أحداث الجمعة 21 أذار 2014
«الائتلاف»: النظام قاس على الشعب … مرن مع إسرائيل
لندن، واشنطن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب –
حققت القوات النظامية السورية أمس تقدماً بدخولها قلعة الحصن الأثرية في ريف حمص وسط البلاد التي كان يسيطر عليها مقاتلو المعارضة منذ أكثر من سنتين، في وقت قال قيادي في «الائتلاف الوطني السوري» المعارض إن نظام بشار الأسد «انكشف على حقيقته من أنه ليس ممانعاً ومقاوماً، حين لم يقم بأي رد فعل عسكري على ما قامت به إسرائيل».
وجاء الهجوم على بلدة الحصن، آخر معقل لمقاتلي المعارضة في ريف حمص الغربي، بعد أيام من سيطرة القوات النظامية على مدينة يبرود، آخر أكبر معقل لمقاتلي المعارضة في منطقة القلمون شمال دمشق والتي تحد لبنان أيضاً، ثم تقدمها أول من أمس في بلدة رأس العين المجاورة ليبرود.
ولا يزال مقاتلون من مجموعات المعارضة المسلحة منتشرين في المنطقة الجبلية من القلمون في ريف دمشق، لكنهم شبه مطوقين، وتسعى القوات النظامية مدعومة من «حزب الله» اللبناني، إلى تأمين هذه المنطقة الحدودية، التي تقول السلطات السورية إنها ممر للسلاح والإمدادات والمسلحين.
وقال نشطاء إن انقطاعاً في خدمات الإنترنت حصل في معظم الأراضي السورية بما فيها دمشق، وإن الاتصالات الهاتفية الأرضية «تأثرت كثيراً» في العاصمة السورية.
كما قصف الطيران بـ «البراميل المتفجرة» أحياء عدة في حلب وريفها في شمال البلاد حيث قتل نحو 20 شخصاً بغاره على حي الجندول، بما فيها مستشفى الكندي، الذي نسفه مقاتلو المعارضة أول من أمس، في وقت سيطر مقاتلو المعارضة على موقعين لقوات النظام في حماة وسط البلاد، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ونشطاء.
من جهته، قال عضو الهيئة السياسية لـ «الائتلاف» فايز سارة في بيان، إن «نظام الأسد سبق وأن ظهر على حقيقته التي تخالف الأوهام التي حاولت إظهاره بأنه نظام ممانعة ومعاد لإسرائيل، حيث إنه لم يقم بأي رد فعل عسكري على ما قام به الاحتلال الإسرائيلي خلال العشر سنوات الأخيرة من حكمه. وجاءت الثورة لتثبت بأن نظام الأسد ليس معنياً بالدخول في مواجهة مع الاحتلال، في حين أنه دخل في أقسى مواجهة وحرب ضد الشعب السوري».
جاءت تصريحات سارة بعد تراجع النظام عن تهديداته بأنه سيرد على ضربات إسرائيل بعد الغارات التي شنتها إسرائيل ليلة أول من أمس وفجر أمس على قواعد لقوات النظام في الجولان. وقال سارة: «جبهة الاحتلال الإسرائيلي مع نظام الأسد من أكثر الجبهات هدوءاً، ولم تحصل فيها خروقات أمنية أو عسكرية منذ 1973».
في واشنطن، دعا تسعة أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي إلى سياسة أميركية «تهدف إلى تغيير موازين القوى على الأرض» في سورية تمهيداً لتطبيق اتفاق جنيف وفرض وقائع جديدة تقنع الأسد بأنه لا يمكنه البقاء. وجاء في رسالة وجهها تسعة أعضاء إلى الرئيس باراك أوباما، أن «السبيل الوحيد لجعل جنيف عملية جدية هي في تغيير موازين القوى على الأرض وتبديل حسابات الأسد بأنه لا يمكنه الاستمرار في حكم سورية».
قصف سوري على عكار يلاحق النازحين ولبنانيين حاولوا إغاثتهم
بيروت – «الحياة»
انتقلت مظاهر التدهور الأمني في لبنان وانعكاسات الحرب السورية عليه الى أقصى الشمال أمس، حيث استيقظ اللبنانيون على أنباء القصف السوري الجوي والمدفعي للهاربين من معارك بلدة الحصن السورية ومحيط قلعة الحصن في ريف حمص، الى قرى منطقة عكار القريبة، سواء كانوا من المقاتلين أو المدنيين من النساء والأطفال والعائلات، ما أدى الى مقتل وجرح العشرات منهم، سواء داخل الأراضي السورية أو داخل الأراضي اللبنانية، وبعضهم كان من جرحى المعارك الدائرة في الحصن. وأصاب القصف السوري قرى لبنانية حيث عمل مواطنون وجمعيات على إغاثة النازحين الذين أصيب بعضهم نتيجة اجتيازهم حقول ألغام فجراً. وتردد أن بين القتلى أحد قادة «جند الشام» اللبناني «أبو سليمان الدندشي». (للمزيد)
وتركز القصف السوري على مناطق وادي خالد، خصوصاً المجدل وخط البترول المقيبلة وبني صخر اللبنانية، حيث احترقت منازل وجامع البلدة، ما تسبب بإصابات عدة بين اللبنانيين أثناء محاولات سيارات الإسعاف نقل الجرحى السوريين. وسقطت قذائف سورية قرب حاجز للجيش اللبناني الذي عمل على تطويق المنطقة للحؤول دون سقوط المزيد من الضحايا.
وفيما نقل المصابون والقتلى بالعشرات جراء القصف السوري النظامي الى مستشفيات عكار وطرابلس التي غصت بهم وأخذت تطلب التبرّع بالدم، فإن شباناً محتجين على القصف قطعوا الطرق استنكاراً في طرابلس وأجبروا المحال التجارية على إقفال أبوابها، كذلك فعل شبان على طريق حلبا، فناشدهم وزير الداخلية نهاد المشنوق فتح الطرق للسماح بنقل المصابين. وسيَّر الجيش دوريات على الحدود وغادر بعض اللبنانيين في القرى التي تعرضت للقصف منازلهم. وعُقد اجتماع أمني برئاسة قائد الجيش العماد جان قهوجي وحضور قادة الأجهزة الأمنية كافة لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
واعتبر رئيس الجمهورية ميشال سليمان أنه «من غير المقبول استمرار اللبنانيين، سكاناً ومناطق، عرضة لقذائف أطراف الصراع في سورية، المطلوب من هؤلاء الفرقاء هو التوقف عن جعل المناطق اللبنانية هدفاً لقذائفهم وقصفهم المدفعي والجوي لأن لبنان لا يمكنه الاستمرار في تحمل هذا الأمر»، طالباً من الجيش «العمل على ضبط الحدود، كما المطلوب ايضاً ضبط هذه الحدود من الجانب الآخر تحت سقف احترام سيادة كل دولة للقوانين والمعاهدات الدولية».
وتجمّع عدد من الشماليين أمام مسجد السلام حيث ألقى رئيس هيئة العلماء المسلمين الشيخ سالم الرافعي كلمة طالب فيها بطرد السفير السوري في لبنان ودعا الدولة الى حماية المواطنين من القصف السوري.
وفيما شهدت محاور القتال بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة هدوءاً خلال النهار بعد اشتعالها ليل الأربعاء – الخميس، ما تسبب بإصابة 5 مواطنين بجروح، شهدت منطقة جرود عرسال في البقاع الشرقي الشمالي 20 غارة جوية سورية في اليوم الثاني لانتشار الجيش اللبناني فيها.
على الصعيد السياسي، نالت حــكومة الرئــــيس تمام سلام مساء أمس ثقة المجلس النيابي بـ96 صوتاً فــــي اليــــوم الثاني من الجلسة النـــــيابية التي حضرها 101 نائب من أصــــل 128، وامتنــــع نائب واحـــــد عن الـــتصويت على الـــــثقة فـــيما حجبها 4 من نواب «الـــــقوات اللبنانية» حـــضروا الجلسة، وتــــغيّب عدد من الأقطاب، منهم زعيم «تــــكتل التغيـــير والإصلاح» النيابي ميشال عون ورئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية.
ولم يحضر زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ونائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري بداعي السفر ونواب آخرون، كما تغيّب نواب لاعتراضهم على عملية تأليف الحكومة.
وسبق التصويت على الثقة رد من الرئيــــس سلام على مداخلات 35 متكلّماً من الــــنواب، خلال 15 ساعة توزعت على يومين، فأكد أن حكومته ستأخذ بملاحظــــاتهم لكنه أكد أنه «لا ينتظرن مـــــنا أحد المعجزات»، مشيراً الى أن عُمر الحكومة قصير، وقال: «سنقوم بكل ما نستطيع لمعالجة الأولويات الملحة». وشدد على أن «حكومتــــنا ليست لــــملء الفراغ الرئاسي، فالفراغ هو أسوأ ما يمكن أن يصــــيب نظامنا السياسي».
وإذ اعتبر سلام أن مداخلات النواب عكست هواجس وطنية «جاء بعضها صارخاً في تعبيره عن وجع الناس… ولن نَعِد بشيء لن تكون الحكومة قادرة على تنفيذه»، تابع ان «بعض المداخلات أصاب الحكومة ببعض الظلم، إما لأنه ألبس بيانها الوزاري لبوساً ليس له، وإما لأنه حمّلها أكثر مما تحتمل في الفترة القصيرة المتاحة أمامها. نحن لم نتناول العناوين الأساسية مواربة، ولم نتعامل مع البيان الوزاري باعتباره تمريناً لغوياً. نحن تحدثنا بلغة تسووية تشبه حكومتنا، التي هي نتاج توافق بين قوى مختلفة».
وقال: «نعيش زمناً بالغ الصعوبة داخل لبنان وفي جواره». وأشار الى «مخاض عسير لولادة الحكومة وإلى تلاقي الإرادات على حد مقبول من التوافق يؤمن عبور المرحلة الدقيقة بأقل قدر من الخسائر». ودعا الى تعزيز هذا التلاقي ليشكل شبكة حماية لبلدنا.
وكانت مداخلات الأمس شهدت مداخلات سياسية عبّرت عن الانقسام السياسي في البلاد، لا سيما في ما يخص مشاركة «حزب الله» في القتال في سورية، فضلاً عن القصف السوري على عكار.
ورد بري ونواب آخرون على مواقف أعلنها النائب خالد الضاهر حيال الجيش، وكذلك على مداخلة للنائب أحمد فتفت انتقد فيها إرسال وفد باسم البرلمان الى طهران للتضامن مع النظام السوري. وتناولت مداخلة للنائب جورج عدوان مثل سائر النواب ضرورة تأمين النصاب لجلسة انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية.
واعتبر رئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة، أن الحكومة «فرصة ثمينة علينا التقاطها لإنجاحها… ولن نتوقف عند العنتريات الرخيصة». وقال: «شاركنا في هذه الحكومة على رغم الخلافات العميقة…»، ودعا «حزب الله» للعودة الى لبنان لأن «ما يمكن إصلاحه اليوم قد يتعذر غداً». وقال: «نحن في انتظار دعوة رئيس الجمهورية الى الحوار، علّنا نصل الى تفاهم بيننا».
واختتم المداخلات رئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد، الذي أعلن «الحرص على نجاح الحكومة، ونحن نقدر عالياً صدق وصبر وهمّة رئيسها». وأضاف: «أراد البعض أن تكون حكومة ربط نزاع (يقصد الرئيس الحريري) تعلّق الخلافات الى حين. يحاول هذا البعض أمام جمهوره أن يجتهد لتبرير مشاركته في الحكومة، خصوصاً أن التحولات خيبت ظنونه ولم يوفق لتحقيق شروطه».
ولفت الى أن الحكومة أكدت على حق اللبنانيين في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وإلى أن «التراجع فضيلة خاصة، فلا داعي لرفع السقوف في المواقف وتجييش الشارع، والحكومة فرصة للجميع لمراجعة ما هم عليه».
وقال إن «حزب الله» دخل سورية «لا لقتال الشعب السوري إلى جانب النظام، بل لقتال من أراد أن يفرض نموذجه الإرهابي التكفيري ليحكم سورية…».
دخول الجيش السوري النظامي قلعة الحصن يعزّز سيطرة النظام على الحدود مع لبنان
(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ، سانا)
دخلت القوات النظامية السورية قلعة الحصن الاثرية في محافظة حمص بوسط سوريا امس ورفعت عليها العلم السوري، بعدما سيطر عليها مقاتلو المعارضة المسلحة طوال اكثر من سنتين. وبلدة الحصن هي آخر معقل لمقاتلي المعارضة في ريف حمص الغربي، ومن شان السيطرة عليها اقفال الطريق الى الحدود مع لبنان في تلك المنطقة على المعارضة المسلحة.
واعلنت الامم المتحدة ان قافلة مساعدات انسانية جمعتها منظمات عدة تابعة للامم المتحدة، عبرت للمرة الاولى النقطة الحدودية التركية – السورية في نصيبين في اتجاه مدينة القامشلي في شمال شرق سوريا. كما اعلنت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية ان النظام السوري نقل أو أوزال من اراضيه اكثر من نصف ترسانته من هذه الاسلحة.
قلعة الحصن
وقالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية إن “وحدات من الجيش العربي السوري بالتعاون مع الدفاع الوطني تمكنت ظهر اليوم (امس) من رفع علم الجمهورية العربية السورية فوق قلعة الحصن وإعادة الأمن والاستقرار إلى بلدة الحصن والبلدات المحيطة بها التي اتخذتها العصابات الإرهابية مقرا لتجميع السلاح والإرهابيين المتسللين عبر الحدود اللبنانية ومنطلقا للاعتداء على السكان المدنيين الآمنين في المناطق المجاورة”. وأضافت: “إن هذا الانتصار الكبير يأتي استكمالا للنجاحات التي حققها الجيش العربي السوري في منطقة تلكلخ في الريف الغربي لمدينة حمص وليحكم إغلاق المناطق الحدودية مع لبنان ويعزز أمن الطريق الدولي الذي يربط المنطقتين الوسطى والساحلية ويضيق الخناق على ما تبقى من البؤر الإرهابية في محافظة حمص”.
ورأت “أن القضاء على التنظيمات الإرهابية في منطقة الحصن يأتي نتيجة مباشرة للانتصارات المتتالية التي يحققها الجيش العربي السوري والتي أدت إلى انهيار متسارع في معنويات العصابات الإرهابية ومتزعميها وتجدد العهد لأبناء شعبنا بمزيد من الانتصارات حتى يعود الأمن والاستقرار إلى ربوع الوطن”.
وبثت قناة “الميادين” التي تتخذ لندن مقراً لها مشاهد مباشرة بدا فيها عدد من الرجال باللباس العسكري داخل القلعة وهم يرفعون العلم السوري ويلوحون به على سطحها، بينما تسمع اصوات رشقات رشاشة غزيرة.
وتحدث مصدر عسكري سوري عن مقتل 11 مقاتلا معارضا في مكمن نصبته لهم القوات النظامية لدى فرارهم من بلدة الحصن في اتجاه الاراضي اللبنانية. واكد مصدر امني لبناني تعرض نازحين من سوريا لقصف لدى عبورهم معابر غير قانونية متفرقة على مجرى النهر الكبير الذي يفصل البلدين، وتسجيل عشرات الاصابات. وأفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان “عشرات القتلى والجرحى” سقطوا نتيجة استهدافهم بالقصف من القوات النظامية بين الحصن والحدود اللبنانية. وبين القتلى قيادي لبناني في مجموعة “جند الشام” التي كانت تقاتل في قلعة الحصن يدعى خالد المحمود، وهو معروف ايضا بخالد الدندشي وابو سليمان.
وقال المصدر الامني اللبناني ان “60 جريحا” ممن اصيبوا في القصف لدى محاولتهم دخول لبنان نقلوا الى مستشفيات الشمال، موضحاً ان القصف طاول منطقة وادي خالد اللبنانية واصاب منزلا باضرار.
وقال خالد حسين الذي شارك في نقل الجرحى والنازحين في منطقة وادي خالد ان “عملية النزوح من الحصن الى وادي خالد بدأت قبل ثلاثة ايام”، وان 70 شخصا ادخلوا أمس غير المصابين. واشار الى وجود “جثث في مجرى النهر الكبير”. وأكد “ان هناك عددا كبيرا من المقاتلين اللبنانيين السنة في الحصن مع مقاتلي المعارضة، وعدد كبير منهم من الشمال”.
وجاء سقوط الحصن والقلعة في أيدي الجيش النظامي بعد إحكام سيطرته الأحد على مدينة يبرود وهي واحدة من آخر معاقل مقاتلي المعارضة على الطريق السريع بين دمشق وحمص، الامر الذي سيضيق الخناق على طرق إمدادات المعارضة.
وأوردت “سانا” أن “وحدات من الجيش قضت على عدد من الإرهابيين على مشارف بلدة المشرفة شمال غرب بلدة يبرود بعدما سيطرت على التلال الحاكمة المطلة على البلدة وبين القتلى أيمن عيسى ومحمد خانكان”. وشن سلاح الجو السوري منذ مساء االاربعاء وحتى بعد ظهر الخميس سلسلة غارات على بلدة عرسال اللبنانية الحدودية مع ريف دمشق. ورجح مصدر امني لبناني ان يكون استهدف مقاتلين فارين من منطقة القلمون.
وقالت الوكالة ايضا: “أسفرت اشتباكات جرت في حي الجمعيات ومحيط مقام السيدة سكينة في مدينة داريا عن تدمير اسلحة وذخيرة وايقاع عدد من الارهابيين قتلى ومصابين”. وأضافت أن “عمليات لوحدات من جيشنا في مزرعة الصيصان بمنطقة دوما أسفرت عن تدمير وكر للارهابيين ومقتل سبعة منهم وإصابة آخرين إضافة إلى تدمير سيارة بما فيها من اسلحة وذخيرة ومقتل مالك صوفان متزعم مجموعة إرهابية إلى الشرق من حرستا”.
وافاد مصدر في قيادة شرطة ريف دمشق أنه “تمت تسوية أوضاع 18 شخصا في معلولا ويبرود والنبك وحوش عرب الذين سلموا أنفسهم وأسلحتهم بمساع من لجان المصالحة الوطنية في هذه البلدات بعدما تعهدوا عدم القيام بأي عمل من شأنه الإخلال بأمن وسلامة الوطن”.
“داعش” يهجر الاكراد
على صعيد آخر، اعلن المرصد السوري ان تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) هجّر نحو 600 كردي سوري من محافظة الرقة الخاضعة لسيطرته في شرق سوريا.
وقال ان “الدولة الإسلامية في العراق والشام هجّرت من قرى تل أخضر وتل فندر واليابسة ومدينة تل أبيض نحو 600 مواطن كردي بينهم مسنون ونساء، عشية احتفالات المواطنين الكرد بالعيد القومي الكردي “النوروز”. واضاف ان الجماعة الجهادية المتطرفة اعتقلت ايضا “عشرات الشبان الكرد من هذه المناطق وأطلقتهم في ما بعد، وأعطتهم مهلة حتى مساء اليوم (الخميس) لمغادرة المناطق التابعة لـ (ولاية الرقة)”، الاسم الذي اطلقه التنظيم على محافظة الرقة بعد سيطرته عليها. واوضح ان “نحو 540 من المهجرين دخلوا الأراضي التركية، وأكثر من 20 مواطنا كرديا تمكنوا من الوصول إلى مدينة عين العرب (كوباني)، وتمت مصادرة أملاك المواطنين الكرد الذين هجرتهم الهيئة الشرعية التابعة للدولة الإسلامية بحجة تأييدهم لوحدات حماية الشعب الكردي”. وتخوف من “أن تهاجم الدولة الإسلامية قرى أخرى في الريف الغربي لمدينة تل أبيض، يقطنها مواطنون كرد”.
الجيش السوري «يضبط» الحدود مع لبنان
تأمين ارتباط دمشق بالساحل.. وعشرات القتلى بين المسلحين
زياد حيدر
أزاح الجيش السوري عبئا كبيرا عن كاهله، وكاهل مجمل قرى ريف حمص الغربي، بسيطرته، امس، على آخر ملجأ لمسلحي «جند الشام» و«جبهة النصرة» في قلعة الحصن التاريخية، وذلك بعد تحصنهم فيها لما يزيد عن عامين، وهو تطور عسكري له اهميته الاستثنائية بعد معركة يبرود، اذ يساهم في تعزيز أمن الطريق الدولي الذي يربط بين العاصمة دمشق ومنطقة الساحل السوري.
ويمكن مع اقتراب الحسم في معركة القلمون، التي يخوضها الجيش مع حليفه «حزب الله»، القول إن كل قدرة الإسناد والتموين العابرة للحدود من لبنان، تكون قد اندثرت، وأن رهان الحليفين يبقى على إمكانية الحفاظ على هذا النصر الميداني لوقت طويل، علما أنها لن تكون مهمة سهلة، في ظل التوتر الإقليمي القائم.
ورغم أن مصادر الجيش والأطراف السورية تشير إلى قتلى وجرحى بالمئات في القلعة وعلى أسوارها، وعلى طرق العبور إلى لبنان عبر القرى المجاورة، إلا أن عددا كبيرا تمكن من الفرار أيضا، إلى جرود عرسال وعكار ومنطقة وادي خالد.
وقتل في المعركة التي استمرت عدة أسابيع، بدءا من قرية الزارة وحتى الحصن، أمير تنظيم «جند الشام» خالد المحمود، الملقب بأبي سليمان الطرابلسي (أو الدندشي)، بعد إصابته خلال محاولته الهرب من القلعة.
ووفق معلومات رائجة، فإن الطرابلسي طلب من الجيش السوري عبر وسطاء، بينهم لبنانيون، فتح «خط انسحاب له ولعشرات المرافقين للعودة إلى سهل عكار»، وترافق الطلب مع «وعود بالمال وعدم إطلاق طلقة نارية واحدة»، إلا أن أوامر الجيش كانت بعدم «التهادن مع المقاتلين الأجانب». ومعلوم أن جلّ من في منطقة الريف الغربي لحمص، هم من المقاتلين اللبنانيين والفلسطينيين الآتين من لبنان، بعد أن انحسر وجود المقاتلين السوريين، بعد المصالحات التي جرت في الريف الغربي مرورا بقرية المتراس وتلكلخ وصولا إلى الزارة.
وأقرّت «جند الشام» بمقتل الدندشي «أمير» الجماعة في ريف حمص الغربي، كما وصفه البيان، الذي شدد على أن الدندشي «لم يرض أن يخرج من قلعة الحصن تاركاً وراءه النساء والأطفال والعجائز»، وأنه «بالفعل كان كما قال، وبقي في آخر الركب يدافع عن الأطفال والنساء والعجائز حتى استقبله كمين غادر وأصيب بطلقات عدة في جسده، وجراء القصف الكثيف المتواصل لم نستطع سحب كامل الجثث».
وأكد البيان مقتل مَن وصفهما بأبرز القادة العسكريين في «جند الشام»، وهما أبو النور قتيبة العكاري وأبو منصور الحجازي.
وتعاطى القادة الميدانيون منذ أمس الأول مع الحصن باعتبارها ساقطة عسكريا، وذلك بعد الانتهاء من حصارها، واقتحام قرية الحصن الملاصقة لها، وبعد تمكن الجيش من حصر المعركة بمحيط القلعة، والسيطرة على مجال الرؤية المحيط بها، بعد تمركزه في تلال قرية الشويهد.
وشن الطيران الحربي غارات على أطراف القلعة، لمنع حصول أية اختراقات أو هروب للمقاتلين. وتعمد الجيش استخدام الطيران نتيجة ارتفاع القلعة الأمر الذي كان يعطي أفضلية للمقاتلين المتمترسين فيها. كما توزعت مجموعات من الجيش في المناطق المحيطة بالقلعة، ولاسيما القريبة من الحدود اللبنانية قرب النهر الكبير ومنطقة القبية، ونصبت كمائن للمسلحين الذين تمكنوا من الهرب من ساحة القتال.
ولم تعرف حصيلة القتلى، في ظل تضارب الأرقام، وإن تشابهت في الإشارة إلى خسائر كبيرة بصفوف المقاتلين، وصلت أحيانا الى رقم 140 قتيلا ومئات الجرحى. وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، إلى «عشرات القتلى والجرحى» نتيجة استهدافهم بالقصف من القوات السورية بين الحصن والحدود اللبنانية.
وبحدود الثالثة ظهر أمس، دخل عناصر الجيش السوري القلعة، ورفعوا العلم السوري على الأبراج الجنوبية الشرقية منها، في وقت كانت تدور معارك على طرفها الغربي مع من بقي من المتمترسين، حتى نهاية المعركة بسيطرة الجيش الكاملة على القلعة وقرية الحصن المجاورة لها.
وصاحب هذه العملية استهداف للمدفعية لمحيط السور الشرقي، كما رافقتها إزالة ألغام كانت زرعت على مداخل القلعة، وحلق الطيران الحربي «ابتهاجا» على ارتفاعات منخفضة، بعد سيطرة الجيش الكاملة على المنطقة.
وأكد الجيش السوري، في بيان، سيطرته الكاملة على كامل قطاع ريف حمص الغربي. وأوضح أن «وحدات من الجيش العربي السوري بالتعاون مع الدفاع الوطني تمكنت من رفع علم الجمهورية العربية السورية فوق قلعة الحصن، وإعادة الأمن والاستقرار إلى بلدة الحصن والبلدات المحيطة بهـا، والتي اتخذتها العصابات الإرهابية مقرا لتجميع السلاح والإرهابيين المتسللين عبر الحدود اللبنانية، ومنطلقا للاعتداء على السكان الآمنين في المناطق المجاورة».
وأضاف البيان «يأتي هذا الانتصار الكبير استكمالا للنجاحات التي حققها الجيش العربي السوري في منطقة تلكلخ في الريف الغربي لمدينة حمص، وليحكم إغلاق المناطق الحدودية مع لبنان ويعزز أمن الطريق الدولي الذي يربط المنطقتين الوسطى والساحلية، ويضيق الخناق على ما تبقى من البؤر الإرهابية في محافظة حمص». ونسب نجاح الجيش إلى «الانهيار المتسارع في معنويات العصابات الإرهابية ومتزعميها نتيجة للانتصارات المتتالية التي يحققها الجيش السوري».
وبثت قناة «الميادين» صورا مباشرة بدا فيها جنود داخل القلعة، وهم يرفعون العلم السوري ويلوحون به على سطحها، بينما تسمع أصوات رشقات رشاشة. وقال عقيد في الجيش السوري «تم تحرير قلعة الحصن والأرياف والقرى المجاورة، معقل الإرهابيين في ريف تلكلخ ومنطقة وادي حمص». وأضاف «استراتيجيا، هذا يعني أن خط الإمداد الذي كان يبدأ من وادي خالد في لبنان في اتجاه تلكلخ ثم حمص انقطع، وحدّينا (قللنا) من تسلل المسلحين والإرهابيين من داخل سوريا ومن لبنان ودول أخرى».
وبسيطرة الجيش على القلعة، باعتبارها نقطة تواجد المسلحين الأخيرة في ريف حمص الغربي، يكون قد انتهى تماما من عملية تطهير المنطقة، خلافا لما هو عليه الوضع في ريف المدينة الشرقي، الممتد نحو حماه، حيث يتمركز عدد كبير من الكتائب المسلحة في مدينة الرستن، والتي ستتأخر على ما يبدو معركتها، بسبب اتصالها بريف حماه المتوتر، وارتفاع عدد المقاتلين المتواجدين فيها.
كما سيتمكن الجيش، بانتصاره في معركة القلمون والتي دخلت مراحلها الأخيرة، من إقفال طرق الإمداد من شمال وشرق لبنان إلى المجموعات المقاتلة في غرب سوريا، والتي تضاءل حجمها بشكل جذري في الأسابيع الأخيرة.
سقوط قلعة الحصن.. يُنهي الوظيفة اللبنانية الشمالية في سوريا
مع سقوط قلعة الحصن الواقعة في وادي النصارى، وفرار المسلحين الذين كانوا يتحصنون فيها باتجاه الحدود اللبنانية ـ السورية لجهة وادي خالد على دفعات، يكون الجيش السوري قد أطبق على الريف الغربي لحمص المحاذي للحدود مع لبنان، وأنهى الوظيفة اللبنانية الشمالية في دعم المسلحين المعارضين ضمن العمق السوري.
ومن المفترض مع هذا السقوط أن تقفل منافذ التسلل وتهريب السلاح والتواصل والدعم من الريف الغربي لحمص وإليها عبر الحدود الشمالية.
ولم تعد تملك المجموعات تلك سوى أعمال التخريب عن بُعد، واستهداف الجيش السوري عبر الأراضي اللبنانية. ما سيكون له تداعيات قاسية، لا سيما في ظل عدم تواني الوحدات العسكرية السورية في دك أي مصدر للنار من الأراضي اللبنانية بالمدفعية الثقيلة.
ويرجّح أن تُقابل أي محاولة تخريب يقوم بها هؤلاء باعتراض أهالي القرى الحدودية الذين لم يعودوا قادرين على تحمل النيران السورية التي تستهدفهم.
وتشير المعلومات لـ«السفير» إلى أن غالبية المسلحين اللبنانيين الذين كانوا يأخذون من قلعة الحصن مقراً لهم، قد نجحوا في دخول الأراضي اللبنانية فجراً، قبل أن يبدأ الجيش السوري باستهداف المتسللين، وأن هؤلاء يتوزعون بين طرابلس والضنية والمنية والقرى الحدودية، وأن عودتهم إلى منازلهم أحيطت بسرية تامة لعدم لفت الأنظار الأمنية إليهم.
وتتخوف أوساط شمالية متابعة من تداعيات عودة هؤلاء المسلحين الى مناطقهم، خصوصاً بعدما تشرّبوا على مدار سنتين أمضوها في سوريا، الفكر التكفيري الجهادي، وخاضوا تدريبات عسكرية ومعارك. فضلا عن الخوف من إمكانية أن يستخدم هؤلاء في الداخل اللبناني، لا سيما في طرابلس على جبهات التبانة والقبة وجبل محسن، أو في بعض قرى عكار، وذلك كرد فعل انتقامي على ما أصابهم.
وتتخوف هذه الأوساط من التداعيات التي يمكن أن تحصل في الشارع في حال تم توقيف أي من هؤلاء المسلحين.
الائتلاف السوري المعارض يهنئ بالربيع في جمعة إسقاط رئيسه
علاء وليد- الأناضول: هنأ الائتلاف المعارض، السوريين بمناسبة عيد “النوروز″ وبداية فصل الربيع، في جمعة دعا فيها معارضون لخروج مظاهرات تحت شعار (إسقاط رئيس الائتلاف) أحمد الجربا.
وفي بيان أصدره، ووصل (الأناضول) نسخة منه، هنأ الائتلاف جميع السوريين بمناسبة عيد النوروز، وخص بالذكر “أبناء سوريا من الكرد”.
وأضاف البيان أن “هذا اليوم الجديد، الذي يصادف بداية فصل الربيع؛ يتطلع السوريون للخلاص من نظام القمع، كي يتمكنوا من بناء سوريا بسواعدهم من جديد، فتصبح بلداً حراً يفخر بتنوعه وغناه وإرثه الحضاري المتجذر في التاريخ، وينعم أبناؤه بالحرية والعدالة والمساواة في ظل دولة ديمقراطية مدنية”.
وحدّدت أكبر تنسيقية تابعة للمعارضة الخميس، الشعار الذي ستخرج تحته المظاهرات الأسبوعية في المناطق الخاضعة للمعارضة داخل سوريا الجمعة، باسم “جمعة إسقاط رئيس الائتلاف المعارض أحمد الجربا”.
وذكرت تنسيقية “الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011″ على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك9، التي تملك أكثر من 886 ألف مشترك، أن نتيجة التصويت على شعار مظاهرات الجمعة الذي تعتمده التنسيقية منذ اندلاع الثورة في البلاد ضد حكم بشار الأسد مارس/ آذار 2011، استقرت على “جمعة إسقاط رئيس الائتلاف المعارض أحمد الجربا”، بأغلبية 60% من المصوتين.
وكتب مشرف على الصفحة، لم يحدّد اسمه، أن الاستقرار على تسمية الجمعة بأغلبية 60%، جاء نتيجة “شعور الثوار بأن السياسيين في المعارضة لم يكونوا بحجم التوقعات، ولم يكونوا بحجم المسؤولية التي تقدّموا لحملها”.
ويعتبر الكرد “نوروز″ عيدا وطنيا وقوميا ومناسبة للانعتاق من الظلم استنادا إلى اسطورة تتحدث عن ملك ظالم تخلص الناس منه في ذلك اليوم وأشعلوا النيران احتفالا بذلك.
وجرت العادة على إيقاد شعلة نوروز في مساء اليوم الذي يسبق 21 مارس/ آذار الذي يخصص للتنزه في أحضان الطبيعة.
كما يمثل عيد نوروز بالنسبة للشعب الكردي معاني خاصة، فمن جهة يرمز إلى قدوم فصل الربيع وانبعاث الطبيعة، كما كان هذا العيد على مرّ التاريخ نقطة تحوّل في حياة الشعب الكردي، إذ تمثل نوروز رسالة الحياة والأمل والتحرر ومواجهة الظلم والاستبداد، حيث يرمز هذا العيد الى ان الكرد رفضوا الظلم قبل 2700 عام.
مقاتلون سوريون جرحى في عرسال يتحدثون عن تحولهم “حقل تجارب” لأسلحة جديدة يستخدمها حزب الله وقوات النظام
عرسال- الأناضول: لم تعد غرف مستشفى “الرحمة” في منطقة عرسال شرقي لبنان تتسع للمزيد من المقاتلين السوريين الجرحى الذين يسقطون في معارك القلمون المحتدمة في سوريا.
فخالد (20 عاما)، الذي أصيب في رجله وهو يقاتل في منطقة يبرود، وُضع على مرتبة على الأرض في أحد أروقة المستشفى بعد أن تلقى العلاج. أما راتب حسنة (22 عاما) فالحظ أسعفه وحصل على سرير متحرك وضع في أحد الزوايا.
خالد وراتب يرويان كعشرات المقاتلين في المستشفى الذي لا يزال قيد الانشاء، قصص المعارك الدامية والمستمرة في مناطق القلمون، الا أن معظمهم اصيب على جبهات يبرود التي سيطر عليها النظام مدعوما بعناصر حزب الله وألوية عراقية نهاية الاسبوع الماضي.
تختلف رواياتهم باختلاف الجبهات التي كانوا يقاتلون عليها وظروف اصاباتهم، الا أن الكل يجمع على استخدام قوات النظام السوري وعناصر حزب الله اسلحة جديدة لم يشهدوها من قبل، ويشتكون من تحولهم “حقل تجارب” لهذه الأسلحة.
أحد قادة المجموعات المقاتلة في يبرود، والذي رفض ذكر اسمه مكتفيا بالقول أنّه “مجاهد في سبيل الله”، لفت أنّه لم ير يوما مثيلا للاسلحة التي يقاتل بها حزب الله، وقال للأناضول: “حتى خلال فترة الخدمة العسكرية لم أر هذا النوع من السلاح، هم يأتون بأسلحة من ايران والعراق وروسيا ليجربوها علينا، وكأننا أصبحنا حقل تجارب لهم”.
ويعتبر “المجاهد” الذي افترش الأرض في احدى زوايا المستشفى أن “مجرد الصمود لفترة في يبرود بمثابة انجاز، فسلاحنا عبارة عن بندقية أو قذيفة أر بي جي أما سلاحهم فمدفعية وصواريخ وبراميل متفجرة وقذائف”.
وأكّد أن حزب الله ولوائي “أبو فضل العباس وذو الفقار” يقاتلان الى جانب قوات النظام في القلمون، معتبرا أن “كل الألوية الشيعية تتجمع لقتال السنة” في سوريا. واضاف: “الدور الأساسي بحسم معركة يبرود يعود لحزب الله”.
وينتظر “المجاهد” أن تشفى الجراح الخطيرة التي أصيب بها في رجله ليعود الى القتال، تماما كراتب حسنة المصاب في حوضه، والذي يجزم أيضا بأنّه عائد الى ساحة المواجهة وأنّه سيقاتل حتى آخر نقطة دم في جسده.
حسنة الذي كان يقاتل في منطقة ريما في القلمون، تحدث عن اعتماد قوات النظام السوري تماما كعناصر حزب الله على صواريخ الـ(كورنت) وهي صواريخ روسية مضادة للمدرعات، “الا انّها تستخدم في معارك القلمون لاستهداف الأفراد”.
وقال حسنة للاناضول: “هم يجربون فينا كل أنواع الأسلحة ويستخدموننا كحقل تجارب، لم يعودوا يستخدمون الرصاص والمدفعية والقذائف انما فقط الصواريخ”.
وأكّد أنّه تم قتل واسر عناصر من حزب الله لا يزالون بقبضة مقاتلي المعارضة في القلمون.
ويبدو مستشفى الرحمة اشبه بمشفى ميداني نظرا لكونه قيد الانشاء ولا يحتوي الا على غرفة واحدة للجراحة لا تكاد أن تفرغ حتى يدخل جريح جديد اليها. هناك الدماء تملأ الارض ورائحتها تفوح في المكان، فيما الكل منهمك باسعاف هذا وتضميد جراح ذاك.
في احدى الغرف المتاخمة لغرفة العمليات، يرقد أحد الأطباء، فهو ايضا اصيب في يبرود خلال قيادته سيارة اسعاف ونقله الجرحى الى رنكوس السورية وعرسال اللبنانية.
وروى الدكتور أبو صالح (27 عاما) لـ(الأناضول) كيف اصيبت سيارة الاسعاف بصاروخ كورنت حراري ما “أدّى لاصابتي اصابة مباشرة في الظهر والى حروق مختلفة في جسدي”.
واشار أبو صالح الى أنّها المرة الأولى التي يشهد فيها على معركة تستخدم فيها أسلحة تصيب بحروق مماثلة في الأجساد المصابة، لافتا الى أن صواريخ الكورنت تترك “حروقا شديدة بخلاف قذائف الدبابات التي تطلق شظايا تترك جراحا مختلفة”.
وأوضح الخبير العسكري رياض قهوجي الى ان صواريخ االكورنت الروسية الصنع هي عادة مضادة للدروع لكن هناك نوع آخر منها مضاد للمشاة، وهي “ذات مفعول كبير وعندما تستهدف الفرد لا يبقى شيء منه”.
وتتميز هذه الصواريخ بدقة اصابتها التي تتراوح ما بين 90 و 95% على مدى 4 كلم. وقال قهوجي لـ”الأناضول”:”النظام السوري يمتلك صواريخ مماثلة كما حزب الله الذي استخدمها في حربه ضد اسرائيل في العام 2006″.
ولفت الى ان المعارضة السورية قد تكون حصلت على صواريخ مماثلة بعد سيطرتها على مخازن اسلحة تابعة للنظام.
وقد بدأ العمل بمستشفى “الرحمة” قبل 3 اشهر وهو يستقبل يوميا ما بين 150 و 200 مريض يوميا من اللاجئين السوريين في عرسال، بحسب ما يؤكد الطبيب المسؤول باسم قليح.
واوضح قليح في حديث مع وكالة “الأناضول” أن 10 أطباء سوريين ولبنانيين، يعملون حاليا في المستشفى الى جانب كادر تمريضي من 20 ممرض، “لكن ومع احتدام معارك القلمون اصبحنا نتعرض لضغط هائل، اذ يصلنا يوميا ما بين 10 و 15 جريحا معظمهم بحاجة لجراحات”.
واشار الى انّهم ظلوا مؤخرا ليلتين من دون نوم يعملون بشكل متواصل حتى يتمكنوا من تأمين العلاج لعشرات الجرحى الذين توافدوا من يبرود.
وقال أنّهم متفاجئون من نوعية الاصابات التي يعاينون، موضحا أنّه “بفترة من الفترات كان يتم استهداف المقاتلين بالرؤوس والأعين وفي معظم الاحيان كان يتم التصويب على العينين ما يؤدي مباشرة للعمى”.
واضاف أن الاسلحة المستخدمة حاليا تؤدي “لتفتت العظام وتحرق أيضا الأوعية والأعصاب وكأن هناك شيئا خطيرا فيها”.
ونظرا للأعداد الكبيرة للمقاتلين الذين يصل كثير منهم بحالات حرجة الى المستشفى، بات العشرات من اللاجئين السوريين المتواجدين في عرسال ويتخطى عددهم الـ100 ألف، يئنون من عدم قدرتهم على تلقي العلاج واضطرارهم للانتظار ساعات طويلة ليتمكن الطبيب من معاينتهم.
المعارضة السورية تهاجم معبر ‘كسب’ الحدودي مع تركيا وتستولي على عشرات الدبابات لقوات النظام في القلمون
هاطاي- اسطنبول- الأناضول: شنت قوات الجيش الحر، هجوما على معبر “كسب” الحدودي مع تركيا، الذي يسيطر عليه جيش النظام السوري، وعلى بلدة كسب، بمحافظة اللاذقية، صباح الجمعة.
وسُمعت أصوات الاشتباكات في منطقة “يايلاداغي” بمحافظة “هاطاي” التركية، التي تبعد ثلاثة كيلومترات عن كسب، وفي القرى التركية القريبة.
وطلبت السلطات التركية من مواطنيها القاطنين في المناطق الحدودية القريبة، توخي الحذر. كما رفعت القوات التركية المتواجدة في المنطقة من درجة تأهبها، وزادت من التدابير المتخذة على الحدود.
وتواردت أنباء عن سيطرة المعارضة السورية على 3 مراكز للشرطة، في المنطقة، كانت تحت سيطرة قوات النظام، وسقوط عدد من الجرحى خلال الاشتباكات.
ومن جهة أخرى، سيطر مقاتلو المعارضة السورية على نحو 40 دبابة، من مستودعات لقوات النظام السوري في منطقة القلمون.
وأفاد ناشطون لمراسل الأناضول أن فصائل من الجيش الحر تمكنت من السيطرة في وقت سابق على مستودعات الدبابات 559 التابعة للنظام في منطقة القلمون بريف دمشق، فضلا عن اغتنام مركبات عسكرية ثقيلة وذخائر.
وفي نفس السياق، ذكرت مواقع تنسيقيات محلية، أن قوات المعارضة اغتنمت الخميس، من المستودعات القريبة من مطار السين الحربي نحو 40 دبابة من أصل 100 كانت موجودة بداخله.
كما قتل عناصر الجيش الحر العشرات من جنود النظام وتصدّوا لرتل قادم لحماية المستودعات، حسب تلك المواقع.
صواريخ وقذائف سورية على الاراضي اللبناني والمعارضة المسلحة تتقدم في ريف حماة
اصابت حاجزا للجيش اللبناني… ومقتل 11 خلال فرارهم من ‘الحصن’
بيروت ـ حماة ـ ‘القدس العربي’ من سعد الياس وخالد ليوش: تداعيات الازمة السورية ضربت لبنان مجدداً من بوابة وادي خالد في شمالي البلاد التي استفاقت الخميس على وابل من الصواريخ والقذائف والاعيرة النارية، ما أدى الى اصابة حاجز للجيش اللبناني في البقيعة وجرح مواطن، وتسبب باحتراق عدد من المنازل. وأتت هذه التطورات تزامناً مع شن الجيش السوري هجوماً على بلدة ‘قلعة الحصن’ السورية الحدودية، وترافقت مع دخول عشرات الجرحى السوريين الى وادي خالد، فيما أفادت معلومات عن فرار مئات المسلحين من القلعة الى وادي خالد، ما دفع الجيش الى تنفيذ انتشار واسع في البلدة. ورافقت هذا التدهور الأمني حركة احتجاجية وقطع طرق في عكار وطرابلس.’
وناشد الاهالي الذين سيطرت عليهم حالة من الهلع والخوف، الجيش اللبناني وجميع الجهات المعنية المسارعة الى التدخل لحمايتهم، وسحب الجرحى السوريين والعائلات السورية التي لا تزال عند الحدود من دون ان تتمكن من بلوغ الاراضي اللبنانية بفعل عمليات اطلاق النار. كما ناشد اهالي بلدة بني صخر الحدودية في وادي خالد، النواب المجتمعين في المجلس النيابي العمل فوراً على حماية الاهالي عند الحدود.الى ذلك، تعرض حاجز للجيش اللبناني بالقرب من المركز الحدودي في البقيعة الى اطلاق نار من الجانب السوري.
وقتل 11 مقاتلا معارضا الخميس في كمين نصبته لهم القوات النظامية خلال فرارهم من بلدة الحصن في ريف حمص في وسط سوريا باتجاه الاراضي اللبنانية، حسبما افاد مصدر عسكري. وبين القتلى لبناني قيادي في مجموعة ‘جند الشام’ التي تقاتل في الحصن.
واكد مصدر امني لبناني تعرض نازحين من سوريا لقصف ووقوع عشرات الاصابات. كما اشار المرصد السوري لحقوق الانسان الى ‘عشرات القتلى والجرحى’ نتيجة استهدافهم بالقصف من القوات النظامية بين الحصن والحدود اللبنانية.
وقال المصدر العسكري السوري ‘خلال العمليات الجارية في قطاع الحصن، كانت هناك محاولة لهروب المسلحين من المنطقة باتجاه الاراضي اللبنانية ووقعوا في كمين نصبه الجيش وقتل فيه 11 مسلحا’.
وقال قيادي في جيش الدفاع الوطني في حمص ان المعارك في البلدة اوقعت اربعين قتيلا من مجموعات المعارضة المسلحة، مشيرا الى ان القوات النظامية وجيش الدفاع الوطني سيطروا على بلدة شويهد الصغيرة قرب بلدة الحصن.
في مدينة طرابلس في شمال لبنان، نعى الاهالي القيادي في جند الشام خالد المحمود المعروف بابو سليمان، او بخالد الدندشي، ابنهم الذي كان يقاتل في الحصن. وخالد المحمود سني في الثلاثينات كان موقوفا في سجن رومية في لبنان بتهمة الانتماء الى تنظيم فتح الاسلام المتطرف، وقد افرج عنه منذ ثلاث سنوات تقريبا.
وقال مصدر امني اللبناني من جهته انه تم نقل ‘ستين جريحا’ ممن اصيبوا جراء القصف خلال محاولتهم عبور النهر الكبير الفاصل بين لبنان وسوريا الى مستشفيات الشمال.
وبعد المعلومات عن فرار مسلحين سوريين قد يصل عددهم الى الخمسمئة، الى الداخل اللبناني وتحسباً لاي خرق أمني، فرض الجيش اللبناني حصاراً على منطقة البقيعة وطارد المسلحين والقى القبض على البعض منهم. كما نصب حواجزه في وادي خالد وسير دورياته.’
واحتجاجاً على الاعتداءات التي يتعرض لها اهالي وادي خالد والمناطق الحدودية، قطع عدد من الشبان قبل الظهر، الطريق الدولية بين طرابلس وعكار بالشاحنات امام تجمع المدارس، وأوقفوا الشاحنات في منتصف الطريق، ومنعوا المواطنين من العبور، كما عمد شبان الى قطع طريق حلبا الرئيسية. وفي البداوي، أشعل شبان سيارة فان بعد قطع الطريق ما ادى الى انفجاره، احتجاجا عما يجري في الداخل السوري. وبعد دقائق فتح الطريق في الاتجاهين تسهيلا لمرور عدد من سيارات الاسعاف التي تقل جرحى من الحدود السورية، في منطقة وادي خالد، الى مستشفيات طرابلس
من جهته، وجه وزيرالداخلية والبلديات نهاد المشنوق ‘نداء عاجلاً الى الشماليين لفتح الطرقات وعدم إقفالها تسهيلاً لمرور المصابين اللبنانيين والسوريين جراء القصف السوري إلى المستشفيات.وعقد المشنوق اجتماعاً مع وزير الصحة وائل ابو فاعور على هامش جلسة مناقشة البيان الوزاري في ساحة النجمة لمتابعة وضع النازحين الذين يصلون إلى منطقة عكار من لبنانيين وسوريين بسبب القصف السوري’.
واعطى رئيس الوزراء تمام سلام تعليماته الى المعنيين للعمل على ايواء النازحين الى منطقة عكار.
بدوره اعطى وزير الصحة وائل ابو فاعور توجيهاته للمستشفيات لاستقبال المصابين اللبنانيين والسوريين.
بدوره استنكر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع قصف الطيران السوري على جرود عرسال ووادي خالد.
الى ذلك سيطرت جبهة النصرة و كتائب اسلامية مقاتلة على اكبر حاجز عسكري لقوات النظام في ريف حماة، وتمكن المقاتلون الذين ينتمي معظمهم لابناء الريف الحموي من السيطرة على حاجز ‘السمان’ شمال طيبة الإمام في ريف حماة الشمالي بعد تنفيذ عملية انتحارية تلاها تفجير عربة مفخخة لاسلكيا بالتزامن مع اقتحام الثوار لحاجز اخر هو جب أبو معروف غربي طيبة الامام.
وأكد أبو عمر وهو ناشط اعلامي رافق الفصائل المشاركة في العملية أن ‘جبهة النصرة’ بدأت العملية حوالى الساعة الخامسة صباحاً بتفجير سيارة مفخخة أدت الى دمار كبير في الحاجز تلاها ادخال عربة من نوع بي ام بي مفخخة ليتم تفجيرها بالتحكم عن بعد، وتم اقتحام الحاجز والسيطرة عليه بالكامل و قتل عدد 9 من جنود النظام و أسر 4 و اغتنام دبابة و ذخائر.
بالتزامن مع اقتحام حاجز ‘جب أبو معروف’ الذي يقع شمالي طيبة الإمام و قتل جميع عناصره، يضيف الناشط أبو عمر أن هذا الحاجز ‘سمان’ يعد أكبر حواجز النظام في ريف حماة الشمالي وتكمن أهمية السيطرة عليه في أمرين هامين اولهما انه فتح الطريق الشمالي لمدينة طيبة الإمام والاقتراب أكثر من مدينة حماة التي تسيطر عليها قوات النظام بالكامل، والأهمية الثانية هي في تخفيف الضغط على مدينة مورك والتي تشهد معارك عنيفة بين قوات النظام وكتائب المعارضة المسلحة للسيطرة على المدينة الاستراتيجية الواقعة على الطريق الدولي حماة حلب والذي يعد من أهم خطوط امداد النظام.
مصلحة الأسد تدعوه لمنع اشتعال النار
صحف عبرية
دخلت الحرب الداخلية في سوريا هذا الاسبوع سنتها الرابعة. فليس من العرضي أن وُسمت الذكرى السنوية لنشوب الثورة التي أصبحت الآن حربا أهلية دامية، بسمة السخونة في الحدود بين اسرائيل وسوريا في هضبة الجولان. بعد ثلاث سنوات نجحت اسرائيل فيها في ابعاد نفسها عن أي تدخل في الحرب في سوريا، سجلت في الاسبوع الماضي سلسلة حوادث كانت ذروتها تفجير عبوة ناسفة في دورية للجيش الاسرائيلي وهجوم سلاح الجو الاسرائيلي على مقرات قيادة ومعسكرات للجيش السوري في الجانب الآخر من الحدود، ردا على ذلك. وهذه الاحداث أخطر من مجموع الاحداث التي حدثت على طول الحدود مدة الاربعين سنة الاخيرة، منذ أن وقع قبل اربعين سنة بالضبط اتفاق فصل القوات بين الجيشين الذي افضى الى نهاية حرب يوم الغفران في الجبهة السورية ايضا.
يبدو الى الآن أن الحرب في سوريا غير متجهة الى أي مكان، ومن المؤكد أنها غير متجهة الى الحسم في المعارك والى نهاية المعركة. فالنظام السوري ينزف لكنه مع ذلك ما زال يقف على قدميه بعيدا عن الانهيار والتداعي. وقد تلقى في الحقيقة ضربات شديدة وضعفت قاعدة تأييده وأصبح يعتمد اليوم في واقع الامر اكثر فأكثر على أبناء الطائفة العلوية الذين هم أكثر من 10 بالمئة بقليل فقط من مجموع سكان الدولة، ومع ذلك لا تنجح عصابات المتمردين المسلحة المنتشرة كالجراد في أنحاء سوريا كلها في توحيد صفوفها وهزيمة عدوها.
ليست اسرائيل في مقدمة اهتمامات الاطراف المتحاربة في سوريا. فالنظام مشغول كله بمعركة طلب البقاء، وليس عنده أي اهتمام بأن يُدفع الى مواجهة عسكرية وجها لوجه مع اسرائيل قد تفضي الى انهياره. وتدرك منظمة حزب الله ايضا أخطار الانجرار الى حرب مع اسرائيل قد لا تضر فقط بممتلكات المنظمة في لبنان بل باحتمال الانتصار مع بشار الاسد في المعركة على سوريا ايضا. والمتمردون من جهتهم غارقون جميعا في حربهم للاسد ويشكر كثيرون منهم اسرائيل على المساعدة التي تقدمها اليهم.
لكن المشكلة هي أن النظام السوري لم يعد يسيطر على منطقة الحدود مع اسرائيل، وأصبحت الوقائع على الحدود غير ممتنعة في واقع الفوضى والاضطراب الذي أخذ ينشأ. ولا يريد النظام السوري ولا يريد حلفاؤه من حزب الله خاصة أن تُترك اجراءات اسرائيل هجماتها في داخل الارض السورية واللبنانية ايضا في المدة الاخيرة دون أي رد. بل إنهم يعتقدون أن واقع الفوضى على طول الحدود يفتح لهم نافذة فرص لم تكن موجودة في الماضي لوخز اسرائيل على أمل أن يمكن احتواء الوقائع على طول الحدود ومنع اشتعال عام.
وفي نهاية المطاف قد يُغرى عدد من جماعات المتمردين ولا سيما الجماعات الاسلامية المتطرفة التي ينتمي عدد منها الى القاعدة، فتحاول تسخين الحدود مع اسرائيل كي تجرها الى مواجهة عسكرية مع النظام السوري، ولتحظى ايضا بشرعية بين فريق من مؤيديها يؤمنون بأن منالمهم عدم ترك العدو الاسرائيلي حتى في خلال الجهاد للنظام العلوي الكافر الذي يحكم دمشق.
ونقول ملخصين إنه لا أحد في سوريا يرغب حقا في التصعيد أو في المواجهة العسكرية مع اسرائيل، وقد يسود هدوء مؤقت على طول الحدود بعد أحداث الاسبوع الاخير. لكن من الواضح أن الحدود الاسرائيلية السورية لم تعد اهدأ حدود اسرائيل كما كانت مدة الاربعين سنة الاخيرة.
إيال زيسر
اسرائيل اليوم 20/3/2014
لن تتوقف الحرب في سوريا حتى تتنهي حرب الوكالة بين إيران والسعودية وسيحل السلام على مراحل
إبراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’ قال الصحافي باتريك كوكبيرن إن الثورة السورية سرقها الجهاديون، وفي الحلقة الرابعة من سلسلة يكتبها في صحيفة ‘اندبندنت’ عن صعود تنظيم القاعدة في منطقة الشام والعراق وأثره على المنطقة بشكل عام كتب إنه شارك بعد الهجوم الكيميائي على الغوطة الشرقية في آب/أغسطس الماضي في حوار تلفزيوني على شبكة أنباء أمريكية مع الناشطة السورية رزان زيتونة، التي أنشأت مركز توثيق الإنتهاكات في سوريا والتي تحدثت عبر ‘سكايب’ من مناطق المعارضة في بلدة دوما- شرق العاصمة دمشق، وقدمت كما يقول الكاتب وصفا مقنعا وعاطفيا لما حدث في الغوطة حيث قالت ‘لم أشاهد في حياتي أمواتا بهذا العدد الكبير’.
ووصفت كيف قام الناس بخلع أبواب البيوت ليعثروا فيها على أموات، وبكى الأطباء في المراكز الطبية القليلة المتوفرة في البلدة حيث حاولوا معالجة ضحايا الغاز السام بما تبقى لديهم من أدوية، وتم دفن 15-20 جثة في مقابر جماعية، ورفضت زيتونة تقبل فكرة أو إمكانية أن يكون المقاتلون هم وراء هجوم السارين السام قائلة ‘هل تعتقد أننا أناس مجانين نقتل أطفالنا’.
كانت زيتونة (36 عاما) مدافعة عن حقوق الإنسان ومطالبة بإطلاق سراح السجناء السياسيين وأدت مواقفها وتقاريرها ذات المصداقية إلى حصول المعارضة على دعم دولي، لكنها اختطفت مع زوجها وائل حمادة، في 8 كانون الأول/ديسبمر من مكتبها في دوما، ومعهما اختطف ناشطين في مجال الحقوق المدنية سميرة الخليل (محامية) وناظم الحمادي (شاعر)، ولم يسمع عنهما منذ اختطافهما. والجهة التي يشك بقيامها بالإختطاف هي ‘جيش الإسلام’المدعوم من السعودية مع ان الفصيل ينفي علاقته بالقضية. ونقل موقع ‘المونيتور’ عن زوج سميرة الخليل، ياسين الحاج صالح قوله إن رزان وسميرة كانتا جزءا من حركة علمانية واسعة وتصادمتا مع الإسلاميين الذين ينزعون نحو الديكتاتورية’.
ويضيف الكاتب إن اختطاف واختفاء زيتونة له أمثلة مشابهة في كل أنحاء سوريا حيث قام الجهاديون بقتل او سجن الناشطين المدنيين الذين تجرأوا وانتقدوا ممارسات هؤلاء القاسية في المناطق التي أقاموا فيها نفوذهم.
أكلت أبناءها سريعا
ويرى الكاتب أن الثورة السورية ليست استثناء عن الثورات في التاريخ عندما تأكل الثورة أبناءها، لكن ما يميز سوريا أنها التهمت ثوارها بسرعة فائقة. ويشير هنا إلى أن السلفيين ـ الجهاديين يهدفون إلى إقامة نظام إسلامي متشدد بدلا من تحديث سوريا وتحقيق التقدم لمجتمعها.
ويتساءل الكاتب هنا عن السبب الذي أدى إلى فشل ثورة قامت ضد الطغيان وطالبت بالديمقراطية وبناء مجتمع غير طائفي يحكمه القانون؟ ويجيب أن سوريا انزلقت نحو حرب أهلية طائفية كابوسية، يقوم فيها النظام بقصف المدن التي يسيطرعليها المقاتلون، فيما يستهدف الجهاديون والسلفيون القرى العلوية والمسيحيين.
وأصبح السوريون أمام خيار إما الديكتاتورية التي تتركز فيها السلطة بيد الرئيس ومجموعة من الأجهزة الأمنية الوحشية، وبين جماعات جهادية متطرفة تقوم بقتل الأطفال بسبب خطأ صغير يعد في نظرها كفرا.
ويعتقد الكاتب أن سوريا اليوم تشبه لبنان اثناء الحرب الأهلية (1975-1990). ويقول إنه زار حمص المدينة التي كانت تنبض بالحياة وبالتعددية وأصبحت اليوم مجموعة من الأحياء التي تسكنها الأشباح، حيث هجر السكان البيوت، وأصابت المقذوفات والقنابل الجدران وتركت علاماتها عليها، والجدران التي لا تزال واقفة مليئة بالثقوب بسبب القصف الشديد عليها من الرشاشات تماما كما لو أن سوس خشب ضخم كان يعمل فيها ويأكل إسمنتها. ويضيف أن سوريا أصبحت بلد نقاط التفتيش والحواجز، الحصار للتجويع والقصف وتركيع المقاتلين.
ويبدو أن هذه السياسة تنجح ولكن ببطء وستخلف وراءها أرضا خرابا. ويشير إلى مدينة حلب التي كانت أكبر المدن السورية من ناحية عدد السكان والعاصمة التجارية بلا منازع وأصبحت الآن شبه مهجورة.
ومع أن الحكومة تتقدم لكن قوات الحكومة لا تستطيع السيطرة من جديد على الشمال وشمال شرق البلاد إلا إذا أغلقت تركيا حدودها الطويلة مع سوريا التي يدخل ويخرج منها المقاتلون.
ويقول الكاتب إن نجاح الحكومة قد أدى إلى تشدد الجهاديين وصلابتهم بدرجة لم يعودوا مستعدين للإستسلام. ولا يقاتل الجيش السوري أو يتقدم إلا تحت وابل من القصف والبراميل المتفجرة التي تلقيها الطائرات لتأمين تقدمه، ومن يواجههم في العادة هم جبهة النصرة وأحرار الشام.
بلد منقسم دائما
ويعتقد الكاتب أن الإنقسام السياسي والحالة التي أصابت الثورة نابعة من المشاكل الإجتماعية والسياسية التي كانت سوريا تعاني منها قبل اثورة عام 2011 والتي استثمرتها القوى الأجنبية وزادت منها.
فمع بداية الإنتفاضة خرج السوريون في التظاهرات التي انتشرت في كل مكان بسبب الحل الأمني الذي استخدمه النظام. فقد تعاملت الحكومة مع التظاهرات باعتبارها خطرا أمنيا وأكدت أن التظاهرات لم تكن سلمية، والكاتب هنا يقول إن في الرواية الرسمية بعضا من الصحة لكن المعارضة نجحت في جر النظام لاستخدام الوسائل القمعية. ويرى الكاتب أن مشكلة الثورة السورية نابعة من عدم تماسك المجتمع السوري. ويشير هنا إلى تقرير منظمة الأزمات الدولية عام 2011 والذي جاء فيه ‘تزعم السلطات السورية أنها تحارب جماعات مدعومة من الخارج، وتتصدى لمؤامرة إسلامية مع أنها في معظم الوقت تشن حربا على مناطقها، فعندما جاء للسلطة، جسد الأسد ومن معه الريف المحروم والفلاحين، وعلى ما يبدو نسيت النخبة الحاكمة جذورها’.
ويشير الكاتب إلى المشاكل الإجتماعية والإقتصادية التي عانت منها سوريا، فقد دفع الجفاف ونقص المطر 4 ملايين سوري إلى الهجرة من قراهم والعيش في العشوائيات حول المدن في أوضاع من الفقر المدقع، وتأثرت الصناعة المحلية باستيراد السلع الرخيصة من تركيا والصين ولم يعد راتب الموظف يكفي لمواجهة الإحتياجات اليومية في ظل ارتفاع معدلات التضخم، وفوق هذا تغولت الأجهزة الأمنية على المواطنين وزاد فساد النخبة. صحيح كان هناك كما يقول تقرير الأزمات الدولية تيار إسلامي دافع للإنتفاضة لكنه لم يكن الدافع الرئيسي لخروج المتظاهرين وتحول الإحتجاجات إلى فعل عسكري.
ويشير إلى أن الإنتفاضة في صيف عام2011 تختلف عنها في صيف عام 2013 ففي العام الماضي أصابت الساحة حالة من الجمود، وسيطر عليها من جانب المعارضة مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق والشام، جبهة النصرة والسلفيون الذين يلتقون في مجموعة من الأفكارحول ضرورة إقامة الدولة الإسلامية لكنهم يختلفون في الأساليب. ويقول كوكبيرن إن الجماعات المقاتلة توصف في الغرب من خلال ممارساتها البربرية لكن أفرادها عادة ما استقبلوا من السكان الذين كانوا يعانون من ممارسات الجماعات المقبولة من الغرب والتي تسرق وتنهب، وعدد هذه الجماعات 1200 فصيل.
الدول الداعمة
ويتحدث الكاتب عن علاقة الجماعات المعارضة بالدول الداعمة حيث أصبحت بنهاية عام 2013 في يد الممولين الخارجيين، مشيرا إلى اعترافات جمال صدام قائد كتيبة ‘أحفاد الرسول’ الذي قرر الإنضمام إلى داعش،حيث تحدث عن الدور الخليجي في دعم المقاتلين وكيف تغيرت الملفات من دولة لأخرى.
وأشار المسؤول هذا إلى حضور ممثلين من دول الخليج والأردن لاجتماعات المجلس العسكري الأعلى للثورة السورية، إضافة إلى ممثلين أمنيين من بريطانيا وفرنسا. وفي لقاء عقد في العاصمة التركية أنقرة وحضره الأمير سلمان بن سلطان، نائب وزير الدفاع السعودي، وشقيق الأمير بندر بن سلطان، مدير الأمن السعودي طلب من الحاضرين ممن لديهم خطط لمهاجمة مواقع النظام السوري للتقدم بمطالبهم من السلاح والذخيرة والمال.
ويختم الكاتب مقالته بالحديث عن التطورات الأخيرة والحرب التي شنتها جماعات مقاتلة ضد الجهاديين من داعش والتي بدأت في 3 كانون الثاني/يناير هذا العام، انتقاما من اغتيال داعش لمسؤول في كتائب أحرار الشام. وفي النهاية يرى أن هناك عودة للمقاتلين الأجانب لبلادهم وهو ما يثير قلقا في الدول مثل السعودية وتونس لأن هؤلاء سيعودون بخبرات ومعرفة في القتال. وقد ساعدت الحرب الأهلية بين الجهاديين وانشغالهم بقتل بعضهم البعض الجيش والحكومة على تقوية مواقعهما، وتعزيز رواية الدولة عن مكافحة الإرهاب، لكن ليس لدى الحكومة ما يمكنها من تحقيق النصر عليهم.
ويرى أن الحرب في سوريا لن تنتهي قبل أن تتوقف حرب الوكالة التي تديرها السعودية وإيران من جانب والولايات المتحدة وروسيا من جانب آخر. ويدعو لتعاون بين الروس والأمريكان، كما بدا ذلك في مرحلة معينة.
ولهذا يرى السوريون الموزعون على المنافي والمخيمات والمشردون في داخل وطنهم أن الحرب في بلدهم ليس بيدهم ولكن بيد اللاعبين الدوليين والإقليميين، ولن يتحقق السلام إلا على مراحل وبعد بدايات فاشلة كما في جنيف-2.
جمال معروف يدافع
وفي سياق متصل مع تحليل كوكبيرن، نفى قائد جبهة ثوار سوريا، جمال معروف الإتهامات التي ساقها بعض من أعدائه وزملائه في الفصائل الأخرى بالإثراء على حساب الثورة وأنه جمع سلسلة من السيارات الفارهة لاستخدامه الخاص، مؤكدا لصحيفة ‘دايلي تلغراف’ أنه لم يركب سيارة ‘بي أم دبليو في حياته’ وأنه يعيش وأولاده الـ13 وزوجاته الثلاث في بيت كان يملكه الشبيحة بعد حرق بيته في بداية الثورة وملاحقته من قبل النظام.
ويوصف جمال معروف الذي بدأ يحظى بدعم من الدول الغربية بالقيادي المعتدل. وخصص المعلق الأمريكي ديفيد إغناطيوس مقالا عنه في صحيفة ‘واشنطن بوست’ دعا الولايات المتحدة لتبنيه والتعامل معه، وأنه تحدث معه واكتشف أنه ‘معتدل حقيقي’ ويمكن الإعتماد عليه في تحقيق دولة سورية متعددة وديمقراطية وهو ما يطالب به الغرب.
وقال إغناطيوس في المقالة تلك إن معروف يمثل جيلا من القياديين الشباب في الثورة السورية مقارنة مع اللواء سليم إدريس الذي تلقى تعليمه في ألمانيا وعمل مدرسا في الأكاديمية العسكرية في حلب.
واستطاع معروف حسب تعبير إغناطيوس إقامة نوع من النظام المدني في المناطق التي يسيطر عليها في جبل الزاوية في محافظة إدلب، حيث كان في ذلك الحين يقود ‘كتيبة شهداء سوريا’. وبرز اسم معروف بطريقة سريعة قبل مؤتمر جنيف-2 حيث لقي دعما من الجناح السياسي، الإئتلاف الوطني السوري وزاره رئيسه أحمد الجربا في زيارة ذات طابع رمزي في إدلب.
ويعترف المسؤولون في جبهة ثوار سوريا التي شاركت في العمليات ضد تنظيم داعش في الشهرين الماضيين بطبيعة الإتهامات الموجهة إلى معروف وأنه ‘تم التعامل معها’.
وقال معروف إن الذين يتهمونه هم الذين ‘جاؤوا إلى الثورة متأخرين’، وأنهم القادة المعنيين بنشر أيديولوجيتهم الإسلامية التي تتناقض مع السياسة المعتدلة التي يتبناها نفسه.
ودافع عن اتهامه بالسرقة بالقول ‘ إن اتهمتنا بأننا لصوص فأنت تتهم جميع المقاتلين الذين بدأوا الثورة بالسرقة’، وأضاف أن هذا الكلام ‘تشويه للثورة.
وترى الصحيفة أن حملة علاقات عامة شنت في الغرب لدعم ترشيحه شارك فيها صحافيون وسياسيون وعدد من شركات العلاقات العامة التي بدأت بتلميع صورته ولها صلة مع الخارجية البريطانية.
وتعتقد الصحيفة أن تأكيد موقعه القيادي والدعم الغربي له كان مقابل دعمه لمحادثات جنيف-2 وهو ما سمح للغرب وداعمي مؤتمر جنيف-2 للقول إنهم عثروا على ‘الثورة’ التي يمكنهم دعمها حسب تعبير الصحيفة.
وأشارت أيضا للجدل الذي رافق اختيار معروف، فقد اتهم من جماعات ببيع النفط المهرب وبيعه لحسابه.
واتهمه مقاتلون نقلت عنهم ‘دايلي تلغراف’ بالتردد في الهجوم على قاعدة عسكرية تابعة للنظام في وادي الضيف حتى لا يتوقف الدعم السعودي.
ونقلت عن حسن عبود قائد ‘كتائب أحرار الشام’ وصفه لمعروف وفصيله ‘ليسوا إلا عصابة تسرق من الثورة’.
وقال مسؤول بارز في فصيل تابع لجبهة ثوار سوريا إن معروف ‘قاطع طريق، وربما قائد قطاع الطرق’.
واعترف معروف أنه تلقى 4 ملايين دولار من السعودية خلال السنوات الثلاث الماضية، كما وحصل على مساعدات من الولايات المتحدة والتي تم توزيعها من خلال المجلس العسكري للثوار. ويقول إن المعدات العسكرية التي لديه تتناقص رغم الوعود التي تلقاها قائلا ‘معظم الأسلحة التي نملكها هي تلك التي أخذناها من مخازن سلاح تابعة للنظام’، مؤكدا أن أسلحة لم تصل من دول الخليج رغم الحديث عن ‘حملة الربيع′ التي قيل إنها ستبدأ قريبا. ورغم كل هذه الآراء السلبية تقول الصحيفة إن معروف يمثل الأمل الأخير للغرب في سوريا.
المعارضة تطلق “معركة الانفال” ضد عرين الأسد في اللاذقية
أ. ف. ب.
بدأت المعارضة السورية المسلحة بمساندة من (جبهة النصرة) خوض ما أسمته “معركة الانفال” في محافظة اللاذقية الساحلية التي تعد معقلا مهما لنظام بشار الاسد.
بيروت: تتقدم كتائب اسلامية بينها جبهة النصرة المتطرفة، في اتجاه معبر حدودي مع تركيا في محافظة اللاذقية في شمال غرب سوريا، وتخوض اشتباكات عنيفة مع قوات النظام، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة.
ويأتي هذا التقدم الذي شمل السيطرة على مخفر حدودي وبعض المباني على اطراف مدينة كسب الحدودية، بعد ايام من اعلان “جبهة النصرة” و”حركة شام الاسلام” و”كتائب انصار الشام”، اطلاق “معركة الانفال” في المحافظة الساحلية التي تعد معقلا مهما لنظام الرئيس بشار الاسد.
الهدف: نقاط المراقبة والمعابر
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن “تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة، ومقاتلي جبهة النصرة وحركة شام الاسلام وكتائب انصار الشام في محيط مدينة “كسب” الحدودية مع تركيا في محافظة اللاذقية.
واشار الى ان المقاتلين “سيطروا على نقاط مراقبة حدودية، الا انهم لم يتمكنوا بعد من السيطرة على المعبر”، موضحا ان المقاتلين قفصوا بقذائف الهاون والصواريخ “مناطق في كسب، وسط اغلاق القوات النظامية طريق رأس البسيط – كسب بالتزامن مع استهداف الكتائب الاسلامية المقاتلة تمركزات القوات النظامية في المنطقة بالرشاشات الثقيلة”.
ولجأت القوات النظامية في صد الهجوم الى الطيران الحربي “الذي نفذ غارات جوية على الحدود السورية التركية”، بحسب المرصد.
من جهته، قال الاعلام السوري ان المقاتلين يشنون هجماتهم “من الاراضي التركية”.
خسائر من الطرفين
ونقلت وكالة الانباء الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري قوله ان “وحدات من جيشنا الباسل تتصدى لمحاولات تسلل مجموعات ارهابية من الاراضي التركية والاعتداء على بعض المعابر الحدودية في ريف اللاذقية الشمالي”.
وتحدثت الوكالة عن مقتل 17 مقاتلا من هذه المجموعات “بينهم ما يسمى +أمير جبهة النصرة+ في الريف الشمالي في اللاذقية”.
وتتهم دمشق دولا اقليمية وغربية بينها تركيا، بتوفير دعم مالي ولوجستي للمسلحين.
معركة الأنفال
وكانت “جبهة النصرة” و”حركة شام الاسلام” و”كتائب انصار الشام” اعلنت الثلاثاء عن بدء “معركة الانفال” وذلك “لضرب العدو بخطة محكمة في عقر داره”، وذلك في شريط مصور بث على موقع “يوتيوب” الالكتروني، ووزعه المرصد السوري.
وجاء في البيان “اننا في الساحل السوري قد سحبنا السيوف من اغمادها، ولن تعود حتى يأمن اهلنا على ارض سوريا من ظلمكم، ويفك الحصار عن كل المدن، ويخرج الاسرى من غيابات سجونكم”.
عرين الأسد
وتعد محافظة اللاذقية الساحلية، احد ابرز معاقل النظام السوري، وتضم مسقط رأسه القرداحة.
وبقيت المحافظة هادئة نسبيا منذ اندلاع النزاع السوري منتصف آذار/مارس 2011، الا ان المسلحين المناهضين للنظام يتحصنون في بعض اريافها الجبلية، لا سيما في اقصى الشمال قرب الحدود التركية.
مساعدات إنسانية تعبر الحدود التركية إلى سوريا للمرة الأولى
القافلة تابعة للأمم المتحدة ومؤلفة من 82 سيارة وشاحنة
لندن: «الشرق الأوسط»
أعلنت الأمم المتحدة أن قافلة مساعدات إنسانية جمعتها منظمات عدة تابعة للأمم المتحدة، عبرت أمس الخميس النقطة الحدودية التركية السورية في نصيبين باتجاه مدينة القامشلي في شمال شرقي سوريا. وتنقل هذه القافلة مواد غذائية وأغطية وفرشا وإسعافات طبية وأدوية ومعدات طبية قدمها برنامج الأغذية العالمي والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة واليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الهجرة الدولية، كما أوضحت الأمم المتحدة في بيان. وأوضحت المنظمة الدولية أن قافلة المساعدات الإنسانية هذه هي الأولى التي تنقلها الأمم المتحدة برا انطلاقا من تركيا إلى سوريا منذ بداية النزاع في سوريا 2011. وأكد مسؤول تركي لوكالة الصحافة الفرنسية أن حكومته وافقت على مغادرة هذه القافلة المؤلفة من 82 سيارة وشاحنة.
المعارضة تقصف مقرات للنظام السوري بإدلب.. و«النصرة» تنسف أحد حواجزه بحماه
«العفو الدولية» تبدي قلقها على مصير متطوعة في الهلال الأحمر اعتقلتها دمشق
بيروت: «الشرق الأوسط»
واصل الطيران الحربي النظامي أمس قصفه على مناطق المعارضة في دمشق وحلب ودرعا ودير الزور، ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات. وفي حين استهدفت كتائب المعارضة مقرات نظامية في ريف إدلب الجنوبي، أعربت منظمة العفو الدولية عن قلقها على مصير المتطوعة في الهلال الأحمر السوري مريم حايد التي كانت السلطات الرسمية قد أوقفتها في منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي.
وأوضحت المنظمة أن «رجالا يرجح أنهم من عناصر قوات الأمن السورية أوقفوا مريم حايد ثم أودعوها قيد الاعتقال في مباني وحدتهم في دمشق». ولفتت المنظمة في بيان أمس إلى أنه «منذ ذلك الحين لم ترد أي معلومة بشأنها».
ونقلت منظمة العفو الدولية عن أحد أقارب حايد قوله: إن «اعتقالها قد يكون على علاقة بنشاط أحد أقربائها ممن كانت تتقاسم معه شقة في دمشق أو أفراد آخرين من عائلتها ينشطون مع المعارضة السورية»
بدورها، أشارت منظمة «الدفاع عن حقوق الإنسان» إلى أن «مريم حايد متطوعة في الهلال الأحمر السوري تعمل في مشاريع دعم نفساني ولا تعد ناشطة سياسية».
وكانت حايد ظهرت في مارس (آذار) الماضي على قناة تلفزيونية موالية للنظام السوري باعتبارها «إرهابية ساعدت بتنظيم مظاهرات واتصلت بصحافيين وتلقت منهم أموالا وتجهيزات»، لكن منظمة العفو الدولية حذرت من أن تكون اعترافات حايد «قسرية» وهي ممارسة منتشرة بين قوات الأمن السورية الأمر الذي يزيد في مخاوف بشأن أمنها.
ميدانيا، فجر انتحاري من «جبهة النصرة» نفسه بسيارة مفخخة عند حاجز «السمان» التابع للجيش النظامي غرب مدينة طيبة الإمام في ريف حماه الشمالي. وأشار ناشطون معارضون إلى أن «التفجير أدى إلى تدمير جزء من الحاجز تلاه تفجير عربة BMP مفخخة تابعة لعناصر الجبهة ما أسفر عن تدمير ما تبقى من الحاجز وقتل جميع عناصره».
كما استهدفت مجموعة من عناصر جبهة «النصرة» حاجز «أبو معروف» التابع للجيش النظامي والمتمركز غرب مدينة طيبة الإمام أيضا بعدد من القذائف قبل أن تقتحم الحاجز وتأسر عددا من الجنود النظاميين، وفق ناشطين.
وفي حماه أيضا، قصفت كتائب تابعة للجيش الحر مطار حماه العسكري بصواريخ محلية الصنع من نوع «غراد»، ما استدعى ردا من القوات النظامية بقصف معظم قرى ومدن ريف حماه الشمالي وخاصة مدينة طيبة الإمام.
في موازاة ذلك، استهدفت كتائب المعارضة في ريف إدلب الجنوبي مقرات للقوات النظامية في قرى كفرياسين وأبولين والصالحية بعدة صواريخ محلية الصنع وقذائف هاون ورشاشات متوسطة وثقيلة، ما أدى إلى مقتل عدد من العناصر النظامية، وهدم قسمٍ من الأبنية التي كانوا يتحصنون بها، وفق ما أشار إليه ناشطون.
وتزامنت التطورات الميدانية في حماه وإدلب مع قصف نظامي على مناطق في دمشق وريفها تركز على منطقة عين ترما، حيث أفاد ناشطون بمقتل أربعة مدنيين وإصابة أكثر من عشرة إثر غارة نفذها الطيران الحربي النظامي. كما سقط عدد من الجرحى إثر استهداف الطيران النظامي بلدة حزة بريف دمشق، بالصواريخ الفراغية وتعرضت مدينة زملكا لقصف جوي مماثل.
وأوضح ناشطون من دمشق أن القصف النظامي شمل كذلك، بلدة النشابية بالمدفعية الثقيلة المتمركزة في مطار دمشق الدولي، كذلك طال قصف مدفعي سهل مدينة الزبداني، من حاجزي «الحوش» و«المعسكر».
كما شن الطيران الحربي النظامي غارتين جويتين على حي جوبر في دمشق، بالقرب من برج المعلمين، موقعا أضرارا مادية كبيرة في المنطقة.
ويأتي ذلك بعد اشتباكاتٍ دارت بين قوات تابعة للجيش النظامي وكتائب معارضة على أطراف الحي، من جهة العباسيين. وكانت وكالة الأنباء العربية السورية (سانا) الرسمية ذكرت في وقت سابق أن «قوات من الجيش النظامي فجّرت نفقا لمقاتلي المعارضة في جوبر».
من جهة أخرى، أفاد «مجلس قيادة الثورة بريف دمشق» بأن «سيارات مشتركة من الهلال الأحمر والأمم المتحدة دخلت أمس الغوطة الشرقية عبر طريق مخيم الوافدين قرب مدينة دوما، بتنسيق مشترك بينهما مع المكتب الإغاثي الموحد في الغوطة الشرقية، وبحماية الجيش الحر من وقت دخولها وحتى خروجها من الغوطة الشرقية».
وأشار إلى «إدخال 1000 وجبة تحتوي على مادة الحمص والزيت وعلب الحليب من دون وجود أي مواد طبية أو غذائية أخرى أو لقاحات»، مذكرا أن «عدد المحاصرين داخل الغوطة الشرقية يزيد عن المليون محاصر بينهم 350 ألف طفل دون 14 عاما»، علما بأن «شريحة الأطفال وكبار السن في أمس الحاجة لأغذية وأدوية خصوصا بعد إصابة نسبة كبيرة منهم بأمراض ناتجة عن سوء التغذية».
وفي حلب، كثف الطيران المروحي النظامي من غاراته على ومداخل المدينة وأطرافها، مستهدفا نقاطا على الطريق الواصل بين حلب وريفها الشمالي. كما قصفت المروحيات العسكرية بالبراميل المتفجرة دوار الجندول شمال مدينة حلب، ما أودى بحياة تسعة مدنيين كانوا يستقلون سيارة في طريقهم إلى الريف الشمالي.
وأفاد ناشطون بإلقاء برميلين متفجرين على حي مساكن هنانو، تسببا بحدوث دمارٍ كبير، في حين أسفر القصف على بلدتي حريتان وتلجين في الريف الشمالي احتراق عدد من السيارات وحدوث دمار في الأبنية السكنية والممتلكات، وفق ناشطين. وفي درعا، أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى تنفيذ الطيران النظامي 3 غارات على مناطق في مخيم درعا، إضافة إلى غارة على محيط فرع المخابرات الجوية وصوامع الحبوب بمدينة درعا. كما أفاد المرصد عن وقوع اشتباكات عنيفة شرق بلدة الحارة بين القوات النظامية وفصائل المعارضة».
وفي دير الزور، استهدف الطيران النظامي مدينة البوكمال، شرق دير الزور بصاروخين، تحديدا حي الكتف، ما أدى إلى وقوع أضرار فادحة، بحسب ناشطين. وتشهد مدينة البوكمال الخاضعة لسيطرة المعارضة والواقعة على الحدود السورية العراقية، قصفا متقطعا بشكل شبه يومي يستهدف المباني السكنية فيها ومواقع تمركز قوات المعارضة.
جرحى يبرود يلملمون جراحهم في عرسال استعدادا للعودة إلى القتال
مقاتل سوري في «النصرة» لـ «الشرق الأوسط»: أفجر نفسي بحزب الله إذا انتقلت المعركة إلى لبنان
عرسال (شرق لبنان): شيرين قباني
صفوف من أهالي الجرحى السوريين في بلدة عرسال البقاعية، على الحدود مع سوريا، تزنر مدخل الطوارئ في مشفى الرحمة. صوت الطبيب يعلو في المكان مستنجدا حاملي فئة الدم «ب+» التوجه عند الممرضة للتبرع بالدم، وإنقاذ حياة المقاتل السوري أبو إيهاب، الذي هرب إلى لبنان بعد سقوط يبرود في قبضة قوات النظام السوري. فأصابته شظايا البراميل المتفجرة في رأسه ورجله ويديه.
ثيابه ممزقة بالكامل، وبقع الدماء تظهر الحالة الصحية السيئة التي وصل إليها المقاتل إلى المشفى. يصف الدكتور باسم القلح الوضع الطبي للجريح بالخطير جدا: «لا نعلم إذا كان سيعيش، فدماغه مصاب بكسور خطيرة ويحتاج إلى عناية تفوق الإمكانيات المتوفرة في المشفى». وعن عدد الجرحى الذين تلقوا العلاج في عرسال، يقول: «لحظة سقوط يبرود لجأ إلينا 22 جريحا إصاباتهم تتنوع بين متوسطة وخطيرة، وفي اليوم الثالث والرابع وصل العدد إلى ستة جرحى أغلبهم عادوا إلى منازلهم في المخيمات ويتابعون علاجهم بالأدوية والمسكنات».
في مخيم الأمان المجاور لمخيم شهداء القصير، قصص مقاتلين جرحى يتألمون من وجع الهزيمة أكثر من وجعهم الجسدي وتمنيات بالشفاء العاجل بما يمكنهم من «حمل البارودة والـ(آر بي جي)» للانخراط في المعركة، والقتال على الجبهات السورية من جديد.
يضحك أبو يوسف متذكرا: «كنا نقاتل بـ14 ونص (مدفع رشاش مضاد للطيران) شبه معطل، يطلق ست رصاصات، ثم يتوقف، فأنظر إلى الطائرة الحربية متوقعا أن أُدفن حيا وأقول في سري عندما تقترب من مكان وجودي (سأموت) وعندما تبتعد (لن أموت)». ويضيف ساخرا: «المؤذي في قصة السوري أنه دفع طوال 40 سنة المال والضرائب لجيش بلاده فاشترى له الأسلحة والدبابات والمدافع والطائرات الحربية ليأتي الأخير ويقتله بما اشتراه له من عرق جبينه». ويكمل حديثه قائلا: «عدد سكان يبرود بلغ 150 ألف نازح سوري جاءوا من الغوطة الشرقية والقصير وحمص وريف الشام وعند حصار يبرود، هرب أغلبهم خوفا من الصواريخ؛ فأين هم المقاتلون الذين كانوا يُحكِمون سيطرتهم على المنطقة؟».
يعاني أبو يوسف، وهو مدرس لمهنة الميكانيكا في المعهد الصناعي المتوسط، من شلل نصفي وبتر في يده اليمنى ورجله اليسرى، جاء إلى عرسال عبر الحدود السورية مع 15 مقاتلا، توفي عشرة منهم، وبقي الخمسة الآخرون على قيد الحياة، بينهم أبو يوسف.
يجلس إلى جانبه ابنه رعد، الرقيب أول المنشق عن الجيش النظامي والمقاتل في صفوف جبهة النصرة في سوريا والمستعد للقتال في لبنان إذا انتقلت المعركة إلى الأراضي اللبنانية «انتقاما من حزب الله وإيران و(الرئيس السوري) بشار الأسد» على حد قوله.
ويشير إلى أن «انشقاقه عن جيش الأسد جاء بعد سنة من اندلاع الثورة السورية»، ويقول: «شاهدت اقتلاع أظافر الأطفال الأبرياء الذين رفعوا كلمة (الله أكبر)، كنت أول من شاهد مآسيهم وشعر بأوجاعهم في وقت كان ابن خالة الأسد الضابط عاطف نجيب يستمتع بأنين أصواتهم المؤلمة».
يخبئ رعد بطاقة انضمامه إلى جبهة النصرة في جرود عرسال، تعرّف المنظمة كل مقاتل إلى جانبها بـ«المجاهد» مع شعارها «لا إله إلا الله ومحمد رسول الله» مرفق بصورة أميرهم «الجولاني». جاء إلى عرسال ليرافق والده المصاب ويطمئن على حالة والدته الصحية، وهو يستعد ليعود اليوم (الجمعة) إلى القتال على إحدى جبهات القلمون».
وعن الانفجارات والسيارات المفخخة التي تتبناها «جبهة النصرة في لبنان»، يحمل رعد مسؤوليتها إلى تنظيم «داعش». ويقول: «إذا انتقلت حرب النصرة إلى لبنان فسأكون أول من يفخخ نفسه بين حزب إيران وكل حليف لجرائم الأسد». تنظر إليه والدته بفرح وتربت على كتفه قائلة: «والله كبرت وصرت بطلا».
في الخيمة المجاورة أحد المقاتلين أيضا من يبرود ويدعى أحمد حربا، يبلغ من العمر 27 عاما وهو سائق سيارة أجرة، اعتقل خلال عمله وبعد إطلاق سراحه انخرط في صفوف مقاتلي الجيش الحر. جاء إلى عرسال بعد يومين على إعلان قوات الأسد السيطرة الكاملة على منطقة يبرود، يروي لـ«الشرق الأوسط» الظروف القاسية التي عاشها خلال اعتقاله في فروع المخابرات السورية بدمشق، التي يقول إنها «ربت بداخله حقدا لن يمحوه من قلبه غير الانتقام».
ويشير إلى أنه عند اعتقاله، قال له أحد العسكريين: «نعلم أنك لم تفعل شيئا، ولكن هناك أوامر باعتقالك»، مضيفا: «سجنت سنتين وفي أول أربعة أشهر لم تترك أداة تعذيب إلا وجربت على جسدي وصدري ورأسي في سجون المخابرات، قبل نقلي إلى سجن حمص المركزي، فإبريق المتي المغلي شاهد على معاناتي اليومية، وآثار أشرطة الكهرباء على ظهري ما زالت ظاهرة».
خرج محمد من السجن تاركا وراءه خمسة آلاف مدني يرزحون، على حد قوله، تحت أدوات التعذيب. حمل السلاح في أول معركة في يبرود، وانسحب منها بعد تضييق قوات الأسد الحصار، هاربا إلى عرسال مع خمسة جرحى أصيبوا خلال قتالهم في المنطقة. ويجزم بعودته إلى منطقة يبرود عبر «الموتوسيكل» من خلال سلوك طرق فرعية.
يؤكد غالبية المقاتلين الذين وفدوا أخيرا إلى عرسال من مناطق يبرود وفليطا وراس العين السورية، أنهم «يستخدمون الحدود اللبنانية السورية مع عرسال براحة شبه تامة»، ويشير أحدهم إلى أن «وجود الجيش محصور على عدد من الحواجز التي ليس بمقدورها سد المعابر الفرعية التي يسلكها كل هارب من سوريا». وعند سؤالهم عن مكان أسلحتهم، يجزم عدد كبير منهم بأنهم تركوها على حاجز فليطة التابع لجبهة النصرة، التي «تحلل دم كل مقاتل خارج مع سلاحه، بوصفه ضعيف وخائن»، على حد قولهم.
أما أبو عبد الله، فله قصة أخرى. على الرغم من إعاقته وعدم قدرته على المشي بسبب قطع ساقه، فإنه أصر على المشاركة في المعركة إلى جانب الجيش الحر، فكان يمد المقاتلين بالأكل والغذاء والمعونات الإنسانية. لكن قصف يبرود بالصواريخ، أدى إلى بتر ساقه الثانية ليصبح رجلا بلا قدمين، ويأتي إلى عرسال لاجئا، شأنه شأن 100 ألف لاجئ سوري هربوا من البلدات السورية إلى بلدة عرسال الحدودية.
قوات المعارضة تسيطر على آخر معبر للنظام مع تركيا
سيطرت قوات المعارضة السورية صباح اليوم على معبر كسب الحدودي مع تركيا في اللاذقية ومواقع في درعا وحماة، في حين شهدت مناطق عدة في ريف إدلب اشتباكات عنيفة مع استمرار قصف القوات النظامية على أحياء في مدينة حلب.
وبث ناشطون صورا على الإنترنت توضح القصف بالصواريخ على تجمعات قوات النظام في المعبر قبل اقتحامه.
وأفادت أنباء أن المعارك ما تزال مستمرة وأن مسلحي المعارضة دمروا دبابتين لقوات النظام، كما شنت مقاتلات النظام غارات جوية على قرى جبل التركمان قرب المعبر.
ويُعد معبر كسب -وفق الناشطين- آخر معبر بري بين سوريا وتركيا يخضع لسيطرة قوات النظام السوري.
وعلى صعيد المعارك المتواصلة، شهدت عدة مناطق في ريف إدلب اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش الحر وعناصر النظام.
وتركزت الاشتباكات في بلدتي خان شيخون والفوعة تمكن خلالها الجيش الحر من قصف حواجز الغدير والمعرزافي والفوعة العسكرية ما ألحق أضراراً مادية كبيرة في صفوف قوات النظام.
على صعيد آخر، أفادت شبكة شام أن الجيش الحر سيطر صباح اليوم على صوامع الغلال في منطقة غرز شرقي مدينة درعا.
صورة بثها ناشطون تظهر اقتحام مسلحي المعارضة صوامع بغرز
وبث ناشطون صورا على الإنترنت تظهر سيطرة المسلحين على الصوامع التي تعد مصدر الغذاء الرئيسي لسكان المنطقة.
وقبل ذلك تمكن مسلحو المعارضة من السيطرة على حاجزي السمان وجب أبو معروف العسكريين في حماة بعد قتل عدد من الجنود وتدمير العديد من الآليات العسكرية.
كما استهدف المقاتلون بالصواريخ نقطة عسكرية تابعة لقوات النظام في مدينة مورك بريف حماة ما أسفر عن تدمير دبابة ومقتل طاقمها.
قصف حلب
وفي وقت سابق، أفاد مراسل الجزيرة بأن عشرين شخصا قتلوا الخميس جراء قصف طائرات النظام أحياء بمدينة حلب.
وقال المراسل إن من بين القتلى 14 سقطوا جراء قصف جوي لحافلة بها ركاب في دوار الجندول بحلب، في حين أفادت شبكة سوريا مباشر بأن الطيران الحكومي قصف أيضا أحياء كرم البيك والإنذارات ومساكن هنانو في المدينة.
وفي ريف حمص، سيطرت قوات النظام على بلدة قلعة الحصن. واستطاعت القوات النظامية مدعومة بما يعرف بقوات الدفاع الوطني دخول القلعة الأثرية المطلة على سهل حمص.
وقال مراسل الجزيرة جلال أبو سليمان إن عملية السيطرة جاءت بعد انسحاب مقاتلي المعارضة من البلدة (وعلى رأسها كتائب جند الشام) نتيجة اشتباكات عنيفة دارت بين الطرفين، استخدمت فيها قوات النظام الأسلحة الثقيلة والطيران الحربي في اقتحام البلدة.
ودخلت القوات النظامية قلعة الحصن، ورفعت العلم السوري على القلعة الأثرية التي كان يسيطر عليها مقاتلو المعارضة المسلحة منذ أكثر من سنتين، وفق ما أفاد التلفزيون الرسمي.
وقلعة الحصن آخر معقل لمقاتلي المعارضة في ريف حمص الغربي، ومن شأن السيطرة عليها إغلاق الطريق إلى الحدود مع لبنان على المعارضة المسلحة في تلك المنطقة.
وذكرت شبكة سوريا مباشر أن الجيش النظامي أعلن سيطرته على قلعة الحصن وعلى قرية الشويهد المجاورة بشكل كامل، ليؤمن الريف الغربي لحمص ويؤمن الطريق السريع الواصل بين دمشق والساحل السوري حيث أصبحت هذه المنطقة تحت سيطرته بشكل كامل.
وأفادت شبكة شام بأن قوات النظام قصفت بالمدفعية معظم ما وصفتها بالمناطق المحررة في ريف محافظة القنيطرة تزامنا مع اشتباكات على محاور أخرى في ريف المحافظة.
وقال مراسل الجزيرة إن قوات المعارضة تواصل حصارها لقرى منطقة التلال الحمر آخر معاقل قوات النظام في ريف القنيطرة الجنوبي.
أزمة سوريا تزيد طلبات اللجوء بالعالم
كشف تقرير للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن عدد طالبي اللجوء في الدول الصناعية الكبرى زاد بمعدل 28% عام 2013 بسبب الأزمة في سوريا بشكل أساسي.
ووفق التقرير فإن حوالى 612700 شخص تقدموا بطلبات لجوء في أميركا الشمالية وأوروبا وآسيا العام الماضي، وهو أعلى معدل منذ 2011.
وقال المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين أنتونيو غوتيرس إن هذه الأرقام تثبت بوضوح تأثير الأزمة في سوريا على دول ومناطق بالعالم بعيدة عن الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن هذا الأمر يتطلب ضرورة تقديم دعم قوي للاجئين والدول المضيفة.
عشر دول
وتقدمت سوريا -وفق التقرير- عشر دول ذات النسبة الأكبر التي يتقدم رعاياها بطلبات لجوء، بينها ست دول تشهد أعمال عنف أو نزاعات تشمل أيضا أفغانستان وإريتريا والصومال والعراق وباكستان.
وبذلك حلت أفغانستان في المرتبة الثانية -بعد سوريا والاتحاد الروسي- بعد أن كانت خلال العامين الماضيين البلد الأول في تقديم طلبات لجوء في العالم.
ويقول التقرير إن مجموع طلبات اللجوء عام 2013 بلغ 484600 بزيادة الثلث عما كان عليه عام 2012.
وتصدرت ألمانيا النصيب الأكبر في طلبات اللجوء بـ109600 طلب تلتها فرنسا بـ60100 طلب ثم السويد بـ54300 طلب.
ومن الدول التي ارتفع عدد اللاجئين بها بسبب الأزمة السورية تركيا التي تلقت 44800 طلب لجوء، وصل عدد اللاجئين بها 640889 حتى 18 مارس/آذار 2014.
أما كندا، فقد تراجعت طلبات اللجوء إليها العام الماضي إلى 10400 بسبب التعديلات التي أدخلتها على سياسة منح اللجوء.
وتأتي أميركا الشمالية في المرتبة الثانية بين القارات من حيث طالبي اللجوء بـ98800 طلب، وأبرز بلد لمقدمي طلبات اللجوء إليها الصين.
وكانت الولايات المتحدة منذ زمن طويل في قائمة الدول المستقبلة لطلبات اللجوء، لكنها تراجعت في المرتبة الثانية بعد ألمانيا خلال العام الماضي.
الخارجية الروسية: كيمياوي سوريا أصبح صفراً
موسكو – رويترز
قال مسؤول في وزارة الخارجية الروسية، اليوم الجمعة، إن سوريا خفضت فعليا قدرات أسلحتها الكيمياوية إلى الصفر، حسب ما نقلته وكالة الإعلام الروسية.
وقال المسؤول “منشآت إنتاج الأسلحة الكيمياوية ومعدات الخلط (للمواد الكيمياوية) والتشغيل (الأسلحة)، وأيضاً وسائل إطلاقها دمرت”.
وأضاف أن الغاز الوحيد الجاهز للاستخدام في الأسلحة شحن بشكل كامل إلى خارج البلاد، مشيراً إلى أن دمشق خفضت فعلياً أسلحتها الكيمياوية المحتملة إلى الصفر تقريباً”.
وتأتي تصريحات المسؤول الروسي غداة إعلان البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية، أن فريقها نجح في شحن نحو نصف مخزون سوريا من الأسلحة الكيمياوية إلى خارج البلاد.
وكانت الحكومة السورية وافقت العام الماضي على التخلي عن ترسانتها الكيمياوية في إطار اتفاق مع روسيا والولايات المتحدة، لكن العملية شهدت عوائق عدة وتأجيلات.
الجيش الحر يعلن سيطرته على معبر كسب
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أعلن الجيش السوري الحر، الجمعة، أنه سيطر على معبر كسب في ريف اللاذقية، وهو آخر معابر سوريا مع تركيا، في حين قالت وكالة الأنباء السورية إن الجيش السوري “تصدى لمحاولات تسلل مجموعات إرهابية من الأراضي التركية والاعتداء على بعض المعابر الحدودية” في ريف اللاذقية الشمالي.
وكان هذا المعبر مفتوحا أمام المساعدات الإنسانية التي دخلت إلى محافظتي إدلب واللاذقية بعد اندلاع الأزمة السورية.
وبعدما سيطرت المعارضة على المعابر الحدودية مع تركيا الواقعة ضمن نطاق محافظتي حلب وإدلب، حولت دمشق الحركة التجارية مع تركيا من معبر باب الهوى إلى معبر كسب.
ومن جهة أخرى أعلن الجيش السوري أنه يواصل تقدمه ضد قوات المعارضة المسلحة في بلدة رأس المعرة الحدودية مع لبنان.
وتعتبر رأس المعرة آخر بلدة سورية كانت تتحصن فيها قوات المعارضة المسلحة قرب الحدود مع لبنان، كما تعتبر أحد النقاط الاستراتيجية التي كانت تمر منها قوات المعارضة من الأراضي اللبنانية إلى الأراضي السورية، ونقطة إدخال الإمدادات العسكرية.
من جهة أخرى أفاد معارضون سوريون أن القوات الحكومية تابعت قصف أحياء حلب وإدلب مستهدفة السكان المدنيين.
وأوضحت الأنباء المتواترة أن الطيران المروحي استهدف أنحاء عدة من حلب بالبراميل المتفجرة، حيث طال القصف المدينة الصناعية ومحيط السجن المركزي، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
على صعيد آخر ناشد الناشطون والأهالي أصحاب الخبرة في تفكيك القنابل العنقودية والمساعدة على إزالتها من تلك الأحياء، وذلك بعدما أدت إلى إصابة العشرات من المدنيين.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، هجّر نحو 600 كردي من محافظة الرقة شمالي سوريا.
وذكر المرصد أن مسنين وأطفال تم ترحيلهم، عشية احتفالات المواطنين الكرد بعيد النوروز.
كما أوضح المرصد أن أكثر من 500 من المهجرين دخلوا الأراضي التركية، وتمت مصادرة أملاك المواطنين الكرد الذين هُجروا من قبل الهيئة الشرعية التابعة للدولة الإسلامية، بحجة تأييدهم لوحدات حماية الشعب الكردي.
عيد الأم في سوريا..كيف يحتفل القتلى بأمهاتهم الثكلى؟
ناشطون يحملون لوحة تتضمن رسماً لفنان الغرافيتي البريطاني بانكسي، والتي تصور فتاة مع بالون أحمر بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة للثورة السورية في 13 مارس/آذار العام 2014 في العاصمة الأمريكية واشنطن.
دمشق، سوريا (CNN) — اعتاد السوريون الاحتفال بعيد الأم الموافق في 21 آذار/مارس منذ سنوات طويلة. واعتبر هذا اليوم بمثابة عطلة رسمية في تسعينيات القرن الماضي، إذ أصبح منافساً في شعبيته للأعياد الدينية، حيث يحتفل غالبية السوريين بجميع خلفياتهم بهذا العيد.
ويأتي العيد في العام 2014 بعد أيام قليلة من دخول الأزمة السورية عامها الرابع، تلك الأزمة التي تحوّلت إلى حرب حقيقية، وفقدت بسببها آلاف الأمهات أبنائهن.
وقالت الصحافية راما الجرمقاني لـ CNN بالعربية: “حرصنا كمجموعة من الناشطين، والزملاء في مجموعة (بكّفي) على توجيه رسائل للأم السورية عبر مواقع التواصل الاجتماعي العام الماضي، ولم تكن تلك الرسائل تحمل كلمات الرثاء، أو العزاء، بل توجهنا إليها بصفتها حامية سوريا الحقيقية، كي لا تُعلّمَ أولادها القتل، وأن تتحمل مسؤوليتها، وتدرك أهميّة دورها في هذا المجال.”
وأضافت الجرمقاني: “أطلقنا حملة خلال العام 2014 لتوقيع بيان بين (8 و21 آذار) من أجل دعم المرأة السورية، وتمكينها اقتصادياً، وأمنياً، وسياسياً، وتحييدها عن النزاعات، وعدم التعرض لها، وتعديل القوانين السورية، ما يسمح لها بالحصول على حقوقها بشكل أكبر.”
ويكتسب يوم عيد الأم رمزية كبيرة لدى السوريين فيما يتعلق باجتماع العائلة حول الأم، للاحتفاء بها. واعتادت راما أيضاً منذ طفولتها على الاحتفال مع عائلتها بهذه المناسبة “مهما كانت الظروف”، حيث يدعى الجميع إلى تناول وجبة الغذاء في منزل الخالة الأكبر سناً، لكن، بوصفها ناشطة في مجال حقوق المرأة بدأت تولي اهتماماً أكبر بيوم المرأة العالمي، للتوعية بحقوقها، بينما أصبح “عيد الأم مناسبة أكثر ارتباطاً بالذاكرة.”
ولم ير الطالب الجامعي المقيم في دمشق سعيد خوري والدته منذ حوالي الثلاثة أشهر، وبالنسبة إليه أيضاً يبدو عيد الأم ذكرى سنوية اعتاد الاحتفال بها مع عائلته، لكنّه لم يتمكن من ذلك خلال العام الحالي. وأوضح سعيد لـ CNN بالعربية السبب قائلاً: “والدتي علقت في مدينة الحسكة في شمال شرقي سوريا، وذلك بعد أن ذهبت لزيارة والدتها المريضة هناك، والتي لم تتمكن من زيارتها، بسبب الأوضاع في سوريا منذ ثلاث سنوات.”
ولا يعتبر سوء أوضاع الجدة الصحيّة، هو فقط ما يمنع والدة سعيد خوري من العودة في هذه المرحلة، إذ أن “هناك الكثير من المصاعب في السفر على الطريق بين حماه والحسكة.”
بدوره، لم ير الشاب السوري والناشط في منظمة جذور للمجتمع المدني ميرفان أيانة أهله منذ قرابة العام، إذ اضطرت إلى النزوح إلى تركيا بعد أن دخلت فصائل تابعة للمعارضة المسلحّة إلى منطقة “رأس العين”، بحسب ما قال.
ورغم أن أيانة يحنّ إلى أهله في يوم عيد الأم، حيث يحتفل الأكراد السوريين بعيدي “النوروز” و”الأم”، إلا أنه قال لـ CNN بالعربية: “المهم أن عائلتي، وأمي بخير، فهناك الكثير من الأشخاص الذين فقدوا أمهاتهم بسبب الأحداث.”
ويتذكر ميرفان أيانة طقوس الاحتفالات فيما مضى، كتحضير الطعام قبل يوم من الاحتفال الليلي في الشوارع، وإنارة الشموع، والتوجه مع العائلة في صباح يوم عيد الأم، إلى مكان تجمع الأكراد احتفالاً بالـ”نوروز.” وأوضح ميرفان: “بغض النظر عن العيد بحد ذاته، فكان كافياً أن ترى والدتك كل يوم، لكن ما يجعلني أكثر صبراً، هو أن والدتي ما تزال بخير، ولا بد لنا أن نلتقي يوماً.”
وبهذه المناسبة، اقترحت مبادرة “دوبارة” الإلكترونية لتقديم الخدمات الاجتماعية للسوريين، عبر صفحتها الخاصة على “فيسبوك”، أن يقوم الشباب بجمع أصدقائهم، والقيام بزيارات إلى أي تجمع للأسر السورية النازحة بسبب الحرب والجلوس مع أم سورية ومعايدتها، والحديث إليها، لتشعر أن هناك من يقف إلى جانبها. كذلك، تقدم “الجمعية السورية للمعلوماتية” هديّة من نوعٍ خاص هي عبارة عن دورة مجانية باسم “التواصل الالكتروني للأمهات.”
وفي العالم الحقيقي، بعيداً عن العالم الافتراضي، فتكتظ الأسواق في دمشق بالزبائن لشراء هدايا عيد الأم.
وقال زياد قشّاش أحد العاملين في متاجر منطقة “الطلياني” في العاصمة السورية، إنّ نسبة المبيعات زادت في المحل الذي يعمل به بما يزيد على الـ20 في المائة منذ 15 آذار/مارس، بسبب الاقبال على شراء هديةّ عيد الأم، وبالتزامن أيضاً مع موسم التنزيلات، حيث تمنح المحال التجارية في هذا الموسم حسومات على أسعارها قد تصل إلى 50 في المائة.
أما ربيع كنج مدير إحدى العلامات التجارية في تلك الشركات، أكّد لـ CNN بالعربية أن حجم الطلب على ماركات الماكياج التي تستوردها شركته زادت بنسبةٍ كبيرة منذ بداية العام 2014، مقارنة بالركود الذي شهدته البضائع خلال العام الماضي، حيث حقتت نسب مبيعات قياسية في عيد الحب، ما شكل مفاجأة بالنسبة إلهم، ودفعهم إلى تقديم المزيد من العروض في عيد الأم.
وِأشار كنج إلى أن “استقرار سعر صرف الليرة السورية منذ بداية السنة” ساعدهم على تخفيض الأسعار، وتقديم المزيد من العروض، لافتاً إلى أن الناس “اعتادوا على الأوضاع، لتصبح الأزمة جزءاً من حياتهم.”
مصادر: الائتلاف السوري مستعد للمشاركة بجولة جديدة لمؤتمر جنيف2
روما (21 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
رجّحت مصادر دبلوماسية غربية أن يشارك ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية في الجولة الثالثة لمؤتمر جنيف2 فيما لو حددت الأمم المتحدة أو مبعوثها الأخضر الإبراهيمي موعداً لها، وقالت إن كل المؤشرات تؤكد استعداد الائتلاف لذلك.
وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن الائتلاف المعارضة السورية قام بتقييم الجولتين الأولى والثانية وحدد نقاط القوة والضعف لاستدراك أخطاء الجولات الأولى، وهناك من يعمل على دراسة وتحضير جدول أعمال للجولة الثالثة، ما يعني أن الائتلاف ينوي حضور هذه الجولة فيما لو حدد المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي موعداً لها.
وأوضحت المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمها أن الذين انسحبوا من الائتلاف ثم عادوا له موافقون على هذه الخطوة ولن يشكلوا عائقاً أمامها، وشددت على أن موافقة الائتلاف على الاستمرار بجنيف لا يعني أنها ستغير أولوياتها، وستبقى هيئة الحكم الانتقالية على رأس مطالبها.
ولقد فشلت جولتين لمؤتمر جنيف2 قد في إيجاد أي بصيص أمل لحل الأزمة السورية تفاوضياً، وكثر بعدهما مباشرة الحديث عن عودة الحل العسكري كحل وحيد لإنهاء الأزمة
سورية: قوات النظام وميليشيات غير نظامية تسيطر على آخر معاقل المعارضة غرب حمص
روما (20 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أعلن ناشطون سوريون معارضون من ريف حمص سقوط آخر معقل للمعارضة المسلحة في الريف الغربي لمدينة حمص بيد قوات النظام وميليشيات مؤيدة لها، وأكّدت أن قوات النظام نصبت كمائن لمدنيين ومقاتلين جرحى خلال هروبهم باتجاه الأراضي اللبنانية
وأشارت المصادر إلى أن قوات النظام السوري تساندها ميليشيات (الدفاع الشعبي) اقتحمت مدينة قلعة الحصن بريف حمص الغربي وسيطرت عليها بشكل كامل بعد معارك مستمرة منذ أشهر استخدمت فيها قوات النظام الأسلحة الثقيلة
وقال الناشطون إن كثيراً من المدنيين والجرحى استهدفوا خلال هروبهم باتجاه الأراضي اللبنانية أو محاولة إنقاذ الجرحى إلى مشافي في لبنان، ووصل منهم العشرات إلى لبنان، وقصفتهم قوات النظام بالمدفعية الثقيلة والرشاشات الثقيلة، فيما غادرت الكتائب المقاتلة المدينة إلى الداخل السوري
وأوضحت المصادر للوكالة إن ميليشيات غير نظامية من أهالي ريف حمص شاركت في حصار المنطقة منذ أشهر وقامت بعمليات سرقة واسعة النطاق وفرضت نفوذها على قرى غرب حمص وشاركت حتى باستهداف قلعة الحصن بالأسلحة المتوسطة
وأوضح رامي عبد الرحمن، رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن ميليشيات (الدفاع الشعبي) هي ميليشيات غير نظامية وتضم في صفوفها مقاتلين متطوعين من الطائفة العلوية ومقاتلين مسيحيين من أهالي ريف حمص وما حولها
وقال الناشطون إن النظام عمل طوال أشهر للسيطرة على هذه المناطق لتوسيع حدود المناطق الموالية له ولربط المنطقة بالمنطقة الموالية له على طول الساحل السوري، ما يعني أن حدود منطقته الموالية الآمنة امتدت لتشمل كل المنطقة الممتدة من البحر المتوسط إلى مدينة حمص باستثناء بعض أحياء المدينة التي مازال يتمركز بها مقاتلو المعارضة