أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 25 تشرين الأول 2013

«جنيف – 2» ينتظر ما سيعود به الإبراهيمي من دمشق

لندن – «الحياة»

بدا النظام السوري أمس وكأنه غير آبه بما إذا كان مؤتمر السلام المزمع عقده في جنيف سيلتئم أم لا، إذ واصل عمليات «القضم» التي يقوم بها، خصوصاً في ريف دمشق، وسيطر على بلدة مهمة قرب مطار العاصمة، الأمر الذي سمح له بقطع الاتصال بين الثوار في كل من الغوطة الشرقية والغوطة الغربية. وكان لافتاً مجدداً أن هذا التقدم العسكري للنظام تم، كما أفادت مصادر الثوار، بمساعدة وحدات من «حزب الله»، الأمر الذي يعكس مزيداً من التورط لهذا الحزب اللبناني، وبالتالي داعميه الإيرانيين، في سورية، علماً أن «الائتلاف الوطني» السوري المعارض أعلن صراحة قبل أيام رفضه مشاركة إيران في «جنيف – 2» كون المقاتلين الشيعة المحسوبين عليها، وعلى رأسهم «حزب الله»، باتوا «يحتلون» سورية، وفق ما قال رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا.

وإذا كان تقدُّم النظام على الأرض يمكن أن يعزز بعض أوراقه التفاوضية إذا ما انعقد «جنيف – 2»، فإن الأكراد بدورهم بدوا كمن يسعى إلى تعزيز وضعهم على الأرض لضمان «المكاسب» التي حققوها نتيجة ضعف النظام المركزي في دمشق جراء الثورة المستمرة عليه منذ آذار (مارس) 2011، فسُجّل في هذا الإطار سيطرة المقاتلين الأكراد على بلدتين في محافظة الحسكة قرب الحدود مع العراق، الأمر الذي يمكن أن يتيح لهم ترابطاً مع أقرانهم في كردستان العراق. ويُتوقع الآن أن يخوض الأكراد معركة لن تكون هينة مع مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و «جبهة النصرة» ومجموعات إسلامية أخرى بهدف السيطرة على مدينة اليعربية الاستراتيجية التي يسيطر عليها المتشددون، والتي تتيح لهم التواصل مع مناصري «القاعدة» في العراق.

أما «الائتلاف الوطني» السوري، فبدا من جهته متخبطاً في خلاف داخلي شديد بين تيارين أحدهما يتمسك برفضه حضور «جنيف – 2»، لأنه لا يلبي شرطهم الأساسي وهو تسليم الأسد السلطة إلى حكومة انتقالية، والثاني يرى ضرورة المشاركة استجابة للضغوط الغربية التي تريد حضور المعارضة المؤتمر للتفاوض مع الأسد على صيغة للحل. وأرجأ «الائتلاف» للمرة الثانية اتخاذ قراره في شأن الحضور، محدداً موعداً جديداً لانعقاد قيادته في 10 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل عوض الأول منه. وسيتيح تأخير الاجتماع، المفترض أن ينعقد في إسطنبول، للمعارضة أن تعرف تحديداً ماذا يمكن أن ينتج عن «جنيف – 2»، على أساس أن الراعيين الأميركي والروسي ومعهما الوسيط الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي، سيعقدون اجتماعاً في 4 تشرين الثاني لمناقشة التحضيرات لـ «جنيف-2».

وسيأتي هذا الاجتماع الثلاثي بعد أن يكون الإبراهيمي قد زار دمشق في إطار جولته الإقليمية الحالية حيث سيعرف بالتحديد ما هي «التنازلات» التي يُتوقع أن يقدمها نظام الرئيس الأسد، علماً أن الأخير كشف قبل أيام أن وسيط السلام كان قد فاتحه بإمكان عدم ترشحه لولاية رئاسية جديدة عندما تنتهي ولايته الحالية العام المقبل. وقال الأسد إنه رد عليه بأن هذا الموضوع يناقشه السوريون فقط، ملمحاً إلى أنه يمكن أن يرشح نفسه للرئاسة مجدداً، وهو أمر ستجد المعارضة السورية صعوبة في تقبله.

ميدانياً، أوردت وكالة «رويترز» من بيروت أن القوات الحكومية السورية سيطرت الخميس على ضاحية بدمشق كانت تحت سيطرة مقاتلي المعارضة، في إطار حملة عززت من قبضة نظام الأسد على مشارف العاصمة. وأشارت إلى أن قوات النظام التي يدعمها مقاتلون شيعة من لبنان والعراق وإيران توسّع نطاق سيطرتها على المناطق المحيطة بدمشق منذ الشهر الماضي، ودخلت مناطق تسيطر عليها المعارضة ومنعت الإمدادات عن مناطق أخرى في الشرق والجنوب.

وقال التلفزيون السوري الرسمي إن الجيش وسّع من سيطرته الكاملة على ضاحية حتيتة التركمان جنوب شرقي دمشق قرب طريق المطار، ليقطع بذلك خط إمداد كان يزود مقاتلي المعارضة في الغوطة الشرقية والغوطة الغربية بالأسلحة والذخيرة. وأضاف أن القوات المسلحة السورية سيطرت على المنطقة في هجوم من خمسة اتجاهات استمر يومين وعرض التلفزيون لقطات حية لانتشار جنود سوريين في المنطقة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «حزب الله» اللبناني شارك في الهجوم، وذكر أن نحو 17 مقاتلاً من المعارضة قتلوا في المعركة، بينهم كثيرون من جماعة «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المرتبط بتنظيم «القاعدة». وأضاف أن نحو 25 من مقاتلي الحكومة قتلوا.

وتراجع مقاتلو المعارضة أمام تقدم القوات النظامية حول دمشق لكنهم لم يتمكنوا من استعادة الزخم الذي ساعدهم في السيطرة على بعض الضواحي وشن هجمات بالقنابل والصواريخ على وسط دمشق قبل عدة شهور. وقالت وسائل إعلام رسمية ومعارضون إن مقاتلي المعارضة قصفوا أمس منطقة جرمانا التي تسيطر عليها الحكومة وتربط بين سلسلة من الضواحي الواقعة تحت سيطرة المعارضة وتقع أيضاً بالقرب من طريق المطار.

وفي مؤشر على الطابع الإقليمي المعقد الذي أصبح الصراع السوري يتسم به، اشتبك مقاتلون أكراد مع مسلحين تابعين لـ «القاعدة» من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و «جبهة النصرة» للسيطرة على مجموعة قرى على طول الحدود الشمالية الشرقية مع العراق. وقال ناطق باسم الجناح العسكري لحزب الاتحاد الكردي الديموقراطي إن الحزب تغلب على مقاتلي «داعش» وإسلاميين آخرين وسيطر على مواقع عدة، لكن لم يتسن التأكد من الأمر بشكل مستقل.

فيلتمان لـ«الحياة»: عدم انعقاد المؤتمر يعني ترشح الأسد للرئاسة السنة المقبلة

نيويورك – راغدة درغام

قال رئيس الدائرة السياسية في الأمم المتحدة جيفري فيلتمان أن السعودية «ستبقى شريكاً أساسياً للأمم المتحدة بغض النظر عن الدور الذي ستختاره داخل نظام الأمم المتحدة». ومع وصفه قرار المملكة رفض قبول مقعد مجلس الأمن بأنه «قرار سيادي» أبدى «تفهم إحباط السعودية، وجميعنا محبط أيضاً، بسبب عدم تمكننا من إيجاد الوسيلة الصحيحة، والإجماع السياسي لفرض وقف القتال في سورية».

واعتبر فيلتمان، في حديث الى «الحياة»، انه يجب ان يعقد «جنيف – 2» لتطبيق بيان «جنيف – 1» وإطلاق عملية انتقالية في سورية، وتأسيس هيئة انتقالية تحكم بصلاحيات تنفيذية كاملة «للتوصل الى سورية جديدة». وشدّد على أن بيان «جنيف – 1» حدّد صلاحيات الهيئة الانتقالية الحاكمة في سورية بأنها ستشمل السلطة على القوى الأمنية والجيش. وحذر من أن «ثمن انعقاد المؤتمر أكبر بكثير من مخاطر إمكانية الفشل». واعتبر أن «الفشل في عقد مؤتمر جنيف – 2 واستمرار القتال سيوصلنا الى السيناريو الذي يتحدث عنه الرئيس بشار الأسد المتعلق بإمكان ترشحه للانتخابات الرئاسية السنة المقبلة».

ومع رفضه إعلان موقف الأمم المتحدة من إمكان ترشح الأسد لولاية جديدة، أكد أن «الحديث عن حل سياسي في سورية لا يعني إدارة الوضع القائم بل توافق السوريين على عملية انتقالية نحو سورية جديدة تمثل بداية يوم جديد للشعب السوري».

وقال إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سيحدد موعد المؤتمر وسيوجه الدعوات اليه بالتشاور مع الولايات المتحدة وروسيا. وأوضح أن الدعوات «ستوجه الى من لهم قدرة على ممارسة التأثير الإيجابي على الأطراف» في سورية، «لكن يجب أن يشاركوا بهدف التحدث عن العملية الانتقالية».

وعن إمكان مشاركة إيران، في حال عدم مشاركة السعودية في المؤتمر، قال فيلتمان: «اذا شارك السعوديون أم لا، فإن لديهم دوراً مهماً يؤدونه، ونحن سنبقى منخرطين مع المملكة العربية السعودية ليس فقط في شأن سورية بل في عدد من القضايا لأن السعودية تؤدي دوراً مهماً للغاية، ونريد أن نكون شركاء مع المملكة العربية السعودية». وأضاف: «لا أعتقد أننا يمكن أن نربط مشاركة دولة ما بالآخرين، سننظر في ما يراه الروس والأميركيون بالنسبة الى لائحة المدعوين، وفي ما إن كانت هذه الدول ستساعدنا في دعم السوريين في التوصل الى حل سياسي»، مشدداً على ضرورة «أن يعي المدعوون ماهية المؤتمر وهي الانتقال نحو سورية جديدة».

وقال المسؤول الدولي إنه لمس من القيادة الإيرانية «رغبة قوية في المناقشة على مستوى التفاصيل الدقيقة لما نتحدث عنه بالنسبة الى العملية الانتقالية في سورية». لكنه أشار في الوقت نفسه الى أنه لم ير أن طهران «تقبل بالمفهوم العام لبيان جنيف 1» على رغم «انفتاحها الكبير على المناقشة». وشدّد على أن «دور حزب الله داخل سورية الذي هو انتهاك لسياسة الحكومة اللبنانية النأي بالنفس، كان جزءاً من الوقود لزيادة التوتر الطائفي الذي يطبع هذا النزاع».

ونفى فيلتمان أن يكون هناك «أي دعم لتدخل عسكري يمكن أن يؤدي بشكل مادي ملموس الى إنشاء ممرات إنسانية» في سورية، مشيراً في الوقت نفسه الى مصاعب كبيرة تواجه الأمم المتحدة في العمل الإنساني هناك.

غراندي لـ «الحياة»: «فلسطينيو سورية» لاجئون مجدداً… و270 ألفاً نزحوا بعدما صارت مخيماتهم ساحة حرب

لندن – كميل الطويل

تحدّث المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطين (أونروا)، فيليبي غراندي، عن وضع «مأسوي» يعيشه اللاجئون الفلسطينيون في سورية، قائلاً: «إن نصفهم نزح من المخيمات في سورية بعدما باتت «ساحة قتال» بين القوات الحكومية والمعارضة». وكشف غراندي الذي كان يتحدث في مقابلة مع «الحياة» في لندن، أن «أونروا» أرسلت عدداً من موظفيها الذين باتوا «خبراء طوارئ» نتيجة الحروب المتكررة في قطاع غزة لتدريب موظفي الوكالة الدولية في سورية، لأن هؤلاء لم يسبق لهم أن عاشوا في ظروف معارك كالتي تشهدها مخيماتهم حالياً.

وأوضح غراندي أن «الفلسطينيين في سورية عاشوا في استقرار لوقت طويل. فقد كانوا موضع ترحيب منذ 1949. وقد عملت «أونروا» هناك بطريقة جيدة. ولكن، عندما اندلعت الحرب هناك ساورنا القلق، كأي طرف آخر. غير أن شيئاً لم يحصل في البداية لمخيمات الفلسطينيين التي تتوزع على 12 موقعاً. ولكن، مع نهاية عام 2012 بدأ الصراع يشمل هذه المواقع أكثر فأكثر. ونُقدّر الآن أن 7 أو 8 مواقع (من بين المخيمات الـ12) باتت ساحة قتال: المعارضة في وسطها والقوات الحكومية من حولها. معظم الناس هناك يحاولون الفرار. وبما أننا لا نستطيع الوصول إلى هذه المواقع بسبب القتال، فإننا لا نعرف تحديداً عدد الفلسطينيين الذي غادر المنازل، ولكننا نقدّر ببساطة – اعتماداً على خبرتنا ومعرفتنا بالأرض – أن الذين غادروا هم نصف السكان. فإذا كان عدد الفلسطينيين المسجلين في سورية 540 ألف شخص فهذا يعني أن نصفهم – 270 ألفاً – نزح من مكانه. ومن بين هؤلاء قرابة 70 ألفاً غادروا سورية كلياً ليصبحوا لاجئين للمرة الثانية بعدما كانوا يعيشون في سورية كلاجئين. ومعظم هؤلاء – حوالى 50 ألفاً – ذهب إلى لبنان وهو بلد ليس سهلاً أصلاً على الفلسطينيين».

وأشار المفوض العام لـ «أونروا» إلى أن الوكالة، على رغم الحرب في سورية، ما زالت «تواصل جهدها لكي تشغّل المدارس التي تديرها (118 مدرسة) والعيادات الطبية (23 عيادة). لقد أصبح العمل فيها أصعب، ولكن العمل في سورية ككل أصبح أكثر خطورة بسبب انعدام الأمن». وتابع أن مدارس «أونروا» وعيادتها في المخيمات السورية «ما زالت تعمل ولكن، بمعدل نصف طاقتها. وهذا يتم أحياناً من خلال نقلها من مكان إلى آخر. نحصل، مثلاً، على إذن من الإدارة المحلية بتشغيل مكان معين ننقل إليه مدرسة أو عيادة على أمل أن يكون المكان الجديد أكثر أمناً من السابق. فمثلاً، مدير عملياتنا في سورية عليه كل يوم أن يقرر هل يبقي المدرسة مفتوحة أو يغلقها (بسبب القتال الدائر حولها). إنها مسؤولية كبيرة، فماذا لو سقطت قذيفة على مدرسة وقُتل أطفال؟ للأسف في غزة نحن معتادون على مثل هذه الأشياء، لكننا في سورية لم يسبق لنا أبداً أن حصلت معنا مثل هذه المشاكل. طاقمنا في سورية ليس معتاداً على الحروب. هل تعلم أننا اضطررنا أن نرسل بعض موظفينا الفلسطينيين من خبراء الطوارئ من غزة إلى سورية ليعلّموا طاقم «أونروا» هناك كيف يتصرفون في حالات الطوارئ؟ في غزة تعلمت طواقم «أونروا» العمل في ظل حالات طارئة على مدى سنوات – هجمات وتوغلات إسرائيلية، أحداث الانتفاضة، قتال فلسطيني داخلي – لكن هذا يحصل للمرة الأولى في سورية، فأرسلنا خبراء غزة لتعليم «أونروا» هناك كيف يصممون خطط طوارئ. هذا أمر مثير للشفقة».

ولفت إلى أن الحرب في سورية تسببت في أكبر حركة نزوح للفلسطينيين منذ حرب 1967، باستثناء حرب الخليج (عندما نزح الفلسطينيون من الكويت). وقال: «إن الحرب الدائرة حالياً في سورية لا علاقة للفلسطينيين بها لكنها تؤثر فيهم»، مشيراً إلى أن بعضهم يواجه خطر الموت في محاولته الفرار من سورية، كما حصل أخيراً لقارب اللاجئين المنكوب في المتوسط. وقال: «إنه يشعر بالأسى لأن يرى مثل هذا الوضع للفلسطينيين» مع اقتراب نهاية ولايته على رأس «أونروا»، إذ إنه سيغادر منصبه العام المقبل بعدما عمل في الوكالة 8 سنوات.

وعن علاقة «أونروا» بحركة «حماس» التي تدير قطاع غزة، قال غراندي: «رسمياً ليست هناك علاقة مع «حماس» لأن الأمم المتحدة عضو في «الرباعية» التي وضعت شروطاً على «حماس» من أجل معاودة الحوار معها، لكن الرباعية ترى أن الحركة لم تستجب لشروطها. لذلك، فإن الأمم المتحدة ليس لديها حوار سياسي مع «حماس»، لكن عملنا في غزة كبير جداً – لدينا 12 ألف موظف وأكثر من 200 ألف طفل في غزة وحدها يدرسون في مدارسنا – وهذا يعني أنه يجب أن يكون هناك تواصل في شأن الأمن والصحة العمومية وكل الأمور الأخرى المتعلقة بإدارة الأراضي الفلسطينية، وبما أنها السلطة الفعلية على الأرض فلدينا اتصال روتيني يومي معها. لكننا لا نتحدث في السياسة».

وتدير «أونروا» في غزة ثلثي الخدمات العمومية، وهي تشرف على تدريس 200 ألف طفل في القطاع وحده (من بين 500 ألف يذهبون إلى مدارسها في الشرق الأوسط – مخيمات الفلسطينيين في لبنان وسورية والأردن).

وأوضح أن برامج «أونروا» الأساسية – أي التعليم والصحة – لم تتأثر بعصر النفقات، لكن برامج أخرى «خاصة» تتأثر أحياناً إما بزيادة النفقات أو خفضها.

وعدد سكان غزة يترواح بين 1.6 أو 1.7 مليون نسمة، ومن بين هؤلاء قرابة 1.1 مليون شخص يُعتبرون لاجئين (فروا إلى القطاع من مناطق فلسطينية احتلتها إسرائيل). «لذلك، لدينا عملية هائلة في القطاع»، كما قال، مشيراً إلى أن «أونروا» تنفق قرابة نصف بليون دولار سنوياً في غزة لوحدها.

وأقر بأن الأنفاق التي يهدمها المصريون حالياً «غير شرعية ولا أحد يروّج لها. لكنها كانت خلال الحصار الطريقة الوحيدة التي عبرها يمكن جلب الوقود وبضائع أخرى. إذا قررت دول أن تمنع أشياء غير شرعية فهذا حقها ولا أحد يقول غير ذلك، لكن الناس في غزة يجب أن يُعرض عليها بدائل. وهنا الأمر يتعلق بالحصار الإسرائيلي. فمسؤولية الإسرائيليين أن يسمحوا للتجارة بأن تدخل غزة وتخرج منها. وإذا أغلق المصريون الأنفاق فيجب أن يكون هناك فتح مواز للمعابر الشرعية. غزة مثل الجسد: عليه أن يتنفس وإلا اختنق. فإذا أغلقت الأنف فيجب فتح الفم وإلا لا تستطيع أن تتنفس».

وقال: «لا يمكن أن تقول الآن إنه يجب أن نتوقف عن دعم الفلسطينيين لأن قضيتهم باتت قديمة. الآن هو وقت تقديم مساعدة. ساعدوا «أونروا» رجاء، فنحن الأداة الوحيدة التي تقدم المساعدة لهؤلاء الناس اللاجئين، ولدينا مشكلة مالية كبيرة: 700 مدرسة و130 عيادة طبية تكلفنا سنوياً 650 مليون دولار. والآن السنة قاربت على الانتهاء وما زال ينقصنا 40 مليون دولار… إذا لم أحصل عليها قبل نهاية السنة فكيف سأدفع للمدرّسين والأطباء والمساعدين الطبيين والموظفين الاجتماعيين؟ هذه المناشدة أتوجه بها إلى كل العالم، ولكن بالأخص إلى الدول العربية في الخليج».

النروج ترفض تدمير ترسانة الكيماوي السوري على أراضيها

أوسلو – أ ف ب

أعلنت النروج أنه لا يمكنها تلبية طلب من الولايات المتحدة لتدمير قسم من ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية على أراضيها، معتبرة أن الجدول الزمني المقترح ضيق جداً.

وقال وزير الخارجية بورغي برندي: “خلصنا بالتوافق مع الولايات المتحدة إلى أنه بناء على الاستحقاقات المنصوص عليها في قرار الأمم المتحدة، من غير المناسب الاستمرار في التفكير في النروج كموقع لتدمير الأسلحة الكيماوية السورية”.

رفضت النرويج طلب الولايات المتحدة المساعدة في تدمير الاسلحة الكيماوية السورية، قائلة ان “هذا الاختيار غير مناسب لأنها لا تملك الافراد والمعدات والقوانين المناسبة”.

وطلبت واشنطن من النرويج، عضو حلف شمال الاطلسي تدمير جزء من الاسلحة الكيماوية السورية بموجب اتفاق أبرمته الولايات المتحدة مع روسيا بعد الهجوم الذي وقع في 21 آب/اغسطس على ضواحي دمشق وقتل 1400 شخص. كما طلبت هذا أيضا من دول أخرى.

وقالت الخارجية النرويجية ان النرويج درست بجدية وامعان الطلب الاميركي لكنها وجدت ان النرويج غير مناسبة للقيام بهذه المهمة “نظرا لضيق الوقت وعوامل خارجية منها القدرة والاشتراطات التنظيمية”.

وأضاف البيان ان “الدولتين توصلتا الى تفاهم مشترك بأن النرويج ليست الموقع الاكثر مناسبة لعملية التدمير هذه”.

وقال وزير الخارجية النرويجي الجديد بورغ بريند خلال مؤتمر صحفي ان “النرويج لا تملك المعدات الكافية”، وان “القانون النرويجي يحظر تخزين النفايات”.

وقال هذا يعني ان الدول الاخرى عليها أولا ان تضمن نقل وتخزين المواد الكيماوية المدمرة بعد معالجتها في النرويج. وأضاف ان النرويج يمكن ان تستخدم وحدة تدمير اميركية متحركة، لكن برد الشتاء قد يكون عائقا.

فورد في اسطنبول لإقناع المعارضة بجنيف – 2 تقدّم للنظام في الغوطة وأميركا أبعدت سفنها

(و ص ف، رويترز)

أرجأ “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” اجتماعه المقرر في اسطنبول في الأول من تشرين الثاني الى التاسع منه تحت وطأة ضغوط دولية مكثفة لاقناعه بحضور جنيف – 2. في غضون ذلك، يتوقع ان تسلم دمشق منظمة حظر الاسلحة الكيميائية خلال الساعات المقبلة برنامجها لتدمير ترسانتها الكيميائية، وهي عملية يفترض ان تنتهي، بموجب القرار 2118 الصادر عن مجلس الامن، بحلول حزيران 2014. ص 11

وأعلنت وزارة الخارجية الاميركية الاربعاء ان السفير الاميركي في سوريا روبرت فورد التقى عدداً من قادة المعارضة السورية في اسطنبول لإقناعهم بالمشاركة في مؤتمر جنيف – 2 الذي يفترض ان يجمع ممثلين للنظام والمعارضة واطرافاً دوليين سعياً الى ايجاد تسوية للازمة السورية. وهذه المرة الثانية يرجأ اجتماع اسطنبول.

ميدانياً، افاد مصدر امني سوري ان القوات السورية النظامية استعادت السيطرة على بلدة حتيتة التركمان قرب طريق مطار دمشق الدولي والتي تشكل صلة وصل بين معاقل مقاتلي المعارضة في الغوطة الشرقية والغوطة الغربية.

وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان 25 رجلاً على الاقل من القوات النظامية و17 من المعارضة المسلحة قتلوا خلال اشتباكات في الايام الثلاثة الاخيرة في المنطقة، مشيراً الى ان قوات النظام “مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني سيطرت على نحو 70 في المئة” من البلدة.

وأحرز هذا التقدم بعد استعادة القوات النظامية بلدات في ريف دمشق على طريق المطار الدولي، هي الذيابية والحسيبنية في العاشر من تشرين الاول والبويضة في 16 منه.

وفي مدينة حمص، قتل شخص واصيب 43 آخرون على الاقل في تفجير سيارة مفخخة في حي النزهة. واشار المرصد السوري الى ان الحي “تقطنه غالبية من الطائفة العلوية”.

وفي تطور آخر، أعلن رئيس أركان القوات البحرية الأميركية الأميرال جوناثان جرنيرت في مدينة نورفولك بولاية فيرجينيا، أن الولايات المتحدة تعيد جزءاً من مجموعة سفنها القتالية المنتشرة بالقرب من السواحل السورية إلى قواعدها الأصلية. وكانت هذه السفن قد احتشدت في المنطقة اثر اتخاذ الرئيس باراك اوباما قراراً بتوجيه ضربة الى سوريا عقب تقارير عن استخدام القوات النظامية الاسلحة الكيميائية في الغوطتين الشرقية والغربية في 21 آب الماضي. لكن اوباما تراجع عن الضربة بعد الاتفاق مع روسيا على تفكيك الترسانة السورية من الاسلحة الكيميائية.

المخيمات..أصل الحكاية

متولي أبو ناصر

من قلب الحصار، من قلب الدمار، من مخيم اليرموك الى مخيم الضبية (اللبناني)… حلم واحد : سوف نبقى هنا. المخيمات أصل الحكايات. هذه الشعارات وغيرها الكثير رُفعت أثناء اعتصام أهالي مخيم اليرموك المحاصر، ضد القرار الذي تم توقيف تنفيذه الخاص بهدم المخالفات في مخيم الضبية.

الحادث أتى في وقت يبحث فيه الفلسطينيون وتحديداً من هم في الشتات عن أجوبة لأسئلة كثيرة تراودهم، وهم يراقبون تحركات واسعة وفي كل الاتجاهات تتعلق باللاجئين الفلسطينيين في الشتات، ولا سيما في كل من سوريا ولبنان في ظل مخاوف من شطب حق العودة وقضية اللاجئين من قاموس المفاوضات التي يجريها الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع العدو الاسرائيلي.

هل الأمر سوريالي كما يعتقد وينظر له غالبية اللاجئين الفلسطينيين ممن يرون أن لا عباس ولا غيره يمكن أن يشطب حق العودة، أم أن هناك معطيات حقيقية وواقعية.

المخيمات أصل الحكايات. المخيمات هي الدلالة التاريخية على المجزرة البشعة التي ارتكبتها العصابات اليهودية عندما شردت شعباً خارج وطنه منذ ستين عاماً، والقضاء على هذه المخيمات يعني تمييع هذا الحق ولا سيما عندما يكون الفلسطينيون أفراداً وليسوا جماعات. ما يجري في سوريا هو الأحدث في مسلسل معاناة الفلسطينيين.

من الاعتصام التضامني مع مخيم الضبية في اليرموك

مخيمات سوريا لم تشهد إلى ما قبل اندلاع الاحتجاجات الشعبية أي مشاكل تذكر في هذا الجانب سوى ما يتعلق بخلافات سياسية بين النظام السوري وبعض التنظيمات الفلسطينية، وذلك باستثناء مخيم جرمانا الواقع في أطراف دمشق الغربية.  في عام ١٩٩٤، وخلال أسبوع واحد قبل وصول الرئيس الأميركي، بيل كلينتون إلى سوريا أزيل نصف المخيم  وزرعت الأشجار بدل البيوت وزفتت الطرقات وركبت أعمدة الكهرباء.

وبعد مرور أكثر من عامين ونصف من الأزمة السورية، ووجود خطط ممنهجة لإدخال الفلسطيني في الصراع الدائر كانت النتيجة: مخيم سبينه في جنوب دمشق سوي بالأرض ولم يتبق من العائلات هناك سوى 50 عائلة على الأكثر من أصل 3 ألاف عائلة. والى جانبه مخيم الحسينية الذي طاله ما طال مخيم سبينه.

أما مخيم اليرموك كانت أول تصفية له عندما شطب المخيم من اللوائح المعترف بها من قبل الأونروا على أنه مخيم، وتبع ذلك قرار الحكومة السورية اعتبار اليرموك مدينة أو حي دمشقي لا أكثر.

حصيلة استهداف المخيم اسفرت عن بقاء فقط 18 ألف شخص من أصل 225 الفاً، وصل منهم حتى الآن الى أوروبا ما يقارب 5 ألاف عائلة وفق إحصائيات منظمة حقوق الإنسان.

وقد دمر تقريباً ربع المخيم، ولا يزال يعاني بشكل يومي من سقوط البراميل المتفجرة والقصف بالطيران والمدفعية، وبهذا المعدل سيسوى المخيم على الأرض مع انتهاء الأزمة السورية، هذا إذا انتهت.

ومع استمرار وتيرة الاشتباكات في محيط دمشق ولا سيما الأخيرة التي باتت على مشارف جرمانا، فإنه من المتوقع خلال الأشهر المقبلة أن تبدأ تصفية الجزء المتبقي لمخيم جرمانا الذي تسكنه غالبية فلسطينية من عشائر الشمالنة والغوارنة.

 بعد هذا التذكير، فإن التوقف عند تحركات أبو مازن  وموفده عباس زكي الى جانب التحركات الأميركية الهادفة لإعادة إحياء المفاوضات التي تعثرت في الفترة الأخيرة بسبب ملفات الوضع النهائي، يصبح من الضروري معه السؤال لماذا هذه الجولات المكوكية لعباس زكي ومن قبله زكريا الأغا الى دمشق ومصر والسعودية.

في الإطار العام كان الجواب دائماً أن السبب تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني في المخيمات، ولا سيما اليرموك، إلا أن المعاناة تزيد مع كل زيارة لأحد أطراف السلطة.

ولعل التسريبات التي طالت لقاء زكي بالرئيس السوري بشار الأسد الأخيرة حول إمكان إنهاء ملف المخيمات في سوريا إما بالتوطين أو التهجير من خلال فتح أبواب الهجرة أمام الفلسطينيين، تصب في مساعي أبو مازن الدائمة لإنهاء هذا الملف أو التخفيف من ثقله على المفاوضات، ولا سيما في ما يتعلق بلاجئي سوريا ولبنان.

زكي لم يفصح عن تفاصيل زيارته، لكنه أكد في تصريحات متلفزة أن سبب زيارة دمشق كان سياسياً بالأساس الى جانب الموضوع الإنساني للمخيمات.

وهذا ما بينته أيضاً تسريبات من داخل حركة فتح نفسها، والتي جاءت بعد بيان منظمة الشبيبة الفتحاوية ضد تصريحات عباس زكي الأخيرة على قناة الجزيرة، وخاصة المتعلقة بطلبه من الأسد فتح الأبواب لخروج الفلسطينيين من دمشق، بحسب ما أكده مصدر لـ”المدن”.

يتزامن كل ذلك مع قيام ابو مازن بجولة أوروبية تبدأ من ايطاليا الفقيرة والمنهارة اقتصادياً، ولكنها بوابة الهجرة غير الشرعية التي يحج إليها الهاربون من الحرب الدائرة في سوريا ولا سيما الفلسطينيين.

أبو مازن يكرر في الآونة الأخيرة استعداده لبدء مفاوضات الحل النهائي، ولا سيما بعد موافقته على موضوع تبادل الأراضي الذي وقف حجر عثرة في المفاوضات الأخيرة.

 في عمان هناك ما يجب التوقف عنده. سربت بعض الصحف السعودية الأسبوع الماضي أن سفارتي الولايات المتحدة وبريطانيا في العاصمة الأردنية عمان، تحاولان جس نبض الشارع الأردني لبيان مدى تقبله فكرة استقبال اللاجئين الفلسطينيين في سوريا.

صحيفة “الشرق” اليومية  نقلت عن مصادر سياسية في عمّان قولها إن السفير البريطاني في عمان بيتر ميليت، يُجري لقاءات على مستوى ضيق بقيادات المجتمع المدني الأردني، بهدف استطلاع آرائهم حول مسألة قبول الشارع والحكومة استقبال اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في سوريا وتوطينهم في الأردن.

في السياق ذاته، يطرح السفير الأميركي في عمّان ستيورات جونز، الأفكار نفسها، ولكن في سياق “العصا والجزرة” بإعفاء الأردن من كامل ديونه الخارجية المقدرة بـ٢٢ مليار دولار شرط قبول الدولة باستقبال واستيعاب اللاجئين الفلسطينيين الموجودين في سوريا.

أما في ما يتعلق بلاجئي لبنان فالحل مطروح منذ بداية أوسلو وهو استيعاب أراضي السلطة لهم وفق ترتيبات معينة تحدد لاحقاً.

يبدو أن الفرصة مؤاتية لأبو مازن للانقضاض على حق العودة من خلال استغلال انعكاسات الربيع العربي، وما نتج عنه من ضعف مرحلي لمخاضاته من خلال البدء بجولة مفاوضات جديدة، مستغلاً انشغال اللاعبين الأساسيين من الجانب العربي بمشاكلهم الداخلية وخصوصاً في سوريا ومصر.

وبالتالي هناك إمكانية، من وجهة نظر أبو مازن، لوضع تسويات من تحت الطاولة، وهو المهندس الخبير في عمليات البيع والشراء السياسي منذ عقود.

 في اعتصام أهالي اليرموك للتضامن مع مخيم الضبية في بيروت رفع شعار يختصر الكثير. يقول الشعار “لن تقتلوا حقنا في العودة في العودة الى فلسطين بقتل المخيمات وتدميرها، عليكم أن تقتلوا كل اللاجئين. اللاجئون فكرة لا تموت”.

معتقلات جديدات الى الحرية

من بين أخبار الموت اليومية والدمار المتنقل بين الأحياء، تسربت بعض الأخبار المفرحة إلى قلوب العائلات السورية، بعدما كانت الحرية، ولو بعد مماطلة، من نصيب 61 سجينة سورية من أصل الاف أخريات اعتقلن من قبل قوات النظام بسبب الأزمة السورية، وذلك في الجزء الأخير من الصفقة التي تم بموجبها اطلاق سراح المخطوفين اللبنانين التسعة إلى جانب الطيارين التركيين اللذين اختطفا في لبنان.

 وبعدما كان النظام قد أفرج يوم الثلاثاء عن 13 سجينة، عاد الأربعاء وأطلق سراح 48 سجينة ليشكلن الدفعة الثانية من السجينات السوريات المشمولات بالصفقة، وذلك بعد أن تم تسليمهن في منطقة المصنع الحدودية للسلطات الأمنية اللبنانية ووفد الوساطة القطرية ومؤسسات تعمل في حقوق الانسان.

 وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن “الحكومة السورية أطلقت سراح 61 امرأة خلال اليومين الماضيين، في إطار الصفقة التي توسطت فيها قطر وتركيا”، لكن المفرج عنهن لم يترك لهن على ما يبدو حرية اختيار البقاء داخل الاراضي السورية أو مغادرتها، اذ أفيد عن الطلب من عدد من المعتقلات السفر خارج سوريا الى تركيا عن طريق مطار  بيروت، لكن المفرج عنهن أصرين على العودة إلى سوريا للبقاء مع أسرهن.

 ومن بين اللواتي تم الإفراج عنهن في الصفقة غادة صبحي العبار، وسوسن صبحي العبار من مدينة داريا، إضافة إلى فاطمة مرعي وهبة صيصان، فيما أفيد عن تأخر النظام في اطلاق عدد من المعتقلات بسبب تردي وضعهن الصحي داخل السجون في ظل توقعات بوجود دفعة ثالثة من المعتقلات.

أما المدونة طل الملوحي، التي نالت النصب الأكبر من الاهتمام الاعلامي، وهي التي خبرت قبل الجميع وتحديداً منذ العام 2009 سجن النظام بعد تدوينها عن ضرورة الاصلاح، فأوضح المحامي، ميشال شماس، أنه تم إرسال إخلاء سبيلها إلى سجن عدرا للنساء ومن غير المتوقع أن تخرج اليوم. وأضاف ربما سننتظر إلى الغد.

 قرب خروج الملوحي جاء بعدما وافقت محكمة جنايات حمص على الطلب المقدم من  المحامي عمر قندقجي، بإعفاء الملوحي من ربع مدة بحقها وهي خمس سنوات، وإيقاف تنيفذ الحكم وإطلاق سراحها فوراً. وعلى هذا الأساس يفترض أن يتم إطلاق سراحها من سجن عدرا بناء على قرار محكمة الجنايات. وكان قندقجي أكد أن الملوحي لم تكن مشمولة في صفقة التبادل.

 يبدو ان بدء الافراج عن المعتقلات السوريات يخفف من وطأة الانتقادات الحادة التي وجهت إلى لواء عاصفة الشمال، الذي كان يحتفظ باللبنانيين، بعد اتهامه باطلاقهم مقابل ملايين الدولارات وتخليه عن مطلب الافراج عن السجينات السوريات.

 وهي الانتقادات التي رفضها  لواء عاصفة الشمال، مبرراً اسراعه في اتمام الصفقة ب”احتلال دولة العراق والشام لأكثر مقراتنا فاضطررنا لتسريع عمليــة التبادل، وتسليمِ المحتجزين اللبنانيين دفعة واحدة للوسطاء، بضمانةٍ تركية بتنفيذ مضمــون الاتفـاق الموقَّع؛ وذلك خوفاً من التصرفات غير  المسؤولة مِن بعض الأطراف، ومِن ثم إفشال عملية تحرير المعتقلات”.

 كما يعزز الافراج عن المعتقلات السوريات وعدم الاخلال ببنود الاتفاق الذي أطلق بموجبه سراح اللبنانيين المختطفين من امكانية التوصل إلى صفقة أخرى تتيح الافراج عن المطرانين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم، اللذين اختطفا منذ أشهر في حلب، وتجري حالياً مفاوضات لاطلاق سراحهما شبيهة بالتي أفضت إلى اطلاق سراح اللبنانيين.

انعطافة قطرية .. ورفض أميركي لمطلب الرياض تأجيل «جنيف»

السعودية تريد بدائل لرهائن أعزاز!

محمد بلوط

كيف يعوّض السعوديون عن خسارة رهائن اعزاز؟ ذلك أن اللبنانيين التسعة، الذين استعادتهم صفقة متعددة الجوانب ومعقدة، كانوا الهدف الحقيقي للهجوم الذي بدأته مجموعة أبو عمر الكويتي في اعزاز لمنع تحريرهم واستعادتهم لضمهم إلى الأوراق التي تسعى الاستخبارات السعودية في الشمال السوري إلى الإمساك بها واستخدامها ضد «حزب الله».

وحتى الساعات الأخيرة من انهيار «لواء عاصفة الشمال»، ولجوء ما تبقى منه إلى الأراضي التركية الأسبوع الماضي، أو مواقع وحدات حماية الشعب الكردي في عفرين، حاولت المجموعات التي أطلقها تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في اعزاز الوصول إلى اللبنانيين قبل نضوج الصفقة، التي تسارعت مع اقتراب مقاتلي أبو عمر الكويتي من المواقع الأخيرة لـ«لواء عاصفة الشمال» بالقرب من معبر باب السلامة.

ويقول مصدر سوري حاول التوسط في قضية الرهائن اللبنانيين قبل عام أن سياسة رئيس الاستخبارات السعودية الأمير بندر بن سلطان تنحو في المرحلة المقبلة، إلى محاولة التعويض عن خسارة الرهائن اللبنانيين في اعزاز، برهائن آخرين في اقرب فرصة ممكنة، بعد ان بينت التجربة قدرة هذه الورقة على تشكيل عامل ضغط مهم على بيئة «حزب الله»، والرهان على قدرتها في الحد مستقبلاً من مشاركته في القتال في سوريا.

وقال المصدر، الذي يعمل عن قرب في قضايا الرهائن من كل الجنسيات ممن تحتجزهم بشكل خاص «جبهة النصرة» و«داعش» في سوريا، أن تكليف «داعش» و«النصرة» بالرهائن يعود إلى رفض هذه الجماعات أي وساطة حتى الآن لتبادل المعتقلين، أو التفاوض بشكل مبدئي على إطلاق سراح مَن تحتجزهم. ولم يسبق أن توصل أي من الأطراف إلى عقد اتفاق مع هذه الجماعات لإطلاق سراح أي من المحتجزين لديها.

ويقول مصدر سوري أن «النصرة» و«داعش» تحتفظان في سجن قرب سد الطبقة، في الشرق السوري، بأربعة رهائن فرنسيين ورهينتين اسبانيتين وألماني واحد هو طبيب خطفته من مستشفى في اعزاز قبل شهر خلال الاشتباك مع «عاصفة الشمال». ويقول المصدر أن أبا لقمان، أمير «داعش» في الطبقة، هو الذي يشرف على سجن الرهائن، وكان قد تسلم من أبا يعقوب، احد أمراء «النصرة» في الرقة رهينتين فرنسيتين في حزيران الماضي. ويؤكد المصدر أن وسيطاً سورياً مقرباً من «داعش» زار الرهائن قبل 10 أيام في سجنهم، وأكد أنهم لا يزالون أحياء.

وعلل المصدر سياسة تكديس الرهائن لدى هذه الجماعات، التي تتمتع الاستخبارات السعودية والتركية بنفوذ في أوساطها عبر عمليات التسليح الواسعة التي قامت بها منذ عام وأكثر، لـ«النصرة» بشكل خاص، بالإبقاء على أوراق للضغط على جميع الأطراف.

ويقول مقرب من ملف الرهائن اللبنانيين أنه من دون الانعطافة الجارية في الموقف القطري من سوريا وإيران، لم يكن من الممكن إجراء صفقة الإفراج عنهم. ويبدو أن الاتفاق الأميركي – الروسي على فتح الأزمة السورية على احتمالات التفاوض في جنيف عنى للقطريين ضرورة التعاطي بواقعية مع القرار الأميركي، والتجاوب معه.

ويقول مقرب من الملف أن احد مؤشرات التقاط أمير قطر تميم بن حمد لقرار أميركا تغيير طريقة التعاطي مع الأزمة السورية، من نيويورك وفي أجواء التقارب الهاتفي الإيراني – الأميركي بين الرئيس الإيراني حسن روحاني والأميركي باراك أوباما خلال انعقاد الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، وإصداره الأمر لمدير الاستخبارات القطرية غانم محمد الكبيسي الانتقال فوراً إلى اسطنبول للمساهمة في حل أزمة الرهائن وإنهائها. وتقول معلومات أن القطريين بدأوا بتقليص دعمهم المالي المباشر للمعارضة السورية المسلحة ولبعض غرف العمليات التي كانوا يديرونها من منطقة الحدود التركية – السورية. كما أن الأمير القطري الشاب يتجه إلى التعاطي مع الملفات الإقليمية، في فلسطين ومصر وسوريا ولبنان، على إيقاع التعاطي الأميركي الجديد مع إيران. ومن غير المستبعد رؤية مواقف قطرية نوعية في المرحلة المقبلة، ودعوة شخصيات لبنانية مجدداً إلى الدوحة، كالرئيس نبيه بري أو ممثلين عن «حزب الله».

ويبدو أن القطريين تجنبوا الدخول في مواجهة حول سوريا مع الولايات المتحدة، الضامن الأول لأمن الدوحة، بخلاف خيار السعوديين بمواصلة الحرب على النظام السوري وإيران وعرقلة الإعداد لمؤتمر جنيف. وينقل معارض سوري عن مسؤولين أميركيين، التقاهم مؤخراً، أن السعوديين لا يزالون يراهنون على الحل العسكري.

وكشف مشرف على الملف السوري في الخارجية الأميركية لمعارض سوري بأنه رفض طلباً سعودياً بتأجيل مؤتمر جنيف سنة كاملة، ريثما تستعيد المعارضة المسلحة المبادرة العسكرية في مواجهة الجيش السوري. ولاحظ المصدر أن الاستخبارات الأميركية طلبت مؤخراً من حلفائها في الداخل، لا سيما في منطقة حوران المحاذية للأردن، وقف العمل على إحداث انشقاقات جديدة في صفوف الجيش السوري أو دعوة ضباط كبار إلى الالتحاق بـ«الجيش الحر» لأن ذلك بات يخدم من الآن فصاعداً جماعات «القاعدة».

ويقول معارض سوري أن الأميركيين بدأوا مراجعة مواقفهم من إضعاف الجيش السوري، والسعي إلى الحفاظ ما أمكن على بنيته لمواجهة محتملة مع «داعش» والجماعات «الجهادية» في سوريا بعد التوصل إلى صيغة في جنيف يمكن من خلالها التعاون مع النظام. وأضاف أن الانقلاب في الأولويات الأميركية وضرورة وقف تمدد «القاعدة» في سوريا هو أحد أسباب الخلاف المتفاقمة مع السعوديين. ونقل المعارض عن مسؤول أميركي قوله: لقد بلغنا الخط الأحمر في قبول طريقة التعاطي السعودي مع جماعات «القاعدة» في سوريا. ولن يفاجئ المعارضون السوريون باحتمال قيام تعاون واسع بين بعض أجنحة «الجيش الحر» والجيش السوري لمواجهة «القاعدة» التي تشكل خطراً على سوريا ولبنان والأردن وتركيا والعراق وإسرائيل. وقال المصدر السوري أن الأميركيين طلبوا قبل أشهر من بعض أجنحة المعارضة إيصال رسائل بشأن سوريا، لكنهم في أجواء التقارب بدأوا بتبادل الأفكار حول سوريا، وثمة قواسم مشتركة رفض الإفصاح عنها.

ومن دون المبالغة في حجم الخلافات السعودية مع أميركا، التي تبقى الوصية الأولى على أمنها، يبدو أن العلاقة السعودية الأميركية، قد تعيش اختباراً جديداً في الأيام المقبلة عندما يجتمع «الإئتلافيون» لتقرير موقفهم من «جنيف 2» حضوراً أو غياباً. ويقول معارض سوري أن «الإئتلاف» قد يتخذ مع ذلك قرار المشاركة في جنيف، ويكفي أن يصوت النصف زائداً واحداً على الحضور حتى يمر القرار.

وفي باريس، قلل ديبلوماسي فرنسي، يتولى ملف المعارضة السورية، من أهمية البيان الذي أصدره «الإئتلاف» بعد اجتماع «أصدقاء سوريا» في لندن قبل ثلاثة أيام. وقال أن «الأصدقاء» أصدروا بياناً عنيفاً ورفعوا فيه سقف الشروط للمشاركة في جنيف، لطمأنة «الإئتلاف» لا أكثر، لاستمرار الدعم الأوروبي.

وكان البيان الذي أخرجه الاجتماع المصغر لمجموعة «أصدقاء سوريا» قد وضع شروطاً للموافقة على جنيف تُقصي الرئيس السوري بشار الأسد من أي عملية سياسية، وتفرض «نوعاً من الانتحار السياسي» عليه، متجاهلاً حقيقة ميزان القوى على الأرض ومبادئ الاتفاق الروسي – الأميركي. ويعتقد المسؤول الديبلوماسي الفرنسي أن انعقاد جنيف أصبح مؤكداً، لكنه توقع فشله بسبب اختلال القوى لمصلحة النظام «ونحن نحضر أنفسنا لما بعد جنيف».

وأعلن الديبلوماسي أن الأوروبيين دعوا السعوديين مرة جديدة لوقف مساعدة السلفيين و«الجهاديين» في سوريا. ويعلل السعوديون دعمهم جماعة «النصرة» بأنهم مجموعة أكثر فعالية من «الجيش الحر» في قتال الجيش السوري. وقال المسؤول الديبلوماسي أن السعوديين وعدوا بوقف تلك المساعدة مرة جديدة.

لبنان لن ينأى بنفسه عن «جنيف 2»

الجولة 17 تقطع شرايين طرابلس

مع بدء العد العكسي لمؤتمر «جنيف 2»، ينتظر أن تكون الأسابيع الفاصلة عن موعده المبدئي في الثالث والعشرين من تشرين الثاني المقبل، حافلة بالمعطيات السياسية، إقليمياً ودولياً، وبالتطورات الميدانية، في سوريا.. وعلى حدودها مع لبنان.. والأخطر في الداخل اللبناني.

واذا كانت المشاورات التي جرت بين رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي، قد أفضت الى اتخاذ قرار مبدئي بمشاركة لبنان في «جنيف 2»، فإن مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع في نيويورك كشفت لـ«السفير» أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومساعده السياسي جيفري فيلتمان سألا الرئيس ميقاتي خلال اجتماعه بهما في نيويورك، الأسبوع الماضي، عن إمكان مشاركة لبنان واحتمال أن ينسحب النأي بالنفس عن الأزمة السورية، على مشاركة كهذه، فكان جواب ميقاتي أن النأي بالنفس ينسحب على الاعتبار الأمني والعسكري بالدرجة الأولى، لكن عندما ينعقد مؤتمر دولي بمشاركة جميع الأطراف الإقليمية، فان لبنان صاحب مصلحة في كل ما من شأنه أن يؤدي الى وقف حمام الدم وتأكيد وحدة سوريا أرضاً وشعباً ومؤسسات.

وأضاف ميقاتي، وفق المصادر نفسها، أن لبنان يتأثر بدرجة كبيرة بالأزمة السورية بكل أبعادها، وخاصة قضية النازحين، وبالتالي سيكون عنصراً مشجعاً لأية تسوية تؤدي الى وقف النار، ووضع سوريا على سكة الحل السياسي وإطلاق ورشة المصالحة الوطنية وإعادة الإعمار وعودة النازحين الى ديارهم.

وقد كانت قضية مشاركة لبنان في «جنيف 2» في صلب المشاورات التي أعقبت الاجتماع الأمني الذي عقد، أمس، في القصر الجمهوري في بعبدا، وشدّد خلاله رئيس الجمهورية على أهمية التمسك بإعلان بعبدا وتحييد لبنان والإسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية جامعة واستئناف الحوار الوطني.

وعلم أن الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي سيصل الى بيروت مساء غد على الأرجح، وسيتوجه في اليوم التالي الى دمشق حيث سيمضي فيها حوالي 48 ساعة، على أن يغادرها عن طريق بيروت، بعد أن يجري فيها سلسلة لقاءات تشمل سليمان وميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، علماً أن رئيس الجمهورية سيغادر بيروت الأحد المقبل الى النمسا في زيارة تستمر حتى مساء الثلاثاء المقبل، تلبية لدعوة رسمية من نظيره النمساوي هاينز فيشر.

وفي مــوازاة ذلــك، شكــل الجــرح الطرابلــسي النازف، دليلاً إضافياً، على تحــول هــذا «الميــــدان الشمالي» الى «صنـــدوق بريد» أو ما يشبه «التنفيسة» اللبنانية لتلك النــيران المســتعرة خلــف الحــدود الـــشرقية.

فقد حاولت الدولة، أمس، التقاط المبادرة في طرابلس، في اليوم الخامس على النزف المتجدد الذي حصد ثلاثة قتلى و45 جريحاً وتسبب بتعطيل الحياة في المدينة على مختلف المستويات. وإذا كان التحدّي الذي يمثّله الفلتان الأمني في المدينة قد نجح في فرض جولة جديدة من الاشتباكات، فإن ما حملته من دلالات، سياسية وميدانية، يشي بأن هذه الجولة حصلت بدفع خارجي حاول اللعب بورقة طرابلس في سياق الصراع الدائر في سوريا، وبالتالي فإن الإجراءات التي اتخذها الاجتماع الأمني في بعبدا أمس، تسعى لتعطيل الاستثمار السياسي الخارجي لورقة طرابلس الأمنية، وهو أمر سيكون صعباً ومعقّداً، لأن المعنيين بهذا الاستثمار لن يتنازلوا عن هذه الورقة بسهولة، خصوصاً أنه أصبح لديهم أكثر من طرف إصبع ممسك بها ويتحكّم بإدارة القرار الأمني في المدينة، ما يعني أن المواجهة ستكون مفتوحة بين الأجهزة الأمنية التي حمّلها رئيس الحكومة «مسؤولية تاريخية»، وبين الساعين إلى الاحتفاظ بأمن طرابلس.

وفي ظل هذه المواجهة، بدا أن الجولة 17 قد خرجت في طبيعتها وسياقها وأدواتها عن كل الجولات السابقة، ما أوحى بوجود عناصر محلية جديدة علــى «خط تمــاس» طرابلس الإقليــمي، فشلت حــتى مساء أمس في استدراج العناصر التقلـــيدية لتأجيج المعارك، لكنها نجحــت فــي حشر الدولــة وأجهــزتها الأمنــية والقــوى السياسية على اختلافها، وكذلك المجموعات المسلّحة المتفلّتة، في زاوية ضيّقة ووضعتها أمام خيارات صعبة لن يكون أقلّها الطلب من الجيش الصدام مع المسلّحين في جانبي خطوط التماس، على اعتبار أن المواجهة الحقيقية ستكون مع من يتولّى إدارة شأن هذه المجموعات بالتمويل والتسليح.

الى ذلك، وفيما كان مخيم عين الحلوة يشهد، أمس، توتراً أمنياً، نصبت قوة من مديرية المخابرات في الجيش اللبناني كميناً لمجموعة تكفيرية، على مسافة ساعات قليلة من انطلاقها من إحدى بلدات البقاع الشمالي باتجاه البقاع الأوسط، ولدى محاولة توقيف سيارة «الفان» التي كانوا يستقلونها، بادر الأربعة الذين كانوا بداخلها إلى إطلاق النار على الجيش، فردّ الأخير بالمثل، وكانت المحصلة مقتل مسلحين واصابة آخرين (سائق «الفان» وهو لبناني والثاني من التابعية السورية)، فيما أصيب عسكريان بجروح طفيفة.

وتبين أن أحد القتيلين كان يلفّ نفسه بحزام ناسف (غير مجهّز للتفجير) وأن السيارة كانت تنقل حوالي 300 كلغ من المتفجرات (تي. ان. تي. وبودرة ألمنيوم) وفتائل الصواعق. وقام الجيش بتفكيك الحزام الناسف ونقل المتفجرات الى أحد المراكز القريبة، على أن تبدأ التحقيقات، اليوم، مع الموقوفين في مستشفى البقاع.

خذلان خليجي بعدة أوجه يتجدد وعقوبات إقتصادية ‘خفية’ على الأردن من النظام السوري وعوائد الإستثمار السياسي تعزز الأزمة الإقتصادية

بسام البدارين

عمان ـ ‘القدس العربي’: كلام العاهل الأردني الملك عبدلله الثاني ظهر الخميس عن إدراك القيادة لمستوى التحديات يقترب كثيرا من صيغة الرسالة السياسية المؤقتة في ظرف حساس وإن كان قد صدر بمناسبة إقتصادية لها علاقة بتشجيع المستثمرين.

الملك وخلال لقاء في مدينة العقبة مع ممثلين لقطاع الإستثمار أبلغ بانه يدرك تماما حجم التحديات التي تواجههم مما يؤشر على أن القطاع الإستثماري في البلاد عموما نظرا لحساسية موقع مدينة العقبة دخل في حالة القلق.

بوضوح سبب هذا القلق سياسي وإقليمي بإمتياز خصوصا في ظل تراجع خطط الدعم المالي العربي والإفصاحات العلنية التي يقدمها رئيس الوزراء عبدالله النسور وهو يتحدث بين الحين والاخر عن ضعف الميزانية وتراجع الخزينة مما يفسر برأي الحكومة موجة حادة من رفع الأسعار بدأت تهدد حتى بقاء حكومة النسور.

لكن سياسة الإفصاح والتحدث بشفافية بدأت تعتمد على نطاق واسع في أوساط النخبة الأردنية وتزايدت الجرعات في هذا الإتجاه بعد التحولات الإقليمية الأخيرة التي توحي ضمنيا بأن العوائد الإقتصادية تحديدا التي توفرت أو يمكن توفيرها للأردن بسبب الملف السوري لم تكن بالمستوى المطلوب.

وزير الخارجية ناصر جودة إشتكى ضمنيا من العبء الناتج عن إستضافة اللاجئين السوريين، ورئيس الوزراء عبدلله النسور تحدث لـ’القدس العربي’ عن أعباء ضاغطة بقوة على الإقتصاد الوطني ملمحا لسلسلة ‘خذلان’ جراء ترك الأردن وحيدا تقريبا في التعاطي مع مسألة اللاجئين.

في التفاصيل التي لا يرغب المسؤولون بالتحدث فيها يمكن تلمس حجم الخذلان فالمملكة العربية السعودية مثلا أنفقت الكثير من الأموال على القواعد اللوجستية الأردنية التي توفرت لدعم المعارضة السورية المسلحة بدعم من التحالف الدولي الذي كان يستهدف نظام الرئيس بشار الأسد.

هنا حصريا لم تحصل الخزينة الأردنية على أكثر من مليار وربع كانت مخصصة أصلا ضمن برنامج صندوق مجلس التعاون الخليجي وبدا واضحا طوال فترة إستهداف النظام السوري أن عمان لا تحصل على عوائد مالية حقيقية إضافية تساعدها في الأزمة المالية حتى وصل الأمر إلى مستوى القلق مرتين على الأقل على بند الرواتب.

دول خليجية أخرى من بينها الإمارات وقطر حرصت على تقديم حصتها من المساعدات للاجئين السوريين بصورة مباشرة وبدون تدخل الجهاز الإداري الأردني وبدون تقديم فائض من الدعم المالي.

هذا الوضع المعقد ترك عمليا الأردن في حالة حرجة لانه تحمل العبء الأمني والإجتماعي وتكلف إنخفاض حاد بمستوى التجارة مع سورية وبصورة شبه ‘مجانية’ لم تنته بعوائد من الطراز المسيس.

لذلك يقول النسور بان مشكلة اللاجئين لا تتعلق فقط بالضغط المالي، لكنها أيضا أصبحت مشكلة أمنية وإجتماعية في صلب التفكير اليومي لأوساط القرار الأردنية خصوصا وان العوائد المالية والإقتصادية للإستثمار السياسي في ملف اللاجئين تسبب بمشكلات حيوية في الواقع الميداني دون عوائد إقتصادية منتجة تخفف من الأزمة المالية الحادة، الأمر الذي إنعكس على شكل تشكيك شعبي دائم بكل المسؤولين والسياسيين الأردنيين الذين تحمسوا لإستضافة اللاجئين وبالتالي المطالبة علنا بمحاكمتهم.

مقابل لعبة ‘التعاون اللوجستي’ الأردنية مع مخططات المعارضة السورية في الماضي وقبل التفاهمات الأخيرة بين روسيا وإيران وأمريكا خسر الأردن عمليا نشاطا كان يشكل نحو 45′ من قطاعه التجاري مع سورية وأصبح النظام السوري بموقع الناقد والناقم احيانا على السياسة الأردنية التي حاولت ملاعبة جميع الأطراف بالمسألة السورية وبطريقة يقول مسؤولون اليوم أنها كانت بدائية.

قطاع النقل البري الحيوي مع سورية تضرر أصلا وإرتفعت الأسعار على الأردنيين بسبب غياب المنتجات السورية وزادت نسبة البطالة بعدما إخترق اللاجئون المهرة وبقوة كل قطاعات الخدمة المحلية.

وخلافا للعراقي لم يساهم رأس المال السوري إلا بشكل ثانوي جدا في تنشيط الإقتصاد المحلي وفي السياق التجاري الصغير فقط مما يؤشر وفقا لعماد النحاس الخبير الإقتصادي على أن النخب الأردنية أدركت في وقت مبكر بأن التوظيف السياسي لملف اللاجئين لم يكن مجديا إستثماريا.

اللافت حسب نحاس أيضا ان عمان قد لا تستفيد في الوقت نفسه من التحول الأخير الحاصل إقليميا لمصلحة النظام السوري ولا من الموقف العنيد المتشدد لحليفها السعودي في سياق التحولات الأخيرة مما يعزز القناعة بان الخسائر أو بمعنى أدق عدم وجود عوائد يعتد بها ماليا وإقتصاديا سيبقى عنصرا متواصلا ما لم تتمكن الدولة الأردنية من إختراقات ذات بعد سياسي مفصلي تعيد إنتاج المشهد.

لذلك أصبحت الفرصة مواتية تماما للسعي لطمأنة قطاع المستثمرين والتأكيد على إدراك طبيعة وحجم التحديات.

قائد بالجيش الحر: الإعلان عن تشكيل أكبر تجمع عسكري في جنوب سوريا اليوم

عمان- الأناضول: قال الرائد قاسم النجم، قائد (لواء الحق) التابع للجيش الحر في محافظة درعا (جنوب سوريا)، إنه سيتم في وقت لاحق من اليوم الجمعة، الإعلان عن تشكيل أكبر “تجمع عسكري” في جنوب البلاد قوامه 3500 مقاتل.

وأضاف النجم في اتصال هاتفي مع وكالة (الأناضول) أنه أيضا سيتم انتخاب قائد لعمليات المنطقة الجنوبية خلفاً للمقدم ياسر العبود الذي قتل الأسبوع الجاري، خلال الاشتباكات مع الجيش السوري النظامي في المحافظة.

وتابع أنه سيعقد، في وقت لاحق الجمعة، اجتماع يضم قادة الألوية الخمسة الأبرز في المحافظة وهي (لواء الحق وفلوجة حوران واليرموك ومحمد بن عبد الله والمهاجرين والأنصار) وذلك للإعلان عن توحّد تلك الألوية في أكبر “تجمع عسكري” في جنوب البلاد بقوام 3500 مقاتل.

وتعد الألوية المتوحدة من أبرز الألوية العسكرية التابعة للجيش الحر في محافظة درعا وأكثرها فاعلية، ونفذت عمليات عسكرية كبيرة في قطاع الجنوب، كان من أبرزها السيطرة على معبر درعا-الرمثا الحدودي مع الأردن الشهر الماضي، وكذلك السيطرة على أكبر كتيبة للهجانة (حرس الحدود) في جنوب البلاد.

وأشار قائد اللواء إلى أنه سيتم خلال الاجتماع انتخاب قائد لعمليات قطاع الجنوب في الجيش الحر، خلفاً للمقدم ياسر العبود الذي قتل الأسبوع الجاري، خلال الاشتباكات مع قوات النظام في درعا، مشيراً إلى أن القيادي المنتخب سيكلف بمهمة قيادة التجمع في نفس الوقت.

ويعد المقدم ياسر العبود، من أوائل المنشقين عن جيش النظام بعد اندلاع الثورة السورية في آذار/ مارس 2011، وقتل الثنين الماضي، خلال اشتباكات عنيفة مع الجيش النظامي بالقرب من مدينة طفس التابعة لمحافظة درعا، وكان أصيب قبلها أربع مرات فقد في إحداها عيناً وتضررت الأخرى، إلا أنه لقي حتفه في المرة الخامسة، ويعد من أبرز القادة العسكريين الميدانيين في الجيش الحر.

وأشار قائد لواء الحق، قاسم نجم، إلى أن العبود كان ينسق المهام بين الألوية الخمسة كونها تتبع لقطاع الجنوب، إلا أنه كان لديه فكرة لتوحيد الألوية في المحافظة في “تجمع عسكري” واحد، وعمل على ذلك قبل مقتله بفترة، وهو “ما سيتم تنفيذه اليوم”، على حد قوله.

ومحافظة درعا التي تقع جنوبي البلاد وجنوب العاصمة دمشق، يطلق عليها الناشطون اسم “مهد الثورة”؛ كون المظاهرات المناهضة لحكم بشار الأسد انطلقت منها.

وينشط “الجيش الحر” فيها، واستطاع خلال الفترة الماضية السيطرة على معظم أجزاء الشريط الحدودي مع الأراضي الأردنية المحاذية لها، وأجزاء واسعة من ريف المحافظة وأحياء في المدينة، وهو ما تحاول قوات النظام استعادته.

الائتلاف يرجىء اجتماعه لافساح المجال لموقف موحد حول جنيف 2والسلطات السورية تفرج عن 61 سجينة في إطار اتفاق لتبادل الرهائن

عواصم ـ وكالات: ارجأ الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اجتماعه المقرر في اسطنبول الاسبوع المقبل مرة ثانية تحت وطأة ضغوط دولية مكثفة لاقناعه نهائيا بحضور مؤتمر جنيف-2.

في هذا الوقت، يتوقع ان تسلم دمشق منظمة حظر الاسلحة الكيميائية برنامجها لتدمير ترسانتها الكيميائية، وهي عملية يفترض ان تنتهي، بموجب القرار 2118 الصادر عن مجلس الامن، بحلول حزيران/يونيو 2014.

وذكر عضو الائتلاف سمير نشار في اتصال هاتفي مع وكالة ‘فرانس برس′ ان اجتماع الهيئة العامة الذي كان مقررا في الاول من تشرين الثاني/نوفمبر ‘ارجىء الى التاسع′ من الشهر نفسه.

وكان الاجتماع مقررا اصلا في 22 تشرين الاول/اكتوبر، وقد ارجىء لمصادفته مع اجتماع ‘مجموعة اصدقاء سورية’ في لندن، فحدد في الاول من تشرين الثاني/نوفمبر، ليعاد تأجيله.

واوضح نشار ان سبب الارجاء هو ‘مواجهة استحقاق جنيف’، مشيرا الى ‘وجود جهد دولي وامريكي تحديدا لمحاولة اقناع الائتلاف بحضور مؤتمر جنيف 2′.

واضاف ان ‘التوجه داخل الائتلاف حتى الآن يميل اكثر الى عدم المشاركة في المؤتمر’، مشيرا الى ان اعلان المجلس الوطني السوري، احد ابرز مكونات الائتلاف ‘في وقت مبكر رفضه المشاركة في جنيف 2، ولد حالة من النقاشات والجدل في الاوساط الاقليمية والدولية’.

وتابع ان ‘الاوساط الدولية تحاول جمع اكبر عدد ممكن من المعارضين في مؤتمر جنيف’مشيرا الى ان ‘الارجاء هو لاعطاء مزيد من الوقت للنقاشات ومحاولات التأثير لتغيير المواقف’.

وقالت مساعدة المتحدثة باسم الوزارة ماري هارف ان مشاركة المعارضة السورية ‘امر مفصلي وسوف نواصل تشجعيهم للمشاركة في المؤتمر’.

وفي محاولة لطمأنة المعارضة السورية، أدرجت الدول الداعمة لها خلال اجتماعها في لندن الثلاثاء في بيانها الختامي فقرة تؤكد ان ‘لا دور للرئيس بشار الاسد في مستقبل سورية’.

الا ان رئيس الائتلاف احمد الجربا جدد على هامش الاجتماع تأكيد ‘ثوابت’ الائتلاف للمشاركة في مؤتمر جنيف وهي ‘ايجاد ممرات انسانية للمناطق المحاصرة (…) واطلاق سراح المعتقلات والاطفال كافة قبل بدء التفاوض (…) ولا تفاوض الا من ثابتة انتقال السلطة بكل مكوناتها واجهزتها ومؤسساتها ثم رحيل’ الاسد.

جاء ذلك فيما قال المرصد السوري لحقوق الانسان امس الخميس إن السلطات السورية اطلقت سراح عشرات السجينات في إطار المراحل النهائية من اتفاق لتبادل الرهائن، كما صدر أيضا قرار عفو عن المدونة الشابة طل الملوحي.

وذكر المرصد وجماعة مراقبة مقرها لندن أن حكومة الرئيس بشار الأسد اطلقت سراح 61 امرأة خلال اليومين الماضيين في إطار اتفاق توسطت فيه قطر وتركيا.

وقال المرصد إن محكمة سورية أصدرت كذلك قرار عفو عن طل الملوحي المدونة السورية التي اعتقلت وهي دون العشرين من عمرها قبل أكثر من عام من اندلاع الانتفاضة السورية في آذار (اذار) 2011.

واعتقلت الملوحي وهي حفيدة وزير سابق بسبب كتاباتها السياسية في عام 2009. وقال المرصد الموالي للمعارضة إن الإفراج عنها بات وشيكا.

وكان الافراج عن نحو 200 سجينة سورية هو المطلب الرئيسي لخاطفين في شمال سورية احتجزوا تسعة رجال لبنانيين رهائن لمدة 17 شهرا.

وافرج الأسبوع الماضي عن هؤلاء الرهائن وعن طيارين تركيين اختطفهما مسلحون لبنانيون في آب/ أغسطس.

وتلقي عمليات الاختطاف الضوء على مدى تعقد الصراع الدائر في سورية منذ أكثر من عامين ونصف العام وعلى تداعياته الاقليمية. واكتسبت الحرب الأهلية التي نتجت عن القمع العنيف لاحتجاجات سلمية على حكم اسرة الاسد الذي بدأ قبل أكثر من اربعين عاما أبعادا طائفية زجت بدول مجاورة في ساحة الصراع.(تفاصيل ص 4 و5)

موسكو ـ رويترز: أمهل خاطفو رهينة روسي في سورية حكومة دمشق خمسة أيام لمبادلته بمواطن سعودي وهددوا بذبحه في حال رفض طلبهم.

وأظهر تسجيل فيديو على موقع يوتيوب رجلا ملتحيا عرف نفسه باسم سيرجي غوربونوف تلى فيه بيانا قال إنه سيقتل ان لم تتم مبادلته بخالد سليمان الذي قال انه اعتقل في حماة.

وقال غوربونوف بصوت متهدج ‘ان لم تتم مبادلتي خلال خمسة أيام سيتم ذبحي.’

وقال تعليق بالعربية اسفل التسجيل الذي لم يتسن على الفور التحقق من مصداقيته ان الرجل محتجز لدى ‘كتائب مجاهدي ابن تيمية.’

وذكر التعليق ان الرجل يطالب روسيا وسورية بالموافقة على مبادلته بخالد محمد سليمان الذي اعتقل في حماة على ايدي ‘النظام العلوي’ في اشارة الى حكومة الاسد.

وقال الرهينة الروسي انه اختطف في مطار لم يوضح صوته اسمه بوضوح وقال ان خاطفيه قدموا له طعاما وعاملوه جيدا.

وأوضح شرح الفيديو ومدته دقيقة واحدة ان الرهينة مهندس روسي يعمل في سورية.

ولم يصدر اي تعليق فوري عن الحكومة الروسية.

وفي تصريح لرويترز عبر الهاتف قال مسؤول في السفارة الروسية في دمشق طلب عدم الكشف عن اسمه ان دبلوماسيين يقومون بمراجعة المعلومات دون ان يقدم مزيدا من التفاصيل.

وقال متحدث باسم الصليب الأحمر في رسالة بالبريد الالكتروني ‘لم يتحدث معنا اي طرف حتى الان ولسنا في موقع يتيح لنا التعليق اكثر من ذلك.’

ويقول مسؤولون روس ان مواطنا روسيا اخر يدعى قسطنطين زورافليوف محتجز لدى مقاتلي المعارضة في سورية بعد ان عبر الحدود من تركيا في وقت سابق هذا الشهر.

ويشيع الخطف في شمال سورية حيث يسيطر مقاتلو المعارضة على مساحات واسعة من الاراضي لكن لا يزالون يقاتلون قوات الاسد التي استعادت بعض البلدات والمدن.

مصرع مسؤول بحزب موال للأسد في مواجهة بطرابلس

مقتل 4 باشتباكات بين مؤيدين ومعارضين لسورية في لبنان

بيروت ـ ‘القدس العربي’: ـ من سعد الياس: ذكرت الوكالة الوطنية للاعلام”اللبنانية ان ما لا يقل عن ثلاثة اشخاص”لقوا حتفهم امس الخميس في تجدد القتال بين المعارضين والمؤيدين للنظام السوري في مدينة طرابلس اللبنانية .

وقال مصدر مسؤول في الحزب العربي الديمقراطي، الموالي لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، إن أحد مسؤوليه قتل وأصيب’ثلاثة أشخاص آخرون، امس الخميس، خلال الاشتباكات المستمرة’منذ ثلاثة أيام’بين’موالين ومعارضين للأسد’في طرابلس،’شمالي لبنان.

وأوضح المصدر أن المسؤول في الحزب العربي الديمقراطي’بسام عبد الله (65 عاماً)، الملقب ‘أبو بلال الحسكة’، قتل في حارة الجديدة في منطقة جبل محسن ذات الأغلبية’العلوية، وهي الطائفة التي ينتمي إليها بشار الأسد، وذلك’خلال مروره في مكان يطل عليه قناصة من منطقة باب التبانة ذات الأغلبية السنية.

وبين المصدر’أن’عبد الله’أصيب’بعيار ناري في رأسه،’في حين أصيبت طفلة وشابان بطلقات’قناصة أيضاً ونقلوا إلى مركز طبي في جبل محسن لتلقي العلاج. ‘

ودار القتال الذي بدأ في وقت سابق الاسبوع الحالي بين رجال مسلحين متنافسين من منطقتي”باب التبانة وجبل محسن في طرابلس.

وكان اثنان من القتلى في الاشتباكات التي وقعت امس الخميس من باب التبانة وهي منطقة غالبية سكانها من السنه الذين يساندون المعارضة السورية. واصيب ما لا يقل عن ثمانية اشخاص .

وتصاعدت التوترات بين المنطقتين الاثنين الماضي عندما ابلغ الاسد اذاعة الميادين اللبنانية انه لا يرى اي عقبات امامه للترشح في الانتخابات الرئاسية العام المقبل.

وامتد مرارا الصراع الذي اندلع قبل 31 شهرا في سورية المجاورة الى لبنان حيث يشتبك المؤيدون والمعارضون في قتال دموي من حين لاخر.

ودعا رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، بعد اجتماع أمني ترأسه رئيس الجمهورية ميشال سليمان، امس،’جميع المواطنين في طرابلس إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية، مشدداً على أنه ‘لا خيار لهم إلا الدولة’، حسب تعبيره.

سورية ساحة اعظم حرب بالوكالة منذ فيتنام وستنتهي بعد اقتناع امريكا وروسيا وايران والسعودية ان نهايتها مصلحة للجميع

ابراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ لاول مرة في تاريخ العلاقات الامريكية- السعودية تطفو الخلافات بينهما على السطح، فعادة ما تكون هذه محلا للمحادثات الدبلوماسية وتناقش خلف الابواب، او تكون موضوعا للبرقيات التي يرسلها الدبلوماسيون الامريكيون من الرياض وجدة كما كشفت وثائق ويكيليكس قبل عامين.

لكن خروج السعوديين واعلانهم عن الخلاف وتهديهدهم على لسان الامير بندر بن سلطان، مسؤول الامن القومي السعودي، اثار الانتباه، واعطى صورة ان الصبر السعودي مع الادارة الامريكية الحالية قد نفد. وتبدو خشية السعوديين من التقارب الامريكي- الايراني وطريقة معالجة باراك اوباما للملف السوري.

فقد كانت الرياض تدعو منذ البداية الى تسليح المعارضة ومساعدتها كي تطيح بنظام الاسد، وهو هدف تتفق على تحقيقه واشنطن والرياض.

وفي الوقت الذي ينظر فيه البعض الى الخلاف على انه فورة غضب لن تؤثر على العلاقات التاريخية بين البلدين، وان السعوديين مهما غضبوا فهم بحاجة الى امريكا، او قل ان البلدين بحاجة للتعاون المشترك، خاصة في مجال المعلومات الامنية وسورية، الا ان البعض يرى فيها خلافا واسعا في وجهات النظر وان قضايا الخلاف اكثر من قضايا الاتفاق بينهما.

يتخمر الغضب

ويرى محللون امريكيون ان الصدع الغريب في العلاقات بين البلدين كان موجودا ويتخمر ببطء منذ اكثر من عامين ولم يفعل احد شيئا كي يتم تجنبه. وبدأ الصدع بالتعبير عن نفسه عبر سلسلة من التطورات، اولا برفض الامير سعود الفيصل، وزير الخارجية القاء كلمة امام الجمعية العامة في الامم المتحدة الشهر الماضي، ثم جاء رفض السعودية لمقعد مجلس الامن متهمة المجلس بازدواجية المعايير، وتبعتها تصريحات الامير بندر الذي تحدث عن تحول في العلاقات وتوقف للتعاون الامني، وفي يوم الثلاثاء تحدث الامير تركي الفيصل، مدير الاستخبارات السعودي السابق لموقع ‘المونيتور’ عن مستوى من الخيبة داخل الاروقة السعودية من طريقة تعامل ادارة اوباما مع القضيتين السورية والفلسطينية.

ويعلق ديفيد اغناطيوس في مقال له بصحيفة ‘واشنطن بوست’ على تسلسل الاحداث بقوله ان القلق من السياسة الامريكية تجاه الشرق الاوسط، لا يأتي من السعوديين فقط بل وتشاركهم فيه اربع دول حليفة اخرى في المنطقة وهي مصر والاردن والامارات واسرائيل. وترى هذه الدول مجموعة، على الاقل في احاديثها الخاصة، ان الرئيس اوباما قد اضعف النفوذ الامريكي في المنطقة لانه تخلى عن الرئيس حسني مبارك، ودعم او قبل التعاون مع الاخوان المسلمين، ورفض دعم الانقلاب الذي اطاح بمحمد مرسي، وظل يراوح في التعامل مع القضية السورية، والان صب الزيت على النار وبدأ بالتحاور مع ايران بدون استشارة حلفائه العرب.

وكشف اغناطيوس ان الملك عبدالله، العاهل السعودي عبر عن احباطه من الادارة الامريكية في حديث خاص اثناء حفلة غداء اقامها على شرف الملك عبدالله الثاني، العاهل الاردني، وولي العهد الاماراتي الشيخ محمد بن زايد حسب مسؤول عربي مطلع. ويقول المسؤول ان الملك عبدالله ‘بات مقتنعا انه لا يمكن الوثوق بها’.

ويضيف الكاتب ان تصريحات السعوديين الاخيرة عززت من حالة الاحباط الامريكية التي تنظر الى السعوديين على انهم شريك غير ممتن واحيانا حليف مشاكس. ويقول اغناطيوس ان جون كيري وزير الخارجية طلب عندما زار المنطقة قبل اسابيع لقاء الامير بندر، فرد الاخير بانه مسافر للخارج، ويمكن اجراء المقابلة في المطار وهو ما اثار دهشة الوزير الامريكي.

اوباما تجاهلهم

ويقول اغناطيوس ان السياسات هذه تثير الغضب، لكن الضرر الذي احدثته نبع من شعور لدى السعوديين بتجاهلهم بان الادارة الامريكية تخطتهم. وبدلا من معالجة المشكلة تركتها تتفاقم.

وينقل عن مسؤول امريكي كبير قوله ان الادارة لم تعرف العادات القبلية التي ترى في كلمة الانسان على انها سنده ‘لسانك حصانك’، ويقول كان يجب ارسال شخص يعرف طبيعة التعامل مع العاهل السعودي الذي ينظر للامور من خلال طبيعته وعاداته القبلية. لان ما حدث هو ان حس الثقة بين البلدين قد تضرر، وكان على ادارة اوباما ان ترسل مثلا جون برينان، مدير ‘سي اي ايه’ الحالي والذي عمل مديرا لمحطتها في الرياض في التسعينات من القرن الماضي، او جورج تينت، مدير الاستخبارات السابق والذي زار السعودية اكثر من مرة وطور علاقات ثقة مع الملك عبدالله.

ويختم اغناطيوس مقاله بالقول ان الادارة لم تقم بهذا بل ارسلت في العامين الماضيين توم دونيلون، مستشار الامن القومي السابق، الذي زار السعودية في مناسبات ولايصال رسائل الى الملك عبدالله، ولم تؤد هذه اللقاءات لرأب الصدع في العلاقات.

ويعبر عن استغرابه من عدم استشارة الادارة الامريكية حلفائها خاصة انها تقوم بمبادرات مهمة تمس علاقاتها مع حلفائها، مثل التعاون مع روسيا في تدمير الترسانة الكيماوية الروسية، وتدير حوارا مع ايران مما يجعل من استشارة الحلفاء امرا مهما.

اتساع الشقة

ومثل اغناطيوس تشير صحيفة ‘ديلي تلغراف’ البريطانية الى ما اسمته الشق الذي يتوسع في العلاقات السعودية ـ الامريكية.

وقالت ان المبدأ الذي حكم التحالف الطويل بين البلدين كان حل المشاكل عبر الدبلوماسية وخلف الابواب المغلقة. ولهذا فالشجار العلني بين البلدين يعتبر امرا غير مسبوق ومهما الى حد كبير.

وتناقش وجهتي نظر من هذا الشجار، واحدة تدعم الخلاف واخرى تحذر منه. فالاولى ترحب في اغضاب اوباما للسعوديين على الرغم من محاولات كيري التأكيد على عرى الصداقة الوثيقة بين البلدين.

وتنبع اسباب هذا الترحيب من ان الثراء والاهمية الاستراتيجية التي تتمتع بها السعودية حصناها من الانتقاد، خاصة ان سجل البلاد في معاملة المرأة وتصدير التطرف الاسلامي امر معروف. يضاف الى هذا ان اعلان امريكا عن قدرتها على توفير احتياجاتها النفطية بدون الاعتماد على النفط السعودي، ووجود رئيس مسالم في البيت الابيض، بكل ما تعنيه الكلمة، يعني ظهور فتور في العلاقات لان التحالفات الدولية تبنى على المصالح الذاتية وليس على القرابة.

اما وجهة النظر التي تحذر فترى في السعودية مفتاحا رئيسيا للاستقرار في منطقة تعاني وبشكل متزايد من الفوضى، كما ان حكام المملكة يشعرون بالقلق من مسار السياسة الامريكية التي يقولون انها لم تجلب للمنطقة سوى الفوضى، او على الاقل جعلوا الاوضاع السيئة اسوأ. وقد يكون السعوديون محقين في هذا الامر.

ومن هنا تأمل ان يقوم الطرفان بلملمة الخلافات بينهما مهما كانت مشاعر كل طرف تجاه الطرف الاخر. لان هذا سيجعل من مهمة احتواء الفوضى في سورية والتصدي للتهديد النووي الايراني امرا سهلا. التعاون الامريكي- السعودي مهم لحل الازمة لكن النار المشتعلة في سورية لن يطفئها السعوديون والامريكيون فقط بل تحتاج الى تعاون كل الاطراف المشاركة في اشعالها حسب رامي خوري، مدير مركز عصام فارس للسياسات العامة في الجامعة الامريكية ببيروت.

اطفاء النار

وكتب في ‘نيويورك تايمز′ قائلا ان النزاع في سورية تحول لاعظم حرب بالوكالة منذ حرب فيتنام، ويعبر الصراع عن كل خطوط الصراع او الصدع التي علمت تاريخ المنطقة في منتصف القرن العشرين والتي ادخلت فيها لاعبين محليين واقليميين ودوليين.

ومع ان النزاع الحالي في سورية شرير ومن الصعب حله دبلوماسيا الا انه طبيعته ‘الحرب بالوكالة’ تحمل في طياتها مفاتيح حله. فسيتوقف القتال عندما تشعر الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وايران باثار الحرب السلبية وتتوصل الى نتيجة مفادها ان انهاء النزاع هو مصلحة للجميع.

لاعبون كثر ومعركة اخيرة

ويرسم صورة عن القوى التي تتدخل في سورية والتي تتجاوز المتظاهرين الذين بدأوا بالتظاهر ضد الاسد في اذار (مارس) عام 2011. ايران وحزب الله، والميليشيات الشيعية العراقية، السعودية، قطر والاردن ودول الخليج الاخرى، والجماعات السلفية الكويت ولبنان اضافة للجهادية العالمية التي تستفيد من الفوضى وتريد تحقيق دولتها الاسلامية.

وترى السعودية ان الاطاحة بالاسد سيضعف لايران وحزب الله. اما روسيا وامريكا فتتعامل مع سورية كساحة للمعركة الاخيرة من معارك الحرب الباردة، فروسيا تريد منع الولايات المتحدة من التدخل وتقرير مصير الانظمة في المنطقة، وتريد ايضا هزيمة الجماعات الاسلامية المعادية للاسد والتي تقيم علاقات مع الاسلاميين المعادين لروسيا. اما امريكا فتريد من خلال الاطاحة بالاسد لتعزيز نفوذها في المنطقة، وترغب مع فرنسا والدول الغربية منع النظام السوري وحزب الله من استخدام الاسلحة المتقدمة والممنوعة وتنصيب نظام مطيع لها في دمشق.

وفي هذا السياق فان اتفاق جنيف الذي توصلت اليه واشنطن وموسكو في حزيران (يونيو) 2012 هو الاطار الوحيد المتفق عليه لحل الازمة، فيما تم الاتفاق على جنيف-2 لا يتوقع ان تعقد في موعدها المقرر لان الاسد يرفض التنازل عن السلطة كما تطالب المعارضة. ويقول خوري ان طبيعة الحرب بالوكالة الجارية يمكن ان تغير المعادلة، لان الحرب الدائرة في سورية تعتمد على دعم الاطراف الخارجية سواء للنظام او المعارضة.

مضافا الى هذا الاتفاق الامريكي- الروسي لنزع اسلحة سورية الكيماوية والتقارب الامريكي- الايراني، وهما تطوران مهمان. فمن ناحية اظهر الاتفاق الامريكي – الروسي قدرة اللاعبين الدوليين على تحقيق اتفاقات لا تجد الاطراف المحلية في الحرب مفرا عن الالتزام بها.

وفي حالة نجاح التعاون الامريكي ـ الايراني فانه سيدفع ايران لاعادة ترتيب حساباتها الاقليمية. لكن حل الازمة السورية لن يتم الا باشراك قوة اخرى وهي السعودية.

لاعب رابع

فالرياض تهدف من ضمن ما تهدف الى إضعاف ايران واحتواء حزب الله، ووقف التوسع الايراني في المنطقة وتعزيز قوة الانظمة المحافظة في العالم العربي.

ومن هنا فلن تدخل في اي حوار مع ايران الا اذا شعرت ان اهدافها ستتحقق، وحالة حصل الحوار الايراني- الروسي- الامريكي على دفعة قوية في المنطقة. ويرى خوري ان بقية اللاعبين، الاردن وتركيا وقطر واسرائيل ليس امامهم اي خيار الا اتباع ما تقرر السعودية فعله، مشيرا الى ان الحكم الجديد في قطر قرر تخفيف حدة تدخلاته في المنطقة بسبب المبادرات القوية في سورية ومصر بعد تراجع الاخوان فيها وفي المنطقة عامة.

تحقيق الاهداف

وحالة حصل وجلس اللاعبون على طاولة التفاوض فان كل لاعب منهم سيتأكد من تحقيق مطالبه. فستتأكد امريكا والسعودية من رحيل الاسد، ونهاية الطموحات النووية لطهران. وبالنسبة لروسيا ستتأكد من اضعاف المقاتلين الاسلاميين ورحيل مشرف للاسد، وتمنع تغييرا للانظمة بقرار فردي من امريكا.

اما ايران فستحصل على اعتراف رسمي من امريكا باهميتها الاقليمية وحقها في مشروع نووي للاغراض السلمية اضافة الى رفع العقوبات. ماذا عن السوريين، يقول الكاتب ان جنيف بحضور اللاعبين الاربعة سيؤدي الى وقف اطلاق النار، دعم انساني، احصاء اللاجئين واعادة تأهيلهم، انتقال سلمي للسلطة لمرحلة ما بعد الاسد والبعث، وتخفيف سيطرة الدولة على القرار، وحماية قانونية للاقليات الدينية.

الصدع السني – الشيعي

وقرأ روبرت فيسك في الخلاف الامريكي ـ السعودي من زاوية الانقسام السني الشيعي قائلا ان هذه الخلافات تترك اثارها على العالم.

وقال ان التصرفات السعودية الاخيرة لم تكن تهدف للتعبير عن سخط المملكة من تراجع واشنطن لضرب سورية بعد استخدام الاسلحة الكيماوية فقط بل التعبير عن مخاوفها من تقارب ادارة اوباما مع ايران. وقال ان الامير بندر الذي تحدث عن تحول كبير في العلاقة مع واشنطن لم يكشف عن طبيعة هذا التحول.

ويقول ان اسرائيل لا تفوت فرصة للاعلان عن الكيفية التي تتطابق فيها سياساتها الشرق اوسطية مع سياسات دول الخليج. فما يدفع الاخيرة هو كره النظام السوري، والشكوك حول نوايا ايران النووية وتوسعها في المنطقة، يحول هذه الدول الى حلفاء بالوكالة مع اسرائيل التي يريدون هزيمتها ومواجهتها. ويضيف فيسك ان مشاركة امريكا الاخيرة لتحقيق ‘السلام’ في المنطقة كانت صفقة صواريخ بقيمة 1.8 مليار دولار للسعودية، وصفقة اخرى مع الامارات لبيعها قنابل السجادية او ‘جي بي يو’ والتي يمكن ان تستخدم في اية مواجهة مع ايران.

ويتساءل فيسك ان كان جون كيري يفهم مستوى وطبيعة الانقسام داخل الاسلام، خاصة ان رده على رفض السعودية لمقعدها في مجلس الامن كان مثيرا للاستغراب.

ويفسر فيسك تصريحات كيري عقب اجتماعه مع نظيره السعودي سعود الفيصل في باريس والتي اكد فيها على تثمينه للقيادة السعودية ورغبتها بوقف البرنامج النووي الايراني وانهاء الازمة السورية بتشكيل حكومة انتقالية بدون الاسد، انها تعني التأكيد على تسيد السنة عسكريا في منطقة الشرق الاوسط من حدود افغانستان الى البحر المتوسط.

ويتحدث عن جبهة اخرى للصراع السعودي- الايراني وهي اليمن الذي تدعم فيه الرياض الجماعات السلفية، وحزب الاصلاح.

دمشق توثق بـ ‘الفيديو’ كل مراحل تدمير سلاحها الكيماوي تحسباً لاتهامات ‘مسيّسة

كامل صقر

دمشق ـ ‘القدس العربي’ علمت ‘القدس العربي’ أن المؤسسة العسكرية السورية توثق عمل فريق منظمة حظر السلاح الكيماوي في سورية لحظة بلحظة وتقوم بتصوير كامل جولاته اليومية من خروجه من الفندق حيث مقر إقامته حتى عودته إلى الفندق، وتوثق كل عمليات إتلاف أنواع السلاح الكيماوي في جميع المواقع التي تزورها وأن قسم الإعلام في الجيش السوري سجل عشرات الساعات من أشرطة الفيديو لعمل لجنة تفتيش وتدمير السلاح الكيماوي السوري.

وقالت مصادر مطلعة أن عملية التوثيق تلك التي تقوم بها السلطات السوري تهدف لمنع أية محاولة ‘مسيسة’ غربية للإيحاء بأن دمشق غير متعاونة أو أنها منعت تدمير أنواع من السلاح، لاسيما وأن التصوير المرافق لعملية التدمير تُظهر كل مراحله، ولفتت المصادر أن الطرف الوحيد الذي يوثق ذلك بكاميرات فيدو هو السلطات السورية.

تُضيف المصادر أن عملية تفكيك الأسلحة الكيماوية السورية تكون في بعض الحالات بسيطة فيما تبدو معقدة وصعبة للغاية في حالات أخرى وذلك تبعاً لطبيعة الموقع الكيماوي وطبيعة السلاح الكيماوي نفسه ودرجة سمّيته وتبعاً لأجهزة تصنيعه، وأن معظم المواقع الكيماوية تقع في ريف دمشق.

وقالت المصادر أن خبراء روس وأمريكيون وخبراء من تونس والأردن ومن دول أخرى يشاركون في تفكيك وتدمير السلاح الكيماوي السوري وأن بعضهم كان قد شارك في تفكيك برنامج السلاح الكيماوي العراقي في عهد الرئيس الراحل صدام حسين.

المصادر أكدت لـ ‘القدس العربي’ أن أية صعوبات أمنية لم تواجه تنقلات وحركة فرق تدمير السلاح الكيماوي لاسيما أن كل المواقع التي تمت زيارتها هي واقعة في مناطق وتشكيلات عسكرية محصنة وتحت سيطرة الجيش السوري بشكل مطلق، وحتى الطرق المؤدية إليها تسيطر عليها وحدات تابعة للجيش السوري أو لأجهزة الاستخبارات السورية. وبدأ فريق دولي لنزع السلاح الكيميائي في السادس من الشهر الجاري تدمير الترسانة الكيميائية السورية ومنشآت انتاج السلاح الكيماوي، وأعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أنها تتوقع أن تسلم دمشق إعلان وخطة تدمير اسلحتها الكيميائية قبل تاريخ 27 تشرين الأول (اكتوبر) الجاري.

وأوضح المتحدث باسم النظمة أن فرق التفتيش التابعة للمنظمة قامت حتى الان بمعاينة 18 موقعا في سورية حتى اليوم، متوقعا أن يتم الانتهاء من معاينة المواقع الباقية قبل نهاية الشهر الجاري.

امريكا تخصص 6 مليون دولار لتدمير الكيمياوي السوري وتنفي التوقف عن دعم المعارضة

فورد يلتقي الائتلاف باسطنبول لاقناعهم بالمشاركة بجنيف2

عواصم ـ وكالات: التقى السفير الامريكي في سورية روبرت فورد عددا من قادة المعارضة السورية في اسطنبول في محاولة لاقناعهم بالمشاركة في مؤتمر جنيف-2 للسلام في سورية، بحسب ما اعلنت وزارة الخارجية الامريكية الاربعاء.

وقالت مساعدة المتحدثة باسم الوزارة ماري هارف ان ‘السفير فورد موجود حاليا في اسطنبول للقاء المعارضة ومحاولة اقناعها بالمشاركة في المحادثات’.

واضافت ان ‘مشاركتهم امر حاسم وسوف نواصل تشجعيهم للمشاركة في هذا المؤتمر ولهذا السبب السفير فورد موجود على الارض كي يتباحث معهم في اسطنبول’.

وترفض المعارضة كليا الجلوس على نفس الطاولة مع ممثلي النظام السوري.

وتتواصل الاستعدادات لعقد هذا المؤتمر وفي هذا الاطار سوف تلتقي مساعدة وزير الخارجية ويندي شيرمان في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر ممثلين عن روسيا وكذلك الوسيط الدولي الاخضر الابراهيمي.

وأوضحت هارف ‘انها فرصة وان اجتماعا جديدا لاجراء محادثات ثلاثية والوقوف على الاعمال الجارية من اجل عقد مؤتمر جنيف-2 وتسوية العديد من النقاط المهمة العالقة’.

واشارت الى ان الامم المتحدة قد تعلن عن موعد لعقد هذا المؤتمر بعد هذا الاجتماع التحضيري في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر.

الى ذلك ذكرت هارف ان امريكا تعهدت بتخصيص 6 ملايين للتخلص من الأسلحة الكيميائية السورية، مؤكدة استمرار المساعدات الامريكية للمعارضة السورية.

وسئلت هارف عن تكلفة التخلص من الأسلحة الكيميائية في سورية، فأجابت ان ‘الولايات المتحدة تعهدت بـ6 ملايين دولار من صندوق نزع الأسلحة وحظر الانتشار’.

وأضافت ان هذه مساهمات مالية لكل من الأمم المتحدة ومنظمة حظر السلحة الكيميائية، ‘لذا أعتقد ان ثمة بعض المال هنا.. ومؤخراً أعلنا عن دفع 1.55 مليون دولار مقابل 10 سيارات مدنية مدرعة للمساعدة في جهود منظمة حظر الأسلحة الكيميائية’ في سورية.

وتابعت ‘أعتقد ان هذا النوع من الأمور هو ما سترونه لاحقاً’.

وقالت هارف ‘نحن نشجع أية دولة تريد تقديم مساعدة تقنية أو مالية وأي شيء يمكن أن يدفع الأمور قدماً، ولكن لكل بلد أن يتخذ قراراته بنفسه’.

وأوضحت انه من المبكر تحديد التكلفة الإجمالية للتخلص من الأسلحة الكيميائية السورية.

وردت هارف على المزاعم بأن امريكا أوقفت تقديم المساعدة للمعارضة السورية إلى حين توفر بعض الظروف، فأجابت ‘ليس على حد علمي، لا.. مساعداتنا مستمرة.. وهذا التقرير خاطئ بالنسبة لي’.

أكثر من 40300 معتقلة في سجون النظام السوري

بهية مارديني

ايلاف

قال ناشطون سوريون إن في سجون النظام السوري نحو 40300 معتقلة، وأن تأخير الافراج عن معظمهن مرده إلى تردي حالتهن الصحية.

 أعلن ناشطون سوريون في تصريحات خاصة لـ”ايلاف” أن عدد المعتقلات السوريات في سجون النظام بحسب آخر احصائية في الأسبوع الماضي يزيد عن 40300 معتقلة. وقال عبد الكريم الريحاوي، رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الانسان، لـ”ايلاف” إن النظام السوري يعتقل عشرات الآلاف من السيدات والأطفال في سجونه الأمنية وفي مواقع مختلفة من البلاد. وحول الصفقة الأخيرة التي افرج بموجبها عن المخطوفين اللبنانيين التسعة والطيارين التركيين، ربط الريحاوي بين الحالة الصحية المتردية للمعتقلات في سجون النظام وعدم الافراج عن معظمهن، وتوقع أن يتم الافراج عنهن على مراحل.

 مصيرهن معلق

بعيدًا عن الاعلام، وفي الواقع على الأرض، لا أحد يعلم ما مصير المعتقلات السوريات في سجون النظام، وبأي وضع يعشن، وبأية حالة صحية يسجن. وبخلاف 14 معتقلة أطلق سراحهن، احداهن مصابة بالسرطان واثنتان منهن شقيقتان، تم الاعلان عن الافراج عن 48 معتقلة، اغلبهن فلسطينيات ولبنانيات. ويبقى مصير المعتقلات السوريات بعد ايام من ابرام الصفقة مجهولا، يدخل في اطار التكهنات .

المحامي ميشيل شماس، الناشط الحقوقي السوري الذي اعتقلت ابنته في سجون النظام سابقًا، تحدث عن الافراج عن القليل من المعتقلات السوريات، وأكد بعض الناشطين أن بعض المعتقلات مثل المدونة طل الملوحي التي افرج عنها لم يكن اسمها ضمن الصفقة، بل خرجت لانتهاء ثلثي المدة، وبطلب من محاميها، لتبقى الحقيقة ضائعة رغم محاولات الايضاح.

 ضمانة عن ضمانة

تلقفت عائلات المعتقلات السوريات تصريحات وزير الخارجية القطري خالد العطية لصحيفة الحياة، أن تفاوض قطر مع النظام السوري حول صفقة تبادل الأسرى الأخيرة جرى عبر وسطاء لبنانيين، بمزيد من القلق واللوعة والحزن، اذ اعتبرت في أحاديث متفرقة مع “ايلاف” أن أحدًا لا يطالب ببناتهن، والحرص الاول كان على سلامة المخطوفين اللبنانيين والطيارين الأتراك، وتساءلوا أين المنظمات الحقوقية والانسانية؟

وكان العطية قال: “ستتم عملية الإفراج عن السجينات، وبناء على ضمانة الجانب اللبناني الأكيدة قمنا بتقديم هذه الضمانة، لأننا كنا في وضع لا نستطيع فيه أن نتخلى عن تسلم تسعة معتقلين لبنانيين، فبعد أن اتصل الرئيس اللبناني بسمو الأمير الذي ضمن وجود المعتقلين التسعة، خفنا على حياتهم، واضطررنا لتسلمهم تلبية لوعد الأمير للرئيس سليمان، والوسيط اللبناني اكد انه سيسلمنا السجينات السوريات”.

الأمم المتحدة: نصف سكان سوريا فقراء وعاطلون عن العمل

7.9 مليون سوري يعيشون على خط الفقر و4.4 مليون في فقر مدقع

لندن: «الشرق الأوسط»

يعاني أكثر من نصف سكان سوريا من الفقر، بسبب النزاع المدمر المستمر منذ أكثر من سنتين، مخلفا الكثير من المآسي، مما اضطر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في البلاد إلى التحول من التنمية إلى العمل الإغاثي، بحسب ما قالت مسؤولة في البرنامج لوكالة الصحافة الفرنسية أمس.

وقالت نائبة المدير القطري لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في دمشق، اليسار شاكر، في مقابلة مع الوكالة، إن «أكثر من نصف سكان سوريا فقراء، بينهم 7.9 مليون سوري يعيشون على خط الفقر و4.4 مليون في فقر مدقع».

وتشير دراسة للأمم المتحدة نشرت في 2010 إلى أن 5.3 مليون شخص في سوريا كانوا يعانون من الفقر. وتوضح دراسات أخرى أن 1 في المائة منهم كانوا تحت خط الفقر. وعزت شاكر سبب هذا الارتفاع إلى أن «معظم النازحين داخل سوريا والبالغ عددهم 6.3 مليون شخص، وبقية السكان، استنفدوا مدخراتهم، ولم يعد بإمكانهم التأقلم مع الأزمة والصعوبات الاقتصادية الناجمة عنها». وأوضحت أن ذلك يحمل أعباء من حيث الوصول للخدمات الأساسية ليس فقط على النازحين وإنما على المستضيفين.

وأشارت شاكر إلى أن البرنامج الذي كان يتركز عمله في السياسات التنظيمية في مجالات تنمية القدرات والدعم التقني في مواضيع البيئة والحد من الفقر والتنمية الإدارية «لم يعد بإمكانه العمل كما في السابق»، موضحة أنه تحول إلى العمل على «تنمية سبل المعيشة ومساعدة النازحين والمجتمعات التي تستقبلهم، مما يسمح لهم بالعيش بصورة مقبولة والحد من وقوعهم تحت خط الفقر». وأوضحت أن هذا العمل الإغاثي لا يقتصر على تقديم المساعدات، إنما يركز على وضع السوريين على طريق «التعافي المبكر»، أي مساعدتهم على المواجهة للاستمرار. وقالت إن «توزيع المستلزمات المعيشية ليس حلا ولن يعزز صمود المجتمعات (…). نحن ننظر إلى التعافي المبكر وإمكانية منح السوريين فرصا للدخل لمساعدتهم على الانطلاق من خلال تعلم حرفة للمستقبل». ولفتت إلى ارتفاع نسبة البطالة «لتصل إلى 48.6 في المائة من اليد العاملة»، موضحة أن «فقدان ما يقارب مليوني فرصة عمل يعرض عشرة ملايين شخص للخطر»، في إشارة إلى العاطلين عن العمل والأشخاص الذين يعتمدون عليهم.

وبحسب الإحصاءات الرسمية، كان معدل البطالة في سوريا 8.6 في المائة في 2010. وأغلقت أغلب المصانع بسبب الوضع الأمني وإفلاس الصناعيين وعدم تمكنهم من متابعة الإنتاج في منشآتهم ونقل بعض المصالح إلى الخارج. وبين «الأعمال الإغاثية الإنمائية» التي يقوم بها برنامج الأمم المتحدة، تشير شاكر إلى مشروع يقضي بمعالجة مسألة النفايات الصلبة التي يشكو الناس منها في المناطق التي تشهد عمليات عسكرية بسبب غياب البلديات أو صعوبة الوصول إلى المكان، ويقضي بـ«تنظيم آلية لاستخدام الناس الموجودين في المنطقة مقابل اجر ليقوموا بإزالة النفايات». وأشارت إلى أن المشروع يتم بالتعاون بين المجتمع الأهلي والبلديات.

وفي مناطق أخرى، يساعد البرنامج من لديه «حرفة أو مهنة لكن تنقصه مواد أو آلات، فنساعده على إنشاء مشاريع صغيرة»، مشيرة إلى بدء عشرة مشاريع من هذا النوع في حمص ليتمكن أصحابها من تأمين لقمة عيشهم. ومن هذه المشاريع إنشاء غرف لحفظ الغذاء وورش بناء وميكانيك. وفي منطقة السلمية في حماه، أسهم البرنامج في «إقامة ورشة خياطة لمساعدة النساء على الإنتاج، ويوزع عملهم على النازحين الذين تستقبلهم العائلات في المنطقة»، مشيرة إلى مساعدة 1500 عائلة نازحة في إطار هذا المشروع.

وتأخذ بعض هذه المشاريع في الاعتبار تشغيل ذوي الإعاقات أو المصابين في الحرب. وتقول شاكر إن «ذوي الاحتياجات الخاصة يكونون عادة مهمشين في الأزمات، لذلك الأجمل من الحصول على الدخل بالنسبة إليهم هو الإحساس بالكرامة». وتتوزع المشاريع التي يقوم بها البرنامج على جميع المحافظات السورية وفي مختلف القطاعات، وأسهمت جهات كثيرة في تمويلها وعلى رأسها دولة الكويت، بالإضافة إلى اليابان وهولندا وصندوق الأمم المتحدة المركزي للاستجابة للطوارئ.

وقالت شاكر «نريد أن نخطو درجة نحو النهوض وتوفير سبل الصمود، مما يخول لنا المضي في التنمية الاجتماعية والاقتصادية بعد انتهاء الأزمة». وتضيف «عملنا في الأزمات ينطلق من أن الجميع سيشارك في بناء البلاد بعد الأزمة، لذلك نقوم بعمل إغاثي يهدف إلى تنمية القدرات».

اشتباكات بين الأكراد ومقاتلين متشددين قرب الحدود السورية ـ العراقية

استهداف منطقتين علويتين واشتباكات عنيفة في ريف حمص.. وهيئة شرعية بحلب لا تعترف بـ«الدولة»

بيروت: ليال أبو رحال

اتسعت رقعة الاشتباكات في عدد من المحافظات السورية أمس، وذلك بعد يوم على انقطاع التغذية بالتيار الكهربائي عن مناطق واسعة وتحديدا في دمشق، بعد قصف معارض استهدف أنبوب غاز يغذي محطة تشرين الحرارية. وفي حين استهدف تفجير سيارة مفخخة منطقة دوار النزهة العلوية في حمص، تخوف أهالي بلدة صدد ذات الغالبية السريانية بريف حمص من اندلاع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين إسلاميين يسعون للسيطرة على مستودعات أسلحة قريبة.

وتزامنت هذه التطورات الميدانية مع إعلان الهيئة الشرعية في مدينة الباب بحلب اعترافها بـ«الدولة الإسلامية في العراق والشام»، كـ«فصيل مقاتل» وليس «دولة»، في حين دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي «داعش» والنصرة من جهة، ومقاتلين أكراد من جهة ثانية في منطقة اليعربية الحدودية مع العراق، في محافظة الحسكة.

وفي حمص، هز انفجار سيارة مفخخة منطقة دوار النزهة التي تقطنها غالبية من الطائفة العلوية، ما أدى إلى مقتل شخص على الأقل وجرح ما لا يقل عن 20 آخرين، حالة بعضهم خطرة. كما استهدفت قذيفة منطقة في حي المهاجرين، ذات الغالبية العلوية، وأدت إلى سقوط قتيل على الأقل وعدد من الجرحى.

وكانت القوات النظامية قصفت صباح أمس مناطق في بلدة الدار الكبيرة ما أدى لسقوط جرحى. ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن سكان من بلدة صدد التي تقطنها غالبية سريانية قولهم إن المقاتلين الذين يسيطرون على الحي الغربي أو ما يعرف بطريق دمشق، وحي التل الواقع شرق البلدة على طريق مهين، يمنعون الأهالي من النزوح بعد حركة نزوح كبيرة في اليومين الماضيين. ويتخوف ناشطون من أن تشهد منطقة صدد، اشتباكات عنيفة، بدأت أمس، بين «جبهة النصرة» بمؤازرة مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و«الكتيبة الخضراء» و«مغاوير بابا عمرو» من طرف والقوات النظامية من طرف آخر.

وتأتي هذه الاشتباكات بعد سيطرة مقاتلي «النصرة» و«داعش» على بئر للغاز قرب صدد ومفرزة الأمن وكتيبة الهجانة في محيط مستودعات الأسلحة قرب بلدة مهين، التي تعد أضخم مستودعات الأسلحة في سوريا. ويسعى مقاتلو المعارضة إلى السيطرة عليها.

وفي العاصمة دمشق، تعرضت مناطق في حيي جوبر والقابون لقصف نظامي أدى لسقوط عدد من الجرحى، فيما قصفت القوات النظامية مناطق في بلدة جسرين، وسيطرت مدعمة بعناصر من حزب الله اللبناني، بحسب المرصد السوري، على نحو 70% من بلدة حتيتة التركمان بعد اشتباكات عنيفة دارت الأيام الفائتة مع مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و«جبهة النصرة» وعدة كتائب مقاتلة.

وأفاد المرصد، نقلا عن ناشطين في البلدة، بمقتل 7 مقاتلين من «داعش» خلال اشتباكات ليلية انتهت بانسحاب مقاتلي النصرة وكتائب المعارضة، مشيرا إلى مقتل ما لا يقل عن 25 جنديا نظاميا في اشتباكات استمرت خلال الأيام الثلاثة الماضية، في حين لم ترده معلومات عن خسائر في صفوف مقاتلي حزب الله.

وتأتي اشتباكات دمشق غداة انقطاع التيار الكهربائي أول من أمس عن مناطق واسعة في العاصمة وبقية المحافظات، إثر انفجار قال ناشطون إنه ناتج عن زرع ألغام من قبل مقاتلي المعارضة، قرب مطار دمشق. وأعلن وزير الكهرباء السوري عماد خميس، مساء الأربعاء الماضي، أنّ «اعتداء إرهابيّا استهدف مساءً خط غاز يغذي محطات توليد الكهرباء بالمنطقة الجنوبية، أدّى إلى انقطاع الكهرباء في مناطق واسعة».

وفي ريف دمشق، نفذ الطيران الحربي غارات جوية على مناطق في بلدتي سقبا والمليحة ومحيط معمل تاميكو الذي سيطرت عليه قوات المعارضة منذ أيام وتحاول القوات النظامية استعادة سيطرتها عليه، نظرا لموقعه الاستراتيجي. وأكد ناشطون تعرض أطراف مدن عربين والنبك وقارة وبلدة دير العصافير لقصف نظامية، بموازاة سقوط قذائف هاون على ضاحية جرمانا.

وفي شمال شرقي سوريا، دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي من جهة، وعناصر «داعش» وجبهة النصرة من جهة ثانية، بعد هجوم بدأته وحدات «الحماية» الكردية على مقرات المقاتلين الإسلاميين في محيط اليعربية في محافظة الحسكة.

وانتهت الاشتباكات وفق المرصد السوري، بسيطرة المقاتلين الأكراد على قريتي المزرعة والسيحة في محيط اليعربية. وتعتبر منطقة اليعربية، الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش»، ذات أهمية استراتيجية بالنسبة للمقاتلين الأكراد والإسلاميين في آن معا، إذ يوجد فيها معبر حدودي مع العراق، وتشكل ممرا للمقاتلين والذخيرة. وفي حين تؤمن اليعربية للأكراد سبل التواصل مع أقرانهم في كردستان العراق، يرى مقاتلو «داعش» و«النصرة» فيها نقطة وصل مع غرب العراق، أي منطقة الأنبار، حيث يحظى المقاتلون المرتبطون بـ«القاعدة» بنفوذ واسع.

وفي حلب، أعلنت الهيئة الشرعية في مدينة الباب وريفها أمس عدم اعترافها بتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» كدولة، وقالت إنها «تعترف بهم كفصيل مقاتل، إخوة لنا، لهم ما لنا وعليهم ما علينا». وأوعزت السبب إلى «الحرص على وأد الفتن وتفشيل من يؤججها»، بعد أن «تحملنا الكثير من جور بعض المسيئين والذين يتصرفون من دون أي حس بالمسؤولية الدينية والأخلاقية والسياسية»، وفق بيان أصدرته أمس.

وحذرت «الهيئة الشرعية» من أن «أي تجاوز من قبل عناصر فصيل الدولة سيقابل بالتعامل بالمثل»، مذكرة إياهم بأن «دفع العدو الصائل هو أوجب الواجبات بعد الإيمان بالله تعالى».وفي محافظة طرطوس، أفاد المرصد السوري بتشييع جماعي لجثامين أكثر من 30 جنديا وضابطا نظاميا، قتلوا في اشتباكات مع مقاتلي المعارضة ومقاتلين متشددين في مناطق متفرقة. وأشار المرصد إلى تشييع قرية تالين التابعة لمدينة بانياس العميد الركن المظلي مظهر علي سليمان، أول من أمس، وهو ضابط في الحرس الجمهوري، قُتل قبل يومين في اشتباكات بريف دمشق.

وأعلن المرصد، استنادا إلى مصادر عدة، أن «عدد قتلى القوات النظامية منذ انطلاقة الثورة السورية ناهز الـ50 ألفا»، قال إنه وثق نحو 30 ألفا منهم.

«الائتلاف» يرجئ اجتماع هيئته العامة للمرة الثانية

واشنطن وموسكو تحاولان إقناع المعارضة السورية بالمشاركة في «جنيف 2»

بيروت: نذير رضا

أعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أمس، تأجيل اجتماع الهيئة العامة للائتلاف، الذي كان مقررا مطلع الشهر المقبل، إلى التاسع منه، غداة لقاء السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد مع عدد من قادة المعارضة في إسطنبول، في محاولة منه لإقناعهم بالمشاركة في مؤتمر «جنيف 2» لإيجاد حل لأزمة سوريا.

وأكد مسؤول العلاقات الخارجية في المجلس الوطني السوري عبد الرحمن الحاج، لـ«الشرق الأوسط»، أن فورد «التقى أعضاء المكتب التنفيذي في المجلس الوطني، بحضور رئيس المجلس جورج صبرا، في محاولة لحثه على تغيير موقفه من المشاركة في (جنيف 2)، استنادا إلى نتائج مؤتمر لندن قبل يومين»، لافتا إلى أن المجلس «تعامل مع المحاولة بإيجابية».

وكان السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد التقى مساء أول من أمس عددا من قادة المعارضة السورية في اسطنبول. وقالت مساعدة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف إن مشاركة المعارضة «أمر حاسم، وسوف نواصل تشجعيهم للمشاركة في هذا المؤتمر». وقال الحاج إن المجلس أكد لفورد أن «وجود بيان يعكس توافق قوى أصدقاء سوريا على قضايا ذات أهمية بالنسبة لـ(جنيف 2) لا يكفي وحده، إذ يحتاج إلى أن يتحول إلى إجراءات ملموسة»، موضحا أن أحد تلك الإجراءات «هو إقناع الأطراف الأخرى، وتحديدا روسيا، بالموافقة على نقاط بيان (لندن 11)، وتغيير موقفها وطهران حيال بنود المؤتمر». وأكد أنه «إذا تعثر الوصول إلى اتفاق مع موسكو على تلك النقاط، فإنه من الصعب الدخول في مفاوضات».

وكانت الدول الإحدى عشرة الأساسية لدعم سوريا أصدرت بيانا في ختام اجتماع لندن الثلاثاء الماضي، يتضمن 18 بندا، رحبت فيه بقرار مجلس الأمن الصادر في 27 سبتمبر (أيلول) بضرورة الانتقال السياسي في سوريا، ودعم بيان جنيف الأول، وهدفها «تأسيس آلية حكم انتقالية مؤقتة بناء على التراضي المتبادل تتمتع بالصلاحيات التنفيذية الكلية، بما فيها السلطة على الآليات الأمنية والعسكرية والاستخباراتية، وكذلك الاتفاق على أنه بعد تأسيس آلية الحكم الانتقالي لن يكون لـ(الرئيس السوري بشار) الأسد والمقربين منه الملطخة أيديهم بالدماء دور في سوريا، ويجب أن تكون هناك محاسبة للانتهاكات في النزاع الحالي».

ولا تنفي مصادر المعارضة تعرضها لضغوط دولية، بهدف تغيير موقفها من المشاركة في مؤتمر «جنيف 2». ولمح عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني أحمد رمضان، وهو عضو في الائتلاف الوطني أيضا، إلى أن المعارضة «تتعرض إلى مزيد من الضغوط»، من غير تحديد مصدرها. وأعلن رمضان، في حسابه الشخصي على موقع «فيس بوك»: «إننا نحتاج لتحرك شعبي من أجل تقوية الموقف السياسي ورفض الضغوط أيا كان مصدرها، والإصرار على المطالب المشروعة لثورتنا».

وقال الحاج في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» إن «ضغوطا كثيرة تعرض لها المجلس الوطني بعد إعلان رفضه المشاركة في المؤتمر، جاءت من أصدقاء سوريا ومن روسيا». وكشف عن «اجتماع القنصل العام الروسي في إسطنبول أمس مع أعضاء في المجلس، محاولا الاستفسار عن موقفنا»، لافتا إلى أن المسؤول الروسي «بذل جهودا لأن يعيد المجلس النظر بموقفه من المشاركة في جنيف 2».

وشدد الحاج على أن موقف المجلس الوطني «نابع من قراءة قانونية خاصة به لوثيقة (جنيف 1)، والثغرات التي تشوبها»، مشيرا إلى أن المجلس يعتبر أن «إعادة التفسير المسبق لثغرات الوثيقة كفيلة بتحقيق انتقال للسلطة في سوريا، وإجراء تحول ديمقراطي حقيقي».

وفي ظل تلك التطورات، أرجئ الائتلاف الاجتماع الذي كان مقررا في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل «لإفساح المجال أمام الاتصالات الهادفة إلى التوصل إلى موقف موحد حول مشاركته في مؤتمر (جنيف 2)». وقالت مصادر معارضة لـ«الشرق الأوسط» إن التأجيل جاء على خلفية «إفساح المجال أمام دراسة المواقف الدولية والتحرك الدولي لإيجاد حل سياسي في سوريا، فضلا عن إيجاد اتفاق مشترك حول (جنيف 2) مع الثوار في الداخل». وقالت إن «اتصالات مكثفة يجريها مسؤولو الائتلاف مع القادة الميدانيين في الداخل للوصول إلى اتفاق»، مؤكدة أن «التوصل إليه بشكل كامل يحتاج إلى أسبوع».

من ناحيته، رفض عضو الائتلاف والمجلس الوطني هشام مروة الربط بين إرجاء موعد اجتماع الائتلاف ولقاء فورد بمسؤولي المعارضة في اسطنبول. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن التأجيل جاء بهدف «إعطاء فرصة لأصدقاء سوريا للقيام بمناورات سياسية، وتحقيق اختراق أكبر على الصعيد الدولي لإجبار النظام السوري على الاعتراف بمقررات (جنيف 1)، وتحديدا الفقرة السادسة التي تنص على انتقال السلطة في البلاد».

وإذ نفى مروة «أي ارتباك تعاني منه أطراف المعارضة السورية» حيال موقفها من المشاركة في «جنيف 2»، قال إن المعارضة «تلعب دورا إيجابيا، وتفتح الباب أمام حل سياسي، وتمنح الأصدقاء المزيد من الوقت لتحقيق هذا الاختراق»، مؤكدا أن انعقاد اجتماع الهيئة العامة للائتلاف، لو تحقق في هذا الوقت «كان سيقود إلى رفض المشاركة، ويغلق الباب أمام أي حل سياسي، ويقيد الرئاسة بالقرار».

وكان الاجتماع مقررا في 22 أكتوبر (تشرين الأول)، وقد أرجئ لمصادفته مع اجتماع مجموعة أصدقاء سوريا في لندن، فحدد في الأول من نوفمبر، ليُعاد تأجيله أمس.

وفي إطار المساعي الدولية لإيجاد حل سياسي في سوريا، من المقرر أن تلتقي مساعدة وزير الخارجية الأميركية ويندي شيرمان في الخامس من نوفمبر المقبل، ممثلين عن روسيا، وكذلك الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي. وأوضحت مساعدة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف أنها «فرصة، وأن اجتماعا جديدا سيتم لإجراء محادثات ثلاثية والوقوف على الأعمال الجارية من أجل عقد مؤتمر (جنيف 2) وتسوية العديد من النقاط المهمة العالقة».

ترقب دفعة ثالثة من السجينات خلال أيام وبوادر صفقة تبادل جديدة بين النظام و«الحر»

ناشطون يربطونها بإطلاق المطرانين وإجراءات قانونية تؤخر الإفراج عن الملوحي

بيروت: كارولين عاكوم

يكتنف الغموض تفاصيل الصفقة التي أدت إلى الإفراج، على مراحل، عن 62 معتقلة سورية سياسية، في حين من المتوقع أن يطلق سراح الدفعة الثالثة من المعتقلات المنوي الإفراج عنهن خلال أيام. وبعد أن بات مؤكدا خبر الإفراج عن 62 سجينة من بين 4300 معتقلة سورية في سجون النظام، فإن ثماني منهن فقط كن قد اعتقلن لأسباب يقول النظام إنها متعلقة بالأحداث الأخيرة في سوريا، أما البقية فاحتجزن لأسباب متعلقة بنشاط أقربائهن.

وفي حين لم تظهر أي صورة للمعتقلات الـ14 اللاتي أطلق سراحهن الثلاثاء الماضي، ظهرت مقاطع فيديو للسجينات الـ48 المفرج عنهن ليل أمس، بعدما كن قد وصلن إلى منطقة المصنع على الحدود اللبنانية – السورية، حيث قابلن الوسيط القطري وعناصر من الأمن العام اللبناني، وفق شروط الصفقة، وأعيد نقلهن إلى ريف دمشق، حيث تعيش عائلاتهن، وذلك بناء على رغبتهن، بحسب ما أكده لـ«الشرق الأوسط» أمس رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي. ومن أبرز المفرج عنهن حتى الآن، وفق ما أكده الناشط الحقوقي عبيدة فارس لـ«الشرق الأوسط»، الشقيقتان الناشطتان غادة وسوسن العبار، والناشطة الإعلامية وردة سليمان، ودانيا يعقوب التي تعمل في مجال الدعم النفسي للأطفال، ودينا الأحمد، وهبة فيصان وزينب عجوب اللتان كانتا قد أحيلتا إلى محكمة الإرهاب. كما ضمت اللائحة الناشطة طل الملوحي، المعتقلة منذ عام 2009 التي صدر قرار بالإفراج عنها ومن المتوقع أن تنال حريتها في الساعات القليلة المقبلة. ومن بين المطلق سراحهن نساء تجاوزن الستين من العمر وفتيات لا تزيد أعمارهن على الـ14 عاما.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس بأن الإجراءات القانونية للإفراج عن الناشطة طل الملوحي، بعد توقيع النائب العام على قرار محكمة الجنايات، قد استكملت بعد إصدار محكمة الجنايات قرارا بالموافقة على إعفائها من ربع مدة الحكم الصادر بحقها ومن المنتظر الإفراج عنها في أي لحظة، بينما أكد ريحاوي أن الملوحي أخرجت من سجن عدرا، ومن المفترض، وفق الإجراءات التي يقوم بها النظام في حالات مماثلة، أن تكون قد أعيدت إلى فرع المخابرات في كفرسوسة، حيث اعتقلت «لإعطائها دروسا في المواطنية»، وفق ريحاوي الذي توقع ألا يجري الإفراج عنها قبل مساء اليوم، آملا ألا تتعرض للعرقلة. ومن المتوقع، بحسب ريحاوي، أن يجري الإفراج في الأيام المقبلة، على مراحل، عن 66 معتقلة وردت أسماؤهن في لائحة التبادل التي تضم 128 اسما وسبق للمعارضة أن اقترحتها مقابل إفراج لواء «عاصفة الشمال» عن اللبنانيين التسعة الذين كانوا مخطوفين بأعزاز. ويربط البعض إطلاق سراح المعتقلات على دفعات بتنفيذ المرحلة الثانية من «الصفقة الثلاثية» التي شملت المخطوفين اللبنانيين التسعة والطيارين التركيين المعتقلين في لبنان والمعتقلات السوريات في السجون السورية، والمتمثلة إما بإطلاق سراح المطرانين المخطوفين في حلب بولس يازجي ويوحنا إبراهيم، أو بدفع الجزء الثاني من مبلغ المال المتفق عليه، بحسب ما يقوله الناشط الحقوقي عبيدة فارس لـ«الشرق الأوسط». لكن رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان، عبد الكريم ريحاوي، يتوقع أن يرتبط إطلاق سراح المعتقلات على دفعات بالظروف التي يعشنها، التي يحاول النظام تحسينها قبل إخراجهن لتحسين صورته أمام المجتمع الدولي. ويتوقع أن تكون حالة من سيفرج عنهن في الأيام المقبلة، وتحديدا من «فرع فلسطين 135» في دمشق، أسوأ من اللاتي أفرج عنهن. وتأتي هذه التطورات غداة تحرك لافت للمدير العام للأمن العام اللبناني، اللواء عباس إبراهيم، الذي قاد عملية التفاوض عن الجهة اللبنانية لإطلاق سراح اللبنانيين التسعة، باتجاه سوريا، حيث التقى قبل يومين الرئيس السوري بشار الأسد، طالبا منه تقديم الدعم لإطلاق سراح المطرانين. وأعلن إبراهيم في وقت سابق أنه «بتوجيه من الرئيس اللبناني ميشال سليمان ووزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل، سيكمل التفاوض بشأنهما (المطرانان)»، ليعلن أمس أن السلطات السورية أبدت تجاوبا في التعامل مع هذا الملف. ويشير ريحاوي إلى إمكانية أن «تفتح صفقة التبادل الأخيرة الباب أمام صفقات أخرى، إنما هذه المرة بين (الجيش الحر) من جهة والنظام السوري من جهة أخرى، بعدما كان الأخير يتبع سياسة رفض التفاوض مع المعارضة أو يعمد إلى إفشالها بسبب أسماء محددة لنكتشف بعد ذلك، أنهم قتلوا، تاركا المعتقلين من ضباطه وعناصره لدى (الجيش الحر)، ولا سيما في الرقة وريف حلب، وهو الأمر الذي أدى إلى استياء كبير لدى الطائفة العلوية بشكل خاص». ويتفق ما يقوله ريحاوي مع بيان نشر أمس على موقع «لواء أويس القرني» على «فيس بوك»، تعلن بموجبه القيادة العامة في مدينة الطبقة بمحافظة الرقة أن اللواء سيقوم بعملية تبادل للأسرى مع النظام، داعيا الناشطين في المدينة، ممن لديهم معلومات حول أحد المعتقلين في سجون النظام من أبناء المحافظة، إلى إرسال أسمائهم. وقال إن أولوية التبادل ستكون للنساء.

وكان الناشط الحقوقي عبيدة فارس قد أوضح أن لائحة أسماء المعتقلات أعدت انطلاقا من الأسماء التي تبلغتها المعارضة، السياسية منها والعسكرية، وتجاوز عددها الـ300 سجينة، لكن النظام رفض الإفراج عن أكثر من 128. وأشار إلى أن التقديرات تبين أن عدد المعتقلات يناهز 8 آلاف، بعدما عمد النظام إلى اعتماد سياسة اعتقال النساء من أجل إجبار النشطاء من عائلاتهن على تسليم أنفسهم أو التوقف عن العمل مع المعارضة.

ورأى فارس أن صفقة التبادل الأخيرة «أظهرت حجم ارتباط النظام السوري بالأجندات الخارجية، حيث إنه وللمرة الثانية يفرج عن معتقلين سوريين لديه مقابل الإفراج عن معتقلين غير سوريين (لبنانيون في هذه الصفقة وإيرانيون في صفقة سابقة)، بينما يرفض النظام إجراء صفقات لتبادل أسرى من ضباط سوريين برتب عالية من الموالين للنظام».

ودعا المجتمع الدولي لبذل المزيد من الضغوط لوقف انتهاكات حقوق الإنسان الواسعة وضرورة تضمين هذا البند في أي حل سياسي مقترح، إذ لن يكون الانتقال إلى مرحلة العدالة الانتقالية ممكنا من دون حل مشكلة المختفين قسريا، ومعالجة كل تبعاتها القانونية والاجتماعية.

“الائتلاف السوري” يرجئ اجتماعه مجدداً للتوصل الى موقف موحّد من “جنيف ـ2”

                                             (أ ف ب، يو بي أي)

أرجأ “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” اجتماعه المقرر في اسطنبول الأسبوع المقبل مرة ثانية تحت وطأة ضغوط دولية مكثفة لإقناعه نهائياً بحضور مؤتمر جنيف-2. فيما يتوقع أن تسلم دمشق منظمة حظر الأسلحة الكيميائية خلال الساعات المقبلة برنامجها لتدمير ترسانتها الكيميائية، وهي عملية يُفترض أن تنتهي، بموجب القرار 2118 الصادر عن مجلس الأمن، بحلول حزيران 2014.

وذكر عضو الائتلاف سمير نشار في اتصال هاتفي مع وكالة “فرانس برس” أن اجتماع الهيئة العامة الذي كان مقرراً في الأول من تشرين الثاني المقبل “أرجئ الى التاسع” من الشهر نفسه.

وكان الاجتماع مقرراً أصلا في 22 تشرين الأول وقد أرجئ لمصادفته مع اجتماع “مجموعة أصدقاء سوريا” في لندن، فحدد في الأول من تشرين الثاني، ليعاد تأجيله أمس.

وأوضح نشار أن سبب الإرجاء هو “مواجهة استحقاق جنيف”، مشيراً الى “وجود جهد دولي وأميركي تحديداً لمحاولة إقناع الائتلاف بحضور مؤتمر جنيف 2”. أضاف أن “الأوساط الدولية تحاول جمع أكبر عدد ممكن من المعارضين في مؤتمر جنيف”، مشيراً الى أن “الارجاء هو لإعطاء مزيد من الوقت للنقاشات ومحاولات التأثير لتغيير المواقف”، لا سيما داخل المجلس الوطني السوري، أحد أبرز مكونات الائتلاف الذي أعلن رفضه المشاركة في مؤتمر جنيف.

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أول من أمس الأربعاء أن السفير الأميركي في سوريا روبرت فورد التقى عدداً من قادة المعارضة السورية في اسطنبول لإقناعهم بالمشاركة في مؤتمر جنيف-2 الذي يُفترض أن يجمع ممثلين عن النظام والمعارضة وأطرافاً دولية بهدف ايجاد تسوية للأزمة السورية.

وقالت مساعدة المتحدثة باسم الوزارة ماري هارف إن مشاركة المعارضة السورية “أمر مفصلي وسوف نواصل تشجعيهم للمشاركة في المؤتمر”.

ويشترط الائتلاف للمشاركة في مؤتمر جنيف “ايجاد ممرات إنسانية” للمناطق التي يحاصرها النظام في سوريا وأبرزها في ريف دمشق ومدينة حمص، وإطلاق المعتقلات والأطفال (الموجودين في سجون النظام) قبل بدء التفاوض”، على أن يكون التفاوض على “انتقال السلطة بكل مكوناتها وأجهزتها ومؤسساتها ثم رحيل” الأسد، بحسب ما أوضح أخيراً رئيس الائتلاف أحمد الجربا.

ويرفض النظام السوري أي بحث في مصير الأسد.

وأكدت وزارة الخارجية السورية أول من أمس الأربعاء أن الشعب السوري هو “المعني الحصري باختيار قيادته ورسم حاضر ومستقبل سوريا ولن يسمح الشعب السوري لأي طرف خارجي بأن ينصب نفسه بديلاً منه في اختيار حكوماته وتحديد صلاحياتها ومهامها”.

جاء ذلك غداة إعلان “مجموعة أصدقاء سوريا” اثر اجتماع لها في لندن أن “لا دور للرئيس بشار الأسد” في مستقبل سوريا.

على صعيد آخر، أعلن المتحدث باسم منظمة حظر الأسلحة الكيميائية مايكل لوهان إن المنظمة “تتوقع أن تتسلم الإعلان الأول لسوريا بشأن برنامج تفكيك أسلحتها الكيميائية” الأحد المقبل على أبعد تقدير.

وكانت دمشق سلمت قبل بداية عملية التحقق والتفكيك في الأول من تشرين الأول لائحة بـ23 موقعاً لإنتاج وتخزين أسلحتها الكيميائية، تم حتى الآن تفتيش 18 منها، فيما دمر السوريون بإشراف بعثة المنظمة المشتركة مع الأمم المتحدة، “معدات انتاجية في كل هذه المواقع باستثناء موقع واحد”، بحسب المنظمة.

إطلاق سجينات

ارتفع الى 64 عدد السجينات اللواتي أفرجت عنهن السلطات السورية وقد وردت أسماؤهن على لائحة التبادل مع المخطوفين اللبنانيين التسعة الذين أطلقوا الأسبوع الماضي بعد 17 شهراً من الاحتجاز لدى مجموعة من المعارضة المسلحة، بحسب ما أفادت ناشطة حقوقية سورية.

وقالت الناشطة سيما نصار، التي تتابع عن كثب ملف المعتقلين في السجون السورية لوكالة “فرانس برس”: “أفرجت السلطات السورية الأربعاء عن دفعة جديدة من السجينات، ما يرفع عدد المفرج عنهن منذ الثلاثاء الى 64”.

وأوضحت نصار أن من بين المخلى سبيلهن لبنانية وثلاث فلسطينيات، وأن السجينات أطلقن من سجن عدرا المركزي شمال شرق دمشق.

وأشارت الى أن غالبية اللواتي أطلقن من مناطق في ريف دمشق “وطلبت السلطات من بعضهن مغادرة الأراضي السورية، في حين تركت للأخريات حرية الخيار”.

وأوضحت نصار أنه “يُفترض بالصفقة أن تشمل 128 سجينة، وتلقينا وعوداً بأن يتم الإفراج عن العدد المتبقي قبل نهاية الأسبوع”.

تطورات ميدانية

أعلنت قوات الأسد أمس أنها استعادت السيطرة على بلدة حتيتة التركمان القريبة من طريق مطار دمشق الدولي، والتي تشكل صلة وصل بين معاقل مقاتلي المعارضة في الغوطة الشرقية والغوطة الغربية، بحسب ما أفاد مصدر أمني سوري وكالة “فرانس برس”.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 25 عنصراً على الأقل من القوات النظامية و17 من المعارضة المسلحة قتلوا خلال اشتباكات وقعت في الأيام الثلاثة الماضية في المنطقة، مشيراً الى أن قوات النظام “مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني سيطرت على نحو 70 في المئة” من البلدة.

ويأتي هذا التقدم بعد استعادة القوات النظامية بلدات في ريف دمشق على طريق المطار الدولي، هي الذيابية والحسيبنية في العاشر من تشرين الأول، والبويضة في 16 من الشهر نفسه.

وتحاول القوات النظامية منذ أشهر السيطرة على معاقل مقاتلي المعارضة في محيط دمشق، لمنعهم من التقدم الى دمشق.

وأفادت قناة “الإخبارية” السورية أمس أن “إرهابيين أطلقوا عدداً من قذائف الهاون سقطت في عدد من أحياء جرمانا”، ضاحية جنوب شرق دمشق المحسوبة اجمالاً على النظام.

وتشهد جرمانا تصاعداً في أعمال العنف منذ فترة، وتسببت قذائف الهاون في العاشر من تشرين الأول الحالي بمقتل 18 شخصاً.

في مدينة حمص (وسط)، قتل شخص واحد وأصيب 43 آخرون بجروح على الأقل في تفجير سيارة مفخخة أمس الخميس، بحسب ما ذكر الإعلام الرسمي السوري.

وأفاد التلفزيون الرسمي أن الضحايا وبينهم أطفال ونساء، سقطوا في “تفجير إرهابي استهدف بسيارة مفخخة شارع الأهرام عند دوار النزهة” في جنوب حمص.

وأشار المرصد السوري الى أن الحي “تقطنه غالبية من الطائفة العلوية”.

ودارت اشتباكات بين مقاتلين أكراد وعناصر جهاديين مرتبطين بتنظيم القاعدة في شمال شرق سوريا، سيطر خلالها الأكراد على قريتين في محيط بلدة اليعربية الحدودية مع العراق التي يحاولون التقدم نحوها، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة “فرانس برس”: “اندلعت اشتباكات قبيل منتصف ليل الأربعاء الخميس بين مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي من جهة، وعناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة وكتائب أخرى، إثر هجوم بدأته وحدات الحماية” على مقار الجهاديين في محيط اليعربية في محافظة الحسكة.

وأوضح أن “الغاية من الهجوم الاستيلاء على اليعربية” الواقعة تحت سيطرة “الدولة الإسلامية” والتي يوجد فيها معبر حدودي مع العراق.

وأشار الى أن الاشتباكات التي استمرت قرابة 12 ساعة “أدت الى سيطرة المقاتلين الأكراد على قريتي المزرعة والسيحة في محيط اليعربية”، متحدثاً عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.

وتمثل اليعربية الحدودية أهمية للطرفين، إذ تشكل معبراً للمقاتلين والذخيرة. وتتيح هذه البلدة تواصلاً للأكراد مع أقرانهم في كردستان العراق، في حين يرى الجهاديون فيها نقطة وصل مع غرب العراق حيث يحظى المقاتلون المرتبطون بالقاعدة بنفوذ واسع.

وشهدت مناطق واسعة في شمال سوريا وشمال شرقها لا سيما قرب الحدود التركية والعراقية، معارك شرسة خلال الأشهر الماضية بين المقاتلين الأكراد التابعين في غالبيتهم الى حزب الاتحاد الديموقراطي والجهاديين.

ويرى محللون أن الأكراد يسعون الى تثبيت سلطتهم الذاتية على الأرض والموارد الاقتصادية في المناطق التي يتواجدون فيها، ومنها الحكسة الغنية بالنفط، في استعادة لتجربة أقرانهم في كردستان العراق.

أما “الدولة الإسلامية” التي يتزعمها العراقي أبو عمر البغدادي، فتسعى الى بسط سيطرتها على المناطق الحدودية مع تركيا والعراق، وطرد أي خصم محتمل لها منها، بحسب محللين.

وصباح أمس بدأ التيار الكهربائي بالعودة تدريجياً الى المناطق سورية بعد انقطاعه ليل الأربعاء ـ الخميس عن معظم أنحاء البلاد بسبب تفجير خط غاز يزود محطة حرارية أساسية قرب مطار دمشق الدولي، وذلك بعد “تأمين مصادر وقود بديلة”، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا” عن وزير الكهرباء عماد خميس.

مقتل 14 جنديا سوريا وحصار على قدسيا

                                            قال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن 14 جنديا نظاميا قتلوا في معارك جرت في درعا أسفرت عن سيطرة الجيش السوري الحر على أحد الحواجز الأمنية. وأفادت لجان التنسيق بأن الجيش الحر سيطر على حاجز الراضي الجديد قرب مدينة طفس بريف درعا.

وفي المنطقة ذاتها، قصف جيش النظام براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة أحياء درعا البلد وحي طريق السد ومخيم درعا كما شهد حي المنشية اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام.

وأفاد ناشطون بأن طيران النظام استهدف محيط حاجز التابلين الواقع بين مدينتي طفس وداعل بريف درعا في حين تعرضت مدن وبلدات المليحة الشرقية وداعل وطفس والشيخ مسكين وعتمان لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة.

وقالت لجان التنسيق المحلية إن عددا من القتلى وعشرات الجرحى سقطوا اليوم جراء انفجار سيارة مفخخة في سوق منطقة وادي بردى بريف دمشق.

كما قالت هذه اللجان إن قوات النظام تفرض حصارا خانقا على مدينتي قدسيا والهامة في ريف دمشق.

حصار قدسيا

وأفادت اللجان بأن حواجز النظام تصادر الخبز والطحين وتمنع دخول أي نوع من المواد الغذائية إلى مدينة قدسيا التي يقطن فيها أكثر من 400 ألف نسمة أغلبهم نازحون من مخيم اليرموك وبلدات الغوطة الشرقية.

كما تمنع قوات النظام دخول سيارات القمامة إلى المدينتين مما يجبر الأهالي على إحراق أكوام القمامة في أماكنها. ويقول ناشطون إن سبب هذا الحصار هو رفض الأهالي الخروج في مسيرات مؤيدة للنظام ورفع صور الرئيس السوري في البلدة.

وفي المنطقة ذاتها، قصفت قوات النظام براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة مدن وبلدات المليحة ومعضمية الشام وداريا وعدة مناطق بالغوطة الشرقية.

وتشهد مدن تلبيسة وقلعة الحصن وبلدة مهين بريف حمص قصفا عنيفا بالمدفعية الثقيلة، كما استهدف الطيران الحربي الطريق الواصل بين جبل معارة الأرتيق ومدينة عندان بريف حلب، وتتعرض مدينة السفيرة لقصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة بحب ما أفادت شبكة شام الإخبارية.

وقصفت مدفعية النظام الثقيلة عدة مناطق بريف حماة الشمالي كما تمكن الجيش الحر من السيطرة على حاجز المداجن (الكفر) بريف حماة الشمالي.

وفي ريف اللاذقية قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مصيف سلمى وعدة قرى بجبل التركمان.

وقبل تلك الحصيلة، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان سقوط 19 قتيلا في أنحاء متفرقة من سوريا بينهم 14 من الجيش الحر.

يأتي ذلك بعد أن قالت الهيئة العامة للثورة السورية أمس أن قوات المعارضة قتلت قائد الحملة العسكرية على مدينة معضمية الشام وعشرين من جنوده.

من جهتها أعلنت القوات النظامية استعادتها لبلدة حتيتة التركمان القريبة من طريق مطار دمشق الدولي والتي تشكل صلة وصل بين معاقل مقاتلي المعارضة في الغوطة الشرقية والغوطة الغربية.

42 قتيلاً في انفجار سيارتين مفخختين بريف دمشق

التفجير وقع قرب مسجد وأوقع عشرات الجرحى وبينهم أطفال

بيروت – العربية.نت، فرانس برس

أفادت شبكة “سوريا مباشر” بسقوط 42 قتيلاً على الأقل، الجمعة، في انفجار سيارتين مفخختين في وادي بردى بريف دمشق.

وكان “المرصد السوري لحقوق الإنسان” والإعلام الرسمي السوري، قد أفادا بحدوث انفجار شديد نتج عن سيارة مفخخة قرب مسجد في قرية سوق وادي بردى الواقعة شمال غرب دمشق، أسقط عدداً كبيراً من القتلى والجرحى.

ونقلت وكالة “فرانس برس” عن مدير المرصد رامي عبدالرحمن قوله إن عدداً من المصابين من الأطفال.

من جهته، بث التلفزيون الرسمي السوري في شريط إخباري عاجل أن “إرهابيي جبهة النصرة (المتطرفة المرتبطة بالقاعدة) فجّروا سيارة مفخخة قرب مسجد أسامة بن زيد في سوق وادي بردى بريف دمشق، وأنباء أولية عن شهداء وجرحى”.

ويستخدم نظام الرئيس بشار الأسد والإعلام الرسمي عبارة “إرهابيين” للإشارة إلى مقاتلي المعارضة الذين يقاتلون القوات النظامية في النزاع المستمر منذ 31 شهراً.

وشهدت مناطق عدة من سوريا تفجيرات بسيارات مفخخة، بعضها يقودها انتحاريون، أدت إلى مقتل المئات.

وأدى النزاع السوري إلى مقتل أكثر من 115 ألف شخص، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقراً ويقول إنه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في كل سوريا.

لاجئة سورية في الأردن تقتل طفلها بحقنة بنزين

بعد أن باءت محاولاتها بالفشل في لف حبل حول عنقه

عمان – فرانس برس

قتلت لاجئة سورية في الأردن طفلها المصاب بالتوحد عبر حقنه بالبنزين، بعد محاولة فاشلة لشنقه من أجل أن تريحه من مرضه ومن الظروف التي تمر بها إثر الفرار من سوريا، على ما أفاد مصدر أمني، الجمعة.

وقال المصدر “إن سيدة سورية قامت أمس (الخميس) بحقن طفلها (7 أعوام) المصاب بالتوحد بالبنزين ما أدى إلى موته، واعترفت لاحقا خلال التحقيق أنها أرادت أن تريحه بعد أن تعبت من رعايته ومن الظروف التي تمر بها إثر الفرار من سوريا”.

وأوضح أن “الطفل كان يرقد منذ أسبوع على سرير بغرفة العناية المركزة بمستشفى الأميرة بسمة بمدينة إربد (شمال المملكة)، بعد إصابته باختناق إثر لف حبل على عنقه، وأثناء زيارة والدته له قامت بحقن إبرة بنزين في المحلول الطبي المغذي”.

وأضاف المصدر أن “جهاز القلب والتنفس أطلق إنذارا فور توقف نبضات القلب فهرع الأطباء لمحاولة إنقاذ الطفل، فيما انتشرت رائحة البنزين بالغرفة فتم اكتشاف الجريمة والتحفظ على السيدة التي اعترفت لاحقا بقتل ابنها”.

وأشار إلى أن “السيدة اعترفت بأنها قامت بحقن طفلها بالبنزين بعد أن فشلت محاولتها الأولى لقتله بلف حبل حول عنقه”.

تسجيل مسرب لمقاتلي حزب الله وأبي الفضل العباس بريف دمشق

التسجيلات بدت فيها اللهجتان العراقية واللبنانية خلال الحوارات بين العناصر

دبي – قناة العربية

أظهرت تسريبات مصورة مجاميع من عناصر لواء أبي الفضل وعناصر حزب الله وهي تقاتل في ريف دمشق الجنوبي خلال الأسابيع الماضية, وتظهر من خلال التسجيلات اللهجتان اللبنانية والعراقية في الحوارات بين العناصر على خلفية أغان طائفية.

فمن القرى القريبة على طريق المطار مروراً بالذيابية والحسينية والبويضة, وصولاً إلى السيدة زينب ينتشر عناصر لواء أبي الفضل وعناصر حزب الله التي تقاتل في تلك المناطق بذريعة الدفاع عن المراقد والأضرحة في جنوب دمشق.

وتأتي هذه التسريبات المصورة بعد يومين من اقتحام وإحراق كتائب تابعة للجيش الحر في منطقة السيدة زينب مقرات لواء أبي الفضل العباس عند دوار حجيرة، وسط استمرار الاشتباكات على طريق مطار دمشق الدولي من جهة معمل الخميرة بالغوطة الشرقية بين الجيش الحر وقوات النظام المدعومة بقوات حزب الله ولواء أبي الفضل العباس.

منظمة الصحة العالمية تحذر من تفشي شلل الأطفال في سوريا

الأطفال تحت سن الخمس سنوات هم الأكثر عرضة للإصابة بالمرض.

أفادت منظمة الصحة العالمية أنه يعتقد أن 22 شخصا على الأقل، معظمهم من الأطفال الرضع وصغار السن، أصيبوا بمرض شلل الأطفال في سوريا.

وإذا تأكدت هذه الأنباء، فسيكون ذلك أول تفشي وبائي للمرض هناك منذ 14 عاما.

وقد بدأت وزارة الصحة السورية حملة تلقيح للمناعة ضد المرض الخميس.

وكان نحو 95 في المئة من الأطفال لقحوا ضد المرض قبل بدء النزاع المسلح والحرب الأهلية في سوريا عام 2011.

وتقدر اليونسيف أن نحو 500 ألف طفل لم يلقحوا ضد المرض في سوريا حاليا.

وقالت منظمة الصحة العالمية إنها تشك في أن التفشي الوبائي للمرض يتركز في محافظة دير الزور.

ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن أوليفر روزينباور المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية “ثمة نحو 22 أصابة حادة بالشلل الرخو(عرض يظهر مع بعض الأمراض وأبرزها شلل الأطفال) تم التحقق بشأنها في هذه المنطقة. والكل يتعامل مع ذلك بوصفه تفشيا وبائيا، ونحن في سياق الاستجابة للتفشي الوبائي”.

وقد أكدت الفحوص المختبرية حالتين للإصابة بالمرض حتى الآن، وتتوقع منظمة الصحة العالمية تأكيد نتيجة الفحص المختبري للحالات العشرين المتبقية في الأسبوع القادم.

حملة تطعيم واسعة

وحاليا، ثمة نحو أكثر من 100 ألف طفل، كلهم تحت سن خمس سنوات،عرضة لخطر الإصابة بشلل الأطفال في محافظة دير الزور وحدها، والتي تشهد قتالا ضاريا بين القوات الحكومية ومسلحي المعارضة.

وما زالت مدينة دير الزور بيد القوات الحكومية الموالية للرئيس بشار الأسد، بينما تسيطر المعارضة على المناطق الريفية في المحافظة.

وتعمل منظمة الصحة العالمية مع الأمم المتحدة ووزارة الصحة السورية والوكالات المتخصصة الأخرى لإنجاز برنامج تطعيم واسع النطاق ضد المرض.

وتقول مراسلة بي بي سي في جنيف إيموجين فولكيس أنه تعهد من المتوقع أن يكون صعب التنفيذ بسبب غياب الأمن المنتشر على مستوى واسع، وكذلك خروج نحو نصف الكوادر الطبية من البلاد.

وتسبب النزاع المسلح في سوريا بنزوح أكثر من أربعة ملايين شخص داخل سوريا، حيث يعيشون في مخيمات أو أماكن مزدحمة وبظروف تفتقد للرعاية الصحية.

وسبق لمنظمة الصحة العالمية أن أفادت بزيادة حالات الإصابة بالحصبة والتيفوئيد والتهاب السحايا.

عادة ما ينتشر هذا المرض المعدي نتيجة تناول أطعمة وسوائل ملوثة

وتعمل منظمات الاغاثة والمساعدات الإنسانية أيضا على خطط تطعيم طارئة لمخيمات اللاجئين السوريين في الأردن ولبنان وتركيا ومصر.

وقال المتحدث باسم عمليات اليونسيف في الشرق الأوسط سيمون إنغرام لبي بي سي “بالتأكيد، نحن قلقون جدا بشأن الوضع” في سوريا.

وأضاف “إن الناس يتدفقون عبر الحدود بطريقة غير مسيطر عليها، وهذا ما يزيد من الاحتمالات والطرق التي يمكن أن ينتشر بها الفيروس”.

وعادة ما ينتشر هذا المرض المعدي نتيجة تناول أطعمة وسوائل ملوثة بالبراز.

وقد تم استئصال مرض شلل الاطفال بشكل كبير في البلدان المتقدمة، ولكن ثمة مناطق في العالم ما زالت تشهد بؤرا وبائية أمثال نيجيريا وباكستان وأفغانستان.

وقد انخفض معدل الاصابات بمرض شلل الاطفال من ما مقداره 350 ألف حالة عند بدء منظمة الصحة العالمية حملة للتطعيم ضد المرض في عام 1988 إلى 223 حالة موثقة فقط في العام الماضي.

ولا يوجد علاج للمرض، على الرغم من أن سلسلة التلقيحات يمكن أن تولد مناعة ضده. ويعد الأطفال الصغار الأكثر عرضة للإصابة بشلل الاطفال، الذي يمثل أحد أكثر الأمراض خطورة عليهم.

BBC © 2013

التايمز : العلويّون سيقاتلون حتى الموت من أجل اللص الذي يبغضون !

التايم

ترجمة: باسل الجنيدي

على حسب ما يعتقد “أبو خضر”، فإنّ الرئيس السوري بشّار الأسد هو “اللص” الذي سيقود سوريا “إلى الجحيم”، إلا أنّ ذلك لا يعني أنّه سيتوقّف عن القتال من أجل النظام. كجندي علوي يخدم في الحرس الجمهوري، يشعر “أبو خضر” بأنّه يجب مواصلة القتال من أجل الأسد، العضو في الأقل…يّة الدينية ذاتها، من أجل الحفاظ على بقاء طائفته في بلد يهيمن عليه المسلمون السنّة. هو يلوم الأسد لقيادته العلويّين إلى حرب طائفيّة، ولكن لا يرى بديلاً عن دعم الأسد. يقول “أبو خضر” : (لقد قادنا الأسد إلى هذه الحرب كي يحافظ على سلطته، لكن كعلويين، نحن مضطرون للقتال، لأنّ المعارضة سنيّة، ويريدون قتلنا جميعاً)

وبينما يجول وزير الخارجية الأمريكي “جون كيري” في أوروبا هذا الأسبوع من أجل جلب مجموعات المعارضة السوريّة وحلفائها الدوليين إلى مفاوضات سلميّة في جنيف، مقررة في نهاية شهر تشرين الثاني، قد يكون قد تجاهل مجموعة مهمّة تملك مفتاح الحل – السكان العلويّون الذين لا يؤيدون الأسد بالضرورة لكنّهم يشعرون بالرعب من شكل سوريا بدونه. الأسد الذي يرى نفسه متقدّما، يرفض التفاوض مع “الإرهابيين”، وهو المصطلح الذي يستخدمه للدلالة على المعارضة المسلّحة, بينما تنقسم المعارضة بدورها حول إذا كان ينبغى أن يحظى الأسد بأي دور على الإطلاق، سواءً في المفاوضات أو في الحكومة الانتقالية المقترحة.

وبالنسبة للمجموعة الوحيدة التي تتوق إلى المفاوضات، العلويّون الذين يريدون أن يروا نهاية للحرب، فإنّ جنيف هو الخيار الأفضل للسلام، يقول “أبو خضر”: (يمكننا أن نكمل حياتنا سويّة إذا ما نسينا الاختلافات الدينية والسياسية)، هو يعتقد أنّ ذلك لن يكون سهلاً خصوصاً بعد سنتين ونصف من القتال، ويضيف: (لن يرمي السنّة أسلحتهم بسهولة بعد أن قتلنا منهم الكثيرين ودمّرنا منازلهم). إلا أنّه يعتقد أنّ البديل الوحيد هو استمرار الحرب، إذا لم تجلس المعسكرات المتحاربة على طاولة حوار في تشرين الثاني، فإنّه من المرجّح أن يتحوّل المأزق الدموي في سوريا إلى حرب اقليمية باعتبار أنّ الداعمين – السعودية ودول الخليج وتركيا بجانب المعارضة، وإيران وحزب الله اللبناني بجانب النظام- يسعون للحصول على النتائج التي يرغبون من خلال دعم الوكلاء المحليين. يخشى العلويّون من أنّه مهما كان ما سيجدث، فمن المرجّح أن يكونوا هم الخاسر الأكبر.

يشكّل العلويّون حوالي 12% من سكّان سوريا، إلا أنّ لديهم تمثيل غير متناسب في أجهزة الأمن السوريّة، الحكومة، وقيادات الجيش، بفضل قانون عائلة الأسد الذي استمرّ لأكثر من 40 عاماً. والذي أجبر العديد من العلويّين، الذين لا يؤيدون الأسد بالضرورة، إلى تحمّل وطأة غضب المعارضة الذي تشوبه عناصر طائفيّة من القيادات العسكرية والسياسية السنيّة. إذ أنّ قيادة المعارضة السياسية والعسكرية المتمركزة في تركيا، قد تمتنع عن استخدام مصطلحات طائفية لوصف الحرب، إلا أنّ المقاتلين المتمرّدين على الأرض، ينعتون بشكل روتيني الجنود العلويّين الذين يقاتلون من أجل الأسد بالـ”كفار” و”المرتدين” و”الكلاب” الذين تجب إبادتهم.

لا عجب إذن من أنّ جنوداً كـ”أبو الخضر” (الذي تحدّث إلى التايم في الجيب العلوي من طرطوس على ساحل البحر المتوسّط) يعتبرون أنّ هذه الحرب هي حرب وجوديّة.

يصرّ “أبو طارق”، جندي آخر يزور بيته في طرطوس خلال إجازته، على أنّه لا يحارب دفاعاً عن الأسد، ولكن دفاعاً عن الطائفة العلويّة، ( أعرف أنّ الأسد لصّ قاد هذا البلد بالقوّة لا بالعدل، إلا أنّ التخلّي عنه يعني التخلّي عن أنفسنا لأنّه الشخص الوحيد القادر على قيادتنا في هذه الحرب). مثل “أبو خضر” ، تحدّث “أبو طارق” إلى “التايم” بشرط أن يتمّ استخدام أسماء وهميّة فقط، من أجل حماية عائلته.

يوافق “أبو خضر” و “أبو طارق” على أنّ الأسد جعل حياتهم أسوأ، أولاً من خلال حكمه الاستبدادي، ومن ثمّ من خلال جرّ طائفته إلى ما تطوّر إلى حرب طائفية، ورغم ذلك يقولان أنّ رحيل الأسد لا يمكن أن يكون شرطاً مسبقاً للمفاوضات، فبعدم وجود الأسد كجزء من المرحلة الانتقاليّة لا يرون أنّ هناك ضمانات كافية تكفل أنّ حقوقهم كأقليّة ستكون محميّة، ليس فقط من السنّة التي تسعى للانتقام، ولكن من تهديد أكبر من جماعات تنظيم القاعدة الموجودة في صفوف المعارضة. هما يشعران بأنّ قيادات المعارضة لم تفعل ما يكفي لضمان سلامة العلويّين في سوريا من دون الأسد، وحتّى ذلك الحين، سوف يبقون يقاتلون من أجل الرجل الذي يبغضون

هيئة «التنسيق» تقبل المشاركة في «جنيف – 2» بوفد موحّد يرأسه رياض سيف

كشف الناطق الرسمي باسم هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي في سورية منذر خدام أن الهيئة توافق على حضور مؤتمر «جنيف 2» بوفد مشترك للمعارضة السورية يترأسه عضو «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» رياض سيف، موضحاً أن المؤتمر سيتم لأن هناك «حاجة دولية لعقده حتى بمن حضر»، وأنه يمثل «عملية تفتح مسارا للحل السياسي قد يأخذ أشهراً من التفاوض»، ومعتبراً أن البيان الختامي الصادر عن اجتماع وزراء خارجية دول أصدقاء دمشق في لندن «ايجابي وخطوة على الطريق الصحيح»

وفي تصريح خاص لـ «الراي» قال خدام إن «البيان الصادر عن مجموعة (لندن 11) إيجابي قياساً لما سبقه من تصريحات ومواقف متشددة وخصوصا بالمقارنة مع ما أعلنه رئيس الائتلاف أحمد الجربا (أول من) أمس في مؤتمره الصحافي»

وقال: إن «المؤتمر بتقديري سوف يعقد وهناك حاجة دولية للتوصل إلى تسوية، لأنه عندما أدرج الحل السياسي في قرار مجلس الأمن 2118 الخاص بتدمير الأسلحة الكيماوية في سورية فهو يعني أن المسار السياسي أصبح جزءا من نزع السلاح الكيماوي، كما أن نمو الحركات الجهادية المتطرفة في سورية بدأ يقلق المنطقة وهناك بنود واضحة في بيان مجموعة لندن 11 عن ضرورة محاربة هذه الحركات وهي مذكورة بالاسم مثل الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة وغيرها من الحركات المتطرفة»

وأضاف: «طبيعي أن تحاول مجموعة لندن 11 تقديم بعض الدعم السياسي للائتلاف الذي نرجو أن يصمد وألا ينشق قبل المؤتمر»، لكنه شدد على أن هيئة التنسيق «لن تحضر تحت سقف الائتلاف، ولكننا نوافق على الحضور ضمن وفد مشترك، تنفيذا لاتفاق الدول الراعية للمؤتمر بأن يكون الوفد يمثل المعارضة الوطنية الديموقراطية، وعندما نتفق على السياسية التفاوضية، ونحن قدمنا مذكرة مكتوبة في هذا الخصوص، فلا مشكلة لدينا أن يكون من الائتلاف 10 ومنا خمسة ومن الآخرين 3، بل نحن اقترحنا في مرحلة ما أن يكون رئيس الوفد من الائتلاف واقترحنا رياض سيف وهو يلقى الاحترام من الجميع ونقبل أن يكون رئيسا لوفد المعارضة.

وعن قراءته لما جاء في بيان «لندن 11» على أن لا مستقبل للرئيس بشار الأسد في سورية المقبلة، قال: «علينا أن ندقق في الصيغ والعبارات الموجودة في البيان، فعندما يترك كل شيء لصندوق الانتخاب والاقتراع فإن هذا الصندوق هو ما سيقرر مستقبل الجميع وليس فقط دور الرئيس السوري».

فورين بوليسي: انقسام بين كيري وكبار المسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية بشأن محادثات السلام السورية

 يوتشي دريزن- فورين بوليسي- ترجمة خاصة- كلنا شركاءkerry2_0

يوجد حالياً خلاف بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري وكبار موظفي وزارة الخارجية بشأن جدوى المضي قدماً في خطط عقد مؤتمر سلام الشهر المقبل والذي يتم التحضير له لوضع مفاوضين من الجماعات الرئيسية في المعارضة السورية ومن حكومة الرئيس بشار الأسد في غرفة واحدة ولأول مرة على الإطلاق.

في الوقت الذي كرس فيه كيري جهوده لعقد المحادثات وحث شخصيات مهمة في المعارضة السورية على المشاركة في المؤتمر، يعتقد بعض من كبار مستشاريه أنه يتعين إلغاء المؤتمر لأن مشاركة أهم قيادات المعارضة أمر بعيد الاحتمال.

تعتقد إدارة أوباما وكبار حلفائها بأن القتال في سوريا يعاني من جمود إلى حد كبير ولذلك يعتقد كيري أن محادثات السلام تقدم الفرصة الواقعية الوحيدة لإنهاء الحرب الأهلية.

ولكن يوجد فخ واحد: وهو العدد المتزايد من قادة المعارضة الذين يقولون إنهم لن يحضروا المؤتمر ما لم يقطع الأسد وعداً بتسليم السلطة لحكومة انتقالية والتنحي بعدها، وهو ما رفضه الأسد. ولذلك يطالب بعض المسؤولين بتأجيل المؤتمر أو إلغائه تفادياً للإحراج الذي سيلحق بالولايات المتحدة في حال فشل المؤتمر علانية.

ويمكث السفير الأميركي روبرت فورد هذا الأسبوع في اسطنبول كجزء من محاولة أخيرة لإقناع قادة المعارضة بالمشاركة في محادثات جنيف. ولكن حتى لو نجح فورد في مساعيه تلك، يبقى من غير الواضح إن كانت تلك القيادات ستتكلم باسم المتمردين على الأرض خاصة بعد قيام 65 فصيل من الميلشيات المتمردة الأسبوع الفائت بسحب اعترافهم بالائتلاف الوطني السوري.

هذه الفوضى في صفوف المعارضة تترك كيري في مأزق، حيث تقتصر واشنطن على دعم محادثات السلام فقط مع اتخاذ قرار بعدم التدخل العسكري في سوريا وعدم بذل المزيد من الجهود لتدريب المتمردين وتجهيزهم. وبذلك يتعين على كيري أن يقرر إن كان على استعداد للمقامرة على موافقة المتمردين بالاكتفاء بما توفره واشنطن.

المصدر: مجلة فورين بوليسي الأميركية

http://thecable.foreignpolicy.com/posts/2013/10/23/exclusive_kerry_and_top_state_officials_split_over_syria_talks

سوريا التي نعرفها ضاعت

  براين ميشيل جنكينز- نيوز اوبونيون- ترجمة خاصة- كلنا شركاء…

رغم تفوق نظام الأسد حالياً بدعم من الروس والإيرانيين إلا أن بشار الأسد لا يستطيع إستعادة سلطته بشكل كامل في سورية، فأعداد الثوار وصلت إلى أكثر من 100 ألف ولكنهم في حالة تجزئة وإنقسام وتداخل معقد  بين فصائل متعددة، ولكن تحالف المجموعات الجهادية التي ترتبط بالقاعدة مع مقاتلي ” داعش” دفع الجيش الحر إلى الرد وقتل قائد في صفوف ” داعش”.

ورغم أن كيري أدعى أن الجهاديين لا يمثلون غالبية الثوار بل ليس أكثر من 15-25% لكن قوة الجهاديين تنمو وتزداد بسرعة، في حين أن الثوار يفتقدون الأسلحة لمواجهة قوات النظام.

والخوف من الإرهاب بات عاملاً رئيسياً في كل مخططات وتحليلات الداعمين للثوار من الخارج، وشكل تجنب تزويدهم السلاح للجيش الحر والثوار من نمو العناصر الجهادية المرتبطين بالقاعدة.

أما ” داعش” فتظهر الآن ضمن دائرة الجهاديين كأكثر عنصر بارز للقاعدة، كما أن هناك فرق في المعارضة غيرثابتة، فبدلاً من أن تكون الحرب الأهلية في سورية بين طرفين أصبحت سورية تعيش في حالة نزاع داخلي.

هذا الوضع عقد الأمر على الدول مثل الولايات المتحدة التي صرحت برغبتها بإذاحة بشار الأسد رغم أنها لم تتفوه باستراتيجية مقنعة حيال ذلك، وباتت تقف عاجزة عن تأمين بديل للأسد، والتاريخ يقول أن التدخلات العسكرية المحدودة لا تستطيع الحد من سلطات الديكتاتور، وربما يكون البديل هو تعزيز قوى على الأرض تواجه الفوضى.

إن جود تنظيم القاعدة في سورية جعل الوضع خطيراً، ومعالجة وتدريب وتسليح الثوار الجيدين يتطلب وقتاً ومن الممكن أن يأخذ هذا سنوات قبل ظهورهم في أرض المعركة، ومن ثم فالقوة قد لا تكون كافية للإخلال بتوازن الأسد.

وكان من الواضح أنه منذ أقل من سنتين كانت أيام الأسد معدودة، ولكن يبدو أنه الان يحصل على الدعم والقوة، والأمور تتغير بسرعة فحتى المشاركون في الثورة لا يعرفون ما يمكن أن يحدث لاحقاً.

أما بالنسبة لداعمي الأسد ( إيران- روسيا)  فبنظرهم الأسد يجب أن يبقى في السلطة لأن سقوطه  يلن يفقد إيران حليفاً  في المنطقة فقط، بل لأن القادة الإيرانيون يخشون أن تشعل نهاية الأسد حركة محلية إيرانية تهدف إلى إسقاط الجمهورية الإسلامية، وتوجه ضربة قوية لحزب الله، كما أن الأسد  هوآخر حليف باق لروسيا في الشرق الأوسط وهو طرف رئيسي لشراء الأسلحة الروسية، وعامل لضمان استمرار قاعدة بحرية لها في سورية.

كل هذا يجعل استعادة  نظام الأسد لنظام الحكم في سورية بعيد المنال، ولكن مع استمرار الدعم  من أصدقائه من الممكن أن يحكم  دمشق وبعض المناطق الغربية من سوريا ولكن المعركة سوف تستمر بلا شك في بقية أجزاء سوريا الجغرافية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى