أحداث الجمعة 21 نيسان 2107
واشنطن «تتجاهل» موسكو وترفض «اللقاء الثلاثي»
موسكو – رائد جبر ,لندن، بغداد – «الحياة»
عكس الفشل في تنظيم لقاء ثلاثي يجمع ممثلي روسيا والولايات المتحدة مع المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، اتساع هوّة الخلاف بين موسكو وواشنطن، فيما حذّر ديبلوماسيون روس من تأثير السجالات حول الملف الكيماوي على جهود استئناف العملية السياسية. واحتدمت المعارك أمس في أكثر من منطقة سورية، أبرزها في حماة (وسط)، حيث سيطرت القوات النظامية على بلدة طيبة الإمام المهمة، فيما تقدمت الفصائل مجدداً في حي المنشية بمدينة درعا.
وأعلن دي ميستورا أمس أنه سيجري محادثات مع نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف في جنيف الإثنين المقبل، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة رفضت المشاركة في «أي اجتماع ثلاثي في الوقت الراهن». وكانت موسكو علّقت آمالاً على أن يضع الاجتماع الثلاثي آليات للحوار وتقريب وجهات النظر مع واشنطن لكن الأخيرة تجاهلتها كلياً، في إشارة إلى استمرار المواقف المتباعدة على حالها منذ زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى موسكو الأسبوع الماضي.
ويبدو أن الخلافات المتصاعدة حول الملف الكيماوي السوري طغت على جهود إطلاق الحوار في جنيف، وفق ديبلوماسي روسي تحدث إلى «الحياة» وقال إن «المشكلة تكمن في أن التباينات حول الملف الكيماوي بدأت تلقي بثقلها على المسار السياسي، الذي كان من المفترض أن يكون المحور الأساسي للنقاش مع دي ميستورا». وزاد: «لدينا نقاط كثيرة لا نتفق في شأنها».
وكانت السجالات حول الملف الكيماوي تصاعدت بقوة أخيراً، وانتقدت موسكو بعبارات لاذعة أمس، تقريراً للمنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيماوية أشار إلى أدلة حول استخدام غاز السارين أو مادة شبيهة في الهجوم على خان شيخون بريف إدلب في 4 نيسان (أبريل) الجاري.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع إيغور كوناشينكوف، إن «تصريحات أحمد أوزومجو، ممثل المنظمة، تثير عدداً من التساؤلات»، معتبراً أن الاستنتاجات المعلنة «متسرعة ومسيَّسة وتلقي شكوكاً حول جدية وصدقية المنظمة» التي قال إنها استندت في تقويمها إلى معطيات قدمتها منظمة «الخوذ البيض» التي وصفها بأنها تتألف من «دجالين». كذلك شنت الخارجية الروسية هجوماً قوياً على استنتاجات المنظمة الدولية واعتبرتها «تهدف إلى عرقلة تحقيق جدي في استخدام الكيماوي في سورية».
وأعلن الكرملين أمس أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي، التعاون بين روسيا والإمارات والوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك «مكافحة الإرهاب العالمي». وقال ولي عهد أبو ظبي: «هناك الكثير من التحديات في منطقة الشرق الأوسط وأود أن نبحثها اليوم»، علماً أن الإعلان الرسمي عن لقائهما أوضح أنهما سيبحثان في الأزمة السورية من بين مواضيع عدة.
في غضون ذلك، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بأن «قوافل التغيير الديموغرافي» التي تضم مسلحين وسكاناً من أربع بلدات سورية (الزبداني ومضايا – الفوعة وكفريا) لا تزال تنتظر إفراج السلطات السورية عن 750 معتقلاً قبل التحرك نحو إدلب أو حلب. وفيما تتوقف قافلة الزبداني (تضم معارضين) في منطقة الراشدين على أطراف حلب، تتوقف قافلة كفريا والفوعة (تضم موالين) في منطقة كاراجات الراموسة على أطراف حلب أيضاً. وقالت مصادر معارضة إن العقدة التي تؤخر السماح بتحرك قوافل «الإجلاء المتبادل» تتعلق بأسماء مئات الأشخاص الذين تحتجزهم الحكومة السورية ويُفترض إطلاقهم بموجب «صفقة» الإجلاء المتبادل بين البلدات الأربع. وتسعى المعارضة إلى التحقق مما إذا كانت الأسماء التي قدمتها الحكومة هي فعلاً لمعارضين. وقال مصدر أمني عراقي لـ «الحياة» في بغداد، إن الإفراج عن قطريين تحتجزهم جماعة مسلحة يمكن أن يتم «في أي لحظة»، علماً أن إطلاقهم جزء من صفقة البلدات السورية الأربع والتي تم التوصل إليها برعاية الدوحة وطهران.
دي ميستورا يجتمع مع الروس وسط غياب أميركي
جنيف – رويترز
قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا اليوم (الخميس) إنه سيجري محادثات مع نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف في جنيف الإثنين المقبل، وإن الولايات المتحدة رفضت المشاركة في أي اجتماع ثلاثي في الوقت الراهن.
وأوضح دي ميستورا للصحافيين «الاجتماع الثلاثي الذي كان احتمالاً مطروحاً كما تعلمون أرجئ ولن يعقد الاثنين. سيكون اجتماعاً ثنائياً. لكن الاجتماع الثلاثي مازال مطروحاً.. فقط تأجل».
ورد دي ميستورا على سؤال عن نية الإدارة الأميركية المشاركة قائلاً «هناك نية واضحة للإبقاء على هذه المناقشات الثلاثية واستئنافها (لكن) الموعد والظروف غير ملائمة لعقدها الإثنين».
وقال يان إيغلاند مسؤول المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة إن كل الأطراف السورية أبدت استعدادها للسماح لقوافل المساعدات بالوصول إلى دوما وأماكن أخرى في الغوطة الشرقية. وأضاف «من المهم للغاية أن نصل إلى الغوطة الشرقية».
ماتيس: لا شك في أن سورية احتفظت بأسلحة كيماوية
تل أبيب، بيروت – رويترز
قال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس اليوم (الجمعة) إن النظام السوري حرك طائراته الحربية في الآونة الأخيرة واحتفظ بأسلحة كيماوية الأمر الذي يتوجب تناوله عبر القنوات الديبلوماسية.
وأطلقت الولايات المتحدة عشرات الصواريخ هذا الشهر على قاعدة جوية سورية في أعقاب هجوم كيماوي أسفر عن مقتل 90 شخصاً بينهم 30 طفلاً. وقالت واشنطن إن الطيران السوري شن الهجوم بالأسلحة الكيماوية من قاعدة الشعيرات الجوية التي استهدفها الهجوم الصاروخي الأميركي.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن الضربة الصاروخية دمرت أو ألحقت أضرارا بحوالى 20 في المئة من الطائرات العاملة في سلاح الجو السوري.
وقال ماتيس للصحافيين خلال مؤتمر مشترك مع نظيره الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أثناء زيارة إلى إسرائيل «لا يوجد شك لدى المجتمع الدولي في أن سورية احتفظت بأسلحة كيماوية في انتهاك لاتفاقها وتصريحها بأنها تخلصت منها كلها. لم يعد هناك أي شك».
وعندما سُئل إن كان الجيش السوري نقل طائراته المقاتلة إلى قاعدة روسية في اللاذقية، قال ماتيس «لا شك في أنهم وزعوا طائراتهم… في الأيام الأخيرة». وأكد ماتيس مجدداً أن واشنطن تعتقد أن النظام السوري احتفظ بكميات من الأسلحة الكيماوية.
وقال «خلاصة القول أستطيع أن أؤكد بشكل رسمي إنهم احتفظوا ببعض (الأسلحة الكيماوية). هذا انتهاك لقرارات مجلس الأمن ويجب تناوله ديبلوماسياً». وقال الجيش الإسرائيلي الأربعاء إنه يعتقد أن قوات الرئيس السوري بشار الأسد لا تزال تملك أطناناً عدة من الأسلحة الكيماوية.
وذكر مسؤول عسكري أن مسؤولاً عسكرياً إسرائيلياً كبيراً قال لصحافيين إسرائيليين إن «بضعة أطنان من الأسلحة الكيماوية» لا تزال في أيدي قوات النظام.
وفي إطار اتفاق أبرم في العام 2013 وتوسطت فيه روسيا والولايات المتحدة وافقت سورية على تدمير أسلحتها الكيماوية. وذكرت «منظمة حظر الأسلحة الكيماوية» وهي منظمة مراقبة دولية أن غاز السارين أو مادة سامة محظورة مشابهة استخدمت في هجوم الرابع من نيسان (أبريل) في محافظة إدلب السورية.
واجتمع ماتيس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في القدس المحتلة. وقبل بدء المحادثات بينهما قال نتانياهو إنه متفائل في شأن العلاقات بين البلدين في عهد الإدارة الجديدة. ويعمل البلدان على تهيئة أجواء أكثر إيجابية بعد ثمانية أعوام من التوتر في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.
ميدانياً، قال مسؤول في المعارضة السورية المسلحة، إن المعارضة توصلت إلى اتفاق مع الحكومة السورية تطلق بمقتضاه سراح 500 سجين سيعبرون إلى مناطق المعارضة اليوم، في إطار اتفاق مبادلة بين الطرفين.
وقال الناطق باسم جماعة «أحرار الشام» محمد أبو زيد، إن المفاوضات اكتملت وإن السجناء سيصلون إلى منطقة تسيطر عليها المعارضة خارج مدينة حلب في غضون ساعات.
وكانت وسائل إعلام رسمية و«المرصد السوري لحقوق الإنسان» قالت، إن إجلاء مدنيين ومقاتلين من أربع بلدات محاصرة في سورية استؤنف اليوم بعد تعليقه لمدة 48 ساعة.
وقالت قناة «الإخبارية» السورية إن خمس حافلات تحمل مقاتلين معارضين وأقاربهم من بلدتين قرب العاصمة غادرت نقطة عبور خارج مدينة حلب، حيث كانت تنتظر للتحرك إلى أراض تسيطر عليها المعارضة. وأضافت أن في الوقت نفسه وصلت 10 حافلات محملة بالركاب من بلدتي الفوعة وكفريا اللتين تحاصرهما المعارضة، إلى مدينة حلب التي تسيطر عليها الحكومة.
وتقطعت السبل بآلاف ممن تم إجلاؤهم من البلدتين في نقطة تجمع أخرى قريبة لمدة يومين، حيث وقع تفجير استهدف قافلة حافلات الأسبوع الماضي أسفر عن مقتل العشرات.
وقال «المرصد» إن تعليق الإجلاء لمدة 48 ساعة يرجع إلى مطالبة المعارضة للحكومة بالإفراج عن 750 سجيناً في إطار الاتفاق. وأكد «المرصد» استئناف عمليات الإجلاء صباح اليوم بموجب الاتفاق لكن لم يتضح بعد ما إذا كانت السلطات أفرجت عن المعتقلين.
مسؤول في المعارضة السورية: الحكومة وافقت على إطلاق سراح 500 سجين
بيروت- رويترز- قال مسؤول بالمعارضة السورية المسلحة لرويترز إن المعارضة توصلت إلى اتفاق مع الحكومة السورية تطلق بمقتضاه سراح 500 سجين سيعبرون إلى مناطق المعارضة الجمعة في إطار اتفاق مبادلة بين الطرفين.
وقال محمد أبو زيد المتحدث باسم جماعة أحرار الشام إن المفاوضات اكتملت وإن السجناء سيصلون إلى منطقة تسيطر عليها المعارضة خارج مدينة حلب في غضون ساعات.
المئات يصلون إلى وجهاتهم النهائية بعد يومين على اجلائهم من بلدات سورية محاصرة
الراشدين- أ ف ب- وصل مئات الاشخاص الجمعة إلى وجهاتهم النهائية بعد يومين على اجلائهم من بلدات سورية محاصرة في عملية واسعة شهدت قبل أيام تفجيرا اوقع 150 قتيلا، بينهم 72 طفلا، اتهم الرئيس السوري “جبهة النصرة” بارتكابه.
ويأتي ذلك في اطار تنفيذ المرحلة الاولى من عملية اجلاء بلدات سورية محاصرة هي أساسا الفوعة وكفريا ذات الغالبية الشيعية وتحاصرهما الفصائل الاسلامية في ادلب ومضايا والزبداني ومناطق اخرى تحاصرها قوات النظام قرب دمشق.
وتضمنت المرحلة الاولى اجلاء نحو 11 ألف شخص على دفعتين، تضمنت الاولى 7200 شخص والثانية 3300 شخص، ضمن الاتفاق بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة برعاية إيران، أبرز حلفاء دمشق، وقطر الداعمة للمعارضة.
وانتظرت حافلات الدفعة الثانية بعد اجلائها الاربعاء في منطقتي عبور منفصلتين على اطراف مدينة حلب.
وتوقفت 45 حافلة على متنها ثلاثة آلاف شخص من الفوعة وكفريا منذ صباح الاربعاء في منطقة الراشدين الواقعة تحت سيطرة المعارضة غرب حلب، فيما توقفت 11 حافلة تقل 300 شخص من ريف دمشق منذ مساء الاربعاء في منطقة الراموسة التي تسيطر عليها قوات النظام قرب حلب ايضا.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن الجمعة لفرانس برس “استأنفت الحافلات طريقها” نحو وجهتها النهائية.
ووصلت كافة الحافلات التي تقل اهالي الفوعة وكفريا إلى مدينة حلب، وفق عبد الرحمن.
واشار إلى أن حافلات ريف دمشق وصلت جميعها الى مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في ريف حلب الغربي ومحافظة ادلب، ابرز معاقل الفصائل في سوريا.
– 72 طفلا قتيلا
وكانت الحافلات توقفت اساسا بانتظار الافراج عن معتقلين في سجون النظام.
وقال ابو عبيدة الشامي، المسؤول عن عملية الاجلاء لدى الفصائل المعارضة، لفرانس برس في منطقة الراشدين “عند انتهاء تبادل الحافلات سوف يتم الافراج عن 750 اسيرا”.
واضاف “هذا الموضوع الذي كان يعرقل الامر، والحمد الله تم حله”.
ونص الاتفاق بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة على أن يتم على مرحلتين وبالتزامن إجلاء جميع سكان الفوعة وكفريا وعددهم نحو 16 الف شخص، مقابل خروج من يرغب من سكان مضايا والزبداني وبلدات اخرى في ريف دمشق.
وبالتزامن أيضا، يفترض ان يتم الافراج عن 1500 معتقل من سجون النظام على مرحلتين.
وبدأت العملية الجمعة الماضي باجلاء خمسة آلاف شخص من الفوعة وكفريا و2200 من مضايا والزبداني، الا انها توقفت اربعة ايام بعد تفجير دام استهدف قافلة الفوعة وكفريا في منطقة الراشدين.
وأودى التفجير بحياة 150 شخصا، بينهم 109 من اهالي الفوعة وكفريا، وفق حصيلة جديدة للمرصد السوري.
وكان المرصد افاد في وقت سابق عن سقوط 126 قتيلا، بينهم 68 طفلا.
وارتفعت حصيلة القتلى الاطفال ايضا إلى 72، بحسب المرصد.
وفي مقابلة مع وسائل اعلام روسية نشرت الجمعة، اتهم الرئيس السوري بشار الأسد “جبهة النصرة” (جبهة فتح الشام حاليا بعد اعلانها فك ارتباطها بتنظيم القاعدة) بالوقوف خلف التفجير.
وقال الأسد “عندما اعتقدنا أن كل شيء بات جاهزاً لتنفيذ الاتفاق، فعلوا ما كانوا قد أعلنوه. إنهم من جبهة النصرة، ولم يخفوا أنفسهم منذ البداية، وأعتقد أن الجميع متفق على أن النصرة قامت بذلك”.
ولم تتبن اي جهة التفجير الدامي ضد اهالي الفوعة وكفريا. ونفت الفصائل المعارضة أي علاقة لها بالامر.
وخوفا من اي تفجير جديد استؤنفت عملية الاجلاء الاربعاء وسط اجراءات أمنية مشددة من الفصائل المعارضة في منطقة الراشدين.
واكد موفد الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا الخميس ان منفذي التفجير ادعوا انهم موظفو اغاثة، وقال ان “احدهم تظاهر بأنه يوزع مساعدات وأحدث هذا الانفجار الرهيب بعدما اجتذب اطفالا”.
– المرحلة الثانية بعد شهرين
ومن المفترض استكمال المرحلة الثانية من عملية الاجلاء في حزيران/يونيو المقبل، وفق المرصد. وتتضمن اجلاء ثمانية الاف شخص من الفوعة وكفريا والراغبين من بلدات ريف دمشق التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة بالاضافة الى الزبداني ومضايا.
وقال المتحدث باسم حركة احرار الشام محمد ابو زيد لفرانس برس ان “هناك مقاتلين من حزب الله (اللبناني) لا يزالون في الفوعة وكفريا ومن المفترض ان يتم اجلاؤهم خلال المرحلة الثانية”.
ويقاتل حزب الله بشكل علني منذ العام 2013 الى جانب قوات النظام في سوريا.
وشهدت مناطق سورية عدة خصوصا في محيط دمشق اتفاقات بين الحكومة والفصائل تضمنت إجلاء عشرات آلاف المدنيين والمقاتلين من معاقل الفصائل المعارضة غير الزبداني ومضايا.
وانتقدت الامم المتحدة في وقت سابق هذه العمليات التي تعتبرها المعارضة السورية “تهجيراً قسرياً”، وتتهم الحكومة السورية بالسعي الى احداث “تغيير ديموغرافي” في البلاد.
واكد يان ايغلاند الذي يرأس مجموعة عمل اممية لبحث المساعدات الانسانية في سوريا “ستجري عمليات اجلاء كثيرة في اطار اتفاقات متشعبة لم تشارك فيها الامم المتحدة”، مضيفا ان تلك الاتفاقات “منبثقة من منطق عسكري لا انساني”.
الأسد يخفي طائراته في قاعدة حميميم الروسية خوفا من ضربة أمريكية
مقتل ضابط روسي كبير في معركة في سوريا
عواصم ـ وكالات «القدس العربي»: أكد مسؤولون أمريكيون أن النظام السوري عمد إلى نقل معظم أسطوله من الطائرات المقاتلة إلى القاعدة العسكرية الموجودة في مطار باسل الأسد الدولي في اللاذقية، وذلك لأجل توفير الحماية لها بعد الضربة الصاروخية الأمريكية الأخيرة، حسبما ذكرت قناة «سي ان ان».
وبهذه الخطوة يكون النظام قد وضع طائراته في قاعدة حميميم الجوية الروسية التي تنشر فيها موسكو طائراتها المقاتلة التي تشن عملياتها دعما للنظام.
وكانت واشنطن قد أكدت تدمير 24 طائرة حربية سورية قالت إنها تعادل ما نسبته 20 في المئة من إجمالي أسطول المقاتلات الجوية السورية.
وقالت وكالات أنباء روسية إن ضابطا بمشاة البحرية الروسية برتبة ميجر لقي حتفه في قتال في سوريا مؤكدة بذلك تقريرا سابقا يفيد بمقتل أحد أرفع الضباط الروس هناك.
ونقلت الوكالات عن وزارة الدفاع الروسية القول إن الميجر سيرغي بوردوف قتل خلال هجوم لمتشددين على موقع عسكري في سوريا. ولم تذكر التقارير مزيدا من التفاصيل.
وأوردت رويترز في وقت سابق أمس نبأ مقتل بوردوف مستشهدة بضابط سابق في مشاة البحرية عمل معه وبمصدر على صلة بأسطول البحر الأسود الروسي.
وقال فياتشيسلاف بافليوتشينكو الذي خدم مع بوردوف «حوصروا وسط القصف المدفعي».
وأضاف أن القصف حدث يوم الثلاثاء وأنه لا يعرف أسماء الجنود الآخرين الذين قتلوا معه.
وبوردوف أحد أرفع الضباط الروس الذين يلقون حتفهم في سوريا.
وقال بافليوتشينكو إن بوردوف كان قائدا لسرية استطلاع قبل عامين لكنه لا يعرف الدور الحالي له في المعارك الدائرة في سوريا.
وأضاف بافليوتشينكو والمصدر القريب من الأسطول أن من المتوقع أن تسلم جثة بوردوف لوحدته العسكرية في بلدة سيباستوبول في القرم يوم الجمعة وسيدفن في بلدته سيمفيروبول يوم السبت.
وتقول وزارة الدفاع الروسية إن نحو 30 جنديا روسيا قتلوا منذ بداية عملية الكرملين هناك في سبتمبر أيلول 2015.
وتشير الأدلة التي جمعتها رويترز إلى أن الخسائر في صفوف الجنود الروس والمتعاقدين العسكريين الخاصين في سوريا تزيد ثلاث إلى أربع مرات عن بعض التقديرات الرسمية بيد أن وزارة الدفاع تنفي تقليلها لعدد القتلى.
جاء ذلك فيما قال ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا أمس الخميس إنه سيجري محادثات مع نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف في جنيف يوم الاثنين المقبل وإن الولايات المتحدة رفضت المشاركة في أي اجتماع ثلاثي في الوقت الراهن.
وقال دي ميستورا للصحافيين «الاجتماع الثلاثي الذي كان احتمالا مطروحا كما تعلمون أرجئ ولن يعقد يوم الاثنين. سيكون اجتماعا ثنائيا. لكن الاجتماع الثلاثي مازال مطروحا… فقط تأجل.»
ورد دي ميستورا على سؤال عن نية الإدارة الأمريكية المشاركة قائلا «هناك نية واضحة للإبقاء على هذه المناقشات الثلاثية واستئنافها (لكن) الموعد والظروف غير ملائمة لعقدها يوم الاثنين.»
وقال يان إيغلاند مسؤول المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة إن كل الأطراف السورية أبدت استعدادها للسماح لقوافل المساعدات بالوصول إلى دوما وأماكن أخرى في الغوطة الشرقية. وأضاف «من المهم للغاية أن نصل إلى الغوطة الشرقية؟».
النظام السوري يشترط على المحامين موافقته قبل السماح لهم بالسفر
دمشق ـ «القدس العربي»: أصدرت نقابة المحامين السوريين في دمشق تعميماً اشترطت فيه على مجالس فروع النقابة في جميع المحافظات السورية، وكذلك أعضاء المؤتمر العام للنقابة، الحصول على موافقتها قبل السماح للمحامين بالسفر إلى خارج البلاد.
وطبقاً لتعميم صادر عن النقابة بطلب من القيادة القطرية، حصلت عليه «القدس العربي»، إنه على المحامين الراغبين بالسفر، تحديد الدولة المراد السفر إليها، ومن ثم ارسال كتاب بذلك لنقيب المحامين قبل أسبوعين من موعد السفر.
ومن خلال النظر في تفاصيل التعميم، يجد الحقوقي والناشط في حقوق الإنسان ميشال شماس، صعوبة في فهم الدوافع التي وقفت وراء إصدار هذا التعميم، الذي يشمل بموجبه المحامين السوريين الذين يزاولون عملهم في محاكم النظام.
وزيادة في الريبة، يوضح شماس في تصريحات لـ«القدس العربي»، وهو عضو في «هيئة الدفاع عن المعتقلين»، أن «القيادة القطرية للحزب الحاكم في سوريا، لم تصدر مثل هكذا تعميم قبل العام 2011، أي قبل تعديل المادة الثامنة من الدستور السوري، التي تنص على أن حزب البعث هو القائد للدولة والمجتمع».
ولعل المؤسف حسب شماس، هو «انصياع نقيب المحامين في سوريا نزار إسكيف إلى رغبات القيادة القطرية، عبر تعميمه أوامرها على فروع النقابة في المحافظات السورية». وفي محاولة منه لتفسير مضمون التعميم قال شماس: «إن هذا القرار وحيثياته يصعب التكهن للغاية، وكذلك القراءة والوقوف على ما جاء فيه».
وبالرغم من استبعاده لوجود مخاوف لدى النظام تجاه بعض الأسماء المشمولين بالقرار، بسبب سهولة اعتقالهم من قبل الأجهزة الأمنية ـ كما يعتقد ـ أشار بريبة إلى أن الفقرة الأولى من التعميم أظهرت توجس القيادة القطرية من تكرار ظاهرة سفر بعض المحامين إلى خارج سوريا.
وربط شماس بين التعميم الأخير وبين تعميم صادر عن نقيب المحامين قبل أشهر من الآن، ينص على منع المحامين من الخوض في تفاصيل نشاطات النقابة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال جازماً: «بدون أدنى شك أن هذا التعميم، يهدف إلى حد حرية حركة المحامين، وكذلك وضعهم تحت الرقابة».
من جانب آخر، يرى في تعميم القيادة القطرية هذا، «تأكيداً منها بأن كل ما تم الحديث عنه من تعديل للمادة الثامنة من الدستور السوري، لا يعدو كونه دعاية فقط»، ويشدد «ما زال حزب البعث هو المتحكم بمفاصل الدولة السورية، ولم يتغير شيء إلا على الورق».
ويعتقد المحامي السوري المعارض، عروة سوسي، أن «نقيب المحامين في سوريا، نزار إسكيف، هو من يقف وراء صدور هذا التعميم». ويوضح سوسي، من مدينة جبلة، «أن إسكيف من أشد المسؤولين السوريين موالاة للنظام»، ويضيف قائلاً: «لقد أضر إسكيف بكثير من المحامين السوريين في الساحل السوري، وفي مدينة جبلة مسقط رأس إسكيف، في بداية الثورة السورية». ويتابع، إن «هذا التعميم يؤكد وبوضوح تخوف النظام من تسريب بعض المحامين لمعلومات تصور الجرائم والانتهاكات التي تشهدها المحاكم والسجون السورية»، على حد تعبيره.
وبين أيضاً «أن المحامي يمتلك كثيراً من المعلومات عن تعامل القضاة في المحاكم.
أما عن سريان التعميم، فأكد سوسي نقلاً عن مصدر في نقابة المحامين السوريين، أن التعميم يطبق الآن في جميع فروع النقابة، واستدرك «لكن لم يتقدم أحد من المحامين بطلب للسفر بعد». في المقابل، أشار محام سوري، طلب عدم الكشف عن اسمه، إلى أسباب «مالية ونقابية» وراء صدور التعميم، وقال المحامي الموجود في مدينة حلب لـ«القدس العربي»: «يتحصل المحامون على تعويضات مالية من النقابة لطالما هم على رأس عملهم، ولذلك يحاول هذا التعميم حصر هذه النفقات المالية».
مقاتلو المعارضة السورية الذين وصلوا إدلب يتجهون إلى جبال الساحل أكبر معاقل النظام
سليم العمر
اللاذقية ـ «القدس العربي»: لقي العديد من مقاتلي المعارضة مصرعهم في معارك ريف اللاذقية خلال محاولات تقدمهم إلى الساحل السوري، خلال الفترة الماضية، ومن بين هؤلاء المقاتلين ممن جاؤوا من الزبداني وداريا في ريف دمشق.
وحول رغبة هؤلاء المقاتلين بالتوجه إلى جبهات الساحل السوري، أشار ناشطون إلى أن الدافع هو الثأر والانتقام من «الطائفة العلوية» التي تقطن الساحل والتي يتحدر منها الأسد، حيث ترى غالبية المقاتلين أن هناك فرصة حقيقية للانتقام، خصوصا وأن هناك نقاط تماس مباشرة مع بعض القرى في سفوح جبل الأكراد بالقرب من معسكر جورين، بالإضافة إلى نقاط أخرى في ريف حماة.
ويرى أحمد من الزبداني، وهو مقاتل نزح مؤخراً إلى ادلب، أن هناك فرصة حقيقية لا يجب تفويتها في تطبيق سياسة تفريغ القرى العلوية في الساحل، مؤكداً «يجب أن نمارس بحقهم، ما فعلوه بنا، فقراهم حلال لنا، ليس لغرض التحرير بل لأنهم استباحوا قرانا ومدننا»، ويرابط هذا الشاب مع مجموعة مقاتلين في جبل التركمان.
من ناحية أخرى، يؤكد معظم المقاتلين أنهم قادرون على قلب الموازين عبر فتح جبهة الساحل، فهي وجهة رئيسية لهم في الوقت الراهن، حيث يقدر أعداد مقاتلي المعارضة من ذوي الخبرة العالية الذين وصلوا خلال الأشهر الماضية إلى ادلب شمال سوريا، قرابة 3000 مقاتل، حسب مصدر خاص مقرب من «هيئة تحرير الشام».
ويبين المصدر أنه لدى هؤلاء المقاتلين نية حقيقية في التوغل في عمق المناطق العلوية، حيث كان مقاتلو داريا قد صمدوا أربع سنوات على حصار النظام، بمساحة لا تتجاوز 4 كيلو مترات مربعة، بالإضافة إلى مقاتلي وادي بردى وآخرين من حمص وصلوا خلال الأيام الماضية.
كما يؤكد القيادي أنه على الرغم من الخطوط الحمر التي تمنع فتح جبهات قتال في المناطق العلوية، إلا أن هذه الخطوط لن يطول الوقت حتى تزال، مشيراً إلى أن الأيام القادمة ستكون كفيلة بإثبات هذه الفرضية، كما أوضح أن وجود فصائل مدعومة من الدول الغربية تحاول بكل الوسائل منع معارك في المناطق الحساسة كـ«المناطق العلوية».
بدوره، أحمد من وادي بردى انضم إلى «حركة أحرار الشام» قال في اتصال مع «القدس العربي»، «إذا كان هناك من يمنعنا من بدء المعارك فهو الوقت فقط، فنحن نقوم في الوقت الراهن بعمليات استطلاع واستكشاف للمناطق الجبلية، وأعد جميع الشهداء أن الأمر لن يطول كثيرا، فأنا مشتاق كي أموت بعد أن أفعل بهم (العلويين) ما فعلوه بأهلي وأخوتي، واختتم قائلا: هي حياة واحدة فقط لن أعيش غيرها، إما أن اعيشها بكرامة وعزة أو أموت دون ذلك».
ويؤكد نشطاء من الساحل أن أحمد لا يختلف في تفكيره عن غيره من القادمين الجدد، فجميعهم بدأوا بالانتشار على جبهات مهمة من شأنها أن تحدث فرقا خلال الفترات القادمة، بالإضافة إلى الخبرة القتالية العالية التي يتمتعون بها.
كما أكد أحد الإعلامين في ريف حماة، أن الهجمة الأخيرة على خان شيخون من طيار ينتمي للطائفة علوي، وفق تقارير تم تداولها بين أوساط المعارضة تزيد من الرغبة في الثأر لدى سوريين آخرين، ما جعل فتح هذه المعارك أمراً ضرورياً، مطلقاً عليها اسم «معارك الخلاص».
وأبرز من يستطيع فتح هذه الجبهات حسب الإعلامي، هم «فتح الشام» والجهاديون، مشيراً إلى أن السوريين لن يتأخروا للحاق بهم، فما يحصل في سوريا يخص السوريين قبل الجهاديين الأجانب، مؤكداً أن النظام يعتقد أنه سيكون قادراً على تجميع هؤلاء المقاتلين في ادلب بهدف حرقهم ودفنهم فيها.
كما شبّه المقاتلين الذين عاشوا الحصار بـ«الوحوش»، والنظام قام بإطلاقهم، فكل مقاتل منهم فيه جرح غائر لن يشفى إلا بـ»لثأر» حسب ما قاله الإعلامي.
ويؤكد مراقبون أن جبهات الساحل شهدت مؤخراً محاولة لشن هجوم عسكري، لكنها توقفت بسبب ما تردد عن عدم إمكانية اجتياز «الخطوط الحمر»، خصوصا من قبل جهات محسوبة على المعارضة تتلقى دعماً مباشراً من «أصدقاء الشعب السوري»، ويتساءل الجميع متى سيتم كسر هذه الخطوط ومن سيكون قادراً على ذلك؟
ماتيس: الأسد يملك أسلحة كيميائية وأنصحه بعدم استخدامها
القدس المحتلة ــ نضال محمد وتد
أكد وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، اليوم الجمعة، أنّ النظام السوري احتفظ بأسلحة كيميائية، في انتهاك لاتفاق كان يقضي بأن يسلّم مخزونه من هذه الأسلحة بالكامل، محذراً بشار الأسد من استخدامها.
وقال ماتيس للصحافيين، خلال زيارة للأراضي المحتلة: “لا يوجد شك لدى المجتمع الدولي في أنّ سورية احتفظت بأسلحة كيميائية في انتهاك لاتفاقها وتصريحها بأنّها تخلّصت منها كلها. لم يعد هناك أي شك. وأنصح الأسد بعدم استخدامها مرة أخرى”.
ورفض ماتيس، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، الإفصاح عن كمية الأسلحة الكيميائية، التي تقدّر واشنطن أنّ النظام السوري احتفظ بها.
وعندما سُئل عما إذا كان جيش النظام السوري قد نقل طائراته المقاتلة إلى قاعدة روسية في اللاذقية، غداة الضربة الأميركية على قاعدة الشعيرات في حمص، رد ماتيس: “لا شك في أنّهم وزّعوا طائراتهم… في الأيام الأخيرة”.
إلى ذلك، اتهم وزير الدفاع الأميركي إيرانَ بأنّها تواصل تهديد إسرائيل، مؤكداً في الوقت عينه، أنّ الاتفاق النووي لطهران مع الدول الكبرى “يتم تطبيقه وهو لا يزال سارياً”.
وأضاف أنّ “الولايات المتحدة وبالإضافة لجهودها لهزيمة “داعش”، ترى أن هناك حاجة أيضاً لمواجهة نشاط إيران، النشاط البحري عبر “حزب الله”، ونشاطها الصاروخي الباليستي”.
كما أشار إلى أنّ واشنطن “تتطلع لزيادة حجم التعاون في برنامج الصواريخ، وتعزيز التحالف مع إسرائيل كحجر أساسي في تعاوننا مع الأردن ومصر ودول الخليج، وهدفنا هو تعزيز التعاون الإقليمي”.
وأكد ماتيس استمرار التعاون العسكري بين إسرائيل والولايات المتحدة، مشدداً على أنّ “واشنطن ملتزمة بشكل لا هوادة فيه بأمن إسرائيل، وتفوقها الأمني والنوعي على إيران”.
وتابع: “لقد وصلت إلى هنا قادماً من السعودية ودول أخرى في المنطقة، وقد تعهّدنا خلال اللقاء مع ليبرمان بتعزيز العلاقات القوية بيننا”.
من جهته، قال ليبرمان خلال المؤتمر الصحافي مع ماتيس: “إنّني أقدّر إدراكك وفهمك للتحديات التي تواجهنا، فنحن والعالم نواجه الشر من شمال كوريا وحتى بيروت، ومصدر هذا الشر هو إيران التي هي مصدر عدم الاستقرار في كل الشرق الأوسط”.
وأضاف الوزير الإسرائيلي: “نشاطركم نفس القيم والآراء، ومع المساعدات الأميركية نستطيع أن نواجه كل التحديات أمامنا، ونقدّر الحملة الأميركية ضد “داعش””.
وعبّر ليبرمان عن “سرور إسرائيل برؤية توجه جديد في البيت الأبيض، ونشاط الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب ضد (الإرهاب)”، معرباً أيضاً عن تأييد إسرائيل لسياسة واشنطن تجاه كوريا الشمالية.
والتقى ماتيس كذلك رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، والذي رحّب بتصريحات الوزير الأميركي.
رحّب نتنياهو بتصريحات ماتيس (جيل كوهين ماغن/فرانس برس)
وخاطب نتنياهو ماتيس، خلال مؤتمر صحافي مشترك قائلا: “نشعر بالتغيير الكبير في توجهات السياسة الأميركية. إننا نعلم أنّ الكلمات الواضحة والصريحة التي أدليت بها بشأن إيران جاءت على إثر كلمات قوية ومباشرة جداً من الرئيس ترامب”.
وتابع أنّ “الأعمال الواضحة جداً تجاه استخدام سورية، أداة إيران، للأسلحة الكيميائية. هذا الأمر يقدره العالم وتقدره منطقتنا. أعتقد أنّ هذا التغيير الاستراتيجي في قيادة وسياسة الولايات المتحدة مبارك ومرحّب به”.
مقتل جنود روس…وطيبة الإمام تحت سيطرة المعارضة السورية
حماة ــ يزن شهداوي
لا تزال مدينة طيبة الإمام بريف حماة الشمالي، تحت سيطرة المعارضة والجيش السوري الحر، وسط معارك عنيفة تشهدها أطراف المدينة، مع قوات النظام مدعومةً من مليشيات روسية بريّة ومقاتلين من الحرس الثوري الإيراني ومن “حزب الله” اللبناني، ما خلّف قتلى وجرحى.
ونفى القيادي العسكري في الجيش السوري الحر بريف حماة، أبو عبد العزيز، رواية النظام التي بثّها عبر إعلامه وصفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، عن سيطرته على مدينة طيبة الإمام بريف حماة الشمالي.
وأكّد عبد العزيز، لـ”العربي الجديد”، أنّ المدينة ما زالت بالكامل تحت سيطرة المعارضة والجيش الحر، وسط معارك عنيفة تشهدها أطراف المدينة مع قوات النظام وبدعم من مليشيات روسية بريّة ومقاتلين من الحرس الثوري الإيراني ومن “حزب الله” اللبناني وبأعداد كبيرة إضافة إلى مقاتلين أفغان وشيشان، يضعون إشارات حمراء على أكتافهم ويحملون رايات سوداء.
وأوضح أن الحملة العسكرية التي يقودها النظام، منذ أمس الخميس، يحاول من خلالها فرض سيطرته على أكبر قدر ممكن من الريف الحموي، لإنهاء تواجد المعارضة بالكامل بريف حماة، خاصة مع وجود الدعم الروسي، بالطيران والجنود البريين.
إلى ذلك، أكدت مصادر طبية في مشفى حماة الوطني، وصول ثلاثة قتلى من الجنود الروس، وعشرات القتلى والجرحى من جنود النظام ومليشياته، مضيفةً أن المستشفى ازدحم بجرحى النظام وقتلاه، وتم إخلاء عدّة غرف لإفساح المجال لاستقبال الأعداد الكبيرة التي كانت تصل على مدار الساعة إلى المشفى، مع سماع أصوات الرصاص داخل المدينة لفتح الطرقات أمام سيارات الإسعاف العسكرية.
وروى أحد القادة العسكريين في “جبهة فتح الشام”، أبو محمد النعيمي، والموجود داخل طيبة الإمام، لـ”العربي الجديد” تفاصيل عملية النظام التي قام بها، فجر أمس، في محاولته للتقدم إلى طيبة الإمام، وسط عشرات الغارات الجوية وعشرات الصواريخ بكافة أنواعها من صواريخ فراغية، وارتجاجية وعنقودية وحتى النابالم والفوسفور الحارق.
وأوضح أن “مصدر الصواريخ كان جبل زين العابدين، كما نجح النظام ومليشياته في التقدم والوصول إلى الأحياء الجنوبية والشرقية من المدينة، محاولاً التوغل بشكل أكبر إلى داخلها، لكن الثوار تصدوا للهجوم، وشنوا هجوما معاكسا والتفوا على بعض تجمعات الجيش داخل المدينةـ ودارت اشتباكات عنيفة”.
ولفت إلى أن “الاشتباكات أخذت طابع حرب شوارع، كما تمكنت المعارضة من اغتنام دبابة من طراز T72 ودبابة T62ومدفع رشاش 23، وقاعدتين ميم دال لصواريخ الكورنيت، وبعض الأسلحة الخفيفة، بينما تراجعت قوات النظام بعدها خارج المدينة مخلفة وراءها العديد من القتلى والجرحى، وتمت محاصرة مجموعة لقواتها تقدر بـ17 عنصرا، قتل منهم 7 وتم أسر 10 عناصر من بينهم ضابط، وانسحب الباقون باتجاه جسر صوران”.
وأكد القائد العسكري أيضاً، أن “المدينة ورغم المعارك العنيفة التي استمرت حتى ساعات الفجر الأولى من يوم الجمعة، ما زالت تحت سيطرة الثوار بشكل كامل، ولا وجود لأي جندي من النظام أو مليشياته داخل مدينة طيبة الإمام، فيما تتركز الاشتباكات على أطرافها الجنوبية والشرقية في حدود المدينة خارجاً”.
بدوره، بيّن الناشط الميداني بريف حماة، فادي أبو عزيز، لـ”العربي الجديد”، “القصف المكثف الذي تعرضت له مدينة طيبة الإمام، إذ أُحصي أكثر من مئة وخمسين طلعة جوية للطيران المروحي من الساعة السادسة فجر الخميس إلى اليوم، قصف من خلالها عشرات البراميل المتفجرة، بالإضافة إلى ما يقارب من مائة غارة جوية من الطيران الحربي السوري والروسي قصفت طيبة الإمام”. وأضاف أن “المراصد تسجل وللمرة الأولى منذ بداية الثورة السورية، هذا الكم الهائل من الطلعات الجوية والغارات خلال يوم واحد وعلى منطقة واحدة”.
ولفت أبو عزيز، إلى أن “أكثر من 400 صاروخ وقذيفة تم إطلاقها من مطار حماة العسكري، ومن راجمات الصواريخ المثبتة في مدينة حماة حديثاً، ومن جبل زين العابدين، ومن معسكر دير محردة، على أحياء المدينة وشوارعها”.
في السياق ذاته، أكّد الناشط هاني الياسين، في مدينة حماة، “سماع أصوات القصف التي كانت تستهدف مدينة حماة، حيث قام النظام بنصب راجمات صواريخ في حي البرناوي داخل المدينة، وفي منطقة الجب في حي الحاضر بحماة، والذي يعد من المناطق المأهولة بالسكان، لاستهداف مدينة طيبة الإمام، بالإضافة للقصف المتواصل من مطار حماة العسكري”.
سورية: استئناف تنفيذ اتفاق المدن الأربع بعد تعطيله يومين
جلال بكور
استؤنف صباح اليوم الجمعة، تنفيذ اتفاق المدن الأربع السورية، بعملية تبادل الحافلات التي تقل المهجّرين من ريف دمشق والخارجين من بلدتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب.
وأفادت مصادر محلية، لـ”العربي الجديد”، بأن 10 حافلات ترافقها سيارات إسعاف، تنقل أهالي ومسلّحي بلدتي كفريا والفوعة المواليتين للنظام إلى مدينة حلب، مقابل انتظار خروج أربع حافلات تحمل مقاتلي المعارضة السورية المسلّحة المهجرين من مدينة الزبداني، ومحيطها في ريف دمشق.
ويأتي ذلك، بعد توقف عملية التبادل لمدة يومين في منطقة الراشدين، غرب مدينة حلب، ومنطقة الراموسة جنوبها.
ومن المفترض أن تفرج قوات النظام عن 700 معتقل من سجونها وفقاً لبنود المرحلة الأولى من الاتفاق، ولم يتضح بعد ما إذا قامت قوات النظام بتطبيق البند أم لا، بينما سوف تستكمل العملية بداية الشهر المقبل بإخراج من تبقى من أهالي ومسلّحي الفوعة وكفريا مقابل إخراج مقاتلين للمعارضة في مناطق جنوب دمشق.
وفي هذا الشأن، بين المتحدث باسم “حركة أحرار الشام الإسلامية”، محمد أبو زيد، لـ”العربي الجديد”، أنه “تم إرسال 36 حافلة تقل مقاتلي وأهالي بلدتي كفريا والفوعة من أصل 46 حافلة، واستقبلنا 10 حافلات من عوائل المعارضة في الزبداني من أصل 15 حافلة”.
ومن المتوقع أن تختتم المرحلة الأولى بإكمال عملية التبادل، بينما قدمت المعارضة لوائح بأسماء من سيتم الإفراج عنهم من سجون النظام السوري وتنتظر رد الأخير على القائمة، وفق المتحدث.
إلى ذلك، تحدثت مصادر لـ”العربي الجديد”، عن تمكّن مليشيا “قوات سورية الديمقراطية” من السيطرة على قرية مزرعة تشرين، شمال مدينة الرقة، ليلة الخميس الجمعة، بعد معارك مع تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، بينما تستمر المعارك بين الطرفين في بلدة حزيمة، شمال الرقة، ومدينة الطبقة بريفها الغربي.
وفي دير الزور، شن تنظيم “داعش” هجوماً على مواقع للنظام في محور حي هرابش، جنوب المدينة، وتمكن من السيطرة على عدة نقاط.
قائمة “تايم” لأكثر 100 شخصية تأثيراً تختار “الخوذ البيضاء“
لبنى سالم
صنفت مجلة “تايم” الأميركية مدير الدفاع المدني السوري، رائد الصالح، من بين أكثر مئة شخصية مؤثرة في العالم لعام 2017، والتي تضم قادة وسياسيين وملهمين ورواد أعمال وفنانين، من دون ترتيب.
ويرأس الصالح مؤسسة الدفاع المدني السوري، التي نشأت كاستجابة محلية في مناطق المعارضة السورية لعمليات القصف التي بدأ النظام بشنها مع تفاقم الاحتجاجات الشعبية ضده، وتوسعت لتتحول بعد 6 سنوات من بداية الثورة السورية إلى شبكة متطوعين تضم أكثر من 3 آلاف متطوع ومتطوعة، يعملون في الإنقاذ والإسعاف والإطفاء والخدمات الاجتماعية، استطاعوا إنقاذ أكثر من 85 ألف مدني سوري.
وعقب الصالح قائلا: “نحن فخورون بأن نكون ضمن أكثر الشخصيات المؤثرة في العالم، وهذا بفضل عمل جماعي لما يزيد عن 3300 متطوع، يعملون بأصعب الظروف وأحلكها ويضحون بحياتهم لإنقاذ الإنسان على اختلاف انتمائه الطائفي أو العرقي، لإنقاذ الحياة من بين ركام الموت الذي تسببه الحرب في سورية. نيلنا اللقب يسهم في إيصال صوت معاناة الشعب السوري إلى العالم، وهنا بدوري أدعو كل القوى الدولية والعالمية للتضامن والضغط لإنهاء الحرب ومعاناة الشعب السوري”.
وفي تعريفها عن الصالح، نقلت الصحيفة شهادة لفيصل (23 عاماً)، وهو أحد متطوعي الإغاثة في محافظة إدلب، قال فيها “في 24 أكتوبر/ تشرين الأول 2016، كنت جالسا أشرب الشاي مع أصدقائي أمام متجر في مسقط رأسي، مدينة خان شيخون، عندما سمعنا هدير طائرة حربية. كنا نظن أن الغارة ستكون بعيدة جداً، لكنها لم تكن كذلك. وقع الانفجار وفقدت الوعي، ظننت لوهلة أني مت، فجأة عدت إلى الحياة لأدرك أنني كنت محاصرا تحت الأنقاض”.
وأضاف: “سمعت صوتاً يصرخ: (أي شخص هناك؟ أي شخص هنا؟)، كان من أعضاء الدفاع المدني السوري، وفريق الإنقاذ التطوعي المعروف أيضا باسم ذوي الخوذات البيضاء التي يقودها رائد الصالح. في غضون دقائق، رفعوا الأنقاض وأخرجوني. كنت مصاباً بجروح في عيني ورأسي وبطني وصدري ويدي. لكني نجوت، والحمد لله”.
وأشارت الصحيفة إلى بسالة متطوعي الدفاع المدني ومخاطرتهم بحياتهم للاستجابة للكوراث الإنسانية التي توقعها عمليات القصف والألغام التي تحولت إلى حقيقة يومية في سورية. واعتبر السوريون أن الاعتراف العالمي بالتأثير الإنساني الكبير الذي يقوم به متطوعو الدفاع المدني السوري في وجه آلة حرب النظام، وسام شرف جديد يضاف لهم.
وكتبت هنادة الحريري: “رائد الصالح وكل بطل من أبطال الدفاع المدني سبب لأن يجعلونا نعرف أن الدنيا بخير. أنتم لستم مؤثرين فقط أنتم قادة التغيير”.
العربي الجديد
اتفاق “المدن الأربع” أنجز.. والمرحلة الثانية في حزيران
انتهت المرحلة الأولى من اتفاق “المدن الأربع”، الجمعة، بوصول مئات الأشخاض الذين علقوا لأكثر من يومين في ريف حلب، وهم مدنيون ومقاتلون من الفوعة وكفريا ومضايا والزبداني، إلى وجهاتهم الأخيرة. وبذلك، يكون مجموع من تم إجلاؤهم من بلدات ريفي إدلب ودمشق قد بلغ نحو 11 ألفاً، وذلك في إطار اتفاق رعته قطر وإيران.
ونقلت وكالة “فرانس برس” عن مسؤول عملية الإجلاء لدى فصائل المعارضة أبو عبيدة الشامي قوله، إنه “عند انتهاء تبادل الحافلات سوف يتم الافراج عن 750 أسيراً”.وأضاف “هذا الموضوع الذي كان يعرقل الأمر، والحمد الله تم حله”.
ونص الاتفاق بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة على أن يتم تنفيذه على مرحلتين، وبالتزامن، بحيث يتم إجلاء جميع سكان الفوعة وكفريا وعددهم نحو 16 ألف شخص، مقابل خروج من يرغب من سكان مضايا والزبداني وبلدات أخرى في ريف دمشق، وعدم دخول قوات النظام إليهما، لكن النظام نقض الشرط الأخير وانتشرت قواته في مضايا والزبداني.
وبالتزامن أيضاً، نص الاتفاق على أن يتم الافراج عن 1500 معتقل من سجون النظام على مرحلتين، مقابل إطلاق “جبهة فتح الشام” أسرى من حزب الله ومقاتلي المليشيات الإيرانية.
ومن المقرر أن تبدأ المرحلة الثانية من الاتفاق في حزيران/يونيو المقبل، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وهي تتضمن أجلاء نحو ثمانية آلاف شخص من الفوعة وكفريا، ومن تبقى من الراغبين بمغادرة بلدات ريف دمشق المشمولة بالاتفاق.
في هذا السياق، نقلت “فرانس برس” عن المتحدث باسم حركة “أحرار الشام الإسلامية” قوله، إن “هناك مقاتلين من حزب الله (اللبناني) لا يزالون في الفوعة وكفريا ومن المفترض أن يتم إجلاؤهم خلال المرحلة الثانية”.
من جهة ثانية، نقلت قناة “الجزيرة” عن مصادر عراقية قولها، إن وزارة الداخلية العراقية تسلمت القطريين المختطفين منذ يناير/كانون الثاني من عام 2015، الذين كانوا قد دخلوا العراق بعد حصولهم على تأشيرات دخول رسمية من السلطات العراقية.
والإفراج عن المختطفين القطريين كان جزءاً من اتفاق “المدن الأربع” في سوريا، حيث أعلنت وزارة الداخلية، الجمعة، تسلمها جميع المختطفين من الجهة الخاطفة، بالتزامن مع انتهاء عمليات الإجلاء من ريفي إدلب ودمشق.
وقال مستشار وزير الداخلية العراقية وهاب الطائي، إن وزارة الداخلية تسلمت “الصيادين القطريين الـ26، وأجرينا عمليات التدقيق والتحقق من الوثائق والجوازات وكذلك التصوير وأخذ البصمات لكل صياد لتسليمهم للسفير القطري”.
وحدهم الموالون يستغربون إساءات النظام لأهالي كفريا والفوعة
وليد بركسية
وحدهم الموالون للنظام السوري يبدون دهشتهم من الطريقة التي استقبل بها النظام أهالي بلدتي كفريا والفوعة، من مدنيين ومسلحين، والذين لم يجدوا أحداً في استقبالهم عند وصولهم إلى حمص بموجب اتفاق “المدن الأربعة”، واضطروا إلى البقاء ساعات طويلة في العراء، والنوم على الأرصفة بمنطقة حسياء، قبل أن تُنشر صورهم المحزنة تلك عبر الصفحات الموالية والبروفايلات الشخصية لمؤيدي النظام السوري، في مواقع التواصل، مع عبارات غاضبة تستهجن “الفعل المشين من الدولة بحق الصامدين”.
هذه الدهشة والاستهجان، استنفذها المعارضون والمراقبون المحايدون منذ سنوات طويلة. فتركُ النظام بعض الموالين له ينامون ليلة واحدة في العراء، ليس بتلك الجريمة الفظيعة مقارنة بما قام به النظام منذ العام 2011 مع إطلاقه الرصاص الحي على المتظاهرين السلميين، وليس فعلاً مروعاً بمقدار رميه البراميل المتفجرة وارتكابه المجازر بحق المدنيين المحاصرين، كما أنه ليس شنيعاً بقدر استخدام الأسلحة الكيماوية في خان شيخون وقبلها الغوطة.
لا يحتاج الأمر إلى ذكاء فائق للحديث عن لا إنسانية النظام، تجاه مواليه قبل معارضيه، مع موجات استياء داخلية متتالية حول قطاع الخدمات والخدمة العسكرية والكهرباء والوضع الاقتصادي، لكنها ربما المرة الأولى التي تصبح “حقوق الإنسان” هي محور الانتقادات، وإن كانت تأتي بالحد الأدنى عبر ربطها بالطائفة والولاء السياسي، كشرط/سبب للتعاطف الوحيد مع مشردي كفريا والفوعة، دون حالتهم المجردة نفسها. علماً أن عشرات الصور لنازحين مماثلين في العاصمة دمشق، وهم ينامون في الشوارع وعلى الأرصفة، لا تثير استياء مماثلاً، لأن أصحابها في المخيلة الشعبية الموالية، ينتمون إلى مناطق معارضة، وهو سبب كاف لتلقيهم نقمة عامة، وتُذكر هنا صورة المشردة الشهيرة في أوتوستراد المزة، التي انتشرت بعد ساعات من تنظيم ماراثون للسلام هناك.
وهكذا، تبقى الانتقادات في الصفحات الموالية ناقصة، ولا ترى سوى جزء واحد من الصورة، فتقتصر على انتقاد محافظ حمص طلال البرازي “كسبب للإهمال والتقصير”، وكأن المشكلة بسيطة وعابرة وليست إرثاً من الأيديولوجية الفكرية التي تقوم عليها السياسة الشمولية للنظام الأسدي، حيث لا عقد اجتماعياً يحترم المواطنين والمدنيين، بل يراهم مجرد أدوات يستغلهم سياسياً واقتصادياً وعسكرياً على كافة المستويات. علماً أن هذه الطريقة متكررة في انتقادات الموالين للسلطة في كل الملفات، وفيها يكون أعضاء في السلطة التنفيذية من وزراء ومسؤولين، مقصرين، لا القيادة السياسية “الحكيمة”، رغم كونهما في الحقيقة شيئاً واحداً، مع عدم وجود فصل للسلطات في البلاد تقنياً!
والحال أن الأسلوب السابق هو تطبيق حرفي لنموذج “امتصاص الصدمات” الذي عممه إعلام النظام والصفحات الموالية له عبر السوشيال ميديا، ويقضي بإفساح مجال محدد سلفاً لـ”حرية التعبير” المشوهة هذه، كمتنفس لخزّانه البشري في الداخل، أمام توجيه انتقادات حقيقية قد تخرج في أي لحظة عن السيطرة.
تبرز هنا الانتقادات الحقيقية للنظام والتي أتت من أهالي كفريا والفوعة أنفسهم، والذين ما زالوا في مناطق سيطرة المعارضة بعد تفجير حافلاتهم في حي الراشدين، مع استقبال قوات المعارضة لهم ومعالجة المصابين أيضاً. وتحدث أولئك المدنيون، وأغلبهم من النساء والأطفال، لقناة “الجزيرة”، عن ظروف التفجير وخوفهم من أن يتركهم النظام السوري مشردين بعدما فقدوا أحبتهم وعائلاتهم وأولادهم، متهمين إيران و”حزب الله” والنظام بأنهم أسباب الحصار الطويل عليهم لأكثر من سنتين.
اللافت في ذلك اللقاء الذي بثته “الجزيرة” قبل أيام، أنه يقدم تخوفاً لدى أهالي كفريا والفوعة من تخلي النظام عنهم وغدره بهم ومعاملتم بطريقة غير لائقة إنسانياً، وطاولت تلك المخاوف والانتقادات كلاً من إيران و”حزب الله” أيضاً، مع مطالبة المدنيين بأن تقوم هيئات إنسانية محايدة مثل الهلال الأحمر بالتكفل بنقلهم وتأمين أوضاعهم، لأنهم “لا يثقون بالنظام وإيران وحزب الله”، بعد كل هذه السنوات من الحصار، مع الإشارة إلى الترحيب والمعاملة اللائقة التي عوملوا بها من قبل قوات المعارضة المعتدلة.
التناقض السابق مبهر لدرجة لا تصدق، لأن الظلم يمس للمرة الأولى مدنيين من الطائفة الشيعية، بشكل يعاكس رواية النظام الدائمة حول إرهابية المعارضة “السنية” ضد الأقليات، كما أنه يبرز غطرسة النظام ضد الشعب عموماً، وحتى المحسوبين عليه مذهبياً بعدما أصبحوا بلا فائدة سياسية أو عسكرية أو إعلامية. وهذا ما يدركه أهالي كفريا والفوعة الذين لمسوا قدرة النظام الخاصة على نبذ مواليه والتخلي عنهم، لأتفه الأسباب.
والحال أن النظام يتخدم هؤلاء المدنيين لإيصال رسالة سياسية إلى حليفته إيران، التي كانت هي الراعي الوحيد لاتفاق “المدن الأربعة”، وأجبرت النظام على القبول بالصفقة، في وقت لم يكن النظام فيه يرغب بفك الحصار أصلاً عن كفريا والفوعة، بل كان يفضل الاحتفاظ بحالتهما كما هي، كورقة ضغط دولية في يده لا أكثر.
القنيطرة: النظام و”حزب الله” في طور الهجوم
ينال الحمدان
بات واضحاً خلال الأيام الماضية سعي إيران ومليشيا “حزب الله” للتقدم في ريف القنيطرة السورية، لتأمين مواقع متقدمة يمكن من خلالها تهديد إسرائيل في ظل تصاعد التوتر بين الطرفين، وسط تهديد الولايات المتحدة المتواصل لإيران بالكف عن نشاطاتها الإرهابية، واحتمال مراجعة الاتفاق النووي معها.
وشوهدت تحشيدات لقوات النظام والمليشيات “الرديفة”، الجمعة، في بلدتي خان أرنبة وجبا، في ما تعتقد المعارضة أنه نية لهجوم رابع يستهدف ريف القنيطرة الشمالي. وكانت فصائل المعارضة السورية المسلحة، قد أفشلت الأربعاء هجوماً ثالثاً لقوات النظام مدعومةً بمليشيات “فوج الجولان” و”جيش التحرير الفلسطيني”، بإشراف قياديين من “حزب الله”، للسيطرة على معبر القنيطرة في هضبة الجولان المحتل. وشهدت المنطقة تحليقاً كثيفاً لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية، التي لا تغادر الأجواء في الأوقات الطبيعية.
وبدأت مليشيات النظام بإشراف مباشر من “حزب الله”، منذ 15 نيسان/إبريل، هجوماً على بلدات أم باطنة والصمدانية في ريف القنيطرة، في محاولة للتقدم باتجاه سد المنطرة الاستراتيجي الذي يمكن منه رصد البلدات التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة. ويعتبر سد المنطرة خط الدفاع الأول عن معبر القنيطرة، هدف مليشيات النظام.
وكان 200 عنصر من “جيش التحرير الفلسطيني” تقلّهم 3 حافلات، قد وصلوا إلى محافظة القنيطرة، الإثنين، ودخلوا كتيبة تابعة لـ”فوج الجولان” قريبة من بلدة خان أرنبة.
وأفشلت قوات المعارضة المسلحة الهجوم الثالث وشنّت هجوماً عكسياً مباغتاً على محاور تقدّم قوات النظام ما أجبرها على الانسحاب إلى الخطوط الخلفية. وسقط على إثر المعارك ما يزيد عن 30 عنصراً من مليشيات النظام بين قتيل وجريح، وتمكنت المعارضة من تدمير مدفع وسيارة محملة برشاش. وقامت فصائل “الجبهة الجنوبية” باستهداف مواقع لـ”فوج الجولان” في بلدة خان أرنبة وكتيبة “مجد حيمود”، ومواقع في مدينة البعث بقذائف الهاون والدبابات. وبحسب مصادر “المدن” فقد وصلت 7 جثث لضباط وعناصر من قوات النظام، وأكثر من 28 جريحاً معظمهم في حالات حرجة، إلى مستشفى “الشهيد ممدوح أباظة”.
وعلمت “المدن” أن اجتماعاً عُقِدَ في قيادة “اللواء 90” صباح الثلاثاء، وضمّ قياديين من “حزب الله” ورئيس فرع “الأمن العسكري/سعسع” أسامة زهر الدين، وقائد “اللواء 90” وقائد “فوج الجولان” مجد حيمود. وجرت في الاجتماع مناقشة بنود خطة عمل بشقين؛ الأول عن هجوم لاستعادة معبر القنيطرة واستكمال حصار القنيطرة المهدمة وبلدات ريف القنيطرة الشمالي وبلدات بيت جن ومزرعتها ومغر المير في ريف دمشق الغربي، وعزل كامل القطاع الشمالي من ريف القنيطرة عن القطاع الجنوبي الذي يعد شريان الحياة الرئيسي لمناطق المعارضة.
والشق الثاني من خطة العمل يتعلق بمؤازرة العمليات التي تقوم بها قوات النظام في محاور القطاع الأوسط من القنيطرة، على أن تترافق بعمليات في محاور مثلث الموت الرابط بين محافظات درعا والقنيطرة وريف دمشق. ومن المرجح أن تنطلق العمليات في مثلث الموت، بالتوازي، من “كتيبة المدفعية” في بلدة جدية ومن تل غرين باتجاه بلدتي زمرين وكفر ناسج المُحررتين في ريف درعا الشمالي.
وتقسم محافظة القنيطرة جغرافياً إلى ثلاثة قطاعات: جنوبي تسيطر عليه فصائل المعارضة بالكامل ويضم بلدات الريف المتصلة مع قرى وبلدات ريف درعا الشمالي والغربي، وقطاع أوسط تقتسمه قوات النظام والمعارضة التي تسيطر على جميع البلدات القريبة من الحدود مع هضبة الجولان. والقطاع الشمالي من محافظة القنيطرة يقع على سفح جبل الشيخ القريب من الحدود اللبنانية والمرتبط مع بلدات ريف دمشق الغربي وخاصة بلدة بيت جن المحاصرة حالياً، وهذا القطاع مقسم بدوره بين المعارضة والنظام. وبذلك تكون قوات المعارضة المتمثلة بفصائل “الجبهة الجنوبية” مسيطرة على أكثر من ثلثي مساحة محافظة القنيطرة.
ووصلت مؤخراً قوات إضافية من مليشيا “حزب الله” إلى مقر قيادة “الفرقة التاسعة” في مدينة الصمنين وإلى بلدة دير العدس في منطقة مثلث الموت، في ريف درعا الشمالي، قدّرت المعارضة عددها بما يزيد عن 150 عنصراً مع آلياتهم، بغرض شنّ هجوم باتجاه تل الحارة، ومنه باتجاه معبر القنيطرة. وذلك من أجل تشتيت قوات المعارضة وفتح أكثر جبهة في آن واحد لتتقدم باتجاه الحدود مع هضبة الجولان.
ولقوات النظام ومليشياتها الرديفة أهداف متعددة من التقدم في قطاع القنيطرة الأوسط، باتجاه سد المنطرة وبلدات أم باطنة والصمدانية؛ فذلك يحقق للمليشيات قطع طريق إمداد قوات المعارضة، الخطر، ما بين قطاعي القنيطرة الشمالي والجنوبي، وفصل بلدة جباتا الخشب عن بلدة بيت جن، آخر مناطق المعارضة في ريف دمشق الغربي. وفي حال سيطرت المليشيات على سد المنطرة، سيصبح بإمكانها قطع طريق إمداد المعارضة نارياً، ومنع أي تنقل على الطريق الواصل بين جباتا الخشب وطرنجة على سفح جبل الشيخ في القطاع الشمالي، وبين بيت جن في ريف دمشق الغربي. والهدف الأبرز يبقى الوصول إلى القنيطرة المهدمة وبلدتي القحطانية والحميدية، ما يعني الوصول فعلياً إلى معبر القنيطرة، وتقطيع أوصال المنطقة بشكل كامل.
المعارضة كانت قد سيطرت على معبر القنيطرة مع هضبة الجولان في شهر آب/أغسطس 2014، بعد معارك عنيفة مع قوات النظام، واستطاعت بذلك ربط ريفي القنيطرة الشمالي والجنوبي، وتمكنت حينها من تأمين طريق امداد إلى البلدات المُحررة في جبل الشيخ وريف دمشق الغربي. وحاولت قوات النظام طيلة الأعوام الثلاثة الماضية التقدم في هذه المنطقة من دون تحقيق أي إنجاز عسكري مهم، وباءت جميع المحاولات بالفشل.
سوريا:13 إعلامياً أصيبوا في مجزرة خان شيخون
لم تؤدّ مجزرة خان شيخون المروعة التي استخدم فيها السلاح الكيماوي، إلى مقتل حوالي 100 مدني وإصابة 500 آخرين فقط، بل حمل الهجوم أبعاداً إضافية، بإصابته 13 إعلامياً كانوا يوثقون المجزرة التي ارتكبتها طائرات النظام السوري في بلدة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي مطلع شهر نيسان/ أبريل الجاري.
هذه المعلومات الجديدة كانت محور تقرير مفصل، أصدره “المركز السوري للحريات الصحافية” في “رابطة الصحافيين السوريين”، الجمعة، وحمل عنوان “في مجزرة خان شيخون، سموم الأسد وقذائف بوتين تصيبان ثلاثة عشر إعلامياً”، جاء فيه أن 9 إعلاميين أصيبوا بحالات اختناق بالغازات السامة أثناء محاولتهم توثيق المجزرة فيما أصيب 4 آخرون بجروح بسبب الغارات الروسية على المدينة عقب المجزرة.
ونقل التقرير تصريحات صحافية، أوضح عبرها الإعلاميون المصابون بالغازات السامة، أنه بعد وصولهم لمكان المجزرة ظهرت عليهم علامات التعرض لحالات اختناق وضيق شديد في التنفس، مع ضعف في الرؤية، وفقدان الوعي، واحمرار العينين، ليتم نقلهم إلى المستشفيات المجاورة، في حين نقل أحدهم وهو الناشط الإعلامي محمد الدغيم، مراسل قناة “جلب اليوم”، إلى المستشفيات التركية لخطورة حالته، وتلقوا جميعاً العلاج وأصبحت حالتهم الصحية مستقرة الآن.
وحول الإصابات التي تعرض لها الإعلاميون جراء القصف الروسي على خان شيخون بعد وقوع المجزرة، أوضح الناشط يمان الخطيب أنه توجه مع 3 من زملائه في “مركز حلب الإعلامي مستشفى الرحمة في المدينة إثر القصف الأول مباشرة، وأثناء إجراء اللقاءات مع المصابين شن الطيران الروسي سلسلة غارات على المستشفى بشكل مباشر، ما أدى إلى تهدم أجزاء منه وانتشار كثيف للغبار، ولدى محاولتهم المغادرة عاد الطيران الروسي واستهدف مكان تواجدهم، ما أسفر عن إصابتهم مع عدد من كوادر المستشفى بجروح.
ودعا التقرير إلى احترام حرية الصحافة وضمان سلامة العاملين في الحقل الإعلامي ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات التي تطال المدنيين كافة ومن ضمنهم الإعلاميين، مطالباً الأطراف الفاعلة في سوريا والأطراف الدولية المعنية بتفعيل القوانين الدولية الخاصة بحماية الإعلاميين والدفاع عنهم وعن حرية الصحافة وحق نقل المعلومات في سوريا.
إطلاق معتقلين ضمن اتفاق المدن الأربع بسوريا
أفاد مراسل الجزيرة في سوريا بوصول حافلات تقل عشرات المعتقلين المفرج عنهم من قبل النظام إلى مناطق سيطرة المعارضة في إدلب شمال سوريا، في إطار اتفاق المدن الأربع. يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه جيش الفتح التابع للمعارضة المسلحة عن انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق.
وأوضح مراسل الجزيرة أن الدفعة الأولى من المفرج عنهم من سجون النظام تبلغ 120 معتقلا وصل منهم حتى الآن خمسون إلى مناطق سيطرة المعارضة في إدلب، وأفادت مصادر للجزيرة أن تعداد الدفعة الأولى يجب أن يصل اليوم إلى خمسمئة معتقل ويبلغ خلال عشرة أيام 750 معتقلا.
وأعلن جيش الفتح عن انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق المدن الأربع مع وصول 15 حافلة تقل خمسمئة من مقاتلي الزبداني وسرغايا والجبل الشرقي بريف دمشق مع ذويهم، في حين توجهت 46 حافلة تقل سكان ومسلحي كفريا والفوعة بريف إدلب نحو مناطق سيطرة قوات النظام في حلب.
ويشمل الاتفاق -وفق جيش الفتح- بمرحلته الثانية متابعة ملف الأسرى والذي يضم 1500 أسير ومعتقل لدى قوات النظام، وإدخال المساعدات الغذائية والطبية إلى المناطق المحاصرة بمحيط دمشق.
من جهة أخرى، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن عشر حافلات تـُقل الخارجين من بلدتي كفريا والفوعة المواليتين للنظام دخلت مدينة حلب، تمهيدا لنقلهم إلى مركز إقامة مؤقتة في منطقة جبرين.
كما ذكر الإعلام الحربي التابع للنظام أن خمس حافلات تقل مهجري الزبداني ومضايا -كانت تنتظر في منطقة الراموسة بحلب- تحركت باتجاه منطقة الراشدين، وأنها ستتوجه لاحقا إلى مناطق سيطرة المعارضة المسلحة في حلب وإدلب.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول بالمعارضة السورية المسلحة أنهم توصلوا إلى اتفاق مع النظام يُطلق بمقتضاه سراح خمسمئة سجين سيعبرون إلى مناطق المعارضة اليوم الجمعة في إطار اتفاق مبادلة بين الطرفين.
وقال متحدث باسم أحرار الشام إن المفاوضات اكتملت، وإن السجناء سيصلون إلى منطقة تسيطر عليها المعارضة خارج مدينة حلب في غضون ساعات.
ونص الاتفاق بين الحكومة والفصائل المعارضة على أن يتم على مرحلتين وبالتزامن إجلاء جميع سكان الفوعة وكفريا وعددهم نحو 16 ألف شخص، مقابل خروج من يرغب من سكان مضايا والزبداني وبلدات اخرى في ريف دمشق.
وبالتزامن أيضا، يفترض أن يتم الإفراج عن 1500 معتقل من سجون النظام على مرحلتين.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
بشار الأسد: فقدنا نصف قدراتنا في الدفاع الجوي
قال رئيس النظام السوري بشار الأسد إن “الجيش السوري” خسر أكثر من نصف قدراته في الدفاع الجوي جراء ضربات المسلحين، مشيرا إلى أن روسيا عوضت جزءا من هذه الخسارة، وقامت بدور إيجابي في محاربة الإرهاب بسوريا.
وأضاف في حوار مع وكالة “سبوتنيك” الروسية أن سوريا ستحتاج لوقت طويل حتى تعوض ما خسرته من دفاعاتها الجوية، مؤكدا أن الحرب التي تخوضها تمثل كل البلدان التي تحارب ما وصفه بالإرهاب، وأن دعم روسيا لسوريا في الحرب هو حماية لنفسها.
واتهم الأسد ما سماه تنظيم “جبهة النصرة” بتفجير حافلات مدنيي كفريا والفوعة بحي الراشدين في حلب، وقال إن أعداد الضحايا في سوريا التي يتحدث عنها الإعلام الغربي ليست دقيقة، “لقد قتل عشرات الآلاف وليس كما تسمع في وسائل الإعلام عن مقتل مئات الآلاف. نستطيع بالطبع أن نتحدث عن آلاف المفقودين الذين لا نعرف شيئا عن مصيرهم”.
وبخصوص الهجوم الكيميائي على خان شيخون، قال الأسد إن تلك المنطقة تخضع لسيطرة جبهة النصرة، وكرر القول إن نظامه لم يهاجم المدينة بغاز السارين، مجددا اعتقاده أن الأمر مفربك. وكان رئيس النظام السوري أكد لوسائل إعلام أن أنباء الضربة الكيميائية على خان شيخون “مفبركة”، ويوم أمس أعلن مدير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية استخدام غاز السارين في خان شيخون.
واعتبر الأسد أن الضربة الأميركية لقاعدة الشعيرات استفزاز لم يستبعده نظامه، واستخدمت ذريعة بعد حملة دعائية جعلت الجميع مستعدا للهجوم، معتبرا أن هدف الأميركان زعزعة استقرار سوريا و”تغيير وإسقاط الحكومة، واستبدالها بدُمى تابعة لهم”.
طريق تركيا
واتهم الأسد تركيا بأنها الطريق الوحيد التي يحصل بها من وصفهم بالإرهابيين على الأسلحة العادية والكيميائية، وقال في حواره مع الوكالة الروسية إن “الطريق الوحيد لكي يُحضر الإرهابيون الأموال والأسلحة وكل أشكال الدعم اللوجستي والمجندين وهذا النوع من المواد، هو من خلال تركيا. ليس لديهم أي طريق آخر يستخدمونه للقدوم من الشمال، وبالتالي فإن المصدر هو تركيا مئة بالمئة”.
وأكد رأس النظام السوري أن دمشق مستعدة دائما للتعاون مع أي بلد -بما في ذلك الغرب- لتحرير الرقة من تنظيم الدولة، وقال “نعلن دائما استعدادنا للتعاون مع أي بلد مستعد بصدق أو لديه الإرادة لمحاربة الإرهاب… بما في ذلك الغرب، آخذين في الاعتبار معرفتنا المسبقة بأن الغرب يدعم الإرهابيين وأنه لا يمتلك الإرادة لمحاربتهم”.
وتابع الأسد “لدينا اتصالات مباشرة مع الأكراد ومع الروس بالطبع في هذا المجال”، مشيرا في الوقت نفسه لتباطؤ تحرك الجيش السوري نحو الرقة وعدم توقفه.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017