثر من 360 شخصا قرب جزيرة لامبيدوزا الايطالية الواقعة قبالة تونس والتي كانت دوما نقطة جذب للمهاجرين. لكن المحادثات بشأن حل أوروبي أكثر تنسيقا لم تحقق تقدما يذكر.
وقالت انا تيرون مستشارة مفوض الشؤون الداخلية في الاتحاد الأوروبي ووزيرة الهجرة الأسبانية السابقة ‘لا توجد خطة رئيسية. انها مشكلة دولية يجب التعامل معها على المستوى الأوروبي لكن الارادة غائبة.’
وتقول اسبانيا إنها استقبلت خلال النصف الأول من العام الحالي نحو 3000 مهاجر غير شرعي وهو ضعف العدد في نفس الفترة من 2012. وجاء معظم هؤلاء عبر مليلية وسبتة وهي جيب اسباني آخر في أفريقيا ترسل فيه مراكز الاحتجاز طالبي اللجوء السياسي إلى الأراضي الأسبانية بمجرد أن تكتظ بالنزلاء.
ووصل 2300 لاجيء إلى مليلية هذا العام حتى الان.
وقال الاتحاد الأوروبي إن أكثر من 72000 شخص وصلوا إلى دول الاتحاد بطريقة غير مشروعة العام الماضي بينهم 8000 سوري وهو ما يمثل زيادة قدرها خمسة أمثال.
وعادة ما كان الفارون من الصراعات في الشرق الأوسط يسلكون الطرق الشمالية عبر تركيا واليونان ودول البلقان على أمل الوصول إلى الدول الأغنى مثل المانيا أو السويد أو بريطانيا. لكن تشديد الاجراءات الأمنية خاصة حول اليونان وايطاليا دفع المزيد من الأشخاص إلى اللجوء إلى الطرق الجنوبية.
واحتجز 74 سوريا هذا الشهر في مدينة لشبونة الاسبانية بعد أن فروا باستخدام جوازات سفر مزورة من غينيا بيساو والمغرب ودول أخرى.
وينتقل آخرون عبر سواحل شمال أفريقيا من ليبيا والجزائر إلى المغرب أملا في الوصل إلى أوروبا عبر سبتة ومليلية.
ويقول خوسيه بالاثون وهو مدرس في مليلية يرأس منظمة برودين التي تقدم يد العون للمهاجرين لاسيما الأطفال الذين يختبئون حول أحواض السفن في المدينة على أمل التسلل إلى العبارات والسفن الأخرى المتجهة إلى أسبانيا ‘الهجرة مثل المياه. دائما تبحث عن طريق لتتدفق’.
وأضاف بالاثون ‘إذا ما أغلقت كل الممرات المائية يرتفع المنسوب كما هو الحال في أي سد. حتى يفيض.’ مشبها ذلك بالطريقة التي يخيم بها المهاجرون في الغابات والتلال المحيطة بمليلية يتحينون الفرصة للتسلل عبر السياج الأمني ودخول المدينة.
وبينما تمكن أمثال خضر من تهريب أسرته إلى المدينة وتوفير اقامة لهم في النزل المخصص للاجئين بالاستعانة بجوازات سفر مزورة يقيم مئات آخرون لا يتمتعون بنفس القدرة المالية ومعظمهم أفارقة من جنوب الصحراء في خيام خارج المدينة ينتظرون اقتناص أي فرصة للدخول.
وقال سيرجي (30 عاما) وهو شاب من الكاميرون يعيش عند التلال خارج مليلية منذ شهور ‘في بلادنا نعيش على أقل من دولار في اليوم.
‘تحتاج أفريقيا إلى اصلاحات كي تتباطأ وتيرة المهاجرين. إذا لم يحدث أي شيء ستزداد الاعداد.’
وردت اسبانيا التي تبلغ نسبة البطالة فيها 25 بالمئة بتزويد السياج الحدودي بالأسلاك الشائكة. وفجر هذا موجة من الانتقادات من جانب جماعات حقوق الانسان حينما تعرض مهاجرون حاولوا تسلق السياج للضرب وتركوا معلقين على الحاجز.
ودافع عبد المالك البركاني ممثل الحكومة الاسبانية في مليلية عن الاجراءات باعتبارها ضرورية وقال إن بضعة لاجئين يريدون التقدم بطلب للجوء إلى الجيب وانهم يفضلون نقلهم إلى أوروبا.
كما عززت مدريد تعاونها مع الشرطة المغربية على أمل منع المتسللين من الاقتراب من الشاطيء.
وتبددت آمال خضر في الوصول إلى هناك.
ومنذ ثلاث سنوات كان خضر الذي يبلغ الان 43 عاما يعيش في رغد بفضل تجارته في قطع غيار الشاحنات الأوروبية المستوردة. وكان يقضي عدة أشهر في مدينة مرثيا بجنوب اسبانيا حيث يملك حانة ويدير أعماله التجارية.
كما سافر إلى اماكن اخرى في أوروبا فاصطحب أسرته إلى ديزني لاند في باريس وكان يزور ابنته التي تعيش في ايطاليا.
لكن الآن معظم أنحاء مدينته حمص تحولت إلى أنقاض. ودمر القصف في الفترة الأولى من الحرب الأهلية عام 2011 منزله لينضم خضر إلى 2.3 مليون لاجيء سوري.
ولانه يحمل تصريح اقامة في أسبانيا لنفسه فقط سافر مع عائلته عبر لبنان ومصر وليبيا والجزائر إلى المغرب. وهناك اشترى جوازات سفر مغربية لزوجته وأطفاله لدخول مليلية في منتصف أكتوبر تشرين الأول بموجب القواعد الاسبانية التي تسمح بدخول المغاربة الذين يعيشون قرب الجيب الاسباني.
ويقول اللاجئون السوريون إن العصابات المغربية تحصل على 1500 دولار أو أكثر مقابل جواز السفر المزيف. ولم يفصح خضر عن المبلغ الذي دفعه.
وتعيش أسرته الآن مع نحو 900 مهاجر في مركز اللاجئين في مليلية المخصص لاستضافة أكثر قليلا من نصف هذا العدد.
ويوفر خضر المال باقامته في فندق في مدينة الناظور المغربية القريبة مقابل 12 دولارا في اليوم. وبالاستعانة بتصريح الاقامة الاسبانية يمكنه السفر كل أسبوع لزيارة العائلة في مليلية.
وفي غياب أي مؤشر على السماح له بدخول أسبانيا يتساءل خضر هل يبدأ في العودة إلى بلاده ويقول ‘انها كارثة…الأوروبيون يقولون انهم يذرفون الدموع من أجل سوريا لكن كل هذا غير حقيقي.’(رويترز)
البراميل المتفجرة في سوريا..قنابل عمياء
اسطنبول ـ الأناضول: أعدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريرا عن آثار الخراب والتدمير التي تحدثها البراميل المتفجرة التي تستخدمها قوات النظام السوري في صراعها مع المعراضين السوريين في مختلف المحافظات السورية’
وذكرت الشبكة السورية أن النظام السوري يستخدم البراميل المتفجرة،’ بـسعات مختلفة , تصل حتى 500 لتر تقريباً، موضحة أن المادة المحشوة بتلك البراميل عبارة عن مادة التي ان تي المتفجرة يضاف إليها مواد نفطية مهمتها العمل على اندلاع حرائق، و أن تزيد في مساحة امتدادها، وقصاصات معدنية لكي تكون شظايا. ”
وأوضح التقرير، ‘أن النظام السوري يلجأ إلى تلك البراميل المتفجرة لأن تكلفتها أقل من تكلفة الصواريخ بكثير، ولما تتمتع به مع قلة تكلفتها من إحداث أثر تدميري كبير حيث تعتمد على مبدأ السقوط الحر بوزن يتجاوز احيانا الربع طن . وتعتبر الشبكة السورية لحقوق الإنسان البراميل المتفجرة أسلحة عشوائية بامتياز، ‘الهدف من ورائها القتل و التدمير العشوائي’.
‘وقد استخدمت القوات الحكومية، بحسب دراسة استقصائية قامت بها الشبكة السورية لحقوق الإنسان’ شملت مختلف المحافظات السورية ”أكثر من 1425 برميلا متفجرا أودت بحياه’ مالايقل عن 1179 مواطن أكثر بينهم قرابة ال 240 طفل و أكثر من’ 97′ من الضحايا هم’ مدنيين و هذا دليل قاطع على أنها أسلحة عشوائية تهدف إلى القتل و القتل فقط’. ولفتت الشبكة إلى ن تلك البراميل أحدثت أثرا تدميريا واسعا تسبب في دمار و تضرر’ مالايقل عن 5400 مبنى مابين منزل و مدرسة و مسجد و كنيسه، وماتزال آثار الحفر الواسعة التي خلفتها تلك البراميل في عدة محافظات سورية موجودة حتى اللحظة و أغلبها ضمن أحياء سكنية.
وذكرت الشبكة السورية أنه بتاريخ 15/12/2013 ألفقت الطائرات المروحية الحكومية أكثر من 10 براميل متفجرة على أحياء مختلفة في مدينة حلب مما أودى بحياة أكثر من 100 شخص كلهم مدنيين. واستعرض تقرير الشبكة استخدام قوات النظام لتلك البراميل في العديد من المحافظات السورية، والخراب والدمار وحالات القتلة التي خلفتها.
ويقول فضل عبد الغني مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان : ‘ إن الصمت الدولي المطبق على استخدام هكذا أنواع من الأسلحة التي لايمكن بحال من الأحوال أن يكون من ورائها أي هدف عسكري دقيق و في ذلك تهديد حقيقي و انهيار لعدة مبادئ رئيسية في القانون الدولي الإنساني ‘
اجتماعات مكثّفة إعداداً لـ«جنيف 2» والجربا يؤكد مشاركة الأكراد
أعلن رئيس «الائتلاف السوري المعارض» أحمد الجربا، اليوم، من أربيل، شمال العراق، أن أكراد سوريا سيشاركون في مؤتمر «جنيف2» ضمن وفدين، الأول مع المعارضة، والثاني مع النظام. في سياق منفصل، يلتقي الموفد الدولي للأمم المتحدة والجامعة العربية بشأن سوريا، الأخضر الإبراهيمي، اليوم، مندوبين من روسيا والولايات المتحدة للإعداد لمؤتمر «جنيف2»، في ظل خلاف ما زال قائماً بشأن مشاركة إيران.
قال رئيس «الائتلاف السوري المعارض» أحمد الجربا، على هامش زيارته مخيم كوروكوسك للاجئين السوريين في محافظة أربيل، إن «الأكراد سيشاركون في مؤتمر جنيف بوفدين، وفد من ضمن الائتلاف، ووفد النظام»، مشدداً على أن «الأمر منته».
يذكر أنه تتواصل في أربيل منذ الثلاثاء اجتماعات كل من «المجلس الوطني الكردي السوري المعارض»، المدعوم من قبل إقليم كردستان العراق، ومجلس الشعب لغربي كردستان، والذي يعتبر الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني والمعروف بعلاقته القوية مع النظام السوري.
وتهدف هذه الاجتماعات إلى الوصول إلى رؤية موحدة ومشتركة بخصوص مشاركة الأكراد في مؤتمر «جنيف2» في شهر كانون الثاني/يناير المقبل.
من جهته، قال سكرتير «الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا»، والمتحدث الرسمي باسم المجلس الوطني الكردي في سوريا، نصر الدين إبراهيم «عقدنا سلسلة من الاجتماعات مع الإخوة في مجلس الشعب لغربي كردستان بهدف توحيد الموقف الكردي وقد اتفقنا على توحيد الرؤية».
ورغم تأكيد الجربا أن الأكراد سيشاركون في وفدين وأن «الأمر منته»، قال إبراهيم «اتفقنا على تشكيل هيئة استشارية لمتابعة عقد المؤتمر والعمل من أجل حضور وفد كردي مستقل، وفي حال تعذر ذلك سنتحدث بالرؤية المشتركة ونحرص على أن يمثل الوفدان إرادة الشعب الكردي في سوريا من أجل سوريا ديموقراطية».
وتابع «نحن متفقون على استمرار الثورة السلمية الديموقراطية في مناطقنا وحمايتها من أي تدخل عسكري».
على صعيد آخر، يلتقي الموفد الدولي للأمم المتحدة والجامعة العربية بشأن سوريا، الأخضر الإبراهيمي، اليوم، مندوبين من روسيا والولايات المتحدة للإعداد لمؤتمر «جنيف2»، في ظل خلاف ما زال قائماً بشأن مشاركة إيران.
كذلك يلتقي في جنيف دبلوماسيون من روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة لاستئناف مناقشة المسائل المتعلقة بتنظيم المؤتمر الدولي بشأن سوريا.
ويترأس الوفد الروسي في هذا اللقاء نائبا وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وغينادي غاتيلوف، أما الوفد الأميركي المشارك في المشاورات فتترأسه نائبة وزير الخارجية للشؤون السياسية وندي شيرمان. ويترأس رئيس «الائتلاف السوري المعارض» أحمد الجربا وفد المعارضة السورية في المحادثات التحضيرية اليوم.
من جهته، قال الأمين العام لـ«الائتلاف السوري المعارض» بدر جاموس إن الائتلاف سيؤكد خلال اللقاءات الدبلوماسية في جنيف، اليوم، ضرورة فتح المعابر والإفراج عن المعتقلين ورحيل الرئيس السوري بشار الأسد.
ومن المتوقع بعد انتهاء اللقاء الثلاثي أن ينضم مندوبو الدول الأعضاء الدائمة في مجلس الأمن بريطانيا والصين وفرنسا إلى الاجتماعات. وقد تنضم إلى المحادثات وفود دول مجاورة لسوريا من لبنان والأردن وتركيا والعراق.
كذلك، يأتي الاجتماع في جنيف بعد يوم من تأكيد دمشق أنه لا يمكن أحداً أن يمنع الرئيس السوري بشار الأسد من الترشح لولاية رئاسية جديدة بعد انتهاء ولايته الحالية العام المقبل.
جاء هذا التأكيد من دمشق على لسان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، بعد أن انتقد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف تصريحات الأسد عن احتمال ترشحه للرئاسة.
وقال المسؤول الروسي إن على الأسد الامتناع عن الحديث عن إمكان الترشح لفترة رئاسية جديدة، لأن ذلك يمكن أن يزيد التوتر قبل محادثات «جنيف 2».
يشار إلى أن اجتماع اليوم يهدف إلى وضع اللمسات الأخيرة على قائمة الوفود المدعوة إلى المؤتمر.
وسيبحث الاجتماع خصوصاً مسألة مشاركة إيران والمملكة العربية السعودية في المؤتمر، وهي مسألة لا تزال قيد النقاش. كذلك ستُبحث مسألة الوفود التي تمثل المعارضة، حيث يصرّ الأكراد السوريون على الحضور بوفد خاص منفصل.
وكان وفد من «الائتلاف الوطني السوري المعارض» وصل إلى جنيف، لكنه لا يشارك في الاجتماع التحضيري في قصر الأمم، حيث يجري لقاءات ثنائية مع الوفود الحاضرة.
(أ ف ب)
شيخ سلفي يبيح اتخاذ الرجل 50 جارية سورية ملكًا ليمينه
صبري عبد الحفيظ ايلاف
أفتى الشيخ السلفي ياسين العجلوني بجواز أن يتخذ الرجل 50 سورية أمة له ملك يمينه ليعيلهن ويحميهن من الاستغلال الجنسي، في فتوى تضاعف مآسي السوريات الهاربات من الموت.
القاهرة: أفتى شيخ سلفي بجواز أن يتخذ المسلم خمسين جارية من السوريات، بقصد كسوتهن وسترهن وأيوائهن، وضمان عدم استغلالهن جنسيًا، بسبب نقص الرجال في سوريا الناتج من الحرب الدائرة بين نظام بشار الأسد والمعارضة.
وتأتي هذه الفتوي لتضع المزيد من الملح في جروح السوريات اللواتي يتعرضن للمآسي منذ أكثر من ثلاثة أعوام، منذ ابتداء الثورة المطالة بالحرية واسقاط نظام الأسد.
من أشراط الساعة
فقد أطلق الشيخ ياسين العجلوني، القيادي بالتيار السلفي في الأردن، فتوى تبيح للرجل اتخاذ خمسين جارية سورية. وقال: “بالنيابة عن علماء الشام وسوريا، أصدر الفتوى بجواز أن تطلب المرأة السورية من الرجل المسلم القادر على كسوتها وسترتها وإيوائها أن يدخلها في عقد ملك اليمين، كي تصير ملكًا ليمينه”، أي من الجواري والإماء.
وأضاف العجلوني أن لديه دليل على جواز ذلك، “والدليل على ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم عن أنس رضي الله عنه، قال رسول الله إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويظهر الجهل إلى قوله حتى يكون للخمسين امرأة القيم الواحد، والقيم هنا من يقوم بأمرهن فيصرن له موالي وإماء”.
وتابع مستندًا إلى أدلة جديدة: “وفي الحديث الذي رواه البخاري ويرى الرجل الواحد يتبعه أربعون امرأة يلذن به من قلة الرجال وكثرة النساء، ولقوله صلى الله عليه وسلم إذا عمت الفتنة ميز الله أولياءه حتى يتبع الرجل خمسون امرأة تقول يا عبد الله استرني يا عبد الله آوني، وفي الرواية تقول له: انكحني”.
ملك اليمين
واستنادًا للأحاديث التي ساقها العجلوني، قال: “فعلاجًا لمسألة التهجير الواقع على أهلنا في سوريا، بحيث أن النساء في سوريا المهجرات لا يجدن من يغطي نفقاتهن ولا يجدن من يحرص على حفظهن وحفظ أمنهن، فيجوز لهن أن يطلبن الدخول في عقد زواج ملك اليمين، بحيث يصير هذا الرجل سيدًا لها وتصير هي ملك يمينه، وتطبق فيها أحكام ملك اليمين التي أكدها الله في قوله (إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين)”.
أضاف: “علة الحكم الشرعي، علة أن تصير المرأة في حكم ملك اليمين كما بينا في هذه الأدلة، أولًا، قلة الرجال وكثرة النساء، وهذا كما قال الإمام النووي: وأما سبب قلة الرجال وكثرة النساء فهو الحروب والقتال الذي يقع في آخر الزمان، وتراكم الملاحم، وقد بينا أننا قد دخلنا في آخر الزمان بسبب ما ذكره الله في قوله: (فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفًا)”.
أمة سورية
وأوضح العجلوني أجراءت ملك اليمين للمرأة السورية، وقال: “نحن نفتي المرأة السورية التي تريد الزوج بالرجل المسلم زواج ملك اليمين بعقد ملك اليمين أن يصير سيدها، وتصير أمة له، وهذا العقد لا يحتاج إلا أن تستبرئ المرأة نفسها بحيضة، ويسجل هذا العقد عند المشايخ أو عند كاتب العدل أو عند القاضي السوري أو عند القاضي في البلد الذي هاجرت إليه، ويسجل هذا العقد في المحاكم المدنية أو المحاكم الشرعية، أو يعلن على وسائل الاتصال المعروفة، ولأن تصير هذه المرأة ملكًا له، بعد أن تقول له: ملكتك نفسي بعقد ملك اليمين، تصير هذه المرأة مولاته ويصير هو سيدها، فتصير هي أمة له وجارية له وخدمة له، عليه كسوتها، وعليه حفظها، وعليه رعايتها صحيًا وبدنيًا، وعليه نفقتها ونفقة من في حياضه من ولد أو أخ أو غير ذلك، إذ يدخل هؤلاء في حكم ملك اليمين بعد أن تصرح المرأة بهذا اللفظ (ملكتك نفسي)، وهذا يكون مقابل أجر معلوم مقابل مبلغ معلوم، يدفعه لها هذا الرجل المسلم المقتدر لكي يكفيها ويؤويها”.
مال لها
تلزم الفتوى الرجل بإيداع مبلغ من المال للمرأة السورية، وقال العجلوني: “ولا بأس في أن يوضع لها حساب بنكي بحيث يكون هذا المبلغ مؤمنًا لها في أي وقت تحتاجه، وهذا المبلغ سوى نفقتها وكسوتها وبيتها وما إلى ذلك مما تحتاج إليه”.
وأضاف أن هذه الفتوى نيابة عن علماء الشام، “وسوف ندعو علماء الشام إلى الأخذ بها، لأنها الوسيلة الشرعية الوحيدة التي تضمن للمرأة السورية المهجرة التي ليس لها أحد إلا الله، تضمن أن لا تستغل جنسيًا، وأن لا تهان، وأن لا يعتدى عليها، وأن لا يتمتع بها بوسائل غير شرعية”.
وتأتي هذه الفتوى لتزيد من أوجاع السوريات، لاسيما في ظل إزدياد الأوضاع سوءًا، ومحاولة أستغلال بعض الرجال من ذوي النفوس الضعيفة السوريات في بلاد الهجر جنسيًا.
فورد لإدريس: لا تغيير في مواقف واشنطن تجاه الأسد
بهية مارديني
ايلاف
قال اللواء سليم إدريس رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الحر لـ”إيلاف” إن روبرت فورد السفير الأميركي في سوريا أكد خلال اجتماعه معه أمس في إسطنبول مع وفد من الخارجية الأميركية أن “لا تغيير في مواقف بلاده وحلفائها بخصوص الرئيس السوري بشار الأسد ، وإن لا دور له في المرحلة الانتقالية”.
لندن: نفى السفير فورد كل ما نسب في وسائل الإعلام خلال الأيام الماضية حول تغيير مواقف الدول الغربية من الأسد، واحتمال بقائه لفترة رئاسية مقبلة، منوهًا بأن موقف الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها هو ضرورة دعم الحل السياسي من دون وجود الأسد في أية صيغة من الصيغ.
أميركا مستمرة مع الحر
ولفت إدريس إلى استمرار الدعم الأميركي للجيش الحر. وقال إن اللقاء تطرق إلى هذا الدعم، وإلى مؤتمر جنيف 2 وخطواته وآلياته وشرح كل طرف وجهة نظره بهذا الخصوص. هذا وعقد إدريس اجتماعًا مع وفد من الخارجية الأميركية بحضور فورد، وأكد المجتمعون على “ضرورة توحيد صفوف الثوار السوريين على الأرض لما فيه من مصلحة للشعب السوري”.
وأوضح إدريس للوفد الأميركي، بحسب بيان للأركان، تلقت “إيلاف” نسخة منه، الجهود التي تقوم بها الأركان بالتنسيق مع مختلف الفصائل الثورية لتوحيد صفوفهم على الأرض وتوحيد البندقية في وجه بشار الأسد، وحماية الشعب السوري.
وشرح اللواء إدريس “الصعوبات التي تواجه عمل الجيش الحر على الأرض، والجهود التي تبذلها هيئة الأركان لتفعيل آليات العمل بمشاركة كل القوى الثورية والعسكرية الفاعلة على الأرض لحماية ومصلحة الشعب السوري”. وأكد السفير فورد استمرار دعم حكومة الولايات المتحدة الأميركية وثقتها بهيئة الأركان ورئيسها. وأشار إلى أن ما حصل في باب الهوى والخلافات بين صفوف الثوار لا تخدم مصلحة الثورة السورية ولا الشعب السوري.
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أعلن بعد حجب المساعدات الأـميركية والبريطانية عن الجيش الحر أن المساعدة الأميركية غير القاتلة للجيش السوري الحر في شمال سوريا قد تستأنف “سريعًا جدًا”.
الدبلوماسية سبيلًا للحل
وكان مقاتلون من الجبهة الإسلامية سيطروا على مخازن للجيش السوري الحر على مقربة من الحدود مع تركيا في شمال سوريا. وردت الولايات المتحدة وبريطانيا على هذا التطور بوقف إرسال المساعدات غير القاتلة، مثل الاتصالات اللاسلكية والآليات، إلى الجيش الحر في شمال البلاد.
وأكد كيري “أعتقد أنه من المطلوب توخي الحذر وضمان القيام بهذا العمل بشكل متأن. لا أحد يريد أن يكتفي بإعادة ملء مخزن قد يفرغ مرة أخرى”. وجدد كيري تصريحاته حول الحل السياسي أن “الإدارة الأميركية تعتمد على الدبلوماسية لحل النزاع في سوريا”، مشيرًا إلى التحضيرات لعقد مؤتمر “جنيف-2” في كانون الثاني/يناير المقبل، وإلى الإجراءات التي اتخذت لإزالة ترسانة الأسلحة الكيميائية للنظام السوري.
ورأى كيري في تصريحات مماثلة لوسائل إعلام أميركية أن “لا أحد يريد التورط في الحرب السورية، لأن هذا البلد كما تعلمون غارق في بازار من المواجهات الدينية مع كل أنواع التدخلات”. وأضاف وزير الخارجية الأميركي “لا بد من العمل بالوسائل المتاحة. وهذا بالتحديد ما نقوم به عبر استخدام الأدوات الدبلوماسية المتوافرة”.
وقال كيري إن المعارك بين أطراف المعارضة السورية أتاحت تنامي دور المجموعات المتطرفة، وإن بعض المناطق السورية باتت تقع بشكل كامل تحت سيطرة “القاعدة”. وتابع “نعم هذا صحيح تمامًا. إن “القاعدة” لم يكن لديها قبلًا التأثير الذي تحظى به اليوم هناك، وهذا التهديد يتزايد. وهو تهديد ستتوجب علينا مواجهته”. وشدد على أن “غالبية الرأي العام الأميركي تعارض تورطًا أميركيًا إضافيًا في النزاع السوري”.
بان كي مون يرأس مؤتمر مانحي سوريا في الكويت
توقعات بجمع 6.5 مليار دولار منتصف يناير المقبل
الكويت: «الشرق الأوسط»
أعلنت الأمم المتحدة أمس أن أمينها العام بان كي مون سيترأس جلسات «مؤتمر المانحين 2» لسوريا الذي سيقام تحت رعاية الشيخ صباح الأحمد، أمير الكويت، منتصف الشهر المقبل في العاصمة الكويت.
وبحسب تصريح نايغل فيشر، وهو الأمين العام المساعد ومنسق الشؤون الإنسانية الإقليمي في الأمم المتحدة، فإن دعوات المشاركة وجهت لأكثر من 60 دولة لتقدم تعهداتها إلى جانب دول جوار سوريا التي تستضيف اللاجئين السوريين. وبين فيشر، في بيان نقلته وكالة الأنباء الكويتية، عقب زيارته البلاد والتقائه الشيخ صباح الخالد نائب رئيس الوزراء الكويتي وزير الخارجية، أن دول الجوار السوري ستعرض خلال مؤتمر «المانحين 2» خططها الحالية والمستقبلية بشأن اللاجئين، كما ستقدم نائبة أمين عام الأمم المتحدة لشؤون الإغاثة فاليري آموس الاحتياجات الإنسانية الواجب توافرها هذا العام.
وذكر فيشر أن مؤتمر المانحين لسوريا الأول والذي استضافته الكويت مطلع العام الحالي كان على مستوى عال، وحقق نجاحا بالغا بجمعه أكثر من 1.5 مليار دولار لإغاثة سوريا، واصفا ذلك بالحدث المذهل، خاصة أن ما تم جمعه خلال المؤتمر ذهب إلى الأمم المتحدة وجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر والمنظمات غير الحكومية الدولية، وكان للتبرعات بالغ الأثر على المستوى الإنساني.
وفي ما يتعلق بخطط الأمم المتحدة لمساعدة سوريا العام المقبل 2014، ذكر فيشر أن «الوضع يزداد سوءا في سوريا، والجهود والأموال اللازمة لمساعدة المتضررين في تزايد مستمر، في ظل طول أمد الصراع، وأن الأمر يزداد سوءا، وهناك الكثير من السوريين يجدون أنفسهم محاصرين في القتال أو مطاردين، لذلك إذا قارنت الأرقام من حيث الأشخاص المتضررين ومن حيث الأموال اللازمة في عام 2014 فستكون أعلى مما كانت عليه في 2013، إذ يتوقع أن يصل عدد المحتاجين داخل سوريا لأكثر من تسعة ملايين من السوريين، وأكثر من أربعة ملايين لاجئ خارج سوريا، وهذا الرقم قدرنا بلوغه بحلول نهاية عام 2014، لهذا فإن الأمم المتحدة تخطط لإصدار نداء من أجل جمع 6.5 مليار دولار خلال مؤتمر المانحين الثاني الذي سيعقد في الكويت منتصف يناير (كانون الثاني) المقبل».
وأشار فيشر إلى أن ضخامة هذا الرقم يعكس ضخامة الحاجة، فالإغاثة داخل سوريا تتطلب 2.3 مليار دولار لدعم 9.3 ملايين سوري تضرروا، فيما سيخصص الـ4.2 مليار المتبقية لنحو 4.1 مليون لاجئ خارج سوريا، وربما تلجأ الأمم المتحدة إلى تقسيم هذا الرقم الضخم إلى قسمين، يوفى الأول خلال النصف الأول من العام المقبل ويوفى الثاني خلال النصف الثاني من العام المقبل 2014 لجعله مقبولا لدى الجهات المانحة، وكي تستطيع الأمم المتحدة إدارته، متوقعا أن يتخذ مثل هذا القرار خلال مناقشات المؤتمر.
وعد فيشر مؤتمر «جنيف 2» الذي سيعقد نهاية يناير المقبل «بادرة أمل، غير أن فرص التوصل إلى حل ليست قوية، لكن على الأقل إذا بدأت المعارضة والنظام التفاوض ستكون خطوة أولى، لأن الصراع إذا استمر سنة أخرى فإنه سيكون كارثيا على كثير من السوريين».
يذكر أن الكويت تعهدت بتقديم 300 مليون دولار، أي ما يعادل نسبة 20 في المائة من إجمالي التعهدات التي خصص منها 275 مليون دولار لوكالات الأمم المتحدة صرفتها بالكامل تقريبا. واعتبر منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة الإقليمي نايغل فيشر أن الكويت برزت كمركز إنساني دولي في السنوات الماضية، وأن الحكومة الكويتية أصبحت لاعبا رئيسا في مجال العمل الإنساني، وبالمثل الهلال الأحمر الكويتي الذي ينشط في جميع قارات الأرض مع استثمارات كبيرة في مجالات العمل الإنساني والتنمية الاجتماعية والصحة والتعليم والرعاية الأسرية.
وبين فيشر أن التبرعات الكويتية يوجه جزء منها لمنظمة اليونيسيف التي عملت على تنفيذ برنامج تقديم المياه الصالحة للشرب إلى 2.3 مليون شخص داخل سوريا، وتوفير اللقاحات لأكثر من مليون طفل، وتوزيع أدوات تعليمية على أكثر من 300 ألف من طلبة المدارس، أما برنامج الأغذية العالمي فتمكن من شراء ونقل وتوزيع المواد الغذائية وتقديم حصص غذائية لنحو مليون شخص داخل وخارج سوريا، وأيضا استطاعت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين توصيل مساعداتها إلى 400 ألف لاجئ في الأردن وتركيا ولبنان ومصر، والتي تنوعت ما بين منح نقدية لإعاشة شهرية ودعم التعليم في المخيمات وتحسين أنظمة المياه والطرق.
وعلى صعيد آخر، أودع مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة منصور العتيبي، ونظيره العراقي محمد الحكيم، لدى أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، الاتفاقية الثنائية التي صدق عليها البلدان في الكويت منتصف الأسبوع، وتناولت تنظيم الملاحة البحرية في خور عبد الله شمال الخليج العربي. وتنص الاتفاقية على إنشاء لجنة إدارة مشتركة من أبرز مهامها تنظيم الملاحة في خور عبد الله وضمان سلامة الممر المائي والمحافظة على البيئة، إضافة إلى أمور أخرى منها صيانة الخور وتعميق وتوسيع الممر الملاحي والتعامل مع سفن صيد الأسماك في الممر المائي.
وذكر العتيبي، مساء أول أمس، أن الاتفاقية تعيد التأكيد على التزام الدولتين بالقرار 833 الصادر عن مجلس الأمن في عام 1993 والخاص بترسيم الحدود الدولية بين البلدين واحترام القانون الدولي المتعلق بالملاحة الدولية، ومن شأن الاتفاقية تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
وبدوره، أعرب أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون عن سعادته بتسلمه اتفاقية تنظيم الملاحة البحرية في خور عبد الله، مبديا ارتياحه لتحسن وتطور العلاقة بين البلدين والتي وصفها بأنها تسير في الاتجاه الصحيح.
أما مندوب العراق الدائم لدى الأمم المتحدة محمد الحكيم فأكد أنه لا رجعة عن تطوير العلاقات مع دولة الكويت في جميع المجالات، ذاكرا أن هذه الاتفاقية تنظم العلاقات البحرية بين البلدين على أساس قرارات الأمم المتحدة، وأن الطرفين ملتزمان بها كونها تعني اتفاق البلدين على تسهيل عملية مرور البواخر وحركة السير في الخور. وأعلن الحكيم أن «جميع المشاكل مع الجانب الكويتي انتهت، ونحن ننتظر الآن الانتقال إلى الخطوة المقبلة وهي التعاون الاقتصادي والسياسي والاجتماعي بين البلدين، وتكثيف تبادل الزيارات الرسمية بين مسؤولي البلدين».
مقاتلون من «الجيش الحر» يروون لـ «الشرق الأوسط» تفاصيل التعذيب من سجون «داعش»
أبو أيمن العراقي أطلق الرصاص على ركبة قاض شرعي ثم رأسه لأنه «قاضي الائتلاف»
حلب: وائل عصام
يقلب عبد الله صور زملائه المقاتلين الذين قضوا تعذيبا. يبدو من وجوههم الدامية للوهلة الأولى أنهم ضحايا أحد الفروع الأمنية للنظام السوري، لكن سرعان ما نعرف أنهم أول من قتل من الجيش الحر تعذيبا في سجون «داعش» في الساحل السوري.
عبد الله وأحمد مقاتلان ينتميان لكتيبة «الهجرة إلى الله» التابعة للجيش الحر، يرويان لـ«الشرق الأوسط» تفاصيل عايشوها خلال اعتقالهم في سجون «داعش» في اللاذقية تكشف حقيقة ما حصل في المواجهة التي وقعت بين «داعش» وفصيل من الجيش الحر قبل أسابيع في جبل التركمان باللاذقية، عندما قرر أبو أيمن العراقي، وهو أمير «داعش» في اللاذقية، أن يهاجم مقرا لكتيبة منافسة تابعة للجيش الحر هي «الهجرة إلى الله» في بلدة ربيعة، ليقتل في الهجوم أربعة من عناصر «داعش»، قبل أن يحاصر مقاتلوه ستة من عناصر «الهجرة إلى الله» ويعتقلوهم بعد أن أعطوهم الأمان ووعدوهم بعدم التعرض لهم في حال سلموا أنفسهم.
نقل المعتقلون إلى بلدة سجن لـ«داعش» في بلدة الغسانية المسيحية التي أضحت خالية من سكانها. ويقول عبد الله إنه كان يسمع صرخات وأنين خمسة من زملائه جرى تعذيبهم حتى الموت ورميت جثثهم قرب جسر الشغور قبل أن يطلق سراحه مع شقيقه أحمد في صفقة تبادل للأسرى. ويضيف عبد الله «منذ أن دخلنا السجن بدأت الشتائم: (يا كفرة، يا قتلة المسلمين، تبغون شرعة أميركا على شرعة الله، دولة الإسلام باقية رغم أنوفكم)».
عبد الله كان صديقا سابقا لقيادي تونسي في «داعش»، ولهذا فقد عومل معاملة أفضل من زملائه، كما أنه لم يكن مشتركا في قتل عناصر «داعش» في الاشتباك. يقول «كنت أعمل في تصليح القبضات (أجهزة اللاسلكي)، وكان عناصر (داعش) دائمو التردد، واحتفظت بعلاقات طيبة معهم خاصة التونسي، فقد كان الوحيد الذي يبتسم بينهم». لكن علاقته الطيبة بهم لم تشفع لزملائه الذين تعرضوا للتعذيب «رغم أن عناصر (داعش) أعطوهم الأمان عند تسليم أنفسهم، فإنهم غدروا بهم. كانوا يضربوهم يوميا ويسألونهم عن أماكن تخزين الأسلحة والعتاد، وفي الأيام الأخيرة أخذوا يضربوهم بصناديق الذخيرة الخشبية على رؤوسهم حتى ماتوا جميعا. كنت أسمع صرخاتهم من غير أن أتمكن من فعل شيء لهم».
ويكشف شقيق عبد الله الذي اعتقل هو الآخر عن تفاصيل وأسباب مقتل الشيخ جلال بايرلي، القاضي الشرعي في جبل التركمان، الذي جاء في وفد ضم ممثلين عن أحرار الشام وفصائل أخرى للتوسط لإطلاق سراح الأسرى، وقابل أبو أيمن العراقي أمير داعش في الساحل (وهو سوري من مدينة دير الزور ويكنى بالعراقي). ويقول أحمد «شاهدت الشيخ جلال من بعيد وهو يدخل على أبو أيمن العراقي مع وفد من الأحرار ووجهاء جبل التركمان، وما إن شاهده أبو أيمن حتى قال له: (من أنت؟)، فأجابه الشيخ: (أنا القاضي جلال بايرلي القاضي في الهيئة الشرعية)، فرد عليه أبو أيمن قائلا: (أنت قاضي الائتلاف إذن)، ومباشرة أطلق رصاصة على ركبته وألحقها برصاصة في رأسه».
وقد أثارت هذه الحادثة غضبا كبيرا لدى الفصائل الإسلامية خصوصا أن أبو أيمن العراقي هو نفسه من قتل أبو بصير اللاذقاني القائد في الجيش الحر قبلها بأسابيع، كما أن حركة أحرار الشام الإسلامية وعلى لسان أحد قادتها، وهو عبد الملك الشرعي، اعتبرت أن مقتل الشيخ جلال وقتل الأسرى دلائل على صفات «الغدر بالمجاهدين بعد إعطائهم الأمان» في أعنف انتقادات وجهتها الحركة ضد «داعش».
بعد تعذيب زملاء عبد الله وقتلهم وإعدام الشيخ جلال، دخل عبد الله في حوار مع أبو أيمن العراقي لساعات لم يفض إلى أي نتيجة سوى أنه اتهم كل الفصائل الأخرى بأنها تريد التحول لصحوات لمقاتلة «الدولة الإسلامية». يقول عبد الله «كان دائم الاتهام للفصائل الأخرى كأحرار الشام بالتقاعس عن نصرة فصيله في معارك اللاذقية خصوصا في قرى بيت شكوحي التي تضم عشر قرى علوية والتي استعادها النظام بعد أيام من اقتحامها من قبل (داعش)».
ويقول الناشط الإعلامي في اللاذقية سليم العمر إن ممارسات داعش في الساحل أثارت غضب كل الفصائل الإسلامية. ويؤكد أن «الخلاف في جوهره شخصي بين أبو أيمن العراقي قائد (داعش) والملازم أبو رحال قائد كتيبة الهجرة إلى الله». ويضيف «لم يعد بالإمكان لأي من الفصائل العمل من غير مبايعة (داعش) في جبل التركمان أو جبل الأكراد. نفوذهم زاد هناك بصورة ملحوظة، لكنهم وفي الوقت نفسه مقبلون على صراع كبير خصوصا مع القرى التركمانية في جبل التركمان التي تنتمي كتائبها الإسلامية للجيش الحر».
لم يطلق سراح عبد الله من سجون داعش إلا بعد أن أعلن «توبته»، وبعدها جاء عناصر «داعش» يعتذرون له عن التعذيب الذي تعرض له. ويقول «خلال إطلاقي جاء عناصر (داعش) وبعضهم من العراق والشيشان والمغرب، كل واحد فيهم يقبل المكان الذي ضربني فيه. أحدهم قبل رأسي وقال: (سامحني يا أخي أنا ضربتك هنا)، وآخر قبل ظهري وقال: (سامحني يا أخي أنا ضربتك هنا)». ويضيف «استغربت كثيرا تغير معاملتهم بمجرد تحسن علاقتي بأبو أيمن العراقي. هم منقادون لأميرهم بطريقة غريبة».
وكان آخر ما سمعه عبد الله من عناصر «داعش» قولهم له «اذهب يا أخي من اليوم فصاعدا، إما تبايعنا وتقاتل في في كنف الدولة وإما تجلس في بيتك».
وفي الإطار نفسه، انتقدت أمس منظمة العفو الدولية في تقرير صدر عنها ممارسات التعذيب والجلد والقتل دون محاكمة التي قالت إنها تنتشر في السجون السرية التي تديرها الدولة الإسلامية في شمال سوريا. وقالت المنظمة في تقريرها الذي حمل عنوان «عهد الخوف: الانتهاكات التي ترتكبها الدولة الإسلامية في العراق والشام في الحجز بشمال سوريا» إن الدولة الإسلامية في العراق والشام دأبت على انتهاك حقوق السكان المحليين دون رحمة، وهي تزعم أنها تطبق أحكام الشريعة بصرامة في المناطق الواقعة تحت سيطرتها.
وكشف التقرير عن سبعة من مرافق الحجز التي تستخدمها «داعش» في محافظة الرقة ومدينة حلب. وقال مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة العفو الدولية فيليب لوثر «تشمل قائمة المخطوفين والمحتجزين على أيدي عناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام أطفالا في سن الثامنة يحتجزون رفقة البالغين في ظل نفس الظروف القاسية وغير الإنسانية». ويصف محتجزون سابقون طائفة مروعة من الانتهاكات تعرضوا لها هم أو آخرون، منها الجلد بأحزمة المولدات المطاطية أو الأسلاك أو التعذيب من خلال الصعق بالكهرباء أو إجبارهم على البقاء في وضعية جسدية مؤلمة تُعرف بوضعية «العقرب» يُقيد فيها رسغا الشخص المحتجز مع بعضهما البعض فوق إحدى الكتفين. وأشار لوثر إلى أنه «ينبغي على الحكومة التركية تحديدا أن تحول دون استخدام عناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام لأراضيها في جلب الأسلحة والمجندين إلى سوريا». كما طالب «دول الخليج بالتحرك من أجل وقف تدفق الأسلحة والمعدات وغير ذلك من أشكال الدعم الموجه إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام في ضوء سجلها المروع على صعيد حقوق الإنسان».
سجال روسي ـ سوري بعد اتهام بوغدانوف الأسد بتصعيد التوتر
معارضون عدوها «مناورة» وأكدوا أن إيران هي صاحبة القرار الأساسي
بيروت: نذير رضا
اتهمت روسيا، على لسان نائب وزير خارجيتها ميخائيل بوغدانوف، أمس، الرئيس السوري بشار الأسد بتصعيد التوتر في سوريا بتصريحاته حول احتمال مشاركته في الانتخابات الرئاسية في 2014، وهو ما اعتبرته المعارضة السورية «مناورة تهدف إلى كسب حضورها في مؤتمر (جنيف 2)».
وأعلن بوغدانوف في مقابلة أجرتها معه وكالة «إنترفاكس» أن تصريحات الأسد حول عزمه الترشح للانتخابات «تؤجج التوتر ولا تسهم بتاتا في تهدئة الوضع»، داعيا الرئيس السوري والمعارضة إلى عدم تصعيد التوتر قبل مؤتمر «جنيف 2» للسلام في سوريا المقرر في 22 يناير (كانون الثاني) المقبل في سويسرا. وقال «نعتبر أنه عشية مفاوضات، من الأفضل عدم الإدلاء بتصريحات من شأنها أن تثير استياء أي كان وتثير غضبا أو ردودا».
وسرعان ما ردت دمشق مؤكدة أن أحدا لا يمكنه أن يمنع الرئيس السوري بشار الأسد من الترشح لولاية رئاسية جديدة بعد انتهاء ولايته الحالية في 2014، بحسب ما قال نائب وزير الخارجية فيصل المقداد لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال المقداد «أسأل المعارضة لماذا لا يحق لمواطن سوري أن يترشح؟ من يمكنه أن يمنعه؟ لكل مواطن سوري الحق في أن يكون مرشحا».
وكان مسؤولون سوريون كرروا إعلانهم أنه من حق الأسد الترشح للانتخابات الرئاسية في صيف عام 2014. كما أعلن الأسد، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أنه لا يرى أي مانع من الترشح للانتخابات المقبلة، وهو ما أثار غضب المعارضة التي تطالب برحيل بشار الأسد كأحد الشروط الأساسية لفتح مفاوضات مع النظام. وبينما ترفض المعارضة اعتبار التصريح «تغيرا في الموقف الروسي»، يؤكد الخبير في الشأنين الروسي والإيراني د.نسيب حطيط، لـ«الشرق الأوسط»، أن موسكو حليف للنظام السوري وليست نسخة متطابقة معه «مما يتيح الفرصة لكلا الطرفين لاتخاذ المواقف المناسبة من وجهة نظرهما». ويقول حطيط إن الموقف الروسي «ينتقل من موقف الحليف الداعم إلى دور الوسيط، بدليل دعوته للمعارضة السورية لزيارة موسكو»، لافتا إلى أن تصريح بوغدانوف «يفتح الباب للمناورة، بهدف تطمين المعارضة على طبيعة دوره الوسطي، مما يحث المعارضة على الاعتراف بدور روسيا كوسيط، كون مواقفها غير متطابقة مع الموقف السوري الرسمي».
ويرى عضو الائتلاف السوري سمير نشار أن المعارضة على قناعة بأن «الأسد لا تتحكم فيه روسيا، بل تتحكم طهران في قراراته»، مشيرا لـ«الشرق الأوسط» إلى أن قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني «هو الحاكم الفعلي في دمشق»، نظرا «لدوره في إرسال مقاتلي حزب الله والكتائب الشيعية للقتال إلى جانب النظام في سوريا». ولفت نشار إلى أن شخصيات معارضة طرحت سؤالا على أطراف دوليين حول موقف إيران من المفاوضات وبقاء الأسد، أجابتها بأنها لا تعرف الموقف الحقيقي، مشيرا إلى أن «تصريح بوغدانوف يأتي على النقيض، ويفهم منه بأنه دعوة للمعارضة للمشاركة في مؤتمر (جنيف 2)، وأنهم، لهذه الغاية، يحاولون القول بأنهم غير متمسكين بالأسد في المرحلة الانتقالية».
ويضع نشار تصريح بوغدانوف، اللافت في توقيته قبل مؤتمر «جنيف 2»، في إطار «المناورة»، كون «تصريح الأسد حرم الطرف الروسي من نقطة أن يكون وسيطا، إذا تطابق موقف روسيا مع موقفه». ويتطابق تقدير المعارضة السورية لتصريح بوغدانوف مع تقدير الدكتور حطيط الذي ينفي أن يكون «تغييرا في الموقع الروسي»، مؤكدا أن المسؤولين الروس «يعتمدون تكتيكا خاصا ومناورة سياسية». ويضيف «هناك حق لأي طرف في إجراء مناورة على التفاوض، واستخدام التكتيك السياسي، سواء المعارضة أو النظام أو الداعمون لكل منهما».
ويرى حطيط أن الأسد أعلن نيته الترشح، وذلك لا يعتبر جديدا في مواقفه، أما موسكو على لسان نائب وزير خارجيتها «فتقول إن الأمر يعقد المفاوضات، لكنها لم تقل إنها تعارض ترشح الأسد، بل تفضل إعلان هذا الموقف بعد انعقاد مؤتمر جنيف»، معربا عن قناعته بأن «الاعتراض الروسي على التوقيت فقط، كيلا يتطابق موقف روسيا، في دور الوسيط، مع ما تسرب من مواقف أميركية بأن الأسد قد يشارك في العملية الانتقالية، ويبقى ما بعد (جنيف 2)».
ويأتي التصريح الروسي في لحظة حاسمة، وسط مناقشات تخوضها المعارضة السورية لاتخاذ موقفها من المشاركة في المؤتمر الدولي. وأكد نشار لـ«الشرق الأوسط» أن موقف المشاركة في «جنيف 2»: «لم يُحسم بعد»، فيما «تصمم موسكو وواشنطن على انعقاد المؤتمر». وأشار نشار إلى أن المجلس الوطني السوري، أكبر مكونات الائتلاف الوطني «اتخذ في السابق موقفا رافضا للمشاركة»، موضحا أنه «سيعيد مناقشة الأمر في بدايات العام الجديد خلال اجتماع ينعقد قبل مؤتمر جنيف». وأعرب عن اعتقاده أن المجلس «سيتخذ موقفا رافضا للمشاركة في شكلها الحالي، ما دام مصير الأسد في الفترة الانتقالية لم يتضح بعد»، في حين «يكثر الحديث عن اتفاق أميركي روسي على أولوية قتال تنظيم القاعدة في سوريا، قبل إسقاط الأسد».
تكتل أممي لإغاثة اللاجئين السوريين في ثلاث دول
كلوس لـ «الشرق الأوسط» : آلية جديدة لمنظومة المساعدات
الرياض: بندر الشريدة
كشف الدكتور جون كلوس، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، لـ«الشرق الأوسط» عن توجه قوي للدول المانحة لإنشاء منظومة دولية متكاملة لإغاثة الشعب السوري، ودعم اللاجئين السوريين في كل من الأردن ولبنان والعراق، وتوفير مستوطنات بشرية ملائمة لاستقبال اللاجئين السوريين.
وقال كلوس الذي كان موجودا في الرياض أمس: «العالم بكامله شاهد الأطفال السوريين اللاجئين وهم يموتون من البرد ولا يجدون ما يسترهم من سقف أو لباس»، مؤكدا في الوقت نفسه أن الواقع الذي يعيشه اللاجئ السوري، خصوصا في هذه الأجواء الباردة، لا يمت للواقع الإنساني بأي صلة، مشيرا إلى أن هناك من موظفي الأمم المتحدة من يعيشون مع اللاجئين وينظرون إلى أوضاع أماكن إقامة اللاجئين وكيفية تحسينها.
وأضاف: «نعمل هذه الأيام على طلب سيجري تقديمه للدول المانحة، وذلك من خلال التحضير لمؤتمر كبير سيجري في الكويت منتصف يناير (كانون الثاني) المقبل، للوصول إلى آلية مناسبة بالتعاون مع الجهات المانحة لوضع منظومة لمزيد من المساعدات لدعم هذا الشعب في وضعه الراهن الصعب، وإشراك البرامج التي تعمل عليها الأمم المتحدة في العملية الإغاثية، مثل البرنامج الإنمائي وبرنامج شؤون اللاجئين ومنظومة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة».بدوره، أعلن مكتب الأمم المتحدة في العاصمة الأردنية عمان، أمس (الخميس)، أن الأمم المتحدة ستمنح الأردن أكثر من ملياري دولار لدعمه في استقبال اللاجئين السوريين، البالغ عددهم نحو 600 ألف لاجئ، وتقديم الخدمات الضرورية لهم، موضحا في بيانه أن الدعم المقدم للأردن يأتي ضمن خطة الأمم المتحدة لتوسيع نطاق الاستجابة للمتضررين من الأزمة السورية، وتحسين الخدمات العامة والبنية التحتية لمشروعات اللاجئين والمتضررين من الأزمة، داعيا في الوقت نفسه جميع الجهات المانحة إلى مواصلة دعم السوريين المتضررين من الصراع والتشريد، مبينا أن خطة الاستجابة هي جهد مشترك بين وكالات الأمم المتحدة والدول المانحة والمنظمات غير الحكومية الدولية والوطنية والمنظمات المجتمعية، متوقعا وجود نحو 800 ألف لاجئ سوري يعيشون في الأردن بحلول نهاية عام 2014.
من جهة أخرى، أبلغ جمال الشمايلة السفير الأردني في الرياض، «الشرق الأوسط»، بوجود 600 ألف لاجئ سوري قبل الأحداث، أتوا إلى الأراضي الأردنية لطلب الرزق، ولكنهم لم يستطيعوا العودة بعد ما حصل في الأراضي السورية، موضحا أنه عند إضافة هذا الرقم إلى اللاجئين القادمين بعد الأحداث، فإنه يقارب 1.4 مليون لاجئ، يجري التعامل المباشر معهم من خلال تأمين المأوى والمشرب والملبس وما قد يحتاج إليه أي إنسان في هذه الظروف القاسية.
دروز سوريا مع النظام.. و12 ألفا تخلفوا عن الخدمة الإلزامية
معارض يؤكد وجود «بيئة حاضنة للمعارضة وليس للثورة»
بيروت: «الشرق الأوسط»
أكدت مصادر سورية معارضة أن عدد الشباب الدروز في محافظة السويداء جنوب سوريا، الذين يرفضون الخدمة العسكرية في الجيش النظامي، في تزايد مستمر. وقالت المصادر بأن نحو 12 ألف شاب لم ينضموا إلى الخدمة النظامية منذ اندلاع الصراع السوري في مارس (آذار) 2011. وتقول المصادر بأن النظام السوري يسعى إلى استدراج أبناء الطائفة الدرزية للقتال إلى جانبه عبر تسليم العميد الدرزي في الجيش السوري عصام زهر الدين قيادات العمليات العسكرية في المدن الثائرة على النظام.
ويبدو أن رفض الشباب الدروز الالتحاق بالجيش النظامي ليس جديدا، إذ يؤكد عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني المعارض جبر الشوفي لـ«الشرق الأوسط» أنه «منذ اندلاع الثورة رفض عدد كبير من الشباب الدروز في محافظة السويداء الخدمة في صفوف الجيش السوري بعد أن حوّل (الرئيس السوري) بشار الأسد ضباط وجنود هذا الجيش إلى مجرمين». ويكشف الشوفي أن «شيوخا في الطائفة الدرزية أصدروا قرارا بحرمة الصلاة على كل عسكري درزي يموت خلال مشاركته القتال مع القوات النظامية». في موازاة ذلك، يشير المعارض الدرزي ماهر شرف الدين لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «وعي دروز سوريا بحقيقة ما يُضمره النظام لهم من محاولة استعمالهم كذريعة ليحتمي بها من الثورة جعلهم يرفضون الالتحاق بالجيش النظامي بما يشبه حالة العصيان حيث لم يلتحق بخدمة الاحتياط سوى العشرات». وفي الإطار ذاته، يشدد الشوفي على أن «معظم الجيل الشاب في السويداء يؤيد الثورة، ويرفض قتل إخوته في الوطن لحماية نظام استبدادي»، مؤكدا أن «عددا كبيرا منهم يهرب خارج البلاد أو يتخفى داخلها كي لا يتمكن النظام من إجبارهم على الخدمة في جيشه».
ويبرر الشوفي تراجع العمليات العسكرية للمعارضة في مدينة السويداء إلى «الخوف من إدخال السكان في صراع الأهالي»، مشيرا إلى «وجود تداخل عائلي كبير في المحافظة ما قد يؤدي إلى إقدام الأخ على تصفية أخيه في حال كان الطرفان ضد بعضهما». وكان خلدون زين الدين أول ضابط درزي انشق عن الجيش النظامي بعد أشهر من بدء الاحتجاجات على نظام الأسد وأعلن تشكيل مجلس عسكري خاص بمدينة السويداء. لكن زين الدين سرعان ما قتل مع 8 من عناصره إثر معارك مع مقاتلين موالين للنظام قرب السويداء، ليتولى العقيد الدرزي المنشق مروان الحمد قيادة المجلس العسكري من الحدود الأردنية من دون أن يكون لهذا المجلس أي دور ميداني. وفي هذا السياق، يؤكد شرف الدين «وجود بيئة حاضنة للمعارضة وليس للثورة، وهذا فرق جوهري في القراءة السياسية للواقع على اعتبار أن الدروز لا يثقون بالنظام إطلاقا لكنهم في المقابل لا يثقون بالثورة المسلحة»، وهو ما يبرره شرف الدين بضعف مساهمتهم العسكرية، لا سيما أن الدروز مشهورون بتاريخهم الحربي، فلذلك فإن مساهمتهم بضع عشرات من المقاتلين في الثورة تعتبر مساهمة ضعيفة.
وسبق للزعيم الدرزي اللبناني النائب وليد جنبلاط أن دعا الجنود ورجال الشرطة الدروز إلى الانشقاق، معتبرا أنه «آن الأوان للإحجام عن المشاركة مع الشرطة أو الفرق العسكرية التي تقوم بعمليات القمع ضد الشعب السوري، وقد عاد العشرات من الشباب الدروز في نعوش نتيجة قتالهم لأهلهم في المناطق السورية الأخرى». ورحبت الناطقة باسم منظمة حقوق الإنسان «سواسية» منتهى الأطرش ابنة الزعيم الدرزي الراحل سلطان باشا الأطرش بالدعوة التي وجّهها جنبلاط، معتبرة أن «الدروز في جبل العرب هم فعليا مع الشعب السوري وثورته الشريفة، لكنهم كأقلية يتخوفون».
ورغم خروج أصوات درزية تؤيد المعارضة، فإن الدروز السوريين وقفوا بشكل عام إلى جانب نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وخرجت مظاهرات قليلة في مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية تؤيد الحراك المعارض جوبهت بقمع من السكان المحليين لتبقى المدينة في موقع التأييد للنظام السوري.
القصف بـ«البراميل» ينتقل إلى ريف حلب
دمشق تعلن عزمها تسليم جثة الطبيب البريطاني إلى سفارة بلاده في بيروت
بيروت: «الشرق الأوسط»
توسعت الحملة العسكرية التي تنفذها القوات النظامية ضد أحياء سكنية في مدينة حلب، حيث واصل الطيران النظامي غاراته على مناطق المعارضة في المدينة لليوم الخامس على التوالي، موسعا قصفه الجوي ليطال مناطق في ريف المحافظة، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وحض الائتلاف الوطني السوري المجتمع الدولي على «رد فعل عملي وحاسم ضد النظام، يضمن وقف هذه الجرائم ويدعم التطلعات المشروعة للسوريين». وأشار في بيان إلى أن «الحملة العسكرية على حلب تدخل أسبوعها الثاني، حيث تتعرض الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة إلى قصف جوي عنيف باستخدام البراميل المتفجرة». ولفت الائتلاف إلى أن «مواقف المجتمع الدولي لا تترك للشعب السوري خيارا سوى الاستمرار في مقاومته للنظام بكافة الطرق المشروعة».
ميدانيا، أشار «مركز حلب الإعلامي» على صفحته الخاصة على موقع «فيس بوك» إلى أنه «بعد أربعة أيام من قصف الطيران المروحي مدينة حلب بالبراميل المتفجرة، حول النظام مسار ضرباته الجوية ليستهدف صباح أمس قرية تل علم بالبراميل في ريف السفيرة (جنوب شرق)».
وأفادت شبكة «شهبا برس» التابعة للمعارضة بأن «القصف الجوي طاول أيضا بلدات دارة عزة ومارع ومنبج وعندان شمال حلب، التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون لنظام الرئيس بشار الأسد منذ عام ونصف عام».
وتشهد مناطق المعارضة السورية في مدينة حلب منذ الأحد الفائت، قصفا عنيفا من الطيران النظامي، غالبيته باستخدام «البراميل المتفجرة» التي تلقى من الطائرات من دون نظام توجيه ما يسبب دمارا واسعا. لكن مصدرا أمنيا سوريا نفى لوكالة الصحافة الفرنسية قبل أيام استخدام «البراميل المتفجرة»، مشيرا إلى أن «الطائرات الحربية تستخدم القنابل لقصف الإرهابيين أينما كانوا».
ويصعب على النظام السوري إن لم يكن مستحيلا التقدم في المناطق التي يسيطر عليها المعارضون في حلب، بحسب ما يؤكد مدير «المرصد السوري» رامي عبد الرحمن، معربا عن اعتقاده بأن «النظام يحاول تأليب سكان هذه الأحياء ضد الكتائب المقاتلة».
ووصل عدد القتلى بسبب القصف النظامي على مدينة حلب التي يتقاسم النظام والمعارضة السيطرة على أحيائها إلى 161 شخصا منذ الأحد الفائت.
في سياق آخر، أعلنت دمشق أمس، عزمها تسليم سفارة المملكة المتحدة في بيروت اليوم، جثمان الطبيب البريطاني عباس خان الذي توفي وهو موقوف في سوريا، بحسب ما قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقال المقداد «بناء على طلب العائلة، السلطات السورية واللجنة الدولية للصليب الأحمر يجريان تشريحا أخيرا على جثمان خان لتحديد أسباب الوفاة»، موضحا أنه «حينما تنتهي هذه العملية، سينقل الجثمان إلى لبنان عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر لتسليمه إلى السفارة البريطانية في بيروت».
وكانت السلطات الرسمية السورية أعلنت أول من أمس أن الطبيب أقدم على «الانتحار شنقا» في السجن، مشيرة إلى أنه كان موقوفا لديها لقيامه بأعمال «غير مسموحة». وأشارت وزارة الخارجية السورية إلى أنه بحسب تقرير طبي، فإن سبب الوفاة كان «الاختناق بالشنق وإن عملية الشنق كانت ذاتية أي إن من قام بها هو الشخص نفسه بقصد الانتحار»، مؤكدة عدم وجود «أي آثار لعنف أو شدة أو مقاومة» على الجثة.
وكان وزير بريطاني اتهم دمشق بأنها اغتالت الطبيب البالغ من العمر 32 عاما، والذي كان محتجزا لدى السلطات السورية منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2012، أثناء معالجته طوعا جرحى مدنيين سوريين.
تقرير أممي يتهم الأطراف السورية بممارسة «الإخفاء القسري»
حقوقيون: أكثر من 150 ألف مفقود منذ بدء الصراع
بيروت: ليال أبو رحال
لم يدرك عبد المعطي إبراهيم، شاب سوري يبلغ من العمر 27 سنة، أن رحلته المعتادة إلى تركيا من أجل شراء بضاعة لمحل أحذية يملكه في بلدة سلقين بريف إدلب، ستحرمه من العودة إلى منزله وإلى زوجته وأطفاله الثلاثة، لينضم اسمه بعدها إلى لائحة طويلة تضم أسماء آلاف المفقودين والمخفيين قسرا في سوريا.
قبل عام ونصف تحديدا، قرر إبراهيم، وفق ما يرويه قريبه حمزة لـ«الشرق الأوسط» الذهاب إلى تركيا عبر مروره ببلدة العلاني، شمال إدلب. ودع أسرته وذهب من دون أن يعود. يقول حمزة إن المنطقة التي فقد الاتصال به فيها كانت آنذاك خاضعة للقوات النظامية. ولم تفض مفاوضات جرت بين الجيش الحر بعد أسره عددا من الجنود النظاميين والقوات النظامية من أجل تبادل الأسرى إلى الإفراج عنه، إذ نفت الأخيرة وجوده في معتقلاتها. وفي الوقت ذاته، يوضح حمزة أن أيا من المعتقلين المفرج عنهم من السجون النظامية في المنطقة أكد رؤيته أو تعرفه إليه خلال اعتقاله.
بعد فقدان عائلة إبراهيم الاتصال به وعدم معرفة أي أنباء عن مصيره، فقدت والدته العجوز بصرها حزنا فيما تعتاش عائلته الصغيرة من مساعدات تتلقاها من فاعلي الخير و«الجيش السوري الحر» المتواجد في المنطقة في الوقت الراهن.
إبراهيم، هو واحد من آلاف السوريين الذين باتوا في عداد المفقودين والمخفيين قسرا في سوريا، حيث باتت «حالات الاختفاء القسري تمارس على نطاق واسع كجزء من حملة ترويع وتكتيك حربي»، وفق ما توصل إليه تقرير أعدته «لجنة الأمم المتحدة المختصة بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا».
ويفيد التقرير الصادر أمس بعنوان «دون أثر: حالات الاختفاء القسري في سوريا» بأن «هناك أسبابا منطقية تؤكد أن القوات الحكومية ارتكبت حالات الاختفاء القسري كجزء من منهجية واسعة النطاق ضد السكان المدنيين ترقى لمستوى جريمة ضد الإنسانية». ويوضح أن «الاختفاء القسري يستخدم كعنصر عقابي يستهدف أفراد أسر المنشقين والناشطين والمحاربين وكذلك الذين يعتقد أنهم قدموا خدمات الرعاية الطبية للمعارضة».
ويصنف ناشطون حقوقيون حالات الإخفاء القسري بوصفها أحد أشكال الجرائم ضد الإنسانية. ويقول رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي لـ«الشرق الأوسط» إن «القوات النظامية تستخدم هذه الطريقة منذ الثمانينات بشكل منهجي كسياسة عقابية للسوريين»، لافتا إلى أنه «حتى قبل بدء الثورة السورية، عمدت المخابرات إلى توجيه رسائل إلى المجتمع السوري بهذه الوسائل، بمعنى أنها كانت تحذر كل من يجرؤ على الانتقاد أو إشهار معارضته بأن مصيره سيكون الإخفاء القسري».
ويبدي ريحاوي قلق الحقوقيين السوريين للعدد المرتفع لضحايا الإخفاء القسري منذ بدء الاحتجاجات ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. ويوضح أن العدد المتوقع يتخطى عتبة 150 ألف مفقود أو مخفي قسري. وهو ما يترك، وفق تعبير ريحاوي، الباب مفتوحا «أمام تساؤلات مقلقة عن مصيرهم وعما إذا انضموا إلى قافلة الشهداء أم يتعرضون للتعذيب».
وشدد على أن هذا الملف هو «أحد الملفات الشائكة التي ستواجهنا كحقوقيين بعد سقوط النظام، خصوصا أن التحقق من مكان وجودهم يبقى أمرا صعبا، في ظل وجود مقابر جماعية غير معروفة والتأكد من عمد النظام إلى حرق جثث بأفران في مناطق عدة كما في عدرا ومعمل الإسمنت بطرطوس في وقت سابق، عدا عن وضع جثث بداية العام الماضي بحاويات رميت في البحر»، وفق ريحاوي.
وبحسب التقرير الأممي، فإن «بعض المجموعات المسلحة المناوئة للحكومة، درجت طيلة العام الماضي وبشكل متزايد على أخذ الرهائن لمبادلتهم بسجناء آخرين أو مقابل فدية». وانتقدت اللجنة «عدم سماح الحكومة السورية لها بإجراء تحقيقاتها داخل الأراضي السورية، وهو الأمر الذي حد من مقدرتها على التحقق من الانتهاكات، وعلى وجه الخصوص تلك الانتهاكات التي ترتكبها المجموعات المسلحة المناوئة للحكومة».
ومن المقرر أن تنشر لجنة الأمم المتحدة المختصة بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، تقريرها الشامل المقبل في شهر فبراير (شباط) المقبل، على أن يقدم إلى مجلس حقوق الإنسان خلال جلسته المقبلة في جنيف منتصف شهر مارس (آذار).
«أدلة ظرفية» قد تقود إلى ربط الحكومة السورية بخمس هجمات كيماوية
تقرير المحققين تجنب الإشارة إلى الطرف الذي استعملها
نيويورك: سوميني سينغوبتا*
يتضمن ملحق التحقيقات التي أجرتها الأمم المتحدة عن استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا الكثير من المعلومات التي يقول عنها بعض المحللين إنها من الممكن أن تسهم في إثبات تورط الحكومة السورية في الهجوم الأعنف من بين الهجمات الخمس التي شنتها باستخدام الأسلحة الكيماوية.
ويقول المحققون، الذين أصدروا التقرير النهائي الأسبوع الماضي، إنهم عثروا على مادة كيماوية تسمى «هيكساميثلين تترامين» من العينات البيئية التي استخرجوها من الغوطة، تلك الضاحية في العاصمة دمشق التي شهدت الهجوم العنيف الذي وقع في الحادي والعشرين من أغسطس (آب) الماضي. وقال محللون إنه يجري استخدام الـ«هيكسامين»، كما يطلق أيضا على تلك المادة الكيماوية، كمادة مضافة في إنتاج الأسلحة الكيماوية باستخدام غاز السارين (غاز الأعصاب) جنبا إلى جنب مع الاستخدامات التجارية الأخرى لهذه المادة. وتمتلك الحكومة السورية مخزونا من مادة هيكسامين، وهي واحدة من قائمة المواد الكيماوية المقرر تدميرها كجزء من صفقة لتفكيك برنامج الأسلحة الكيماوية في سوريا.
وتجنب محققو الأمم المتحدة، الذين أجروا التحقيق، توجيه أصبع الاتهام لجهة معينة بشأن الهجوم الكيماوي. كما رفض المحققون توضيح غرض سوريا من امتلاك ذلك المخزون الكبير من مادة هيكسامين، وهي مادة كيماوية تستخدم لأغراض تجارية كثيرة. لكن بعض الخبراء، الذي اطلعوا على التقرير النهائي لفريق التحقيق، قالوا إن وجود الـ«هيكسامين» في الغوطة يشبه إلى حد بعيد أحمر الشفاه الذي تعثر عليه الشرطة في حقيبة يد نسائية والذي يتشابه مع بقع الحمراء التي توجد على ملابس قتيل. وعلى الرغم من أنها تعتبر أدلة ظرفية، فإن المعلومات الواردة في التقرير المؤقت عن هجوم الغوطة، والذي صدر في سبتمبر (أيلول) الماضي، تفيد بأن أنواع المقذوفات المستخدمة تشير إلى تورط الحكومة السورية في ذلك الهجوم.
وكان وجود الـ«هيكسامين» وصلته بتورط الحكومة السورية في الهجوم قد جرت الإشارة له الأسبوع الماضي من قبل دان كازيتا، وهو مستشار أمني مستقل وضابط سابق في سلاح الحرب الكيماوية بالجيش الأميركي. وقال كازيتا إن وجود الـ«هيكسامين» يشير إلى تورط الحكومة السورية في الهجوم على الغوطة. ويقول كازيتا على موقعه الإلكتروني «إنني أعتبر وجود هيكسامين في كل من العينات الميدانية والمخزون الكيماوي الرسمي للحكومة السورية يشكل دليلا دامغا على تورط النظام السوري في ذلك الهجوم».
أما الحكومة السورية، التي نفت القيام بأي من تلك الهجمات، فقد أعلنت أنها تمتلك 80 طنا من الـ«هيكسامين». ووفقا لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، فإن مادة الـ«هيكسامين» مدرجة ضمن قائمة المواد التي تحتاج إلى المعالجة والتخلص منها. ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، التي تتخذ من لاهاي مقرا لها، تعمل مع الأمم المتحدة في الإشراف على تفكيك ترسانة سوريا النووية. وفي نوفمبر (تشرين الثاني)، دعت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية الشركات، التي يمكنها القيام بمهمة تفكيك الأسلحة الكيماوية السورية، لتقديم عروض لذلك الغرض. غير أن التقارير التي أشارت إلى وجود هيكسامين في سوريا لم تكن قد ذاعت على نطاق واسع قبل إعلان المنظمة عن ذلك العرض. كما أن المنظمة لم توضح كيف جرى استخدام الـ«هيكسامين» في سوريا.
وردا على سؤال حول ذكر مادة الـ«هيكسامين» في ملحق تقرير فريق الأمم المتحدة، قال سكوت كيرنز، وهو خبير في الأسلحة الكيماوية وكان واحدا من أعضاء فريق التحقيق، إنه يمكنه أن يقول فقط إن الـ«هيكسامين» مادة كيماوية يمكن استخدامها في إنتاج الأسلحة باستخدام السارين، كما أنها يشيع استخدامها في وقود التدفئة، وكذلك في المتفجرات التقليدية.
غير أن رون مانلي، خبير الأسلحة الكيماوية الذي ترأس فريق التوثيق في منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في الفترة من عالم 1993 وحتى عام 2002، أشار إلى أن مادة هيكسامين تشكل بالتأكيد جزءا من ترسانة الأسلحة الكيماوية الحكومية، وإلا فلماذا جرى إدراجها ضمن قائمة المواد التي يجب تدميرها؟ وأضاف مانلي أن «حقيقة أنهم أخبروا منظمة حظر الأسلحة الكيماوية عنها تعني أنها جزء من برنامج المنظمة الخاص بسوريا»، مضيفا «ليس هناك شك في مادة الـ(هيكسامين) جزء من برنامج المنظمة، لكننا لا نعرف ما هو الدور الذي تلعبه المنظمة».
ويشير مانلي وكازيتا إلى أن مادة الـ«هيكسامين» يمكن أن تكون ذات قيمة في الحد من الآثار المدمرة لما يعرف بأسلحة السارين الثنائي، حيث يمكن لتلك الأسلحة إنتاج مجموعة من الأحماض المدمرة للغاية والتي يمكن أن تسبب تآكلا حتى في الاسطوانات المعدنية التي تحمل غاز الأعصاب نفسه. ويمكن لـ«هيكسامين» تحييد تلك الأحماض والتأكد من أنها لا تدمر السلاح نفسه، وهذا ربما ما يفسر، حسبما قال كازيتا، امتلاك الحكومة السورية لكميات كبيرة من مادة الـ«هيكسامين». وفي حين أن مادة «هيكسامين» ليست مكونا إضافيا شائعا لتثبيت غاز السارين، يشير المحللون إلى إمكانية استخدامها لنفس الغرض. وحسبما أوضحه المحللون، فبما أن مادة «هيكسامين» متاحة تجاريا على نطاق واسع، فمن المستحيل الإشارة إلى أن وجود تلك المادة في ساحات القتال يعد دليلا قاطعا على استخدام الأسلحة الكيماوية في هجوم الغوطة. وقال علماء الكيمياء الآخرون إنه من الممكن استخدام مادة الـ«هيكسامين» في مكونات المتفجرات للأسلحة التي تنشر غاز الأعصاب، بيد أن ذلك الأمر لا يشرح السبب وراء وجود مادة الـ«هيكسامين» بين قائمة المواد الكيماوية في ترسانة الأسلحة التي تمتلكها الحكومة.
وذكرت تحقيقات الأمم المتحدة مرارا أن تفويضها كان مقتصرا على توضيح الحقائق الراسخة بشأن ما حدث وليس تحديد المسؤول عما حدث. والجدير بالذكر أن المحققين قاموا بإجراء التحقيقات بشأن سبع حالات، من بين إجمالي الحالات التي وقعت، وذلك خلال الفترة من شهر مارس (آذار) إلى شهر أغسطس (آب) الماضيين. وتوصل المحققون في خمس حالات، بما في ذلك الهجوم على الغوطة، إلى دليل يمكن التعويل عليه بخصوص استخدام الأسلحة الكيماوية. وبالنسبة للغوطة، قام المحققون بتجميع المعلومات، بما في ذلك العينات البيئية من المكان الموجود فيه المعدات الحربية. وقُدم التقرير النهائي إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يوم الخميس من الأسبوع الماضي وجرى الإعلان عنه.
واشتمل ذلك التقرير على قائمة بالعديد من الأماكن التي وُجدت فيها مادة «هيكسامين» في الغوطة، بما في ذلك ما كان موجودا على أرضية وجدران أحد المنازل التي سقط عليها أحد الصواريخ، حيث وجدوا قطعة من المعدات الحربية على أرضية شرفة خارجية بجوار أحد الأبواب، بالإضافة إلى وجود شظايا صاروخ على أحد الأسطح المجاورة.
وتوصلت التحقيقات إلى تفاصيل قليلة بشأن الحالات الأربع الأخرى. كان فريق الأمم المتحدة غير قادر على الذهاب إلى مواقع الهجوم في بعض الحالات، ولم يتسن له تجميع العينات البيئية أو الطب الحيوي بشكل مباشر. وعلى النقيض مما حدث في الغوطة، بدا أن بعض الهجمات تضمنت وجود جهود بسيطة من خلال استخدام أساليب غير معتادة، بما في ذلك ما وصفه الشهود بسقوط قنابل يدوية بلاستيكية من طائرات الهليكوبتر.
وتتعاون الحكومة السورية، التي ألقت باللائمة على الثوار في ما يتعلق بجميع تلك الهجمات، على نحو غير مألوف للتخلص من ترسانتها منذ التعهد بحظرها في شهر سبتمبر. وفي السياق نفسه، صرح بشار الجعفري، السفير السوري لدى الأمم المتحدة، للمراسلين يوم الاثنين، بأن «هذا الملف قد طويت صفحاته في بلاده».
* خدمة «نيويورك تايمز»
روسيا تتهم الأسد بزيادة التوتر
(أ ف ب، رويترز)
اتهمت روسيا امس رئيس النظام السوري بشار الاسد بتصعيد التوتر في سوريا بتصريحاته حول احتمال مشاركته في الانتخابات الرئاسية في 2014.
واعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في مقابلة اجرتها معه وكالة انترفاكس ان “مثل هذه التصريحات تؤجج التوتر ولا تساهم بتاتا في تهدئة الوضع”.
واعلن نظام دمشق مرارا ان من حق الأسد ان يترشح الى الانتخابات الرئاسية في 2014.
وردا على سؤال بشأن نواياه الانتخابية قال الاسد في مقابلة في نهاية تشرين الاول الماضي: “لا ارى اي مانع من الترشح للانتخابات المقبلة”.
واثارت هذه التصريحات غضب المعارضة السورية التي تطالب برحيل بشار الاسد كاحد الشروط الاساسية لفتح مفاوضات مع النظام.
ودعا بوغدانوف الأسد والمعارضة الى عدم تصعيد التوتر قبل مؤتمر “جنيف 2” للسلام في سوريا المقرر في 22 كانون الثاني المقبل في سويسرا.
وقال “نعتبر انه عشية مفاوضات من الافضل عدم الادلاء بتصريحات من شأنها ان تثير استياء اي كان وتثير غضبا او ردودا”.
وقال نائب وزير خارجية نظام دمشق فيصل المقداد لوكالة “فرانس برس” “اسأل المعارضة لماذا لا يحق لمواطن سوري ان يترشح. من يمكن ان يمنعه؟ لكل مواطن سوري الحق في ان يكون مرشحاً”.
في دمشق، نقلت وكالة “سانا” عن مصدر في السفارة الروسية أن التصريحات المنسوبة لبوغدانوف حول ترشح الأسد هي “عارية من الصحة كلياً”، مشيراً إلى ان “موقف روسيا من مسألة الحل للأزمة السورية لم يطرأ عليه أي تغيير حيث تبقى موسكو على قناعة راسخة بأن كل المواضيع المتعلقة بمستقبل سوريا بما في ذلك من يجب أن يترأسها يجب أن تحل من قبل السوريين أنفسهم ومن خلال الحوار الوطني في ما بينهم دون أي تدخل خارجي”.
ميدانياً، واصل الطيران الحربي التابع لنظام الأسد شن غارات مناطق في مدينة حلب شمال سوريا لليوم الخامس توالياً، موسعاً قصفه الجوي اليوم ليطال مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في ريف المحافظة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون.
وافاد “مركز حلب الاعلامي” على صفحته الخاصة على موقع “فيسبوك” للتواصل الاجتماعي “بعد أربعة أيام من قصف الطيران المروحي مدينة حلب بالبراميل المتفجرة، حول النظام مسار ضرباته الجوية ليستهدف منذ الصباح قرية تل علم بالبراميل في ريف السفيرة (جنوب شرق)”.
وافادت شبكة “شهبا برس” التي تضم مجموعة من الناشطين، ان القصف الجوي طال ايضا بلدات دارة عزة ومارع ومنبج وعندان شمال حلب، والتي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون لنظام الرئيس بشار الاسد لاكثر من عام ونصف عام.
وتعرضت مناطق المعارضة في مدينة حلب منذ الاحد الماضي لقصف دام من الطيران السوري، غالبيته باستخدام “البراميل المتفجرة” التي تلقى من الطائرات بدون نظام توجيه وتسبب دمارا واسعا.
وقالت منظمة “اطباء بلا حدود” ان حصيلة القصف الدامي المتواصل بلغت حتى أول من امس 189 قتيلا.
مشاورات بجنيف تحضيرا لمؤتمر حول سوريا
يلتقي المبعوث العربي والدولي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي اليوم بجنيف ممثلين عن وفود الولايات المتحدة وروسيا للتحضير لمؤتمر جنيف2 الذي تقرر عقده في الثاني والعشرين من يناير/كانون الثاني القادم.
وأكد مراسل الجزيرة من جنيف رائد فقيه، أن أهمية الاجتماع تكمن في تقييم التقارب الروسي الأميركي بخصوص الخيارات المطروحة لحل القضية السورية، قبل أن يستدرك بقوله إن اتهام دبلوماسيين أمس لروسيا بعرقلة إصدار قرار أممي يدين استخدام نظام الأسد للبراميل المتفجرة في حلب، يحمل مؤشرات سلبية بشأن اجتماع اليوم.
ونقل فقيه عن عضو بالائتلاف السوري قوله، إن الاستعدادات لتحديد الأسماء المشاركة في لقاء
جنيف2 باتت في مراحلها الأخيرة، معبرا عن أمله أن لا تعرقل القوى الموجودة على الأرض عمل المشاركين في اللقاء، في حال حصل الائتلاف على الضمانات الضرورية لتحقيق مطالب المعارضة السورية.
مهلة نهائية
وحدد الإبراهيمي مهلة تنتهي يوم 27 ديسمبر/كانون الأول الجاري لإعلان اللائحة النهائية لأسماء المشاركين في المؤتمر، ومن المقرر أن يشارك وزراء خارجية نحو ثلاثين من الدول الكبرى ودول المنطقة في اللقاء لمنح تأييدهم للمفاوضات بين نظام الرئيس بشار الأسد ومعارضيه، وبعد ذلك يتوسط الإبراهيمي في أول محادثات سورية مباشرة بداية من اليوم التالي.
والهدف المعلن للمؤتمر هو الاتفاق على حكومة انتقالية تتمتع بصلاحيات كاملة لإنهاء الصراع في سوريا.
جاء ذلك في وقت أكدت فيه دمشق أمس الخميس أنه لا يمكن لأحد أن يمنع الرئيس بشار الأسد من الترشح لولاية رئاسية جديدة بعد انتهاء ولايته الحالية العام المقبل، وذلك بعد أن انتقد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف تصريحات الأسد عن احتمال ترشحه للرئاسة.
وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد “أسأل المعارضة لماذا لا يحق لمواطن سوري أن يترشح؟ من يمكنه أن يمنعه؟ لكل مواطن سوري الحق في أن يكون مرشحا”. وعبر عن وجهة نظره في أن الأسد يجب أن يترشح للانتخابات المقبلة.
وأكد السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد أن موقف بلاده من الأسد لم يتغير وأن عليه التنحي، وأن واشنطن لا ترغب أيضا في مشاركة إيران بمؤتمر جنيف2.
مطالب الأكراد
تزامن ذلك مع مطالبة زعماء سياسيين أكراد أمس بأن يمثلهم وفد مستقل عن الحكومة والمعارضة في المحادثات المرتقبة، موضحين أن مطالبهم “متميزة” عن مطالب الحكومة والائتلاف المعارض.
وقال المسؤول في حزب الاتحاد الديمقراطي عبد السلام أحمد، إن موقف الائتلاف من حق الأكراد في العيش بأرضهم متمتعين بحقوقهم الأساسية بما في ذلك إدارة منطقتهم لا يختلف كثيرا عن موقف الحكومة.
وأثار مسعى الأكراد الحصول على حكم ذاتي قلق دول مجاورة منها تركيا، وجدد مسؤولون تأكيدهم أنهم سيسعون للحصول على موافقة الدول الكبرى على تمثيلهم بوفد مستقل.
وأوضح عبد السلام أن الأكراد سيضطرون للمشاركة ضمن وفد المعارضة في شكل مجلس قانوني كردي موحد في حال رفض طلبهم بإرسال وفد مفاوض مستقل.
وكان دبلوماسيون بالأمم المتحدة أكدوا أمس أن روسيا عرقلت صدور بيان عن مجلس الأمن يدين حكومة الأسد بسبب هجماتها بالصواريخ والبراميل المتفجرة على مناطق بحلب، ما خلف عشرات القتلى والجرحى، وقال المتحدث باسم البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة كيرتس كوبر، “إننا نشعر بخيبة أمل شديدة من عرقلة صدور بيان لمجلس الأمن يعبر عن غضبنا الجماعي من الممارسات الوحشية والعشوائية التي يستخدمها النظام ضد المدنيين”.
وتضمن مشروع البيان تعبيرا عن “الغضب من الغارات الجوية لقوات الحكومة السورية”، ويرحب بمؤتمر السلام في سويسرا.
إسقاط طائرتي استطلاع وقصف متواصل لحلب
أفاد ناشطون سوريون بأن قوات من المعارضة أسقطت طائرتي استطلاع واحدة في قرية بريف حمص والأخرى في ريف دمشق، بينما واصلت قوات النظام السوري استهداف مدينة حلب وريفها بالبراميل المتفجرة مما أدى إلى مقتل وجرح العشرات.
وأوضح الناشطون أن مقاتلي المعارضة أسقطوا طائرتي استطلاع واحدة في قرية الغنطو بريف حمص والأخرى في الغوطة الشرقية بريف دمشق.
وبث ناشطون صورا على الإنترنت تظهر إحدى الطائرتين وهي تسقط بعد استهدافها من أحد المقاتلين. وتجدر الإشارة إلى أن قوات النظام كثفت في الأشهر الماضية استخدامها لطائرات الاستطلاع بهدف جمع المعلومات عن المناطق الخاضعة لقوات المعارضة ورصد تحركات الكتائب وتحديد أماكن القصف.
قصف متواصل
في غضون ذلك واصلت القوات النظامية لليوم الخامس على التوالي استهداف حلب وريفها بالبراميل المتفجرة، مما أدى إلى مقتل وجرح العشرات.
وأوضح ناشطون سوريون أن العشرات قتلوا وأصيبوا في قصف جوي على بلدات حريتان وعندان وحيان بريف حلب، مشيرين إلى أن قصفا جويا استهدف مدينة دارة عزة في ريف حلب الغربي مسفرا عن ستة قتلى.
وأضافوا أن مدينة منبج تعرضت لإلقاء براميل متفجرة أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص -بينهم أطفال- وإصابة ثلاثين آخرين.
من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن غارات أمس أدت إلى مقتل 11 شخصا على الأقل -بينهم أربعة أطفال وأربع سيدات- في بلدات بريف حلب، مشيرا إلى أن حي الشيخ نجار في شمال حلب تعرض لقصف من الطيران باستخدام براميل متفجرة.
وبحسب حصيلة المرصد، أدى القصف الجوي منذ الأحد وحتى الأربعاء لمناطق المعارضة في مدينة حلب إلى مقتل 161 شخصا.
وأفاد مركز حلب الإعلامي بأن قوات النظام وسعت ضرباتها الجوية لتستهدف قرية تل علم بالبراميل في ريف السفيرة.
وأفادت شبكة “شهبا برس” بأن القصف الجوي طال أيضا بلدات دارة عزة ومارع ومنبج وعندان شمال حلب، والتي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.
وكان مصدر أمني سوري نفى قبل أيام استخدام البراميل المتفجرة، مشيرا إلى أن الطائرات الحربية تستخدم “قنابل”.
وقالت منظمة “أطباء بلا حدود” إن حصيلة القصف الدامي المتواصل على حلب ارتفعت إلى 189 قتيلا خلال أربعة أيام.
محاور أخرى
يأتي ذلك بينما تواصلت المعارك في مناطق سورية عدة، منها مدينة دير الزور التي تدور فيها اشتباكات بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية في حي الحويقة، بحسب المرصد الذي تحدث عن “تقدم مقاتلي المعارضة في الحي، ومقتل ما لا يقل عن 13 جندياً من القوات النظامية”.
وأشار المرصد إلى أن رجلا فجر نفسه في حي القصور بالمدينة.
وفي محافظة درعا جنوب البلاد، أفاد مراسل الجزيرة بأن عشرة أشخاص على الأقل قتلوا في قصف لمدينة جاسم. كما قتل عشرات في قصف استهدف قرية الزعفرانة بريف حمص.
وفي ريف دمشق، قال ناشطون سوريون إن أربعة أشخاص قتلوا أمس في بلدة الضمير جراء قصف البلدة، وأضافوا أن من بين القتلى ثلاثة أطفال من عائلة واحدة نزحت من منطقة حرستا.
وتستقبل مدينة الضمير عدداً كبيراً من النازحين من المناطق المجاورة، وتتعرض منذ أيام لقصف من قوات النظام أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص.
وفي تطور آخر، قال ناشطون سوريون إن مقاتلي المعارضة خاضوا معارك عنيفة داخل كتيبة التسليح والوقود المعروفة بالكتيبة 156 الموجودة في منطقة المرج بالغوطة الشرقية.
وأشار الناشطون إلى أن هذه المواجهات تأتي ضمن المعارك التي تخوضها قوات المعارضة في أكثر من جبهة، في محاولة منها لفك الحصار عن الغوطة.
ووفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان، قتل 103 أشخاص أمس الخميس معظمهم في حلب وريف دمشق.
روسيا تعرقل بيانا أمميا يدين قصف حلب
عرقلت روسيا صدور بيان من مجلس الأمن الدولي تقدمت به الولايات المتحدة يدين تصاعد أعمال القصف بالصواريخ والبراميل المتفجرة من قبل قوات النظام السوري على أحياء سكنية في مدينة حلب، المستمرة منذ أيام.
وكان البيان الذي تقدمت به الولايات المتحدة يعبر عن “سخط” مجلس الأمن أمام الهجوم الذي يشنه سلاح الجو السوري الذي يقصف منذ خمسة أيام الأحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في حلب، وجاء في نص البيان أن الدول الأعضاء تندد خصوصا باستعمال صواريخ سكود و”براميل متفجرة” في قصف حلب.
وكان يجب أن يحصل هذا الإعلان غير الملزم على موافقة أعضاء مجلس الأمن الـ15 لتبنيه، ولكن موسكو تدخلت مجددا لحماية حليفها السوري رافضة اتهام النظام في الإعلان، وعمدت واشنطن إلى سحب النص.
وقال كورتيس كوبر، مساعد المتحدث باسم البعثة الأميركية في الأمم المتحدة “نحن محبطون جدا من رفض إعلان يعبر عن سخطنا الجماعي أمام الوسائل الوحشية التي يستعملها النظام السوري ضد مدنيين”.
وأضاف أن استعمال براميل متفجرة “يشير أيضا إلى مزيد من الوحشية من قبل نظام الأسد”، معتبرا أن “أقل ما يمكن أن يفعله مجلس الأمن هو إدانة هذه الأعمال الوحشية”.
وبحسب دبلوماسيين، فإن موسكو تعارض أيضا مطالبة مجلس الأمن بفتح طرق المساعدات الإنسانية في سوريا.
واقترحت دول عربية من جهة ولوكسمبورغ وأستراليا من جهة أخرى مشاريع إعلانات في هذا المجال، ولكن روسيا “أعربت عن استعدادها استعمال حق النقض (الفيتو) حتى دون قراءة هذه النصوص”، بحسب ما أعلن دبلوماسي غربي.
وتراجعت لوكسمبورغ وأستراليا خشية التأثير سلبا على الاستعدادات لعقد مؤتمر جنيف2 للسلام بشأن سوريا المقرر أن يعقد في 22 يناير/كانون الثاني المقبل.
ويعقد اليوم الجمعة اجتماع تحضيري في جنيف بين الوسيط العربي الأممي الأخضر الإبراهيمي ومسؤولين كبار من روسيا والولايات المتحدة. وبعد هذا الاجتماع سوف تعلن الأمم المتحدة لائحة المشاركين في المؤتمر، وسوف تعلن خصوصا عن مشاركة إيران والسعودية.
وقال فرحان حق مساعد المتحدث باسم الأمم المتحدة إن اجتماع الجمعة ستتبعه مشاورات مع سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي والدول المجاورة لسوريا.
هولاند: لا جدوى من “جنيف 2” إذا لم يتناول تنحي الأسد
أكد أن المؤتمر يجب أن يكون بداية لانتقال السلطة من الأسد إلى المعارضة
دبي – قناة العربية
شكك الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في الجدوى من عقد مؤتمر “جنيف 2” إذا كان لن يتناول تنحي الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة.
واعتبر هولاند أن مجرد الذهاب لمؤتمر “جنيف 2” وتنظيمه من دون الدخول في مرحلة انتقالية في سوريا تشترط ذهاب الأسد، سوف لن يشكل نجاحاً في حد ذاته.
وشدد هولاند على أن مؤتمر “جنيف 2” يجب أن يشكل بداية انتقال لسلطة من الأسد للمعارضة ليس من الأسد للأسد، بحسب قوله.
وكشف هولاند عن أن الاتحاد الأوروبي طالب مجدداً من منسقته للخارجية كاثرين آشتون بالعمل على دعم المعارضة السورية للسماح لها بدخول مؤتمر “جنيف 2” في أحسن الظروف.
واعتبر هولاند أيضاً أن الأزمة الإنسانية السورية غير مسبوقة. وكشف أن الاتحاد الأوروبي يبقى حتى الآن في صدارة ممولي هيئات الإغاثة الدولية حيث قدم ملياري يورو.
إدريس يدعو فصائل المعارضة السورية إلى الوحدة ضد الأسد
هيئة أركان “الحر” تدين انتهاك حقوق الإنسان التي تحدثت عنها “العفو الدولية” بسوريا
دبي – قناة العربية
دعا اللواء سليم إدريس، رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر، أطراف المعارضة السورية المسلحة إلى الوحدة في مواجهة نظام الأسد.
وأضاف إدريس في بيان له أن رئاسة الأركان للقوى الثورية تعمل على تأمين الإمدادات العسكرية وإغاثة المقاتلين مع توحيد الصفوف لإسقاط نظام بشار الأسد.
جدير بالذكر أن هذا هو التصريح الرسمي الأول للواء إدريس منذ تمكنت عناصر متشددة من السيطرة على معبر باب الهوى، ويأتي بعد لقاء جرى في وقت سابق أمس الخميس بين إدريس والسفير الأميركي روبرت فورد في اسطنبول.
وفي تطورات الوضع الميداني، أفادت شبكة “شام” الإخبارية بتعرض أحياء في العاصمة دمشق لقصف مدفعي، فيما دارت اشتباكات بين قوات النظام وعناصر من الجيش الحر في مخيم اليرموك, كما تعرض ريف دمشق وعدد من بلداته لقصف عنيف براجمات الصواريخ.
ولا يزال ريف حلب يرزح تحت قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة الذي استهدف هذه المرة مدينة الباب, وفي حمص تعيش أحياؤها المحاصرة لاشتباكات عنيفة وقصف بالمدفعية الثقيلة.
وتتعرض درعا ودير الزور والمحافظات السورية الأخرى أيضاً للقصف المدفعي فيما تدور اشتباكات عنيفة على الأرض.
على جانب آخر، دانت هيئة أركان الجيش السوري انتهاك حقوق الإنسان في سوريا التي تحدثت عنها منظمة العفو الدولية في تقاريرها الأخيرة، مشيرة إلى عمليات تعذيب وإعدام في سجون تديرها “داعش” وأخرى تابعة لنظام الأسد.
هذا.. ودانت هيئة الأركان العامة أي انتهاك لحقوق الإنسان يخالف المواثيق والأعراف والمعاهدات الدولية.
كما وصف الجيش الحر ما تقوم به التنظيمات المتشددة وخاصة دولة العراق والشام بالأعمال الهمجية في حق المواطنين، بالإضافة إلى تلك التي يرتكبها النظام والتي تم تناولها بالتفصيل في تقرير لجنة الأمم المتحدة.
حملات في مواقع التواصل الاجتماعي لدعم اللاجئين السوريين
حملة “خير ودفء” تجمع ألبسة وأغطية مستعملة لإرسالها إلى المخيمات
تركيا – زيدان زنكلو
انتشرت مؤخراً عبر صفحات التواصل الاجتماعي دعوات للسوريين في تركيا إلى تقديم ما يفيض عن حاجتهم من ألبسة وأغطية ومواد غذائية بهدف تقديمها إلى النازحين في مخيمات اللجوء داخل الأراضي السورية.
أطلق هذه الحملة التي حملت اسم “خير ودفء”، مجموعة من الناشطين يعملون في مجال الإغاثة وفي مقدمتهم منظمة شباب سوريا الخير، حيث قالت رنا بيطار مديرة الإعلام والعلاقات العامة بالمنظمة، لـ”العربية.نت”: “إن الحملة جاءت لنتشارك الهموم والوجع والأمل جميعاً، ونساعد كل العائلات السورية المتواجدة في تركيا، لتساعد وتقدم التبرعات ضمن إمكانياتها للسوريين في المخيمات، ولتقديم أكبر كمية ممكنة وبأقل كلفة”.
وأضافت بيطار، “عملنا على جمع الألبسة الشتوية القديمة المستعملة، والبطانيات المستعملة من العائلات السورية في تركيا، ومن ثم إعادة تأهيلها وتقديمها لأهل المخيم لتكون كسوة شتوية جديدة لأجسادهم، وقلوبهم، وأطفالهم، عملنا جماعي منظم في العديد من المحافظات التركية، حيث يوجد ناشطون يقومون بالتواصل مع العائلات السورية، وجمع الألبسة منهم، وسُـتجمع كلها في مدينة الريحانية الحدودية، ومنها ستوزع إلى المخيمات”.
وحول عدد اللاجئين المتوقع وصول المساعدات إليهم، قال خلدون الناصر مدير منظمة شباب سوريا الخير، لـ”العربية.نت”: “نأمل أن تصل هذه المساعدات لأكبر عدد ممكن من إخوتنا السوريين في المخيمات، وأن نستطيع جمع أكبر قدر ممكن من المساعدات والتبرعات لهم، لكن مبدئياً نعمل على وصولها لما لا يقل عن 8000 لاجئ سوري”.
وأكد الناصر “أن هذه التجربة ليست الأولى للمنظمة في مجال الدعم الإغاثي، فنحن نعمل منذ بداية الثورة، ونقوم بحملات نغطي بها أعداد كبيرة من اللاجئين، فمثلاً في رمضان الماضي قمنا بحملة أهل الخير للاجئين السوريين المتواجدين في مخيم باب الهوى الحدودي قدمنا خلالها وجبات إفطار، تلاها حملة عيدية أهل الخير قدمنا خلالها (سلال) غذائية لجميع العائلات الموجودة في مخيم باب الهوى، بعدها قمنا بحملة ساند الساحل قدمنا خلالها مساعدات و(سلال) غذائية لمنطقة ريف اللاذقية خلال معركة الساحل الكبرى، بالإضافة لحملة أضاحي أهل الخير التي تم خلالها توزيع الأضاحي على نسبة كبيرة من السوريين والعائلات الفقيرة الموجودين في مدينة أنتلوز التركية”.
ولفت الناصر إلى ضرورة وجود آليات واضحة من قبل مؤسسات المعارضة والمنظمات الدولية المعنية بشؤون اللاجئين السوريين لتقديم دعم أكبر لهم.
هذا الدعم يجب أن يكون من خلال العمل على إقامة مشاريع تنموية تشغيلية، وورش عمل كبيرة لمساعدة اللاجئين على إعالة أنفسهم وأسرهم، والعودة للسكن داخل الأراضي المحررة، ووقف الاتكال على الإغاثة والإعانات، بالإضافة للتنسيق بين المنظمات الدولية والدول المانحة مع المنظمات المنفذة جميعها دون التركيز على منظمة واحدة بذاتها، والعمل مع كل منظمة ودعمها بحسب مكان تواجدها واختصاصها، والاعتماد أكثر على جهود النشطاء والشباب العاملين في المجال الإغاثي واعتماد الكل دون استثناءات، والاهتمام أكثر بالمنظمات الصغيرة العاملة على الأرض.
بعد حلب.. براميل نظام الأسد المتفجرة تستهدف درعا
شبكة شام: الجيش الحر أسقط طائرة استطلاع للنظام في سماء بلدة الأحمدية بالغوطة
دبي – قناة العربية
لم تعد غارات الطيران الحربي السوري المحملة بالبراميل المتفجرة مقتصرة على حلب بل وسع نطاقها ليصل إلى مناطق يُسيطر عليها مقاتلو المعارضة في درعا.
أما في ريف دمشق فقد أفادت شبكة شام الإخبارية بتمكن الجيش الحر من إسقاط طائرة استطلاع للنظام في سماء بلدة الأحمدية في الغوطة الشرقية وَسط اشتباكاتٍ مستمرة على عدة جبهات في المنطقة.
ومن جانبه، شن الطيران الحربي السوري غارات على مناطق في حلب لليوم الخامس على التوالي، موسعا قصفه بالبراميل المتفجرة إلى مناطق يُسيطر عليها مقاتلو المعارضة في درعا.
وتتواصل في اتساع دائرة المناطق التي يستهدفها النظام ببراميله الناسفة من حلب شمالا إلى درعا في اقصى جنوب البلاد.
فلليوم الخامس على التوالي أمطر طيران النظام بلدات ماير ودارة عزة ومارع ومنبج وعندان شمال حلب بالبراميل المتفجرة، ووسع قصفه ليطال مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة ليستهدف بلدة تل علم في ريف السفيرة.
ومن جهته، رد مقاتلو الجيش الحر باستهداف تجمعات قوات النظام في ساحة سعد الله الجابري ومحيط مبنى الحزب وفي حي الحمدانية، كما دارت اشتباكات في شوارع حي بستان الباشا.
وجنوبا وصلت البراميل المتفجرة إلى مدن وأحياء محافظة درعا، حيث قصفت مروحيات النظام مناطق في مدينتي جاسم وانخل، قابله مقاتلو الجيش الحر باستهداف مقرات قوات النظام في مبنى التأمينات بدرعا المحطة وسط اشتباكات على أطراف مخيم درعا وعدة محاور في المحافظة.
أما في ريف دمشق فقد تمكن الجيش الحر من إسقاط طائرة استطلاع للنظام في سماء بلدة الأحمدية بالغوطة الشرقية وسط اشتباكات مستمرة على عدة جبهات بالمنطقة، حيث تجددت المواجهات على أطراف بلدة معلولا بمنطقة جبال القلمون، وفي منطقة الجمعيات في الجبل الغربي لمدينة الزبداني.
وأفادت شبكة شام الإخبارية بتمكن الجيش الحر من إسقاط طائرة استطلاع لقوات النظام في سماء بلدة الغنطو في ريف حمص الشمالي، الذي يشهد قصفا عنيفا من قبل مدفعية النظام في كتيبة الهندسة في منطقة المشرفة بتركيز على تلبيسة والغنطو الزعفرانية.
وعلى محور دير الزور أفادت شبكة شام بإحراز مقاتلي الجيش الحر تقدما في حي الحويقة بعد اشتباكات عنيفة على تخوم الحي تكبدت فيها قوات النظام خسائر في الأرواح والعتاد.
مشاورات مكثفة للتحضير لمؤتمر جنيف 2
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
اجتمع مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة بشأن سوريا الأخضر الإبراهيمي، الجمعة، مع مبعوثي الولايات المتحدة وروسيا في محاولة للاتفاق على الجهات التي يجب دعوتها إلى محادثات السلام السورية في جنيف الشهر المقبل، في حين ما زال الخلاف قائما بشأن مشاركة إيران.
واجتمع ميخائيل بوغدانوف وغينادي غاتيلوف نائبا وزير خارجية روسيا التي تعتبر الحليف الرئيسي لسوريا، ووكيلة وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ويندي شيرمان مع الإبراهيمي في جنيف.
ويعتزم الدبلوماسيون الكبار توسيع الاجتماع ليشمل دبلوماسيين من بريطانيا والصين وفرنسا، وهي الدول الثلاث الأخرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة- بالإضافة إلى دول جارة لسوريا، تستضيف أكثر من 2.3 مليون لاجئ سوري.
وعرقلت الخلافات بشأن الدبلوماسيين الذين يجب أن يمثلوا المعارضة السورية والحكومة، وإذا ما كان يجب أن تشارك إيران والمملكة العربية السعودية وقوى إقليمية أخرى؛ محاولات سابقة للجمع بين الأطراف المتصارعة في سوريا لإجراء محادثات للخروج من الأزمة السورية.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان، الجمعة، إن بوغدانوف، وهو المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط، اجتمع في اليوم السابق مع الأمين العام للتحالف الوطني المدعوم من الغرب السوري بدر جاموس ومسؤولين آخرين من التحالف.
ويترأس رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا وفد المعارضة السورية في المحادثات التحضيرية، إلى جنيف. وقال الأمين العام للائتلاف السوري المعارض، بدر جاموس، إن الائتلاف سيؤكد خلال اللقاءات الدبلوماسية في جنيف، الجمعة، على ضرورة فتح المعابر والإفراج عن المعتقلين ورحيل الرئيس السوري بشار الأسد.
يأتي الاجتماع في جنيف بعد يوم من تأكيد دمشق أنه لا يمكن لأحد أن يمنع الرئيس السوري بشار الأسد من الترشح لولاية رئاسية جديدة بعد انتهاء ولايته الحالية العام المقبل.
جاء هذا التأكيد من دمشق على لسان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، بعد أن انتقد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف تصريحات الأسد عن احتمال ترشحه للرئاسة.
وقال المسؤول الروسي إن على الأسد الامتناع عن الحديث عن إمكانية الترشح لفترة رئاسية جديدة، لأن ذلك يمكن أن يزيد التوتر قبل محادثات جنيف-2.
أوروبا تتعهد باستمرار مساعدة سورية ضمن استراتيجية دولية
بروكسل (20 كانون الأول/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أعرب زعماء ورؤساء حكومات الدول الأعضاء في التكتل الموحد عن استعدادهم للاستمرار في تقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية للشعب السوري ضمن إطار استراتيجية دولية متفق عليها
وفي مسودة البيان الختامي، المتوقع صدوره نهاية القمة الأوروبية في وقت لاحق الجمعة، والذي حصلت (آكي) الإيطالية على نسخة منه، فرد البيان فقرة للملف السوري، أكد فيها على ترحيبه بعقد مؤتمر للمانحين بشأن سورية في الكويت في الخامس عشر من كانون الثاني/يناير المقبل
وجاء في البيان أنه “بمناسبة هذا المؤتمر، نذكر أن الإتحاد الأوروبي كان قد خصص مبلغا يصل إلى ملياري يورو لمساعدة السوريين منذ بداية الأزمة” وفق النص
ودعا الزعماء في بيانهم إلى مزيد من التدابير لتحسين فاعلية المساعدات الأوروبية
وفي الشق السياسي، كرر زعماء دول الإتحاد ترحيبهم بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لعقد مؤتمر سلام حول سورية في 22 الشهر القادم بات يعرف إعلامياً بجنيف2، كما أعرب الأوروبيون عن قلقهم العميق من تدهور الوضع الإنساني في سورية واستمرار العنف، “نخشى من الآثار الحادة للأزمة في هذا البلد على دول الجوار”، وفق البيان
يذكر أن دور الإتحاد الأوروبي كان انحصر بشكل أساسي في المجال الإنساني، أما من الناحية السياسية، فقد سعى الإتحاد إلى إقناع المعارضة السورية القبول بمؤتمر جنيف2، والتخلي عن ما وصف بشروط غير قابلة للتحقيق
وترى مصادر مطلعة أن الإتحاد الأوروبي أصبح أكثر إنفتاحاً على إشراك بلدان إقليمية في حضور المؤتمر المذكور، “من المهم حضور الدول الإقليمية التي لها دور في هذا الشأن”، حسب المصادر نفسها في إشارة ضمنية إلى إيران
وكان الإتفاق الغربي الإيراني بشأن الملف النووي لطهران قد أحدث تغيرات في قواعد اللعبة الإقليمية، فقد أصبحت طهران، على الرغم من تدخلها الظاهر، إلى جانب الحكومة السورية، طرفاً مهماً في حل الأزمة، بعد أن كان الأوروبيون يعتبرونها في بادئ الأمر جزءاً من المشكلة
مؤتمر جنيف2: الإبراهيمي يعقد لقاءات مكثفة للتحضير لمؤتمر السلام
عقد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي سلسلة من اللقاءات مع دبلوماسيين روس وأمريكيين في جنيف الجمعة، لبحث الترتيبات الخاصة بعقد مؤتمر جنيف2 الثاني للسلام المقرر عقده الشهر المقبل.
وتضمنت المناقشات قضية تحديد الدول التي ستُدعى لحضور المؤتمر ومنها السعودية وإيران.
وتهدف تلك المباحثات إلى إنهاء الصراع الدائر في سوريا وبحث مبادرة الانتقال السياسي في البلاد، لكن مراقبون يشككون في في قدرة المعارضة السورية على إرسال وفد موحد يمثل مختلف أطياف المعارضة الموجودة في سوريا.
وستتسع دائرة الاجتماعات لتشمل دبلوماسيين من بريطانيا والصين وفرنسا، وكذلك بعض دول الجوار السوري التي تعاني من نزوح أكثر من 2.3 مليون لاجئ سوري تجاه أراضيها.
يأتي هذا في الوقت الذي قال فيه زعيم جبهة النصرة في أول لقاء تليفزيون معه إن مقاتليه الإسلاميين لن يحضروا المباحثات التي ستجري، ولن يعترفوا بما سيسفر عنها من نتائج.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها اليوم أن “ميخائيل بوجدانوف” مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخاص لمنطقة الشرق الأوسط، التقى يدر جاموس سكرتير الإئتلاف الوطني السوري المدعوم من الغرب، لبحث الترتيبات الخاصة بالمرحلة القادمة.
من ناحية أخرى أشارت التقارير الواردة من مدينة حلب السورية إلى استمرار الهجمات باستخدام براميل متفجرة لليوم السابع على التوالي، وزعمت تلك التقارير سقوط مئات القتلى، لكن لم يتسن التأكد من صحة هذه المعلومات من مصدر مستقل.
وفي تطور جديد، أعلنت الحكومة البريطانية لأول مرة موافقتها على تدمير جزء من مخزون الأسلحة الكيماوية السورية.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان إن “المواد الكيماوية الصناعية ستنقل من سوريا بواسطة سفينة إلى ميناء في بريطانيا”.
BBC © 2013
بريطانيا توافق على المساعدة في تدمير الاسلحة الكيماوية السورية
(رويترز) – قالت الحكومة البريطانية يوم الجمعة إن بريطانيا وافقت على تدمير جزء من مخزون الأسلحة الكيماوية السورية في منشأة تجارية.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان إن المواد الكيماوية الصناعية ستنقل من سوريا بواسطة سفينة إلى ميناء في بريطانيا.
(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)
اسبانيا تستضيف محادثات للمعارضة السورية في يناير
مدريد (مدريد) – قال رئيس الوزراء الأسباني ماريانو راخوي يوم الجمعة إن بلاده ستستضيف اجتماعا لجماعات المعارضة السورية في مطلع يناير كانون الثاني قبل محادثات السلام المزمعة في الشهر القادم التي تعرف باسم مؤتمر جنيف 2 الرامية لانهاء الصراع السوري.
وقال راخوي عقب قمة للزعماء الأوروبيين استمرت يومين في بروكسل إن اجتماع المعارضة سيعقد في التاسع والعاشر من يناير كانون الثاني في مدينة قرطبة بجنوب اسبانيا. ومن المقرر عقد مؤتمر جنيف في 22 يناير كانون الثاني.
وأضاف للصحفيين “الهدف هو دعم الحوار بين الجماعات وتعزيز تماسكها قبيل مؤتمر جنيف 2 .”
(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)
نائب وزير الخارجية السوري يقول ان احدا لا يمكنه منع الاسد من الترشح للانتخابات
دمشق (أ ف ب)
اعلن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اليوم الخميس ان احدا لا يمكنه منع الرئيس بشار الاسد من الترشح لولاية رئاسية جديدة في العام 2014، مشيرا الى ان دمشق شكلت وفدها لحضور مؤتمر دولي للبحث عن حل للازمة، يعقد الشهر المقبل في سويسرا.
وقال المقداد في مقابلة مع وكالة فرانس برس “اسأل المعارضة لماذا لا يحق لمواطن سوري ان يترشح. من يمكنه ان يمنعه؟ لكل مواطن سوري الحق في ان يكون مرشحا”، في تصريحات تأتي يوم اتهمت روسيا حليفة النظام السوري، الاسد بتصعيد التوتر في بلاده جراء تصريحاته حول احتماله ترشحه مجددا بعد انتهاء ولايته الحالية منتصف السنة المقبلة.
اضاف المقداد “نريد في ختام (المفاوضات المزمعة بين النظام والمعارضة) ان تحدد صناديق الاقتراع من يقود البلاد، والرئيس الاسد يحظى بغالبية كبيرة، بعكس الرئيس (الفرنسي) فرنسوا هولاند الذي لا يحظى بتأييد سوى 15 بالمئة من الشعب في بلاده”.
اضاف المسؤول السوري “برأيي ان على الرئيس الاسد ان يكون مرشحا، لكنه هو من سيقرر ذلك في الوقت المناسب”.
ورأى انه “لا يحق لاحد التدخل والقول اذا ما كان عليه الترشح ام لا. هذا قرار يجب ان يتخذه الرئيس بنفسه بتأييد من الشعب السوري”.
وترفض المعارضة السورية اي دور للرئيس الاسد في المرحلة الانتقالية التي من المقرر ان يقرها مؤتمر دولي حدد موعده الشهر المقبل في سويسرا.
واكد المقداد ان وفدا رسميا من تسعة اعضاء وخمسة مستشارين سيشارك في المؤتمر الذي يبدأ اعماله في 22 كانون الثاني/يناير في مدينة مونترو السويسرية قبل مواصلتها في جنيف.
وقال “نحن مستعدون بشكل كامل وسنعلن اسماء الاعضاء في وقت سريع”.
ورفض المقداد الاجابة على سؤال حول استعداد بلاده لمحاورة “الجبهة الاسلامية” التي تشكلت حديثا، وتضم مجموعات اسلامية بارزة تقاتل ضد النظام، وابدت واشنطن استعدادا لمحاورتها ومشاركتها في المؤتمر.
ورأى انه “علينا ان نرى نتائج نقاشات (السفير الاميركي في سوريا روبرت فورد) لان الاميركيين مولجون بتأليف وفد المعارضة. لا اريد التعليق قبل ان ارى ممن سيتشكل هذا الوفد، ومن المفترض ان يقدم الاميركيون الاسماء غدا (الجمعة)”.
وتواجه المعارضة تباينات في صفوفها حول المؤتمر وبنوده.
ورأى المقداد ان “الهدف الرئيسي (من المؤتمر) هو وقف الارهاب والقتل. هذه نقطة اساسية يجدر على كل السوريين الاتفاق عليها وبعدها كل النقاط الاخرى تكون مفتوحة على النقاش”.
ويستخدم النظام السوري عبارة “ارهابيين” للاشارة الى مقاتلي المعارضة الذين يواجهون القوات النظامية في النزاع المستمر منذ 33 شهرا.
اضاف المسؤول السوري البارز “بالنسبة لنا الاهم هو الحفاظ على سلامة الدولة، وعدم خلق فراغ، والعمل على تأليف حكومة وحدة وطنية ذات تمثيل واسع يعكس الوجود الفعلي لكل قوى البلد”.
وردا على سؤال عما اذا كانت حكومة الوحدة الوطنية تعني وجود ممثلين للنظام والمعارضة، اجاب “بالتأكيد، ومستقلون حتى”.
وتعقيبا على سؤال حول اذا ما كان يمكن رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة احمد الجربا ان يكون وزيرا، قال المقداد “لا اريد ان اتدخل في شؤون المعارضة (…) عندما نلتقي في جنيف ويقول ممثلها ان هذا هو مرشحنا لهذا المنصب الوزاري، سنناقش الموضوع”.
ورفض المقداد التعليق عما اذا كان سيصافح ممثلي المعارضة في المؤتمر، مشيرا الى ان الوفدين لن يتوجها بالحديث الى بعضهما البعض مباشرة حول طاولة المفاوضات.
واشار الى ان “الطريقة التي حددتها الامم المتحدة هي ان يوجه كل طرف حديثه الى (الموفد الدولي الى سوريا) الاخضر الابراهيمي، وهو الذي سيتولى قيادة المفاوضات”.
اما ممثلو الولايات المتحدة وروسيا اللذين سيطلق عليهم اسم “المبادرون”، فسيكونون موجودين على مقربة من قاعة الاجتماعات. وقال المقداد “سيجلسون في غرفتين على مقربة من القاعة. دورهم يقوم على تقديم المشورة او محاولة حل مشكلة اذا ما اراد اي من الوفدين ابلاغهم بها”.
وانتقد المقداد بشدة المملكة العربية السعودية الداعمة للمعارضة السورية. وقال “اعتقد ان لدى الذين دعموا المجموعات الارهابية شعور حاليا بانهم ارتكبوا اخطاء كبيرة. (الدولة) الوحيدة التي ما زالت تعلن دعمها الكامل للمجموعات الارهابية وتنظيم القاعدة، هي السعودية”.
وتابع “اذا ما اراد العالم ان يتفادى 11 ايلول/سبتمبر جديدا، عليه ان يقول لهذا البلد +كفى+، ووضعه على لائحة الدول الداعمة للارهاب”.
وحول مشاركة ايران حليفة النظام السوري في المؤتمر، اعتبر المقداد انه “من المؤسف ان فرنسا والاميركيين يشددون على عدم مشاركة ايران، في حين ان السعودية التي تدمر سوريا ستكون موجودة”.
بدء الاجتماع التحضيري لمؤتمر جنيف-2 الدولي حول سوريا
جنيف (أ ف ب)
افتتح موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا الاخضر الابراهيمي اليوم الجمعة في قصر الامم في جنيف الاجتماع التحضيري لمؤتمر “جنيف-2” الدولي حول سوريا بحضور ممثلين عن الولايات المتحدة وروسيا.
ويعقد المؤتمر الدولي حول سوريا في 22 كانون الثاني/يناير المقبل في بلدة مونترو السويسرية قبل ان يتواصل في جنيف.
ويهدف اجتماع الجمعة الى وضع اللمسات الاخيرة على قائمة الوفود المدعوة الى المؤتمر.
وسيبحث الاجتماع خصوصا مسألة مشاركة إيران والمملكة العربية السعودية في المؤتمر وهي مسألة لا تزال قيد النقاش.
كما سيتم بحث مسألة الوفود التي تمثل المعارضة حيث يصر الاكراد السوريون على الحضور بوفد خاص منفصل.
وكان وفد من الائتلاف الوطني السوري المعارض وصل الى جنيف. لكنه لا يشارك في الاجتماع التحضيري في قصر الأمم، حيث يجري لقاءات ثنائية مع الوفود الحاضرة.
وطلب الائتلاف الوطني السوري موعدا مع الابراهيمي الذي وافق على لقاء الوفد، حسبما افادت الناطقة باسم موفد الامم المتحدة خولة مطر.