أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 20 نيسان 2018

 

 

 

حملة روسية لدحض «الكيماوي» والنظام يحاول تعزيز مكاسبه في درعا

موسكو – سامر إلياس

 

عشية زيارة المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا موسكو للبحث في دفع مفاوضات جنيف، كشفت أنقرة أن الجولة التاسعة من محادثات «آستانة» ستعقد في 14 و15 أيار (مايو) المقبل. واستبق النظام السوري جولة المفاوضات بالسعي إلى تعزيز مكاسبه الميدانية في محافظة درعا جنوب سورية بعد إغلاق ملف جنوب دمشق، في وقت اتهمت موسكو مقاتلي المعارضة الذين يرفضون المصالحة في دوما، بـ «تعطيل دخول خبراء منظمة حظر السلاح الكيماوي، وإطلاق النار عليهم». ترافق ذلك مع تأكيد البنتاغون أن دمشق «لا تزال تملك القدرة على شن هجمات كيماوية محدودة في المستقبل»، على رغم عدم وجود مؤشرات إلى أنها تستعد لشن مثل هذه الهجمات.

 

وفي إطار حملة مضادة لما تعتبره موسكو «فبركة هجوم دوما» أعلنت أمس أنها ستعرض في الأمم المتحدة مقابلة مع طفل قالت انه كان مرغماً على التعريف عن نفسه بأنه ضحية هجوم بالأسلحة الكيماوية في سورية، معتبرة أن ذلك يؤكد موقفها من أن هجوم دوما كان مفبركاً.

 

وقال مندوب موسكو لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا على قناة «روسيا1» الرسمية: «لدينا نسخة مترجمة من هذا التقرير» الذي بثه التلفزيون الرسمي، و»سنوزعه على الدول الأعضاء والصحافيين. وفي اجتماع مجلس الأمن المقبل، سنجد طريقة لعرضه».

 

ويجتمع دي ميستورا اليوم في موسكو مع كل من وزيري الخارجية سيرغي لافروف والدفاع سيرغي شويغو لمناقشة الأوضاع في سورية. وأوضح نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أن لقاء لافروف ودي ميستورا «سيتناول مواعيد الجولة الجديدة من المفاوضات السورية في جنيف»، رافضاً التكهن بموعدها الذي قال إنه «يتوقف في شكل كبير على نشاط دي ميستورا نفسه واستعداد الأطراف السورية». ولفت إلى تباين في مواقف المعارضة، معرباً عن اعتقاده بأن «في لجنة المفاوضات السورية أكثر من موقف واحد».

 

وفي ما يتعلق بالجنوب السوري، ذكرت وزارة الخارجية الروسية أن لديها معلومات تؤكد أن «الإرهابيين» يعملون على إقامة نظام حكم ذاتي جنوب سورية تحت إشراف الولايات المتحدة. وقالت الناطقة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحافي: «تشهد الأوضاع جنوب سورية خلال الأسابيع الأخيرة تصعيداً كبيراً، وبرغم تصريحات الأميركيين، فإن من يقوم بالدور الأساس في منطقة وادي نهر اليرموك ليس الجيش السوري الحر فحسب، وإنما تشكيلات تنظيمي جبهة النصرة وداعش أيضاً». وأشارت إلى أن «قافلات سيارات يُقال إنها محملة بمساعدات إنسانية، تصل إلى هذه المنطقة في شكل دوري عبر الحدود مع الأردن، لكن في الحقيقة هذه الشحنات، التي تُنقل إلى جنوب سورية، ليست مساعدات إنسانية». وشددت على ضرورة تحديد محتويات هذه الشحنات، لافتة إلى أن إيصالها إلى المنطقة يحصل بإشراف مباشر من الأميركيين.

 

كما ذكرت أن «عناصر القوات الحكومية السورية عثروا في الأراضي المحررة داخل منطقة الغوطة الشرقية على حاويات كلور من النوع الأكثر رعباً ضمن الأسلحة الكيماوية، نُقلت من ألمانيا، وكذلك قنابل دخان صنعت في مدينة سالزبوري»، علماً أنها المدينة التي تعرّض فيها العميل الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال وابنته للتسميم بغاز للأعصاب أخيراً.

 

ونقلت وكالة «تاس» تحذيرات مصدر ديبلوماسي عسكري من «عمل استفزازي جديد باستخدام محتمل لكيماوي يَدوي الصنع في سورية» يهدف إلى «تبرير هجوم ضد مواقع القوات الحكومية في مدينتي البعث (القنيطرة) ودرعا». وخلص إلى أن «الهدف النهائي للهجوم المتزامن على نطاق واسع من المجموعات المسلحة المختلفة ضد القوات الحكومية هو «إنشاء كيان ذاتي مستقل عن دمشق، برعاية أميركية، تكون عاصمته درعا، على غرار ما حصل في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سورية الديموقراطية شرق الفرات».

 

يأتي ذلك في وقت أعلنت أمس وسائل إعلام حكومية انتهاء عملية إخراج «جيش الإسلام» وعائلاتهم من بلدة الضمير في ريف دمشق إلى منطقة جرابلس. وأكدت وكالة الأنباء السورية (سانا) دخول وحدات الأمن الداخلي إلى البلدة.

 

روسيا: من الصعب معرفة إن كانت سورية ستبقى موحدة

موسكو – رويترز

 

نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف قوله اليوم (الجمعة) إن موسكو لا تعلم كيف سيتطور الوضع في سورية في ما يتعلق بالحفاظ على وحدة أراضيها.

 

ونسبت الوكالة إلى ريابكوف قوله لتلفزيون «دويتشه فيله» الألماني: «لا نعرف كيف سيتطور الوضع في ما يتعلق بمسألة إن كان من الممكن أن تبقى سورية دولة واحدة».

 

من جهة ثانية نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية سيرغي لافروف قوله اليوم إن الضربات الجوية الأميركية في سورية هذا الأسبوع، تحل روسيا من أي التزام أخلاقي يمنعها من تسليم أنظمة «اس-300» الصاروخية المضادة للطائرات إلى حليفها الرئيس السوري بشار الأسد.

 

ونسب إلى لافروف قوله أيضاً إنه قبل الضربات الأميركية على أهداف سورية أبلغت موسكو مسؤولين أميركيين بالمناطق السورية التي تمثل «خطوطاً حمراء»، لافتاً إلى أن «الجيش الأميركي لم يتجاوز هذه الخطوط».

 

وأضاف: «الآن ليس لدينا أي التزامات أخلاقية. كانت لدينا التزامات أخلاقية وتعهدنا ألا نفعل ذلك منذ عشر سنوات على ما أعتقد بناء على طلب من شركائنا المعروفين».

 

وأشار لافروف إلى أنه «مقتنع بأن الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب لن يسمحا بمواجهة مسلحة بين البلدين»، بحسب الوكالة.

 

وقال قائد في الجيش الروسي إن موسكو تبحث تزويد سورية أنظمة «اس-300» في أعقاب الضربات التي قادتها الولايات المتحدة.

 

وشنت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا 105 ضربات على سورية يوم السبت، رداً على هجوم كيماوي يشتبه في أن الحكومة السورية نفذته على منطقة خاضعة للمعارضة قرب دمشق.

 

ويقول محللون عسكريون إن نظام «اس-300» للصواريخ أرض-جو سيحسن قدرة روسيا على السيطرة على المجال الجوي السوري، ويمكن استخدامه في ردع أي تحرك أميركي أقوى.

 

موسكو: العثور على اسطوانات كلور ألمانية في الغوطة الشرقية

موسكو – أ ف ب

 

أكدت روسيا اليوم (الخميس) العثور على اسطوانات مصدرها ألمانيا تحتوي على مادة الكلور و«قنابل دخانية» بريطانية في الغوطة الشرقية، الجيب السابق لفصائل المعارضة في سورية والتي شهدت في مطلع نيسان (أبريل) هجوماً كيماوياً مفترضاً.

 

وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بأن «القوات الحكومية السورية عثرت في الأراضي المحررة في الغوطة الشرقية على مستوعبات فيها كلور من ألمانيا… وقنابل دخانية تم تصنيعها في سالزبري (جنوب إنكلترا)».

 

وسالزبري هي المدينة التي تعرض فيها العميل الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال وابنته إلى التسميم بغاز للاعصاب في الرابع من آذار (مارس) الماضي. واتهمت لندن موسكو بالوقوف وراء الهجوم بينما تصر روسيا على أن لا يد لها في الموضوع وتندد بـ«استفزاز».

 

وتندد روسيا مراراً في الأيام الأخيرة بـ«اخراج» للفصائل المعارضة حول الهجوم المفترض في 7 نيسان (أبريل) في دوما الذي أوقع 40 قتيلاً على الاقل بحسب أجهزة الاسعاف.

 

وأدى الهجوم الذي نسبه الغرب إلى قوات النظام السوري لقيام واشنطن ولندن وباريس بشن ضربات على منشآت للنظام وتوتر ديبلوماسي شديد.

 

ونشرت روسيا مساء أمس ما قالت انه شهادة طفل سوري أكد المشاركة في «اخراج» للهجوم قامت به الفصائل المعارضة. كما أعلنت أيضاً الأربعاء العثور على «مختبر كيماوي ومستودع لمواد كيماوية» في دوما، فيه مواد تستخدم في تصنيع الكبريت وغاز الخردل بالاضافة إلى اسطوانة للكلور.

 

وأعلنت موسكو اليوم أنها ستعرض في الأمم المتحدة مقابلة مع طفل قالت انه كان مرغماً على التعريف عن نفسه بانه ضحية هجوم بالاسلحة الكيماوية في سورية.

 

وذكرت أن التسجيل يدعم ما تقوله بأن الهجوم المفترض على مدينة دوما السورية الذي اتهم النظام السوري بارتكابه كان مفبركاً.

 

وبث التلفزوين الروسي الرسمي الأربعاء المقابلة مع الطفل الذي عرفه باسم حسن دياب (11 عاماً.(

 

وتصر روسيا على أن منظمة «الخوذ البيضاء» التي تضم متطوعين في الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في سورية، فبركت الهجوم.

 

وقال مندوب موسكو لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا على قناة «روسيا1» الرسمية اليوم: «لدينا نسخة مترجمة من هذا التقرير». وأضاف: «سنوزعه على الدول الأعضاء (في مجلس الأمن) والصحافيين. وفي اجتماع مجلس الأمن المقبل، سنجد طريقة لعرضه».

 

وفي التسجيل، قال رجل عرفت قناة «روسيا24» عنه بأنه والد حسن دياب انه تم اعطاء ابنه «تموراً وحلوى وأرز» ليلعب دوراً في «تمثيل وقوع الهجوم المفترض».

 

وكانت موسكو أعلنت في الثالث من آذار (مارس) العثور على «مختبر تحت الأرض لتصنيع مواد سامة في شكل يدوي» في سورية. كما أعلنت في الـ14 منه العثور على «مختبر آخر» في بلدة افتريس في الغوطة الشرقية.

 

ولا يزال يتعذر على فريق الامم المتحدة المكلف التحقيق حول الهجوم الكيماوي المفترض التوجه إلى المكان الخميس لأسباب أمنية. كما تعرضت مهمة استطلاع لاطلاق نار قبل بضعة أيام.

 

بكين تلقي بثقلها على خط الأزمة السورية … و «آستانة 9» في أيار

بيروت – «الحياة»

 

على وقع احتدام الجدل بين الدول الغربية من جانب وروسيا والنظام السوري من جانب آخر حول التحقيق في هجوم «كيماوي دوما»، نشطت العجلة الديبلوماسية الصينية على خط تفعيل دورها لحل الأزمة السورية، في وقت أعلن امس انعقاد محادثات «آستانة 9» منتصف أيار (مايو) المقبل.

 

وأجرى الرئيس الصيني شي جينبينغ محادثات هاتفية مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ركزت على تطورات الوضع في سورية بعد الهجوم المزعوم بالكيماوي على مدينة دوما، والذي تبعة توجيه واشنطن وباريس ولندن ضربة عسكرية استهدفت مواقع للنظام.

 

قال مكتب ماي إنها اتفقت مع الرئيس الصيني شي جينبينغ على أن استخدام الأسلحة الكيماوية «على يد أي كان في أي مكان ولأي هدف غير مقبول، وأبلغت ماي الرئيس الصيني بأن «منع روسيا اتخاذ إجراء ديبلوماسي يؤكد أهمية أن يتعاون المجتمع الدولي لتأسيس آلية مستقلة تنسب المسؤولية لمنفذي هجمات مثل التي وقعت في دوما».

 

إلى ذلك شدّد الرئيس التركي لنظيره الصيني، خلال اتصال هاتفي آخر، على أهمية «عدم إفساح المجال أمام أي تطور من شأنه تصعيد التوتر في سورية». وتبادل الرئيسان الآراء حول التطورات الأخيرة في سورية. وأشار أردوغان إلى رفض بلاده منذ البداية استخدام الأسلحة الكيماوية. وشدّد الرئيسان على ضرورة «حماية وحدة التراب السوري، وعلى أهمية التعاون في مكافحة الإرهاب». وعشية محادثات يجريها المبعوث الدولي لسورية ستيفان دي ميستورا في موسكو، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن الجولة المقبلة للمحادثات المتعلقة بالشأن السوري «آستانة» ستعقد يومي 14- 15 أيار (مايو) المقبل في العاصمة الكازاخية. وأوضح في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الكازاخي خيرات عبد الرحمنوف، عقب لقائهما في مقر الخارجية في أنقرة، أن مسار «آستانة» لعب دورًا كبيرًا وهامًّا للغاية في إرساء وقف لإطلاق النار، وإنشاء مناطق خفض التصعيد، واتخاذ خطوات بناء الثقة. وسيستمر في الفترة المقبلة».

 

ومباحثات آستانة أطلقتها تركيا وروسيا وإيران في العاصمة الكازاخية، مطلع العام الماضي واتفقت الدول الثلاث في أيلول (سبتمبر) الماضي، على إنشاء مناطق «خفض توتر» في سورية.

 

من جانبه، قال عبد الرحمنوف: «نحن نرى مسار آستانة موازٍ لمباحثات جنيف ونتوقع أن تستمر العملية السياسية بدعم من الأمم المتحدة». وأكد أهمية إنشاء 4 مناطق خفض توتر في سورية في إطار مباحثات آستانة.

 

من جانبه، قال المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، في تصريحات أبرزتها وكالة «نوفوستي» الروسية، إن التحضير للقاء «آستانة9» مستمر. وأوضح أن وفداً روسياً يضم المبعوث الخاص للرئيس الروسية للتسوية السورية ألكسندر لافرينتيف، ونائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، أجريا أخيراً مشاورات في تركيا وإيران في شأن عقد اللقاء.

 

النظام السوري يقصف مخيم اليرموك

بيروت: قصف النظام السوري، متشددين في آخر منطقة لا تخضع لسيطرة الحكومة قرب دمشق الليلة الماضية، فيما يسرع الرئيس بشار الأسد وتيرة جهوده لاستعادة ما تبقى من جيوب في يد المعارضة.

 

وعرض التلفزيون الرسمي لقطات أظهرت سحباً كثيفة من الدخان حول سلسلة من المباني فيما سقطت قذائف مدفعية عليها مما أدى إلى انهيار أحدها وسط سحابة من الغبار. وصاحب ذلك دوي إطلاق أعيرة نارية من مدافع آلية وصوت انفجارات بعيدة.

 

ولم تفلح الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية والفرنسية يوم السبت لمعاقبة الأسد على هجوم كيماوي مشتبه به في إبطاء تقدم قوات النظام السورية التي أصبحت حالياً في أقوى مواقفها منذ الشهور الأولى للحرب التي دخلت عامها الثامن.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الضربات الجوية والقصف استهدفا مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين ومنطقة الحجر الأسود، وهما جزء من جيب صغير مقسم بين جماعات متشددة وجماعات مسلحة أخرى جنوبي العاصمة.

 

وأظهرت لقطات بثها التلفزيون على الهواء مباشرة سحباً من الدخان الأسود حول إحدى المناطق فيما سمع دوي أعيرة نارية. ورأى شاهد في وسط دمشق الضربات الجوية وهي تصيب المنطقة.

 

ويسرع الأسد حملته لاستعادة ما تبقي من جيوب يحاصرها الجيش في أنحاء سوريا مما سيجرد مقاتلي المعارضة من أي أراض إلا في معاقلهم الرئيسية في شمال غرب وجنوب غرب البلاد.

 

واتخذت الدول الغربية أول تحرك منسق ضد الأسد يوم السبت، لمعاقبته على هجوم كيماوي مشتبه به تقول إنه قتل عشرات خلال حملة للسيطرة على مدينة في الغوطة الشرقية قرب دمشق.

 

لكن الضربات الجوية التي نفذت لمرة واحدة على ثلاثة أهداف بعيداً عن أي جبهة في القتال لم يكن لها تأثير يذكر على مجريات الحرب التي أزهقت أرواح 500 ألف شخص وشردت أكثر من نصف السوريين.

 

ولا يزال المفتشون الدوليون التابعون لمنظمة حظر الأسلحة الكيمائية الذين وصلوا دمشق قبل نحو أسبوع ينتظرون زيارة موقع الهجوم الكيماوي المشتبه به.

 

وتنفي سوريا وحليفتها روسيا استخدام الأسلحة الكيماوية في الهجوم على دوما. وتقول دول غربية إن الحكومة السورية التي تسيطر حالياً على دوما تمنع المفتشين من الوصول لموقع الهجوم وربما تطمس الأدلة هناك وهو ما تنفيه دمشق وموسكو.

 

وبدأ مقاتلو المعارضة الخميس، الانسحاب من الضمير وهو جيب شمال شرقي دمشق بموجب اتفاق مع الحكومة. وقال مسلحون في جيب القلمون الشرقي القريب إنهم وافقوا أيضاً على الانسحاب.

 

ومن المتوقع أن يغادر آلاف المدنيين مع مقاتلي المعارضة إلى شمال سوريا قبل أن تعود المنطقتان إلى سيطرة الأسد بموجب اتفاقات على غرار ما حدث في مناطق أخرى بالبلاد مع تقدم قوات الجيش.

 

وبعد استعادة الجيش للغوطة الشرقية هذا الشهر في معركة ضارية بدأت في فبراير/شباط واستسلام الضمير والقلمون الشرقي فلن يتبقى سوى جيب يقع جنوبي دمشق خارج سيطرة الحكومة في المنطقة المحيطة بالعاصمة.

 

وكان اليرموك أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في سوريا قبل الحرب. ورغم فرار معظم سكان المخيم لا يزال هناك 12 ألفاً يعيشون هناك وفي المناطق المحيطة تحت سيطرة جماعات متشددة أو مسلحة حسبما تشير تقديرات الأمم المتحدة. (رويترز)

 

النظام ينبش قبور دوما لإخفاء أدلة «الكيميائي»… ويبدأ معركة جنوب دمشق… واشنطن تعد بمكافأة للرياض

هجمات لتنظيم «الدولة» تقتل 25 من قوات الأسد وتستهدف المعارضة في درعا

دمشق ـ «القدس العربي» من هبة محمد ووكالات: قال مصدر في المعارضة السورية مساء أمس الخميس إن الطائرات الحربية السورية شنت عشرات الغارات على أحياء جنوب العاصمة دمشق.

وأوضح المصدر أن قوات النظام وأحد الفصائل الفلسطينية الموالية لها بدأت مساء أمس الخميس هجوماً هو «الاكبر» على أحياء الحجر الاسود والتضامن ومخيم اليرموك جنوب دمشق.

وأضاف المصدر أن سلاحي الجو الروسي والسوري شنا أكثر من 37 غارة على الحجر الاسود والتضامن ومخيم اليرموك اضافة الى مئات القذائف الصاروخية والمدفعية.

وأكد المصدر أن «القوات الحكومية نقلت الاف من مقاتليها والاسلحة الثقيلة التي كانت تقاتل في الغوطة الشرقية، الى احياء جنوب العاصمة لتستعيد السيطرة حتى على الاحياء التي قامت بعملية مصالحة مع القوات الحكومية».

من جهة أخرى عاد تنظيم «الدولة الإسلامية» لينشط من جديد ويضرب في كل الاتجاهات شمالي سوريا وجنوبها ووسطها، ففي دير الزور قتل في هجوم مفاجئ 25 من قوات النظام السوري وميليشياته، بينما قتل وجرح 100 من المعارضة السورية في غربي مدينة درعا في الجنوب، تزامناً مع قصف التحالف الدولي بقيادة واشنطن سجناً لتنظيم «الدولة» فقتل 11 مدنيا في الحسكة شمالاً. وفي وسط سوريا، شن تنظيم الدولة هجوماً مفاجئاً على مواقع للنظام السوري، شمالي المحطة الثالثة، شرقي مدينة تدمر. وذكرت وكالة «أعماق» الناطقة باسم التنظيم، أن الهجوم أدى إلى مقتل وجرح عدد من قوات النظام، في وقتٍ استهدف جيش النظام أمس مناطق وجود التنظيم في جنوبي دمشق في منطقة مخيم اليرموك، وذلك في إطار عملية عسكرية تهدف لطرد الجهاديين واستعادة كامل العاصمة، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي والمرصد السوري لحقوق الإنسان.

إلى ذلك وبخصوص التفتيش «الأممي» عن آثار «كيميائي» مدينة دوما واصل النظام السوري مساعيه الحثيثة لإخفاء أدلة ارتكابه جريمة استخدام السلاح الكيميائي الذي أودى بحياة عشرات المدنيين في دوما في الغوطة الشرقية، حيث تتداول مصادر أهلية في المدينة أنباء تؤكد نبش قواته لقبور ضحايا مجزرة الكيميائي، وسرقة الجثث وتنظيف المخلفات، فيما افادت مديرية الهيئة العامة للطب الشرعي في سوريا، عن تجهيز الأخير فريقاً من الأطباء لنبش القبور بهدف البحث عن مفقودي قوات النظام في المنطقة، الأمر الذي ترجمه البعض على أنه شرعنة لانتهاك حرمة المقابر لطمس أدلة الجريمة.

يجري ذلك وسط ترقب الإدارة الأمريكية وتحميل النظام السوري مسؤولية تعقيد عمل اللجنة الدولية، حيث ذكر وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس أن الحكومة السورية مسؤولة عن تأخر وصول مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى مواقع في مدينة دوما يشتبه بأنها تعرضت لهجوم كيميائي، وهي استراتيجية سبق لها استخدامها.

من جهتها أكدت روسيا الخميس العثور على أسطوانات مصدرها ألمانيا تحتوي على مادة الكلور و»قنابل دخانية» بريطانية في الغوطة الشرقية، الجيب السابق لفصائل المعارضة في سوريا، والتي شهدت في مطلع نيسان/ابريل هجوماً كيميائياً مفترضاً. وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا أن «القوات الحكومية السورية عثرت في الأراضي المحررة في الغوطة الشرقية على مستوعبات فيها كلور من ألمانيا، وقنابل دخانية تم تصنيعها في سالزبري (جنوب إنكلترا)». وسالزبري هي المدينة التي تعرض فيها العميل الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال وابنته للتسميم بغاز للأعصاب في الرابع من آذار/مارس الماضي.

وفي السياق أفادت مصادر في الإدارة الأمريكية لشبكة «سي إن إن» الإخبارية، أمس، أن البيت الأبيض يدرس تقديم «مكافأة» للسعودية، في حال وافقت الأخيرة على إرسال قوات عربية إلى سوريا. ونقلت الشبكة عن تلك المصادر (لم تسمّها) أن مجلس الأمن القومي يبحث منح الرياض صفة «حليف رئيسي خارج الناتو»، مقابل تشكيلها حلفًا عسكريًا عربيًا يحل محل القوات الأمريكية في سوريا، إضافة إلى توفير التمويل الضروري لتنفيذ خطة واشنطن في المنطقة.

وأوضحت أنه مع إبداء المملكة استعدادها لتنفيذ ذلك، «سيتوجب على الولايات المتحدة تقديم مقابل مرضٍ». وأشار تقرير «سي إن إن» أن واشنطن، في حال منحت السعودية تلك الصفة، ستعترف بالأخيرة حليفًا عسكريًا استراتيجيًا، على غرار إسرائيل والأردن وكوريا الجنوبية. يأتي ذلك بعد تصريح وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، بوجود نقاشات تجري حاليًا مع واشنطن حول نوعية القوات التي يجب أن توجد شرقي سوريا، بعد الانسحاب الأمريكي منها ومن أين ستأتي.

وجاء في تقرير لصحيفة «الغارديان» أمس أن السعوديين ودول الخليج عامة تفضل إرسال رجال مخابراتها والمال بدلا من وضع قواتها على الأرض. وأن الرياض تبحث عن مصادر أخرى للقيام بالمهمة من مثل تجنيد قوات من السودان وباكستان. وقال «أنا متأكد ان السعوديين مستعدون للقتال في سوريا لآخر جندي سوداني».

 

رئيسة «الآلية الدولية المحايدة للمساءلة في سوريا» تشدد على أهمية تحقيق العدالة للضحايا

عبد الحميد صيام

نيويورك (الأمم المتحدة) – «القدس العربي» : لأول مرة تعقد الجمعية العامة جلسة للاستماع إلى تقرير رئيسة «آلية الأمم المتحدة المستقلة للمساءلة في سوريا» كاثرين ماركي – أويل والتي كانت قد إنشئت بناء على مبادرة من قطر وليخننشتاين في كانون الأول/ديسمبر 2016.

وقالت ماركي- أويل في إحاطتها أمام الجمعية العامة إن الأهوال التي عانى منها الشعب السوري خلال السنوات السبع الماضية تفوق الوصف. وأضافت أن استمرار القتل والمعاناة على نطاق واسع، بما في ذلك الادعاءات الأخيرة باستخدام الأسلحة الكيميائية، يعد تذكيراً صارخاً بأهمية تحقيق العدالة للضحايا. وأشارت رئيسة الآلية إلى أن ادعاءات الجرائم في سوريا تشمل التعذيب والاختفاء القسري والعنف الجنسي ضد النساء والرجال، والهجمات ضد المدنيين وبنيتهم الأساسية. وكانت الجمعية العامة قد أنشأت الآلية في إطار عملية محاربة الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة في سوريا. وتشمل ولاية الآلية جمع الأدلة على الجرائم المرتكبة في سوريا من قبل كل أطراف الصراع، وإعداد ملفات لتيسير الإجراءات الجنائية النزيهة والإسراع بها، بما يتوافق مع معايير القانون الدولي.

وقالت ماركي- أويل في الجلسة الصباحية التي خصصت لمناقشة التقرير الأول: «كما تعلمون فإن الآلية ليست محكمة، كما لم يتم إنشاء اختصاص قانوني جنائي جديد. لن توجه الآلية اتهامات أو تقوم بأعمال المقاضاة أو تصدر أحكامًا. ولكن هذه القيود تعد في نفس الوقت، مصادر مهمة لفرص تيسير الآلية لعملية المحاسبة عبر الاختصاصات القضائية المختلفة، الوطنية والإقليمية والدولية، الآن وفي المستقبل».

وأضافت أن ولاية الآلية تنقسم إلى جزءين، الأول يتمثل في جمع وحفظ وتحليل الأدلة على الانتهاكات، والثاني هو إعداد الملفات لتيسير الإجراءات القضائية الجنائية النزيهة والمستقلة بما يتوافق مع معايير القانون الدولي، في المحاكم المختصة أو التي تمنح الاختصاص بشأن تلك الجرائم. ويشمل ذلك حاليا المحاكم الوطنية، وفيما بعد قد تكون محاكم محددة معنية بسوريا أو المحكمة الجنائية الدولية. وأعربت رئيسة الآلية عن الأمل في أن تكون المحاكم السورية، في المستقبل، مستعدة وقادرة على المشاركة في عملية المساءلة.

وأكدت كاترين ماركي- أويل استقلالية الآلية، بما يعني أنها لن تعمل بناء على تعليمات من أي جهة، ولن تؤثر عليها أجندات أو أطراف خارجية. وفيما يتعلق بالحيادية، أكدت عدم انحياز الآلية ضد أو لصالح أي دولة أو جماعة أو فرد، وقالت إن النظر في ادعاءات الجرائم المرتكبة في سوريا سيتم بغض النظر عن علاقة الجناة المزعومين بأي طرف. كما أكدت أهمية الدور الذي يقوم به المجتمع المدني في سوريا في توثيق الانتهاكات.

وقد بدأت الآلية تشكيل الفريق الذي سيضم محققين وخبراء في مجالات مختلفة منها العسكرية والجنائية والسياسية والأمنية. وتعد لجنة مجلس حقوق الإنسان المعنية بالتحقيق في سوريا، من الشركاء المهمين للآلية. وقد جمعت الآلية بعض المواد الموجودة بحوزة اللجنة بالفعل. وتطرقت ماركي- أويل إلى الحديث عن تمويل الآلية الذي يتم بشكل طوعي. وقالت إن التعهدات الأولية كانت مشجعة، إذ أعلنت تعهدات بالتمويل من 38 بلداً والاتحاد الأوروبي.

وذكرت أن احتياجات عمل الآلية تقدر بحوالي 14 مليون دولار للعام الحالي، تم التعهد باثني عشر مليوناً منها. وفي ختام كلمتها دعت رئيسة آلية المساءلة المعنية بسوريا، الدول الأعضاء إلى التعهد بتقديم التمويل اللازم، وإدخال أي تعديلات في أطر العمل التشريعية الوطنية لتيسير التعاون مع الآلية، ومشاركة المواد ذات الصلة حول الجرائم الدولية المرتكبة في سوريا، والنظر في إبرام اتفاقات تعاونية مع الآلية لتوفير الحماية للشهود وخدمات الدعم المستقلة للمساعدة في أعمال التحقيق والملاحقة القضائية للمسؤولين عن ارتكاب الجرائم الأشد خطورة، وفق القانون الدولي، المرتكبة في سوريا منذ 20 مارس/آذار 2011.

 

النظام السوري يستكمل سياسته بإفراغ مدينة الضمير… ومخاوف تلف مصير 100 ألف مدني في مخيم اليرموك

دمشق – «القدس العربي»: أعطى النظام السوري مهلة 48 ساعة، لخروج تنظيم الدولة من الأحياء التي يفرض سيطرته عليها في ريف دمشق الجنوبي، بينما يواصل حشد قواته في محيط «مخيم اليرموك والتضامن والحجر الأسود والقدم» التي تضم نحو 100 الف شخص على الأقل.

صحيفة الوطن الموالية ذكرت امس الخميس أنه تم إمهال مقاتلي تنظيم الدولة 48 ساعة للموافقة على الخروج من مناطق سيطرتهم في مخيم اليرموك والحجر الأسود وأجزاء من حيي القدم والتضامن، وأضافت انه «في حال رفضهم فإن الجيش والقوات الرديفة جاهزة لشن العملية العسكرية وإنهاء وجود التنظيم في المنطقة واستعادة السيطرة عليها».

وأمام الحشد العسكري الضخم لقوات النظام وميليشياته الحليفة، وتعنت تنظيم الدولة في ابرام اتفاق يحيد المدنيين العالقين في المنطقة ويلات القصف، تتضاعف المخاوف حول مصير آلاف المدنيين من السوريين واللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك والأحياء المجاورة، ممن يعيشون أوضاعاً إنسانية كارثية جراء الحصار الذي يفرضه النظام السوري بمساندة الميليشيات الفلسطينية الموالية له منذ سنوات.

من جهة أخرى وفي مدينة الضمير وبعد الانتهاء من تسليم فصائل المعارضة أسلحتها الثقيلة والمتوسطة للنظام السوري في المدينة الواقعة في ريف دمشق،، وبدأت أمس الخميس عمليات اجلاء المقاتلين وتهجير المدنيين الرافضين عقد تسوية مع النظام السوري إلى مدينة جرابلس شمالًا، حيث ادخل النظام السوري 20 حافلة إلى مدخل الضمير في منطقة القلمون، لنقل قرابة 1500 مقاتل من فصيلي «جيش الإسلام» وقوات «الشهيد أحمد العبدو» مع عوائلهم إلى الشمال السوري.

مصادر إعلامية موالية ذكرت «ان إخراج مسلحي «جيش الإسلام» الرافضين للتسوية من الضمير إلى منطقة جرابلس المقدر عددهم مع عائلاتهم بـ5000 بدأ ظهر الخميس، وينص الاتفاق الذي تم التوصل إليه برعاية روسية حسب وكالة «سانا» على تسويـــة أوضاع الراغبـين في البقـــاء وذلك بعد تسـليم أســلحتهم.

وحسب المصادر فإن فصائل المعارضة سلمت النظام السوري، 6 آليات مثبت عليها رشاشا دوشكا ورشاشان عيار 32 مم مضادان للطائرات ورشاشان عيار 14.5 مم بالإضافة إلى بعض الأسلحة الفردية والخفيفة مثل البنادق ورشاشات بي كي سي وقناصات نوع فال وبعض القطع المتوسطة مثل الدوشكا المثبت على مناصب أرضية وقواذف آر بي جي وهاون عياري 82 و60 وقاذف بي 7، بالإضافة لأجهزة اتصال متنوعة.

 

النظام يحضّر لاقتحام جنوب دمشق: مقتل مدنيين بالقصف المتواصل

عدنان علي

بينما تتحضّر قوات النظام السوري لاقتحام مناطق جنوبي العاصمة دمشق، واصلت القصف المتواصل عليها ما أدى إلى مقتل عدد من المدنيين، بالتزامن مع اشتباكات تخوضها مع التنظيمات، إثر فشل المفاوضات لخروج الأخيرة من المناطق التي تسيطر عليها.

 

وواصلت قوات النظام السوري، اليوم الجمعة، استهداف مناطق مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، والحجر الأسود والتضامن في جنوب دمشق، بالغارات الجوية والقصف المدفعي والصاروخي.

 

وبالتزامن، دارت اشتباكات على هذه المحاور، بين قوات النظام والمليشيات الداعمة لها من جهة، وتنظيم “داعش” من جهة أخرى، وذلك بعد فشل المفاوضات بين الجانبين لخروج عناصر التنظيم من المنطقة نحو البادية السورية.

 

وقالت مصادر محلية، لـ”العربي الجديد”، إنّ عمليات القصف التي شملت أيضاً حي الجورة في منطقة القدم جنوبي دمشق، أسفرت، حتى مساء أمس الخميس، عن مقتل 4 مدنيين وجرح أكثر من 50.

 

وشنّت الطائرات الحربية التابعة للنظام، حتى الآن، بحسب المصادر، أكثر من 50 غارة جوية، فيما ألقت المروحيات عدداً من البراميل المتفجرة، فضلاً عن صواريخ أرض – أرض من نوع “الفيل” وقذائف الهاون، ما تسبب أيضاً في دمار واسع بالأحياء السكنية، ولا سيما حي المغاربة في مخيم اليرموك الذي جرت تسويته بالأرض.

 

وأوضحت المصادر، أنّ الغارات استهدفت أيضاً الأحياء السكنية في جادة عين غزال، والمشروع ومنطقة الكتل باليرموك.

 

وقامت قوات النظام السوري، وفق المصادر، بتوزيع المهام على القوات التي ستتولى عملية اقتحام جنوب دمشق، حيث كلفت “جيش التحرير الفلسطيني” بالدخول إلى مخيم اليرموك، بينما ستتولى قوات النظام بالتعاون مع “الجبهة الشعبية – القيادة العامة”، والمليشيات المساندة الأخرى، الدخول من محور القدم – الحجر الأسود.

 

وقالت وسائل إعلام تابعة للنظام، إنّ القصف المدفعي على المنطقة لم يتوقف، وتحدّثت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف “داعش” في مختلف مناطق وجودهم، ولا سيما على محاور الحجر الأسود ومخيم اليرموك والقدم، لكن من دون أن تحدّد عددهم.

 

وأشارت إلى أنّ الطائرات الحربية أغارت على تجمعات ونقاط، في محيط دوار الحجر الأسود وشارع الثلاثين وأطراف مخيم اليرموك.

 

أوضاع إنسانية سيئة

 

وتحشد قوات النظام، منذ أكثر من أسبوع، لشن هجوم على مناطق جنوب دمشق، حيث جلبت تعزيزات من مليشيات موالية لها من محيط مدينة دوما، مثل “الدفاع الوطني، الحرس القومي العربي، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (قيادة عامة)، وحراس فلسطين”.

 

وكانت قوات النظام السوري، قد منحت تنظيم “داعش”، مهلة 48 ساعة للخروج من أماكن سيطرته في مناطق جنوب العاصمة دمشق، وذلك بعد فشل المفاوضات بين الجانبين.

 

وطُرح في المفاوضات، خروج أكثر من 1200 من عناصر “داعش” باتجاه البادية السورية، بحسب وسائل إعلام النظام، فضلاً عن خروج عناصر “هيئة تحرير الشام” من مخيم اليرموك إلى محافظة إدلب شمالي سورية.

 

إلى ذلك، اعتصم العشرات من أهالي مخيم اليرموك، عند حاجز العروبة الفاصل بين بلدة يلدا والمخيم جنوبي دمشق، مطالبين بفتح الحاجز بشكل كامل، والسماح للمدنيين بالخروج إلى مناطق سيطرة الفصائل في يلدا وببيلا وبيت سحم، والذي كانت فصائل المنطقة أغلقته، قبل يومين، بطلب من قوات النظام التي هددت بقصفه في حال فتحه من جديد، بحجة أنّه يوفّر ملاذاً آمناً لمقاتلي “داعش”.

 

ووسط أوضاع إنسانية سيئة، باتت مئات العائلات محاصرة داخل منازلها في مخيم اليرموك، نتيجة القصف المكثف من قبل قوات النظام، وإغلاق حاجز العروبة.

فشل المفاوضات مع الروس

ويسيطر تنظيم “داعش” على أجزاء واسعة من مخيم اليرموك، ومنطقة الحجر الأسود، وأجزاء من حيي التضامن والقدم، فيما تسيطر قوات النظام السوري و”هيئة تحرير الشام” و”أكناف بيت المقدس” على بقية المخيم.

 

ولم تصل المفاوضات بين الجانب الروسي أيضاً، وبعض قيادات “داعش”، بغية التوصل لاتفاق نهائي بين الطرفين، يقضي بخروج التنظيم إلى الجيب المحاصر في البادية السورية، إلى نتيجة.

 

وبالنسبة للفصائل الموجودة في مناطق يلدا وببيلا وبيت سحم، فإنّ المفاوضات مع “هيئة تحرير الشام ، و”جيش الأبابيل” من أجل تسوية أوضاع من يرغب من عناصرهم أو الخروج من جنوب دمشق، لم تصل إلى نتيجة أيضاً، بانتظار حسم ملف تنظيم “داعش”.

وكان جرى الاتفاق، قبل أسبوعين، بين الجانب الروسي و”جيش الأبابيل” في حي التضامن، لخروج عناصر الأخير مع عائلاتهم بالسلاح الخفيف، إلى مدينة جاسم في درعا جنوبي سورية، وقُدّر عددهم حينها بـ 1500 مقاتل، لكن تعثرت عملية الخروج وتم تأجيلها إلى أجل غير مسمى.

 

وتعيش منطقة مخيم اليرموك والحجر الأسود، حصاراً محكماً منذ عام 2013، حيث يعيش بضعة آلاف من المدنيين في هاتين المنطقتين، من أصل ما يقرب من مليوني شخص كانوا فيهما قبل الثورة السورية عام 2011.

 

لافروف: الضربة الثلاثية لم تتجاوز “خطوطنا الحمراء” في سورية

كشف وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الجمعة، أن “موسكو أبلغت واشنطن بالمناطق التي تمثل خطوطا حمراء” لها في سورية قبل الضربة الثلاثية الأخيرة على مواقع النظام السوري، مؤكدا أن “الضربة لم تتجاوز تلك الخطوط”.

 

وقال وزير الخارجية الروسي، في مقابلة مع وكالة “سبوتنيك” الروسية: “كانت هناك اتصالات على مستوى القيادة العسكرية، وعلى مستوى الجنرالات، وبين ممثلينا وقيادة التحالف الأميركي، تم إبلاغهم عن مكان وجود الخطوط الحمراء، بما في ذلك الخطوط الحمراء على الأرض جغرافيا. وعلى أي حال، تظهر النتائج أنهم لم يجتازوا هذه الخطوط الحمراء”.

 

واعتبر أن “روسيا لم تعد ملزمة أخلاقياً بعدم تسليم نظام إس-300 الصاروخي للنظام السوري بعد الضربات الأخيرة”، حسب قوله.

 

وذكر لافروف أن “الجيش الروسي سيقدم أدلة على اعتراض نظام الدفاع الجوي السوري جزءا من الصواريخ التي أطلقتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا”، مشيرا إلى أن الجانب الروسي “كان يتلقى البيانات فوريا”.

 

وتابع: “لدى هيئة الأركان العامة صورة واضحة. لقد راقبنا الأحداث فور وقوعها مباشرة. ونحن مسؤولون عن الإحصائيات التي قدمها جيشنا. إن كان أحدهم يؤكد وصول الصواريخ الـ105 لأهدافها، فليقدموا إحصائياتهم، على الأقل كدليل على أن تصريحاتنا وحساباتنا لا أساس لها من الصحة. وسيقدم جيشنا الأدلة في القريب العاجل”.

 

وبخصوص دوما، قال لافروف إن روسيا “تسعى إلى أن يتم استكمال زيارة بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى مدينة دوما السورية، وتأمل في أن تسود المهنية أثناء التحقيق”، حسب تعبيره.

 

وشنّت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ضربة عسكرية ثلاثية ضد أهداف للنظام السوري، فجر السبت الماضي، رداً على الهجوم الكيميائي في دوما بالغوطة الشرقية.

 

كما أكد لافروف أن الرئيسين الأميركي والروسي متفقان 100 في المائة على عدم السماح بمواجهة عسكرية بين بلديهما.

 

وقال لافروف: “بالعودة إلى مسألة مخاطر المواجهة العسكرية، أنا أنطلق من حقيقة أن العسكريين لن يسمحوا بذلك، ولن يسمح بذلك، بالطبع، الرئيس بوتين، وأنا واثق أيضا أن الرئيس ترامب لن يسمح به كذلك. فهما رئيسان قد انتخبا من قبل شعوبهما، وهما مسؤولان أمام هذه الشعوب عن السلام والأمن”.

 

إلى ذلك، أعلن لافروف أن ترامب دعا بوتين لزيارة واشنطن، مؤكدا أن بوتين مستعد للقاء نظيره الأميركي، ثم أضاف: “روسيا تأمل في أن يحدد ترامب مقترحه بشأن الزيارة”.

 

ومضى قائلا: “نحن ننطلق من حقيقة أن الرئيس الأميركي أكد ذلك في المحادثة الهاتفية، وهذا أصبح معروفا بالفعل، وليس هناك أي سر، قد وجّه مثل هذه الدعوة، وقال إنه سيكون سعيدا لرؤية بوتين في البيت الأبيض، ثم سيكون سعيدا للاجتماع في إطار زيارة ردية. وعاد عدة مرات لهذا الموضوع، لذلك وضّحنا، بالطبع، لزملائنا الأميركيين، أننا لا نريد أن نكون متطفلين، لكننا لا نريد أن نكون غير مهذبين، وأنه، نظرا لأن الرئيس ترامب قد قدم مثل هذا الاقتراح، فإننا ننطلق من أنه سوف يحدده”.

 

ومع ذلك، ذكر وزير الخارجية الروسي أن التحضيرات للقمة بحد ذاتها “لم تبدأ بعد”، قبل أن يستدرك: “لكن إذا كان الأمر كذلك، فبمجرد أن يكون هناك بعض التطور، سنخبركم بالتأكيد عن ذلك، ولكنني سوف ألفت الانتباه فقط إلى أن دونالد ترامب عقب هذه المكالمة الهاتفية تحدث عدة مرات في التغريدات، وشفهيا، عن أنه ينبغي حل القضايا مع روسيا، وقال: نحن نريد أن نكون على علاقات جيدة مع روسيا، وهذا أفضل من عدم وجود علاقات جيدة، والأحمق فقط هو الذي يفكر بطريقة أخرى. كل هذا نسمعه أيضا”.

 

وكان بوتين وترامب قد اتفقا، في وقت سابق، خلال محادثة هاتفية، على إمكانية عقد قمة، وقال البيت الأبيض إن واشنطن قد تكون المكان المحتمل.

 

إلى ذلك، قال سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، اليوم الجمعة، إنّ موسكو لا تعلم كيف سيتطور الوضع في سورية في ما يتعلق بالحفاظ على وحدة أراضيها.

 

ونسبت وكالة “إنترفاكس” الروسية إلى ريابكوف قوله لتلفزيون “دويتشه فيله” الألماني: “لا نعرف كيف سيتطور الوضع في ما يتعلّق بمسألة إن كان من الممكن أن تبقى سورية دولة واحدة”.

 

القلمون يذعن ل”المصالحة”:تسليم السلاح..ثم التهجير

سيباستيان حمدان

يكاد “مركز المصالحة الروسي” في قاعدة حميميم العسكرية الروسية، ينتهي من تطبيق مشروعه في تأمين العاصمة دمشق وريفها، وإعلانهما مناطق خالية من فصائل المعارضة المسلحة. ووافقت لجنة مفاوضات القلمون الشرقي، ظهيرة الخميس، على المقترح الروسي بـ”المصالحة الشاملة”، خلال لقاء جمعها بالجانب الروسي في أحد مراكز “وزارة المصالحة” التابعة للنظام، بحضور ضباط روس من “مركز المصالحة” الروسي و”قاعدة حميميم” الروسية.

 

وبدأت فصائل المعارضة المسلحة في القلمون الشرقي، الجمعة، تسليم سلاحها الثقيل من آليات ودبابات ورشاشات ثقيلة، فضلاً عن مدافع الهاون والمدافع الآلية والمدفعية الثقيلة، كما سيبدأ تسليم راجمات صواريخ متوسطة، وأخرى من نوع “غراد”، وفق مصادر “المدن”.

 

مصادر في المعارضة المسلحة، قالت لـ”المدن”، أن لدى المعارضة المسلحة ما يزيد عن 50 آلية ودبابة ثقيلة، من المتوقع تسليمها على دفعات لقوات النظام. ومجمل هذه الآليات والدبابات كانت قد استولت عليها فصائل المعارضة المسلحة على أثر هجومها على “كتيبة 555” التابعة لقوات النظام، في تشرين الأول/أكتوبر 2013. واستولت المعارضة حينها على أكثر من 85 دبابة، معظمها من طراز “T-72″، إلا أنها لم تنجح إلا بإخراج عدد منها فقط.

 

وستبدأ “اللجنة المشتركة للمفاوضات” حول مدن القلمون، بالتنسيق مع الجانب الروسي حول النقاط المتفق عليها، أي المقترح الروسي الذي عرض الثلاثاء والقاضي بإخلاء المدن من السلاح والمقاتلين والمظاهر المسلحة، وتشكيل لجان أمنية ومدنية من الطرفين لإدارة المدن، بالإضافة لدخول الشرطة العسكرية الروسية إلى المدن، وخروج المقاتلين نحو الشمال السوري ومن يرغب بالبقاء فعليه ان يظل في جبال القلمون وأن يقاتل تنظيم “داعش” وعدم خوض أي عمليات ضد جيش النظام، وتشكيل فوج شعبي وإنضوائه تحت راية “قوات النمر” أو “درع القلمون” أو “الأمن العسكري”، وإجراء تنسيق مع “اللواء 81” و”الفرقة الثالثة”، وفق مصادر “المدن”.

 

وأضافت المصادر، أن قوات من النظام ستدخل مدن القلمون، لإخلائها من الألغام، تمهيداً لدخول “مؤسسات الدولة” و”تأهيل البنية التحتية”، و”تسوية أوضاع” المتخلفين والمنشقين عن قوات النظام، ومنح المطلوبين إلى الخدمة العسكرية مدة 6 أشهر قبل الالتحاق، والسماح بعودة الطلاب إلى الجامعات، وموظفي المؤسسات الحكومية الى العمل.

 

وسيتم تسجيل أسماء الراغبين بالرحيل إلى الشمال السوري، من الفصائل العسكرية، وعلى الفصائل التي تريد الخروج إلى شمالي حلب، تقديم طلب للحصول على موافقة تركية بذلك.

ورجحت المصادر خروج ما لا يقل عن 6 آلاف مدني ومقاتل عسكري، يتبعون لفصائل “قوات أحمد العبدو” و”جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن” و”أحرار الشام” و”هيئة تحرير الشام”.

 

وقال مصدر مقرب من “جيش تحرير الشام”، لـ”المدن”، إن الجيش يحاول البقاء في الجبل، إلا أنه “بات واضحاً أنه سيخرج، كونه رفض الانضمام للجان الشعبية التي تقاتل إلى جانب الأسد”.

 

وسلمت الفصائل فعلياً، الخميس، أسلحة وآليات ثقيلة، بينها عربات مجنزرة، وسلّمت منطقة الخرنوبة المطلة على مطار الضمير العسكري، بالكامل، بالإضافة الى تسليم الطريق الواصل بين الضمير وجيرود والرحيبة. إلا أن الاتفاق الروسي مع فصائل القلمون الشرقي عبر اللجنة المشتركة دخل حيز التنفيذ، فعلياً، صباح الجمعة.

 

وكان النظام قد فرض سيطرته، ورفع علمه، في مدينة الضمير، ظهر الخميس، عقب خروج حافلات تقل مقاتلين من “جيش الإسلام” و”قوات أحمد العبدو” برفقة عوائلهم ومدنيين باتجاه الشمال السوري. وبلغ عدد الحافلات 30 حافلة، نقلت ما يقارب 2000 شخص بينهم 600 مقاتل، جلهم من مقاتلي “جيش الإسلام”.

 

قوات النظام دخلت الخميس إلى أطراف مدينة الضمير لإزالة الألغام المنتشرة على أطراف المدينة تمهيداً لدخول “مؤسسات الدولة” وتأهيل “البنى التحتية” للمدينة. ورافقت قوات النظام عناصر من مليشيا “لواء مغاوير الصحراء”، المنشق مؤخراً عن المعارضة والمنضم إلى “قوات النمر”.

 

ومن المتوقع استكمال إخلاء من تبقى من المقاتلين وعوائلهم برفقة مدنيين، الجمعة، من الضمير. وانطلقت الحافلات باتجاه ريف حلب الشمالي بعد حصول “جيش الإسلام” على ضمانة لنقل مقاتليه إلى هناك.

 

النظام يبدأ معركة “الحسم” ضد “داعش” جنوبي دمشق

مطر اسماعيل

بدأ النظام، بدعمٍ من حليفه الروسي، عملية عسكرية شاملة على أحياء مخيم اليرموك والحجر الأسود والجزء الجنوبي من التضامن، ومنطقتي العسالي والمادنية في القدم، والخاضعة جميعها لسيطرة تنظيم “داعش” منذ العام 2015.

 

وجاءت العملية العسكرية بعد فشل المفاوضات بين الطرفين للتوصل إلى اتفاق لإخراج التنظيم من الجنوب الدمشقي، نتيجة طلب التنظيم ضمانات من النظام والروس بنقلهم بشكل آمن إلى المناطق الخاضعة لسيطرته شمال شرقي سوريا، أي بادية ديرالزور، دون تعرّضهم لضربات من “التحالف الدولي”، الأمر الذي يتطلّب اتفاقاً دوليّاً يشمل موافقة الولايات المتحدة. كما دار الحديث أيضاً عن احتمال نقل التنظيم إلى منطقة حوض اليرموك في الجنوب السوري، الأمر الذي يستلزم بدوره، اتفاقاً متعدد الأطراف، يشمل موافقة الجيش الحر الذي تفصل مناطقه بين مناطق النظام في درعا من جهة، ومناطق سيطرة “جيش خالد بن الوليد” في ريف درعا الغربي الموالي لـ”داعش” من جهة ثانية.

 

العوائق الميدانية بحسب ما يشاع في جنوب دمشق، مرتبطة أيضاً برفض أمراء التنظيم في البادية استقبال مقاتلي “داعش” من جنوب دمشق، دون إمكانية التحقق من صحّة المعلومات، إضافة لما يعنيه نقل ألفي مقاتل من منطقة محاصرة في محيط دمشق إلى البادية، وما قد يؤدي ذلك من زعزعة للوضع القلق أصلاً في تلك المناطق التي يتواجد فيها النظام ومليشيات إيران الشيعية من جهة، و”قوات سوريا الديموقراطية” و”التحالف الدولي” من جهة أخرى. ويعني ذلك، إمكانية دعم التنظيم بالمزيد من المقاتلين، لضرب القوات الأميركية والأجنبية والقوات الحليفة المحليّة، وإحداث تقدّم ميداني على حسابها، وذلك في حال استطاع النظام استثمار مقاتلي “داعش” وتصويب بنادقهم باتجاه “التحالف”، في ظل تجارب النظام السابقة وخبرته في التعامل مع هذا الملف، تماماً كما حصل حينما سهّل عبور التنظيم إلى مناطق في ريف حماة الشمالي الشرقي قبل شهور.

 

العملية العسكرية على الجنوب الدمشقي، بدأت بغارات جوية من الطيران الحربي الروسي وقصف بالبراميل المتفجّرة من الطيران المروحي، بلغ عددها حتى منتصف ليل الخميس/الجمعة، أكثر من مائة غارة جويّة، إضافة للقصف بصواريخ أرض أرض وقذائف المدفعية الثقيلة وبالهاون، استهدفت بشكل مكثّف مناطق التنظيم المكتظّة بالمدنيين، ما أدى لوقوع عدد من القتلى والجرحى. ويقطن في مناطق “داعش” قرابة 2000 مدني، فلسطيني وسوري، في ظل وضع إنساني كارثي نتيجة عدم إمكانية التحرّك والنزوح تحت القصف، وخلو تلك المناطق من مشافٍ ميدانية مجهّزة بالمستلزمات الطبية الضرورية لعلاج الجرحى.

 

سيناريوهات المعركة ومآلات الوضع ميدانياً تشير إلى نيّة النظام إرغام “داعش” على القبول بالخروج من المنطقة، بالحد الأدنى من الشروط، بعد تسوية مخيم اليرموك والحجر الأسود على الأرض. ما يعني أن مدّة المعركة ستكون مؤقّتة تضيّق الخناق على عناصر التنظيم، وتجبرهم على القبول بالرحيل بسبب طبيعة المعركة الخاسرة والمكلفة التي قد يخوضونها في حال قرّروا الاستمرار بالقتال حتى النهاية.

 

ورغم تجهيزات التنظيم، خلال الأشهر الفائتة للمعركة، وقرار قادة الصف الأول المعلن بنيّتهم الثبات والقتال، إلّا أن وجود تيار آخر داخل التنظيم رافض للبقاء والقتال، قد يضعف موقف حلف “الثبات” ويضطره للعودة إلى التفاوض والدخول في مسار الديبلوماسية المفضي إلى الرحيل من المنطقة.

 

ولكن في حال استمرار المعركة أياماً أو أسابيع فإنه من المتوقّع أن يحاول التنظيم نقل المعركة إلى داخل مناطق النظام، خاصّة بعد توعّد أمير “داعش” أبو محمود ذيابية، بالقيام بعمليات تفجير داخل العاصمة دمشق، قد تشمل عمليات انتحارية أو انغماسية في عمق أحياء الميدان والزاهرة والتضامن، أو عبر ضرب خطوط التماس ومحاولة التقدم فيها، رغم صعوبة ذلك نتيجة حجم القوات المشاركة من طرف النظام. وقد يعمل داعش على خلط الأوراق من خلال إحداث خرق في جبهة يلدا ومحاولة التوسع في البلدة المحرّرة الواقعة تحت سيطرة المُعارضة، ما سيفاقم الوضع الميداني سوءاً.

 

الجانب الروسي أبلغ لجنة التفاوض العسكرية عن بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم، خلال لقاءاتهم الأسبوع الماضي، بتحييد الدور الإيراني كاملاً، مقابل التركيز على قوات النظام والمليشيات الرديفة. وبحسب مصادر عسكرية من الجيش الحر فقد تسلّمت قوات من “الفرقة الرابعة” محور بلدات حجيرة–البويضة–سبينة، فيما تسلم “الأمن العسكري” محور حي القدم، فيما تشارك مليشيات فلسطينية موالية كـ”لواء القدس” و”الجبهة الشعبية/القيادة العامة”، إضافة لمليشيا “الدفاع الوطني” و”الحرس الجمهوري”، من محوري مخيم اليرموك والتضامن.

 

في المقابل، معركة النظام–”داعش” العسكرية، ستقود إلى تطورات سياسية مهمّة على صعيد ملف منطقة “الريجة” في اليرموك والخاضعة لسيطرة “هيئة تحرير الشام”، لحساب إنجاز عملية إخراج مقاتلي “الهيئة” نحو إدلب. بالإضافة لتهجير ثوار بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم المجاورة، بعد الإنتهاء من ملف “داعش”، بحسب ما سارت عليه المفاوضات بين اللجنة العسكرية الممثلة لفصائل البلدات الثلاث مع الجانب الروسي خلال الاجتماعات التي حصلت الأسبوع الماضي.

 

صيد ثمين للولايات المتحدة في سوريا..إستخدمه النظام

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أن قوات تدعمها في سوريا ألقت القبض منذ أكثر من شهر على متطرف مرتبط بهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 في الولايات المتحدة.

 

وقال المتحدث باسم البنتاغون إريك باهون “يمكننا أن نؤكد أن شركاءنا في قوات سوريا الديموقراطية ألقوا القبض على محمد حيدر زمار، وهو مواطن ألماني من مواليد سوريا، في إطار عملياتهم المستمرة لدحر داعش داخل سوريا”. وأضاف “نعمل مع شركائنا في قوات سوريا الديموقراطية للحصول على تفاصيل أخرى”.

 

ونقلت وكالة “رويترز” عن تقرير لجنة 11 سبتمبر/أيلول، أن زمار “إسلامي مفوه ونشط”، أشاد “بالجهاد المسلح”. وأضاف أن هناك تقارير عن أنه نال استحسانا داخل التنظيم لتأثيره على رمزي بن الشيبة المتهم بنقل أموال لمنفذي هجمات 11 سبتمبر أيلول ونقل معلومات لمقاتلي القاعدة، وكذلك على محمد عطا الذي قاد الهجوم على مركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك.

 

قناة “دويتشه فيله” الألمانية أفردت، الجمعة، ملفاً كبيراً لمسيرة الجهادي الألماني من أصل سوري. وقالت أن رد الشرطة الجنائية الألمانية جاء سريعاً، عندما طلبت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية من السلطات الألمانية في أكتوبر/تشرين الأول 2001 معلومات حول محمد حيدر زمار.

 

وتساءلت القناة، ماذا كانت تعرف الشرطة الجنائية الألمانية عن المواطن الألماني من أصل سوري، أحد الواقفين المزعومين وراء اعتداءات الـ 11 من سبتمبر/ أيلول 2001 في نيويورك وواشنطن؟ الشرطة الجنائية الألمانية ردت، وقالت إن زمار موجود في المغرب. وفي الـ8 من ديسمبر/كانون الأول في الساعة 06:45 سيطير من الدار البيضاء إلى ألمانيا.

 

هذه الرحلة لم يستخدمها زمار أبدا. في صباح الـ 8 من ديسمبر/كانون الأول، قبل الرحلة بقليل، اعتقله كوماندوس خاص مغربي، على ما يبدو بأمر من الولايات المتحدة الأميركية. بعدها بقليل تم نقل زمار إلى سوريا. هناك حُكم عليه أولا بالإعدام في 2007، بسبب عضوية مزعومة في جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في سوريا. وبعدها تم تحويل الحكم إلى عقوبة سجن تدوم 12 عاماً.

 

فهل قبلت الحكومة الألمانية السابقة عملية الخطف عندما أبلغت المخابرات المركزية الأميركية بمعلومات حول زمار؟ وزير الخارجية الأسبق فرانك فالتر شتاينماير، نفى هذه التهمة في 2008 أمام لجنة تحقيق. ووصف الاتهام بأنه “ترهة كاملة”. و”لأسباب إنسانية” بذلت وزارة الخارجية الألمانية الجهد لإطلاق سراح زمار. إلا أن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد لم تتجاوب مع تلك الجهود ـ فظل زمار في السجن. وأُطلق سراحه في نهاية 2013 في إطار تبادل للأسرى بين الحكومة السورية وجماعة “أحرار الشام”، التي أفرجت في المقابل عن جنود سوريين مخطوفين. وزمار لم يستغل فرصة العودة إلى ألمانيا، وفضل البقاء في سوريا. وفي شمال البلاد تم الآن اعتقاله من طرف قوى أمنية كردية.

 

نظام الأسد والجهاديين

زمار من مواليد 1961، إنه جهادي من الرعيل الأول، وهو يعرف السلوك الغريب لنظام حافظ الأسد (1930ـ 2000) وبعده ابنه بشار الأسد في التعامل مع الجهاديين. فبعدما حارب الأسد الأب بعنف الجهاديين في التسعينات، حاول في منتصف التسعينات استخدامهم لنيل مصالحه. “النظام في دمشق اعتبر الإسلامويين ربما أداة وحيدة لتحسين موقعه في المنطقة وكسب التأثير تجاه جيرانه وبسط الهدوء داخل البلاد”، كتب الخبيران في شؤون الشرق الأوسط مايكل فايس وحسن حسن في كتابهما :”ISIS Inside the Army of terror”. والمعادلة كانت بسيطة: من يتحكم في الإرهابيين لا يتردد في ممارسة أقوى أشكال العنف ويملك أداة في يده يمكن من خلالها أن يفرض مصالحه.

 

الفتى ينشأ على ما عوده عليه أبوه

النظام السوري استخدم بشكل كبير الجوكر الجهادي في بداية العقد. وبعد اعتداءات سبتمبر/أيلول 2001 ظهرت بوادر الغزو الأميركي للعراق. بشار الأسد حينها كانت له سنتان ونصف في الحكم وكان يرى في ما روج له الرئيس جورج بوش من ضرورة “تغيير النظام” في العراق، خطراً يهدد حكومته أيضاً.

 

“بالنسبة إلى الأسد لم تكمن المشكلة في أن تدخل أمريكا بلداناً عربية لتنفيذ تغيير حكومي”، كتب الخبيران فايس وحسن. ولهذا قرر الأسد المراهنة على الجهاديين. وكان يريد تحذير الأميركيين بذلك. والرسالة كانت واضحة: “اتركوني وشأني ـ وإلا أرسلت إليكم مزيداً من الإرهابيين ليقتلوا جنودكم”، كما استشهد فايس وحسن بالدبلوماسي السوري السابق بسام بربندي.

 

بالجهاديين ضد المعارضة

وحتى في رد فعل على حركة الاحتجاج في عام 2011 استعمل الأسد الجهاديين. فعندما اشتدت المواجهة بين المتظاهرين والنظام، عمل الأسد على إطلاق سراح جزء من الجهاديين من داخل السجون السورية. والحساب كان أنهم سينضمون إلى المتمردين أو تشكيل مجموعات معارضة مستقلة. وبهذا الشكل كان بإمكانه وصف المعارضة كجهادية. “الانتماء الديني تم منذ البداية توظيفه من قبل الأسد بعناية كأداة قمع” كما يذكر فايس وحسن عن المحلل شيراز ماهر حول استراتيجية النظام.

 

أما الأشياء الأخرى كلها فقام بها الجهاديون. في فيديوهات عبر الإنترنت، هللوا للكفاح ضد النظام. والمطلوب هو الدفاع عن المسلمين وتأسيس مجتمع جديد وعادل ويخشى الله. وهذا ما جلب اهتمام الكثير من الشبان. “هنا القلوب فعلا منفتحة. والإنسان يبتسم ويشعر بالتعاطف”، يقول الفرنسي نيكولا بونس، الملقب بـ”أبو عبد الرحمن” في رسالة فيديو قبل تفجير نفسه في 2013 في سوريا.

 

على غرار نيكولا بونس، لجأ العديد من الشباب وبعض النساء، منذ تفجر العنف، إلى سوريا للقتال في صفوف الجهاديين. ولا يمكن التعرف على عددهم الحقيقي، لكن يبدو أنهم بالآلاف. هم قدّموا بقصد أو عن غير قصد ذريعة للأسد ومساعديه روسيا وإيران للتصرف بكل قساوة ضد المعارضة.

 

شبكات متحركة

وفي الأثناء هُزم تنظيم “داعش” في سوريا والعراق عسكرياً. إلا أن بعض الشبكات ماتزال قائمة، وهي تقلق خاصة سلطات الأمن الأوروبية. وبعض الدول تستخدم على ما يبدو وسائل قاسية خارجة عن إطار دولة القانون.

 

يجب فعل كل شيء لمنع عودتهم، كما أعلن في ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي وزير الدفاع البريطاني. ولذلك هو ألمح إلى أن التركيز يتم على جهاديين بريطانيين في سوريا والعراق.

 

وغالبية مقاتلي “داعش” الحاليين قد يكونون أصغر سناً من محمد حيدر زمار البالغ من العمر 57 عاماً. فهو ينحدر من جيل آخر من الجهاديين. ويواجه زمار تهمة تشجيع العديد من الشبان في بداية القرن على الالتحاق بالجهاد، وهو الآن يوجد مرة أخرى في أسر الأكراد السوريين. والكثيرون ممن تبعوا نداءه ونداءات آخرين يتحركون حاليا بين الشرق الأوسط وأوروبا.

 

ترامب دعا بوتين للقاء في واشنطن..لبحث الأزمة السورية

أعلن وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعا نظيره الروسي فلاديمير بوتين، إلى اجتماع في الولايات المتحدة لبحث الأزمة السورية. وأكد أن بوتين مستعد لهذا الاجتماع.

 

وأشار لافروف، خلال مقابلة مع وكالة “سبوتنيك” الروسية، الجمعة، إلى أن التحضيرات للقمة لم تبدأ بعد. وأضاف “ولكن إذا كان الأمر كذلك، فبمجرد أن يكون هناك بعض التطور، سنخبركم بالتأكيد عن ذلك، ولكنني سوف ألفت الانتباه فقط، إلى أن دونالد ترامب، عقب هذه المكالمة الهاتفية تحدث مرات عدة في التغريدات، وشفهيا، عن أنه ينبغي حل القضايا مع روسيا، نحن نريد أن نكون على علاقات جيدة مع روسيا، وهذا أفضل من عدم وجود علاقات جيدة، والأحمق فقط هو الذي يفكر بطريقة أخرى. كل هذا نسمعه أيضا”.

 

من جهة ثانية، قال لافروف إن الجيش الروسي سيقدم أدلة على اعتراض الدفاعات الجوية السورية عدداً من الصواريخ التي أطلقتها الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا خلال الضربة المشتركة الأخيرة على سوريا.

 

وأوضح لافروف “لدى هيئة الأركان العامة صورة واضحة، لقد راقبنا الأحداث فور وقوعها، مباشرة. ونحن مسؤولون عن الإحصائيات، التي قدمها جيشنا. إن كان أحدهم يؤكد وصول الصواريخ الـ105 لأهدافها، فليقدموا إحصائياتهم، على الأقل، دليلا على أن تصريحاتنا وحساباتنا لا أساس لها من الصحة. وسيقدم جيشنا الأدلة في القريب العاجل”.

 

وأعلن لافروف أن موسكو ستزود دمشق بمنظومة “اس-300″، معتبراً أن روسيا لم تعد ملتزمة أخلاقياً بعدم تزويد دمشق بتلك المنظومة بعد الضربة العسكرية الأخيرة.

 

وأضاف “ليس لدينا أي التزامات أخلاقية الآن. لقد كان لدينا التزامات أخلاقية. ووعدنا شركاءنا المعروفين بعدم القيام بذلك في غضون 10 سنوات، لقد أخذنا بالاعتبار حجتهم بأن هذا سيؤدي إلى زعزعة الوضع، على الرغم من أن الوسائل للدفاع فقط، ومع ذلك فقد أصغينا إلى المطالب، لكننا الآن لا نملك أي التزامات أخلاقية”.

 

وعلى الرغم من الدعوات المتكررة التي تطالب واشنطن وموسكو بتجنب المواجهة المباشرة في سوريا، قال لافروف “أنا أنطلق من حقيقة أن العسكريين لن يسمحوا بذلك، ولن يسمح بذلك، بالطبع، لا الرئيس بوتين، وأنا واثق لن يسمح كذلك الرئيس ترامب. فهما رئيسان قد انتخبا من قبل شعوبهما، وهما مسؤولان أمام هذه الشعوب عن السلام والأمن”.

 

وأكد وزير الخارجية الروسية “بعد ذلك، كانت هناك اتصالات على مستوى القيادة العسكرية، على مستوى الجنرالات، وبين ممثلينا وقيادة التحالف الأمريكي، تم إبلاغهم عن مكان وجود الخطوط الحمر، بما في ذلك الخطوط الحمر على

 

الحكومة السورية تنظم الغوطة الشرقية: ما مصير السكان؟

رولا عطار

التوجه نحو التنظيم العمراني هو مستقبل الكثير من المناطق في سوريا، سواء التي طالتها الحرب أو حتى المناطق السكنية التي لا تزال مأهولة بالسكان. إلا أن ذلك، وفي كل الأحوال، يعني اخراج السكان من مناطق سكنهم والتأسيس لمشاريع كبرى وأبراج سكنية، قد يستغرق انجازها سنوات.

 

وتستمر الحكومة السورية بالعمل على ما تسميه تقييم المخططات التنظيمية، وكان آخرها في الغوطة الشرقية. ووفق رئيس الحكومة عماد خميس فقد طالب عدد من الوزراء بإعادة تقييم المخططات التنظيمية والعمرانية لكل مناطق الغوطة بالتنسيق بين وزارتي الادارة المحلية والبيئة والأشغال العامة والإسكان، بما يتوافق مع محددات الاطار الوطني للتخطيط الإقليمي التي تعمل على التوسع بشكل شاقولي في البناء والمحافظة على الهوية الزراعية للغوطة. وهي خطوة مكملة لما تم البدء به من قبل الحكومة تجاه إعادة بناء الغوطة الشرقية في محافظة ريف دمشق ومناطق جوبر وبرزة والقابون في دمشق، عمرانياً وتنظيمياً وتنموياً وخدماتياً.

 

وأمام عملية التغيير هذه، يطرح سؤال عن مصير أصحاب العقارات الأصليين، وكيف يمكن التأقلم مع كل المتغيرات التي ترافق مثل هذه القرارات الحكومية. وفي هذا المجال، يوضح خبير عقاري، فضل عدم ذكر اسمه، أنه مما لا شك فيه أن التخطيط والتنظيم العمراني يؤديان إلى تغير في أسعار الأراضي. لكن درجة التغير واتجاهه، من الناحية السلبية أو الإيجابية، ترتبط بنوع الاستعمالات المقترحة وطبيعة التطوير وعوامل أخرى كثيرة مرافقة لذلك.

 

يضيف الخبير العقاري أن التخطيط هو واحد من أكثر الأدوات التي يمكنها التأثير على حياة الناس وسعادتهم وازدهارهم الاقتصادي والاجتماعي، سلباً أو ايجاباً. وما يترتب على ذلك من تأثيرات على المدى الطويل يعود إلى طبيعة القائمين على عملية التخطيط ونواياهم المعلنة أو المخفية.

 

وبالتوازي، صدر القانون رقم 10 لعام 2018 القاضي بجواز إحداث منطقة تنظيمية أو أكثر ضمن المخطط التنظيمي العام للوحدات الإدارية، بناءً على اقتراح وزير الإدارة المحلية والبيئة. واعتبر وزير الادارة المحلية حسين مخلوف أن هذا القانون يتزامن مع الاجراءات التي تقوم بها الدولة لإعادة تأهيل المناطق المدمرة، وهو فرصة لمعالجة مشاكل السكن العشوائي والمخالفات وتطويرها من خلال إحداث دراسات ونظم عمرانية مع مراعاة الحفاظ على حقوق الجميع، بما فيها حقوق الشاغلين. أما الشاغلون غير المستحقين للسكن البديل فيتم منحهم ما يعادل تعويض بدل ايجار لمدة سنتين، في حين يتم منح مستحقي السكن البديل ما يعادل تعويض بدل ايجار سنوي إلى حين تسليمهم السكن البديل.

 

من جهة أخرى، رأى وزير الأشغال العامة والإسكان المهندس حسين عرنوس أن هذا القانون يحفظ حقوق المالكين والمستأجرين خلال مدة زمنية تصل إلى 4 سنوات. كما أنه يساهم بالإسراع بمرحلة إعادة التعافي لجميع المحافظات السورية، وإعادة إعمار المناطق المتضررة، موضحاً أن مدى القانون يشمل المخططات التنظيمية لمراكز المدن والمحافظات، ويأتي ضمن رؤية الإطار الوطني للتخطيط الإقليمي. كما أنه يمكّن مراكز المدن في المحافظات من تنظيم وإزالة مناطق العشوائيات وفق آلية تنفيذية تحقق المساواة وتصون الملكية.

 

ووفق ما تذكر مصادر حكومية، فإن معالجة هذه القضايا سيتم الانتهاء منها خلال فترة قريبة ووفق برنامج زمني دقيق، وذلك للوصول إلى مخططات تنظيمية تخدم سكان المناطق الخاضعة للتنظيم.

 

مسلحو الغوطة يتعلقون بـ”قشة” البقاء بعد أن انتهى دورهم

معركة الغوطة الشرقية كشفت الكثير من الحقائق خاصة بعد توطين الفصائل المسلحة بمدينة عفرين لتكون نواة

دوما (سوريا)- مع خروج آخر الحافلات التي تقل مقاتلي جيش الإسلام من مدينة دوما السبت الماضي، ثارت التساؤلات حول مستقبل هذا الفصيل وغيره من فصائل المعارضة السورية المسلحة وتحديدا، التي تقاسمت لسنوات السيطرة على مدن وبلدات الغوطة، فهل ستستمر وكيف بعد أن أجبرت على ترك مقاراتها وسلاحها الثقيل والكثير من مواردها الذاتية.

 

الفصائل قالت إنها باقية وبعيدة عن أطروحات التفكك والحل والاقتتال، وإنها تمر فقط باستراحة محارب، في حين يرى خبراء أن استراحة تلك الفصائل قد تكون أبدية ليس فقط لتوقف الدعم عنها ولكن أيضا لتقلص جبهات المواجهة بينها وبين القوات السورية، مما يعني فعليا انتهاء دورهم.

 

في البداية وصف وائل علوان المتحدث باسم فيلق الرحمن وضع فصيله الراهن بكونه أشبه “باستراحة المحارب الذي يلتقط الأنفاس بعد معارك وحصار طويل”. وأوضح “حاليا لا توجد مستجدات أو خيارات مطروحة أمامنا كقيادة، لذا نركز عبر التواصل مع المنظمات الإنسانية والحكومة التركية على تأمين المتطلبات الحياتية لعناصر الفيلق وعائلاتهم الذين انتقلوا مؤخرا للعيش بإدلب بالشمال بعد اتفاقات الإجلاء عن الغوطة بيننا وبين مركز المصالحة الروسي والنظام”.

 

أزمة انسانيةأزمة انسانية

 

وشدد علوان “الفيلق لا يزال قائما بكتلته كفصيل عسكري ولم يعلن حل نفسه وبعد الاستراحة الراهنة سنرتب صفوفنا ونتواجه مع النظام مجددا”. وبالرغم من حديثه عن عدم وجود أي طرح على قيادة الفيلق في الوقت الراهن لانضمامه لفصائل درع الفرات المدعومة من الأتراك، إلا أن علوان المح إلى “عدم وجود ما يعترض ذلك”.

 

وأوضح “علاقاتنا بالسابق كانت جيدة وبلا تراكمات أو مشاكل مع باقي الفصائل التي لها تواجد بالشمال السوري، الفيلق بالكامل يعيش الآن في ضيافة أهل الشمال خاصة مع عدم وجود مصادر لتمويله بالوقت الراهن”.

 

وبالمثل ألمح منذر فارس المتحدث باسم حركة أحرار الشام بالغوطة “إلى إمكانية انضمام فصيله لقوات درع الفرات او غضن الزيتون المدعومتين من تركيا. وقال “إذا ما تم طرح الأمر على طاولة المفاوضات، فالقرار للحركة الرئيسية ولكن برأيي نحن جاهزين للتعاطي وكل ما يخدم مسار الثورة، على أن يكون انضمامنا لأي محور بشكل جماعي لا فردي، لقد تعودنا القتال كجماعة ولا يتعلق الأمر بالتمويل فتمويلنا يأتي من القيادة المركزية والذي تتحصل عليه من ريع بعض المشاريع التي أسستها منذ بداية الثورة إلي جانب تبرعات بعض السوريين وحاليا يستخدم جزء منه لتأجير مساكن للمقاتلين المهجرين من الغوطة”.

 

وبالرغم من إقراره بوجود مشاكل جمة جراء تجمع مقاتلي فصائل عدة متباينة عن بعضها في المنهج العقائدي والفكري بإدلب، إلا أنه استبعد تماما “حدوث اقتتال فيما بينهم كما يراهن النظام وحلفاءه والدول المعادية للثورة”.

 

وأضاف “نعم هناك خلافات بين الحركة الرئيسية لأحرار الشام في إدلب وبين هيئة تحرير الشام (تحالف بين جبهة فتح الشام مع فصائل أخرى) ولكننا نأمل في أن نكون عامل تهدئة بينهم”. وأشار إلى أن فصيله “سيظل مرابطا كفصيل عسكري طالما بقيت هناك ولو جبهة واحدة للمواجهة مع نظام الأسد” تاركا قرار التحول لحزب سياسي أو غير ذلك من خيارات للظروف السياسية والعسكرية التي ستشهدها سوريا مستقبليا”.

 

وبالمثل فضل محمد علوش القيادي البارز بجيش الإسلام عدم التطرق كثيرا إلى خيارات مستقبل فصيله ما بين الانضمام لفصائل درع الفرات المدعومة من تركيا وبين التفكير في أطروحات الحل أو التحول لحزب سياسي.

 

مغادرة دون عودةمغادرة دون عودة

 

وشدد على أنه “من المبكر جدا في الوقت الحاضر الحديث عن أي شيء يتعلق بمستقبل الجيش”، مشيرا إلى أن فصيله بعد الخروج من الغوطة يعكف على “ترتيب أوراقه وصفوفه، أما تمويله فهو ذاتيا”. ونفى علوش ما تردد عن معاملة خشنة تلقاها مقاتليه طول رحلة الحافلات التي نقلت مسلحيه وعائلاتهم من دوما وحتى ريف حلب الشمالي، تلتها معاملة أكثر خشونة بمحطة الوصول الى مدينة جرابلس باعتباره فصيل غير مرحب به، وقال مشددا ” لا لم يحدث هذا كله”.

 

وأوضح “نعم تم تسليم السلاح الفردي من قبل مقاتلي الجيش كشرط لدخولهم لمخيمات الإقامة المؤقتة، ولكن هذا في البداية فقط وسيتم إرجاعه، كما أنه لم يسحب من الجميع”. وبعث علوش برسالة طمـأنة لبعض فصائل الشمال التي تردد أنها ترفض أو تتخوف من فكرة تواجد جيش الإسلام بكتلته الجماعية بذات مناطق نفوذها، مما قد يؤثر على التوازن الحالي بين قياداتها العسكرية، ويؤدي لاقتتال بينهم، وقال “هدفنا هو النظام والميلشيات المحتلة فقط”.

 

بالمقابل استبعد سمير النشار الخبير السياسي والعضو السابق في الائتلاف السوري المعارض أن يكون لدى أغلب الفصائل المسلحة القدرة على المواجهة مجددا مع النظام، لافتا لتجريدهم من أسلحتهم الثقيلة عبر اتفاقيات الإجلاء، كما أتبع مع فصائل الغوطة، فضلا عن تقلص جبهات المواجهة بينهم وبين النظام بفعل اتفاقات التقسيم والتهدئة والمصالحات التي تمت بالمقام الأول بين الدول الكبرى التي تتنازع على النفوذ بسوريا.

 

وقال النشار “القرار الآن هو قرار تلك الدول الكبرى، ولذا نتوقع أن تختفي تلك الفصائل من المشهد تدريجيا لعدم وجود أي جديد يقولونه عبر ممثليهم الإعلاميين. لقد انتهى دورهم”. واعتبر الخبير السياسي أن جيش الإسلام هو الخاسر الأبرز جراء الخروج من الغوطة.

 

وأضاف “الجيش الآن بمنحى صعب جدا بعد خسارة راعيه الإقليمي، وبات عليه أن يختار بين الانضمام لدرع الفرات للحفاظ على استمراريته ككيان عسكري موحد أو يكون عرضة للتفكك ربما عبر خيارات فردية لعناصره”.

 

ويرى النشار أن انضمام مسلحي الغوطة لتركيا إذا ما تحقق فعليا، سيكون ورقة رابحة بيد الأخيرة تستطيع استغلالها للتدخل وفرض سيطرتها العسكرية على محافظة إدلب تحت ذريعة تقاتل الفصائل داخل المحافظة، مشيرا إلى “مظاهرات متفرقة تخرج منذ شهرين تقريبا تطالب بهذا التدخل التركي كحل لوقف الاقتتال الدائر بين هيئة تحرير الشام وباقي الفصائل”.

 

لا مكان للمعارضةلا مكان للمعارضة

 

وبالمثل يرى رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان أن دور أغلب الفصائل قد انتهى فعليا، راهنا قدرة بعضها على التحول لأحزاب سياسية للاستمرارية وللاستفادة من غنائم السلطة بالمستقبل بقرار الدول الداعمة لها.

 

واستبعد عبدالرحمن أن تجد تلك التنظيمات صعوبة في التمويل، بالرغم من فقدان مناطق نفوذها بالغوطة، وأوضح “لقد غنموا الكثير عبر المتاجرة مع النظام عند الحواجز في البضائع وقوت السوريين وهي تجارة تصل عوائدها كل عام بملايين الدولارات. الجميع شاهد هجوم الأهالي بدوما على مستودعات جيش الإسلام واستيلائهم على ملايين الأطنان من السلع الغذائية عقب خروجه من المدينة فضلا عما ادخرته تلك الفصائل من التمويل الخليجي قبل ان يتوقف”.

 

وأشار عبدالرحمن إلى أن معركة الغوطة قد كشفت الكثير من الحقائق حول أعداد عناصر الفصائل المسلحة، وأوضح “هذه الفصائل كانت تتعمد تضخيم أعداد مسلحيها للحصول على المزيد من الرواتب من الدول الداعمة لها، فمثلا حركة أحرار الشام كانت تقول “إن لديهم 30000 مقاتل وظهر ان لديها 15000 فقط”.

 

وأضاف “طبقا لمصادرنا كل ما خرج من كافة فصائل الغوطة لم يزد عن 17 ألف وخمسمئة مسلح فقط. الكل كان يضخم عدده باستثناء جبهة النصرة، هؤلاء تحديدا كانوا يرددون أن عددهم بالغوطة 250 مسلحا واتضح عند عملية الإجلاء أنهم قرابة الـ900 مسلح”.

 

وأشار عبدالرحمن إلى قيام تركيا بتوطين ما يقرب من 1200 من عائلات مقاتلي فيلق الرحمن الذين قدموا من الغوطة في محل الأكراد الذين طردتهم من عفرين. وتوقع أن يشكل مقاتلو الفيلق وأحرار الشام بالغوطة نواة لقوة عسكرية جديدة تستخدمها تركيا لمحاربة هيئة تحرير الشام بالمستقبل، رغم علاقات الصداقة التي تربطهما الآن”. واستبعد “أن ينضم جيش الاسلام لقوات درع الفرات لوجود قرار أميركي يحول دون ذلك حتى لا يكون الجيش بقوته المنظمة أداة بيد تركيا تحارب به الأكراد حلفاء أميركا بشرق سوريا”.

 

الأسد لا يزال يمتلك قدرات كيميائية “محدودة” في عدد من المواقع

 

واشنطن- أكدت وزارة الدفاع الأميركية أن النظام السوري لا يزال قادرا على شن هجمات كيميائية محدودة في المستقبل، رغم عدم وجود مؤشرات على استعداده لشن مثل تلك الهجمات.

 

جاء ذلك في عقب الضربة الثلاثية التي قادتها واشنطن بمشاركة بريطانيا وفرنسا على مواقع للنظام السوري، السبت الماضي، رداً على الهجوم الكيماوي في مدينة دوما في السابع من نيسان الجاري.

 

وقال الجنرال كينيث ماكنزي مدير هيئة الاركان العسكرية الاميركية المشتركة ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد لا تزال لديه قدرات كيميائية “متبقية” في عدد من المواقع في مختلف انحاء البلاد.

 

واضاف ماكنزي امام صحافيين في البنتاغون “سيتمكنون من شن هجمات محدودة في المستقبل”، لكنه أضاف ان لا معلومات لديه بالتحضير لهجوم جديد. وتابع “عليهم التيقظ بينما يدرسون آلية تنفيذ هذه الهجمات لاننا نراقبهم ولدينا القدرة على ضربهم مجددا اذا دعت الحاجة الى ذلك”.

 

ووصفت دانا وايت، المتحدثة باسم البنتاغون، خلال مؤتمر صحافي في مقر الوزارة، الخميس، تلك الضربة بأنها “ناجحة”. وقالت وايت، إن “واشنطن لم تتلق أي تقارير عن سقوط ضحايا مدنيين جراء تلك الضربة”.

 

وأضافت أن “هذا دليل على مدى دقة الأسلحة التي استخدمتها الولايات المتحدة وحليفتيها (بريطانيا وفرنسا)”. وقالت “على الأسد أن يعلم أن العالم لن يتسامح مع استخدام الأسلحة الكيميائية تحت أي ظرف من الظروف”.

 

وكانت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا أطلقت في 13 ابريل الحالي اكثر من 100 صاروخ على ثلاثة مواقع سورية بينها مركز ابحاث كبير في دمشق ردا على هجوم كيميائي مفترض في دوما أوقع أكثر من اربعين قتيلا.

 

وأظهرت صور بالاقمار الصناعية عرضها البنتاغون تدمير هذه المواقع بشكل تام. وقال ماكنزي “لقد حققنا مستوى النجاح الذي أردناه ضد هذه الاهداف الثلاثة”. مضيفا “نعتقد انه هناك على الارجح بعض الكلور ومن الممكن غاز السارين في كل هذه المواقع”.

 

وتابع ان النظام السوري عاد الان الى “وضع طبيعي”، مضيفا “لا اعتقد اننا أردنا تغيير التوازن الاستراتيجي في سوريا من خلال تلك الضربات بل تلقينه درسا بان استخدام الغاز ضد النساء والاطفال امر سيئ”.

 

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا إن “القوات الحكومية السورية عثرت في الأراضي المحررة في الغوطة الشرقية على مستوعبات فيها كلور من ألمانيا وقنابل دخانية تم تصنيعها في سالزبري (جنوب انكلترا)”.

 

وأضافت زاخاروفا في مؤتمر صحفي عقدته الخميس “من المرجح جدا أن الاستفزاز الخاص بتسميم مواطنين روسيين في سالزبري كان مفيدا للاستخبارات البريطانية التي ربما هي من دبره بهدف تشويه صورة روسيا وقيادتها السياسية”.

 

وتابعت “لقد قامت بريطانيا بمثل هذه التصرفات على نحو دوري في وقت سابق وهذه الخطوة تتماشى تماما مع النهج العام المعادي لروسيا من قبل الحكومة البريطانية المحافظة الذي يهدف لشيطنة بلادنا”.

 

وتندد روسيا مرارا في الأيام الأخيرة بـ”اخراج” للفصائل المعارضة حول الهجوم المفترض في 7 ابريل في دوما الذي أوقع 40 قتيلا على الأقل بحسب أجهزة الاسعاف. وأدى الهجوم الذي نسبه الغرب إلى قوات النظام السوري إلى قيام واشنطن ولندن وباريس بشن ضربات على منشآت للنظام وتوتر دبلوماسي شديد.

 

وكانت موسكو أعلنت في الثالث من مارس العثور على “مختبر تحت الأرض لتصنيع مواد سامة بشكل يدوي” في سوريا. كما أعلنت في 14 من الشهر ذاته منه العثور على “مختبر آخر” في بلدة افتريس في الغوطة الشرقية.

 

ولا يزال يتعذر على فريق الأمم المتحدة المكلف بالتحقيق حول الهجوم الكيميائي المفترض التوجه إلى المكان الخميس لأسباب أمنية. كما تعرضت مهمة استطلاع لإطلاق نار قبل بضعة أيام.

 

مشاهدة مركبة للأمم المتحدة قرب موقع هجوم كيماوي مزعوم في سوريا

 

بيروت (رويترز) – قال شاهد من رويترز إن مركبة تحمل شعار الأمم المتحدة كانت في منطقة قريبة من موقع الهجوم الكيماوي المزعوم في مدينة دوما السورية يوم الجمعة ترافقها الشرطة العسكرية الروسية.

 

جاء وصول العربة بعد ثلاثة أيام من إعادة فريق أمني من الأمم المتحدة أثناء قيامه باستطلاع في دوما تمهيدا لزيارة فريق من المفتشين الدوليين التابعين لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

 

إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية – تحرير ليليان وجدي

 

ألمانيا: دخول صحفيين مواقع سورية لم يدخلها مفتشو الأسلحة الكيماوية يثير تساؤلات

برلين (رويترز) – قال متحدث باسم الخارجية الألمانية يوم الجمعة إن تمكن صحفيين روس من زيارة مواقع في سوريا لم يستطع مفتشو الأسلحة الكيماوية التابعون للأمم المتحدة دخولها يثير تساؤلات.

سيارات تقل مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيمائية في دمشق يوم 18 ابريل نيسان 2018. تصوير: علي حشيشو – رويترز

 

وقالت الولايات المتحدة يوم الخميس إن لديها معلومات موثوقة تشير إلى أن روسيا وسوريا تحاولان ”تطهير“ موقع الهجوم الكيماوي المشتبه في وقوعه في سوريا فيما تحاولان أيضا تأجيل وصول مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لموقع الهجوم الكيماوي.

 

إعداد دعاء محمد للنشرة العربية – تحرير ليليان وجدي

 

التلفزيون السوري: مسلحون يوافقون على الانسحاب من جيب جنوبي دمشق

من أنجوس مكدوال

 

بيروت (رويترز) – قالت وسائل إعلام رسمية إن مقاتلين في آخر منطقة خارج سيطرة الحكومة السورية قرب دمشق وافقوا على الاستسلام يوم الجمعة بعد قصف متقطع في الليل وخلال الصباح.

 

وذكر مصدر قريب من المفاوضات بين جماعات المعارضة المسلحة والحكومة لرويترز أن بعض المقاتلين من الجيب المحيط بمخيم اليرموك للاجئين سيرحلون إلى شرق سوريا حيث يهيمن تنظيم الدولة الإسلامية على بعض الأراضي بينما سيتوجه آخرون لمناطق تحت سيطرة المعارضة في الشمال الغربي.

 

وتأتي الخطوة بعد ما سرع الرئيس بشار الأسد جهوده لاستعادة ما تبقى من جيوب في يد المعارضة وتعزيز موقفه حول العاصمة في أعقاب هزيمة مقاتلي المعارضة في الغوطة الشرقية هذا الشهر.

 

وفي وقت سابق عرض التلفزيون الرسمي لقطات أظهرت سحبا كثيفة من الدخان حول سلسلة من المباني فيما سقطت قذيفة مدفعية مما أدى إلى انهيار أحد المباني وسط زخات أسلحة آلية وأصوات انفجارات بعيدة.

 

ولم تفلح الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية والفرنسية يوم السبت لمعاقبة الأسد على هجوم كيماوي مشتبه به في إبطاء تقدم قوات الحكومة السورية التي أصبحت حاليا في أقوى مواقفها منذ الشهور الأولى للحرب التي دخلت عامها الثامن.

 

واستهدفت الضربات الجوية والقصف مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين ومنطقة الحجر الأسود وهما جزء من جيب صغير مقسم بين جماعات متشددة وجماعات مسلحة أخرى جنوبي العاصمة.

 

وأظهرت لقطات بثها التلفزيون على الهواء مباشرة سحابة من الدخان الأسود حول إحدى المناطق فيما سمع دوي أعيرة نارية. ورأى شاهد من رويترز في وسط دمشق الضربات الجوية وهي تقصف المنطقة.

 

ويسرع الأسد حملته لاستعادة ما تبقي من جيوب يحاصرها الجيش في أنحاء سوريا مما سيجرد مقاتلي المعارضة من أي أراض إلا في معاقلهم الرئيسية في شمال غرب وجنوب غرب البلاد.

 

واتخذت الدول الغربية أول تحرك منسق ضد الأسد يوم السبت لمعاقبته على هجوم كيماوي مشتبه به تقول إنه قتل عشرات خلال حملة للسيطرة على مدينة في الغوطة الشرقية قرب دمشق.

 

لكن الضربات الجوية التي نفذت لمرة واحدة على ثلاثة أهداف بعيدا عن أي جبهة في القتال لم يكن لها تأثير يذكر على مجريات الحرب التي أزهقت أرواح 500 ألف شخص وشردت أكثر من نصف السوريين.

 

ولا يزال المفتشون الدوليون التابعون لمنظمة حظر الأسلحة الكيمائية الذين وصلوا دمشق قبل نحو أسبوع ينتظرون زيارة موقع الهجوم الكيماوي المشتبه به.

 

وتنفي سوريا وحليفتها روسيا استخدام الأسلحة الكيماوية في الهجوم على دوما. وتقول دول غربية إن الحكومة السورية التي تسيطر حاليا على دوما تمنع المفتشين من الوصول لموقع الهجوم وربما تطمس الأدلة هناك وهو ما تنفيه دمشق وموسكو.

 

وعبرت جماعة أطباء من أجل حقوق الإنسان وهي جماعة حقوقية مقرها الولايات المتحدة عن ”قلقها العميق“ من تقارير عن تعرض العاملين في مستشفى دوما ”لترهيب شديد“ بعد استعادة الحكومة السيطرة على المنطقة لمنعهم من الحديث عن الواقعة.

*نزوح

 

بدأ مقاتلو المعارضة يوم الخميس الانسحاب من الضمير وهو جيب شمال شرقي دمشق بموجب اتفاق مع الحكومة. وقال مسلحون في جيب القلمون الشرقي القريب إنهم وافقوا أيضا على الانسحاب.

 

ومن المتوقع أن يغادر آلاف المدنيين مع مقاتلي المعارضة إلى شمال سوريا قبل أن تعود المنطقتان إلى سيطرة الأسد بموجب اتفاقات على غرار ما حدث في مناطق أخرى بالبلاد مع تقدم قوات الجيش.

 

وأبدت الأمم المتحدة قلقها من أن ”عمليات الإجلاء“ هذه تتضمن نزوح مدنيين معرضين لخطر الانتقام أو التجنيد القسري. وتنفي الحكومة ذلك.

 

وبعد استعادة الجيش للغوطة الشرقية هذا الشهر في معركة ضارية بدأت في فبراير شباط واستسلام الضمير والقلمون الشرقي فلن يتبقى سوى جيب يقع جنوبي دمشق خارج سيطرة الحكومة في المنطقة المحيطة بالعاصمة.

 

ونقل التلفزيون السوري عن شرطة دمشق في وقت سابق يوم الجمعة قولها إن قصف المتشددين لحي قريب تسبب في إصابة خمسة أشخاص.

 

وكان اليرموك أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في سوريا قبل الحرب. ورغم فرار معظم سكان المخيم لا يزال هناك 12 ألفا يعيشون هناك وفي المناطق المحيطة تحت سيطرة جماعات متشددة أو مسلحة حسبما تشير تقديرات الأمم المتحدة.

 

إعداد سها جادو للنشرة العربية – تحرير ليليان وجدي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى