أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 20 نيسان 2012


أصدقاء الشعب السوري” يصّعدون الضغط لتنفيذ خطة أنان

تلويح باللجوء إلى الفصل السابع وإحياء فكرة الممرات الإنسانية

واشنطن – هشام ملحم/ نيوريورك – علي بردى/ العواصم – الوكالات

وجهت مجموعة دول “اصدقاء الشعب السوري” التي اجتمعت في باريس أمس، تحذيراً قوياً الى النظام السوري اذ اعتبرت ان خطة المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي انان هي بمثابة الفرصة الاخيرة امامه للتوصل الى حل سلمي للأزمة، وإلا اتجهت سوريا نحو حرب اهلية واقليمية، وانه تجب العودة الى مجلس الامن لاتخاذ قرار بفرض عقوبات تشمل حظراً على السلاح واجراءات اخرى مشددة بموجب الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يخول استخدام القوة. وقبل  اجتماع باريس، قال الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون في رسالة الى مجلس الامن ان سوريا لم تف حتى الان بالتزاماتها في ما يتعلق بنشر بعثة المراقبين الدوليين، واقترح ارسال نحو 300 مراقب مع اتاحة حرية الحركة لهم على الاراضي السورية لفترة “اولية”  ثلاثة اشهر. وتزامن التصعيد الغربي مع توقيع السلطات السورية “تفاهماً اولياً” مع الامم المتحدة في شأن عمل بعثة المراقبين. الا ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال ان موسكو “تقوم بدورها بكل صدق” لانهاء العنف، وان على المجتمع الدولي الكف عن توقع فشل خطة انان.

 جوبيه

 وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه في مؤتمر “اصدقاء الشعب السوري” الذي شارك فيه 14 وزيراً للخارجية بينهم الاميركية هيلاري كلينتون فضلاً عن وزراء غربيين وعرب، ان “خطة انان هي فرصة للسلام، وهي فرصة ينبغي الا تفوت”. وأضاف ان المعارضة السورية “وفت بالتزاماتها” من حيث احترام وقف النار خلافا للنظام.

 واوضح ان “المجموعات (المعارضة) على الارض احترمت وقف النار على رغم ان التنسيق بينها كان صعباً بسبب استفزازات النظام”. ولكن “لا نستطيع ان نقول الشيء نفسه عن النظام السوري”. ودعا الى فرض عقوبات اشد على دمشق، والى زيادة عدد المراقبين الدوليين المنتشرين في سوريا، وتعزيز هؤلاء المراقبين من طريق تزويدهم الامكانات البرية والجوية. وشدد على انه يجب ان تتوافر للمراقبين كل الوسائل التي تتيح لهم “اجراء تقويم واضح للتطبيق الفعلي لخطة   انان”.

 واعتبر ان “خطة انان هي ضمان للسلام والحرية، وفشلها هو الطريق لحرب اهلية وربما اقليمية. دعونا نتحمل مسؤولياتنا”. وحض الدول الكبرى على دعم جهود الجامعة العربية لوقف العنف في سوريا.

 واعلن ان بلاده وشركاءها سيتقدمون قريبا بمشروع قرار امام مجلس الامن لنشر بعثة مراقبين في سوريا. ولاحظ ان على بعثة المراقبين ان “تكون صلبة قدر الامكان”. وحذر من انه “اذا لم يتم تنفيذ خطة انان  على غير فاعل، فسنفكر في خيارات اخرى. لقد قررنا ان يبحث مجلس الامن في خيارات اخرى”.

 كلينتون

ودعت كلينتون الى “تشديد الاجراءات” في حق النظام السوري من أجل ضمان احترام خطة انان، على ان يشمل ذلك قرارا لمجلس الامن يتضمن عقوبات وحظرا على الاسلحة. وقالت: “علينا ان نتجه بقوة نحو مجلس الامن من أجل (اصدار) قرار تحت الفصل السابع يلحظ عقوبات ومنعا للسفر وعقوبات مالية وحظراً على الاسلحة”.

ومع معارضة روسيا اصدار اي قرار لمجلس الامن يندد بسوريا، ستدرس مجموعة الدول التي اطلقت على نفسها “اصدقاء الشعب السوري” الخيارات الاخرى. وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان هذه الخيارات قد تشمل اقامة ممرات انسانية داخل سوريا من اجل تقديم المساعدات للمدن التي تشهد تمردا.

  سعود الفيصل

 وقال وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل :”اتعجب لكون النظام الذي يقمع يستطيع الاستمرار في تسليح نفسه في حين لا تملك الضحايا البريئة وسائل الدفاع عن نفسها… ما دام المجتمع الدولي عاجزا عن وقف النزف، فان الحد الادنى للامور يفترض ان تساعد الدول المختلفة السوريين في الدفاع عن انفسهم”.

 واعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ان  روسيا والصين دعتا الى هذا الاجتماع، لكنهما اعتذرتا عن الحضور .

بانيتا

وفي واشنطن، رأى وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا انه ليس ثمة اي حل فعال للنزاع في سوريا “من دون رحيل الاسد”. وقال في اشارة ضمنية الى الخيار العسكري: “جميع الخيارات لا تزال مطروحة على الطاولة، مع إدراكنا لمحدودية القوة العسكرية”.

وكرّر ان سقوط نظام الاسد هو امر حتمي، وايام الاسد “معدودة” نظراً الى اتساع المقاومة للنظام والى عزلته وازمته الاقتصادية. وافاد ان وزارة الدفاع تخطط “لمختلف السيناريوات الممكنة اذا قرر الرئيس (اوباما) انه يجب اتخاذ اجراءات اضافية ضرورية”.

واوضح ان احد هذه السيناريوات هو “امكان اقامة ممرات انسانية”، مبدياً استعداد واشنطن للمساهمة فيها “اذا وافق المجتمع الدولي على ذلك. ووضعنا خططاً في هذا الشأن”.

وذكر بانيتا، الذي كان يشارك مع رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي في جلسة استماع امام لجنة القوات العسكرية في مجلس النواب ان التزام نظام الاسد وقف النار واعادة الهدوء الى المدن السورية هما “احد الامتحانات للرئيس في الايام المقبلة”. وقال: “الوضع في سوريا من اي منظور معقّد جداً وليس ثمة حل سحري”.

واسترعى الانتباه ان بانيتا اشار لدى حديثه عن نشر مراقبين دوليين في سوريا الى ان مسألة انشاء قوة لحفظ السلام لدعم تطبيق خطة أنان هي ايضاً “قيد الدرس”.

والى ذلك، قال ديمبسي ان القوات الاميركية “متيقظة بشكل خاص” بالنسبة الى مصير الاسلحة الكيميائية والبيولوجية السورية، التي “يجب ان تبقى في مكانها” مشيراً الى ان واشنطن تشاطر شركاءها في المنطقة المعلومات الاستخبارية في هذا الشأن، ذلك ان لواشنطن علاقات عسكرية مع الدول الخمس المحيطة بسوريا.

لكن اشارات بانيتا وديمبسي الى الخيارات العسكرية النظرية، لم تغيّر حقيقة كون “المشاكل المعقدة في سوريا لا يمكن حلها من طريق الاجراءات الاحادية الجانب للولايات المتحدة او اي دولة اخرى. وهذا يتطلب رداً دولياً منسقاً يجب ان يكون مخصصاً لهذا الوضع الفريد”. ولدى سؤاله عن امكان لجوء الولايات المتحدة الى الخيار العسكري، أجاب بانيتا: “في هذا الوقت، قرارنا هو هو اننا لن ننشر قوات برية على الارض ولن نتحرك من جانب واحد في تلك المنطقة من العالم”. بيد انه اضاف ان الطريقة الوحيدة التي يمكن فيها الولايات المتحدة ان تستخدم القوة في سوريا هي ان يكون هناك “اجماع دولي”. وقال ان لجوء تركيا الى مطالبة حلف شمال الاطلسي بتطبيق البند الخامس من ميثاق الحلف الذي يدعو الحلف الى مساعدة أي دولة عضو تتعرض لاعتداء، مستبعد في هذا الوقت.

ومع أن بانيتا تحدث عن “انشقاقات مهمة في القوات السورية المسلحة، فانه أقر بأن الجيش لا يزال “يدين بالولاء” للأسد. واعتبر ان ايران هي الحليف الاقليمي الوحيد لسوريا “ولا دولة سوف تخسر أكثر مما ستخسره ايران من السقوط المتوقع لنظام الاسد”. لهذا السبب تقوم ايران “بدعم النظام ماديا وماليا وتقنيا”.

وعن علاقات “حزب الله” بسوريا، قال بانيتا إن هناك “تعاونا وثيقا بين سوريا وحزب الله” وان سوريا توفر غطاء حماية لـ”حزب الله”. وبعدما كرر الموقف الاميركي المعروف بأن “حزب الله” هو تنظيم ارهابي مارس الارهاب في المنطقة وخارجها، وافق على الرأي القائل “ان اضعاف أي تنظيم ارهابي يخدم مصلحتنا”.

وذكر ان المعارضة السورية منقسمة “وليست منظمة بشكل جيد ولا تسيطر على أراض” في سوريا كما كان الحال مع المعارضة الليبية قبل التدخل العسكري لحلف شمال الاطلسي.

وقال ديمبسي ان الضباط السوريين المسؤولين عن استخدام العنف ضد شعبهم، يدركون الان ان تغيير النظام يضر بهم ولذلك يقفون وراء النظام. ومع أنه تحدث عن احتمال بروز قوى اسلامية بعد سقوط الاسد، فانه ذكّر بوجود “تقاليد علمانية” وفئات سورية غير اسلامية مثل المسيحيين والدروز والاكراد الذين يجب ان يشاركوا في أي نظام بديل.

الأمم المتحدة

وفي نيويورك، تصدر انشاء مهمة الأمم المتحدة للمراقبة في سوريا “أنسميس” أمس المشاورات التي أجراها اعضاء مجلس الأمن بناء على توصية الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون، الذي تحدث عن “أدلة مقلقة للغاية” على استمرار أعمال العنف على رغم التعهدات المقدمة الى أنان، في ظل تحفظات أميركية وأوروبية عن السرعة التي ينبغي اعتمادها في خطوة ارسال المهمة الكاملة للمراقبين.

وغداة رسالة وجهها بان الى مجلس الأمن يوصي فيها بنشر أولي لما يصل الى 300 مراقب، استمع أعضاء المجلس في جلسة مغلقة الى احاطتين من نائب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام أدموند موليت ومن نائب المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا جان – ماري غيهينو الذي أكد أن ثمة حاجة الى ارسال المراقبين في أسرع ما يمكن على رغم الأخطار الناجمة عن استمرار أعمال العنف. وقال إن نشر المراقبين “يمكن أن يؤدي الى تغيير الديناميات السياسية على الأرض”.

واثر الجلسة، قال بان للصحافيين إن “الأيام الأخيرة، بوجه خاص، جلبت تقارير عن تجدد وتصاعد للعنف بما في ذلك قصف مناطق مدنية وارتكاب القوات الحكومية انتهاكات جسيمة وحصول هجمات من الجماعات المسلحة”. وأضاف: “أتطلع الى أن يتخذ المجلس إجراء مبكراً” لارسال المراقبين. وأفاد أن أكثر من 230 ألف شخص شردوا وأن نحو مليون شخص يحتاجون الى المساعدة. وأكد أن “أنسميس” ستراقب أيضاً الحدود وعمليات تهريب الأسلحة عبر الحدود الى سوريا. ورفض أي شروط مسبقة من الحكومة السورية على جنسيات المراقبين.

وتحدث المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فيتالي تشوركين فقال إنه “ينبغي لمجلس الأمن أن يواصل دعمه لكوفي أنان”، مبدياً استعداد بلاده لدعم قرار انشاء المهمة الدولية الجديدة في سوريا. وتوقع ألا يحصل الكثير من الجدل في شأن القرار الجديد الذي “سيكون مشابهاً للقرار 2042”. وإذ دعا الى انشاء المهمة الجديدة “في أسرع ما يمكن”، لفت الى أن موضوع طائرات الهليكوبتر “ليس سهلاً في العادة”، لكن “الأمانة العامة للأمم المتحدة محقة في حاجتها الى حرية الحركة وحاجتها الى الذهاب الى أماكن بعيدة بسرعة”. وأضاف أن موسكو على اتصال مع الحكومة والمعارضة في سوريا، مشيراً الى أن دمشق “أعلنت أن نائب الرئيس فاروق الشرع سيكون الشخص المحاور للمعارضة، وهذا ما يتماشى تحديداً مع تفكير جامعة الدول العربية”.

وبدت رئيسة مجلس الأمن للشهر الجاري المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس غير متحمسة للإسراع في انشاء “أنسميس” وارسالها، مفضلة الإستماع الى احاطة جديدة من أنان قبل اتخاذ القرار. وإذ لاحظت أن القرار 2042 يوجب وقف العنف تماماً للبحث في الخطوات التالية. وقالت إن المجلس “عبر عن استعداده لتفويض سريع لمهمة المراقبة، ولكن علينا أيضاً أن نهيئ الشروط الضرورية كي تنشر هذه المهمة بفاعلية”.

وقال نظيرها الألماني بيتر فيتيغ إن بلاده تؤيد ارسال الأمم المتحدة مهمة “أنسميس” ولكن “فقط إذا توقف العنف تماماً”.

«أصدقاء سورية» يؤيدون خطة أنان ويلوّحون بخيارات أخرى إذا فشلت

نيويورك – راغدة درغام ؛ باريس – رندة تقي الدين ؛ واشنطن – جويس كرم

دمشق، بيروت – «الحياة»، اف ب، اب – أكد وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أن البنتاغون «يراجع ويعد عددا من الاجراءات الاضافية التي قد تكون ضرورية لحماية الشعب السوري»، وفيما حذر من اندلاع حرب أهلية في حال فشل جهود المبعوث الدولي – العربي كوفي أنان، اشار الى أن «ليس هناك حل فاعل للأزمة من دون رحيل (الرئيس بشار) الأسد»، وكرر أن «المسألة هي مسألة وقت قبل اطاحة النظام». لكنه ذكر ان «الأسد ما زال يحظى بدعم جزء كبير من الجيش والقوات المسلحة وأن هذا يزيد من التحديات لتحجيم النظام». وفي باريس عقدت «مجموعة اصدقاء سورية» اجتماعاً شاركت فيه 14 دولة. ووصف المجتمعون خطة انان بانها «الأمل الاخير» لحل الازمة، واكدوا انهم سيفعلون ما في وسعهم للمساعدة على نجاح الخطة.

وقال وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل رداً على سؤال لـ «الحياة»، خلال مؤتمر صحافي عقده مع وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه ورئيس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم: «الغريب في الامر ان المجال متاح لمن يقوم بهذه الجريمة (في سورية) ولديه الامكانات التي يستخدمها لقتل الابرياء ولا يسمح للابرياء ان يدافعوا عن انفسهم. ان الموقف الدولي لم يتمكن من وقف النزيف. على الدول ان تساعد السوريين للدفاع عن انفسهم».

واكد البيان الذي صدر بعد اجتماع «اصدقاء سورية» انه اذا لم تنجح خطة انان «سيكون على مجلس الامن والمجتمع الدولي النظر في خيارات اخرى». وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلنتون خلال الاجتماع ان تركيا تعتزم على الاستناد الى البند الرابع لميثاق الحلف الاطلسي لحماية سيادة اراضيها من الاختراقات السورية على مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا. وقالت ان تركيا تعتزم ايضا طلب عقد اجتماع تشاوري للحلف الاطلسي للبحث في الوضع السوري.

وكانت الحكومة السورية وقعت امس بروتوكول انتشار بعثة المراقبين مع الامم المتحدة، رغم عدم استكمال التفاصيل حول ولايتها وخصوصاً ما يتعلق بقدرة المراقبين على التحرك الجوي. وتزامن ذلك مع اجتماع مغلق لمجلس الأمن أمس لمناقشة عمل المراقبين واتخذا قرار بشأن توسيع البعثة ومهماتها المقبلة.

وشدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في رسالة الى مجلس الأمن على «مسؤولية الحكومة السورية في إنجاح عمل البعثة»، رافضاً «أي شروط مسبقة» على حرية تحركها والجنسيات التي ستتشكل منها، وأوصى مجلس الأمن بإنشاء «بعثة المراقبة في سورية (أنسميس) من ٣٠٠ مراقب عسكري لمدة أولية من ٣ أشهر». وقال إن البعثة «ستنتشر خلال أسبوع في نحو ١٠ مواقع في سورية». وستكون مهمة افرادها مراقبة وتقويم الحقائق والظروف على الأرض والانخراط مع الأطراف كافة. وسيرأسها ضابط رفيع برتبة مايجور جنرال. وستتولى «أنسميس» نشر متخصصين ومستشارين في الشؤون السياسية وحقوق الإنسان والقضايا المدنية والمعلومات العامة والأمن العام وقضايا الجند وسواها. وهذه العناصر ستكون مهمة لدعم تطبيق خطة النقاط الست بالكامل. وبسبب اتساع رقعة البلاد ستعمل البعثة على تدعيم عملها بإدارة المعلومات بحيث تستخدم معلوماتها بفعالية.

وبحسب توصية بان، ستراقب البعثة «وقف العنف المسلح بكل أشكاله من كل الأطراف، إضافة الى تطبيق النقاط الباقية من خطة النقاط الست». وشدد الامين العام على «مسؤولية السلطات السورية في تنفيذ التزاماتها كاملة في ما يتعلق بوقف تحرك جنودها ووقف استخدام السلاح الثقيل وسحب جنودها من المراكز السكنية الى ثكناتهم». وقال إن «أنسميس» ستنخرط في إيصال المساعدات الإنسانية وستتكون من «المراقبين العسكريين وموظفين مدنيين للمساعدة في إيجاد الظروف للحوار السياسي الشامل بين الحكومة السورية وكل أطياف المعارضة».

وفي شأن الالتزامات السورية حيال عمل البعثة، قال بان إن على «الحكومة السورية تسهيل انتشار غير معيق للمراقبين وقدراتهم وعدم اعتراض اتصالاتهم، والسماح لهم بالاتصال الحر مع الأشخاص السوريين والهيئات في سورية». وأضاف أن «الحكومة السورية مسؤولة عن أمن البعثة التي يجب أن تضمن من جميع الأطراف الأخرى». وشدد على أن «حرية الحركة يجب أن تدعم بقدرة انتقال جوي مناسبة للتأكد من القدرة على التحرك والتصرف السريع في حال وقوع حوادث». وقال إنه سيعمل «على التوصل الى اتفاق كامل مع الحكومة السورية خلال ٣٠ يوماً من تبني القرار حول وضعية أنسميس». وسيقدم الى مجلس الأمن «تقريراً كاملاً حول ولاية البعثة وصلاحياتها كاملة خلال مهلة لا تتجاوز ٩٠ يوماً من تاريخ تأسيسها».

وقال بان إنه يتطلع الى «تحرك سريع من مجلس الأمن» وأنه تلقى «تأكيداً من السفير السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري بموافقة الحكومة السورية على تأمين وسائل النقل الجوي للمراقبين». وأضاف أنه «في حال لم تفِ الحكومة السورية بالتزامها هذا فإن الأمم المتحدة مستعدة لتأمين القدرات الجوية».

وأكد السفير الروسي فيتالي تشوركين على ضرورة الاستجابة سريعاً لطلب بان بإنشاء البعثة، معتبراً «أن القدرة على التنقل جواً هي أمر منطقي وتتوافق مع القرار ٢٠٤٢، ويجب أن تحترم السيادة السورية». وقال إن قرار مجلس الأمن لتأسيس البعثة «يجب أن يكون مشابهاً جداً للقرار ٢٠٤٢ الذي أشار الى حرية حركة البعثة وسواها من النقاط». وقال إن «أي شيء ضروري لعمل المراقبين سيتم نشره في أسرع وقت». وقال «إن الجميع يتصرف بواقعية وعلينا التحرك قدماً». وانتقد تشوركين المعارضة السورية بأنها «لم تبد بعد استعدادها للانخراط في الحوار السياسي مع الحكومة». وعما إذا كان نائب الرئيس السوري فاروق الشرع لا يزال مخولاً بتولي الحوار من جانب النظام السوري قال تشوركين «لم أسمع أن أحداً من الحكومة السورية سحب هذا الاقتراح وأعتقد أنه لا يزال قائماً».

وطالبت السفيرة الأميركية سوزان رايس الحكومة السورية «بوقف القصف في حمص وسواها من المدن»، ودعت الحكومة السورية الى «سحب جنودها اليوم الى ثكناتهم، وهي قادرة على فعل ذلك». وحملت الحكومة السورية «مسؤولية إيجاد الظروف» المناسبة لنشر بعثة المراقبين. وقالت بعد جلسة المشاورات المغلقة إن «النظام السوري أطلق حملة عنف شرسة ضد شعبه بعد تبني مجلس الأمن القرار ٢٠٤٢ وهو أمر يعيق نشر المراقبين».

وعما إذا كان المجلس جاهزاً لتبني قرار بتأسيس البعثة، قالت رايس «إن بعض أعضاء المجلس يريدون استجابة سريعة بتبني قرار، وآخرين يريدون التأكد من تأمين شروط انتشار المراقبين وفق ما نص عليه القرار ٢٠٤٢ لناحية وقف العنف بكل أشكاله». وحول ما إذا كان سحب الجيش السوري من المراكز السكنية شرطاً وضعته الولايات المتحدة للموافقة على نشر البعثة، قالت «إن المسؤولية تقع على الحكومة السورية لتلبي شروط نشر البعثة». وأضافت: «يجب أن يتمكن المراقبون من التحرك بحرية في حمص وسواها»، مشيرة الى استمرار القصف المدفعي. وتابعت: «يمكن المجلس أن يجيز نشر المراقبين غداً ولكن إن لم يكونوا قادرين على التحرك فلن يكون الأمر مجدياً».

وكان وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا قال، في جلسة الاستماع امام الكونغرس شاركه فيها رئيس هيئة الأركان الجنرال مارتن ديمبسي، من ان الوزيرة كلينتون تبحث مع الشركاء الدوليين في امكانية ارسال قوات حفظ سلام الى سورية. كما قال ان وزارته تعد «خيارات واجراءات اضافية قد تكون ضرورية لحماية الشعب السوري»، وأكد أن أميركا «تمتلك القوة الدفاعية للتدخل في حال طلب الرئيس (باراك أوباما) ذلك». لكنه شدد على ضرورة وجود غطاء دولي لأي تحرك، معتبرا في الوقت ذاته أن السيناريو «الأفضل» هو في تطبيق خطة أنان، وأن ليس هناك نية أميركية «بالتدخل الانفرادي» في سورية. وحذر من الانزلاق الى حرب أهلية في حال فشل جهود أنان، مشيرا الى أن «ليس هناك حل فاعل للأزمة من دون رحيل الأسد « من السلطة، وكرر أن «المسألة هي مسألة وقت قبل اطاحة النظام». واذ أشار بانيتا الى أن ايران ستكون «الخاسر الأكبر» من سقوط النظام السوري، نوه باستمرار دعم «جزء كبير من المؤسسة العسكرية السورية» للأسد و»تبعثر المعارضة»، ولمح أيضا الى جهود اقليمية وتقدم «طفيف» على هذا الصعيد في رص صفوف المعارضة السورية.

وعن الخطوات المقبلة، تحدث بانيتا عن «حالة تمرد واسعة الانتشار وضغوط اقتصادية كثيفة على النظام وتحرك في الأمم المتحدة»، وأشار الى أن كلينتون تبحث مع الشركاء الدوليين في امكانية ارسال قوات حفظ سلام الى سورية و»في حال فشل خطة أنان». وحذر ديمبسي بدوره من مخاطر الأزمة السورية على الاستقرار الاقليمي وسمى لبنان والعراق وتركيا واسرائيل من بين الدول المتأثرة بالوضع هناك. كما نوه بـ «التنسيق الاستخباراتي الواسع» بين الولايات المتحدة وجهات اقليمية حول الملف السوري.

ميدانياً استمرت التظاهرات المناهضة للنظام في مختلف المناطق السورية امس ووقعت مواجهات في دير الزور بين الجيش ومنشقين. واقتحمت القوات السورية حي الجورة في ادلب وخربة غزالة في درعا ويبرد قرب دمشق. وذكرت مصادر معارضة ان 40 في المئة من بيوت بلدة بصر الحرير في منطقة حوران مهدمة. كما قامت قوات النظام باطلاق النار على متظاهرين في الحراك بعدما غادرت مجموعة من المراقبين كانت قد زارت البلدة امس. ووصل عدد القتلى امس برصاص قوات النظام إلى 17 على الاقل، وفق ما أعلنته لجان التنسيق المحلية.

استعادة غربية وعربية لكلام التسليح… وبانيتا يؤكد ولاء الجيش للأسد

سـوريـا: انطـلاق مهـمـة المراقبـيـن رسـميـاً

انطلقت مهمة المراقبين الدوليين في سوريا رسمياً امس مع توقيع وزارة الخارجية السورية ووفد من الامم المتحدة، في دمشق، اتفاقاً أولياً حول آلية عمل المراقبين الدوليين لوقف اطلاق النار في سوريا يشكل أساساً للبروتوكول بين الجانبين الذي سيرعى عمل البعثة الموسعة على الارض، لكن دولاً أوروبية وعربية بالاضافة الى الولايات المتحدة، اختارت اجواء الانطلاق الفعلي لخطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان، للتشويش عليها من خلال التشكيك بها واستعادة الحديث عن خيارات تسليح المعارضة السورية اذا لم تطبق دمشق الخطة.

وطلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بعد ساعات من تقديمه رسالة الى مجلس الأمن الدولي يوصي فيها بنشر 300 مراقب، من الحكومة السورية توفير «حرية حركة كاملة» لمراقبي الأمم المتحدة وتسهيل «عملية إنسانية ضخمة» لمساعدة السكان. وأعلنت الجامعة العربية عقد اجتماع لوزراء الخارجية الخميس المقبل لبحث التطورات في سوريا والسودان.

وأعلن مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن «مجلس الأمن الدولي قد يتبنى قرارا جديدا حول سوريا قريبا». وقال بعد اجتماع مجلس الأمن «أعتقد أن بإمكاننا أن نتصرف بسرعة كبيرة. لقد أكدت بعض الدول الأعضاء في مجلس الأمن أنها تودّ الحصول على تقرير إضافي حول الأوضاع الميدانية في سوريا الأسبوع المقبل».

وقدم وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا الصورة الأكثر وضوحاً حول تفكير الإدارة الأميركية في الملف السوري. وقال، خلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، «مقاربتنا انه يجب أن نبقي كل الخيارات على الطاولة مع إدراك حدود القوة العسكرية على أن نكون مستعدين لأي إجراء مطلوب». واعتبر ان سوريا ليست كليبيا، حيث كان هناك اجماع دولي للتدخل ومعارضة ليبية اكثر تنظيماً ولديها سيطرة على الارض. ورأى ان «المشكلة هنا ان (الرئيس السوري بشار) الاسد يبدو انه لا يزال يحافظ على ولاء المؤسسة العسكرية حتى لو كان هناك انشقاقات». ورأى أن

«أفضل سيناريو هو أن يلتزم النظام السوري بوقف إطلاق النار وبالإصلاحات بحيث يخرج الأسد… والسيناريو الأسوأ هو قيام حرب أهلية في سوريا». وقال إن المعارضة السورية «متفرقة»، معتبراً أنه «لا يمكن الاعتماد على الانشقاقات في صفوف الجيش النظام». (تفاصيل صفحة 15)

ووقع نائب وزير الخارجية فيصل المقداد عن الجانب السوري ورئيس الوفد الفني الجنرال غوها ابهيجيت عن الأمم المتحدة، في دمشق، على اتفاق أولي ينظم عمل بعثة المراقبين.

وأعلنت وزارة الخارجية السورية، في بيان، انه «تم التوقيع رسمياً في مبنى وزارة الخارجية والمغتربين على التفاهم الاولي الذي ينظم آلية عمل المراقبين». وأضافت «يأتي هذا الاتفاق في سياق الجهود السورية الرامية إلى إنجاح خطة المبعوث الدولي كوفي انان بهدف تسهيل مهمة المراقبين ضمن إطار السيادة السورية والتزامات الأطراف المعنية». واشارت الى ان الاتفاق يتضمن أيضاً «مراعاة تامة لمعايير القانون الدولي الناظمة لعمل هذا النوع من البعثات الدولية».

وفي جنيف، أوضح المتحدث باسم الموفد الدولي إلى سوريا كوفي انان، احمد فوزي، في بيان، أن الاتفاق الذي تم التوقيع عليه «يهدف إلى تأمين أساس لبروتوكول ينظم عمل طليعة المراقبين الدوليين وبعثة المراقبين» الموسعة في حال انتشارها. وأشار إلى أن هذا الاتفاق يهدف إلى «مراقبة ودعم وقف العنف المسلح بكل أشكاله من كل الأطراف وتنفيذ خطة الموفد الخاص المشترك المؤلفة من ست نقاط».

وذكر فوزي إن الاتفاق يحدد «وظائف المراقبين خلال قيامهم بالتفويض المعطى لهم في سوريا، بالإضافة إلى واجبات ومسؤوليات الحكومة السورية». وتابع إن مكتب انان «يقوم أيضاً بمفاوضات مماثلة مع ممثلين عن المعارضة حول واجبات ومسؤوليات مجموعات المعارضة المسلحة».

بان كي مون

وفي نيويورك، أكد بان كي مون، وهو يذكر بتوصيته التي قدمها الى مجلس الامن بنشر 300 مراقب، أن «هذا القرار لا يخلو من المخاطر»، لكنه اعتبر انه «يمكن أن يساهم في تحقيق سلام عادل والوصول إلى تسوية سياسية تعكس رغبة الشعب في سوريا».

ولكي يتمكن المراقبون من القيام بعملهم، طالب بان كي مون «بالتعاون التام من جانب الحكومة السورية»، وخصوصاً بان تضمن للبعثة «حرية حركة كاملة وسهولة في التنقل وسلامة أفرادها، إضافة إلى استخدام وسائل حاسمة مثل الطوافات»، مشيراً الى «هذه القضية ستبحث بتفصيل أكثر مع السلطات السورية».

وأعرب بان كي مون عن «الأمل في تحرك سريع للمجلس» أي اعتماد القرار الذي يجيز نشر بعثة المراقبين الكاملة في الأيام المقبلة. واشار الى أنه مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أبلغه تأكيد الحكومة السورية التعاون الكامل مع أفراد فريق المراقبين الدوليين. وقال «يحدوني الأمل في أن يحافظ السوريون على وعودهم، ونظراً لقلة عدد المراقبين الدوليين، فإنهم سيبذلون قصارى جهدهم». وقال إن الحكومة السورية أكدت للأمم المتحدة أنها ستضع في تصرف البعثة «وسائل جوية» معرباً عن الأمل في أن «تفي بوعدها». في المقابل ترفض دمشق أن يكون المراقبون من بعض الجنسيات الأمر الذي رفضه بان كي مون قائلاً إنه «شرط مسبق».

واستمع مجلس الأمن إلى تقرير من مساعد انان، جان ماري غيهينو بشأن الوضع في سوريا. ونقلت مندوبة الولايات المتحدة سوزان رايس، التي ترأس بلادها مجلس الامن خلال الشهر، عن غيهينو قوله إن «الحكومة السورية لم تف بعد بالتزاماتها»، خصوصاً انها لم تسحب بعد قواتها واسلحتها الثقيلة من المدن التي تشكل معاقل للمعارضين. واعتبرت ان عمل طليعة المراقبين المنتشرين ميدانياً سيكون بمثابة «اختبار» لرغبة دمشق. وقالت «من الضروري ان يتمكنوا من الوصول الى النقاط الساخنة»، خصوصاً في حمص وهو ما لم يفعلوه حتى الآن.

«المجموعة الرائدة لأصدقاء سوريا»

ومن باريس نقل مراسل «السفير» محمد بلوط عن وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه قوله «ليس لحلف شمال الأطلسي ما يفعله في المنطقة». وكرر جوبيه إلى «السفير» الموقف الفرنسي من التلويح بالتدخل العسكري في سوريا. ورد الوزير الفرنسي «على تلويح وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بحلف شمال الأطلسي وتذكيرها في افتتاح اجتماع وزراء الخارجية الأربعة عشر في المجموعة الرائدة «لأصدقاء سوريا» بأن «النزاع السوري يدور على درج الحلف وتفكير الأتراك باستخدام الفقرة الخامسة من ميثاق الحلف»، التي تتيح تدخلهم لحماية حدود بلد عضو يتعرض للنيران السورية عبر الحدود .

وخلال لقاء في مركز الصحافة الأجنبية، قال جوبيه إلى «السفير» إنه «ينبغي أن نعمل على تفادي الخيار العسكري الذي سيؤدي حتماً إلى إشعال حرب أهلية. هناك فرق كبير مع ما جرى في ليبيا التي تمتعت بانسجام بين المعارضة ومجتمع مؤلف من السنة المالكيين بنسبة 95 في المئة، وهذا ليس حال سوريا، التي تعيش فيها طوائف وجماعات متنوعة من الأكراد والعلويين والمسيحيين، ويجعل من خطر الحرب الأهلية عالياً جداً. نحن نعمل على تفادي أي انخراط لحلف شمال الأطلسي في هذه المنطقة، التي لا عمل لها فيها هذا من جهة، وعلى تفادي أي تدخل عسكري من جهة ثانية».

وكشف الاجتماع، الذي ضم وزراء «المجموعة الرائدة» في الكي دورسيه، هشاشة الإجماع القائم حول خطة أنان، وتضارب دوافع من صوّتوا قبل أسبوعين على إيكال الأمين العام السابق للأمم المتحدة المهمة الصعبة، لإيجاد مخرج سياسي للقضية السورية.

ففي حين سلم الغربيون بها باعتبارها السبيل الوحيد لكي ينخرط الروس في عمل جماعي ضد سوريا، رأى الروس فيها منقذاً لهم من تهديدهم بالعزلة في مجلس الأمن، لو واصلوا استخدام الفيتو، الذي لا يملكون غيره سلاحاً في مقاربة الأزمة السورية، واعتبروها مدخلاً متوازناً للعودة إلى السياسة واحتواء الدعوات إلى التسلح والعسكرة وسبيلا للضغط على النظام.

وتراشق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قبيل بدء الاجتماع في باريس، مع المجتمعين، واصفاً مؤتمرهم بأنه محاولة لاحتواء خطة انان، ولامهم على تحدثهم علناً عن حتمية فشل الخطة. ورفض أن يكون للاجتماع في باريس أو «أصدقاء سوريا» حق تقييم تنفيذ الخطة، الذي يعود إلى مجلس الأمن.

وعبّر جوبيه عن استيائه من الطريقة الروسية في الحديث عن الاجتماع. وقال إن لافروف رفض الدعوة التي وجهت إليه لحضوره. ويسعى الفرنسيون إلى منح المراقبين المزيد من القوة في تنفيذ مهمتهم من دون توضيح معنى القوة أو الصلاحيات التي يتحدثون عنها، لكن جوبيه شدّد على أنها يجب أن تكون مجهزة تجهيزاً جيداً، وتضم عديداً لا يقل عن 300 مراقب.

وفي الكلمات التي ألقاها وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اتضح التباين مع الموقف الروسي في التعاطي مع خطة انان.

ففي اجتماع عقد تحت عنوان دعم خطة انان ذهب حمد إلى المطالبة بخطة بديلة جاهزة في حال فشل الخطة الحالية. وعبر عن نفاد صبر المجموعة من طريقة النظام السوري في التعاطي مع الخطة واستمرار عمليات القتل، معتبراً انه ينبغي أن تكون هناك خطة زمنية واضحة لتنفيذ الخطة. واستعاد الدعوة إلى التلويح بالخيار العسكري. وهي كلها إشارات إلى ضيق صدر القطريين من الخطة التي لم يقبلوا بها إلا مرغمين، ويعتبرون أن حظوظها بالنجاح لا تتجاوز 3 في المئة.

ودعت كلينتون إلى العودة إلى إجراءات دولية يضعها مجلس الأمن تحت الفصل السابع، قبل أن تقر بصعوبة الحصول على ما تطلب بسبب الفيتو الروسي الأكيد، وعدم وجود بدائل للخطة التي يدعمها الروس، الطرف الوحيد القادر على التحدث إلى النظام السوري والضغط عليه. وقالت إن الخطة تتضمن ستة بنود وليس بند نشر المراقبين وحده، لكنها كانت أكثر مرونة في التعامل مع تطبيق الخطة «التي لا نزال ندعمها، ولكننا نراقب تنفيذها». وكانت دعت الى «تشديد الإجراءات» بحق النظام السوري بهدف ضمان احترام خطة انان، على ان يشمل ذلك قراراً لمجلس الأمن يتضمن عقوبات وحظراً على الأسلحة.

وجزم جوبيه بأن الخطة جرى تقويضها من قبل النظام السوري. ويندرج رفع اللهجة حول خطة انان، في إطار منع النظام السوري من التحايل على الخطة، وإبقاء الضغوط مرتفعة عليه وعلى موسكو، وسد الطريق عليه في محاولته كسب الوقت.

وأعلن جوبيه ان بلاده وشركاءها سيتقدمون قريباً بمشروع قرار امام مجلس الامن لنشر بعثة مراقبين في سوريا. وقال إن على بعثة المراقبين ان «تكون صلبة قدر الإمكان. ولتتمكن من القيام بمهمتها في شكل كامل، على هذه القوة ان تزود امكانات كبيرة وتنتشر في اسرع وقت وتغطي كل المناطق التي تجري فيها الاحداث». وتابع جوبيه ان «على المراقبين ان يزودوا كل الوسائل الضرورية لإنجاز مهمتهم عبر امتلاك تجهيزات حديثة تهدف الى ضمان مراقبة فاعلة».

ودعا وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل المجتمع الدولي الى «مساعدة السوريين في الدفاع عن انفسهم». وقال «أتعجب لكون النظام الذي يقمع يستطيع الاستمرار في تسليح نفسه في حين لا تملك الضحايا البريئة وسائل الدفاع عن نفسها». واضاف «ما دام المجتمع الدولي عاجزاً عن وقف النزف، فإن الحد الادنى للامور يفترض ان تساعد الدول المختلفة السوريين في الدفاع عن أنفسهم».

وكان لافروف قال، عقب لقاء مع نظرائه الـ28 من الدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي في بروكسل، «اليوم شجعت زملائي على التخلي عن الجدل الذي يتوقع فشل خطة انان». واضاف «قبل التفكير في المستقبل، يتعين علينا ان نبذل كل ما من شأنه ان يضمن نجاح تلك الخطة».

وحول ما إذا كانت موسكو قد وضعت جدولاً زمنياً أمام السلطات السورية لتنفيذ خطة انان، قال لافروف «لا داعي للتظاهر بأن كل شيء متعلق بروسيا، التي عليها إقناع بشار الأسد. إن هذه حلول ساذجة، والسذاجة كما تعلمون أسوأ من السرقة». وأضاف «الأوضاع مرتبطة بكل من له تأثير على هذه المجموعة أو تلك من المعارضة، وهذه الدول هي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وتركيا ودول الخليج العربية وعدد آخر من الدول».

ميدانيات

وزار وفد المراقبين الموجود في سوريا مدينة درعا للمرة الثانية، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا). وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ان «اطلاق رصاص كثيف من القوات النظامية السورية وقع في مدينة الحراك في محافظة درعا بعد خروج وفد من لجنة المراقبين الدوليين منها».

واضاف المرصد «قتل أربعة سوريين في اعمال عنف، ثلاثة منهم في اطلاق رصاص في بلدة يبرود في ريف دمشق، وواحد في اطلاق رصاص خلال اقتحام القوات النظامية لحي الطب في منطقة الجورة في ريف دير الزور». واشار الى «اشتباكات بين القوات النظامية ومجموعات منشقة في درعا».

(«السفير»، سانا، ا ف ب، ا ب، رويترز)

تردد وتساؤلات في واشنطن حول سوريا .. وبانيتا يرى وضعاً معقداً

جو معكرون

التساؤلات في الكونغرس أمس حول التعامل مع سوريا كانت أكثر من الأجوبة: هل المصلحة الأميركية في الاستقرار أم تغيير النظام؟ هل تسلح واشنطن المعارضة السورية أم تكتفي بالضغط على النظام حتى ينهار سياسيا؟ وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا قدم الصورة الأكثر وضوحا حول تفكير الإدارة الأميركية في الملف السوري.

وقال بانيتا، خلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، «بدلا من محاولة تلبية المطالب المشروعة لشعبه، تحول نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد إلى العنف ضد شعبه. لقد كان العنف وحشيا ومدمرا. لقد وضع الشعب السوري في موقف يائس وصعب»، مؤكدا أن النظام «فقد شرعيته وانه ليس هناك حل فعال لهذه الأزمة من دون رحيل الأسد».

واعتبر أن «استعادة الهدوء في المدن والقرى في أنحاء سوريا ليس سوى اختبار واحد للأسد في الأيام المقبلة»، مشيرا إلى انه «من كل زاوية الوضع في سوريا شديد التعقيد». وأضاف «نعلم أيضا أن المشكلات المعقدة في سوريا لا يمكن معالجتها بإجراءات أحادية من قبل الولايات المتحدة أو أي بلد آخر».

وأكد بانيتا أن السياسة الأميركية تتمحور حول مواصلة الضغوط على النظام السوري لعزله و«تعزيز المعارضة السياسية غير المسلحة وتوحيدها في سوريا» وتوفير مساعدات إنسانية إلى الشعب السوري و«نحن نراجع ونخطط لمجموعة من الإجراءات قد تكون ضرورية لحماية الشعب السوري». وتابع «مقاربتنا انه يجب أن نبقي كل الخيارات على الطاولة مع إدراك حدود القوة العسكرية على أن نكون مستعدين لأي إجراء مطلوب». واعتبر ان سوريا ليست كما ليبيا حيث كان هناك إجماع دولي للتدخل ومعارضة ليبية أكثر تنظيماً ولديها سيطرة على الارض.

وقال بانيتا «السجل العام، وأكثر أهمية السجل الاستخباراتي الذي لدينا، أنه كان هناك دائما علاقة وثيقة بين سوريا وحزب الله، وانه كان لحزب الله دائما بعض مستوى من الحماية. حزب الله مجموعة إرهابية نشرت الإرهاب ليس فقط في المنطقة بل في أمكنة أخرى. وأي شيء لإضعاف مجموعة إرهابية هو في مصلحتنا». ورأى ان «المشكلة هنا ان الاسد يبدو انه لا يزال يحافظ على ولاء المؤسسة العسكرية حتى لو كان هناك انشقاقات بارزة». ورأى ان «أفضل سيناريو هو ان يلتزم النظام السوري بوقف إطلاق النار وبالإصلاحات في خطة المبعوث الدولي كوفي أنان بحيث يخرج الأسد من الصورة ويتم تشكيل حكومة جديدة وإجراء الانتخابات، والسيناريو الأسوأ هو قيام حرب أهلية في سوريا». وأضاف «حتى هذه المرحلة لن يكون لنا أي جندي على الارض ولن نتصرف أحاديا في هذا الجزء من العالم».

من جهته، قال رئيس هيئة الاركان المشتركة في الجيش الاميركي الجنرال مارتين ديمبسي «دورنا العسكري في هذه المرحلة يقتصر على تبادل المعلومات مع شركائنا الإقليميين. لكن إذا تم استدعاؤنا للمساعدة على ضمان المصالح الاميركية بطرق اخرى فسنكون مستعدين. علينا ان نحافظ على وضعية مرنة إقليميا وعالميا. لدينا علاقات عسكرية صلبة مع كل بلد على حدود سوريا. اذا تم استدعاؤنا فمسؤوليتنا واضحة: ان نوفر الخيارات لوزير الدفاع والرئيس وسنحكم على هذه الخيارات بناء على استدامتها وقابليتها للتنفيذ ودرجة قبولها».

ويقول مصدر في الكونغرس لـ«السفير» ان هناك لقاءات دورية مغلقة تجري مع الادارة حول الملف السوري نظرا للاهتمام المتزايد حول هذا الملف في مبنى «الكابيتول هيل». ويضيف المصدر، الذي شارك في هذه الاجتماعات، «الجميع يريد ان نفعل شيئا لكن لا نعرف ما هو، وبالتالي هناك القليل من الإحباط».

وذكر المصدر انه تم مؤخرا مناقشة فكرة «المناطق الآمنة» مع المسؤولين في البنتاغون، والخلاصة كانت مشاورات لم تنضج بعد حول تكلفة هذا القرار ماديا على الميزانية، وعلى الخسائر في صفوف الجنود الأميركيين ومدى نجاح التدخل عموما. ويتابع انه حتى تم التفكير بما يتطلب الامر لإنزال الدفاعات الجوية السورية بالقصف الجوي أو البري وان «التفضيل الاميركي تاريخيا ان يكون بالقصف الجوي، لكن هذا الامر لم ينجح سابقا في البوسنة»، والرد من البنتاغون ان هذا الامر يمكن تنفيذه «لكن بأي ثمن» وبالتالي تحدث عن «تردد» في البنتاغون حيال أي تدخل مباشر في المدى المنظور.

وعن موقف قيادة الجيش الأميركي، يقول المصدر «قيادة الجيش تقول يمكننا القيام بهذا الامر، لكن تسأل ما يمكننا تحقيقه وما هي المهمة التي تريدون من الجيش ان ينفذها. قيادة الجيش تقول لنا ماذا تريدون ان تفعلوا وسنقول لكم كيفية القيام بذلك».

ويتحدث المصدر عن تساؤلات عميقة في البنتاغون اذا كان الهدف هو إسقاط النظام فالتدخل العسكري يتجاوز ذلك ويعني دورا أميركيا ما في مرحلة ما بعد سقوط النظام، وبالتالي هناك الكثير من عدم اليقين حول ما قد يجري بعد التدخل العسكري وليس فقط حول جدوى التدخل. وختم المصدر، في الكونغرس، قائلا «مثلما حصل في ليبيا، نجري مشاورات وفي النهاية تأتي الادارة وتقول لنا هذا ما سنفعله ونسير بالقرار». واذ كان يلمح الى ان الادارة ستتدخل في نهاية المطاف أكد المصدر مجددا «ما أعنيه أنه في هذه الحالات الكونغرس لا يخرج بأجوبة».

رئيس لجنة القوات المسلحة النائب الجمهوري هوارد مكون قال «هناك الكثير لا نعرفه عن المعارضة. لدى سوريا أيضا دفاعات جوية قوية تحد من خياراتنا العسكرية. لهذا انا لا أوصي بالتدخل العسكري الاميركي، لا سيما في ضوء وضع ميزانيتنا الخطير، إلا اذا كان التهديد للامن القومي واضحا وقائما».

أما النائب الديموقراطي ادام سميث فرأى ان «البيئة القتالية في ليبيا كانت بسيطة نسبيا لان معظم المعارك حصلت على طول بعض الطرقات. في سوريا القتال يحصل في بيئات حضرية والتي هي أكثر تعقيدا بكثير. في ليبيا تهديد الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات كان سهلاً نسبياً لتجنبه، وتملك سوريا واحداً من أكثر أنظمة الدفاع الجوي كثافة. ليبيا تخلت عن برامج بناء أسلحة الدمار الشامل قبل 10 سنوات، فيما سوريا لديها أسلحة كيميائية وبيولوجية مخزنة في قواعد عسكرية في أنحاء البلاد. ليبيا مجتمع قبلي، فيما سوريا برميل بارود من المجموعات الاثنية والدينية تقيم على رقاب بعضها البعض تحت حكم عائلة الاسد».

وخلال جلسة استماع أخرى أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، عكس كل من الباحث في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية جون الترمان والباحثة في مؤسسة «بروكينغز» تامارا كوفمان ويتس التباين داخل واشنطن وداخل الادارة حول التعامل مع الحدث السوري.

الترمان يقول ان عسكرة النزاع يساعد النظام السوري، وان السيناريو المرجح هو حصول «انقلاب عسكري». ويضيف «الشعب السوري يعاني لكن لا يمكننا ان نكون محرريهم». واعتبر انه كان حذرا في دعوة الاسد الى التنحي لأنه لا يريد ان تعود واشنطن الى مرحلة حيث ليس لديها أفق في إجراء التغيير في المنطقة، داعيا الى «التواضع حول قدرتنا على تغيير الامور وتحريكها». وذكر انه في التاريخ الاميركي تسليح المعارضة لم يكن ناجحا دائما ويتطلب وقتا مثلما حصل مع المجاهدين في أفغانستان».

من جهتها، رأت ويتس انه لا يمكن «وقف أو عكس»عسكرة النزاع في سوريا بل يجب ادارة هذه العسكرة واحتواء امتداد النزاع الى الدول المجاورة لسوريا. واعتبرت ان الاسد في «حالة ضعف سيكون حتى اكثر اعتمادا على ايران» وان واشنطن لا يمكن ان تتصرف وحدها في التعامل مع سوريا.

ورأت ان الحافز وراء إقامة ممر إنساني داخل سوريا هو توفير ملاذ للمعارضة والاغاثة الانسانية وتوفير أمن الدول المجاورة لسوريا، مشيرة الى ان النقطة الاخيرة هي الاكثر أهمية. وأكدت ان التدخل العسكري في سوريا «غير ضروري» لكن تسليح المعارضة يساعدها «على استخدام الضغط العسكري لفرض التغيير».

الجيش الحر’ يدعو لحلف عسكري خارج مجلس الامن.. وفرنسا تحذر من حرب اهلية

‘اصدقاء سورية’ يعتبر خطة عنان الامل الاخير لحل الازمة

كلينتون تلوّح بعقوبات تحت البند السابع اذا فشلت مهمة المراقبين

دمشق ـ ‘القدس العربي’ ـ من كامل صقر: باريس ـ بيروت ـ وكالات: اظهرت مسودة للبيان الختامي لاجتماع قوى دولية كبرى في باريس الخميس ان الدول المشاركة وصفت خطة سلام تدعمها الامم المتحدة بأنها ‘الامل الاخير’ لحل الأزمة السورية، وقالت انها ستفعل ما بوسعها للمساعدة في نجاح الخطة، بعد ان تم التوقيع على اتفاق اولي الخميس بين دمشق والامم المتحدة ينظم عمل بعثة المراقبين في سورية حيث تسببت اعمال العنف والعمليات العسكرية بمقتل اكثر من 120 مدنيا بعد اسبوع على دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ.

واضاف البيان ‘كل يوم يمر يعني سقوط عشرات القتلى الجدد من المدنيين السوريين’. وقال ‘ليس هذا وقت المراوغة. انه وقت العمل. رغم أن مهمة (كوفي) عنان هشة الا انها تمثل املا اخيرا’.

واكد الاجتماع ان مجموعة ‘اصدقاء سورية’ التي تشمل فرنسا والولايات المتحدة والسعودية وقطر ستفعل كل ما بوسعها لضمان نجاح الخطة المدعومة من الامم المتحدة والجامعة العربية.

وقال البيان ‘اذا لم يتحقق ذلك.. سيكون على مجلس الامن الدولي والمجتمع الدولي النظر في خيارات اخرى’.

وحذرت فرنسا من جهتها الخميس من ان عدم التزام نظام الرئيس السوري بشار الاسد بتطبيق خطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان سيفتح الباب امام ‘حرب اهلية’ في سورية، داعية الى منح المراقبين الدوليين الوسائل التي تمكنهم من الاشراف على وقف اطلاق النار.

وجاءت تصريحات وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه في مؤتمر ‘اصدقاء سورية’ الذي عقد في العاصمة الفرنسية بمشاركة عدد من كبار المسؤولين من الدول التي تؤيد فرض عقوبات على سورية لاجبار الاسد على الالتزام بخطة عنان.

وقال جوبيه ان ‘خطة عنان هي فرصة للسلام، وهي فرصة ينبغي الا تفوت’.

وقال ان المعارضة السورية ‘وفت بالتزاماتها’ بشأن احترام وقف اطلاق النار خلافا للنظام.

واضاف جوبيه في بداية اجتماع وزراء خارجية نحو 15 دولة غربية وعربية ان ‘المعارضة وفت بالتزاماتها بموجب خطة عنان التي رحب بها المجلس الوطني السوري’.

وتابع ان ‘المجموعات (المعارضة) على الارض احترمت وقف اطلاق النار رغم ان التنسيق بينها كان صعبا بسبب استفزازات النظام’.

واكد ‘لا نستطيع ان نقول الشيء نفسه بالنسبة للنظام السوري الذي يواصل من دون حياء اساليبه القمعية التي خلفت حتى الان عشرات القتلى منذ الوقت الذي كان من المفترض ان يبدأ فيه سريان وقف اطلاق النار’.

ودعا جوبيه الى فرض عقوبات اشد على دمشق، والى زيادة عدد المراقبين الدوليين المنتشرين في سورية، وتعزيز هؤلاء المراقبين عن طريق تزويدهم بالامكانات البرية والجوية.

وقال انه يجب ان يكون للمراقبين كل الوسائل التي تتيح لهم ‘اجراء تقييم واضح للتطبيق الفعلي لخطة عنان’.

بدورها، دعت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون باسم بلادها الى ‘تشديد الاجراءات’ بحق النظام السوري بهدف ضمان احترام خطة كوفي عنان، على ان يشمل ذلك قرارا لمجلس الامن يتضمن عقوبات وحظرا على الاسلحة.

وقالت كلينتون في اجتماع الوزراء الغربيين والعرب ‘علينا ان نتجه بقوة نحو مجلس الامن بهدف (اصدار) قرار تحت الفصل السابع يلحظ عقوبات ومنعا للسفر وعقوبات مالية وحظرا على الاسلحة’.

وقالت كلينتون ان تركيا تفكر في تفعيل معاهدة الدفاع المشترك لحلف شمال الاطلسي بسبب القصف السوري ‘المشين’ لمنطقة على الحدود مع تركيا.

واضافت كلينتون في اجتماع ‘اصدقاء سورية’ الذي عقد في باريس ان ‘تركيا تفكر رسميا في تفعيل المادة الرابعة من معاهدة الحلف الاطلسي’.

وفي وقت سابق الخميس قال جوبيه ان نظيره الروسي سيرغي لافروف رفض الدعوة لحضور اللقاء.

وحذرت فرنسا روسيا من ان رفضها المشاركة في هذا الاجتماع سيزيد من عزلتها.

وصرح جوبيه ‘يؤسفني ان تستمر روسيا في التقيد برؤية تعزلها اكثر فأكثر ليس عن العالم العربي فحسب بل عن المجتمع الدولي’.

ودعيت روسيا والصين الى هذا الاجتماع لكنهما اعتذرتا عن الحضور كما اعلنت وزارة الخارجية الخميس.

ومع معارضة روسيا لاصدار اي قرار من مجلس الامن الدولي يدين سورية، فإن مجموعة الدول التي اطلقت على نفسها اسم ‘اصدقاء سورية’ ستدرس الخيارات الاخرى.

وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الخميس ان هذه الخيارات قد تشمل اقامة ممرات انسانية داخل سورية من اجل تقديم المساعدات للمدن التي تشهد تمردا.

وصرحت وزارة الخارجية الروسية بان اجتماع باريس ‘منحاز’ لانه لا يضم ممثلين للنظام السوري.

كما دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى ارسال مزيد من المراقبين الى سورية للاشراف على وقف اطلاق النار الهش، وقال ان ‘فرصة احراز تقدم ربما لا تزال قائمة، وعلينا ان نبني عليها’.

وقال الامين العام انه يرغب في نشر 300 مراقب غير مسلح للقيام بمهمة مدتها ثلاثة اشهر. واضاف انه ‘من المهم للغاية’ ان يلتزم نظام الاسد بالخطة المتفق عليها مع عنان.

وسيتم نشر 300 مراقب خلال الاسابيع المقبلة في عشر مناطق مختلفة من سورية لمراقبة وقف اطلاق النار الذي بدأ سريانه في 12 نيسان (ابريل)، وتطبيق خطة عنان.

من جهته دعا رئيس المجلس العسكري الاعلى في الجيش السوري الحر العميد الركن مصطفى احمد الشيخ الخميس الى ‘تشكيل حلف عسكري’ خارج اطار مجلس الامن وتوجيه ضربات الى النظام السوري.

وطالب الشيخ في شريط مصور وزع على وسائل الاعلام المجتمع الدولي بـ’تشكيل حلف عسكري من دول اصدقاء الشعب السوري خارج مجلس الامن وتوجيه ضربات عسكرية جراحية في مفاصل النظام’.

جاء ذلك في الوقت الذي اقتحمت فيه القوات النظامية منطقة في شرق سورية الخميس، ما اسفر عن مقتل مواطن واشتباكات مع مجموعات مسلحة، بينما تجدد القصف على مدينة حمص في وسط البلاد، كما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون.

وافاد المرصد صباحا ان شخصا قتل واصيب ثلاثة آخرون بجروح في اطلاق رصاص ‘خلال اقتحام القوات النظامية لحي الطب في منطقة الجورة في ريف دير الزور’.

واشار الى اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة تلت عملية الاقتحام.

جوبيه: يجب احترام حرية التظاهر في سوريا

أ. ف. ب.

باريس: صرح وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الجمعة ان فريق مراقبي الامم المتحدة في سوريا يجب ان يملك الوسائل “لفرض احترام حرية التظاهر”، مؤكدا ان باريس تعتبر ان وقف اطلاق النار لم يحترم.

وقال جوبيه لشبكة التلفزيون “بي اف ام-تي في” انه “يجب نشر مراقبين على الارض لكن يجب ان يملك المراقبون الوسائل من تجهيزات ومروحيات لفرض احترام حرية التظاهر”.

واضاف “انه امر بالغ الاهمية. فاليوم الذي تضمن فيه هذه الحرية فعليا لن يصمد النظام”.

تهديدات غربية لسوريا إذا فشلت خطة أنان

أ. ف. ب.

باريس: سعى الغربيون ودول عربية في باريس الى ممارسة اقصى درجة من الضغط على سوريا اذ طالبوا بنشر قوة “متينة” من المراقبين بسرعة وهددوا بفرض عقوبات جديدة في حال فشلت خطة كوفي أنان واشاروا الى مشاركة حلف شمال الاطلسي.

وحملت فرنسا التي استضافت وزراء خارجية حوالى 15 بلدا غربيا وعربيا نظام بشار الاسد مسؤولية عدم احترام وقف اطلاق النار الوارد في خطة المبعوث الدولي كوفي أنان بينما قامت المعارضة السورية “بالوفاء بالتزاماتها” كما قال وزير الخارجية آلان جوبيه.

وتتمحور خطة أنان التي اقرها مجلس الامن الدولي حول ارسال بعثة مراقبين الى سوريا، نشر ثلاثون منهم حتى الآن. لكن من الضروري تبني قرار جديد لارسال كل البعثة التي قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون انها ستتألف من 300 رجل.

وقال جوبيه للصحافيين انه “سيكون على مجلس الامن تبني قرار جديد لانشاء بعثة المراقبة. وهذه يجب ان تزود بالتفويض والوسائل اللازمة لتحقيق اهدافها”. واضاف ان “فرنسا وشركاءها في مجلس الامن، سيقدمون بسرعة مشروع قرار”، مؤكدا ان بعثة المراقبين يجب ان تمتلك “وسائل برية وجوية” لانجاز المهمة الموكلة اليها.

لكن الغربيين يرون انه يجب ممارسة مزيد من الضغوط على دمشق. وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان مجلس الامن يجب ان يفكر في نص يقضي بفرض عقوبات مثل منع سفر بعض مسؤولي النظام واجراءات مالية وخصوصا فرض حظر على نقل الاسلحة الى سوريا.

واوضحت كلينتون “علينا ان نتوجه بحزم الى مجلس الامن بهدف تبني قرار تحت الفصل السابع” الذي يسمح بفرض اجراءات على بلد بما في ذلك بالقوة “في حال تهديد السلام او خرقه او القيام بعمل عدواني”.

لكن الوزيرة الاميركية اعترفت بانها لم تلاحظ في محادثاتها في بروكسل مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف، اي تقدم في الموقف الروسي. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية ان روسيا والصين دعيتا الى اجتماع باريس لكنهما رفضتا الحضور.

وحتى الآن، يواصل الغربيون رفضهم اللجوء الى القوة خارج اطار الامم المتحدة كما طلب الخميس الجيش السوري الحر الذي يتولى تنسيق العمليات المسحلة للمتمردين. وقال جوبيه انه في حال فشلت خطة أنان في سوريا فان “خيارات اخرى” ستطرح، بدون ان يضيف اي تفاصيل.

واكد الوزير الفرنسي ان “خطة أنان هي تأكيد السلام والحرية وفشلها هو الطريق الى الحرب الاهلية”. وقبل ساعات من بدء الاجتماع قال جوبيه “يؤسفني ان روسيا تواصل الانغلاق على رؤية تزيد من عزلتها ليس عن العالم العربي وحده بل وعن الاسرة الدولية ايضا”.

الا ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف صرح من بروكسل ان موسكو “تقوم بدورها بكل صدق” لانهاء العنف، داعيا المجتمع الدولي الى الكف عن اطلاق التكهنات بفشل خطة أنان.

وقد رأت وزارة الخارجية الروسية بان اجتماع باريس “منحاز” لانه لا يضم ممثلين عن النظام السوري. وفي آخر عناصر الضغط التي تحدث عنها الغرب الخميس، اشراك الحلف الاطلسي عبر تركيا القلقة من تدفق اللاجئين على اراضيها وعمليات القصف على حدودها.

وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الخميس ان “تركيا تفكر في اللجوء رسميا الى المادة الرابعة من معاهدة الحلف الاطلسي التي تسمح ببدء مشاورات داخل الحلف اذا تعرضت للتهديد وحدة وسلامة اراضي احدى دوله واستقلالها السياسي او امنها”.

ساركوزي يتّهم الأسد بأنه يريد محو حمص من الخارطة مثلما أراد القذافي تدمير بنغازي

كلينتون: قرار تحت الفصل السابع حول سوريا أو تفعيل الدفاع المشترك لـ”الناتو”

باريس ـ مراد مراد

ووكالات

سجلت أمس حركة ديبلوماسية دولية مكثفة في باريس حيث عقد اجتماع لمجموعة من دول “أصدقاء سوريا” ونيويورك حيث استمع مجلس الامن الدولي الى تقرير عن التوصيات التي قدمها الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بهدف توسيع مهمة المراقبين المكلفين الاشراف على وقف النار.

الحركة الديبلوماسية تلك، تخللتها مواقف حاسمة، ربما اكثرها صراحة لوزيرة الخارجية الأمركية هيلاري كلينتون التي دعت الى قرار جديد في مجلس الامن حول سوريا تحت الفصل السابع، وهو أمر لن يكون سهلا بسبب “الفيتو” الروسي ـ الصيني، طارحة من ضمن الخيارات تفعيل اتفاق الدفاع المشترك لحلف شمال الأطلسي (الناتو) للوقوف الى جانب تركيا التي تعدت قوات بشار الأسد على أراضيها.

فقد أكدت كلينتون خلال اجتماع باريس: “يجب ان نبدأ بالتحرك بقوة في مجلس الامن بهدف (اصدار) قرار تحت الفصل السابع يفرض عقوبات تشمل حظر السفر وعقوبات مالية وحظرا على الاسلحة”. واضافت ان تفعيل الفصل السابع سيشكل ضغطا على النظام “يتيح لنا دفعه الى تطبيق خطة (مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي) انان بنقاطها الست”.

الا ان كلينتون اقرت بأن روسيا، التي تملك حق النقض في مجلس الامن، قد لا تسمح باقرار مثل هذه الخطوة، وقالت انه في هذه الحال على الدول ان تسعى الى فرض مزيد من العقوبات الديبلوماسية والاقتصادية.

وقالت ان احد تلك الاجراءات هو ان يفعل الحلف الاطلسي اتفاقية الدفاع المشترك ردا على القصف السوري “المشين” لمنطقة على الحدود مع تركيا، العضو في الحلف. واضافت “انا اعلم تماما انه في هذه المرحلة فانه من المرجح ان يتم الاعتراض على هذه الجهود، ولكننا نحتاج الى البحث عن طريقة من اجل الدفع الى الامام”، لافتة الى انها التقت في وقت سابق نظيرها الروسي سيرغي لافروف في بروكسل.

وتابعت “لقد كان (وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف) كالعادة مصمما تماما على القاء المسؤولية على جميع الاطراف، وخصوصا على المعارضة، ولكنه ادرك كذلك ان الوضع ليس ثابتا ولكنه يتدهور”. واضافت “وبعد ذلك علينا ان نبقي الاسد في حالة اختلال توازن بتركنا جميع الخيارات مطروحة على الطاولة”.

واكدت ان “تركيا ناقشت مع الحلف الاطلسي .. خلال اليومين الماضيين عبء اللاجئين السوريين على تركيا، والقصف المشين عبر الحدود من سوريا الى تركيا قبل اسبوع”.

واوضحت ان “تركيا تفكر رسميا في تفعيل المادة الرابعة من معاهدة الحلف الاطلسي، ما يستدعي مشاورات في حلف الاطلسي عندما يتعرض اي طرف لتهديد لوحدة اراضيه او استقلاله السياسي او امنه”.

وتنص المادة الرابعة من معاهدة الحلف على ان الهجوم على اي عضو من الحلف هو هجوم على جميع الاعضاء، ما يشير الى ان اي قصف جديد عبر الحدود يمكن ان يعتبر هجوما على الحلف العسكري الاقوى في العالم.

وفي سياق متصل، أكد وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أن جميع الخيارات مفتوحة بشأن الأزمة في سوريا، مشيرا في نفس الوقت إلى محاذير أي سيناريو عسكري.

وقال بانيتا في شهادة أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي أمس: “الولايات المتحدة أوضحت أن نظام الأسد فقد شرعيته وأن هذه الأزمة ليس لها حل فعال بدون تنحي الأسد”. وأضاف: “الولايات المتحدة مسؤولة عن جعل النظام السوري مسؤولا عن التزاماته، ونحن نقود جهودا دولية للمساعدة على إيقاف العنف ودعم عملية انتقال سياسي في سوريا”.

وأوضح أن الأيام القليلة المقبلة سوف تقرر ما إذا كانت الحكومة السورية والأسد تحديدا ملتزمين بتطبيق تفاصيل خطة أنان.

وشدد بانيتا على أن الخيار العسكري مطروح على الطاولة على الرغم من تحذيره من تبعات هذا الخيار في حال عدم وجود توافق دولي بشأن شن ضربة عسكرية إذا قررت الولايات المتحدة ذلك.

عودة إلى باريس، فقد اعلن وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه ان “على مجلس الامن ان يتبنى قرارا جديدا لتشكيل بعثة المراقبين. وعلى هذه البعثة ان يكون لها التفويض والوسائل الضرورية لتحقيق اهدافها. ان فرنسا مع شركائها في المجلس ستقترح سريعا جدا مشروع قرار”. واضاف ان على بعثة المراقبين ان “تكون صلبة قدر الامكان. ولتتمكن من القيام بمهمتها في شكل كامل، على هذه القوة ان تزود امكانات كبيرة وتنتشر في اسرع وقت وتغطي كل المناطق التي تجري فيها الاحداث.. على المراقبين ان يزودوا بكل الوسائل الضرورية لانجاز مهمتهم عبر امتلاك تجهيزات حديثة تهدف الى ضمان مراقبة فاعلة”.

وصرح في بداية اجتماع وزراء خارجية الدول الـ15 الغربية والعربية ان “المعارضة وفت بالتزاماتها بموجب خطة انان التي رحب بها المجلس الوطني السوري”. أضاف: “لا نستطيع ان نقول الشيء نفسه بالنسبة للنظام السوري الذي يواصل من دون حياء اساليبه القمعية التي خلفت حتى الان عشرات القتلى منذ الوقت الذي كان من المفترض ان يبدأ فيه سريان وقف اطلاق النار”.

وقال جوبيه ان خطة انان “عملية سياسية مفتوحة يقودها السوريون في شكل يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري”. واضاف “اذا لم يتم تنفيذ خطة انان في شكل فاعل، فسنفكر في خيارات اخرى. لقد قررنا ان يبحث مجلس الامن خيارات اخرى”.

فرنسياً ايضا، كان الرئيس نيكولا ساركوزي دعا قبل الاجتماع الذي حضرته الولايات المتحدة وتركيا وقطر والسعودية ودول أخرى، لإقامة ممر آمن لمنظمات الإغاثة لنقل الغذاء والدواء إلى نحو مليون مدني محاصرين في الصراع.

وقال ساركوزي لإذاعة “أوروبا 1”: “بشار الأسد يكذب.. يريد محو حمص من على الخارطة مثلما أراد (الزعيم الليبي الراحل معمر) القذافي تدمير بنغازي”. وأضاف: “الحل هو إقامة ممرات للمساعدات الإنسانية حتى يمكن أن توجد معارضة في سوريا”.

وأبدى ساركوزي قناعته بأن “نظام الأسد سيسقط”. وقال: “لا يرغب الصينيون وكذلك الروس في أن يكونوا معزولين وإذا وحدنا القوى الكبرى لنقول.. هذا هو الاتجاه الذي يجب أن نسلكه مع حلفائنا العرب.. فلن تدوم عزلة الصين وروسيا في هذا الملف”.

أما وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل فأجاب عن سؤال حول ما اذا كانت بلاده وقطر لا تزالان عازمتين على تسليح الثوار بالقول “لا احد يشك للحظة في وجود مذبحة في سوريا. الغريب في الأمر ان المجال متاح للقاتل الذي يقوم بالجريمة بأن يتسلح ويفعل ما يريد وفي المقابل لا يسمح لهؤلاء الأبرياء بالتسلح للدفاع عن انفسهم. وطالما ان الموقف الدولي لم يتمكن من وقف النزيف فعلى الدول مساعدة السوريين في الدفاع عن انفسهم”.

وتحدث رئيس “المجلس الوطني السوري” برهان غليون لـ”المستقبل” قبيل الاجتماع مشددا على اهمية “ان تكون بعثات المراقبين من جنسيات متعددة وان تتمكن من القيام بعملها بالشكل المطلوب. لذا فمن الضروري ان يكون عددها كبيرا”.

وعلمت “المستقبل” من ديبلوماسي اوروبي شارك في الاجتماع ان “المؤتمرين طرحوا وجهات نظلاهم حول كيفية اتخاذ الخطوات المقبلة من اجل انهاء معاناة الشعب السوري وصولاً الى عملية انتقال ديموقراطية للسلطة. وان الوفد التركي المح الى تضايقه امنياً من نزوح آلاف السوريين الى الاراضي التركية”. واكد المصدر “ان الاولوية تبقى الآن لاستصدار قرار جديد في مجلس الامن يحوي ضمانات لبعثة المراقبين الدوليين تمكنها من النجاح في مهمتها المنوطة بها”.

الدول المشاركة في اجتماع باريس وصفت في بيانها الختامي خطة أنان “الامل الاخير” لحل الازمة السورية وقالت انها ستفعل ما بوسعها للمساعدة في نجاح الخطة. واضاف البيان: “كل يوم يمر يعني سقوط عشرات القتلى الجدد من المدنيين السوريين”.

وقال البيان: “ليس هذا وقت المراوغة. انه وقت العمل. رغم أن مهمة أنان هشة الا انها تمثل املا اخيرا”.

واكد الاجتماع ان مجموعة “اصدقاء سوريا” ستفعل كل ما بوسعها لضمان نجاح الخطة المدعومة من الامم المتحدة والجامعة العربية.

وأكد البيان: “اذا لم يتحقق ذلك.. سيكون على مجلس الامن الدولي والمجتمع الدولي النظر في خيارات اخرى”. وقالت المجموعة انها تريد منح مراقبي الامم المتحدة في سوريا كل “الوسائل الضرورية” لاكمال مهمتهم وتشمل الحصول على كل المعدات الحديثة التي ستمكنهم من ضمان كفاءة المراقبة.

وأبدت الدول الـ15 قلقها من الوضع الانساني المتدهور واثره على الدول المجاورة وانها ملتزمة بتوفير المساعدة الانسانية في كل الاشكال.

في نيويورك، طلب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون امس من الحكومة السورية توفير “حرية حركة كاملة” لمراقبي الامم المتحدة وتسهيل “عملية انسانية ضخمة” لمساعدة السكان.

واعتبر بان كي مون وهو يذكر الصحافيين بتوصيته بنشر 300 مراقب، ان “هذا القرار لا يخلو من المخاطر”. لكنه اعتبر انه “يمكن ان يساهم في تحقيق سلام عادل والوصول الى تسوية سياسية تعكس رغبة الشعب في سوريا”.

ولكي يتمكن هؤلاء المراقبون من القيام بعملهم، طالب بان كي مون بـ”التعاون التام من جانب الحكومة السورية” وخصوصا بأن تضمن للبعثة “حرية حركة كاملة وسهولة في التنقل وسلامة افرادها اضافة الى استخدام وسائل حاسمة مثل المروحيات”.

واعتبر الامين العام للامم المتحدة ان الوضع الانساني “غير مقبول” مع وجود نحو مليون شخص في حاجة الى المساعدة، وقال “اطالب الحكومة السورية بالسماح لوكالات الامم المتحدة ومنظمات الاغاثة الدولية بتنظيم عملية انسانية واسعة النطاق لمساعدة المحتاجين”. واوضح ان هذه العملية ستناقش خلال اجتماع الجمعة في جنيف للمنتدى الانساني لسوريا.

وفي ما يتعلق ببعثة المراقبين الكاملة التي طالب بنشرها وتضم 300 مراقب، اعرب بان كي مون عن “الامل في تحرك سريع للمجلس” اي اعتماد القرار الذي يجيز نشر هذه البعثة في الايام المقبلة.

واكد بان كي مون ان الامم المتحدة والحكومة السورية ابرمتا “بروتوكولا تمهيديا” يحدد معايير عمل المراقبين الذين وصلت مجموعة صغيرة منهم بالفعل الى سوريا.

وقال ان الحكومة السورية اكدت للامم المتحدة انها ستضع في تصرف البعثة “وسائل جوية” معربا عن الامل في ان “تفي بوعدها”. في المقابل ترفض دمشق ان يكون المراقبون من بعض الجنسيات الامر الذي رفضه بان معتبرا انه “شرط مسبق”.

واستمع مجلس الامن الى تقرير من جان ماري غيهينو مساعد كوفي انان بشأن الوضع في سوريا. واستنادا الى المندوبة الاميركية سوزان رايس التي ترأس المجلس خلال شهر نيسان (ابريل) الجاري فإن غيهينو اوضح ان “الحكومة السورية لم تف بعد بالتزاماتها” وخصوصا انها لم تسحب بعد قواتها واسلحتها الثقيلة من المدن التي تشكل معاقل للمعارضين.

واعتبرت رايس ان عمل طليعة المراقبين المنتشرين ميدانيا سيكون بمثابة “اختبار” لرغبة دمشق. وقالت “من الضروري ان يتمكنوا من الوصول الى النقاط الساخنة” وخصوصا في حمص (وسط) وهو ما لم يفعلوه حتى الان.

وفي ما يتعلق بنشر 300 مراقب كما طالب بان، اكتفت رايس بالقول ان المباحثات ستستمر. واوضحت ان “بعض الدول الاعضاء تتلهف على ذلك لكن هناك الكثير من الدول التي تشعر بالقلق” من “عدم تحقق” بعض الشروط المطلوبة وخصوصا وقف دائم لاطلاق النار.

واعتبر السفير الروسي فيتالي تشوركين ان مجلس الامن “يمكنه ان يسرع وتيرة عمله” للسماح بنشر بعثة المراقبين، داعيا الى “عدم اجراء مشاورات كثيفة حول نص القرار”.

في المقابل، ابدى نظيره الالماني بيتر فيتيغ حذرا اكبر وقال “ينبغي التزام الشروط” وبينها وقف دائم للاعمال الحربية.

واضاف ان على الحكومة السورية “ان تثبت ان تأييدها لخطة انان يتجاوز مجرد الكلام في الهواء، عليها ان تضع حدا للعنف”.

“المجلس العسكري الاعلى” في “الجيش السوري الحر” دعا امس الى “تشكيل حلف عسكري” خارج اطار مجلس الامن وتوجيه ضربات الى النظام السوري.

وطالب رئيس المجلس العميد الركن مصطفى احمد الشيخ في شريط فيديو وزع على وسائل الاعلام المجتمع الدولي بـ”تشكيل حلف عسكري من دول اصدقاء الشعب السوري خارج مجلس الامن وتوجيه ضربات عسكرية جراحية في مفاصل النظام”.

كما طالب الشيخ الذي كان يتلو بياناً مكتوباً باسم المجلس العسكري ب”اقامة مناطق آمنة على حدود سوريا الشمالية والغربية والجنوبية”، وب”تسليح الجيش السوري الحر لتحقيق نوع من التوازن مع النظام الفاشي” في اشارة الى نظام بشار الاسد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى